Professional Documents
Culture Documents
بحث
بحث
1
مقدمة:
فـإن دیـن اإلسـالم دیـن الیسـر والتیسـیر ،فمـا مـن بـاب فـي التیسـیر إال جـاءت بـه الشریعة السمحاء ،وما من باب فبه التشدد إال سعت
الشریعة إلى إغالقه .
وإن مما فضل هللا –تعالى -به على عباده أن جعل التكالیف الشرعیة في السفر ٕ والمرض والمطر وغیرها مما فیه مشقة علیهم لها وضع
خاص ،فخف فرض من أمور الطهارة والعبادة في مقام وأحوال خاصة.
ومن رحمته أنه شرع لنا الجمع بین الصلوات عند وجود أسبابه ،ومن الحكمة في مشروعیة الجمع نفي الحرج عن األمة.
موضوع البحـث:
یتنـاول البحـث الجمـع بـین الصـلوات لعـذر المطـر والشروط واألحكام
أهـم النتـائج:
یجـوز الجمـع بـین الصلوات عنـد جمهـور الفقهـاء لعـذر المطـر مـع التقید بشـروط الفقهـاء فـي المطـر ُتخـذ عـادة ،الـذي یبـیح الجمـع.
یجـوز الجمـع بـین الصـلوات للحاجـة
أوصي المجامع الفقهیة المتخصصة بضرورة إعادة النظر في مسـائل الجمـع بـین الصــلوات ،وتوحید الــرأي فبها بمــا یتوافــق مــع
مقاصــد الشریعة مــن رفــع الحــرج والمشقة على عموم المسلمین
2
المبحث األول:
الجمع لغة :الجیم والمیم والعین أصل واحد ،یدل على تضام الشيء ،یقال جمعت الشيء جمعا ،وجمع الشيء عن تفرقة ،وجامعة في قول
المنادي الصالة جامعة حال من الصالة والمعنى علیكم الصالة في حال كونها جامعة.
الجمع اصطالحاً :الجمع هو أن یجمع المصلي بین الظهر والعصر تقدیما ً في وقت الظهر أو یجمع بینهما تأخیرا ً في وقت العصر ،وبین
المغرب والعشاء تقدیما ً في وقت المغرب أو تأخیرا ً في وقت العشاء.
الصالة لغة :الدعاء بدلیل قوله تعالى( :وص ّل علیهم) أي ادع لهم وأنزل رحمتك علیهم.
اصطالحاً :قربة ( )٢فعلیة ( )٣ذات إحرام وسالم ،أو أقوال وأفعال مخصوصة مفتحة بالتكبیر مختتمة بالتسلیم ،وقیل هي سجود (فتشمل
سجود التالوة فهو صالة)
المطر لغة :المیم والطاء والراء الغیث النازل من السماء ،ومطرت السماء تمطر مطرا من باب طلب فهي ماطرة في الرحمة وامطرت
باأللف أیضا.
المطر اصطالحاً :تعریفه في االصطالح ال یخرج عن معناه اللغوي وهو الغیث النازل من السماء.
المبحث الثاني:
حكم الجمع بین الصالتین حال المطر وضابطه وفیه مطلبان:
المطلب األول :مذاهب العلماء في الجمع بین الصالتین حال المطر وفیه مسألتین:
المسألة األولى :الجمع بین الظهرین في حال المطر.
اتفق جمهور الفقهاء القائلین بجواز الجمع من أجل المطر على الجمع بین
المغرب والعشاء بسبب المطر المبلل للثیاب والثلج والبرد واختلفوا في الظهر والعصر هل یُجمع بینهما بسبب المطر أم ال؟ على قولین
األول :یرى المالكیة والحنابلة عدم جواز الجمع بین الظهر والعصر إطالقا بسبب المطر ونحوه
أدلتهم
أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قالّ :
«إن من السنة إذا كان یوم أوال :ما ُروي ّ
مطیر أن یُجمع بین المغرب والعشاء» وجه االستدالل باألثر :إن مستند الجمع بین الصلوات لعذر المطر لم یرد إال في أحد المغرب
والعشاء
3
المناقشة :الجمع بین الظهر والعصر وردت فیه أحادیث صحیحة ،وهي نفس المناقشة ما دام الجمع بین الظهر والعصر ثبت في األحادیث
الصحیحة ،فلسنا في حاجة إلى هذا القیاس .شيء من ذلك بسببهما فیُكره أن یُمتنع مع ذلك من أداء الفرائض وهي عماد الدین في أوقاتها
المختارة لها
القول الثاني :ذهب الشافعیة إلى أنّه یجوز الجمع بین الظهر والعصر كذلك
المسألة الثانیة :الجمع بین العشاء في حال المطر.
األحادیث التي استدل بها المانعون ودلت على مشروعیة الجمع بین المغرب
والعشاء ،كحدیث ابن عباس
ثانیا :المشقة في المغرب والعشاء أش ّد ألجل الظلمة
تصرفهم في معایشهم وأسواقهم وزراعتهم وغیر ذلك من متصرفاهم في وقت المطر والطین في الظهر ّ ثالثًا :الغالب من أحوال الناس
والعصر ،ال یمتنعون من بسبب المطر ونحوه ،وهو اختیار شیخ اإلسالم ابن تیمیة أدلتهم:
أوال :عن ابن عباس -رضي هللا عنهما -قال« :صلى رسول هللا بالمدینة الظهر والعصر جمیعا والمغرب والعشاء جمیعا» وفي روایة
"«من غیر خوف وال سفر " فسألت سعیدا لم فعل ذلك؟ قال :سألت ابن عباس كما سألتني فقال(:اراد ان ال یحرج احدا من امته
الترجیح:
بعد عرض القولین وأدلتهما ،یترجح عندي القول الثاني الذي یرى جواز الجمع بین الظهر والعصر لما یلي:
أوال :نص حدیث ابن عباس قال« :صلى رسول هللا بالمدینة الظهر والعصر جمیعا ً والمغرب والعشاء جمیعا ً صریح في جواز الجمع بین
الظهر والعصر ،فلماذا یتم استثناؤهما من جواز الجمع بسبب المطر؛ ولذلك قال الحافظ ابن رجب والعجب من مالك -رحمه هللا -كیف
حمل حدیث ابن عباس على الجمع للمطر ،ولم یقل به في الظهر والعصر والحدیث صریح في جمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء؟!
ثانیا :كون النبي جمع في لیلة مطیرة ال یمنع أن یجمع في یوم مطیر؛ ألن المشقة ،ولهذا كان القول الصحیح في هذه المسألة :أنه یجوز
الجمع بین الظهرین لهذه األعذار ،كما یجوز الجمع بین العشاءین ،والعلة هي المشقة ،العلة هي
فإذا وجدت المشقة في لیل أو نهار جاز الجمع.
ب، يختلف حكم الجمع بين الصالتين في المطر في المذاهب الفقهية ،وهناك شرو ٌ
ط له في ك ّل مذه ٍ
والشروط هي:
المذهب المالكي:
تقدیم إن كان المطر شدیدا ً بحیث یدفع الناس إلى تغطیة رؤوسهم ،واجتمع معه وجود الوحل
ٍ یجوز جمع صالتي المغرب والعشاء جمع
الشدید والظلمة،
ویجوز الجمع فقط في صالة جماعة التي تُصلّى في المسجد ،وورد عن الدسوقي المالكي ّ
أن المطر الذي یبیح الجمع هو المطر الكثیر
ولیس المطر المتوقع هطوله ،وتُعاد الصالة الثانیة إن كان سبب الجمع توقّع هطول المطر ،إذ قال:
عل َِم أَنَّه ُ َكذَلِكَ بِ ْالقَ ِرینَةِ ،ث ُ َّم أَنَّه ُ إذَا َج َم َع فِي َه ِذ ِه ْال َحالَ ِة َولَ ْم یَ ْح ُ
ص ْل ط ُر إنَّ َما یُبِی ُح ْال َج ْم َع إذَا َكث ُ َرَ ،و ْال ُمت ََوقَّ ُع َال یَتَأَتَّى فِی ِه ذَلِكَ ،قُ ْلت :یُ ْم ِك ُن َ ْ
"ال َم َ
عا َدة الثانِیَ ِة فِي ال َوقتِ" ]٨[]٧[.واشترط المالكیة أن ینزل المطر عند ابتداء الصالة األولى دون اشتراط استمراره حتى ْ ْ َّ ُ ْال َمط ُر فیَنبَغِي إ َ
ْ َ َ
.الدخول في الصالة الثانیة ،أ ّما إذا نزل المطر بعد ابتداء الصالة األولى أو انقطع قبلها فال یجوز الجمع
4
المذهب الشافعي:
تقدیم في حالة هطول المطر ،وال یجوز له جمعهما تأخیرا ً في وقت الثانیة ،على ّ
أن جمع التقدیم ال ٍ یجوز للمسلم أن یجمع الصالتین جمع
ب ّد فیه من عدّة شروطٍ ؛ الترتیب في أداء الصالتین ،أي أداء الصالة األولى ث ّم الثانیة ،وتحقیق نیة الجمع في الصالة األولى ،والمواالة بین
بأن الوقت یسع ألداء الصالتین ،وصحة الصالة األولى، ت طوی ٍل ،إضافةً إلى الیقین ّ
الصالتین؛ أي عدم الفصل بینهما بوق ٍ
ویشترط نزول المطر عند البدء في الصالة األولى وعند السالم منها إلى حین البدء في الثانیة أیضاً ،وإن انقطع المطر أثناء الصالة
یضر االنقطاع بالجمع.
ّ األولى ث ّم هطل إلى حین السالم والبدء بالثانیة ال
المذهب الحنفي:
ال یجوز الجمع الصالتین تقدیما ً أو تأخیرا ً بسبب المطر.
المذهب الحنبلي :یُباح الجمع بین صالتي الظهر والعصر ،وبین صالتي المغرب والعشاء تقدیما ً وتأخیرا ً بسبب المطرّ ،إال ّ
أن تركه
أفضل،
ویخص من اإلباحة الجمع بین المغرب والعشاء بسبب المطر الذي یبل الثیاب والثلج والبرد والریح الشدیدة والجلید والوحل؛ لما یترتب
ّ
على ذلك من المشقة ،ویشترط سقوط المطر وقت البدء بالصالة األولى واستمراره إلى حین انتهائها وافتتاح الصالة الثانیة ،واشترط
بعضهم أن یبقى هطول المطر متواصالً إلى حین االنتهاء من الصالة الثانیة .واألحكام السابقة تتعلّق بالمصلّي المؤدي صالته في
المسجد،
أ ّما المؤدي صالته في البیت فال یجوز له الجمع بین الصالتین بسبب المطر ،سوا ًء كان منفردا ً أو في جماع ٍة عند الفقهاء القائلین
إن المشقة منتقیة في حقّه ،كما ال یلحقه أي أذى أو حرجٍ بسبب المطر.بمشروعیة الجمع بسبب المطر ،إذ ّ
5
من الرخص الشرعية المرتبطة بالشتاء:
ّ
ویغطي الكعبین ،وهما العظمتان الناتئتان في القدم، المسح على الخفين ّ
یعرف الخف بأنّه نع ٌل مصنوعٌ من الجلد یُرتدى في القدمین
ّ
وفیما یأتي بیان بعض األحكام المتعلقة به:
مشروعیة المسح على الخفین:
أجمع أهل العلم على جواز المسح على الخفین لمن تط ّهر وارتداهما ث ّم أحدث ،وذلك ما ورد في السنة الصحیحة المتواترة عن النبي -
علیه الصالة والسالم ،-ومن األدلة على ذلك ما رواه اإلمام البخاري في صحیحه عن المغیرة بن شعبة -رضي هللا عنه -أنّه قال:
ع ُخفَّ ْیهِ ،فَقالََ :د ْع ُه َما ،فإنِّي أ ْدخ َْلت ُ ُهما َ
طاه َِرتَی ِْن ،فَ َم َ
س َح علیه َما) ،فیجوز للمسلم ص َّلى هللاُ علیه وسلَّ َم في َ
سف ٍَر ،فأ ْه َویْتُ أل ْن ِز َ ي َ( ُك ْنتُ مع النب ِّ
ّ
أن یمسح على الخفین بعد الحدث الذي یُوجب الوضوء ،بشرط أن یكون قد ارتدى الخفین وهو على طهارةٍ.
شروط المسح:
أمور للمسح على الخفین ،وهي:
ٍ تشترط عدة
كبیر یقدّر بثالثة أصابع ،أ ّما إن كان الخرق أصغر من ذلك فال بأس في المسح .ال یجوز
خرق ٌٌ ال یجوز المسح على الخف الذي فیه
ُ
الخف في حالة وجوب الغسل .یجوز المسح على الحذاء إن لبس فوق الخف .یجوز المسح على الجبیرة التي تغطي الكسورّ المسح على
في الجسد حتى إن ُوضعت على غیر وضوءٍ .ینتقض المسح على الخفین بما ینتقض به الوضوء ،إضافةً إلى نزع الخفین ومضي مدة
المقررة
ّ .المسح
6
س ُحوا بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْیدِی ُكم ِ ّم ْنهُ)[ ،كما روى اإلمام البخاري في صحیحه عن الصحابي عمران بن صعِیدًا َ
طیِّبًا فَا ْم َ (فَلَ ْم ت َِجدُوا َما ًء فَتَیَ َّم ُموا َ
حصین -رضي هللا عنه -أنّه قال:
ص ِلّ َ
ي في القَ ْو ِم؟ فَقا َل یا َرسو َل َّ
َّللاِ: ص ِّل في القَ ْو ِم ،فَقالَ :یا فُ َالنُ ما َمنَعَكَ ْ
أن ت ُ َ صلَّى هللاُ علیه وسلَّ َم َرأَى َر ُجالً ُم ْعت َِزالً لَ ْم یُ َ َّللا َ (أن َرسو َل َّ ِ َّ
صعِی ِد فإنَّه َی ْكفِیكَ ) ،وقد أجمع العلماء على مشروعیة التیمم ،ویتحقّق بمسح الوجه والیدین بشيءٍ َّ بال ی
ْكَ َ لعَ َ:
ل قا ، ء ا
َ َم َ
وال ٌ ة بَا
َ َ نج ِي نْ تب
ص َ
ا أ َ
ض ْربَةً ّ
ب ب َك ِف ِه َ ّ
من تراب األرض كما ورد من فعل النبي -صلى هللا علیه وسلم -فیما رواه عمار بن یاسر -رضي هللا عنه -بقوله( :فَ َ
ض َر َ ّ
ظ ْه َر ِش َما ِل ِه ب َك ِّفهِ ،ث ُ َّم َم َ
س َح ب ِهما وجْ َههُ). ظ ْه َر َك ِّف ِه ب ِش َما ِل ِه ْأو َ
س َح ب ِهما َ ض َها ،ث ُ َّم َم َ
ض ،ث ُ َّم نَفَ َ علَى ْ
األر ِ
واختلف العلماء في جواز التیمم بدل الوضوء بسبب برودة الماء إن خاف المسلم وقوع الضرر على نفسه من الماء البارد ،ولم یستطع
تسخین الماء ،وفیما یأتي بیان أقوال الفقهاء
فیقول المالكیة:
یجوز للمسلم أن یتیم إن خاف على نفسه من البرد.
قول الحنابلة:
یجوز التیمم في البرد إن تعذّر تسخین الماء ،وانعدمت وسیلة التدفئة ،وخاف المسلم من تلف عض ٍو ما.
قول الشافعیة:
یجوز التیمم إن تعذّر تسخین الماء ،وتحقّق الخوف من تلف األعضاء الظاهرة.
قول الحنفیة:
یجوز التیمم بسبب برودة الماء في حالة الخوف من الموت ،أو الخوف من تلف األعضاء ،أو الخوف من المرض ،وذلك إن كان المسلم
.على جنابةٍ ،وانعدمت وسیلة تسخین الماء ،أ ّما في حالة الحدث األصغر* فال یجوز للمسلم التیمم بسبب البرد
التقدیم القول األول :ذهب المالكیة والشافعیة في الجدید إلى جواز جمع فقط دون جمع التأخیر مستدلین على ذلك بأن استدامة المطر لیست
صالة عن وقتها من غیر عذرمؤكدة ،فقد ینقطع المطر فیؤدّي إلى إخراج ال َّ
القول الثاني :ذهب الحنابلة واإلمام الشافعي في القدیم إلى جواز جمع
التأخیر بسبب المطر كالسفر
7
ویمكن االستدالل لهذا القول بما ورد عن عبد هللا بن شقیق قال :خطبنا ابن ،عباس یوما بعد العصر حتى غربت الشمس ،وبدت النجوم،
وجعل الناس یقولون :الصالة الصالة ،قال :فجاءه رجل من بني تمیم ،ال یفتر ،وال ینثني الصالة الصالة ،فقال ابن عباس :أتعلمني بالسنة؟
ال أم لك ثم قال :رأیت رسول هللا جمع بین الظهر والعصر والمغرب والعشاء» فابن عباس استدل بما رواه على ما فعله ،ورأى أنه إذا
ُوجدت الحاجة لجمع التأخیر في غیر السفر فإنه یجوز ،والحاجة في جمع التأخیر ألجل المطر قد تكون متحققة ،فال بأس بجمع التأخیر
الترجیح :ما أراه هو أنه إذا جاز الجمع صار الوقتان وقتا ً واحداً ،فیفعل المكلف الرفق به ،فمن شاء جمع في وقت األولى أو في الثانیة أو
في الوقت الذي بینهما .وهذا اختیار شیخ قال شیخ اإلسالم ابن تیمیة " :والمقصود أن هللا لم یبح ألحد أن یؤخر الصالة عن وقتها بحال
كما لم یبح له أن یفعلها قبل وقتها بحال ،فلیس .التأخیر جمع
اإلسالم والعالمة ابن عثیمین بأولى من جمع التقدیم؛ بل ذاك بحسب الحاجة والمصلحة ،فقد یكون هذا أفضل وقد یكون هذا أفضل ،وهذا
مذهب جمهور العلماء
المراجع (الجمع بین الصلوات لعذر المطر /فقه الجمع الصالتین في الحظر بعذر المطر)
المبحث الثالث:
شروط الجمع حال المطر.
صلها الفقهاء القائلین
شرع الجمع بین صالتي الظهر والعصر ،وبین صالتي المغرب والعشاء في المطر إن توافرت الشروط التي ف ّ
بالجواز ،وبیان تلك الشروط فیما یأتي:
أن ینوي المسلم نیة الجمع في الصالة األولى ،وعند بدایة الصالة الثانیة أیضاً،
إن فاتته النیة في الصالة األولى یجوز له أن ینوي في بدایة الصالة الثانیة
أن ینزل المطر وقت الصالة األولى.
أن یكون المطر شدیدا ً وم ّما یب ّل الثیاب ،ویصعب على المسلم الذهاب إلى المسجد ألداء الصالة في تلك الحالة.
ن تكون الصالة في المسجد
ٌ
وطین وثل ٌج وصقی ٌع وری ٌح شدیدة إن كان الجمع لصالتي المغرب والعشاء.ٌ أن تكون هناك ظلمة ٌ
وتجدر اإلشارة إلى أنّه ال ب ّد من تحقّق الشروط السابقة كلّها لیجوز للمسلم أن یجمع صالته ،وانتفاء أي واح ٍد منها یُبطل رخصة * الجمع،
وإن وقع الشك في جواز الجمع من عدمه وجبت الصالة على وقتها من باب االحتیاط ،قال هللا تعالى:
ع َلى ْال ُمؤْ مِ نِینَ ِكت َابًا َّم ْوقُوتًا) ،وإمام المسجد هو الذي یمتلك الحق في الجزم بتحقّق الشروط أم ال ،روى البخاري في
صالَة َ كَانَتْ َ
( ِإ َّن ال َّ
ّ َّ ّ
صحیحه عن أنس بن مالك -رضي هللا عنه -أن الرسول -علیه الصالة والسالم -قال( :إنما ُج ِع َل اإل َما ُم لیؤثم به) ،ولیس للمصلین حق
االعتراض على قرار اإلمام ،سوا ًء كان اعتراضا ً لجمع الصالتین أو عدمه ،إذ إنّه مسؤو ٌل أمام هللا ،وعلیه أن یقدّم رضى هللا -تعالى-
وإال فالصالة على وقتها ،إذ قال الرسول -علیه على رضى المصلین ،ففي حال تحقّقت الشروط التي تُجمع الصالة لها ُجمعت الصالةّ ،
(اإلما ُم ضامِ ٌن). الصالة والسالمِ :-
8
النتائج:
أوال :یجوز الجمع بین الصلوات عند جمهور الفقهاء لعذر المطر مع التقید بشروط الفقهاء في المطر الذي یبیح الجمع.
ثانیا ً :اشترط جمهور الفقهاء في المطر الذي یبیح الجمع تحقق وجود المطر ونزوله ،مع غزارته ،واستدامة نزوله ما بین الصالتین.
رابعا ُ :الریح الشدیدة عذر یبیح الجمع بین الصالتین ،خاصة في البالد شدیدة البرودة لما فبه من التیسیر ورفع الحرج.
خامساُ :عدم جواز الجمع بین صالتي الجمعة والعصر لعذر المطر؛ لعدم وجود ًا :نص في ذلك ،مع استقالل صالة الجمعة في شروطها
وهیئتها وأركانها وثوابها ایضاً.
المراجع:
"قرار رقم )2009 /15( )135( :شروط الجمع بین الصالتین بعذر المطر"ّ ،2014-03-24 ،www.aliftaa.jo ،
اطلع علیه بتاریخ
بتصرف.
ّ .2019-10-31
عبد الرحمن الجزیري ( ،)2003الفقه على المذاهب األربعة (الطبعة الثانیة) ،بیروت :دار الكتب العلمیة ،صفحة ،442-438جزء .1
بتصرف.
ّ
بتصرف.
ّ "الكتب المعتمدة في المذاهب األربعة"ّ ،2017-5-17 ،www.islamqa.info ،
اطلع علیه بتاریخ .2019-11-8
"مذاهب العلماء في الجمع بسبب المطر والوحل والسیل"ّ ،2013-1-29 ،www.islamweb.net ،
اطلع علیه بتاریخ -11-8
بتصرف.
ّ .2019
د .محمد رفیق مؤمن الشوبكي (" ،)2015-9-15جمع الصلوات في البیت بسبب المطر"ّ ،www.alukah.net ،
اطلع علیه بتاریخ
9
بتصرف.
ّ .2019-12-13
بتصرف.
ّ ^أ ب وهبة الزحیلي ،كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحیلي ،صفحة ،381-373جزء .2
^أ ب د .محمد رفیق مؤمن الشوبكي (" ،)2015-5-12المسح على الخفین تعریفه ومشروعیته"ّ ،www.alukah.net ،
اطلع علیه
بتصرف.
ّ بتاریخ .2019-11-8
رواه البخاري ،في صحیح البخاري ،عن المغیرة بن شعبة ،الصفحة أو الرقم ،206 :صحیح.
بتصرف.
ّ ^أ ب ت ث القدوري ،كتاب مختصر القدوري ،صفحة .18-17
رواه البخاري ،في صحیح البخاري ،عن عمران بن حصین ،الصفحة أو الرقم ،348 :صحیح.
رواه البخاري ،في صحیح البخاري ،عن عمار بن یاسر ،الصفحة أو الرقم ،347 :صحیح.
بتصرف.
ّ الشیخ صالح نجیب الدق (" ،)2017-2-28أحكام التیمم"ّ ،www.alukah.net ،
اطلع علیه بتاریخ .2019-11-2
بتصرف.
ّ وهبة الزحیلي ،كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحیلي ،صفحة ،575جزء .1
رواه األلباني ،في اإلیمان البن تیمیة ،عن عبد هللا بن عمر ،الصفحة أو الرقم ،45 :إسناده صحیح.
بتصرف.
ّ "معنى رخصة في الشرع"ّ ،www.almaany.com ،
اطلع علیه بتاریخ .2019/11/14
بتصرف.
ّ "فصل ال تباح الرخص في سفر المعصیة"ّ ،islamweb.net ،
اطلع علیه بتاریخ .2019-11-18
بتصرف.
ّ "معنى الحدث األكبر والحدث األصغر"ّ ، 2011-11-14 ،www.islamweb.net ،
اطلع علیه بتاریخ .2019-11-14
10