You are on page 1of 28

‫برنامج التكوٌن األساسً‬

‫وحدة‪ :‬االجتماعٌات‬

‫سلك‪ :‬االبتدائً‬

‫الفصل‪ :‬األول‬

‫الموسم الجامعي ‪0202-0202‬‬


‫المحور األول‪ :‬علم الجغرافٌا‪ :‬المفهوم والمنهج ووسائل التعبٌر‬
‫والفروع‪:‬‬
‫المفهوم‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ٌطابق كلمة "الجؽرافٌا" ‪ Géographie‬فً المعنى الحرفً كلمة "صورة األرض"‪،‬‬
‫التً ٌرجع أصلها إلى اللؽة الٌونانٌة القدٌمة‪ ،‬وتتكون من مقطعٌن هما‪ Geo :‬بمعنى األرض‪،‬‬
‫و ‪ Graphie‬بمعنى الرسم والتصوٌر والكتابة‪.‬‬
‫وبعٌدا عن التحدٌد اللؽوي لكلمة "جؽرافٌا"‪ ،‬الذي ٌبقى كالسٌكٌا‪ ،‬ال ٌصل إلى كنه تقدٌم‬
‫مفهوم علمً للكلمة‪ ،‬من حٌث هً تحلٌل وربط وتفسٌر ظواهر طبٌعٌة وبشرٌة على سطح‬
‫األرض‪ ،‬وبذلك ٌمكن تقدٌم تعرٌؾ بسٌط للجؽرافٌا‪ " :‬علم ٌهتم بدراسة الظواهر الطبٌعٌة‬
‫والبشرٌة على سطح األرض‪ ،‬من حٌث توزٌعها‪ ،‬والعالقات المتبادلة فٌما بٌنها"‪ ،‬كما ٌمكن‬
‫تعرٌفها على أنها‪" :‬علم دراسة التفاعل بٌن اإلنسان والمجال‪ ،‬وما ٌنتجه ذلك التفاعل من‬
‫ظواهر طبٌعٌة وبشرٌة واقتصادٌة‪.‬‬

‫المنهج الجغرافً‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ٌعتمد الجؽرافً منهجا علمٌا فً التوصل إلى الحقائق الجؽرافٌة‪ٌ ،‬طلق علٌه اسم «النهج‬
‫الجؽرافً»‪ :‬وهو عبارة عن عملٌات فكرٌة‪ ،‬تقوم على تحلٌل مكونات المجال الجؽرافً‪،‬‬
‫أوالظاهرة الجؽرافٌة‪ ،‬فً إطار تركٌبً ٌقوم على ثالث عملٌات أساسٌة‪:‬‬

‫‪ -‬الوصف‪ :‬عملٌة فكرٌة تهدؾ تقدٌم الظاهرة المدروسة‪ ،‬وتحدٌد مواصفاتها من حٌث‬
‫الشكل والتوطٌن والحركة‪ ،‬وٌتضمن استخالص الخصائص النوعٌة والكمٌة للظاهرة‪،‬‬
‫ومظاهر توزٌعها الجؽرافً‪ ،‬وتطورها الزمنً‪ ،‬وذلك بالتعرؾ على صفاتها النوعٌة والكمٌة‬
‫وتوطٌنها وحركتها‪.‬‬
‫‪ -‬التفسٌر‪ :‬عملٌة فكرٌة تهدؾ إلى تحدٌد األسباب والعوامل المتحكمة فً الظاهرة‬
‫المدروسة‪ ،‬عن طرٌق تحدٌد العوامل المفسرة لها‪ ،‬واستخالص العالقات والتفاعالت بٌن‬
‫عناصرها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬التعمٌم‪ :‬عملٌة فكرٌة تهدؾ إلى توظٌؾ أو إنتاج مفاهٌم ومبادئ‪ ،‬واستخالص نظرٌات‬
‫عامة لتجاوز الحاالت الخاصة‪.‬‬
‫وسائل التعبٌر الجغرافً‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ٌقصد بها أدوات التعبٌر التً ٌلخص وٌركب فٌها الجؽرافً المعلومات والحقائق‬
‫المرتبطة بدراسة ظاهرة جؽرافٌة معٌنة‪ ،‬وٌعتمد التعبٌر فً الخطاب الجؽرافً على عدة‬
‫وسائل حاملة للمعرفة الجؽرافٌة‪ٌ ،‬مكن تقسٌمها إلى‪:‬‬

‫‪ -‬التعبٌر اللفظً‪ٌ :‬عتمد على استعمال الكلمة‪ ،‬وٌتجلى فً المتن وٌشترط فٌه‪ :‬لؽة خالٌة‬
‫من البالؼة‪ ،‬واستعمال كلمات سهلة وواضحة‪ ،‬وٌرد التعبٌر اللفظً مثال فً النصوص‬
‫الجؽرافٌة‪.‬‬
‫‪ -‬التعبٌر العددي‪ٌ :‬تضمن إحصائٌات سواء كانت واردة فً المتن‪ ،‬أو على شكل جداول‬
‫إحصائٌة (أرقام استداللٌة – نسب مئوٌة – حصٌصات‪.)...‬‬
‫‪ -‬التعبٌر المبٌانً‪ٌ :‬تخذ شكل مبٌانات أو نماذج هندسٌة أو أشكال‪.‬‬
‫‪ -‬التعبٌر الكارطوغرافً‪ٌ :‬عتمد على الخرٌطة فً التعبٌر‪ ،‬بواسطة الرموز النقطٌة‬
‫والخطٌة والمساحٌة‪ ،‬على اختالؾ أشكالها أو أحجامها‪ ،‬أو اتجاهاتها أوحدتها أو ألوانها‪.‬‬
‫‪ -‬التعبٌر األٌقونً‪ٌ :‬عتمد على استعمال الصور بمختلؾ أنواعها‪.‬‬
‫فروع الجغرافٌا‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تقسم الجؽرافٌا إلى قسمٌن رئٌسٌٌن‪ٌ ،‬سمى األول‪ ،‬الجؽرافٌا الطبٌعٌة‪ ،‬والثانً الجؽرافٌا‬
‫البشرٌة‪ ،‬إال أن هذٌن القسمٌن ٌقسمان بدورهما إلى عدة فروع‪:‬‬

‫أ‪-‬الجغرافٌا الطبٌعٌة‪:‬‬

‫ٌهتم هذا القسم بدراسة الظواهر الطبٌعٌة المنتشرة على سطح األرض‪ ،‬والتً لم ٌتدخل‬
‫اإلنسان فً ظهورها أو تشكلها أو توزٌعها‪ ،‬إذ تبقى العوامل التً تفسرها طبٌعٌة‪ ،‬ال عالقة‬
‫لإلنسان بها‪ ،‬وتشمل على الفروع اآلتٌة‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬الجٌومرفولوجٌا‪ :‬فرع ٌهتم بدراسة التضارٌس القارٌة (السطحٌة)‪ ،‬أو البحرٌة (تحت‬
‫البحار والمحٌطات)‪ ،‬والعوامل التً أدت إلى ظهورها وتشكلها وتوزٌعها‪ ،‬كالبراكٌن‬
‫والزالزل‪ ،‬والتعرٌة (المائٌة ‪ -‬الجوٌة)‪...‬‬
‫‪ -‬جغرافٌة المناخ‪ :‬فرع ٌدرس الؽالؾ الجوي لألرض‪ ،‬والعناصر المناخٌة (الحرارة‪-‬‬
‫التساقطات‪ -‬الرٌاح – الضؽط الجوي)‪ ،‬والعوامل المؤثرة فٌها الطبٌعٌة والبشرٌة‪.‬‬
‫‪ -‬الحً – جغرافٌا‪ :‬أو البٌو‪ -‬جؽرافٌا‪ ،‬تهتم بدراسة األوساط الحٌة النباتٌة والحٌوانٌة‪،‬‬
‫وتوزٌعها الجؽرافً على سطح األرض‪ ،‬كما تقوم بتحلٌل وتفسٌر عالقة التأثٌر والتأثر بٌن تلك‬
‫األوساط‪.‬‬
‫‪ -‬جغرافٌة المٌاه‪ :‬تهتم بدراسة مصادر المٌاه‪ ،‬وتوزٌعها والعوامل المؤثر فٌها‪ ،‬إضافة‬
‫إلى دراسة التٌارات المائٌة البحرٌة والمحٌطٌة‪ ،‬وتأثٌرها فً باقً العناصر الطبٌعٌة خاصة‬
‫المناخ‪.‬‬
‫‪ -‬جغرافٌة فلكٌة‪ :‬تدرس مكونات الكون من نجوم وكواكب وأقمار‪ ،‬والمجموعة الشمسٌة‬
‫من حٌث نشأتها وموقعها ومكوناتها‪ ،‬وما ٌنتج عنها من تأثٌر فً تحدٌد النطاقات الزمنٌة‬
‫والمناخٌة الكبرى على سطح األرض‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجغرافٌا البشرٌة‪:‬‬

‫ٌهتم هذا القسمم ممن الجؽرافٌما بدراسمة اإلنسمان والتجمعمات البشمرٌة علمى سمطح األرض‪،‬‬
‫كما ٌدرس نشأة التجمعات البشرٌة ( المدن‪ ،‬القمرى‪ ،)...‬واألنمماط االقتصمادٌة التمً أنتجتهما فمً‬
‫تفاعلها مع المحٌط الطبٌعً‪ ،‬وٌتفرع إلى عدة فروع‪:‬‬

‫‪ -‬الجغرافٌا االقتصادٌة‪ :‬فرع ٌهتم بتوزٌع األنشطة االقتصادٌة على وجه األرض‪،‬‬
‫والعوامل التً أدت إلى ظهورها وتوزٌعها وتنوعها‪ ،‬وٌشمل هذا الفرع فروع صؽرى‬
‫كالجؽرافٌا الزراعٌة‪ ،‬والجؽرافٌا الصناعٌة‪ ،‬وجؽرافٌة النقل والمواصالت‪...‬‬
‫‪ -‬جغرافٌة السكان‪ٌ :‬هتم هذا الفرع بدراسة السكان‪ ،‬من حٌث عددهم وتوزٌعهم وكثافتهم‬
‫وبنٌتهم وحركاتهم‪ ،‬والعوامل المتحكمة فً دٌمؽرافٌتهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬جغرافٌة االستٌطان‪ٌ :‬هتم هذا الفرع بدراسة مجاالت توزٌع السكان‪ ،‬وتركٌبها‬
‫المرفولوجً ‪ ،‬وتخطٌطها العمرانً‪ ...‬وٌنقسم إلى فرعٌن كبٌرٌن هما‪ :‬جؽرافٌة المدن‪،‬‬
‫وجؽرافٌة األرٌاؾ‪.‬‬
‫‪ -‬الجغرافٌة السٌاسٌة‪ :‬تهتم بدراسة العالقات بٌن المجاالت الجؽرافٌة والقرارات‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬وما ٌنتج عنها من تأثٌر على المجال الجؽرافً المحلً واإلقلٌمً والدولً‪.‬‬
‫‪ -‬الجغرافٌا التارٌخٌة‪ :‬تهتم بدراسة الظواهر الطبٌعٌة والبشرٌة فً الماضً‪ ،‬أي دراسة‬
‫ما كانت علٌه جؽرافٌة موضع أو منطقة فً فترة من فترات التارٌخ‪.‬‬

‫من المالحظ أن كل فروع الجؽرافٌا سواء الطبٌعٌة أو البشرٌة‪ ،‬قد نشأت إلى جانب علوم‬
‫أخرى مستقلة بذاتها‪ ،‬وٌمكننا تقدٌم بعض األمثلة عنها كاآلتً‪:‬‬

‫‪ -‬جؽرافٌة المناخ ‪ :‬نشأت إلى جانب علم المناخ‪.‬‬


‫‪ -‬جؽرافٌة السكان‪ :‬نشأت إلى جانب علم الدٌموؼرافٌا‪.‬‬
‫‪ -‬جؽرافٌة المدن واألرٌاؾ‪ :‬نشأت إلى جانب علم االجتماع واألنثروبولوجٌا‪.‬‬
‫‪ -‬الجؽرافٌا االقتصادٌة‪ :‬نشأت إلى جانب علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬الجؽرافٌا التارٌخٌة‪ :‬نشأت إلى جانب علم التارٌخ‪.‬‬
‫‪ -‬الحً جؽرافٌا‪ :‬نشأت إلى جانب علم البٌولوجٌا‪.‬‬
‫‪ -‬الجؽرافٌا الفلكٌة‪ :‬نشأت إلى جانب علم الفلك‪.‬‬
‫‪ -‬الجٌومرفولوجٌة‪ :‬نشأت إلى جانب علم الجٌولوجٌا‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫المحور الثانً‪ :‬جغرافٌة المغرب‪ :‬الموقع الجغرافً‬
‫قبل الحدٌث عن موقع المؽرب الجؽرافً‪ ،‬ال بد من وصؾ وفهم طرٌقة تحدٌد المواقع‬
‫على سطح األرض‪ ،‬من خالل إبراز شكلها وطرق تمثٌلها‪ ،‬وتقسٌمها بواسطة االحداثٌات‬
‫الجؽرافٌة‪.‬‬

‫شكل األرض وطرق تمثٌلها‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫توصل علماء الكارطوؼرافٌا (علم ٌهتم بوضع الخرائط) إلى تحدٌد الشكل الحقٌقً‬
‫لألرض‪ ،‬وهو أنها شبه كروٌة‪ ،‬كون القطر اإلستوائً أطول من القطر القطبً‪( .‬أنظر‬
‫الشكل)‪.‬‬

‫كما وضع العلماء (بعد تحدٌد أبعاد األرض وشكلها) طرٌقتٌن لتمثٌل شكلها‪:‬‬

‫‪ -‬تمثٌل كروي‪ :‬بواسطة مجسم الكرة األرضٌة‪ ،‬وهو التمثٌل األقرب إلى الشكل الحقٌقً‬
‫لألرض‪.‬‬
‫‪ -‬تمثٌل مسطح‪ :‬بواسطة الخرٌطة‪ ،‬وهو التمثٌل األسهل واألكثر وضوحا‪.‬‬

‫ٌستعمل التمثٌل الخرائطً (المسطح) بشكل كبٌر فً توطٌن وتركٌب مختلؾ الظواهر‬
‫الجؽرافٌة‪ ،‬وتأخذ الخرٌطة فً علم الكارطوؼرافً معنى‪" :‬سطح مستو ٌمثل الكرة األرضٌة‬
‫أو جزء منها (قارة‪ ،‬دولة ‪ ،‬جهة‪ ،")...‬كما تتمٌز بعدة عناصر أساسٌة تسهل عملٌة قراءتها‪:‬‬

‫‪ -‬العنوان‪ٌ :‬لخص وٌحدد موضوع الخرٌطة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬المقٌاس‪ٌ :‬وضح حجم تصؽٌر المسافة الحقٌقٌة على الخرٌطة‪.‬‬
‫‪ -‬المفتاح‪ٌ :‬شرح الرموز واأل لوان المستعملة فً الخرٌطة‪ ،‬لتسهٌل فهم وقراءة‬
‫معطٌاتها‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاه‪ٌ :‬وضح اتجاه الشمال على الخرٌطة‪.‬‬
‫‪ -2‬االحداثٌات الجغرافٌة وسٌلة لتحدٌد الموقع على سطح األرض‪:‬‬
‫لتجاوز صعوبة تحدٌد المواقع على سطح األرض قسم علماء الكارطوؼرافٌا شكل‬
‫األرض إلى خطوط الطول ودوائر العرض‪ ،‬التً تشكل مجتمعة االحداثٌات الجؽرافٌة‪ ،‬وتكمن‬
‫فائدتها فً تحدٌد المواقع والنطاقات المناخٌة الكبرى والتوقٌت‪.‬‬
‫‪ -‬خطوط الطول‪ :‬هً أنصاؾ دوائر وهمٌة متساوٌة تربط بٌن القطبٌن عددها ‪،363‬‬
‫وٌعتبر خط ؼرٌنتش خطها األساسً (درجته ‪ٌ 3‬قسم األرض إلى نصؾ شرقً ونصؾ‬
‫ؼربً)‪ ،‬وتساعدنا فً تحدٌد الموقع والتوقٌت‪( .‬أنظر الشكل ‪.)1‬‬
‫‪ -‬دوائر العرض‪ :‬هً دوائر وهمٌة متوازٌة عددها ‪ ،183‬خطها األساسً‪ ،‬خط االستواء‬
‫(ٌقسم األرض إلى نصؾ شمالً ونصؾ جنوبً ودرجته ‪ ،)3‬وتساعدنا فً تحدٌد الموقع‬
‫والنطاقات المناخٌة الكبرى‪( .‬أنظر الشكل ‪.)2‬‬

‫‪ 1‬خطوط الطول‬
‫‪ 2‬دوائر العرض‬

‫‪7‬‬
‫موقع المغرب الجغرافً‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ٌقع المؽرب حسب االحداثٌات الجؽرافٌة‪ ،‬بٌن خطً طول ‪ 1°‬و‪ 11°‬ؼرب خط‬
‫ؼرٌنتش‪ ،‬وبٌن خطً عرض ‪ 21°‬و‪ 36°‬شمال خط االستواء‪( .‬أنظر الخرٌطة)‪.‬‬
‫أما إقلٌمٌا (حسب الكٌانات الجؽرافٌة)‪ٌ ،‬قع المؽرب فً أقصى الشمال الؽربً للقارة‬
‫اإلفرٌقٌة‪ٌ ،‬حده شماال البحر األبٌض المتوسط‪ ،‬وجنوبا مورٌتانٌا‪ ،‬وشرقا الجزائر‪ ،‬وؼربا‬
‫المحٌط األطلنتً‪ ،‬وٌنتمً جؽرافٌا إلى بلدان حوض البحر األبٌض المتوسط‪ ،‬وإقلٌمٌا إلى بلدان‬
‫المؽرب العربً‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق ٌمكن الحكم على موقع المؽرب‪ ،‬بأنه موقع استراتٌجً (ٌتحدد الموقع‬
‫االستراتٌجً لبلد ما من خالل موقعه الجؽرافً بالنسبة إلى المواصالت واألهمٌة االقتصادٌة)‪،‬‬
‫إذ ٌنفتح على واجهتٌن بحرٌتٌن‪ ،‬وعلى القارتٌن األوربٌة واإلفرٌقٌة‪ ،‬ونقطة التقاء بٌن البحر‬
‫األبٌض المتوسط و المحٌط األطلنتً‪ ،‬ومعبرا أساسٌا بٌن أوربا وإفرٌقٌا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬جغرافٌة المغرب الطبٌعٌة‬
‫ٌتوفر المؽرب على إمكانات طبٌعٌة متنوعة‪ ،‬تتشكل أساسا من التضارٌس على اختالؾ‬
‫أنواعها‪ ،‬وتؽطٌها موارد سطحٌة متنوعة‪ ،‬كالؽطاء النباتً‪ ،‬واألنهار والتربة‪ ...‬وفً باطنها‬
‫موارد باطنٌة‪ ،‬أهمها الموارد المعدنٌة (الحدٌد ‪ ،‬الفوسفاط‪ )...‬وموارد مائٌة (الفرشة الباطنٌة)‪،‬‬
‫وموارد طاقٌة ( الؽاز الطبٌعً – البترول – الصخور النفطٌة)‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن توزٌع‬
‫هذه العناصر الطبٌعٌة (حسب خرٌطة المؽرب الطبٌعٌة)‪ٌ ،‬تسم باالختالؾ حسب المناطق‪،‬‬
‫وتتدخل فٌه عوامل طبٌعٌة تفاعلت فٌما بٌنها فً إنتاج مختلؾ الموارد وتشكلها‪.‬‬

‫تضارٌس المغرب‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ٌمكن تعرٌؾ التضارٌس على أنها‪ :‬مساحات من سطح األرض‪ ،‬تشكلت نتٌجة عوامل‬
‫طبٌعٌة باطنٌة (الزالزل‪-‬البراكٌن) وسطحٌة (التعرٌة) مختلفة‪ ،‬وتنقسم إلى عدة أنواع أهمها‪:‬‬
‫التضارٌس القارٌة (الجبال‪ ،‬السهول‪ ،‬الهضاب‪ ،‬التالل)‪ ،‬والتضارٌس البحرٌة ( الذروة‪ ،‬الحافة‬
‫القارٌة‪ ،‬الؽور البحري‪.)...‬‬

‫السالسل الجبلٌة‪:‬‬ ‫‪1-1‬‬

‫ٌتوفر المؽرب على أكبر مجموعة جبلٌة فً المؽرب العربً‪ ،‬وتنقسم إلى مجموعتٌن‬
‫جبلٌتٌن‪:‬‬

‫‪ -‬مجموعة جبال الرٌف‪( :‬تالل مقدمة الرٌؾ‪ -‬الرٌؾ األوسط – الرٌؾ الساحلً) تأخذ‬
‫موقعها بأقصى الشمال‪ ،‬وهً متوسطة االرتفاع‪ ،‬إذ تشكل قمة جبل تدؼٌن ‪ 2456‬متر أعلى‬
‫القمم بهذه المجموعة الجبلٌة‪.‬‬

‫‪ -‬مجموعة جبال األطلس‪ :‬تنقسم إلى ثالث سالسل‪ :‬األطلس المتوسط (أعلى قمة جبل‬
‫بوناصر ‪ 3326‬متر)‪ ،‬واألطلس الصؽٌر (جبل سروا ‪ 3304‬متر)‪ ،‬واألطلس الكبٌر (أعلى‬
‫قمة بالمؽرب جبل توبقال ‪ 4165‬متر)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تشكلت هذه المجموعات الجبلٌة عبر أزمنة جٌولوجٌة مختلفة‪ ،‬واستؽرقت مالٌٌن السنٌن‬
‫قبل أن تأخذ شكلها الحالً‪ ،‬وٌتم التمٌٌز بٌنها من خالل عدة خصائص‪ ،‬كنوعٌة الصخور‬
‫المكونة لها‪ ،‬واألزمنة التً تشكلت خاللها‪.‬‬

‫تمثل جبال األطلس الصؽٌر‪ ،‬أقدم التشكٌالت التضارٌسٌة بالمؽرب‪ ،‬حٌث ٌعود تشكلها‬
‫إلى الزمن الجٌولوجً األول ما قبل الكمبري ‪ ،Précambrien‬أي قبل حوالً ‪ 542‬ملٌون‬
‫سنة‪ ،‬بعد تعرض الصفٌحة الؽربٌة للقارة االفرٌقٌة لنشاط تكتونً كبٌر‪.‬‬

‫أما جبال األطلس المتوسط والكبٌر‪ ،‬فتعود بعض مكوناتها الصخرٌة إلى زمن ما قبل‬
‫الكمبري (مثال األطلس الكبٌر الؽربً)‪ ،‬وتشكٌالت أخرى ٌعود تشكلها إلى الزمن الجٌولوجً‬
‫‪ Mésozoïque‬أو الزمن الجٌولوجً الرابع ‪ ، Cénozoïque‬والتً تشكلت‬ ‫الثالث‬
‫بفعل األحداث الكبرى كاالنكسارات وعملٌات الرفع والخفض‪ ،‬والؽمر والطمر‪ ،‬وأعمال‬
‫التعرٌة التً تعرضت لها األحواض الرسوبٌة‪ ،‬وٌعود زمنها إلى حوالً ‪ 251‬ملٌون سنة‪.‬‬

‫أما جبال الرٌؾ فقد اتخذت شكلها الحالً فً الزمن الجٌولوجً الرابع‪ ،‬مع حضور‬
‫بعض التشكٌالت المورفولوجٌة التً ٌعود بعضها إلى الزمن األول‪.‬‬

‫السهول والهضاب المغربٌة‪:‬‬ ‫‪2-1‬‬

‫تتمٌز الهضاب والسهول المؽربٌة بانتظامها فً ثالث مجموعات‪ ،‬تفصل بٌنها السالسل‬
‫الجبلٌة‪:‬‬
‫‪ -‬سهول وهضاب المغرب الشمالً الغربً‪ :‬التً تنتظم بصورة موازٌة للمحٌط‬
‫األطلنتً‪ ،‬وأهمها‪ :‬سهول دكالة‪ ،‬والؽرب‪ ،‬وعبدة‪ ،‬وهضبة ساٌس وحاحا …‬
‫‪ -‬سهول وهضاب المغرب الشرقً‪ :‬أهمها‪ :‬حوض ملوٌة والهضاب العلٌا‪.‬‬
‫‪ -‬سهول وهضاب المغرب الجنوبً‪ :‬أهمها‪ :‬سهلً سوس وتافٌاللت‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫األشكال التضارٌسٌة الصحراوٌة المشكلة من الحمادات والعروق والرقوق‪.‬‬
‫و عرفت الهضاب المؽربٌة هً األخرى عدة أحداث جٌولوجٌة كبٌرة‪ ،‬أثرت على‬
‫أشكالها‪ ،‬وطبٌعة صخورها‪ ،‬ومن أهم تلك األحداث الؽمر البحري الؽنً بالرواسب الفوسفاطٌة‬
‫الذي امتد على مدى ‪ 50‬ملٌون سنة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫أما السهول فأخذ تشكلها مراحل زمنٌة مختلفة وطوٌلة‪ ،‬تبعا لألحداث التكتونٌة‪ ،‬وأعمال‬
‫التعرٌة‪ ،‬التً تعود إلى األزمنة الجٌولوجٌة الثانً والثالث والرابع‪ ،‬ؼٌر أن أؼلبها ٌعود إلى‬
‫أواخر العصر الترٌاسً وبداٌة العصر الجوراسً قبل ‪ 200‬ملٌون سنة‪.‬‬

‫مناخ المغرب‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ٌتمٌز مناخ المؽرب بسٌادة فصلٌن أساسٌٌن‪ :‬فصل حار وجاؾ (صٌؾ) وفصل بارد‬
‫ومطٌر (شتاء)‪ٌ ،‬تخللهما اعتدالٌن (ربٌع – خرٌؾ)‪.‬‬

‫نشٌر إلى أن الخصائص المناخٌة السابقة الذكر‪ ،‬لٌست قدٌمة قدم العصور الجٌولوجٌة‪،‬‬
‫بل استقرت على الحال الذي هو علٌه الٌوم‪ ،‬فً فترة متأخرة من تارٌخ المؽرب‪ ،‬والتً تعود‬
‫إلى العصر الحجري الحدٌث (النٌولٌتً)‪ ،‬بشكل تقرٌبً ما بٌن ‪ 5500‬و‪ 2200‬سنة ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪ 1-2‬العوامل المتحكمة فً مناخ المغرب‪:‬‬


‫‪ -‬الموقع العرضً (القرب أو البعد من خط االستواء)‪ٌ :‬قع المؽرب فً الوسط بٌن‬
‫المنطقة المعتدلة فً الشمال‪ ،‬ما ٌفسر ارتفاع معدل التساقطات وانخفاض درجات الحرارة فً‬
‫شمال المؽرب‪ ،‬والمنطقة الحارة فً الجنوب حٌث تقل التساقطات وترتفع درجات الحرارة‬
‫فً جنوب المؽرب‪.‬‬

‫‪-‬ارتفاع التضارٌس‪ :‬حٌث تنخفض درجات الحرارة وتزداد كمٌة التساقطات كلما ارتفعنا‬
‫عن سطح البحر‪.‬‬

‫‪-‬القرب أو البعد من البحر‪ :‬تتمٌز المناطق الساحلٌة باالعتدال فً مناخها صٌفا وشتاء‪،‬‬
‫حٌث ٌقل المدى الحراري السنوي‪ ،‬بٌنما نسجل فً المناطق القارٌة البعٌدة عن البحر‪ ،‬ارتفاع‬
‫الحرارة صٌفا وانخفاضها شتاء‪ ،‬ما ٌعنً ارتفاعا فً المدى الحراري السنوي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 2-2‬خصائص مناخ المغرب‪:‬‬
‫ٌتمٌز المؽرب بسٌادة مناخٌن مختلفٌن نتٌجة العوامل السابقة الذكر‪ ،‬ونمٌز بٌنهما كاآلتً‪:‬‬

‫‪ -‬المناخ المتوسطً‪ٌ :‬سود ؼالبٌة القسم الشمالً (طول خط السعٌدٌة‪ -‬أكادٌر)‪ ،‬وٌتمٌز‬
‫بالرطوبة والدؾء شتاء والحرارة والجفاؾ صٌفا‪ ،‬كما نسجل فً مناخ شمال المؽرب تباٌنات‬
‫على المستوى المحلً‪ ،‬فالمناطق الشمالٌة الشرقٌة ٌصل معدل تساقطاتها السنوي إلى ‪350‬‬
‫ملم‪ ،‬وٌتجاوز فً المناطق الؽربٌة ‪ 750‬ملم‪.‬‬
‫‪ -‬المناخ الصحراوي‪ٌ :‬سود ؼالبٌة المجال المؽربً إذ ما استثنٌنا خط (السعٌدٌة –‬
‫أكادٌر)‪ ،‬ومن أهم خصائصه قلة التساقطات المطرٌة التً ال تتعدى فً معدلها السنوي‬
‫‪ 100‬ملم‪ ،‬أما الحرارة فترتفع كلما اتجهنا نحو الشرق وتختلؾ بٌن فصلً الصٌؾ (تصل إلى‬
‫‪ 47‬درجة) والشتاء (‪ 10‬درجة)‪.‬‬

‫الموارد السطحٌة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ٌقصد بالموارد السطحٌة‪ :‬كل الموارد الطبٌعٌة الموجودة على سطح األرض‪ ،‬كالتربة‬
‫والؽطاء النباتً‪ ،‬والمٌاه السطحٌة ( األنهار‪ ،‬البحٌرات)‪ ،‬التً نشأت بصورة طبٌعٌة دون‬
‫تدخل اإلنسان فٌها‪.‬‬

‫‪ 1-3‬التربة‪:‬‬

‫تتنوع التربة بتنوع تضارٌس وأشكال السطح‪ ،‬والمناخ‪ ،‬حٌث تنتشر بالمناطق الجبلٌة‬
‫تربات فقٌرة ضعٌفة السمك‪ ،‬نفس الشًء بالنسبة للهضاب الجافة والمناطق الصحراوٌة‪ ،‬حٌث‬
‫تنتشر تربات مالحة أو رملٌة‪ ،‬أما أخصب أنواع التربة فهً التً تنتشر بالمناطق السهلٌة‬
‫الرطبة (تربة الحمري والتٌرس)‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الغطاء النباتً‪:‬‬

‫تنتشر الؽابات الكثٌفة نسبٌا بالمناطق الجبلٌة الرطبة المكونة من أشجار األرز والبلوط‬
‫األخضر والصنوبر‪ ،‬باإلضافة إلى ؼابات البلوط الفلٌنً بالمعمورة وؼابات األركان‬

‫‪12‬‬
‫بسوس‪ ،...‬أما بالمناطق الجنوبٌة فٌتضاءل الؽطاء النباتً حٌث ٌنتشر الشٌح والحلفاء‬
‫والدوم‪...‬‬

‫تمثل الثروة النباتٌة بالمؽرب حوالً ‪ 9‬ملٌون هكتار منها ‪ 4,5‬ملٌون هكتار من الؽابات‬
‫الطبٌعٌة‪ ،‬و ‪ 500‬ألؾ هكتار من الؽابات المعاد تشجٌرها‪ ،‬و ‪ 3‬ملٌون هكتار من الحلفاء‪،‬‬
‫وملٌون هكتار من السنط الصحراوي‪.‬‬
‫تتعرض المناطق النباتٌة‪ ،‬خاصة الؽابات الكثٌفة باألطلسٌن الكبٌر والمتوسط‪ ،‬لعدة‬
‫مشاكل وتحدٌات أهمها االستؽالل المكثؾ‪ ،‬والحرائق‪ ،‬وتدهور األوساط‪ ،‬بفعل زحؾ العمران‬
‫‪ ...‬ما دفع بالدولة إلى اتخاذ تدابٌر قانونٌة واقتصادٌة واجتماعٌة وتقنٌة لحماٌتها فً إطار‬
‫سٌاسات التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫‪ 3-3‬المٌاه السطحٌة‪:‬‬

‫ٌتمٌز المؽرب بالتوفر على موارد سطحٌة مهمة تشكل األنهار جزءا كبٌرا منها‪ ،‬نظرا‬
‫للتساقطات المطرٌة والثلجٌة التً تعرفها قمم السالسل الجبلٌة المؽربٌة‪ ،‬وتؽادرها على شكل‬
‫أنهار ومجاري مائٌة ونذكر منها‪ :‬أم الربٌع‪ ،‬سبو ‪ ،‬تانسٌفت‪ ،‬ملوٌة‪ ...‬ومجموعة من البحٌرات‬
‫الطبٌعٌة‪ :‬أكلمام أزكزا‪ ،‬أكلمام وٌوان‪ ،‬بحٌرة إٌسلً وتسلٌت‪...‬‬
‫وتمثل الموارد المائٌة السطحٌة حوالً ‪ 18‬ملٌار متر‪ %75 (3‬من مجموع الموارد‬
‫المائٌة)‪ ،‬تتشكل أساسا من األنهار الدائمة الجرٌان‪ ،‬إذ تتركز هذه األخٌرة فً القسم الشمالً‬
‫للمؽرب‪ ،‬حٌث التساقطات المطرٌة الكثٌفة‪ ،‬مقارنة بجنوب المؽرب حٌث تسود األودٌة‬
‫الموسمٌة‪.‬‬

‫الموارد الباطنٌة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 1-4‬الفرشات المائٌة‪:‬‬

‫ٌتمٌز المؽرب بفرشة مائٌة ؼنٌة تمثل حوالً ‪ 5‬ملٌار متر‪ %25 ( 3‬من مجموع‬
‫الموارد المائٌة) ٌتمركز أؼلبها فً الشمال‪ ،‬وتنقسم إلى أحواض‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫ٌمكن تفسٌر ؼنى الفرشات الباطنٌة المائٌة بتواجد مناخ مالئم ٌتمٌز بتساقطات ثلجٌة‪،‬‬
‫خاصة على مرتفعات جبال الرٌؾ‪ ،‬واألطلسٌن الكبٌر والمتوسط‪ ،‬هذا األخٌر الذي ٌعد الخزان‬
‫الطبٌعً للمٌاه‪ ،‬بفعل تكوٌنه الجٌولوجً الذي ٌتمٌز بصخوره الكارستٌة‪.‬‬

‫‪ 2-4‬الموارد المعدنٌة‪:‬‬

‫ٌتوفر المؽرب على ثروة معدنٌة متنوعة ( الفوسفاط‪ ،‬الرصاص‪ ،‬الحدٌد‪ ،‬النحاس‪.)...‬‬
‫وٌختلؾ توزٌع المعادن بٌن جهات المؽرب‪ :‬الفوسفاط (بوكراع‪ ،‬خرٌبكة‪ ،‬الٌوسفٌة) الحدٌد‬
‫( فً أقصى شمال وجنوب المؽرب)‪ .‬وٌعد معدن الفوسفاط أهم المعادن فً المؽرب نظرا‬
‫لتوفر المؽرب على أكبر احتٌاطً منه (‪ 4/3‬من االحتٌاطً العالمً)‪ ،‬وتختلؾ أهمٌة إنتاجه‬
‫بٌن مناجم خرٌبكة (‪ )%60‬والٌوسفٌة (‪ )%28‬وواد الذهب (‪ .)10%‬كما ٌعتمد المؽرب‬
‫على تصدٌره إلى الخارج بحوالً ‪ % 50‬من إنتاجه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 3-4‬مصادر الطاقة‪:‬‬

‫ٌتوفر المؽرب على مصادر متنوعة للطاقة أهمها ( البترول‪ ،‬الؽاز الطبٌعً‪ ،‬الصخور‬
‫النفطٌة)‪ ،‬وٌختلؾ توزٌعها حسب مناطق المؽرب‪ ،‬إذ تتركز بالقرب من السواحل‪ ،‬خاصة‬
‫قرب مدٌنتً سٌدي قاسم والصوٌرة‪ .‬أما الصخور النفطٌة‪ ،‬فتتمٌز بها منطقة تمحضٌت‪،‬‬
‫وشمال مدٌنة طرفاٌة‪.‬‬

‫من المالحظ أن المؽرب ٌعانً مشاكل فً مصادر الطاقة‪ ،‬إذ مازال إنتاجه منها ضعٌفا‪،‬‬
‫رؼم المجهودات الكبٌرة فً مجال التنقٌب عنها‪ .‬إضافة إلى مواجهته لصعوبات فنٌة وتقنٌة فً‬
‫استؽالل الصخور النفطٌة التً ٌحتضن المؽرب منها احتٌاطات هائلة‪.‬‬

‫وأمام هذا العجز وارتف اع الطلب على الموارد الطاقٌة‪ ،‬فقد ارتفع استٌراد النفط من‬
‫الخارج ما بٌن ‪ 2009‬و ‪ 2012‬على التوالً من ‪ 4,7‬ألؾ طن ‪ ،‬إلى ‪ 10,7‬ألؾ طن‪ ،‬وهو‬
‫ما ٌنهك خزٌنة الدولة‪ ،‬وٌنمً التبعٌة الطاقٌة للخارج‪.‬‬

‫مشكل الماء والتصحر‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫ٌصنؾ المؽرب ضمن الدول التً تعانً من اإلجهاد المائً‪ ،‬وتقدر الموارد المائٌة‬
‫السطحٌة فً السنة المتوسطة بـ ‪ 18‬ملٌار متر مكعب‪ ،‬أما المٌاه الجوفٌة فتمثل ‪ %20‬من‬
‫الموارد المائٌة التً تتحصل علٌها المملكة‪.‬‬

‫وتبلػ حصة الفرد من المٌاه أقل من ‪ 650‬مترا مكعبا سنوٌا‪ ،‬مقابل ‪ 2500‬متر مكعب‬
‫عام ‪ ،1960‬ومن المتوقع أن تنخفض هذه الكمٌة ألقل من ‪ 500‬متر مكعب بحلول عام‬
‫‪.2030‬‬

‫وشهد المؽرب عجزا فً هطول األمطار خالل الفترة ما بٌن أعوام ‪ ،2022-2018‬نتج‬
‫عنه انخفاض قوي فً تدفقات المٌاه إلى السدود‪.‬‬

‫وبلػ العجز المائً ‪ %85‬تقرٌبا فً موسم ‪ ،2022-2021‬إذ بلػ مخزون المٌاه الصالحة‬
‫للري ‪ 900‬ملٌون متر مكعب عام ‪ 2022‬مقارنة بمتوسط ‪ 3.4‬ملٌارات متر مكعب بٌن‬

‫‪15‬‬
‫أعوام ‪ ،2017-2009‬فً حٌن بلػ العجز فً المٌاه الجوفٌة مستوى حادا‪ ،‬إذ انخفضت بما‬
‫بٌن ‪ 3‬و‪ 6‬أمتار‪.‬‬

‫أما وضعٌة استؽالل الموارد المائٌة حالٌا‪ ،‬فتنذر باستمرار عدة أخطار منها‪:‬‬

‫‪ -‬تلوث الموارد المائٌة ‪ :‬بسبب تفرٌػ الملوثات الصناعٌة والمنزلٌة دون معالجتها‪،‬‬
‫واالستعمال المكثؾ للمبٌدات واألسمدة‪ ،‬وتركز مطارح النفاٌات على ضفاؾ المجاري المائٌة‪.‬‬
‫‪ -‬تزاٌد فً ندرة الموارد المائٌة‪ :‬بسبب التدبٌر ؼٌر المعقلن لإلمكانات المائٌة‪ ،‬وتراجع‬
‫الطاقة االستٌعابٌة فً السدود بسبب التوحل‪.‬‬

‫وتشكل مسألة الجفاؾ التً ٌعانً منها المؽرب‪ ،‬سببا رئٌسٌا فً تطور ظاهرة التصحر‬
‫(زحؾ الصحراء على حساب المناطق الخضراء أو الصالحة للزراعة)‪ ،‬وتتفاقم هذه الظاهرة‬
‫بالمناطق الجنوبٌة والجنوبٌة الشرقٌة‪( .‬أنظر الخرٌطة)‪.‬‬
‫خرٌطة توزٌع األوساط الطبٌعٌة بالمغرب‬

‫‪16‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬جغرافٌة المغرب البشرٌة‬

‫دٌمغرافٌة المغرب‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ 1-1‬العدد والتطور‪:‬‬

‫بلػ عدد سكان المؽرب حسب إحصاء سنة ‪ 2014‬حوالً ‪34‬م نسمة (حالٌا حوالً ‪37‬م‬
‫نسمة)‪ ،‬وذلك نتٌجة ارتفاع نسبة الوالدات مقارنة مع نسبة الوفٌات‪ .‬كما ٌالحظ فً تطور عدد‬
‫سكان المؽرب‪ ،‬تراجع عدد الوالدات فً الفترة الممتدة ما بٌن ‪ ،2014-1980‬رؼم الزٌادة‬
‫فً عدد سكان المؽرب‪ ،‬وذلك راجع إلى عدة عوامل أهمها‪ :‬تمدرس الفتٌات‪ ،‬وتراجع سن‬
‫الزواج‪ ،‬وتنظٌم النسل‪ ،‬التً أدت بدورها إلى تراجع نسب الخصوبة‪.‬‬

‫‪ 2-1‬البنٌة السكانٌة‪:‬‬

‫تعنً البنٌة السكانٌة دراسة السكان من حٌث العمر (أطفال – شبان‪ -‬شٌوخ) والجنس‬
‫(ذكور إناث) والقدرة على العمل (النشٌطون – ؼٌر النشٌطٌن)‪ .‬نسجل أن بنٌة سكان المؽرب‬
‫قد عرفت تطورا ما بٌن سنتً ‪ 1980‬و‪ ،2014‬إذ تقلصت الفئة العمرٌة أقل من ‪ 15‬سنة‬
‫على التوالً من ‪ 46%‬إلى ‪ ،28%‬وتزاٌدت نسب الفئة العمرٌة النشٌطة والشٌوخ التً انتقلت‬
‫على التوالً من ‪ 51,7%‬إلى ‪ 65,9%‬بالنسبة للفئة النشٌطة‪ ،‬ومن ‪ 2,7%‬إلى ‪6,1%‬‬
‫بالنسبة لفئة الشٌوخ‪.‬‬

‫‪ 3-1‬الحركة السكانٌة‪:‬‬

‫ٌقصد بحركة السكان‪ ،‬الهجرة من مكان إلى مكان آخر‪ ،‬ما ٌعنً تؽٌٌر مكان االقامة‪،‬‬
‫وٌمكن التمٌٌز فٌها بٌن عدة أنواع‪ٌ ،‬مكن تصنٌفها إلى هجرة داخلٌة وهجرة خارجٌة‪:‬‬

‫الهجرة الداخلٌة‪ :‬وٌقصد بها الهجرة داخل الحدود الجغرافٌة لدولة ما‪ ،‬ومن انواعها‪:‬‬

‫‪ -‬الهجرة القروٌة‪ :‬وٌقصد بها الهجرة من القرى إلى المدن‪.‬‬

‫‪ -‬الهجرة العكسٌة‪ :‬وٌقصد بها الهجرة من المدن إلى القرى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪-‬الهجرة البٌحضرٌة‪ :‬وٌقصد بها الهجرة من المدن إلى المدن‪.‬‬

‫الهجرة البٌقروٌة‪ :‬وٌقصد بها الهجرة من القرى إلى القرى‪.‬‬

‫الهجرة الخارجٌة‪ٌ :‬قصد بها الهجرة خارج الحدود الجغرافٌة لدولة ما‪ ،‬ومن أنواعها‪:‬‬

‫‪ -‬الهجرة السرٌة‬
‫‪ -‬الهجرة القانونٌة‬
‫‪ -‬هجرة األدمؽة‬

‫تطورت الهجرة الدولٌة بالمؽرب‪ ،‬إذ انتقل عدد مؽاربة المهجر من ‪ 1,1‬ملٌون سنة‬
‫‪ ،1984‬إلى حوالً ‪ 3‬ملٌون سنة ‪ ،2004‬لٌتجاوز حالٌا حوالً ‪ 4,5‬ملٌون نسمة‪ .‬ففً سنة‬
‫‪ ، 2018‬وحسب المعطٌات التً صرحت بها الوزارة الوصٌة‪ ،‬فقد شكل مؽاربة المهجر فً‬
‫أوربا نسبة مهمة من الجالٌة المؽربٌة المقٌمة بالخارج وصلت إلى أكثر من ‪ 3,7‬ملٌون نسمة‪،‬‬
‫فً حٌن احتضنت آسٌا ما مجموعه ‪ 117‬ألؾ مؽربً‪ ،‬وأمرٌكا ما مجموعه ‪ 114‬ألؾ مهاجر‬
‫مؽربً‪.‬‬

‫وتفسر حركة السكان فً المجال المؽربً بعدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬العوامل الطبٌعٌة‪ :‬الجفاؾ‪ ،‬الكوارث الطبٌعٌة‪...‬‬


‫‪ -‬العوامل االجتماعٌة‪ :‬الرؼبة فً تحسٌن المستوى االجتماعً‪ ،‬القرب من الخدمات‬
‫االجتماعٌة‪...‬‬
‫‪ -‬العوامل االقتصادٌة‪ :‬البحث عن العمل‪ ،‬والتخلؾ االقتصادي فً القرى والمدن‪...‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن مساهمة الهجرة القروٌة فً االنفجار الدٌموؼرافً للمدن عرفت‬
‫تراجعا ملحوظا‪ ،‬حٌث أن ‪ %52‬من تٌارات الهجرة المسجلة بٌن ‪ 1982‬و‪ ( 1994‬حوالً‬
‫‪ 4‬ملٌون فرد) كانت حضرٌة بالدرجة األولى مقابل ‪ %48‬بالنسبة للهجرة القروٌة‪ ،‬وٌهٌمن‬
‫على هذه التٌارات فً شكلها الحالً الطابع البٌحضري‪ ،‬بحوالً ‪ %42‬مقابل ‪ %10‬بالنسبة‬
‫للهجرة من المدن إلى األرٌاؾ‪ ،‬وفضال عن ذلك تعرؾ تٌارات النازحٌن من التجمعات‬
‫الحضرٌة الكبرى نحو المدن الصؽرى أو من المدٌنة إلى القرٌة تطورا مستمرا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وتفرز حركة السكان فً المجال عدة نتائج إٌجابٌة أو سلبٌة منها‪ :‬انتشار أحٌاء الصفٌح‪،‬‬
‫وتطور عائدات أموال للمهاجرٌن خارج المؽرب‪ ،‬وتزاٌد أخطار االنسالخ من الهوٌة المحلٌة‬
‫والثقافٌة‪...‬‬

‫توزٌع السكان والكثافة السكانٌة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تساهم الخصائص الدٌمؽرافٌة المختلفة‪ ،‬خاصة حركة السكان فً المجال الجؽرافً‪ ،‬فً‬
‫اختالؾ التوزٌع السكانً على المستوٌٌن العالمً والمحلً‪ ،‬ما ٌؤدي إلى اختالؾ الكثافة‬
‫السكانٌة‪ .‬هذه األخٌرة التً ٌقصد بها‪ ،‬عدد السكان فً منطقة معٌنة مقسوم على مساحة هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬ونرمز لها ‪ h / km2‬أو النسمة‪/‬كلم مربع‪.‬‬

‫بمالحظة خرٌطة توزٌع سكان المؽرب‪ ،‬نسجل ارتفاع الكثافة السكانٌة على الخط‬
‫الرابط بٌن أكادٌر ووجدة‪ ،‬فً حٌن تبقى باقً المناطق الجنوبٌة ضعٌفة من حٌث الكثافة وال‬
‫تتجاوز ‪ 10‬نسمة فً كلم‪ ،2‬مقارنة بالمعدل الوطنً الذي ٌسجل ‪ 42‬نسمة ‪ /‬كلم‪.2‬‬

‫و تتوزع الساكنة المؽربٌة بشكل متفاوت حٌث تتركز فً القسم الشمالً‪ ،‬بٌنما ٌسود شبه‬
‫فراغ القسم الجنوبً‪ ،‬وٌظهر داخل القسم الشمالً نفسه تباٌن آخر بٌن المناطق الساحلٌة‬
‫والمناطق الداخلٌة‪ .‬ففً المناطق الساحلٌة‪ ،‬تتركز مجموعة من المدن تحتضن أعدادا مهمة من‬
‫السكان كالدار البٌضاء والرباط والتً تتمٌز بكثافة سكانٌة مرتفعة‪ .‬أما المناطق الداخلٌة‪ ،‬فٌكاد‬
‫االستقرار والكثافة ٌقتصران على المدن التارٌخٌة كفاس ومراكش ومكناس‪...‬‬

‫وتفسر وضعٌة توزٌع السكان والكثافة السكانٌة بالمؽرب‪ ،‬بعدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬عوامل طبٌعٌة‪ :‬سٌادة مناخ جاؾ وشبه جاؾ بالمناطق الجنوبٌة‪...‬‬


‫‪ -‬عوامل سوسٌو‪ -‬اقتصادٌة‪ :‬تركز األنشطة االقتصادٌة والخدمات االجتماعٌة الحٌوٌة‬
‫فً شمال المؽرب‪.‬‬
‫‪ -‬عوامل تارٌخٌة‪ :‬قدم االستقرار البشري فً المناطق الجبلٌة خاصة باألطلسٌن الكبٌر‬
‫والمتوسط وجبال الرٌؾ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫سكان المدن واألرٌاف‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ 1-3‬إشكالٌة التصنٌف بٌن المجال الحضري والرٌفً‪:‬‬

‫ال شك أن نمو السكان وعدد المدن والمراكز الحضرٌة ٌبقى من الظواهر التً طبعت‬
‫المجال الجؽرافً المؽربً خالل النصؾ الثانً من القرن ‪20‬م‪ .‬حٌث ارتبط مسلسل التمدٌن‬
‫الذي عرفته المملكة المؽربٌة منذ استقاللها بشكل وثٌق بالنمو الدٌمؽرافً‪ .‬وقد كان اتساع‬
‫حركة الهجرة من القرى نحو المدن ‪ ،‬إضافة إلى الزٌادة الطبٌعٌة المرتفعة نسبٌا لهذه‬
‫المجاالت‪ ،‬سببا فً انفجار دٌمؽرافً حضري لم ٌسبق له مثٌل‪ ،‬كانت له انعكاسات ملحوظة‬
‫خاصة على مستوى التسٌٌر الحضري‪.‬‬

‫إن إعطاء تعرٌؾ واضح ودقٌق ٌدمج األبعاد المختلفة للمفهوم الحضري بشكل عام ٌبقى‬
‫مهمة صعبة المنال‪ ،‬فالمجال الحضري ٌتمٌز‪ ،‬إضافة إلى حجمه السكانً‪ ،‬بوضعٌته الجؽرافٌة‬
‫ومرفولوجٌته وتنظٌمه االداري ووظائفه‪ .‬وتختلؾ المعاٌٌر المستعملة لتمٌٌز المناطق‬
‫الحضرٌة عن المناطق القروٌة من بلد آلخر‪ ،‬مساهمة بذلك فً ؼٌاب توافق حول تعرٌؾ‬
‫شامل للمفهوم الحضري‪ .‬وحسب تعرٌؾ األمم المتحدة لسنة ‪ « 1998‬فإن المعاٌٌر التً تمٌز‬
‫المناطق الحضرٌة عن المناطق القروٌة تختلؾ حسب البلدان ولٌس باإلمكان حتى اآلن‬
‫صٌاؼة تعرٌؾ موحد قابل للتطبٌق على المستوى الدولً‪ ،‬بل حتى على مستوى بلدان جهة‬
‫معٌنة‪ ،‬وأمام ؼٌاب توصٌات جهوٌة بخصوص هذا الموضوع‪ ،‬تجد الدول نفسها مرؼمة على‬
‫وضع مفهومها الخاص‪ ،‬تبعا لحاجٌاتها الخاصة»‪.‬‬

‫‪ 2-3‬معاٌٌر التصنٌف على المستوى الوطنً (المغرب)‪:‬‬

‫تبقى االحصاءات العامة للسكان والسكنى إلى ٌومنا هذا‪ ،‬الوسٌلة الوحٌدة لمقاربة‬
‫الظاهرة الحضرٌة ببلدنا‪ ،‬حٌث ٌعتبر حضرٌا كل مجال ٌستجٌب لمعاٌٌر كمٌة (حد أدنى من‬
‫حجم السكان) وكٌفٌة (كثافة التجهٌزات وتوفر أنشطة ؼٌر فالحٌة‪ ،)...‬باإلضافة إلى األماكن‬
‫المحددة إدارٌا كمجاالت حضرٌة‪ .‬كما ٌجعل تواجد التجهٌزات كشبكة الكهرباء والماء الصالح‬
‫للشرب وتصرٌؾ المٌاه العادمة‪ ،‬ووجود مستشفٌات ومدارس وثانوٌات‪ ،‬إضافة إلى تواجد‬

‫‪20‬‬
‫أكثر من ‪ % 50‬من السكان النشٌطٌن ؼٌر الفالحٌٌن‪ ،‬المجال الجؽرافً ٌصنؾ على أساس‬
‫حضري‪.‬‬

‫‪ 3-3‬وصف ظاهرة التمدٌن والتمدن فً المغرب‪:‬‬

‫تسارعت وتٌرة مسلسل التمدٌن وتجاوز عدد الساكنة الحضرٌة مماثله من الساكنة‬
‫القروٌة منذ بداٌة التسعٌنٌات‪ ،‬وبذلك فبٌن سنتً ‪ 1960‬و ‪ ،2004‬ازداد عدد الساكنة‬
‫الحضرٌة بمعدل ‪ % 3,7‬سنوٌا‪ ،‬مقابل معدل ‪ % 1,1‬بالنسبة للساكنة القروٌة‪.‬‬
‫وعلى ؼرار الدول النامٌة‪ ،‬عرؾ المؽرب حركة تمدٌن سرٌعة ساهمت فٌها ظاهرة‬
‫الهجرة القروٌة بشكل ملحوظ‪ .‬و انتقلت حصة السكان الحضرٌٌن من مجموع السكان من ‪7‬‬
‫إلى ‪ % 8‬عند بداٌة القرن ‪ ،20‬إلى ‪ % 29,3‬سنة ‪ ،1960‬ومنه إلى ‪ %51,4‬سنة ‪،1994‬‬
‫ثم إلى ‪ %55,2‬سنة ‪ ،2000‬لتستقر عند آخر إحصاء فً ‪ %60‬سنة ‪.2014‬‬
‫كان سنة ‪ ،1960‬على األقل مؽربً من بٌن ثالثة ٌعٌش بالمدٌنة‪ ،‬أما حالٌا فأكثر من‬
‫نصؾ ساكنة المؽرب تعٌش فً المدن‪ ،‬ما أدى إلى الزٌادة فً عدد المدن وعدد سكان المدن‪،‬‬
‫حٌث مثلت المدن التً تحتضن أكثر من ‪ 100‬ألؾ نسمة ‪ % 65‬من مجموع مدن المؽرب‪.‬‬
‫وترجع الزٌادة الطبٌعٌة لسكان المدن إلى توسع المدارات الحضرٌة‪ ،‬وظهور مراكز حضرٌة‬
‫جدٌدة‪ ،‬جراء ارتقاء بعض المراكز القروٌة إلى مراكز حضرٌة‪ ،‬إذ ساهم هذا العامل بحوالً‬
‫‪ %12,5‬من زٌادة عدد سكان الحواضر بٌن سنتً ‪1971‬و ‪.1982‬‬

‫ٌخلق النمو الدٌموغرافً عدة مشاكل‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ٌؤدي النمو الدٌمؽرافً السرٌع إلى تفاقم حاجات سكان المؽرب فً مجاالت التربٌة‬
‫والتعلٌم والتشؽٌل والصحة‪ ،‬ففً مجال التربٌة والتعلٌم‪ ،‬فإن نسبة األمٌة ما تزال مرتفعة فً‬
‫صفوؾ السكان‪ ،‬ولدى النساء بصفة خاصة‪ ،‬فحسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة‬
‫‪ ،2014‬بلػ معدل األمٌة لدى الساكنة البالػ عمرها ‪ 10‬سنوات فما فوق ‪ ،%32,2‬وهو ما‬
‫ٌعادل ‪ 8‬مالٌٌن و‪ 600‬ألؾ أمً وأمٌة‪ ،‬مقابل ‪ %43,2‬سنة ‪ 2004‬و‪ %87‬سنة ‪.1960‬‬
‫وفً مجال التشؽٌل‪ٌ ،‬ؤدي ضعؾ االستثمارات إلى قلة فرص الشؽل‪ ،‬ومن هناك إلى ارتفاع‬
‫نسبة البطالة‪ ،‬التً بلؽت حسب المندوبٌة السامٌة للتخطٌط ‪ ،%13,5‬سنة ‪ .2023‬هذا إضافة‬
‫إلى زٌادة الضؽط على الخدمات الصحٌة‪ ،‬أمام نقص األطر وقلة التجهٌزات الصحٌة وتفاوت‬
‫توزٌعها الجهوي‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬جغرافٌة المغرب االقتصادٌة‪:‬‬
‫ٌعد المؽرب دولة نامٌة ذات اقتصاد موجه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬مع حضور قوي للقطاع‬
‫العمومً فً االستثمار وتوجٌه السٌاسات االقتصادٌة‪ ،‬فمنذ نهاٌة تسعٌنٌات القرن ‪20‬م‪ ،‬ظلت‬
‫السمة األساسٌة القتصاد المؽرب هً االستقرار الماكرو اقتصادي‪ ،‬ونسب التضخم المنخفضة‬
‫بوتٌرة نسب نمو متوسطة‪ ،‬ما جعل االقتصاد المؽربً اقتصادا خدماتٌا بامتٌاز‪ ،‬حٌث سجل‬
‫قطاع الخدمات ‪ %45,9‬من الناتج االجمالً سنة ‪ ،2013‬رؼم تشؽٌل القطاع الفالحً لـ‬
‫‪ % 40‬من السكان النشٌطٌن‪ ،‬وساهم بحوالً ‪ ،%16,6‬من الناتج االجمالً‪ ،‬أما القطاع‬
‫الثانً فساهم بحوالً ‪ %29‬من الناتج االجمالً‪.‬‬

‫لالقتصاد المؽربً نقاط قوة تتمثل فً ؼنى البالد بالموارد الطبٌعٌة والفالحٌة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى جاذبٌتها السٌاحٌة‪ ،‬كما ٌستفٌد المؽرب أٌضا من موقعه الجؽرافً القرٌب من أوربا‪ ،‬ما‬
‫جعل االصالحات السٌاسٌة والمؤسساتٌة عمٌقة‪ ،‬خصوصا على مستوى الماكرو اقتصادي‬
‫والتحفٌزي‪ ،‬إذ انفتح االقتصاد المؽربً على مجموعة من المهن االنتاجٌة العالٌة الجودة‪،‬‬
‫كاإللٌكترونٌك‪ ،‬والكمٌاء‪ ،‬وصناعة السٌارات‪ ،‬وصناعة الطٌران‪.‬‬

‫الفالحة والصٌد البحري‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ٌكتسً قطاع الفالحة أهمٌة قصوى فً االقتصاد الوطنً‪ ،‬نظرا ألهمٌته فً تأمٌن‬
‫الؽذاء وتشؽٌل السكان النشٌطٌن‪ ،‬كما ٌرتبط هذا القطاع ببنٌة عقارٌة تحد من قدرته على‬
‫التطور والتوسع‪ ،‬إذ تؽطً األراضً البورٌة ؼٌر الصالحة للزراعة حوالً ‪ %55‬من‬
‫المساحة الفالحٌة بالمؽرب‪ ،‬وتمتد األراضً البورٌة الصاحة للزراعة على حوالً ‪ % 27‬من‬
‫المساحة الفالحٌة‪ ،‬أما األراضً الصالحة للزراعة فال تمثل إال ‪ % 14‬من مجموع األراضً‬
‫المؽربٌة‪ ،‬التً تمثل منها الؽابات ‪ %8‬والحلفاء ‪ 5%‬واالراضً ؼٌر المزروعة ‪،%44‬‬
‫والمراعً ‪.%29‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 1-1‬االنتاج الزراعً‪:‬‬

‫ٌنبنً االنتاج الزراعً المؽربً على منتجٌن أساسٌٌن‪ ،‬الحبوب‪ ،‬والمزروعات التسوٌقٌة‬
‫والزٌتٌة‪:‬‬

‫‪ -‬الحبوب‪:‬‬

‫تتسع وتضٌق مساحتها الزراعٌة حسب المواسم الفالحٌة المطٌرة أو الجافة‪ ،‬إذ ٌتحكم‬
‫المناخ بشكل كبٌر فً كمٌة إنتاجها‪ ،‬كما تهٌمن زراعة الحبوب على ثلثً األراضً الزراعٌة‪،‬‬
‫والتً توسعت مساحتها من ‪ 4,6‬ملٌون هكتار خالل بداٌة السبعٌنٌات‪ ،‬إلى ‪ 5,5‬ملٌون هكتار‬
‫بداٌة التسعٌ نٌات‪ ،‬لكن مع ذلك ٌظل االنتاج قاصرا أمام تؽطٌة الحاجٌات الوطنٌة من الحبوب‪،‬‬
‫خاصة فً المواسم الجافة‪ ،‬ما ٌضطر المؽرب إلى استٌراد كمٌات ال بأس بها من الحبوب‬
‫لتؽطٌة العجز الؽذائً‪ .‬وٌتصدر إنتاج حبوب الشعٌر إنتاج الحبوب بالمؽرب‪ ،‬نظرا لكونه‬
‫ٌتأقلم مع المناخ الشبه الجاؾ‪ ،‬إذ ٌؽطً حوالً ‪ %45‬من األراضً المخصصة للحبوب‪.‬‬
‫وٌأتً القمح فً المرتبة الثانٌة‪ .‬كما ٌختلؾ توزٌع مناطق زراعة الحبوب بٌن مختلؾ المناطق‬
‫الزراعٌة المؽربٌة‪ ،‬لكن تعد منطقة الشاوٌة ودكالة والحوز مناطق زراعة الحبوب بامتٌاز‪.‬‬

‫‪ -‬المزروعات التسوٌقٌة والزٌتٌة‪:‬‬

‫عرفت هذه الزراعات تطورا كبٌرا‪ ،‬أعطت لقطاع الفالحة دٌنامٌة جدٌدة‪ ،‬وفرضت‬
‫نفسها كاختٌار طبع الفالحة المؽربٌة فً السنوات االخٌرة‪ ،‬وما ساهم بتعزٌز هذا النوع من‬
‫المزروعات‪ ،‬االستثمار االجنبً والمحلً‪ ،‬ما نتج عنه ظهور مزروعات صناعٌة خاصة‬
‫الشمندر وقصب السكر‪ ،‬التً اتسعت رقعتها بكل من سهول الؽرب ودكالة وتادلة وملوٌة‪ .‬أما‬
‫الزراعات التحوٌلٌة وخاصة الخضروات‪ ،‬فقد اتسعت زراعتها بشكل ملفت داخل الدفٌئات‪،‬‬
‫وتتجلى أهمٌتها فً إنتاج الخضر بأزٌد من ثلثً االنتاج الوطنً والحوامض بأكثر من نصؾ‬
‫االنتاج‪ .‬وتتركز الزراعات الزٌتٌة أساسا على عباد الشمس الموجه لتؽذٌة مصانع الزٌوت‪ ،‬ثم‬
‫الفول السودانً الذي ٌتركز إنتاجه بمنطقة اللوكوس‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 2-1‬االنتاج الحٌوانً‪:‬‬

‫على عكس االنتاج النباتً‪ ،‬الذي ظل رهٌنا بالتقلبات المناخٌة‪ ،‬فإن قطاعً الحلٌب‬
‫واللحوم سجال سواء على مستوى االنتاج أو المردودٌة ارتفاعا منتظما ومستمرا خالل الثالثٌن‬
‫سنة األخٌرة‪ ،‬حٌث ارتفعت أهمٌة تربٌة الماشٌة والدواجن‪ ،‬وتطورت مساهمتها بحوالً ثلث‬
‫القٌمة المضافة الفالحٌة بقطٌع مهم ٌتمثل فً األبقار بحوالً أكثر من ‪ 3‬ملٌون رأس‪ ،‬واألؼنام‬
‫بحوالً ‪ 20‬ملٌون رأس‪ ،‬والماعز بحوالً ‪ 6‬ملٌون رأس حسب إحصائٌات وزارة الفالحة‬
‫سنة ‪ .2016‬وتجدر االشارة إلى أن توزٌع الثروة الحٌوانٌة‪ٌ ،‬ختلؾ حسب مناطق المؽرب‪،‬‬
‫فارتفاع حجم القطٌع فً المؽرب الشرقً‪ ،‬مثال‪ ،‬أدى إلى زٌادة الضؽط على المراعً‪،‬‬
‫واالفراط فً استؽالل المجال الرعوي‪ ،‬الذي ساهم فً تدهور الثروة النباتٌة‪.‬‬

‫‪ 3-1‬الصٌد البحري‪:‬‬

‫ساهم الموقع الجؽرافً المتمٌز للمؽرب‪ ،‬فً توفٌر ثروات بحرٌة متنوعة‪ ،‬ما جعل‬
‫المؽرب ٌحتل المرتبة األولى فً العالم العربً وإفرٌقٌا كأهم مصدر ومنتج للمنتوجات‬
‫البحرٌة‪ ،‬والمرتبة ‪ 13‬على الصعٌد العالمً سنة ‪ .2018‬وٌتنوع األسطول الوطنً بٌن ثالث‬
‫أنواع‪ :‬أسطول الصٌد فً أعالً البحار‪ ،‬وأسطول الصٌد الساحلً‪ ،‬وأسطول الصٌد التقلٌدي‪،‬‬
‫وقد بلػ عدد سفن الصٌد فً األعالً حوالً ‪ 452‬وحدة سنة ‪ ،2011‬واالسطول الساحلً‬
‫الذي بلػ عدد سفنه فً نفس السنة ‪ ،2562‬أما أسطول الصٌد التقلٌدي‪ ،‬فٌتوزع على أكثر من‬
‫‪ 150‬موقع منها ‪ 73‬على الساحل المتوسطً‪ .‬وعرفت صادرات االسماك تطورا مهما خالل‬
‫العقد األخٌر سواء من حٌث الكمٌة المصدرة أو من حٌث المداخٌل‪ ،‬مما جعل قطاع الصٌد‬
‫البحري ٌلعب دورا فً تعزٌز المٌزان التجاري للمواد الؽذائٌة‪.‬‬

‫‪ 4-1‬استراتٌجٌات الدولة لتجاوز مشاكل الفالحة والصٌد البحري‪:‬‬


‫‪ ‬تواجه الفالحة المغربٌة عدة مشاكل تؤثر على تنظٌم المجال الفالحً المؽربً‪،‬‬
‫حٌث نجد فالحة بورٌة ذات مردودٌة ضعٌفة وفالحة عصرٌة ذات مردودٌة جٌدة‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬مشكل الجفاؾ وعدم انتظام التساقطات‪ ،‬وتدهور التربة‪.‬‬


‫‪24‬‬
‫‪ -‬ضعؾ االراضً الصالحة للزراعة حوالً ‪ %16‬سنة ‪.2013‬‬

‫‪ -‬ضٌق مساحة المستؽالت الزراعٌة‪.‬‬

‫‪ -‬ضعؾ استعمال التقنٌات واألسالٌب الحدٌثة‪.‬‬

‫ولتجاوز مختلؾ مشاكل القطاع الفالحً‪ ،‬وضع المؽرب استراتٌجٌة مخطط المؽرب‬
‫األخضر سنة ‪ 2008‬لتنمٌة وتطوٌر القطاع الفالحً وذلك من خالل تحقٌق األهداؾ التالٌة‪:‬‬

‫‪ -‬الرفع من االنتاج والمردودٌة‪.‬‬

‫‪ -‬خلق فرص الشؽل ومحاربة الفقر فً المجال القروي‪.‬‬

‫‪ -‬استعمال التقنٌات واألسالٌب الحدٌثة و ضمان األمن الؽذائً على المدى الطوٌل‪.‬‬

‫‪ ‬تواجه عدة مشاكل قطاع الصٌد البحري أهمها‪:‬‬


‫‪ -‬ضعؾ البنٌات التحٌة‪.‬‬
‫‪ -‬نقص التأطٌر والتنظٌم على مستوى االنتاج والتسوٌق‪.‬‬
‫‪ -‬االستؽالل الالعقالنً للثروة البحرٌة‪.‬‬
‫ولتجاوز مختلؾ المشاكل‪ ،‬وضعت الدولة استراتٌجٌة ألٌوتٌس سنة ‪ ،2009‬لهدؾ‬
‫الحفاظ على الموارد السمكٌة‪ ،‬ولضمان االستؽالل المعقلن لها من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬منع وسائل الصٌد ؼٌر المرخص لها‪.‬‬
‫‪ -‬القٌام بحمالت توعوٌة وتحسٌسٌة للحافظة على الثروة البحرٌة‪.‬‬

‫النشاط الصناعً‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عرؾ القطاع الصناعً تطورا ملحوظا بعد االستقالل‪ ،‬وٌتجلى ذلك فً العدٌد من‬
‫المؤشرات االقتصادٌة‪ ،‬مثل تضاعؾ عدد العاملٌن فٌه بما ٌقارب ‪ 5‬مرات‪ ،‬فً الفترة بٌن‬
‫سنتً ‪ ،1992-1967‬ومساهمته فً الصادرات بحوالً ‪ ،%55,5‬وتشؽٌله حوالً ‪%24,3‬‬
‫من السكان النشٌطٌن‪ ،‬ومساهمته بحوالً ‪ %18,5‬من الناتج الداخلً االجمالً‪ .‬وٌتركز‬
‫النشاط الصناعً فً مناطق جؽرافٌة محدودة‪ ،‬إذ ٌشكل شرٌط الدار البٌضاء القنٌطرة مركز‬

‫‪25‬‬
‫النشاط الصناعً والذي ٌعود إلى الفترة االستعمارٌة‪ ،‬لكن بعد االستقالل ساهمت االستثمارات‬
‫فً خلق نواة صناعٌة داخلٌة تركزت بفاس وطنجة وأكادٌر ومراكش والجدٌدة وبرشٌد‪...‬‬

‫ٌتوفر المؽرب على فروع صناعٌة كبرى أهمها‪:‬‬

‫‪ 1-2‬الصناعات االستهالكٌة والغذائٌة‪:‬‬

‫تهٌمن علٌها صناعة النسٌج‪ ،‬والتً حققت نموا كبٌرا منذ المخطط الثانً ‪-1973‬‬
‫‪ ، 1977‬إذ تطور وتنوع االنتاج بفعل االستثمارات التً وظفت فً هذا القطاع‪ ،‬والذي سجل‬
‫نسبة تصدٌر ‪ %41,4‬ونسبة تشؽٌل تجاوزت ‪ ،%40‬مقارنة مع باقً القطاعات‪ .‬أما‬
‫الصناعات الؽذائٌة فتعد من أكثر الصن اعات انتشارا فً المؽرب‪ ،‬وٌعد أهم فرع لها صناعة‬
‫السكر‪ ،‬وصناعة الزٌوت إضافة إلى صناعة تصبٌر المواد النباتٌة والحٌوانٌة‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الصناعات الكٌماوٌة والعضوٌة‪:‬‬

‫تهٌمن علٌها الصناعات الفوسفاطٌة‪ ،‬مثل إنتاج الحامض الفوسفوري واألسمدة‪ ...‬والتً‬
‫توجه للتصدٌر نحو الهند وت ركٌا‪ .‬كما ٌتوفر المؽرب على وحدتٌن لتكرٌر البترول‪ ،‬األولى‬
‫بسٌدي قاسم والتً تسهر على معالجة النفط المحلً‪ ،‬والثانٌة بالمحمدٌة‪.‬‬

‫‪ 3-2‬الصناعات التعدٌنٌة والمٌكانٌكٌة‪:‬‬

‫الزالت الصناعات المعدنٌة ضعٌفة‪ ،‬لكونها ال تؽطً جمٌع الحاجٌات الوطنٌة‪ ،‬إذ تصدر‬
‫ؼالبٌتها خاما إلى الخارج‪ ،‬أما الصناعات المٌكانٌكٌة‪ ،‬فتهٌمن علٌها صناعة وسائل النقل‪ ،‬التً‬
‫ٌقتصر دورها فً تركٌب السٌارات والحافالت والشاحنات‪.‬‬

‫‪ 4-2‬وضعت الدولة عدة استراتٌجٌات لتجاوز مشاكل القطاع الصناعً‪:‬‬

‫‪ ‬تواجه عدة مشاكل الصناعة المغربٌة‪:‬‬

‫‪ -‬ضعؾ االنتاجٌة وقلة التنافسٌة‬

‫‪ -‬ارتفاع تكالٌؾ االنتاج والطاقة والضرائب‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬ضعؾ حجم الصادرات‪.‬‬

‫‪ -‬ضعؾ القدرة الشرائٌة المحلٌة‪.‬‬

‫ولمواجهة مختلؾ المشاكل المرتبطة بالنشاط الصناعً قامت الدولة بـ‪:‬‬

‫‪ -‬تطوٌر البنٌات التحتٌة‪.‬‬

‫‪ -‬انشاء الشباك الوحٌد لالستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬تسهٌل الحصول على القروض من األبناك‪.‬‬

‫التجارة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫للتجارة أهمٌة قصوى فً االقتصاد الوطنً‪ ،‬باعتبارها القطاع الذي ٌساهم بشكل مباشر‬
‫فً تصرٌؾ المنتجات المحلٌة أو المستوردة‪ ،‬وٌربطها باالستهالك الداخلً والخارجً‪.‬‬
‫و تهٌمن المواد الؽذائٌة والنسٌجٌة والمواد المعدنٌة الخام والمصنعة على صادرات المؽرب‪،‬‬
‫بما ٌفوق ‪ %70‬من حجم الصادرات‪ ،‬إذ تظل أوربا مهٌمنة على الصادرات بنسبة ‪ %79‬من‬
‫مجموع الصادرات المؽربٌة نحو الخارج‪ ،‬وتلٌها الدول اآلسٌوٌة بنسبة حوالً ‪ ،%8,8‬بٌنما‬
‫تحتل القارة األمرٌكٌة المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%6‬وخاصة الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة التً وقع‬
‫معها المؽرب اتفاقٌة التبادل الحر‪ .‬وتهٌمن على واردات المؽرب‪ ،‬مصادر الطاقة ومواد‬
‫التجهٌز‪ ،‬والمواد نصؾ مصنعة‪ ،‬بنسبة ‪ %60‬من مجموع واردات المؽرب‪ ،‬وتستورد جل‬
‫تلك المواد من أوربا التً تهٌمن على الواردات المؽربٌة بنسبة تفوق ‪ ،%69‬تلٌها البلدان‬
‫األسٌوٌة التً ٌستورد منها المؽرب البترول بنسبة حوالً ‪ ،%16‬لتحتل بلدان أمرٌكا المرتبة‬
‫الثالثة بنسبة حوالً ‪ ،%9‬والتً تتشكل أساسا من واردات التجهٌز ومواد االستهالك‪.‬‬

‫‪ٌ ‬عانً القطاع التجاري من عدة مشاكل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تكاثر االنشطة التجارٌة الهامشٌة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم انتظام مسالك التوزٌع‪.‬‬

‫‪ -‬تعدد الوسطاء وؼٌاب معاٌٌر الجودة‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫‪ -‬ضعؾ البنٌات التحتٌة فً األسواق‪.‬‬

‫السٌاحة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫منح المؽرب أهمٌة للقطاع السٌاحً‪ ،‬نظرا للمؤهالت السٌاحٌة التً ٌتوفر علٌها‪:‬‬
‫سواحل ممتدة وذات جودة عالٌة على الواجهتٌن المتوسطٌة واألطلنتٌة‪ ،‬مقومات ثقافٌة ؼنٌة‬
‫ومتنوعة‪ ،‬وأوساط طبٌعٌة متنوعة‪ .‬وتعد السٌاحة ثانً مساهم فً الناتج المحلً االجمالً‬
‫وخلق مناصب الشؽل‪ ،‬فقد ساهم القطاع فً خلق ‪ 532000‬منصب شؽل مباشر سنة ‪،2017‬‬
‫أي ما نسبته ‪ %5‬من إجمالً نسب الشؽل فً االقتصاد الوطنً‪ .‬وٌرجع ذلك إلى تطور نسب‬
‫السٌاح التً تجاوزت سنة ‪ 11 ،2017‬ملٌون سائح‪ ،‬بنسبة زٌادة ‪ %10‬مقارنة بسنة ‪.2016‬‬
‫وما ٌساهم أكثر فً تطور النشاط السٌاحً‪ ،‬توفر المؽرب على طاقة إٌوائٌة مصنفة تجاوزت‬
‫سنة ‪ 251206 ،2017‬سرٌرا‪ .‬وتظل أوربا الؽربٌة أول مصدر للسٌاح الوافدٌن على‬
‫المؽرب‪.‬‬

‫‪28‬‬

You might also like