Professional Documents
Culture Documents
مبـــدأ تحــــرير الأســــــــعار
مبـــدأ تحــــرير الأســــــــعار
لقد كان في السابق نظام السعار المقننة أو السعار الدارية هيو الصيل و الييوم أصيبح اسيتثناء فيي ظيل
المر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة حيث نصت عليييه الفقييرة الثانييية ميين المييادة 04و الييتي أحالتنييا علييى
المادة 05التي تبين لنا شروط الرجوع إلى نظام السعار المقننة ،و ذلك من منطلييق أن بعيض القطاعيات
و النشطة الموصوفة بالستراتيجية تستدعي تدخل الدولة لتحديييد السييعار ،فالدوليية تقييوم بتسيييير بعييض
القطاعات و المصالح بصفة مباشرة أو عن طريق مكاتب وظيفية أو بلديات أو جماعات و يكون عليها في
هذه الحالة باعتبارها تلعب دور المنظم أن تحدد أسعار بيع مواد و خييدمات تلييك القطاعييات الييتي يسييتجيب
إنتاجها للحاجات الجتماعية بحيث يصبح على المصالح الخاصة تسييرها مباشرة لن هييذه الخيييرة تميييل
إلى الزيادة في أرباحها و من أسييعار إنتاجهييا فييي حييين أن المسييتهلك يرفييض ذلييك اجتماعيييا نظييرا للييدور
الحيوي الذي تلعبه هيذه القطاعيات بالنسييبة ليه و مين بيين هييذه القطاعييات نجييد قطيياع الكهربياء و السيكك
الحديدية و النقل الجوي . . .
و تدخل الدولة في تحديد أسعار السلع و الخدمات من شأنه تحقيق ما يلي :
-هدف اقتصادي ،حيث تعتبر الدولة السعر وسيييلة تشييجيع بعييض القطاعييات أو بعييض القيياليم و وسيييلة
إقرار التوازن القتصادي العام في الدولة.
-هيييدف اجتمييياعي يتمثيييل فيييي المحافظييية عليييى القيييدرة الشيييرائية ليييذوي الميييداخيل الضيييعيفة .
-التحكم في التعامل مع الكوارث و الزمات في حاليية إثييارة مشييكلة تمييوين نشيياط معييين أو إقليييم معييين .
و علييه تناولنييا هيذه المسييألة مين زاوييتين ،تعلقييت الولييى تحديييد أسيعار السييلع و الخيدمات ذات الطيابع
الستراتيجي أما الثانية فكانت حالت استثنائية أخرى .
.2.1تحديد أسعار السلع و الخدمات ذات الطابع الستراتيجي
رغم التأكيد على المبدأ العام القاضي بحرية العوان القتصاديين في تحديد أسعار السلع و الخييدمات وفقييا
لقواعد اللعبة التي تحكم المنافسة في ظل القتصاد الحر ،إل أنه يمكن للدولة في بعيض الحيالت و بصيفة
استثنائية أن تتدخل و تفرض قيود على حرية العون القتصادي بتحديد السعار و فرضييها بالنسيبة لبعيض
السلع ذات الطابع الستراتيجي.
حيث تنص المادة 05على ما يلي " :يمكن تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدوليية ذات طييابع
إستراتيجي ،بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة .ّ. . .
تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة ) (6اشهر بعييد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية.
الملحظ على نص المادة 05جاءت بصيغة جوازية "يمكن" و ليس بصيغة اللزام ،معنى ذلك أنييه حييتى
و لو قدرت الدولة أن سلعة أو خدمة ما تعتبر إستراتيجية فليس بالضرورة أن تتدخل في تحديد السعر ،أي
. لها سلطة تقديرية
نشير في هذا السياق إلى أن تحديد السعر من قبل الدولة فيما يخص السلع و الخدمات الستراتيجية يختلييف
عن التفاقات التي تتم بين التجار التي عادة ما يكون الغرض منها رفع أو تحديد أو تقييد أو تثبيت السعار
في السوق من خلل تدابير معينة يقوم بها التجييار فيي السيوق و كقاعييدة عامية فييإن مثيل هيذا التفيياق مين
الناحية القانونية مخالف لقواعد المنافسة باعتبار أن السعر في الساس متروك لقانون العرض و الطلييب و
ليس للتجار .
كما نشير كذلك إلى أن عبارة " ذات طابع إستراتيجي" هي عبارة واسييعة المفهييوم فمييا يعتييبر إسييتراتيجي
. اليوم قد ل يعتبر كذلك في الغد و هكذا
رغم التأكيد على المبدأ العام القاضي بحرية العوان القتصاديين في تحديد أسعار السلع و الخييدمات وفقييا
لقواعد اللعبة التي تحكم المنافسة في ظل القتصاد الحر ،إل أنه يمكن للدولة في بعيض الحيالت و بصيفة
استثنائية أن تتدخل و تفرض قيود على حرية العون القتصادي بتحديد السعار و فرضييها بالنسيبة لبعيض
السلع ذات الطابع الستراتيجي.
حيث تنص المادة 05على ما يلي " :يمكن تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدوليية ذات طييابع
إستراتيجي ،بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة .
كما يمكن اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع السعار أو تحديد السعار في حال ارتفاعها المفرط بسبب
اضطراب خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع نشيياط معييين أو فييي منطقيية
. جغرافية معينة أو في حالت الحتكارات الطبيعية
تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة ) (6اشهر بعد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية .
الملحظ على نص المادة 05أنها جاءت بصيغة جوازية "يمكن" و ليس بصيغة اللييزام ،معنييى ذلييك أنييه
حتى و لو قدرت الدولة أن سييلعة أو خدميية مييا تعتييبر إسييتراتيجية فليييس بالضييرورة أن تتييدخل فييي تحديييد
السعر ،أي لها سلطة تقديرية .
نشير هنا إلى أن تحديد السييعر ميين قبييل الدوليية فيمييا يخييص السييلع و الخييدمات السييتراتيجية يختلييف عيين
التفاقات التي تتم بين التجار التي عادة ما يكون الغرض منها رفع أو تحديد أو تقييد أو تثبيت السعار فييي
السوق من خلل تدابير معينة يقوم بها التجار في السوق و كقاعدة عامة فإن مثل هييذا التفيياق ميين الناحييية
القانونية مخالف لقواعد المنافسة باعتبار أن السعر في الساس مييتروك لقييانون العييرض و الطلييب و ليييس
للتجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييار .
نشير كذلك إلى أن عبارة " ذات طابع إستراتيجي" هي عبارة واسعة المفهوم فما يعتييبر إسييتراتيجي اليييوم
قد ل يعتبر كذلك في الغد و هكذا .
.2.1حالت استثنائية أخرى
لقد نصت المادة 5من الميير رقييم 03 -03المتعلييق بالمنافسيية علييى أنييه ":يمكيين تقنييين أسييعار السييلع و
الخدمات التي تعتبرها الدولة ذات طييابع إسييتراتيجي ،بمييوجب مرسييوم بعييد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية .
كما يمكن اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع السعار أو تحديد السعار في حال ارتفاعها المفرط بسبب
خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخييل قطيياع نشيياط معييين أو فييي منطقيية جغرافييية
معينة أو في حالت الحتكارات الطبيعية .
تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة ) (6اشهر بعد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية .
معنى ذلك أن الدولة يمكنها وضع إجراءات استثنائية للحد من مشكلة ارتفاع السعار أو لتحديديها في حالة
ارتفاعها المفرط بسبب اضطراب خطيير للسييوق )أزمية( أو كارثيية أو صيعوبات فيي التميوين فيي بعييض
المناطق و حالة الحتكار الطبيعي و ذلك بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة ) (6اشهر بعد أخذ رأي مجلس
المنافسة ،و نشير في هذا الصدد أن هذه الستثناءات لم ترد علييى سييبيل الحصيير و إنمييا هييي علييى سييبيل
المثال حيث يمكن إضافة الفيضانات و الزلزل و . . .
الخاتمة
كخلصة لما سبق ذكره نقول أنه رغم محاولت المشيرع الجيزائري فيي تبنيي الفكير القتصيادي الحير و
سعيه الدءوب إلى خلق بيئة قانونية تنظم و تضبط هذا التوجه الجديد ،و كذا محاولته الحثيثة ليجيياد بنيياء
قانوني محكم يكرس المبادئ التي يقوم و يرتكز عليها هذا النمط القتصادي الحديث نسبيا في الجيزائر ،و
على رأسها مبدأ تحرير السعار الذي يعتبر في الواقع أهم و أبرز مقوم يرتكز عليه القتصاد الحر ،و هو
فييي ذات الييوقت الميكييانيزم الفعييال لتحريييك عجليية التنمييية و التطييور القتصيياديين ،نقييول أن المشييرع
الجزائري لزال نوعا ما بعيدا عن التكريس الفعلي لهذا المبدأ ،لن ما يعاب عليه هو أنه ما منحه بشييماله
في سبيل تكريس هذا المبدأ ،نزعه بشماله .
فهو و إن حاول جعل صراحة مبدأ حرية السعار هو الصل و السعار المقننة و الدارية هو السييتثناء ،
إل أنه في الواقع نجده ضمنيا قد أبقى على السعار المقننة و الدارييية كأصييل عييام مطبييق بشييكل واسييع و
الستثناء مبدأ حرية السعار و ذلك من خلل البقاء على آلية السعار المقننة إمييا صييراحة و ذلييك عنييدما
اعتبرها استثناء طبقا لحكام نص المادة 5من المر رقم 03-03المتعلييق بالمنافسيية بنصييه علييى إمكانييية
تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدولة ذات طييابع إسييتراتيجي بمييوجب مرسييوم بعييد أخييذ رأي
مجلس المنافسيية ،و الملحيظ فيي سييياق هيذه المييادة ،أن المشيرع حيتى و إن جعيل تيدخل الدولية لتقنييين
السعار مسألة جوازية ،إل أنه استعمل و في ذات السياق عبارة تعتبر بمثابة سم في دسم تتمثل فييي كلميية
إستراتجية أي السلع و الخدمات الستراتجية بالنسبة للدوليية ،فالدوليية هييي الوحيييدة المخييول لهييا بمقتضييى
. نص هذه المادة الحكم على سلعة أو خدمة ما إستراتيجية أم ل
كما أكد و في نفس الفقرة من المادة المشار إليها على إمكانية اتخاذ تدابير استثنائية للحد من حرية السعار
في حالة ارتفاعها و كذلك في حالة ما إذا كان هذا الرتفاع مفرطا بسبب اضييطراب خطييير فييي السييوق أو
كارثة أو صعوبة مزمنة في التموين داخل قطاع نشيياط معييين أو فييي منطقيية جغرافييية معينيية أو فييي حاليية
. الحتكارات الطبيعية
كما نجده قد أبقى على السعار المقننة و الدارية بصورة ضمنية عندما حظر بيييع سييلعة بسييعر أدنييى ميين
سعر التكلفة حسب نص المادة 19من القانون رقم 02-04الذي يحييدد القواعييد المطبقيية علييى الممارسييات
التجارييييييية و كييييييذلك نييييييص المييييييادة 12ميييييين الميييييير رقييييييم 03-03المتعلييييييق بالمنافسيييييية .
كما حظر كذلك بموجب نص المادة 6من المر 03-03المتعلق بالمنافسيية ،كييل التفاقييات الييتي تتييم بييين
العوان القتصاديين و التي من شأنها تحديد السعار فيما بينهييم ،دون أن ننسييى فييي هييذا السييياق تسييعير
. المرافق العمومية
كما نلحظ على المشرع الجزائري أنه و على الرغم من الترسانة القانونية المتعلقة على العمييوم بتنظيييم و
ضبط الممارسات التجارية و المنافسة القتصادية ،إل أنها ل زالت في نظرنا المتواضع تراوح مكانهييا إذ
بقيت مجرد توزيع لقواعد على مختلف النصوص التي جاءت بتسميات عدة ،ففصل قييانون المنافسيية عيين
قانون الممارسات التجارية لم يضف شيئا للمبدأ و ما نص عليه قانون 1995استثناء فقط بعض التعديلت
. الطفيفة التي ل تكاد تؤثر شيئا على مضمون المبدأ
الهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوامش
الكتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب :
] -[1د .هيياني دويييدار ،القييانون التجيياري ،التنظيييم القييانوني للتجييارة ،دار الجامعيية الجديييدة للنشيير ،
السكندرية ،مصر ، 2004 ،ص . 09
] -[2راجع ،تسعير المرافق العمومية ،مذكرة ماجستير ،إعداد الطالب بساعد علي ،بإشييراف د .محمييد
المين بوسماح ،كلية الحقوق ،بن عكنون ،جامعة الجزائر ،السيينة الجامعييية ، 2000-1999ص 104
و ما يليها .
] -[3نلحظ أنه في المر رقم 06 -95المؤرخ في 25جانفي 1995المتعلييق بالمنافسيية أسييتعمل عبييارة
تحرير السعار بدل من عبارة حرية السعار مع أن الصح حرييية السييعار Liberté des prixو
ليس تحري السعار Libération des prix
] -[4د ،سلمان بو ذياب ،مبادئ القانون التجاري ،المؤسسيية الجامعييية للدراسييات و النشيير و التوزيييع ،
الطبعة الولى ،بيروت ،لبنان ، 2003 ،ص .177
] -[5د .محميد الفقيي ،دروس فيي القيانون التجياري الجدييد ،دار المطبوعيات الجامعيية ،السيكندرية ،
مصر ، 2003 ،ص . 303
النصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوص القانونيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
-دسييتور 28نوفمييبر ، 1996المعييدل بمييوجب القييانون رقييم 08-19المييؤرخ فييي 15نوفمييبر . 2008
-الميير رقييم 06-95المييؤرخ فييي 25جييانفي 1995يتعلييق بالمنافسيية ،الجريييدة الرسييمية للجمهورييية
الجييييييزائري الديمقراطييييييية الشييييييعبية ،العييييييدد ،09المؤرخيييييية فييييييي 22فييييييبراير . 1995
-الميير رقييم 03-03المييؤرخ فييي 19جويلييية 2003يتعلييق بالمنافسيية ،الجريييدة الرسييمية للجمهورييية
الجييييييزائري الديمقراطييييييية الشييييييعبية ،العييييييدد ،43المؤرخيييييية فييييييي 20جويلييييييية . 2003
-القانون رقم 02-04المؤرخ فييي 23جييوان 2004يحييدد القواعييد المطبقيية علييى الممارسييات التجارييية،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائري الديمقراطية الشعبية ،العدد ، 41المؤرخة في 27جوان . 2004