You are on page 1of 22

‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لمواد‬

‫االجتماعيات‬
‫مفهوم التاريخ‬
‫يعرف الّتاريخ بأنه علم من العلوم االجتماعّية التي تهتم بدراسة ماضي البشر‪ ،‬كما أن‬
‫الّتاريخ هو الوثائق التي يعّد ها المؤرخون عند دراستهم لألحداث الماضية‪ .‬وبالعودة إلى‬
‫مفهوم الّتاريخ في اللغة نجد أنها تعني تعريف الوقت في الغالب‪ ،‬وكلمة الّتاريخ في‬
‫االصطالح قد استخدمت للداللة على معنيين؛ أولهما المادة الّتاريخّية‪ ،‬وثانيهما الّطريقة‬
‫التي يتم التعامل فيها مع المادة الّتاريخّية‪ .‬وقد عّر ف ابن خلدون الّتاريخ بأنه معرفة‬
‫أحوال األمم السابقة‪ ،‬وعاداتهم‪ ،‬ورسومهم‪ ،‬وأنسابهم‪ ،‬ووفياتهم‪ ،‬وأخذ العبرة من‬
‫أحوالهم الماضية‪ ،‬ويرى الدكتور عبد هللا العروي إن التاريخ من صنع المؤرخ‪،‬‬
‫فالمؤّر خ هو من ينتقي من األحداث التاريخّية المحفوظة ليصنع األنساق ويستخلص‬
‫الحقائق‪ .‬لقد تعّد ى الّتاريخ مرحلة سرد األحداث الماضية إلى مرحلة أخرى؛ وهي‬
‫مرحلة الّتحليل‪ ،‬واستقراء النتائج‪ ،‬واستنباط األدلة والحقائق‪.‬‬
‫إذا كان كل فرع من فروع المعرفة يتميز عن غيره بنهجه‬
‫ووسائل تعبيره والمفاهيم المهيكلة له‪ ،‬فإن الخطاب التاريخي ‪،‬‬
‫وباتفاق المؤرخين والديداكتيكيين يتأسس بدوره على مفهومين‬
‫يرتبطان بصفة خاصة بالتاريخ ‪ ،‬وهما مفهوما الزمن (‪)Temps‬‬
‫والمجال ‪ ) )l’espace‬باإلضافة إلى مفهوم المجتمع‬
‫(‪ . )Société‬وهي تشكل أبعادا (‪ )Dimensions‬لشبكة‬
‫المعلومات العامة في التاريخ ويتوقف عليها الفهم في هذا الحقل‬
‫المعرفي ‪ .‬ويرى بعض الباحثين في ابستمولوجية التاريخ بأن‬
‫العملية التاريخية“هي عملية ثالثية األبعاد‪ ،‬إذ أنها تقوم على‬
‫العالقة الجدلية بين اإلنسان وبيئته في إطار الزمن‪.‬‬
‫‪ -1‬المفاهيم المهيكلة للتاريخ‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم المجال‪:‬‬
‫المجال مفهوم مركب تتعدد مستوياته من المجال القريب إلى‬
‫المجال البعيد ‪ ،‬من الجهة إلى الوطن إلى األمة (‪ )Nation‬إلى‬
‫مجال حضارة من الحضارات ‪ ...‬وهو يعبر عن مكان تواجد‬
‫مجموعة بشرية‪ ،‬تربطها به عالقات اقتصادية ووجدانية وتحده‬
‫حدود وتتولى أموره فئة حاكمة تباشر عليه سلطة سياسية‪ ،‬مما‬
‫يجعله مرتبطا بالتوطين‪ ،‬توطين مواقع ما يجري عليه من أحداث‬
‫ووقائع‪ ،‬وهي مسألة ال تخلو من صعوبات بالنظر إلى كون هذا‬
‫المجال يعرف تحوال وتغيرا وتطورا مستمرا نتيجة لتفاعل اإلنسان‬
‫معه‪ ،‬إضافة إلى كونه ينتزع الدارس من حاضره لينقله إلى‬
‫الماضي ‪ ،‬الماضي البعيد‪.‬‬
‫• ‪ -2‬مفهوم المجتمع‪:‬‬
‫اعتبارا لكون مفهوم المجتمع من المفاهيم الجامعة‪ ،‬ترتبط به‬
‫مجموعة من المفاهيم الفرعية‪ ،‬منها الفئة والطبقة والمؤسسات‬
‫االجتماعية واالقتصادية والدهنيات‪ ،‬فإن التعامل معه يستدعي فهم‬
‫األفراد والجماعات المكونة للمجتمعات التي عاشت في مجال ما في‬
‫الماضي‪ ،‬واستيعاب دوافعها وأحكامها ومبادئها وعاداتها من خالل‬
‫معرفة شروط حياتها ‪:‬‬
‫ـ السوسيوـ اقتصادية ‪ :‬شروط العيش والعمل وأنشطة‬
‫اقتصادية( ثروة ‪ ،‬فقر‪)...‬‬
‫ـ السوسيو ـ سياسية ‪ :‬بنية األمم والدول ( الحرب ‪ ،‬السلم‪ ،‬الحق‪،‬‬
‫السلطة‪)...‬‬
‫ـ السوسيو ـ ثقافية ‪ :‬عادات ‪ ،‬عبادات‪ ،‬أساطير‪ ،‬تقنيات‪ ،‬علوم‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم الزمن‪:‬‬
‫إن تاريخ حدث ما ‪ ،‬كما يقول عبد هللا العروي ” هو الجواب على سؤال يتضمن كلمة‬
‫”متى؟“‪ ،‬وهو ما يحيل الباحث في حقل التاريخ على مفهوم الزمن ‪ ،‬الذي تجمع كل‬
‫الدراسات على أنه مفهوم مركب ‪ ،‬وله أبعاد مختلفة نفسية وجدانية وبيولوجية وروحية‪.‬‬
‫فبخصوص الزمن التاريخي‪ ،‬يعتبر مفهوم التطور مفهوما مركزيا ضمن المفاهيم‬
‫الزمنية المهيكلة للخطاب التاريخي‪ ،‬وترتبط به باقي المفاهيم الدالة على البعد الزمني‪،‬‬
‫كمفهوم الماضي ‪ /‬الحاضر‪ ،‬المستقبل ومفهوم االستمرارية والقطيعة ‪.‬‬
‫ويتطلب االنتقال بين هذه المستويات الزمنية من المتعلم التوفر على مهارات متعددة‬
‫لخصتها الباحثة ‪ ،‬خديجة واهمي‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫ـ مهارات عقلية ( ذاكرة ‪ ،‬قياس ‪ ،‬جمع‪ ،‬مقارنة‪ ،‬تعريف‪ ،‬إصدار أحكام‪)...‬‬
‫ـ وعي وإدراك ذو طبيعة سيكولوجية( مهارات النقل إلى واقع مجرد‪ :‬أي الماضي)‪.‬‬
‫ـ وجدان مرتبط بالمواقف والقيم ( ثقافة‪ ،‬انتماء‪)...‬‬
‫مفهوم الجغرافيا‬
‫إن لكل علم موضوعا يبحث فيه ‪ ،‬ومفاهيم مهيكلة ينظم بها معرفته ‪،‬وأهدافا‬
‫معرفية يتوخى بلوغها ‪ ،‬ووسائل يعمل بها على تحقيق تلك األهداف ‪ .‬ونظرا‬
‫الرتباط الجغرافيا بالعلوم االجتماعية ‪ ،‬فإنها ال تخرج عن هذا اإلطار ‪ ،‬مع اعتبار‬
‫الترابط العام بينها وبين مادة التاريخ والتربية على المواطنة وخصوصيات المادة‬
‫ووظائفها المجتمعية والفكرية باعتبار الجغرافيا ركنا أساسيا في التكوين الفكري‬
‫واالجتماعي والمدني للناشئة لتكون على بينة من ميكانزمات المجال الجغرافي ‪،‬‬
‫ودور اإلنسان كفاعل فيه ‪ ،‬ولتحقق لديها تربية مجالية مسؤولة ‪.‬‬
‫تعرف الجغرافيا بأنها العلم الذي يصف سطح األرض ويقوم‬
‫بدراسة تنوع الحياة الحيوانية والنباتية والبشرية والظواهر‬
‫الطبيعية والبشرية عليها‪ ،‬وكل ما ينتج من آثار للنشاط اإلنساني‬
‫في مختلف أماكن األرض‪.‬‬
‫ويعود أصل كلمة جغرافيا إلى اللغة اإلغريقية‪ ،‬يتألف في‬
‫تكوينه من شقين‪ :‬أولها ‪ Géo‬والذي يعني األرض‪ ،‬وثانيهما‬
‫‪ Graphique‬إذ تعني هذه الكلمة الصورة أو الوصف وبناًء على‬
‫هذا األساس‪ ،‬فإن الجغرافيا هي "وصف األرض " حيث كانت‬
‫هذه البدايات لعلم الجغرافيا‪.‬‬
‫ثم تطور علم الجغرافيا بعد ذلك ليصبح علم الجغرافيا يهتم‬
‫بالظواهر الطبيعية والبشرية والتفاعالت بينهما داخل مجال ما‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم المجاالت التي تهتم بها الجغرافيا كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الجغرافيا الطبيعية‪:‬‬
‫تهتم بدراسة الظواهر الجغرافيا الطبيعية‪ ،‬وتفاعل مكوناتها‪ .‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬جغرافيا التضاريس‪ :‬تهتم بدراسة األشكال التضاريسية الرئيسية على سطح األرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجغرافيا المناخية‪ :‬تهتم بدراسة عناصر المناخ واألقاليم المناخية وأثر المناخ على‬
‫اإلنسان وأنشطته‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجيومورفولوجيا‪ :‬تهتم بدراسة أشكال سطح األرض والعوامل الطبيعية التي‬
‫شكلتها‪.‬‬
‫د‪ -‬جغرافيا البحار والمحيطات‪ :‬تهتم بدراسة الخصائص الجغرافيا للبحار والمحيطات‪.‬‬
‫ه‪-‬الجغرافيا الحيوية‪ :‬تهتم بدراسة توزيع وتحليل التربة والنبات الطبيعي والحيوان‬
‫البري‪.‬‬
‫و‪ -‬الجغرافيا الفلكية‪ :‬تهتم بدراسة شكل األرض وحركتها وعالقتها بالكواكب األخرى‬
‫والنجوم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجغرافيا البشرية‪:‬‬
‫تهتم بدراسة الظواهر البشرية على سطح األرض الناتجة عن تفاعل اإلنسان مع بيئته‪ .‬وتنقسم‬
‫بدورها إلى‪:‬‬
‫أ‪-‬الجغرافيا االقتصاديـــة‪ :‬تهتم بدراسة األنشطة االقتصادية كالزراعة والرعي والتعدين والطاقة‬
‫والصناعة والنقل‪.‬‬
‫ب‪-‬جغرافيا السكـــــــــان‪ :‬تهتم بدراسة خصائص السكان من حيث النمو والتركيب والتوزيع‬
‫السكاني والكثافة السكانية والهجرة بأنواعها‪.‬‬
‫ج‪-‬جغرافيا العمـــــران‪ :‬تهتم بدراسة العمران الريفي والحضري على سطح األرض ومشاكلهم‬
‫وكيفية حلها وتهتم بالتخطيط العمراني‪.‬‬
‫د‪ -‬الجغرافيا السياسيـــة‪ :‬تهتم بدراسة الدول كظاهرة سياسية من حيث مقوماتها الطبيعية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والحدود السياسية والمشاكل والعالقات الدولية‪.‬‬
‫توجد فروع أخرى للجغرافيا ال تنتمي لمجموعة بعينها ولكنها ترتبط بها في قواسم مشتركة مثل‪:‬‬
‫الجغرافيا اإلقليمية‪ :‬تهدف إلى تقسيم العالم والقارات إلى أقاليم وتحدد خصائص كل إقليم‬
‫(الطبيعية والبشرية) وما يتميز به عن غيره من األقاليم المجاورة أو البعيدة‪.‬‬
‫الجغرافيا التاريخية‪ :‬تهتم بدراسة الظواهر الطبيعية والبشرية في الماضي معتمدة على الخرائط‬
‫القديمة وأدوات التاريخ المختلفة والوثائق التاريخية وكتابات الرحالة وغيرها‪.‬‬
‫• المفاهيم المهيكلة للخطاب الجغرافي ‪:‬‬
‫يتضمن الخطاب الجغرافي مفاهيم مهيكلة ويقصد بها الواجهات التي تعالج من خاللها‬
‫الكيانات الجغرافية‪ .‬ولتدريس هذه المفاهيم أهميتين بيداغوجيتين فهي تمكن المتعلم من‬
‫تشكيل المعرفة المكتسبة حول المفاهيم والعمل على تطوير تعلمه‪ .‬كما أنها أداة تمكن من‬
‫ربط عالقات وترابطات بين الظواهر المدروسة ونقطة ألبحاث جديدة‪ .‬وهذه المفاهيم‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم المورفولوجيا‪:‬‬
‫تعني الخاصيات المتعلقة بهيئة الكيان المدروس ‪ ،‬وتختزل هذا المفهوم شبكة من‬
‫المفاهيم الفرعية توظف تبعا للموضوع المدروس ومقياس الدراسة وهي ‪ :‬الشكل‬
‫والبنية والبعد ‪.‬‬
‫الشكل‪ :‬تعني الصفات الخارجية للكيان المدروس‪.‬‬
‫البنية‪ :‬تعني التركيب الداخلي لعناصر الكيان الجغرافي حسب طبيعة الظاهرة ( بنية‬
‫التضاريس‪)..‬‬
‫البعد‪ :‬تختزل معطيات متنوعة حول الظاهرة موضوع الدراسة كالمساحة ‪ ،‬الحجم‪....،‬‬
‫‪ -2‬مفهوم التوطين‪:‬‬
‫يعتبر التوطين من اإلنشغاالت األساسية التي واكبت أهم تطورات‬
‫الجغرافيا‪ ،‬يهدف الى تحديد مواقع الظواهرالجغرافية ‪ .‬يتنوع توطين‬
‫الظواهرتبعا للشكل الذي توجد عليه في المجال وللمقياس الذي تعالج به‬
‫حيث نجد ثالثة أنواع من التوطين ‪ :‬النقطي ‪ ،‬المساحي‪ ،‬الخطي‪.‬‬
‫ويحدد التوطين على مستويين ‪:‬‬
‫• مستوى أول عام يهم موقع الكيان الجغرافي على سطح األرض‬
‫باعتماد اإلحداثيات الجغرافية ‪،‬‬
‫• مستوى ثاني يهم موقع الكيان بالنسبة لكيانات جغرافية مجاورة ‪.‬‬
‫إن تحديد موقع الكيانات الجغرافية اليفرض بالضرورة المرور‬
‫بالمستويين ‪ ،‬فذلك يخضع لطبيعة الكيان المدروس وللهدف من تحديد‬
‫موقعه‬
‫‪ -3‬مفهوم الحركة ‪:‬‬ ‫•‬
‫يتصل هذا المفهوم بنشاط المجال الجغرافي عن طريق التحول أوالتغير عبر الزمن والتنقل عبر المكان ‪.‬‬ ‫•‬
‫التطور أو الحركة عبر الزمن ‪:‬‬ ‫•‬
‫إن المجال الجغرافي يتضمن آثار الماضي أي اإلرث التاريخي ‪ ،‬لذلك فالجغرافي يستعين ‪،‬أثناء تحليله للظواهر‬ ‫•‬
‫الجغرافية ‪ ،‬بالتاريخ ‪ .‬وتدخل مساءلة التاريخ بالنسبة للجغرافي في إطار استجالء العناصر المستدامة في تأثيرها‬
‫في المجال ‪.‬‬
‫لكن الظواهر الجغرافية تتطور حسب إيقاعات مختلفة‪،‬فالتغيرات الجيومورفولوجية‪،‬التحدث بنفس اإليقاع‬ ‫•‬
‫أوالسرعة التي تحدث بها التحوالت اإلجتماعية واإلقتصادية‬
‫التنقل أو الحركة في المكان ‪:‬‬ ‫•‬
‫ويمكن التمييز في هذا النوع من الحركة بين‪:‬‬ ‫•‬
‫مظاهر هذه الحركة و الممثلة فيما يلي‪ :‬الهجرات بمختلف أنواعها التوافد والنزوح واالنتجاع وحركة التبادالت‬ ‫•‬
‫والتيارات‪.‬‬
‫وهي تختلف حسب المقاييس أو المعايير التالية‪ :‬الكثافة واإلشعاع واالتجاه واإليقاع‪.‬‬ ‫•‬
‫الكثافة‪ :‬وتالحظ من خالل السرعة التي تنتقل بها الظاهرة الجغرافية من جهة‪ ،‬ومن خالل حجمها أو أعدادها من‬ ‫•‬
‫جهة ثانية‪.‬‬
‫اإلشعاع‪ :‬وتالحظ من خالل المساحة التي تمتد فيها الظاهرة الجغرافية‪ ،‬وهي تختلف بين الظواهر الممتدة على‬ ‫•‬
‫مستوى المجال األرضي والظواهر التي تمتد محليا أوجهويا أ وطنيا‪.‬‬
‫االتجاه‪ :‬يرتبط بتحديد مسار الظاهرة الجغرافية ومن ثم الوجهة التي تنتقل نحوها‪ ،‬اعتمادا على الجهات األصلية‪،‬‬ ‫•‬
‫بحيث نحدد منطقة االنطالق (أو تشعب الظاهرة) ونقطة الوصول (التالقي)‪.‬‬
‫اإليقاع‪ :‬ويبرز طبيعة التنقل أو الحركة من مكان إلى آخر (حركة دائمة وموسمية ومؤقتة)‪.‬‬ ‫•‬
‫• تأثير الحركة في المجال‪:‬‬
‫وتتجلى من خالل البنية التحتية التي تضم مختلف أنواع‬
‫المواصالت‪ :‬الطرق والشبكات وهي تكون إما طبيعية أو مشيدة‪،‬‬
‫ناتجة عن النشاط البشري‪ ،‬وهي تعكس درجة تحكم اإلنسان في‬
‫المجال وممارسة النفوذ عليه‪ .‬كما تبرز أيضا من خالل التنظيم الذي‬
‫يخضع له المجال الجغرافي وهو يختلف حسب درجة التطور‬
‫االقتصادي والتكنولوجي للمجتمعات‪ ،‬والذي يبرز من خالل الشبكات‬
‫الحضرية‪ ،‬التي تنتظم في عالقات تفاعلية تعكس حركية معينة‪.‬‬
‫يستخلص من التعريف بهذه المفاهيم أنها‪ ،‬تمثل أدوات يتم اعتمادها‬
‫في التعامل مع الظواهر الجغرافية‪ ،‬إال أن هذه األخيرة ال تخضع‬
‫لنفس المعالجة وفق المفاهيم‪ ،‬ذلك أن كل ظاهرة جغرافية لها‬
‫خصوصيتها تفرض التركيز على مفهوم معين من المفاهيم المشار‬
‫إليها‬
‫مفهوم التربية المدنية‬
‫تعددت تسميات هذه المادة منذ مراجعة المناهج المدرسية سنة ‪ : 2003‬التربية على‬
‫المواطنة ‪ ،‬التربية على السلوك المدني ثم التربية المدنية‪.‬‬
‫الهدف منها هو إكساب الجيل الصاعد من المغربيات والمغاربة منظومة من القيم‬
‫المشتركة التي تقوي الرابط االجتماعي بمختلف أبعاده‪ .‬فالتربية المدنية كمشروع‬
‫بيداغوجي استلهم محدداته من ثقافة حقوق اإلنسان بخصائصها المعيارية والتربوية‬
‫وأبعادها المتعلقة بالمواطنة وبتنمية السلوك المدني‪ ،‬وجعل التعلم يستهدف الفعل‪ .‬وقد‬
‫شكل السلوك المدني موضوع نقاش وطني باعتباره ” منظومة قيمية أخالقية متكاملة‬
‫ال تقبل التجزيء تتخذ مسارين متوازيين ومتوازنين‪ ،‬مسار التشبع بقيم المواطنة‬
‫الكاملة وإشاعتها من حيث التمتع بالحقوق األساسية وااللتزام الفعلي بالواجبات‬
‫الفردية والجماعية‪ .‬ومسار التصدي الحازم للسلوكيات الالمدنية بمختلف أشكالها“‬
‫مقتطف من الرسالة الملكية الموجهة للندوة الوطنية حول المدرسة والسلوك المدني‪.‬‬
‫فالمادة كموضوع ومنهج ومحتوى تسهم بشكل دال ومتجدد في جعل الفعل البيداغوجي‬
‫يستحضر صفات وأبعاد المواطنة في القرن الواحد والعشرين‪ ،‬باعتبارها‬
‫عالمية‬ ‫ديمقراطية‬

‫مدنية‬ ‫رقمية‬
‫المواطنة الديمقراطية‪ :‬التي تقوم على تصور للديمقراطية في طور‬
‫إعادة التأسيس حيث تتم مراجعة األساليب التي تقوم عليها‬
‫التمثيلية(دور المنظمات السياسية) وأشكال التداول( دور‬
‫الجماعات والمجالس) مع تعزيز المناصفة ( مشاركة النساء‬
‫مناصفة مع الرجال) وإفراد مكانة غير مسبوقة للمشاركة‬
‫المواطنة من خالل الدور المباشر للمواطنين والمواطنات‬
‫ومكونات المجتمع المدني‪.‬‬
‫ففي ‪ 2011‬توافق المغاربة على دستور جديد‪ ،‬من مستجداته‬
‫إدراجه لالختيار الديمقراطي ضمن الثوابت الجامعة لألمة‬
‫فضال عن ذلك“ الدين اإلسالمي السمح والوحدة الوطنية متعددة‬
‫الروافد والملكية الدستورية“ فالدستور المغربي روحا ونصا‬
‫مرجعية للفعل التربوي‬
‫• المواطنة العالمية‪ :‬تعرفها اليونسكو بكونها إحساس باالنتماء‬
‫لمجموعة كبيرة هي اإلنسانية بكاملها مع التركيز على الترابط‬
‫بين المحلي والوطني والعالمي‪.‬‬
‫• المواطنة الرقمية‪ :‬وهي تحيل على دمقرطة انتشار االنترنيت‬
‫بشكل منقطع النظير‪ ،‬والتفاعل الواسع لألجيال الصاعدة مع‬
‫المجتمع الرقمي‬
‫• المواطنة المدنية‪ :‬تعني بشكل عام وفي عالقتها بسابقتها‬
‫مجموع المواقف والسلوكات التي تعكس ارتباط المواطن(ة)‬
‫بالفعل وبقيم المشاركة كقناعة تتبلور إراديا في حس المسؤولية‬
‫والتزام عملي بما يمليه التشبث بالحقوق بما في ذلك حقوق‬
‫الغير وأداء الواجبات تجاه الجماعة والحياة المشتركة‪,‬‬
‫• وبذلك فالغاية من التربية المدنية مجمل التحديات المشار‬
‫إليها ‪ ،‬وذلك من خالل بحث مستمر عن كيفية مساهمتها في‬
‫تأهيل األطفال لتملك قاسم مشترك من القيم الوطنية والكونية‬
‫تساعد على العيش في حاضر مركب وغذ متغير بسبب سرعة‬
‫التحوالت التي يعرفها العالم من حولنا‪.‬‬
‫• في هذا اإلطار تندرج الدعائم الثالث المترابطة للكفاية التي‬
‫يسعى مكون التربية المدنية لتنميتها والمتمثلة في‪:‬‬
‫• ” تنمية تقدير الذات وقدرات العيش المشترك والسلوك‬
‫المدني المواطن“‬
‫المفاهيم المرتبطة بحقل التربية المدنية‬
‫• مفهوم الحق‪ :‬الحق هو ما منحه الشرع لكافة األفراد على حد سواء‬
‫وألزموا باحترامه‪ ،‬وهو وسيلة لتحقيق مصلحة مشتركة‪ ،‬والقانون هو‬
‫الذي يقرر هذه المصلحة‪ ،‬كما أنه قدرة إرادية يعترف بها القانون‬
‫للغير ويكفل حمايتها‪ ،‬وهو ما يستطيع الفرد العمل به في إطار ما‬
‫يسمى بالشرعية القانونية‪.‬‬
‫• الواجب‪ :‬لغة هو الالزم المفروض المحتم من األمور التي يجب على‬
‫الشخص القيام بها‪ .‬فيقال واجب عليك أي أنك ملزم بالقيام به أو تركه‪.‬‬
‫اصطالحا هو سلوك أو فعل يلتزم المرء به‪ :‬نظرا لقناعته به‬
‫ولضرورة تنفيذه‪ ،‬أو بسبب دوره أو مكانه المجتمعي‪ ،‬أو بسبب ما‬
‫تفرضه عليه القواعد واألعراف األخالقية أيضا‪.‬‬
‫• مفهوم المسؤولية‪ :‬تعرف لغة بأنها التزام الشخص بما يصدر‬
‫عنه من قول أو فعل وقد قسمت في المعاجم إلى أنواع‬
‫المسؤولية األخالقية‪ ،‬القانونية‪ ،‬االجتماعية والجماعية‪.‬‬
‫أما اصطالحا فتعرف بأنها قدرة الشخص على تحمل نتائج‬
‫أفعاله التي يقوم بها باختياره مع علمه المسبق بنتائجها كما أنها‬
‫شعور أخالقي يجعل اإلنسان يتحمل نتائج أفعاله سواء كانت‬
‫أفعاال جيدة أم أفعاال سيئة‪.‬‬
‫نشاط تطبيقي‬
‫في إطار الورشات يتم االشتغال على دروس المستوى‬ ‫•‬
‫السادس‪:‬‬
‫المجموعة ‪1‬و‪ 2‬على الدرسين ‪1‬و‪ 2‬نستخرج األسئلة الدالة‬ ‫•‬
‫على المفاهيم المهيكلة في التاريخ ‪.‬‬
‫المجموعة ‪3‬و‪ 4‬تشتغل على المفاهيم المهيكلة للجغرافيا من‬ ‫•‬
‫خالل استخراج األسئلة المرافقة للدعامات للدرسين ‪1‬و‪2‬‬
‫المجموعة الثالثة تشتغل على درسي التربية المدنية‬ ‫•‬

You might also like