You are on page 1of 8

‫مبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأ تحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرير الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعار‬

‫فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي التشريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع الجزائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري‬


‫بقلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ‪/‬‬
‫الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتاذ ‪:‬رواب جمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال‬
‫الستاذ ‪:‬طحـطاح علل‬
‫تمهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ‪:‬‬
‫يعتبر قانون المنافسة فرع من فروع قانون العمال ‪ ،‬و هذا الخير هو القانون التجيياري فييي ثييوبه الجديييد‬
‫الذي هو مجموعة من القواعد القانونية المنظمة للنشطة التجارية التي في جوهرهييا أنشييطة تتعلييق بصييفة‬
‫أساسية بالصناعة و الخدمات و يتبع في شأنها طريقة النتاج الرأسمالية]‪ ، [1‬و لقد قيل بحييق أن المنافسيية‬
‫هي قانون التجارة ‪ ،‬و قانون المنافسة هو مزيج من عدة قوانين ) القانون التجاري ‪ ،‬القييانون القتصييادي ‪،‬‬
‫القانون الجنائي ‪ ، ( . . .‬إل أنه يحمل في طياته خصوصيات يتميز بها عن هذه القوانين كييونه يطبييق علييى‬
‫فئة معينيييية و هييييم العييييوان القتصيييياديون و علييييى مجييييال معييييين هييييو العمييييال التجارييييية ‪.‬‬
‫فقانون المنافسة له علقة وطيدة بحماية المستهلك‪ ،‬إذ يهدف أساسا لحمايته و إشباع حاجاته و رغباته بأقييل‬
‫تكلفييييية و فيييييي أحسييييين الظيييييروف ‪ ،‬و هيييييو الهيييييدف اليييييذي يصيييييبوا إلييييييه كيييييل اقتصييييياد ‪.‬‬
‫حيث في الجزائر و غداة الستقلل مباشرة استمر العمل بالقوانين الفرنسية إل ما تعارض منها مع السيادة‬
‫الوطنية حسب أحكام القانون رقم ‪ 157-62‬إلى غاية صدور الحكييام القانونييية ذات المرجعيية الشيتراكية‬
‫التي أظهرت و بوضوح وجهيية المشييرع الجييزائري ‪ ،‬و ميين ثييم لييم يعييرف القتصيياد الجييزائري عمليييات‬
‫المنافسة إل في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث كانت تعتمد النهييج القتصييادي الحييادي‬
‫اليييييذي كيييييان قائميييييا عليييييى الحتكيييييار اليييييذي ل يمكييييين إقيييييرار نقيضيييييه و هيييييو المنافسييييية ‪.‬‬
‫منذ عام ‪ 1988‬بادرت الجزائر إلى تغيير المحيط القانوني لقتصادها جذريا و تبنت نظييام اقتصيياد السييوق‬
‫القائم على المنافسيية الحييرة ) تحويييل المؤسسييات العمومييية القتصييادية إلييى هيئات اقتصييادية تحييت نظييام‬
‫مستقل تسيرها قواعد التجارة وفق قوانين ‪. (1988‬‬
‫و قد أدت هذه المتغيرات فييي حقيل القييانون إلييى جعييل العقييد ‪ ،‬أي اللتزامييات الرادييية أهييم قواعييد اللعبيية‬
‫القتصادية مما يعنييي تراجييع التشييريع الحييادي المركييزي فييي الحقييل القتصييادي و حلييول العقييد محلييه ‪.‬‬
‫أمام هذا التوجه الجديد كان لزاما على المشرع الجزائري تبني وسائل قانونية نافعة تتماشى و النهج الجديد‬
‫و تأكد ذلك بصدور دستور ‪ 1989‬الذي هجر بصفة رسمية تعاليم النظام القديم و كرس مبدأ حرية التملك‪،‬‬
‫و في نفس السنة صدر قانون السعار و هو أول قانون اهتم بحرية المنافسة بالضافة إلى قانون الصييفقات‬
‫العمومية لعام ‪ ، 1991‬لكن هذه القواعييد لييم تجييد صييداها فييي التطييبيق الميييداني نتيجيية للمرحليية النتقالييية‬
‫الصعبة التي مرت بها الجزائر ‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أن هذا القانون استند إلى المرين الفرنسيين اليذين كانييا مطبقيين فييي الجيزائر إبييان الحتلل‬
‫الفرنسي في الجييزائر و همييا الميير رقييم ‪ 1483-45‬و الميير رقييم ‪ ، 1484-45‬يتعلييق الول بالسييعار و‬
‫الثاني بمعاينة و متابعة و معاقبة مخالفييات التشييريع القتصييادي المعمييول بييه أنييذاك ‪ ،‬و اسييتند أيضييا إلييى‬
‫القانون الصادر عام ‪ 1905‬المتعلق بقمع الغش]‪.[2‬‬
‫هذه القوانين نجدها كلها جاءت لتكريس مبدأ حرية الصناعة و التجارة الذي كرسييه المشييرع الفرنسييي فييي‬
‫أواخر القرن ‪ 18‬في قانون ‪ 1791‬و هو المبدأ الذي تم تكريسه في الجزائر بمقتضى دستور ‪ 1996‬و ذليك‬
‫تحديدا في المادة ‪ 37‬منه ‪ ،‬و إن كان المشرع الجزائري قد كرس من قبل النتائج المترتبة علييى هييذا المبييدأ‬
‫ميين حرييية للمنافسيية و السييعار و هييذا يخييالف المبييدأ الييذي يعطييي الييدور الول للقاعييدة الدسييتورية الييتي‬
‫بمقتضاها يتم العلن عن المبدأ و تبنيييه ثيم تيترك التفاصيييل فيمييا بعيد للمشييرع للتنظييم بمقتضييى قيوانين‬
‫تتماشى و المبادئ و الحكام العامة المنصوص عليها في الدستور ‪ ،‬بمعنى ضرورة وجود الصل أول ثييم‬
‫الفرع بعد ذلك ليتبعه ‪.‬‬
‫لقد تضمن القانون القتصادي الجزائري عييدة مبييادئ تحكييم المنافسيية تتمثييل فييي مبييدأ شييفافية الممارسييات‬
‫التجارييية و مبييدأ نزاهيية الممارسييات التجارييية و لعييل أهييم هييذه المبييادئ علييى الطلق نجييد مبييدأ حرييية‬
‫السعار ‪ ،‬فما المقصود بمبدأ حرية السعار ؟‪ ،‬و هل كان المشرع الجزائري موفقا إلى حد ما فيي تكرييس‬
‫هذا المبدأ بتنظيم مختلف الجوانب القانونية التي يثيرها المبدأ ؟‪.‬‬
‫‪ .1‬مضمون مبدأ حرية السعار‬
‫يعتبر هذا المبدأ مين أهيم المبيادئ المكرسيية بمييوجب المير رقييم ‪ 03-03‬الميؤرخ فيي ‪ 19‬جويليية ‪2003‬‬
‫المتعلق بالنافسة و نشير هنا إلى أنه كان بنفس الهمية في ظل المر رقم ‪ 06-95‬المييؤرخ فييي ‪ 25‬جييانفي‬
‫‪ 1995‬المتعلق كذلك بالمنافسة الملغى بموجب المادة ‪ 73‬من المر رقم ‪ 03-03‬المشار إليييه و الييذي أبقييى‬
‫العمل فقط بأحكام الباب الرابع و الخامس و السادس من المر ‪ 06-95‬إلييى أن تييم إلغييائهم بمييوجب المييادة‬
‫‪ 66‬ميين القييانون ‪ 02-04‬المييؤرخ فييي ‪ 23‬جييوان ‪ 2004‬الييذي يحييدد القواعييد المطبقيية علييى الممارسييات‬
‫التجارية ‪ ،‬و ما يؤكد ذلك موقع المبدأ في النصين ‪ ،‬حيث جاء النص عليه في الفصل الول المعنون حرييية‬
‫السعار]‪ [3‬من الباب الثاني المعنون بمبادئ المنافسة ‪ ،‬و ذلك بعد الحكام العامة الييواردة فييي المييواد ‪ 1‬و‬
‫‪ 2‬و ‪ ، 3‬حيث نصت المادة ‪ 04‬الفقرة الولى على ما يلي ‪ " :‬تحدد بصييفة حييرة أسييعار السييلع و الخييدمات‬
‫اعتمادا على قواعد المنافسة ‪. . .‬‬
‫و عليه يمكن التعرض لهذه المسألة من زاويتين ‪ ،‬الولى تتعلق بحرية تحديييد أسييعار السييلع و الخييدمات و‬
‫الثانية مسألة احترام قواعد المنافسة ‪.‬‬
‫‪.1.1‬حرية تحديد أسعار السلع و الخدمات‬
‫نصت المادة ‪ 04‬من المر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالنافسة و هي ذاتهييا المييادة‬
‫‪ 04‬من المر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬المتعلق كذلك بالمنافسة على أن تحدد بصفة حرة‬
‫أسعار السلع و الخدمات اعتمادا على قواعد المنافسة ‪.‬‬
‫هذا المبدأ و ضع أساسا لمسايرة الوضع الجديد نسبيا المتمثل في ذلييك التييوجه الييذي شييرعت الجييزائر فييي‬
‫تبنيه بعد ‪ 1989‬و القائم في الساس على الحرية القتصادية و الذي فرض ضرورة إخضاع تحديد أسعار‬
‫السلع و الخدمات لقواعد اللعبة التنافسية و لرادة الطراف المتعاقدة التي ل تخضع إل للقواعد العاميية فييي‬
‫تحديد السعر مييع توسيييع نطيياق هييذه الحرييية و تقليييص فييي ذات الييوقت ميين صييلحية المحيييط الداري و‬
‫التنظيمي في تحديد سعر السلع و الخدمات أي السعار المقننة ‪.‬‬
‫نشير في هذا الصدد أن المشرع الجزائري قد سبق له و أن نظم السعار سنة ‪ 1989‬من خلل القانون رقم‬
‫‪ 12-89‬المتعلق بالسعار الذي ألغي بموجب المادة ‪ 97‬من المر رقييم ‪ 06-95‬المتعلييق بالمنافسيية ‪ ،‬حيييث‬
‫طبق هذا القانون على السلع و الخدمات التي تنتج من طييرف أشييخاص و تييوزع فييي السييوق الوطنييية ميين‬
‫طرف أشخاص طبيعيين و معنويين يمارسييون أعمييال تجارييية ‪ ،‬ول يطبييق علييى النشيياطات المدنييية الييتي‬
‫تخضع أسعارها لقواعد متضمنة في تشريع خاص و ذلك طبقا لحكام نص المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪-89‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 12‬المشار إليه سابقا‬
‫الملحظ على هذا القانون هو تبنيه لنظييام حرييية السييعار حيييث حييددت المييادة ‪ 11‬منييه نظامييان أساسيييان‬
‫للسعار تخضع لهما السلع و الخدمات و هما نظام السعار المقننة و هو الصل و نظام السعار المصرح‬
‫بها الذي هو استثناء على الصل في حالة عدم وجود أسعار مقننة ‪ ،‬و هذا ما أكدته المييادة ‪ 18‬منييه بنصييها‬
‫على أنه ‪ ":‬تخضع جميع السلع و الخدمات التي تكون أسييعارها غييير مقننيية لنظييام التصييريح بالسييعار "‪.‬‬
‫تجدر الشارة هنا إلى أن المر ‪ ) 06-95‬الملغى( أضفى مراقبة على الممارسييات التجارييية دون السييعار‬
‫بعدما ألغى القانون المتعلق بالسعار بموجب المادة ‪ 97‬منه ‪ ،‬و الذي جاء بأحكييام جديييدة فييي هييذا المجييال‬
‫تضمنتها المادة ‪ 04‬و التي نستنج منها أن المشرع الجزائري انتقل ميين نظييام السييعار المقننيية أو الدارييية‬
‫إلى نظام حرية السعار بتحريرها من كافة القيود ‪ ،‬ثم أكييد عليهيا مين جديييد بمقتضييى المير رقييم ‪03-03‬‬
‫الييييذي ألغييييى الميييير رقييييم ‪ ،06-95‬لكيييين ذلييييك سييييوف ليييين يتييييأتى إل بفتييييح بيييياب المنافسيييية ‪.‬‬
‫الملحظ من نيص الميادة ‪ 04‬فيي فقرتهيا الثانيية مين المير ‪ 03-03‬و هيي نفسيها فيي لمير رقيم ‪06-95‬‬
‫) الملغى ( و التي جاء نصها كالتي‪ " :‬غير أنه‪ ،‬يمكيين أن تقيييد الدولية المبييدأ العييام لحرييية السييعار وفيق‬
‫الشروط المحددة في المادة ‪ 05‬أدناه " ‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 05‬علييى مييا يلييي‪ " :‬يمكيين تقنييين أسييعار السييلع و الخييدمات الييتي تعتبرهييا الدولية ذات طييابع‬
‫إستراتيجي ‪ ،‬بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫كما يمكن اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع السعار أو تحديد السعار في حال ارتفاعها المفرط بسبب‬
‫خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخييل قطيياع نشيياط معييين أو فييي منطقيية جغرافييية‬
‫معينة أو في حالت الحتكارات الطبيعية ‪.‬‬
‫تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة )‪ (6‬اشهر بعد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية ‪.‬‬
‫و عليه يمكننا القول أن المشرع الجزائري أصبح يتبنى مبدأ حرية السعار كأصييل عييام و الييذي يقصييد بيه‬
‫ترك مسألة تحديد السعار لمقتضيات اللعبة التنافسية في الحقل القتصادي مع احترام المبادئ الساسييية و‬
‫الجوهرية للمنافسة في إطار قانون العرض و الطلب ‪.‬‬
‫‪ .1.2‬احترام قواعد المنافسة‬
‫تعتبر المنافسة في الصيل هيي أسياس التجيارة و عمادهيا ‪ ،‬لنهيا تحيث عليى تحسيين النتياج و تخفييض‬
‫السعار ‪ ،‬و تؤدي إلى نمو التجارة و توفير أكبر قسط ميين الرفاهييية للمجتمييع النسيياني كلمييا كييانت مبنييية‬
‫على أسس وطيدة من التعاميل الشيريف و النزييه و انحصيرت فيي حيدودها المشيروعة ضيمانا للمصيلحة‬
‫العامة]‪ [4‬و لعل من أبرز المبادئ التي تقوم عليها المنافسة هو حرية السعار ‪ ،‬لذلك فإنه ينبغييي أن تكييون‬
‫هذه الحرية دوما ضمن إطارها القانوني و المتمثل في احترام قواعد المنافسة و أسسها و عدم عرقلة حرية‬
‫المنافسة بأي شكل من الشكال سيما الحتكييار ‪ ،‬و كييل مخالفية لييذلك تعتييبر منافسيية غييير مشييروعة لنهييا‬
‫تنطيييوي عليييى أسييياليب و وسيييائل تتنيييافى تماميييا ميييع العيييادات و قواعيييد المانييية و الشيييرف] ‪.[5‬‬
‫فتحديد أسعار السلع و الخدمات و إن كان حرا فلبد أن يحترم قواعد المنافسة و أسسها و هذا يقتضييي أول‬
‫ممارسة المنافسة بحرية و عدم عرقلتها ‪ ،‬لن احتكار عون اقتصادي واحييد لسيوق معيين أو لقطياع نشياط‬
‫معين يجعله يتحكم في أسعار هذه المادة أو المنتوج أو الخدمة ‪ ،‬فجاء قانون المنافسة للقضاء على مثل هذه‬
‫الوضيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييعيات ‪.‬‬
‫و عليه جاء نص المادة ‪ 06‬من المر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة بالتأكيد على حظر الممارسات و العمييال‬
‫المدبرة و التفاقيات و التفاقات الصريحة أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهييدف إلييى عرقليية حرييية‬
‫المنافسة أو الحد منها أو الخلل بها في نفس السوق أو في جزء جييوهري منييه لسيييما عنييدما ترمييي إلييى‬
‫مجموعة من الممارسات أهمها عرقلة تحديد السعار حسييب قواعييد السييوق بالتشييجيع المصييطنع لرتفيياع‬
‫‪.‬‬ ‫السعار أو لنخفاضها‬
‫يتم إثبات هذه الممارسات المذكورة أعله و التي تعتبر غير شرعية بعد التحقيييق وفقييا لحكييام الميير ‪-03‬‬
‫‪.03‬‬
‫و قد أكد المشرع الجزائري على هذه المسألة في القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ فيي ‪ 23‬جيوان ‪ 2004‬اليذي‬
‫يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية و ذلك تحديدا في نص المادة ‪ 22‬منه بنصها على ما يلي ‪:‬‬
‫" كل بيع سلعة أو تأدية خدمات ل تخضع لنظام حرية السعار ‪ ،‬ل يمكيين أن تتييم إل ضييمن احييترام نظييام‬
‫"‪.‬‬ ‫السعار المقننة طبقا للتشريع المعمول به‬
‫تنيييييييص الميييييييادة ‪ 23‬منيييييييه كيييييييذلك عليييييييى أنيييييييه ‪ " :‬تمنيييييييع الممارسيييييييات التاليييييييية ‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بتصريحات مزيفة بأسعار التكلفة قصد التأثير على أسعار السلع و الخدمات غييير الخاضييعة لنظييام‬
‫‪.‬‬ ‫حرية السعار‬
‫‪ -‬القييييام بكيييل ممارسييية أو منييياورة ترميييي إليييى إخفييياء زييييادات غيييير شيييرعية فيييي السيييعار "‪.‬‬
‫الملحظ في هذا السياق أن المشرع ‘اعتبر عدم احترام الحكام المتعلقة بالسعار ‪ ،‬ممارسة لسييعار غييير‬
‫شرعية مخصصا لها الفصل الثاني بعنوان ممارسة لسعار غير شرعية ميين البيياب الثييالث بعنييوان نزاهيية‬
‫الممارسات التجارية من القانون ‪ 02-04‬المشار إليه ‪ ،‬كما حدد عقوبة على مخالفة تتعلق بممارسة أسييعار‬
‫غير شرعية بمقتضى نص المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 02-04‬حيث نصت علييى مييا يلييي ‪ " :‬تعتييبر ممارسييات‬
‫لسعار غير شرعية ‪ ،‬كل مخالفة لحكام المادتين ‪ 22‬و ‪ 23‬ميين هييذا القييانون‪ ،‬يعيياقب عليهييا بغراميية ميين‬
‫عشيييييييرين أليييييييف دينيييييييار) ‪ 20.000‬دج( إليييييييى ميييييييائتين أليييييييف دينيييييييار) ‪ 200.000‬دج("‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أن ممارسات أسعار غير شرعية كان منصوص عليهييا فييي الميير ‪ 06-95‬تحديييدا فييي نييص‬
‫المادة ‪ 63‬أين تم تحديد مضمون ممارسات أسعار غير شرعية و كذا تحديد العقوبة المقررة لهييا ‪ ،‬فقييط تييم‬
‫حذف عقوبة الحبس التي كانت تتراوح ما بين شهر واحد إلييى سيينة مييع رفييع مقييدار الغراميية المالييية الييتي‬
‫كانت تتراوح مابين ‪ 5000‬دج إلى ‪100.000‬دج ‪.‬‬
‫كما حظرت المادة ‪ 07‬من المر رقم ‪ 03-03‬كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنيية علييى السييوق أو احتكييار‬
‫لها أو على جزء منها قصد تحقيق مجموعة من الهداف منها عرقلة تحديد السعار حسييب قواعييد السييوق‬
‫بالتشجيع المصطنع لرتفاع السعار أو لنخفاضها ‪.‬‬
‫كما حظرت المادة ‪ 11‬من نفس المر علييى كييل مؤسسيية التعسييف فيي اسيتغلل وضييعية التبعييية لمؤسسية‬
‫أخرى بصفتها زبونا أو ممونا إذا كان ذلك يخل بقواعد المنافسة ‪ ،‬و من بييين صييور هييذا التعسييف اللييزام‬
‫بإعادة البيع بسعر أدنى ‪ ،‬و كذلك كل عمل آخر من شأنه أن يقلييل أو يلغييي منييافع المنافسيية داخييل السييوق‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 12‬على حظر عرض السعار أو ممارسة أسعار بيع مخفضة بشكل تعسييفي للمسييتهلكين‬
‫مقارنة بتكاليف النتاج و التحويل و التسويق ‪ ،‬إذا كانت هذه العروض أو الممارسييات تهييدف أو يمكيين أن‬
‫تؤدي إلى إبعاد مؤسسة أو عرقلة أحد متوجاتها من الدخول إلى السوق‪ ،‬و هو ما أكدت عليه المادة ‪ 19‬من‬
‫القانون رقم ‪ 02-04‬بنصها على التي ‪ " :‬يمنع إعادة بيع سييلعة بسييعر أدنييى ميين سييعر تكلفتهييا الحقيقييي ‪.‬‬
‫و يقصد بسعر التكلفة الحقيقي ‪ ،‬سييعر الشييراء بالوحييدة المكتييوب علييى الفيياتورة ‪ ،‬يضيياف إليييه الحقييوق و‬
‫الرسوم ‪ ،‬و عند القتضاء ‪ ،‬أعباء النقل‪.‬‬
‫غير أنه ل يطبق هذا الحكم على ‪:‬‬
‫‪ -‬السلع السهلة التلف و المهددة بالفساد السريع ‪.‬‬
‫‪ -‬السلع الييتي بيعييت بصييفة إرادييية أو حتمييية بسييبب تغيييير النشيياط أو إنهييائه أو إثيير تنفيييذ حكييم قضييائي ‪.‬‬
‫‪ -‬السلع الموسمية و كذلك السلع المتقادمة أو البالية تقنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬السلع التي تم التموين منها أو يمكن التموين منها من جديد بسعر أقل ‪ ،‬و في هييذه الحاليية ‪ ،‬يكييون السييعر‬
‫الحقيقي لعادة البيع يساوي سعر إعادة التموين الجديد ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتوجات التي يكون فيها سعر إعييادة الييبيع يسيياوي السييعر المطبييق ميين طييرف العييوان القتصيياديين‬
‫الخرييييين بشييييرط أن ل يقييييل سييييعر الييييبيع ميييين طييييرف المتنافسييييين حييييد الييييبيع بالخسييييارة " ‪.‬‬
‫كما منعت المادة ‪ 18‬من نفس القانون على أي عون اقتصادي أن يمييارس نفييوذا علييى أي عييون إقتصييادي‬
‫آخر أو أن يحصل منه على استعار أو أجال دفع أو شروط بيييع أو كيفيييات بيييع أو علييى شييراء تمييييزي ل‬
‫يبرره مقابل حقيقي يتلءم مع ما تقتضيه المعاملت التجارية النزيهة ‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أن المشرع حدد عقوبة على الممارسات التجارية غير الشييرعية و ميين بينهييا ممارسيية عييون‬
‫إقتصادي لنفوذ على عون إقتصادي آخر و ذلك تحديدا في نص المادة ‪ 35‬من القانون ‪ 02-04‬حيث عاقب‬
‫عليها بغرامة من مائة ألف دينار إلى ثلثة مليين دينار ‪.‬‬
‫‪ .2‬الستثناءات الواردة على مبدأ حرية المنافسة‬

‫لقد كان في السابق نظام السعار المقننة أو السعار الدارية هيو الصيل و الييوم أصيبح اسيتثناء فيي ظيل‬
‫المر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة حيث نصت عليييه الفقييرة الثانييية ميين المييادة ‪ 04‬و الييتي أحالتنييا علييى‬
‫المادة ‪ 05‬التي تبين لنا شروط الرجوع إلى نظام السعار المقننة ‪ ،‬و ذلك من منطلييق أن بعيض القطاعيات‬
‫و النشطة الموصوفة بالستراتيجية تستدعي تدخل الدولة لتحديييد السييعار ‪ ،‬فالدوليية تقييوم بتسيييير بعييض‬
‫القطاعات و المصالح بصفة مباشرة أو عن طريق مكاتب وظيفية أو بلديات أو جماعات و يكون عليها في‬
‫هذه الحالة باعتبارها تلعب دور المنظم أن تحدد أسعار بيع مواد و خييدمات تلييك القطاعييات الييتي يسييتجيب‬
‫إنتاجها للحاجات الجتماعية بحيث يصبح على المصالح الخاصة تسييرها مباشرة لن هييذه الخيييرة تميييل‬
‫إلى الزيادة في أرباحها و من أسييعار إنتاجهييا فييي حييين أن المسييتهلك يرفييض ذلييك اجتماعيييا نظييرا للييدور‬
‫الحيوي الذي تلعبه هيذه القطاعيات بالنسييبة ليه و مين بيين هييذه القطاعييات نجييد قطيياع الكهربياء و السيكك‬
‫الحديدية و النقل الجوي ‪. . .‬‬
‫و تدخل الدولة في تحديد أسعار السلع و الخدمات من شأنه تحقيق ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬هدف اقتصادي ‪ ،‬حيث تعتبر الدولة السعر وسيييلة تشييجيع بعييض القطاعييات أو بعييض القيياليم و وسيييلة‬
‫إقرار التوازن القتصادي العام في الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬هيييدف اجتمييياعي يتمثيييل فيييي المحافظييية عليييى القيييدرة الشيييرائية ليييذوي الميييداخيل الضيييعيفة ‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في التعامل مع الكوارث و الزمات في حاليية إثييارة مشييكلة تمييوين نشيياط معييين أو إقليييم معييين ‪.‬‬
‫و علييه تناولنييا هيذه المسييألة مين زاوييتين ‪ ،‬تعلقييت الولييى تحديييد أسيعار السييلع و الخيدمات ذات الطيابع‬
‫الستراتيجي أما الثانية فكانت حالت استثنائية أخرى ‪.‬‬
‫‪ .2.1‬تحديد أسعار السلع و الخدمات ذات الطابع الستراتيجي‬
‫رغم التأكيد على المبدأ العام القاضي بحرية العوان القتصاديين في تحديد أسعار السلع و الخييدمات وفقييا‬
‫لقواعد اللعبة التي تحكم المنافسة في ظل القتصاد الحر ‪ ،‬إل أنه يمكن للدولة في بعيض الحيالت و بصيفة‬
‫استثنائية أن تتدخل و تفرض قيود على حرية العون القتصادي بتحديد السعار و فرضييها بالنسيبة لبعيض‬
‫السلع ذات الطابع الستراتيجي‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 05‬على ما يلي ‪ " :‬يمكن تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدوليية ذات طييابع‬
‫إستراتيجي ‪ ،‬بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة ‪.ّ. . .‬‬
‫تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة )‪ (6‬اشهر بعييد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية‪.‬‬
‫الملحظ على نص المادة ‪ 05‬جاءت بصيغة جوازية "يمكن" و ليس بصيغة اللزام ‪ ،‬معنى ذلك أنييه حييتى‬
‫و لو قدرت الدولة أن سلعة أو خدمة ما تعتبر إستراتيجية فليس بالضرورة أن تتدخل في تحديد السعر ‪ ،‬أي‬
‫‪.‬‬ ‫لها سلطة تقديرية‬
‫نشير في هذا السياق إلى أن تحديد السعر من قبل الدولة فيما يخص السلع و الخدمات الستراتيجية يختلييف‬
‫عن التفاقات التي تتم بين التجار التي عادة ما يكون الغرض منها رفع أو تحديد أو تقييد أو تثبيت السعار‬
‫في السوق من خلل تدابير معينة يقوم بها التجييار فيي السيوق و كقاعييدة عامية فييإن مثيل هيذا التفيياق مين‬
‫الناحية القانونية مخالف لقواعد المنافسة باعتبار أن السعر في الساس متروك لقانون العرض و الطلييب و‬
‫ليس للتجار ‪.‬‬
‫كما نشير كذلك إلى أن عبارة " ذات طابع إستراتيجي" هي عبارة واسييعة المفهييوم فمييا يعتييبر إسييتراتيجي‬
‫‪.‬‬ ‫اليوم قد ل يعتبر كذلك في الغد و هكذا‬
‫رغم التأكيد على المبدأ العام القاضي بحرية العوان القتصاديين في تحديد أسعار السلع و الخييدمات وفقييا‬
‫لقواعد اللعبة التي تحكم المنافسة في ظل القتصاد الحر ‪ ،‬إل أنه يمكن للدولة في بعيض الحيالت و بصيفة‬
‫استثنائية أن تتدخل و تفرض قيود على حرية العون القتصادي بتحديد السعار و فرضييها بالنسيبة لبعيض‬
‫السلع ذات الطابع الستراتيجي‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 05‬على ما يلي ‪ " :‬يمكن تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدوليية ذات طييابع‬
‫إستراتيجي ‪ ،‬بموجب مرسوم بعد أخذ رأي مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫كما يمكن اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع السعار أو تحديد السعار في حال ارتفاعها المفرط بسبب‬
‫اضطراب خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع نشيياط معييين أو فييي منطقيية‬
‫‪.‬‬ ‫جغرافية معينة أو في حالت الحتكارات الطبيعية‬
‫تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة )‪ (6‬اشهر بعد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية ‪.‬‬
‫الملحظ على نص المادة ‪ 05‬أنها جاءت بصيغة جوازية "يمكن" و ليس بصيغة اللييزام ‪ ،‬معنييى ذلييك أنييه‬
‫حتى و لو قدرت الدولة أن سييلعة أو خدميية مييا تعتييبر إسييتراتيجية فليييس بالضييرورة أن تتييدخل فييي تحديييد‬
‫السعر‪ ،‬أي لها سلطة تقديرية ‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أن تحديد السييعر ميين قبييل الدوليية فيمييا يخييص السييلع و الخييدمات السييتراتيجية يختلييف عيين‬
‫التفاقات التي تتم بين التجار التي عادة ما يكون الغرض منها رفع أو تحديد أو تقييد أو تثبيت السعار فييي‬
‫السوق من خلل تدابير معينة يقوم بها التجار في السوق و كقاعدة عامة فإن مثل هييذا التفيياق ميين الناحييية‬
‫القانونية مخالف لقواعد المنافسة باعتبار أن السعر في الساس مييتروك لقييانون العييرض و الطلييب و ليييس‬
‫للتجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييار ‪.‬‬
‫نشير كذلك إلى أن عبارة " ذات طابع إستراتيجي" هي عبارة واسعة المفهوم فما يعتييبر إسييتراتيجي اليييوم‬
‫قد ل يعتبر كذلك في الغد و هكذا ‪.‬‬
‫‪ .2.1‬حالت استثنائية أخرى‬
‫لقد نصت المادة ‪ 5‬من الميير رقييم ‪ 03 -03‬المتعلييق بالمنافسيية علييى أنييه ‪ ":‬يمكيين تقنييين أسييعار السييلع و‬
‫الخدمات التي تعتبرها الدولة ذات طييابع إسييتراتيجي ‪ ،‬بمييوجب مرسييوم بعييد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية ‪.‬‬
‫كما يمكن اتخاذ تدابير استثنائية للحد من ارتفاع السعار أو تحديد السعار في حال ارتفاعها المفرط بسبب‬
‫خطير للسوق أو كارثة أو صعوبات مزمنة في التموين داخييل قطيياع نشيياط معييين أو فييي منطقيية جغرافييية‬
‫معينة أو في حالت الحتكارات الطبيعية ‪.‬‬
‫تتخذ هذه التدابير الستثنائية بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة )‪ (6‬اشهر بعد أخييذ رأي مجلييس المنافسيية ‪.‬‬
‫معنى ذلك أن الدولة يمكنها وضع إجراءات استثنائية للحد من مشكلة ارتفاع السعار أو لتحديديها في حالة‬
‫ارتفاعها المفرط بسبب اضطراب خطيير للسييوق )أزمية( أو كارثيية أو صيعوبات فيي التميوين فيي بعييض‬
‫المناطق و حالة الحتكار الطبيعي و ذلك بموجب مرسوم لمدة أقصاها ستة )‪ (6‬اشهر بعد أخذ رأي مجلس‬
‫المنافسة ‪ ،‬و نشير في هذا الصدد أن هذه الستثناءات لم ترد علييى سييبيل الحصيير و إنمييا هييي علييى سييبيل‬
‫المثال حيث يمكن إضافة الفيضانات و الزلزل و ‪. . .‬‬
‫الخاتمة‬
‫كخلصة لما سبق ذكره نقول أنه رغم محاولت المشيرع الجيزائري فيي تبنيي الفكير القتصيادي الحير و‬
‫سعيه الدءوب إلى خلق بيئة قانونية تنظم و تضبط هذا التوجه الجديد ‪ ،‬و كذا محاولته الحثيثة ليجيياد بنيياء‬
‫قانوني محكم يكرس المبادئ التي يقوم و يرتكز عليها هذا النمط القتصادي الحديث نسبيا في الجيزائر ‪ ،‬و‬
‫على رأسها مبدأ تحرير السعار الذي يعتبر في الواقع أهم و أبرز مقوم يرتكز عليه القتصاد الحر ‪ ،‬و هو‬
‫فييي ذات الييوقت الميكييانيزم الفعييال لتحريييك عجليية التنمييية و التطييور القتصيياديين ‪ ،‬نقييول أن المشييرع‬
‫الجزائري لزال نوعا ما بعيدا عن التكريس الفعلي لهذا المبدأ ‪ ،‬لن ما يعاب عليه هو أنه ما منحه بشييماله‬
‫في سبيل تكريس هذا المبدأ ‪ ،‬نزعه بشماله ‪.‬‬
‫فهو و إن حاول جعل صراحة مبدأ حرية السعار هو الصل و السعار المقننة و الدارية هو السييتثناء ‪،‬‬
‫إل أنه في الواقع نجده ضمنيا قد أبقى على السعار المقننة و الدارييية كأصييل عييام مطبييق بشييكل واسييع و‬
‫الستثناء مبدأ حرية السعار و ذلك من خلل البقاء على آلية السعار المقننة إمييا صييراحة و ذلييك عنييدما‬
‫اعتبرها استثناء طبقا لحكام نص المادة ‪ 5‬من المر رقم ‪ 03-03‬المتعلييق بالمنافسيية بنصييه علييى إمكانييية‬
‫تقنين أسعار السلع و الخدمات التي تعتبرها الدولة ذات طييابع إسييتراتيجي بمييوجب مرسييوم بعييد أخييذ رأي‬
‫مجلس المنافسيية ‪ ،‬و الملحيظ فيي سييياق هيذه المييادة ‪ ،‬أن المشيرع حيتى و إن جعيل تيدخل الدولية لتقنييين‬
‫السعار مسألة جوازية ‪ ،‬إل أنه استعمل و في ذات السياق عبارة تعتبر بمثابة سم في دسم تتمثل فييي كلميية‬
‫إستراتجية أي السلع و الخدمات الستراتجية بالنسبة للدوليية ‪ ،‬فالدوليية هييي الوحيييدة المخييول لهييا بمقتضييى‬
‫‪.‬‬ ‫نص هذه المادة الحكم على سلعة أو خدمة ما إستراتيجية أم ل‬
‫كما أكد و في نفس الفقرة من المادة المشار إليها على إمكانية اتخاذ تدابير استثنائية للحد من حرية السعار‬
‫في حالة ارتفاعها و كذلك في حالة ما إذا كان هذا الرتفاع مفرطا بسبب اضييطراب خطييير فييي السييوق أو‬
‫كارثة أو صعوبة مزمنة في التموين داخل قطاع نشيياط معييين أو فييي منطقيية جغرافييية معينيية أو فييي حاليية‬
‫‪.‬‬ ‫الحتكارات الطبيعية‬
‫كما نجده قد أبقى على السعار المقننة و الدارية بصورة ضمنية عندما حظر بيييع سييلعة بسييعر أدنييى ميين‬
‫سعر التكلفة حسب نص المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 02-04‬الذي يحييدد القواعييد المطبقيية علييى الممارسييات‬
‫التجارييييييية و كييييييذلك نييييييص المييييييادة ‪ 12‬ميييييين الميييييير رقييييييم ‪ 03-03‬المتعلييييييق بالمنافسيييييية ‪.‬‬
‫كما حظر كذلك بموجب نص المادة ‪ 6‬من المر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسيية ‪ ،‬كييل التفاقييات الييتي تتييم بييين‬
‫العوان القتصاديين و التي من شأنها تحديد السعار فيما بينهييم ‪ ،‬دون أن ننسييى فييي هييذا السييياق تسييعير‬
‫‪.‬‬ ‫المرافق العمومية‬
‫كما نلحظ على المشرع الجزائري أنه و على الرغم من الترسانة القانونية المتعلقة على العمييوم بتنظيييم و‬
‫ضبط الممارسات التجارية و المنافسة القتصادية ‪ ،‬إل أنها ل زالت في نظرنا المتواضع تراوح مكانهييا إذ‬
‫بقيت مجرد توزيع لقواعد على مختلف النصوص التي جاءت بتسميات عدة ‪ ،‬ففصل قييانون المنافسيية عيين‬
‫قانون الممارسات التجارية لم يضف شيئا للمبدأ و ما نص عليه قانون ‪ 1995‬استثناء فقط بعض التعديلت‬
‫‪.‬‬ ‫الطفيفة التي ل تكاد تؤثر شيئا على مضمون المبدأ‬
‫الهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوامش‬
‫الكتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب ‪:‬‬
‫]‪ -[1‬د‪ .‬هيياني دويييدار ‪ ،‬القييانون التجيياري ‪ ،‬التنظيييم القييانوني للتجييارة ‪ ،‬دار الجامعيية الجديييدة للنشيير ‪،‬‬
‫السكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 09‬‬
‫]‪ -[2‬راجع ‪ ،‬تسعير المرافق العمومية ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬إعداد الطالب بساعد علي ‪ ،‬بإشييراف د‪ .‬محمييد‬
‫المين بوسماح ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬السيينة الجامعييية ‪ ، 2000-1999‬ص ‪104‬‬
‫و ما يليها ‪.‬‬
‫]‪ -[3‬نلحظ أنه في المر رقم ‪ 06 -95‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬المتعلييق بالمنافسيية أسييتعمل عبييارة‬
‫تحرير السعار بدل من عبارة حرية السعار مع أن الصح حرييية السييعار ‪ Liberté des prix‬و‬
‫ليس تحري السعار ‪Libération des prix‬‬
‫]‪ -[4‬د ‪ ،‬سلمان بو ذياب ‪ ،‬مبادئ القانون التجاري ‪ ،‬المؤسسيية الجامعييية للدراسييات و النشيير و التوزيييع ‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.177‬‬
‫]‪ -[5‬د‪ .‬محميد الفقيي ‪ ،‬دروس فيي القيانون التجياري الجدييد ‪ ،‬دار المطبوعيات الجامعيية ‪ ،‬السيكندرية ‪،‬‬
‫مصر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 303‬‬
‫النصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوص القانونيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪ -‬دسييتور ‪ 28‬نوفمييبر ‪، 1996‬المعييدل بمييوجب القييانون رقييم ‪ 08-19‬المييؤرخ فييي ‪ 15‬نوفمييبر ‪. 2008‬‬
‫‪ -‬الميير رقييم ‪ 06-95‬المييؤرخ فييي ‪ 25‬جييانفي ‪ 1995‬يتعلييق بالمنافسيية ‪ ،‬الجريييدة الرسييمية للجمهورييية‬
‫الجييييييزائري الديمقراطييييييية الشييييييعبية‪ ،‬العييييييدد ‪ ،09‬المؤرخيييييية فييييييي ‪ 22‬فييييييبراير ‪. 1995‬‬
‫‪ -‬الميير رقييم ‪ 03-03‬المييؤرخ فييي ‪ 19‬جويلييية ‪ 2003‬يتعلييق بالمنافسيية ‪ ،‬الجريييدة الرسييمية للجمهورييية‬
‫الجييييييزائري الديمقراطييييييية الشييييييعبية‪ ،‬العييييييدد ‪ ،43‬المؤرخيييييية فييييييي ‪ 20‬جويلييييييية ‪. 2003‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02-04‬المؤرخ فييي ‪ 23‬جييوان ‪ 2004‬يحييدد القواعييد المطبقيية علييى الممارسييات التجارييية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائري الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ 27‬جوان ‪. 2004‬‬

You might also like