You are on page 1of 75

‫الباب الول‬

‫اللفة والكومة ف السلم‬

‫‪Standar Kompetensi‬‬ ‫‪Memahami ketentuan Islam tentang siyasah syar’iyah‬‬


‫‪1.Menjelaskan ketentuan Islam tentang pemerintahan‬‬
‫‪Kompetensi Dasar‬‬ ‫)‪(khilafah‬‬
‫‪2.Menjelaskan majelis syura dalam Islam‬‬

‫‪ .1‬معن اللفة وحكمها‬


‫اللفة ل غة مصدر تلف فلن عن فلن إذا تأخر عنه‪ ,‬وإذا جاء خلف أخر ‪,‬‬
‫وإذاقام مقامه‪ .‬ويقال خلف فلن فلنا إذا قام بالمر عنه‪ ,‬إما معه وإما بعده‪ .‬قال وََلوْ‬
‫جعَلْنَا مِنْكُ مْ مَلَائِ َكةً فِي اْلأَرْ ضِ َيخْ ُلفُو نَ (الزحرف‪ .)60:‬واللفة النيابة عن‬
‫َنشَاءُ َل َ‬
‫الغي‪ ,‬إما لغيبة النوب عنه وإما لوته وإما لعجزه إل‪ .‬اللئف جع خليفة‪ ,‬وخلفاء‬
‫جع خليف‬
‫والل فة ف ل سان ال سلمي وترادف ها الما مة‪ ,‬هي ريا سة عا مة ف أمورالد ين‬
‫والدنيا نيابة عن النب صلى ال عليه وسلم‪ .‬ويقرب من ذلك قول البيضاوي ‪ :‬المامة‬
‫عبارة عن خل فة ش خص من الشخاص للر سول صلى ال عل يه و سلم ف إقا مة‬
‫القواني الشرعية و حفظ حوزة اللة على وجه يُجيب إتباعه على كافة المة‪.‬‬
‫وتوض يح ذلك ما قال إ بن خلدون ‪ :‬والل فة هى ح ل الكا فة على مقت ضى‬
‫النظر الشرعي ف مصالهم الخروية والدنيوية الراجعة إليها إذ أن أحوال الدنيا ترجع‬
‫كلها عند الشرعى إل إعتبارها بصال الخرة ‪ ,‬فهي ف حقيقة اللفة عن صاحب‬
‫الشرعى ف حراسة الدين وسياسة الدنيا به‬
‫تنصصيب الليفصة عنصد بعصض العلماء واجصب ‪ .‬إذا تركصه السصلمون أثوا كلهصم‬
‫أجعون‪ .‬يتلفون فيما بينهم ف أن ذلك الوجوب عقلى أو شرعى‪ ,‬وذلك خلف ل‬
‫شأن ل نا به ه نا‪ ,‬ولكن هم ل يتلفون ف أ نه وا جب على كل حال ح ت ز عم إ بن‬

‫‪1‬‬
‫خلدون أن ذلك ماص انعقصد عليصه الجاع وقال ‪ :‬وقصد شصذ بعصض الناس فقال بعدم‬
‫وجوب هذا التن صيب رأ سا ل بالع قل ول بالشرع من هم ال صم من العتزلة و ب عض‬
‫الوارج وغيهصم‪ .‬والواجصب عنصد هؤلء إناص هصو إمضاء أحكام الشرع فإذا تواطأت‬
‫المصة على العدل وتنفيصذ أحكام ال تعال ل يتصج إل إمام ول يبص تنصصيبه‪ ,‬هؤلء‬
‫مجوجون بالجاع‬

‫‪ .2‬الشروط الطلوبة لهل الختيار‬


‫فأمصا أهصل الختيار فالشروط العتصبة فيهصم ثلثصة ‪ :‬أحدهصا العدالة الامعصة‬
‫لشروطها‪ ,‬والثان العلم الذي يتوصل به إل معرفة من يستحق المامة على الشروط‬
‫العتبة فيها‪ .‬والثالث الرأي والكمة الؤديان إل إختيار من هو المامة أصلح وبتدبي‬
‫ال صال أقوم وأعرف‪ ,‬ول يس ل ن ف بلد المام على غيه من أ هل البلد ف ضل مز ية‬
‫تقدم باص عليصه وإناص صصار مصن يضصر ببلد المام متوليصا لعقصد المامصة عرفصا ل‬
‫شرعا‪,‬لسبوق عليهم بوته ولنه من يصلح للخلفة ف الغلب موجودون ف بلده‪.‬‬

‫‪ .3‬الشروط الطلوبة المامة‬


‫وأما أهل المامة فالشروط العتبة فيهم سبعة ‪ :‬أحدها ‪ :‬العدالة على شروطها‬
‫الام عة‪ ,‬والثا ن ‪ :‬العلم الؤد إل ال جتهاد ف النوازل والحكام‪ ,‬والثالث ‪ :‬سلمة‬
‫الواس من السمع والبصر واللسان ليصح معها مباشرة مايدرك با‪ .‬والرابع ‪ :‬سلمة‬
‫العضاء مصن نقصص ينصع عصن اسصتيفاء الركصة و سصرعة النهوض‪ ,‬والامصس ‪ :‬الرأي‬
‫الق ضى إل سياسة الرع ية وتدب ي ال صال‪ ,‬وال سادس ‪ :‬الشجا عة والنجدة الؤد ية إل‬
‫حاية وجهاد العدوى‪.‬‬
‫‪ .3‬إنعقاد المامة‬
‫من الثابت تارييا " أن رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ل يعي للمسلمي‬
‫من يقوم بأمر الدولة السلمية بعد وفاته ‪ ،‬بل ل يدد الطريقة الت تتبع ف اختيار‬
‫الاكم بعده ‪ ،‬وإنا أوضح للمسلمي القواعد العامة الت يب أن يراعيها الاكم ف‬
‫‪2‬‬
‫سيته ‪ .‬وبي الرسول صلى ال عليه وآله وسلم بسيته وأقواله الثل العليا الت يب‬
‫التمسك با والحافظة عليها من جانب الاكم والحكومي على السواء ‪ ،‬دون أن‬
‫يتضمن ذلك الانب من سنة الرسول ‪ ،‬كما ل تتضمن نصوص القرآن الكري تفصيل‬
‫" لنظام الكم الذي يب أن يطبق ف الدولة السلمية إذ اكتفى ف هذا الصدد‬
‫بالقواعد العامة فحسب‬
‫تنعقد اللفة أو المامة عند أهل السنة بإحدى الطرق التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إختيار أهل الل والعقد‪ .‬وأهل الل والعقد هم بثابة أعضاء ملس الشورى‬
‫الذي يثل المة ف عملية اختيار الليفة ‪ ،‬ول يشترط ف ذلك عدد معي‬
‫منهم ‪ ،‬فضل" عن الجاع ‪،‬ويذهب معظم علماء أهل السنة إل تويز انعقاد‬
‫البيعة للخليفة ولو ببايعة شخص واحد له من أهل الل والعقد ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عهد من الليفة السابق ‪ :‬وف هذه الطريقة يوز للخليفة أن يعهد باللفة لن‬
‫شاء ليجعله خليفة بعده ‪ ،‬فتنعقد المامة بذلك ‪ .‬فيقول التفتازان على سبيل‬
‫الثال ‪ :‬أن هذا الستخلف يعد بنلة الشورى ‪ ،‬ودليله على ذلك عهد أب‬
‫بكر باللفة إل عمر‬
‫ويدخل ف ذلك أيضا العهد إل مموعة من أهل الل والعقد ليختاروا واحدا "‬
‫منهم إماما " ‪ .‬واستدل على ذلك من فعل عمر عندما عهد باللفة إل ستة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الغلبة والقهر ‪ :‬وتكون هذه الطريقة بأخذ اللفة بالقوة كما ف حال‬
‫النقلب العسكري ‪.‬‬
‫ويقول التفتازان ‪ ( :‬وتنعقد المامة بالقهر والستيلء ‪ ،‬فإذا مات المام‬
‫وتصدى للمامة من يستجمع شرائطها من غي بيعة ( أهل الل والعقد ) أو‬
‫استخلف ( بعهد من المام السابق ) وقهر الناس بشوكته ‪ ،‬انعقدت اللفة‬
‫له )‬
‫ويقول الشربين ‪ :‬والطريق الثالث يكون باستيلء شخص متغلب على‬

‫‪3‬‬
‫المامة جامع للشروط العتبة ف المامة على اللك بقهر وغلبة بعد موت‬
‫المام لينظم شل السلمي ‪.‬‬
‫نصب المامة عن طيق النتخاب العام ل يكن ف عهد النب ول ف عهد‬
‫الصحابة‬
‫‪ .5‬أهل الل والعقد وظيفتهم‬
‫اصطلح العلماء على أهل الشورى بتسميتهم "أهل الل و العقد" وهو‬
‫مصطلح يطلق ويراد به أهل الشوكة من العلماء والرؤساء ووجوه الناس‪ ،‬الذين يصل‬
‫بم مقصود الولية‪ ،‬وهو القدرة والتمكن والعلم والبة وانقياد الناس لرائهم‪ ،‬وهو‬
‫مأخوذ من حل المور وعقدها‪ ،‬وقد ساهم البعض "أهل الختيار"‬
‫وقال فقهاء السلم العاصرين أن أهل الشورى هم اليئة الت تنوب عن‬
‫المة ف مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونم بتعريفات تتفق‬
‫ف الدلول وتتلف ف التفصيل ‪ .‬فلمام ممد عبده يعرفونه بأنم ‪ :‬علماء المة‬
‫الجتهدين والمراء والكام ورؤساء الند وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم‬
‫الناس ف الاجات والصال العامة‬
‫ويقول السيد رشيد رضا ‪ :‬يب أن يكون ف المة رجال أهل بصية ورأي‬
‫ف سياستها ومصالها الجتماعية وقدرة الستنباط يرد إليهم أمر المن والوف‬
‫وسائر المور الجتماعية والسياسية وهؤلء هم الذين يسمون ف السلم أهل‬
‫الشورى أهل الل والعقد الذين يسمون عند المم الخرى بنواب المة‪.‬‬

‫الشروط الت يب توفرها ف أهل الشورى‬


‫يب أن يتوفر ف أهل الشورى عدة شروط‪ ،‬أجع عليها علماء الشريعة‪،‬‬
‫ومنهم الاوردي وأبو يعلي‪ ،‬ودلت عليها تطبيقات الصدر الول للشورى‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬العدالة‪:‬‬
‫يشترط‬

‫‪4‬‬
‫فيمن‬
‫يصلح‬
‫للشور‬
‫ى أن‬
‫يكون‬
‫عدلً‪،‬‬
‫والعدالة‬
‫هي‬
‫التحلي‬
‫بالفرائ‬
‫ض‬
‫والفضائ‬
‫ل‬
‫والتخل‬
‫ي عن‬
‫العاصي‬
‫والرذائ‬
‫ل‪،‬‬
‫وعمّا‬
‫يل‬
‫بالروءة‬
‫أيضًا‪،‬‬
‫‪ .2‬العلم‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫يشترط‬
‫أن‬
‫يتوفر‬
‫العلم ف‬
‫أهل‬
‫الشور‬
‫ى‪،‬‬
‫والعلم‬
‫القصود‬
‫هو‬
‫العلم‬
‫بعناه‬
‫الواسع؛‬
‫فيدخل‬
‫فيه علم‬
‫الدين‬
‫وعلم‬
‫السياسة‬
‫والقتص‬
‫اد‬
‫والجت‬
‫ماع‬
‫وغيها‬

‫‪6‬‬
‫من‬
‫العلوم‬
‫الت لا‬
‫علقة‬
‫بطبيعة‬
‫الدولة‬
‫أوالما‬
‫عة‪ ،‬ول‬
‫يشترط‬
‫أن‬
‫يكون‬
‫ملما‬
‫بكل‬
‫عناصر‬
‫ها‬
‫وتفاصيل‬
‫ها‪.‬‬
‫‪ .3‬الرأي‬
‫والكم‬
‫ة‪:‬‬
‫ويشتر‬
‫ط‬
‫فيمن‬

‫‪7‬‬
‫يصلح‬
‫للشور‬
‫ى أن‬
‫يكون‬
‫من‬
‫عُرِفَ‬
‫بودة‬
‫الرأي‬
‫والكم‬
‫ة‪،‬‬
‫البعيد‬
‫عن‬
‫التهور‬
‫واتباع‬
‫الوى‪.‬‬
‫وإل جانب هذه الشروط العامة اللزمة لهل الشورى يب أن يتصفوا بعدة‬
‫صفات مصاحبة لا وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬الفطنة والذكاء؛ لئل‬
‫تشتبه عليهم المور‬
‫فتلتبس‪ ،‬فل يصح مع‬
‫اشتباهها عزم ول يتم ف‬
‫التباسها عزم‪.‬‬
‫‪ .2‬المانة؛ لئل يونوا فيما‬

‫‪8‬‬
‫ائتمنوا عليه‪ ،‬ويفشوا فيما‬
‫استنصحوا فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬الصدق؛ لتثق الماعة‬
‫فيما ينهون عنه‪ ،‬ويُعمل‬
‫برأيهم فيما أشاروا به‪.‬‬
‫وظيفة أهل الشورى‬
‫ذكر المام الاوردي ف الحكام السلطانية أن أهم وظائفهم بالنسبة للولية‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬تولية الرئيس‪ ،‬أو ترشيحه للولية‪.‬‬
‫‪.2‬تديد البيعة لن عهد إليه بالرئاسة‪.‬‬
‫‪.3‬استقدام العهود إليه الغائب عند موت الرئيس‪.‬‬
‫‪.4‬تعيي نائب الرئيس الذي ولّي غائبًا إل أن يقدم‪،‬‬
‫‪ .5‬عزل الرئيس‪ :‬عند وجود ما يقتضي العزل والنظر ف رئاسته‪.‬‬

‫نظام الكم ف عصر النبوة‬


‫القضاء من نظام الكم‪ .‬وف التاريخ الصحيح شيئ من قضائه عليه السلم‪ .‬إذا أردنا‬
‫ن ستنبط شيئا من نظا مه صلى ال عل يه و سلم ف القضاء غ ي ي سي‪ ,‬غ ي م كن‪ ,‬لن‬
‫الذي نقل إلينا من أحاديث القضاء النبوى ليبلغ أن يعطيك صورة بينة لذلك القضاء‬
‫ول كان له مصن نظام‪ ,‬إن كان له نظام هنالك ثلثصة مصن الصصحابة يعدهصم جهور‬
‫العلماء من ول القضاء ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم القضاء‬
‫قال بعضهم ‪ :‬وقد قلد رسول ال صلى ال عليه وسلم القضاء لعمر بن الطاب ‪ ,‬و‬
‫علي ا بن أ ب طالب و معاذ بن ج بل ر ضي ال عن هم‪ .‬وينب غى أن يضاف إلي هم أ بو‬
‫مو سى الشعرى ر ضي ال ع نه‪ ,‬ف قد كان ع مر ‪ ,‬على يظ هر ‪ ,‬نظ ي لعاذ بن ج بل‬
‫‪9‬‬
‫سواء بسواء‬
‫على بن أب طالب رضي ال عنه فقد بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن ‪,‬‬
‫وهو شاب ليقضي بينهم‪ .‬وأما معاذبن جبل فقد بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قاضيا إل الند من اليمن‪ ,‬يعلم الناس القرآن وشرائع السلم ويقضى بينهم وجعل له‬
‫قبض الصدقات‬

‫الباب الثان‬
‫الهاد‬

‫‪Standar Kompetensi‬‬ ‫‪Memahami ketentuan Islam tentang jihad‬‬


‫‪1.Menjelaskan konsep jihad dalam Islam‬‬
‫‪Kompetensi Dasar‬‬ ‫‪2.Menunjukkan contoh perlakuan Islam terhadap Ahl‬‬
‫‪al-Dzimmah‬‬

‫‪ .1‬معن الهاد ومشروعيته‬


‫الهاد من الكلمات الت أسيء استعمالا لعدم فهم معناها فهما صحيحا‪،‬‬
‫لهْد وهو التعب‪ ،‬أو الُهد وهو القوة‪ ،‬فالجاهد يبذل ُجهْدا‬
‫فالهاد مأخوذ من ا َ‬
‫جهْد‪ ،‬أي يبذل قوة يس فيها بتعب ‪ ،‬ومعن الهاد بذل الهد لنيل‬ ‫يس فيه ِب َ‬

‫‪10‬‬
‫مرغوب فيه أو دفع مرغوب عنه ‪ ،‬يعن للب نفع أو منع ضر‪ ،‬وهو يكون بأية وسيلة‬
‫وف أي ميدان حسي أو معنوي ‪ ،‬ومنه جهاد النفس والشيطان وجهاد الفقر والهل‬
‫والرض وجهاد البشر‪.‬‬
‫والهاد ف سبيل اللّه عرف ف الشرع با يرادف الرب لعلء كلمة اللّه‪،‬‬
‫ووسيلته حل السلح وما يساعد عليه ويتصل به من إعداد وتويل وتطيط‪ ،‬ويشترك‬
‫فيه عدد كبي من الناس‪ ،‬من زراع وصناع وتار وأطباء ومهندسي وعمال ورجال‬
‫أمن ودعاة وكُتّاب‪ ،‬وكل من يسهم ف العركة من قريب أو بعيد ‪.‬‬
‫شرع ال الهاد ف سبيل ال لتكون كلمة ال هي العليا‪ ،‬ويكون الدين كله‬
‫ل‪ ،‬وإخراج الناس من الظلمات إل النور‪ ،‬ونشر السلم‪ ،‬وإقامة العدل‪ ،‬ومنع الظلم‬
‫والفساد‪ ،‬وحاية السلمي‪ ،‬ورد كيد العداء وقمعهم‪.‬‬
‫ول يشرع الهاد إل فص الدينصة لاص اشتصد الذي مصن الكفار‪.‬فتقرر الذن‬
‫بالقتال حتص أطبصق عليهصم العداء واضطروا إل امتشاق السصام دفاعصا عصن النفصس‬
‫وتأمينا للدعوةز‬
‫وكان أول أيصة نزلت قول ال سصبحانه وتعال ‪ :‬أُذن للذيصن يقاتلون بأنمص‬
‫ظلموا وأن ال على نصرهم لقدير‪ *.‬ألذين أُخرجوا من ديارهم بغيحق إل أن يقولوا‬
‫ربنا ال ولو لدفع ال الناس بعضهم ببعض لدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد‬
‫يذ كر في ها ا سم ال كثيا ولين صرن ال من ين صره إن ال لقوي عز يز (ال ج ‪-39:‬‬
‫‪)40‬‬
‫وف هذا اليات تعليل للذن بالقتال بأمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬أنم ظلموا بالعتداء عليهم وإخراجهم من ديارهم بغي حق إل أن يدينوا دين الق‬
‫ويقول ربنا ال‬
‫‪ .2‬أنه لول إذن ال للناس بثل هذا الدفاع لدمت جيع العابد الت يذكر فيها اسم ال‬
‫كثيا‪ ,‬بسبب ظلم الكافرين الذين ليؤمنون بال ول باليوم الخر‬
‫وفص سصنة الثانيصة مصن الجرة‪ ,‬فرض ال القتال وأوجبصه بقوله تعال ‪ :‬كتصب‬
‫‪11‬‬
‫عليهم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم وعسى أن تبوا‬
‫شيئا وهو شر لكم وال يعلم وأنتم ل تعلمون (البقرة ‪)216 :‬‬

‫‪ .2‬حكم الهاد‬
‫الهاد فرض على الكفايصة إذا ل يكصن هناك مصا يبص تنفيص العام من المام‪ .‬ويدل‬
‫على أنه فرض على سبيل الكفاية ما يلى‪:‬‬
‫‪ -I‬قوله تعال ‪ :‬يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم فا نفروا ثبات أوانفروا جيع‬
‫ا(النساء‪)71:‬‬
‫‪ -II‬وقوله تعال ‪ :‬ليسصتوى القاعدون مصن الؤمنيص غيص أول الضرر‬
‫والجاهدون ف سبيل ال‬
‫لو كان فرض عيص لتعطلت العايصش الزروعات و حربصت البلد‪ .‬فإذا قام‬ ‫‪-‬‬ ‫‪V‬‬

‫بالهاد من فيه سقط الفرض على الباقي لن هذا شأن فروض الكفاية‬

‫ويكون الهاد فرض عي ف صورة آتية ‪:‬‬


‫‪ -‬أن يضر الكلف صف القتال‪ ,‬فإن الهاد ف هذا الالواجب عليه‪ .‬قال ال‬ ‫‪I‬‬

‫سبحانه وتعال ‪ :‬ياأيها الذين أمنوا إذالقيتم فئة فاثبتوا(النفال ‪ )45:‬و قال‬
‫‪ :‬ياأيها الذين أمنوا إذالقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار(النفال‬
‫‪)15:‬‬
‫‪ -‬إذا حضر العدو الكان أو البلد الذي يقيم به السلمون فإنه يب على أهل‬ ‫‪II‬‬

‫البلد جيعا أن يرجوا لقتاله ول يل لحد أن يتخلى عن القيام بواجبه نو‬


‫مقاتله‬
‫إذا اسصتنفر الاكصم أحدا مصن الكلفيص فإنصه ليسصعه أن يتخلى عصن‬ ‫‪V‬‬‫‪-‬‬

‫الستجابة إليه‪ ,‬لا رواه إبن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫ل هجرة بعصد الفتصح ولكصن جهاد ونيصة وإذاسصتنفرت فانفروا ( رواه‬
‫‪12‬‬
‫البخاري‬
‫على من يب ؟‬
‫يب الهاد على السلم الذكر‪ ,‬العاقل‪ ,‬البالغ‪ ,‬الصحيح الذي يد من الال‬
‫ما يكفيه ويكفي أهله حت يفرغ من الهاد‪ .‬فليب على غي السلم ول على الرأة‬
‫ول على الصب ولعلى الجنون ول على الريض‪ ,‬فل حرج على واحد من هؤلء ف‬
‫التخلف عصن الهاد لن ضعفهصم يول بينهصم وبيص الكفاح‪ ..‬وفص هذه يقول ال‬
‫سصبحانه ‪ :‬ليصس على الضعفاء ول على الرضصى ول على الذيصن ليدون مصا ينفقون‬
‫حرج إذا ن صحوا ل ور سوله ( التو بة ‪ )91:‬و عن ا بن ع مر قال ‪ :‬عر ضت على‬
‫رسصول ال صصلى ال عليصه وسصلم يوم أحصد وأنصا إبصن أربصع عشرة فلم يزنص ( رواه‬
‫البخاري ومسلم )‬

‫‪ .3‬فضل الهاد والستشهاد‬


‫الهاد أفضصل نوع مصن أنواع التطوع‪ .‬فالهاد إعلء لكلمصة ال وتكيص‬
‫هدايته ف الرض و تركيز للدين الق‪ ,‬ومن ث كان أفضل من تطوع الج والعمرة‪,‬‬
‫وأفضل من تطوع الصلة والصوم‪ .‬وهو مع ذلك ينتظم كل لون من لون العبادات‪,‬‬
‫سواء منها ما كان من عبادات الظاهر أوالباطن‪ ,‬فإن فيه من عبادات الباطن الزهد ف‬
‫الدنيا‪ ,‬ومفارقة الوطن ‪ ,‬وهجرة الرغبات حت ساه السلم ( الرهبانية ) فقد جاء ف‬
‫الديث ‪ :‬رهبانية أمت الهاد ف سبيل ال‪.‬‬
‫وف يه من التضح ية بالن فس والال وبيعه ما ل ‪ ,‬و هو ثرة من ثرات ال ب‬
‫واليان واليقي والتوكيل‬
‫قال ال تعال ‪ :‬إن ال إشترى مصن الؤمنيص أنفسصهم وأموالمص بأن لمص النصة‬
‫يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ف التورة والنيل والقرآن ومن‬
‫أو ف بعهده من ال فاشتبشروا ببيعكم الذي بايع تم به وذلك الفوز العظ يم(التو بة ‪:‬‬
‫‪)111‬‬
‫‪13‬‬
‫الجاهد خي الناس عن ابن عباس رضي ال عنه‪ :‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قال‪ " :‬أل أخبكم بي الناس؟ رجل مسك بعنان فرسه ف سبيل ال‪.‬‬
‫وسئل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أي الناس أفضل؟ قال‪ " :‬مؤمن ياهد ف‬
‫سبيل ال بنفسه وماله "‪ .‬قالوا‪ :‬ث من؟ قال‪ " :‬مؤمن ف شعب من الشعاب يتقي ال‬
‫ويدع الناس من شره "‪.‬‬
‫وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه‪ " :‬لا أصيب إخوانكم بأحد‪،‬‬
‫جعل ال أرواحهم ف جوف طي خضر‪ ،‬ترد أنار النة‪ ،‬وتأكل من نارها‪ ،‬وتأوي‬
‫إل قناديل من ذهب‪ ،‬معلقة ف ظل العرش‪ ،‬فلما وجدوا طيب مأكلهم‪ ،‬ومشربم‪،‬‬
‫ومقيلهم‪ ،‬قالوا‪ :‬من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء ف النة نرزق‪ ،‬لئل يزهدوا ف الهاد‪،‬‬
‫فقال ال تعال‪ " :‬أنا أبلغهم عنكم "‪.‬‬
‫وأنزل‪ " :‬ول تسب الذين قتلوا ف سبيل ال أمواتا بل أحياء عند ربم‬
‫يرزقون ‪ -‬فرحي با آتاهم ال من فضله‪ ،‬ويستبشرون بالذين ل يلحقوا بم من‬
‫خلفهم أل خوف عليهم ولهم يزنون ‪ -‬يستبشرون بنعمة من ال وفضل وأن ال ل‬
‫يضيع أجر الؤمني "‪.‬‬

‫‪ .4‬أداب الهد ف سبيل ال‬


‫آداب الهاد ف السلم ويعن با ما يطلب فعله وما يطلب تركه‪ ،‬فمنها ما‬
‫هو فرض ي ب أداؤه‪ ،‬ومن ها ما هو مرم ي ب تر كه‪ ،‬ومن ها ما هو مندوب ي سنّ‬
‫التيان به‪.‬‬
‫ومن أداب الهاد ف سبيل ال ما يلى ‪:‬‬
‫‪ .)1‬دعوة الكفار إل السلم قبل القتال‬
‫القصود من الهاد ف سبيل ال تعال‪ :‬رفع راية السلم‪ ،‬وهداية الناس إل ال‪،‬‬
‫وإخراجهصم من عبادة العباد إل عبادة ال‪ ،‬والصصل فص ذلك أن يبلّغ الناس هذه‬
‫الدعوة بالوسائل المكنة ويشرح لم ماسن السلم‪ ،‬وأنه فرض على كل الناس‬
‫‪14‬‬
‫أن يدخلوا فيه‪ ،‬وأنه ل دين حق ف الرض سواه (ومن يبتغِ غي السلم دينا فلن‬
‫يق بل م نه و هو ف الخرة من الا سرين) [آل عمران‪( ]85 :‬إن الد ين ع ند ل‬
‫السلم) (آل عمران‪.)19 :‬‬
‫واختلف الفقهاء ف ح كم الدعوة ق بل القتال‪ .‬فذ هب النفيون إل وجوب ا على‬
‫الجاهد ين ف حق من ل تبلغ هم الدعوة‪[ .‬ان ظر الب سوط (‪ )10/6،30‬وشرح‬
‫فتح القدير‬
‫وقريب من هذا ما ذهب إليه الشافعيون‪ ،‬إل أن النفيي قالوا إذا قاتل السلمون‬
‫الكفار الذيصن ل تبلغهصم الدعوة فقتلوهصم ل يضمنوا‪ ،‬وقال الشافعيون يضمنون‬
‫[انظر حواشي تفة الحتاج على النهاج (‪)9/242‬‬
‫والظاهصر مصن مذهصب النابلة وجوب الدعوة أيضا فص حصق مصن ل تبلغهصم‬
‫واستحبابا ف حق من بلغتهم‪ ،‬وفرق بعضهم بي أهل الكتاب والجوس فيقاتلون‬
‫بدون دعوة لن الدعوة بلغتهصم‪ ،‬وبيص الوثنييص فيجصب دعوتمص [انظصر الغنص (‬
‫‪)9/210‬‬
‫‪ .)2‬عدم قتل الطفال ‪ ،‬و النساء ‪ ،‬و الشيوخ ‪ ،‬و الرهبان ‪ ،‬وهذا إذا ل يشاركوا ف‬
‫القتال ‪ ،‬أما إذا شركوا ف القتال و كانوا يقاتلون مع جيوشهم فيقتلوا ‪.‬‬
‫‪ .)3‬عدم التمثيل بثث القتلى و التشهي با ‪.‬عدم حرق القتلى بالنار و عدم حرق‬
‫العداء بالنار إل ف حالة الضرورة‬
‫‪ .)4‬عدم السرقة من الغنائم الت قد يصل عليها الجاهدين ‪ ،‬و النتظار حت يتم‬
‫توزيعها بواسطة المام توزيعا صحيحا‬
‫‪ .)5‬عدم الغدر و عدم قتصصل مصصن ضمنصصة مسصصلم و أمنصصه على حياتصصه‪.‬‬
‫‪ .)6‬الدعاء للمسصلمي بالنصصر على العداء ‪ ،‬حيصث قال ال سصبحانه و تعال ‪.‬‬

‫وصايا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل قواده ‪:‬‬


‫عن أب موسى رضي ال عنه قال ‪ ... :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪15‬‬
‫‪ :‬إذا بعصث أحدا مصن أصصحابه فص بعصض أمره قال ‪ :‬بشروا ول تنفروا‪ ,‬ويسصروا ول‬
‫تع سروا‪ .‬وع نه قال ‪ :‬بعث ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ومعاذا إل الي من فقال ‪:‬‬
‫يسروا ول تعسروا بشروا ول تنفروا تطاوعا ول تالفا ( رواها الشيخان)‬
‫عن أنس رضي ال عنه ‪ ,‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إنطلقوا باسم‬
‫ال‪ ,‬وبال‪ ,‬وعلى ملة رسول ال‪ ,‬ولتقتلوا شيخا خانيا‪ ,‬ولطفل صغيا‪ ,‬ول امرأة ‪,‬‬
‫ولتغلوا‪ ,‬وضحوا غنائمكم ‪ ,‬واصلحوا‪ ,‬واحسنوا‪ ,‬إن ال يب الحسني ) رواه أبو‬
‫داود (‬
‫وو صى أ بو ب كر ر ضى ال ع نه ل سامة ح ي بع ثه إل الشام ‪ :‬ل تونوا ول‬
‫تغلوا ول تغدروا ول تثلوا ول تقتلوا طفل صصغيا‪ ,‬ول شيخصا كصبيا ولأمرأة ول‬
‫تعقروا نل ول ترقوه‪ ,‬ول تقطعواشجرة مثمرة‪ ,‬ولتذبوا شاة ول بقرة ول بعيا‬
‫إل الأكلة‪ ,‬وسصوف ترون بأقوام قصد فرغوا أنفسصهم فص الصصوامع ( يريصد الرهبان )‬
‫فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له‬

‫‪ .5‬إنتهاء الرب‬
‫تنتهى الرب بأحد المور التية‬
‫‪ .1‬إ سلم الحارب ي‪ ,‬أو إ سلم بعض هم ودخول م ف د ين ال‪ ,‬و ف هذا الال‬
‫يصبحون مسلمي ويكون لم ما للمسلمي‪ ,‬وعليهم ما عليهم من القوق‬
‫والواجبات‬
‫‪ .2‬طلبهم إيقاف القتال مدة معينة‪ ,‬وحينئذ يب الستجابة إل ما طلبوا كما‬
‫فعل الرسول صلى ال عليه وسلم ف صلح الديبية‬
‫‪ .3‬رغبت هم ف أن يبقوا على دين هم مع د فع الز ية‪ ,‬وي تم بقت ضى هذا ع قد‬
‫الذمة بينهم وبي السلمي‬
‫‪ .4‬هزيتهم وظفرنا بم وانتصارنا عليهم وبذا يكونون غنيمة للمسلمي‬
‫‪ .5‬و قد يدث أن يطلب ب عض الحارب ي من العداء المان في جب إل ما‬
‫‪16‬‬
‫طلب‪ ,‬وكذلك إذاطلب الدخول فص دار السصلم‪ ,‬ومصن ثص فإنصا نتحدث‬
‫بالجال فيما يلى عن هذه المور ‪:‬‬
‫• عقد الدنة والوادعة‬
‫• عقد الذمة‬
‫• الغنائم‬
‫• عقد المان‬
‫الدنة‬
‫عقد الدنة والوادعة هو النفاق على ترك القتال فترة من الفترات الزمنية قد‬
‫تنتهي إل صلح‪ ،‬وتب ف حالي‪:‬‬
‫الالة الول‪ :‬إذا طلبها العدو‪ ،‬فإنه ياب إل طلبه ولو كان العدو يريد‬
‫الديعة‪ ،‬مع وجوب الذر والستعداد‪ .‬قال ال تعال‪ " :‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لا‬
‫وتوكل على ال إنه هو السميع العليم ‪ -‬وإن يريدوا أن يدعوك فإن حسبك ال " (النفال ‪:‬‬
‫‪.)61-60‬‬
‫وف غزوة الديبية هادن رسول ال صلى ال عليه وسلم مشركي مكة‪ ،‬ووادعهم مدة‬
‫عشر سني‪ ،‬وكان ذلك حقنا للدماء‪ ،‬ورغبة ف السلم‪.‬‬
‫عن الباء رضي ال عنه قال‪ " :‬لا أحصر النب صلى ال عليه وسلم عن البيت صاله‬
‫أهل مكة على أن يدخلها فيقيم با ثلثا‪ ،‬ول يدخلها إل بلبان السلح‪ ،‬السيف وجرابه ‪,‬ول‬
‫يرج بأحد معه من أهلها‪ ،‬ول ينع أحدا يكث با من كان معه‪.‬‬
‫الالة الثانية ‪ :‬الت تب فيها الهادنة‪ :‬الشهر الرم‪ ،‬فإنه ل يل فيها البدء‬
‫بالقتال‪ ،‬وهي ذو القعدة‪ ،‬وذو الجة‪ ،‬ومرم‪ ،‬ورجب‪ .‬إل إذا بدأ فيها العدو بالقتال‪،‬‬
‫فإنه يب القتال حينئذ دفعا للعتداء‪ ،‬وكذلك يباح فيها القتال إذا كانت الرب‬
‫قائمة ودخلت هذه الشهر ول يستجب العدو لقبول الوادعة فيها‪.‬‬
‫قال ال تعال‪ " :‬إن عدة الشهور عند ال اثنا عشر شهرا ف كتاب ال يوم‬
‫خلق السموات والرض منها أربعة حرم‪ ،‬ذلك الدين القيم فل تظلموا فيهن أنفسكم‬
‫‪17‬‬
‫"‪.‬‬
‫عقد الذمة‬
‫عقد الذمة هو أن يقر الاكم أو نائبه بعض أهل الكتاب – أوغيهم – من‬
‫الكفار على كفرهم بشرطي ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬أن يلتمزوا أحكام السلم ف الملة‬
‫والشرط الثان‪ :‬أن يبذلوا الزية‬
‫ويسصرى هذا العقصد على الشخصص الذي عقده‪ ,‬مادام حيصا وعلى ذريتصه مصن‬
‫بعده‬
‫وال صل ف هذا الع قد قول ال سبحانه وتعال ‪ :‬قاتلوا الذ ين ليؤمنون بال‬
‫ولباليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله وليدينون دين الق من الذين أوتوا‬
‫الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون(التوبة‪)29 :‬‬
‫روي البخارى ‪ :‬أن الغية قال – يوم ناو ند – أمر نا نبي نا أن نقاتل كم ح ت‬
‫تعبدواال وحده أو تؤدواالز ية‪ .‬وهذاالع قد دائم غ ي مدود بو قت مادام ل يو جد ما‬
‫ينقضه‬
‫موجب الذمة‬
‫وإذا ت عقد الذمة ترتب عليه حرمة قتالم‪ ,‬والفاظ على أموالم‪ ,‬وصيانة أعراضهم‪,‬‬
‫وكفالة حرياتم‪ ,‬والكف عن أذاهم‪ ,‬لا روي عن علي رضي ال عنه أنه قال ‪ :‬إنا بذلواالزية‬
‫لتكون دمائهم كدمائنا‪ ,‬وأموالم كأموالنا ‪ .‬والقاعدة العامة الت رأها الفقهاء ‪ :‬أن لم ما لنا‬
‫وعليهم ما علينا‬
‫الحكام الت ترى على أهل الذمة‪.‬‬
‫وتري أحكام السلم على أهل الذمة ف ناحيتي ‪:‬‬
‫الناح ية الول ‪ :‬العاملت الال ية ‪ ,‬فل يوزل م أن يت صرفوا ت صرفا ليت فق مع تعال يم‬
‫السلم‪ ,‬كعقد الربا وغيه من العقود الحرمة‪.‬‬
‫الناح ية الثان ية ‪ :‬العقوبات القررة فيق تص من هم وتقام الدود علي هم م ت فعلوا ي ب‬
‫‪18‬‬
‫ذلك‪ .‬وقد ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم رجم يهوديي زنيا بعد إحصانما‪ .‬أما‬
‫ما يتصل بالشعائر الدينية من عقائد وعبادات وما يتصل بالسرى من زواج وطلق‪,‬‬
‫فلهم فيها الرية الطلقة‪ ,‬تبعا للقاعدة الفقهية القررة ( إتركوهم وما يدينون )‪ .‬وإن‬
‫تاكموا إلينا فلنا أن نكم لم بقتضى السلم أو نرخص ذلك‬
‫يقول ال تعال ‪ ...... :‬سصاعون للكذب أكالون للسصحت فإن جاءوك فاحكصم‬
‫بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم‬
‫بالقسط إن ال يب القسطي (الائدة ‪)42:‬‬

‫الزية‬
‫الزية مشتقة من الزاء‪ ،‬وهي‪ " :‬مبلغ من الال يوضع على من دخل ف ذمة‬
‫السلمي وعهدهم من أهل الكتاب "‪.‬‬
‫والصل ف مشروعيتها قول ال تعال‪ " :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول‬
‫باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الق من الذين أوتوا‬
‫الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون "‬
‫وروى البخاري والترمذي عن عبد الرحن بن عوف‪.‬أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أخذ الزية من موس هجر‬
‫وروى الترمذي أن النب صلى ال عليه وسلم أخذها من موس البحرين‪،‬‬
‫وأخذها عمر رضي ال عنه من فارس‪ ،‬وأخذها عثمان من الفرس أو الببر‪.‬‬
‫والكمة ف أخذ الزية ‪ :‬أن السلم قد فرض الزية على الذميي ف مقابل فرض‬
‫الزكاة على السلمي‪ ،‬حت يتساوى الفريقان‪ ،‬لن السلمي والذميي يستظلون براية‬
‫واحدة‪ ،‬ويتمتعون بميع القوق وينتفعون برافق الدولة بنسبة واحدة‪ ،‬ولذلك أوجب‬
‫ال الزية للمسلمي نظي قيامهم بالدفاع عن الذميي وحايتهم ف البلد السلمية‬
‫الت يقيمون فيها‪ :‬ولذا تب ‪ -‬بعد دفعها ‪ -‬حايتهم والحافظة عليهم‪ ،‬ودفع من‬
‫قصدهم بأذى‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫من تؤخذ منهم‪ :‬وتؤخذ الزية من كل المم‪ ،‬سواء أكانوا كتابيي أم موسا‬
‫أم غيهم‪ ،‬وسواء أكانوا عربا أم عجما ‪ .‬وقد ثبت بالقرآن الكري أنا تؤخذ من‬
‫الكتابيي كما ثبت بالسنة أنا تؤخذ من الجوس‪ ،‬ومن عداهم يلحق بم‪.‬‬
‫الغنائم‬
‫الغنائم‪ :‬جع غنيمة‪ ،‬وهي ف اللغة ما يناله النسان بسعي‪ ،‬يقول الشاعر‪ :‬وقد‬
‫طوفت ف الفاق حت ‪ -‬رضيت من الغنيمة بالياب وف الشرع‪ :‬هي الال الأخوذ‬
‫من أعداء السلم عن طريق الرب والقتال‪ ،‬وتشمل النواع التية‪:‬‬
‫‪ - 1‬الموال النقولة‪.‬‬
‫‪ - 2‬السرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬الرض‪.‬‬
‫وتسمى النفال ‪ -‬جع نفل ‪ -‬لنا زيادة ف أموال السلمي‪ ،‬وكانت قبائل‬
‫العرب ف الاهلية قبل السلم إذا حاربت وانتصر بعضها على بعض أخذت الغنيمة‬
‫ووزعتها على الحاربي‪ ،‬وجعلت منها نصيبا كبيا للرئيس‪ .‬وقد أحل ال الغنائم لذه‬
‫المة‪ :‬فيشد ال سبحانه إل حل أخذ هذه الموال بقوله‪ " :‬فكلوا ما غنمتم حلل‬
‫طيبا واتقوا ال إن ال غفور ريم " (النفال ‪)69:‬‬
‫روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد ال‪ :‬أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪ " :‬أعطيت خسا ل يعطهن نب قبلي‪:‬‬
‫نصرت بالرعب مسية شهر‪ .‬وجعلت ل الرض مسجدا وطهورا‪ ،‬فأيا‬
‫رجل من أمت أدركته الصلة‪ ،‬فليصل‪ .‬وأحلت ل الغنائم‪ ،‬ول تل لحد قبلي‪.‬‬
‫وأعطيت الشفاعة‪ .‬وبعثت إل الناس عامة "‪.‬‬
‫وأما كيفية تقسيم الغنائم‪ :‬وقد بي ال سبحانه وتعال كيفية تقسيم الغنائم‪،‬‬
‫فقال‪ " :‬واعلموا أنا غنمتم من شئ فإن ل خسه وللرسول ولذي القرب واليتامى‬
‫والساكي وابن السبيل إن كنتم آمنتم بال وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى‬

‫‪20‬‬
‫المعان وال على كل شئ قدير " (النفال ‪)41:‬‬
‫فالية الكرية نصت على المس يصرف على الصارف الت ذكرها ال‬
‫سبحانه وتعال‪ ،‬وهي‪ :‬ال ورسوله‪ ،‬وذو القرب‪ ،‬واليتامى‪ ،‬والساكي‪ ،‬وابن السبيل‪،‬‬
‫وذكر ال هنا تبكا‪.‬‬
‫فسهم ال ورسوله مصرفه مصرف الفئ‪ ،‬فينفق منه على الفقراء‪ ،‬وف‬
‫السلح‪ ،‬والهاد‪ ،‬ونو ذلك من الصال العامة‪.‬‬
‫روى أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬عن عمرو بن عبسة قال‪ " :‬صلى بنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل بعي من الغنم‪ ،‬ولا سلم أخذ وبرة من جنب البعي‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫" ل يل ل من غنائكم مثل هذا إل المس‪ ،‬والمس مردود فيكم "‪.‬أي ينفق منه‬
‫على الفقراء‪ ،‬وف السلح‪ ،‬والهاد‪.‬‬
‫الفيء‬
‫الفئ مأخوذ من فاء يفئ إذا رجع‪ ،‬وهو الال الذي أخذه السلمون من‬
‫أعدائهم دون قتال‪.‬‬
‫وهو الذي ذكره ال سبحانه ف قوله‪ " :‬وما أفاء ال على رسوله‬
‫منهم فما أوجفتم عليه من خيل ول ركاب ولكن ال يسلط رسله على من‬
‫يشاء وال على على شئ قدير ‪ -‬ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى فلله‬
‫وللرسول ولذي القرب واليتامى والساكي وابن السبيل كي ل يكون دولة‬
‫بي الغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه‪ .‬وما ناكم عنه فانتهوا واتقوا ال‬
‫إن ال شديد العقاب ‪ -‬للفقراء الهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالم يبتغون‬
‫فضل من ال ورضوانا وينصرون ال ورسوله أولئك هم الصادقون ‪ -‬والذين تبوءوا‬
‫الدار واليان من قبلهم يبون من هاجر إليهم ول يدون ف صدورهم حاجة ما‬
‫أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم‬
‫الفلحون ‪ -‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولخواننا الذين سبقونا‬
‫‪21‬‬
‫باليان ول تعل ف قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " (الشر ‪-6 :‬‬
‫‪)10‬‬
‫تقسيمه‪:‬‬
‫قال القرطب‪ :‬قال مالك‪ " :‬هو موكول إل نظر المام واجتهاده‪ ،‬فيأخذ منه‬
‫من غي تقدير‪ ،‬ويعطي منه القرابة باجتهاده‪ ،‬ويصرف الباقي ف مصال السلمي‪ ،‬وبه‬
‫قال اللفاء الربعة‪ ،‬وبه عملوا‪ ،‬وعليه يدل قوله صلى ال عليه وسلم‪ " :‬مال ما أفاء‬
‫ال عليكم إل المس‪ ،‬والمس مردود عليكم "‪.‬‬
‫فإنه ل يقسمه أخاسا ول أثلثا‪ ،‬وإنا ذكر ف الية من ذكر على وجه التنبيه عليهم‪،‬‬
‫لنم أهم من يدفع إليه‪.‬‬
‫قال‪ :‬الزجاج متجا لالك‪ :‬قال ال عزوجل‪ " :‬يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من‬
‫خي فللوالدين والقربي والتيامى والساكي وابن السبيل "‬

‫عقد المان‬
‫إذا طلب المان أي فرد من العداء الحاربي قبل منه‪ ،‬وصار بذلك آمنا‪ ،‬ل‬
‫يوز العتداء عليه بأي وجه من الوجوه‪.‬‬
‫يقول ال سبحانه‪ " :‬وإن أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع‬
‫كلم ال‪ ،‬ث أبلغه مأمنه ذلك بأنم قوم ل يعلمون " (التوبة ‪)6:‬‬
‫وإذا تقرر المان‪ ،‬وأقر من الاكم أو اليش‪ ،‬صار الؤمن من أهل الذمة‪،‬‬
‫وأصبح له ما للمسلمي وعليه ما عليهم‪.‬‬
‫ول يوز إلغاء أمانه إل إذا ثبت أنه أراد أن يستغل هذا الق ف إيقاع الضرر‬
‫بالسلمي‪ ،‬كأن يكون جاسوسا لقومه‪ ،‬وعينا على السلمي‪.‬‬
‫الستأمن‬
‫تعريفه‪ :‬الستأمن هو الرب الذي دخل دار السلم بأمان دون نية‬
‫الستيطان با والقامة فيها بصفة مستمرة‪ ،‬بل يكون قصده إقامة مدة معلومة‪ ،‬ل تزيد‬
‫‪22‬‬
‫على سنة‪ ،‬فإن تاوزها‪ ،‬وقصد القامة بصفة دائمة‪ ،‬فإنه يتحول إل ذمي ويكون له‬
‫حكم الذمي ف تبعيته للدولة السلمية‪ ،‬ويتبع الستأمن ف المان‪ ،‬ويلحق به زوجته‬
‫وأبناؤه الذكور القاصرون‪ ،‬والبنات جيعا‪ ،‬والم‪ ،‬والدات‪ ،‬والدم‪ ،‬ماداموا عائشي‬
‫مع الرب الذي أعطي المان‪.‬‬
‫وأصل هذا قول ال سبحانه وتعال‪ " :‬وإن أحد من الشركي استجارك‬
‫فأجره حت يسمع كلم ال ث أبلغه مأمنة " (التوبة ‪)6:‬‬
‫وإذا دخل الرب دار السلم بأمان‪ ،‬كان له حق الحافظة على نفسه وماله‬
‫وسائر حقوقه ومصاله‪ ،‬مادام مستمسكا بعقد المان‪ ،‬ول ينحرف عنه‪.‬‬
‫ول يل تقييد حريته‪ ،‬ول القبض عليه مطلقا‪ ،‬سواء قصد به السر‪ ،‬أو قصد‬
‫به العتقال‪ ،‬لجرد أنم رعايا العداء أو لجرد قيام حالة الرب بيننا وبينهم‪.‬‬
‫قال السرخسي‪ " :‬أموالم صارت مضمونة بكم المان‪ ،‬فل يكن أخذها‬
‫بكم الباحة " وحت إذا عاد إل دار الرب فإنه يبطل المان بالنسبة لنفسه‪ ،‬ويبقى‬
‫بالنسبة لاله‪.‬‬
‫الواجب عليه‬
‫وعليه الحافظة على المن والنظام العام‪ ،‬وعدم الروج عليهما‪ ،‬بأن يكون‬
‫عينا‪ ،‬أو جاسوسا‪ ،‬فإن تسس على السلمي لساب العداء حل قتله إذ ذاك‪.‬‬
‫تطبيق حكم السلم عليه‪:‬‬
‫تطبق على الستأمن القواني السلمية بالنسبة للمعاملت الالية‪ ،‬فيعقد عقد‬
‫البيع وغيه من العقود حسب النظام السلمي‪ ،‬وينع من التعامل بالربا‪ ،‬لن ذلك‬
‫مرم ف السلم‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للعقوبات‪ ،‬فإنه يعاقب بقتضى الشريعة السلمية إذا اعتدى‬
‫على حق مسلم‪ .‬وكذلك إذا كان العتداء على ذمي‪ ،‬أو مستأمن مثله لن إنصاف‬
‫الظلوم من الظال وإقامة العدل من الواجبات الت ل يل التساهل فيها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وإذا كان العتداء على حق من حقوق ال مثل اقتراف جرية الزنا فإنه‬
.‫ لن هذه جرية من الرائم الت تفسد الجتمع السلمي‬،‫يعاقب كما يعاقب السلم‬

‫الباب الثالث‬
‫القواعد الفقهية‬

Standar Kompetensi Memahami kaidah-kaidah usul fikih


1.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah amar
dan nahi
2.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah ’am
dan khas
3.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah
mujmal dan mubayyan
4.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah
muradhif dan musytarak
Kompetensi Dasar
5.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah
muthlaq muqayyad
6.Menjelaskan pengertian dan penerapan zahir dan
ta’wil
7.Menjelaskan pengertian dan penerapan kaidah
manthuq dan mafhum
8.Menjelaskan pengertian dan penerapan nasikh dan
mansuk

‫ المر والنهي‬.1
‫تعريف المر‬
‫ أي أن ال مر يكون أعلى من‬, ‫ال مر هو طلب الف عل على و جه ال ستعلء‬
‫ والمصر يالف الدعاء واللتماس لن‬,‫ فالمصر يكون مصن العلى إل الدنص‬,‫الأمور‬
‫ واللتماس طلب الساوي من مساويه‬, ‫الدعاء طلب لدن إل العلى‬
24
‫صيغة المر‬
‫ويكون المر بصيغة ‪:‬‬
‫‪( .1‬افْعصل) أو لِتفعصل ‪ ,‬مثصل قوله‬
‫تعال‪ :‬واركعوا مع الراكعي‪.‬‬
‫‪ .2‬أومصا يرى مراهاص‪ ,‬مثصل قوله‬
‫تعال‪ :‬والطلقات يتربصصصصن‬
‫بأنفسصهن ثلثصة قروء ) البقرة ‪:‬‬
‫‪)228‬‬
‫‪ .3‬التعصبي بادة المصر ‪,‬مثصل قوله‬
‫تعال ‪ :‬إن ال يأمركصصصم أن‬
‫تؤدوا المانات إل أهلهصا) ‪...‬‬
‫النساء ‪( 58‬‬
‫صصصل على‬ ‫‪ .4‬والخبار بأن الفعص‬
‫الكلف ‪ ,‬كما ف قوله تعال‪ :‬و‬
‫ل على الناس حصج البيصت مصن‬
‫اسصتطاع إليصه سصبيل ‪ ,‬وكذا‬
‫و صف الف عل بأ نه خ ي أو بر‪,‬‬
‫كما ف قوله تعال‪ :‬قل إصلح‬
‫لم خي‬
‫دللة صيغة المر‬
‫اختلف العلماء ف دللة صيغة ال مر ‪ ,‬فق يل أن ا مشترك لف ظي ب ي الياب‬
‫والندب والباحة‪ ,‬وقيل إنا مشترك بي هذه الشياء الثلثة‪ ,‬وقيل إنا مشترك لفظي‬
‫بي الياب والندب فقط‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫جهور العلماء يقولون ‪ :‬إن صصيغة المصر الجردة عصن قرينصة تعيص الراد منهصا‪,‬‬
‫وهي تفيد وجوب الأمور به وطلبه طلبا جازما‪ ,‬واستدل المهور على ذلك با يأتى‬
‫‪:‬‬
‫‪ .1‬لنمص وجدوا أن التبادر مصن‬
‫صصيغة المصر رجحان مصن‬
‫جانصب الفعصل على جانصب‬
‫الترك‪ ,‬ولاص كان الكلم فص‬
‫صيغة المر موجهة من الالق‬
‫إل الخلوق كان هذا يفيصصد‬
‫وجوب المتثال‬
‫صصصمى‬ ‫‪ .2‬إن تارك الأمور يسص‬
‫عاصيا‪ ,‬لقوله تعال‪ :‬أفعصيت‬
‫أمري ‪ ,‬وقوله تعال‪:‬‬
‫ليعصصون مصا أمرهصم ‪,‬وأن‬
‫العاصصي يسصتحق النار‪ ,‬لقوله‬
‫تعال‪ :‬ومن يعص ال ورسوله‬
‫فإن له نار جهنم خالدين فيها‬
‫صص ‪ .)23:‬فهذه‬ ‫أبدا ) النص‬
‫اليات تدل على أن تارك‬
‫الأموربصه يسصتحق العذاب‪,‬‬
‫واسصتحقاق العذاب على ترك‬
‫الأمور به دل يل على وجو به‪,‬‬
‫إذ أن غيص الواجصب ل عذاب‬

‫‪26‬‬
‫على تركه بل خلف‪.‬‬
‫‪ .3‬إن ال تعال قال ‪:‬‬
‫فليحذرالذيصن يالفون عصن‬
‫أمره أن تصصصيبهم فتنصصة أو‬
‫يصصيبهم عذاب أليصم ) النور‪:‬‬
‫‪ ,)93‬ف قد هدد ال الخالف ي‬
‫بالفتنصة فص الدنيصا والعذاب‬
‫الليصم فص الخية‪ ,‬وليكون‬
‫صصد مكان إل إذاكان‬ ‫للتهديص‬
‫هناك طلب حتمصي فص هذا‬
‫المر‬
‫‪ .4‬إن ال تعال ذم الذين يؤمرون‬
‫بالصصلة ول يصصلون حيصث‬
‫قال تعال‪ :‬وإذا قيصصل لمصص‬
‫اركعوا ل يركعون ‪ .‬فدل‬
‫ذلك على أ صل ال مر للطلب‬
‫التمي‬
‫وقد يدل المر بقرائن على أوجه متلفة ‪ ,‬هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬البا حة ‪ ,‬ك ما ف قوله تعال‬
‫‪:‬وكلواوشربوا ‪ .‬فإن القرينصة‬
‫الدالة على الباحصة هصي أن‬
‫الكصل والشرب مصن المور‬
‫الت ل يستغن عنها النسان‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .2‬الندب ‪ ,‬كمصا فص قوله تعال‪:‬‬
‫فكاتبوهصم إن علمتصم فيهصم‬
‫خيا ) فإن الذي صرف المر‬
‫إل الندب ‪ :‬أن الالك حصصر‬
‫التصصرف فيمصا يلك فل يبص‬
‫على تصرف معي ف ملكه‬
‫‪ .3‬التهديصد‪ ,‬كمصا قال فص قوله‬
‫تعال‪ :‬إعملواما شئتم‬
‫‪ .4‬التأديصب ‪ ,‬كقوله صصلى ال‬
‫عل يه و سلم ل بن عباس‪ :‬كل‬
‫ما يليك‬
‫‪ .5‬التعج يز‪ ,‬ك ما ف قوله تعال‪:‬‬
‫فإن ل تفعلوا ولن تفعلوا فأتوا‬
‫بسورة من مثله‪.‬‬
‫‪ .6‬الدعاء كمصا فص قوله تعال‪:‬‬
‫رب اغفر ل ولوالدي ‪.‬‬
‫‪ .7‬للتكر ي‪ ,‬ك ما ف قوله تعال‪:‬‬
‫أدخلوها بسلم أمني‬
‫هذا وقد يفيد المر أمره بوقت معي‪ ,‬وحينئذ يكون المر مؤقتا بذلك الوقت‪,‬‬
‫ومقتضاه أن يفوت أداء الأمور به إذا ل يؤد ف الوقت العي لدائه‪ ,‬مثل ‪ :‬أفعل هذه‬
‫الفعل غدا‪ ,‬فإن كان الوقت موسعا فيمكن التأخي إل الزء الخي من الوقت‪ ,‬وذلك‬
‫كال صلوات الفرو ضة‪ .‬فإن ل ي فد ال مر بو قت مع ي كال مر بالكفارة وقضاء مافات‬
‫من رمضان فالصحيح أنه يوز تأخي الأموربه على وجه ليترتب عليه فوات الداء‪,‬‬

‫‪28‬‬
‫والحوط البادرة إل الف عل‪ .‬و من ال ي أن يبئ ذم ته فإن الن سان ل يأ من أن ي تد‬
‫أجله حت يؤدي ما وجب عليه‬
‫دللة المر بعد الظر‬
‫إختلف العلماء ف دللة ال مر ب عد ال ظر‪ ,‬فذ هب الب عض إل أ نه للوجوب‬
‫كغيه من الوامر لعموم الدلة على الوجوب‬
‫وأكثر العلماء يقولون أنه للباحة‪ ,‬كماف قوله تعال‪(:‬وإذاحللتم فاصطادوا )‬
‫بعد قوله ( غي ملي الصيد وأنتم حرم‪ ),‬وكما ف قوله صلى ال عليه وسلم ‪( :‬كنت‬
‫نيتكم عن إدخار لوم الضاحي من أجل الدافة الت دفت‪ ,‬فكلواوادخروا‪ ),‬فيكون‬
‫المربعد الظر يفيد الباحة‪ ,‬لن المر يكون ناسخا للحظر السابق‪ ,‬وأن ميئ المر‬
‫بعد الظر يكون دال على أن ذلك الفعل مأذونا فيه‪.‬‬
‫تعريف النهى‬
‫النهي هو طلب الكف عن الفعل على سبيل الستعلء‪ .‬والنهي طلب الكف‬
‫التمي ‪ ,‬لن العرف الشرعى على أن من يترك النهي عنه يكون طائعا مدوحا‪ ,‬ومن‬
‫فعله ي عد عا صيا مذمو ما‪ .‬ف من ترك الز نا ي عد متثل طائ عا مدو حا‪ ,‬و من فعله ي عد‬
‫عاصيا مذموما‪ .‬ول قد نص القرآن على وجوب النتهاء عند النهي‪ ,‬فقال(وما ناكم‬
‫عنه فانتهوا) الشر ‪7 :‬‬
‫صيغة النهى‬
‫‪ .)1‬ل تفعل‬
‫مثل قوله تعال‪ :‬لتقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق ) النعام ‪(,151 :‬‬
‫وقوله تعال‪ (:‬ول تنكحوا الشركات حتص يؤمصن ) البقرة ‪ (,221‬أو مصا يري‬
‫مراها كالمل البية الستعملة للنهي ‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬حرمت عليكم اليتة‬
‫والدم ول م الن ير ) البقرة ‪ ( ,73 :‬وقوله تعال ‪ :‬ولي ل ل كم أن تأخذوام ا‬
‫أتيتموهن شيئا ) البقرة ‪)229 :‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ .)2‬مادة النهي‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬وينهى عن الفحشاء والنكر والبغي النحل ‪.221:‬‬
‫‪ .)3‬مادة التحر ي‪ ,‬م ثل قوله تعال ‪ :‬إناحرم ر ب الفوا حش ماظ هر من ها وماب طن )‬
‫العراف‪)23 :‬‬
‫‪ .)4‬صيغة ال مر الدالة على الترك‪ ,‬م ثل قوله تعال ‪ :‬وذرواالب يع ) الم عة‪ )9 :‬وقوله‬
‫تعال ‪:‬فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور ) الج ‪)30:‬‬
‫‪ .)5‬نفي الفعل ‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬فلعدوان العلى الظالي ) البقرة ‪)192:‬‬
‫دللة صيغة النهي‬
‫وردت صيغة النهي ف لسان العرب مستعملة ف عدة معان‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬للتحري‪,‬مثل قوله تعال‪ :‬ول تنكحوا الشركات حت يؤمن ) البقرة‪221:‬‬
‫‪ .2‬للكرا هة ‪ ,‬م ثل قوله تعال ‪ :‬ياأي ها الذ ين أمنوا لترموا طيبات ماأ حل ال ل كم )‬
‫الائدة‪)87:‬‬
‫‪.3‬للرشاد‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) الائدة‪)102:‬‬
‫‪ .4‬للدعاء ‪ ,‬كقوله تعال‪ :‬ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) البقرة ‪)286:‬‬
‫ولذا اختلف العلماء ف موجب صيغة النهي‪ ,‬ومذهب المهور ‪ :‬إن موجب‬
‫الن هي هو تر ي النهي ع نه ‪ ,‬فليدل على غيه إلبقري نة‪ .‬وقال الب عض ‪ :‬إ نه للكر هة‬
‫حقيقة‪ ,‬وقيل أنه مشترك ف التحري والكراهة‬

‫دللة النهى على التكرار والفورية‬


‫لخلف بيص العلماء فص كون النهصي يدل على التكرار والفور‪ ,‬لن تكرار‬
‫الكف عن الفعل هو مقتضى النهي‪ ,‬وليتحقق المتثال بدونه كمال يتحقق إجتناب‬
‫النهي عنه ال بترك النهي عنه ضرورية لتحقق المتثال‪ ,‬لن النهي عن الفعل إناهو‬
‫البتعاد عنصه وعدم التيان بصه ننبصا لاص اشتمصل عليصه الفعصل مصن فاسصد‪ ,‬ول يتحقصق‬
‫هذالتجنب ال إذا كف الكلف عن الفعل ف الال و من صدور النهي‬

‫‪ .2‬العام والاص‬
‫‪30‬‬
‫تعريف العام ومثاله‬ ‫‪-‬‬ ‫‪I‬‬

‫العام هو الل فظ الدال على أفراد كثي ين غ ي م صورين ال ستغرق لم يع ما‬


‫يصلح له بوضع واحد‪ ,‬مثل الرجال‪ ,‬لنه يدل على استغراق كل مايصلح له اللفظ‬
‫من حيث الوضع‬

‫الفرق بي اللفظ العام ولفظ الشترك‬


‫التقي يد ( بو ضع وا حد ) ليخرج الل فظ الشترك لن ل فظ الشترك يدل على‬
‫أك ثر من مع ن وا حد بأو ضع متل فة‪ ,‬م ثل ل فظ ع ي‪ ,‬فإ نه يدل على الذات وعلى‬
‫الباصرة وعلى الارية ولكنه يدل على ذلك بأوضع متلفة على سبيل التبادل‬
‫ألفاظ العموم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪II‬‬

‫العموم إما أن يكون م ستفادا من اللفظ بوض عه له من غ ي احتياج إل قري نة‬


‫وإما أن يكون العموم مستفادا من اللفظ بالقرينة‬
‫فالنوع الول له ألفاظ تدل على العموم بوضعها له‪ ,‬وهي ‪:‬‬
‫‪ .)1‬أي أستفهامية‪ ,‬كقولك ‪ :‬أي الرجال جاءوا ؟ وأي الثياب إشتريت ؟‬
‫‪ .)2‬كل‪ ,‬كقوله تعال ‪ ( :‬كل نفس ذائقة الوت ) ‪ ,‬وقوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )‬
‫‪ .)3‬الذي‪ ,‬كقولك ‪ :‬الذي يسن إل الساكن ينال ثواب ال‬
‫‪ .)4‬الت ‪ ,‬كقولك ‪ :‬الت ترعى أسرتا تستحق الثناء‬
‫‪ .)5‬سائر ‪ ,‬كقولك ‪ :‬سائر الطلب مدون ف أداء واجباتم‬
‫‪ .)6‬من إستفهامية ‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬من فعل هذا بألتنا يا إبراهيم ؟‬
‫‪ .)7‬ما الشرطية ‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬وما تفعلوا من خي فإن ال به عليم‬
‫‪ .)8‬أ ين‪ ,‬أن‪ ,‬وحيثما ف المك نة‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬أينما تكونوا يدرك كم الوت )‪,‬‬
‫وقوله تعال (يامريص أنص لك هذا ؟ )‪ ,‬وقوله تعال ‪ ( :‬وحيثمصا كنتصم فولوا‬
‫‪31‬‬
‫وجوهكم شطره‬
‫‪ .)9‬مت ف الزمنة ‪ ,‬كقولك ‪ :‬مت ترج أخرج‬
‫‪ .)10‬من الشرطية ‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬من عمل صالا فلنفسه ومن أساء فعليها‬
‫وأما النوع الثان هو ما استفيد العموم من اللفظ بواسطة القرينة‪ ,‬وهي ‪:‬‬
‫‪ .)1‬المع الحل بص ) الص)‪ ,‬كقوله‪ :‬الرجال قوامون على النساء‬
‫‪ .)2‬الضاف‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬وإن تعدوا نعمة ال لتصوها‬
‫‪ .)3‬إ سم ال نس ال حل ب ص(ال ص) ‪ (,‬كقوله تعال ‪ ( :‬الزان ية والزا ن فاجلدوا كل‬
‫واحدة مائة جلدة‬
‫‪ .)4‬النكرة إذا وق عت ب عد أداة ن في‪ ,‬كقولك ‪ :‬لر جل ف الدار‪ ,‬وقولك ‪ :‬ما قام‬
‫احد‬
‫ج‪-‬العمل بالعام‬
‫أجعص العلماء أنصه ل يوز البادرة إل الكصم بالعموم قبصل البحصث عصن أدلة‬
‫التخصيص‪ ,‬لن العموم دليل بشرط انتفاء الخصص وبالشرط بعد ل يظهر‬
‫ثص اختلف العلماء فص مقدارمصا يبص على الجتهصد مصن ذلك البحصث عصن‬
‫الخصصص‪ .‬رأى بعصض العلماء ‪ :‬وهذا يكون ظاهرا فص دللتصه على العموم إل أن‬
‫يظهر دليل يصصه ويبي أن الراد به بعض الفراد‬
‫‪-VIII‬تعريف الاص ومثاله‬
‫الاص هصو لفصظ وضصع لعنص واحصد معلوم على النفراد‪ .‬وقصد يكون اللفصظ‬
‫الوضوع لعن واحد موضوعا لشخص معي كأساء العلم ‪,‬مثل ‪ :‬ممد ‪ ,‬وزيد‪,‬‬
‫وعلي‪ ,‬وب كر‪ .‬و قد يكون موضو عا للج نس ‪ ,‬م ثل ‪ :‬إن سان وحيوان ونبات‪ ,‬و قد‬
‫يكون موضوعا للنوع‪ ,‬مثل ‪ :‬رجل وبقر وغنم‪ .‬ويعد من الاص اللفظ الذي وضع‬
‫لع ن متعدد م صور بدللة ن فس الل فظ م ثل أ ساء العدد‪ ,‬ن و ‪ :‬ثل ثة وعشرة ومائة‬
‫وألف ونوها‬

‫‪32‬‬
‫‪-XXVI‬تصيص العام‬
‫تصيص العام هو صرف اللفظ من عمومه‪ ,‬وإخراج بعض ما كان داخل ف‬
‫العموم‪ ,‬وق صره على ب عض أفراده‪ ,‬ب يث ل يتعلق ال كم الذي تضم نه ل فظ العام إل‬
‫با بقي من أفراده بعد تصيصه‬
‫فالتخصيص العام يراد به عند المهور هو ‪ :‬بيان أن الراد بالعام بعض أفراده‬
‫لفرق بي أن يكون البيان متصل بالبي أو منفصل منه‬
‫‪-XXVII‬أنواع الخصص‬
‫فالخصص قسمان وها ‪ :‬الخصص التصل والخصص النفصل‬
‫الول ‪ :‬فالخصصص التصصل هصو‪ :‬الخصصص الذي ل يسصتقل بنفسصه بصل يتعلق معناه‬
‫باللفظ الذي قبله‪ .‬والخصص التصل منحصر ف خسة ‪:‬‬
‫‪ .)1‬السصتثناء بإل أو إحدى أخواتاص‪ ,‬مثصل قولك ‪ :‬قام القوم إل زيدا‪ ,‬وحضصر‬
‫الدعون سوى م مد‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬والع صر إن الن سان ل في خ سر إل الذ ين‬
‫أمنوا وعملواالصالات‬
‫‪ .)2‬الشرط بإن‪ ,‬مثل قولك ‪ :‬أكرم العلماء إن جاؤوك‪ ,‬وأنت طالق إن دخلت دار‬
‫فلن‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬وبعولتهن أحق بردهن ف ذلك إن أرادوا إصلحا‬
‫‪ .)3‬الغايصة بإل أومصا يفيصد معناهصا‪ ,‬مثصل قولك ‪ :‬بعتصك مصن هذه الشجرة إل هذه‬
‫الشجرة‪ ,‬وأكلت السصمك حتص رأسصها‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬ثص أتصصمواالصيام إل‬
‫الليل‪ .‬وقوله تعال ‪ :‬ول تقربوهن حت يطهرن‬
‫‪ .)4‬الصصفة‪ ,‬مثصل قولك ‪ :‬جأنص رجصل غنص‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬ومصن قتصل مؤمناخطصأ‬
‫فتحرير رقبة مؤمنة‬
‫‪ .)5‬بدل الب عض ‪ ,‬م ثل قولك ‪ :‬جأ ن القوم أكثر هم‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬ول على الناس‬
‫حج الب يت من ا ستطاع إل يه سبيل‪ ,‬وقوله تعال ‪ :‬ث عموا و صموا كثيامن هم‬
‫وال بصيبا يعملون‬

‫‪33‬‬
‫الثانن ‪:‬الخصصص النفصصل هصو الذي يسصتقل بنفسصه‪ ,‬أي أن هذا الكلم تام بنفسصه‪.‬‬
‫والخصص النفصل أنواع ‪ :‬منها ‪:‬‬
‫‪ .)1‬تصيص الكتاب بالكتاب‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬والطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة‬
‫قروء ) البقرة ‪ ,)228:‬وهذه ال ية ت عم الوا مل وغي هن‪ ,‬ف خص م نه أولت‬
‫الحال بقوله تعال ‪ :‬وأولت الحال أجلهن أن يضعن حلهن ) الطلق‪)4:‬‬
‫‪ .)2‬تصيص الكتاب بالسنة ‪,‬مثل قوله تعال ‪ :‬يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل‬
‫حظ النثي ي ) الن ساء ‪ ,)10:‬و هو شا مل الولد ال سلم والكا فر‪ ,‬و خص م نه‬
‫بقوله صلى ال عل يه و سلم ‪ :‬ليرث ال سلم الكا فر ول الكا فر ال سلم‪ .‬وقوله‬
‫تعال ‪ :‬حرمت عليكم اليتة ‪ .‬خصص بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عن البحر‬
‫هوالطهور ماؤه الل ميتته‬
‫‪ .)3‬ت صيص ال سنة بالكتاب‪ ,‬م ثل قوله صلى ال عل يه و سلم ‪ :‬ليق بل ال صلة‬
‫أحدكم إذا أحدث حت يتوضأ ‪ .‬هذاالديث خصص بقوله تعال ‪ :‬وإن كنتم‬
‫مرضي أوعلى سفر فلم تدوا ماء فتيمموا صعيد طيبا‪.‬‬
‫‪ .)4‬ت صيص ال سنة بال سنة‪ ,‬م ثل قوله صلى ال عل يه و سلم ‪ :‬في ما سقت ال سماء‬
‫العشر‪ ,‬وهذا الديث خص بقوله صلى ال عليه وسلم‪ :‬ليس فيما دون خسة‬
‫أوسوق صدقة‬

‫‪ .3‬الجمل والبي‬
‫‪ o‬تعريف الجمل‬
‫الجمل هو اللفظ الذي خفي الراد منه‪ ,‬بيث ل يكن إدراكه إل ببيان من‬
‫التكلم به‬
‫‪ o‬سبب الجال‬
‫الشتراك مع عدم القرينة‪ ,‬فاللفظ الشترك الذي تعذر ترجيح أحد معانيه لعدم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪I‬‬

‫‪34‬‬
‫قرينصة تعيص الراد يكون ممل‪ ,‬مثصل القرء للطهصر واليصض‪ ,‬والناهصل للعطشان‬
‫والريان‬
‫أن يكون بتصريفه‪ ,‬مثل قال من القول والقيلولة‪ ,‬ومتار للفاعل والفعول‪ ,‬ومنه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪II‬‬

‫قوله تعال ‪ :‬ل تضار والدة بولدهصصا ) البقرة ‪ )232:‬وقوله تعال‪ :‬ول تضار‬
‫كاتب ول شاهد ) البقرة ‪)282:‬‬
‫ن قل الشارع الل فظ من الع ن اللغوي إل الع ن ال صطلحي الشر عى‪ ,‬كل فظ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪V‬‬

‫ال صلة وال صوم والزكاة وال ج والر با وغي ها من اللفاظ الذي نقل ها الشارع‬
‫من معانيها اللغوية واستعملها ف معان شرعية ل يكن إدراكها بواسطة اللغة‪,‬‬
‫ث جاءت السنة الفعلية والقولية بيانا بيانا تفصيليا‬
‫‪ o‬حكم الجمل‬
‫حكم الجمل التوقف ف تعيي الراد حت يأت البيان من الشارع الذي يعي‬
‫ذلك العن‪ .‬فإذا بي الجمل فقد يكون البيان بيانا وافيا قطعيا‪ ,‬وقديكون البيان بيانا‬
‫وافيا ظنيا ‪ ,‬وقد يكون البيان غي ذلك‬
‫فإذا كان البيان وافيصا بدليصل قطعصي‪ ,‬التحصق الجمصل بالفسصر‬ ‫‪.‬‬‫‪I‬‬

‫وأخذحكمه‪ ,‬فيصي غي قابل لحتمال التأويل بعد هذا البيان‪ ,‬مثل‬


‫بيان الصصلة والزكاة والصصوم والجص‪ ,‬فقصد بينصت بالسصنة الفعليصة‬
‫والقولية لذه اللفاظ‬
‫وإذاكان البيان وافيصا بدليصل ظنص‪ ,‬التحصق الجمصل بالؤول وخرج مصن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪II‬‬

‫الجال إل احتمال التأويصل‪ ,‬فيحتاج البيان ال شيصئ مصن البحصث‬


‫والتأمل‪ ,‬مثل بيان مقدار ما يسح من الرأس ف قوله تعال‪ :‬وامسحوا‬
‫برؤو سكم ) ب ا روى أن الر سول صلى ال عل يه و سلم تو ضأ وم سح‬
‫ناصيته – مقدم رأسه‪ .‬فالديث البي للمسح الجمل ف الية حديث‬
‫ظن ل يقين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وإذا ل ي كن البيان واف يا‪ ,‬الت حق الج مل بالش كل‪ ,‬وانف تح باب الجتهاد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪V‬‬

‫لبيانه‪ ,‬لنه ل يبي الشارع ف العن‪ .‬فمقتضاه أن يترك أمر بيانه للمجتهد‪,‬‬
‫في صي حك مه ح كم الش كل ال سابق‪ ,‬و هو الطلب والب حث عن القرائن‬
‫للوقوف على العن الراد‪ .‬مثل لفظ الربا الوارد ف قوله تعال ‪ :‬وأحل ال‬
‫الب يع وحرم الر با‪ .‬فإ نه على رأي ب عض العلماء م مل و قد بي نه صلى ال‬
‫عليه وسلم بقوله ‪ :‬الذهب بالذهب‪ ,‬والفضة بالفضة‪ ,‬والب بالب‪ ,‬والشعي‬
‫بالشع ي‪ ,‬واللح باللح‪ ,‬والث مر بالث مر‪ ,‬مثل ب ثل‪ ,‬سواء ب سواء‪ ,‬يدا ب يد‪,‬‬
‫وإن اختلف هذه الوصاف فبيعوا كيف شئتم وإذا كان يدا بيد فلما كان‬
‫هذاالبيان غ ي واف انف تح باب الجتهاد لبيا نه‪ ,‬فذ هب كل فق يه إل رأي‬
‫وقول فيصه بناء على اختلفهصم فص علة الكصم‪ .‬فقال مالك ‪ :‬العلة أحصد‬
‫المرين‪ ,‬النقدية ف الذهب والفضة‪ ,‬والقتيات والدخار ف غيها‪ .‬وقال‬
‫الشافعصى ‪ :‬العلة إمصا النقديصة أو الطعوميصة‪ .‬وقال النيفيصة ‪ :‬العلة مموع‬
‫المرين‪ ,‬إتاد النس والقدر أوالتقدير بكيل أو وزن‪.‬‬
‫‪ o‬تعريف البيان‬
‫البيان هو إخراج الشيئ من حيز الشكال إل حيز التجلى‬
‫‪ o‬أنواع البيان‬
‫البيان بالقول‪ ,‬كقوله تعال فص صصوم التمتصع فصصيام‬ ‫‪.1‬‬
‫ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة‬
‫) البقرة‪)196:‬‬
‫البيان بالف عل‪ ,‬كبيان ال نب صلى ال عل يه و سلم ف‬ ‫‪.2‬‬
‫كيفية الصلة والج وغيها‬
‫البيان بالكتاب‪ ,‬كصبيان مقادر الزكاة وديصة العضاء‪,‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فإنه صلى ال عليه وسلم بينها بكتبه الشهورة‬
‫البيان بالشارة‪ ,‬كقوله صلى ال عل يه و سلم ‪ :‬الش هر‬ ‫‪.4‬‬
‫‪36‬‬
‫هكذا وهكذا وهكذا‪ ,‬يعنص ثلثيص يومصا‪ ,‬ثص أعاد‬
‫الشارة بأصابعه ثلث مرات وحبس إبامه ف الثالثة‪,‬‬
‫إشارة على أن الش هر قد يكون ت سعة وعشر ين‪ .‬رواه‬
‫البخاري‪ .‬وأيضا عن علي بن أب طالب ‪ :‬رأيت صلى‬
‫ال عليصه وسصلم أخصذ حريرا فجعله عصن يينصه و ذهبصا‬
‫فجعله عن يساره ث قال ‪ :‬إن هذين حرام على ذكور‬
‫أمت‪ .‬رواه أبو داود‬
‫البيان بالترك‪ ,‬كما روي عن جابر ‪ :‬كان أخر المرين‬ ‫‪.5‬‬
‫منه صلى ال عليه وسلم عدم الوضوء ما مسته النار‪.‬‬
‫رواه إبن حبان‬

‫‪ .4‬الرادف والشترك‬
‫‪ o‬تعريف الرادف ومثاله‬
‫اللفصظ الرادف هصو اللفصظ التعدد للمعنص الواحصد‪ ,‬مثصل ‪ :‬السصد والليصث‪,‬‬
‫والنطة والقمح‪ ,‬والدار والبيت‪ ,‬وجلس وقعد‬
‫‪ o‬حكم الرادف‬
‫إيقاع كل من الرادفي مكان الخر يوز إذا ل يقم عليه مانع شرعي‪ ,‬وقيل‬
‫‪:‬إيقاع كصل مصن الرادفيص مكان الخصر يوز إذا كان مصن لغصة واحدة وهصي اللغصة‬
‫العربية‪ ,‬وقيل ل يوز مطلقا‪ .‬وهذ اللف ف غي القرآن من أذكار الصلة وغيها‪.‬‬
‫أ ما القرآن فل يوز ف يه‪ ,‬لن القرآن م ا تعبد نا ال بلف ظه ولن لف ظه مع جز‪ .‬و من‬
‫أذكار الصلة مثل ‪ :‬ال اكب ف تكبية الحرام للصلة‪.‬‬
‫وقال مالك ‪:‬ليوزمن لفظ التكبي ال ال أكب‪.‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬يزئ من‬
‫التكبي كل لفظ ف معناه‪ ,‬مثل ‪ :‬ال أعظم‪ ,‬ال أجل‬

‫‪37‬‬
‫و سبب اختلف هم هو ‪ :‬هل الل فظ (ال ا كب) التع بد ف ت كبية الحرام أو‬
‫الع ن م نه‪ .‬و من قال ‪:‬ليوز اع تب بأ نه قام على الل فظ(ال أ كب) ما نع شر عى‪ ,‬هو‬
‫التعبد ف أذكار الصلة‪ .‬ومن قال‪ :‬يوز ليعتب لفظ (ال أكب) هو التعبد ف أذكار‬
‫الصلة وإنا معناه‬
‫‪ o‬تعريف الشترك‬
‫اللفظ الشترك هو اللفظ الذي وضع لعنيي متلفي فأكثر‪ ,‬مثل لفظ قروء ف‬
‫قوله تعال ‪:‬والطلقات يتربصصن بأنفسصهن ثلثصة قروء‪ .‬فإن القرء وضصع للحيصض‬
‫والطهر‪ ,‬ومثل العي فإنا مشترك بي عي الباصرة وعي الارية وعي للجسوس‪,‬‬
‫ومول مشترك بي السيد والعبد‬
‫‪ o‬حكم الشترك‬
‫الول ‪ :‬إذا ورد مصن الشارع لفصظ مشترك بيص معنييص أومعان‪ ,‬فإنصه يبص‬
‫التأمل والنظر ف نفس الصيغة أوغيها من الدلة والمارات ليجح أحد معنييه أو‬
‫معانيه‪ .‬فإن وجد بالرجح حل على ما رجح من معانيه‪ .‬أما إذا ترد عن القرينة ول‬
‫يكن للرأي تعيي الراد منه ‪:‬‬
‫فذهب المهور ال أنه ممل يب التوقف عن العمل به‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬

‫لفاء الراد منه‪ ,‬وإل إمتناع حله إل كل العان‬


‫وذهصب الشافعصى وبعصض العلماء يبص حله على كصل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ii‬‬

‫معان يه احتيا طا ف ت صيل الراد‪ ,‬إذلول ي ب ذلك للزم‬


‫تعطيل النص عند عدم المل على واحد من العان‪.‬‬
‫الثانن ‪ :‬اسصتعمال اللفصظ الشترك فص معنييصه أو معانيصه يوز‪.‬وهذا مذهصب‬
‫المهور من الشافعى والقاضي أب بكر وأب على البائي‪ .‬واحتج بقوله تعال ‪ :‬أل‬
‫تر أن ال ي سجد له من ف ال سماوات و من ف الرض والش مس والق مر والنجوم‬
‫والبال والدواب وكثيص مصن الناس ) الجص ‪ )17:‬فإنصه نسصب السصجود إل العقلء‬

‫‪38‬‬
‫وغيهم كالشجر والدواب‪ .‬وما نسب إل غي العقلء يراد به النقياد لا قال ال (‬
‫وكثي من الناس)‪ ,‬لن النقياد شامل لميع الناس)‬
‫ولذلك حل الشافعي اللمسة ف قوله تعال) ‪ :‬أولستم النساء) على اللمس‬
‫بال يد والو طء‪ .‬وقال ا بن ر شد ف البدا ية ‪ :‬أ ما من ف هم من ال ية اللم سي م عا أي‬
‫اللمس باليد والوطء فضعيف‪ ,‬فإن العرب إذا خطبت باللفظ الشترك إنا تقصد به‬
‫معن واحدا من العان الت يدل عليها اللفظ ولجيع العان الت تدل عليها‬

‫‪ .5‬الطلق والقيد‬
‫‪ o‬تعريف الطلق ومثاله‬
‫اللفصظ الطلق هصو ‪ :‬لفصظ خاص يدل على فرد شائع أو أفراد على سصبيل‬
‫الشيوع دون أن يقيد شيوعه بقيد لفظي‪ ,‬مثل ‪ :‬حيوان وطائر وكتاب وطالب ‪ ,‬فإن‬
‫هذه اللفاظ موضوعة للدللة على فرد شائع ف جنسه‬
‫‪ o‬تعريف القيد‬
‫اللفظ القيد هو ‪ :‬لفظ خاص يدل على فرد شائع مقيد بقيد لفظي مستقبل‬
‫يقلل شيو عه‪ ,‬م ثل ‪ :‬عر ب م سلم‪ ,‬ور جل غ ن‪ ,‬وكتاب ف قه‪ ,‬وغيذلك‪ .‬فإن الل فظ‬
‫الاص هنا قد قيد با يقلل الشيوع فيه‪ .‬فالواقع أن القيد ماهو ال مطلق لَِقَ هُ قيد ‪,‬‬
‫فأخرجه من الطلق إل التقييد‬
‫‪ o‬حكم الطلق والقيد‬
‫الول ‪ :‬إن الطلق يف هم على إطل قه‪ ,‬ويب قى هذا الطلق إذا ورد ف نص‬
‫من النصوص ما ل يقم دليل يدل على تقييده‪ .‬أما إذا قام دليل على تقييده كان هذا‬
‫الدل يل صارفا له عن إطل قه‪ ,‬مبي نا أن الراد بالطلق هو الق يد‪ ,‬وحينئذ يرج الطلق‬
‫عن إطلقه ويصي مقيدا‪.‬‬
‫الثانن ‪ :‬وكذلك أن القيصد يفهصم على تقييده‪ ,‬ويبقصى على تقييده مال يكصن‬
‫‪39‬‬
‫دليل على إطلقه‪ ,‬فحينئذ يلغى القيد ف القيد بالدليل‬
‫المثلة ‪:‬‬
‫ومصن أمثلة الطلق الذي ل يرد دليصل على تقييده‪ ,‬مثصل‬ ‫‪-‬‬
‫‪I‬‬

‫قوله تعال ‪ :‬وأمهات ن سائكم ) فإن لفصظ أمهات مطلق‬


‫ف تر ي أم الزو جة على زوج بنت ها سواء د خل الب نت‬
‫أول يدخل با‬
‫و من أمثلة الطلق الذي قام الدل يل على أ نه مق يد‪ ,‬م ثل‬ ‫‪-‬‬
‫‪II‬‬

‫قوله تعال ف أيات الوارث ( من بعد وصية يوصي با‬


‫أو د ين ) فل فظ )و صية ( ف نص القرآن مطلق‪ ,‬إل أن‬
‫هناك دليصل أخصر دل على تقييده‪ ,‬وهصو قول صصلى ال‬
‫عل يه و سلم ‪ :‬إن ال ت صدق علي كم بثلث أموال كم ف‬
‫أخر أعماركم زيادة ف أعمالكم‪ .‬فإن الوصية الواردة ف‬
‫الية مقيد بثلث‪ ,‬وأنه إن أوصى بأكثر من الثلث تكون‬
‫الوصصية صصحيحة فص الثلث فقصط‪ ,‬ومصا زاد عصن الثلث‬
‫موقوف على إجازة الورثة‬
‫ج‪.‬ومصن أمثلة القيصد الذي ل يرد دليصل على إلغاء القيصد‪ ,‬مثصل قوله تعال فص كفارة‬
‫الظهار‪ :‬والذين يظاهرون من نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة من قبل‬
‫أن يتما سا‪ ,‬ف من ل ي د ف صيام شهر ين متتابع ي من ق بل أن يتما سا ) الجادلة‪:‬‬
‫‪ ,)3‬ف قد ورد ف ال ية صوم رمضان مقيدا بكو نه ق بل الختلط بالزو جة ال ت‬
‫ظاهر منها‪ ,‬ول يرد دليل يدل على إلغاء هذين القيدين فيعمل بما‬
‫د‪.‬ومن أمثلة القيد الذي دل الدليل على أن القيد فيه ملغى غي معتب‪ ,‬مثل قوله تعال‬
‫ف أ ية الحرمات ‪ :‬وربائب كم ال ت ف حجور كم من نسائكم الت دخلتم ب ن )‬
‫الن ساء‪ )23:‬فإن ل فظ(ربائب كم) ف ال ية مطلق قد ورد تقييده بكون ا ف ح جر‬

‫‪40‬‬
‫زوج أمها‪ ,‬ولكن هذا القيد قد دل دليل على عدم اعتباره‪ ,‬وأنه ليس من القيود‬
‫العتبة ف التحري‪ ,‬وإنا ذكر ف الية جريا على ماهو العرف ف ذلك والغالب‬
‫من أحوال الناس‪ .‬وعلى هذا تري الربيبة على زوج أمها سواء كانت ف حجره‬
‫ورعايته أو ل تكن ذلك‬
‫‪ o‬حل الطلق على القيد‬
‫إذا ورد اللفظ مطلقا ف نص شرعي ويرد ذلك اللفظ مقيدا ف نص شرعي‬
‫أخر‪ ,‬فلذلك على أربع صور ‪:‬‬
‫أ‪.‬أن يتفقا ف السبب والكم فيحمل الطلق على القيد‪ ,‬مثل قوله تعال ف كفارة‬
‫اليمي ‪ :‬فكفارته إطعام عشرة مساكن من أوسط ما تطعمون أهلكم أو كسوتم‬
‫أو ترير رقبة فمن ل يد فصيام ثلثة أيام) الائدة‪ )89:‬مع قراءة بن مسعود لذه‬
‫ال ية (ف من ل ي د ف صيام ثل ثة أيام متتابعات) وك ما ف حد يث العرا ب ف‬
‫كفارة الصوم ‪ :‬صم شهرين متتابعي ‪ ,‬متفق عليه‪ .‬مع رواية ‪ :‬صم شهرين‪ .‬وف‬
‫هذا يقال ‪ :‬الطلق يمل على القيد‬
‫ب‪.‬أن يتلفا ف السبب واتدا ف الكم‪ ,‬فيه خلف العلماء ‪:‬‬
‫‪ .)1‬قال جهور الشافعية ‪ :‬إن الطلق يمل على القيد وإن اختلفا ف السبب إحتياطا‬
‫‪ .)2‬قال كافة النابلة وأكثر الالكية ‪ :‬إن الطلق ل يمل على القيد إذا اختلفا ف‬
‫السصبب‪ ,‬مثصل إطلق الرقبصة فص كفارة الظهار‪ ,‬وتقييدهصا باليان فص كفارة‬
‫الق تل‪ .‬م ثل قوله ( والذ ين يظاهرون من ن سائهم ث يعودون ل ا قالوا فتحر ير‬
‫رقبة من قبل أن يتماسا ) الجادلة ‪ )3:‬مع قوله تعال ‪ :‬ومن قتل مؤمنا خطأ‬
‫فتحرير رقبة مؤمنة ) النسا‪.)91 :‬‬
‫ج‪.‬أن يتحدا ف السبب ويتلفا ف الكم‪ ,‬مثل إطلق اليد ف التيمم وتقييدها ف‬
‫الوضوء‪ ,‬قال تعال ‪ :‬ياأي ها الذ ين أمنوا إذا قم تم إل ال صلة فاغ سلوا وجوه كم‬
‫وايد كم إل الرا فق‪ ....‬فلم ت د ماء فتيمموا صعيدا طي با فام سحوا بوجوه كم‬

‫‪41‬‬
‫وأيديكم منه ) الائدة ‪.)3‬‬
‫د‪.‬أن يتلفا ف السبب والكم فل يمل أحدها على الخر بالتفاق‪ ,‬مثل تقييد‬
‫الشهادة بالعدالة ف قوله تعال ‪ :‬فاشهدوا ذوي عدل من كم) مع إطلق الرق بة ف‬
‫الظهار ( فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ) فسبب الشهادة ضبط القوق‪ ,‬وسبب‬
‫إعتاق الرقبة هو الظهار‪ .‬وهذاالطلق ل يمل على القيد‪.‬‬

‫‪ .6‬الظاهر والتأويل‬
‫‪ o‬تعريف الظاهر ومثاله‬
‫الظاهر هو ‪ :‬اللفظ الذي دل بصيغته على معناه التبادر منه‪ ,‬مثل لفظ يد فإن‬
‫معناه التبادر م نه هو ع ضو النسان‪ ,‬وإن كان قد يت مل مع ن ال خر و هو القدرة‪,‬‬
‫ولكن دللته على عضو النسان أظهر وأوضح من معناه القدرة‬
‫‪ o‬حكم الظاهر‬
‫حكم الظاهر هو وجوب العمل بعناه التبادر م نه‪ ,‬م ثل قوله تعال‪:‬والسارق‬
‫وال سارقة فاقطعوا أيديه ما ) الائدة‪ )38:‬و هو وجوب ق طع يد ال سارق إلإذا دل‬
‫دليل يقتضى صرف اللفظ عن معناه الظاهر إل غيه‪ ,‬مثل قول ال تعال ( وأحل ال‬
‫البيع ) عام لكل البيوع بنهي الرسول صلى ال عليه وسلم عن بيع الغرر وعن بيع‬
‫النسان ما ليس عنده‬
‫‪ o‬تعريف التأويل‬
‫التأويل هو صرف الكلم عن العن الظاهر منه إل معن غي ظاهر فيه بدليل‬
‫يرجحه‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬والسماء بنيناها بأيد ) الذاريات ‪ )48:‬أي بالقدرة بدليل أن‬
‫العضو العروف مستحيل على ال سبحانه وتعال‪ .‬فالتأويل ل بد أن يستند إل دليل‬
‫يقتضيه لن الصل عدمه‪ ,‬والواجب هو العمل بالظاهر‬
‫ومن أمثلة التأويل ‪:‬‬
‫‪ .I‬تقييصد الطلق نوص قوله تعال ‪:‬والسصارق والسصارقة فاقطعوا‬
‫‪42‬‬
‫أيديهما) أي يد اليمن(‬
‫‪ .II‬ت صيص العام و صرفه عن عمو مه‪ ,‬كتخ صيص قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬فيما سقت السماء العشر‪ ,‬بقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬ليس فيما دون خسة أوسوق صدقة‬
‫‪ o‬ما يدخله التأويل‬
‫إتفصق العلماء أن الفروع يدخلهصا التأويصل‪ .‬أمصا الصصول كالعقائد وأصصول‬
‫الديانات وصفات ال فقد اختلف فيها العلماء على ثلثة مذاهب ‪:‬‬
‫‪ .I‬قال الشبهة إن الصول ليدخلها التأويل‪ ,‬وهذاالذهب باطل‬
‫‪ .II‬ون قل عن على ا بن أ ب طالب وا بن م سعود وا بن عباس وام سلمة أن ال صول‬
‫يدخلها التأويل‬
‫ونقل عن الصحابة أن الصول يدخلها التأويل مع تفويض تأويله ال ال‪,‬‬ ‫‪V‬‬‫‪.‬‬

‫وهذا مذهب السلف‬


‫و من أمثلة ذلك قوله تعال ‪( :‬وال سماء بنينا ها بأ يد‪ .‬فعلى الرأي الول أن ل‬
‫تعال يصد تليصق بللتصه‪ .‬وعلى الرأي الثانص أن اليصد هنصا بعنص القدرة‪ ,‬وعلى الرأي‬
‫الثالث أن اليد هنا تأويله مفوض إل ال‬
‫‪ o‬شروط التأويل‬
‫‪ .)1‬أن يستند التأويل إل مستند ودليل‪ ,‬فل يكفى مرد احتمال التأويل‬
‫‪ .)2‬أن يكون اللفظ قابل للتأويل كالظاهر والنص وليس مفسرا ول مكما‬
‫‪ .)3‬أن يكون اللفظ متمل للمعن الذي يرجع إليه ولو احتمال مرجوحا‬
‫‪ .)4‬أن يكون التأول أهل للتأويل ووافق ف تأويله وضع اللغة أو العرف الشرعي‬
‫أوالستعمال‪ ,‬فمثل إذا أريد من القرء معن أخرغي اليض أوالطهر فل يصح ذلك‬
‫التأويل لخالفة اللغة‪ ,‬لنه تميل اللفظ أكثر ما يتمل‬
‫أما إرادة العن الجازي للفظ أو إرادة بعض الفراد من العام فهو تأويل صحيح‪,‬‬

‫‪43‬‬
‫لن اللفظ يتمل أن يدل على معناه الجازي‪ ,‬والعام يتمل التخصيص‬

‫‪ .7‬النطوق والفهوم‬
‫دللة الكلم على معناه تنقسصم إل قسصمي‪ ,‬هاص ‪ :‬الول النطوق والثانص‬
‫الفهوم‪.‬‬
‫‪ o‬تعريف النطوق‬
‫النطوق هو دللة الل فظ على ح كم ش يئ مذكور ف الكلم‪ ,‬م ثل دللة قوله‬
‫تعال ( وا حل ال البيع وحرم الربا ) على حل البيع وحرمة الربا‪ ,‬وقوله تعال (ول‬
‫تقل لما أف ) على حرمة التأفيف‬
‫‪ o‬تعريف الفهوم‬
‫الفهوم هو دللة الل فظ على ح كم ش يئ غ ي مذكور ف الكلم‪ ,‬م ثل دللة‬
‫قوله تعال( قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه إل أن يكون ميتة أو‬
‫د ما م سفوحا ) النعام ‪ )45:‬على حل الدم غ ي ال سفوح‪ ,‬ودللة قوله تعال ‪ :‬ول‬
‫تقل لما أف ) على حرمة ضربما)‬
‫وينقسم الفهوم إل الفهوم الوافقة والفهوم الخالفة‬
‫‪ o‬دللة الفهوم الوافقة‬
‫وهصي دللة اللفصظ على ثبوت حكصم النطوق للمسصكوت عنصه بسصبب‬
‫اشتراكهما ف علة الكم الفهومة بطريق اللغة‪.‬‬
‫‪ .)1‬فإن كا نت علة ال كم ف النطوق على ال سواء للم سكوت ع نه في سمى هذا‬
‫بلحن الطاب‪ ,‬مثل دللة قوله تعال ‪ :‬إن الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما إنا‬
‫يأكلون فص بطونمص نارا ) النسصاء ‪ )10:‬على تريص إحراق مال اليتامصى أو‬
‫إضاعته بأي نوع من أنواع التلف‪ ,‬لن هذا مساو للكل ف التلف‬
‫‪ .)2‬فإن كا نت علة ال كم ف النطوق أول للم سكوت ع نه في سمى هذا بفحوى‬
‫الطاب‪ ,‬مثل دللة قوله تعال ‪ :‬ولتقل لما أف ) على تري البصق والضرب‬
‫‪44‬‬
‫عليهما لن البصق والضرب أشد من التأفيف ف اليذاء‬

‫حكمه ‪ :‬فقد اتفق العلماء على صحة الحتجاج بفهوم الوافقة سوي الظاهرية‬
‫‪ o‬دللة الفهوم الخالفة‬
‫هي دللة اللفظ على حكم نقيض حكم النطوق به للمسكوت عنه‪ ,‬فيسمى‬
‫هذا بدليل الطاب‪ .‬مثل دللة قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬مطل الغن ظلم " على‬
‫أن مطل الفقي ليس مرما‪ .‬فإن عدم تري مطل الفقي مناقض لطل الغن‪ .‬وكل ها‬
‫مستفاد من الديث‪ ,‬لكن التحري مستفاد بطريق النطوق‪ ,‬وأما عدم تري الفقي‬
‫فمستفاد بطريق مفهوم الخالفة‬
‫ومصن هذا ‪ ,‬فإذاكان حكصم السصكوت عنصه مالفصا لكصم النطوق بصه سصي مفهوم‬
‫الخالفة‬
‫‪ o‬أنواع مفهوم الخالفة ‪:‬‬
‫‪ .)1‬مفهوم الصفة‪ ,‬وهو تعليق الكم على الذات بأحد الوصاف‪ ,‬مثل قوله تعال ‪:‬‬
‫)وحلئل أبناء أبنائ كم الذ ين من أ صلبكم ( الن ساء ‪ .23:‬فإ نه يدل بفهوم‬
‫الخالفة على عدم تري زوجة البن التبن على من تبناه‪ .‬وقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬ف الغنم السائمة زكاة " فإنه يدل بفهوم الخالفة على عدم وجوب‬
‫الزكاة ف الغنم الألوفة‬
‫‪ .)2‬مفهوم الشرط‪ ,‬وهصو تعليصق الكصم على الشرط‪ ,‬مثصل قوله تعال ‪ :‬إن كصن‬
‫أولت ح ل فانفقوا علي هن ح ت يض عن حل هن )الطلق‪ )7:‬فإ نه يدل بفهوم‬
‫الخالفصة على عدم وجوب النفقصة للمعتدة غيص الامصل‪ .‬وقولك ‪ :‬إن دخلت‬
‫دارم مد فأ نت طالق‪ ,‬فإ نه يدل بفهوم الخال فة على عدم الطلق إذال تد خل‬
‫الزوجة دار ممد‬
‫‪ .)3‬مفهوم الغاية وهو مد الكم بإل أو حت ‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬فاغسلوا وجوهكم‬

‫‪45‬‬
‫وأيدي كم إل الرا فق ) الائدة ‪ )6:‬فإ نه يدل بفهوم الخال فة على عدم وجوب‬
‫غسل العضل‪ .‬وقوله تعال ‪ :‬وكلوا واشربوا حت يتبي لكم اليط البيض من‬
‫اليط السود من الفجر) البقرة ‪ )187:‬فإنه يدل بفهوم الخالفة على حرمة‬
‫الكل والشرب بعد الفجر‬
‫‪ .)4‬مفهوم العدد‪ ,‬وهوتعليق الكم بعدد مصوص‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬الزان والزانية‬
‫فا جلدوا كل واحد منهما مائةجلدة ) النور‪ )2:‬فإنه يدل بفهوم الخالفة على‬
‫عدم جواز الزيادة أو الن قص عن مائة جلدة‪ .‬وقوله صلى ال عل يه و سلم ‪" :‬‬
‫إذاولغ الكلب ف إناء أحد كم فليغ سله سبعا " فإ نه يدل بفهوم الخال فة على‬
‫عدم اكتفاء الغسل ما دون السبع‬
‫‪ o‬حجية مفهوم الخالفة‬
‫ذهب المهور أن مفهوم الخالفة حجة‪ ,‬واستدلوا ‪:‬‬
‫‪ ‬أن ت صيص الش يئ بالذ كر ل بد أن يكون له فائدة‪ ,‬وأ نه لفائدة‬
‫له إل الختصاص بالكم‪ ,‬وإل فلما خصص البعض بالذكر‬
‫‪ ‬ول ا هو معلوم من ل سان العرب أن الش يئ إذاكان له و صفان‪,‬‬
‫فو صف بأحده ا دون ال خر كان الراد به ما ف يه تلك ال صفة‬
‫دون الخر‬
‫قال أ بو حني فة وا بن حزم من أ هل الظا هر أن مفهوم الخال فة ل يس ب جة‪,‬‬
‫واستدلوا ‪:‬‬
‫‪ ‬إن الب عن ذي الصفة ل ينفيه عن غي الوصوف‪ ,‬فإذا قلت ‪:‬‬
‫قام السود‪ ,‬ل يدل على نفي القيام عن البياض‪ ,‬وإذاقلنا ‪ :‬ممد‬
‫رسصول ال‪ ,‬ل يدل على نفصي الرسصالة عصن إبراهصم‪ ,‬وموسصى‪,‬‬
‫وعيسى عليهم الصلة والسلم‪ .‬بل هم مسكوت عنهم فيطلب‬
‫بدليل أخر‬

‫‪46‬‬
‫‪ .8‬الناسخ والنسوخ‬
‫‪ o‬معن الناسخ والنسوخ‬
‫يطلق النسخ ف لغة العرب على معنيي ‪ ,‬أحدها ‪ :‬إزالة الشيئ واعدامه‪ ,‬ومنه‬
‫قوله تعال ‪ :‬و ما ار سلنا من قبلك من ر سول ول نب ال إذا ت ن ال قى الشيطان ف‬
‫أمني ته فين سخ ال ما يل قي الشيطان ث ي كم ال أيا ته ) ال ج ‪ )52:‬و من قول م ‪:‬‬
‫نسخت السماء الظل‪ ,‬ونسخ الشيب الشباب‪ ,‬ومنه تناسخ القرون والزمان‬
‫والخر ‪ :‬نقل الشيئ وتويله مع بقائه ف نفسه‪ ,‬ومنه تناسخ الوارث بانتقالا‬
‫من قوم إل قوم‪ ,‬ومنه نسخ الكتاب‪ ,‬إذانقل مافيه‪ ,‬وف القرآن ( إنا كنا نستنسخ ما‬
‫كنتم تعملون ) الاثية ‪ )29:‬الراد به نقل العمال إل الصحف‬
‫لقد عرف النسخ ف الصطلح وهو ‪ :‬رفع الكم الشرعي بطاب شرعي‪.‬‬
‫فخرج بال كم رفصع البأة الصصلية‪ ,‬وخرج بقول نا ( بطاب شر عي ) ر فع ال كم‬
‫بوت أومنون أو إجاع أو قياس‬
‫ويطلق الناسصخ على ال تعال‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬مصا ننسصخ مصن أيصة ) البقرة ‪:‬‬
‫‪ )106‬وعلى الية وما يعرف من النسخ‪ .‬فيقال ‪ :‬هذه الية ناسخة لية كذا وعلى‬
‫الكم الناسخ لكم أخر‬
‫والن سوخ هو ال كم الرت فع‪ ,‬فأ ية الوارث مثل أو ما في ها من ح كم نا سخ‬
‫لكم الوصية للوالدين والقربي‬
‫إن تعريف النسخ بأنه رفع حكم شرعي بدليل شرعي يفيد ف وضوح أن‬
‫النسخ ل يكون ال ف الحكام‪ ,‬وذلك ف موضع اتفاق بي القائلي بالنسخ‪ ,‬ولكن‬
‫ف خصوص ماكان من فروع العبادات والعاملت‪ .‬أما غي هذاالفروع من العقائد‬
‫وامهات الخلق وأصول العبادات والعاملت ومدلولت الخبار الخضة فل نسخ‬
‫فيها على الرأي السديد الذي عليه المهور‬
‫أمصا العقائد فلناص حقائق صصحيحة ثابتصة ل تقبصل التغييص والتبديصل فلذلك ل‬

‫‪47‬‬
‫يتعلق با النسخ‬
‫وأ ما أمهات الخلق فلن حك مة ال ف شرع ها وم صلحة الناس ف التخلق‬
‫ب ا أ مر ظا هر ل يتأ ثر برور الز من ول يتلف با ختلف ال شخاص والمام ح ت‬
‫يتناولا النسخ بالتبديل والتغيي‬
‫وأماأصول العبادات والعاملت فوضوح حاجة اللق اليهما باستمرار لتزكية‬
‫النفوس وتطهي ها ولتعظ يم عل قة الخلوق بالالق واللق على أ ساسها‪ ,‬فل يظ هر‬
‫وجه من وجوه الكمة ف رفعها بالنسخ‬
‫وأما مدلولت الخبار الخضة فلن نسخها يؤدي إل كذب الشارع ف احد‬
‫خب النسخ والنسوخ‪ ,‬وهو مال عقل ونقل‪ .‬أما عقل فلن الكذب نقص والنقص‬
‫عليه تعال مال‪ ,‬وأما نقل فمثل قوله تعال ف القرآن الكري ( ومن أصدق من ال‬
‫حديثا ) النساء ‪)87:‬‬
‫ويشترط ف النسخ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ان يكون الكم النسوخ شرعيا‬
‫‪ .2‬أن يكون الدليصصل على ارتفاع‬
‫الكم خطابا شرعيا متأخرا من‬
‫الطاب النسوخ حكمه‬
‫‪ .3‬وأن ليكون الطاب الرفوع‬
‫حك مه مقيدا بو قت مع ي وال‬
‫فال كم ينت هى بانتهاء وق ته ول‬
‫يعد هذا ناسخا‪ .‬قال أبو م مد‬
‫‪ :‬ذكصر جاعصة أن مصا ورد فص‬
‫الطاب مشعرا بالتوقيصصصت‬
‫والغايصة‪ ,‬مثصل قوله تعال ‪( :‬‬

‫‪48‬‬
‫فاعفوا وا صفحوا ح ت يأ ت ال‬
‫بأمره ) البقرة ‪ )109:‬مكصصم‬
‫غي منسوخ لنه مؤجل بأجل‪,‬‬
‫والؤجل بأجل ل نسخ فيه‬
‫ولعرفة الناسخ والنسوخ طرق ‪:‬‬
‫‪.1‬الن قل ال صارخ عن ال نب صلى ال عل يه و سلم عن صحاب‪ ,‬كحد يث ‪ :‬ك نت‬
‫نيتكم عن زيارة القبور أل فزوروها‪ .‬رواه الاكم‬
‫‪ .2‬إجاع المة على أن هذا ناسخ وهذا منسوخ‬
‫‪ .3‬معرفة التقدم والتأخر ف التاريخ‬
‫‪ o‬الراء ف النسخ وأدلة ثبوته‬
‫أبو مسلم الصفهان ‪ ,‬وهو ممد بن بر الشهور بأب مسلم الصفهان من‬
‫كبائر الفسرين‪ ,‬توف السنة ‪332‬هص‬
‫وهو يوز النسخ عقل وينع وقوعه شرعا‪ ,‬وقيل ينعه ف القرآن خاصة‪ ,‬متاجا‬
‫بقوله تعال ‪ ( :‬ليأت يه البا طل من ب ي يد يه ول من خل فه تن يل من حك يم ح يد )‬
‫فصصلت ‪ )42:‬على معنص أن أحكامصه ل تبطصل أبدا‪ ,‬ويمصل أيات النسصخ على‬
‫التخصيص‬
‫جهور العلماء ‪ ,‬على جواز النسخ عقل ووقوعه شرعا لدلة ‪:‬‬
‫‪ .1‬لن أفعال ال ل تعلل بالغراض‪ ,‬فله أن يأ مر بالش يئ ف و قت وين سخه بالن هي‬
‫عنه ف وقت‪ ,‬وهو أعلم بصال العباد‬
‫‪ .2‬ولن نصوص الكتاب والسنة دالة على جواز النسخ ووقوعها‪ ,‬منها قوله تعال ‪:‬‬
‫مانن شخ من أ ية أو ننسها نأت بي منها أومثلها ) البقرة ‪ )106:‬وف ال صحيح‬
‫عن ا بن عباس ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬أقرأ نا أ ب وأقضا نا وإ نا لندع من قول أ ب‬
‫وذلك أن أب يقول ‪ :‬ل أدع شيئا سعته من رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد‬

‫‪49‬‬
‫قال ال عز وجل(ماننشخ من أية أو ننسها)‬
‫‪ o‬أقسام النسخ‬
‫والنسخ أربعة اقسام ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬نسصخ القرآن بالقرآن‪ .‬وهذا متفصق على جوازه ووقوعصه مصن القائليص‬
‫بالنسخ‪ .‬والنسخ الواقع ف القرآن يتنوع إل ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ o‬نسخ التلوة والكم معا‬
‫‪ o‬نسخ الكم دون التلوة‬
‫‪ o‬نسخ التلوة دون الكم‬
‫أما نسخ الكم والتلوة جيعا‪ ,‬فقد أجع عليه القائلون بالنسخ من السلمي‬
‫ويدل على وقوعه سعا ماورد عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬كان فيما أنزل من‬
‫القرآن ع شر رضاعات معلومات ير من ث ن سخت ب مس معلومات وتو ف ر سول‬
‫ال عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن‬
‫أما نسخ الكم دون التلوة فيدل على وقوعه أيات كثية‪ ,‬منها أن أية تقدي‬
‫صدقة أمام مناجة الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ,‬وهي قوله تعال‪ :‬ياأيها الذين أمنوا‬
‫إذا ناجيتم الرسول فقدمو بي يدى نواكم صداقة ) الجادلة ‪ )12:‬منسوخة بقوله‬
‫تعال ( أأشفق تم أن تقدموا ب ي يدى نوا كم صداقة فإذل تفعلوا وتاب ال علي كم‬
‫فأقيمواالصلة وأتوا الزكاة وأطيعوا ال ورسوله ) الجاجلة ‪ ,13‬على معن أن حكم‬
‫أية الول منسوخ بكم أية الثانية مع أن تلوة كلتيهما باقية‬
‫وقد يقال ما الكمة رفع الكم وبقاء التلوة ؟‪ ,‬والواب من وجهي ‪:‬‬
‫أحدها‪ ,‬أن القرآن كما يتلى ليعرف الكم منه والعمل به‪ ,‬فإنه يتلى كذلك لكونه‬
‫كلم ال تعال فيثاب عليه‪ ,‬فتركت القرأة لذه الكمة‪.‬‬
‫ثانيه ما‪ ,‬أن الن سخ غال با يكون للتخف يف‪ ,‬فأبق يت التلوة تذكيا بالنع مة ف ر فع‬
‫الشقة‪ ,‬وأماحكمة النسخ قبل العمل كالصدقة عندالنجوى فيثاب على اليان وعلى‬

‫‪50‬‬
‫نية طاعة المر‬
‫وأما نسخ التلوة مع بقاء الكم فقد ذكروا له أمثلة كثية‪ ,‬منها أية الرجم‬
‫(الش يخ والشي خة إذا زن يا فارجوه ا الب تة نكال من ال وال عز يز حك يم ) ومن ها‬
‫ماروي ف ال صحيحي عن أ نس ‪ :‬ونزل في هم قرأن قرأناه ح ت ر فع ( أن بلغوا ع نا‬
‫قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا ) ث نسخت تلوته‬
‫الثا ن ‪ :‬ن سخ القرآن بال سنة‪ .‬و قد اختلف العلماء ف هذا الق سم ب ي موز‬
‫ومانع‪ .‬ث اختلف الجوزون بي قائل بالوقوع وقائل بعدمه‬
‫• نسخ القرآن بالسنة الحادية‪ ,‬وجهور العلماء على عدم جوازه‪ ,‬لن القرآن‬
‫متواتر يفيد اليقي والحاد مظنون ول يصح رفع العلوم بالظنون‬
‫• وأمصا نسصخ القرآن بالسصنة التواترة فقصد أجازه مالك وأبصو حنيفصة وأحدص‪,‬‬
‫وحجتهم أن نسخ القرآن بالسنة التواترة ليس مستحيل لذاته ول لغيه‪ ,‬لن‬
‫السصنة وحصي مصن ال كمصا أن القرآن كذلك‪ ,‬لقوله تعال ‪ :‬وماينطصق عصن‬
‫الوى إن هو ال وحي يوحى ) النجم ‪ )4-3‬ولفارق بينهما إل أن الفاظ‬
‫القرآن من ترت يب ال وإنشائه والفاظ ال سنة من ترت يب الر سول وإنشائه‪,‬‬
‫والقرآن له خ صائصه ولل سنة خ صائصها‪ ,‬وهذه الفوارق ل أ ثر لافي ما ن ن‬
‫بسبيله ما دام أن ال هو الذي ينسخ وحيه بوحيه فنسخ أحد هذين الوحيي‬
‫بال خر ل ما نع ين عه عقل ك ما أ نه ل ما نع ين عه شر عا اي ضا فتع ي جوازه‬
‫عقل وشرعا‬

‫ومن الانعي هم الشافعي وأكثر أهل الظاهر‪ ,‬ويستدلون على النع بأدلة كثية‬
‫منها ‪:‬‬
‫أ‪.‬قوله تعال ‪ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبي للناس ما نزل إليهم ) النحل‪ )44:‬وهذا‬
‫يف يد أن وظي فة الر سول مت صرة ف بيان القرآن‪ ,‬وال سنة إن ن سخت القرآن ل‬

‫‪51‬‬
‫تكن حينئذ بيانا له بل تكون رفعة إياه‬
‫ب‪.‬إن القرآن نفسه هو الذي أثبت أن السنة النبوية حجة‪ ,‬فلونسخته السنة لعادت‬
‫على نفسها بالبطال‪ ,‬لن النسخ رفع‪ ,‬وإذا ارتفع الصل ارتفع الفرع‬
‫ج‪ .‬إن أية ) ما ننسخ من أية أو ننسها( تدل على امتناع نسخ القرآن بالسنة‬
‫الثالث ‪ :‬نسخ السنة بالقرآن ‪ ,‬استدل الثبتون على جوازه هنا‪ ,‬فقالوا ‪ :‬نسخ‬
‫السصنة بالقرآن ليصس مسصتحيل لذاتصه ول لغيه‪ .‬واسصتدلوا على الوقوع بوقائع كثية‬
‫كل واق عة من ها دل يل على الوازك ما هي دل يل على الوقوع‪ ,‬ل ا عل مت من أن‬
‫الوقوع يدل على الواز‪ ,‬م ثل التو جه إل ب يت القدس كان ثاب تا بال سنة ول يس ف‬
‫القرآن مايدل على ذلك‪ .‬وقصد نسصخ بالقرآن فص قوله تعال ( فول وجهصك شطصر‬
‫السصجد الرام ) البقرة‪ .)144:‬والكصل والشرب والباشرة كان مرمصا على مصن‬
‫صام ث ن سخ هذا التحر ي بقوله تعال (فالن باشرو هن وابتغوا ما ك تب ال ل كم‬
‫وكلوا واشربوا حت يتبي لكم اليط البيض من اليط السود من الفجر ) البقرة ‪:‬‬
‫‪187‬‬
‫الرابع ‪ :‬نسخ السنة بالسنة‪ ,‬نسخ السنة بالسنة يتنوع إل أربعة أنواع ‪ :‬نسخ‬
‫سنة متواترة بتواترة‪ ,‬ونسخ سنة أحادية بأحادية‪ ,‬ونسخ سنة أحادية بسنة متواترة‪,‬‬
‫ونسخ سنة متواترة بسنة أحادية‪ .‬أما الثلثة الول فجائزة عقل وشرعا‪ ,‬أما الرابع‬
‫وهصو نسصخ سصنة متواترة بأحاديصة فاتفصق علماؤنصا على جوازه عقل‪ ,‬ثص اختلفوا فص‬
‫جوازه شرعا‪ ,‬فنفاه المهور واستدلوا على مذهبهم فقالو ‪ :‬إن التواتر قطعي الثبوت‬
‫و خب الوا حد ظ ن‪ .‬والقط عي ل يرت فع بال ظن ل نه أقوى م نه‪ ,‬والقوى ل يرت فع‬
‫بالضعف‬
‫‪ o‬حكمة النسخ‬
‫الن وقد عرفنا النسخ وفرقنا بينه وبي ما يلتبس به وأيدنا بالدلة يدر بنا أن‬
‫نبي الكمة فيه لن معرفة الكم تريح النفس وتزيل اللبس وتعصم من الوسوسة‬
‫‪52‬‬
‫واللبس‪ ,‬ومنه ‪:‬‬
‫‪ .1‬مراعاة مصال العباد‬
‫‪ .2‬تطور التشريع إل مرتبة الكمال حسب تطور الدعوة وتطور حال الناس‬
‫‪ .3‬إبتلء الكلف واختباره بالمتثال وعدمه‬
‫‪ .4‬إرادة الي للمة والتيسي عليها‪ ,‬لن النسخ إن كان إل أشق ففيه زيادة الثواب‪,‬‬
‫وإن كان إل أخف ففيه سهولة ويسر‬

‫الباب الادي عشر‬


‫الفقهية‬ ‫الذاهب‬
‫‪Standar Kompetensi‬‬ ‫‪Memahami madzhab dalam fiqih Islam‬‬
‫‪1.Menjelaskan pengertian madzhab‬‬
‫‪2.Menjelaskan sejarah tokoh madzhab dalam fiqih‬‬
‫‪Kompetensi Dasar‬‬
‫‪3.Mengindentifikasikan masing-masing karakteristik‬‬
‫‪madzhab‬‬

‫‪ .1‬مفهوم الذهب‬
‫والذهب لغة ‪ :‬مكان الذهاب وهو الطريق‬
‫‪53‬‬
‫وا صطلحا ‪ :‬الحكام ال ت اشتملت علي ها ال سائل‪ .‬شب هت بكان الذهاب با مع أن‬
‫الطريق يوصل إل العاش‪ ,‬وتلك الحكام توصل ال العاد‪ .‬والذهب جعه الذاهب‬
‫‪ .2‬الذاهب الشتهرة ف الفقه‬
‫الذاهب ف الفقه كثية ل تقل عن ثانية مذاهب لهل السنة وأهل الشيعة ‪,‬‬
‫ولكن الشهورة من مذاهب أهل السنة أربعة‪ ,‬هي ‪ :‬ألذهب النفي‪ ,‬والذهب الالكي‬
‫والذهب الشافعي والذهب النبلي‬
‫أول ‪ :‬الذهب النفى ومؤسسه هو أبوحنيفة ألنعمان بن ثابت (‪ 150-80‬هن)‬
‫هو المام العظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي الكوف من أبناء فارس‬
‫الحرار‪ ,‬ولد عام ‪ 80‬هصص وتوفص عام ‪ 150‬هصص رحهص ال‪ ,‬عاصصر أوج الدولتيص‬
‫المية والعباسية‪ ,‬وهو من أتباع التابعي‪ ,‬وقيل من التابعي لقي أنس بن مالك‪ ,‬وروي‬
‫عنه حديث‪ :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم‬
‫و هو إمام كل أ هل الرأي‪ ,‬وفق يه أ هل العراق‪ ,‬صاحب الذ هب الن في ‪ .‬قال‬
‫الشافعي عنه ‪ :‬الناس ف الفقه عيال على أب حنيفة ‪ .‬وكان تاجر قماش بالكوفة‬
‫أخذ علمه ف الديث والفقه عن أكثر أعيان العلماء تفقه ف مدة ثانية عشر‬
‫عاما بصفة خاصة بماد بن أب سليمان‪ ,‬الذي أخذ الفقه عن إبراهم النخعي‪ ,‬تشدد‬
‫ف قبول الديث‪ ,‬وتوسع ف القياس والستحسان‪ .‬وأصول مذهبه ‪ :‬الكتاب والسنة‬
‫والجاع والقياس والستحسان‪ .‬له ف علم الكلم كتاب الفقه الكب‪ ,‬كما له مسند‬
‫ف حديث ول يؤثر له كتاب ف الفقه‬
‫ثانيا ‪ :‬مالك بن أنس(‪179-93‬هن) ) مؤسس الذهب الالكى)‬
‫هو المام مالك بن أنس بن عامر الصبحي‪ ,‬إمام دار الجرة فقها وحديثا بعد‬
‫التابعي‪ ,‬ولد ف عهد الوليد بن عبد اللك ومات ف عهد الرشيد ف الدينة رحه ال‪,‬‬
‫ول ير حل من ها إل بلد أ خر‪ ,‬عا صر كأ ب حني فة الدولت ي المو ية والعبا سية‪ ,‬ولك نه‬
‫أردك من الدولة العبا سية ح ظا أو فر‪ .‬و قد ات سعت الدولة ال سلمية ف ع صر هذ ين‬

‫‪54‬‬
‫المام ي‪ ,‬فامتدت من الح يط الطلس غر با إل ال صي شر قا وأو صلت إل أوا سط‬
‫أوربا بفتح الندلس‬
‫طلب العلم على علماء الدينة‪ ,‬ولزم عبد الرحن بن هرمز مدة طويلة‪ ,‬وأخذ‬
‫عن نافع مول ابن عمر وابن شهاب الزهرى‪ ,‬وشيخه ف الفقه ربيعة ابن عبد الرحن‬
‫العروف بربيعة الرأي‬
‫كان إماما ف الديث وف الفقه‪ ,‬وكتابه ( الوطأ ) كتاب جليل ف الديث‬
‫والفقه‪ .‬قال عنه الشافعي رحه ال ‪ ( :‬مالك أستاذي‪ ,‬وعنه أخذت العلم‪ ,‬وهو الجة‬
‫بي ن وب ي ال تعال‪ ,‬و ما أ حد أ من علي من مالك‪ ,‬وإذا ذ كر العلماء فمالك الن جم‬
‫الثا قب )‪ .‬ب ن مذه به على أدلة عشر ين ‪ :‬خ سة من القرآن‪ ,‬وخ سة ماثلة ل ا من‬
‫السصنة‪ ,‬وهصي نصص الكتاب‪ ,‬وظاهره وهصو العموم‪ ,‬ودليله وهصو الفهوم الخالفصة‪,‬‬
‫ومفهومصه وهصو الفهوم الوافقصة‪ ,‬وتنصبيهه وهصو التنصبيه على العلة‪ ,‬كقوله تعال ‪ :‬فإنصه‬
‫رجس أوفسق‪ .‬فهذه عشرة‬
‫والبقيصة هصي ‪ :‬الجاع والقياس‪ ,‬وعمصل أهصل الدينصة‪ ,‬وقول الصصحاب‪,‬‬
‫والسصتحسان‪ ,‬والكصم بسصد الذرائع‪ ,‬ومراعصة اللف‪ .‬فقصد كان يراعيصه أحيانصا‪,‬‬
‫والستصحاب‪ ,‬والصال الرسلة‪ ,‬وشرع من قبلنا‬
‫وأهم ما إشتهر به ‪ :‬العمل بالسنة‪ ,‬وعمل أهل الدينة‪ ,‬والصال الرسلة‪ ,‬وقول‬
‫الصحاب إذا صح سنده والستحسان‬

‫ثالثا ‪ :‬ممد بن إدريس الشافعي ((‪ )204-150‬هن) مؤسس مذهب الشافعي)‬


‫المام أبو عبد ال ممد بن إدريس القرشى الاشى الطلب بن العباس بن عثمان‬
‫بن شافع رحه ال‪ ,‬يتلقى نسبه مع الرسول صلى ال عليه وسلم ف جده عبد مناف‪,‬‬
‫ولد ف غزة بفلسطي الشام عام ‪ 150‬هص وهو عام وفاة أب حنيفة‪ ,‬وتوف ف مصر‬
‫عام ‪ 204‬هص‬

‫‪55‬‬
‫بعد موت أبيه ف غزة سنتي من ملدية حلته أمه إل مكة موطن أبائه‪ ,‬فنشأ‬
‫با يتيما‪ ,‬وحفظ القرآن ف صباه‪ ,‬ث خرج ال هذيل بالبادية وكانت أفصح العرب‬
‫فحفظ أشعارهم ونبغ ف العربية والدب‪ ,‬حت قال الصمعي عنه ‪ ( :‬ومدحت‬
‫أشعار هذ يل على ف ت من قر يش يقال له ‪ :‬م مد بن إدر يس ) فكان ذلك إما ما ف‬
‫العربية وواضحا فيها‬
‫تتلمذ ف مكة على مفتيها مسلم بن خالد الزني‪ ,‬حت أذن له بالفتاء وهو إبن‬
‫خ سة عشرة سنة‪ ,‬ث ارت ل إل الدي نة فتف قه على مالك بن أ نس‪ ,‬و سع م نه الو طأ‬
‫وحفظه ف تسع ليال‪ ,‬وروى الديث أيضا عن سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض‬
‫وعمه ممد بن شافع وغيهم‬
‫وارتل إل اليمن‪ ,‬فول عمل فيها ث ارتل إل بغداد عام ‪ 183‬و ‪ 195‬هص‪,‬‬
‫فأخذ عن ممد السن كتب فقهاء العراق‪ ,‬وكانت له مناظرة معه سر منها الرشيد‬
‫ولقيه أحد بن حنبل ف مكة سنة ‪ 187‬هص وف بغداد سنة ‪ 195‬هص وأخذ‬
‫ع نه فق هه وأ صوله‪ ,‬وينا نه نا سخ القرآن ومن سوخه‪ .‬و ف بغداد صنف كتا به القد ي‬
‫السمى بالجة الذي ضمن فيه ( مذهبه القدي ) ث ارتل إل مصر عام ‪ 200‬هص‬
‫حيث أنشأ ( مذهبه الديد ) وتوف با شهيد العلم ف أخر رجب يوم المعة سنة‬
‫‪ 204‬هص ودفن بالقرافة بذاالعصر من يومه رحه ال‬
‫و من مؤلفا ته ( الر سالة ) أول مدون ف علم أ صول الف قه‪ ,‬وكتاب (الم) ف‬
‫فقه مذهبه الديد‬
‫كان متهدا م ستقل مطل قا‪ ,‬إ ما ما ف الف قه والد يث وال صول‪ ,‬ج ع ف قه‬
‫الجازي ي والعراقي ي‪ .‬قال ف يه أح د ‪ :‬كان أف قه الناس ف كتاب ال و سنة ر سوله‪,‬‬
‫وقال عنه أيضا ‪ :‬ما من أحد مس من بيده مبة وقلما إل وللشافعى ف عنقه منه‪.‬‬
‫وقال عنصه طاش كصبى زاده فص مفتاح السصعادة ‪ ( :‬إتفصق العلماء مصن أهصل الفقصه‬
‫والصصول والديصث واللغصة والنحصو وغيذلك‪ ,‬على أمانتصه وعدالتصه وزهده وورعصه‬

‫‪56‬‬
‫وتقواه وجوده وحسصن سصيته وعلو قدره‪ ,‬فالطلب فص وصصفه مقصصر والسصهب فص‬
‫مدحته مقتصر‬
‫وأصصول مذهبصه ‪ :‬القرآن والسصنة ثص الجاع ثص القياس‪ ,‬ول يأخصذ بأقوال‬
‫ال صحابة لن ا إجتهادات تت مل الطاء وال صواب‪ ,‬وترك الع مل بال ستحسان الذي‬
‫قال بصه النفيصة والالكيصة‪ ,‬وقال ‪( :‬مصن إسصتحسن فقدشرع )‪ ,‬ورد الصصال الرسصلة‬
‫وأنكر ألحتجاج بعمل أهل الدينة‪ ,‬وساه أهل بغداد ناصر السنة‬
‫وروي عنه كتابه القدي ( الجة ) أربعة من أصحابه العراقيون‪ ,‬وهم ‪ :‬أحد‬
‫بن حنبل‪ ,‬وأبوثور‪ ,‬والزعفران والكرابيي‪ ,‬وانفسهم رواية له ‪ :‬الزعفران‬
‫وروي ع نه مذه به الد يد ف ( الم ) ف أبواب الف قه كل ها أرب عة أي ضا من‬
‫أصحابه ألصريي وهم ‪ :‬الزن‪ ,‬والبويطى‪ ,‬والربيع اليزى‪ ,‬والربيع بن سلمان الرادى‬
‫روى الم وغي ها عن الشاف عى‪ .‬والفتوى على ما ف الد يد دون القد ي‪ ,‬ف قد ر جع‬
‫الشافعى عنه‪ .‬وقال ‪ ( :‬لاجعل ف حل من رواه عن ) إل ف مسائل يسية نو السبع‬
‫عشرة‪ ,‬يفتص فيهصا بالقديص إل إذا عتضصد القديص بديصث صصحيح ل معارض له‪ ,‬فإن‬
‫اعتضد بدليل فهو مذهب الشافعى‪ ,‬فقدصح أنه قال ‪( :‬إذا صح الديث فهو مذهب‬
‫واضربو بقول عرض الائط‬
‫رابعا ‪ :‬أحد بن حنبل الشيبان (‪ 241-164‬هن) مؤسس الذهب النبلى‬
‫ألمام أ بو ع بد ال‪ ,‬أح د بن حن بل بن هلل بن أ سد أذهلى الشيبا ن‪ .‬ولد‬
‫ببغداد‪ ,‬وتوفص فيهصا فص ربيصع الول رحهص ال‪ ,‬وكانصت له رحلت إل مدائن العلم‬
‫كالكوفة والبصرة والدينة واليمن والشام والزيرة‬
‫تفقصه على الشافعصى حيص قدم بغداد‪ ,‬ثص أصصبح متهدا مسصتقل‪ ,‬وتاوز عدد‬
‫شيوحه الائة‪ ,‬وأكب على السنة يمعها ويفظها‪ ,‬حت صار إمام الحدثي ف عصره‬
‫بفضل شيخه ‪ :‬هشيم بن بشي بن أب حازم البخاري الصل) ‪ 173-104‬هص)‬
‫كان إماما ف الديث والسنة والفقه‪ ,‬قال عنه إبراهيم الرب ‪ :‬رأيت أحد‪,‬‬

‫‪57‬‬
‫كان ال قد جع له علم الولي والخرين‪ .‬وقال عنه الشافعى حي ارتل إل مصر ‪:‬‬
‫خرجت من بغداد وما خلفت با أتقى ول أفقه من إبن حنبل ‪.‬‬
‫وقصد امتحصن أحدص بالضرب والبصس فص فتنصة خلق القرآن فص زمصن الأمون‬
‫والعت صم والوا ثق‪ ,‬ف صب صب ال نبياء‪ ,‬قال ع نه إ بن الدي ن ‪ :‬إن ال أ عز ال سلم‬
‫برجلي ‪ :‬أبو بكر يوم الردة‪ ,‬وإبن حنبل يوم الحنة‪ ,‬وقال عنه بشر الاف ‪ :‬إن أحد‬
‫قال مقام النبياء‬
‫وأصول مذهبه ف الجتهاد قريبة من مبدأ الشافعى لنه تفقه عليه‪ ,‬فهو يأخذ‬
‫بالقرآن والسصنة ورأي الصصحاب والجاع والقياس والسصتصحاب والصصال الرسصلة‬
‫والذرائع‬
‫ل يؤلف المام أح د ف الف قه كتا با‪ ,‬وإن ا أ خذ أ صحابه مذه به من أقواله‬
‫وأفعاله وأجوبته وغيذلك‬
‫وله كتاب (السصند) فص الديصث‪,‬حوى نيفصا وأربعيص ألف حديصث‪ ,‬وكان ذا‬
‫حافظة قوية جدا‪,‬‬
‫ويع مل بالد يث الر سل ( و هو ما سقط من ال صحاب ) وبالد يث الضع يف الذي‬
‫يرت فع إل در جة الد يث ال سن‪ ,‬ل البا طل ول الن كر‪ ,‬مرج حا الع مل بالر سل أو‬
‫الضعيف على القياس‬

‫لنمحة موجزة عن فقهاء الذاهب‬


‫ولقصد بدأت نواة الذاهصب فص عصصر الصصحابة‪ ,‬فكان مثل مذهصب عائشصة‪,‬‬
‫ومذهب عبد ال بن عمر‪ ,‬ومذهب عبد ال بن مسعود وغيهم‪ ,‬ث ف عصر التابعي‬
‫اشتهر فقهاء الدينة السبعة ‪ .‬وهم سعيد السيب‪ ,‬وعروة بن زبي‪ ,‬والقاسم بن ممد‪,‬‬
‫وخارجة بن زيد‪ ,‬وأبو بكر بن عبد الرحن بن حارث بن هشام‪ ,‬وسليمان بن يسار‪,‬‬
‫وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود ونافع مول عبد ال بن عمر‪ .‬ومن أهل‬

‫‪58‬‬
‫ وإبراه يم النخ عي ش يخ حاد بن أ ب سليمان ش يخ أ ب‬,‫ علق مة بن م سعود‬: ‫الكو فة‬
‫ السن البصر‬: ‫ ومن أهل البصرة‬,‫حنيفة‬
‫ وعطاء بن‬,‫ مثل عكرمة مول إبن عباس‬: ‫وهناك من بي التابعي فقهاء أخرون‬
‫ ومسروق بن‬,‫ والسود بن يزيد‬,‫ وممد بن سيين‬,‫ وطاوس بن كيسان‬,‫أب رباح‬
,‫ ومكحول الدمشقى‬,‫ وسعيد بن جبي‬,‫ وشريخ‬,‫ والشعب‬,‫ وعلقمة النخعى‬,‫العرج‬
‫وأبو إدريس الولن‬

‫الباب الثان عشر‬


‫الجتهاد وما يتعلّق به‬

Standar Kompetensi Memahami persoalan pengembangan hukum Islam


1.Menjelaskan pengertian, macam-macam, syarat-syarat,
dan fungsi ijtihad
2.Menjelaskan pengertian dan cara penyelesaian ta’arudl
al-adillah
Kompetensi Dasar 3.Menjelaskan pengertian dan cara tarjih dalam hukum
Islam
4.Membedakan antara taqlid dan ittiba’
5.Menjelaskan pengertian dan kedudukan talfiq dalam
fikih

‫ الجتهاد‬.1
‫ تعريفه‬o
59
‫الجتهاد ل غة هو بذل ال هد ف تق يق أ مر من المور‪ ,‬ولي ستعمل الل فظ‬
‫إلفيما فيه كلفة ومشقة‪ ,‬لذا يقال ‪ :‬إجتهد زيد ف حل قنطار من التفاحة‪ ,‬ول يقال‬
‫‪ :‬إجتهد زيد ف حل تفاح واحد‬
‫الجتهاد اصطلحا بذل الفقيه جهده ف استنباط حكم شرعي عملي‬
‫من دليله الشرعي التفصيلى على وجه يس من نفسه العجز من الزيد‬
‫‪ o‬حكم الجتهاد‬
‫‪ .)1‬الوجوب العي ن على الجت هد ف بيان ما يتا جه لنف سه من الحكام ف المور‬
‫العاجلة الت ل تقبل التأخي‪ ,‬أو ف بيان ما يتاجه لغيه من أحكام الت ل تقبل‬
‫التأخي أيضا‪ ,‬إن تعي بأن ل يكن هناك من يرجع إليه غي ذلك الجتهد‬
‫‪ .)2‬الوجوب الكفائى إذا ل يتعي الجتهد‪ ,‬بأن كان هناك غيه يكن الرجوع إليه‪,‬‬
‫أوكان متعينا ولكن السائل الت يراد بيان أحكامها لياف فواتصه‬
‫‪ .)3‬الندب‪ ,‬كالجتهاد ف أحكام الوادث الت يفترض وقوعه‬
‫‪ .)4‬الرمة‪ ,‬كالجتهاد ف مقابلة نص قاطع أو إجاع‬

‫‪ o‬مل الجتهاد‬
‫مل الجتهاد هوكل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي‪ ,‬فيخرج من ذلك ما‬
‫لمال للجتهاد فيه‪ ,‬ما اتفقت عليه المة من جليات الشرعي‪ ,‬كوجوب الصلوات‬
‫المس والزكاة وصوم رمضان ونو ذلك‪ .‬ومت صدر الجتهاد من أهله وصادف‬
‫مله كان أداه إليه اجتهاده هو الذي كلف العمل به وجاز أن يفت به غيه‬
‫‪ o‬مال يكون مل للجتهاد‬
‫‪ .)1‬مصا ورد فيصه نصص قطعصي الثبوت وقطعصي الدللة‪ ,‬مثصل مافص قوله تعال ‪:‬‬
‫ياأيهاالذ ين أمنواك تب علي كم ال صيام كماك تب على الذ ين من قبل كم لعل كم‬
‫تتقون ) البقرة‪ )128:‬لن الواجب فيه تنفيذ مادل عليه نص‬

‫‪60‬‬
‫‪ .)2‬الحكام الفسرة الت تدل على الراد منها دللة واضحة ولتتمل تأويله‪ ,‬فهي‬
‫ل يت مال للجتهاد ب عد بيان صها من الر سول صلى ال عل يه و سلم م ثل عدد‬
‫ركعات كل صلة‪ ,‬ومقاد ير الزكاة ف كل نوع‪ ,‬وم سائل ال ج‪ ,‬وبيان ذلك‬
‫كله بعفله صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ .)3‬العقوبات والكفارات القدرة وما علم من الدين بالضرورة‪ ,‬كحد شرب المر‬
‫والز نا وال سرقة ونو ها‪ ,‬وكفارة الظهار والق تل الطاء وانتهاك ن صهررمضان‬
‫ونوها‪ ,‬وكوجوب اليان بال وملئكته‪ ,‬وتري الزنا والقتل ونوها‬
‫‪ o‬شروط الجتهاد‬
‫‪ .)1‬السلم والعدالة‪ ,‬وها شرط لواز العتماد على فتواه‬
‫‪ .)2‬معر فة القرآن بعان يه ل غة وشري عة‪ ,‬وليشترط ف صحة الجتهاد معر فة ج يع‬
‫القرآن وحفظه كله بل يكفى أن ييط باليات التعلقة بالحكام الشرعية‬
‫‪ .)3‬معرفة السنة النبوبية ومعانية اللغوية والشرعية‪ ,‬ومعرفتها رواية ودراية‬
‫‪ .)4‬أن يكون عال ا بالوا ضع ال ت أج ع علي ها العلماء‪ ,‬ول يس الشرط ح فظ ج يع‬
‫الجاعات‪ ,‬بل يكفى علمه بسائل الجاع‪ ,‬حت ل يتهد ف مل ممع عليه‬
‫‪ .)5‬معرفصة وجوه القياس‪ ,‬وذلك بعرفصة العلل والكصم التشريعيصة التص شرعصت‬
‫الحكام بناء على العلل‪ ,‬والبة بوقائع الناس ومعاملت م‪ ,‬والبة بصال الناس‬
‫وأعرافهم‪ ,‬حت يستطيع أن يصدر حكمه ف الوقائع الت ل نص فيها بالقياس أو‬
‫الستحسان أوالصال الرسلة‬
‫‪ .)6‬العلم بالل غة العرب ية‪ ,‬ل كي يتم كن من تف سي القرآن وتف سيالسنة النبو ية‪ ,‬لن‬
‫كل منهما نزل بلسان عرب‬
‫‪ .)7‬معرفة الناسخ والنسوخ من الكتاب والسنة‪ ,‬حت ليعمل بالنسوخ مع وجود‬
‫الناسخ له‬
‫‪ .)8‬عل مه بعلم أ صول الف قه‪ ,‬ل نه أ ساس اجتهاده وعماد ا ستنباطه‪ ,‬إذل ي ستطيع‬

‫‪61‬‬
‫الفقيه التوصل إال الكم الشرعي من دليله التفصيلى إل إذا كان ميطا بقواني‬
‫أصول الفقه‬
‫‪ .)9‬أن يكون الجتهد متمتعا بفهم صحيح حت يستطيع التفرقة بي أراء الصحيحة‬
‫والفاسدة‪ .‬والراد بذلك أن يكون عنده معرفة بقواعد النطق ليتمكن الوصول إل‬
‫النتائج الصحيحة حت يكون أمنا من الطاء‬
‫تلك هي شروط الجتهاد مت تققت وتوفرت ف شحص كان هو من الجتهدين‪,‬‬
‫ول فرق بي زمن وأخر لن الجتهاد ليس له زمن معي ول وقت خاص‬

‫‪ o‬أحكام الجتهاد من حيث التصويب والتخطئة‬


‫الجتهاد مصدر من مصادر التشريع‪ ,‬ول مفر من الجتهاد فيما ل نص فيه‪,‬‬
‫لن ذلك هو الجال لختلف الجتهدين بسبب اختلف البيئات أو النظر‬
‫ولذا نظرتان للعلماء ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قال بعض العلماء إن الق عند ال واحد وليس متعدد‪ .‬ومن وصل‬
‫إل يه ف هو م صيب و من ل ي صل إل يه ف هو م طئ‪ ,‬والخ طئ معذور وكله ا مأجور‪.‬‬
‫وي سمى أ صحاب هذا الرأي ) الخطئة (وماذهبوا إل يه هو الو فق لاروي عن ال نب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إذا إجتهد الاكم فأصاب فله أجران‪ ,‬وإن أخطأ فله أجر‬
‫واحصد‪ .‬وهناك أيضصا مصن الخبار الدالة على أن الصصحابة كانوا يرون أن الجتهصد‬
‫يطئ ويصيب‪ ,‬والخطئ ل يأث بطئه‬
‫الثا ن ‪ :‬قال ب عض العلماء إن ال ق غ ي متع ي‪ .‬ف كل ما ي صل إل يه الجت هد‬
‫باجتهاده فهوحصق‪ ,‬ويسصمى صصاحب هذا الرأي ) الصصيبة) لنمص يقولون إن كصل‬
‫متهد مصيب فإن اختلفت الراء يي على القلد على هذا الرأي ف أن يقلد ما يشاء‬
‫من الجتهد ين‪ ,‬ك ما ي ي ف الع مل بأي الرأ ين التعارض ي ع ند الع جز عن ترج يح‬
‫أحد الدليلي مع الهل‪ .‬وهذه التوسعة هي الرحة القصودة ف قول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ :‬إختلف أمت رحة‬
‫‪62‬‬
‫‪ o‬نقض الجتهاد‬
‫إذا اجت هد مت هد ف حاد ثة ليعرف حكم ها‪ ,‬ث غلب علي ظ نه ال كم وأداه‬
‫اجتهاده إل ح كم في ها‪ ,‬فأ صدره وع مل بقتضاه‪ ,‬ث تبي له خطأه‪ ,‬ي ب عل يه أن‬
‫ينقصض إجتهاده الول باجتهاد أخصر‪ ,‬ويعمصل بقتضصى اجتهاده الثانص‪ ,‬لن الكصم‬
‫الول صار خ طأ ظ نه‪ ,‬والثا ن هو ال صواب‪ ,‬والع مل بال ظن وا جب ف الحكام‬
‫الشرع ية‪ ,‬م ثل ‪ :‬إذاجت هد مت هد فأفاد اجتهاده باللع لي عد طل قا ولين قص عدد‬
‫الطلقات‪ ,‬فعقصد على امرأة كانصت قدخلعهصا ثلثصا‪ ,‬ثص تغيإجتهاده فرأى أن اللع‬
‫طلق‪ ,‬فإ نه يلزم أن يفارق هذه الرأة‪ ,‬ول يوز له إم ساكها عمل بقت ضى اجتهاده‬
‫الثان‪.‬‬
‫وإذااجت هد مت هد للفتاء أو القضاء‪ ,‬ث تبي له أ نه خالف ن صا أو إجا عا‪,‬‬
‫وجب عليه أن يعلم الستفتي وأن ينقض قضائه الول‪ ,‬وذلك كما فعله عبد ال بن‬
‫م سعود ح يث إ نه قد أف ت رجل ف الكو فة ب ل زوج ته ال ت طلق ها ق بل الدجول‬
‫فتزوجها الرجل‪ .‬فلما رجع ابن مسعود إل الدينة وعرف خطأه عاد ابن مسعود ال‬
‫الكوفة وطلب الرجل وفرق بينه وبي زوجته‬
‫‪ o‬طريقة الجتهاد‬
‫إذا وقعت حادثة جديدة وأراد الجتهد معرفة حكمها وأراد استخلص رأي‬
‫راجح بي الراء‪ ,‬فعليه أن يستجمع كل ما يتصل بنواحى الوضوع من لغة وايات‬
‫قرأن ية وأحاد يث نبو ية وأقوال ال سلف وأو جه القياس المك نة‪ ,‬ث ين ظر ف الواق عة‬
‫بدون تعصب لذهب معي‪ ,‬على أساس النحو التال ‪:‬‬
‫‪ .)1‬أن ينظر أول ف نصوص القرآن‪ ,‬فإن وجد فيه نصا أو ظاهرا فعليه أن يتمسك‬
‫به وحكم ف الادثة على مقتضاه‬
‫‪ .)2‬فإن ل يد ذلك ف القرآن نظر ف السنة‪ ,‬فإن وجد فيهاخبا أوسنة عملية أو‬
‫تقريرية أخذها‬

‫‪63‬‬
‫‪ .)3‬فإن ل ي د في ها ذلك نظر ف إجاع العلماء‪ ,‬ث القياس فيف عل ف ا ستنباط العلة‬
‫بسب ما يقتضيه اجتهاده‬
‫هذه هي أساس الجتهاد وهي ‪ :‬الكتاب والسنة والجاع والقياس‬

‫‪ o‬أهية الجتهاد ف عصرنا الاضر‬


‫أول ‪ :‬إن ال جعل السلم خات الديان‪ ,‬وجعل شريعة صالة لكل زمن ومكان حت‬
‫يوم القيامة‪ ,‬ومعلوم أن نصوص القرآن والسنة مدودة العدد‪ ,‬والوادث جارية‬
‫ومتطورة غيصصصصص الحدود إل إذاكان هناك مال لتعرف الوادث الطارئة‬
‫باالجتهاد بأوسع معانيه‪ ,‬حت تكون الشريعة قادرة على مياسرة الزمن ومتابعة‬
‫نوض المم‪ ,‬وبغي ذلك تفقد الشريعة مرونتها وصلحيتها لكل زمن ومكان‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬الجتهاد حياة التشريصع‪ ,‬فل بقاء لشرع مال يظصل الفقصه والجهتاد فيصه حيصا‬
‫مرناذا فعاليصة وحركصة‪ ,‬إذأن مقتضيات النمصو وتطور الياة وضرورة انتشار‬
‫الشري عة غى العال هو الزم بأن الجتهاد مع تب‪ ,‬ل سيماف ع صرناهذا‪ .‬فهناك‬
‫قضاياكثية تستدعي حلول شريعة سليمة‪ ,‬ول ملجأ للهاف غي الجتهاد‪.‬‬
‫‪ o‬إمكان الجتهاد ف عصرنا الاضر‬
‫الجتهاد مكصن ف ع صرنا الاضصر‪ ,‬ول مانصع ين عه‪ ,‬وأن ا ستكمال شرائط‬
‫الجتهاد ل يس من ال ستحيل‪ ,‬خصوصا بعد تدو ين العلوم الختل فة‪ ,‬وتعدد الؤلفات‬
‫فيها‪ ,‬وتصفية كل داخل عليها‪ ,‬لكنه لننكرأن الجتهادالستقل بإياد أصول جديدة‬
‫وقواعدخاصة للستنباط لمال له ف اليوم‪.‬‬
‫فقد أرشد الباحثون الجتهدون إل مواطن الق والكمال فيها فيما علينا إل‬
‫الهتداء بإرشادهم‬

‫‪ .2‬التعارض والترجيح‬

‫‪64‬‬
‫‪ o‬تعريف التعارض‬
‫التعارض لغصة هصو اعتراض كصل واحصد منهمصا لخصر‪ ,‬ومنصه تعارض البينات‪,‬‬
‫اذاكان كل واحدة تعترض الخر تنع نفوذها‬
‫التعارض اصطلحا هو أن يقضي كل من دليلي ما ل يقتضيه الخر بيث‬
‫يقتضصى احدهاص ثبوت أمصر والخصر انتفائه فص ملص واحصد فص زمصن واحصد بشرط‬
‫تساويهما ف القوة أوزاد احدها على الخر فيها بوصف هو تابع‬
‫‪ o‬أمثلة التعارض‬
‫‪ .)1‬قوله تعال ‪ :‬فاقرؤوا ما تي سر من القرآن ) الز مل ‪ )20‬وقوله تعال ‪ :‬وإذا قرأ‬
‫القرآن فا ستمعواله وان صتوا ) العراف ‪ )204:‬فإن ال ية الول أوج بت كل‬
‫مصل منفردا كان أو مأموما أن يقرأ ف صلته ما تيسر من القرآن‪ ,‬يينما الية‬
‫الثان ية من عت على الأموم القراءة ح يث أمرت بال ستماع والن صات الانع ي‬
‫للمانعي للقرأة‬
‫‪ .)2‬ما روى أبوهريرة من قوله صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من أصبح جنبا لصوم له‪,‬‬
‫و ما رو ته عائ شة أ نه صلى ال عل يه و سلم كان ي صبح جن با وهو صائم‪ .‬فإن‬
‫الديث الول كما رواه أبو هريرة يقتضى عدم صحة الصوم لن أصبح جنبا‪,‬‬
‫بينما الديث الثان كماروته عائشة يقتضي صحة الصوم لن أصبح جنبا‬
‫‪ o‬شروط التعارض‬
‫‪ .)1‬أن يتساوي الدليلن التعارضان‪ ,‬حت يتحقق التقابل والتدافع‪ ,‬فل تعارض بي‬
‫دليل قوي ودليل ضعيف‪ .‬واذا تفاوت الدليلن قوة وضعفا يترجح القوي‬
‫‪ .)2‬أن يتضاد الكمان اللذان ثبتصا بالدليليص‪ ,‬كأن يثبصت أحدهاص على حصل شيصئ‬
‫ويثبت الخر تري ذلك الشيئ‪ .‬أما اذا اتفقا فل تعارض‪ ,‬ويكون كل منهما‬
‫مؤكدا للخر‬
‫‪ .)3‬أن يت حد م ل الدليل ي التعارض ي مع التضاد ال سابق‪ ,‬بأن يث بت أحده ا على‬

‫‪65‬‬
‫حل شيئ ويثبت الخرتري ذلك الشيئ‪ .‬أما اذاكان التضاد واردا على شيئي‬
‫متلفي فل يتحقق التعارض‪ ,‬مثل حل التمتع بالزوجة وحرمة التمتع بأمها‬
‫‪ .)4‬أن يتحد زمن ورود الدليلي التعارضي مع اتاد الحل والتضاد‪ ,‬وإذا ورد ف‬
‫الزمان ي فل تعارض‪ ,‬م ثل التحر ي المر ف ز من غ ي ز من حل ها‪ ,‬لن الثا ن‬
‫سابق والول لحق‬
‫ذاتصه أو بسصب صصفة مصن‬ ‫‪ .)5‬أن ليكون أحد الدليلي أول من الخر بسب‬
‫صفاته‬
‫تنبيه‬
‫إ نه ليو جد تعارض حقي قى ب ي آيت ي أو ب ي حديث ي‪ .‬وإذا بدا تعارض ب ي‬
‫نصي من هذه النصوص فإنا هوتعارض ظاهر يفقط بسب ما يبدو لعقولنا‪ ,‬وليس‬
‫بتعارض حقيقى‪ ,‬لن الشارع الكيم ل يكن أن يصدر منه دليل يقتضى حكما ف‬
‫واق عة‪ ,‬وي صدر ع نه دل يل أ خر يقت ضى ف الواق عة نف سها حك ما يال فه ف الو قت‬
‫الواحد‬
‫فإن وجصد نصصان ظاهرهاص التعارض وجصب الجتهاد فص صصرفهما عصن هذا‬
‫الظا هر‪ ,‬والب حث على حقي قة الراد منه ما‪ ,‬تتري ها للشارع الك يم عن التنا قض ف‬
‫تشريعه‬

‫‪ o‬طريقة لل التعارض‬
‫‪ .)1‬طريقة المع والتوفيق بي النصي التعارضي‪ ,‬مثل قوله تعال ‪ :‬والذين يتوفون‬
‫منكصم ويذرون أزواجصا يتربصصن بأنفسصهن أربعصة أشهروعشصر) البقرة‪)234:‬‬
‫وقوله تعال وأولت الحال أجلهصن أن يضعصن حلهصن) الطلق‪ )4:‬فقصد‬
‫تعارضت اليتان مع تساويهما قوة‪ ,‬ويكن المع والتوفيق بينهما بأن الامل‬
‫التوف عنها زوجها تعد بأبعد الجلي‬
‫‪ .)2‬وإن ل يكن المع والتوفيق بي النصي التعارضي أن يلجأ إل ترجيح أحدها‬
‫‪66‬‬
‫على الخر بطريق الترجيح القدرة كما سيأتى‬
‫‪ .)3‬وإن ل يكن المع والتوفيق بي النصي التعارضي‪ ,‬ول يكن ترجيح أحدها‬
‫على ال خر أن ين ظر ف تارخ ورودها عن الشرع‪ .‬فإذا علم أن أحده ا سابق‬
‫كان التأخر منهما ناسخا للسابق فيعمل به‬
‫‪ .)4‬وإن ل يكن المع والتوف يق بي النصي التعارض ي‪ ,‬ول ترجيح أحدها على‬
‫ال خر‪ ,‬ول يعلم تارخ وروده ا‪ ,‬ان يتو قف عن ال ستدلل ب ما ويترك الع مل‬
‫ب ما م عا‪ ,‬فيع مل بغيه ا من الدلة وكأن الواق عة حينئذ ل نص في ها‪ .‬وهذه‬
‫صورة فرضية لوجود لاف الواقع‬
‫‪ .4‬الترجيح‬
‫‪ o‬تعريف الترجيح‬
‫الترج يح ل غة هو ج عل الش يئ راج حا‪ .‬والترج يح ا صطلحا هو تقو ية أ حد‬
‫الدليلي على الخر ليعمل به‬

‫‪ o‬شروط الترجيح‬
‫للترجيح بي الدليلي شروط وهي ‪:‬‬
‫‪ .)1‬التساوي ف الثبوت‪ ,‬فل تعارض بي الكتاب وخب الواحد ال من حيث الدللة‬
‫‪ .)2‬التساوي ف القوة‪ ,‬فل تعارض بي التواتر والحاد بل يقدم التواتر على الحاد‬
‫بالتفاق‬
‫‪ .)3‬اتفاق الدليلي ف الكم مع اتاد الوقت والحل وغيها‪ ,‬فل تعارض بي النهي‬
‫عن الب يع ف و قت النداء مثل مع البا حة به ف غ ي و قت النداء لختلف‬
‫الوقت‬
‫‪ o‬أنواع الترجيح‬
‫الترجيح بي النصوص أربع صور‪ ,‬هي ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫أ‪ .‬الترجيح باعتبار السند‬
‫ب‪ .‬الترجيح باعتبار الت‬
‫ج‪ .‬الترجيح باعتبار الدلول‬
‫د‪ .‬الترجيح باعتبار أمر خارج‬
‫أول ‪ :‬الترجيح باعتبار السند‬
‫إعلم أن وجوه الترج يح كثية‪ ,‬وحا صلها أن ما كان اك ثر إفادة لل ظن ف هو‬
‫الراجح‪ ,‬ولذا ‪:‬‬
‫ترجيح ما رواه الكثر على مارواه القل‪ ,‬لقوة الظن بالكثر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬

‫ترجيح ما رواه الكبي على مارواه الصغي‪ ,‬لن الكبي أقرب إل الضبط‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ii‬‬

‫ترجيح ما رواه الفقيه على مارواه على من ل يكن كذلك‪ ,‬لن الفقيه أعرف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iii‬‬

‫مدلولت اللفاظ‬
‫ترجيح ما رواه العال باللغة العربية‪ ,‬لنه أعرف بالعن من ل يكن كذلك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iv‬‬

‫ترجيح ما رواه الوثق على من ل يكن كذلك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪v‬‬

‫ترجيح ما رواه الحفظ على من ل يكن كذلك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪vi‬‬

‫ترجيح ما رواه صاحب الواقعة‪ ,‬لنه أعرف بالقصة‬ ‫‪-‬‬‫‪vii‬‬

‫ترجيح ما رواه من كان مباشرا لا رواه على غيه‬ ‫‪-‬‬‫‪viii‬‬

‫ترج يح ما رواه كث ي الخال طة بال نب صلى ال عل يه و سلم على غيه‪ ,‬ل نه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ix‬‬

‫يقتضي ف الضطلع‬
‫ترجيح ما رواه أشهر بالعدالة و الثقة على غيه لن ذلك ينع الكذب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪x‬‬

‫ترجيح ما رواه من ذكر سبب الديث على من ل يذكر سببه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪xi‬‬

‫ترجيح ما رواه من سع شفاها على من سع من وراء الجاب‬ ‫‪-‬‬‫‪xii‬‬

‫ترجيح ما رواه البخاري ومسلم على غيه‬ ‫‪-‬‬‫‪xiii‬‬

‫‪68‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الترجيح باعتبار الت‬
‫تقدم القيقة على الجاز‪ .‬لتبادرها إل الذهن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬

‫يقدم على ما كان مستغنيا عن الضمار ف دللتها على ماكان مفتقرا إليه‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ii‬‬

‫يقدم الدال على الراد من وجهي على ما كان دال على الراد من وجه واحد‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iii‬‬

‫يقدم ما كان فيه الياء ال علة الكم على ما ل يكن كذلك‪ ,‬لن دللة العلل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iv‬‬

‫أوضح من دللة مال يكن معلل‬


‫يقدم القرون بالتهديد على ما ل يقرن به‬ ‫‪-‬‬ ‫‪v‬‬

‫يقدم القرون بالتأكيد على ما ل يقرن به‬ ‫‪-‬‬ ‫‪vi‬‬

‫يقدم ما كان مقصودابه البيان على مال يقصد به‬ ‫‪-‬‬ ‫‪vii‬‬

‫يقدم مفهوم الوافقة على مفهوم الخالفة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪viii‬‬

‫يقدم النهي على المر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ix‬‬

‫يقدم المر على الباحة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪x‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الترجيح باعتبارالدلول‬


‫يقدم ما كان القرب إل الحتياط لنه أرجح‪ ,‬قال الرسول‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬

‫صلى ال عليه وسلم ‪ :‬فمن اتقى الشبهات فقد استبأ لدينه‬


‫وعرضه ( متفق عليه )‬
‫يقدم الثبت على الناف‪ ,‬لن الثبت زيادة علم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ii‬‬

‫يقدم سقوط الد على مايفيد لزومه‪ ,‬قال الرسول صلى ال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iii‬‬

‫عليصه وسصلم ‪ :‬ادرؤواالدود بالشبهات (رواه ابصن عباس‬


‫والاكم (‬
‫يقدم ما حكمه أخف‪ ,‬قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iv‬‬

‫أحب الدين ال ال النفية السمحاء (رواه أحد والبخري)‬

‫‪69‬‬
‫رابعا ‪ :‬الترجيح باعتبار الارجية‬
‫يقدم على ما عضده دل يل أ خر على ما ل يعضده دل يل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪i‬‬

‫أخر‬
‫يقدم ماكان قولعلى ماكان فعل‪ ,‬ولذلك قال العلماء ‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ii‬‬

‫دللةالقوال أقوى من دللة الفعال‪.‬‬


‫يقدم ما اشيه بظاهر الكتاب على الخر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪iii‬‬

‫‪ .5‬التباع والتقليد والتلفيق‬


‫‪ o‬تعريف التباع‬
‫التباع هو قبول قول القائل وأنت تعلم حجته‬
‫ومن الناس من يلتزم برأي بعض الئمة الجتهدين ف كل السائل والوادث‪,‬‬
‫وال ق أ نه غ ي وا جب عل يه أن يتم سك به وليلز مه ال ستمرار عل يه‪ ,‬فيجوز له أن‬
‫ينت قل إل مذ هب أ خر مال ي كن الق صد من النتقال التل هي والتش هي‪ ,‬ذلك لن‬
‫الشرع ل يوجب على غي الجتهد اتباع إمام معي أو مذهب معي‪ ,‬إناوجب عليه‬
‫إتباع أهل العلم من تصيص بعال دون عال أخر‬
‫‪ o‬حكم التباع‬
‫التباع ف الدين مأمور به‪ ,‬وذلك لقوله تعال‪ :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل‬
‫تعلمون)النحصل‪ )42:‬أي فاسصألوهم عصن علمهصم مصن الكتاب والسصنة‪ ,‬ل رأيهصم‬
‫الب حت‪ ,‬لن الأمور ب سؤالم هم أ هل الذ كر‪ ,‬والذ كر هو كتاب ال و سنة ر سوله‬
‫لغيها‪.‬‬
‫كان ال صحابة والتابعون ييزون على غ ي الجتهد ين سؤالم من شاءوا من‬
‫العلماء من غ ي تقي يد بذ هب مع ي‪ ,‬فإن اختلف الئ مة ف الحكام رح ة بال مة‬
‫وتوسعة عليهم‪ ,‬ويوز للعام ف كل زمن أن يأخذ بقول عال من العلماء أو مذهب‬
‫من الذاهب العتبة الشهورة‬
‫‪70‬‬
‫‪ o‬تعريف التقليد‬
‫التقليد لغة مأخوذ من القلدة‪ ,‬وهو جعل القلدة ف العنق‪ ,‬فكأن القلد جعل‬
‫ذلك الكم الذي يقلد فيه كالقلدة ف عنقه‬
‫والتقليد ا صطلحا هو قبول قول الغ ي والع مل به دون ب ث عن ال جة ول‬
‫عن الدليل الذي اعتمد عليه ذلك الغي‪ ,‬مثل من مسح ربع رأسه ف الوضوء‪ ,‬أويقرأ‬
‫القنوت ف صلة الو تر تقليدا لذ هب أ ب حني فة دون أن يب حث عن الدل يل الذي‬
‫استند إليه أبو حنيفة ف ذلك‬
‫‪ o‬حكم التقليد ف الفروع‬
‫للعلماء ف هذه السألة أراء متلفة‪ ,‬هي ‪:‬‬
‫‪ .)1‬إن التقل يد وا جب ب عد ز من الئ مة الجتهد ين الذ ين و قع التفاق على ت سليم‬
‫الجتهاد لم وجواز تقليدهم‬
‫‪ .)2‬إن التقليد غي جائز بوجه من الوجوه‪ ,‬والجتهاد واجب على كل واحد من‬
‫الكلفيص‪ ,‬يتهصد لنفسصه فيمصا عرض له مصن أمور دينيصة ويعمصل باص أداه إليصه‬
‫اجتهاده‪ ,‬واستمرعليه برأيه بعد أن يكون قد نظر ف الدلة الشرعية‪.‬‬
‫‪ .)3‬إ نه ليوز التقل يد إل ل ن ل يتو فر ف يه شروط الجتهاد‪ ,‬ف من ل ي د ف نف سه‬
‫أهلية للجتهاد وجب عليه أن يقلد واحدا من الئمة الجتهدين وأن يسأل من‬
‫العلماء فيمصا يعرض مصن أمور الديصن‪ .‬أمامصن شعصر فص نفسصه أهليصة للقيام‬
‫بالجتهادوتوفرت له شروطه وتيأت له أسبابه فعليه أن يتهد ويعمل با يؤديه‬
‫إليه اجتهاده‬
‫والرا جح من الراء الثل ثة الذكورة هو الرأي الثالث والخ ي‪ ,‬ل نه هوالذي‬
‫يؤيده القرآن وعمل الصحابة والتابعي‪ .‬فقد قال تعال‪ :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم‬
‫ل تعلمون ) النحصل‪ )42:‬والصصحابة والتابعون وتابعصو التابعون كانوا يفتون العوام‬
‫وإل مصن ل يبلغ درجصة الجتهاد فيمصا ليعلم مصن الحكام‪ .‬وإذاكان الناس ليسصوا‬

‫‪71‬‬
‫سصواء بصل منهصم العال وغيص العال فيلزم مصن ذلك أن يرجصع مصن ل يعلم إل العال‬
‫يسصأله‪ ,‬كمال ينكروا على غيص الجتهديصن عدم اجتهادهصم ومصا كانوا يأمرونمص‬
‫بالجتهاد‬
‫‪ o‬شروط القلد‬
‫إن الش حص الذي ل ي صل إل در جة الجتهاد سواء كان عام يا م ضا ل يس‬
‫عند هم ش يئ من العلوم ال ت يرت فع ب ا ال در جة الجتهاد‪ ,‬أوكان حا صل بب عض‬
‫العلوم الع تبة ف الجتهاد‪ ,‬جاز له ويلز مه التقل يد للمجت هد وال خذ بفتواه‪ ,‬وذلك‬
‫لعموم قوله تعال ‪ :‬فاسألوااهل الذكرإن كنتم ل تعلمون‬
‫والجاع قائم على أن عوام الصصحابة والتابعيص كانوا يسصتفتون لجتهديصن‬
‫من هم ف الحكام الشرع ية‪ ,‬فيجيبون م من غ ي إشارة إل ذ كر الدل يل‪ ,‬ويعلمون‬
‫بفتواهمن غي نكي من أحد فكان احاعا‬
‫وليس ف وسع كل الناس الوصول إل درجة الجتهاد‪ ,‬فمن ل يد ف نفسه‬
‫الهل ية للجتهاد ل يلز مه التعلم ح ت ي صل إل در جة الجتهاد‪ ,‬ل نه يتر تب على‬
‫ذلك تعطيصل لصصالهم الضررورة باشتغالمص بالجتهاد‪ ,‬كمافيصه تعطيصل الصصناعة‬
‫والزراعصة وسصائر الصصال الخصر الضروريصة للحياة والتص يقوم عليهصا نظام العمران‬
‫للعال‪.‬‬
‫‪ o‬التقليد ف الصول أي ف أحكام العتقادية‬
‫و ف هذه ال سألة اختلف العلماء‪ ,‬فال صح أ نه للعا مي الذي ليك نه النظر ف‬
‫الدلة وتريرها على طريقة التكلمي يوز التنفيد فيها ول يب عليه النظر إكتفاء‬
‫باص حصصل عنده مصن العتقاد الذي ل يتمصل الشصك‪ ,‬وإن إيانصه حينئذ صصحيح‪.‬‬
‫والدليل على ذلك ‪:‬‬
‫‪ .‬أن ال نب صلى ال عل يه و سلم كان يكت فى من العراب (ولي سوا أهل‬ ‫‪I‬‬

‫للنظرف الدلة) بالتلفظ بكلمت الشهادة العتبة عن العتقاد الازم‪ ,‬ول‬

‫‪72‬‬
‫يطالبهم بالنظر وإقامة الدلة‬
‫إنه ل ينقل عن أحد من الصحابة الوض والنظر ف السائل الكلمية‪,‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪II‬‬

‫ولووجد ذلك لنقل كما نقل عنهم النظر ف السائل الفقهية‪ .‬وهذا يدل‬
‫على الكتفاء بالتقل يد ف العقائد مادام القلب قد و قر ف يه اليق ي الذي‬
‫ليالطه الشك ‪.‬‬
‫‪ o‬أقسام التقليد‬
‫قسم العلماء التقليد إل قسمي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬التقليد الحمود‪ ,‬وهو تقليد العاجز عن الجتهاد‪ ,‬لنه ل يقدر على‬
‫التوصل ال الكم الشرعي بنفسه‪ ,‬فلم يبق أمامه إل اتباع من يرشده من أهل النظر‬
‫والجتهاد إل ما ليب عليه من التكالف‬
‫الثان ‪ :‬التقليد الذموم أوالحرم‪ ,‬وهو ثلثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ .)1‬مصا تضمصن العراض عمصا أنزل ال وعدم اللتفات إليصه‪ ,‬كتقليصد الباء‬
‫والرؤساء‬
‫‪ .)2‬تقليد من ل يعلم القلد أنه أهل لن يؤخذ بقوله‬
‫‪ .)3‬التقليد بعد ظهورالجة وقيام الدليل عند شخص على خلف قول القلد‬
‫وهذه النواع الثل ثة هي ال ت ي مل علي ها ماورد من أيات وأحاد يث ف ذم‬
‫التقليد‪ ,‬كما يمل كل مانقل عن العلماء والئمة الربعة ف ذم التقليد‪ ,‬وهو ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قال المام أبوحنيفة ‪ :‬إن كان قول يالف كتاب ال وخب الرسول فاتركوا قول‬
‫ب‪ -‬قال المام مالك ‪ :‬إنا أنا بشر أخطئ وأصيب‪ ,‬فانظروا ف رأيي‪ ,‬كل ماوفق‬
‫الكتاب والسنة فخذوه‪ ,‬ومال يوافق الكتاب والسنة فاتركوه‬
‫ج‪ -‬قال المام الشافعى ‪ :‬مثل الذي يطلب العلم بل حجة كمثل حاطب ليل يمل‬
‫حزمة وفيه أفعى تلدغه وهو ل يدري‬
‫د‪-‬قال المام أحدص ‪ :‬لتقلدونص ولتقلدوا مالكصا ولالثوري ولالوزعصي وخذمصن‬

‫‪73‬‬
‫حيث أخذوا‬
‫‪ o‬تعريف التلفيق‬
‫التلف يق هو التيان بكيف ية يقول ب ا الجت هد‪ .‬ومعناه أن يتر تب على الع مل‬
‫بتقليد الذاهب والخذ ف مسألة واحدة بقولي أو أكثر للوصول ال حقيقة مركبة‬
‫ل يقر ها أحد‪ ,‬سواء المام الذي كان عليه مذه به أو المام الذي انت قل ال يه‪ .‬ف كل‬
‫واحدمنهم يقرر بطلن القيقة اللفقة ف العبادة‬
‫‪ o‬مثال التلفيق‬
‫مثل أن يقلد شخص مذهب الشافعى الكتفاء بسح بعض الرأس ف الوضوء‪,‬‬
‫ث يقلد أب حنيفة ف عدم نقض الوضوء بلمس الرأة ‪,‬ث يصلى‬
‫فإن هذه الوضوء الذي صصلى بصه على هذا القص ل يقصل بصه هؤلء الئمصة‬
‫بصحته‪ .‬فالشافعي يعتب باطل لنقضه باللمس‪ ,‬وأبوحنيفة ل ييزه لعدم ربع الرأس‪,‬‬
‫والالك ل يقره لعدم مسح جيع الرأس‪ ,‬ونو ذلك‬
‫‪ o‬حكم التلفيق‪.‬‬
‫إذاعرفنا أن القلد لمانع عليه أن يقلد أي متهد من الجتهدين وأنه ليس عليه‬
‫أن يلتزم ف جيع الموربذهب من قلده‪ ,‬فل مانع أن يقلد أب حنيفة ف أمر ويقلد‬
‫الشافعى ف أمر أخر‪ ,‬إل أنه يب التنبيه لسألتي‪ ,‬ها ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أل يؤدي التقليصد فص الوسصائل إل عمصل ل يقول بصصحته احصد مصن‬
‫الجتهديصن‪ .‬فالقلد له أن يلفصق بشرط أن ل يؤدي تلفيقصه ال صصورة ليقرهصا احصد‬
‫المام ي الذ ين قلده ا‪ ,‬م ثل اذا ات بع القلد مذ هب أ ب حني فة ف أن ل س الرأة ل‬
‫ينقصض الوضوء‪ ,‬واتبصع مذهصب الشافعصى فص أن خروج الدم مصن البدن ل ينقصض‬
‫الوضوء‪ ,‬فإذا تو ضأ ول س الرأة وخرج م نه الدم ث صلى بوضوئه فإن صلته غ ي‬
‫صحيحة على قول أ حد المام ي‪ .‬أ ما الشاف عي فلن ل س الرأة ف مذه به ين قض‬
‫الوضوء‪ ,‬وأ ما أبوحني فة فلن خروج الدم من الش خص ب عد الوضوء ين قض الوضوء‬

‫‪74‬‬
‫ف مذهبه‬
‫الثانية ‪ :‬إذا تتبع القلد رخص الذاهب فأخذ من كل منها أسهلها فل مانع‬
‫ين عه من ذلك شر عا‪ ,‬إذ أن الن سان ي سلك ما هو ال خف عل يه اذا كان له ال يه‬
‫سبيل‪ ,‬وتلك هي سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ,‬فقد كانت يب ماخف على‬
‫ام ته‪ ,‬ل كن ذلك بالشرط ال سابق ف ال سألة الول و هو ان ل يؤدي اخذه بالر خص‬
‫ال إياد صورة ل يقول ب ا ا حد الجتهد ين‪ ,‬والحوط للن سان أن ي عل هواه تب عا‬
‫لدينه ول يعل دينه تبعا لواه‪.‬‬

‫‪75‬‬

You might also like