You are on page 1of 5

‫المطلب الثاني ‪:‬نشأة ونطور الوظيف العمومي‬

‫إن دراسة تطور الوظيفة العمومية تعتبر أساسية لفهم التحوالت التاريخية التي أثرت عليها وصوًال إلى ما أصبحت عليه اليوم‪ ،‬فمنذ قيام أول‬
‫تجمعات البشرية كانت هناك الحاجة ألفراد للقيام بمهام الخدمة واإلشراف والتنظيم‪ ،‬وبناًء على ذلك سنتطرق إلى دراسة تطور الوظيفة‬
‫‪.‬العمومية في الحضارات القديمة وصوًال للتشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬الوظيفة العمومية في الحضارات القديمة‬


‫أوًال‪ :‬الحضارة المصرية •‬
‫كانت الوظيفة العمومية تلعب دورًا حيويًا في تنظيم الحياة االجتماعية واالقتصادية للمجتمع‪ .‬كان هناك تنظيم وظيفي فعال قسم العمل بين‬
‫الفرد والمجتمع‪ .‬تصرف الحكومة في مصر القديمة شمل العديد من المجاالت‪ ،‬بما في ذلك الزراعة والبناء والصيد واألشغال العامة‬
‫والتجارة‪،‬كما تتكون من اإلداريين والموظفين العموميين يدعون "الُك تاب" كانوا مسؤولين عن تنظيم اإلدارة والحفاظ على السجالت‬
‫والمستندات الرسمية للدولة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬كان المصريون ينظرون للكاتب نظرة تقدير واحترام فقط كانت المدرسة التي يتخرج منها الموظفون‬
‫تسمى بيت الفتح أي دار الحياة (دراسة في الوظيفة العامة في النظم المقارنة وتشريعات الجزائر)‪.‬و أول ما ظهر من ألقاب وظيفية كان من‬
‫‪.‬عهد األسرة المصرية األولى بعد اختراع الكتابة بوقت قصير (ويكيبيديا)‬
‫و الوظائف ُت ورث من جيل إلى جيل‪ ،‬وخاصة تلك المتعلقة بالكهنوت واإلدارة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬كان من الممكن أن يرث االبن وظيفة‬
‫والده‪ ،‬وهذا كان شائعًا بين الكهنة حيث كانت الوظائف الدينية ُت عتبر مقدسة وغالبًا ما تبقى ضمن العائلة بإضافة لوظائف حكومية معينة‬
‫ُت ورث أيضًا‪ ،‬مثل وظائف اإلدارة في المقاطعات‪ ،‬حيث كان األمراء والمحافظون ينتمون غالبًا للعائالت النبيلة ويحتفظون بمناصبهم ضمن‬
‫األسرة‪ .‬هذا النظام كان يعزز االستقرار اإلداري ويضمن استمرارية السياسات والتقاليد‪(.‬موسوعة مصر القديمة ويكيبيديا المخصصة‬
‫لوظائف مصر القدييمة)‬
‫وفي نفس السياق كان الفراعنة يولون التدريب أهمية خاصة‪ ،‬فتوجد لديهم معاهد لتدريب الموظفين يقوم بتدريس فيها كبار العاملين وكان‬
‫النجاح في التدريب يؤخذ في االعتبار عند الترقية (دراسة في الوظيفة العامة في النظم المقارنة والتشريع الجزائري)التي تعتبر نظامًا معقدًا‪،‬‬
‫كذلك هناك تسلسل هرمي صارم للمناصب في اإلدارة والقضاء والكهنوت والجيش والحرف‪ ،‬ويعتمد بشكل أساسي على الكفاءة والخبرة‬
‫واألقدمية في العمل‪ ،‬باإلضافة إلى العالقات والنفوذ‪ ،‬لحرص على األلقاب والمناصب المختلفة‪ ،‬فمن الصعب الحصول على لقب جديد دون‬
‫استحقاق‬
‫‪.‬ومن الممكن أن يحصل الموظف على أكثر من لقب وظيفي واحد في نفس الوقت‪ ،‬مما يزيد من مكانته ودخله‬
‫باإلضافة إلى مناصب عليا مثل كبير الحاجب وكاتب الملك وكبير الصناع يتم تعيينها مباشرة من قبل الملك أو األسرة الملكية‪ .‬في بعض‬
‫‪.‬الحاالت كانت الوظائف موروثة من اآلباء إلى األبناء‪ ،‬خاصة في الكهنوت والحرف اليدوية‬
‫ورتب عسكرية مختلفة مثل جندي ورئيس جنود ولواء وقائد جيش يتم الترقية فيها بناًء على الشجاعة والبراعة العسكرية‪ .‬إجماًال‪ ،‬كان نظام‬
‫الترقيات في مصر القديمة يعتمد على عوامل مثل الكفاءة والخدمة الطويلة والعالقات والنفوذ‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار التسلسل الهرمي‬
‫الصارم للمناصب واأللقاب‪ .‬ويرى البعض أن الترقية للموظفين كانت تتم على أساس المحسوبية والوساطة‪ ،‬فلم يكن موظف يستطيع الترقية‬
‫إلى الوظائف العليا إال إذا كان رؤساؤه راضين عنه‪ ،‬فكان من الضروري تملق الرؤساء والتودد إليهم والخضوع لهم خضوعًا مطلقًا‪ ،‬ولعلهم‬
‫‪.‬يستندون في ذلك إلى قول الحكيم نباح حتب البنه "انحن أمام رئيسك" (مذكرات في الوظيفة العمومية)‬

‫ثانيا ‪:‬الصين القديمة‬

‫الوظيفة العمومية في الصين القديمة كانت تمثل جزًءا مهًما من نظام الحكم واإلدارة‪ ،‬وكان نظاًما معقًدا ومتطوًر ا تم تشييده على مدى‬
‫قرون‪.‬‬

‫االمتحانات‪ :‬عرف نظام الوظيفة العمومية في الصين القديمة اختيار الموظفين عن طريق نظام االمتحانات اإلمبراطورية‪ ،‬كما أنهم أول من‬
‫استخدم طريقة االمتحانات التحريرية منذ نحو عام ‪ 2200‬قبل الميالد وكانت هذه االمتحانات تشمل كثيًر ا من المجاالت‪ .‬تمثل االمتحانات‬
‫التي تجري في قصر المرحلة األخيرة من عملية اختيار الموظفين عن طريق االمتحانات في عهد الساللة تشينغ ‪ 1644‬حتى ‪،1911‬‬
‫وكان اإلمبراطور يعد بنفسه هذا االمتحان ويشرف عليه‪ .‬وتضم القوائم الذهبية أسماء المرشحين الذين اجتازوا االمتحان بنجاح المكتوبة‬
‫على ورقة صفراء هي وثائق تمثيلية لنظام االمتحان الذي تبلور في ظل الساللة تشينغ في سياق تطور استمر عدة قرون ابتداًء من ساللة‬
‫سوي (سنة ‪ 581‬ميالدية)‪ .‬وكان المجال الوحيد أمام الكتاب والعلماء للحصول على وظيفة رسمية في عهد الساللة تشينغ هو النجاح في‬
‫امتحانات التوظيف في سلك الخدمة المدنية التي كانت تتم بصورة منتظمة‪ .‬وتشمل سلسلة االمتحانات الحلقات التالية‪ :‬االمتحانات المناطقية‬
‫واالمتحانات اإلقليمية واالمتحانات في المدن الرئيسية واالمتحانات القصرية التي تجري في قاعة "الحفاظ على االنسجام" في القصر‬
‫الملكي‪ .‬ويطلق على الذين يجتازون االمتحان بالنجاح لقب جين شي‪ .‬ويتم توزيعهم على ثالث فئات‪ ،‬وتعلن قائمة أسمائهم على الجمهور‬
‫المكتوبة على ورقة صفراء تسمى القائمة الذهبية أو القائمة الصفراء‪ .‬وهناك نسختان من القوائم الذهبية الصغيرة التي تقدم لإلمبراطور‪،‬‬
‫والقائمة الكبيرة التي يتم وضعها خارج بوابات تشانغ آن (‬
‫‪https://ar.unesco.org/silkroad/silk-road-themes/documentary-heritage/alqwaym-aldhhbyt-‬‬
‫‪)llamthanat-alambratwryt-fy-hd-slalt-kyngh‬‬

‫وأكثر ما كان يميز هذه االمتحانات كان يتم اختيار على أساس الجدارة ونزاهة إتباعا لمبادئ الحكيم الصيني كونفوشيوس وليس على أسس‬
‫عائلية أو اجتماعية‪.‬‬

‫‪:‬اإلمبراطورية الرومانية‬

‫يعتبر نظام الوظائف العمومية جزًءا أساسًيا من النظام اإلداري الروماني الذي ساعد في الحفاظ على اإلمبراطورية الضخمة لفترة‬
‫طويلة من الزمن‪ .‬وعرف تنظيًما إدارًيا متميًز ا حيث ُقسم إلى‪:‬‬
‫مجلس الشيوخ (السناتو)‪ :‬من المرجح أن هذه الطبقة هي قمة الهرم في التسلسل االجتماعي للطبقات‪ ،‬فشملت هذه الطبقة المنحدرين‬
‫من الحكام والقناصل والمحامين والمتمتعين بسلطات اإلمبراطورية (‪ )Imperium‬والقنصلية (‪ ،)Consulship‬وبما أن‬
‫الوظائف العليا في الدولة لم يكن يخصص لها رواتب معينة‪ ،‬فإن شاغليها يرجح أن يكونوا من الذين تهيأت لهم الظروف للقيام‬
‫بالمهام الموكلة إليهم‪ ،‬لذلك فإن األرستقراطية الجديدة اعتمدت على قاعدتين أساسيتين هما المال والوظيفة مضاًفا إليهما اسم العائلة‪.‬‬
‫(الحياة العائلية اإلجتماعية الرومانية خالل العهد الجمهوري ‪)27-133‬‬
‫القنصل(‪:) consul‬وظيفة القنصل هي أعلى سلطة الوظائف في الجمهورية الرومانية‪ ،‬ألن سلطة الملك لم تلَغ عنها إذا بقيت‬
‫بالسلطة المطلقة‪ ،‬إنما أدخلت عليها بعض الضوابط التي اعُتقد أنها كفيلة بحيلولة دون استبداد في استخدامها‪ ،‬وهي مبدأ الزمالة‪،‬‬
‫أواًل ‪ :‬قصر مدة تولي المنصب على العام الواحد‪ ،‬ثانًيا‪ :‬مبدأ حق االعتراض‪:).‬‬
‫وكيل ‪ :Procurator‬كانت وظيفة الوكيل أعلى الوظائف في طبقة الفرسان‪ ،‬وكان من شروط االنضمام إلى هذه الطبقة ضرورة‬
‫أن تكون لديك ثروة تقدر بأكثر من ‪ 100,000‬سيستريوس وأن تكون في قائمة الفرسان المرسلة تحت مراقبة اإلمبراطور أن‬
‫يكون (فارس عمومي‪/‬فارس روماني) وهذا يكون إما لكونه فارًسا منذ النشأة أو ثم الحصول عليه عن طريق االمتياز‬
‫اإلمبراطوري‪ .‬وكانت الوظائف الخاصة بالمالية تسند إلى "‪ "Procurator augusti‬وكانت تمارس داخل المقاطعات‪ ،‬في‬
‫إيطاليا وروما وكذلك في المقاطعة اإلمبراطورية‪(.‬الوظائف والرتب العسكرية من خالل كتابة الالتينية)‬
‫نقيب العامة ذو السلطة التنفيذية في الفترة الممتدة ما بين ‪ 367-440‬قبل الميالد‪ ،‬كان الهدف من هذه الوظيفة إرضاء العامة‬
‫المحرومين من تولي القنصلية‪ ،‬لكن أولوية العمل بها أعيدت للقنصلية في ‪ 366‬قبل الميالد‬
‫مراقب اإلحصاء أو الرقيب (‪ :)Censor‬أنشئت حوالي ‪ 443‬قبل الميالد بهدف إجراء عملية اإلحصاء التي كانت تجري ألفراد‬
‫الشعب الروماني كل خمس سنوات‪ ،‬لمعرفة ممتلكاتهم وقيمة الضرائب الواجبة عليهم تجاه الدولة‬
‫أمين الخزانة العامة (‪ :)Quaestor‬نشأت هذه الوظيفة عام ‪ 449‬قبل الميالد (وبداية من ‪ 429‬قبل الميالد)‪ ،‬اثنان منهم أمينان‬
‫على الخزانة العامة واثنان آخران يساعدان القنصلين يصطحبانهما إلى ميدان القتال ليتوليا مهمة توفير المؤونة للجيش وصرف‬
‫رواتب الجنود‪ ،‬ازداد عددهم إلى ثمانية الحًقا‪) .‬مطبوعة دروس في مقياس الحضارة الرومانية ‪/‬األستاذة مواس نورية )‬

‫الوظيفة العمومية في العصر اإلسالمي‬


‫نشأة على يد رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عرفت تنظيما اداريا بسيطا في االول لكن سريعا ما تطور مع التوسع الدولة اإلسالمية كان له اثر كبير في تطوير‬

‫وتنظيم الوظيفة العمومية من خالل ضوابط ومبادئ اضافه الى ادخال مفاهيم جديده كشورى‪ ،‬والمسائلة والنزاهة واالخالص في العمل‪،‬شكلت هذه المبادئ واألسس‬

‫التي جاء بها اإلسالم إرًثا حضارًيا هاًم ا في تنظيم الوظيفة العمومية وتطويرها بما يتوافق مع قيم العدل واإلنصاف و المصلحة العامة"ان الوظيفة عموميه في‬

‫االسالم كانت خدمه عامه تستهدف اشباع المواطنين ولم تكن الوظيفه في االسالم لمن يسألها بل كانت لمن يستحقها وتتوفر فيه الكفاية وترتكز على انها واجب ديني‬

‫وانها تكليف وليس حقا‪،‬ومن ثم فان دوام الوظيفه للفرد العام المرهون بدوام صالحيه شاغلها فمن ثبت عدم صالحيته لم ينحى عنها"(الصالحية كأساس الختيار‬

‫الوظيفة العام في النظام اإلداري اإلسالمي والمقارن) وقسمت حسب تخصصات الصحابة من أوائل الوظائف وظيفة الكتاب‪:‬‬

‫كتاب الوحي‪ :‬يكتبون ما نزل على النبي صلى هللا عليه وسلم من سور وآيات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كتاب الرسائل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬عثمان بن قيس‪ :‬كتب لوفد عمان والحدان‪.‬‬
‫‪ o‬جاب ابن سعد وزبير بن العوام‪ :‬يكتبان أموال الصدقات‪.‬‬
‫‪ o‬بن نمير رضي هللا عنه والمغير بن شعبه‪ :‬يكتبان المعامالت المالية‪.‬‬
‫‪ o‬حذيفة بن اليمان‪ :‬يكتب خراج النخل‪.‬‬
‫‪ o‬عبد هللا بن أرقم‪ :‬يكتب للملوك بأمر النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫وغيرهم من الصحابة وقد بلغوا ‪ 38‬كاتبا للنبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫القضاء‪ :‬كان يعين على أساس الجدارة والكفأة "وُيقدم في والية القضاء األعلم أورع وذو الكفاءة‪ ،‬فإن كان أحدهما أعلم وآخر أقدم قد‬
‫يظهر الحكم ويخاف من الهوى‪ .‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن هللا يحب البصير النافذ عند ورود الشبهات ويحب العاقل‬
‫الكامل عند حلول الشهوات"‪ .‬يقومان على أن كان للقاضي المؤيد من جهة الولي الحزب أو العامة ويقدم إن كان القضاء يحتاج إلى‬
‫القوة واإلعانة للقاضي أكثر من حاجته إلى المزيد من العلم والورع‪ ،‬فإن القاضي المطلق يحتاج إلى القوة واإلعانة للقاضي أكثر من‬
‫حاجته إلى المزيد من العلم والورع فإن القاضي المطلق يحتاج أن يكون عالمًا قادرًا‪ ،‬بل وكذلك لكل المسلمين‪ .‬فأي صفة من هذه‬
‫الصفات نقصت ظهر الخلل والكفاءة‪ ،‬إما بالقوة والرهبة وإما باإلحسان والرغبة‪ .‬وفي الحقيقة فال بد منهما"(دراسة في الوظيفة العامة‬
‫في النظم المقارنة وتشريع الجزائري)‬

‫ووظائف اخرى كوظيفة السفارة كانت هذه الوظيفة لبني عدي‪ ،‬توالها عمر بن الخطاب‪ .‬عمال الصدقة يقومون بجمع المبالغ المستحقة على‬
‫أموال األغنياء وتوزيعها على المستحقين (األصناف الثمانية مذكورة في القرآن) كذلك الوظائف عسكرية كالعدول الذين يقومون بجمع‬
‫المعلومات‪ .‬الحاشر يرافق المقاتلة إلى جهات القتال‪ ،‬مهمته حشر الجند‪ .‬العيون مهمتهم جمع المعلومات عن تحركات العدو(اإلدارة في‬
‫عصر الرسول صلى هللا عليه و سلم)‬

‫الفرع الثاني‪:‬تطور قطاع الوظيف العمومي في الجزائر‬

‫يعتبر الوظيف العمومي في الجزائر أحد أهم القطاعات في الدولة‪ ،‬حيث يلعب دوًر ا رئيسًيا في تقديم الخدمات العامة للمواطنين وتنفيذ السياسات العمومية‪ .‬مّر هذا القطاع بالعديد من‬

‫التطورات عبر الزمن‪ ،‬بدًء ا من فترة االستعمار الفرنسي إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫المرحلة من ‪ 1830‬إلى ‪ :1962‬تميزت هذه المرحلة بفترة االستعمار الفرنسي‪ ،‬حيث كانت الوظيفة حكًر ا على الفرنسيين والمستوطنين األوروبيين‪( .‬إذ كان‬ ‫‪‬‬
‫الدخول إلى الوظيفة العمومية مقصوًر ا على المعمرين والفئات األوروبية المتواجدة في الجزائر بحكم االستعمار‪( ).‬سعيد مقدم‪ ،‬قطاع الوظيف العمومي تطوره‬

‫ومآله)‪ .‬عرفت الجزائر المحتلة أول نظام للوظيفة العمومية‪ ،‬الصادر عن المستعمر الفرنسي بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1946‬والذي أقرت فرنسا امتداد تطبيقه في‬

‫الجزائر مع بعض االستثناءات العنصرية أكثر منها إدارية ووظيفية (مراحل تطور القانوني للوظيف العمومي في الجزائر‪ ،‬عبدو علي الطاهر)‬
‫المرحلة اإلنتقالية من ‪ 1962‬الى‪ 1966‬بعد االستقالل‪ .‬وجدت اإلدارة الجزائرية‪ .‬نفسها‪ .‬أمام مشكلتين رئيسيتين ‪،‬من‬ ‫‪‬‬
‫جهة كثرت النصوص التشريعية والتنظيمية الموروثة منها والجديدة مع قلة الخبرة المسيرين وعدم تأهيلهم ومن جهة‬
‫أخرى الفراغ في تأطير اإليداري الذي خلفه المستعمر وإنعدام التوازن في إعداد ال مستغ المستخدمين للهجرة المكثفة‬
‫للموظفين الفرنسيين القديمة وعدم وجود إطارات جزائرية جاهزة مما هدد االستقرار مرافقون العمومية‪ ،‬فما كانة أمام‬
‫السلطات العمومية إال اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة الوضع وذلك عبر وضع مراسيم وأولمر لكن شهدة هذه مرحلة‬
‫فوضى في تطبيق النصوص وتعقد إدارة األفراد وعدم إستقرار العضوي والوضيفي‪((.‬األشتاذة جميلة قدودو ‪،‬النظام‬
‫القانوني للوظيفة العامة وفق التشريع الجزائري)‬
‫مرحلة تطوير وتكييف الوظيفة العمومية (‪: )1978-1966‬لقد صدرة أول تشريع للوظيفة العامة في الجزائر المستقلة بموجب‬ ‫‪‬‬
‫األمر‪ 133- 66‬المؤرخ في ‪2‬جوان ‪ 1966‬وتضمن هذا االمر ‪79‬مادة وحدد تاريخ سريانه يوم أول يناير ‪(1976‬مراحل تطور‬
‫النظام القانوني للوظيفة العمومي في الجزائر ‪،‬عبدو علي الطاهر)‪،‬عاملت السلطات العمومية خالل هذه المرحلة على تحقيق‬
‫االنسجام لهياكلها ونصوصها المتنوعة ذات العالقة بالمراجعة بالمبادئ التي تقوم عليها الوظيفة العمومية الجزائرية‪ ،‬من حيث‬
‫التكوين واألجور والمرتبات والعناية الخاصة‪ .‬وذلك بعد أن قام المشرع الجزائري بعملية زرع للنموذج الفرنسي للوظيفة العمومية‬
‫القائمة على البنية الهرمية (‪ )structure pyramidale‬وسلم األسالك والرتب (‪)échelle de corps et de grades‬‬
‫والفصل بين الرتبة (‪ )grade‬والوظيفة (‪ .)emploi‬وبالرغم من التباعد في التوجه واألهداف القائم بين النظامين الفرنسي‬
‫والجزائري‪ ،‬فقد شهدت هذه المرحلة مراجعة ألهم المبادئ العامة التي تقوم عليها الوظيفة العمومية ‪(.‬سعيد مقدم ‪،‬تطور نظام‬
‫الوظيف العمومي في الجزائر)‬
‫مرحلة توحيد عالم الشغل ‪ :1990-1978‬عرفت هذه المرحلة صدور القانون رقم‪-78:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪12‬المؤرخ في ‪ 05/08/1978‬والمتضمن القانون األساسي العام للعامل (‪٫ 12-78‬القانون‪,‬‬
‫‪)1978‬‬
‫وتتضمن ‪217‬مادة وقد كرس هذا القانون وحدة اإلطار القانوني لقطاع الشغل‪٫‬فلم يعد قطاع الوظيفة‬
‫العمومية قطاع متميز عن باقي القطاعات ‪،‬وتم إلغاء التفرقة بين مفهوم الموظف والعامل‪،‬وجاءت‬
‫المادة األولى منه لتعرف العامل بأنه (كل من يعيش من حاصل عمله اليدوي أو الفكري وال يستخدم‬
‫غيره من العمال أثناء ممارسة نشاطه المهني )(‪،12-78‬القانون ‪.)1978،‬‬
‫كما عمل القانون أعاله بمزج الطبيعة المغلقة لنظام الوظيفة العمومية بمبادئ قانون العمل‪،‬ثم تطبيق‬
‫هذه القواعد على مستخدمي الدولة باعتبارهم عمال ودون تفرقة بين العمال والموظفين ‪،‬وهذا بغرض‬
‫القضاء على الفوارق الموجودة بين القطاعات أسوة بالددول اإلشتراكية التي التعترف بتميز قطاع‬
‫للوظيفة العمومية عن باقي ( مراحل تطور النظام القانوني للوظيفة العمومية في الجزائر‪،‬عبدو علي‬
‫الطاهر)‬
‫مرحلة إصالح الوظيف العمومي‪ :)2006-1985 (:‬في خضم االصالحات المترتبه عن تطبيق‬
‫الدستور ‪ 1989‬المعدل والمتمم بدستور ‪ .1996‬الذي تبنى مبدا الفصل بين السلطات واقر التعدديه‬
‫السياسيه والنقابيه اي اعطى مفهوم جديد للدوله ولدورها الذي يقوم على اسس الجوهريه منها‬
‫وحدويه ادارتها ومرافقها‪ ,‬وال مركزيه تسييرها ال سيما على مستوى الجماعات المحليه‪,‬‬
‫والديمقراطيه تعدديه قائمتين على االساس الحفاظ على الحقوق االساسيه والحريات العامه المعترف‬
‫بها للموظفين العموميين‪ .‬فكان الزًم ا على السلطات العمومية الشروع وفق منطق الدولة الحديثة في‬
‫إصالح المنظومة الوظيفية العمومية إصالًحا عميًقا‪ ،‬وفي هذا السياق قامت بما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬إنشاء مجموعة عمل وزارية سنة ‪ 1987‬مهمتها إعداد تقرير شامل حول واقع اإلدارة العمومية‬
‫تزامًنا مع صدور القانون ‪ 88/01‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتعلق بإصالح المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪2-‬صدور قانون ‪ 90/11‬المؤرخ في ‪ 21‬أبريل ‪ 1990‬المتعلق بعالقات العمل وتم الفصل بين‬
‫القطاع الوظيفي العمومي والقطاع االقتصادي محاولة لتفادي نقائص وسد الثغرات في القانون‬
‫األساسي العام للعامل‬
‫‪3-‬في ‪ 1991‬تم تشكيل لجنة عمل وزارية مشتركة إلعداد تقرير شامل لواقع اإلدارة الجزائرية‬
‫واقتراح سبل تطويرها‪.‬‬
‫‪ 4-‬تم إشراك كل القطاعات المعنية‪ ،‬الشريك االجتماعي‪ ،‬المتخصصين والخبراء المؤهلين في‬
‫المجاالت القانونية واإلدارية والسياسية للمبادرة بإعداد مشروع القانون األساسي للوظيفة العمومية‬
‫سنة ‪.1998‬‬
‫‪5-‬تم إنشاء لجنة إصالح هيئات ومهام الدولة نوفمبر ‪ 2000‬بموجب مرسوم رئاسي ‪،372/2000‬‬
‫تتكون من ‪ 70‬عضًو ا من بينهم إطارات عليا في المديرية العامة للوظيفة العمومية‪ ،‬مسؤولين في‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬جامعيين‪ ،‬منتخبين‪ ...‬تحت سلطات واسعة لتقديم اقتراحات وتوصيات دامت‬
‫أشغالها تسعة أشهر‪(.‬االستاذة قدودو جميلة ‪،‬النظام القانوني للوظيفة العمومية في التشريع‬
‫الجزائري)‬
‫األمر ‪ 03-06‬القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ :‬أمر رقم ‪ 03-06‬مؤّر خ في ‪ 19‬جمادى الثانية عام‬ ‫‪‬‬
‫‪،1427‬اموافق ‪ 15‬يوليو سنة ‪ 2006‬أصدره أنداك رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة وهو األمر‬
‫المعمول به حالًيا‪ .‬يتألف هذا القانون من ‪ 224‬مادة موزعة على عدة عناوين وأبواب مختلفة ‪،‬يحدد‬
‫الباب األول األحكام العامة‪ ،‬الباب الثاني فيركز على الضمانات والحقوق والواجباته الخاصة بالموظف‬
‫العام في حين يتطرق الباب الثالث إلى التنظيم الهيكلي المركزي لهياكل الوظيفة العمومية‪،‬الباب الرابع‬
‫تنظيم مسار المهني‪،‬الباب الخامس التصنيف‪-‬الرتب‪،‬الباب السادس وضعيات القانونية األساسية‬
‫للموظف وحركات نقله‪،‬الباب السابع النظام التأديبي‪،‬الباب الثامن المدة القانونية للعمل‪-‬أيام الراحة‬
‫القانونية‪،‬الباب التاسع العطل والغيابات‪،‬الباب العاشر إنهاء الخدمة‪،‬الباب الحادي عشر أحكام إنتقالية‬
‫ونهائية ‪.‬‬

You might also like