You are on page 1of 19

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة محمد لمين دباغين سطيف‪2‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫حماضرات مقياس‪ :‬اجلغرافيا السياسية‬


‫من اعداد االستاذ‪ :‬عيدون احلامدي‪،1‬‬

‫الفئة املس هتدفة ‪ :‬طلبة الس نة ‪ 2‬علوم س ياس ية ‪-‬جذع مشرتك‪ ،-‬الس نة الامعية‪2021/2020:‬م‬

‫‪ 1‬الستفسار يبن ايديكم البريد اإللكتروني‪ / aidoun.elhamdi@gmail.com :‬منصة التدريس عن بعد‪ :‬ا‪ . https://cte.univ-setif2.dz‬ا‬
‫‪1‬‬
‫اعداد‪.‬أ عيدون احلامدي‬ ‫حمارضة ‪ :01‬احلزي املفاهميي و املعريف دلراسة الغرافيا الس ياس ية‬
‫احملور الول ‪ :‬احلزي املفاهميي و املعريف دلراسة الغرافيا الس ياس ية ‪:‬املوضوع و املهنج‬
‫‪- .1‬الغرافيا الس ياس ية ‪ :Political Geography‬املفهوم و ّ‬
‫التطور الكرونولويج‬
‫‪- .2‬الغرافيا الس ياس ية‪ :‬جماالت ادلراسة وأبرز املناجه املس تخدمة‬
‫‪- .3‬العالقة بني الغرافيا الس ياس ية و املفاهمي ذات الصةل (اجملال‪ ،‬املاكن‪ ،‬اليوس يايس‪،‬جيواسرتاجتي)‬
‫توطئة عامة‬
‫تشلك الغرافيا الس ياس ية واحدا من املوضوعات الشائكة يف ادلراسات الغرافية‪ ،‬ذكل أهنا مضطرة اىل ربط وحتليل تفاعالت برشية رسيعة االيقاع‬
‫— الاجتاهات الس ياس ية ادلاخلية واخلارجية والحداث العسكرية — مع العوامل الغرافية الرضية ش به الثابتة‪ ،‬ويه يف ذكل تش به الغرافيا‬
‫الاقتصادية أو جغرافية الساكن وجغرافية العمران‪ ،‬لكن التشابه يقف عند هذا احلد‪.‬‬
‫ذكل أنه يوجد اختالف كبري بني منطلق ادلراسة يف الغرافيا الس ياس ية وبني منطلقه يف ادلراسات الغرافية عامة‪ ،‬مبا يف ذكل فروع الغرافيا‬
‫البرشية والاقتصادية؛ فاالقلمي هو وحدة ادلراسة يف الفروع الغرافية‪ ،‬واالقلمي عبارة عن تركيب نظري ينتج عن جتميع عدد من املقومات والصفات‬
‫املتشاهبة طبيعيٍا و ٍ‬
‫اقتصادٍي و ٍ‬
‫برشٍي يف منطقة جغرافية حمددة يصبح لها متزيها وتفردها عن املناطق اجملاورة‪ ،‬وبذكل فان االقلمي الغرايف وحدة دراسة‬
‫لها يشء كبري من الثبات اذلي يس متده من التوافق التدرجيي اذلي حيدث بني املكوانت الطبيعية للرض‪ ،‬واالماكانت البرشية التنظميية والتكنيكية‬
‫مع تغريات مكية تطرأ نتيجة زٍيدة الساكن أو تغري منط اس تخدام الرض‪.‬‬
‫أما يف الغرافيا الس ياس ية فان وحدة ادلراسة يه ادلوةل‪ ،‬ويه يف حد ذاهتا اصطناع برشي زمين و ثبات و يف نفس الوقت قابل للتغري النس ب‬
‫نتيجة تغريات الس ياس ية داخلية وخارجية‪.‬‬

‫‪.1‬الغرافيا الس ياس ية ‪ :Political Geography‬املفهوم و ّ‬


‫التطور الكرونولويج‬
‫مفهوم الغرافية الس ياس ية واليوبولتك‬
‫الغرافية الس ياس ية(‪ )Political geography‬فرع متخصص من مضن عمل الغرافية وأكرث ما ختتص به يف العالقات بني العالقات الغرافية‬
‫والوحدات الس ياس ية‪.‬كام أهنا احد فروع ادلراسة الوسع املعروفة ابلغرافية البرشية )‪.)Human geography‬‬
‫يرجع اس تخدام تعبري الغرافيا الس ياس ية ايل العامل أمنوال اكنط – ‪ -1764-1703‬اذلي اعترب أاب لهاا حاني اكن يلقاي‬
‫حمارضاته يف تعببري الغرافية الطبيعية‪.‬يف منتصف القرن السابع عرش كتب وليام بين ( وهو طبياب بريطااي ) ً‬
‫كتاااب‬
‫أوحض يف كثري من الرباعة العالقة بني ادلول ونظمها ومنوها وبني ظروف البيئة الغرافية‪ ،‬فقد تلكم عن املساحة املثالية‬
‫لدلوةل اليت تس تطيع أن تس يطر علهيا وتبسط نفوذها يف أرجاء هذه املساحة‪ ،‬وميكان للسااكن اسا تغاللها عاى الوجاه‬
‫المكل‪ ،‬وفطن اىل أمهية املدن الكربى يف ربط وتوجيه الساكن حنو مراكز القوة والذب يف ادلوةل‪ ،‬وذكار أمهياة كثافاة‬
‫‪2‬‬
‫الساكن وغىن ادلوةل وانتشار العمران حىت تصبح ادلوةل وحدة س ياس ية مامتسكة يف ادلاخل وقوة لها اعتبارها يف اخلارج‪.‬‬
‫ويعد الاكردينال رش يليو*‪ 2‬أول من ربط بني الس ياسة والغرافيا ابسا تخدامه فكارة حلاحلادود الطبيعياة‪ ".‬يعتارب أول‬
‫حمبواب عند الشعب بسبب القرارات اليت اختذها مما جعل الشعب حيتفال‬ ‫رئيس وزراء يف التارخي‪ .‬عند وفاته مل يكن ً‬
‫ابطالق اللعاب النارية عندما ُأعلن مماته‪ .‬اس تعمهل ألكس ندر دوما كحد خشصيات روايته‪ :‬الفرسان الثالثة‪.‬‬
‫ذامتاز ريش يليو ابحلنكة الس ياس ية‪ ،‬وبتأكيد سلطة املكل والرضب عى أيدي النبالء‪ ،‬واكن يؤمن بأن ادلين ال ينرش‬
‫ادلماء‪ ،‬ويف أٍيمه احنرس النفوذ الس يايس لطبقة النبالء وخرسوا كثري ًا من مصاحلهم‪.‬‬

‫ويعد العامل الغرايف الملاي فريدرش راتزل (‪ .)1914-1844()Fridrich Ratzel‬املؤسس احلقيقي لعمل الغرافية الس ياس ية ‪ ،‬حيث تعود نشأة‬
‫الغرافيا الس ياس ية كفرع مس تقل عن ادلراسات البرشية يف الغرافيا ايل عام ‪ ، 1897‬ففي ذكل العام صدر للجغرايف الملاي كتااب بعنوان الغرافياة‬
‫الس ياس ية اذلي يعد أول مرجع علمي يف ھذا املوضوع ‪ ،‬حيث ركز عى العالقة بني الس ياس ية والبيئة الطبيعة خاصة الرض واملناخ‪.‬‬
‫ان هناك فارقًا ً‬
‫كبريا بني الغرافية الس ياس ية وبني عمل الس ياس ية برمغ أن املوضوع يف أسسه العامة مشرتك‬
‫ابلنس بة الوحدة الس ياس ية او ادلوةل ‪ ،‬فادلوةل ابلنس بة للجغرافية الس ياس ية عبارة عن عنرصين أساس يني هام‬
‫الرض والشعب‪ ،‬ينجم عهنام عنرص اثلث هو نتااج التفاعال بياهنام أي(الرض والشاعب) ‪.‬وتشا متل دراساة‬
‫الرض عى كثري من عنارص ادلراسة الغرافية الطبيعية عى رأسها عنرص املاكن الغرايف والقالمي الطبيعية‬
‫لدلوةل‪ ،‬كام تش متل دراساة الشاعب عاى عناارص كثارية مان ادلراساة للحيااة البرشاية‪ ،‬ويه تبادأ ابلسااكن‬
‫والنشاط الاقتصادي وأمناط السكن واملدن والتكوين احلضاري للناس من حيث سالالهتم ومجموعاهتم اللغوية‬
‫وتنظميهم الطبقي‪ ،‬أما العالقة بني الرض والناس فهيي شديدة التعقيد والتشابك فهيي اليت حتدد عناارص قاوة‬
‫وضعف ادلوةل او الوحدة الس ياس ية‪ ،‬ويف هذا اجملاال يضاع الغارايف السا يايس نصاب عينياه حادود ادلوةل‬
‫اكطار حمدد للوحدة الساس ية يف الغرافية الس ياس ية‪ ،‬برمغ ما تتعارض ه احلادود مان تغاريات‪ ،‬وبارمغ أن‬
‫خطوط احلدود يف أحيان كثرية امنا يه خطوط افتعالياة ترتضا لازمن معاني‪ ،‬وياؤدي هاذا اىل عادم ثباات‬
‫الوحدة ‪.‬‬
‫هدف الغرافية الس ياس ية هو حتديد كيف ان التنظاميت الس ياس ية تكون متطابقة يف الرشوط الغرافية الطبيعية والبرشية وكيف تؤثر هذه‬
‫الرشوط يف العالقات ادلولية‪.‬‬

‫‪ 2‬أرماند جان دو بالسيس دو ريش يليو )‪ (Armand Jean du Plessis de Richelieu‬أو الاكردينال ريش يليو (‪ 9‬سبمترب ‪ 4 - 1585‬ديسمرب ‪1642‬م) هو رجل دوةل ورجل‬
‫دين ونبيل فرنيس‪ .‬اكن وزير املكل الفرنيس لويس الثالث عرش‪ .‬أصبح اكرديناال س نة ‪1622‬م ومن مث أصبح س يد الوزراء دلى لويس الثالث عرش س نة ‪1622‬م حىت وفاته س نة‬
‫‪1642‬م هو من خرجيي السوربون ومؤسس أاكدميية اللغة الفرنس ية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ورمغ الصةل بني الغرافية الس ياس ية والغرافية البرشية اال انه توجد فوراق بيهنام فبيامن الغرافية البرشية تبحث يف العالقات بني اجملمتعات وبيئاهتا‬
‫الطبيعية دون تقييد أو الزتام ابالطار أو المناط الس ياس ية اخلاصة اليت تتخذها تكل اجملمتعات‪ ،‬جند يف املقابل أن الغرافية الس ياس ية توجه اهامتهما‬
‫ابدلرجة الوىل اىل اجملمتعات يف صورها وعالقاهتا الس ياس ية‪.‬‬
‫وهتمت الغرافية الس ياس ية بدراسة النظم الس ياس ية واي نظام س يايس يعمتد عى العملية الس ياس ية اليت عن طريقها يعمل وميارس فعالياته ‪،‬كام‬
‫ويعمتد عى منطقة جغرافية يعمل داخل حدودها ونطاقها ‪ ،‬فال ميكن ان يكون هناك نظام س يايس يف فراغ‪ .‬فالغرافية الس ياس ية هتمت بدراسة‬
‫التفاعل بني االقلمي الغرايف والعملية الس ياس ية اليت تعىن بتتابع االحداث الس ياس ية واالجراءات اليت يتخذها االنسان خللق النظام الس يايس او‬
‫احملافظة عليه ومدى عالقهتا املاكنية مع تفسري ذكل‪.‬‬
‫الوحدة االقلميية للجغرافية البرشية يه االقلمي الغرايف)‪ )geographical region‬اذلي يعرب عن الوحدة النابعة من تاكمل عنارصه الطبيعية‬
‫والبرشية‪ ،‬ذكل التاكمل اذلي يعطي لالقلمي الغرايف كيانه املمتزي رمغ صعوبة تعني حدود واحضة ه‪.‬‬
‫أما الوحدة االقلميية للجغرافية الس ياس ية يه االقلمي الس يايس)‪)Political region‬أو الوحدة الس ياس ية بوجه عام وادلوةل بوجه خاص‪ .‬و االقلمي‬
‫الس يايس هو عبارة عن وحدة اقلميية مصطنعة ‪ ،‬فهو نتيجة للمجهودات اذلي يبذلها الساكن خللق وحدة س ياس ية قد ختتلف اختالف لكي عن‬
‫االقلمي الغرايف‪.‬‬
‫وميكن أن حندد أوجه الاختالف بني االقلمي الس يايس واالقلمي الغرايف بعدة نقاط يه‬
‫‪ -1‬االقلمي الغرايف عبارة عن وحدة طبيعية برشية تشمل مساحة كبرية من سطح الرض اكالقلمي الاس توايئ أو اقلمي البحر املتوسط أو‬
‫االقلمي املومسي وغريها من القالمي الطبيعية ‪ ،‬اما االقلمي الس يايس فهو منطقة مصطنعة حمددة املساحة‪.‬‬
‫‪ -2‬االقلمي الغرايف غري حمدد حتديدا قاطعا‪ ،‬بيامن االقلمي الس يايس حمدد حبدود واحض املعامل ‪.‬‬
‫‪ -3‬االقلمي الغرايف اثبت بدوام ثبات العنارص الطبيعية‪ ،‬أما االقلمي الس يايس أو الوحدة الس ياس ية فعرضه للتغيري املس متر ‪ ،‬سواء يف املساحة‬
‫أو يف احلدود أو يف الظروف ادلاخلية أو العالقات اخلارجية ‪ ....‬اخل نتيجة كوهنا ذات أساس برشي وان االنسان نفسه عرضة للتغيري‪.‬‬
‫‪ -4‬يمتزي االقلمي الس يايس بتوفر البياانت االحصائية اليت جتمع عى أساس ادلوةل او الوحدة الس ياس ية بيامن االقلمي الغرايف يفتقر اىل مثل هذه‬
‫البياانت لعدم وجود هجاز معني مسؤول عن مجع املعلومات املامثةل اخلاصة ابلقالمي الغرافية‪.‬‬
‫‪ -5‬االقلمي الغرايف قدمي بقدم الطبيعة واالنسان ‪ ،‬يف حني أن االقلمي الس يايس ظاهرة حديثة نسبيا ‪ ،‬نشأت بعد نشأة امجلاعات الس ياس ية‪.‬‬
‫ولقد مرت الغرافية الس ياس ية أثناء تطورها بعدة مراحل يه‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحةل العالقات البيئية ‪ :‬وفهيا فرس العلامء القداىم السلوك البرشي وعالقته بظاهرات البيئة الطبيعية ‪ ،‬فاذلاكء واملهارة الفنية والروح كام‬
‫يفرسها أرسطو طاليس(‪ 384-322‬ق‪.‬م) لها عالقة وثيقة بنوع املناخ السائد‪ .‬تناول أرسطو يف كتابه (الس ياسة) ادلوةل املثالية وكيف ان الاعتبار‬
‫الس يايس يلعب دورا كبريا يف حتديد جحم الساكن المثل لدلوةل املثالية من اجل حتقيق الرفاهية للك فرد يف اجملمتع ‪ ،‬فينبغي ان ال يكون عدد‬
‫الساكن كبريا يصعب حمكة او صغريا حبيث يُس تضعف من قبل ادلول الخرى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كام أشار اىل رضورة ان ادلوةل ينبغي ان تكون يف حامية قوية حبيث تؤمن عى نفسها من الغزو اخلاريج متخذا من اثنا عامصة روما مثا ًال اليت‬
‫اكنت محمية ابحاطهتا البال من لك جانب‪ ،‬كام ينبغي لدلوةل ان تكون لها اطالةل حبرية تضم ميناء حبري يفتح لها من خاله أبواب التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫ومن رواد هذه املرحةل أيضا أفالطون (‪ 428-347‬ق‪.‬م) يف كتابه (امجلهورية) بعض املوضوعات اليت ترتبط ابلغرافية الس ياس ية حيث اكن‬
‫يرى ان (مدينة ادلوةل) يه الشلك املناسب للساكن ‪ ،‬وان نشأة ادلوةل وان وحدهتا تتحقق من خالل ترابط ساكهنا وجتمعهم‪.‬‬
‫وقد برز من العرب العامل ابن خدلون (‪ )1382-1305‬عندما تناول ما يربط ابلغرافية الس ياس ية يف كتابه (مقدمة ابن خدلون) حيث أشار اىل‬
‫القبيةل وادلوةل والرصاع بني البدو واحلرض ‪ ،‬كام انقش نشأة ادلوةل وعوامل اهنيارها واثر السالةل البرشية يف تكوين ادلوةل‪.‬‬
‫ومبيض الزمن تطورت دراسة البيئة حىت حتولت تدرجييا اىل حمت جغرايف ينسب العلامء لك مظهر من مظاهر السلوك الس يايس اىل اثر البيئة‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫اثني ًا‪ :‬مرحةل دراسة الوحدات القومية‪:‬يف هذه املرحةل تطورت الغرافية الس ياس ية اىل دراسة الساس الغرايف لدلوةل وقد تقدمت هذه ادلراسة عى‬
‫يد العامل الغرايف الملاي فريدرش راتزل ‪ ،‬وما كتبه أرسطو طاليس وغريه من العلامء يف العالقة القامئة بني البيئة وبني ادلوةل اكنت كتاابت عامة ‪ ،‬أما‬
‫راتزل ومن جاء بعده فالهيم يرجع الفضل يف تطوير هذه العالقة يف تصنيف الآاثر اليت حتدهثا البيئة يف قوة ادلول‪.‬‬
‫واكن راتزل من أنصار احلمت الغرايف واكن كتاابته الس ياس ية هتمت بنوع خاص من منو ادلوةل من خالل كتابه (الغرافية الس ياس ية) أوحض راتزل‬
‫أن العوامل الغرافية تتحمك يف منو ادلوةل وتكويهنا وان حدود ادلوةل قابةل للمنو و الزحزحة حىت بلغ حدودها الطبيعية ‪ ،‬وتتعداها ان مل جتد مقاومة‬
‫من دول الوار وبذكل اكنت بداية مفهوم أو نظرية اجملال احليوي)‪ (Lebensraum‬من أراء العامل الغرايف الملاي فريدرش راتزل اذلي يرى يف‬
‫ادلوةل اكئنًا ح ٍيّا تدفعه الرضورة للمنو عن طريق احلصول عى العضاء اليت تعوزه‪ ،‬حىت ولو دفعه هذا اىل اس تخدام القوة‪ ،‬وهذا الرأي هو نظرة‬
‫بيولوجية حبتة لدلوةل‪ .‬و راتزل أول من درس عالقات املاكن ‪ place‬واملوقع ‪ location,‬يف كتابه(الغرافية الس ياس ية) دراسة أصولية لدلول‬
‫اخملتلفة‪ ،‬ولهذا السبب وحده يعد راتزل مؤسس الغرافية الس ياس ية عن جدارة‪.‬‬
‫اثلث ًا‪ :‬مرحةل دراسة القالمي الس ياس ية‪ :‬ادلراسات اليت وضعت يف ميدان الغرافية خالل الس نوات الوىل من القرن العرشين مل تعن ابلس ياسة اليت‬
‫تطبقها الوحدات الس ياس ية اخملتلفة اليت يتألف مهنا لعامل وال بوهجة نظرها يف املشالك الس ياس ية ‪ .‬وقد بدا الغرافيني الس ياس يون بدراسة املشالك‬
‫الس ياس ية عى نطاق أوسع دراسة تفصيلية عى سبيل املثال ظهرت مجموعة من الكتب تعاجل مشلكة احلدود بني ادلول ‪ ،‬وهذا واحض كذكل من‬
‫ادلور اذلي سامه به الغرافيون الس ياس يون من خالل ما أبدوه من أآراء يف املناقشات اليت دارت يف مؤمتر الصلح بني ادلول عقب احلرب العاملية‬
‫الوىل (‪ )1914-1918‬واكن مبثابة تطبيق معيل خلربهتم الغرافية وتدريب هلم يف الشؤون ادلولية‪ .‬احمللولون الس ياس يون يس تغلون حلل املشالكت‬
‫الس ياس ية ( حملية دولية عاملية )‬
‫ابرز تعاريف الغرافية الس ياس ية‪ :‬من بني أمه التعريفات املقدمة لها نذكر ماييل‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف حلنرومان بوندزحل يف كتابه الغرافيا الس ياس ية بأهنا‪ :‬العمل اذلي يهتم ابدلوةل او االقلمي املنظم تنظامي س ياس يا من حيث الوظيفة و‬
‫املوارد واملساحة وعوامل و أس باب تكويهنا ‪،‬حبيث تسعى ادلول من ذكل ايل خري ماس بو اليه شعبه من رفاه و حرية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬نعريف كريس ‪ CRESSEY‬بأهنا‪ :‬تطبيق املبادئ الغرافية عى املشالكت الس ياس ية و ادلاخلية ‪ ،‬حبيث تبحث يف احلقائق املرتبطة‬
‫ابملوقع و احلدود الس ياس ية و املساحة و امدى الامتسك و التجانس ادلاخيل لدلوةل‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف بومان ‪ Bowman‬يعرفها بأهنا ‪:‬العمل اذلي اليت يساعد عى حديد الس باب الغرافية املؤثرة يف السلوك الس يايس لالنسان‪.‬‬
‫‪ -4‬يعرف رتشارد هارتشورون ‪ Richard Hartshorne‬بأهنا‪ :‬دراسة العالقاة بني الرض – يف صورة املوقع و املساحة و املوارد‬
‫الاقتصادية و ادللوةل يف ‪-‬صورة الساكن من حيث قدرهتم و اراؤمه و دوافهم الاجامتعية يف ضوء تباين الظاهر و العالقات بني ادلول‪.‬‬
‫‪ -5‬ترعيق مودي ‪ MOODIE‬يف كتابه جغرافيا ما وراء التارخي بأهنا‪ :‬حتليل العالقات بني البيئة و ادلوةل من الوهجة الس ياس ية‬
‫‪ -6‬تعريف عبد املنعم عبد الوهاب ‪ :‬يعرف الغرافية الس ياس ية بأهنا‪ :‬احلقل اذلي يدرس الوحدات الس ياس ية و واقعيهتا الغرافية يف العامل‬
‫من حيث وجودها وتطورها يف مضامر القوة ‪ ،‬وحتليل أسس العالقات بني ادلول ومدى أثرها يف تطور ادلوةل وبقاهئا‪.‬‬
‫جيوبولتياك )‪ )Geopoilitk‬واليوسرتاتيجية (‪)Geostrategy‬‬
‫من خالل العالقة بني الغرافية الس ياس ية وقوة ادلوةل برز مفهوم جديد دلى بعض الغرافيني الس ياس يني اذلين ركزوا اهامتهمم هبذه الناحية‬
‫بذات (قوة ادلوةل )والزتم فريق مهنم حدود املصلحة القومية اذلاتية الضيقة معينة ‪ ،‬بيامن اس تخدم فريق أآخر هذه العالقة بصورة أوسع وامشل سواء‬
‫عى املس توى العاملي او يف حاليت السمل واحلرب ‪ ،‬ومن هنا ظهر اجتاهان خمتلفان يف التطبيق الغرايف الس يايس الول (اليوبولتياك) مبفهومه الضيق‬
‫والثاي (اليوسرتاتيجية) مبفهومه الواسع‪.‬‬
‫واكن من نتيجة اهامتم بعض الغرافيني الس ياس يني ابالجتاه الول (اليوبولتياك) انمكش موضوعات الغرافية الس ياس ية يف النصف الول من‬
‫القرن العرشين واقترصت عى الفكر اليوبولتييك الضيق واكن أكرث املتحمسني وأشدمه تطرفا يف اس تخدام هذا الاجتاه الغرافيون الس ياس يون‬
‫الملان واذلي أصبحت يف ما بعد سالح فعال بيد الس ياسة النازية ‪ ،‬علام ابن تسمية (اليوبولتياك) وردت لول مرة يف القرن التاسع عرش من قبل‬
‫الس يايس السويدي رودولف كيلني (‪.)1864-1922‬‬
‫تعريف جيوبولتياك ‪ :‬مصطلح جيوبولتياك تعبري مركب من مقطعني ‪ Geo‬وتعين الرض‪ Politic ،‬ومعناها س ياس ية‪ ،‬وعى ذكل تعين اليوباولتياك‬
‫حلعااااامل س ياساااااة الرضحل‪ .‬وهاااااو فااااارة لعلماااااي الغرافياااااة والس ياساااااة ويعمتاااااد علاااااهيام اعاااااامتد ًا كبااااري ًا و اصاااااة الغرافياااااا الس ياساااا ية‪.‬‬
‫ويعد رودلف لكني أول من اس تخدم مصطلح اليوبولتياك‪ ،‬وعرفها بأهنا البيئة الطبيعية لادلوةل والسالوك السا يايس‪ ،‬يف حاني رع ّرفهاا اكرل هوساهوفر‬
‫بأهنا دراسة عالقاات الرض ذات املغازى السا يايس‪ ،‬اذ تارظ املظااهر الطبيعياة لساطح الرض االطاار للجيوباوتياك اذلي تتحارك فياه الحاداث‬
‫الس ياسة‪ ،.‬ولكن نظرا للنتائج الوخيمة لتطبيق علم اجليوبولتيكس – اثار احلبني العامليتني و غريها – أتعرب اجليوسياسربربية انبربربن‬
‫العاق للجغرافيا السياسية والكثر رائ أنه علم زائف ‪،‬وذلكل قال العامل بومان أن اليوبوليتياك الايت ظهارت يف الكتااابت الملانياة اكنات‬
‫وهامً وهمزةل ومربر ًا للرسقة و ادلمار‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجغرافيا السياسية‬ ‫الجيوبولتيك‬ ‫متغير المقارنة‬
‫الظروف املكانية(املوقع‪،‬املناخ‪).،‬‬ ‫املتطلبات املكانية ( ما حيتاجه املكان‪،‬توسع‪)..‬‬ ‫‪ .1‬االهتمام –الموضوع‪-‬‬
‫ماضي وحاضر الدولة‪.‬‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫‪ .2‬الزمن‪.‬‬
‫ستاتيكية أميل ان تكون ثابتة‪.‬‬ ‫ديناميكية متطورة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬الحركة‪.‬‬
‫علمية وموضوعية‪ .‬مرآة للدول تعكس صورهتا احلقيقية‬ ‫مثالية وذاتية‪.‬جتعل اجلغرافيا يف خدمة الدول‬ ‫‪ .4‬النزعة‪.‬‬
‫خدمة أهداف احلالية للدولة‪.‬‬ ‫خدمة أهداف احلالية و املستقبلية الدولة‪.‬‬ ‫‪ .5‬الهدف‪.‬‬
‫تعرتف باحلدود القائمة بني الدول‬ ‫ن تعرتف باحلدود الثابتة – أمنا باحلدود احليوية‪-‬‬ ‫‪ .6‬فهم الجغرافيا‬
‫تعريف اليوسرتاتيجية (‪ :)Geostrategy‬وكنتيجة منطقية لالجتاه الديد املمتثل ابليوبولتياك اذلي اختذ هنجا جديد ممتزيا عن الغرافية الس ياس ية‬
‫رمغ انه وليد الغرافية الس ياس ية‪ ،‬برز اجتاه أآخر معارض ه هادفا اىل توس يع دائرة الغرافية الس ياس ية مبا يتفق مع املفهوم الوسع وامليدان الرحب‬
‫لعمل الغرافية العام ‪ ،‬وابلتايل ظهرت احلاجة اىل اصطالح أآخر يتفق مع المهية الكربى للجغرافية ابلنس بة للعالقات القومية وادلولية كلك ‪،‬‬
‫ول ُنالحظ صةل املوقع الغرايف ابلتجارة اخلارجية أو الحالف العسكرية أو اثر طبيعة احلدود يف الامزتاج الثقايف ‪ ،‬ان هذه املسائل وغريها تمتزي‬
‫ابدلينامكية أكرث مما تمتزي ابلثبات وامجلود‪ ،‬ويه ذات صةل وثيقة يف نفس الوقت بأحباث الس ياسة والتخطيط‪ ،‬أهنا ابختصار الغرافية التطبيقية يف‬
‫جمال العمل او يه (اليوسرتاتيجية)‪ .‬والتعريف املألوف لالسرتاتيجية بأهنا التخطيط العسكري يف جمال التطبيق ‪ ،‬ومع ذكل فقد جتاوز مفهوم‬
‫االسرتاتيجية العمل العسكري اىل العمل الاقتصادي والس يايس يف اطارها العميل والتطبيقي‪.‬‬
‫وعى ذكل فان اليوسرتاتيجية يه التخطيط الس يايس والاقتصادي والعسكري ‪ ،‬اذلي هيمت ابلبيئة الطبيعية من انحية اس تخداهما يف حتليل‬
‫وتفهم املشالكت الاقتصادية أو الس ياس ية ذات الصفة ادلولية ‪ .‬وتبحث اليوسرتاتيجية يف املركز السرتاتيجي لدلوةل أو الوحدة الس ياس ية متناوةل‬
‫ابلتحليل اىل عنارصه أو عوامهل العرشة ويه (املوقع‪ ,‬احلجم‪ ,‬الشلك‪ ,‬االتصال ابلبحر‪ ,‬احلدود‪ ,‬العالقة ابحمليط االقلميي وادلويل ‪ ,‬الطبوغرافيا ‪ ,‬املناخ‬
‫‪ ,‬املوارد ‪,‬الساكن) ‪.‬‬

‫عمل الغرافيا الس ياس ية‪ :‬جماالت ادلراسة وأبرز املناجه املس تخدمة‬
‫موضااااااااااااااااااااااوعات و جماااااااااااااااااااااااالت ادلراسااااااااااااااااااااااة يف عاااااااااااااااااااااامل الغرافيااااااااااااااااااااااا الس ياساااااااااااااااااااا ا ية‬
‫ساساا يه‪ :‬القاالمي‪ ،‬اخلطاوط الس ياسا ية‬ ‫الغرافيا الس ياس ية كعمل يدرس احملددات أو العنارص الس ياس ية املكونة للفضاء الريض‪ ،‬وهذه العناارص أ ً‬
‫وكذا القطاب الس ياس ية وهو ما س نوحضه يف هذا الفصل‪ ،‬مث نتطرق اىل مناذج عن دراسات الغرافيا الس ياس ية كجغرافية الانتخااابت وجغرافياة‬
‫املااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوارد املائياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااة كاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬موضااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوعات الغرافيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا الس ياساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ية‪:‬‬
‫‪.I‬القالمي الس ياس ية‪:‬االقلمي الس يايس يتضمن نوعني خمتلفني من القالمي يه القالمي االدارية من هجة والفضاءات الاجامتعية والثقافية من هجة أخرى‪،‬‬
‫واليت تعد مسار من التفاعل والتعقيد كثريا ما يتخطى حدود ادلوةل الوطنية‪.‬‬
‫فالقالمي االدارية يه ابلساس ادلوةل أو ادلول كعنرص أسايس‪ ،‬ولكن ليست وحدها يف التكوين الس يايس للفضاء الريض‪ ،‬فهناك منافسة مزتايدة‬
‫من قبل فاعلني فوق أو حتت قومية لدلوةل‪ ،‬يف اطار جيوبولتيك العالقات ادلولية يف العامل املعارص‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫فعى مس توى أقل من ادلوةل جند التقس اميت االدارية )اكلوالٍيت يف الزائر مثال(‪ ،‬وكذا الكياانت اليت هبا خشصيات س ياس ية متفاوتة ومتنوعة‪ ،‬أما‬
‫املس توى فوق قويم فهو يمتثل يف املنظامت ادلولية أو ما يسمى ابملنظامت ما بني احلكومات ) ‪(OIG،‬سواء اكنت ذات بعد عاملي أو اقلميي‪ ،‬واليت‬
‫تضاعفت خالل النصف الثاي من القرن ‪20،‬بسبب تطور التكنولوجيا ووسائل النقل واالتصال‪.‬‬
‫وهذه الفواعل متثل هرم سلمي جديد يف فضاء الس ياسة العاملية‪ ،‬أما ابلنس بة للفضاءات الاجامتعية الثقافية العابرة حلدود ادلول‪ ،‬فهيي ال تتطابق مع‬
‫الفضاء الس يايس أو االداري الوطين لدلوةل‪ ،‬فهذه الفضاءات تمتزي ابلتجانس النس ب لساك ا‪ ،‬ويه متثل بذكل ظواهر اجامتعية وأهداف ثقافية‪.‬‬
‫‪ .2‬ادلوةل ‪:‬ادلوةل يه العنرص السايس يف تشكيل احلزي أو النس يج الس يايس للفضاء العاملي‪ ،‬ويه كاام يقاول الملااي فريادريك راتازل‪ :‬جازء مان‬
‫الرض ومجموعااااااة ماااااان البرشاااا ا انتظماااااات كوحاااااادة لهااااااا اجتاااااااه وشااااااعور خاااااااص وفلساااااافة أو فكاااااارة واحضااااااة حمااااااددة‪«.‬‬
‫مفن خالل هذا التعريف يتبني أن الرقعة الغرافية أو الرض ركن لقيام ادلوةل‪ ،‬انهيك عن الساكن والسلطة احلامكة بفلسفة معينة‪ .‬وادلوةل قد تكون‬
‫لها مساحة جغرافية كبرية أو صغرية‪ ،‬ولك ذكل ه عالقة بقوهتا أو ضعفها بصفة غري مطلقة‪ ،‬ويف تقسا مي ادلول عاى أسااس املسااحة‪ ،‬جناد الباحاث‬
‫فااالكنربغ يف كتابااه عنااارص الغرافيااا الس ياس ا ية ) ‪(Eléments of political Géography ،‬قااد قساام دول العااامل اىل الجحااام الآتيااة ‪:‬‬
‫‪.1‬ادلول العمالقااااة )أكااااارث مااااان ملياااااون ميااااال مرباااااع ‪ 1( (. Giant States‬مياااال ‪ 1.6‬لكاااام تقريبااااا ‪ 5‬مياااال ‪8‬لكاااام)‬
‫‪(.‬‬ ‫‪Large‬‬ ‫‪.2‬ادلول الكاااااااااااربى (بااااااااااااني نصااااااااااااف مليااااااااااااون ومليااااااااااااون مياااااااااااال مربااااااااااااع ‪States‬‬
‫‪(.‬‬ ‫‪Medium‬‬ ‫‪.3‬ادلول متوسااااااااطة احلجاااااااام (بااااااااني مائااااااااة ألااااااااف ونصااااااااف مليااااااااون مياااااااال مربااااااااع ‪States‬‬
‫‪(.‬‬ ‫‪Small‬‬ ‫‪ .4‬ادلول الصااااااااااغرية احلجاااااااااام (باااااااااااني ‪10‬أالف ومائاااااااااااة ألاااااااااااف ميااااااااااال مرباااااااااااع ‪States‬‬
‫‪(.Microstates‬‬ ‫‪or‬‬ ‫‪ .5‬ادلول الصااااااااااغرية جاااااااااادا (أقااااااااااال مااااااااااان ‪10‬أالف ميااااااااااال مرباااااااااااع ‪Tinystates‬‬
‫وتعترب ادلول البيان الس يايس الكرث تقدميا ورسام عى اخلرائط‪ ،‬لكن فكرة وجود ادلول كحقيقة عى هذه اخلرائط غري قابةل للجدل وليست حصيحة‬
‫جمسدة ماع ذكل عاى اخلارائط‪ ،‬فالعالقاة باني احلقيقاة والتقادمي للخارائط جاد معقادة‪.‬‬ ‫يف الواقع‪ .‬فأحياان يبني الواقع حدود ادلوةل الطبيعية ويه غري َّ‬
‫وذلكل تطالب عدياد ادلول ابخلاروج اىل امليادان‪ -Facto‬أو القياام بتساوية قانونياة حلادودها‪ ،‬فابعض ادلول ال توجاد اال يف الواقاع أو مان الناحياة‬
‫القانونياااااة‪ ،‬لكهناااااا ال حتاااااض ابالعااا ارتاف مااااان قبااااال امجلياااااع‪ ،‬وابلتاااااايل فاااااادلول الااااايت ال تعااااارتف ا تااااارظ خااا ارائط خالياااااة مااااان‬
‫حااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادود هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااذه ادلول‪.‬‬
‫مفثال الصني اليت ا دولتني هام؛ الصني الشعبية وعامصهتا بيكني والصني الوطنية اتيوان‪ ،‬فنجد فقط ‪ 20‬دوةل تعرتف بتايوان‪ ،‬وبعضها تعرتف بواحادة‬
‫وال تعرتف ابلخرى‪ ،‬فارسائيل مثال ال تعرتف هبا بعاض ادلول العربياة ويه ذاهتاا الايت تعارتف يف الوقات نفساه بفلساطني‪ ،‬وبعاض ادلول تعارتف‬
‫بنفسها لوحدها‪ ،‬كقربص الشاملية اليت مت بسط الس يادة علهيا من قبل مجهورية تركيا س نة ‪1983،‬ومت تعمريها ابلساكن التراك لكن غري معرتف ا اال‬
‫من تركيا فقط‪.‬‬
‫جماالت ادلراسة لدلول والقالمي‪:‬‬

‫• ويف خالل فرتة حياة ادلوةل ‪-‬طالت أم قرصت ‪ .1-‬اذا اكنت دوةل صغرية املساحة فاهنا ادلوةل قد تتكون من قلمي جغرايف واحد أو جزء منه‪، ،‬‬
‫مثال ذكل هولندا اليت حتتل اقلامي سهليٍا يف دلتا الراين‪ ،‬أو سويرسا اليت حتتل جز ًءا من اقلمي جبال اللب الوروبية‪ ،‬أو نبال اليت حتتل جز ًءا‬
‫من بيدمونت جبال اهلمالٍي‪ .‬وقد متتد س يادة ادلوةل عى عدة أقالمي طبيعية وبرشية خمتلفة‪ ،‬اذا اكنت من ادلول الكبرية احلجم‪ ،‬اكالحتاد السوفييت‬
‫والوالٍيت املتحدة وكندا وأسرتاليا و الزائر والسودان والربازيل‪ ،‬ومع ذكل فان بعض ادلول — متوسطة املساحة— تش متل ً‬
‫عى أقالمي‬
‫‪8‬‬
‫جغرافية متعددة‪ ،‬وخاصة يف املناطق اليت تتخذ فهيا التضاريس أشاكال مفاجئة مثل العراق أو رومانيا أو ايطاليا أو لبنان أو فيتنام؛ ففي هذه‬
‫ادلول وغريها تقف أقالمي البال والسهول أو السهول العليا يف تناقض واحض جن ًبا اىل جنب‪.‬‬
‫• وليس هذا هو لك الاختالف‪ ،‬ففي الغرافيا الس ياس ية تدرس أداء لك املواطنني‪ ،‬بغض النظر عن خلفياهتم االقلميية احملددة‪ ،‬يف اجتاه موحد‬
‫هو مصلحة ادلوةل‪ ً،‬وبذكل تفرض الوحدة الس ياس ية تاكمال ً أعى مس توى من التاكمل االقلميي الطبيعي‪ ،‬وقد أدى ذكل اىل موضوعني حيويني‬
‫يف جغرافية ادلوةل‪:‬‬
‫أ‪ .‬أوهلام وجوب نشأة تنظاميت خمتلفة داخل ادلوةل الجياد أو اصطناع هذا التاكمل يف ش ىت نواحيه الاقتصادية والبرشية والساللية والطائفية‬
‫رساء قواعد التاكمل‪ ،‬ولكن ذكل ال حيدث دامئا وتظل أقالمي يف ادلوةل ممتزية بقواها‬
‫والثقافية واحلضارية‪ ،‬ووجوب نشأة سلطات مركزية وحملية ال ً‬
‫اذلاتية وثقلها الساكي واحلضاري والاقتصادي‪ ،‬اكيطاليا الشاملية؛ ومن مث تشعر القالمي الفقرية بعقدة نقص أبدية داخل حدود ادلوةل الس ياس ية‪،‬‬
‫ورمبا اكن هذا ‪ -‬ابالضافة اىل عوامل اختالف أخرى‪ ،‬ساللية أو لغوية‪ ،‬أو جمرد البعد املاكي عن مركز احلمك ‪ -‬أحد أس باب القلق أو القلقةل‬
‫داخل بناء ادلوةل‪ ،‬وقد يؤدي يف أقىص حاالته اىل نشأة رغبات انفصالية‪.‬‬
‫واملوضوع الثاي أن ادلوةل ‪-‬كصنع برشي ‪ -‬قابةل للنشأة والمنو والازدهار والامضحالل والبقاء والزوال‪ ،‬ومك من دوةل اكنت مث مل تكن‪ ،‬لكن الشعوب‬
‫والقالمي تظل قامئة؛ لهنا جتمعات طبيعية واعتيادية‪ ،‬سواء بقيت وحدهتا الس ياس ية أو زالت‪ ،‬واىل جانب ذكل فان ادلوةل ‪ -‬بغض النظر عن‬
‫الكينونة والزوال ‪ -‬معرضة لالنكامش أو المتدد‪ ،‬ومن مث تظهر تغريات مس مترة عى خريطة الغرافيا الس ياس ية للعامل‪.‬‬
‫وهذا هو جوهر الصعوبة يف الغرافيا الس ياس ية‪ ،‬لهذا فان هذا العمل حياول أن يصبح موضوعيٍا بقرص همامه عى رظ صورة معارصة للوحدات‬
‫الس ياس ية مع أضواء عى اخللفيات الطبيعية والبرشية والتارخيية‪ ،‬وخاصة يف موضوع احلدود الس ياس ية‪ ً،‬اذلي تكون دراس ته واحدا من أمه‬
‫وذكل ابعتبار أن احلدود الس ياس ية يه مقياس« احلركة يف الوحدة الس ياس ية — ومؤرشا عى‬ ‫منطلقات ادلراسة يف الغرافيا الس ياس ية — ً‬
‫الس يايس‪.‬‬ ‫الداء‬ ‫حصة‬
‫مناجه ادلراسة يف عمل الغرافيا الس ياس ية‬

‫أبرز املناجه املتخصصة يف دراسة عمل اليوس ياس ية‬ ‫‪1.‬‬


‫عى غرار املناجه العلمية املس تخدمة يف متحيص البحث الااكدميي يف العالقات ادلولية‪-‬ان دراسة احمليط الس يايس من الناحية الغرافية تعمتد عى‬
‫املسح والتحليل داخل االطار الاكرتوجرايف‪ ،‬وهناك وسائل ومداخل متعددة للقيام هبذه املهمة‪ ،‬وقد رأى ‪ R Hartshorn‬رتشارد هارتسهورن‬
‫مخسة مداخل أو مناجه منفصةل بوضوح عن بعضها يف ميدان اليوبولتيك و يه‪:‬‬
‫أ‪ .‬مهنج حتليل القوى اخلاصة ابدلوةل‬
‫يعمتد مهنج حتليل القوى اخلاصة ابدلول عى دراسة مقارنة عامة بناء عى مجةل من املتغريات نذكر مهنا ‪ 1:‬التكوين الغرايف ‪ :‬البيئة الطبيعية – موقع‬
‫مساحة‪ ،‬شلك‪ 2،‬االتصال و العزةل‪ :‬يف جمال اقلميي وعاملي‪ ،‬املواد اخلام والسلع املصنعة ونصف املصنعة‪ 3،‬الطبيعية الاقتصادية للرض و الرتبة‪،‬‬
‫طبيعة املوارد و الثورات و احتياطي ثروات و املعادن و غريها‪4 ،‬احلركة والانتقال‪ :‬ويدخل فهيا اجتاه حركة النقل للبضائع والشخاص والتيارات‬
‫الفكرية‪ .4،‬الرتكيبة البرشية والساكن‪ :‬دراسة دميوغرافية شامةل ابالضافة اىل ممزيات الشعب النوعية واليديولوجية‪ .5.‬الرتكيب الس يايس‪ :‬ويش متل‬
‫عى دراسة نظم وأشاكل االدارة وأهداف احلمك و ُمثُهل الفعلية‪ ،‬وليست جمرد الش ياء النظرية والعالقات الس ياس ية ادلاخلية واخلارجية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ب‪ .‬مهنج التحليل الياااااااااااواترخيي‬
‫كبريا حول الغرافيا الس ياس ية التارخيية من أجل فهم أمعق ملشالكت املايض‪ ،‬وتكوين خلفية حتليلية ملشالكت احلارض‪.‬‬ ‫يركز هذا املهنج اهامت ًما ً‬
‫وهذا املهنج التارخيي وان اكن يلقي ضو ًءا عى سري التارخي الس يايس لدلوةل‪ ،‬اال أن قمية معظم ادلراسات يف الغرافيا الس ياس ية التارخيية مرتبطة‬
‫بتفسري أحداث املايض مبا صادفها من ظروف طبيعية وتكنولوجية وعالقات ادلول وخشصيات احلاكم والقادة يف اطار زمين معني؛ ولهذا فانه ال‬
‫مؤرشا ملا حيدث اليوم‪ ،‬أو أن نسقط نتاجئ هذه ادلراسات عى نشاطات ادلول املعارصة‪ ،‬فالتارخي ال يُعيد‬ ‫ميكن أن نتخذ من مثل هذه ادلراسات ً‬
‫نفسه اال يف بعض الشلك اخلاريج فقط‪ ،‬بيامن ميتلئ ابملفارقات واملالبسات لتعقد العالقات االنسانية والرضية النامجة عن التغريات التكنولوجية من‬
‫انحية واليديولوجية من الناحية الخرى‪.‬‬
‫مثال‪ :‬منو ادلوةل و تطورها‬
‫مكثال دراسة تتناول ابلبحث منو ادلوةل من القلب اىل الطراف‪ ،‬والساليب اليت اعمتدت علهيا يف جذب أو مض القالمي اخملتلفة حىت حدودها‬
‫الراهنة‪ ،‬وحتدث هذه ادلراسة عى ضوء الظروف الطبيعية واحلضارية يف املنطقة‪ ،‬اىل جانب الكثري من عالقات الرض ابدلوةل النامية مثل دور‬
‫بعض العوائق الطبيعية يف حامية ادلوةل النامية كحدود طبيعية يتوقف عندها المنو أم يتخطاها اىل حدود أخرى‪.‬‬
‫ج‪ .‬املهناااااااج املااااااااورفولويج‬
‫يقوم هذا املهنج عى حتليل أمناط الظاهرات الس ياس ية لدلوةل وتراكيهبا ‪ ،‬حيث يوجد منط التنظمي الس يايس االداري داخل ادلوةل أو منط التنظمي‬
‫االقلميي ( كتل اقلميية) أو تنظاميت عاملية ( احتادات دولية) ‪ ،‬أما تركيب الظاهرات الس ياس ية فمتثيل عوامص ادلول وشعوهبا ‪ ،‬ومواردها الاقتصادية‬
‫‪ ،‬وشلك احلدود الس ياس ية ‪ ،‬واملشالكت اليت تواجه املناطق اخملتلفة‪.‬‬
‫د‪ .‬املهنااااااااااااااااج الوظيفااااااااااااي‬
‫هيدف اىل دراسة ادلوةل من حيث عالقاهتا اخلارجية وادلاخلية ‪ ،‬وكيف ميكن لدلوةل أن حتافظ عى كياهنا ادلاخيل يف ظل منظومة جممتع دويل‬
‫متاكمل‪ ،‬وأثر العوامل الغرافية اكملناخ ‪ ،‬والتضاريس ‪ ،‬والقوميات املتعددة ‪ ،‬أو جامعات الشعوب عى النشطة الس ياس ية لدلوةل ‪ ،‬وكذكل أثر‬
‫املظاهر الس ياس ية بدورها عى العوامل غري الس ياس ية كمناط الاس تقرار واس تخدام املوارد وتطور ش باكت النقل واالتصال ‪ ،‬ومنو اخلدمات‬
‫واملرافق وغريها ‪ ،‬كام يدرس قدرة ادلوةل عى التكيف والبقاء والمنو يف ظل الظروف الوضاع اخلارجية حولها ‪ ،‬ومشالكته االقلميية مع ادلوةل‬
‫اجملاورة‪.‬‬
‫من هنا هيدف هذا املهنج اىل التحليل الس يايس للوحدة الس ياس ية من خالل الوظائف ادلاخلية واخلارجية اليت تؤدهيا‪.‬‬
‫و‪.‬املهناااااااااااااج االقلياااااااااااامي و حتليل النظم العاملية‬
‫يقوم هذا املهنج بتحليل الوحدة الس ياس ية من حيث العنارص اليت تتكون مهنا أو اليت تكوهنا مثل الظاهرات الطبيعية والاقتصادية والبرشية ‪،‬‬
‫وشلك وجحم ومناخ ادلوةل ‪ ،‬والساكن وغريها ‪ ،‬وحتليل التارخي الس يايس لدلوةل ‪ ،‬وحدودها ‪ ،‬وعالقاهتا الس ياس ية ابلعامل اخلاريج ويعيب هذا‬
‫املهنج مك املعلومات الكبري اذلي خيىش معه عى الباحث أن ينهتيي به المر اىل وصف مجموعة من ادلول وصفا اقلمييا ‪ ،‬والغرافيا الس ياس ية هبذا‬
‫‪10‬‬
‫الشلك لن تكون لها خشصيهتا املمزية ‪ .‬فعى الباحث الغرايف يف هذا اجملال أن يس تفيد من هذا املهنج يف ابراز املشلكة موضوع دراس ته بتحليل‬
‫املعلومات والبياانت اخملتلفة بطريقة حل الغرايف االقلمييحل اذلي خيتار ما يريده من ادلراسة االقلميية اليت تفيد يف فهم طبيعة املشلكة وأس باهبا‬
‫الغرافية‪.‬‬
‫حوصل و نشط جمال فهمك و تفكريك يف جمال دراسة الغرافيا الس ياس ية‬
‫‪.‬مفاهمي ذات صةل ابليوبولتيك‬
‫خيلط العديد من العوام و حيت من داريس العالقات ادلولية بني مفهويم حلاليوس ياس يةحل و حلالغرافية الس ياس يةحل ‪ ،‬ويضيف اىل اخللط من‬
‫أن العديد من الس ياس يني واملتخصصني يف وسائل االعالم ال متزي بني املفهومني عى غارار تاداخل هاذين املفهاومني ماع مفهاوم الاسارتاجتية و‬
‫جيواسرتاجتي‪ ،‬احلدود والـتاّاخوم ‪ ،: Limites et Frontières‬و غريه من مفاهمي ذات الصةل اليت يسعنا التطرق لها مع ذكر امثةل توضيحية ‪،‬‬
‫حبمك التعمق يف مفهوم اليوس ياس ية مفاذا نقصد ابملفاهمي الاخرى؟ و ما العالقة اليت تربطها ابليبولتيك؟‬
‫‪.1‬الغرافيا الس ياس ية قلنا أهنا يه العالقات التبادلية – التأثريية بني لك‬
‫من الغرافيا والس ياسة‪ .‬حيث تفرض الغرافيا نفسها عى الس ياسة كقدر‬
‫ال فاكك منه‪ .‬ومن هنا سعي الس ياسة لتخطي العوائق الغرافية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عالقة س ياساة ابلغرافياا‪:‬مكثال شاق القناوات البحرياة مثال قنااة‬
‫السويس بقرار تأمميها وبامن وغريها‪ ،‬والانفاق حتت البحار مثل نفاق قطاار‬
‫فرنساااا – بريطانياااا وااثرهاااا الاقتصاااادية و الس ياساا ية باااني ادلولتاااني ‪،‬‬
‫والساور ‪:‬كجرس اسطنبول الرابط بني أآس يا اورواب وجرس السعودية –‬
‫البحرين وغريها‪.‬‬
‫‪ .2‬يف مفهوم احلدود والـتاّاخوم‬
‫احلدود والـتاّاخوم ‪: Limites et Frontières‬‬
‫احلدود يه ‪ :‬خطوط ومهياة حمادد بطارق هندسا ية متتااز ابلطاول دون‬
‫العرض حتدد بزاكل اقلمي ادلول و مساحهتا و جمال تطبيق س يادهتا وقد‬
‫اطور اذلي حصاال يف عاامل وضااع اخلاارائط دورا يف ارساااء‬ ‫التااا ّ‬
‫لعااب ّ‬
‫احلدود‪ ،‬عى غارار نظاام واسا تفاليا املقار ابدلوةل القومياة احلديثاة ذات‬
‫الس يادة‪.‬‬

‫أ ّما التاّاخوم )‪ (frontiers‬فهيي ارشطاة و منااطق "‪ "zones‬ط ّ‬


‫بيعياة‬
‫تمتثّـّل يف عوائق طبيع ّية متنع توغاّـّل العاداء يف أرض ماا‪ ،‬وقاد تكاون‬

‫‪11‬‬
‫حبارا وحميطات وأودية وحبريات وس بخات وحصاري وجبال و سالسل جبل ّية‪ .‬وتعترب التاّاخوم حدودا طبيع ّية عندما تفصل بني شعوب ختتلف‬
‫ثين أو يف اللّـّغات اليت تس تعمل ويف الدٍين اليت هباا تاؤمن‪ .‬وتسا ّمى ختوماا ل ّناااها متامخاة أو‬ ‫من حيث االثنيّة والثّـّقافة ومن حيث الصل اال ّ‬
‫تط ّل عى الانب من الرضويّة التّـّابعة لطرف أآخر‪ .‬وتصبح التاّاخوم س ياس يّة عندما تشكّـّل حدودا فعليّة تفصل بني بدلين أو أكرث‪ .‬وكثريا ما‬
‫تكون التاّاخوم حم ّل رصاع أيضا اذ قد يُـنظر الهيا عى أناّاها حدود طبيع ّية وقد تسعى دوةل ما اىل جتاوزها عنادما أقلا ّّـية ا ّثنياة ماا اتبعاة لاتكل‬
‫ادلّ وةل مقمية فامي وراء التاّاخوم‪ .‬يف هذه احلال تنظر ادلّ وةل اىل التاّاخوم يف اطار ا ّ‬
‫ثين ثقا ّيف وتغفل املعايري والعوامل الغرافيّة الط ّّـبيع ّية‪.‬‬
‫لكان هاذا‬‫املتاااحدة ‪ّ 192‬‬ ‫مثال‪ :‬احلدود يف العامل ال ميكن أن توجد دوةل من دون حدود )‪ (des limites‬اليوم يبلغ عدد ادلّ ول املنمتياة لالا ّ‬
‫العدد ال يشمل الفاتياكن وكوسوفو‪ ،‬اليت اس تقـلّـّت عن رسبيا حديثا‪ ،‬كام أنّـّه ال يشمل طايوان‪ ،‬العتبارات س ياس يّة‪ ،‬اذ أ ّن الصّـّني تقول اناّاها‬
‫مقاطعة اتبعة لها‪ ،‬وال يشمل فلسطني املعرتف هبا كسلطة وطن ّية من دون اعتبارها دوةل ل ّناااها غاري مس تقلاّـّة متاماا‪ .‬ومماّ ا ال ّ‬
‫شاك فيا ه هاو أ ّن‬
‫تتغري لك ّن التاّاخوم ال ّ‬
‫تتغري‪.‬‬ ‫تتطور اترخييّا و ّ‬
‫تتطور اترخييّا وتلعب دورا يف احملافظة عى الاس تقالليّة‪ .‬احلدود ّ‬ ‫احلدود لها وظيفة س ياس يّة فهيي ّ‬
‫‪ .4‬الاسرتاجتية و جيواسرتاجتي‬
‫تعريف‪ :‬يف مفهوم الاسرتاجتية تعرف الاسرتاتيجية عى اهنا‪ :‬حلفن اس تخدام القوة – العسكرية او غاري عساكرية‪،-‬يف سابيل حتقياق الهاداف‬
‫املرجوة" ‪.‬مثال ‪ :‬حدوث حرب او نزاع همام اكن منطه بني دولتني ‪،‬فان الطرفني يسعني ايل التفنن يف اس تخدام ش يت طرق القوة و التكتاياكت‬
‫و التقنيات و التقاانت يف سبيل حتقق النرص لك هاته الصور تسمي اسرتاتيجية ‪،‬و يف جمال الس ياسة اخلارجية و الاق و غريها نفس الامر‪.‬‬
‫جيااو اس ارتاتيجي تعريااف ‪ :‬جيااو اس ارتاتيجي حقاال ماان حقااول‬
‫اليوس ياسة‪ ،‬نوع من الس ياسة اخلارجية املوهجة بشلك أسايس حبسب‬
‫العواماال اليوس ياسا ية الاايت تعاامل‪ ،‬تقيااد أو تاؤثر التخطاايط العسااكري‬
‫والسا يايس‪ .‬مثاال الاسارتاتيجيات الخاارى‪ ،‬فااان اليوسارتاتيجية هتاامت‬
‫مبالءمة الوسائل للغاٍيت‪.‬بعكس اليوس ياس يني‪ ،‬فاان اليوسارتاتيجيون‬
‫يشااجعون الاسارتاتيجيات املرتقبااة‪ ،‬وتااوهجهم اليوسا يايس يكااون ماان‬
‫وهجة النظر القومية‪ .‬مثال ‪ :‬يف هذه احلاةل‪ ،‬موارد ادلوةل (حمدودة اكنت‬
‫أم مجة) مع غاٍيهتاا (الايت قاد تكاون حملياة‪ ،‬اقلميياة أو عاملياة)‪ .‬حبساب‬
‫غراي وسلون فان حلالغرافيا أم الاسرتاتيجية"‪.‬‬
‫‪.4‬الغرافيا واجملال و املااكن ‪ : :‬اف ة تعرياف أآخار وممكال للجغرافياا االنساانية يعارف الغرافياا االنساانية ابعتبارهاا‪:‬حل دراساة اجملاال املانظم للنشااط‬
‫االنسايحل‪ .‬يف هذا التعريف يمت الرتكزي عى اجملال بدال عان املااكن‪ .‬عباارة اجملاال يه أكارث جتريادا مهناا مان املااكن‪ .‬فهايي تعطاي وزن أكارث للقضااٍي‬
‫الوظيفية مثل املراقبة أو التحمك يف االقلمي‪ ،‬القيام جبرد الش ياء (املدن أو حمطات الطاقة اذلرية عى سبيل املثال) يف أمااكن أو مواقاع معيناة‪ .‬ماثال‪،‬‬
‫حتليل اجملال النتاج اخملدرات واس هتالكها سوف يدفع اىل الرتكزي عى وضع خارطة لتدفقات جتارة اخملدرات بيامن الرتكزي عى املاكن ساوف ياؤدي اىل‬
‫ادماج الكثري من املؤثرات لفهم ملاذا تمنوا اخملدرات يف بعض الماكن وتس هتكل يف أماكن أخرى؟‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫تلعب الدوار اليت يؤدهيا الشخاص يف اجملاالت ‪ spaces‬اخملتلفة دور الوس يط مع العالقاات االجامتعياة واالقتصاادية الايت تعكاس ساعادة‬
‫ومعاانت هؤالء‪ .‬لنسق مثال ( بس يط) يقول 'كولني غراي'‪:‬حل أن ماتقدم عليه مان مغاامرات يف حفال كباري صااخب‪ ،‬غاري اذلي تفعاهل يف املكتباة؛‬
‫فالطالب عندما يدخل قاعة احملارضات يف الامعة جيلس يف مقعد أحد الصفوف اخملصصاة للطلباة بادال مان اللاوس وراء منصاة احملاارضحل‪ ،‬وجاه‬
‫التفاهة يف هذا املثال يقول‪:‬حل نريد من خاله فقط اظهار بأن فهمنا للكيفياة الايت يناتظم هباا اجملمتاع جمالياا اكمناة يف ادرااكتناا وأنناا نترصاف يف اطاار‬
‫تصوراتنا الغرافية ش به الواعيةحل‪.‬اضافة اىل ذكل فان هذا املثال يظهر أيضا بأن التنظمي اجملايل للمجمتع يعكس س ياساته‪ ،‬أو عالقات القوة‪ ،‬فاللوس‬
‫خلف منصة احملارض هو أكرث من انهتاك أو تعدي عى حلجماه الشخيصاحل ‪ personal space‬اناه حتادي لسالطته‪ :‬فااللوس يعتارب حتادي للمار‬
‫الواقع القامئ عى عالقات القوة بني الطالب واحملارض‪ ،‬جلوس يعطل مسعى تنظمي اجملال املتعلق ابلفصل ادلرايس‪ .‬املااكن هاو الرقعاة الغرافياة الايت‬
‫تشمل خصائص املوضع وعالقات املوقع‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫احملور الثاني‪ :‬املدرسة الربيطانية و نظرية قلب االرض "‪ "Heartland‬ملاكيندر‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يظل ماكيندر من أشهر وأملع خشصيات الغرافيا يف بريطانيا‪ ،‬وحىت يومنا هذا تس متر جامعة 'أوكسفورد' يف تعيني كريس الغرافيا لاا 'ماكيندر' ويعد‬
‫أفضل من فهم العالقة بني الغرافيا والتارخي العاملي الربيطاي‪.‬‬
‫من مواليد (‪ )1947-1861‬جغرايف بريطاي‪ ،‬متخصص يف الغرافيا الس ياس ية و اليوبوليتاك‪ ،‬يف عام ‪ 1904‬بتأليف الكتاب الشهري 'احمليط‬
‫الغرايف للتارخي'‪ ،‬وهو أحد أشهر كتب اليوبوليتيك يف العامل‪،‬وهو واضع نظرية قلب اليابس‪.‬‬
‫ودل 'هاليفورد جون ماكيندر 'يف حلغاينس بورا ‪" Gainsborough‬بربيطانيا عام ‪1861‬ودخل جامعة حلأكسفوردحل عام ‪ ،1880‬ويعد أفضل من فهم‬
‫العالقة بني الغرافيا والتارخي العاملي الربيطاي‪ .‬اكن مولعا ابلظواهر الطبيعية وبتارخي االس تكشافات الغرافية‪ ،‬كام اكن همامت ابلشؤون ادلولية‪ ،‬وبصنع‬
‫اخلرائط‪،.‬فقد عني 'ماكيندر' يف البداية كس تاذ الغرافيا يف جامعة 'أوكسفورد' مث أصبح فامي بعد مدير املعهد الربيطاي لالقتصاد‪ .‬أنتخب كعضو يف‬
‫لربملان وأصبح من أشهر املساندين لااا 'جوزاف مشوبريالن ‪' Joseph Chamberlain‬وحلركة االصالح االمربٍييل‪،‬‬
‫عني 'ماكيندر' يف جوان عام ‪ 1887‬أس تاذا حمارضا للجغرافيا جبامعة أكسفورد‪ ،‬وبدأ ابلقاء حمارضاته حول تأثري الغرافيا عى التارخي الورويب‪ .‬زار‬
‫الوالٍيت املتحدة يف عام ‪ ،1892‬وحارض يف جامعة والية بنسلفانيا‪ ، Pennsylvania‬سوارفور‪ ، Swarthmore‬دريكسل ‪ ، Drexel‬جامعة‬
‫هارفارد ‪ Harvard‬برينس تون ‪ ، Princeton‬وجامعة جونز هوبكزن ‪ Johns Hopkins.‬ويف العام نفسه‪ ،‬عني مدير لكية القراءة ‪Reading‬‬
‫‪College‬يف جامعة أكسفورد ملدة أحد عرش س نة‪ .‬ويف ‪ 1894-1893‬قدم 'ماكيندر' سلسةل حمارضات حول عالقة الغرافيا بتارخي أورواب وأآس يا‪.‬‬
‫والحقا أي بعد مخس س نوات‪ ،‬سامه يف تأسيس معهد الغرافيا يف جامعة أكسفورد‪ ،‬وشارك يف رحةل اس تكشافية اىل كينيا حيث توجد اثي أعى‬
‫مقة جبلية‪.‬‬
‫اكن مولعا ابلظواهر الطبيعية وبتارخي االس تكشافات الغرافية‪ ،‬كام اكن همامت ابلشؤون ادلولية‪ ،‬وبصنع اخلرائط‪ ..‬وكغريه ممن عارصوه يف اجملال‬
‫الس يايس والاكدميي‪ ،‬فقد اهمت بتنايم احلضور الملاي والمرييك يف الشؤون العاملية الاقتصادية والس ياس ية‪ .‬يقول 'ماكيندر' جيدر أن تكون الغرافيا‬
‫عنرصا أساس يا يف تربية املواطن الربيطاي لن هدفنا جيب أن جيعل لك الفراد يفكرون امربٍيليا وهذا يعين يف لك اجملاالت أنه يف مجيع أحناء العامل‪-‬‬
‫جيدر توجيه تدريس الغرافيا لتحقيق هذه الغاية‪.‬‬
‫‪.2‬الآراء اليبولتيكية ملاكيندر‪ :‬االسرتاجتية الكربى‬
‫اكن 'ماكيندر' الس تاذ احملارض ملادة الغرافيا يف جامعة أكسفورد ومدير معهد لندن لالقتصاد أول من ساوره القلق حيال واقع ومس تقبل ادلوةل‬
‫واالمرباطورية الربيطانية مما جعهل يلقى الضوء عى مظهر أآخر للجيبولتياك التقليدية‪ ،‬حيث دعا اىل العمل من أجل صياغة اسرتاجتية كربى‪ .‬ولجل‬
‫ذكل قدم يف جانفي ‪ 1904‬أطروحته املوسومة حلاحملور الغرايف للتارخيحل للجمعية امللكية يف لندن‪ ،‬وهذه ادلراسة مزودة بعدد من اخلرائط‬
‫التوضيحية دارسا وحملال فهيا التارخي العاملي والغرايف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪.3‬مفاتيح لفهم أفاكر 'ماكيندر' اليبولتيكية‬
‫كتب' ماكيندر 'يف ‪ 1887‬أول مقاةل متخصصة بعنوان‪" ،‬يف نطاق ومناجه الغرافيا ‪ ،" On the Scope and Methods of Geography‬اليت‬
‫أخذت اظ حل وثيقة قدمية يف اترخي تطور الغرافيا الربيطانية ‪" a classic document in the history of the development of British‬‬
‫‪ geography.‬احتوت ورقته البحثية حليف نطاق ومناجه الغرافياحل عى أربعة أفاكر شلكت مفاتيح لفهم كتاابت 'ماكيندر' اليبولتيكية الالحقة‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬أعرب 'ماكيندر' عن وهجة نظر مفادها‪ ،‬أن هدف الغرايف هو" النظر اىل املايض [وذكل ]ليتس ىن ه تفسري احلارض‪".‬‬ ‫✓‬

‫اثنيا‪ ،‬أشار اىل أن الاكتشافات الغرافية الكربى لالنسان اكنت توشك عى الهناية؛ اكن هناك عدد قليل جدا من حلالفراغات املتبقية عى‬ ‫✓‬

‫اخلرائط اليت حبوزتنا "‪on our maps blanks remaining‬‬


‫اثلثا‪ ،‬قدم 'ماكيندر' وصفني للحمالت الس ياس ية" ‪:‬ذئاب اليابسة وذئاب البحر‪".‬‬ ‫✓‬

‫رابعا‪ ،‬أقر بأن التطور التكنولويج جعل من املمكن وجود "دول حديثة عظمية احلجم‬ ‫✓‬

‫وبناء عى أفاكره الربعة سري 'ماكيندر' الحقا نظريته العاملية الشهرية‪.‬‬


‫‪.4‬نظرية قلب الارض و الزيرة العاملية" ‪ : "Hearland‬احملور الورايس‬
‫لقد متزي ماكيندر يف طريقة حتليالته اليوبوليتيكية ( اليت يه يف حقيقهتا حتليل جيواسرتاتيجي ) ابهامتمه ابلقالمي وحتليل عنارصه‪ ،‬ونظرته‬
‫للمشالك الغرافية عى نطاق عاملي‪ ،‬المر اذلي جعل من النتاجئ اليت توصل الهيا تمتتع صوصية اسرتاتيجية‪ ،‬ذلا ميكن أن نقول أن ماكيندر‬
‫حلبدأ بداية جيوبوليتيكية وانهتيى بنتاجئ جيواسرتاتيجيةحل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويبدأ حتليل ماكيندر عندما يقسم –يف نظريته‪ -‬العامل اذلي جيمع ما بني اليابسة واملاء اىل ثالث مناطق ‪:‬منطقة القلب‪ ،‬منطقة الهالل ادلاخيل‪،‬‬
‫ومنطقة الهالل اخلاريج ‪.‬عى غرار فكرة الزيرة العاملية مكفهوم اساس لفهم نظرية القلب مفا املقصود هبا؟‬
‫‪.1‬الزيرة العاملية‪ World Ocean‬و ‪ World Island‬حسب ماكندر‬
‫ويه تكل احللقة املتصةل من اليابس ويه أورواب‪ ،‬أآس يا‪ ،‬افريقيا‪ ،-‬تكون ثليث مساحة اليابس لكية‪ ،‬وأن الكتل اليابسة الخرى تكون الثلث البايق‬
‫وحتيط ابلزيرة العاملية ممتثةل يف أمرياك الشاملية والنوبية وأسرتاليا‪ ،‬بيامن متثل البحار واحمليطات ثالث أرابع العامل‪ ،‬وتكون كتةل مائية متصةل أطلق‬
‫علهيا احمليط العاملي‪World Ocean.- ،‬اذن الزيرة العاملية ابختصار يه مفهوم تبس يطي للقارات العامل امخلس وفق نظرة كونية‪-‬‬
‫‪.2‬منطقة قلب العامل" ‪" Heartland‬‬
‫يؤكد ماكيندر عى أن الوضع اليوبوليتييك الفضل للك دوةل هو الوضع املتوسط املركزي‪ ،‬كام يؤكد عى فكرة هممة جدا‪- ،‬ونعتربها أساس ية يف‬
‫دراستنا هذه‪ -‬ويه أن املركزية مفهوم نس ب وميكهنا أن تتبدل مع لك س ياق جغرايف حمدد‪.‬‬
‫والقارة الوراس ية من وهجة النظر الكونية‪ ،‬تقع يف مركز العامل –أي الوضع املتوسط املركزي‪ -‬ويقع يف مركزها ما سامه بـقلب العامل‬
‫أو الا ‪Heartland‬وهذا هو رأس الرس الغرايف الكرث مالمئة للس يادة عى العامل بأرسه‪ ،‬فالهارتالند هو املنطقة الكرث أمهية يف الس ياق المع مضن‬
‫حدود الزيرة العاملية ‪World Island.‬‬
‫وتشمل منطقة القلب ‪-‬اليت أطلق علهيا يف ابدئ المر با حلمنطقة االرتاكز "‪" "Pivot Area‬جزءا كبريا من أوراس يا‪ ،‬هذه املنطقة حيدها من‬
‫الرشق الصني ومنشورٍي‪ ،‬ومن الشامل احمليط املتجمد الشاميل‪ ،‬ومن النوب هضاب أآس يا وجبال الهاميالٍي‪ ،‬أما من الغرب فيحدها هنر الفولاك‪.‬‬
‫وينظر ماكيندر اىل الهارتالند من زاويتني‪:‬‬
‫عى اعتبار أنه يشمل مناطق الرصف ادلاخيل يف أوراس يا‪،‬‬ ‫•‬

‫وعى اعتبار أنه يشمل املناطق اليت يصعب عى القوى البحرية الوصول الهيا‪ ،‬حلحتت الظروف السائدة حينذاك"‪،‬‬ ‫•‬

‫اذ يعترب أن احمليط القطب رشق البحر البيض عقبة طبيعية للتحراكت البرشية‪ ،‬أما حبر قزوين وحبر أرال وحبرية بياكل فهيي مياه مغلقة ال تتصل‬
‫ابلبحار اخلارجية والطرق العاملية‪ ،‬فعى الاعتبارين السابقني‪ ،‬جند أن الهارتالند ينطبق تقريبا عى اقلمي واحد‪،‬هو اقلمي قاري تفصهل مناطق انتقالية‬
‫عن القالمي الهامش ية البحرية يف أورواب وأآس يا‪،‬وعى هذا الساس اكنت عزةل الهارتالند وأمانه راجعة اىل ظروف جغرافيته الطبيعية‪ :‬احمليط القطب‬
‫املتجمد يف الشامل‪ ،‬السالسل البلية والصحاري املتسعة اىل النوب والرشق‪ ،‬لكنه سهل االتصال نوعا ما من هجة الغرب‪ ،‬حيث يسهل اتصاه‬
‫بأرايض أوروبية عامرة ابلساكن‪.‬‬
‫فقوة الهارتالند وأمهيته يس متدها من اتساعه الكبري‪ ،‬فضال عن أمانه الطبيعي وتوسطه أوراس يا تقريبا‪ ،‬ومل" هتبه الطبيعة"قوة دفاعية حفسب‪ ،‬بل‬
‫يتحمك أيضا يف خطوط املواصالت ادلاخلية‪ ،‬فعوامل الاتساع والبعد عن منال القوى البحرية يه قلعة ادلفاع احلصينة للهارتالند‪ ،‬ويه القاعدة‬
‫المينة للقيام حبرب جهومية‪ ،‬فضال عام يمتتع به من معادن وثروات طبيعية‪،‬لك هاته املتغريات ميكن التعبري عهنا مبا يسمي ابلعمق الاسرتاجتي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪.3‬منطقة الهالل ادلاخيل واخلاريج‬
‫كام تصور ماكيندر منطقة ارتاكز اثنية سامها قلب الرض النويب‪ ،‬وتتكون من افريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬ويتصل القلبان الشاميل والنويب‬ ‫•‬

‫عن طريق بالد العرب‪ ،‬وحييط بقلب الرض نطاق أو قوس من الرايض ذات الترصيف املايئ اخلاريج أطلق علهيا ماكيندر اظ الهالل‬
‫ادلاخيل "‪ Interi or marginal crescent‬ويضم هذا الهالل أورواب الغربية‪ ،‬والرض العربية الواقعة يف حلالرشق الوسطحل واملناطق‬
‫املومسية يف أآس يا‪ ،‬وقد اعترب ماكيندر هذه املنطقة‪ ،‬منطقة الصدام بني القوات الربية والبحرية‪.‬‬
‫كام حييط ابلهالل ادلاخيل‪ ،‬قوس من الزر اليت تفصلها عن الهالل ادلاخيل حبار وحميطات واسعة‪ ،‬سامها ماكيندر" ابلهالل اخلاريج "‬ ‫•‬

‫"‪"Outer crescent‬ويشمل أمرياك الشاملية والنوبية وأسرتاليا وانلكرتا والياابن‪ ،‬وميتكل هذا النطاق قوة حبرية عظمية‪.‬‬
‫‪.5‬الفرضيات الثالث للتحمك يف املناطق املفتاحية ابلعامل‬
‫‪ -‬ملخص نظرية مكيندر– فكرة مكندر ‪ :‬س نة ‪ 1909‬مث ‪1919‬حدهثا س نة ‪ 1943‬و اعادة صايغة أفاكره اليوس ياس ية حيث تسعي لك النظرٍيت‬
‫ايل الس يطرة او القدرة عى س يادة العامل وفق منطلق القوة بأي جمال جغرايف بري ‪ -‬حبري – جوي‪.‬‬
‫عاد ماكندر مرة أخرى و عرض نظريته عام ‪ 1919‬م يف كتابه املثل ادلميقراطية و احلقيقة حل ‪،Democratic Ideals and reality‬و كرر مقوالهتا اثناء احلرب‬
‫العاملية ‪،2‬بعد ان حظى حبث ماكندر عند حتليهل للتارخي وللجغرافيا العاملي كنص جيبولتييك أسايس أكرث مالمئة للس يادة والس يطرة عى العامل بأمكهل‪،‬‬
‫من خالل قانونه اليبولتييك اذلي صاغه عى النحو التايل وميكن تلخيصها‪:‬‬
‫حلالهارتالند"‪- Who rules east Europe, ،‬‬ ‫‪ .1‬من يتحمك يف أورواب الرشقية يس يطر أو يرشف عى قلب الرض ‪-‬قلب الزيرة العاملية‬
‫‪Commands the Heartland.‬‬

‫ومن يس يطر عى قلب الرض يس يطر عى الزيرة العاملية‪- Who rules the heartland, Commands the Island. ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ومن يتحمك يف الزيرة العاملية يس يطر عى العامل‪".- Who rules the Island, Commands the World‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.6‬تقيمي النظرية‪ :‬يف مثالب و مزاٍي نظرية الهاتزالند ونقد النبوءات الثالث‬
‫حمورية القوة البحرية عى الربية نظرا لرضورات البحث عن جماالت حيوية عادة ما تكون ما وراء البحار خاصة يف ظل الثورة الصناعية يف‬
‫قرن ‪ 19‬بأورواب و اليت دفعت ابدلول االمربٍيلية للخروج الس تعامر دول ما وراء البحار هبدف احلصول عى املواد اخلام و الطاقوية و‬
‫ترصيف فائض انتاهجا أيضا عى غرار حامية الطرق البحرية و مواقع الاسرتاجتية لطرق املالحة‪ (.‬انتقاد ماهان بطريقة غري مبارشة)‬
‫ينتقد سبيكامن أن ماكيندر قد ابلغ يف تقيمي المهية اليواسرتاتيجية للهارتالند‪ ،‬وهذه املبالغة مل تتناول فقط المتوضع احليوي للقوى عى‬
‫خارطة العامل‪ ،‬بل وتناولت اخملطط التارخيي الويل أي اهامه للعامل الديد امرياك‪ .‬نقد التحليل التارخيي القامئ عى سابقة التارخيية و اهامل‬
‫تطور اجملال البحري‪.‬‬
‫فالهارتالند ال يمتتع يف نظر سبيكامن بأي صفات تؤههل للقيادة حلافتقاره للموارد الطبيعية والطاقوية‪ ،‬يقع أغلبه يف مناطق متجمدة أو‬

‫‪17‬‬
‫حصراوية…حل‪ ،‬ذلكل فان منطقة الثقل الرئيس ية ال تمتثل يف منطقة القلب الريض –عند ماكيندر ‪-‬وامنا ترتكز فامي يسميه مبنطقة االطار أو‬
‫حافة الرض‪ ،‬الرميالند ‪ ،Rimland‬ويه من وهجة نظر سبيكامن أعظم أمهية من القلب نفسه‪.‬‬
‫اضافة‪:‬اليابسة مكركز ثقل للقوة الربية يف مقابل القوة البحرية‬
‫يف نظريته حلقلب الرضحليعطي 'ماكيندر' أمهية لآس يا الوسطىحل عى اعتبار توسطها لليابسة مكركز ثقل للقوة الربية يف مقابل القوة البحرية‪،‬‬
‫وأدخلها مضن الساحات احملورية " ‪"heartland- pivot area‬وبذكل يكون الرشط السايس السرتاجتية الس يطرة عى املناطق الربية هو‬
‫الس يطرة عى هذه الحزمة احملورية‪ ،‬وتشمل هذه الخرية أحواض الهنار ومناطق املصادر ادلاخلية املائية املغلقة يف أآس يا الوسطى‪.‬حل ولقد ساعدت‬
‫اخلرائط التوضيحية اليت تضمنهتا 'أطروحته' االسرتاتيجيني المريكيني واملؤرخني مثل 'بول كينيدي' يف فهم أفضل سبب الهامتم أمرياك بأآس يا‬
‫الوسطى والرشق الوسط – وهو الوصول اىل املوارد الس امي وأن لها وفقا حلساابهتم ومصاحلهم يف العامل أفضلية كبرية‪ .‬اهامل قارات الخرى و كطا‬
‫املوارد البرشية و الاق‬
‫مالحظة اس تدراكية ‪:‬اصطالح حلاحلوض الوسطحل( ‪)Mid Land‬و تطوير النظرية س نة ‪1943‬‬
‫ويف ضوء تطورات احلرب العاملية الثانية‪ ،‬كتب ماكيندر حبثا حتت عنوان "‪ "Round World and Winning of peace‬س نة ‪ 1943‬يف جمةل‬
‫الشؤون اخلارجية‪ .‬عدل فيه من نظريته حيث جعل الو‪.‬م‪.‬أ ركنا أساس يا ‪-‬بعد بروزها كقوة عى املرسح ادلويل‪ -‬فربأيه أن املوقف الس يايس للقوة‬
‫العاملية ال يعمتد فقط عى املوقع الغرايف يف قلب الرض‪ ،‬وامنا يعمتد كذكل عى التقدم العلمي والتكنولويج والتطور الصناعي‪ ،‬ولهذا اس تحدث‬
‫اصطالح حلاحلوض الوسطحل اذلي يضم شامل احمليط الطليس ورشق الو‪.‬م‪.‬أ وغرب أورواب‪ ،‬واعترب أن منطقة الراخي الملاي فاصال بني احلوض‬
‫الوسط من انحية وقلب الرض من انحية اثنية‪.‬‬
‫يف اخلتام‬
‫‪..‬شلكت نظرية ماكندر اليت محلت اظ قلب العامل (هارت الند) أساس ًا السرتاتيجية ادلول الوروبياة بعاد احلارب العاملياة الوىل‪ ،‬لكهناا مل‬
‫متنع اندالع حرب عاملية اثنية‪ ،‬وبعد احلرب استندت الهيا الوالٍيت املتحدة المريكية لبلورة اسارتاتيجيهتا جتااه الاحتااد الساوفييت‪ ،‬ومان هناا‬
‫يتبني لنا أمهية هذه النظرية اليت صاغها هالفورد ماكندر واذلي رمبا مل يتوقع أن حتاظر بالك هاذا الاهاامتم حاىت بعاد وفاتاه‪ ،‬حياث أصابحت‬
‫تااااااااااااااااااااااادرس يف الامعاااااااااااااااااااااااات اكحااااااااااااااااااااااادى نظااااااااااااااااااااااارٍيت الغرافياااااااااااااااااااااااة الس ياسااااااااااااااااااااا ا ية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 2021-202019‬م‬

You might also like