Professional Documents
Culture Documents
حكم الجمع بين الصلاتين للمطر
حكم الجمع بين الصلاتين للمطر
بقلم
الشيخ خالد صالح جمال
1
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
بسم ال الرحمن الرحيم
الحمد ل الذي وفق من أراد به الخير إلى التفقه في الدين ،وألهمه رشده وسلك به سبيله من
قبل أن يأتيه اليقين ،والصلة والسلم على سيدنا ومولنا محمد المين الذي أرشدنا إلى التشبث
بأهل العلم ورثة النبيين ،وعلى آله وصحابته الذين اتبعوه وانتهجوا نهجه المبين .
وبعد ..
فإن من أهم أهداف لجنة الدعوة بالجمعية السلمية نشر الحكام الفقهية المعتبرة ،وتصحيح
كثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة بين الناس ،ومن ذلك الجمع بين الصلتين لعذار واهية ل
تبيح الجمع ،وقد رأينا كثيراً من الذين يفعلون ذلك بل سبب معتبر في مذاهب أهل السنة المعتمدة
،إما جهل وإما تعالما ،وإما تقليدا لمن لم يبلغ مرتبة في الفقه .
ولذلك رأينا أنه من المهم ،بل من فروض الكفاية بيان ذلك للناس ،وعندما اطلعنا على هذه
الرسالة تذكرنا قول الشاعر:
فقد جاءت مختصرة كافية وافية بالمقصود ،تشهد لكاتبها بالعلم والفقه ،فرأينا طبعها ونشرها
ليقرأها طلبة العلم وغيرهم ،وينتشر الحكم الصحيح المعتبر بين الناس في مسألة تتعلق بركن من
أهم أركان الدين ،وأعظم عباداتهم .
جزى ال تعالى كاتبها فضيلة الشيخ خالد صالح الشافعي خير الجزاء ،ووفقه لما فيه صلح
الدنيا والخرة .
2
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
} تقريظ {
لفضيلة الشيخ عبدالرؤوف بن مبارك آل حبيب المالكي الزهري
الحمد ل ،والصلة والسلم على سيدنا محمد رسول ال ،وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
وبعد ..
فقد اطلعت على هذه الرسالة المفردة في حكم الجمع بين الصلتين في المطر ،فألفيتها نفيسة جداً
،إذ هي جامعة لمطالب هذه المسألة ،ومع جمعها هذا فهي مختصرة اختصاراً لطيفاً ،وكيف ل
وقد دبجها يراع الشيخ الفاضل خالد بن صالح ،أستاذ علوم الشريعة السلمية في المعهد الديني
الزهري بمملكة البحرين ،حفظه ال وزاده من فضله العميم ..
وقد جاءت هذه الرسالة مبينة لحكم الجمع على المذاهب الربعة المتبعة المقتدَى بها ،الحنفية
والمالكية والشافعية والحنبلية ،والتي تشكل أهل السنة والجماعة ،وعامة الناس في البحرين
ممن هم أهل البحرين من أهل السنة إما مالكيون ،وإما شافعيون ،وقليل من السر حنبلية ،وقد
وردت على البحرين في العقود المتأخرة كثير من الجاليات الشرقية المتمذهبة بالمذهب الحنفي ،
فلم يزل هؤلء هم أهل السنة والجماعة في البحرين ،حتى نبتت في العقود الخيرة رؤوس
الجهل -التي أخبر النبي صلى ال عليه وسلم عن ظهورها -فأمالوا كثيراً من الناس عن هذه
المذاهب الربعة السنية إلى جهالتهم وبدعهم بفتاوى خالفوا بها المذاهب الربعة جملة
وتفصيل ،فاستولوا على عقول كثير من الناشئة بدعوى الرجوع للكتاب والسنة ،وهي دعوى أن
تزعمها القاصرون في العلم -كما هو الواقع -كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ،وانتشر
ذلك في غفلة من أهل العلم ومن الناس ،حتى سبق السيف العذل وصارت بعض هذه المحدثات
كأنها سنن بين الناس ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم .
وهذه الرسالة المختصرة تأتي في سبيل إرشاد الناس إلى ما هو الحق في هذه المسألة ،وتصحيح
المفاهيم الخاطئة المنتشرة ،فمن أراد لنفسه السلمة فليلزم ما فيها ،وليأخذ المالكي منها مذهبه
فليلزمه ،وكذا الشافعي والحنفي والحنبلي ،كل يأخذ مذهبه منها فيمشي عليه ،وليجتنب ما سوى
ذلك مما يثرثر به أهل الجهل خيرًا له في دينه إن كان يعقل ..
وشكر ال لمؤلف الرسالة جهده فيها وأثابه على ذلك أعظم الثواب ،وال الهادي إلى الرشد
والصواب ،والحمد ل رب العالمين وصلى ال وسلم على سيدنا محمد النبي الصادق المين
وعلى آله وصحبه أجمعين .
3
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
بسم ال الرحمن الرحيم
الحمد ل رب العالمين ،والصلة والسلم على أشرف النبياء والمرسلين سيدنا ومولنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ،،
فقد كثُر في زماننا السؤال عن حكم الجمع بين الصلتين والسباب المبيحة له ،وعما يحصل
حضَر من غير وجود مطر حال الصلة ،مما أدى إلى الخلف بين المصلين في من الجمع في ال َ
المسجد الواحد ـ والجماع ُة إنما شُرعت لتآلف القلوب ووحدة المسلمين ـ ،كما تجرأ بعض الناس
ـ ممن ل صلة له بالعلم ـ بإفتاء الناس والتلبيس عليهم في دينهم ،وقد سألني بعض الخوة
والصدقاء أن أبين حكم ذلك في رسالة مختصرة ،وأنقل فيها مذاهب العلماء وأقوالهم ،فأجبتُ
ت في المسألة مختصراً ،ينتفع به عامة المسلمين ول ل لذلك -وكتب ُ
ت لستُ أه ًسؤالهم ـ وإن كن ُ
يستغني عنه طالب العلم ،فأقول وبال تعالى التوفيق :
الصلة هي الركن الثاني من أركان السلم بعد الشهادتين ،وقد فرض ال تعالى على عباده
خمس صلوات في اليوم والليلة ،ووقّت لكل صلة وقتًا ل يصح تقديمها عليه ول يجوز تأخيرها
عنه إل بعذر ،قال ال تعالى " :إن الصلة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً " ( أي مكتوباً
مفروضاً ،مقدرًا وقتها ومحدداً بأوقات معلومة فل تؤخر عنها ) .وبيّن النبي صلى ال عليه
وسلم بقوله وفعله أوقات الصلوات الخمس أوضح بيان ،وأجمع المسلمون على ذلك ،كما رغّب
الشرع في أداء الصلة جماعة في المساجد ،ورتّب على الجماعة الجر الجزيل .
وحيث إن ديننا السلمي دين يُسر ،فقد أباح تقديم الصلة أو تأخيرها عن أوقاتها في بعض
الحوال عند وجود المشقة دفعًا للحرج ،وحرصًا على تحصيل فضيلة الجماعة ،وهو ما يسمى
بالجمع بين الصلتين .
4
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
حكم الجمع بين الصلتين وأسبابه
يجوز عند جمهور العلماء الجمع بين الصلتين في الجملة ،ومنعه الحنفية ،وإليك تفصيل
المذاهب في ذلك .
ل يجوز عند الحنفية الجمع بين الصلتين مطلقاً ،إل للحاج بعرفة يجمع بين الظهر والعصر ،
وبمزدلفة بين المغرب والعشاء .قال المام الحصكفي رحمه ال تعالى في الدر المختار شرح
تنوير البصار 45 / 2 ( :ـ ( " ) 46ول جمع بين فرضين في وقت بعذر ) سفر ومطر خلفاً
للشافعي ،وما رواه محمولٌ على الجمع فعلً ل وقتاً ( فإن جمع فسد لو قدّم ) الفرض على وقته .
( وحرُم لو عكس ) أي أخره عنه ( وإن صحّ ) بطريق القضاء ( إل لحاج بعرفة ومزدلفة ) " .
وأجاز الحنفية تقليد المذاهب الخرى في الجمع عند الضرورة ،قال في المصدر السابق " :
ول بأس بالتقليد عند الضرورة ،لكن بشرط أن يلتزم جميع ما يوجبه ذلك المام ،لما قدّمنا أن
ل بالجماع " .
الحكم الملفّق باط ٌ
وحيث إن موضوع الرسالة ( الجمع للمطر ) فإنني سأفصل القول في السببين الثاني والثالث .
ذكر المالكية أنه يجوز الجمع بين العشاءين ( المغرب والعشاء ) فقط جمع تقديم ،لمطر كثير
واقع أو متوقع ( ،ويُعلَم كثرة المطر المتوقع بالقرينة ) ،ومثلُ المط ِر البَ َردُ والثلجُ إن تعذّر
نفضه ،كما يجوز الجمع بين العشاءين فقط للطين الكثير مع الظلمة ،والمراد بالظلمة ظلمة آخر
الشهر من غير قمر ل للغيم ،فل يُجمَع للطين وحده ول للظلمة وحدها ،وهذا الجمع خاصّ
بالمسجد فل يجمع في البيوت .
وتجب نية الجمع عند الصلة الولى ،فلو تركها صحت صلته ولم تبطل ،ويجوز الجمع
لمنفرد بالمغرب يجد الجماعة يصلون العشاء فيدخل معهم ،ويغتفر له نية الجمع عند صلته لنه
تابعٌ لهم .ويجوز الجمع للمقيم بالمسجد لجل اعتكاف أو مجاورة تبعاً للجماعة .
ص المالكية على أنه إن جمع الناس لمطر متوقع ثم تخلّف ولم يحصل ،فينبغي إعادة وقد ن ّ
الصلة الثانية في الوقت .
ويشترط وجود المطر عند افتتاح الصلة الولى ،فإذا انقطع المطر قبل الشروع في الولى أو
حدث بعد الشروع فيها فل يجوز الجمع ،وإن انقطع بعد الشروع في الولى فالجمع جائز .
قال المام مالك رحمه ال تعالى في المدونة الكبرى في ( جمع الصلتين ليلة المطر ) / 1 ( :
حضَر وإن لم يكن مطرٌ إذا كان طينٌ وظلمةٌ ،ويجمع " ) 110يجمع بين المغرب والعشاء في ال َ
أيضًا بينهما إذا كان المطر " ،وفي المدونة أيضاً " :قال سحنون :قلتُ لبن القاسم :فهل يجمع
حضَر بين الظهر والعصر كما يجمع بين المغرب والعشاء في قول مالك، في الطين والمطر في ال َ5
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
حضَر ول نرى ذلك مثل المغرب فقال ابن القاسم :قال مالكٌ ل يجمع بين الظهر والعصر في ال َ
والعشاء " .
وقال الشيخ الدردير رحمه ال تعالى في الشرح الصغير على أقرب المسالك ) 175 / 1 ( :
" ( و ) ُرخّص ( في جمع العشاءين فقط ) جمع تقديم ( بكل مسجد ) تقام به الصلة ولو غير
مسجد الجمعة ( لمطر ) واقع أو متوقع ( أو طين مع ظلمة ) لخر الشهر ل لغيم ول لحدهما
فقط " .
ط أخرى للجمع ل تختص بالجمع للمطر ،بل تشمل الجمع للسفر جمع تقديم أيضاً وهناك شرو ٌ
وهي :
1ـ نية الجمع في الصلة الولى ،وتجوز في أثنائها ولو مع التسليمة الولى .
2ـ الموالة بين الصلتين ،بأن ل يطول الفصل بينهما عرفاً .
3ـ الترتيب بين الصلتين .
فإذا اختلّ شرطٌ من تلك الشروط لم يجز الجمع .
قال المام الشافعي رحمه ال تعالى في كتاب ( الم ) " ) 95 / 1 ( :إذا كانت العلة من مطر
حضَر جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،ول يجمع إل والمطر مقيم في الوقت في َ
الذي تجمع فيه ،فإن صلى إحداهما ثم انقطع المطر لم يكن له أن يجمع الخرى إليها ،وإذا
صلى إحداهما والسماء تمطر ثم ابتدأ الخرى والسماء تمطر ثم انقطع المطر مضى على صلته
لنه إذا كان له الدخول فيها كان له إتمامها ،ويجمع من قليل المطر وكثيره ،ول يجمع إل من
خرج من بيته إلى مسجد يجمع فيه ،قرُب المسجد أو كثر أهله أو قلوا أو بعدوا ،ول يجمع أحدٌ
في بيته لن النبي صلى ال عليه وسلم جمع في المسجد ،والمصلي في بيته مخالف المصلي في
ل الظهر في غير مطر ثم مطر الناس لم يكن له أن يصلي العصر ،لنه المسجد ،وإن صلى رج ٌ
صلى الظهر وليس له جمع العصر إليها ،وكذلك لو افتتح الظهر ولم يمطر ثم مطر بعد ذلك لم
يكن له جمع العصر إليها ،ول يكون له الجمع إل بأن يدخل في الولى ينوي الجمع وهو له ،فإذا
دخل فيها وهو يمطر ودخل في الخرة وهو يمطر فإن سكنت السماء فيما بين ذلك كان له الجمع
ت كالظهر والعصر لن الوقت في كل واحدة منهما الدخول فيها ،والمغرب والعشاء في هذا وق ٌ
6
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
ل المطر في كل موض ٍع أذى ،وإذا جمع بين صلتين ل يختلفان ،وسوا ٌء كل بلد في هذا ،لن ب ّ
حضَر في غير المطر من في مطر جمعهما في وقت الولى منهما ل يؤخر ذلك ،ول يجمع في َ
ِقبَلِ أن الصل أن يصلي الصلوات منفردات ،والجمع في المطر رخص ٌة لعذر ،وإن كان عذرٌ
غيره لم يجمع فيه لن العذر في غيره خاص ،وذلك المرض والخوف وما أشبهه ،وقد كانت
ف فلم يعلم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جمع ،والعذر بالمطر عامّ ،ويجمع أمراضٌ وخو ٌ
في السفر بالخبر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،والدللة على المواقيت عامة ل رخصة
في ترك شيء منها ،ول الجمع إل حيث رخّص النبي صلى ال عليه وسلم في سفر ،ول رأينا
من جمعه الذي رأيناه في المطر وال تعالى أعلم " .
وقال المام النووي رحمه ال تعالى في المنهاج 261 / 1 ( :ـ " ) 262ويجوز الجمع
بالمطر تقديماً ،والجديد منعه تأخيراً ،وشرط التقديم وجوده أولهما ،والصح اشتراطه عند
سلم الولى ،والثلج والبَرَد كمطرٍ إن ذابا ،والظهر تخصيص الرخصة بالمصلي جماعةً
بمسجد بعيد يتأذى بالمطر في طريقه " .
يجوز عند الحنابلة الجمع بين الصلتين للسفر والمرض والمطر والثلج والوحَل والريح الباردة
الشديدة ،وقالوا :يجوز الجمع بين المغرب والعشاء فقط تقديمًا وتأخيراً لجل المطر ـ والتقديم
أولى ـ الذي يبل الثياب وتلحق المشقة بالخروج فيه ،ول يجوز الجمع للطل والمطر الخفيف الذي
ل يبل الثياب ،كما ليجوز الجمع بين الظهر والعصر لجل المطر والثلج والوحَل والريح
الباردة الشديدة ،ول فرق في جواز الجمع بين أن يصلي منفردًا ببيته أو بالمسجد ،أو كان
طريقه مسقوفاً يمنع وصول المطر إليه ،أو كان مُقامه بالمسجد .
" قال الثرم :قيل لبي عبدال قال ابن قُدامة رحمه ال تعالى في المغني ) 117 / 2 ( :
( يعني المام أحمد ) :الجمع بين الظهر والعصر في المطر ؟ قال :ل ،ما سمعتُ " .وقال
ابن قُدامة أيضاً في المصدر السابق ( " :فصلٌ ) ويجوز الجمع لجل المطر بين المغرب
والعشاء ( ..................فصلٌ ) فأما الجمع بين الظهر والعصر فغير جائز " .
وقال الشيخ مرعي بن يوسف المقدسي رحمه ال تعالى في مختصره ( دليل الطالب لنيل
ح شديدةالمطالب ) " :ويختص بجواز جمع العشاءين ـ ولو صلى ببيته ـ ثلجٌ وجليدٌ ووحَل وري ٌ
باردة ومطر يبل الثياب ويوجد معه مشقة " انظر منار السبيل في شرح الدليل . ) 137 / 1 ( :
7
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
*****
وبعد هذه النقول من كلم أئمة السلم من أصحاب المذاهب الربعة وأتباعهم ،ـ والتي
أجمعت المة على قبولها والتعبّد بأقوالها ـ يمكن إجمال ما تقدم فيما يأتي :
1ـ الجمع لعذر المطر جائز عند جمهور العلماء ( مالك والشافعي وأحمد ) ،إل أن المامين
مالكاً وأحمد يخصان ذلك بالعشاءين ( المغرب والعشاء ) فقط ،وأجاز المام الشافعي الجمع بين
الظهرين ( الظهر والعصر ) أيضاً .
2ـ صفة المطر الذي يبيح الجمع هو الذي يبل أعلى الثوب أو أسفل النعل ،وهو الذي تحصل
معه المشقة .
3ـ من شروط الجمع للمطر المتفق عليها وجو ُد المطر عند افتتاح الصلة الولى (عند تكبيرة
الحرام ) .
4ـ وجوب نية الجمع في جمع التقديم عند جميع المذاهب ،مع تفصيل سبق ذكره .
5ـ القول بجواز الجمع لعذر الوحَل مع الظلمة قال به المام مالك ،ولعذر الوحَل وحده قال به
المام أحمد ،وذلك في العشاءين فقط ولم يجيزاه في الظهرين ،ومنع المام الشافعي الجمع
للوحَل مطلقاً .
] وبناءً على ما سبق ،فإن مَن يجمع بين الظهر والعصر لعذر الوحَل أو المطر المتوقع فإن
جمعه ل يصح عند المذاهب الربعة كلها ،وتُعدّ الصلة المقدّمة ( العصر ) باطلة ليقاعها قبل
وقتها دون عذر .كما أن مَن يجمع بين المغرب والعشاء لمطر متوقع والحال انقطاع المطر
عند الشروع في الصلة الولى ( المغرب ) مع عدم وجود طين مع ظلمة ،فإنه ينبغي إعادة
صلة العشاء في وقتها عند تخلف المطر وعدم نزوله في وقت العشاء .
أما القول بجواز الجمع بين العشاءين فقط لعذر الريح الباردة الشديدة في الليلة المظلمة فهو
من مفردات المذهب الحنبلي ،وخالفهم الجمهور فلم يبيحوا الجمع لذلك [.
قال المام محمد بن عبدالرحمن العثماني الشافعي في كتابه ( رحمة المة في اختلف الئمة )
ص 68ـ : 69
" ( فصلٌ ) ويجوز الجمع بعذر المطر بين الظهر والعصر تقديماً في وقت الولى منهما عند
الشافعي ،وقال أبو حنيفة وأصحابه :ل يجوز ذلك مطلقاً ،وقال مالك وأحمد :يجوز بين
ل الثوب ،وهذهالمغرب والعشاء ل بين الظهر والعصر ،سوا ٌء قوي المطر أو ضعف إذا ب ّ
الرخصة تختص بمن يصلي جماعة بمسجد يُقصَد من بُعد يتأذى بالمطر في طريقه ،فأما من هو
بالمسجد أو يصلي في بيته أو يمشي إلى المسجد في كِنّ أو كان المسجد في باب داره ففيه خلفٌ
ص في الملء على عند الشافعي وأحمد ،والصح في ذلك عدم الجواز ،وحكي أن الشافعي ن ّ
الجواز .وأما الوحَل من غير مطر فل يجوز الجمع به عند الشافعي ،وقال مالك وأحمد :يجوز "
.
8
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
من أدلة الجمهور على جواز الجمع لعذر المطر
عمَر رضي ال تعالى عنهما كان إذا جمع المراء بين المغرب 1ـ عن نافع :أن عبدال بن ُ
والعشاء في المطر جمع معهم .رواه المام مالكٌ في الموطأ ( .) 145 / 1
2ـ عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال :إن من السنة إذا كان يوم مطير أن يُجمع بين المغرب
والعشاء .
3ـ قال هشام بن عروة :رأيتُ أبان بن عثمان يجمع بين الصلتين في الليلة المطيرة المغربِ
والعشاءِ ،فيصليهما معه عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبدالرحمن وأبو بكر بن عبدالرحمن ل
ينكرونه .
روى هذا الثر والذي قبله الثرم في سُننه ،انظر ( المغني . ) 117 / 2 :
تنبيه :ينقل كثيرٌ من عامة الناس ومن يُروّج للتساهل في مسألة الجمع بين الصلتين ،ينقلون
أن النبي صلى ال عليه وسلم كان إذا رأى الغيم جمع بين الصلتين ،ولم أجد لذلك ذكراً في ُكتُب
الفقه والحديث التي وقفتُ عليها ،ولو كان شيءٌ من ذلك مرويًا لستدلّ به العلماء على مسألة
الجمع ،بل إن الروايات الصحيحة الثابتة تدل على خلف ذلك ،فقد نزلت أمطارٌ كثيرةٌ في زمن
النبي صلى ال عليه وسلم ولم يُنقَل فيها الجمع بين الصلتين ،ومن أشهر ما جاء في ذلك حديث
الرجل الذي دخل المسجد يوم الجمعة والنبي صلى ال عليه وسلم يخطب على المنبر ،فطلب
الرجل الستسقاء والدعاء بنزول المطر ،فدعا النبي صلى ال عليه وسلم واستسقى ،يقول
الراوي (( فوال ما رأينا الشمس سبتاً )) .
فإن قيل :ما تقول فيما رواه سيدنا عبدال بن عباس رضي ال تعالى عنهما قال " :جمع
رسول ال صلى ال عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف
ول مطر " ؟ فإن ظاهر الحديث يفيد جواز الجمع بين الصلتين من غير عذر ،وهو يخالف ما
ذكرتَه نقلً عن الئمة والعلماء من اشتراط وجود العذر ( المطر ) لصحة الجمع .
أقول :إن الحديث صحيحٌ أخرجه الئمة في كتبهم بأسانيد عدة ،وبألفاظ مختلفة متقاربة ،
وأسوق هنا بعضها :
1ـ أخرج المام البخاري الحديث في ثلثة مواضع من صحيحه ،أحدها في كتاب مواقيت
الصلة ( باب تأخير الظهر إلى العصر ،حديث رقم ) 543 /بسنده عن أبي الشعثاء ( جابر بن
زيد ) عن ابن عباس رضي ال تعالى عنهما أن النبي صلى ال عليه وسلم صلى بالمدينة سبعاً
وثمانياً ،الظهر والعصر والمغرب والعشاء ،فقال أيوب :لعله في ليلة مطيرة ؟ قال :عسى .
2ـ وأخرج المام البخاري في كتاب التهجد ( باب من لم يتطوع بعد المكتوبة ،حديث رقم
) 1174بسنده عن أبي الشعثاء قال :سمعتُ ابن عباس رضي ال تعالى عنهما قال :صليتُ مع
9
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
رسول ال صلى ال عليه وسلم ثمانيًا جميعًا وسبعًا جميعاً ،قلتُ ،يا أبا الشعثاء أظنه أخر الظهر
وعجّل العصر ،وعجّل العشاء وأخر المغرب ،قال :وأنا أظنه .
3ـ كما أخرج الحديث المام مسلمٌ في صحيحه ،في كتاب صلة المسافرين وقصرها ( باب
جواز الجمع بين الصلتين في السفر ) بسنده عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جُبير عن
ابن عباس قال :صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء
جميعًا في غير خوف ول سفر .
4ـ وأخرجه المام مسلمٌ بسنده عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال :
جمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير
خوف ول مطر ،قال الراوي عن ابن عباس :قلتُ لبن عباس ِ :لمَ فعل ذلك ؟ قال :كي ل
يُحرج أمته .
5ـ وأخرج الحديث المام مالك في الموطأ في كتاب قصر الصلة في السفر ( باب الجمع بين
الصلتين في الحضر والسفر ) ،وهي الرواية التي سبق ذكرها عن المام مسلم .
ت ذكرهم للختصار ،فالحديث صحيحٌ ،ولكن كما روى الحديث كثيرٌ من أئمة الحديث ترك ُ
العلماء تكلّموا على متن الحديث ،واختلفوا في تأويله على أقوال ،أورد أشهرها بإيجاز فيما يأتي
:
القول الول :إن الجمع المذكور في حديث ابن عباس رضي ال تعالى عنهما كان لعذر المطر ،
ل مشهورٌ عن جماعة من الئمة الكبار المتقدمين منهم المامان الجليلن مالكٌ والشافعي وهذا قو ٌ
رحمهما ال تعالى ،فقد قال المام مالكٌ بعد رواية الحديث " أرى ذلك كان في مطر " ،وقاله
المام الشافعي في ( الم ، ) 95 / 1 :واستدلّ به على جواز الجمع لجل المطر ،وهذا التأويل
هو الحتمال الذي ذكره راويا الحديث أيوب السختياني وأبو الشعثاء كما مر في رواية البخاري
الولى .
وقد ضعّف بعض العلماء هذا التأويل ،منهم المام النووي في شرحه على مسلم ( ) 218 / 5
فقد قال عنه " :وهو ضعيفٌ بالرواية الخرى (( من غير خوف ول مطر )) " ،وقال في
المجموع " ) 379 / 4 ( :ولكن هذا التأويل مردودٌ برواية في صحيح مسلم وسنن أبي داود عن
ابن عباس :جمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالمدينة من غير خوف ول مطر ،وهذه
الرواية من رواية حبيب بن أبي ثابت وهو إمامٌ متفقٌ على توثيقه وعدالته والحتجاج به " ،وقال
نحوه المام القرطبي في ( المفهم ) .
وقد رجّح بعض العلماء رواية (( من غير خوف ول سفر )) على رواية (( من غير خوف ول
مطر )) ،وذكر بعضهم توجيهاً لرواية (( ول مطر )) ،قال المام النووي رحمه ال تعالى في
المجموع 379 / 4 ( :ـ " ) 380قال البيهقي :هذه الرواية لم يذكرها البخاري مع أن حبيب بن
أبي ثابت من شرطه ،قال :ولعله تركه لمخالفتها رواية الجماعة ،قال البيهقي :ورواية الجماعة
بأن تكون محفوظة أولى -يعني رواية الجمهور (( من غير خوف ول سفر )) ، -قال :وقد
روينا عن ابن عباس وابن عُمر الجمع في المطر وذلك تأويل من تأوله في المطر ،قال البيهقي
في معرفة السنن والثار :وقول ابن عباس (( أراد أن ل يُحرج أمته )) قد يُحمل على المطر ،
أي ل يلحقهم مشقة بالمشي في الطين إلى المسجد ،وأجاب الشيخ أبو حامد في تعليقه عن رواية
(( من غير خوف ول مطر )) بجوابين ( أحدهما ) معناه ول مطر كثير ( والثاني ) أنه يُجمع بين
الروايتين ،فيكون المراد برواية (( من غير خوف ول سفر )) الجمع بالمطر ،والمراد برواية10
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
(( ول مطر )) الجمع المجازي وهو أن يؤخر الولى إلى آخر وقتها ويقدم الثانية إلى أول وقته ،
هذا كلم أبي حامد ،ويؤيد هذا التأويل الثاني أن عمرو بن دينار روى هذا الحديث عن أبي
الشعثاء عن ابن عباس وثبت في الصحيحين عن عمرو بن دينار قال :قلتُ :يا أبا الشعثاء أظنه
أخر الظهر وعجل العصر وأخر المغرب وعجل العشاء ،قال :وأنا أظن ذلك .وأجاب القاضي
أبو الطيب في تعليقه والشيخ أبو نصر في تهذيبه وغيرهما بأن قوله (( ول مطر )) أي ول مطر
مستدام ،فلعلّه انقطع في أثناء الثانية ،ونقل صاحب الشامل هذا الجواب عن أصحابنا ،وأجاب
ل بسقف ونحوه ،وهذه التأويلت كلها ليست ظاهرة ،والمختار ما الماوردي بأنه كان مستظ ً
أجاب به البيهقي " .
القول الثاني :إن الجمع المذكور كان لعذر المرض ،وهو قول المام أحمد واختاره المام
النووي ،قال ابن قُدامة رحمه ال تعالى في المغني " ) 120 / 2 ( :وقد رُوي عن أبي عبدال
( يعني المام أحمد ) أنه قال في حديث ابن عباس :هذا عندي رخصةٌ للمريض والمرضِع " ،
وقال المام النووي رحمه ال تعالى في شرح صحيح مسلم " ) 218 / 5 ( :ومنهم من قال هو
ل على الجمع بعذر المرض أو نحوه مما في معناه من العذار ،وهذا قول أحمد بن حنبل محمو ٌ
والقاضي حسين من أصحابنا ،واختاره الخطابي والمتولي والروياني من أصحابنا ،وهو
المختار في تأويله لظاهر الحديث ،ولفعل ابن عباس وموافقة أبي هريرة ،ولن المشقة فيه أشد
من المطر " .
وقد اع ُترِض على هذا التأويل ،قال الحافظ ابن حجر في الفتح " ) 30 / 2 ( :وفيه نظر ،لنه
لو كان جمعه صلى ال عليه وسلم بين الصلتين لعارض المرض ،لما صلى معه إل مَن به نحو
ذلك العذر ،والظاهر أنه صلى ال عليه وسلم جمع بأصحابه وقد صرّح بذلك ابن عباس في
روايته " .
القول الثالث :إن الجمع الوارد في الحديث جم ٌع صوريٌ ،بمعنى أنه أخر الظهر إلى آخر وقتها
فصلها فيه ،فلما فرغ منها دخل وقت الثانية فصلها ،فصارت صلته صورة جمع .
وقد استحسن جماع ٌة كبيرةٌ من الئمة هذا التأويل ،منهم القرطبي وإمام الحرمين وابن
الماجشون والطحاوي ،ومن المتأخرين الشوكاني والشنقيطي ( صاحب أضواء البيان ) ،وهو
من التأويلت القوية ،انظر نيل الوطار للشوكاني ( 216 / 3ـ ) 218وأضواء البيان للشنقيطي
( 341 / 1ـ ، ) 347كما أنه تأويل راوي الحديث ( أبي الشعثاء ) عن ابن عباس كما سبق في
الرواية الثانية عند البخاري ،وراوي الحديث أدرى بالمراد من غيره مع أنه لم يجزم به .
ومما تقدم ،نجد أن جمهور المة لم يأخذوا بظاهر الحديث ،ولم يجيزوا الجمع من غير عذر
من العذار التي سبق تفصيلها في المذاهب .نعم ؛ ذهب جماعةٌ من الئمة إلى جواز الجمع في
حضَر للحاجة لمَن ل يتخذه عاد ًة أخذاً بظاهر الحديث إذ لم يُعلّل بمرض ول غيره ،منهم ابنال َ
سيرين من التابعين ،وربيعة شيخ مالك ،وأشهب من أصحاب مالك ،وابن شبرمة ،وحكاه
الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي وعن أبي إسحاق المروزي وعن جماعة
ل شاذاً مخالفاً لقول الجماهير
من أصحاب الحديث ،واختاره ابن المنذر .لكن هذا القول يُعد قو ً
من العلماء ومنهم الئمة الربعة ،بل نقل المام الترمذي رحمه ال تعالى أن هذا الحديث لم
يعمل بظاهره أحدٌ من أهل العلم ،فقال في أول كتابه العِلَل الملحق بالجامع الصحيح 692 / 5 ( :
) " جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمولٌ به ،وقد أخذ به بعض أهل العلم ما خل
حديثين :حديث ابن عباس أن النبي صلى ال عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة
والمغرب والعشاء من غير خوف ول سفر ول مطر . " ...........
11
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
ولو سلّمنا الخذ بظاهر الحديث وإباحة الجمع من غير عذر من العذار السابقة ،فإنه إنما
يكون عند الحاجة ،رفعاً للحرج ودفعاً للمشقة ،ولكن الواقع الن في كثير من المساجد وجود
الجمع لغير حاجة أصلً ،فأي مشقة وحرج يوجدان في حال وجود مطر قليل انقطع قبل الصلة،
أو في حال توقع المطر ؟
كما أن هذا الحديث دليلٌ يحتج به بعض طوائف المبتدعة ممن يبيحون الجمع من غير عذر ،
ويحملون الحاديث الواردة في إفراد كل صلة في وقتها على الفضلية ،جمعاً بين الدلة .
بل إن كثيراً ما يَحتج بهذا الحديث مَن يعمل بالجمع دون التزام أقوال الفقهاء وشروطهم ،
وظاهر الحديث يدل على جواز وصحة الجمع بين الصلتين من غير عذر ول حاجة ،فهل
سنرى مَن يجمع كذلك دون أيّ عذر أو حاجة ؟ قد يحصل ذلك في يوم من اليام بدعوى إحياء
السنة ،ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم !!
12
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
الخاتمة
1ـ إن الصل أداء كل صلة في وقتها ،والجمع مع وجود العذر ليس بواجب ،إنما هو
رخصةٌ ،وحكم الجمع دائرٌ بين الجواز وخلف الولى والندب ( الستحباب ) .
2ـ إن الخروج من الخلف أمرٌ مطلوبٌ ،وأداء صلة متفق على صحتها خي ٌر من أدائها مع
الخلف في صحتها أو بطلنها ،ل سيما إن كان الخلف قوياً كما هو في مسألتنا ،فإن من جمع
بين الصلتين دون عذر مما سبق أو مع اختلل شرط من شروط الجمع لم تصح صلته .
3ـ في حال عدم وجود العذرالمبيح للجمع ( كالمطر والطين ) عند الصلة ثم حدوثه في وقت
الصلة الثانية ،فإنه يُعدّ عذراً من أعذار ترك الجماعة ،بل جاءت الحاديث الصحيحة تدل على
الصلة في الرحال والبيوت في مثل هذه الحالة ،حيث أمر النبي صلى ال عليه وسلم المؤذن أن
يقول في أذانه في ليلة ذات برد وريح ومطر (( صلوا في رحالكم )) ،وفي هذه الحالة يحصل
للمسلم أجر الجماعة ،ولو صلى في بيته منفردًا للعذر .
4ـ ل يجوز التساهل في مسألة الجمع بين الصلتين ،فإن المتأمل في الحاديث الواردة في
الجمع ،ل يجد إل عذر السفر والمطر ،وما عدا ذلك فإنما أجازه بعض الفقهاء من باب الجتهاد
والقياس ،والعجيب أن أناساً يدعون إلى التمسك بالسنة وينهون عن التقليد والخذ بأقوال العلماء
المجردة عن الدليل ،نجدهم في هذه المسألة يحتجون بأقوال الفقهاء مع وجود النص فيها .
5ـ إن مجرد وجود نوع من المشقة ل يبيح الجمع ،ولو قيل بذلك لكنا في بلدان الخليج أولى
الناس بالجمع في وقت شدة الحر في فصل الصيف ،الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى ( ) 50
درجة مئوية ،بل إن مشقة الحرارة أشد من مشقة المطر والوحَل ،مع أن ظاهر حديث ابن
عباس المتقدم قد يبيح ذلك لمَن يرى الخذ بظاهره .
6ـ نَصّ العلماء على عدم جواز التلفيق بين القوال في العمل الواحد في حق المقلّد ،كأن يأخذ
من مذهب المام الشافعي الجمع بين الظهر والعصر ،ويأخذ من مذهبي المامين مالك وأحمد
الجمع لعذر الوحَل ،فإنه ل قائل من الئمة بالجمع بين الظهر والعصر لعذر الوحَل ،فليُتنبّه .
13
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [
وصلى ال وسلم وبارك على سيدنا ومولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،والحمد ل رب
العالمين .
14
إصدار :لجنة الدعوة -الجمعية السلمية ] حكم الجمع بين الصلتين للمطر [