Professional Documents
Culture Documents
الأسس والمنطلقات الشيخ ابوبكر بن علي المشهور العدني PDF
الأسس والمنطلقات الشيخ ابوبكر بن علي المشهور العدني PDF
جميع الحقوق محفوظة ،ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادةالمعلومات
أو نقله بأي شكل من األشكال دون إذن خطي مسبق من المؤلف
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval
system or transmitted in any form by any means without prior permission in writing
the Author
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ
ﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻨﻪ
المحتويات
الجزء األول
تعريف الساعة وما يتعلق بها
محور الموضوع حديث جبريل (أم السنة)
أركان الدين الثالثة وعالقتها بالركن الرابع
أركان العلم بعالمات الساعة
الفرق بين الساعة وعالماتها
الفرق بين الساعة والعلم بعالمات الساعة
مفهوم فقه التحوالت
تأصيل فقه التحوالت من الكتاب والسنة
أقسام فقه التحوالت
عالقة فقه التحوالت بالدعوة إلى الله
سنة المواقف وسنة الداللة وموقعها من فقه التحوالت
غياب العلـم بفقه التحوالت وما ترتب عليه
مفهوم الخلفاء في فقه التحوالت
من هم النمط األوسط ؟
مواقف النمط األوسط من طرفي اإلفراط والتفريط
علماء فقه التحوالت وعالمات الساعة
كركن من أركان الدين؟
ٍ لم سكت العلماء عن اإلفصاح الواضح لعالمات الساعة
موقع األمثلة والرموز والشعارات والشارات واأللوان في فقه التحوالت
الجزء الثاني
التفصيل الجامع ألركان العلم بعالمات الساعة
الركن األول العلم الالزم بالعالمات الوسطى
أقسام مرحلة الملك العضوض
قراءة مرحلة الغثاء والوهن من واقع فقه التحوالت
التقسيم الشرعي للمرحلة الغثائية
فتنة الدهيماء ..مرحلة االستهتار
الفتنة الرابعة ..العمياء البكماء الصماء
مرحلة االستثمار ..األلفية الثالثة
مالحظة على هامش المرحلة الغثائية
الركن الثاني العلم المطلق بالعالمات الصغرى
نماذج من العالمات الصغرى في مرحلتي الدهيماء والفتنة الرابعة
قراءة نبوية لألحداث والوقائع ومواقف األمة
عرض عام لبقية العالمات الصغرى
التسلسل الزمني الشرعي الجامع لسير العالمات واألمارات إلى قيام الساعة
ما بعد الفتنة الرابعة ..مرحلة االستنفار
موقف المسلم المستبصر من الفتن وأئمتها المضلين
الركن الثالث العلم الواجب بالعالمات الكبرى
المرحلة المهدية (المهدي المبشر به)
المرحلة الدجالية :ظهور المسيخ الدجال
نهاية الدجال ودولة اليهود
وسائل الحفظ من الدجال
المرحلة العيسوية /المرحلة اليأجوجية
رحلة عيسى من الشام إلى المناسك
ظواهر ما بين مرحلة اإلمام المنتظر حتى نهاية مرحلة عيسى عليه السالم
مرحلة االنهيار والعود إلى الجاهلية
الدابة /الريح القابضة للمؤمنين
هدم الكعبة /الدخان
الخسوفات الثالثة
طلوع الشمس من مغربها وانقطاع التوبة
النار الحاشرة
اندراس اإلسالم ثم اندراس كلمة التوحيد
العالمة األخيرة ..النفخ في الصور
مقدمة النارش
ٌ
توطئة مفيد ٌة
اعت�اد المصنف�ون عل�ى ذكر عش�رة مبادئ ف�ي بداي�ة كل فن ،ضمنوه�ا تعريف
العلم وفائدته وموضوعه ،ثم ذكر مصدر اس�تمداده وأس�مائه وحكم الش�ارع فيه
،ووضعوه�ا في الحواش�ي والش�روحات لتس�هيل تص�ور العلم عل�ى المبتدئين
وتشجيعهم على خوض غماره ،وهي بحق طريقة مفيدة تسمح للقارئ بأخذ فكرة
ع�ن العلم ووضع تص�ور إجمالي له في ذهنه قبل البدء فيه ،والمرور على خالصة
سريعة عن أبعاده تشجعه على إكمال المسيرة االطالعية.
وقد اعتادوا على صياغتها وفق األس�س العلمي�ة ،فالتعريف مثال البد أن يكون
دقيق�ا ضابط�ا لكل تصورات الفن بحيث ال يختلط مع غيره ،وبالتعبير المنطقي أن
يكون جامعا مانعا لكي يكتمل تعريفا نهائيا للفن.
ونظرا ألن هذا الفن مستجد ولم يتبلور بعد وربما يحتاج إلى العديد من الجهود
في المستقبل والخدمة من األجيال المعاصرة والقادمة فقد آثرنا أن نعرض المبادئ
ه�ذه بأس�لوب المتقدمين في بدايات عص�ور التدوين أمثال اإلم�ام البخاري ،من
ب�اب التقلي�د والتبرك ،حيث نترجم للب�اب بعنوان فيه المعنى المطلوب ثم نس�رد
النص�وص تحته س�رد ًا ،تبرك ًا بالنص وجمع ًا وحش�د ًا ألكبر ق�در ممكن من مادته
الحديثية في عرض متسلسل(((.
وق�د انته�ج بع�ض العلم�اء نهج�ا قريب ًا من�ه بع�رض الم�ادة العلمي�ة خالية من
المصطلحات قدر اإلمكان((( ،وش�يخنا أبوبكر المشهور مؤلف هذا الكتاب يرى
أنه َل َّ
ـمـا كانت مرحل ُة الدعوة كانت سابق ًة لمرحلة التدوين للعلوم ،فإن في إفرادها
(((
نهج محمو ٌد
بالقراءة بعيدا عن التأصيالت التي ظهرت فيما بعد تدوين المذاهب ٌ
ليس بديال عن المنهج العلمي بل رديف ومكمل ذو فائدة دعوية وفكرية فحسب،
ونص�وص النبي الكريم صلى الله عليه آله وس�لم هي جوام�ع الكلم ،واالنطالق
منها في وضع الفكرة لهذا الفن المس�تجد خي�ر بداية ،و(لن يصلح آخر هذه األمة
إال بم�ا صلح به أولها) وينس�حب الحكم حتى على عرض الم�ادة العلمية تصور ًا
وتصديق ًا طلب ًا لفائدة مخصوصة.
((( وم�ن يقرأ أطروحة الدكت�ور الحنيني في مجلدين تدوين علم العقيدة عد أهل الس�نة حتى
الق�رن الثال�ث الهج�ري ي�رى م�دى تجذر ه�ذا النهج في تل�ك الفت�رة المبكرة عل�ى كافة
المصنفات.
((( س�لك اإلمام الغزالي في كتبه هذا المس�لك ،ومن يقرأ المستصفى في أصول الفقه يعجب
لقدرت�ه عل�ى عرض الم�ادة العلمية م�ع التقليل م�ن المصطلحات قدر اإلم�كان ..وجمع
رواي�ات الحديث الواحد من األمهات واألجزاء والنظر في ألفاظها باعتبار األصل اللغوي
محاول�ة لالقتراب من مش�كاة النب�وة ..وكيف كان النب�ي صلى الله عليه وآله وس�لم ينظر
لألم�ور ويتناول المس�ائل ويوجه الش�عوب ،مع االس�تنارة بفهم الصحاب�ة وآل البيت من
السلف الصالح ..هذا كله فائدته في إعطاء الداعية جانبا فكريا مفيدا.
((( وبذلك استطاع إضافة سنة المواقف كسنة رابعة للتقسيم األصولي :السنة القولية والفعلية
والتقريري�ة ،وكل م�ا فعل�ه ه�و العودة بالس�نة إلى األصل اللغ�وي واالبتعاد ع�ن التعريف
االصطالحي الذي ظهر فيما بعد تدوين المذاهب! وساقه لذلك تأمل دقيق وإعادة تأصيل
للنصوص النبوية ،راجع الفصل المخصص لها في هذا الكتاب.
ووضعنا فوق المبادئ العش�رة سبعة عش�ر أخرى لزيادة الفهم لهذا العلم ،وهي
كالتالي:
•فصل في آيات في الفتن
•فصل في ذكر بعض رؤوس الحصانة من الفتن
•فصل في ذكر بعض رؤوس الفتنة
•فصل في الرجال الذين يضربون خيشوم الفتنة
•وخبراء عالمات الساعة
•فصل في أن تنكّر القلوب هو مقياس للوقوع في الفتن
•فصل في هل كان رواة عالمات الساعة يخشون من التحديث بها؟
•فص�ل ف�ي الق�رون الخي�رة ،وه�ي ثالث�ة أجي�ال :الصحاب�ة والتابع�ون
وتابعوالتابعين ،وهي التي ظهرت فيها الفتن ثم استفحلت
•فصل في منبع الفتنة
•فصل في أن بدء الفتن كان بعد الفتوحات وإقبال الدنيا
•فصل في أطوار الفتنة :الوقفات والبعثات
•فصل في ذكر ش�يء من جوامع الكلم في األدعية الخاصة بالفتن وعالمات
الساعة
•فصل في ثواب الثابت على دينه في آخر الزمان
•فصل في أن العلم بعالمات الساعة مرتبط بعلم اإلحسان
•فصل في بعض أسماء الفتن
•فصل في أدوات تجنب الفتن
نظم املبادئ العرشة
الثمـر ْة ثـم واملوضوع َ
احلدُّ ِ
مبادي كل فـن عشـر ْة إن
الشـارع
ْ حكم
ُ االستمداد
ُ واالسم
ُ والواضــع
ْ ٌ
ونسبــة وفضله
ومن درى اجلميع حاز الرشفا ٌ
مسائل والبعض بالبعض اكتفى
اسمه:
(((
•فقه الساعة
(((
•فقه أمارات/أعالم/أشراط الساعة
ُ
الساعة((( . تقوم
كائن إىل أن َ العلم بام َ
كان وما هو ٌ ُ حده (ترعيفه):
التحوالت التارخيية يف النصوص الرشعية(((. موضوعه:
((( م�ن ق�ول ابن مس�عود لم�ا أراد أن يتلقى ه�ذا العلم عن النب�ي صلى الله عليه وآله وس�لم
�تَ :أ َبافيم�ا رواه الطبران�ي ف�ي الكبير ( ،)10404قال ابن مس�عودَ :س ْ�ل َيا َس� ْع ِد ُّيَ ،ف ُق ْل ُ
اس�ت ََوى َجالِ ًساَ ،ف َق َالَ :يا ف بِ ِه الس�ا َع ُة وك َ ِ
َان ُمتَّك ًئا َف ْ َ َّ لس�ا َع ِة ِم ْن ِع ْل ٍم ُت ْع َر ُ ِ
الر ْح َم ِنَ ،ه ْل ل َّ
َع ْبدَ َّ
ِ
ول ال َّلهَ ،ه ْل ِ ِ
ول ال َّله َص َّلى ال َّل ُه ذه َو َس� َّل َمُ ،ق ْل ُتَ :يا َر ُس َ َس� ْع ِد ُّيَ ،س َ�أ ْلتَني َع َّما َس َأ ْل ُت َعنْ ُه َر ُس َ
ِ
وس�لم ،فكلم�ا حضرت صالة نزل فصلى ،ثم عاد إل�ى مقامه فحدثنا بما هو كائن من لدن
مقام�ه إل�ى أن تقوم الس�اعة ما من أمير على مائ�ة فأعلى ضل وال اهتدى إال وقد س�ماه لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
((( لقوله تعالى( :واتقوا فتنة ال تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)
ول ِ ِ
(( ( من حديث المقداد بن األسود في سنن أبي داود ( َ )3719ق َال :ا ْي ُم ال َّله َل َقدْ َسم ْع ُت َر ُس َ
ِّب ا ْل ِفت َِن إِ َّن �عيدَ َلمن جنِّب ا ْل ِف َتن إِ َّن ِ
السعيدَ َل َم ْن ُجن َ َّ َ َ ْ ُ َ
ول إِ َّن الس ِ
َّ ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس� َّل َم َي ُق ُ
ِّب ا ْل ِف َت ُن َو َل َم ْن ا ْبت ُِل َي َف َص َب َر َف َو ًاها
السعيدَ َل َم ْن ُجن َ
ِ
َّ
�ول ِ ِ ِ ِ
((( من حديث س�مرة بن جندب في مس�ند أحمد(َ )19318ذكَر في ُخ ْط َبته َحدي ًثا َع ْن رس ِ
َ ُ َ
ِ
ورا َي َت َفا َق ُم َش ْ�أن َُها في ِ �ه ص َّلى ال َّله َع َلي ِه وس� َّلم َف َق َال :و َلن يك َ ِ ِ
ُون َذل َك ك ََذل َك َحتَّى ت ََر ْوا ُأ ُم ً َ ْ َ ُ ْ َ َ َ ال َّل َ
َان نَبِ ُّيك ُْم َذك ََر َلك ُْم ِمن َْها ِذك ًْرا
ون َب ْينَك ُْم َه ْل ك َ َأ ْن ُف ِسك ُْم َوت ََسا َء ُل َ
((( مسند البزار ( )2447عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال :فأما أنا فإني قد تعلمت
الشر فحفظته فعلمت أني إذا حفظت الشر اجتنبته فلم أقع إال في الخير.
ف ت ََر ْو َن َق ْب َل ِ (( ( المعجم الكبير للطبراني (َ )6939ق َال رس ُ ِ
»:س ْو َول ال َّله َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْيه َو َس َّل َم َ َ ُ
ِ ِ ِ
�ونَ :ه َل ْكنَاُ ،حدِّ ْثنَا ب َه َذاَ ،ف�إ َذا َر َأ ْيت ُْم َذل َك، الس�ا َع ُة َأ ْش� َيا َء ت َْس� َتن ِْك ُرون ََها ِع َظا ًماَ ،ت ُقو ُل َ َأ ْن َت ُقو َم َّ
السا َع ِة «. ِ
َفا ْذك ُُروا ال َّل َه َت َعا َلىَ ،وا ْع َل ُموا َأن ََّها َأ َوائ ُل َّ
�ن ُع َم َر في المعج�م الكبير للطبران�ي (َ )13244ع ِن النَّبِ َّي َص َّل�ى ال َّل ُه َع َل ْي ِه ((( م�ن حدي�ث ا ْب ِ
�م إِ َلى َجنَّتِ ِه ُأو َل ِئ َك ا َّل ِذي َناه ْ
ِ ٍ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
َو َس� َّل َم َ ,ق َال:إِ َّن ل َّل�ه َضنَائ َن م ْن َخ ْلقه ُي ْح ِي ِيه ْم في َعاف َية َ ,وإِ َذا ت ََو َّف ُ
َي ُم ُّر َع َل ْي ِه ُم ا ْل ِف َت ُن ك َِق َط ِع ال َّل ْي ِل ا ْل ُم ْظ ِل ِم َ ,و ُه ْم فِ َيها ِمنْ ُه فِي َعافِ َي ٍة.
وحدي�ث أم المؤمني�ن زينب بنت جحش في المعج�م الكبير للطبران�ي (َ )19637ق َال
(((
•معرفة دالئل النبوة فيما أخبر بوقوعه صلى الله عليه وآله وسلم
•من أساليب الوعظ والتزهيد في الدنيا والترهيب منها(((.
الس�اعة ودالئ�ل النبوة الش�يخ التويجري ف�ي كتابه (إتح�اف الجماعة في صحيح أش�راط
الس�اعة) حيث ذكر في مقدمته إيراده للكثير من األحاديث ضعيفة الس�ند إذا أتى من الواقع
ما يصحح معناها ،ومثله الش�يخ مقبل الوادعي في الصحيح المس�ند لدالئل النبوة للبيهقي
حيث بين في المقدمة أنه ترك فصل الدالئل النبوية فيما أخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم
مما سيقع دون تخريج ولم يحمله رواياته على فالن أو فالن من الضعفاء ألنه قد يتحقق في
الواقع ويبين صحة متن الحديث ومعناه.
((( وذل�ك ف�ي كتبه (الركن الرابع من أركان الدين :الثوابت والمتغير) وبعده (التليد والطارف
شرح منظومة فقه التحوالت وسنة المواقف) وبعده هذا الكتاب (األسس والمنطلقات في
شرح فقه التحوالت) واآلن (دوائر اإلعادة) تحت الطبع.
((( جاء بفضله جبريل بنفس�ه ،وأخذ يس�أل النبي عليه الصالة والسلام ثم يصدقه ،وخصص
لهذا الركن س�ؤالين اثنين وضرب له مثلين اثنين ،بينما اكتفى بس�ؤال واحد وجملة واحدة
لألركان التي قبله دون ضرب أمثلة.
((( ع�ن جابر ،أن النبي صلى الله عليه وس�لم ق�ال « :إذا لعن آخر هذه األمة أولها ،فمن كان
عن�ده عل�م ،فليظهره ،فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله عز وجل على محمد صلى
الله عليه وسلم » اإلبانة الكبرى البن بطة (.)47
القرْآن عٱلْمَطل َ
ْ ُ ُ
ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﭘﭙﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
[األنعام]١٥٨ : ﭷﮊ
15
َ
ٱلْم َْطل ُ َّ ُّ
ي وِ َ بن ٱل ع
الع�اص ء قال :نادى ِ بن بن ِ
عمرو ِ عبد ِ
الله ِ ع�ن ِ
الله ى «الصلا َة ِ
جامع� ًة»؛ فاجتمعنا إلى رس�ول ِ
ِ ُمنادي
ّ
رسول ِ
الله ى فقال : ِ
16
ي ِ
و َ بٱلْمَطلَع ٱلأَ
ُّ ْ ُ
ٍ
مش�هور ٍ
ظاهر قائ ٍم ل ّل ِه بِ ُح َّج ٍة إما
األرض ِم�ن ِ ُ «ال تخل�و
مغمور لِئلاّ تب ُط َل حجج ِ
الله وب ِّينا ُته ،وكم وأين ٍ خائ ٍ
�ف أو ِ
ُ َ ُ
ون عدد ًا األع َظمون عن�د ِ
الله َقدر ًا، أولئك؟ أولئ�ك األق ُّل َ
�ه ح َّت�ى ي َؤدوها إل�ى ُن َظ ِ
ِ
رائ ِه ْم ُ ُّ َ �ع ال ّل ُه ع�ن ُح َج ِج َ بِ ِه ْ
�م َي ْد َف ُ
وب َأ ْشب ِ
اه ِه ْم» وها في ُق ُل ِ َو َي ْز َر ُع َ
طالب ؤٍ علي ب ُن أبي
اإلما ُم ُّ
أخرجه أبونعيم في الحلية ( )76-1:75في وصيته ؤ للكميل بن زياد
( )243وأخرجه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ( )417 :15في ترجمة
الكميل ،وللحافظ ابن القيم رحمه الله شرح مفيد على هذه الوصية في كتابه
مفتاح دار السعادة ()163-123 :1
17
َش ِاه ُد ٱلحال
«والله ما أدري َأ َن ِس َيِ اليمان ؤ قال: ِ عن ُحذي َف َة ِ
بن
قائ ِد
الله mمن ِ رسول ِ ُ والله ما َ
ترك ِ تناس�وا،
أصحابي أم َ
ِ
فصاعد ًا ثالث ِم َئ ٍة
َ الدني�ا يب ُل ُغ َمن معه تن�ة إلى أن ِ
تنقض َي ُّ فِ ٍ
أبيه واس ِم قبي َلتِ ِه»...
باسم ِه واس ِم ِ
ِ سما ُه
إال قد َّ
رواه أبو داود ( )4245بإسناد حسن ،د .همام العمري
موسوعة أحاديث الفتن وأشراط الساعة ص343
18
ملَا َ
ح َظة ٌ ُ
طالبـ ِعل ٍم ،
ُ أوص َف بِفَقيه ٍ أو ُمتَفَقِّهٍ ،أان
العلـم َ والاجتِهَـا َد ،ولا حتّى أ ْن َ
لا أدَّعي ِ
َ وخلال َ َطلَبي ِ
جمعت ما تهيّأ يـل صوابُهُ ُمست َ ِدلّا ً ح َسبَ فَهميُ
المتواصلةِ
ِ ود َراستي
ت في بحثي هذا. بما هو ُمثب َ ٌ
فوس ـ أو ِ
بعضه���ا ـ ولكنّها في البحث مثي���ر للن ُّ ِ
ِ ُ ٌ ِ
مواضي���ع كثيرا ِمن
ش�ـ�ك أنّ ًَّ ول���ا
العقو ِل حي َرةِ ّ ِ ِ
مس���اع ٌد لآخري َن كيـ يخرجوا م���ن ال َ ِ ِ
الضارب���ة على ُ ُ نف���س الوقت عامل ٌ
والأذها ِن.
19
ِٱل ْإه ْ َد ُاء
باله�دى مزموم� ْة ٍ
لق�اتُمن َط ُأه�دي إل�ى ُأ َّمتِن�ا المرحوم� ْة
ُ
ٍ
واضح�ة مفهوم� ْة ِم�ن ُس�ن ٍَّة ِ
ق�ول ر ِّب�ي وك�ذا ِم َّم�ا أت�ى ف�ي
بِم�ا ج�رى ف�ي ُأم ٍ ق�ول َأ َم ً
�ة مظلوم� ْة َّ لا ب�وع وال ُع َ
الر َتُحيِ�ي ُّ
الوصف َة المعدوم ْة ِ وح ِّق�ق ما تـ�را ُه وٱص َطبِر
في البحث تلقى َ ُخذها َ
ِ
أركان ُيب�دي ش�ام ًة مكتوم� ْة درس� ُه كرابِ� ِع ال�ـ
جدي�ر ُ
ٌ ك�ن
ُر ٌ
ُنبي�ك ع�ن س�لب َّي ٍة مش�ؤوم ْة
ت َ ووس َطى ُث َّم ُص َ
غرى شأنُها ك َُبرى ُ
�ح المنظوم� ْة ِ ٍ وع�ن بِ
خي�ر ًا تلي�د ًا ُيصل ُ لل�ورى
َ ش�ارات تُعي�دُ
الرؤى المس�موم ْة َّم�ان ُك ِّل ِ إش�كال الز ِ َ ُي ُ
فينا وفي أهل ُّ �ه زي�ل
�ة معصوم� ْة نقلتُ�ه ع�ن حج ٍ َفلتس�ت َِفق وان ُظ�ر فه�ذا َخ َب ٌ�ر
ُ َّ
األركان ِم�ن معلوم� ْة
ِ ف�ي راب� ِع الجمي�ع ع�ود ًة لم�ا أت�ى
َ تدع�و
20
ِ
�عوب أو ُذ َرى الحكوم ْة بين ُّ
الش أصو ُله�ا تفصي ُله�ا َنت ُ
َاجه�ا
المؤ ِّلف
ُ
21
ٱل ْ ُمق َ ِّد ِمةُ
ِ
ساالت الر ُ ِ تاريخ األُ َم ِم ُّ ِ
المراح ِل وبِ ِ اعتنى اإلسلام بِ ِف ِ
ش�أن ِّ �عوب ش�أ ُن ُه والش قه ُ اعتناء اإلسالم
العظيم الذي ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ السابقة ..بل صار ال ُق ُ
رآن ِ ِ الس ِ
ُ �ماو َّية ّ َّ بفقه المراحل
ت في رعي المثب ِلم ِه َّ ِ مكنونات ِع ِ ِ االهتِما ِم به وإعا َد ِة ِدراس�تِه والنَّ َظ ِر الواعي في
الش ِّ ُ َ
يانة والت ِ
ّاريخ) لمي بين (الدِّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الرب�ط الع ِّ وس�نَّة نب ِّيه . mوذلك من خالل َّ كت�اب الله ُ
ِ
الالح ِق وهو ما اإلسالمي ِ
التاريخ ِ
الس�ابق أو اإلنس�اني ِ
بالتاريخ س�وا ًء فيما يتع َّل ُق
ِّ ِّ
َّ
وألن هذا (بعالمات الس ِ
اعة).. ِ الت) ِ
والعل ِم قه التَّحو ِ
(بف ِ
راس�ة ِِ هذه الدِّ س�مي في ِ
ّ ُّ ُ ِّ َ
مواضيع ِه
ِ الم َّط ِلعي�ن على ِ ِ ِ ِ
تناول�ه بهذه القاعدة فإننَّ�ا نرجو من ُ س�مى جديدٌ في ُ الم َّ ُ
نخر َج مع ًا بما ِ ِ وكمال التَّأنِّي و ُع َ ِ ِ
َ وأقسام ِه ُحس َن النَّ َظ ِر
ِ
مق القرا َءة الواع َية .عسى أن ُ
والمسل ِمين ِمن ِ
داخ ِل ِ المفاهي ِم بما ِ
يخد ُم اإلسلا َم ِ يبِ
يجدِّ ُد لنا المعاني و ُيعيدُ ترت َ
بارك َِة.
الم َ
ِ ِديانَتِهم َّ
الشرع َّية ُ
عهد ال َف ِ
�ة إلى ِ عهد البع َث ِص�وص بدَ اء ًة من ِ للحياة اإلسلام َّي ِة ُ ِ
ناء َ ِ َ َ بالخ إن دراس�تَنا ّ
ٍ تحملت مس�ؤولِ َّي َة وضروري لن�ا ُ ٍ ِ ٍ ِ ِ
رس�الة كأ َّمة َخات َمة َّ ِ ٌّ أم�ر ُم ِه ٌّم
بالس�ا َعة ٌ
الموع�ود ّ
ظمى ﮋ ﭒ ِ والمحا َف َظ ُة عليها حتى يو ِم َّ ِ خاتِ َم ٍة ُع ِهدَ إليها َح ُ
الش�ها َدة ال ُع َ مل األمانَة ُ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ [المائدة.]109 :
الجذري ِ �ة الدِّ راس ِ
وال ب�أس هن�ا م�ن اإلش�ار ِة إلى أهمي ِ
�ة ،وهي إع�ا َد ُة ال ُعلو ِم ِ َّ �ة َ ِّ َّ َ َ أهمية الدراسة
ِ ِ ِ
َّصورات النّات َجة عنها إلى ُأ ُصولها األساس� َّية س�ا َع َة ُو ُقوعها ِ ِ ِ ِ ِ
و َث َم�رات الق�را َءة والت ُّ الجذرية
َّص ِ
خالل (الن ِّ م�رات ِمن
ِ �ي ،والن ِ
َّظر إلى هذه ال َّث ِ ِ
�ي ،أو س�ا َع َة تدوينها المرحل ِّ
َّ ِ
الز َمن ِّ
22
زئي ِ
ات التي ِ ِ المعت ََم ِد) ُ
حيث َّ َ ِ ((( ِِ
والج ّ
َّفرع�ات ُ
إن الت ُّ ُ َّ�ص األ َبو ِّي
�وي ذاته) أو (الن ِّ
النَّ َب ِّ
ِ
المش�ار عوامل مع َّينَ� ًة ت َُؤ ِّدي إلى هذا التَّجنِّي َ أن هناك ويب�دو ل�ي ـ والله أعل�م ـ َّ
عوامل التجني
على التاريخ: ومن ذلك ع�د ُم النَّ َظ ِر إلي�ه ،ويج�ب أن يفتَ�ح الحوار بش�أنِ ِه ليت َِّض�ح األمر ج ِلي� ًاِ ،
ُ َ ّ َ ُ ُ ُ َ
الخلط المتعمد
واألحكام العمومية كإص�دار األح�كا ِم ال ُعموم َّي ِة ِ ُّ�ور فيها ،ونق�اط الن ِ ِ �ة المعنِي ِ
�ة َّ
�ات المرح َل ِ زئي ِ ِ
ف�ي ُج ّ
ِ
إضفاء الم َت َع َّم ِد في �ة ِ ،مما يؤدي إلى َ ِ الف َئ ِ
�ة أو المجمو َع ِة أو ِ عل�ى المرح َل ِ
الخل�ط ُ ّ ُ ِّ
ِ َّفريط و َطر ِ
اإلفراط والت ِِ
االعتدال ف َ َّمييز بين َط َر َف ِيب الت ُ نوح على الك ُِّل ويص ُع ُ الج ِ ُ
تعريف َ الواح�دَ ِة والمرح َل ِة المحدَّ د ِة ،فهناك م�ن ي ِ
طل ُق ِ والسلا َم ِة ف�ي المجمو َع ِة
َ ُ ُ َ َ َ َّ
أن ك َُّل المرحلة وما فيها و َمن فيها ،فيعتَبِ ُر َّ ِ ِ
خرجات ال على كا َّف ِة ُم ِ
مرحلة بني ُأ َم َّي َة مث ً
�ة بني ُأ َم َّي َة.. ب�رز في هذه الفتر ِة إنَّما هو ِخدم ٌة لسياس ِ مذهبي َ لم�ي واجتِ ٍ
هاد ن ٍ ِ ِ
َ َ َ ٍّ َت�اج ع ٍّ
ِ
ومجموعات المثال َش ِ
�م َلت إفراط ًا وتفريط ًا ِ ِ
س�بيل أن ِ
هذه المرح َل َة على مع العل ِم َّ
((( لف�ظ (األبوة في الدين) واضح ومعلوم ،وهو من ممزيات هذه األمة ،فليس�ت كالنصارى
جعلوا أبوتهم في الكنيسة وأعطوا البابا من الصالحيات األلوهية الوضعية الكثير ،بل تظهر
العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ
ف ُعدو ُل ُه» «يحم ُل هذا ِ
ِ األبوة بمعناها الشرعي في تسلسل العلم باألسانيد
َ
حتى تتجنب (الخطر الداهم) ممن س�ماهم النب�ي ( :mاألئمة المضلين) وهم أهل الفتن
المعروفون بعلماء الفتنة في كل عصر وزمان.
ويؤكد هذه األبوة وكونها مرتبطة بالتسلس�ل الش�رعي لإلس�ناد في مقابل�ة أئمة الضالل
الحدي�ث الس�ابع ف�ي مقدم�ة صحيح مس�لم« :يك�ون في آخ�ر الزم�ان دجال�ون كذابون،
يأتونك�م م�ن األحاديث بما لم تس�معوا أنتم وال آباؤكم ،فإياكم وإياه�م ،ال يضلونكم وال
يفتنونكم».
23
باعتبار س ِ دائر ِة الم ِ َ ِ ٍ
�لطة ِ ُ خاص ضوض ٌّ لك ال َع ُ فالم ُ
ض�وضُ ، ِ لك ال َع داخ�ل َ ُ اعت�دال
الق�رار كقولِ�ه َ « :mأ َّو ُل ِدينِك ُْم ُن ُب َّو ٌة َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّم ُم ْل ٌك َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّم ُم ْل ٌك َأ ْع َف ُر ُ ،ث َّم
ِ
جال النَّم ِ فغير ذلك ،وفيهم َح َم َل ُة األمان َِة ِ
ط ور ُ َ الرعايا ُ حال َّ وت»((( ،أ ّما ُ ُم ْل ٌك َو َج َب ُر ٌ
األوس ِ
ط. َ
قرا َءت ِ
َين:
ِ ِ ِ
َّحوالت جر َد ٌة ..وهي ما ن َُس ِّميها في فقه الت ُّ األولى :قرا َء ٌة تاريخ َّي ٌة ما ِّد َّي ٌة َعقالن َّي ٌة ُم َّ القراءة المادية
قائ َّي ِة
ِّفاقي ِة واالنتِ ِ
ِ ِ
تفر َع عنها من المفاهي ِم الن َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
«بالقرا َءة األَن َِو َّية اإلبليس َّية الوضع َّية» ،وما َّ
ِ ِ العقالنية
((( وتمامه « :يستحل فيها الخمر والحرير» ،إسناده جيد« ،تخريج أحاديث المصابيح» للمناوي
( ، )443 :4وانظر إتحاف التويجري (.)210 :1
((( وهذا ما نحن بصدد إظهاره وإبرازه في كافة المراحل.
((( صحيح البخاري (. )59
24
العلم من ك ُِّل َخ َل ٍ
ف ُعدو ُل ُه»(((. هذا ِ
َ
طل َق عليه تكون إال باس� ِم الرب ،وهي م�ا ُأ ِ ُ اإلسلامي ال ِ
تاريخن�ا فالق�را َء ُة ف�ي
القراءة ال تكون ِّ َّ ِّ
فصل إال باسم الرب َين وال َ �ؤون الحيات ِ ِ بط بي�ن الدِّ يان َِة والت ِ
َّاريخ) وبها ُت َف َّس ُ�ر كا َّف ُة ُش مفه�وم ( الر ِ
ُ َّ
الحياة اإلنسانِ َّي ِة واإلسلام َّي ِة ِدراس ًة ن َِّص َّي ًة ..ومعنى ِ راس ُة ِ ِ
بين َُهما .ومن ش�روطها د َ
الحياة من كا َّف ِة
ِ كأصل في ق�را َء ِة ٍ المث َب ِتة ِ
ُّص�وص ُ �ة ) اعتِ ُ
ناؤها بالن �ة النَّصي ِ
ِّ َّ
( الدِّ راس ِ
َ
حيث عال َقتُها
الت عليه�ا .وتصني ُفها من ُ األحداث والتَّحو ِ
ِ ع�رض
ُ أوج ِهه�ا ُ ..ث َّم
َ ُّ ُ
َّاريخ لدى ٍ
كثير ِ
الحي�اة والت ِ ِ
تفس�ير قائ ٌم فياآلن ِ
العكس كما هو َ ِ
ُّص�وص وليس بالن
أهمية القراءة َ
ُقس ُم الحياة ِ ِ ِ
النصية من المس�لمين وغير ِالمس�لمين ،وبهذه الدِّ راسة والقرا َءة الشرع َّية ت َّ
(((
مومها إلى ِ
مراح َل: بِع ِ
ُ
25
خلال حياتِ ِه mماَ المبارك َِة
َ الم َح َّم ِد َّي ِة ِ
المرح َل� ُة األُول�ى :هي َ
مرح َل ُة ِّ
الرس�الة ُ مرحلة الرسالة
صم ُة)، ِ ِ اله ِ ِ ِ
حي و الع َ الو ُ الش�رع ِّي ( َدي َّ المحمدية بين َم َّك َة والمدينَة ،وقوا ُم هذه المرحلة في َ
ِ
باعتبارها زات ،وكان ال َبد ُء بها ِ
والمعج ُ ُ
األخالق األساس ،ويليها النُّ ُب َّو ُة ،أي:
ُ وهو
األزم ِنة
ِ عبر ِ
والتاريخ ) َ
الش�رعي ِة للر ِ
بط بين ( الدِّ يانة َّ َّ
ِ
راسة َّ المشت َ
َرك في الدِّ �م ُ
ِ
القاس َ
الالح َق ِة .
ِ ِ
واألزمنة الس ِ
ابقة َّ
الله mإل�ى ِقيا ِم الس ِ
�اعة ،وتُعدُّ هذه رس�ول ِ
ِ الوفاة لِ
ِ المرحل� ُة ال ّثاني� ُةِ :م�ن ِ
عهد
َّ مرحلة ما بعد
ب ِ
مراح ِل التَّحو ِل اإليجابي والسلبي .و ُك ُّلها مجموع ٌة في أركانِ ِ ِ
الرسالة إلى قيام المرحل ُة من أص َع
َّ ِّ ِّ ُّ
ِ ِ ِ الساعة
غرى . والوس َطى ُّ
والص َ ُبرى ُ العل ِم بِعالمات َّ
الساعة الك َ
عهد آد َم ش المرحل ُة ال َّثالِ َث ُة :وهي الدِّ راس ُة النَّصي ُة ِمن بع َث ِة النَّبِي mنَص ًا إلى ِ
ّ ِّ َ ِّ َّ َ مرحلة ما قبل
ِ
وخلق َح َّوا َء الجنَّ َة َّب على تعلي ِم آ َد َم األس�ما َء ُ
وس�كنا ُه َ َ
وهابيل وما ترت َ وابنِ ِه َ
قابيل البعث
َالح َق ِة .
صور المت ِ ِ ِ ِ ِ
الشيطان للغوا َية ،وما تال ُه من الت ََّح ُّوالت في ال ُع ِ ُ
ِ
وتسليط َّ
26
ويص ِة
«فعليك بِ ُخ َ
َ �ة في قولِ ِه :m
الخويص ِة والخاص ِ
َّ
ِ ِ ِ
َخ ْي ٌ�ر َأ ْم آخ ُر ُه»((( وعلى ص َفة ُ َ
نفس َك»(((. ِ
ب بين َّقار ِ ِ الح ِإن الدِّ راس� َة النَّصي� َة هي أس�اس ِّ
الدراسة النصية وأس�اس الت ُ
ُ الحضارات وار بي�ن ُ ِّ َّ َ
نبي ِ الج َس ِد ِ ِ ِ ِ ِ
أساس حوار اإلسالمي منذ وفاة ِّ
ِّ وأس�اس ُمعالجة االنهيارات المتالحقة في َ ُ األديان
الحضارات المعاصر ِة المقيدَ ِة نَص ًا بِمسمى ( ِ
وتقارب األديان عهد َّ ُ َ ّ َّ َ
ِ مرح َلتِنا ِ
الساعة ،مرور ًا بِ َ
ِ
األُ َّمة mحتَّى قيا ِم َّ
الغثائ َّي ِة ) .
ِ
ق�ه التَّحو ِ
الت ) الجديدة المس�م ِاة بـ ( فِ ِ
ِ دراس�تِنا
ُّ َّ وفصلنا ُه في َ
وه�ذا م�ا جمعنا ُه َّ
ين والحاوي على ِ
العل ِم ِ
أركان الدِّ ِ الرابِ ِع من الر ِ ِ ِ ِ ِ
كن َّ لم القائ ُم على دراسة ( ُّ
وهو الع ُ
عالمات الس ِ
اعة ) . ِ بِ
َّ
اإلسالمي ِ
للواق ِع القرا َء ِة
مق ِ
راس َة ُمستقا ٌة من ُع ِ الدِّ أن هذهوأعت َِقدُ -والل ُه أع َل ُم – ّ
الدراسة الجديدة ِّ َ
رسول الله mأن تك َّل َم عنه واستعرضه للركن الرابع ِ وعرض هذه القراء ِة على ما سبق لِِ تمز ِق ،
الم ِّ
َ ُ
وأهميتها ش�ار إليها ( بِ ِف ِ ِ
قه الم ِالفكرة ُ َ ِ
نجاح أج�ز ُم بِتما ِم والح ِقها .وال ِِ ِ
الحوادث ِ
س�ابق ِم�ن
الخاص ِة
َّ زاو َيتِيومعالجتِها ولو ِمن ِ
َ
أجزم بنجاحها ج ِ
زئ ّي ًا ُ
ِ
َّح�والت ) ُك ِّلي ًا ،وإنَّما ِ ُ
الت ُّ
األحداث والتَّحو ِ
الت . ِ ِ
بهمات ٍ
لكثير من ُم
ُّ
27
ِ ِ ِ ِ ِ
دركاتي وش َّو َش ُم َ سيرتي ال َع َم ِل َّية والعلم َّية ما أق َل َقني َ
وأذه َل َعقلي َ ، ورأيت في َم َ
ُ
يم َّي ِة
األكاد ِ
ِ راس ِة ِ راس�ي ِة َّ ِ ِ
دء وخاص ًة في مرح َلتِي الدِّ ِ ادئ ذي ب ٍ
الشرع َّية وربطها بالدِّ َ َّ َ َ َّ َ َب ِ َ
وج َّيت َِين وأيدُ ُل ِ
ين وثقافت ِ�طر ِ ِ
َين ..وأما الحديث�ة ..وكانت ال َي َم ُن حينَها ُم َج َّزأ ًة إلى َش َ
�رع َّي ِة وبإحكا ٍم الش ِ َّبو َّي ِة َّ
مدر َس�تِي األبو َّي ِة الن ِ ذات�ي و َعقلي وثقا َفت�ي َف ُمت ِ
َمحو َر ٌة في َ
االرتباط بِ َع َج َل ِة
ِ صار ٍم ،وكان ال ُبدَّ ل�ي في تِلكُم المرح َل ِة من والت�زا ٍم َأ َب ِو ٍّي تَر َب ِو ٍّي ِ
ِ الحياة ويح ُلمون ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
باالستقرار.. يطمحون في الحياة العلم َّية الحدي َثة م َثل غيري م َّمن َ
جت من ال ُك ِّل َّي ِةتخر ُ ِ ِ ِ
بالمدر َس�ة األكاديم َّية حت�ى َّ
ِ
َ
ِ
ف�كان لي َح ُّظ االلتحاق ُ
المتَدَ ِّر ِج
فاالمتياز
ُ الم َو ِّقعين على شها َد ِة ال ُك ِّل َّي ِة .. غير َفه ِم ُ ِ
االمتياز ُ همي لِدَ َر َج ِة
ولعل َف ِ
بامتياز َّ ٍ
ِ
راس�ات �رعي ِة على س�لبي ِ
ات الدِّ �ة األَب ِوي ِة َّ ِ ال�ذي أن�ا بِصدَ ِد ِه هو انتِصار الدِّ راس ِ
ّ الش َّ َ َّ َ ُ َ
بع َّي ِة
والعالقات ال َّط ِ
ِ ِ
والع�ادات ِ
قافات الوضع َّي ِة وأيض ًا عل�ى مجمو َع ِة ال َّث
ِ اإلنس�انِ َّي ِة
َّداخ ِل للضدِّ ..وإنما هي معرك ُة الت ُ
َّ�زاو ِج والت ُ الض�دِّ ِّ معر َك َة ِّ
االنتصار َ
ُ ..ول�م يك�ن
َ
المكان الز َ
مان و ب َّ ِ قل وال َق ِ ِ
دوائر ال َع ِ المدر َس�ت ِ وإغناء إيجابِي ِ
لب بما ُيناس ُ َين في َ ات َّ ُ
الرح َل َة َ والمواهب وال ُقدُ ِ
ِ
الح ُّق س�بحا َن ُه وتعالى أن ُي َه ِّي َئ لي ِّ
واإلمكان ،وش�اء َ رات َ
هور الت ََّص ُّو ِر الف ِحيث كان بها منب ُت ِ الش�ري َف ِ الح َر َم ِ ِ
كرة و ُظ ُ َ َ َ ين ُ ين َّ أرض َ الم َقدَّ َر َة إلى
ُ
ضات والتَّنا ُق ِ
المتناق ِِ ِ
ضات حصى من ورأيت في تلك البِي َئة ما ال ُي َحدُّ وال ُي َ ُ اإليجابِ ِّي
عاص َر ِة .
اإلعالمي ِة الم ِ
َّ ُ
ِ للمدرسة اإلسالم َّي ِة
ِ ِ
الواع َي َة والتزمت ِ
القرا َء َة ُ
28
ِ
اإلحساس.. الذ ِ
ات و َأ َل ٌم في والمخالِ ِفين ِمن ُأ َّم ِة اإلسال ِم َتك ََّو َن َه ٌّم في ّ ِِ
والموافقين ُ
ُ
ُ
تكون تكون الدِّ يا َن ُة..؟ أهكذا
ُ سائ ُلني :أهكذا الدِّ ي ُن ..؟ أهكذا اإلسال ُم ..؟ أهكذا ي ِ
ُ
ات ِوشرع أم تولِي َف ُ ِ ِ ِ
مراح ٍل ٌ مذهبِ َّيتُنا ع ٌ
لم األمان ُة ..؟ هل صوف َّيتُنا َح ٌّق أم باط ٌل ! هل َ
قادح ِ
شام ٌل ! .. ِ سول ِ
الله َ mش َر ٌ ! هل انتِ ُ لآِ ِ ِ
يت ر ِ
ف أم ٌ ماؤنا ل َب َ
ِ يط�ر ُق
وإس�فاف
ٌ إرجاف
ٌ والمس�ام َع؟ القلب
َ م�اذا ي�دور في الواق� ِع ..؟ وم�اذا ُ
واحتقار واستِ ٌ
نكاف !! األولياء والع َل ِ
ماء ِ وتجر ٌؤ على واستخفاف!..
ٌ واستهزا ٌء
ٌ ُ ُّ
الف واختِ ٌ
الف!... وخ ٌحير ٌة بين المص ِّلين وهم وغم ِ
ٌّ ٌّ ُ َ َ
وبي�ن هذا وذاك ..كانت ِ
بداية االنطالق في
وكنت
ُ �م لتب ُل َغ مداها ال ُع َّ
مري الموعو َد .. تتزاح ُ
َ الفكر ُة
فقه التحوالت َ
حديث: باب ِ
الفت َِن «صحيح ُمسل ٍم» من ِ
ِ والقارئ يقر ُأ في
ُ ِ
الحديث ِ
درس يو َمها في
رهم، ِ ٍ ِ
الع�راق أن ال يج�ي َء إليهم ـ وف�ي �ك ُ ِ
(يوش ُ
قفي�ز وال د ٌ رواية ُيج َب�ى ـ ٌ أه�ل
الحديث ،وكانتِ قلن�ا :م�ن أين ذاك؟ قال :من ِق َب ِل ال َع َج ِم يمنع�ون ذلك((()..الخ
االقتصادي على ِّ ِ
بالحص�ار ع�اش ما ُع ِر َ
ف حينَه�ا ِ المعرك� ُة الدائ�ر ُة ف�ي الواق ِع ُ
الم
اف ـ َر ِح َم ُه ال ّل ُه
بن أحمدَ الس َّق ِ
َّ ِ
عبدالقادر ِ الحبيب
َ شيخنا العلاّ َم َة
فسألت َ
ُ ِ
العراق ..
اآلن في الحديث ين َطبِ ُق على ما يجري َ ُ س :س ِّيدي ..هل ِ
المجل ِ َر ْح َم َة األَ ْب َر ِار ـ في
وحها . ِ
األحاديث ُ نيه ًة ُثم قال :نعم ِ ، ِ
وش ُر َ أطراف
َ راج ْع فسكت ُه َ َّ
َ العراق؟..
المعر َف ِة،
ِ ب ِ ِ
�ب األحداث وغرائ َ
ِ
فوجدت عجائ َ
ُ وراجعت أ ّيام ًا وليالِ َي
ُ فراجع�ت
ُ
الحدي�ث ( :وه�ذا قد ُو ِج�دَ ف�ي زمانِنا في
ِ ِ
ش�رح َّ�وو َّي ق�ال فيإن اإلم�ام الن ِ
ب�ل َّ
ِ
العراق)(((.
29
باب جدي�دٌ وتع ُّل ٌم ِ ِ ِ
َ�ح لي ٌ
الس�اعة وعالماتها ،وانفت َ
بأب�واب َّ َي�ت بع�د هذا
واعتن ُ
شرعي ُمفيدٌ ..
ٌّ
أحببت أن
ُ ِ
األرض فساد ًا ،وإنَّما ب وال أسعى فيولست بِ ُمدَّ ٍع اجتهاد ًا ،وال أر َغ ُ
ُ تقرير الحالة
فقرأت فيما ِ
وغوائ َل ُه .. ِ
الوضع َّي َّ�ب ِ
اإل َ
فك ِ ِِ العلم َّ ِ أعيش ِ
َ
ُ الش�رع َّي من داخله وأتجن َ َ
تركيز الجمي ِع على
ُ وم�ر ًة بعدَ أخرى كان يش� َغ ُلني
جبريل ش َّ . َ َ
حدي�ث ق�رأت
ُ
الرك َن قلتَّ :
إن ُّ َب َش َطط ًا إن ُ وخ ِش ُ
يت أن أرك َ الراب ِع َ ، ِ ِ ُ
وإهمال المعادل َّ
أركانِ ِه ال َّث ِ
الثة
وجدت ِ عالمات الس ِ
ِ لم بِ ِ ِ
القائ َل لهذا هو ُ اعة ..ولكن َّ الرابِ َع من أركان الدِّ ين هو الع ُ المدخل إلى
سات ال ُع ِ
صور دراسة الركنِي ِة ومالب ِ
ِ فأخذت في الم َؤ ِّكدُ عليه. ر ُ ِ
ُ ُّ َّ ُ س�ول الله mوهو ُ َ معرفة الركنية
الرابعة
َّحوالت و ُم َت َع َّلقاتِ ِه االهتما ِم به ..فكان لي ِ ِ
معر َف ُة فقه الت ُّ
التي حجزت السابِقين عن ِ
َّ
قات» بعد َز َم ٍن س و المن َط َل ِ الكتاب الذي أسمي ُت ُه بـ «األُ ُس ِ
ِ ،وها أنا ذا َأ َض ُع ُه في هذا
ُ
َّرتيب والح ِ
ال أن ين َف َع الل ُه به َمن َه َّي َأ له الن َ
َّفع ِ
َّركيب آم ً ذف والت َ الجم ِع والت ِ طويل من َ ٍ
ِ
والكتاب بعيد ًا عن ال ُغ ُل ِّو السن َِّة
واب إلى ما جا َء في ُّ
الص َ له َم ِ
قار َئ ُه َّ واالستفا َدةَ ،وأن ُي ِ
واإلفر ِ
اط والت ِ
َّفريط.. ِ َ
30
والمت ِ ِ ِ الم ِ ِ
الم َع َّقدَ
َناولين هذا ال َف َّن ُ للم َت َك ِّلفين ُتفاوت بي َن االعتدال وبي َن ال ُغ ُل ِّو في النَّقد ُ ُ
لط ووضع لها والخ ُ
ي�ش َ ِ
المس�ائ َل((( التي يك ُث ُر فيها ال َّط ُ الباحثِين
بعض ِ أجم�ل ُ َ ،وق�د
الضوابِ َط التالي َة :
َّ
ُصوص
ُ األش�راط طِبق ًا لم�ا َد َّلت عليه ن
ِ لتسلس ِ
�ل ُ الزمنِ ُّي -2أن ُيراع�ى الت ُ
َّرتيب َّ
زمن�ه وترتيبِ ِه إال
ِ ٍ الش ِ
مراعاة الترتيب ِ �ريف وعَ�دَ ُم ال َقط ِع بِ
دليل على ترتيب م�ا ال َ زم�ان أو ِ
الوح�ي َّ
الزمني لألشراط
ِ
بتعيين ترتيبه�ا مث ً
ال ( ُّص�وص ِ
األش�راط الت�ي قطعت الن ِ
َّخمي�ن ،فمن بِال َّظ� ِّن والت
ُ
ومأجوج )
ُ وج
يأج ُ الدَّ َّج ُال ،يليه ُ
نزول عيسى ،يليه ُ
31
ِ
وانقضائها. ُوقوعها
َ
أحاديث ف رحمهم الل�ه – أنهم ال ُين َِّز َ
لون ث�م قال الباحث :فقد كان هدي الس� َل ِ
َ ُ َّ هدي السلف أمام
ِ ِ ِ ِ ٍ
أصدق تفس�ير لها وقو َعها ُمطاب َق ًة ل َخ َبر النَّب ِّي
َ َ
يرون ٍ ِ ِ
فقه التحوالت الفتَن على واق ٍع حاضر ،وإنما
شرحها ِ الشري َف ِة كانوا ُي ِفيضون في ِ
األحاديث َّ شارحيأن عا َّمة ِ mولذلك ن ِ
ُالح ُظ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
أمسكُوا
السا َعة َ أبواب الفت َِن وأشراط َّ ،واستنباط األحكا ِم منها ،حتى إذا َأتَوا على
ِ
بشرح ِ
الحديث واك َت َفوا ِ
تحقيق ور َّبما اقت ََصروا على ِ
أو اقت ََصدوا في شرحها للغاية ُ ،
غريبِ ِه .اهـ .
يطر ُق
مما ُ الضابِ ُط َّ
ُّصوص التي ُي َط َّب ُق عليها هذا َّ ُ َ
تكون الن وق�ال ( :وال ُب�دَّ من أن
النصوص
ِ
لي�ل على المراد منها ِ
المحك ََمة التي َد َّل الدَّ ُ ِ ِ ُ ِ
وعالقتها بما دال َلتَ� ُه
ُّص�وص ُ ُ االحتمال ،بخالف الن
ِ يطرقه االحتمال
ِ
المس�يح ش مثل ن ُُز ِ
ول الضابط َ ، تخض ُع لهذا�س على َأ َح ٍد ،فإنها َ بحي�ث التلتَبِ ُ
ُ
ِ
المهد ِّي َ ،
ومثل خل�ف بح بد ِم ْش َ ِ
البيضاء ِ المنار ِة ِ
َ الص َ �ق ،وصال ُت ُه ُّ َ الس�ماء عند من
ال بِ ِص َفتِ ِه التي أخبر عنها النَّبِ ُّي . m روج الدَّ َّج ِ ُخ ِ
ِ
كاألحاديث وإه�دار ما ع�داه ِ
ش�رع َّي ٌة ِ
مص�اد ِر التَّل ِّق�ي فيما هو ُح َّج ٌة حص�ر -6
ُ ُ حصر
ف ُعار ُض ما عندنا أو التي ُأ ِمرنا بالتَّو ُّق ِ ات التي ت ِ واالس�رائيلي ِ
ِ والموضو َع ِة
ُ الضعي َف ِة
َّ مصادرالتلقي
َّ
فيها .
قل االختِ ُ
لاف ،ومن َق ُص َر ف َّ لوس�كت َمن ال ِ
يع�ر ُ َ حام�د الغزالِ ُّي « :
ٍ وق�ال أب�و
ِ وض�اق نظره ع�ن كالم ع ِ
لماء األُم ِ
�ة واال ِّطال ِع فما له ولل َّت َك ُّل� ِم فيما ال
يدريه َّ ُ َ ُُ با ُع� ُه
كوت) .الس َ يلز َم ُّ
ثل هذا أن َ وحق ِم ِ
يعنيه ُّ ، خول فيما ال ِ
والدُّ ِ
ال نعطل السنن
ِ ِ ِ بح َّج ِة
انتظار المهد ِّي ،وما أصدَ َق ما نُس َ
ب في هذا واألسباب ُ
َ -8ال ُن َع ِّط ُل ُّ
السن َن واألسباب
32
اد ِق رحمه الله من قولِ ِه لمن خاض في األحكا ِم ال َقدَ ِر َّي ِة وانش َغ َل بها إلى جع َف ٍر الص ِ
َّ
إن الل َه أراد بنا أشيا َء وأرا َد ِمنّا أشيا َء ،فما أراده بنا أخفا ُه َعنَّا ، ِ
الوقتّ ( : ِ
واجب عن
عما أراده ِمنّا) (((. وما أراده ِمنَّا بينَه لنا ،فما با ُلنا َ ِ
ننشغ ُل بما أرا َد ُه بنا َّ َ َّ ُ
التأصيل الم ِ
رأي المؤلف فيما
فيد والها ِّم الذي نقلناه عن الحريصي َن ِ ُ قلت ـ والله أعلم ـ :ومع هذا
ُ
سبق من الضوابط ف�إن األَقال َم
االنفعالي َّ الله وس�ن َِّة رس�ولِ ِه ِمن العب ِ
�ث كتاب ِ
ـ إن ش�اء الل�ه ـ عل�ى ِ
ِّ ََ ُ
َّناو ِل َ اآلخ ِرين بإدراك أو ِ ِ
ٍ
خالل الت ُ بغيره لم تس� َلم من ُ
الوقو ِع فيما ُين َت َق�دُ لدى َ ذاتَه�ا
ٍ
صورة أو أخرى . اعة وعالماتِها بِ
لمواضي ِع الس ِ
َّ
33
تعج ُلوها حرص ًا على ِ ِ
واألشراط ،فالعابثون باألشراط كفاهم َف َش ُل مقوالتهم التي َّ
يح ألن الت ِ
يح والتَّشني ِع َّ خير من الت ِ
َّصر ِ ِ هر ِة وال ُّظ ِ ُّ
َّصر َ َّلميح في معا َت َبتهم ٌ هور ،والت ُ الش َ
الم َت َق ِّولي َن على ِ ِ َ ِ
المخل ُص َ
فتح باب�ه ضدَّ ُ ادقون َ الص
ون َّ خطير ل�و أراد ٌ بابَّش�نيع ٌ َ والت
التلميح خير من
ِ
المس�أ َل ُة إلى م�ا ال ُيرضي العديدَ من َ ِ ِ
المعاص َرة ..وقد تَص ُل ِ ِ ِ
المرح َل�ة ُ
َ غيره�م في التصريح في
ِ المتَحدِّ ثي�ن اليوم باس� ِم الدِّ فا ِع عن الس�ن ِ المعاتبة
العالمات تناو ِل
ُ عن�د ة وخاص
َّ ِ
والكتاب َّة ُّ َ َ ُ َ
ألقوال َم�ن ال ينطِ ُق عن اله�وى mمما يزيدُ ِ ٍ
عمي�ق �ر واألش�راط بِ َت َف ُّق ٍ
�ه وا ٍع و َن َظ ٍ ِ
بعضها
والمكاني ..وأما ُ
ِّ الز َمنِ ِّي ِ
َّحديد َّ ِ
والعالمات مجهول ُة الت ِ
األش�راط وبعض
ُ األشراط
ِ ِ ِ
فيمك ُن ِ
الح َظة واالستقراء ُ
المتأنِّي.. معر َف ُت ُه ُ
بالم َ المجهولة
وموقعنا من
الل�ه mف�ي ِ
الفت َِن الت�ي وقعت في رس�ول ِ
ِ ِ
أصحاب كم�ا ورد ع�ن ج ٍ
مل�ة م�ن ُ َ معارضتها
((( الملحم�ي م�ن المالح�م وه�ي الح�روب العام�ة والفت�ن الكب�رى الجائح�ة ،وخاصة بين
المسلمين والكفار.
34
فلما َر َأوها َ ِ ُع ِ
�خوص َّ
َ الز َم َن ُّ
والش يجهلون َّ بالوقو ِع ولكن صورهم ،كانوا على عل ٍم ُ
�ي َء َقدْ اليم�ان ؤ ـ "« :إِ ْن ُك ْن ُت َ
أل َرى َّ ِ قائ ُلهم ـ وه�و ُحذي َف ُة ب ُن َعيان� ًا ق�ال ِ
الش ْ
الر ُج ُل إِ َذا َغ َ
اب َع ْن ُه َف َرآ ُه َف َع َر َف ُه»(((. َن ِس ُ َ
يت َ ،فأ ْع ِر ُف َما َي ْع ِر ُف َّ
الع�وا ِم ؤ « :نزل�ت هذه اآلي� ُة ونح ُن بير ب� ُن َّ الز ُ
وع�ن الحس�ن ق�ال :ق�ال ُّ
رس�ول الله mﮋ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﮊ ِ ُمتوافِرون مع
تقع ُ ِ األنفال ٢٥ :فجعلنا ُ
حيث وقعت» (((. نقول :ما هذه الفتنَ ُة؟ وما نش ُع ُر أنَّها ُ
جم�ة إال لتُصبِ َح إحدى ٍ ِ وم�ا تناو َله�ا َ m
لماذا تناول النبي ب بها أما َم المأل وفي ُمناس�بات ّ وخ َط َ
إحراج�ات وتحدِّ ٍ
يات ..وإذا ٍ عما تحم ُل ُه من ِ
بصرف النَّ َظ ِ م�واد ِ
mالعالمات؟ �ر َّ اإلسلامي
ِّ الفقه ِّ
لم لم يسكت ِ ِ ِ
واألش�راط ، العالمات َ
إغفال ش�رعي ًا ُي ِ
لز ُمنا يات عام ً
ال ات والتَّحدِّ ُ
اإلحراج ُ
َ كانت
عنها أو يخف من
إشهارها؟ تجاو ِزها ّلميح م�ن ِ ِ
�كوت عنه�ا أو حتى الت ِ ِ
أجل ُ والس
فق�د كان mأولى بإغفالها ُّ
مت ِحيا َلها..
والص ِ
َّ
المعامالت وبِ ِ
ناء ِ تأصيل َع َم ِل ٍّي ألس ُل ِ
وب ٍ رسول الله mمرحل َة ِ لقد كانَت مرحل ُة
مرحلة الرسول
ِ ِ وس ِ ِ ِ ِ ِ
mتأصيل والعالمات األشراط �ير �ب مع الت ََّح ُّوالت َيتناس ُ المواقف بين َم َّك َة والمدينة بما َ
بيخصها بِ ُخ َط ٍ
ف�كان ُّ mَ الم َنز َل ِة على النَّبِ ِّي ، m ِ
الرس�الة ُ ُ
واألش�راط ُج�ز ٌء من ِّ ،
الش ِ
الحام َل ِة هذا النَّمو َذ َج َّ
ِ أهم َّي َة األوع َي ِة ٍ ٍ
رع َّي ومواقف ت َُؤ ِّكدُ ِّ
َ واختبارات وتعريفات
عوب ِحيا َلها .
للش ِ ِ
سلوب المب ِّل ِغ ُّ وأهم َّي َة األُ
ِّ
ِ
الحوادث، ِ
تفسير من
ِ أن فِقه التَّحو ِ ِ
فقه التحوالت
أركان الدِّ ِ
ين الت اليو َم ُي َعدُّ م�ن َأ َه ِّم ُّ ب�ل إِنَّن�ي أعتَقدُ ـ والله أعل�م ـ َّ َ
اليوم من أهم
أركان الدين
((( البخاري (.)6604
((( إسناده صحيح ،تحقيق «السنن الواردة في الفتن» ألبي عمرو الداني للدكتور محمد إدريس
المباركفوري (.)205 :1
35
مسلمين األركان الثال َث َة قد ُخ ِدمت وح ِف َظت و ُقررت واستوعبها كا َّف ُة ا ُل ِ َ ِ
األربعة؛ َّ
ألن
ِّ َ ُ َ
َّفريع ،وهي ـ بال َ
َّأصي�ل والت َ يف والت مس�لمين ،وأك َث ُروا فيها الكتا َب َة والتَّصنِ َ
ِ وغي�ر ا ُل
ُ
باعتباره�ا ُركن ًا ـ فهي ِوعا ُء
ِ الس�ا َع ِة ـ
عالمات َّ
ُ األعمال والطا َع ِة؛ أما
ِ �ك ـ م�ا َّد ُة َش ٍّ
ِ
ألركان الدِّ ِ
ين �ه َظ َّل ِ
حام ً
ال عاء لم تُعرف حقيق ُة سلامتِ ِه ونزاهتِ ِ الم�اد ِة ،وكم ِمن ِو ٍ
َ َ َّ
الثالثة وهو ال َي ِدي ُن بها حقيق ًة وإنما ُمجامل ًة أو ت َِق َّي ًة أو نِفاق ًا أو سياس� ًة أو تسييس� ًا،
ِ
ِ
خيمة اإلسال ِم!! جاج َل ِة َ
داخل ِ
خدمة الدَّ َج ِل والدَّ ِ يعمل علىبل ُر َّبما كان ُ
بالعالم�ات تِلكُم
ِ ف �اعة ِ
نعر ُ وعالمات الس ِ
ّ
ِ قه التَّح�و ِ
الت ُّ
دراس�ة فِ ِ
ِ ولكنَّن�ا عند
فقه التحوالت
ِ
االنحراف واإليمانِ ِ ِ ِ ِ ِ
تصنيف العدا َلة من فاقديها ّ
والسلامة عن َ فيعرفنا باألوعية األوعي َة كما نعر ُ
المكتوب
ُ ُ
والتاريخ ِ
المكتوب، َّاريخ الحاملة للعلم من الن ِ
ِّفاق سوا ًء في حياتِنا العا َّم ِة أو في قرا َء ِة الت ِ ومكانتها العلمية
قه التَّحو ِ
الت. بط ِبف ِ
يحتاج إلى إعاد ِة ر ٍ
ُّ َ َ ُ
36
قه التَّحو ِ
الت. ُّصوص الخاص ِة ِبف ِ
ِ الم َقدَّ ِر َ
وفق الن ِ
ُّ َّ الله ُ
((( ه�و العالم�ة المجتهد الحافظ مج�دد علم الحديث أبوالفيض الس�يد أحمد بن الصديق بن
أحمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني اإلدريسي المغربي.
37
الكتاب َأ َّو َل
ُ َ
يكون ه�ذا �ة لما أخبر به س� ِّيدُ البر َّي ِة» ويكا ُد أن
االختراع�ات العصري ِ
َّ
ِ
ِ
الحديث ظواهر ِ
العل ِم ِ َجدِّ من ِ
الواردة على ا ُلمست ِ ِ
األحاديث ِ
تنزيل ف فيكتاب ُع ِر َ
ٍ
ِ
المذك�ور فوائدَ ِ
الجزاء ،وقد بس�ط في كتابه خي�ر ِ وتغي ِ
المراح�ل ،ج�زا ُه الل ُه َ �رات ُّ
القرآن وعالقتِها با ُلمس�ت ِ
َجدِّ من ِ ِ
آي�ات ِ
بعض ِ
تفس�ير وخاص� ًة في النَّ َظ ِر إلى
َّ جليل� ًة
ُ
يكون فيه. المستق َب ِل وما ِ ِ ِ َّبو َّي ِة ِ
وباألحاديث الن ِ ال ُعلو ِم
ألسرار ُ العجيب وكشفها
كان وال�ده رحم�ه الل�ه تعالى معتنيا به أش�د االعتناء ويذاكره في ش�تى الفن�ون ويحثه على
الطل�ب والتع�ب في التحصيل ،ولما أم�ر والده اإلخوان المتجردي�ن بالزاوية الصديقية أن
يحفظ�وا القرآن الكريم كت�ب كتابا في فضل القرآن الكريم وحفظه وتالوته س�ماه «رياض
التنزيه في فضل القرآن وحامليه» وهو أول ما صنف وكان دون العشرين.
وفي سنة 1339هـ وصل للقاهرة للدراسة على علماء األزهر المعمور حسب توجيهات
والده ،فعاود قراءة الفقه المالكي ثم الش�افعي .ومن ش�يوخه بمصر الش�يخ محمد إمام بن
إبراهيم الس�قا الش�افعي وكان يتعجب من ذكائه وس�رعة فهمه وش�دة حرصه على التعلم ،
وكان أحيان�ا يق�ول له لما يرى حرصه على قراءة الكتب الت�ي تدرس في أقرب وقت :أنت
تريد أن تشرب العلم ،وله مشايخ آخرون بمصر منهم مفتي الديار المصرية ومفخرتها الشيخ
محمد بخيت المطيعي ،وقرأ على المسند المحدث عمر حمدان التونسي المدني.
وفي سنة 1354هـ رجع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله تعالى فاستلم الزاوية
وق�ام بالخالف�ة عن والده واعتنى بتدريس كتب الس�نة المطهرة م�ع بعض كتب المصطلح
وأقرأ بعضا من كتب التخريج واألجزاء والمشيخات والمسلسالت وأملى مجالس حديثية
بالجام�ع الكبير بطنجة .وحث الناس على العمل بالس�نة الش�ريفة .وكان يحارب الس�فور
والم�دارس العصري�ة والتش�به بالكف�ار وله في ذلك جزء س�ماه «االس�تنفار لغزو التش�به
بالكفار» جمع فيه األحاديث التي تنهى عن التشبه بالكفار.
ول�م يكن صاحب الترجمة رحم�ه الله تعالى من الذين قصروا أنفس�هم على العلم فقط
؛ بل حارب االس�تعمار وس�عى في إخراجه ،وس�جن بسبب ذلك لعدة س�نوات ،وفي يوم
األح�د غ�رة جمادى الثانية س�نة 1380انتقل رحمه الل�ه تعالى ودفن بالقاه�رة رحمه الله
تعالى وأثابه رضاه.
38
األح�داث والتَّحو ِ
ِ الرجو َل ِة أما َم ِ لم ضابِ ٌط الت ِع
إن فِق�ه التَّح�و ِ
فقه التحوالت
الت ، ُّ ُّ لمواق�ف ٌ ُّ َّ َ
َّفريط من �راد ِ
الله كما ُيدي� ُن الت َ �ه إدان ًة على م ِ
جوه ِاإلفراط م�ن ك ُِّل و َِ ل�م ُيدي� ُن ِ
علم ضابط ُ ُ وع ٌ
ِ لمواقف الرجولة ِ الله ورس�ولِ ِه ف�ي جمي ِع ِ راد ِ �ه إدانَ� ًة عل�ى م ِ جوه ِ�ة و ِ ِ
الحياة اإلنس�ان َّية مراح ِ
�ل ُ كا َّف ُ
�ة أو ِبعي ِِ ِ واإلسلام َّي ِة ،وليس كما ن�راه
اتي فهمنا َّ
الذ ِّ ونفهم ُه بِ ُعقولن�ا وانتماءاتنا ال َّط َّ
ُ
للقضايا التاريخ َّي ِة.
المؤ ِّل ُ
ف ُ
39
40
�﷽
المنطل َ ُق
ُ
ِ
واألواخ ِر، ِ
األوائ ِل عالج ث معادلِهما ال َّثالِ ِ
ين و ِ لله الذي جمع في األص َل ِ الحمدُ ِ
َ
ِ
المباه ِج والسلا ُم عل�ى َس� ِّي ِد والصال ُة َّ �رَّ ،
ِ
وظاه ٍ أمر باطِ ٍ
�ن وأس�اس ِ
العل� ِم ل�ك ُِّل ٍ َ
المعار ِ
ِ الموهوب م�ن َر ِّب ِه َ ِ ب�ن ِ
عبد ِ �ر ،محم ِ ِ
ف أفض َ�ل ِ س�ول الل�ه الله َر �د ِ والمفاخ ِ ُ َ َّ
ِ
جاعة وال ُفهو ِم ،وعلى ف العلو ِم ،صلى الله عليه وعلى ِ
آله وأصحابِه أهل َّ
الش ُ وأشر َ ُ
َ
بإحسان إلى يو ِم ال ِّل ِ
قاء المعلو ِم.. ٍ التَّابعين لهم
ِ
�رورات عو َد ُة أل�ز ِم َّ
الض مان وم�ن َ الز ِ ف�إن م�ن أه�م المهم ِ
ات ف�ي ه�ذا َّ وبع�دُ َّ :
العودة إلى ِّ ُ َّ
األساسيات من الله الذي ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ كتاب ِ
قراءة ِ ِ المس�لمين إلى األساسي ِ
ات ،وهي تجديدُ َّ
أهم المهمات
َّبو َّي ِة التي َص َّحت
السن َِّة الن ِ ِ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮊ ،وإعا َد ُة دراسة ُّ
الذاتِي ِة ا ُلمش�ت َِم ِ ِِ َس�نَد ًا عن من ال ينطِ ُق عن الهوى ، m
لة على ما ودراس� ُة مواقفه َّ َّ
َ
خروج الجمي ِع
ُ �لوك ِه ، mففي ه�ذه اإلعا َد ِةات س ِ ِ ِ
ف بالنُّ ُب َّوة وهي ُخصوص َّي ُ ُ
ع�ر ُ
ُي َ
حل َّفر َق ِة الذي َّ
وركا ِم الت ِ ِ ِ ِ ِ ِ
م�ن ظاهرة االحت�دا ِم واالختالف على فرع َّيات المس�ائ ِل ُ
الحق�دَ والبغضا َء إلى بعض الع�داو َة وتوار ُثوا ِ
بعضهم لِ ٍ اكتس�ب ُ بالمس�لمين حتى
َ َ
واالختالف
ُ واألذواق ،وم�ا كان ذلك االحت�دا ُمِ ِ
اآلداب وس� َع ِة ِ
ح�ب األخلاق َ َر ِ
ِ ِ إال ألنَّه�م خلط�وا ُعلومه�م ِ
الش�ر ِعبع على َّ ف�رزات طباعهم َفتغ َّل َ
�ب ال َّط ُ بنتائ ِ
�ج ُم َ
الش�يطان بذل�ك ُعقو َل ُهم
ُ واختر َق ٍ
جي�ل ال بعد ِ
االختالف�ات ِجي ً وتراكم�ت ُفه�و ُم
َ
وتحريش�ه حت�ى ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ِ بوسواس ِ
�ه ِ و ُق ُلو َبهم
41
ِ الفري�ق المس�تثنَى بِمن َِّك و َف ِ
وكرم َك يا ضل�ك َ ِ ُ �م اجعلن�ا م�ن هذا ﯖﮊُ .
الله َّ
الراحمين.
أرحم َّ
َ
ِ
معرفة لم ُمم َّي ٌز؛ فال ُبدَّ من ِ ِ وألن اإلع�ا َد َة الصحيح َة لقرا َء ِة األص َل ِ
َّ
ين ومعادلهما ع ٌ
سم ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ين: وسائل القرا َءة ،وهي تن َقس ُم إلى ق َ
ِ ِ َ ِ ٍ قراءة العلماء
لم
البحث فيه ،وهو ما يخد ُم ع َ -1قرا َءة لما قد سبق لل ُعلماء أن خدموه َّ
ووسعوا
ف ل�دى الع ِ ألصول الديانة
بالس�ن َِّة
ُّ : ِ
صولُ األ ِ
م عل في لماء ُ َ ِ
ر ع
ُ وما ، ِ
واإلحس�ان ِ
واإليمان ِ
م اإلسلا كانت على ضوء
لم َّي ِة.
الع ِ
َّقريري ِة ،وما تفرع من ِخدمتها ِ
َّ َ
ِ ِ ِ ِ
الثوابت الثالثة الفعل َّية والقول َّية والت ِ َّ
ٍ
وتبيين ،وهو ما يتع َّل ُق ٍ
بتفصيل -2ما لم يسبِق للع َل ِ
ماء تأصي ُل ُه وخدم ُت ُه ودراس ُت ُه ُ قراءتنا لعالمات
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الس�اعة ومواقف ِرجال الن ََّمط ِ ِ
األوسط و ُعدول األُ َّمة ،وما ترت َ
َّب َ الساعة تأتي على بالعل ِم بعالمات َّ
خاص ٍة هما ُسنَّتا
.وس�ن ٍَن َّ
ِ
َّحوالت ُ
فقه خاص يعر ُ ِ ِ
ف بفقه الت ُّ ٍّ ُ َ أنها ركن خاص على دراس�تِها من ِ
إبراز ٍ
بالتحوالت
ِ طويلُ ،مبتدئ ًا بِ
ٍ مدى َز َمنِ ٍّي ف والدِّ ال َل ِةَ ،ت َتب ُ ِالمواق ِ
ِ
دراسة راس�تَها وبح َثها على ً عت د َ َّ
األربعة على ما ورد في ِ ين ِ
أركان الدِّ ِ َ
جبريل ،وهو أحدُ ِ
حديث اعة من عالمات الس ِِ
َّ
اجتمع عليه تابعت ما اب ُ ،ث َّم الخ َّط ِ
عمر بن َ الحديث َّ ِ ِ
َ ُ الشريف الذي روا ُه س ِّيدُ نا ُ نص
ِّ
ِ
عالمات أخبارِ ِ
تفصيل وغيرها من ِ
والمسانيد ِ السن َِن ٍ
وإضافات في ُكت ِ ٍ
ُب ُّ زيادات من
الحي�اة المع َّقدَ ِة،الذي
ِ لكثير من ِ
أمور ٍ ٍ
وإيض�اح الس�ا َع ِة وما يترتَّ�ب عليها من ٍ
بيان ُ َّ
ٍ ِ ِ
وخرج عن مبدأ القواس ِم المشت ََركة في اإلسال ِم إلى مبدأ َ
آخر َ االختالف
ُ ُس ِّي َس فيه
نظر تنطل ُق م�ن و ِ
جهة ِ والع�داوة المر َّكب ِة التي ِ
ِ َّفر ِ
قة َّحري�ش والت ِ
ِ سياس� ُة الت
ُ ُ َ تَحك ُُم�ه َ
الشيطانِ ِّي تح َّققت
(فرق ت َُسد) وبهذا المبدأِ َّ ِ ِ ِ
الش�يطان الدَّ اعي إلى المبدَ أ المعروف ِّ َّ
المع�ادي أن َي ِص َل المص ِّلين واس�تطاع هذا ِ
ُ
المخلوق ُ الس�يا َد ُة اإلبليس� َّي ُة على ك ُِّل ُ
ِّ
ِ
والمش�ركين ار ِ
اس�تعباد ال ُك َّف ِ إلى أهدافِ ِه في المس�لمين باختالفِهم ،كما وصل إلى
42
َين: للش ِ
يطان عقيدت ِ بِك ِ
ُفرهم ،حيث َّ
إن َّ
ِ
الكتاب الذين ِ
وأهل لحدَ ِة
�عوب الوثني ِة والم ِ
ُ َّ ِ ُفر ،وهو ما يمارس� ُه مع ُّ
الش -1الك ُ
عقائد الشيطان
القرآن ِ ِ
في البشرية انحرا َف ُهم . ُ وأثبت
َ كفروا بمخالفتهم دعو َة أنبِيائهم َّ
وحر ُفوا ُك ُت َبهم
ُ
َّحريش) . ِ
المسلمة (الت الش ِ
عوب يمار ُس ُه مع ُّ َّفر َق ُة واالختِ ُ
الف ،وهو ما ِ -2الت ِ
ُ
االحتناك وال ُقعو ُد على الحياة اإلنس�ان َّي ِة
ِ ِ
للش�يطان في نص َر ِ
ين يتح َّق ُق وبهذين ال ُع َ
الص ِ
راط المستقي ِم. ِّ
الح ِّق ِ ِ تاريخ�ي ّ والبش�ر َّي ُة ُك ُّله�ا رجاالً ونس�ا ًء َه�دَ ٌ
للش�يطان منذ اس�تخالف َ ٌّ ف
للمالئكة :ﮋ ﭑ ﭒِ ِ
األرض ومنذ أن ق�ال الل ُه تعال�ى س�بحانه وتعال�ى آل َد َم في
واالختلاف والت ِ
َّفر َق� ُة قد ُيؤ ِّدي في ُ ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﮊ،
ِ
االنحراف األم�ر إلى ين وخصوص ًا إذا بلغ غي�ر ِد ٍ
الموت على ِ ِ ِ
دائ�رة اإلسلا ِم إلى
ُ
الصرا ِع ال َع َق ِد ِّي
ار أو ِّفض للدِّ يان َِة استحس�ان ًا لما عند ال ُك َّف ِ
الر ِ ِ
كري كاإللحاد أو َّ
ِ
الف ِّ
ق�وق الوالِدَ ِ
ين ِ
والقطيعة بي�ن األرحا ِم و ُع ِ ِ
َّش�ريك َّب علي�ه من الت ِ
َّكفير والت وم�ا ترت َ
ِ
الكبائ ِر. ِ
وغيرها من
الو ِ
عي ِ ٌ ِ وبطبيعة ِِ
وج ٌه سوا ًء كان في دائرة َ ستجيب و ُم ٌَّ مخلوق ُم اإلنس�ان فهو حال
هذ ِ
ين دعوة في َ ٍ الوضعي ،وما من اإلنساني ِ
الوعي ِ
دائرة رع ِّي أو في الش ِاإلسلامي َّ
ِّ ِّ ِّ
ومكان ،وقد اختلط الحابِ ُ�ل بالنَّابِ ِل في ٌ �ع ِ �كال ِ
الدائ َرت ِ ي�ن إال ولِ ِ الجانِ َب ِ
َين فيها موق ٌ
والو َه ِن) و ( َع ِ ِ ِ ِ ِ
صر تداعي بـ(عص�ر ال ُغثاء َ س�ما ُه m
األخير وهو الذي َّ العصر هذا
يات التي ال وغيرها من المسم ِ األعداء)(((ِ ، ِ ِ
المهابة من ُق ِ
لوب ِ
(عصر نَز ِع األُ َم ِم) و
ُ َّ
((( أخذا من حديث ثوبان ؤ قال« :يوشك أن تداعى عليكم األمم من كل أفق كما تداعى
ٍ
يومئذ؟ قال« :أنتم يومئذ كثير األكل�ة إلى قصعته» ،قال :قلنا :يا رس�ول الله ..أومن قلة بن�ا
43
ٍ
بوضوح ِ
الس�اعة ،وبها َي َت َب َّي ُن ِ
وعالمات قه التَّحو ِ
الت �ة فِ ِ
ف وال تُقر ُأ إال بِدراس ِ ُعر ُ
ُّ َ َ إظهار العلم ت َ
ِ ِ وموق ُع األُ َّم ِة
ِ س�ر ِة ِ ِ ِ ِ
المرحلة أيض ًا من وموق ُع الر ُج ِل وموق ُع المرأة وموق ُع األُ َ �ع َّبالعالمات مهمة موق ُ
شرعية
وألجل هذا صار ِمن ِ ِ
واالرتكاس فيه، ِ
َّحريش لامة وااللتزا ِم به ،ومبدأِ الت
ِ الس ِ
مبدأ َّ
ِ العلم بالركنِي ِة الر ِ ُظه�ر ون ُِبر َز ِ ٍ
أركان الدِّ ِ
ين كما ابعة م�ن َ ُّ َّ َّ ج�وب علينا بمكان أن ن ِ َ ِ الو
ُ
آخر هذه ُ
األ َّم ِة َّأولها َ
فمن كان لعن ِ ُ المرسلين mفي قولِه « :إذا َ دعا إلى ذلك س ِّيدُ ُ
ُ
وحديث: حم ٍد»((( ، يومئذ ككاتِ ِم ما ُأن ِز َل على ُم َّ
ٍ لم فإن كاتِ َم ِ
الع ِ لم فل ُيظ ِهر ُه َّعنده ِع ٌ
لم فل ُي ِ ِ ِ
ظهره»(((. فمن كان عنده ع ٌ
ب أصحابي َ «إذا َك ُثرت الف َت ُن ُ
وس َّ
ولك�ن تكون�ون غثاء كغثاء الس�يل ،ينت�زع المهابة من قلوب أعدائك�م ويجعل في قلوبكم
الوهن؟ قال :حب الدنيا وكراهية الموت» .رواه أحمد
الوهن ،قال :قلنا :يا رسول الله وما ْ
ْ
بإسناد صحيح ( ، )4297وانظر «موسوعة أحاديث الفتن» (. )950
((( إس�ناده ال ب�أس ب�ه « ،الكامل في الضعفاء» البن ع�دي ( )355 :5وفي رواية أخرى رجال
إسنادها ثقات« :فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله» « ،تهذيب السنن» (.)93 :10
((( إس�ناده ضعي�ف ،تحقي�ق «الس�نن ال�واردة ف�ي الفت�ن» ألبي عم�رو الدان�ي للمباركفوري
(.)287
((( متفق عليه ،البخاري ( )39ومسلم (.)2042
44
�ه ُم َح َّم ٍد ،mوما َخدَ َم ُه
ومن س�ن َِّة نَبِي ِ
ِّ ُ
الله تعالى ِ
كتاب ِ
�أن من ِالش ِ
تقر َر في هذا َّم�ا َّ
ِ
َّصنيف فيها. ِ
العالمات والت ال ُع َلما ُء من تقسي ِم
العالمات التي ت ُ
َخ ُّص ُه ُ أهم َّيتِها ،ومنها
ش�ير إلى ِّ
ِ
كان mيعتني بالعالمات و ُي ُ وقد َ
س�عد عن ٍ ِ
�يخان واب ُن �ه ، mومن ذلك ما رواه عبدُ الر ِ
زاق َّ
والش ف�ي مجرى حياتِ ِ
َّ
�ور ُة ﮋ ﭱ ِ َ ِ غير ُه�م « َّ
الس َرس�ول الله mمنذ نزلت عليه ُّ أن عائش� َة bوروا ُه ُ
ب وال يجي ُء إال قال ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ كان ال يق�و ُم وال يق ُع�دُ وال َ
يذه ُ
ـ وف�ي لفظ لعائش�ة :كان يكثر في آخر عمره م�ن قول ـ ُ :س� ْب َحان ََك َر َّبنَا َوبِ َح ْم ِد َك
رس�ول ِ ْت التَّواب ِ ِ ِ
الله َ فقلت :يا
ُ يم ((( ..قالت عائش� ُة: �م ا ْغف ْر لي إِن ََّك َأن َ َّ ُ َّ
الرح ُ ال َّل ُه َّ
وأتوب إليه ما لم تكن تف َع ُله قبل ُ أس�تغفر الل َه
ُ وبحمد ِه
ِ قول :س�بحان ِ
الله تُكثِر من ِ
ِ
بحمد َر ِّبك ٍ
بعالمة في ُأ َّمتي فقال :إذا رأيتَها َف َس� ِّبح الي�و ِم فق�الَّ « :
إن ر ِّبي أخ َب َرني
واستغفر ُه ،فقد رأيتُها ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ الخ السورة » ((( . ِ
45
ٱلساعَةِ َوم َا يَتَعَل َّ ُق بِهَا
يف َّ ت َ رْ ِ
ع ُ
الز ِ ِ ِ
مان ويع َّب ُ�ر بها عن (الس�اع ُة ُجز ٌء من أج�زاء َّ
�ب في «المف�ردات»َّ :
الراغ ُ
ق�ال َّ تعريف الساعة
القيامة ،قال تعالى :ﮋﮬﮭﮊ [القمر ،]1 :وقال تعالى :ﮋﯜﯝﯞﮊ ِ
[الزخرف.(((]85 :
ِ
ش�ار بها
الم َأن الس�ا َع َة ُ
س�ياق المعنى في اآلية َّ ويفه ُم من
قل�ت ـ والل�ه أعلم ـ َ :
ُ
الحياة البشري ِة ،وأما لفظ ُة الس ِ
اعة ـ أي: ِ ٍ
لحظة في ِ
آلخر تعريف
ٌ ِ
القيامة هي إلى يوم
َّ َّ
من ،قال تعالى :ﮋ ﮓ ﮔ الز ِ
ف عليه من َّ
َعار ُ ِ
المت َ
الوقت ُ
ُ الوقت ـ فهو الج�ز ُء م�ن
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮊ [الروم.]55 :
ِ
القليل من ِ
الوق�ت القيام�ة والثاني ُة ف�ي ِ
اآلية بمعن�ى ِ ِ
اآلي�ة بمعن�ى فاألُول�ى ف�ي
الز ِ
مان. َّ
ٍ
أوجه: ِ
ثالث الساع ُة التي هي القيا َم ُة على
بعضهمَّ : وقال ُ
ِ ِ ُبرى ،وهي َب ُ
حاسبة. للم
الناس ُ عث السا َع ُة الك َ
َّ -1
قول عائش َة b ِ
الواحد ،ويؤ ِّيدُ ُه ُ موت أهل ال َق ِالساع ُة الوسطى ،وهي ُ
رن َّ -2
رس�ول الله mس�ألوه عن الس ِ
�اعة ،متى ِ األع�راب إذا َق ِد ُم�وا عل�ى قال�تَ :
(كان
َّ ُ
اله َر ُم قامت إنس�ان منهم فقال« :إن َي ِعش هذا ل�م ُي ِ
درك ُه َ
ٍ ِ
أحدث فنظ�ر إلى
َ الس�اع ُة
َّ
عليكُ�م س�اعتُكم»((( ،والمراد بِس�ا َعتِهم :موتُهم ـ أي :س�ا َع ُة المخا َطبِين آنذاك ـ
كما جاء في فتح الباري.
46
ٍ ِ
اإلنسان ،فساع ُة ك ُِّل
المشار
ُ إنسان مو ُت ُه ،وهي موت
غرى ،وهي ُ -3الساع ُة ُّ
الص َ
إليها بقوله :ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮊ [األنعام .]31
أن ك َُّل مي ٍ
أقسام القيامة
�ت فقد قامت قيا َمتُه َ ِّ علماؤنا :واعلم َّ
ُ �ي رحمه الله( :ق�الق�ال ال ُقر ُطبِ ُّ
خاصتِ ِه من ٍ
غرى هي ما يقو ُم ك ُُّل إنس�ان ف�ي َّ فالص َ
ُبرى ُّ ، ولكنَّه�ا قيام� ٌة ُصغ�رى وك َ
س�عي ِه وحصولِ ِه على َعم ِل ِ
ِ أهل ِه وانقطا ِع
وفراق ِ
ِ وح ِه
خ�روج ر ِ
كان خير ًا ٌ
فخير �ه إن َ َ ُ ُ
وتأخ ُذهم َأ َ
خذ ًة واحدةً) َّاس ُ وإن كان َش َّ�ر ًا َف َش ٌّ�ر ،والقيا َم ُة الك َ
ُبرى هي التي َت ُع ُّم الن َ
اهـ.
الموت
ُ تك�ون القيا َم ُة ُ
الوس�طى َ قل�ت ـ والل�ه أعلم :وال ُيس�تب َعدُ في المعنى أنُ
َّرتيب على النَّحو ُ السابِ َق ِ بالمعنَ َي ِ ِ
فيكون الت ُ ين، ين َّ الجماع ُّي إذا أخذنا ما قاله العلماء َ
التالي:
أخذ ًة ِ
وتأخ ُذهم َ
(((
واحدَ ةً. -1القيام ُة الكُبرى هي التي َت ُع ُّم َ
الناس ُ
ِ
العالمات المنصوص عليه في
ُ المجهز
ُ وت
والم ُ الوس� َطى هي َ
اله ْر ُج َ -2القيام ُة ُ
السا َع ِة. ِ ِ
اإلبادات الجماع َّي ُة وهي من عالمات َّ
ُ وهو
ِ ِ ((( ُ ِ
وفراق أهله. المرء وح الصغرى هي ُخ ُ
روج ُر ِ -3القيام ُة ُّ
األخير ُة في
َ الس�ا َع ِة التي هي ال َّلح َظ� ُة وه�ذه المعاني ال َّثال َث� ُة ُ
تدور حول مفهو ِم َّ
حياة ال َب َش ِر َّي ِة التي ال َز َم َن بعدها.اهـ.
((( «التذكرة في أحوال الموتى وأمور اآلخرة» نقال عن «فقه أش�راط الس�اعة» د .محمد أحمد
إسماعيل المقدم ص.15
((( نقل�ت الفكرة مع ش�يء من التصرف من كتاب فقه أش�راط الس�اعة للدكت�ور محمد أحمد
إسماعيل المقدم.
47
األمارات إلى ثال َث ِة أقسا ٍم :
ِ رز ِ
نج ُّي في «اإلشاعة» (ص)27 و َق َّس َم اإلما ُم ال َب َ
األمارات البعيدةُ.
ُ ٌ -1
قسم ظهر وانقضى وهي
انقسام األمارات
ُ
ويتكامل. يزال يتزايدُ ِ
ينقض بل ال ُ ٌ -2
قسم ظهر ولم إلى ثالثة أقسام
َ�ن فهي ما خرج به الف�ر ُد أو الجماع ُة أو األُس�ر ُة أو القبيل ُة أو الفت ِ وأم�ا م ِضّل�اّ ُت ِ
ُ معنى مضالت
ِ ال َّالش�ر والدَّ َّج ِ ِ ِ ِ ِ
األُ َّم ُة عن جا ّدة ال َّط ِ
والش�يطان ،وقد أمر ريق المش�روعة إلى خدمة َّ ِّ الفتن
ِ
المس�يخ والممات ومن فِتن َِة
ِ الفت َِن ومن فِتن َِة المحيا
ت ِالنَّبِي mبالتعو ِذ من م ِضلاّ ِ
ُ ُّ ُّ
�ة على الدُّ ِ الحاوي ِ يق�ول mف�ي بعض أحاديثِ ِ الدَّ َّج ِ
أردت
َ ع�اء «وإذا َِ �ه ُ �ال ،وكان
48
ٍ ِ ِ
مفتون»(((. بعبادك فتنَ ًة فاقبِضني إليك َ
غير
الش�يء ِ
أوائ ُل ُه( ُ
أش�راط َّ األش�راط :جمع َش�ر ٍ
ط ( بفتحتين) وهي العال َم ُة ،و ُ -2
معنى األشراط ُ ُ َ
اعة عالماتُها ) قال تعالى :ﮋ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ وأشراط الس ِ
ُ ّ
ﰂ ﮊ [محمد .]18:
العالمات التي يع ُقبها قيام الس ِ
اعة ) (((. ُ ٍ
حجر ( :هي ُ
الحافظ ابن قال
ُ ّ
ووصفت أيضا بلفظ المش�اريط في بعض روايات الحديث ،ففهي مس�ند أحمد
( )386عن حذيفة ؤ قال :س�ئل رس�ول الله mعن الس�اعة فقال :علمها
عند ربي ال يجليها لوقتها إال هو؛ ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها.
ِ
وبالجمل�ة فالمقص�و ُد به�ا :الظاه�ر ُة الكون َّي� ُة أو الظاه�ر ُة المرحل َّي� ُة المرتبط� ُة
الش ِ
ريفة. ِ
األحاديث َّ ِ
المنصوص عليها في بالتَّحو ِ
الت ُّ
ٍ ٍ لوك ٍ
الم َم ِّي َز ُة ُس َ ٍ
معنى العالمات مرحلة جماعة أو فرد أو الس َم ُة ُ
جمع عالمة ،وهي ِّ
ُ العالمات:
ُ -3
عالمات الس ِ
اعة. ِ ِ
أحاديث يتطابق مع ما َذك ََر ُه mفي
ُ بما
ّ
((( س�نن الترمذي ( ، )3235صحح إس�ناده جملة من المحدثين وضعفه آخرون ،انظر تحقيق
«الطرق الحسان» البن رجب ألبي أنس عادل بن سعد محمد مطاوع ص .15-13
((( فتح الباري .79/13
((( ص13المصدر السابق بتصرف .
49
وتحوالتها» . عنها mفي «شؤون الس ِ
اعة
ُّ ّ
سات المرحل َّي ُة التي ُيجري الل ُه فيها نُصر َت ُه وتأييدَ ُه لعباده
شارات :هي التَّن ُّف ُ
ُ -5البِ
معنى البشارات
س�الة ،وخالفةِِ ِ ِ ِ ِ
الصالحي�ن وتمكينه�م في األرض.ك ُظهور اإلسلا ِم ف�ي عصر ِّ
الر ّ
ِ
وظهور ِ
األمر ، الح َس ِن بعد احتدا ِم
لح اإلما ِم َ وص ِ ِ
العزيز في بني ُأ َم َّي َة ُ ، مر بن عبدُع َ
وبي ِ ِ الخالف�ة العثماني ِ
�ة بع�د ت ََم ُّز ِق ِ
وظه�ور صالح الدِّ ي�ن األ ُّي ِّ اإلسلامي ،
ِّ القرار َّ
ور في العالم . الج ِ المهدي بعد ُش ِ
مول َ ِّ ِ
وظهور اإلما ِم للصليبِ ِّيين ،
وهزيمته َّ
ِ
المراحل ، ِ
لظواهر �رعي الت ضب ُطها َّ ق�ه التَّحو ِ
َّعريفات في فِ ِ
ِ
الش ُّ ُّ وفائ�د ُة ه�ذه الت
ِ
العكس من ذلك ،فحي ُثما المرج َّو ِة أو
ُ
الت وعالقتِها بالس ِ
المة َّ
وتحديدُ هوي ُة التَّحو ِ
ُّ ُ َّ
ِ
واألمكنة ِ
األزمنة منهج في َس ِ
�ير ٍ ٍ
جماعة أو كان نَ�ص التَّحوالت يش�ير إلى ٍ
ف�رد أو ُ ُ ُّ ُّ
فاألمر كذلك ،وإال ّ ِ
َّجديد أو ال َع ِ بالسلا َم ِة أو الت
السلا ِم من
فإن دعوى َّ ُ دل ويص ُفه َّ
ٍ ٍ
َ
المراحل و َمن فيها. فرد أو جماعة مردود ٌة عليهم بِ ُحك ِم الن ِّ
َّص الذي ُي َف ِّس ُر
الع َّ�ز َة والنُّصر َة ِ
لله مواقفهم ِ
لا كانوا يدَّ عون السلام َة ويرون ف�ي ِ ِ
فالخ�وار ُج مث ً
َ ََ َّ َ
ب�ة ،لكن نُصوص التَّحو ِ
الت الكاذ ِ
ِ ولرس�ولِه ،mومات�وا وهم على تلك الدَّ عوى
ُّ َ َّ
ِ ِ ِ ِ
الح ِّق
نوحهم عن َ وج َ الس�اعة ُي ِبر ُز ُ
للمتأ ِّم ِل كَذ َبهم وعد َم سلا َمتهم ُ وفق َه عالمات ّ
وز َم ٍن ، ٍ
وعصر َ ٍ
مرحلة أش�باههم وأمثالِه�م في ك ُِّل
ِ وتَعدِّ يهم على ِ
أهله ،وهكذا في
الح ُّق ُ ِ
والظواه ِ ِ ص�ل ِ
والق�ول ال َف ُ
ُ
يكون َ �ر ،وبها العالمات يرج ُع إلى ما قاله mمن
يقض َي الل ُه أمر ًا كان مفعوالً. ِ
األزمان ،وإلى أن ِ والباطل َق ِص ّي ًا على َم َم ِّر
ُ َجل ّي ًا
50
السنَّةِ’ ح ِدي ْ ُ
ث ِجب ْ ِريْل َ ‘ ُأم ُّ ُّ حوَر ٱلْم َْو ُض ِ
وع َ
م ْ ُ
ِ
رسول ِِ بن الخ َّط ِ عن ُع َم َر ِ
الله mإذ طلع وس عند اب ؤ قال :بينا نحن ُج ُل ٌ
الس ِ ِ
فر وال يعر ُفه الش َع ِر ال ُيرى عليه َأ َث ُر َّ
سواد َّ ياب شديدُ ِ
بياض ال ِّث ِ رجل شديدُعلينا ٌ
خ َذ ِيه وقال :يا ُم َح َّمدُ أخبِرني
يديه على َف ِ َيه ووضع ِ
َ
َيه إلى ركبت ِ
ُ َ
منّا َأحدٌ ،فأسندَ ركبت ِ
ُ َ َ
عن اإلسال ِم؟
ِ
الصالة وإيتا ُء رس�ول ِ
الله و إق�ا ُم ُ وأن ُم َح َّمد ًا
ق�ال« :أن تش�هدَ أن ال إل�ه إال الل ُه َّ
دراسة حديث
جبريل صدقت .قالوا:
َ اس�تطاع إليه س�بيالً» ،قال : يت من رمضان وحج الب ِ
َ الز ِ
كاة وصو ُم َّ
َ ُّ َ
ِ
اإليمان؟ ِ
فعجبنا له يسأ ُل ُه و ُيصدِّ ُقه ،قال :أخبِرني عن
صدقت ،قال :فأخبِرني عن اإلحس�ان؟ ،قال« :أن تَع ُبدَ الل َه َ م�ن ِ
الله تعالى» ،قال:
صدقت ،قال :أخبِرني عن الس ِ
�اعة، َ َّ�ك ت�را ُه فإن لم تكن ترا ُه فإنَّه َ
يراك » ،قال: كأن َ
َّ
الس ِائ ِل» ،قال :أخبِرني عن أماراتِها؟ ،قال« :أن المس�ؤول عنها بِأع َل َم من َّ
ُ قال« :ما
الحفا َة ال ُعرا َة العا َل َة ِرعا َء َّ ِ
الشاء يتطاولون في البنيان ». تَلدَ األ َم ُة َر َّبتها ،وأن ترى ُ
51
رج�ل فجلس عند ركبت ِ
َي�ه ،فقال :يا ٌ «س� ُلوني» ،فها ُبوه ،فجاء ٍ
ُ َ وف�ي رواية ق�الَ :
جبري�ل أراد أن تَع َلموا إذا
ُ رس�ول ِ
الل�ه ما اإلسلا ُم؟ وذكر نحوه إلى أن قال « :هذا َ
لم ت َ
َسألوا» (((.
ِ ٍ ِ
ّ�اس دينَهم ،والذي جبريل جا َء ل ُيع ِّل َم الن َ
ُ آخ�ر «هذا
طريق َ رواية أحمدَ من وف�ي
أعر ُفه إال أن يكون هذه َ
الم َّرةَ»(((. نفس ُم َح َّم ٍد بِ َي ِده ما جاءني َق ُّط إال وأنا ِ
ُ
جبريل ش كما هو بين أيدينا يفت َُح لنا آفاق ًا واسع ًة َ ِ
لحديث شك َّ
أن قرا َءتنا وال َّ
ِ
الموضوع ِّي في هذا النهاية إلى فه ِم التَّراب ِ
ط ِ م�ن التأم ِل والمتابع ِ
�ة ،التي تب ُل ُغ بنا في
ُ ُ ََ ُّ
ِ أهم َّي ٍة ُمح َّق َق ٍة ِ ِ
لعالمات َّ�ب على هذا التَّرا ُبط من ِّ الحدي�ث من ك ُِّل جوانبه ،وما يترت ُ
الش�رع َّي ِة ِ
َّقريرات َّ ص�ول العل�و ِم والت ِ ِ
أب�واب و ُف ِ
العديد من �اعة ودخولِه�ا ف�ي الس ِ
ّ
تداو َل ِة .
الم َُ
ُ
الحديث لنا : أوضح ُه أهم ما َّ ِ
َ ولعل من ِّ
وسلوك ًا. ُ
جبريل على القو ِم صور ًة ولباس ًا وكيف َّي ًة ُ الص َف ُة التي َ
ظهر بها ِّ -1
الله .m لرسول ِ
ِ ِ
والمخاطبة ِ
الجلوس -2أسلو ُب ُه في
-3كونه يسأ ُل ُه ويصدِّ ُق ُه.
ِ الس ِ ُ
إيضاح
ٌ اللفظ�ة �ائل ،وفي ه�ذه بأعل�م من َّ
َ المس�ؤول عنه�ا -4قو ُل�هَ :
لي�س
52
ِ
لحقيقة وكش�ف
ٌ باألم�ر أو عَ�دَ ِم ِع ِ
لم�ه، ِ علم ِه
جبري�ل ف�ي ِ
َ للس�امعين ع�ن ه ِوي ِ
�ة ُ َّ
لرسول ِ
الله . m ِ بالمخاطِ ِ
ِ
الكون. األمارات وليس معرف َة ِ
نهاية ِ -5تأكيدُ َط َلبِ ِه معرف َة
َ
ِ ِ
العالمات بِنمو َذ َج ِ
ين فقط :أن تَلدَ األَ َم ُة ..وأن ترى ُ
الحفاةَ. -6تحديدُ
إيضاحات إضاف َّي ٍة.
ٍ ِ
البيان دون جبريل بعد هذا َ ُ
انطالق -7
ِ
األحاديث حتى المشار إليه في ُجم َل ِة
ِ ِ
األمر ِ
بوقائ ِع الصحابة ئ ِ ُ -8
جهل
الس ُ
ائل؟. َّبي mلس ِّيدنا ُع َم َر بقوله :أتدري َمن ّ برز ُس ُ
ؤال الن ِّ
عمر ؤ بقوله :الل ُه ورسو ُله أع َل ُم. -9ر ُّد َ
ِ
األمر ُك ِّله وعَدَ ُم ِ
جريات الصحابة ئ عن ُم ِ سكوت
ُ -10و ُيستفا ُد من هذا
غفلة في عدم بري�ل أو ما طر َأ عليهم م�ن ٍ ش�خص َّي ِة ِج َ
ِ البعض في
َ بعضه�م مس�اء َل ِة ِ
ُ َ
َ
رسول ُش�ير إلى َّ
أن ِ اإلش�ارات بحقيقتِه ،مع َّ
ِ معرفتِه ،مع ُظ ِ
الروايات ت ُ بعض ِّأن َ هور
ِ
حادثة ِج َ
بريل. ِ
ثالثة أ ّيا ٍم من ُم الله mسأل ُع َم َر ؤ بعد ِ
53
�اعة عالِ َق ٌة به ُمرتَبِ َط ٌة بتفصيالتِه ،ومن ذلك
عالمات الس ِ
ّ
ِ ُ
وأحاديث ِ
أبواب العل ِم إال
عالمات الس ِ
�اعة كما هو ِ ص َ
بأحاديث ت ُ ِ
الفقهاء في ُكتُبهم ِ ما ن ِ
ّ َخ ُّ اس�تدالل َجدُ ُه من
في:
باب ِ
العل ِم • ِ
ِ
الحدود • ِ
كتاب
الذ ِ
كر • ِ
كتاب ِّ
ِ
عامالت الم • ِ
كتاب ُ
• ِعل ِم الت ِ
َّفسير
ِ
َّوحيد ِ
العقائد والت • ِعل ِم
الرؤيا ِ
أبواب ُّ •
سبيل ِ
الله ِ ِ
والغزو في ِ
الجهاد ِ
أبواب •
أبواب ِ
الفت َِن ِ •
الز ِ
كاة باب َّ • ِ
54
ِ
الحدود َ
إسقاط ُ
تتناول ِ
األحاديث التي الحدود الشرع َّي ِة تأتي ُجمل ُة
ِ ِ
روس وعند ُد
ِ بتس�م َي ِته ِ
ِ ِ آخ�ر َّ ِف�ي ِ
اس�مه ،وإلى غير بغير الخمر الزمان والتَّحا ُي ِل على ِّ
الربا وعلى
العل ِم للنَّ َظ ِر ف�ي مواضي ِع ال َّثال َث ِة
�ة ِ بعض َط َلب ِ
َ س�يكون ُمفي�د ًا لو َّ
تجر َد ُ ُ ذلك ..وكم
ضبط أركانها الشرع َّي ِة وما تناو َل ُه
ِ ت في أحاديث ال َّثوابِ ِ
ُ رع َّي ِة وما َج َم َعت ُه
الش ِ ِ
األركان َّ
عالمات الس ِ
�اعة ِ ِ
أحاديث ِ
وحصر ِ
األبواب، ِ
َّفصيل في هذه العلماء من الت ِ
َّقعيد والت
ّ ُ ُ
ِ
َّشريعات، ِ
العالمات بهذه األحكا ِم والت ِ
وعالقة باب و َف ٍ
صل، الت في ك ُِّل ٍ قه التَّحو ِوفِ ِ
ُّ
نماذ ِج ِ
العل ِم الت في كا َّف ِة ِ
قه التَّحو ِ
وألصحاب ال ُفرو ِع حضور فِ ِ
ِ ألصولِ ِّيين
ليتأ َّكدَ ل ُ
ُّ ُ ُ
وأبوابِه.
بعالمات الس ِ
ِ َج�دُ فِقه التَّحو ِ جانب آخر ن ِ ِ
يتداخ ُل َ
مع عل ِم َ �اعة ّ الت والعل ِم ُّ َ ٍ َ وم�ن
�اعة ِ
عام ً
ال بعالمات الس ِ
ِ ِ
اإلحس�ان للعالم علم ُ ال تا ّم ًا ِ
اإلحس�ان ُ
تداخ ً
ّ يصير ُ ُ بحيث
ِ
القض�اء وال َق�دَ ِر ِ َّ ، ِ �ول النَّ َظ ِر ف�ي ُم ف و ُط ِ س�ن التَّصر ِ لح ِ
لمألن ع َ جريات ُّ رجح� ًا ُُم ِّ
ِ
للعباد بِ ُح ِ
س�ن ِ
النظر ِ
وسلامة ل�م الت ََّح ُّق ِق بِ َث َمرات الطا َع ِة والعبا َد ِة ِ ِ
اإلحس�ان هو ع ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ الخ ُل�ق ،وكان
َّح�والت من رجال عل ِم اإلحس�ان في َع َ
صري غال�ب ُعلماء فقه الت ُّ ُ ُ
وم َّم�ن ُيقتَدى بهم و ُيهتَ�دى ِ
بهديهم ،فما ترى اش�دَ ِة ِ ،والخالفة الر ِ
ِ ِ
صدراإلسلا ِم
َّ
�راد الله في ِ م�ق َأدبِهم مع م ِ ِ ِ
خلق�ه ،بينما ُ ُس�لوكَهم ومواق َفه�م إال ش�اهدَ ًة عل�ى ُع ِ َ
والس�ن َِّة أحيان ًا ولكن من ِ ِ
الص�را ِع هم من َح َم َلة ال ُق�رآن ُّ
موز ِّور َ َج�دُ أقم�اع ِ
الفت ِ
َ�ن ُ َ ن ِ
للش ِ مما يجع ُلهم هدف ًا َّ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
يطان الس�اعةّ ،غير ارتباط بعل ِم اإلحس�ان وال بعل ِم عالمات ّ
قضائ ِه و َقدَ ِره
ِ االعتراض على ِ
الله وعلى ِ الفت َِن ،بل سبب ًا في ت ِ الت وم ِضلاّ ِ
ُ
والتَّحو ِ
ُّ
َّحو ِل وال َّت َغ ُّي ِر. ِ
في ُمجريات الت ُّ
ِ
حو ِر الموضو ِع نبد ُأ ف�ي ُ
تناولنا لمفهو ِم يط�ول بنا التأ ُّم ُل والتَّدَ ُّب ُ�ر في م َ
َ وحتّ�ى ال
ِ ِ ِ
الركن َّية التي نح ُن بِ َصدَ دها ،والل ُه ُ
المو ِّف ُق. ُّ
55
أركان ال ِّد ِين الثَّلاثَةُ وعلاقَتُها ابلرُّكنِ الر َّ ِ
ابع ُ
ِ
اعتبارين أربع ٌة بِ
أركان الدِّ ِ
َ ين أن يعلم َّ
ب�أن بأمر الدِّ ِ ِ
الموق ِن ِ المس�ل ِم ِ ِ
م�ن واجبات ُ الوحدة
ين :ثوابتٍ س�م ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
�م إلى ق َ ذك�ر ُه ،و تن َقس ُ
الموضوعية بين َوحدَ ته�ا الموضوع َّي�ة ف�ي الحدي�ث اآلنف ُ
األركان األربعة ومتغي ٍ
رات. ُ ِّ
ِ ِ ُ فال َّثوابِ ُ
أركان اإلسال ِم واإليمان واإلحسان وما َّ
تفر َع عن ت هي ما اشتملت عليه
ومراتب الس ِ والشري َع ِة ِ هذه ال َّثال َث ِة من ُعلو ِم
لوك. ِ ُّ العقيدة َّ
وليس
َّص ـ َ ين أربع ًة ـ كما هو في الن ِّ أركان الدِّ ِ
ُ الشرعي تُع َت َب ُر
ِّ وعلى هذا الت ِ
َّرتيب
ِ
األركان ِ
(الوحدَ ُة الموضوع َّي ُة) باع َّي ِة
لماء ،ودلي ُلنا على ر ِ ثالث ًة كما يتناو ُلها بعض الع ِ
ُ ُ ُ َ
ذهاب ِج َ
ِ َّص قو ُل ُه mبعد ِ ِ
بريل :يا حيث ورد في الن ِّالحديث ُ َّبي mفيمن َلفظ الن ِّ
ُعمر أتدري من الس ِ
�ائ ُل؟ قال :الل ُه ورس�و ُله أع َل ُم ،قال :ذاك ِج ُ
بريل أتاكم ُي َع ِّل ُمكم َّ َ َُ
رواية ( ُيع ِّل ُمكم دينَكم) .أخرجه مسلم وأصحاب السنن. ٍ أمور دينِكُم ،وفي
َ
ِ
ثوابت وليس ثالث ًة ،وبهذا َيت ََأ َّكدُ أن
َ أربعة ف�ظ النَّ َب ِو ُّي في هذا الن ِّ
َّص يأتي بعد فال َّل ُ
ين أو َثوابِ َ
�ت الدِّ ين أربع ٌة كما هو في أصول الدِّ ِ
َ أركان الدِّ ِ
ي�ن ـ كم�ا ُيع َّب ُر عنه�ا ـ أو َ
ريف. الش ِ ِ
الحديث َّ ِ
سياق األصول الثالثة
وتدرج المكلف
ِ
المدلول والمعنى ٌ
أصول ثابت� ُة ُ
واإلحس�ان ُ
واإليمان ُ
فاألصول ال َّثال َث ُة اإلسلا ُم فيها
56
وينش ُ ب الس ِ ِ ِ ِ ِ
�أ عليها �لوك َ والش�ريعة ومرات ِ ُّ
العقيدة َّ �ؤون ف في ُشالمك َّل ُ
يت�در ُج بها ُ
َّ
ِ
الواج ِ
ب. رض َّي باعتبارها ِ
العلم ال َف ِ ِ ُ
األجيال
َ
ِ ِ
غير ُمرتَبِ ٌط بِ ُمتَع َّلق�ات الت ُّ
َّدر ِج في الت
َّكليف (فم َت َغ ِّي ٌر) أي :إ َّن ُه ُ
�ع ُالرابِ ُ ُ
األصل َّ أم�ا
بأمر ِ
ين: َص َوإنَّما يخت ُّ
بأمر ِ
الله ِ
الكائنة ِ ِ
واألش�راط ِ
والعالمات الت الكونِ َّي ِة
جريات التَّحو ِ
ِ ِ
كش�ف ُم -1
الركن الرابع هو ُّ
كشف مجريات قبل قيا ِم الس ِ
اعة. ّ
التحوالت
ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ
َّب علىوتعلي�ل الحوادث وم�ا يرتَبِ ُط بها من ص َّحة وفس�اد ،وم�ا يترت ُ ِ س�رد -2
والمنافِقين
�ار ُ
ِ
أحوال ال ُك َّف ِ ودالالت ش�رع َّي ٍة للت ِ
َّمييز بي�ن ٍ إش�ارات نبو َّي ٍة
ٍ ذل�ك من
وموق ِعهم أيض ًا من
ِ الت ،وبين المسلمين المؤمنين وموق ِعهم من التَّحو ِ
ُّ
ِ ِ
وأشباههم
ِ
واآلخرة. الس ِ
المة في الدُّ نيا َّ
ِ
واإليمان �ؤون اإلسلا ِم ِ جبريل ش وم�ا َت َط َّر َق إليه من ُش َ ِ
حدي�ث وألهمي ِ
�ة ِّ َّ
المس�ل ِم أن ِ ِ ِ ِ
ف يعر َ الس�اعة ص�ار من اللاز ِم عل�ى ُ واإلحس�ان والعل� ِم بعالم�ات ّ
ٍ بعضها بِ َب ِ
وارتب�اط ِ األركان األربع� َة ِ
ع�ض ،فهي معر َف� ًة تتلا َء ُم م�ع ِّ
أهم َّيته�ا َ ه�ذه
ِ
األمانة التي قال عنها س�بحانه وتعال�ى :ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ أس�اس مقو ِ
م�ات ُ ُ ِّ
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱﮊ [األحزاب.]٧٢ :
57
الم ِ الم ِ ٍ ِ ٍ
ؤمن في ؤمن مع أخيه ُ المس�ل ِم في قضايا َفه ِم اإلسلا ِم ك َعقيدَ ة وديانَة وبين ُ
ُ
َّقض ،ومث ُل ُه ات الكون َّي ِة التي ال تق َب ُل َّ
الش َّك وال الن َ كتصديق باليقيني ِ
ّ ٍ ِ
اإليمان مفهوم
وآداب ،وهي التي صارت في زمانِنا ٍ ذوقي ٍة ِ
وق َي ٍم ِ اإلحسان ُ ٍ
كزهد و ُعلو ٍم َّ
ِ في مفهو ِم
ِ
البعض وس�بب ًا في النِّزا ِع وحقائ ِقها العم ِلي ِة الممارس ِ
�ة لدى ِ ُمس�تق َب َح ًة في ُص َو ِرها
َ َ َّ ُ َ َ
المف َت َع ِل .
ُ
ِ ٍ ِ الر ِ وله�ذا َّ ِ
ش�رع ٍّي لهذه اعتبار أركان الدِّ ين هي إعا َد ُة الراب ِع م�نك�ن َّ راس� َة ُّ
فإن د َ الركن الرابع
ِ ِ ِ ِ ِ
نوح في المسلمين األص ِّح واألت َِّم وتَبيي ٌن ُمد ِّل ٌل على مواق ِع ُ
الج ِ وأهمية دراسته ال َّثوابت على الوجه َ
ت. معر َف ِة هذه ال َّثوابِ ِ ِ
بابتعادهم عن ِ
الحاضر والماضي لس ِ
�لوك ِ ٍ
خاطيء ف�ي ٍ
تعلي�ل وم�ا ترتَّب عل�ى هذا الب ِ
ع�د من
ُ ُ َ
أهل ِ
العل� ِم ِضدَّ ِ
بع�ض ِ ِ
البع�ض وما ص�در ويص�دُ ر من المس�لمين ِض�دَّ ِ
بعضه�م
والرؤى. ِ
المذهب والن ِ
َّهج ُّ مخالِ ِفيهم في
ِ
نقائض أخبر عنها mوبين واق ِع األُ َّم ِة في الساعة التي َ
ِ ِ ِ
فعند المقارنة بين عالمات ّ
كنالر ِ َج�دُ ّواآلداب ن ِ
ِ والعبادات ِ
والق َي ِم ِ ِ العقائ ِ
ِ
أخبر عنه mفي ُّ أن ما َ والع�ادات �د
ِ
باألس�باب جهل َب ِّي ٍن
ٍ �ؤون األُ َّم ِة مع
ِ تفر َع عنه حقيق� ٌة واقع ٌة في كا َّف ِة ُش
الرابِ� ِع وم�ا َّ
َّ
ِ
األربعة ، ِ
األركان الت وعَدَ ِم الر ِ
بط بين قه التَّح�و ِ دراس�ة فِ ِ
ٍ َّتائ ِج ،وذلك لِ ُف ِ
قدان والن ِ
َّ ُّ
ِ االنح ِ
ِ ِ قول الع ِ
ومواق ِع راف معر َف ُة ُر ِ
موز هماء ـ ِ لماء ـ فض ً
ال عن الدَّ غاب عن ُع ِ ُ لهذا َ
ؤون ِ
وفساد ُش ِ ِ
انجرافات ِ
تفسير وأهل ِ
العل ِم في ِ أهل ِ
الله وحير ُة ِ ِ
االنحدار وأسبابِها
َ
ِ
واألش�راط ِ
األمارات عوب�ة الر ِ
بط بين ِ بع�ض ما ي�دور في الواق� ِع الم ِ
عاص ِر ،مع ُص ِ
َّ ُ ُ
المطابِ َق ِة لما قاله .m ِ ِ
والظواهر والوقائ ِع الكائنة ُ
ِ
أركان الراب ِع من الر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َّ
كن َّ تحلي�ل ُّ َص في
المخت ِّ
َّحوالت ُ
إن الق�را َءة الواع َي�ة لفقه الت ُّ
58
ِ
البراهين ،ومب ِّي ٌن المسا َف َة واسع المدى و ُمد َّل ُل (عالمات السا َع ِة) علم ِ
شرع ٌّي ِ ين الدِّ ِ
ُ ٌ ّ
ِ
وثوابت ِ
ثوابت اإلسلا ِم الز َمنِ َّي� َة والمس�ا َف َة المعن َِو َّي َة الت�ي انحدرت فيها األُ َّم ُة عن
َّ
رآن ِ
البدائ َل السي َئ َة التي وصلت إليها ُأم ُة ال ُق ِ ِ
اإلحسان ،ومب ِّينَ ٌة أيض ًا ِ
وثوابت ِ
اإليمان
َّ َّ ِّ
نيو َّي ِة .
ون حياتِها الدِّ ينِ َّي ِة والدُّ ِ
انحدار في كا َّف ِة ُش ُؤ ِ
ٍ ِم َثل ِ
غيرها من األُ َم ِم من
ؤوس األقال ِم المبين َِة م ِهم ِ
ات ِ ِ
َّفصيل ال ُبدَّ من وض ِع ُر راس ِة هذا ِ
األمر بالت ِ ِ
رؤوس األقالم ُ ِّ ُ ّ وألجل د َ
الر ِ ِد ِ
المبينة مهمات َّب عليه ومنها: الراب ِع وما يترت ُ
كن َّ راسة ُّ
َ
الركن الرابع
ف بذلك ِ ِ َ ِ ِ
موق ُع الراب ِع ل ُي َ
عر َ وخاص ًة في ركنه َّ
َّ جبريل، لحديث الواع َي ُة راس ُة -1الدِّ َ
الم َت َغ ِّي ِر. ِ ِ وأهميتُها ،ثم ِ ال َّثوابِ ِ
الرابِ ِع ُ الر ِ
كن َّ معر َف ُة نقائضها من ُّ ِّ ت
ِ باألجيال المتحو َل ِ األحادي�ث الخاص ِِ
حديث �ة وعالقتُها بمفه�و ِم ِ ُ َ ِّ �ة َّ -2دراس� ُة
ِ ِ
رواية ُمسل ٍم . جبريل،وقو ُله ( : mأن تَلدَ األَ َم ُة َر َّبتَها ) .أو َ
(ر َّبها) في َ
�ي في كتابه «اإلش�اعة» ،كما َف َّص َ�ل كثير ًا الباب اإلم�ام ال َب َ ِ
رزنج ُّ ُ َ وق�د خ�دم هذا
ِ
والمس�انيد الص ِ
حاح ِ
الحديث في ُكت ِ من هذه األقس�ا ِم إجماالً العديدُ من ع ِ
ُب ِّ لماء ُ
الفت َِن والمالحم، اعة ،باب ِ
والسن َِن وبوبوا لها أبواب ًا خاص ًة منها :باب عالمات الس ِ
ّ ُ َّ َ َّ ُّ
59
يحم ُل اسم ِ
(الفت َِن) اد كتاب ًا خاص ًا ِ
بن حم ٍ ِ
َ ّ بعض العلماء كنُ َعي ِم ِ َّ
وغير ذلك ،كما أفرد ُ
ُ
المعروف «بمعاِلم ِ
الفت َِن» وغيرها . ِ وكتاب أبي ٍ
عمرو الدَّ اني ُ
ِ ِ والض ِ
عيف وا َل والح َس ِن َّ الص ِ إال َّ
ويمك ُن متروك ، حيح َ ُب جمعت بين َّ أن هذه ال ُكت َ
ِ ِ بمجموعها لوض ِع ُأس ِ ِ ِ ِ
ِ االستفا َد ُة من هذه ال ُكت ِ
ب س فقه عل ِم الت ُّ
َّحوالت بما ُيناس ُ ُ ُب
والح َس� ُن ِ
األحاديث م�ن ُ مراعاة مراتِ ِ
ِ وتح�و ٍل م�ع ٍ ك َُّل
حيح َالص ُ
حيث َّ �ب ُّ مرحل�ة
عيف .
والض ُ
َّ
60
(((ساعةِ ِ
علامات ال ّ أركان ِ
الع ِلم بِ ُ
أركان العلم عالمات الس ِ
اعة ثالث ٌة : ِ أركان ِ
العل ِم بِ ُ
ّ
بعالمات الساعة
ِ ِ ِ
شر الكُبرى،
العالمات ال َع ُ
ُ ُبرى ،وهي
ب بالعالمات الك َ
الواج ُ األو ُل الع ُ
لم كن َّالر ُ
ُّ
العلم الواجب
وسيأتي تفصي ُلها.
((( لما صار العلم بعالمات الساعة أمرا الزما باعتبار موقعه من األركان فإننا نحتاج إلى خدمة
ه�ذا الركن الرابع وإعادة تأصيل مواضيعه الكثيرة ليصبح علما مس�تقال من كل الوجوه ،له
أركان�ه وثوابت�ه وتفريعاته ،فكان بادئ ذي بدء النظر في العالمات ذاتها وتقس�يمها باعتباره
مادة العلم الواسع بهذه األمور ،وقد رجعنا إلى ما كتبه العلماء في هذا الصدد فلم نجد شيئا
يب�رز مفهوم الركنية لدى أحد منهم ،فأخذنا على عاتقنا وضع هذا التعليل خدمة لإلسلام
والمسلمين بعد االستقراء التام للعالمات.
61
ساعةِ وعلاماتِها الفَ ُ
رق بين ال ّ
بري�ل ش ال�ذي روا ُه س� ِّيدُ نا ُع َم ُ�ر قو ُل�ه ُ mمجيب ًا على حديث ِج َِ ج�اء ف�ي
الفرق بين الساعة
ِ ِ
المس�ؤول عنها بِ َ
أعلم ُ الس�اعة) قال :ما بريل ش عندما س�أ َل ُه( :أخبِرني عن ّ وعالماتها ج َ
جبريل ما يتع َّل ُق باليو ِم
َ أن النَّبِي َ mف ِهم من س ِ الس ِ ِ
ؤال ُ َ ائل .وفي هذا إشار ٌة إلى َّ َّ من َّ
األمر ال يع َل ُم ُه إال الل ُه الص ِ
ور وما بعدَ ُه ،فكان جوا ُب ُه َّ �ر ،وهو الن ُ ِ
اآلخ ِ
أن هذا َ َّفخ في ُّ
التؤال وهو ما يتع َّل ُق بتحو ِ ِ
المقصود من الس ِ ِ
األمر مر ًة أخرى عن ،فسأله ِج ُ
ُّ ُّ بريل َّ
َّبي mعن هذه فأجاب الن ُّ
َ حيث قال( :أخبرني عن أماراتِها؟) ِ
اآلخر ُ م�ا َ
قب�ل اليو ِم
زئ َّي ِة بِ َعال َمت ِ
َين: الج ِ
ُ
•(أن ت َِلدَ األَ َم ُة َر َّبتَها أو َر َّبها) (((.
إذا ولدت األمة
ِ ِ ِ
الحفا َة ال ُعرا َة العا َل َة رعا َء َّ
الشاة يتطاولون في ال ُبنيان). •(أن ت ََرى ُ ربتها /ربها
�اعة من العل ِم بما بين يدَ ي الس ِ َين وما دار في معناها تقرر مفهوم ِ َين العال َمت ِ
وبهات ِ
ّ َ ُ َّ َ
ٍ
وأش�راط من جه�ة ٍ،فالعال َم ُة األولى هي م�ا َع َّب َر عنه mب�أن ت َِلدَ األ َم ُة تح�و ٍ
الت ُّ
وش�رح ٌ
طويل ِ
العب�ارة كال ٌم «ر َّبه�ا» ،ولمعنى هذه ِ
ٌ الروا َي�ة األخ�رى َ ر َّبتَه�ا ،وف�ي ِّ
جم ُل ُه : ِ ِ ِ
َص بمفهو ِم فقه الت ُّ
َّحوالت ،و ُم َ ُم َف َّص ٌل يخت ُّ
امرأة ،ولف َظ ُة (ربتَها) يط َل ُق على ك ُِّل ٍ
امرأة تمت َِل ُك لفظ يط َل ُق على ك ُِّل ٍ ِ
َ َّ ُ أن لفظ َة األ َمة ٌ ُ َّ
األَ َمة في فقه
س�ات أو ِ
غير ِ المؤس للمال أو ِرئاس ِ
�ة ِ ِ
االمتالك ِ
المنزل أو والقرار س�وا ًء في الس�يا َد َة التحوالت
َّ َ َ ِّ
يظه ُر ِ
الحديث ُي ِبر ُز َّأو َل ٍ إش�ار ٌة واضح ٌة إلى َّ
خطر َ أن مفه�و َم َ ذلك ،وفي هذا المعنى
وانحراف�ات التَّربِ َي ِة والتَّعلي ِم
ِ ِ ِ ٍ ِ
ف�ي ُأ َّمة ُم َح َّمد mوهو ما يت َع َّل ُق بش�أن المرأة َّ
والر ُج ِل
((( متفق عليه ،البخاري ( ، )4777ومسلم بلفظ «إذا ولدت األمة ربها» (.)102
62
العال َق ِة
ف أساليب ِ
ُ مان حتى تخت َِل َ الز ِ ِ
الحق َّ الجنس ِ
�ين في َ صيب كال واإلعال ِم الذي ُي ُ
ِ ِ واألب وابنِ ِه ،ويحص َ�ل الصراع ِ
الف ِ ِ بي�ن األُ ِّم وبنتِه�ا
واالجتماع ُّي... �يكر ُّي وال َّثقاف ُّ ِّ ُ ُ
المرتَبِ َط ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ين االبن و البِنت ُ ِ عي المرتبِط بال َّثقافة التَّقليد َّية َ
وو ِ األب و األُ ِّم ُ
وعي ِ إلخ بين ِ
أن القصدَ الذي تناو َل ُه واض َح ٌة على َّ الحديث ِدال َل ٌة ِ
ِ ِ
الحديثة ،وفي َش ِ
رح هذا ِ
قافات بال َّث
ِ
المرأة ،وله ِ
بانحراف راف في ُاأل َّم ِة
االنح ِ ِ الله mفي َأح ِد معانيه عن َأولِ ِ
يات سول ِ َر ُ
تطابق جزئية َّ َ
العالمات مع حيح قو ُله َّ :m
«إن الص ِ ما ُي َؤ ِّكدُ ُه من كالمه mفيما تتش�ابه فيه األُ َم ُم ،فقد ورد في َّ
حديث بني إسرائيل من الن ِ
ِّساء ،فاتَّقوا الدُّ نيا واتَّقوا النِّسا َء»(((. َ َّأو َل فِتن ٍَة كانت في بني
إسرائيل
جبريل ،فقو ُله ( mاتَّقوا
َ ِ
حديث َفس المفهو ِم الذي في ُ
�ع ن َيجم ُ
الحديث َ وه�ذا
الش ِ الحفا َة ال ُعرا َة العال َة ِرعا َء َّ
�اة يتطاولون الدنيا) يقاب ُله في المعنى قو ُله (وأن ترى ُ
شرحه. ِ
في ال ُبنيان) كما سيأتي ُ
(واتَّقوا النِّس�ا َء) يقابِ ُله قو ُله mفي حديث جبريل (أن ت َِلدَ األ َم ُة ر َّبتَها) ويندَ ِر ُج
ِ والس�ن َِن ِ
والمس�انيد حاح ُّ الص ِ َص في ِّتح�ت هذا المعن�ى كا َّف ُة األحاديث التي تخت ُّ
ِ
بالعالمات. بالمرأة وعال َقتِها
ِ
الس ِ ٍ
معنى «وأن
�ير بال جمع ح�اف ـ وهي كناي ٌة عن َّ ُ الحف�ا ُة قو ُل� ُه ( : mوأن ت�رى ُ
الحف�اةَ) ُ
ترى الحفاة.. ظاه َ�ر ٌة معروف ٌة كان�ت لدى الع�رب لِ َف ِ
قره�م ،و(ال ُع�راةُ) :الذين ال نِ ٍ
ع�ال ـ وه�ي ِ
الحديث» ِ ِ ِ
الز ِّي
ظواهر ِّ تكتَم ُ�ل ألبِ َس�تُهم على أجس�ادهم إال ما يس�ت ُُر ال َع َ
�ورةَ ،وهذه إح�دى
قيرُ ،م َش�ت ٌَّق من (العيلة) في قوله تعالى :ﮋ ﭭ
الر ُج ُل ال َف ُ
العربي( ،العا َل ُة) َّ
ِّ ال َبدَ ِو ِّي
ِ ِ (رعاء َّ ِ
الر ِ
عي الش�اة) إش�ار ًة إلى ظاه َرة َّ ﭮ ﭯ ﮊ [التوبة ]٢٨ :أي :حاج ًة وفقر ًا ِ َ
األع�راب الذين كانوا على هذه ِ
هؤالء البداو ُة ف�ي صحاريهمَّ ،
وأن التي ُي ِ
مار ُس�ها
َ َ
َّطو ِر الما ِّد ِّي، ِ ِ فات تن َفتِ ُح لهم
الص ِ
فيتحو ُل ُ
األمر من َّ والحضارة والت ُّ
َ الحياة أس�باب
ُ ِّ
63
نيان ،وفي والمنافس�ة على الدُّ نيا والتَّطاو ِل ف�ي الب ِ ِ حياة الت ِ
َّرف �ة إل�ى ِ البائس ِ الحياة ِ ِ
ُ ُ َ
خرجاتِها ،وفي قولِه ِ
بالحضارة الما ِّد َّي�ة و ُم َ
ِ
َ والحافي
َ اع�ي
الر َ
ِ ٍ
مرحل�ة ُمفاج َئة تربِ ُط َّ
ٍ
((( كما أن من معاني التطاول دفع األموال والمخصصات المادية إلذكاء الصراع الشيطاني بين
الشعوب ( ظاهرة التحريش ) الطبقي واالعتقادي والطائفي وهلم جرا .
فترى كثيرا من هؤالء التجار وحملة رؤوس األموال ينفقون على الجماعات واألحزاب
والفئ�ات م�ا يمكنه�م م�ن زرع الفتن وتفريق الش�عوب وإس�الة الدم�اء وهم يظن�ون أنهم
يخدمون الديانة؛ لجهلم بثوابت الدين من جهة وجهلهم بالفتن ومضالتها من جهة أخرى،
ولو علموا ذلك لما فعلوا ،وحاش�ا أن يفعل مسلم ما يضره في دينه وآخرته وهو يعلم ذلك
يقينا ولكنها الفتنة والتحريش ،نسأل الله السالمة.
64
ساعةِ ِ
بعلامات ال ّ ساعةِ ِ
والع ِلم الفرق بين ال ّ
ُ
ِ ِ ِ ِ
مشكلة الخلط
َّب الساعة وبين العل ِم بعالمات ّ
الساعة ،وترت َ َخ َل َط ٌ
كثير من الباحثين بين مفهو ِم ّ
اإليمان باليو ِم ِ
اآلخ ِر، ِ ِ ِ بط الس ِ
بين الساعة وبين بعضهم
وكتب ُ
َ بمسألة والعالمات اعة على هذا الفه ِم َر ُ ّ
العلم بعالماتها ِ بعالمات الس ِ
ِ
أركان �اعة رك ٌن من ّ ُ
(اإليمان ِ
األمر قو َل ُه تحت هذا المفهو ِم: ف�ي هذا
ُ
اإليمان آخ ُرون: أشراط الس ِ
اعة.وكتب َ ِ ِ
القيامة وبي َن ِ
أسماء يوم وجمع بين اإليمان)
ّ َ
ِ
اإليمان بال َغ ِ
يب. اإليمان باليو ِم ِ
اآلخ ِر فهي من ِ داخل ِضم َن
اعة ٌ بأشراط الس ِ
ِ
ّ
�اعة ال عالق َة له بِركنِي ِة اليو ِم ِ
اآلخ ِر وإنما عال َق ُت ُه بعالمات الس ِ
ِ لم واألصل ّ ِ
ُ
ُ َّ ّ أن الع َ
لم ِ ِ
اإليم�ان بال َغ ِ حيث ُ باإليم�ان بالي�و ِم ِ
اآلخ ِر م�ن ُ ِ
ي�ب فقط ،أم�ا حقيقتُه فع ٌ أصل
ِ ِ حديث حذيف َة بن الي ِ خاص ٍة به ،و ُيؤ ِّكدُ ذلك ٍ ُم َف َّص ٌل في ن
«والله القائل: مان َ ُ ُ ُصوص َّ
ِ ((( ِ ِ ٍ
فذكر حذيف ُة في الس�اعة» َ ، َّاس بِك ُِّل فتنَة هي كائنَ ٌة فيما بيني وبين ّ إِنِّ�ي ألَع َل ُ
�م الن ِ
الرابِ ِع من
كن َّالر ِبريل ف�ي ُّحديث ِج َ
ُ خاص ًا ُمس�ت َِقلاّ ً وهو ما ت ََض َّمنَ ُه ِ ِ
الحدي�ث علم ًا ّ
الحديث ،وأما السا َع ُة كنِ ٍ
هاية َ وذكر ين وهو قوله (أخبِرني عن أماراتِها؟) ِ
أركان الدِّ ِ
ّ َ
الص ِ ِ �ط باليو ِم ِ
اآلخ ِ لم يرتَبِ ُ ِ ِ
ور هي أن النَّفخ َة ف�ي ُّ
باعتبار َّ �ر للك�ون وما بع�دَ ه فهو ع ٌ
ِ
لإلنسان كما ِ
بالنسبة حياة ال َف ِ
رد الموت نهاي ُة ِ ِ الحياة اإلنس�ان َّي ِة وس�اع َة
ِ عالم ُة نِها َي ِة
ِ ِ ِ
َّب عليه .أنَّها ُمبتد ُأ ما بعد الحياة المعروف باليو ِم اآلخ ِر و ما يترت ُ
ِ
بعالم�ات الك�ون غي�ر ِ
العل� ِم ِ الس�ا َع َة وه�ي نِها َي� ُة واآلي�ات تَ�دُ ُّل عل�ى َّ
ُ أن ّ ُ
الس�ابِ َق ُة لها ق�ال تعالى :ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ُ الس�ا َع ِة وهي الو ِ
واألحداث َّ قائ ُع َ ّ
ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ
65
ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﮊ
[األع�راف .]187 :وق�ال تعال�ى :ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ
ﰅ ﰆ ﮊ [النازعات .]43-42 :
ف في الكون وأنَّها تخت َِل ُ ِ الس�اع َة المقصو َد بها نهاي ُة ِ
اآليات تَدُ ُّل على َّ ك ُُّل هذه
أن ّ
ِ
الكون، الس�ابِ َق ُة لِنِها َي ِة ُ
واألحداث ّ
ِ
الوقائ ُع بعالمات الس ِ
�اعة وهي ّ
ِ قهها عن ِ
العل ِم فِ ِ
المساج ِد
ِ �اق في َّ
ِ
أصوات ال ُفس ِ وتعظيم َر ِّب المال ،و ُع ُل ُّو
ُ هور أوالد ال َغ َّي ِة((( ،
،و ُظ ُ
فرغ بِدينِ ِه الز َ
م�ان فل َي َ فمن أدرك ذلك َّ ِ
أهل المع�روفَ ، المنك َِر على ِ أه�ل ُ وظه�ور ِ
ُ ،
أحالس بيتِه» (((.
ِ وليكُن ِحلس ًا من
66
حو ِ
لات ِ ِ
مفهوم فقه الت َّ ُّ
ُ
ِ
المراح ِل ِ
والحوادث في الت َفهم ما يجري من سن َِن التَّغي ِ
رات قه التَّحو ِ
يقصدُ ِبف ِ
مفهوم فقه ُّ ُ ُ ُّ ُ َ
التحوالت َّحو ِل من ن ٍ
َقض أو َق ٍ ِ ِ ِ
ٍ
صالح أو بض أو المتق ِّل َبة عبر األزمنَة ،وما يترت ُ
َّب على ذلك الت ُّ ُ
ٍ
شارات. ٍ
فساد أو بِ
يتحو ُل) أي( :تَغ َّير ،يت َغ َّير) ،ومعناه ـ كما سبق ُ
ذكره َّحو ِلُ :مشت ٌَّق من (ت َّ
َحول َّ ، والت ُّ
قاس عليه ٍ تحو ٌل فِ ِ حال إلى ٍتحو ٌل َزمنِي من ٍ
اشتقاق اللفظة كر ٌّي من ُرؤية إلى أخرى ،و ُي ُ حال ،أو ُّ ـ ُّ َ ٌّ
َّحو ِل والتَّبدُّ ِل ،قال تعالى في هذا المفهو ِم :ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ �ق ِ
بأمر الت ُّ ك ُُّل م�ا يتع َّل ُ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ الرعد١١ :
أحاديث الس ِ
�اعة ِ وقائ ِع�ه على ُجم َل ِة
وس�رد ِ
ِ ويعتم�دُ فِق�ه التَّحو ِ
الت في تأصيله ِ
مادة فقه ّ ُّ ُ
التحوالت والفت َِن و ُم ِضلاّ تِها التي تك َّلم عنها .m
ِ
ِ ِ ِ ِ
وأما كَل َم ُة الفقه في ال ُّل َغة فهي ال َف ُ
هم.
الم َق َّر ِر ،قال ِ المترت ِ ِ ُ وف�ي االصطِ ِ
الفقه في اللغة ِّب على ن�و ِع العل ِم ُ إدراك المقصود ُ الح ال َع�ا ِّم:
واالصطالح َ « :mمن ُي ِر ِد الل ُه به َخير ًا ُي َف ِّقه ُه في الدِّ ِ
ين»(((.
الج ِ
نايات أو ق�ه ِعامالت وفِ ِ
ِ الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ينحص ُر على فق�ه العبادات وفق�ه ُ فالفق� ُه هن�ا ال َ
ص�ول ،وإنما يفه�م ِ ِ المن�دَ ِر ِج تحت عل� ِم األُ ِ ِ ِ
الفق ُه في ُ َ ُ ذهبِ ِّي ُالم َ
غيره�ا م�ن الفق�ه َ
الحدي�ث تدُ ُّل على كا َّف ِ
�ة ُعلو ِم الدِّ ِ
ين ِ ين فيبأن ك َِل َم� َة الدِّ ِ ق�ه التَّحو ِ
الت َّ تأصي�ل فِ ِ
ِ
ُّ
ِ ِ
أركان الدِّ ِ �ن المن َط ِوي ِ
يقول س�بحانه األربعة ،وفي ذلك ُ ي�ن �ة تحت مفه�و ِم والتَّدَ ُّي ِ ُ َ
لمجدي منصور.
((( متفق عليه ،البخاري ( )10ومسلم (.)2436
67
وتعالى :ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ [آل عمران.]١٩ :
الخمس ِ
�ة لقول�ه تعالى :ﮋ ﭯ ﭰ ﭱ ِِ
�ع من مفهو ِم أركانه َ َ
أوس ُ
فاإلسلا ُم هنا َ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ [آل عمران.]٨٥ :
الرس�ا َل ُة فالمعن�ى الع�ا ُّم لإلسلا ِم كالمعنى الع�ا ِّم للدِّ ِ
ين ،وه�و ك ُُّل ماجاءت به ِّ اإلسالم في معناه
ِ
الم َح َّمد َّي ُة. العام
ُ
((( العالمي�ة ف�ي منهج النبوة يقابل في معالجته واس�تيعابه الواس�ع مراح�ل العلمانية والعلمنة
68
وخاطب الز ِ
مان آخ ِر َّ الش�عوب في ِ َّبي mقد أعذر ُّ حيث َّ ِ
ج�وه((( ـ ُ ِ
َ َ إن الن َّ الو
بع�ض ُ
ان َم ْن ت ََر َك ِمنْك ُْم ُع ْش َ�ر
ثل قولِه « :mإِ َّنكُم في َزم ٍ
َ ْ اإلعذار ِمن ِم ِ
ِ األو َل بهذا َ
الجي�ل َّ
ان َم ْن َع ِم َل ِمنْك ُْم بِ ُع ْش ِر َما ُأ ِم َر بِ ِه َف َقدْ ن ََجا»(((.
ما ُأ ِم َر بِ ِه َه َل َكُ ،ث َّم َي ْأتِي َز َم ٌ
الت وهوق�ه التَّحو ِ َّج�اة هو العم ُ�ل ،وهذا موضوع ه�ام في فِ ِ واألس�اس ف�ي الن ِ
األساس في ُّ ٌ َ ٌّ ََ ُ
األعم�ال الصالِح ِ موض�وع (المب�ا َد َر ِة
النجاة هو العمل �ة في ِ
آخر ِ َّ َ س�تعاض عن
ُ حيث ُي ِ
باألعم�ال) ُ ُ
ِ حاج َج ِة وا َل ِ م�ان َ ِ الز ِ
َّب عليها م�ن عوام ِل النِّزا ِع ِّ
والصرا ِع بغي وما ت ََرت َ والم َ
بالج�دَ ل ُ َّ
فنذكر كثير ٌة ُ ِ ِ ِ ِ
واالختالف الم ِ
ُ أحاديث َ الباب واالقتتال ،وفي هذا الحرب فضي إلى ُ
منها قو َل ُه : m
ِ باألعم�ال فتن ًا ِ
ِ ِ
«بادروا باألعمال» المظل� ِمُ ،يصبِ ُح َّ
الر ُ
جل مؤمن ًا و ُيمس�ي يل ُكق َط� ِع ال َّل ِ «ب�اد ُروا -1
وما يترتب على
يبيع أحدُ هم دينَه بِ َع َر ٍ
ض من الدُّ نيا ٍ
قليل»(((. كافر ًا ،و ُيمسي مؤمن ًا و ُيصبِ ُح كافر ًا ُ ،
مفهوم المبادرة
نس�ي ًا ،أو ِغن�ى م ِ
طغي َا ،أو باألعمال س�بع ًا ،ه�ل تنتَظِرون إال َفقر ًا م ِ ِ ِ
«ب�ادروا -2
ً ُ ُ
ب ُين َت َظ ُر ،أو جهزا ،أو الدَّ ج َال َف َش�ر ِ
غائ ٍ َم َرض� ًا ُم ْف ِس�د ًا ،أو َه َرم� ًا ُمفنِّد ًا ،أو موت ًا ُم ِ
ُّ َّ
والعولم�ة باعتبار أن ه�ذه التعريفات مراحل جزئية وضعتها الظروف السياس�ية المتحولة،
أم�ا عالمي�ة منهج النبوة ( العالمية) فهي كالم الله تعالى وس�نة نبي�ه mالمحصن بالوحي
والعصمة .
((( والمقص�ود بقولن�ا :ول�و من بعض الوجوه ،أي :م�ن جهة تأصيل منهجي�ة الدعوة إلى الله
الجامعة ألمة اإلسلام على قواسمها المشتركة ،ولو اختلفت فهومها واستنباطاتها الفقهية
باختلاف اجتهاداته�ا ،فإن للدعوة إلى الله في هذه القاعدة المتنوعة المتباينة وجوه جامعة
ووشائج متداخلة ،يمكن بها رأب الصدع وإصالح الطبع ،والتزام أدب الشرع.
(( ( الترمذي ( ، )2267إسناده صحيح ،السلسلة الصحيحة لأللباني (.)2510
((( صحيح مسلم (.)328
69
والسا َع ُة أدهى و َأ َم ُّر»(((.
السا َع َة ّ
ّ
قه التَّحو ِ
واق ِع فِ ِ
باس�تفاض ٍة ولكنَّا ِمن ِ الحديث معانِ َي ُه
ِ
الت نزيدُ ُّ َ تناو َل ُش َّ�ر ُ
اح وقد َ
الموضوع جال ًء وبيان ًا:
َ
للمستق َب ِل ُ ِ األحاديث ال ِ
تحم ُل ُ إن ِم َثل هذه
األَ َّو ُلَّ :
حيث تشاؤم ًا وال صور ًة قاتم ًة ُ َ
�رعي ِة التي ِ
يكش� ُفها هل بالمعاني َّ ِ الج ِ ِ البعض َ
الش َّ مثل هذه األوها َم النَّاتج َة عن َ ُ ي ُظ ُّن
يدخ ُل هذ ِه األُ ُم ِ
�ور ُ والهلاك ،فاإلفصاح البي�ن عن ِ
ُ َ ِّ ُ َ الخ َط َر
تتو َّق�ى َ mل ُ ِ
أل َّم�ة ك�ي َ
الج) والنَّبي mم ِ (الوقاي ُة خير م�ن ِ ِ
ٌ
ومأذون له من عند مأم�ور
ٌ نذ ٌر ُ ُّ الع ِ ٌ تح�ت مب�دأ ِ َ
تشاؤم ًا. ُ
يكون بيا ُن ُه ُ فكيف
َ ر ِّب ِه،
بأمر ِه
َّ�اس فيها ِ ِ ِ ِ
ال َّثاني :أنَّ� ُه mيأ ُم ُ�ر العب�ا َد في المرح َل�ة التي يقو ُده�ا ويأتَم ُر الن ُ
ُ ِ ِ ِِ ِ
والعمل والمب�ا َد َر َة إلي�ه ،
الصال َح ُورس�ا َلته أن يك�ون َه ُّمه�م في حياته�م ال َع َم َ�ل َّ
�رعي ِة بل يش�م ُل مفهوم العم ِل في ُش ِ
ؤون العبادات َّ ِ
ِ الصالِ ُح ال يقت َِص ُر فقط على
َ ََ َ َ الش َّ َّ
ُ ِ ِ ِ ِ
الحديث ذا ُت ُه الى الدِّ يانَة وفي ُش�ؤون الحياة الدُّ نيو َّية التي ال بد منها ،حيث ُي ُ
ش�ير
قوعها ،فكأن�ه mـ كما في اإلش�ارات الت�ي أخبر عن و ِ ِ ِ
خالل ه�ذا المفه�و ِم من
ُ َ
ِ
لألعمال وعَدَ ِم المبا َد َر ِة ِ
اإلشارة النبوية الحديثين السابقين ـ يقول :فهل تنتَظ ُرون ـ عندَ انقطا ِع ُ
(((
إلى ما يحل
باألمة عند انقطاع ((( س�نن الترمذي ( ، )2306قال الذهبي في ميزان االعتدال ( :)443 :3فيه محرز بن هارون
ذكر من جرحه ،وروي بإس�ناد أصلح من هذا .وحس�نه ابن باز في مجموع الفتاوى (:16 األعمال
.)336
((( وهم�ا ف�ي الصفحة الماضي�ة قوله « : mب�ادروا باألعمال فتنا كقطع اللي�ل المظلم يصبح
الرجل مؤمنا ويمس�ي كافرا ويمس�ي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دين�ه بعرض من الدنيا قليل»
وقوله « : mبادروا باألعمال سبعا ،هل تنتظرون إال فقرا منسيا ،أو غنى مطغيا ،أو مرضا
مفس�دا ،أو هرما مفندا ،أو موتا مجهزا ،أو الدجال فش�ر غائب ينتظر ،أو الساعة والساعة
أدهى وأمر».
70
خطير ًة
َ ِّ�ب على المبا َد َر ِة والمس�ار َعة ِـ إال أم�ور ًا
المترت ِ ِ
�ر الواعي ال�ى ا ُلمراد ُ النَّ َظ ِ
ِ شير ِضمن ًا إلى ِ ِ ِ ِ
سياسة وش�ؤون ًا تُدَ َّب ُر في الخفاء ضدَّ كم في كا َّفة ُش�ؤونكم ـ وكأنَّه ُي ُ ُ
عوب بالتَّجويع والتَّروي ِع الش ِ ِ
احتناك ُّ الئ ِه الذين يعملون على
وأتباع ِه و ُعم ِ
ِ الش ِ
يطان َّ
َ
ِ ِ
والتَّطبي� ِع والتَّطوي ِع ـ حتى يمتَلكون رقا َبكم وحاض َركم و ُمس�تَق َبلكم ِّ
فيجر ُعونكم
المطغي ..إلخ). ِ ُغ َّص َة ال َف ِ
المنسي ـ كما َس َّماه mـ والغنَى ُ
قر ُ
ِ
االقتصاد ِّي ِ
ياس�ات الدَّ َج ِل ويعيش� ُه العالم ُك ُّل ُه من ِس ُ تعيش�ه األُ َّم ُة اليو َم
وهذا ما ُ
معنى «الفقر
�ي وإلى ِ ِ ِ ِ ِ ِ �وي والدَّ َج ِ
المنسي» غير �ي والدِّ ين ِّوالسياس ِّ�ي وال َّثقاف ِّي ِّ اإلعالم�ي والتَّعليم ِّ
ِّ �ل الر َب ِِّّ
االقتصادي ف�ي العالم ُي ِعدُّ ون ال ُعدَّ َة
ِّ �ي ِ
السياس ِّ رار ِّ فالم َتنَ ِّفذون ِمن َح َم َل ِة ال َق ِ
ذل�كُ ،
جيز ٍة
مات َو َالمهالك بِك َِل ٍِ عوب من هذه الش َ حذ ُر ُّ َّبي ُ mي ِّ الم َبر َم ِج والن ُّلهذا ال َف َش ِل ُ
عميقة المعنى.ِ قصير ِة المبنى ٍ
بارات ِ
وع
َ
ِ
واألعراب وجماهير ال َع َر ِ
ب ُ المسلمون المنس�ي ما ُ
يعيش ُه ُ قر ُ ولعل من معاني ال َف ِ َّ
الر َب ِو ِّي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المتهالكَة باالقتص�اد ِّ المجتمع�ات ُ الصرا ِع االقتص�اد ِّي داخ َل ُ تفعي�ل ِّ ف�ي
االقتصاد َّي ِة
ِ ِ
َّوليفات يوع ِّي وما شابه ذلك من الت الش ِياس ِّي ُّ واالقتصاد الس ِ
ِّ
ِ أسمالي
ِّ الر
َّ
العيش وفي ِ قم ِة ِ
أج�ل ُل َ والق َي ِم والدِّ يان َِة من
اآلداب ِ
ِ ش�عوب األُم ِة ِ
قواعدَ ِ َّ
نس�ي ِة لِِ
الم َ ُ
الخيان َِة
ب ،وذاك ي َقع ف�ي ِ
َ ُ
تحصيله�ا ،فهذا يض َطر للحي َل ِة والرش�و ِة والك ِ
َ�ذ ِ ِّ َ ُّ
ِ ِ
س�بيل
نظر َّي ِة
�ع عن ِ ِ ِ
الصائ َم ُيداف ُ
�ي َّ الم َص ِّل َ
المس�ل َم ُ
ِ ِ والس ِ
�لب .بل وتَجدُ ُ
لألمان ِ
َ�ة والن ِ
َّهب َّ
نتيج َة ِ ِ ِ ِ أوالرأسمالي وكأنَّها من ِم َّل ِة ِ
صاحب الدِّ يانَة اإلسالم َّية َ ِّ االش�تراكي
ِّ االقتصاد
ِ الم ِ ال َف ِ
الحديث. شار إليه في قر ا ُلمنسي ُ ،
ِ ِ َه�ب ث�ر ِ ِ ِ
معنى «الغنى
التوس� ِع
ُّ وإقامة �عوب وات ُّ
الش المطغ�ي القائ� ِم على ن ِ َ
وكذل�ك الغن�ى ُ
لالس�تثمارات ِ
ذات ال َّطابِ� ِع ِ الطائ َل ِ
ِ ِ ِ ِ
المطغي» �ة األم�وال وانص�راف ِ
�روب �ي بِ ُ
الح السياس ِّ
ِّ
71
والراعي للن ِ للقي ِم َّ ِ ِ ِ ِ االستهالكي والت ِ
َّواز ِع الشرع َّية َّ المدَ ِّم ِر َ يس اإلعالم ِّي وال َّث ِّ
قافي ُ َّسي ِ ِّ
ِ سل َم ِة أو في
غير الم ِ ِ ِ ِ ِ
المجتمعات المجتمعات ِ ُ والش�هوات ال َّطبع َّية ،سوا ًء في عا َل ِم ُ
َّ
واألعمال فيما ُي ِنف ُقونه
ِ ِ
المال ِ
رجال اإلسلامي ِة ذاتِها وخاص ًة عند النَّ َظ ِر في ُط ِ
غيان َّ َّ
ِ
ومواق ِع �ياح َّي ِة
الحي�اة المتر َف ِة كالمش�اري ِع الس ِ
ِ ِ
وأس�باب ذائ ِذ
�هوات وال َّل ِ
ِ عل�ى َّ
الش
ِّ ُ َ
نح َّل ِة والمش�اري ِع ِ ِ ِ ِ ال َّل ِ ِ ِ
ه�و والغناء ،والنَّ َظر ِأيض ًا في مدفوعات األنظ َمة لل َّثقافات ُ
الم َ
ِ
اعتبار ٍّي َم ِ
صير ٍّي . عائ ٍد
لألموال دون ِ
ِ االقتصاد َّي ِة الن َِّاز َف ِة
بالزرا َع ِة
أعدائه�ا كاالهتِم�ا ِم ِّ
ِ ش�أن األُ َّم ِة أم�ام
َ المصي�ري م�ا ير َف ُع
ُّ ب�اري
ُّ
واالعتِ
تركنا للصناعات
ال عن عوب بدي ً الش ِ الذاتِ ِّي في ُّ َّحويلي ِة وإقام ِة مبدأِ االكتِ َف ِ
اء َّ ِ وصناعاتها الت ومنتَجاتها ِ اإلنتاجية
َ َّ ُ
والثروات وهجرنا
ِ
االستيراد ياس ِة ِ ُمار ُس� ُه األُ َّم ُة اليوم بما هو ِ
االعتماد على ال َغ ِير الذي ت ِ
معروف في س َ
ٌ لمبدأ االكتفاء
ٍ الذاتي جعلنا
ِ
للبضائ ِع استهالك َّي ٍة
ِ ش�يء حتى صار العا َلم ال َعربِي واإلسلامي م َجر َد س ٍ
�وق لِك ُِّل
ُّ ُ َّ ُ ُ َ ُّ (سوقا استهالكيا)
ِ
وتربية للزرا َع ِة ٍ
وإهم�ال ِّ اخ ِل َّي ِة
الم�وارد الدَّ ِ
ِ ٍ
ضعف في الخارج َّي ِة م�ع
ِ ِ
ناع�ات والص
وهذا ما أدى إلى
ِّ الغنى المطغي
المطغي». ِ الم ِ ُ الحي ِ
وان ،وك ُُّل هذا
شار إليه بـ«الغنى ُ يدخل في هذا المعنى ُ ََ
72
ِ ِ ِ َّبي mفي ِم ِ
معنى (المرض
طير ًة تُبدي
وخ َ ثل ه�ذا الحديث تحم ُل مضامي َن َ
كبي�ر ًة َ عب�ار َة الن ِّ
َ َّ
إن
المفسد) س�ول mحول ُمس�تق َب ِل األُ َّم ِة إذ هو لم َي ِقف عند الر َ ِ
حقيق َة االهتما ِم الذي َش� َغ َل َّ
َّب عليه ويرتَبِ ُ
�ط به فقال( :أو ِ ال َف ِ
المطغي بل أش�ار إلى م�ا يترت ُ المنس�ي والغنى ُ ق�ر ُ
ف وب وال َي ِق ُ فس�دُ :الذي ُي ْف ِس�دُ حيا َة األُ َم ِم ُّ
والش ُع ِ فس�دً ا )..والمر ُض الم ِ
ُ ََ
مرض ًا م ِ
ُ ََ
الكيماو َّي ِة
ِ يشم ُل أمراض ًا ناتِ َج ًة عن ُسمو ِم الموا ِّد ِ ِ ِ ِ
عند اآلفات واألوبِ َئة الح ِّس َّية ،بل َ
الوراثِي ِة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
خلفَ دور
وغيرها م َّم�ا َي ُ الصنا َع�ة و َع َبث ال ُعلم�اء بالجين�ات ِ َّ و ُمخ َّلف�ات َّ
وح َّي ِة�ة الر ِ
ِ ِ ِ ِ
األم�راض المعنو َّية النات َج�ة عن انع�دا ِم التَّربِ َي ُّ
ِ ِ
الكوالي�س ،إضاف� ًة إل�ى
ِ
اإلسلام ُّي أم�راض اجتماعي� ٌة خطير ٌة يت َفج�ر بها ِ
الواق ُع �رع َّي ِة وهي
الش ِ �ة َّ َّزكي ِ
ِ
َّ ُ َّ ٌ والت َ
الج لها ،مع حصول فساد لدى بعض المرضى في عالقتهم النعدا ِم ِ
الع ِ واإلنسانِي ِ
ُّ
بالل�ه والدي�ن والمجتم�ع ،لقل�ة ثب�ات اإليم�ان وحص�ول فس�اد آخ�ر باإلحباط
واالكتئاب وغير ذلك.
ِ
األصل: أه�ل ِ
اللغة :ال َفنَ�دُ في (أو َه َر ًم�ا ُم َفنِّ�دً ا) اله�رم هو الكب�ر والعجز ،قال ُ
معنى (الهرم
المفند) َ
الرجل الرجل ،إذا كبر حتى يتك ّلم بما ال ُيحتاج إليه ،وفنَّدت
ُ َ�ذ َب ،يق�ال :أفندَ الك ِ
73
معظ�م األبنا َء في تل�ك الدول أنه من األس�ل ِم ِ
الغربي�ة يرى ِ
البل�دان ِ
صعي�د فعل�ى
ُ
بكبار الس� ِّن وال َع َج َز ِة.
ِ ِ
العناي�ة ات ِ
لآلباء تس�ليمهم إل�ى مصح ِ اجتماعي� ًا وصحي� ًا
ّ ُ
طويلة ،ألن االهتما َم بهم ٍ ٍ
لس�اعات اليومي ِ
بالعمل ويع ّل ُل األبنا ُء ذلك بانش�غالهم
ِّ
َ
العمل. ُ
يعوق
ِ
األواصر األس�ري َة في عال ِم المس�لمين متماسك ٌة إلى حدٍّ َ
أكبر َ المعروف أن ومن
ِ
للعمل ٍ
بش�كل واس� ٍع اتجهت فيه المرأ ُة
ْ الغربي الذي
ِّ بكثير من مثيالتِها في العال ِم
ٍ
ِ
بعض األمر موجود أيض ًا عند ٍ ٍ ِ ِ
وترك أبنائها في الحضانة أو عند مربية خاصة .وهذا ُ
ِ
الصناعية ِ
المجتمع�ات ٍ
بكثير عن�ه في ٍ
بنس�بة َّ
أقل ِ
األس�ر ف�ي العالم العرب�ي ولكن
ِ
المتقدمة.
74
َ بأي ٍ ِ
األمان حال (دعائم دولتنا االجتماعي َة لن ت َْمن ََح ِّ
َ وتوصلت إلى أن
ْ ِ
ال�زواج)(((،
الذي ت َُو ِّف ُر ُه األسر ُة التقليدي ُة).((( ،
((( وهي تس�مية حديث�ة ُأطلقت على مظاهر الزواج التقليدي بعد أن ش�عروا بأهميته ،ويقابلها
ما تم تقنينه لديهم مؤخرا كزواج المثليين (الرجال بالرجال والنساء بالنساء) ،وسائر أنواع
العالقات المشبوهة التي أقيمت لها مؤسسات الخنا والفجور بحماية الحكومات.
ِ
اإلنجاب من ِ
الش�عب عل�ى يائس�ة لتش�جي ِع ِ
أبناء ٍ ٍ
بمحاوالت ((( واآلن تق�و ُم هذه الحكومات
ِ
العمل ٍ ِ
الوالدين تس�هيالت في ِ
ومنح ِ
واألطفال ِ ِ ِ
المعونات المخصصة لألس�رة ِ
زيادة ِ
خالل
ِ
والضريبة ،وينادي البعض باالس�تعانة بالعمال األجانب بالهجرة والتجنيس لس�د الفجوة
التي تتركها معدالت تراجع المواليد؛ ولكن الخوف من فقدان فرص العمل يجبر الكثيرين
على رفض هذه الفكرة.
75
َ ِ َ ِ الح َرك َِة المألو َف ِة في
مجال وهناك ُجم َل ٌة من األحاديث ُ
تدور في المعنى ال الحياة. َ
الحديث كنَمو َذ ٍج الجتما ِع َأهم م ِهم ِ
ات المعاني ِ كره�ا ،وإنَّما اقت ََصرنا على هذا لِ ِذ ِ
َ ِّ ُ َّ
الم َت َف ِّر َق ِة فيه ،والل ُه أع َل ُم .
ُ
76
والسنَّةِ ِ حو ِ ِ ِ
الكتاب ُّ لات من تأصيل فقه الت َّ ُّ
قال تعال�ى :ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
تأصيل فقه
التحوالت في ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
الكتاب والسنة
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﮊ.
((( ه�ذه اآلي�ة الكريم�ة حجة بينة على أهمية علم الس�اعة ،وضرب األمثلة لمعرفتها ومناقش�ة
ش�ؤون مس�تقبلها ،ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ ق�ال في التفس�ير :أي :إن عيس�ى
عالمة على قرب الساعة ،سواء من حيث نزوله من السماء وكشف كذب اليهود والنصارى
القائلي�ن بقتل�ه وصلب�ه ،أو م�ن حيث إقامته الش�ريعة اإلسلامية عل�ى دين ورس�الة النبي
محم�د ، mوكال األمري�ن ال يدركهم�ا الكف�ار والمش�ركون إال كم�ا يس�معون ذلك من
اليه�ود والنص�ارى بتفس�ير مخالف للحقيقة ،وله�ذا لما قال تعالى :ولم�ا ضرب ابن مريم
مثلا إذا قوم�ك منه يصدون أي :لما ذكر عيس�ى بن مريم في الق�رآن كمثل لما عبده الكافر
م�ن اآلله�ة م�ن دون الله ،إذا مش�ركو قريش يضجون وترتف�ع أصواتهم بالصي�اح قائلين:
أه�ذا لنا وآللهتنا أم لجميع األمم؟ فقال :mهو لك�م وآللهتكم ولجميع األمم ،فقال ابن
الزبع�رى :ق�د خصمتك ورب الكعبة؟ أليس�ت النص�ارى تعبد المس�يح؟ واليهود يعبدون
عزيرا ،فإن كان هؤالء في النار فقد رضينا أن نكون نحن معهم وآلهتنا معهم! فسكت النبي
mوضحك المش�ركون وضجوا وارتفعت أصواتهم فأنزل الله :ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ ،ق�ال القرطبي :ولو تأمل ابن الزعبري اآلية ما اعترض
عليه�ا ألنه تعالى ق�ال :ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ ول�م يقل :ومن تعب�دون وإنما أراد
األصن�ام ونحوه�ا مما ال يعقل ولم يرد المس�يح وال المالئكة؛ ألنها مما يعقل ،فنفى معنى
اآلية عنها ..كما اعتقدوا .اهـ صفوة التفاسير (. )162 :3
77
ِ
وطول دراس�تِها ِ
الس�اعة وضرورة َ
ِ ِ ِ
أهم َّية عل ِم ّإش�ار ٌة إل�ى ِّ
َ اآليات ومث ُلها
ُ وه�ذه
اآليات القرآنية
ومسيرة الت ِ
َّاريخ ِ ِ ِ
تحوالت األزمنَة ِ ِ ِ ِ ِ
المعبرة عن أهمية التَّأ ُّم ِل في معانيها المع ِّب َرة عن حال
َ البش�ر َّية أما َم ُّ
بالله والنُّ ُب َّو ِة،
وكفرها ِ
ِ اإلله َّي ِة
ساالت والقوانين ِ ِ الر ِ ِ علم الساعة وكذا ِ
ف اإلنسان َّية من قضايا ِّموق ُ
ومث�ل ذل�ك قو ُل�ه تعال�ى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ ُ
الم َؤ ِّد ِية ِ ِ ِ
[األنبي�اء ، ]1 :فال َغف َل� ُة هنا هي ما يجري عليهم من أش�راط وعالمات ّ
الس�اعة ُ
ات واإلعراض عن القيام بالمسؤولِي ِ
ِ اآلخ َر ِة من ِج َه ٍة،
اإلعراض عن ت ََذك ُِّر ِ
ِ بهم إلى
َّ
الحياة الدُّ نيا من ِج َه ٍة أخرى .
ِ رع َّي ِة في
الش ِ
َّ
رس�ول ِ
الله ِ قه التَّحو ِ
الت نزو ُل ُه ُمن ََّجم ًا على �رآن العظي ِم ِبف ِ
ومم�ا ي َؤ ِّكدُ عال َق َة ال ُق ِ
ُّ ُ عالقة القرآن
رآن نزل على ر ِ
سول أن ال ُق َ حيث ثبت َّ الت ُ والوقائ ِع والتَّحو ِ
ِ ِ
الحوادث �ب
َ ُّ َ mح َس َ العظيم بفقه
ثالثة ِ
الل�ه منَجم ًا ـ أي :مفرق ًا ـ في ٍ ِ التحوالت
س�مى ال ُق ُ
�رآن الذي نزل قبل وع ِ
ش�ري َن عام ًا ،ف ُي َّ ُ َّ ُ َّ
قهالعل� ِم في فِ ِ
أهل ِ
بالمدَ نِ ِّي وق�د كتب ُ ِ ِ
الهج�رة َ
َ ِّ�ي والذي ن�زل بعد بالمك ِّ
الهج�رة َ
ِ رون م ِهم ِ ِ ِ
القرآن و ما َج َم َعت ُه ات النُّزول وأسبابِه ُكتُب ًا عديدةً.و َق َّس َم ال ُعلما ُء ُ
والم َف ِّس َ ُ َّ
ٍ
أخبار بما ال مزيدَ عليه . ٍ
وترغيب و ٍ
وترهيب ِ
وعقائدَ واآليات من أحكا ٍم ُ الس َو ُر
ُّ
ِ والش�ري َع ِة
تجم ُع بين قضايا العقيدَ ِة َّ ِ ِ
وأحكامها �و ِر ال ُقرآن ال َعظي ِم َ
ب ُس َ وتكا ُد غال ُ التحوالت
ِ
َّح�والت ،وهي ما ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
يب و َمرات ِ ِ
ي�ب والتَّرغ ِ ِ
البشرية والغايات والتَّره ِ
الس�لوك م�ن ج َهة ،وبين فقه الت ُّ ب ُّ
المصيرية في
اإلنساني من ِج َه ٍة أخرى ،ومنها:
ِّ رع َّي ِة للت ِ
َّاريخ الش ِ بالقرا َء ِة َّ
ف ِ عر ُ
القرآن من فقه ُي َ
قائ� ِع والتَّحو ِ
ث والو ِِ ِ ِ ِ ِ التحوالت
الت في َ َ ُّ الح�واد َ َ �ار ُة إِ َل�ى ذك ِْر ّ
الس�ا َعة َوعالقته�ا بِ َ َ -1
اإلش َ
ِ الكهف لدى ِح ِ
ِ ور الس�ابِ َق ِة لِلإْ ِ سلا ِم كَما هو فِي س ِ
لصاحبه: الر ِ
جل وار َّ �ورة ُ َ ُ َ ْ ال ُع ُص ِ ّ
(ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ )
[الكه�ف]36:
ٍ
الحق بعد ٍ
عصر أهل ِ
الكهف على ِ ِ
إلظهار ِ
أهل وفي إِش�ارة ِّ
الحق س�بحان ُه وتعالى
78
ٍ
سنوات فقال سبحانه( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ وتسع ثالثمئة ٍ
س�نة ِ ِ
منامهم
َ
ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ)
ِ
والمروق وما ِ
الكفر ِ
مرحلة ِ
الكهف ف�ي [الكه�ف ، ]21:وفي اآلية إش�ار ٌة إلى ِ
حال ِ
أهل
ٍ
الحقة َي ْظ َه ُر فيها ُ
أهل ِ
لمرحلة بدينِه�م ليكُونُوا ِ
آلية صبرهم وهروبِهم ِترتب�ت على ِ
ْ
ُ
�ي ُم َحدَّ ٍد (ﭔ ِ ٍ ِ
الظهور موعود ًا ب�ه ل َهدَ ف َر ّبان ٍّ
ُ ُ
يكون ه�ذا ِ
واإليم�ان أو ِ
الدي�ن
ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) .
ِ
ومصير ِ
وأحوال واآلخ َر ِة،
ِ ِ
اإليمان في الدُّ ني�ا أهل ِ
ومصير ِ ِ
أحوال وص�ف
ُ -2
ال ُك َّف ِ
ار في الحيات ِ
َين.
ِ
األرض وما بالمس�ؤولي ِ
ات والخال َف ُة على �ر َّي ِة وعال َقتُها ِ
الخليقة ال َب َش ِ َ -3بد ُء
ُ َّ
وح َك ٍم ُم َتن َِّو َع ٍة.
ابتالءات ِ
ٍ َّب على ذلك من ت ََرت َ
رض هذاوإبداعات الخالِ ِق س�بحانه وتعال�ى و َع ُ
ِ ِ
�ت النِّظ�ا ِم الكون ِّ
�ي -4ثوابِ ُ
َّقرير بالنِّع ِم والت ِ
َّعداد لها. اإلبدا ِع على ِص َف ِة الت ََّحدِّ ي حين ًا وعلى ِص َف ِة الت ِ
َ
الب�رزخِ والقيا َم ِة
َ ث عن األخير للعا َل ِم اإلنس�انِي والتَّحدُّ ِ
ِّ ِ ِ
المصير وص�ف
ُ -5
والع ِ
قاب. واب ِوالجن َِّة والن َِّار وال َّث ِ والح ِ رض ِوال َع ِ
ساب َ
ِ ت�اب ومحاججتُه�م ف�ي كا َّف ِ ِ ِ
�ؤون الت�ي ك ََّذ ُب�وا به�ا �ة ُّ
الش أه�ل الك ِ ُ َ َ - 6إدانَ� ُة
ِ
َّفصيل. ِ
باإلجمال ..وحين ًا بالت ِ
وأباطيلهم حين ًا ِ
أقاويلهم ور ُّد
وج َحدوهاَ ، َ
َش�ف أحوالِهم رج ِفين والذين في ُق ُلوبهم َم َر ٌض وك ُ - 7إدانَ� ُة المنافِ ِقي�ن والم ِ
ُ ُ
وإنذار ُهم.
ُ
الرس�االت ِ والر ِ ِ ِ ِ ِ -8
س�بيل ِّ س�ل وما عانَو ُه في وصف مواقف وأحوال األنبياء ُّ ُ
مع ُأ َم ِم ِهم الكافِ َر ِة.
79
وتحذير األُ َم ِم
ُ �ر َّي ِة
ووسائلها األَن َِو َّي ِة ِضدَّ ال َب َش ِ
ِ اإلبليس� َّي ِة
ِ ِ
المدرسة كش�ف
ُ -9
رير ِة.
الش َ ودعوتِه ِّ
َ واحتناك ِه
ِ الش ِ
يطان والش ِ
عوب من أثر َّ ُّ
ف الخلي َق ِة ومواق ِ
ِ وص ِ
فات أحوال ِ
ِ س�لوب ال َق َص ِص ِّي لِ َش ِ
�رح ِ - 10استخدا ُم األُ
ِ والر ُس ِ ِ وجهها النَّب ِوي األَب ِوي َّ ِ
في ِ
وأحوال �ل، الش�رع ِّي كما هو في َق َص َ
ص األنبياء ُّ َ ِّ َ ِّ
ِ
َّمروذ َ
رعون والن صف فِ
وجهها األَن َِوي اإلبليسي كما هو في و ِ ِ
الخليقة في ِ ِ
ومواقف
َ ِّ ِّ
وقارون ِ
وغيرهم. َ َ
وهامان
ِ
األزمان بع�ض النَّب ِّيي َن ورس�االتِهم وتحديدُ ِ كر ِ ِ
�و ِر ال ُقرآن ذ ُ ِ
بعض ُس َ كم�ا َّ
أن في
معاناة األنبياء
ِ
الجن�وح واالنحراف الذي وقع�ت فيه األُ َم ُم ِ ِ
كنوح ش ونماذ ُج ٍ والرسل مع الت�ي عاش�وها
ِ أقوامهم جزء من
ُفرباختالف أنوا ِع الك ِ ف من ُأ َّم ٍة إلى ُأ َّم ٍة وعذاب يخت َِل ُ
ٍ ٍ
قوبات َّب عليه من ُع
وم�ا ترت َ فقه التحوالت
ِ
كمعاناة موس�ى مع بني والر ُس ُ�ل أيضا من أقوامهم ِ
واالنحراف ،وما عاناه األنبيا ُء ُّ
ِ
االبتالءات وغيرهم من األُ َم ِم التي أجرى الله لها قومهِ ،إسرائيل ،ومعانا ُة يونُس مع َِ
َ
أكثر من واألنبياء عن بعضهم والتأكيد على ذلك في ِ ِ الر ِ
س�ل ِ
وتمييز ُّ
ُ واالختبارات،
سور ِة
غيرهم وما جرى في َ وتفضيلهم عن ِ ِ أهل ال َعز ِم ِ
كتمييز ِ رآن، داللة في ِ
آيات ال ُق ِ
ِ
االختبار في والمعر َف ِة القائمة على
ِ ب ِ
العل� ِم والخ ِضر من مراتِ ِ
الكهف بين موس�ى َ ِ
ِ خاص ًة في ِ ِ لوك وليس في ما َّد ِة الس ِ
تسمية تقر َر من معاني َّ المعر َفة ذاتها .كذلك وما َّ ُّ
كسورة ال َب َق َر ِة والن ِ
َّمل ِ خاص ٍة ٍ
َّسميات من دالالت َّ ُ ِ
القرآن وما تدُ ُّل عليه هذه الت ُس ِ
ور
ومراد ِ
الله فيها ِ ِ
األسماء اتوالفيل وغيرها ِمما يش�ير إلى ُخصوصي ِ ِ ومريم والن ِ
َّحل
َّ َّ ُ ُ َ
دالالت ها َّم ٍة تربِ ُط بين االس ِم
ٍ َّحليل والت ِ
َّعليل من ِ ِ
األمر عند الت َّب على هذا
وما يترت ُ
شير ِة إلى ذلك.
الم َ
ِ
مسمى وما تعنيه دالل ُة اآليات ُ وا ُل َّ
80
ِ
االختراعات وبين َجدَّ ِ
ات أخب�ر به س�يدُ الب ِري ِة) واعتنائُ�ه بالر ِ
بط الواعي بي�ن مس�ت ِ
ُ َّ َ َ َ ِّ َ َّ
االستقرائي للمعاني بما لم يسبِق له ٌ
مثيل. ُّ اآليات ال ُقرآنِ َّي ِة وتعلي ُل ُه
ِ مفهو ِم
ثال :قو ُله في ص 6بعد ذكره لِعدَ ٍد من مختَر ِ
عات ال َع ِ
صر سبيل ِ
الم ِ ِ ِ
فمن ذلك على
ُ َ َ ُ
أخبر بها ِ
والبواخ ِر ِ والس� ُف ِن كالس�ك َِّة الحديدي ِة وسي ِ
ارات الن ِ
وغيرها فقال :وقد َ َّقل ُّ َّ َّ ِّ
ِ َّبوي ِة ،أما في ال ُق ِ ِ ِ
ثالث رآن ففي اإلشار ُة إليها في ال ُقرآن واألحاديث الن ِ َّ َّ
َ mووردت
ٍ
آيات حس َبما َح َض َرنا َ
اآلن:
مثلي ِة لل ُف ِ
لك إلى أن قال :وكذلك بابور السك َِّة الحديدي ِة ،بل هو أولى َّ ِ ِ ِ
بالش َبه وال َّ َّ ُ ِّ
ِ
المشحون.
81
ياح كما قال تعالى :ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ [الشورى.]٣٢ :
بالر ِ
ِّ
ِ ص�ف ِ ِ �ف لِ َو
وكل ذل�ك ُمخالِ ٌ
وحم ُلها ال
فمش� ُيها َبط�ي ٌء َ اإلبِ ِل تَم�ا َم ُ
المخا َل َفةَ ، ُّ
الس� ُف ِن ،فكيف ُت َف َّس ُ�ر اآلي ُة به�ا؟ بل ذلك باطِ ٌل قطع� ًا ،وقد قال اب ُن ق�اس بِ َح ِ
مل ُّ ُي ُ
أن اآلي َة المذكور َة (وخلقنا لهم ُس� ُفن ًا َ
أمثال اك وجماع� ٌة َّ والض َّح ُ
والح َس� ُن َّ
اس َ َع َّب ٍ
ِ
اإلس�ناد عن ِ �اس :وهذا َأ َص ُّح ألنَّ� ُه ُمت َِّص ُل تِ َ
ابن الس� ُف ِن يركبونه�ا) وقال الن ََّّح ُ
ل�ك ُّ
ن�ور الله تعالىاس ء و َن َظ ِر ِه بِ ِ ِ
�فوف َن َظ ِر اب� ُن ع َّب ٍ َع َّب ٍ
�اس ،وه�ذا َيدُ ُّل على ُش
الله « :mالله�م َف ِّقه ُه في الدِّ ِ
ين س�ول ِ ِ رآن العظي ِم ،تصديق ًا لِدُ ِ
عاء َر ف�ي معان�ي ال ُق ِ
و َع ِّلم ُه الت َ
َّأويل»(((.
((( مس�ند أحم�د ( ، )2439ل�ه طريق�ان في مس�ند أحمد رجالهم�ا رجال الصحي�ح« ،مجمع
الزوائد» للهيثمي (.)279 :9
82
َعج َم ًة الت عظيم ٌة وال تزال حتى َ قه التَّحو ِرآن ِبف ِ وبالجم َل ِ
�ة فعالق� ُة ال ُق ِ
اآلن ُمس�ت َ ُّ ُ
الز ِ ِ ٍ
م�ان َمن �ي ف�ي ُمس�تق َب ِل َّ َّ
ولع�ل أن يأت َ �ب وين َبغ�ي ـ وغي�ر مخدوم�ة ـ كم�ا َي ِج ُ َ
وس�ن َِن الدِّ ال َل ِة ِ
َّح�والت ُ
ِ ِ ِ
منظ�ور واق� ِع فق�ه الت ُّ �و ِر م�ن والس َ
ِ
بع�ض اآلي�ات ُّ فس ُ�ر َُي ِّ
�و ِر القرآنِ َّي ِة الس َ
عض ُّ حيث إنَّنا لو َن َظرنا إلى َب ِ بعض الو ِ
جوه ـ ُ ِ ُ �ف ـ ول�و ِمن
والمواق ِ
ِ
((( مسند أحمد ،إسناده حسن ،تحقيق المسند ألحمد شاكر (.)322 :2
83
قول المنافِقين ﮋ ﮋ ﮌ ومثل ذلك ُ الله ( :mال نريدُ بيننا وبين ِ
الله واسط ًة) ُ ، ِ
ِ سياس� ُة التَّما ُي ِز
واالعتداد ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ [المنافقون ]٨ :وهي َ
س الن ِ
ِّفاق إلى اليو ِم. ِ
ظواه ِر ِ
مدار ِ بالموا َطن َِة وهي إحدى
ُ
84
المراح َل اإلنسانِي َة ُك َّلها حسب الت ِ
َّقسيم التّالي: ِ يشم ُل
َ َ َ َّ َ
85
حو ِ
لات ِ ِ
أقسام فقه الت َّ ُّ
ُ
الت إلى ثال َث ِة أقسا ٍم:ين َق ِسم فِقه التَّحو ِ
ُّ ُ ُ
صاح ِ ِ ِ والعصم ِح�ي ِ ِ ِ ِ ِ
�ب حي�اة �ة ف�ي َ الو ِ
َّح�والت عل�ى َعه�د َ -1دراس� ُة فق�ه الت ُّ
الرسا َل ِة.
ِّ
الص ِ
ور. هد البع َث ِة إلى ِ
عهد الن ِ الت من َع ِ قه التَّحو ِ -2دراس ُة فِ ِ
َّفخ في ُّ َ ُّ
ومواق ِ
ف األُ َم ِم ِ السابِ َق ِة ِ ِ ِ قه التَّحو ِ -3دراس�ة فِ ِ
والرساالت َّ تاريخ األنبياء ِّ الت في ُّ
والش ِ
عوب فيها . ُّ
86
الس�لبِ َّي ِة ِ
َّحوالت َّ
ِ ِ
المس�يرة التّاريخ َّية بالت ُّ
َ
ِ
أش�باهها في وغيرها ،ويط َل ُق عليها وعلى ِ
وخاص ًة أن
َّ الح ِّس� َّي ِة
فاهي ِة والم َت ِع ِ
ُ َ
قائم ًة عل�ى الر ِ
َّ َ
لوط فكانت ِ وأم�ا حضار ُة ق�و ِم ٍ
َ
شهوانية قوم لوط
والحجارة الش�ا ِم ففس�قوا ب ،وهي في نواحي َّ ٍ
وهواء َط ِّي ٍ بالده�م كان�ت بال َد ٍ
أنهار وبس�اتي َن
مجام ِعهم ونواديه�م وهو ما ِ الش�ذو َذ ال�ذي كان عا َد ًة م�ن عاداتهم ف�ي ومارس�وا ُّ
جار ِة. ِ
مي بالح َ بالر ِعذ َبهم الله َّ
ِ
األخالق ِّي ،وقد َّ ف بالت ََّح ُّل ِل
عر ُ
ُي َ
والح ِ ِ قائم ًة على الت ِِ وأما قو ُم ُش ٍ
تجارة قوم شعيب
بوب الس� َل ِع ُ ِّجارة وتبا ُدل ِّ
َ حضارتُهم ََ �عيب فكانت
والرجفة المكس ِ
ب الما ِّد ِّي َّ ،
فعذ َب ُهم الل ُه يف َبحث ًا عن َّطف ِ
بالغ ِّش والت ِ
ون ِ ولكنَّهم كانوا يتعا َم ُل َ
َ
بالرج َف ِة.
َّ
عمران قوم سبأ
والسيل العرم المتفر َع ِة
ِّ ناعات
ُ والص إنجاح ِّ ِ
الزرا َعة ِّ ٍ وأما قوم س�بأٍ كانت حضارتُهم ِ
قائ َم ٌة على َ َّ ُ َ َ
87
ي�س ـ إال َأنَّهم كفروا المعم�ار ـ كما هو ف�ي َع ِ ِِ عنه�ا واإلب�دا ِع ال َفنِّ�ي ف�ي
�رش َبلق َ
الس�دَّ وكان س�بب ًا ف�ي ِهجراتِهم �يل ال َع ِ
�ر ِم الذي َهدَّ م َّ فعذ َب ُه�م الل� ُه بِ َس ِ
وأعرض�وا َّ
سور ِة الن ِ
َّمل ووص َفهم الله في َ
مس َ الش َ الواس َع ِة وكانوا يع ُبدُ ون َّ
وانقطا ِع حضارتِهم ِ
َ
يمان :ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ده ِد ُس� َل َ
،بقول�ه ُم َع ِّبر ًا عن قول ُه ُ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﮊ [النمل.]٢٤ :
88
ِ
اإلسراء بقوله :ﮋ ﮀ وص َفهم الله بذلك في س�ورة نِها َي ِة َع ِ
صر الدَّ َّج ِ
ال ،وقد َ
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ [اإلسراء.]٤ :
وسرد ًا الت تأصي ً مصاد ِر فِقه التَّحو ِِ الش�ري َف ُة مصدر ًا ها ّم ًا من
الس�نَّ ُة ّ
السنة الشريفة ال َ ُّ كما تُع َت َب ُر ُّ
واعتناؤها بفقه �ة تصا ُع ِد ّي ًا إلى (آد َم) أو
س�الة المحم ِدي ِ
ُ َ َّ َّ
ِ ِ
مرح َلة ما قبل ِّ
الر تناو ِل َ تاريخ ّي� ًا س�وا ًء في ُ
التحوالت ِ ِ
والمدينة أوفيما أخبر عنه mعن باركَة التي عاشها mفي َم َّك َة تقرير ًا للمرحلة ُ
الم َ
ِ
ساحة الحياة ت ِ
الفت َِن التي تكون على والفت َِن وم ِضلاّ ِ
�اعة وأش�راطِها ِ
عالمات الس ِ
ِ
ُ ّ
حديث ِ
عمرو ِ «صحيح ُمسل ٍم» من
ِ إلى قيام الس ِ
�اعة ،ويؤ ِّيدُ هذا المعنى ما ورد في ّ
األنصاري رضي الله عنه قال :ص َّلى بنا ر ُ ِ
جر ،وصعد سول الله mال َف َ َ ِ ِّ أخطب
َ بن
ِ
الحدي�ث ،وفيه ق�ال َ « :فأخ َب َرنا بما ِ
المن َب َ�ر َف َخ َط َبن�ا حتّى حض�رت ال ُّظ ُ
هر ...إلخ
قه التَّحو ِ
الت تأصيل فِ ِ
ِ ِ
وش�اهدُ نا هنا َ
حول كان وبما هو ِ
كائ ٌن ،فأع َل ُمنا أح َف ُظنا »
ُّ (((
كائ ٌن» أي :في صر ِه « mوما هو ِقبل َع ِتصا ُع ِد ّي ًا قو ُل ُه « فأخ َب َرنا بما كان» ،أي :ما َ
عهد ِه mوما يأتي بعدَ ه إلى قيا ِم الس ِ
اعة. ِ
ّ ُ
سم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ين: َّحوالت واالستدالل بها فين َقس ُم الى ق َ
السنَّة في فقه الت ُّ
وأما مفهو ُم ُّ
وقواع�دَ :وه�و م�ا ُأص َل ب�ه فِق�ه التَّح�و ِ
الت وتم َّي َز ب�ه قراء ًة ِ ٍ
تأصي�ل قس�م -1
ُّ ُ ِّ ُ
واستِدالالً.
الز ِ
مان. رعي وتعلي ُلها ورب ُطها بما ي ِ
ناس ُبها من َّ ّاريخ َّ ِ -2سرد ِ
وقائ ِع الت ِ
ُ الش ِّ ُ
ِ والز ِ الر ُ ِ للس�ن َِّة َّ ِ ِ
أساس هذا العلم والمكان دون مان َّص َّ بط الواعي بين الن ِّ الش�ري َفة َّ وأس�اس القرا َءة ُّ
ُ
موم َّيتِها لما
�هر والس�ن َِة بل ت َُذكِّ�ر بِع ِ الز َمنِ َّي ِة باليو ِم َّ ِ ِ
هو الربط الواعي
بعموم الزمان ُ ُ والش ِ َّ ِ
َّواريخ َّ األفراد أو الت تحدي�د
أو المكان دون َّقدير ال َعقالنِ ِّي ،وفي هذا
ين والت ِ معر َف ُته بالت ِ
َّخم ِ ِ ِ
في ذلك من التَّش�ا ُبه الذي ال ُيمك ُن ِ ُ
تحديد ،فالتحديد
مزلة كبرى ((( صحيح مسلم ( ، )7449وانظر إتحاف التويجري (.)14 :1
89
ِ عالمات الس ِ
ِ ِ
األشخاص اعة ،فمنهم َمن َر َب َط بين ّ المت ََحدِّ ثين عن
كثير من ُ الباب َز َّل ٌ
هد ِّي على سبيل المثال، الحديث كالم ِ
ِ َص مرحلة وبين من أشار إلى ُظ ِ ِ ٍ
َ هورهم ن ُّ َ في
غير مسم ٍ ِ
يات. الخ َب ِر تقريبِ ّي ًا من ِ ُ َ َّ
كر َ فالمعت ََمدُ ذ ُ
ُ
ِ واعتبارها فِقه ًا
ِ وركنِ َّيتِ ِه ِ ِ
ش�رع ّي ًا كما سبق تأصيل العل ِم بِعالمات ّ
الس�اعة ُ ُ ف عر ُ
و ُي َ
الس�ا َع ِة» ،قال ما جبري�ل ش « :أخبِرني عن ّ َ ِ
لحديث خالل ِقرا َءتِن�ا
ِ ذك�ر ُه م�ن
ُ
�ائل قال :أخبِرن�ي عن أماراتِها ،ق�ال :أن ت َِلدَ األَ َم ُة الس ِ ِ
المس�ؤول عنه�ا بِأع َل َم من َّ
ُ
انطلق ف َلبِ ُ ِ ربتَه�ا وأن ت�رى الحفا َة العرا َة ِرعاء َّ ِ
ثت َ الش�اة يتطاول�ون في ال ُبنيان ُ ،ث َّ
�م َ ُ ُ َّ
م ِلي� ًا ،ق�ال :ي�ا ُعمر أت�دري من الس ِ
�م ،قال :ذاك قلت :الل ُه ورس�و ُل ُه أع َل ُ
�ائ ُل ؟ ُ ّ َُ َ ّ
.وحديث األعرابي الس ِ
�ائ ِل أمور دينِكُم ،أو ُي َع ِّل ُمكُم دينَكُم ِج ُ
ِّ ّ ُ بري�ل أتاكم ُيع ِّل ُمكم َ
السا َع َة» ،قال :كيف إضا َعتُها؟ ِ
الس�اعة فقال « : mفإذا ُض ِّيعت األما َن ُة فانتظر ّ عن ّ
ِ قال« :إذا وسدَ األمر إلى ِ ِ ِ
غير أهله فانتَظ ِر ّ
السا َع َة»(((. ُ ُ ِّ
ص�ول التَّحو ِ
ِ وإش�ارات بينَ� ُة الم ِ ِ وه�ذه ِ
الت ُّ قصد واض َح� ُة َ
المعنى في ُح َ َ ٌ َ ِّ مالم ُح
ثمرة الدراسة لفقه
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
التحوالت على ُمحيط الحياة اإلسلام َّية ونَقض ُع َرى الدِّ ين و َت َب ُّوؤ الذين ليس�وا أه ً
ال له أعلى
ِ
الكون إلى رب نِها َي ِة ِ
واالنحراف و ُق ِ ِ
االنحدار قرار ِه ،وأنَّها عالم ٌة تدُ ُّل على
�ب ِ مراتِ ِ
القيا َم ِة.
ِ
الم َع َّب ِر عنه في الخو ِ مك ُن إنقا ُذ ُه م�ن ِ األمر أن ي ِنق َذ المرء ما ي ِ
يصة ُ أمر ُ َ َ ُ ُ و َث َم َ�ر ُة ه�ذا ِ ُ ثمرة هذا العلم
َفسهَِّخ َذ المرء لِن ِ
َفس َك» أو أن يت ِ
الله ِ mمن قوله« :فعليك بِ ُخويص ِة ن ِ رسول ِ
ِ حديثِ
َ ُ َ َ َ
قضائ ِه و َقدَ ِر ِه
ِ ويسأل الل َه العافي َة فيما ُيجريه ِمن
ُ الفت َِن و ُم ِضلاّ تِها،
لجأ ِمن ِ
َمالذ ًا أو َم ً
ِ ِ يض َة اإلسلا ِم من ه ِ عل�ى ِع ِ
يمنَ�ة الدَّ َج ِل والدَّ جاج َل�ة الذين ُي ِّ
حرفون َ َ باده ويح َف َظ َب َ
90
األرض َفساد ًا والله ال ي ِحب الم ِ
فسدين. ِ الك َِل َم عن مواضعه و َيس َعون في
ُ ُّ ُ
ت ال َّثال َث ِة:
المت َِّص ِل بال َّثوابِ ِ
ُ
91
ِ
األمور التي نَا َق َش�ها ِ
الس�اعة َ
كان أحدَ ِ
وعالمات ِ
التحوالت إن االهتمام ِ
بفقه بل َّ
َ جلسة بين
والرسل ،كما ورد في ِ ِ ِ ٍ والمعراج مع ن ْ
ُخ َبة م َن األنبياء ِ ِ ِ ُ
رس�ول الله mليل َة اإلس�راء األنبياء والرسل
�ول ال ّل ِه ِ mلقي إِب ِ ٍ ناقشوا فيها فقه
راهيم �ري بِرس ِ «لما كان ل ْيل َة ُأ ْس ِ ابن ماج ْه عن ِ
ِ
ْ ُ ابن مس�عود قالّ : التحوالت
فلم ي ُك ْن ِعنْد ُه ِ
الساعة فبدؤوا بِإِ ْبراهيم فس�أ ُلو ُه عنْها ْ ، فتذاكروا ّ
ُ وعيسى ،وموس�ى ِ
ُ
يث إِلى ِعيس�ى حد ُ ِمنْه�ا ِع ْلم ُ ،ثم س�أ ُلوا موس�ى فل�م ي ُكن ِعنْده ِمنْه�ا ِع ْلم ،فرد ا ْل ِ
ٌ ُ ّ ُ ْ ْ ُ ٌ ّ
لمه�ا إِلاّ ال ّل ُه ِ �ن مري�م فق�ال :قدْ ُع ِه�د إِ ِ
وجبتُها فال ي ْع ُ
وجبتها فأ ّم�ا ْ لي فيم�ا ُدون ْ ّ ا ْب ِ ْ
ِِ
فير ِج ُع الن ُ
ّاس إِلى بِالده ْم ْ
فيس�ت ْقبِ ُل ُه ْم ِ
،فذك�ر ُخ ُ�روج الدّ ّجال قال :فأن ِْز ُل فأ ْق ُت ُل� ُه ْ ،
شي ٍء
شر ُبو ُه وال بِ ْ
حدب ين ِْس ُلون ،فال يمرون بِ ٍ
ماء إِلاّ ِ ُ ُّ ٍ وه ْم ِم ْن ك ُِّل
وج ُ وج ْ
ومأ ُج ُ ْيأ ُج ُ
أن ي ِميتهم فتنْتُ�ن الأْ ر ُض ِمن ِر ِ ِ
يح ِه ْم ْ ُ ْ �أرون إِل�ى ال ّله فأ ْد ُعو ال ّل�ه ْ ُ ُ ْ إِلاّ أ ْفس�دُ و ُه ْ ،
فيج ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
بح ِر ،
فيحم ُل ُه ْم ف ُي ْلق ِيه ْم في ا ْل ْ
السماء بِا ْلماء ْ فيج ُأرون إِلى ال ّله فأ ْد ُعو ال ّله ،ف ُي ْرس ُ�ل ّ
ْ
الساع ُة
كانت ّلي متى كان ذلِك ْ ِ
بال وتُمدُّ الأْ ْر ُض مدّ الأْ دي ِم ،ف ُع ِهد إِ ّ ْس�ف ا ْل ِج ُ
ُث ّم ُتن ُ
جؤ ُه ْم بِ ِوالدتِها» (((. أه ُلها متى ت ْف ُ ِ ِ
ّاس كا ْلحام ِل ا ّلتي ال يدْ ِري ْ ِم ْن الن ِ
92
ِ
الس�اعة وعالماتها ِ
بالكش�ف عن المعني النبي محمدٌ mهو ُ
ُّ فيكون ُّ وعلى هذا
يخص الزم َن ُك َّل ُه ،وقد َأ ْف َص َح mعن هذا العل ِم كما س�يأتي َحتّى َص َار َأ َحدَ ُّ فيم�ا
مراح�ل الت ََّح ُّو ِل
ِ ِ
ش�ؤون األم� ِم في ِ
ومعالجة �ر الدَّ ْع�و ِة إلى ِ
الل�ه تعالى اع ِ
�د ن َْش ِ َقو ِ
َ َ
والوه ِن وال ُغ َث ِ
اء. َ َ
ين ِ
أساس َّي ِ َك ُز على ِ
عام َل ِ الله ترت ِ
إن منه ِجي َة الدَّ عو ِة الى ِ
ين: َ َّ َ َ َّ
المت َِّص ِل . ِ عو ِة:
ترتكز الدعوة إلى بالسنَد ُ والسنَّ ُة َّ
الكتاب ُّ
ُ -1فق ُه الدَّ َ
الله على عاملين َّبو َّي ِة ـ واالستقا َم ُة.
األخالق الن ِ
ُ -2فِق ُه الدَّ اعي :النُّ ُب َّو ُة ـ أي
اساسيين
حيث ِ
واالهتداء بالمتبو ِع األع َظ ِم ُ m ِ
االقتداء �روط في ُح ِ
س�ن ُ وتتحدَّ ُد هذه ُّ
الش
ِ
عوةٌُ ،ث َّم َّ
تفر َع عنها ما وجب على إن حياتَ� ُه في ( َم َّك َة والمدينة) ُك َّلها في أساس�ها َد َ
َّ
ِ
األساس ُ
،فيكون على هذا ات اجتماع َّي ٍة
واجبات شرعي ٍة ومس�ؤولِي ٍ
ّ َّ
ٍ المس�لمين ِمن
ِ
صول. وحام ِل فِ ِ
قه األُ ِ الشري َع ِة فِقه الدَّ عو ِة َشرط ًا سابق ًا ِ
لحام ِل َّ َ ُ
93
الش ِ
رع ِّي في َّسلس ِل َّ ٍ ٍ فقه الدَّ ِ ِانتقال ِ
ِ
عوة وفقه الدَّ اعي من مرحلة إلى مرحلة ُوجو ُد الت ُ َ
الجانِ َب ِ
ين:
عو ِة. ِ ِ ِ
بالسنَد في فقه الدَّ َ
أوالً :التَّسلس ُل َّ ِ
الشرع ُّي َّ ُ
قه الدَّ اعي ،قال تعالى :ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ �رعي بالس�ن َِد في فِ ِ
ثانيا :التَّسلس ُ�ل َّ ِ
الش ُّ َّ ُ
ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
المت َِّص ِل . ِ ِ
واإللحاق في َأ َحد معانيه إشار ٌة إلى َّ
السنَد ُ ُ [الجمعة]٤ - ٣ :
بالحق»(((.
ِّ َواج ِذكم ِ
المهد ِّيين َع ُّضوا على ن ِ اشدين والخ ِ
لفاء الر ِ ُ
َّ
ِ
حديث مواقفي ،وف�ي تعرف�ون» كأنَّ�ه يري�دُ بها (م�ن س�نَّتي) أيِ :
وقول�ه« :بم�ا ِ
ُ ُ
السم ِع وال َّطا َع ِة عند واضح ٌة إلى َ ِ
مسأ َلة َّ َ
ومسلم إشار ٌة ِ
َ ٌ
ِ البخاري
ُّ الباهلي الذي رواه
ِّ
94
األمر أه َل ُه وإن كان لكم». حيث قال« :وال ت ِ ِ
القرار ُ ِ
ُنازعوا َ االختالف على
بتأصيل فِ ِ
قه ِ آخ َر ل�ه عال َق ٌة ها َّم� ٌة ٌ
حديث َ �ر رواية مس�ل ٍم عن ُعقب� َة ابن ِ
عام ٍ ِ وف�ي
َ ُ
ُش�ركوا بعدي ،ولكن لس�ت أخش�ى عليكم أن ت ِ ُ التَّح�و ِ
الت وه�و قو ُل ُه « :mإنِّي ُّ
أخشى عليكم الدُّ نيا أن تنا َف ُسوا فيها فتَقتَتِلوا فتَه َلكوا كما هلك َمن كان قب َلكم»(((.
قال ُعقب ُة :فكانت آخر ما رأيت mعلى ِ
المن َب ِر. ُ َ
قه التَّحو ِ
الت ألُ ُم ٍ تأصيل هام في فِ ِ ين الحدي َث ِ
هذ ِ
تأصيل فهم
ور: ُّ ٌ ٌّ ين وفي َ
فقه التحوالت ِ
القرار مسأ َل ِة ِ
واالختالفات في َ الحديث لما يجري من التَّحو ِ
الت ُّ
ِ تخصيص
ُ -1
لألحاديث
السابقة ُصوص ِه التَّع ُّب ِد َّي ِة فقط.
ِ (قرار الحك ِم ِ
والعل ِم) وليس في ن ِ ُ
قه التَّحو ِ
الت وهي ُس�نَّ ُة �ة فِ ِ
تخ�دم فِقه الدَّ عو ِة في ِدراس ِ
ِ تأصي�ل ُس�ن ٍَّة َع َم ِل َّي ٍة
ُ -2
ُّ َ َ ُ َ
المواق ِ
ف. ِ
95
رع َّي ِة.
الش ِ
َّ
96
آل الب ِ وار ِضدَّ ُع َ ِ مواق ِ
تأييد ِ
تأخرين من ِ
يت ت ِ
َبرئ ًة ثمان وضدَّ ِ َ ف ال ُّث ِ الم ِّ َ بعض ُ م�ا يك ُت ُبه ُ
وح َم َل ِة َم ِ
نهج ِ
األوس�ط َ
َ طض�وض ومناه َض ًة للنَّم ِ
َ ِ ُ َ
أصحاب الم ِ
لك ال َع ِ ُ �ة ِم�ن لل َّظ َلم ِ
َ
عاصرين وينالون به بعض الباحثين الم ِ الش ِ
رع ِّي ،أو ما يكت ُب ُه ُ الخال َف ِة األَ َب ِو ِّي النَّ َب ِو ِّي َّ
ُ
بض والن ِ
َّقض لمدارس ال َق ِِ ُصر ٍة ٍ األكاديمي ِة والمراتِ ِ ِ ِ ِ
ب العلم َّية من تأييد ون َ َّ
ِ ِ
هادات َّ
الش
وق َّي ِة
الذ ِ
در َستِهم َّ ِ ِ ِ ِ
جمتهم البِدع َّية على آل ال َبيت النَّ َب ِو ِّي ومن ار َت َب َط بِ َم َ
عاصر ِة في ه ِ
َ َ َ
الم ِ
ُ
رع َّي ِة.
الش ِ
قه َّي ِة َّ ب أهل السن َِّة والجما َع ِة ِ
الف ِ ُّ
بعض ِ
مذاه ِ ِ ،أو ما اع َتنَقوه ِمن
97
حو ِ
لات ِ ِ ِ ِ ِِ
وسنَّةُ ال ِّدلالة وموق ُعها من فقه الت َّ ُّ
ُسنَّةُ المواقف ُ
والجمع
ُ والس َير ِة حميد ًة كانت أو ذميم ًة، ِ
واألسلوب ّ الس�نَّ ُة ُلغ ًة بال َّطري َق ِة
ُع ِّر َفت ُّ التعريف بلفظ
(س�نَ ٌن) ،ق�ال تعال�ى :ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ُ «السنة» لغة
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﮊ [الكه�ف ]٥٥ :وس�نَّ ُة األولي�ن ِ واصطالحا
مواق ُفه�م َّ ُ
المكا َب َر َة ُ
تكون ُ �ير ِة وال َفه ِم والت ِ
َّعليل ،وق�د والس َ
ِ
آباؤهم من ال َّطريقة ِّ
وماذه�ب إليه ُ
العذاب فطلب المش�ركون
َ اجُ :س�نَّ ُة َّ
األولين أنَّهم عاينوا الز َّج ُ
والتَّح�دِّ َي ،كما قال َّ
أن قالوا :اللهم إن كان هذا هو الح َّق من عندك فأمطِر علينا ِحجار ًة من الس ِ
ماء. َّ َ َ
غير َل ِ
فظ «في اإلسالم» َف َل ُه الرواي ُة من ِ ِ
وفي الحديثَ « :من َس َّن ُسنَّ ًة َح َسنَ ًة وهذه ِّ
وأجر َمن َع ِم َل بها»((( ومعنى « َمن َس� َّن ُس�نَّ ًة» يري�دُ عم َلها ل ُيقتدى به فيها ،
ُ أجرها
ُ
وك ُُّل َمن ابتد َأ أمر ًا َع ِم َل به قو ٌم بعده قيل :هو الذي َسنَّ ُه.
98
وتجعل ِع ْل َم
ُ ِ
المواق�ف ، ِ ِ ِ
بع�ض ِروايات األحادي�ث ُت ْعطي ُّ
الس�نَّ َة مفهو َم م�ع أن َ
بصدَ ِدها ،فقد َر َوى ِ ِ
مس�تقل عنها ،وهو ما ُي َؤ ِّيدُ ُس�نَّ َة المواقف ا ّلتي نح ُن َ
اًّ ِ
الحديث
ِ
علي vقالَ :خ َر َج والرا َم ُه ْر ُم ِز ُّي بأسانيدهم عن ٍّ
البغدادي ّ
ُّ والخطيب
ُ الطبراني
ُّ
خلفاؤ َك رسول ِ
الله و َمن َ قلت :يا «الله َّم ْار َح ْم ُخ َل َف ِائي» ،قالُ : ُ
ُ رسول الله mفقالُ :
ِ ِ ِ ُون ِمن َب ْع ِدي َي ْر ُو َ
قال« :ا َّل ِذي َن َي ْأت َ
ون َأ َحاديثي َو ُسنَّتي َو ُي َع ِّل ُمون ََها الن َ
َّاس»(((.
((( ضعيف ،من مراسيل الحسن " ،صون الشرع الحنيف" ،عمرو عبدالمنعم .
99
ِ
الخلفاء الراش�دي َن، ِ
س�نن غيره ،فموق ُفه يعدُّ س�ن ًة من وج�وب خالفتِ�ه َ
دون ِ ِ عل�ى
ُ
يحمل البيع َة العام َة ِ
الخالفة وهو الحسن vفي تنازلِه عن ِ موقف اإلما ِم
ُ ومنها
الحس�ين vبخروج�ه من أرض الحجاز ِ موقف اإلما ِم
ُ من المس�لمين ،ومنها
الله ِ
قض�اء ِ يتأخر عن ٌ
مقت�ول ،فلم يعل�م أنه ِ
والحرب وهو ِ
الدم�اء لتجنيبِه�ا َم َغ َّب� َة
ْ ُ
حرب أو ٍ
قتال، ٍ دون ٍ
رغبة في ِ
البيت َ ٍ
جملة م�ن آل ِ
العراق مع خرج إلى ِ
وق�دره ،بل َ
ِ
وفريق ِ
فري�ق المحبي� َن المتخاذلي َن الح َّج َة على
نبوي أقا َم ب�ه ُ أبوي ٌّموق�ف ٌّ
ٌ وإنم�ا
ِ
الدين. ٍ
بإحسان إلى َي ْو ِم ِ
البيت و َمن تب َعهم وظل درس ًا آلل المبغضي َن القاتلي َنَّ ،
عو ِة بِ ُشروطِ ِه.
تسلس ُل فقه الدَّ َ
ُ والرشدُ هو
ُّ
قه الدَّ اعي بِ ُشروطِ ِه.
واالهتداء هو تسلس ُل سن َِد فِ ِ
ُ َ ُ
النبوي ِ
الهدي ٍ
ودالل�ة وبين ٍ
كموقف الس�ن َِّة ِ
ِّ التفصيل بي َن ُّ و ُي َؤ ِّي�دُ هذا المعنى في
اليم�ان من قوله :v ِ بن ِ
حديث حذيف َة ِ َ
كأحادي�ث وعل�و ٍم وأحكا ٍم م�ا ور َد في
الش�ر َم َخا َف َة َأ ْن الل�ه mعن الخير وكنت أس�أله عن رس�ول ِ
َ َ
يس�ألون الن�اس َ
كان
ِّ ُ
خير؟ قال :قال َ :نعم ِ
وفيه الشر من ٍ ِ ُيدْ ِركَني ...إلى أن قال...
َ ْ فقلت :هل بعدَ ذلك ِّ ُ
ف ُّون بِ َغ ْي ِر ُس�نَّتِي َو َي ْهتَ�دُ َ
ون بِ َغ ْي ِر َهدْ ِيي َت ْع ِر ُ َد َخ� ٌن ،قالَ :و َما َد َخنُ ُه؟ قال :قو ٌم َي ْس� َتن َ
َان ِم ْن نَبِ ٍّي
�ول ال َّل ِه َ mق َالَ :ما ك َ ِمن ُْه ْم َو ُتن ِْك ُر((( .وفي حديث مس�لم اآلخر َ :أ َّن َر ُس َ
ُّون بِ ُسنَّتِ ِه(((.
ون بِ َهدْ ِي ِه َو َي ْس َتن َ َان َل ُه َح َو ِار ُّي َ
ون َي ْهتَدُ َ إِلاَّ َو َقدْ ك َ
ِ
الشريف وما َت َف َّر َع عنه ِ
بالحديث العلم النبوي هو الهدي والمعلو ُم كما س�بق أن
ُ َّ َ
ِ ِ �مى ال عالق َة له ِ
الحديثية، بالنص�وص من األحكا ِم الش�رعية ،وأما الس�ن ُة هنا ُ
فم َس ًّ
تطبي�ق العل� ِم وثمراتِه ،وتم ُّي ُ�زه mفيِ المواق�ف الخاص ُة ب�ه mفي
ُ وإنم�ا ه�ي
100
ِ
وبالناس. ِ
باألمور معامالتِه واهتماماتِه
مواقف
ُ واألس�اليب) ،وه�ي )1( :َ (المواقف
َ ص والس�نَّ ُة على ه�ذا المعنى ت ُ
َخ ُّ ُّ
ٍ
بإحس�ان، وآل بيتِه ومن تَبِ َع ُه ْم
س�نن النبي mوأصحابِه ِ
ِّ ِ وس�ن ٌن نبوي ٌة رحماني ٌة من
ِ
اإلفك ِ
وأه�ل ِ
الدجاجل�ة والمفس�دي َن ومواق�ف وس�ن ٌن ش�يطاني ٌة م�ن ُس�ن َِن
ُ ()2
ُون َب ْعدَ أصحابي فتن� ٌة َي ْغ ِف ُر َه�ا الل ُه لهم
«س� َيك ُ ِ ِ
والمنافقي�ن ،يق�ول فيه�ا وآل بيت�ه َ :
النار» (((. َ بمحبتِهم إياي ،ثم يس َتن بها قوم من ِ
فيدخلون بهم َ بعدهم ٌ َ ْ ُّ َ َّ
ِ
الملل األخرى كما ف�ي حديث البخاري الش�هير ( َلتتب ُع َّن ومنها س�ن ُن أصح�اب
ُسنن َمن كان قب َلكم.((( )..
101
ِ
قسمين: ِ
المواقف) إلى تنقسم (سن ُن ِ
التفصيل وعلى هذا
ُ
ِ
خلفائ�ه الراش�دي َن ومواق�ف
ُ النب�ي mومواق ُف�ه سن ٌة نبوي ٌة أبوي ٌة ،وه�ي س�ن ُة
ِّ
ِ
الدين(((. المهديي َن إلى يو ِم
ِ
والمنافقين ،وتقا ُبلها ِ
والكفار ِ
الدجاجلة ومواقف
ُ وسن ٌة أنوي ٌة شيطاني ٌة ،وهي سن ُة
ٍ
س�نن األمور ،وهي ما يجري من ِ ومحدثات
ُ الش�رعي (البدع ُة الس�يئ ُة)
ِّ في المعنى
والمنافقين ويس�ت ُّن بها المس�لمون ِ ِ
والدجاجلة ِ
الكفار ومواقف على أيدي أولئك
َ
ِ ِ ِ بعل ٍم أو ِ
بغير عل ٍم .وفي ذلك يقول َ : mم ْن َأ ْح َيا ُس�نَّ ًة م ْن ُس�نَّتي َف َعم َل بِ َها الن ُ
َّاس
ور ِه ْم َش� ْي ًئا َ ،و َم ْن ا ْبتَدَ َع بِدْ َع ًة َف ُع ِم َل
ص ِم ْن ُأ ُج ِ ِ ك َ ِ
َان َل ُه م ْث ُل َأ ْج ِر َم ْن َعم َل بِ َها لاَ َينْ ُق ُ
ص ِم ْن َأ ْو َز ِار َم ْن َع ِم َل بِ َها َش ْي ًئا(((. ِ بِها ك َ ِ
َان َع َل ْيه َأ ْو َز ُار َم ْن َعم َل بِ َها لاَ َينْ ُق ُ َ
ِ
موقعه ِ
البدعة إلى تعريف
َ ِ
الس�اعة قد أعا َد ِ
وعالمات ِ
التحوالت وبهذا يكون فق ُه
ِ
الشرعية للنبي ِ
المواقف فتكون البدع ُة األنوي ُة هي مخالف ُة
ُ السياس�ي، األساس�ي ال
ِّ ِّ
طريقهم ،بل لقد تش�ربنا تفكيرهم حتى صارت س�يرنا كس�يرهم وتطابقن�ا معهم في الوالء
والبراء للدنيا والمال وكراهية الموت بل وفي مواقفنا من كل ما استجد تمام المطابقة.أي:
ربما كنا ننتهج أساليبهم كخارطة طريق في مرحلة العلمنة ،وأما اآلن فنحن نسخة منهم.
((( وم�ن س�نن الخلف�اء المهديين التي س�تأتي المواقف النبوي�ة في العدل الت�ي يحييها اإلمام
المه�دي عند مجيئه والتي بها ينش�ر الخير في أرجاء المعم�ورة ،ففي «المنار المنيف»... :
فيقس�م المال ويعمل في الناس بس�نة نبيهم ويلقي اإلسلام بجرانه في األرض .وإس�ناده
حسن كما ذكر ابن القيم (.)110
والجميل أن اإلمام أبوعوانة اإلس�فراييني ( 316هـ) صاحب المس�تخرج على صحيح
وترجم ف�ي كتاب األم�راء ( )420 :4بقوله :بيان ذكر الخب�ر الموجب طاعة
َ ْ�و َن
مس�لم َعن َ
اإلمام وإن لم يهتد بهدي النبي mولم يستن بسنته وإن ضرب ظهور رعيته.
((( صحيح لغيره ،األلباني ،صحيح ابن ماجه (.)174
102
ِ
الش�رعية التي ِ
البدعة ِ
الدين ،أما مفهو ُم ِ
وخلفائه الراش�دي َن المهديي َن إلى يو ِم m
الس�ن َِن ِ ِ َأ َّص َل َها الفقها ُء فهي مخالف ُة
النبوي واألحكا ِم الش�رعية لما َث َب َت من ُِّّ الهدي
األصول ومخرجاتِه وثمراتِه. ِ ِ
المرتبطة بعل ِم ِ
والتقريرية ِ
والفعلية ِ
القولية
َخ َل ْعها
نفسه وقال له :ال ت ْ أن َي ْخ َل َع َ عفان يو َم ِ
الدار ْ َ َ
عثمان ب َن النبي m
ولهذا نهى ُّ
لعثمان يو َم ِ
الدار :فال َ �ر v �م ذل�ك اليو َم ُت ْفطِ ْر ِعن ِْدي .قال عبدُ الله ب ُن ُع َم ٍَو ُص ْ
فيكون ُسنَّ ًة ُ :ك َّلما ك َِر َه قو ٌم خليف ًة َخ َل ُعو ُه َو َق َت ُلو ُه(((.
َ َخ َلع َق ِميص ِ
َ
عليك الله َ ت ْ ْ
103
ِ
المكتوب. َّص والق َي ُم ال ِمن ُ
حيث ما َّد ُة الن ِّ
األخالق ِ
ُ ُ
حيث
ِ ِ ِ
ف) ويؤ ِّكدُ ذلك ما (الموق ُ قصدُ بها أن لف َظ َة ُّ
الس�نَّة في هذا الحديث ُي َ فه ُم َّ
وبهذا ُي َ مفهوم السنة
ِ
رس�ول الل�ه mوفع ُل ُه أن الس�نَّ َة هي لدى الع ِ
لماء ُ
وتقرير ُه ال
ُ «قول ُ ه�و معلو ٌم من َّ ُّ كموقف في
حديث «عليكم
غير ذلك».
َ بسنتي»
ِ شير إلى ُسن ٍَّة ت ُ
َّبي الخلفا َء ،فهل هناك ُسنَّ ٌة أخرى ُ
غير ُسنَّة الن ِّ ص ُ َخ ُّ َ
الحديث ُي ُ لك َّن
للخ َل َف ِ
اء؟ ُ m
غير مفهو ِم فقه الدَّ ِ ِ أن مفهوم الس�ن َِّة هنا ـ ف�ي ِ والج�وابَّ :
َّح�والت ـ ُ عوة وفقه الت ُّ َ َ ُّ ُ
مواق ُفهم عند لفاء ه�ي ِ الخ ِوس�نَّ ُة ُ صول الم ِ ِ الس�ن َِّة عن�د ع ِ
لماء األُ
َّبي ُ قر َرةَ ،ف ُس�نَّ ُة الن ِّ
ُ َّ ُ ُّ
ِ
ف عليه ل�دى العلماء ، تع�ار َ
الم َ المألوف ُ َ ور َّبم�ا خالف�وااالختلاف واالحت�دا ِم ُ ،
ِ ِ (((
ُّص�وص ُمخت َِل َف� ٌة و ُمت َِّنو َع ٌة
َ إن الن حي�ث َّ ُ يق�ولَ « :ع ُّضوا عليه�ا بالنَّواجذ»ُ وله�ذا
ف ِ
المواق ُ ِ
المش�روعة ،أ َّما ِ
جهات النَّ َظ ِر وو ِ
ويج�ري االجتها ُد مجرا ُه من االختالف ُ
المواق ِ
ِ ِ
ف تقر َر بعده�ا من الذاتي بع�د النَّ َظ ِر في ُّ
الس�ن َِن الواردة وما َّ فه�ي االجتها ُد َّ
ِ
الزكاة وتنازل اإلمام ِ
محاربة مانعي الصديق vف�ي ُ ٍ
أبوبكر كم�ا فعل الخليفة
الحسن vعن الخالفة.
104
ٍ �ة والت ِ ِ علي ِ ِ ِ ِ ِ
اجتهادات في تف�ر َع عنها م�ن
َّقرير َّي�ة وما َّ الس�ن َِن القول َّي�ة والف َّ
لمجم�و ِع ُّ
وضابِط ًا ِبف ِ
عو ِة ِوعاء ًا جامع ًا َ ِ ِ
المذاه ِ صول وفِ ِ
ِ األُ
قه ب ،وبهذا ال َفه ِم يكون فق ُه الدَّ َ قه
المذهبِي ِة في عال َقتِهم بِب ِ صول وع َل ِ �لوك ع ِ
عض ِهم ال َب ِ
عض َ َ َّ ماء ِ ُ لماء األُ الت لِ ُس ِ ُ التَّحو ِ
ُّ
الشري َع ِة في ُّ
الش ِ
عوب. ض وعال َقتِهم بِت ِ
َطبيق َّ والم ِ
عار ِ ِ ِ
بالمخالف ُ
ِ
وعالقاتهم ُ
رعي وإقام ِة ح ٍ ِ تكون قانون ًا أو دس�تور ًا لِ َف ِ ِ َ فالش�ري َع ُة قبل أن
دود فهي َ ُ رض نظا ٍم َش ٍّ ُ َّ
وانعكاسات َش ِ
رع َّي ٌة دو ٍة َح َس�ن ٍَة ومعصومة وس ٌ ٍِ لذات ُم َط َّه َر ٍةٍ ف َد َع ِو َّي ٌة ِ
ٌ �لوك ل ُق َ ُ مواق ُ
ِ
ُصوص ِ
الس�تفزازات ال َّطب� ِع أو تطوي ِع ن َ
مجال فيها إيماني ال �م ٍّو لِ َو ٍ
ٍّ وس ُاني َ ح�ي َر َّب ٍّ
الش�رعِ ،قال فيه تعال�ى :ﮋﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ
َّ
ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮊ [القلم.]٤ - ١ :
105
َّوص ُل ِ ِ غي�ر ذلك وهو عند ُف َق ِ
ه�اء ِعل ِم األُ موق ٍ
�ف أو ِ تقري�ر أو ِ
ٍ
صول ما ُيمك� ُن الت ُّ أو
مطلوب َخ ِير ٍّي.
ٍ صحيح النَّ َظ ِر فيه إلى
ِ بِ
عو ِة ِ ِ
دليل من فقه الدَّ َيتو َّفر له ٌ ِ
َّحوالت تُع َت َب ُر (الدِّ ال َل ُة) ُبرهان ًا على مالم َ
ِ ِ
وفي فقه الت ُّ سنة الداللة في
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
بمعنى
ً فقه التحوالت إلى الله ضم َن عل ِم األُصول القائ ِم على ُّ
السن َِن القول َّية والفعل َّية والتَّقرير َّية ،أو
َرك لم يندَ ِرج تحت ِعل ِم عل أو ت ٍ السن َِّة في فِ ٍ ِ
مز من القرآن أو ُّ للر ِ تفسير َّ
ٌ آخ َر (الدِّ ال َل ُة)
َ
ص�ول ِضمن ًا أو تصريح ًا .وهي ـ أي( :س�نَّ ُة الدِّ ال َل ِة) ـ س�نَّ ٌة ترتَبِ ُط ارتِباط ًا ِ
واعي ًا ِ األُ
ُ ُ
حديث ُعقب َة ِ ِ
ِ
لس�ت أخش�ى عليكم أن ت ِ
ُش�ركوا ُ الس�ابِ ِق ُ
ذكر ُه وفيه« :إنِّي بن عام ٍر َّ َ بِ
يك بعد ِه ،وإنَّما الت ِ
َّشر ُ رك في ُاألم ِة من ِ
َّ
الش ِ بعدي ،(((»..وهو تفس�ير ِ
شرع ٌّي النعدا ِم ِّ ٌ
ِ ِ
ين: ُهم ٌة في األُ َّمة ُبن َيت على َ
أمر ِ إن جاء من بعده mفإنَّما هو ت َ
�س ف�ي الدني�ا ،وهي م�ا ع َّبر عن�ه mبقولِ ِه ف�ي الحديث
سياس� ُة التَّنا ُف ِ
• َ
الس�ابق ...« :ولكن أخش�ى عليكم الدُّ نيا أن تنا َف ُس�وا فيها ، (((»...فتب َّي َن
المتنافِ َس� ُة على ِ
قرار قول ُنفي ما ألصقت ُه ال ُع ُ ِ
ع�وة ُ
ِ ِ ِ
به�ذه الدِّ اللة في فقه الدَّ َ
ٍ ِ والعل ِم من تُهم ِة ِّ ِ
الحك ِم ِ
الحك ِمزو ذلك ُ الش�رك في ُأ َّمة ُم َح َّمد ، mو َع ُ َ ُ
ِ
أركان الدِّ ِ الرابِ ِع من بالر ِ ِ ِ
ين. كن َّ غياب العل ِم ُّ إلى
ان َأ ِي َس َأ ْن •فتن�ة التحري�ش المنصوص عليها في قول�ه « : mإِ َّن َّ
الش� ْي َط َ
ب ِ
ولك ْن في الت َّْح ِر ِ
يش َب ْين َُه ْم»(((. ون في َج ِز َير ِة ال َع َر ِ
الم َص ُّل َ
َي ْع ُبدَ ُه ُ
ِ ِ َّجه االستفاد ُة من سن َِّة الدِّ ال َل ِة في منه ِج الدَّ ِ
سم ِ
ين: عوة إلى الله على ق َ
َ َ َ ُ َ و َتت ِ ُ االستدالل بسنة
قاعدَ ِة الس�ن َِّة الحس ِ
�نة عند يدخ ُل تحت ِ
أن ك َُّل م�ا ُ ُ
االس�تدالل به�ا عل�ى َّ األو ُل:
الداللة على ما لم
َ َ ُّ َّ يكن له سابق مثال
106
ِ
الكتاب ثال س�ابِ ٌق وإنَّما َد َّلت عليه ِدال َل ٌة ن َِّص َّي ٌة منصول ولو لم يكن له ِم ٌ ِ ع َل ِ
ماء األُ ُ
الل بِ َش ِ ف ُ ِ
�رط والض ِصحيح ال عالق َة له بالبِد َع ِة َّ ٌ أمر
الخلفاء فهو ٌ
مواق ِ
أو الس�ن َِّة أو ِ
ُّ
الصحا َب ُة ئ بعد ِ ٍ ِ ِ ِ
يطمئ ُّن إليه َّ
صحيح .ومن ذلك ما كان َ َص عار َضة لن ٍّ الم َ عَدَ ِم ُ
س�ول ِ
الله mومنها ِ والعبار ِة التي تجري على لِ ِ
س�ان َر اس�تقرائهم لما وراء ال َّلف َظ ِة ِ ِ
َ َ
�رات لم�ا تَدُ ُّل علي�ه ،وفيها يقول :m قو ُل�ه ف�ي الرؤي�ا الصالحة :إنَّها من المب ِّش ِ
َُ ُّ ُ
الصالِ َح ُة »(((.
الرؤي�ا َّ الم َب ِّش ُ
�رات ،قالُّ :
ِ
بش�رات ،قالوا :وما ُ الم ِّ
يبق بعدي إال ُ «ل�م َ
الح ُل َم ِ ِ ِ
الشيطان ،فإن َح َل َم أحدُ كم ُ والح ُل ُم من َّ
الصال َح ُة من الله ُ ،الرؤيا َّ ُ
وحديث « ُّ
يسار ِه وليست َِعذ ِ
بالله منه فلن َي ُض َّر ُه» (((وفي رواية « فل َيت ُفل عن بصق عن ِ يكر ُه ُه فل َي ُ
َ
وش ِّرها وال ُيحدِّ ث بها أحد ًا فإنَّها ال ُ
تض ُّره» الش ِ
يطان َ يسار ِه ثالث ًا ،وليتعوذ ِ
بالله من َّ ِ
َّ
عت هذا ُنت ألرى الرؤيا هي أث َق ُل علي من الجبل ،فلما س ِ
�م ُ ،قال أبو َس� َل َم َة :إن ك ُ
َّ َ ََ َّ ُّ
ُنت ُأباليها(((. َ
الحديث فما ك ُ
سول ِ
الله « mمن قه الدِّ ِ
اللة :ما رواه أبو هرير َة رضي الله عنه قال :قال َر ُ ومن فِ ِ
107
أمري َّأصيل َّ ِ ِ ٌ �ة أمر بِ ِ
م�ور الحياتِي ِ
ف�ي األُ ِ
الش�رع ِّي في َ وإح�داث في قواع�د الت دع ٌّي ٌ َّ
واآليات القرآن َّي ِة
ِ َّبو َّي ِة ِ
األحادي�ث الن ِ خالل اس�تِ ِ
قراء ِ ف ذلك من ويعر ُ
الدِّ ين والدُّ نيا َ
ِ الرابِعَِ ،و َ الر ِ ِ ِ
تبر ُز بها ف�ق مفهو ِم الدِّ ال َلة التي ُ كن َّ المنصوص عليها في اس�تدالالت ُّ
تبر ُز بها ِ صور الت ِ صر من ُع ِ
نوح في ك ُِّل َع ٍ
والج ِ ِ ِ
َّاريخ اإلسالم ِّي ،كما ُ ور االنحراف ُ ُص ُ
المريض ِة التي وصفها الل ُه في ال ُقرآن
ِ (((
َ فات ال ُق ِ
لوب وتصر ُ
ُّ
ِ
واإلرجاف ُصور الن ِ
ِّفاق ُ
جال والن ِ
ِّساء حياة الر ِ واه ِر وما دون ذلك من ِ
وتعليل ال َّظ ِ
ِ على مستوى ِ
العل ِم وال َق ِ
رار
ِّ
ِ
الوجه ف بها في يع�ر ُ ِ ٍ
وجماعات و ُأ َّم� ًة على مدى أفراد ًا و ُأ َس�ر ًا
َّحول كما َتاريخ الت ُّ
لفائ ِه الر ِ
وخ ِ رس�ول ِ
ِ ِ المع َت َب ِر عند المقابِ ِ
اش�دين َّ الله ُ m صحابة �ج ُ �ل سلام ُة َ
المنه ِ ُ
اه َي َة فيس�ت َِنقصون َ
ُفر ُز طِبا ُعهم ِ
الحقدَ والكَر ِ المت َق ِّولين الذين ت ِ ِ
،ور ُّد َت َق ُّول ُ
المهد ِّيين َ
ِ
وخاص ًة الذين األو ِل للص ِ ِ ِ ِ م�ن مراتِ ِ
َّ �در َّ الصح َبة ويقدَ حون في سلامة االجتهاد َّ ب ُّ
َّبي mفي حياتِ ِه .
ُصوص الن ِّ
ُ حصن َُتهم ن
َّ
ِ
واالكتش�افات، ات العلو ِم والمختَر ِ
عات َجدَّ ِاالس�تدالل به�ا على مس�ت ِ
ُ ال َّث ُ
الث:
ُ َ ُ ُ االستدالل بسنة
الكتاب والس�نَّةِ
ِ ٍ ِ
ونس�م ُع ونُش�اهدُ من دالالت في ِ
لكثي�ر م�ن جديدها ما نرىِ ٍ َّ
وأن الداللة على
ُّ َ
َّفس�ير على ِعل ٍم بها لِعدَ ِم و ِ مسنجدات العلوم
جودها في َ ُ ِ ِ
صول والت لم يكن ال ُعلما ُء عند َوض ِع ِعل ِم األُ
َّبو َّي ِة
واألحادي�ث الن ِ
ُ اآلي�ات القرآنِ َّي ُة
ُ زمانِه�م؛ ولكنَّها ظه�رت فيما بعدُ ،وصارت
ِ ِ
تفس�يرها بما في الم َت َقدِّ مين في ور َّبما دلت على فس�اد َفه ِم ُ تَ�دُ ُّل دالل� ًة عليها .ب�ل ُ
َ
الفصل ال َعلاَّ َم ُة الس�ابِ َق ِة ،وقد أش َب َع هذا ِ ِ ِ زمانِهم أو َربطِها بِ َب ِ
عض التَّعليالت الكون َّية َّ
العصر َّي ِة لما أخبر به َس ِّيدُ ال َب ِر َّي ِة».
ِ ِ
االختراعات ِ
«مطابقة مار ُّي في كتابِ ِه
أحمدُ ال ُغ ِ
ياس� ٌة ال ِديا َن ٌة، ِ ِ ِ أن هذه الس�نَّ َة تَدُ ُّل أيض ًا على َّ ِ
أن ظاه َر َة التَّش�ريك والتَّكف ِير س َ ُّ كما َّ
ظاهرة التشريك
ليست ديانة
((( في سورة (براءة) و(المنافقون) وغيرها من سور العالمات الخاصة بفقه التحوالت.
108
ف�اء واالهتِ ِ
داء والهلاك كما أنَّه�ا أيض ًا ِدال َل ٌة عل�ى االقتِ ِ
ِ ِ
االقتتال ب ف�يوأنَّه�ا َس� َب ٌ
ِ
الوجه ُّصوص واالس�تِ ِ
دالل بها عل�ى َغ ِير ِ ِ
َحريف الن باألُ َم� ِم الكافِ َر ِة التي س�بقت بِت
فاء الر ِالخ َل ِ بمواق ِ
ِ ِ
اشدين َّ ف ُ َّبي mوال عال َق َة لها حيح إذ ال عال َق َة لها بِ ُس�نَّة الن ِّ
الص ِ َّ
ور ُة القاتِ َم ُة التي
َ الص
ُّ �ي هذه َ َنج ِل
َ
ٍ
مكان أن ت رور ِة بِ
َ الض
َّ وإن ِمن
بعد ِهَّ ،
هديي�ن ِم�ن ِ
ِّ
الم ِ
َ
مدارس القبض
ِ معر َف ِة
ميع إلى ِ ِ ِ
اإلسلام َّي َة في َع ِ أصاب�ت األُ َّم َة
والنقض األمر والو َه ِن ويع�و َد َ
الج ُ صر ال ُغثاء َ
وظاهرة تحريف
النصوص
ص�ول و ُفرو ُع ُه عن ِع َّل ٍة َ
أدخ َلتها ِ لم األُ ِ عل�ى ُأصولِ ِه َّ ِ ِ
الش�رع َّية ،وبهذا ال َفه ِم َي َت َط َّه ُر ع ُ
غير ُح َّج ٍة،�رع ِّي على ِالش ِ اإلسلامي ِ
والعل ِم َّ ِّ
ِ َّقض إلى ِ
الجس� ِم بض والن ِ ِ
مدار ُس ال َق ِ
ف األُ َّم ِة.حيح ِة التي عاش عليها َس َل ُ
الص َ ِ
ُّصوص وال ُفهو ِم َّ
ِ
تحريف الن وهي ِ
ظاه َر ُة
الشهادات
عو ِة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُصوص المرح َلة الم ِّك َّية َ
والمدَ ن َّية في شأن فقه الدَّ َ َ َقر ُئ ن إن ُس�نَّ َة الدِّ الل َة تس�ت ِ
َّ
الشرعية من
الله mتوثيق ًا سول ِ
س�ان ر ِ �رعي ُة التي صدرت من لِ ِ �هادات َّ ِ إلى ِ
الله وتُع َت َب ُر َّ
لسان رسول الله َ الش َّ ُ الش
mلصحابته
الخال َف ِة
َّاقضين لِسالم ِة مرح َل ِة ِ
َ َ
لعدا َل ِة صحابتِه بل وتقدَ ح في ُعمو ِم المعت َِرضين والن ِ
ُ ُ َ
حصانة ال تنقضها
األحداث الجار َي ِة،كما تُعيدُ هذه
ِ ِ
األحداث ِ
ص�ف األول�ى مهما كانت حجتُهم ِ
القائ َم ُة على َو ُ َّ
109
ِ
اإلش�ارات التي �ة ث وهندَ س ِ
الحواد ِ
ِ اإلسلامي ُمقت َِرن ًا بِت ِ
َمييز الس�نَّ ُة ق�را َء َة الت ِ
َّاريخ
َ ِّ ُّ
اعة ما بي َن ُم ِح ٍّق هد ِه إلى قيا ِم الس ِ
َّ
َّاس من َع ِ الله mعلى س ِ
�لوك الن ِ ُ
س�ول ِ َد َّل َل بها َر ُ
ِ ؤم ٍن ومنافِ ٍق ،كما ت ِ ب وم ِ ِ ٍ ِ
الم َس َّي َس َة،
سير َة الدَّ َّجال َّي َة ُ
الم َ
�ف ََكش ُ ُ و ُمبط ٍل وصادق وكاذ ٍ ُ
الخطير الم ِ ِ واه ِر الدَّ َّجالِ َّي ِة
كشف ِه لل َّظ ِ
وتَربِ ُط بين النَّص النَّب ِوي ساع َة ِ
عمي ِ ُ واندراجها ِّ َ ِّ
ِ
رافات والتَّحا ُلفات بين ِ
االنح اإلسلام َّي ِة حتى اليو َم وما يت َب ُعه�ا من
ِ ظير ِة ِ
الح َضم َن َ
َّهج َّ ِ حيح ِة والن ِ ِ الدَّ ِ ِ ِ
وي على مدى الت ِ
َّاريخ. الس ِّ الشرع ِّي َّ الص َجاج َلة ضدَّ الدِّ يانة َّ
ِ
االعتدال وضوح مدرس َة
ٍ ف والدِّ ال َل ِة ـ ُي ِبر ُز بِ
المواق ِ
ِ َيهُ :سن َِّة
الت ـ بسنَّت ِ
ُ
إن فِقه التَّحو ِ
ُّ َّ َ مدرسة االعتدال
اإلفراط والتَّفريطِ
ِ وض في َط َر َف ِي الخ ِ ِ ِ
الشرع َّية في ُأ َّمة اإلسال ِم بعيد ًا عن َِ ِ ِ
والو َسط َّية َّ والوسطية
َ
الخ ِ بعض الم ِ س�لمين أن ُف ِس�هم أو بي�ن وموقعها من فقه س�واء كان بي�ن الم ِ
طير س�لمين في ُم ُيوله�م َ ِ ُ ُ ً التحوالت
ِ
االجتماع َّي َّركيب ومش�اريع ِه األَن َِو َّي ِة ،المش�اري ِع التي ن َ
َخ َرت الت ِ لالنحراف الكافِ ِر
ِ
َ
س الجانِ َح ِة
دار ِالم ِ
ور َ
ِ
المعاص َر والت�ي أبرزت َد َ واإلعالمي َُّ
والدِّ ين�ي واالقتِ ِ
صاد َّي َّ
ِ
صوص . هور مرح َل ِة ال ُغ ِ
ثاء ُ
بالخ ومنذ ُظ ِ
َّاريخ ِّي بال ُعمو ِم ُ عبر التَّسلس ِل الت ِ
ُ َ
�ة فِ ِ
�ف مقرونَ� ًة بدراس ِالمواق ِ
ِ وس�ن َِّة ِ ِ ِ
قه َ أه ِّم َّي� ُة العل� ِم بِ ُس�نَّة الدِّ ال َل�ة ُ
لق�د تع َّينَ�ت َ
ِ الرابِ ِع من ِ ِ ِ ِ ِ
أركان ك�ن َّ َّحوالت مقرون ًا بِ َمش�روع َّية ُّ
الر ِ در ُس فقه الت ُّ َّح�والت كما ُي َ الت ُّ
البعض إنما هو ِ
خار ٌج ِ الس�لبِ َّي لهذا الموضو ِع ل�دى ي�ن وعلى هذا َفإِ َّن الت ُ
َّناو َل َّ الدِّ ِ
الذي ينازع ما
كر ِة ِ ِ ِ ِ ِِ
الشرع ِّي الذي نحن بِ َصدَ ده ،أي :بمعنى أن المناق َش ل َفساد الف َ
دالل َّ ِدائر َة االستِ ِ
َ
ِ نحن بصدده إما
ِِ لجهله بالركن
هل بهذه للج ِخار ِج الموضو ِع الذي نحن بِ َصدَ ده َ ث ِم�ن ِ ِ
المن�از َع فيها إنما َيت ََحدَّ ُ الرابع أو لرفضه أو
فإن ثوابِ َت َّ الش ِ�ي لِ َقبولها ال َّ ِ ِ ِ ِ
الش�ر ِع قد ب َّينت �رع ِّي ،وإال َّ ال َّثوابِ�ت أو رفض�ه ال َّطبع ِّ ال َّط ْبعي له
ِ �ت ر ِ
ِ
الم َع ِّل ُم األع َظ ُم m يبق إال ال َق ُ
بول لما ج�اء به ُ األركان ولم َ باع َّي َة َّ�ص ال َّثابِ ُ
بالن ِّ
ِ ِ ِ ِ
يحص َل اإللما ُم التَّا ُّم بما يترت ُ
َّب الركن َّية وتفريعاتها حتى ُ تفاصيل ُّ ُث َّم التَّدَ ُّر ُج في َفه ِم
ب مع وظي َفتِ ِه. ِ ِ
على هذا الفقه الدَّ َع ِو ِّي من ُسن ٍَن َ
تتناس ُ
110
ِ
ص�ول َّقلي�دي ـ لِع َل ِ
م�اء األُ لم�ي الت ِ ِ ِ ِ الس�ا َع ِة ف�ي ِ َّ
موقع عالمات ُ ِّ القام�وس الع ِّ إن عالم�ات ّ
المنصوص الساعة من علماء حيث ِ
قواعدُ ُه اإلسالم ِّي من ُِ بالف ِ
قه وال ُفرو ِع ـ ليست فِقه ًا وال عالق َة لها ِ
ُ
الفقه التقليدي عليها عند ع َل ِ
أركان الدِّ ين بِ ِص َل ٍة،
ِ صول ،ولهذا فهي أيضا عندهم ال ت َُم ُّت إلى ِ ماء األُ ُ
ِ يخ على ال َّثوابِ ِ عبر الت ِ ِ
ٌ
إيمان ، الثالثة (إسلا ٌم ، ت َّار ِ ألن ثوابِ َت الدِّ يانَة لديهم قامت َ
َّ
ٌ
إحسان) .وإنما تذكر في مصنفاتهم تحت باب (اإليمان باليوم اآلخر).
ص�ول الن َِّّص َّي ِة)((( الت�ي بنى عليه�ا ال ُع َلما ُء فِق َه
ِ �ة إلى (األُبينم�ا عندم�ا نعود بِر ِوي ٍ
ُ َ َّ
ِ ِ ِ ِ ي�ن ذاتِها ن ِ ِ
وجزء ًاأحدَ ُم ِه َّم�ات المرح َلة ُ الس�اعة كانت َ أن عالمات ّ َج�دُ َّ أركان الدِّ ِ
ف، والمواق ِ
ِ والعالقات والس ِ
لوك ِ إصدار األحكا ِم والفتاوى ِ لم َّي ِة في
الع ِ
من ثوابِتِها ِ
ُّ
في ِ
المعر ُّ الز َمنِ ُّي اللاّ ِح ُق واالستحوا ُذرح ُل َّ ٍ صور ٍة ِ
غير ُمع َلنَة ،حتى جاء الت ََّم ُ ولك ْن بِ َ
هام ِش� ّي ًاالعالمات ِ
ِ كر ِ ِ ِ
َّاو َل في ال َّثوابِت ال َّثال َثة فقط حتى صار ذ ُ �ق فحصر التن ُ
ِ
الماح ُ
غيان َأ َث ِر الم ِ
َّدوين و ُط ِ وخاص ًة بعد َع ِ اله ِو َّي ِة،
ينضوض في الدِّ ِ ِ لك ال َع ُ ِ صر الت َّ ومن َف ِر َد ُ
الج َبروتِ َّي ِة. ِ
والدَّ و َلة َ
�ة م َؤكِّدي�ن ِ ٍ ٍ ِ ِ
إعادة القراءة
فائدَ َة وله�ذا فإنَّ�ا ن ََض ُع هذه المس�أ َل َة على بِس�اط البح�ث بقناعة تا َّم ُ
لرباعية األركان لز ِمين الدَّ ِار َس ِ
األركان و ُم ِ الش ِ
�رع ِّي من موق ِع ِه َّ
كن الرابِ ِع إلى ِ
الر ِ َّ
ِ ال َع َم ِ
�ل على إعا َدة ُّ
ضرورة ملحة
باختصاص ِه
ِ
اص مع ت ََم ُّي ِز هذا ُّ
الر ِ
كن الركنِ َّي ِة وفِ ِ
قهها َ
الخ ِّ ب أن يربِ َط بين هذه ُّ
ِ
وال َّطال َ
111
َجدٌّ وال عال َق َة أن هذا ِ
الفق َه مس�ت ِ ِ
باعتبار َّ قه الدَّ عو ِة إلى ِ
الله تعالى) ،أي: َّوع�ي (فِ ِالن ِ
ُ َ ِّ
عل َّي ِة الخاص بالسن َِن القولِي ِة ِ
والف ِ ِ ِ ِ
َّ ُّ س�بق تأصي ُل ُه لدى ال ُعلماء من الفقه َ ِّ له أل َب َّت َة بما قد َ
حيث ِ
الوح�دَ ُة ال َعا َّم ُة في وقواع ِد ِه إال من ُ
ِ ِ
ص�ول �ة بِ ِعل ِم األُ
ذات العال َق ِ
�ة َِّقريري ِ
والت ِ َّ
فهم. ِ ِ ِ
والسنَّة ،فل ُي َ
بالكتاب ُّ االرتباط
ِ
مس�ائ ِل الكام ِل) فيِ �رع َّي ِة (إعا َد ُة الن ِ
َّظر الش ِ العل ِم وتفصيالتِ ِه َّ ويترتَّ�ب على ه�ذا ِ
ُ الصراع التاريخي
ِ
ذهبِ َّية بِ ُعمومهم) ،وكذلك ِ ِ ِ ِ ِ
الم َ راع بين ( ُع َلماء َ الص َ بين المذاهب الخال َفة واالختالف التي َع َّمقت ِّ
ذهبِ ّي ًا ِ ِ ِ يحتاج إلى إعادة الصرا ِع بين مس�م ِ
كالصرا ِع التَّاريخ ِّي سياس� ّي ًا و َم َ االجتماعيِّ ،
ِّ ل َّمرح
ُ ت ال يات ُ َ َّ ِّ نظر
ِ
مجموعات �ة) ،وبين غيرهم م�ن �لفي ِة والصوفي ِ ِ بي�ن (الس�ن َِّة ِّ ِ
ّ َّ (الس َّوالش�ي َعة) وبين َّ ُّ
ِ ِ الج َس ِد ِ التَّكت ُِّل
المعلول. اإلسالم ِّي االنفعالي داخ َل َ
ِّ
الذ ِّم ِّي والكافِ ِر السلا َم ِة وعَدَ ِمه�ا في العال َق ِة مع الكافِ ِ
�ر َّ َّب عليه ِ
معر َف ُة َّ كم�ا يترت ُ
مع قوى االستِ ِ
عمار ِ ِ ِ ِ
الحربي ،وحدُ ود هذه العالقات ،ومش�روع َّية التَّعا ُم ِل أو عَدَ مه َ ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المس�يط َرة على ُم َقدَّ رات األُ َّمة في مراح ِل ال ُغثاء َ
والو َه ِن، واالستثمار ُ واالس�تهتار
واالستتبا ِع أو عَدَ ِم ِه ،وتداعي األُ َم ِم (األَ َك َل ِة) على َقص َع ِة ال َّطعا ِم ،فلعل وعسى.
112
لات وم َا تَرتَّبَ عَلَيهِ الع ِ ِ ِ
ْ حو ِلـم ِبفقه الت َّ ُّ ياب ِ
غ ُ
الق َرا َء ِة
الش�رعي لم�ا وراء ِ
ِّ الت ِ
معر َف ُة ُ
الحك� ِم َّ ق�ه التَّح�و ِ
ُّ
العل� ِم ِبف ِ
�ات ِ
م�ن م ِهم ِ
ُ َّ
وتنزيل المعان�ي الم ِ
راد ِ ِ
تحديد األح�كا ِم الق�را َء ِة من
ُّص�وص وما يترتَّ�ب على ِ
ِ للن
ُ ُ
عامالت ِ
والق َي� ِم ،وقد وقع العديدُ ِ والم ِ ِ ِ ِ
ُّصوص على العقائ�د والعبادات ُ بها ف�ي الن
ِ
تنزيل المعاني ِ
وتحميله�ا عند ِ
ُّصوص الفتن َِة) في َش�ر ُف ِ
هومهم لهذه الن م�ن (ع َل ِ
ماء ِ
ِّ ُ
ِ ِ
ّأوي�لَ ،بدء ًا ِ ِ ِ ِ
بمراحل وس�وء الت واألح�كا ِم على ما َب�دَ َر ل ُعقولهم من ال َفه ِم َ
والوه ِم
ِ
ّأصيل. َّنزيل و ُمرور ًا بِ َمرح َل ِة الت
الت ِ
الخوارج ِ
واض ٌح و َب ِّي ٌن كما ِ وأع َظ ُم ما وقع فيه (أولئك) ُش� َب ُه الت ِ
َّكفير ومقا ُلها عند
و(المعت َِز َل ُة)
ُ و(الس َب ِئ َّي ُة)
َّ (الرافِ َض ُة) ِ
َّحوالت ،ومث ُله ما وقع فيه َّ
ِ ِ ِ
ُصوص فقه الت ُّ هو في ن
ِ ِ وأش�باه ُهم وأمثا ُلهم في ال ُع ِ و(القرام َط ُة) و(الباطِنِ َّي ُة)
ِ
الس�ابِ َقة ،وس� َب ُب ُه غ ُ
ياب صور ّ ُ
قه التَّحو ِ
الت. العل ِم بِ ِف ِ
ِ
ُّ
كبير ٌة
َ طور ٌة
َ واإلسالم َّي ِة ُخ
ِ عات ال َع َربِ َّي ِة
العل ِم اليوم في المجتَم ِ
َ ُ َ
ياب هذا ِ كما كان لِ ِغ ِ
ماذا حصل من
هماء ـ فيما أخبر عنه mمن الوهن وال ُغ ِ
ثاء الخطأ بغياب فقه ِ ماء ـ َفض ً
ال عن الدَّ أدت إلى وقو ِع الع َل ِ
َ َ َ ُ ُ َّ
التحوالت أمر التَّحو ِ
الت أو عَدَ ِم الت ِ
َّمييز في ُّ بالح َير ِة في ِ
اص ًة فيما يتع َّل ُق َ واس�تتبا ِع األُ َم ِمَ ،
وخ َّ
الباطل المنت ِ مواق ِفهم،
سالمة ِ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َحلين صف َة ِ ُ ِ
وأهل المنصوص على معر َفة ألسنَة َ
الح ِّق
«ستكون فِ َت ٌن ُيصبِ ُح
ُ قه التَّحو ِ
الت: ُّ
ُصوص فِ ِ
ِ يقول mفي ن وأهل ِه ،وفي ذلك ُ الحق ِ ِّ
ل�م هنا في َأ َح ِد ِ ((( ِ
الر ُج ُ�ل فيها مؤمن ًا و ُيمس�ي كافر ًا إال َمن أحي�ا ُه الل ُه بالعل ِم» والع ُ
َّ
113
قه التَّحو ِ
الت والل ُه أع َل ُم. العلم ِبف ِ
معانيه ِ
ُّ ُ
114
صاد والسياس ِ والعل� ِم واالقتِ ِ �ؤون الحك ِم ِِ
�ة ِّ َ ُ واإلسلامي من ن ٍ
َقض ف�ي ُش ِّ ال َع َربِ ِّ
�ي
مة، العلمانِي ِة والعلمن َِة ُثم العو َل ِ
مراح ِل ِ
�ة والتَّعلي ِم واإلعال ِم في ما تالها من ِ والتَّربِي ِ
َ َ َّ َّ َ
باالعتماد عل�ى مخرج ِ
ات ِ األمر ِ ٍ ِ
ُ َ َ فس َ�ر ه�ذا ُ ب�أي حال من األحوال أن ُي َّ وال ُيمك� ُن ِّ
ِ ِ ي�ن ال َّثال َث ِة وحدَ ها وإنَّما يعر ُ ِ ِ
(عالمات ب الرابِ ِع ُ
المغ َّي ِ الر ِ
ك�ن َّ راس�ة ُّف بِد َ ُ َ أركان الدِّ ِ
قه التَّحو ِ
الت) وفي ذلك ُيؤ ِّكدُ m تأصيل ش�رعي ِلف ِ
ٍ الس ِ
�اعة وما ترتَّب عليها من
ُّ ٍّ ّ
األمانات وعال َقتِها
ِ يح ُّل باألُ َّم ِة عند َضيا ِع هذه ف الذي ِ الموق ِ
ِ
حيح ُخ َ
طور َة الص ِفي َّ
ضياع األمانات
ِ ِ بِ ُق ِ
وموقع ذلك من َّبي m حيح عن أب�ي هرير َة قالَ « :بينَما الن ُّ الص ِ الس�اعة ،فقد ورد في َّ مرح َلة ّ
�رب َ
فقه التحوالت س�ول ِ في ِ
الله m الس�اع ُة فمضى َر ُ أعرابي فقال :متى ّ ٌّ ث القو َم جا َءه س ُيحدِّ ُمجل ٍ
يسمع، بعضهم :بل لم َ بعض القو ِمَ :س ِم َع ما قال فك َِر َه ما قال ،وقال ُ ث ،فقال ُ ُيحدِّ ُ
رسول ِ �ائل عن الس ِ
الله، َ اعة» قال :ها أنا يا ّ الس ُ حتّى إذا قضى حدي َثه قال« :أين ُأرا ُه َّ
األمر
ُ الس�ا َع َة ،قال :كيف إضا َعتُها؟ قال :إذا ُو ِّسدَ
قال :فإذا ُض ِّيعت األما َن ُة فانتظر ّ
ِ إلى ِ ِ ِ
غير أهله فانتَظ ِر ّ
السا َع َة»(((.
ِ
عالمات الواعي ِة لِ
ِ األحاديث التي تُؤ ِّي�دُ إعا َد َة الق�را َء ِة
ِ الحديث من أع َظ� ِم
ُ وه�ذا
كشف فقه َ
أبر َز الحديث ُ ِ ف إال من ِم ِ الس ِ
التحوالت حيث َ ثل هذا ُعر ُ
وتفصيالت ال ت َ
ٌ توضيحات
ٌ اعة ففيها ّ
الشرعي لمرحلة �ريف وجود تآم ٍر مش�تَر ٍك ِ
اإلسالمي ،وهو ما ُس ِّمي
ِّ ِ
القرار داخ َل الش ُ ُ َ ُ ُ َ ُ
الحديث َّ هذا
التوسيد
ِ
القرار خار ِج ٍّي للدَّ ف ِع بِ َح َم َل ِة
وتدخ ٍل ِ
ُّ المدَ ون ََم ِة، الت بِم ِ ِ ِ
رح َلة الخال َفة ُ
َ َ
قه التَّحو ِ
ُّ
في فِ ِ
ِ
االستعمار(((. ِ
تثبيت ِ
مرحلة أهل ِه في
غير ِ األمر إلى ِ
ِ ِ
وتوسيد إلى تضيي ِع األمان َِة
115
آخر يعبر عنه في فِ ِ ٍ ِِ الحك ِم عن
قه مس�ار َ َ ُ َّ ُ الص ِ
حيح إلى مس�اره َّ قرار ُ
أخر َج َ وهو ما َ
ِ
االستعمار) وهي المرح َل ُة التي اشتملت على ما يلي: الت (بمرح َل ِة
التَّحو ِ
ُّ
ِ
المدموج �ث العل� ِم وتَضيي� ِع األمان َِة.وم�ن ص�ور ِه إضا َع� ُة الم ُث َّل ِ نق�ض ق�رار ِ ُ
ُ َ
(((
عادل الرابِعِ ،و«الم َث َّل ُث المدموج» هو :التَّربِي ُة والتَّعليم والدَّ عو ُة إلى ِ
الله ،وأ َّما والم ِ
َ ُ َ ُ ُ َّ ُ
ِ ِ الذاتِ ُّي فيالرابِعِ» فهو :االكتف�ا ُء َّ ِ
القوت، روري من ِّ الض
الح�دِّ َّتحصيل َ «المع�اد ُل َّ ُ
ِ ِ والو َه ِ ِ ِ ِ
�ي وتعظي ِم �ن بالتَّعلي ِم الخدمات ِّ ُعيض عنه منذ َب�دء مرح َلة ال ُغث�اء َ حي�ث اس�ت َ ُ
ف ِ
والم َه ِن وللحر ِ
ِ واحتقار لِ ُعلو ِم الدِّ ِ
ٍ ٍ الم َج َّر َد ِة ،م ِع ِ
َ ي�ن اس�تصغار ال ُعل�و ِم الماد َّي�ة ُ ضياع مبدأ
فيأتي بِ ُح ْز َم ِة
يأخ َذ أحدُ كم َح ْب َل� ُه َ بعضه�ا ْ « : m
ألن ُ �ة التي قال في ِ�ة النَّافِع ِ
َ
االكتفاء الذاتي اليدَ ِوي ِ
َ َّ
في مرحلتنا
َّاس أع َطو ُه خير له من أن َ
يسأل الن َ وجهه ٌ
فيكف الل ُه بها َ
َّ الحطب على ِ
ظهره فيبي َعها ِ
المعاصرة
أم َمنَ ُعو ُه» .
(((
الت�ام لألمانات) في المرحلة العولمية المعاصرة ،بيقي�ن حصول االنحرافات المتنوعة في
موقع القرار.
((( المقص�ود بالمثل�ث المدم�وج :الثالث�ة الثواب�ت المتداخلة في بن�اء األجيال وه�ي التربية
والتعلي�م والدع�وة الى الله .ومعن�ى المدموج :أي المتداخل بعضه في بعض عند دراس�ته
كالتداخل في دراسة اإلسالم واإليمان واإلحسان.
((( البخاري (.)1471
116
المريض((( بِ َي ِد ( َأ َك َل ِة ال َقص َع ِة)(((.
ِ الر ُج ِل ِ
وتقسيم ت َِركَة َّ
ُ •تداعي األُ َم ِم
((( ترك�ة الرجل المريض :هي رقعة العالم اإلسلامي التي كانت تحت الدولة العثمانية حاملة
الق�رار اإلسلامي قبيل مرحل�ة االس�تعمار وقد تكالب�ت عليها األم�م األوروبي�ة واليهود
وأطلقوا عليها في رس�ائلهم (تركة الرجل المريض) رغبة منهم في تقس�يمها والتهامها وقد
فعلوا ذلك خالل الحربين العالميتين األولى ثم الثانية.
((( أكل�ة القصعة :تعريف نبوي لألمم األوروبية المش�تركة في نزع القرار اإلسلامي وتقس�يم
بلاد المس�لمين والس�يطرة على ثرواته�ا التي عبر عنه�ا mبمفهوم (القصع�ة) وعبر عن
المستعمرين بمفهوم (األكلة).
117
وسن َِّة ِ ِ
كتاب الله ُ
الت ودراستِ ِه ِدراس ًة ِ
واع َي ًة من َ َ
قه التَّحو ِ
ُّ
فوائ ِد ِقراء ِة فِ ِ
َ
إن من ِكما َّ
المراح ِل ال َّث ِ
الث: ِ نَبِ ِّي ِه ُم َح َّم ٍد mيربِ ُط بين
الله mإلى َع ِ
س�ول ِ
ِ ِ �رع َّي ِة م�ن
الش ِ �ل األَب ِوي ِ ِ
ه�د آد َم ش عصر َر �ة َّ •المراح ِ َ َّ
لق. وبدا َي ِة َ
الخ ِ
القرا َء ِة
معر َف� َة ِ
ي�ن ِ ِ
أركان الدِّ ِ الرابِ َع ِة م�ن ِ ِ
بالركن َّي�ة َّ
�اص ُّ لم َ
الخ ُّ
ِ
وق�د أفا َدن�ا ه�ذا الع ُ
َين فيها المت ِ
َعار َضت ِ المدر َست ِ ِ للحياة اإلنس�انِي ِة بِع ِ
ِ حيح ِة ِ
َين ُ َ وموق َع مومها َّ ُ الص َ
التاريخ َّية َّ
وهما:
َّبوي� ُة األب ِوي ُة َّ ِ
والر ُس ُ�ل ُ
وو َّرا ُثهم من ورواده�ا األنبيا ُء ُّالش�رع َّي ُة َّ َ َّ المدرس� ُة الن ِ َّ
َ •
المدرسة النبوية
ٍ �ط بهم على َم َنه ِج االتِّبا ِع م�ن ِ المس�ن َِد أو َمن ار َت َب َ ِ ِ
إفراط وال غير أه�ل العل ِم ُ األبوية الشرعية
ٍ
تفريط.
القائم ُة على مب�دأِ (أنا خير منه) ومبدأِ ضعي ُة ِِ ِ
ٌ َ الو َّ •المدرس� ُة اإلبليس� َّي ُة األَن َِو َّي ُة َ المدرسة األنوية
ِ
األخالق ِّي تفرع عنها م�ن عقيدَ ِة الك ِ
ُف�ر والتَّح ُّل ِل ِ ِ ِ
(اإلغ�واء واالحتن�اك) وما َّ الوضعية
هل ثمة عالج؟ اإلجابات ..وإنَّما ِ الت؛ ولكنه ال َيصن َُع األس�ئ َل ِة يجيب عليها فِقه التَّحو ِ
ِ ك ُُّل هذه
ُّ ُ ُ ُ
وكيف وما هي
وسائله؟ هذا ات ال َع َم ِل َّي ِة
للكيفي ِ
َّ
ِ الواع َي ِة
ِ القرا َء ِة
اإلنسان أمام مسؤولياتِ ِه ،ويمنَحه نصيب ًا من ِ
ُ َّ َ يضع
ُ
الفقه يجيب ص المعا َل َج ِة ،وهذا ِ
وسلامة ُف َ�ر ِ السلا َم ِة
ص َّ علي لِ ُف َر ِ س�اعدَ ِة على الت ِ ِ
َّطبيق الف ِّ
الم ِ
ُ
على األسئلة
الت مقرون ًا بِ ِف ِ
قه قه التَّحو ِ
�ة فِ ِ
مق الواعي لِدَ راس ِ
عرف إال بال ُع ِ ِ
ولكن ال يصنع ُّ َ خاص ال ُي َ
ٌّ لم
وحده ع ٌ
اإلجابات،وإنما ِ
صوص ..لماذا؟ ِ
اإلحسان ُ
بالخ
يضع اإلنسان أمام
مسؤولياته �رع ِّي وفِق َه
الش ِ بالو ِ
عي َّ والج ِ
ن�وح َ
ِ
�ف س َّ�ر االنح�راف ُ
يكش ُ ِ الت ِ ألن فِق�ه التَّح�و ِ
ُّ َّ َ
ِ بعي ِ ِ ِ ِ ِ
ويبر ُز س َّ�ر القض�اء وال َقدَ ِر فيما يج�ري به ُ
األمر المن�ز َع ال َّط َّ
َ �ج اإلحس�ان ُيعال ُ
بعي ًة أو ِ
شرع َّي ًة. ِ ِ الرغ َب ِة في ِ
موح واألماني ،سوا ًء كانت َط َّ
تحقيق ال ُّط ِ الر َّبان ُّي أمام َّ
َّ
ِ
المهد ِّيين ،الذين ُي ِ
لز ُمنا اش�دين لفاء الر ِ الخ ِ وس ُّ�ر مفهو ِم ُ وهذا هو ِس�ر الخال َف ِةِ ،
َّ ُّ
الصرا ِع وش ِ ِ
االختالف ُ لم َّي ِة وال َع َم ِل َّي ِة عند
الع ِ
الله mأن نلت َِزم بِسنَّتِهم ِ
رس�ول ُِ
مول ِّ َ ُ
المهد ِّيين ِمن بعدي َ ،ع ُّضوا
ِ اش ِ فاء الر ِ الخ َل ِ وس�ن َِّة ُ ِ ِ
�دين َّ والخالف« .عليكم بِ ُس�نَّتي ُ
فإن من َي ِعش منكم فسيرى اختِالف ًا كثير ًا»(((. َّواج ِذ َّ ،
عليها بالن ِ
119
حو ِ
لات َ ِ ِ ِ
الخـلفاء في فقه الت َّ ُّ
مفهوم ُ
ُ
بن ٍ
عامر إلى ما سيجري ِ
وحديث ُعق َب َة ِ ِ
رباض حديث ِ
الع ِ يش�ير mفي الحدي َث ِ
ين ُ مفهوم الخلفاء
ِ ِ ٍ ِ
في فقه التحوالت في األُ َّمة من اختالف حول ِ
(الحك ِم والعل ِم) وما سيترت ُ
َّب على ذلك من صرا ٍع قرار ُ
بأمر ِ ِ ِ القرار ِ
ين: ضرورة االلتزا ِم َ َ شير mإلىين ،وعند ذلك ُي ُ َ بين أهل
الش ِ
غير ُمكت َِم ِل ُّ ِ ِ ِ ِ
روط للقرار القائ ِم ولو كان صاح ُبه أو حام ُله َ مع وال ّطاع ُة َّ -1
الس ُ
أهل الح ِّل والع ِ َّ ِ ِ
قد. َ الشرع َّية لدى ِ َ
ِ المعا َل َج ِة لما ينت ُُج عنه وح ِ ِ ِ
القرار االختالف في
ُ سن ُ -2التزا ُم الهدوء ُّ
والسكون ُ
(((
ِ
المهد ِّيين»(((. الراشدين وهو ما عبر عنه mبقولِ ِه« :عليكم بِسنَّتي وسن َِّة ُ ِ
الخلفاء َّ ُ ُ َ َّ
120
الخ ِ
لفاء ُس�نَّ ٌة مش�روع ٌة ف لدى ُ ِ
المواق َ مواق ِفهم ما يؤ ِّكدُ َّ
أن وقد تبين لنا ِمن سلام ِة ِ
َ َّ َ
ِ َّقرير َّي ِة في َب ِ علي ِ
�ة والت ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ قد ت ِ
األحوال كما عض للس�نَّة القول َّية والف َّ ُعار َض َف َ
هم ال ُعلماء ُّ
يقول (بخالفته) وااللتزا ِمُّصوص عند َمن ُ ِ توقيف ِه الن
ِ علي من ِ ِ ِ
هو في موقف س� ِّيدنا ٍّ
غير تس�يير د َّف ِة الحك ِم ِ
والعل ِم راضي ًا ِ وتعاونِ ِه معهم في أهل ُّ
الش�ورى، بما الت ََزم به ُ
موقف اإلمام َ ُ َ ُ
علي vمن ف ُيقتَدى بها .موق ٍ
مكر ٍه ،وهذه سنَّ ُة ِ
ُ ُ َ
الخالفة
وح ِ ِ َّن�از ِل عن ِ بن َع ِل ٍّي ؤ بالت ُ الح َس�ن ِ ِ
مل الحك ِم بع�د ال َبي َعة َقرار ُ �ف َ
وموق ُ
فياس�ي ِة لِ َغ ِيره ..مع المحاف َظ ِة على َش�ر ِ الخال َف ِة الس ِ
َرك ِ
اجتهاده ف�ي ت ِ
ِ أمانَتِه�ا ُث َّم
َ ُ َّ ِّ
ٍ
موقف ُيقتَدَ ى بها . سلمين ،وهذه ُسنَّ ُة قن ِد ِ
ماء الم ِ وح ِ ِ النُّ ُب َّو ِة
ُ واألخالق َ
121
�ف ال َع َم�ل به لِ َس� َب ٍ
ب ُم َع َّي ٍ
�ن ،وقد تقدم ال�كالم عنها في فصل (س�نة المواقف ِ
يوق ُ
والداللة).
ف إم�ا ٍم ِ
عاد ٍل َر ِض َي موق ِ
ب ِ �رع َّي ِة بِ َس� َب ِ
الش ِ ِ
ُّصوص َّ ف ال َع َم ُل به من الن
وك ُّلم�ا تو َّق َ
الت يج َع ُ�ل من هذاففق�ه التَّحو ِ منص�وص ِ
ٍ تن�از َل ع�ن َح ٍّق
�ف أو َ االلتِ َ�زام بالتَّو ُّق ِ
ُّ ُ َ
القيا َم ِة ،كماهو في ُص ِ
لح اإلما ِم َ
الح َسن َجدِّ سنَّ ًة يقتَدى بها إلى يوم ِ
المست ِ ُ ُ
ِ ِ
الموقف ُ
بيل الِ ِ
مثال. على َس ِ
الحك ِم لِ َغ ِير ِه يجوز لأِ َح ٍد أن يعيب اإلمام الحسن بن َع ِلي في ُ ِ ِ ُ
حيث ال
تنازله عن ُ ٍّ َ َ َ َ ُ َ
اختيار ِه ُ
ِ لأِ ٍ
روج على الخ َ الح َسي َن في اإلمام الحسين وهو َأ َح ُّق به ،كما ال يجوز َ َحد أن َ
يعيب اإلما َم ُ
�عي إليهم راغب ًا في vفي ال َّظالِمين بِ َبي َع ِة ِ ِ ِ
روجالخ ِ اإلصالح فكان في ُ ِ أهل العراق ُث َّم َّ
الس ِ
خروجه ال يعاب
اد ِه َو َم ْن َم َع� ُه َر ِح َم ُه ُم الل ُه
َخ�اذل الم ِحبي�ن وب ْغي المب ِغ ِضين ِمما َأدى إلى استِ ْش�ه ِ
َ ْ ّ َّ ُ ُ ِّ َ َ ُ ُ ْ ت
األبرار َو َعا َم َل َأعْدَ ا َء ُه ْم بِ َعدْ لِ ِه.
ِ َر ْح َم َة
الخاص ِة
َّ ِ
ُّصوص عات قرا َء ِة الن
َّاريخ السلبِي ِة أو من تَبِ ِ ِ ِ
الركا َم من حوادث الت ِ َّ َّ َّ
إن هذا ُّ
�ل التَّحو ِ
الت ف�ي الت ِ
َّاريخ الل ِ
مراح ِ ي�ت وما ُظ ِلموا في�ه ِخ َ
َ�ة آل الب ِ
ق�وق ومكان ِ
بِ ُح ِ
ُّ َ
ساح ِة ِ ِ
األمر قض َّي َة الدِّ يانَة ُك ِّلها؛ لن ُيعيدَ َآل ال َبيت إلى َ
عض هذا َ َ
وجعل ال َب َ اإلسالمي
ِّ
القيا َم ِة .
واق ِفهم وص ِبرهم إلى يو ِم ِ
َ
الحرك َِة وقد ذهبوا بِم ِ
َ ََ
122
ب اإلسلا ِم ال عن ِ
مذاه ِ �اص بدي ً �ب َ ذه ِ ِ
الخ ِّ الم َ
�ب إليهم من َ نس ُ ول�م َيص ّح م�ا ُي َ
ِ
واآلخذين عنه ،منهم ومن َغ ِيرهم ، أهل ِه
مقبول ف�ي ِ
ٌ الخاص ب ِ
ُّ ذه ُ
فالم َ
المع َت َب َ�رةَ ،
ُ
ِ ِ ِ
المذاه ِ لغير ِه من
واألخذ والتَّل ِّقي ِ
صحيح أيض ًا وال ُغ َ
بار عليه. ٌ أمر
ب اإلسالم َّية ٌ ُ
ث ِ الم َص ِّلي َن و ُي ِ
والعداو َة وال َّث َأر
َ الحق�دَ ور ُ وإنَّم�ا َس�لبِ َّي ُت ُه كو ُن ُه ُيف ِّع ُل ِّ
الصرا ِع بي�ن ُ
ِ
وتفسير بع َّي ِة على ِ
اآلل باألمر ما س�وى ال َغير ِة ال َّط ِِ بين المس�لمين ِم َّمن ال عال َق َة لهم
َ
داة الت ِ
ُّقاة. ط» اله ِ
ط األوس ِ
ف «النَّم ِ
مواق ِ
ُّصوص بعيد ًا عن ِ
ِ الن
ُ َ َ
ِ جاج َل ِة ف�ي
�ل والدَّ ِ م�ق فِ ِ
إن م�ن ُع ِ
المراح ِل قهه�م وق�د َر َأوا ُخ َ
ط�ور َة الدَّ َج ِ ب�ل َّ
الواع َي ِة أم�ام ُمطا َل َبتِهم
ِ ف المواق ِ
ِ األخض َ�ر واليابِ َس اتِّخ�ا َذ
َ المتَحو َل ِ
�ة وأنه س�يأك ُُل ُ َ ِّ
قوق اإلسلا ِم العا َّم� ُة ُمصا َن ًة ومحفوظ ًة من ك ُِّل ت ََه ُّج ٍم الخاص ِة ،لِتبقى ُح ُ
َّ قوقبالح ِ ُ
وخيان ٍَة.
ِ
123
م َن هم النَّم َُط الأو َس ُط ؟
ِ �ط هم ِ
األئ َّم ُة ال ُع َلم�ا ُء والعارفون ط األوس ِ أهل النَّم ِ
وياألثبات من آل ال َبيت النَّ َب ِّ
ُ َ ُ َ من هم النمط
ِ
أوعية ٍ
بإحس�ان إلى يوم الدين .. دول والتّابِعين و َمن تَبِ َعهم والصحا َب ِة ئ ال ُع ِ األوسط؟
َّ
َّبو َّي ِة الذين يندَ ِرجون ف�ي معنى قوله تعالى :ﮋ ﯚ ِ
واألخلاق الن ِ والس�ن َِّة ِ
الكتاب ُّ
ِ ِ
ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [األنعام ، ]٨٩ :وفي قوله « : mيحم ُل هذا الع َ
لم من ك ُِّل
َخ َل ٍ
ف ُعدو ُل ُه»((( .
نازعوا قرار ًا شرع ّي ًا وال عالم ًا والسلا َم ِة ولم ُي ِ وهم الذين س�لكوا مس َل َك ُ
الهدى َّ
ِ الخ َلفاء الر ِ ِ
�لَّسلس ِ
تاريخ الت ُِ المهد ُّيون َع َبر اش�دون أو إمام� ًا َأ َب ِو ّي ًا َن َب ِو ّي� ًا َر َّبان ّي ًا .هم ُ ُ َّ
الخال َف ِة واإلما َم ِة ،أو
�رعي المسن َِد ،من حصنَتهم النُّصوص ونالوا بها مراتِب ِ
َ ُ َّ َ الش ِّ ُ
َّ ِ
خير الناس من هذا الن ََّم ُط َّف ابن أبي ش�يب َة عن ٍّ
علي رض�ي الله عنهُ « : وفي ُم َصن َ
مقولة اإلمام علي
((( ِ
ويرج ُع إليهم الغالي» . األوس ُطَ ،
يلح ُق بهم التّالي vعن النمط
َ
األوسط
معر َف ِة ِ
الك ِ جوب ِ قه التَّحو ِ
الت ِ �ط في فِ ِط األوس ِ معر َف ِة النَّم ِ
وأهم َّي� ُة ِ
تاب واج َب� ٌة ُو َ ُّ َ َ ِّ أهمية معرفة
ِ
سمان: رع َّي ُة ،وهم ِق
الش ِ والسن َِّة ألنَّهم ِ
أوع َيتُها َّ ُّ علماء النمط
األوسط
فظ األمان َِة. لح ِ
ألم ِة واستمرار ًا ِ ِ
السال َم َة وكان موق ُف ُه رحم ًة ل ُ َّ سم التزم َّ -1ق ٌ
ِ
مصير ُه َّ
الشها َد َة . ُ روج على ال َّظ َل َم ِة وكان سم التز َم االجتها َد في ُ
الخ ِ -2ق ٌ
ِ
124
بعد ِه mويأتي في ُم َقدِّ َمتِهم:
المهديون ِمن ِ
ُّ
ِ الر ِ
اشدون َّ
125
َجدَّ ِة. آل الب ِ
يت خالل األحداث المست ِ
ُ
ِ
َّخ َذها َأئ َّم ُة ِ َ
ات َ
ِِ ِ ِ
والمعت َِز َل ُة ُ
وغيرها من الخوار ُج والقرام َط ُة والباطن َّي ُة ُ سمى ويدخ ُل تحت هذا ُ
الم َّ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ورج َع عن
تاب َالح َرك َّية ،إال َمن َ ذهبِ َّية اإلسلام َّية َ نماذ ِج اإلفراط والتَّفريط في َ
الم َ
والتز َم االعتِ َ
دال . إفراطِ ِه وتفريطِ ِه َ
ِ
ين ين ال َع َربِ ِّي واإلسلام ِّي بعد َ
الحر َب ِ المجموعات ف�ي العا َل َم ِ
ُ وقد انتش�رت هذه
ِ ِ لخد َم ِة
�ة ِ كأذر َع ٍة مسيس ٍ ِ ِ ِ
وبرامجه في الماضي االس�تعمار العالم َّي�ة األولى وال ّثان َية ِ ُ َ َّ َ
ٍ
وإدراك أو بِ َغ ِيرهما . والمستَق َب ِل بِ ِعل ٍم ِ
والحاض ِر ُ
�ة ِمن ن ِ
َقض مايات المسيس ِ
ُ َ َّ َ
ِ ترز ُح في ه�ذه ال َع وإل�ى اليو ِم وم�ا بعدَ اليو ِم واألُ َّم� ُة َ
وه َل َّم َج ّر ًا. العل ِم إلى ن ِ َقض ِ
الحك ِم إلى ن ِ
َقض ال ُعرى ُ ُ
هل َ
مس�أ َل ٌة لم ِ
يعتن بها َأ ُ ف ِرجالِ ِه واق ِ
�ط» واالهتمام بِم ِ
َ َ
ط األوس ِ
َ
س�أ َل َة «النَّم ِ
َ إن َم َ َّ
المذاهب
ش�رعيةٍ ِ تناز َع ِة ،بل ربما لم يو ُلوا هذا المس�مى أي َأهميةٍ ِ الم ِ ِ ِ
اإلسالمية لم المذاه ِ
َّ َّ َ ِّ َّ ُ َ َّ ُ ُ َّ ب اإلسلام َّية ُ
تول أهل النمط
إفراط و ُغ ُل ٌّو
ٌ والس� َب ِئ َّي ُة و َمن كان له يت ُغال ُة ِ ِ
الراف َضة َّ َّ
آل الب ِ ِ ِ
اندر َج في مواقف ِ َ األوسط أهمية حت�ى َ
الش ِ ِ ِ
رع ِّي.. االستدالل َّ مقيت في
ٌ النعدام المعرفة َطبع ٌّي أو َت َع ُّص ٌ
ب
بفقه التحوالت
ط األوس ِ
األطهار ِمم�ن نَهج منه�ج «النَّم ِ األئم ِ
ِ م�ع ِ
�ط» التزموا َ َ َ َ َ َ َ ِ َّ �ة أتباع َّ
أن َالعل� ِم َّ
126
وتأكي�د ِه «فِق ُه
ِ تقرير ِه
ِ �ح عن ِ ِ
م�ا التز َم� ُه األئ َّم ُة nوأرضاه�م ،وهذا ما ُيفص ُ
ُصوص ِه.
ِ ِ
األخذ به واال ّطال ِع على ن ٌ
طويل في باع ِ ِ
وآلل ال َبيت ٌ
التَّحو ِ
الت» ُّ
127
ِ
الإفراط والت َّ ِ
فريط مواقِ ُف النَّم َِط الأو َس ِط ِمن َط َرفَي ِ
�ط) في اعتدالِهم ط األوس ِ
َ
(أهل النَّم ِ
ِ َ مناز َع ُة
َّفريط َ اإلفراط أو الت ِ ِ ف ِ
أهل كان ِ
موق ُ
القدوة واألسوة
ف ِ ِ ِ
األوس�ط م�ن اتِّخاذ مواق َ ِ ِ ِ
َوس�طهم المش�روعِ ،وله�ذا كان ال ُبدَّ ل ِرجال الن ََّمط ِ
َ في سلوك أهل وت ُّ
ِ ِ ِ النمط األوسط
هؤالء واإلفساد ،وهذا ما َف َع َل ُه الفساد سلمين و َمقا َم النُّ ُب َّو ِة من شرعي ٍة تَح َف ُظ ِدماء الم ِ
َ ُ َّ
ِ
ط األوس ِ الت بـ(النَّم ِ قه التَّحو ِ ج�ال المعبر عنهم في فِ ِ
�ط) ،والذين انط َب َق عليهم َ َ ُّ الر ُ ُ َّ ُ ِّ
إن بين يدي بي mقال َّ « : «سنَنِ ِه» َّ ِ
أن ال َّن َّ ماجه في ُ أخرج ُه ابن َ َ الحديث الذي معنى
الك ِذ ُب ،قال :ال َق ُ
تل ،قالوا :وما يكفينا اله َر ُج ونرى أ َّنه َ اع ِة َ
له َرج ًا » قالوا :وما َ الس َ
ّ
أنف َس ُكم
أن نق ُت َل ُك َّل عا ٍم كذا وكذا من المشركين قال « :ليس ذلك ،ولكن قت َل ُكم ُ
َّ
وس�يؤخ ُر الز ِ
مان، قول أهلِ ذلك َّ عام ُة ُع ُ َس َّ ،قال�وا :وم�ا ُعقو ُلنا ق�ال « :إِ َّنها ُتخ َتن ُ
ش�يء ،وما ُأ َر ُاهم إال َس� ُتد ِر ُكني وإ ّياكم ،وما
ٍ �اس َي َرون أ َّنهم على باء من ال ّن ِ
له�ا َه ٌ
كيوم َد َخ ْلنا فيها المخ�ر ُج ل�ي ولكم منها فيما َع ِهدَ إلينا َنبِ ُّين�ا mإال أن ُ
نخر َج منها َ َ
فس ِ�ل َمت ُق ُلو ُبهمالسلا َم ُة َ
كيوم دخلوا فيها إال َّ روج منها َ الخ ُ �ن « :وما ُ الح َس ُ
» قال َ
األخالق َّي ِة
ِ واق ِ
ف �ط بالم ِ
َ
ط األوس ِ
َ
جال النَّم ِ
وألس� َن ُتهم» .وبهذا يتم َّي ُ�ز ِر ُ َ
((( وأيديه�م ِ
128
اشدَ ِة حتّى ُ
تناز ِل الخال َف ِة الر ِ
َّ
لمراحل ِ
ِ األمر إلى الموا َف َق ِة ود ِ
عمهم التَّا ِّم َ ُ ِ بِدا َي ِة
الح َس ِن(((.
اإلما ِم َ
ُّصح لها بناء دو َل ِة اإلسال ِم والن ِقبول اإلما ِم علي ؤ المشار َك َة الدَّ ِائم َة في ِ • ُ
اإلمام علي َ ُ َ ٍّ
ثمان ،، nو َقبو ُل ُه ال َبي َع َة vفي عهد مرح َل ِة ِخال َف ِة َس� ِّي ِدنا أبي ٍ
بكر و ُع َم َر و ُع َ ِ
طي َل َة َ
الخالفة
مرح َل ِة ِخال َفت َِه،
األوس�ط في َ
ِ
َ طمكن إنقا ُذه ِمن منه ِج النَّم ِ
َ َ َ ُ
ِ ِ
بعدَ ُه�م إلنقاذ ما ُي ُ
ُّصوص التيِ ش�ير إلى مس�أ َل ِة الن ِ
ف ُيقتَدَ ى به بِ َصرف النَّ َظ ِر َع َّمن ُي ُ وق ٌوه�ذا م ِ
َ
الح َّق له في الخال َف ِة..
تَج َع ُل َ
((( وعل�ى هذا الموقف يلتزم أهل النمط األوس�ط ما التزمه س�لفهم الصالح من عدم الخوض
أو الطعن في الخالفة الراشدة إلى يوم الدين ،ومن طعن فيها أو نازع بعلم أو بغير علم فقد
خالف منهج النمط األوسط ونحى إلى اإلفراط والتفريط .
129
السلا َم ِة وااللتزا َم طريق َّ
َ ّاج�ي من المعرك ِ
َ�ة ،واتخا ُذ ُه فيم�ا بعدُ ِ
الوحي�دَ الن َ
المطا َل َب ِة بال َق ِ
رار ِ ِ ِ
األوس�ط واالعتنا َء في إقامة َم َنه ِج النُّ ُب َّوة دون ُ
َ
بِمنه ِج النَّم ِ
ط َ َ َ
الو ِص َّي َة بذلك . ِِ َ
االقتتال من أجله أو َ أو
وانتشر بعد ذلك في ف المعروف بالتَّصو ِ هدالز ِنه ُج ُّ ِ ِ
َ َ ُّ ُ تفر َع عن هذا الموقف َم َ وقد َّ
ط األوس ِ جال النَّم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ط. َ السلا َمة لك ُِّل من ا َّت َب َع ِر َ َ المعتَد َلة كنَمو َذ ٍج من نماذ ِج َّ صورته ُ
بعدهم ِمن ِ األئم� ُة أغ َلب من جاء ِم�ن ِ ِ ِ
آل ُ َ المس� َل َك الذي َس� َل َك ُه هؤالء َّ َس� َل َك هذا َ
ِ ِ ي�ت ِ الب ِ
يخرج عن ُثر ،ولم ُ أخذ عنهم ،وهم َقو ٌم ك ٌ وتالميذهم و َمن َ وأتباعهم الكرا ِم َ
أزمنَتِهم و َمن فيها ولمالجتهاد يتلاءم مع ِ
َُ
ٍ خروجهم
ُ القاعدَ ِة إال أفرا ٌد ،وكان
ِ ه�ذه
واق ِفهم
الله ،وال يطعن في م ِ سبيل ِ مر ،بل ُقتِلوا واست ِ ِ لأِ ٍ
َ ُ َ ُ ِ ُشهدوا في يستَقم َ َحد منهم َأ ٌ
مرح َل ِة
الل َ ط ِخ َ ط األوس ِ
َ
جال النَّم ِ
ف اس�تفا َد منها ِر ُ َ
روجهم ،بل هي ِ
مواق ُ وال في ُخ ِ
َّخ َذها ف السالم ِة وال ي ِح ُّق لأِ َح ٍد ِمن بعدهم أن يت ِ ِ ِ الم ِ
َ َ َ ضوض و َث َبت َْت بها َمواق ُ َّ َ لك ال َع ُ ال يحق لمن
ِ ِ
كتاب ( الفت َِن ) لنُ َعي ِم
الصراعِ ،و ُي َؤ ِّيدُ هذا المعنى ما ورد في ِ ِ
وإثارة ِّ
�روج َ للخ ِ�دو ًة ُ بعدهم أن يتخذوا ُق َ
بن حم ٍ اجتهادهم قدوة
ُون َب ْعدَ أصحابي «س َيك ُ
رسول الله َ : m ُ بيب قال :قالبن أبي َح ٍاد عن يزيدَ ِ إلثارة الصراع إال ِ َ َّ
ِ ِ
إياي ،ثم يس�ت ُّن بها قو ٌم من بعده�م فيدخلون بهم فتن� ٌة َي ْغف ُر َه�ا الل ُه له�م بمح َّبتهم َ بشروط
النار» (((.
َ
130
ساعَةِ حو ِ عل َ ِ ِ
وعلامات ال ّ
ُ لات ماء فقه الت َّ ُّ
ُ ُ
الصحا َب ِة ئ ِ
بعض َّ اختِ َص ِ
اص الحديث إلى ِْ ُب ُّصوص ِ
الوار َد ُة في ُكت ِ ُ ُشير الن
ت ُ
علماء فقه
وعبد ِ
ِ ِ وح َذي َف َة ِ ِ ِ
التحوالت الله رير َة
بن اليمان وأبي ُه َ علي ؤ ُ في ش�أن هذا العل ِم كاإلمام ٍّ
ِ
أحادي�ث النَّبِ ِّي mعن ُ
المبثوث في لم ِ ٍ
مس�عود ِ ِ
وغيرهم ،كما تم َّي َ�ز هذا الع ُ ب�ن
(((
والعالم�اتِ ،
فمنها ما ِ ِ
لألش�راط إبالغ ِه
ِ ف ُم َتن َِّو َع ٍة س�اع َة عالم�ات الس�ا َع ِة بِ ِ
مواق َ ِ
ّ
ُ ِ ٍ مر ًة أو َم َّرت ِ
حديث ذكر ُه في يو ٍم واحد ،وإلى ذلك ُي ُ
ش�ير َي�ن ،ومنها ما َ تح�دَّ ث عن�ه َّ
ُ
رس�ول خار ُّي في «صحيحه» من قوله« :قام فينا اليمان الذي أخرجه ال ُب ِ ِ ُحذي َف َة بن
أحاديث العلم
بالساعة ُ
يك�ون في مقامه ذلك إل�ى قيا ِم ّ
الس�اعة إال حدّ ث به، الل�ه mمقام� ًا ما ترك ش�يئ ًا
األنصاري ؤِّ ب عمرو ِ
بن أخ َط َ وحديث ِ
ُ َح ِف َظ ُه َمن َح ِف َظ ُه ون َِس َي ُه َمن ن َِس َي»(((.
ِ رسول ِ ُ قال( :ص َّلى بنا
نبر ،فخ َط َبنا حتى حضرت ال ُّظ ُ
هر، الفجر وصعد الم َ
َ الله m
العصر ثم نزل فص َّلى ثم صعد
ُ ثم نزل فص َّلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت
((( وه�ذا ال يعن�ي أن غيره�م ل�م يس�معوا الحدي�ث وإنم�ا كانوا ه�م أكثر حفظا وس�ؤاال عن
العالمات ،كما في قول حذيفة بن اليمان vفي ما أخرجه مس�لم في الفتن وغيره قال:
(أنا أعلم الناس بكل فتنة هي كائنة إلى يوم القيامة وما بي أن يكون رسول الله mأسر إلي
في ذلك شيئا لم يحدث به غيري ولكن رسول الله mحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن التي
يكون منها صغار ومنها كبار فذهب أولئك الرهط كلهم غيري) رواه مسلم ( ،)2891وفي
رواية أخرى قال( :ما من صاحب فتنة ييلغون ثالثمائة إنسان إال ولو شئت أن أسميه باسمه
واس�م أبيه ومس�كنه إلى يوم القيامة كل ذلك مما علمنيه رس�ول الل�ه ،mقالوا:بأعيانها؟
ق�ال :وأش�باهها ،يعرفه�ا الفقهاء ـ أو قال :العلماء ـ إنكم كنتم تس�ألون الرس�ول mعن
الخير وأسأله عن الشر ،وتسألونه عما كان وأسأله عما يكون) وقد سبق تخريجه في مطلع
الكتاب.
(( ( البخاري ( ،)664وانظر «العراق في أحاديث الفتن» لمشهور حسن (.)327 :1
131
فأخبرنا بما كان وبما هو ِ
كائ ٌن فأع َل ُمنا أح َف ُظنا)((( . الشمس َ َ َ
ُ فخطبنا حتى غربت
س�ول ِ
الله m رداء رضي الله عنه قال« :لقد ت ََركَنا َر ُ وروى أب�و يعلى عن أبي الدَّ ِ
الح َسينِ ُّي في ُم َقدِّ َم ِة كتابه َقو َله نج ُّي ُ رز ِ يخ العلاّ م ُة محمدُ ب ُن ر ٍ
سول ال َب َ َ َّ ّ الش ُ
وكتب َّ
مقدمة البرزنجي
دار إقا َم ٍة ،وإنما هي َم ِ
نز ٌل لكتابه «اإلشاعة» ِ
(ص : )26ولم�ا كانت الدُّ نيا لم تُخ َلق لل َبقاء ول�م َتكُن َ
�رض على ِ
الله ِ اآلخ َ�ر ِة ،والت ََّه ُّي ِئ لل َع
اآلخر ِة ج ِع َل�ت للت ََّزو ِد منه�ا إلى ِ
من�از ِل ِ
م�ن ِ
ُّ َ ُ
ِ ِ ِ ِِ
وو َّلت ،لذا كان َح ّق ًا على ك ُِّل عال ٍم أن ُي َ
شيع أشرا َطها ولقائه ،وقد آ َذنَت باالنصرا ِم َ
س�ر َدها َم َّ�ر ًة بعد أخرى على واألخبار ِ
الوار َد َة فيها بين األنا ِم و َي ُ َ َ
األحادي�ث و َي ُب َّ
�ث
لوب و َينتَبِهوا من
بعض ال ُق ِ الذ ِ
نوب وتَلي َن منهم ُ ِ
بعض ُّ ال َع َوا ِّم فعس�ى أن َينتَهوا عن
الوه َل ِة.
المه َل َة قبل َ
ِ ِ ِ ِ
سنَة ال َغف َلة و َيغتَنموا ُ
سط ولو أ َّدى إلى الت ِ
َّكرار ال ك ََمن عض الب ِ أبس َط فيها ال َق َ
ول َب َ َ فدعاني ذلك إلى أن ُ
ِ
وتذك َ�ر ًة ألولي ِ
االغترار ِ
أله�ل االختص�ار ِ ،
تبص َر ًة ِ ِ
س�بيل �ع فيه�ا أوراق ًا على
َج َم َ
ار ،و َذري َع� ًة إلى دار ال َق ِ
�رار .والل َه َ
أس�أ ُل أن الج َّب ِ
ووس�يل ًة إل�ى ِرض�ى َ ِ
األبص�ار َ ،
امرئ ما نوى، ٍ ات ،وإنَّما ُل ِ
�ك ِّل األعم�ال بالنِّي ِ
ُ خل�ص نِيتي وي ِ
حس� َن َط ِو َّيتي فإنَّما ي ِ
ّ ُ َ َّ ُ
يغف َر لي وآلبائي وإلخواني وألوالدي ِدين ًا و ُدنيا وأن ين َف�ع به عامة المؤمنين ،وأن ِ
َّ َ
أجمعين آمين .
ُ
يكون يب وإطالع ِ
الله تعالى إ َّيا ُه على ما َ
كان وما َّبي mبال َغ ِ أما بعدُ ِ َّ ،
َ لم الن ِّ فإن ع َ
منازلهم من الجن ِ ِ
الفريقان إل�ى ِ ِ ِ
َّ�ة أو النَّار ،بل وما َ صير
الس�ا َعة وإل�ى أن َي َ إل�ى قيا ِم ّ
ِ
واإليمان، ألهل ِ
العل ِم ِ �رور ِة ِ بع�د ذلك إلى م�ا ال نِها َي َة له من
بالض َ األزمان؛ معلو ٌم َّ
�ف في ذلك منهم ِ
اثنان ،وال َي ُش ُّ
�ك فيه ِ
واإليقان ،ال يخت َِل ُ المعر َف ِ
�ة ِ مقط�وع ب�ه ِعندَ
ٌ
البراهي�ن على ما هنالك ،ويكفي ُ
قول ِ منه�م فضالن ،لِتَظا ُف ِر األَ ِد َّل ِة بذلك ،وتكا ُث ِر
الله تعال�ى :ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﮊ
المرت ََضي َن منهم َ
أفض�ل ُ أن الم َت َي َّق ِ
�ن المقط�و ِع ب�ه عل�ى َّ [الج�ن ]٢٧ - ٢٦ :م�ع اإلجم�ا ِع ُ
أفض ُل
�قاق ،فهو َ اإلطالق هو س� ِّيدُ نا م َحم�دٌ mبدون نِزا ٍع وال ِش ٍ
ِ وس� ِّيدُ هم على
ُ َّ َ
بإخبار ِه هو َّ m
أن الل َه تعالى أط َل َع ُه ِ بإخبار ِ
الله تعالى ُث َّم ِ أظه َ�ر ُه الل ُه على َغيبِ ِه
َم�ن َ
�يء ،وج َّلى له ك َُّل َش ٍ
�يء ،وتج َّلى ل�ه َف َع ِل َم ما بين ش�يء وآتاه ِعلم ك ُِّل َش ٍ
ٍ عل�ى ك ُِّل
َ ُ َ
األخبار،
ُ كائ ٌن إلى غير ذل�ك ِم َّما َص َّحت به واألرض وم�ا كان وما هو ِ ِ ِ
�ماوات الس
َّ
ِ جموع ِ
ِ وتوات�رت بِ َم
ي�ان ،في ُوقو ِع وصدَّ َقه ال َع ُواآلثار ،و َأ َّي�دَ ُه الواق ُع َ
ُ ُ
األحاديث �ه
الس ِ ِ أخبر به ِ mم َّما س�يأتي بع�دَ ُه َو َ
�نين فق ما قال وط َبق ما أخبر به على َم ِّر ِّ ك ُِّل م�ا َ
فأخبر أصحا َب� ُه بِك ُِّل ما هو واألزمان ،وقد ق�ام mخطيب ًا ِ َ�ر الدُّ ِ
َ هور واألع�وا ِم وك ِّ
وحذي َف َة
اب ُالخ َّط ِ
بن َ الصحا َب ِة ئ َك ُع َم َر ِ ٍ ِ
طريق جما َعة من َّ
ِ
كائ ٌن كما َص َّح عن
ٍ
مسعود وغيرهم. الخ ِ
در ِّي وابن ٍ
سعيد ُ ِ
األنصار ِّي وأبي اليمان وأبي ٍ
زيد ِ ِ
بن
ِ
األحاديث وش�رحوها بِ َح َس�ب ما أدركَت ُه ِ
تفس�ير تلك ولذلك خاض ال ُعلما ُء في
زمان على ما قد كان في زمانِهم ٍ أهل ك ُِّل
ُعقو ُله�م ووصلت إليه أفها ُمهم ،وحملها ُ
المبتَدَ عات ،وهي ِ ِ ِ
وط َّبقوه�ا على ما ظهر في�ه من الحوادث والتَّغ ُّيرات واألح�وال ُ
ِ
الزمان، وار ٌد في هذا ِ
الحقيق�ة ِ أكثرها في صالح لذل�ك إال َّ
أن َ ٌ وإن كان فيه�ا م�ا هو
والم َؤ َّو ِل ،بل فيها ما هو فه�و ف�ي أحوالِه وحوادثِه كالنَّص ،وفيما ذكروه كال َّظ ِ
اه ِ
�ر ُ ِّ
حوادث زمانِنا ال يق َب ُل حم َلهم وال يحت َِم ُل الت َ
َّأويل. ِ َص قاطِ ٌع في
ن ٌّ
ِ
األحاديث التي أش�ار بها mإلى ذكرت فيه ما وق�ع لي من
ُ ٌ
فص�ل ،وهذا ُج�ز ٌء
ِ
العجيبة فيه العظيم�ة والمختَر ِ
ع�ات ِ ظه�ر من األُ ِ
مور وأهل ِه ومام�ان ِ الز ِ ِ
ح�ال هذا َّ
ُ َ َ
�ب ما َب َل َغ ُه ِعلمي ووصل إليه إدراكي و َفهمي ،وقد يفت َُح الل ُه علىوذلك على َح َس ِ
ِ
االختراعات �ع من ذلك ،و َأ َد ُّل على ما هنالكَّ .
وسمي ُت ُه «مطا َب َق َة أوس ُ
غيري بما هو َ
العصر َّي ِة لما أخبر به َس ِّيدُ ال َب ِر َّي ِة».
ِ
ِ ِ
الواضح ل ِ ِ سكوت العل َ ِ َ
علامات الإفصاح ماء عن ُ ُ ما هو سب َ ُ
ب
ساعةِ ركُك ٍن من أركا ِن ال ِّد ِين؟
ال ّ
حيث أحدا ُث ُه
الخطير م�ن ُِ الر ِ ِ ِ
سبب سكوت
كن الصحا َب� ُة nعل�ى عل ٍم واس� ٍع بهذا ُّ كان َّ
َّب ِ ِ �خوص ُه ،ولكنَّه�م كانوا يكتُمون ِس َّ�ر ُه َ ُ
العلماء عن وخ َب َ�ر ُه عن العا َّمة والدَّ هم�اء لما يترت ُ ُ وش
اإلفصاح ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
مما المعاص َ�رة ورجالها ّ صور األولى من كَش�ف عن األحداث ُ َش�ر ِه في ال ُع ِ
عل�ى ن ِ
بالعالمات
يقول أب�و هرير َة في ما �أن ُ الش ِ
اإلفصاح ،وفي هذا َّ
ِ �ؤ ِّدي إلى ِد ٍ
م�ار ُم َح َّق ٍق عند ق�د ُي َ
رس�ول ِ
الله ِ mوعا َء ِ
ين فأ ّم�ا أحدُ هما َف َب َثث ُت ُه وأ ّما ِ «ح ِف ُ
ظت من الص ِ
حيحَ : رواه ف�ي َّ
الصحا َب ِة» ألبي ُن َعي ٍم األصبهانِ ِّي اآلخر فلو ب َثث ُته ُقطِع هذا البلعوم»((( ،وفي ِ ِ
«معر َفة َّ ُ ُ َ ُ َ َ ُ
فأخرجت منها ِجرا َب ِ
ين ،ولو خمس ُج َر ٍ
ب، س�ول ِ
الله m ِ ظت ِمن َر «ح ِف ُ
ُ َ (((بلفظَ :
جار ِة» . ِ ِ
أخرجت ال ّثال َث َلر َجمتُموني بالح َ
ُ
ِ ِ �م م�ن هذا ومن َغ ِير ِه َّ
أن المقصود بهذا الكتمان ه�و ما يتع َّل ُق في ِّ
أهم معانيه و ُف ِه َ
قه التَّح�و ِ
الت ،ويؤ ِّيدُ هذا المعنى ما قاله أبوهرير َة ف بِ ِف ِ عالمات الس ِ
�اعة أو ما ُع ِر َ ِ بِ
ُّ ّ
ف أس�ماء ُهم (من بني ُف ٍ
الن (وكأن أباهرير َة ِ
يعر ُ َّ رواية اإلس�ماعيلي في قولِ ِ
�ه: ِ ِم�ن
َ ِّ
الج ِ
راب الذي لم ُيحدِّ ث به)(((. و ُف ٍ
الن) وكان ذلك من ِ
ِ ِ
عما س�كت عنه َّدوين ووضع ال ُعلما ُء قواعدَ األُصول س�كتوا ّ ِ صر الت
ولما جاء َع ُ
وغير ُه ُ ِ بع�ض الصحاب ِة ئ لِب ِ
حدي�ث أبي هرير َة ُ المحاذير التي أش�ار إليها قاء َ َّ َ ُ
وذكر ِه
ِ ِ
والمس�انيد والس�ن َِن
حاح ُّ الص ِ ِِ ِ
َدوين معلوماته في ِّ في ذلك ال َع ِ
صر واك َت َفوا بِت
مبس�وط فِ ِ
قه اإلسلا ِم ِ ِ
أخبارها في كر ِ
مواق ِع للعالمات عن�د ِذ ِ
ِ َعرض� ًا في س ِ
�ردهم َ َ
137
ِ
واإلحسان. ِ
واإليمان
138
ِ ِ ِ
هل نشر ُه على المنابِ ِر والمؤ َّلفات نتيج َة َ
الج ِ ب والمس�لمي َن علم ًا ممنوع ًا ُ بالد ال َع َر ِ
المراح ِل وتق ُّلباتهاُ ،ث َّم الش�تمالِ ِه على
ِ �ب مع ِ ِِ ِ
ب�ه َّأوالًُ ،ث َّم عَدَ ُم خد َمته خد َم ًة َ
تتناس ُ
�ة و َمن له نُفو ٌذ األرض من الح�كّا ِم والع ِ
لماء وال َّظ َلم ِ ِ المفس�دين في ِ ِ
َ ُ ُ بع�ض أحوال ُ
كر ِه كما ق�ال أبو هريرة :v �كون عن ِذ ِ
ُ والس
مت ُّالص ُ ِ
ف�ي الواقعِ ،فس�ا َد بذلك َّ
(ل�و بثثتُ�ه َل ُقطِع ِمنِّي هذا الحلقوم) ،وأما إظهارنا له بع�د أن تهي َأ لنا بِ َف ِ ِ
ضل الله َف ُ
هم َّ ُ َّ ُ َ ُ
ِ
صول عار َض ِة ِ
أهل األُ ِ
يدخ ُل تح�ت ُمخا َل َفة َمن َس� َب َق وال ُم َ
ِ
األركان فال ُ موق ِع�ه م�ن
ِ
((( مصنف ابن أبي شيبة ( ،)38889وفي رواية سندها غريب ألبي نعيم في الحلية (:)206 :4
أنا فقأت عين الفتنة.
139
موقِع الأمثِلَةِ والرُّمو ِز والش ِ
ِّعارات والش ِ
ّارات ُ
حو ِ ِ ِ
لات والألوا ِن في فقه الت َّ ُّ
ِ
إش�ار ّي ًا ،فك ُُّل ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ عن�د النَّ َظ ِ
َّحوالت ذاته�ا نَجدُ ها تحم ُل ً
معنى العميق في فق�ه الت ُّ �ر الرموز
140
ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ
ﮢﮊ [البقرة. ]١٠٢ :
ِ
َّماثيل �م ِة والت �و ِر ُ
الم َج َّس َ الص َ
ع�ض ُّ ِ واإلش�ار ِة ما نراه في َب
َ الر ِ
م�ز ِ
وم�ن َس�لبِ ّيات َّ
الرمز باألفعى
وش�ارات ِ
ذات َمعن ًَى، ٍ ور ٍ
موز ٍ ٍ ِ ِ ِ المنحوت َِة والن
والشمس خاصة ُ الم َع ِّب َرة عن معان َّ القديمة ُ
َ ُّقوش
عض هذه ِ
واختالط َب ِ هر ِة والر ِ بالش ِمز َّ والر ِ مز باألفعى عند ال َب ِ كالر ِ
بالز َ
مز َّ �مس َّ عض َّ َّ
مز ق�د بلغت في عا َل ِم السياس ِ
�ة مب َلغ ًا خطير ًا ال الر ِ ع�ض ،بل َّ ِ ٍ الر ِ
ِّ َ إن َقض َّي َة َّ م�وز في َب ُّ
َحو َل ِة،
المت ِّ
ِ
ياس�ة ُ الس َ
م�وز ِّالمخت َِّصين في قرا َء ِة ُر ِ بع�ض ُ �ه إال ُ ف مدى ُخطورتِ ِ
َ َي ِ
ع�ر ُ
ايات والمن َّظ ِ
مات ملات والر ِ ِ ونش�هدُ ُه من ُر ِ
موز ال ُع ويدخ ُ�ل ف�ي هذا ِ
األمر ما نرا ُه ُ
رموز العمالت ُ َّ َ
أم�ر معي ٍن وفِكر ٍة مح�دَّ د ٍة ِ ِ ِ
وأعالم الدول ذات مغزى في عا َل ِم َ ُ َ َ واألنظ َم�ة وال�دُّ َو ِل ،و ُك ُّلها َتن ُُّم عن ٍ ُ َ َّ
والمنظمات
�يطان أو مغزى من مغ�ازي االنتقا ِم أو ِ �حر أو عا َل ِم ِعب�ا َد ِة َّ
الش الس ِ ُف�ر أو عال�م ِّ الك ِ
القرا َء ِة في
وكل هذا يعيدُ نا إلى ما س�بقت اإلش�ار ُة إليه في أو ِل كتابِنا عن انقسا ِم ِ
َّ َ ُ ُّ
المدرستان مدر َست ِ
َين: اإلنساني إلى َ
ِّ العا َل ِم
األنوية واألبوية
ِ ٍ ِ ٍ ٍ ٍ
لكل منهما لغته موزها وشاراتُها ومعانيها(((.
ور ُ -1مدرسة َأن َِو َّية إبليس َّية َوضع َّية لها ُل َغتُها ُ
ورموزه
((( وم�ن هذه اإلش�ارات والرموز ما نش�هده ف�ي بعض ش�عارات الدول والمنظم�ات الكافرة
وفي ألويتهم وعمالتهم وش�ارات شركاتهم ومؤسساتهم ،ومنها شارة الصليب كرمز اتخذ
لعقيدة التثليث وصلب المسيح ومجسم مريم العذراء لدى النصارى.
141
ِ ٍ ٍ ٍ ٍ
موزها وشاراتُها ومعانيها.
ور ُ -2ومدرسة َن َب ِو َّية َأ َب ِو َّية َشرع َّية ولها ُل َغتُها ُ
ِ َين بِ ُع ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
َص مق وتَدَ ُّب ٍر ليت ََم َّك َن ُ
المخت ُّ َين ال ُّل َغت ِدراس ُة هات ِ
َّحوالت َدراسة هذه الرموز ومن ُم ِه َّمات فقه الت ُّ
يستطيع ِ
معر َف َة ُ �ار ِة ،بل وبها �م ِة َّ
والش َ والس َ
ِ ِ العل ِم من ِ ِ
معر َفة الدِّ اللة بالعالمة ِّ
من فروع فقه في هذا ِ
التحوالت
العل ِم وحدَ ُهالخ ِير ،وبهذا ِ الش�ر ِمن ر ِ
عاة َ َّ ة
َ عا ور العالم في ي ِ �لب الس ف موز التَّحا ُل ِ
ِ ر
ُ ِّ ُ َّ ِّ ُ
وجنو َد ُه سوا ًء ِ ِ ِ ِ فم ِ
وق َع َّ ِ
موز ُه وأتبا َع ُه ُور َ الشيطان والدَّ َّجال وسماس َر َت ُه وعساك َر ُه ُ يعر ُ َ
العاد َل ِة ،كما ورد
ِ المقاتِ َل ِة ..أو كانوا ف�وق منابِ ِر الدِّ يان َِة
يوش ُالج ِ ِ
كان�وا في ُصفوف ُ
حديث َمن ال ينطِ ُق عن الهوى ..وقد رأى في المنا ِم ما َ
أحز َن ُه وأبكاه ِ ِم ُ
ثال ذلك في
«رأيت ِ
الق َر َد َة والخنازير ينزون على منبري كما تنزو القردة»((( ،وفي ُ ..mفق�ال: رمزية القردة
والخنازير على
ن�زول س�ورة القدر قام رجل إلى الحس�ن ب�ن علي cفقال :يا مس�ود وجه المنبر النبوي
المؤمنين ،فقال الحس�ن ؤ« :ال تؤنبني رحمك الله ،فإن رس�ول الله mقد
رأى بني أمية يخطبون على منبره رجال رجال ،فساءه ذلك فنزلت (ﮆ ﮇ
ﮈ ) نهر في الجنة ،ونزلت (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ) تملكها بنو أمية فحسبنا ذلك ،فإذا هو ال يزيد وال
ينقص »(((.
((( الحاك�م ( )5:389وأق�ره الذهب�ي ،وفي تفس�ير ابن أب�ي حاتم ( )13696رواي�ة فيها تتمة
لتفسير الرؤيا« :فقيل له :إنما هم بنو ٍ
فالن ،وإنما هي دنيا ُأعطوهاَ ،ف ُس ِّر َي عنه . »m
((( الترمذي ( )3350وقال :غريب.
((( الدر المنثور ( )375 :10وال زالت كتب التفسير ترمز ألوائل السور المستعجم فهمها على
142
رجل ُخي�ر بين ما في الدُّ نيا وبي�ن ما عند ِ
رمزية الرجل الله ٍ ِّ َ َّب�ي mيوم�ا وقال عن
وخط�ب الن ُّ
الذي خير بين فاختار ما عند ِ
بال هذا َّ
الش ِ
يخ الله ،فبكى أبوبكر ؤ حتى قال ُع َم ُر ؤ :ما ُ
الدنيا واآلخرة في
خطبة النبي m الر ُج َل الذي ُخ ِّي َر هو بار ِة َّ
أن َّ
ِ
مز في الع َوالر َ
اإلشار َة َّ
َ أبوبكر ؤٍ يبكي؟ وقد َف ِه َم
رسول الله mفاختار ِ
اآلخ َر َة على الدُّ نيا(((. ُ
َ
والر ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
م�وز راس�ته عل�ى العالم�ات ُّ َّح�والت ال�ذي نح�ن بِ َص�دَ د د َ وق�ام فق� ُه الت ُّ
ِ
المس�كوت الراب ِع الر ِ ِ َ واإلش�ارات ب�دء ًا م�ن حديث ِ
ك�ن َّ جبري�ل وما فيه م�ن ما َّدة ُّ
ِ
والصغرى وما انط�وت عليه من ال ُعلو ِم فقه التحوالت والوس� َطى ُّ عن�ه ونها َي ًة بالعالمات الكُبرى ُ
يدرس العالمات س�ول mالبن صي ٍ ِ ِ
واإلشارات
ومالح َق ُت ُه
َ اد َ َّ وال ُفه�و ِم والدِّ الالت والمواقف ،ومنها متا َبع ُة َّ
الر
حيح «ذها ُب ُه mمع الص ِ ِ الر ِ ِ ف حقي َق َت ُه عن ِ
في نصوص واإلش�ارة ،وقد ورد في َّ َ موز طريق ُّ ليعر َ
المعصوم m
ابن صي ٍ طائ َف ِة الن ِ
ع�ض الصحاب ِة نح�و ِ
وما انطوت عليه اد فصاحت: فلما كان قريب ًا منه رأت ُه ُأ ُّم ِ َ ّ
َّخل ّ ، ِ َّ َ َب
من المواقف سول ِ
الله صياد من مر َق ِد ِه وقال :mلو تركتِ ِه ل َب ّي َن ،وس�أ َله َر ُ
ٍ هذا ُم َح َّمدٌ ،فقام اب ُن
والدالالت
إبليسُ ،ث َّم قال رشالماء ،فقال : mذاك َع ُ ِ رش ًا على : mماذا ترى؟ قال :أرى َع َ
َ
�أت لك خبيئ ًا فقال :هو ال�دُّ ُّخ ،وكان النَّبي mقد َخب َأ له ك َِلم َة (الدُّ ِ
خان) ل�ه َ :خ َب ُ
َ َ ُّ
در َك»(((. ِ ِ ِ
خسأ فلن تَعدُ َو َق َ
سورة الدُّ خان ،فقال له : mا َ أو معنى ما في َ
ِِ ِِ ُ ِ ِ
رمزية طول اليد رس�ول الله mلنس�ائه َّ « :أو ُل ُك َّن َلحاق ًا بي َأ َ
طو ُل ُك َّن اإليجابي قال
ِّ الجانب وفي
العلماء والمفس�رين بقولهم :الله أعلم بالمراد به ،لما في الرسم واالسم من داللة مجهولة
المعنى والهدف ،مع أن بعض المفس�رين اجتهدوا ف�ي فك الرمز المقصود ولم يقطع أحد
بصح�ة المعنى المس�تنبط فهمه ،بل كان التفس�ير مجرد محاولة وتقري�ب لمعنى يعتقد فيه
الص�واب وعدم�ه ،ويدخل في ه�ذا المعنى الرمزي األل�وان واألرق�ام والرايات واألعالم
والمالبس والعمامة والسيوف وغيرها من الوسائل.
((( صحيح البخاري (. )466
((( متفق عليه ،البخاري ( )1354ومسلم ( )7538بعدة روايات مختلفة .
143
الح ِّس�ي لأليدي كما َف ِهمنَ� ُه من المعنى ول ِ
رن ف�ي ال ُّط ِ ي�د ًا»((( فذهبت النِّس�ا ُء َين ُظ َ
ِ
اإلحسان. َثر ِة ِ
مز لإلنفاق وك َ طول ال َي ِد َر ُ
غير َذلِ َك إنَّما ُ
األمر َ
بارة ،وكان ُ
للع ِ
َ
اه ِر ِ
ال ّظ ِ
144
المتَدَ ِّرج�ون بال ُعلو ِم ال َّثال َث ِة : ِ
وه�ي مر َت َب ُة الكَمال النِّس�بِ ِّي التي يب ُل ُغه�ا العارفون ُ
ِ
اليقين �ةِ :عل ِمات ال َّثال َث ِ
�س اليقينِي ِ
ّ الش ِ
�كر ،على ُأ ُس ِ وعل ِم ُّ كر ِ وعل ِم ِ
الف ِ كر ِ ِعل� ِم ِّ
الذ ِ
وألن هذه العلوم ُعلوم ال َقو ِم ِ ِ ِ و َع ِ
خير لنا ولمن الراس�خين َف ٌ َّ ُ ُ َ َّ اليقين، وح ِّق
اليقين َ ين
االحتمالِ ،
فيرج ُع إلى ِ روف الخيال وال ُص ُ ُ معدنها أال َيش�ت ََّط ب�ه ر ِغب المعر َف َة من ِ
َ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ
موض فيها ضوح ال َب ِّي ِن التي ال ُغ َ
ِ م�ا نحن بِ َصدَ ده من قرا َءة األركان األر َب َعة بِ ُل َغة ُ
الو
ب التَّام في ك ُِّل ٍ ِ
ش�رط األَ َد ِ
الز َل َل الذي وقع فيه ُ
الم َث َّقفون حالَّ ،
فإن َّ ِّ إش�كال معَ وال
الش�ان .ف�إن وجوده ودوام�ه ،وكل كماله في�ه ،وفعله وانفعاله ،حتى قع�وده وقيامه ،من
فضل الله وإنعامه .فيعرف نعمة الله عليه ،وأن المنة لله – سبحانه – إذ وفقه لشكره وذكره
ف�ى كل طاعة وإحس�ان ،فال يطالب جزاء فيه�ا ،وال ينظر إليها ،بل يخاف من وجودها مع
القلة والتقصير في شكرها .وما شكرها إال اإلعتراف وشهود المنة فيها .
إل�ى أن قال :فعند ذلك تس�طع عليه أنوار الحقيقة ،وي�ذوق جنى معاني الوحي والنبوة ،
في مقامات القرب والوالية والفتوة ،فيشهد حقائق التنزيل على التفصيل ،ويعرف معارف
التفريع والتأصيل ،ويفهم بالله عن الله كل مش�كلة ،ويتضح له بنور الله حل كل معضلة ؛
وذلك ثمرة التقوى ،واليقين ،وصحبة أهل الله المتقين .
ق�ال الل�ه تعالى ( :ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ) أي من كل مش�كل ومعضل ( ،ﮡ )
علما وفهما ( ،ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ )[الطالق. ]3-2:
وقال أيضا :وقال أيضا ( ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ) [البقرة. ]282:
وق�ال تعال�ى ( :ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ) [األنف�ال ]29:وباللـ�ه
التـوفـــيق ،وذلك ثمرة الطريق ،وزبدة التحقيق ،وفي ثنايا الرس�الة عبارات ال يتس�ع لها
فهم المتأخرين تجاوزنا ذكرها ،لعدم الحاجة لها فيما نحن بصدده.
وق�د تن�اول العالم�ة المذكور ف�ي رس�الة خاصة س�ماها «عم�دة المحقق ف�ي العقائد»
ال زال�ت مخطوط�ة ـ وفي الفصلين الس�ابع والثامن ـ موضوعي الحش�ر والنش�ر ،وجعل
موضوع الحشر فصال منظوما بكل ما يختص بعالمات الساعة والنفخة األولى حتى انتهاء
الكون ،وأما النشر فهو كل ما يخص األمور اآلتية بعد النفخة الثانية ،وما يترتب على ذلك
من مسائل اإليمان والبعث والنشور والقبر ونعيمه وما إلى ذلك.
145
الحك ِم عل�ى الر ِ ِ
جال أك َب َر من ِّ �طح ًا في ُ
ب لهم َش َ والمتع ِّلم�ون و ُق َّرا ُء ُ
الحروف َس� َّب َ ُ
ِ
الكمال. وار ِد جال في ِ
ذوقهم النِّسبِ ِّي من ِ طح الر ِ
َش ِ ِّ
ِ ِ ِ أهل ِ الر ِ
مز َّي ُة بين ِ ِ علم اإلشارة
واألتقياء على واألصفياء األولي�اء الله من اإلش�ار َّي ُة َّ والمعركَ� ُة
َ والرمز معركة
والكذابِين على طريقِ
َّ والمن َِّجمي�ن ِ ِ ِ
الجنَّة وبين َع َبدَ ة َّ ِ ِ
�ح َرة ُ
الس َ
الش�يطان من َّ أبدية بين األخيار طري�ق َ
واألشرار
الباطل ُمست َِم َّر ٌة َأ َبدَ اآلباد .
ِ
ِ
واألمارات ِ
والعالمات وهي وحدَ ها فِقه يختَص بما هو معلوم له من التَّحو ِ
الت ُّ ٌ ُّ ٌ
وخير لنا وله وألمثالِنا
ٌ
الحديث بهذه ال ُّل ِ
غة َم َعنا، ُ عندهم :الغاية ومن لم َيفهم المعنى يص ُع ُ
ب عليه
تبرر الوسيلة
س�ائ ِل ،والغاية ُت َق ِّر ُر الوس�ي َل َة كما هو في شعاراتِنا
نخوض البحر بالو ِ
َ َ َ َ
ِ
وأش�باهنا أن وعندنا :الغاية
َّبوي ِة األَب ِويةِ.
تقرر الوسيلة الن ِ َّ َ َّ
اإلبليس� َّي ِة فالغا َي� ُة ُت َب ِّر ُر الوس�ي َل َةٌ ،
وفرق بين ِ �ة األَن َِو َّي ِة
ش�عارات المدرس ِ
َ َ
ِ أم�ا في
فخير ِِ ِ ِ َين ،و َمن لم َي َّط ِلع على المدر َست ِ ِ
مز ُهو َّيته ٌ يفهم َر َمدرستَه ولم َ َ شعار َ شعارات
ركب أس�اطينِها لِ َيس� َل َم من ال َغ َر ِق في ويس�ير في ِ َ
له أن يس�ت َِمع الحكم َة من ِ
أهلها، َ َ
هل ِك الفاتِ ِك. طوفان األَن َِوي ِة الم ِ
َّ ُ
ِ
ِ
القلب ليم في يعرف حقيق َة المعنى ِ
القائ ِل :ال َع ُ وأنَّى لقارئ ذلك ..وهو بعدُ لم ِ
الس ُ
قل َّ عندهم :العقل
ِ السليم في الجسم
ليم، ليم في الجس ِم َّ
الس ُ الس ُ أن الحقي َق َة لديكُ :
العقل َّ عار حقيق ٌة؟ أم َّ السلي ِم ،فهل هذا ِّ
الش ُ َّ السليم
ِ
فتعرف على رجالها تَس َلم، مدرس ٌة عظيم ٌة في اإلسال ِمَّ ،
َ واإلشار ُة والعالم ُة
َ مز
فالر ُ
وعندنا :العقل إذن َّ
ال ،مدرس ِ ِ السليم في القلب
عي المنسوخِ ،فلها والو ِ
وق الممسوخِ َ الذ ِ
�ة َّ األعو ِر الدَّ َّج ِ
َ مدرس�ة وإياك من
َ السليم
المت ََأ ِّم ُل في
وتأثير ،ومتى ما تأ َّم َل ُ ٌ مكان ،و َأ َث ٌر
ٌ والش َار ِة مز وال َّل ِ
ون َّ والر ِ ِ
اإلشارة َّ
َ في عا َل ِم
ِ
عارات والش ِ
�ارات ِّ واأللو َي ِة ال َعس�ك َِر َّي ِة َّ
والش ِ ايات والب ِ
نود َّقدي ِة ،والر ِ ِ ِ ُر ِ
ُ َّ موز ال ُعمالت الن َّ
ِ المنسو َب ِة لِ َب ِ
جاب.
ب ال ُع َ عض الدُّ َو ِل واإلمبراطور َّيات َل َر َأى ال َع َج َ
146
ٍ
وش�ارات لم ٍ
ش�عارات والمس�يح َّي ِة جعلوا لهما
ِ اليهود َّي ِة
ِ أتب�اع الدِّ يا َنت ِ
َين ب�ل َّ
إن
صليب النصارى َ
ونجمة اليهود ِ ليب عند النَّصارى ،ون ِ ٍ
شعاران دينيان
اليهود ،و ُك ُّلها داو َد عند
َجمة ُ
َ كالص ِ ُي ِنز ِل الله بها من ُسلطانَّ ،
وسياسيان ياسي ودينِ ٍّي ُم َع َّي ٍن. ٍ ِ
ذات َهدَ ف س ٍّ
ِ
وضع َّي ٌة ُ عارات
ٌ ِش
أفضل الص ِ الرس�ا َل ِة على صاحبِه�ا ِ
الة ُ َّ وخاص ًة على َعهد ِّ
َّ ش�عارات اإلسلا ِم
ُ أ َّما
والسالم فكانت قليل ًة ومحدودةً ،وتت َل َّخ ُ
ص فيما يلي: َّ
رب. الح ِ ُ
وألفاظ ت َُر َّد ُد في َ عارات
ٌ ِ -1ش
ِ
واألنصار. رايات ِ
وألو َي ٌة تر ُم ُز إلى المهاجرين ٌ -2
مالمح
َ َّبو َّي ِة األَ َب ِو َّي ِة من ِ
�عارات الن ِ �عارات األَن َِو َّي ِة ِّ
والش ِ وكم َس�ن َِجدُ من ُر ِ
موز ِّ
الش
وخذ على هذا أمثِ َل ًة ُم َص َّو َرةً. ٍ
وغاياتُ ، ٍ
وأهداف
147
خاتم عرش بريطانيا
لالستزادة انظر مراجع المادة في موسوعة wikipedia.orgتحت مسمى
Royal coat of arms of the United Kingdom
الشعار المسمى (خاتم أمريكا األعظم) ،وهو موجود خلف الورقة فئة الدوالر الواحد
لالستزادة انظر مراجع المادة في موسوعة wikipedia.orgتحت مسمى
Great Seal of the United States
ﺍﳋﻠﻔﻲ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ
148
شعار الخالفة العثمانية
انظر شرح تفاصيله ص 178
149
150
151
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻨﻪ
152
153
ساعةِ ِ
بعلامات ال ّ الع ِلم التَّفصيل ِ
الجامع لأركا ِن ِ
ُ ُ
عالمات الس ِ
اعة ثال َث ٌة: ِ أركان ِ
العل ِم بِ َ ُع ِل َم ِم َّما َت َقدَّ َم َّ
أن
ّ أركان عالمات
ِ ِ ِ الساعة
ُبرى.
ب بالعالمات الك َ
الواج ُ األو ُل :الع ُ
لم َّ
ِ ِ
لم اللاّ ِز ُم بالعالمات ُ
الوس َطى. ال َّثاني :الع ُ
ِ ال َّثالِ ُ ِ
غرى. المط َل ُق بالعالمات ُّ
الص َ لم ُث :الع ُ
موقعها في ِ
آخ ِر باعتبار ِ
ِ آخ�ر الب ِ
ِ ِ ِ
حث ُبرى َ ََّفصيل الكام َل للعالمات الك َ
�ع الت َ
ون ََض ُ
الز ِ
مان. َّ
َّرتيب االستِ ِ �ب الت ِ
قرائ ِّي الذي غرى فسنَذك ُُرها َح َس َ الوس� َطى ُّ
والص َ العالمات ُ
ُ أما
بعض ما َس� َب َقت ِخد َمتُه على أيدي ِ َفيدين من الت مس�ت ِ
ُ
قه التَّحو ِ
ُّ
واق ِع فِ ِ
َف ِهمن�اه من ِ
ُ
ِ ِ ِِ ِ
واألش�راط؛ إال أنَّنا َف َّرقنا بين العالمات موضوع
َ ال ُع َلم�اء والباحثين الذي�ن َ
تناولوا
َّن�او ُل له عند ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ
أهل هذا عما َس� َب َق الت ُغرى بقاعدَ ة ُمختَل َفة َّ الوس� َطى ُّ
والص َ العالم�ات ُ
ِ
العل ِم.
154
الوسطى ِ
ابلعلامات م ِ
ز ّا ل ال لم الرُّكن الأ َّول ِ
الع
ُ ُ ُ ُ ُ
َّوسط ِ ِ ِ
االستقراء الزمني بالوسطى أي الت ُّوقد اعت ََمدنا في تحديدها على اس�تقراء المعنى المقصود ُ
ِ
العالمات ِ
وارتباط هذه الصغرى ابتدا ًء والكُبرى اختِتام� ًا،
هو الذي حدد جرياتها بي�ن ُّلم َ
الز َمن�ي ُ
َّ
توسط العالمات ِ ِ ِ
ونواق َض ،كما ثواب�ت
َ َّ�ب عليها منوق�رار العل ِم وما يترت ُ الحك ِم ِ
ق�رار ُ بالقرار ِ
ي�ن َ
الصغرى فوضعناها ٍ ِ
البعض ف�ي ُّ
ُ عالم�ات وضعها الوس�طى أضفن�ا الى العالمات ُ
والز َم ِن ا ُل ِ
مشار إليه ِ
األحداث َّ ِ
جريات ِ
المتالئ ِم من ُم موق ِعها
في الوس�طى لمناس�ب ِة ِ
ُ َ َ ُ
ٍ َّبو َّي ِة ِ قرار الحك ِم و َق ِ ِ
عالمات األحاديث الن ِ رار العل ِم ،بل واس�ت َ
َقرأنا من ي�نُ ِ :
بالقرار ِ
َ
�ي ِ �ة عال َقتِه�ا بالت ُّ ِ
العالم�ات الوس�طى ألهمي ِ
ِ إضافي ٍ
السياس َِّّحول ِّ َّ ِّ ُ �ة وضعناه�ا ف�ي َّ
المن َت َظ ِر. ِ ِ ِ
َّبي mوبِدا َية العالمات الكُبرى باإلما ِم ُ
واالجتماعي ما بين َبع َثة الن ِّ
ِّ
ِ ِ
مصادره�ا .و ُك ُّلها الوس�طى مجموع� ًة كما اس�تقرأناها من وس�نبد ُأ بالعالمات ُ
تتك�ر ُر ما عدا عال َمتَي
َّ واحدَ ٍة وال
العالم�ات المرتَبِ َط ِة بِمرح َل ٍة ِ
ُ
ِ تندَ ِر ُج تحت ِقس� ِم
تالح َق ِة .
كري ِة الم ِ ِ ِ ِ
الخوار ِج ،والفت َِن الف ِ َّ ُ فِتن َِة
155
ُّعمان أنَّه قال ( :أو ُل أش�راطِها بع َث ُة محم ٍ
�د ،((( )mوقال ال َب َغ ِو ُّي ت�ح» ع�ن الن َ
«ال َف ِ
َ ُ َ َّ َّ
الوار َد ِة في
«السنن ِ
ِ أش�راط الس ِ
�اعة)((( .وفي ّ
ِ َّبي mمن في «تفس�يره» ( :وكان الن ُّ
الجونِ ِّي قال :قال رسول الله « mحين الداني :عن أبي ِع َ
مران ُ ِّ الفت َِن» ألبي ٍ
عمرو ِ
156
َّخذت أبا بكر» ((( ،وقوله في ُع َم َر ال الت كنت مت ِ
َّخذ ًا خلي ً
ُ ف�ي أبي بكر ؤ « :ل�و ُ ُ
�يطان َق ُّط س�الك ًا َف ًّجا إالّ َس� َل َك َف ًّجا َ
غير ُ بيده ما َل ِق َي َك َّ
الش ؤ « :وا َّل ِذي َن ْف ِس�ي ِ
وخ ُلقي» ((( ،وقولِ�ه في أبي ُع َبيدَ َة لقي ُ هت َخ ِعفر ؤ « :أش� َب َ ((( وقول�ه ف�ي َج ٍ
157
الصح َب ِة دون معناها ال َع َم ِل ِّي
اسم ُّ
ِ ِ
والصحا َبة الحاملين َ بعض األتبا ِع َّ ِ دح في إن ال َق َ
ّ
القدح في معنى
ين: ٍ ِ ِ ِ
وانقطاع الحصانَة عنهم نسبِ ّي ًا َيت ََح َّق ُق بواحد من َس َب َب ِ الصحبة إما أن
َ
يحصل بقول
دح ال َّلفظِي. •ال َق ُ لفظي أو موقف
اتي. ف ّ ِ ذاتي
الذ ِّ •الموق ُ
عامر ِ
الفاس ِ ب “بأب�ي ٍ �ر الر ِ ِ ِ ِ
�ق” .و َم َث ُل اه ِ �ي َتكْن َيتُ� ُه mلعام ِ َّ
�دح ال َّلفظ ِّ
و َم َث ُ�ل ال َق ِ
سائ ِه
غيالن لِنِ ِ
َ اب الذي وصف بِ َ
نت ِ
الطائف ذلك ّ
الش َّ اتي نَف ُي ُه mإلى ف ّ
الذ ِّ
الموق ِ
ِ
158
رس�ول ِ
الل�ه فما تأ ُم ُرنا؟ َ وأمور ُتن ِْك ُرونَها» قالوا :يا «س�تكون َأ َث َر ٌة
ُ ذل�ك قو ُل ُه :m
ٌ
ون الل َه ا َّل ِذي َلك ُْم»((( .
الح َّق ا َّل ِذي َع َل ْيك ُْمَ ،وت َْس َأ ُل َ
ون َقال« :ت َُؤ ُّد َ
وق ِ
رار والم ِ ِ َ ِ ِ
ف منها الس�ل َطة وال َق ِ َ مس�أ َلة ُّ األفراد في الحديث يضبِ ُط ُس َ
�لوك ُ وهذا
�ر« :إنَّكم َس� َت ْل َق ْو َن َب ْع ِدي َأ َث َ�ر ًة فاصبِروا حتىاآلخ ِ ِ
الحديث َ بع�د موتِ ِ
�ه ، mوفي
تل َقونَني» (((.
الت ويرضى بها األحادي�ث وأمثا ُله�ا جعلت الجمي�ع يقب ُل س�ير التَّح�و ُِ وه�ذه
ُّ َ َ َ َ َ
ويش�ار ُك األُ َّم� َة في سلا َمتِها ،خالف ًا لمن جاء من المس�لمين ُعلم�ا َء و َدهما َء فيما ِ
اش�دَ ِة وب ِ
دء مرح َل ِة مرحلة الخال َف ِة الر ِ
ِ وخاص ًة ما ابت ُِل َي به المس�لمون في نها َي ِة بعدُ
َ ّ َّ
الفتن َِة بينهم.
ضوض وما شاع وذاع من ِ ِ لك ال َعالم ِ
ُ
159
الكرمانِ ُّي :أي :ما فارق الجماع َة َأ َحدٌ إال وقع
اه ِلي� ًة»((( قال ِ
ِ �ه بيع ٌة م َ ِ
ات مي َت ًة َج َّ
ِ ِ
ُعنُق َ ْ َ َ
له كذا وكذا.
فار َق الجماعة ِش�بر ًا فقد َخ َل َع ِرب َق َة اإلسلا ِم من ُعن ُِق ِه»((( وق َّيدَ ُ
حديث « َمن َ ومنه
ريح ِة ةالص َالمخا َل َف َّ
ِ ِ
أحاديث أخرى بطا َعة الله وعدم ُ َ الر ُ
سول mال َّطا َع َة َّ
والص َبر في َّ
ُنكرون وي ِ ج�ال يعرفو َنكُم ما ت ِ ِ ِ
نكرون ُ موركُم من بعدي ِر ٌ ُ ِّ «س� َيلي ُأ َ
للدِّ ين ،كحديث َ
ٍ
رواية « :فليس ألولئك عليكم عليكم ما ِ
تعرفون ،فال طاع َة لمن عصى الل َه» ،وفي
طاع ٌة»(((.
160
س�ول ُ m ِ ِِ
نصوص عدالة يقول: أخرج�ه التِّرمذ ُّي من قول س�فين َة مولى َّ
الر َ وف�ي ذل�ك ورد ما
مرحلة الخالفة
الراشدة ورد
ون َس�نَ ًة ُث َّم ُم ْل ٌك َب ْعدَ َذلِ َك »((( ،وفي خلاَ َف ُة فِي ُأ َّمتِي ثَلاَ ُث َ الله « : mا ْل ِ
رس�ول ِ
ُ قال
شبه القدح في رواية عن ٍ ذلك ُم ْلكًا »((( ،وفي ون َسنَ ًة ُ ،ث َّم َتك ُ
ُون َب ْعدَ َ رواية أخرىِ « :
الخال َف ُة َثال ُث َ
سالمتها
الله َ « :mأ َّول ِدينك ُْم ُن ُب َّوة َو َر ْح َمة ُ ،ث َّم
س�ول ِ اليمان ؤ قال :قال َر ُ ِ ُحذي َف َة ِ
بن
ُ ِ
لما يكون ُم ْلك ًا َو َج ْب ِر َّي� ًة » ووردَّ :
ُ �م ُم ْل ٌك َو َر ْح َم ٌة ُ ،ث َّ
�م يك�ون خلاَ َف� ًة َو َر ْح َم ًة ُ ،ث َّ
(((
أشه ٍر
َين وأرب َع َة ُ بكر ؤ َسنَت ِ كثير رحمه الله تعالى :كانت خالف ُة أبي ٍ
قال اب ُن ٍ
ِ
المقد ِس فَتح بَيتِ
ُ
لقوله ُ « : mاعدُ د ِس� ّت ًا بين
ِ س، ِ
المقد ِ ات الس�ا َع ِة الوس� َطى َفتح ب ِ
يت ُ ْ ٰ ُ َ َّ
و ِمن َعلاَ م ِ
َ َ ْ
فتح بين المقدس
عالمة وسطى
(( ( سنن الترمذي ( ، )2512وفيه :ثم قال لي سفين ُةِ :
أمسك ..خالف ُة أبي بكرُ ..ث َّم قال :وخالف َة
علي ..فوجدناها ثالثين سن ًة .وللحديث تتم ٌة. ِ
عثمانُ ..ث َّم أمسك ..خالف ُة ٍّ
َ ُع َم َر وخالف ُة
((( السلسلة الصحيحة (.)459
(( ( شرح ثالثيات المسند ( )544 :2للسفاريني ،وإسناده حسن.
((( مجمع الزوائد ( ، )176 :5وقال الهيثمي :رجاله رجال الصحيح إال التابعي فإنه لم يسم.
161
سالمقد ِِ س» ،وقد ُفتِ َح َب ُ
يت قد ِ يت الم ِالحديث»((( ،وذكر فيه « َفتح ب ِ
َ اعة ..يدَ ِي الس ِ
َ َ َ ّ َ
جر ِة ،وذهب ُع َم ُر
اله َ �ت من ِ اب ؤ س�نة ِس ٍّ ِ
الخليفة ُع َم َر بن الخ ّط ِ على َع ِ
هد
ِ ؤ إليها ِ
اليهود والنَّصارى وبنى بها وصالح أه َلها وفتحها َّ
وطهرها من َ بنفس�ه
ِ
المقد ِ
س. مسجد ًا في ِقب َل ِة ِ
بيت
طاعون ِع َ
مواس ُ
مواس ،وقد أدر َج�ه البِ ِ ِ ُ ِ الو ْس� َط ٰى ِ ِ ِ
وغير ُه
رزنج ُّي ُ َ طاعون ع َ َوم ْن َعلاَ َمات َّ
الس�ا َعة ُ طاعون عمواس
ِ ِ ش�ر ِ ِ ِ ِ
جرة في خالفة ُع َم َر بن لله َ الوس�طى ،وقد وقع في س�نة ثمان َي َة َع َ عالمة وسطى في العالمات ُ
خمس� ٌة وعش�رون ألف ًا منه�م عَدَ ٌد من َ �اب ؤ ومات فيه من المس�لمين الخ َّط ِ
اح أمي ُن هذه األُ َّم ِة(((.
الج َّر ِ ِ
الصحا َبة ئ ،ومنهم أبو ُع َبيدَ َة بن َ
َّ
((( البخاري ( ،)3176وذكر هذه العالمة د .يوسف الوابل في فقه أشراط الساعة ص.85
((( ذكر هذه العالمة د .يوسف الوابل في فقه أشراط الساعة ص.68
((( صحيح البخاري (. )7096
((( المعجم األوسط للطبراني ( ،)1945إسناده صحيح « ،در السحابة» للشوكاني (.)103
162
الشر ِ
فراس َخ إال َم ُ
وت ُع َم َر ؤ » عن رس َل عليكم َّ ُّ ُ
وحديث « ما بينَكم وبين أن ُي َ
حذيفة (((.
ثمان بن عَف َّ َ
ان ؤ م َقتَل ُع َ
مقتل الخليفة
ُ
عثمان v الخليفة ال َّثالِ ِ
ِ ِ ِ ِ
عالمة وسطى ان ؤ : ثم�ان بن َع َّف َ
َ ث ُع الو ْس� َط ٰى َمقت َُل
الس�ا َعة ُ َوم� ْن َعلاَ َمات َّ
وهو اختراق روج الدَّ َّج ِ ِ الفت َِن َق ُتل ُع َ وفيها يقول « : mأو ُل ِ
ال..والذي نفس�ي ثمان ،وآخ ُرها ُخ ُ َّ
لموقع القرار وبه
أدركَه ِ ِ ثقال َح َّب ٍة من مقت َِل ُع َ
بِ َي ِد ِه ما ِمن َأ َح ٍد في َقلبِ ِه ِم ُ
تكون أول قرن
َّ ثمان إال ُحش َ�ر مع الدَّ َّجال إن َ
من الخوارج
قبر ِه»(((. ،وإن لم ُي ِ
درك ُه آ َم َن به في ِ
المنافِ ِقين
نجاح ُال في األُ َّم ِة ،بِ ِ ياسة الت ِ
َّمهيد للدَّ َّج ِ وفي مقت َِل ِه عال َق ٌة وطيدَ ٌة بِمبدأ ِس ِ
َ
ِ
الخوار ِج . رن من ُق ِ
رون والتأثير عليه ،وتكو ِن أو ِل َق ٍ
ِ راق ِ
موق ِع ال َق ِ
رار في اختِ ِ
ُّ َّ
موقِعَةُ ال َ
جمَلِ
ِ
المنصوص موقع ُة الجم ِل وفيها جم َل ٌة من ِ
الفت َِن ات الس�ا َع ِة الوس َطى ِ
و ِمن َعلاَ م ِ
موقعة الجمل ُ َ َ َ ُ ْ ٰ َّ َ َ ْ
لح� َة الز َب ِ عائ َش� َة bومقت ِ روج ِ عالم�ات الس ِ
ِ
وصون أم ي�ر و َط َ َ�ل ُّ �اعة ُ
،كخ ِ ّ عليه�ا ف�ي
المؤمنين b
عالمة وسطى ء.
للزب ِير ؤ :يا أبا عبدَ ِ
الله ما جاء بِكُم؟ ض َّيعتُم الخلي َف َة ٍ
ط�رف قالُ :قلنا ُّ َ فع�ن ُم ِّ
ِ الزبير« :إن�ا َقرأناها على َع ِ َ�ل ُثم ِجئتُ�م تط ُلبون بِدَ ِم ِ
�ه؟ َ
س�ول الله هد َر َ قال ُّ َ ُ حت�ى َقت َ َّ
ثم�ان ﮋﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﮊ َ mوأبي َب ٍ
ك�ر و ُع َم َر و ُع
163
ب أنّا أه ُلها حتى وقعت ِمنّا ُ
حيث وقعت.((( ».. ِ
[األنفال ]٢٥ :لم نكن نحس ُ
((( مجم�ع الزوائ�د ( ، )27 :7وق�ال الهيثم�ي :رواه أحم�د بإس�نادين رج�ال أحدهم�ا رجال
الصحيح.
((( ذكره البيهقي في دالئل النبوة ( )414 :6من طريقين أحدهما مرسل والآلخر موصول.
((( مسند أحمد ()692
(( ( رواه ابن أبي عاصم في «السنة» ( )610 :2والحاكم وصححه.
((( مجم�ع الزوائ�د ( ، )237 :7وق�ال الهيثم�ي :رواه أحمد وأبويعلى والب�زار ورجال أحمد
رجال الصحيح.
((( مجمع الزوائد ( ، )239 :7وقال الهيثمي :رواه البزار ورجاله ثقات .
164
رسول ِ
َ ِ
الله؟!! قال :نعم ،قال :أنا أشقاهم سيكون بين ََك وبي َن عائ َش َة ٌ
أمر» قال :أنا يا ُ
الله؟ قال« :ال ،ولك�ن إذا كان ذلك فار ُددها إل�ى مأ َمنِها» ((( ،وعن ِ
ابن رس�ول َِ ي�ا
ِ
صاح َب ُة س�ائ ِه « :ليت ِش�عري أ َّي ُت ُك َّن
الله mلِنِ ِ
س�ول ِ قال َر ُقال َ :�اس ء َ َع َّب ٍ
ِ
يس�ارها يمينِها وعن
ب ،يقت َُل عن ِ
الحو َأ ِ ُ
الب َ
ِ
تخر ُج فتن َب ُحه�ا ك ُ �ل األد َب ِ
�ب ُ ، الج َم ِ
َ
كثير ُ ،ث َّم تنجو بعد ما كادت»(((.
َقتلى ٌ
يج�ر ُح عدا َلتَها ك َُأ ٍّم عائ َش� َة bوال وال يق�دَ ح ه�ذا األمر ف�ي ُأم المؤمني�ن ِ
خروج عائشة َ ِّ ُ ُ
رس�ول bال يقدح ِ زوج ُة ِ
ُّص�وص ،وأنها َ الل�ه mلِ َحصانَتِها بالن
س�ول ِِ �ة لِ َر
وزوج ٍ ِِ
للمؤمني�ن َ َ ُ
في عدالتها ِ ِ ِ
لي الج َم ِل من اإلمام َع ٍّ ِ
اعتذاره�ا فيما بعدَ َ َّب على
الل�ه في الدُّ نيا واآلخ َرة ولما ترت َ
ؤ(((.
((( مجمع الزوائد ( ، )237 :7وقال الهيثمي :رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.
((( مصنف ابن أبي شيبة (. .)38940
((( وهذا ما يميز فقه التحوالت عن غيره ،فالظالمون لعائشة bساقوا في كتبهم ما ينتقد
من سلوك طبعي جرى من أم المؤمنين ،وجعلوا من حصيلة هذا فقها يؤيد ما حملته نفوسهم
الطبعية نحوها ،وهم ال يعلمون الفرق بين أم المؤمنين وبين غيرها من النس�اء الالتي ليس
له�ن مناق�ب أو حصان�ة من النبي ،mأم�ا الذي كان يعلم ذل�ك كاإلمام علي ؤ فقد
كانت معاملته لها وفق النصوص ووفق األدب مع من س�ماها عمار بن ياس�ر (زوجة النبي
ف�ي الدني�ا واآلخ�رة) كما ف�ي البخ�اري ( )3488؛ ألن اإلمام عليا ؤ م�ن رجال فقه
التح�والت ب�ل حت�ى حديث�ه ؤ عن «الخ�وارج» يدل على سلامة قلبه ع�ن الضغينة
والحقد والتشفي ،وهذه هي مواقف الرجولة لدى رجال النمط األوسط .n
165
لك»((( ،وفيها َق ُتل َع َّم ٍ
ار الذي قال فيه َ « : mع َّم ٌار تق ُت ُله الم َب ُ َص َّف ِ
ين ،أحدُ هما يط ُل ُ
اد عن �أن َذكَ�ر نُعيم بن حم ٍ الش ِ الف َئ� ُة ِ
الباغ َي ُة»((( ،وفيها ُخد َع ُة التَّحكي ِم ،وفي هذا َّ ِ
َ ُ ُ َ َّ
عت َع ِل ّي ًا ؤ بالكو َف ِة يقول« :إنِّي ُأقاتِ ُل على َح ٍّق قالَ :س ِم ُ
الجيشانِ ِّي َ
أبي سال ٍم َ
لت ألصحابي :ما المق�ا ُم هاهنا ،وقد واألمر لهم» .ق�ال :ف ُق ُ ُ ال يق�و ُم ول�ن يقو َم ،
صر َ ،فأ ِذ َن لمن شا َء ِمنَّا وأعطى ك َُّل َر ُج ٍل ِ
األمر ليس لهم فاستأ َذنَّا ُه إلى م َ
أن َ أخ َب َرنا َّ
ألف درهم ،وأقام معه ِ
طائ َف ٌة منا(((. ِمنّا َ
وكان من نتائجها ِ
انقسا ُم المسلمين إلى :
وآل َبيتِ ِه.
علي ُ v ِ
األوسط ،وهم اإلما ُم ٌّ
َ
-1أتبا ِع النَّم ِ
ط َ
ألزموا اإلمام َع ِل ّيا vبِ َق ِ
بول التَّحكي ِم. ِ ِ
َ -2شي َعة التَّحكيم ،وهم الذين َ ُ
َّحكيم.
َ لما َر ِض َي الت ِ
الخوار ِج ،وهم الذين َخ َرجوا على اإلما ِم ّ v -3
الف َئ ِة
َ�ة ِ
�ة وفِتن ِ
الح�وادث اللاّ ِح َق ِ
ِ دائ�ر ُة ه�ذه ِ
الفت ِ
َ�ن وكانت َس� َبب ًا ف�ي ِ
واتَّس� َعت َ
المار َق ِة.
ِ
166
المؤمني َن(((.
(( ( انظ�ر صحي�ح البخاري مع الفت�ح ( ، )350 :12وقد وصل الطبري هذا التعليق في مس�ند
علي من «تهذيب اآلثار» ،وسنده صحيح كما قال الحافظ في الفتح (.)354 :12
((( ذوالخويص�رة التميم�ي هو ذات�ه حرقوص بن زهير الس�عدي كما أش�ارت إلى ذلك بعض
المصادر منها «أس�د الغابة» ( ،)1541و«المس�تفاد» ألبي زرعة ( ،)1292 :2وهذا يجمع
المدرستين في هدف واحد :المدرسة الحرقوصية ..ومدرسة ذي الخويصرة التميمية.
((( صحيح مسلم (.)2505
167
الرسا َل ِة ِ ِ
الخوار ِج إ ّب َ
ان مرحلة ِّ ف ِ
ومواق َ لوك ِ
األحاديث منها ما ِ
يبر ُز ُس َ وجمل ُة هذه ُ االمتداد الطبيعي
ِ ِ ِ
ش�ير إلى الخوار ِج فيما بعد وفاته m ِ ِ ذاتَه�ا كم�ا هو في ذي ُ
الخ َويص َرة ،ومنها ما ُي ُ للمدارس
الخارجية
ش�ير إلى َعو َد ِة ِ
الصحا َبة ئ والتّابِعين ،ومنها ما ُي ُ ِ
ص�ور َّ وامت�داد فِتنَتِه�م في ُع
ِ
حتى يظهر في
يكون آخرهم مع الدَّ َّج ِ
ال ..وفيهم ُ الز ِ
مان بِ ُص َو ٍر ش�تَّى حتى أعراضهم الدجال بِد َعتِهم في ِ
آخ ِر َّ
يقول َ ُ
يقرؤون َ
األعمال َ ، «يخر ُج من ُأ َّمتي قو ٌم ُيسيؤون
ُ mفيما روا ُه اب ُن ُع َم َر :c
عم َل ُه مع َع َم ِلهم ،يقتُلون َ ِ ِ رآن ال ُي ِ
أهل اإلسال ِم جاو ُز حناج َرهم ،يحق ُر َأ َحدَ كم َ ال ُق َ
ف�إذا خرج�وا فاقتُلوه�م ،فطوبى لمن َق َت َله�م وطوبى لمن َقتَل�وه ُ ،ك َّلما طلع منهم
أس�م ُع(((.
َ الله ِ mعش�رين َم َّر ًة أو أك َث َر وأنا
رس�ول ُِ �رن َق َط َع�ه الل� ُه» ،فر َّد َد ذلك
َق ٌ
أكثر من ِع ِ
ش�رين رن ُقط َع – َ
رواه أحمد ،وفي رواية ابن ماجه يقولُ « :ك َّلما خرج َق ٌ ِ
مرةً -حتى يخرج في ِع ِ
راضهم الدَّ َّج ُال»(((. ُ َ َ َّ
168
الله يقول بِ ِلسانِ ِه ما ليس في قلبِ ِه ،فقال َر ُ
سول ِ ُيص ِّلي» ،فقال خالدٌ :وكم من ُم َص ٍّل ُ
�ق ُبطونهم» ،ق�الُ :ث َّم نظر ّاس وال ُأ َش َّ
ب ع�ن ُقلوب الن ِ « :mإنِّ�ي ل�م ُأؤمر أن ُأ َن ِّق َ
ئضئ هذا َق�وم يتلون كتاب ِ
الل�ه َرطب ًا ال ق�ف فقال« :إنَّه يخ�رج من ِض ِ إلي�ه وهو ُم ٍّ
َ ٌ ُ ُ
الر ِم َّي ِة – وأظنُّه قال:-
�هم من َّالس ُ يمر ُق َّ
،يمرقون من الدِّ ين كما ُ
ِ
ج�او ُز حناج َرهم ُ ُي ِ
َل ِئن أدركتُهم ألق ُت َلنَّهم َ
قتل َثمو َد»(((.
(الض ِ
ئض ُئ) ِ
األثير وغيرهماِّ : الخ َّط ُّ
ابي واب ُن زيادات ،قال َ
ٌ وايات ِعدَّ ٍة فيها
ٍ وورد بِ ِر
ِِ
يخر ُج من نس�له الذين هو َّأو ُله�م أو ُ
يخر ُج من �ي( :يريد أنَّه ُ الخ َّطابِ ُّ
األص�ل ،ق�ال َُ
أصل َقولِ ِه).
ِ ذه َبهم على ِِ
أصحابِه وأتباعه الذين يقتَدون به و َيبنُون رأ َي ُهم و َم َ
ِ
169
الر ِم َّي ِة» (((.
السه ِم من َّ الدِّ ين ُم َ
روق َّ
رس�ول الله :mُ ك�ر َة ع�ن أبيه رضي الل�ه عنه ق�ال :قال وع�ن ُمس�ل ِم ب�ن أبي َب َ
جاو ُز ِ
تراقيهم رآن ال ُي ِألسنَتُهم يقرأون ال ُق َ أشدَّ اء ذلي َق ٌة ِ
أحدَّ اء ِ
أحداث ِ
ٌ «سيخر ُج قو ٌم
ُ ُ ُ
ؤج ُر قاتِ ُلهم»((( ،واإلنام ُة ِ
ف�إذا َلقيتُموهم فأنيموهم ُث َّم إذا لقيتُموهم فاقتُلوهم فإنَّه ُي َ
ُ
القتل.
وه َزمهم في وقع ِة النَّهر ِ
وان وفيها ِ ِ ِ
َ َ َ الخوار َج في عهده َ َ علي ؤ وقد قاتل اإلما ُم ٌّ موقف اإلمام
ِ
والمارقين ،فقد ِ
والقاس�طين تال ثال َث ٍة :الن ِ
ّاكثين ق�ال اإلم�ام علي ؤ ُ « :أ ِمرنا بِ ِق ِ vمن
ُ ٌّ
الخوارج في
قتل ذي ِ
المارقين» ((( ،وفيها َم ُ والقاسطين ،وأنا ُمقاتِ ٌل إن شاء الل ُه ِ َلت الن ِ
َّاكثين قات ُ النهروان
الله « :mوآي ُة ذلك َّ س�ول ِمما َذك ََره َر ُ ال َّث ِد َّيت ِ
ال له َع ُضدٌ أن فيهم َر ُج ً َين وهو عالم ٌة ّ
يض »((( وعن رات بِ ٌ
دي عليه َش� َع ٌ رأس َع ُض ِد ِه ِم ُثل ح َلم ِ
�ة ال َّث ِ راع عل�ى ِ ِ
َ َ لي�س في�ه ذ ٌ
س�لمين ف َيق ُت ُلها َأو َل�ى ال َّط ِائ َفت ِ
َين مار َق ٌة عند فِر َق ٍة من الم ِ
ُ «تمر ُق ِ ٍ
أب�ي س�عيد ؤُ :
ٌ ِ
رج�ل :الحمدُ لله ال�ذي أبا َد ُهم �ق» ولم�ا فرغ م�ن َقتلهم اإلم�ا ُم ٌّ
علي قال بالح ِّ
َ
(((
ِ
أصالب علي ؤ « :ال والذي نفسي بِ َي ِد ِهَّ ،
إن فيهم َل َمن في وأراحنا منهم ،فقال ٌّ
آخ ُرهم لِصاص ًا حرادي َن »(((. تحمله النِّساء بعدُ وليكو َنن ِ
َّ ُ ُ
جال لم ِالر ِ
ِّ
170
بالح ِّق» ((( .
َين َسل ِمين يق ُت ُلها َأو َلى ال َّط ِائ َفت ِ
مار َق ٌة عند فِر َق ٍة من الم ِ
ُ ِ
الحروري ُة ؟ س ِ الحرور َّي ِة قال :ال أدري ما ووعنه ؤ أنَّه لما ُس ِ�ئ َل عن
عت
�م ُ ِ َّ َ ِ
تحقرون صالتَكم يق�ول «:يخرج في هذه األُم ِة – ول�م ي ُقل منها – قوم ِ ُ َّب�ي m
ٌ َ َّ ُ ُ الن َّ
يمرقون من الدِّ ين ِ م�ع صالتِهم ،يقرؤون ال ُق َ
رآن ال ُي ِ
جاو ُز ُح ُلو َقهم أو حناج َرهم ُ ،
صر ِه ِ
طالئ َعهم في َع ِ علي ؤ الرم َّية ، »..ولما قات ََل اإلما ُم ٌّ
((( روق السه ِم من ِ ِ
َّ ُم َ َّ
ال ِص َف ُت ُه كذا وكذا» ،فط َلب�وه فلم َي ِجدوه ُ ،ث َّم طلبوه وق�ال ألصحابِ ِ
�ه « :اط ُلبوا َر ُج ً
فقال رج ٌل :الحم�دُ ِ ِ ِ
لله الذي رس�ول الل�ه ُ َ َ ، m ُ ذكر ُه
فوج�دوه عل�ى النَّعت الذي َ
إن منهم لمن علي ؤ « :كال ..والذي نفسي بيده َّ وأراحنا منهم ..فقال ٌّ َ أبا َدهم
آخ ُرهم لِصاص ًا وحرادي َن»((( . تحمله النِّساء بعدُ وليكُو َنن ِ
َّ ُ ُ
جال لم ِأصالب الر ِ
ِ ِّ في
�رك َ
ُون اب َ ،ق َال ُ :كن ُْت ِعنْدَ َع ِلي َ ،ف ُس ِ�ئ َل َع ْن َأ ْه ِل الن ََّه ِر :أ ُم ْش ِ
�ه ٍ ِ
ار ِق ْب ِن ش َ
وعن َط ِ
تحديد هوية
الخوارج على هم؟
لسان اإلمام علي
v الش ْر ِك َف ُّروا ،
َق َال ِ :م َن ِّ
ون ُه ْم ؟ ِق َيل َ :ف ُمنَافِ ُق َ
َق َال :إِ َّن ا ْل ُمنَافِ ِقي َن الَ َي ْذك ُُر َ
ون ال َّل َه إِالَّ َق ِلي ً
ال ،
ِق َيل َل ُه َ :ف َما ُه ْم ؟
َق َال َ :ق ْو ٌم َب َغ ْوا َع َل ْينَا(((.
((( صحيح مسلم ( ، )2507وهي إشارة إلى معركتهم مع اإلمام علي في وقعة النهروان.
((( صحيح البخاري (.)6931
((( مسند عبدالرزاق ()18655
(( ( مصنف ابن أبي شيبة (.)79093
171
ِ ِ اب ؤ« :قد َع ِل ُالخ َّط ِ
ور ِّب الكَع َبة متى يه َل ُك ال َع َر ُب!! إذا َول َي َ
أمر ُهم مت َ ب� ُن َ
الجاه ِل َّي ِة»(((.
ِ أمر ِ
سول mولم ُيعالج َ الر َ
يصحب َّ
َ َمن لم
�در َك ِ
آخ ُرهم الدَّ َّج َال ِ
تاريخي ًا حتى ُي ِ ِ
الخوار ِج ظاه َ�ر ِة
ومما ي َؤ ِّكدُ نَص ًا اس�تمرار ِ
َ ّ ُ
ينش ُ�أ نَ�ش ٌء يقرأون ال ُق َ
رآن الله َ « : mرس�ول ُِ م�ا روا ُه اب ُن ُع َم َر cقال :قال
رس�ول َِ رن ُقطِع » قال ابن ُعمر :س ِ ِ ِ
الله m عت
�م ُ ُ ََ َ يج�او ُز ت ََراقيه�م ُك َّلم�ا َخ َر َج َق ٌ َ ال
ِ ِ يق�ولُ « :ك َّلم�ا خرج َق ٌ ِ ُ
أعراضهم �رن ُقط َع (أك َث َر من عش�رين َم َّرةً) حتى ُ
يخ�ر َج في َ
أخاف عل�ى هذه ُاألم ِة من م ِ
ؤم ٍن ُ يقول ُع َم ُر ؤ« :ما �ال»((( ،وفيه�م أيض ًا ُ الدَّ َّج ُ
ُ َّ
رآن حتى ال ق�رأ ال ُق َ
أخاف عليها َر ُج ً
ُ �ق َب ِّي ٍن فِس� ُق ُه ،ولك�ن ينه�اه إيمانُه وال ِمن ِ
فاس ٍ
ِ ِ ِ
تأويله»(((. أز َل َقه بِلسانه ُث َّم َّ
تأو َله على غير
َ
رمضان سنة أربعي َن من الهجرة ، عش َ�ر س�ابع َ وكان مق َت ُله ؤ في يوم الجم ِ
عة
َ ُ ُ ُ
الخوار ِج ،وقال في َق ِتل ِه َّ :m
«إن ِ طائ َف ِة
�رادي من ِ
ُّ
لج ٍم الم ِ
ُ
حمن ب ُن م ِ
الر ِ ُ ق َت َل�ه عبدُ َّ
تعيش على ِم َّلتي وتُقت َُل على ُس�نَّتي ،ومن أح َّب َك س�تغد ُر بك بعدي ،وأنت ُ ِ األُ َّم َة
172
رأس ِه»
ُخضب من هذا ..يعني لِحي َته من ِ
ُ أح َّبني ومن أب َغ َضك أب َغ َضني َّ ،
وإن هذه ست َ ُ َ
أخرجه الحاكم(((.
علي c ِ َ َ
لح اإلمام الحسنِ بن ٍّ
ُص ُ
ِ ِ ِ
صلح اإلمام
علي ،cوفيه قال الح َس ِن بن ٍّ
لح اإلما ِم َ الو ْس َط ٰى ُص ُ
الس�ا َعة َُوم ْن َعلاَ َمات َّ
الحسن v صل ُح الله به بين فِ َئت ِ
َين من المسلمين» (((. «إن ابني هذا سيدٌ ،وسي ِ
ُ َ ِّ َّ :m
عالمة وسطى
ِ ِ
الص�را ِع فيما بين معركَة ِّ لح ٌظ ه�ا ٌّم بإنه�اء َ
الح َس�ن ؤ َم َ ل�ح اإلما ِم َ
وف�ي ُص ِ
َّناز ِل في قولِه« :أ ُّيها
الح َس� ُن ؤ في ُخط َب ِة الت ُالمس�لمين ،وهو ما َق َصدَ ُه اإلما ُم َ
ناز َعني أمر ًا أنا وإن ُم ِ
عاو َي� َة َ إن الل�ه هداك�م بأولِنا وح َقن ِدماءكُ�م ِ
بآخ ِرناّ ، َ َ َّ ّ�اسَ َّ ،
الن ُ
َأح ُّق به ،وإنِّي تَرك ُته حقن ًا لِ ِد ِ
ماء المسلمين و َط َلب ًا لما عند ِ
الله »(((. ُ َ ُ َ َ
173
ﺍﻷﻣﻮﻳﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ١٣٢ - ٤١ﻫـ ﺍﻷﻣﻮﻳﻮﻥ
ﺃﻭﳍﻢ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ
ﻣﻊ ﺗﺮﻗﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺗﺎﺭﳜﻪ ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﺷﻤﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﻣﻨﺎﻑ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﺎﲏ
٤ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﳊﻜﻢ
٦٤ ١
ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻷﻭﻝ( ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﺍﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻔﺮﻉ ﺍﳌﺮﻭﺍﲏ ٤١
٢
ﳏﻤﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ
٥ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
٦٠
٦٥
ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﲏ ٨ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ
١٤ ١٣٢ - ١٢٧ ٣
٩٩ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ )ﺍﻟﺜﺎﲏ( ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ
٦٤
٧ ٩ ٦ ١٠
ﺳﻠﻴﲈﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻠﻚ
٩٦ ١٠١ ٨٦ ١٠٥
١٢
ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ
١٣ ١١
ﺇﻳﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ١٢٦
١٢٦ ١٢٥
مشجر األمويين ،تمت إعادة الرسم مع شيء من التصرف « ،أطلس تاريخ العرب» ص46
174
كل بني أُم َيَّة َ
ُم ُ
ِ ِ ِ
ملك بني أمية
ضوض) ،وفيه ُ
يقول لك ال َع ُ لك بني ُأ َم َّي َة ُ
(الم ُ الو ْس� َط ٰى ُم ُ
الس�ا َعة ُ َوم ْن َعلاَ َمات َّ
عالمة وسطى حم ٍة ،ثم ُمل�ك ًا َعضوض ًا ،ثم
ور َ
ٍ
�م خال َفة َ
ٍ (((
حمة ُث َّ ور َ
ٍ
األم�ر بِنُ ُب َّوة َ
ُ « : mب�دأ ه�ذا
وج ِبر َّي ًة» (((.
ُعت ُّو ًا َ
يشم ُل مرحل َة بني ُأ َم َّي َة وبني ال َع ّب ِ
اس. ُ
الحديث َ وهذا
ِ ُ ِ
وحديث «خالف ُة النُّ ُب َّوة ثالثون سن ًة ُث َّم يؤتي الل ُه ُ
الم َ
لك ـ أو :ملكه ـ َمن يشا ُء»(((،
ِ
بالل�ه من ِ
رأس االختص�اص بِ َبن�ي ُأ َم َّي َة فمنه�ا قو ُل� ُه َّ : m
«تعوذوا ِ ُ
أحادي�ث وأم�ا
بيان»(((. ومن إمار ِة الص ِ السبعين ِ
َ ِّ َّ َ
((( وقول�ه ( : mخالف�ة ورحمة) يش�ير إل�ى مرحلة تنازل اإلمام الحس�ن وما يك�ون في تلك
المرحلة من السكون والهدوء بعد القلق واالحتدام.
وكان من مظاهر الخالفة موقف اإلمام الحسن الجامع بين خالفتي الحكم والعلم ،ومن
مظاهر الرحمة حفظه لدماء المسلمين وتضحيته بصنمية الحكم التي يعبدها المقاتلون من
أجلها.
ومن فوائد تنازل اإلمام الحس�ن ؤ كش�ف حقيق�ة المطالبة بدم عثم�ان كذبا وزورا
حي�ث إنه�م بع�د أن ملكوا الحكم بتنازل الحس�ن لم نس�مع ع�ن مطالبتهم بث�أر عثمان بل
اشترك جملة من قتلة عثمان وقتلة اإلمام علي في ترسيخ دولة الملك العضوض.
((( اإلشاعة. 364/
((( سنن أبي داود (.)4028
((( مسند أحمد (. )8543
((( المستدرك للحاكم (. )8481
175
َّبي mبني ُأ َم َّي َة على ِمن َب ِر ِه فسا َء ُه ذلك ، ب ؤ قال :رأى الن ُّ الم َس َّي ِ
وعن ابن ُ
((( ِ
فأوح َي إليه ( إنَّما هي ُدنيا ُأعطوها ) َف َق َّرت عينُ ُه .
176
ِ ب َل َغ َخمس� ًا – يعني من ُ ِ
الخ َلفاء – قال :يزيدُ ،ال بارك الل ُه في يزيدَ ،نُع َي َّ
إلي ُح َس�ي ٌن َ
رت بقاتِ ِله ،والذي نفسي بِ َي ِده ال ُيقت َُل بين َظهرانِي قو ٍم ال يمنَعونه
تيت بِتُر َبتِه و ُأخبِ ُ
و ُأ ُ
رارهم وأل َب َس ُهم ِش َيع ًا» ((( . ِ
خالف الل ُه بين ُصدُ ورهم و ُق ُلوبِهم َ
وس َّل َط عليهم ش َ َ إال
حرةِ
َوقعَةُ ال َ َّ
الصحا َب ِةئ، َّ
ات السا َع ِة الوس َطى وقع ُة الحر ِة ،وهي مرحل ُة ُف ِ
قدان َّ َ َ َ ٰ ْ ُ َّ
و ِمن َعلاَ م ِ
َ َ ْ
وقعة الحرة عالمة
وسطى وستِّين للهجرة ،قال فيها :m ثالث ِ
ٍ الح َّج ِة س�نةلثالث ب ِقين من ذي ِ ٍ ِ
األربعاء يو َم
َ َ
أقول حالِ َق َة َّ
الش َع ِر يقال لها الحالِ َق ُة ال ُ
لح َم ٌة ُ ِ ِ
«والذي نفس�ي بِ َيده َل َيكو َن َّن بالمدينة َم َ
الك ُأ َّمتي على در ٍ
بريد و َل َه ُ ِ
المدينة ول�و على َق ِ فاخرجوا من ولك�ن حالِ َق ُة الدِّ ِ
ين ُ ..
َي ِد ُأ َغ ِيل َم ٍة من ُق َر ٍ
يش».
ِ
المدينة حتى كاد الح َّر ِة ُقت َِّل ُ
أهل الح َس ِ ِ
�ن قال« :لما كان َيو ُم َ البيهق ُّي عن َ
وأخرج َ
((( قلت :وهذا الحديث ـ كما قال صاحب االشاعة ـ ( :ذم للذين بايعوه وأخرجوه ثم أسلموه
إل�ى الع�دو ولم يمنعوه) .وفيه إش�ارة لنتيجة مقتل الحس�ين ؤ بين تخ�اذل المحبين
وبغ�ض المبغضي�ن وما يترتب على فعلهم م�ن دمار فيما بينهم وال ش�يء غير ذلك إلى أن
يقضي الله أمرا كان مفعوال.
وهذا ما حل بالقوم من المبغضين ومن المحبين المتخاذلين من ذلك اليوم حتى مرحلتنا
المعاص�رة ،ومث�ل ه�ذا الن�ص درس لمن القى الس�مع وهو ش�هيد ،والص�راع كما هو في
الحديث عقوبة وليس نصرة لإلمام الحسين وال آلل البيت كما يفيد الحديث الشريف.
وعن ش�هر بن حوش�ب قال :س�معت أم س�لمة bحين جاء نعي الحسين بن علي
لعنت أهل العراق وقالت :قتلوه قتلهم الله عز وجل غروه ودلوه لعنهم الله .اهـ.
ْ ء
رواه أحمد والطبراني قال الهيثمي ورجاله موثوقون .وعن عائش�ة أو أم س�لمة bأن
النبي mقال إلحداهما( :لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها قال :إن ابنك هذا
حس�ين مقتول وإن ش�ئت أريتك من تربة األرض التي يقتل بها ،قال :فأخرج تربة حمراء)
رواه اإلمام أحمد قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح .اهـ إتحاف الجماعة (. )238 :1
177
َس قالُ « :قتِ َل يوم الحر ِة سبع ِ
مئة َر ُج ٍل ال ين َف ِل ُت منهم َأحدٌ » وأخرج عن ِ
مالك بن أن ٍ
ُ َ َّ َ َ
ِ
خالف�ة يزيدَ » وفيه زيادة الصحا َب ِة وذلك في ُ ِ ٍ ِ م�ن َح َم َل ِة
ثلاث م َئة من َّ القرآن منهم
الس�اع ُة حتى ُيلت ََم ُس ((( الس ِ
�تين » ،وفيها تو َّل�ى يزيدُ .وورد« :ال تقو ُم ّ «عل�ى ِ
رأس ِّ
الضا َّل ُة »(((. الر ُ
جل من أصحابي كما تُلت ََم ُس َّ َّ
َ�ل ُع َ
ثمان -فلم الفتنَ ُة األولى –يعني مقت ُ ب قال( :وقع�ت ِ الم َس� ِّي ِ ِ
س�عيد ِ
بن ُ وعن
الح َّ�رةَ -فلم ت ِ ِ ِ أصحاب َب ٍ
ِ ت ِ
ُبق من در أح�د ًا ُ ،ث َّم وقعت الفتنَ� ُة ال ّثان َي ُة –يعني َ ُب�ق م�ن
باخ)(((. الحدَ يبِ َي ِة أحد ًا ،ثم وقعت ال َّثالِ َث ُة فلم ترت َِفع ولِلن ِ
َّاس َط ٌ ِ
أصحاب ُ
در َأ َحد ًا) أي :إنَّهم ماتوا ُ
منذ قامت أصحاب َب ٍ
ِ قال الحافِ ُظ في قولِه( :لم ت ِ
ُبق من
ِ ِ ِ ِ
آخر َمن مات
الح َّرة وكان ُ ثمان إلى أن قامت الفتنَ ُة األخرى بِ َوق َع�ة َ الفتنَ� ُة بمقت ِ
َ�ل ُع َ
الح َّر ِة بِبِض ِع ِسني َن(((. ِ
اص ؤ ومات قبل وقعة َ ِمن ال َب ِ
در ِّيين سعدَ ب َن أبي و ّق ٍ
178
فأنش�أ أبي يس�ت ِ دار ِه وه�و َجالِ ٌس في ظِ ِّل ُع َل َّي ٍة له من َق َص ٍ
ف�ي ِ
َطع ُمه َ َ ب َف َج َلس�نا اليه
فأو ُل شيء َس ِمع ُت ُه َت َك َّلم به:َّاس؟ َّ رزةَ!أال ترى ما وقع فيه الن ُ َ
الحديث ،فقال :يا أبا َب َ
بعش َ�ر ال َع َر ِ يش ،إنَّكم يا َم َ ِ
س�اخط ًا أحيا َء ُق َر ٍ حت
الله أنِّي أص َب ُ �بت عند ِ إنِّي احت ََس ُ
وإن الله َأن َق َذكُم باإلسال ِم
والضال َل َة َّ الذ َّل َة ِ
والق َّل َة َّ الحال الذي َع ِلمتُم منها ِّ
ِ كُنتُم على
إن ذاك أفس�دَ ت بينكمَّ . �د mحتى إذا َب َل َ
�غ بكم ما ت ََر َ وبِمحم ٍ
ون وهذه الدُّ نيا التي َ ُ َ َّ
ِ ظه ِركم الشا ِم والله إن ُيقاتِ ُل إال على الدُّ نيا َّ .
الذي بِ َّ
والله إن وإن هؤالء الذين بين َأ ُ
والله إن ُيقاتِ ُل إال على الدُّ نيا(((.
ِ يقاتِلون إال على الدُّ نيا ،وإن ذاك الذي بِ َم َّك َة
الق ِابن ُعمر cأنَّه قال لِرج ٍل يس�أ ُله عن ِ ِ
الح َّج ِ
اج أو تال مع َ ُ َ ُ وع�ن ناف� ٍع عن ِ َ َ
قاتلت َف ُقتِ َ
لت في َل َظ ًى)(((، َ الز َب ِير فقال له اب ُن ُع َم َر ( : cمع ِّ
أي ال َفري َقين م�ع ُّ
َّب على ِق ِ
تال ُ ِ
يخاف الفتنَ َة وما يترت ُ الز َب ِير وإنَّما وما قال ابن ُعمر ما قال ِ
كراه َي ًة ِ
البن ُّ ُ ََ
السال َم َة َّبي mفي ذلك ،وفي قولِ ِه إشار ٌة إلى َّ
أن َّ
ِ
للمسل ِم ،وما ورد عن الن ِّ
ِ
المسل ِم ُ ُ
الوقو ِع مع َأ َح ٍد ال َّط َر َف ِ
ين في الن ِّار. ِ
من الفت َِن أولى من ُ
ِخالفَةُ عمَرَ بن ِ
عبد العزي ِز ُ
العزيز ،فعن ناف ٍع قال :قال ِ ات الس�ا َع ِة الوس� َطى ِخال َف ُة ُعمر بن ِ
عبد و ِمن َعلاَ م ِ
خالفة عمر بن ََ ُ ْ ٰ َّ َ َ ْ
عبدالعزيز v جه ِه َشي ٌن َي ِلي َف َيملأَ ُها َعدالً،
(يكون َر ُج ٌل من َو َل ِدي بِ َو ِ
ُ اب ؤ : الخ َّط ِ
ُع َم ُر بن َ
عالمة وسطى ِ
ِ
العزيز)(((. أحس َبنَّه إال ُع َم َر بن عبدَقال ناف ٌع :وال َ
ال ِ
ألبيه َف َش َّج ُه َف َر ٌس ِ
العزيز اص َطب ً ب قال ( :دخل ُعمر بن ِ
عبد مر َة ِ
بن َشو َذ ٍ
َُ وعن َض َ
179
أش َّج بني ُأ َم َّي َة)(((، ُ
تكون َ وجهه ،فقال أبوه :لع َّلك تسيل على ِ ألبيه فخرج والدِّ ما ُء ُ
�رع َّي ِة((( ،
الش ِ أوج ِه ِه َّ ِ
للمال في ُ إنفاق ِه
�مول َعدلِ ِه وكَث�ر ُة ِ
َ الس� َي ِر ُش ُ وق�د ورد في ُكت ِ
ُب ِّ
العالمات الوس�طى للس ِ
�اعة، ِ ِ
العزيز من مرحلة خال َف ِة ُعمر بن ِ
عبد ِ ومما يؤ ِّكدُ ِ
موق َع ِ
ّ ُ ََ َّ
ِ
المهد ُّي ؟ ِ
العزيز لت لِط�اووس ُ :عمر بن ِ
عبد يس َ�ر َة قال ُ :ق ُ إبراهيم ِ
َُ ُ َ بن َم َ َ م�ا ورد عن
دل ُك َّل� ُه((( ،وبرقم 1040عن إبراهيم بن ميس�رة بن ِ
يس�تكمل ال َع َ ق�ال :ال ،إنَّ�ه لم
ِ
المهد َّي إذا كان ِزيدَ العزيز م ِ
هد ّي� ًا وليس به ّ ،
إن ِ َ ط�اوس ق�ال ( :قد كان ُع َم ُر ب ُن عبد
عبد حسن في إحسانِه وتِيب على الم ِ
سيء من إساءتِ ِه)((( .ويعدُّ الخليف ُة ُعمر بن ِ الم ِ
َُ ُ َُ َ ُ َ ُ ُ
الر ِاشدين. لس َل ِة ُ ِادس في ِس ِ
ِ ِ
الخ َلفاء َّ العزيز الخلي َف َة ّ
الس َ
180
ِ
وولده كسا ًء ِ
العباس النبي mجعل على ِ
العباس لراي ًة ال ت َُر ُّد »((( ،وفي أخرىَّ :
أن َّ
اللهم تغادر ذنب ًا ، ِ
وولده مغف�ر ًة ظاهر ًة وباطن ًة ،وال ِ
للعباس اغفر
َّ ْ «اللهم ْ َّ ث�م قال :
األحاديث الأُ َو ُل -إن َص َّحت -على
ُ ُحم ُل
البرزنجي :فت َ
ُّ اخ ُل ْف� ُه في ولده»((( ،قال
. ِ
أخيارهم
((( ِ
شرارهم ،وهذا وأمثا ُل ُه على
ولع�ل في ِ
مث�ل هذه َّ ٌ
مل�وك»، ِ
العب�اس وف�ي رواي�ة أخ�رى« :ليكون�ن ف�ي ِ
ول�د َّ
وح ِ
فظ اإلسالمي ِة ِ
ِ ِ
توحات عض ُع ِ
صورهم من ال ُف إش�ار ًة إلى ما ُأ ِقيم في َب ِ ِ
األحاديث
َّ َ
يض ِة اإلسال ِم.
َب َ
((( لسان الميزان ( ، )518 :2قال ابن حجر :فيه الحارث بن شبل ،قال العقيلي :ضعيف .
(( ( ذكره الذهبي في «س�ير أعالم النبالء» ( )89 :2وقال :إسناده جيد .ومع ذلك فقد ذكر جل
أهل الحديث بأنه لم يصح في روايات بني العباس شيء واتهموا أكثر أسانيدها بالنكارة.
((( اإلشاعة . 78
181
ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ ٦٥٦ - ١٣٢ﻫـ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻮﻥ
ﺃﻭﳍﻢ ﺃﺑﻮﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﺴﻘﺎﺡ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﺍﳌﺴﺘﻌﺼﻢ ﺑﺎﷲ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﳌﻄﻠﺐ
ﻣﻊ ﺗﺮﻗﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﱃ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺗﺎﺭﳜﻪ
ﻋﺒﺪﺍﷲ
ﻋﲇ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ٢ﺍﳌﻨﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ ١ ١٣٦
١٣٢
٣ﺍﳌﻬﺪﻱ
١٥٨
٢٥ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ٢٤ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ
٣٨١ ٣٦٣
٢٦ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ
٤٢٢
٢٧ﺍﳌﻘﺘﺪﻱ
٤٦٧
٢٨ﺍﳌﺴﺘﻈﻬﺮ
٤٨٧
182
أقسام رمحلةِ الم ِ
لكـ العَ ِ
ضوض ُ ُ
ِ
مان وموق ِعها من َّ
الز ِ ِ ِ
العضوض مراح ِل الم ِ
ل�ك ُ
َّبوي ِة حول ِ
باس�تقراء النُّصوص الن ِ َّ
ِ أن مرحل� َة الم ِ
علي
�ن بن ٍّ تناز ِل اإلما ِم َ
الح َس ِ عه�د ُ لك العض�وض ُممتَدَّ ٌة من ُ تب َّي� َن ّ
عهد التَّداعي والوه ِن وال ُغ ِ
ثاء. ؤ إلى ِ
َ َ
يث ِ
بن أبي ُس� َلي ٍم حديث َل ِ
ُ يجم ُعها تباعدَ ُة ّ ِالمراح ُل طويل ُة المدى م ِ
ِ
الزمان َ ُ وهذه
«إن هذا األمر ب�دأ ُنبو ًة ورحم ًة ،وإنَّ�ه ِ
كائ ٌن رحم ًة َّب�ي ّ : m ٍ ع�ن ِ
َ ُ َّ َ ابن س�ابط عن الن ِّ
َح ُّلونكائن ملك ًا عضوض ًا ،و ُعتُو ًا وج ِبري ًة ،وفس�اد ًا في األُم ِة ،يس�ت ِ
ِ
َّ ّ َ َّ وخالف� ًة ،وإن�ه ٌ ُ
رزقون عليه حتى يل َق ُوا الل َه» (((. والحرير وال ُف َ
روج و ُي َ َ مور ُ
الخ َ
ٍ
بتفصي�ل كما هو في ِ
العضوض) قل�ت والل�ه أع َل�م :وين َظر إل�ى معنى (الم ِ
ل�ك ُ
مناقشة لمعاني ُ ُ ُ ُ ُ
(الملك ُّصوص و َتن َُّو ِع ِعباراتِها.
ِ ِ
نماذ ِج الن
العضوض)
رح َلتَي بني ُأ َم َّي� َة وبني ال َع ّب ِ ِ فالمس�مى العام للم ِ
اس العضوض ُيط َل ُق عل�ى َم َ ل�ك ُّ ُ ُ َّ
االنهي�ار وال ُغ ِ
ِ ض�وض إل�ى َع ِ
ِ بعضه�م المعن�ى للم ِ
ث�اء ه�د ل�ك ال َع ُ ُعموم ًا،و َم�دَّ َ
والتَّداعي.
((( الحدي�ث صحي�ح به�ذا اللف�ظ ،أورده الدان�ي في (الس�نن الواردة ف�ي الفت�ن) تحقيق أبي
عم�ر العبوش�ي ،وكذل�ك رواه الطبراني ف�ي الكبي�ر( .)367والبيهقي فى ش�عب اإليمان
(.)5616
183
األمر ُك ِّل ِه.
ِ
ِ ِ
الص ِ
حيح، قصدُ به�ا َم َنه ُج الدِّ يانَة َّ كم وال َق ُ
رار ،والنُّ ُب َّو ُة ُي َ الح ُ فالخال َف� ُة ُي َ
قص�دُ بها ُ
راد ِ
الله ،وعندما ف�ق م ِ ِِ ِ ِ ِ واألص�ل أن يجت َِمعا في ِ
حام ِل ُ
ياس�ة مرحلته َو َ ُ القرار وفي س َ
ِ ِ ِ ِ
ب في الخال َفة ُ
والحك ِم الراغ َ االمتالك ّ
فإن ّ والرغ َب ُة في
ب الدُّ نيا َّ يتدخ ُل ال َّط َم ُع ُ
وح ُّ َّ
�ف المعاني فيتعس ُ ِ
األمر، راد ِ
الله في �ة وم ِ يتخ ّط�ى مفهوم األمان َِة في مس�مى الن ِ ِ َ
َّ َّبو َّي ُ ُ َ َّ َ
رع َّي ِة
الش ِ ِ
الخالفة َّ يخر ُج معنىلك ،أيُ : الم ُ ُ
فيكون بذلك ُ ويتأ َّم ُر بذلك على الن ِ
ّاس،
عاض ًا أو ُملك ًا عضوض ًا ،و ُي َف ِّس ُ�ر
س�مى ش�رع ًا ُملك ًا ّ ِ ِ
إل�ى معنى االمتالك ال َّطبع ِّي ف ُي َّ
راش الم ِ ِ الح َس ِ الح َس ِ
وت ين وهو على ف ِ َ �ن مع أخيه اإلما ِم ُ هذا المعنى مقو َل ُة اإلما ِم َ
يجم َع الل ُه لنا الخال َف َة والنُّ ُب َّوةَ ،فال أرى ُس� َفها َء ِِ ِ ِ
في س�ياق حديثه « وإنِّ�ي ألرى أال َ
ونك ف ُي ِ
خرجوك.(((»... الكو َف ِة يست ِ
َخ ّف َ
رسول ِ
الله ِ قاعدَ ٌة ِ
شرع َّي ٌة ُت َف ِّس ُر معنى كال ِم وهذه الرؤي ُة من اإلما ِم الحس ِن ؤ ِ
َ َ ُّ َ
رث ِ
للعل ِم. اإل ِ
ف ِ الخال َف ِة في الحك ِم وعن معنى النُّبو ِة في َشر ِ
mعن معنى ِ
َ ُ َّ ُ
184
نهاج النُّ ُب َّو ِةُ ..ث َّم َسك َ
َت»((( . ِخال َف ٌة على ِم ِ
ِ
عبدالعزيز ِ
عه�د ُع َم َر ِ
ب�ن �ذت هذه المعان�ي على م�ا َف ِه َم ُه أولئ�ك على ف�إن ُأ ِخ َ
مرفلما قام ُع ُ
حبي�بّ :
ٌ الروا َي ِة :قال ُ
حي�ث زاد في ِّ �ع عن تلك ال ُع ِ
صور ِ
ه�م ُمن َقط ٌفال َف ُ
ِ
الحديث فكتبت إليه بهذا
ُ ش�ر في صحا َبتِ ِه
بن بِ ٍ العزيز وكان يزيدُ بن الن ِ
ُّعمان ِ ِ بن عبدُ
ُ
ِ
عبدالعزيز بعد أمير المؤمنين يعني ُع َم َر بن
فقلت له :إنِّي ألرجو أن يكون ُُأ َذك ُِّره إ َّيا ُهُ ،
وأعج َب ُه. ِ
العزيزَ ،ف ُس َّر به دخل كتابي على ُعمر بن ِ
عبد العاض والج ِبري ِةَ ،فأ ِ
ِّ لكالم ِ
َ ََ َ َّ ُ
األخير َة على َم َنه ِج النُّ ُب َّو ِة هي مرح َل ُة الدَّ و َل ُة ال ُعثمانِ َّي ِة
َ فإن الخال َف َة
آخر ّ وفي معنى َ
تح ال ُقس َطنطِينِ َّي ِة إلى مرح َل ِة وخصوص ًا بعد َف ِ اللهُ ، سبيل ِ
ِ الج ِ
هاد في فعها ِشعار ِ
َ
في ر ِ
َ
فمراح ُل لها ما ي ِ
ِ ِ
خرى. ُّصوص األُ َ
ِ ناس ُبها من الن ُ االنهيار ،وأ ّما بعدَ ها
األمر يقول ّ
(:إن الله بدأ هذا َ اب ؤ كان ُ الخ َّط ِ
بن َوفي (المستدرك) عن ُع َم َر ِ
ورحم ٍة ،وثم
َ
ٍ
�لطان �ة ،ثم يعو ُد إلى خال َف ٍة ،ث�م يعو ُد إلى ُس حي�ن ب�دأ بِنُبو ٍة ورحم ٍ
ُ َّ َ َ
يظه ُر ـ ِ
الحمي�ر)((( ،فالذي َ ورحم ًة ،ثم يعو ُد َج ِبر َّي� ًة فتتكا َدمون تكا ُد َم
َ يع�و ُد ُمل�ك ًا
حم َة َع ُ
صر والر َ
�و َة َّ ش�ار إليه فيم�ا رواه الحاكم ّ
أن النُّ ُب َّ الم َ ّفصيل ُ أن الت َ والل�ه أعلم ـ ّ
األمر من مفهو ِم اجتم�ا ِع ك َِل َمتِها �ع ُ يرج ُ
�در الرس�ا َل ِةُ ،ثم الخال َف ُة الر ِ
اش�دَ ُة ،ثم ِ
َّ َّ َص ِ ِّ
185
هاد وإن كان القرار معلوالً بِ ِع َّل ِة الم ِ
لك الج ِ راية ِ واستمرار ِ
ِ يض ِة اإلسال ِم
فظ َب َإلى ِح ِ
ُ ُ
ِ ِ
(س�لطان ًا ورحم ًة) �ي ،ففيها مرح َل ٌة تُدعى ُ العضوض خالل ال َعهد األُ َم ِو ِّي وال َع َّباس ِّ
ِ
اس َّي ِة ،هد المرح َل ِة العب ِ
َ َّ
آخر المرح َل ِة األُم ِوي ِة وأو َل َع ِ
َ َّ َّ
ِ
تشم ُل َ ثم تعو ُد ُملك ًا ورحم ًة َ ،
تتحو ُل بعدُ إلى ِ
الحمير ،ثم َّ ث�م يع�و ُد َج ِبر َّي ًة ، ،وفيها ورد قو ُل ُه :ثم تتكا َدمون تكا ُد َم
عف الدَّ و َل ِة.
وض ِ ِ
االنهيار َ مرح َل ِة
سبيل ِ
الله) وكأ َّن ُه ِ زو في ِ
(الجهاد وال َغ ِ ِ
الحديث وبين وقد ربط س ِّيدُ نا ُع َم ُر في هذا
س�بيل ِ
ِ بالج ِ
قائم ِ ِ أن منهج النُّبو ِة ف�ي ِ
الله، هاد في أحد معانيه ٌ َ �م إلى َّ َ َ َ ُ َّ ش�ير والل ُه أع َل ُ
ُي ُ
دولة إسلام َّي ٍة ونظا ٍمَّ ،
وإن يض ِة اإلسلا ِم ف�ي ك ُِّل ٍ �ظ أهمي ِ
�ة الدِّ فا ِع عن َب َ لح ٌ ِّ َّ وفي�ه َم َ
الج ِ
هاد �رعيَ ،ف ِقيام ِ رارها َّ ِ هادها ،أو َض ِ
ع�ف ِر ِ
جال َق ِ عف ِج ِ �ة بِ َض ِ ع�ف الدَّ و َل ِ
ُ الش ِّ َض َ
والمحا َف َظ ِة على َيان ب َ ِ
ِ ِ ِ ِ ِ ِك ِش ٍ ِ
يضة اإلسال ِم ُ علي أمام األعداء واألضداد مع حفظ ك َ عار ف ٍّ
نهاج النُّ ُب َّو ِة في المرح َل ِة.
المقبول من ِم ِ
َ الحدَّ
قيم َ
ِ ِ ّ ِ
الشعائ ِر واحترا ِم المشاع ِر ُي ُ
العض�وض بمعنى من معاني ال َق ِ
بول النِّس�بِ ِّي أيض ًا ِ مراح ِل الم ِ
لك بع�ض ِ وتتق َّي�دُ ُ
ُ حديث (األئمة
أمر أ َّمتي صالح ًا حتىُ ٍ ِ ُ ِ
َّص ب ُوجود أ َمراء ُق َريش من قوله « :ال ُِ
يزال ُ m بعدي اثناعشر كما هو في الن ِّ
ٍ ِ كلهم من قريش)
األمر قائم ًا» ،
يزال هذا ُ رواية« :ال ُ يمض َي اثنا َع َش َ�ر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق َر ٍ
يش» .وف�ي
وحديث« :ال ُ
ُ عشر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق ٍ ٍ
يزال ريش، وفي رواية «عزيز ًا» حتى يكون اثنا َ
ناو َأهم عليه اثنا َع َش َ�ر خليف ًة ُك ُّلهم من ُق َر ٍ
يش» األمر عزيز ًا ُي َ
نص ُ�رون على من َ ه�ذا ُ
متفق عليه(((.
يزال ٍ
رواية (ال ُ األمر ماضي ًا) (ال ُ
يزال اإلسال ُم عزيز ًا) وفي ٍ
وفي رواية( :ال يزال هذا ُ
السيوطِ ُّي والقاضي ُ
عياض تناو َل اإلما ُم ُّ
األمر صالح ًا) إلى اثني َع َش َر خليف ًة ،وقد َ
هذا ُ
186
الر ِاش�دَ ِة ِ ِ
عصر الخال َفة ّ األمر قائم ًا من
وغي�ره واعتبروا َ
ِِ ِ
الحديث ش�رح هذا
َ وغيرهم
الز ِ المهدي في ِِ ِ ِ وأن ِ
مان.اهـ. آخ ِر ّ ُّ األمراء هو اإلما ُم هؤالء آخ َر وما بعدَ ها(((ّ .
((( قال القاضي عياض :لعل المراد باالثني عش�ر في هذه األحاديث وما ش�ابهها أنهم يكونون
في مدة عزة الخالفة وقوة اإلسالم واستقامة أموره واالجتماع على من يقوم بالخالفة.
((( ارتبطت الدولة العثمانية بالخالفة على مراحل:
األولى :مرحلة استعادة شرف الدولة اإلسالمية بالجهاد في سبيل الله من عهد المؤسس
طغرل بك إلى عهد السلطان بايزيد.
الثانية :مرحلة حفظ بيضة اإلسلام وإقامة ش�عيرة الجهاد في س�بيل الل�ه واالنطواء تحت
راية الخالفة العباس�ية وتبدأ بانتصار الس�لطان بايزيد األول في معرك�ة نيكوبولي في بلغاريا
وفرنسا ووصول أخبار االنتصار إلى مصر ومنها إلى الخليفة العباسي المتوكل والذي أرسل
187
قرار الحك ِم ِ
والعل ِم. وضيا ِع أما َنتَي ِ ُ
وو َه ٍن َ
َ
جوابا وتشريفا وخلعة وسيفا إلى بايزيد ،ومعناه االعتراف ببايزيد سلطانا تحت إمرة الخليفة،
وبذلك أصبح بايزيد أول عثماني يحمل لقب سلطان في آل عثمان باسم الخالفة.
الثالثة :عندم�ا أمر الس�لطان المملوكي (جقمق) باس�م الخالفة العباس�ية أن يذكر اس�م
الس�لطان مراد الثاني في خطبة الجمعة ويدعى له بعد الخليفة العباس�ي كما يدعى لش�هداء
الجنود العثمانيين بعد انتصارات مراد الثاني على ش�واطئ البحر األس�ود على األوروبيين
عام 848هـ (1444م).
الرابعة :بع�د انتص�ار الس�لطان محم�د الفات�ح ع�ام 874ه�ـ ( 1453م) وفت�ح مدين�ة
الفس�طنطينية وتسميته لها (إسالمبول) أي :مدينة اإلسلام ،وإرساله الرسائل إلى عواصم
بالد اإلسلام باالنتصار ومنها رس�الة إلى ش�ريف مكة وقراءة الرس�الة أمام الكعبة ودعاء
المسلمين للفاتح بالنصر والتأييد.
الخامسة :عن�د تولي الس�لطان س�ليم األول مقاليد الدولة في 933ه�ـ ( 1512م) ومد
نفوذ الدولة إلى كثير من البالد األوروبية ودفاعه المستميت عن البالد العربية أمام هجمات
البرتغال ثم مس�اندته للمماليك في ذلك ،واس�تقرت به الش�ام ومصر حتى جرى الخالف
مجراه بين المماليك والس�لطان س�ليم ونش�بت الحرب مع الس�لطان الغوري وانتهت في
رج�ب 922ه�ـ بمعرك�ة م�رج دابق الت�ي قتل فيه�ا الس�لطان المملوكي الغ�وري وانتصر
س�ليم األول وتوجه إلى مصر واس�تولى عليها وأنهى حكم المماليك واجتمعت له رايات
الجميع وأرس�ل ش�ريف مكة أبونمي ولده إلى القاهرة ومعه مفاتيح مكة والمدينة (الكعبة
والحجرات الشريفة) اعترافا بالخالفة العثمانية.
وعاد الس�لطان س�ليم األول إلى إسلامبول ومعه الخليفة المت�وكل وقاضي قضاة مصر
وجمل�ة من الوجه�اء والعلماء ،وأقي�م حفل التنازل م�ن الخليفة المت�وكل وتولية الخليفة
العثمان�ي س�ليم األول ف�ي جامع أب�ي أيوب األنص�اري ،وق�ام الخليفة المت�وكل بإلباس
الخليف�ة العثمان�ي الخلعة وقلده الس�يف على مرأى ومس�مع م�ن علماء الدول�ة العثمانية
وعلماء مصر والش�ام وانتقلت الخالفة رسميا من العباس�يين إلى العثمانيين وأصبح سليم
األول أول خليف�ة عثماني يحكم دولة الخالفة اإلسلامية ،واس�تمر م�ن بعده الخلفاء بين
الق�وة والضعف حتى عه�د الخليفة عبدالحمي�د الثاني وكان آخر خلف�اء الدولة العثمانية،
وأما بعده فكان ثالثة سالطين تحت إمرة االتحاديين ومن معهم من يهود الدونمة.
188
مرحلة المهدي بحديث األُم ِ
راء ِ المهد ِّي فهي عال َم ٌة ُمس�ت َِق َّل ٌة بِذاتِه�ا ال تَرتَبِ ُط
ِ أم�ا مرح َل ُة اإلما ِم
َ
مستقلة بذاتها عن
َي�ن قد َف َصلت بين َُهما، اله َر ِج اآلتِ َي ِة بين المرحلت ِ ألن مرح َل� َة َ االثنا َع َش َ�ر من ُق َر ٍ
يش َّ
مدلول مرحلة
األمراء االثني مضي اثنا َع َش َ�ر خلي َف ًة يزال ه�ذا األمر قائم ًا حتى ي ِ حديث «ال ُ ُ ويؤ ِّي�دُ ه�ذا المعنى
َ ُ
عشر
يش قالوا: «فلما رجع إلى َم ِنزلِه َ mأتَت ُه ُق َر ٌ ريش» وعند أبي داود زيا َدةُّ : ُك ُّلهم من ُق ٍ
الس�يوطِ ُّي إل�ى أن مرح َل َة
اله َر ُج؟» ،وقد أش�ار ُّ
((( ُ
يكون َ يك�ون ماذا؟ ق�ال :ثم ُ ث�م
ال وما بعده. روج الدَّ َّج ِ ؤذ َن ُة بِقيا ِم الس ِ
اعة من ُخ ِ الف َتن الم ِ
الهر ِج هي ِ
ّ ُ ُ َْ
189
جم ِة الت ِ
َّتار ِ قوط ِ
قرار الخالفة بِ َه َ (ُ )19س ُ
سقوط قرار
ينصالح الدِّ ِ
ِ ِ
كانتص�ار الوقائ ِع اإليجاب َّي ِة
ِ بع�ض
َين وقعت ُ المرح َلت ِ
َ وبي�ن هات ِ
َي�ن
س ،وكاجتما ِع ِ ِ ِ وفتح ب ِ
والش�ا ِم على صر ّأهل م َ المقد ِ ي�ت الصليبِ ِّيي َن ِ َ �ي عل�ى َّ األ ُّيوبِ ِّ
كم ِة ِ
واستطاع بِح َ
َ قاو َم ِة التَّتار
ِ (((
الم َظ َّف ِر ُ
لم َ
ِ ِ
بالملك ُ ب َ طز الذي ُل ِّق َ
ِ
�لطان ُق َ الس ِ
تعيين ُّ
هير ِة معرك َِة َع ِ زيم َة الت ِ ِ ِ ِ ِِ
الش َ جالوت َّ
َ ين َّتار في َ والرعايا َه َ قا َدته واجتما ِع كَل َمة ال ُع َلماء َّ
�لطان بيبرس وتس�مى بالم ِل ِك ال َّظ ِ
اه ِر، ُ
َ َّ ُ رمضان س�ن َة 658هـ ،ثم تع َّي َن ُّ
الس َ في 15
-3حصان�ة مراح�ل الدويالت والغثاء ،لي�س حصانة للقرار ،وإنما بحفظ اإلسلام في
الخويصة والخاصة ،وبقاء الخير في األمة.
((( أجم�ع المؤرخون على أن المماليك بقيادة الس�لطان قطز قد انتصروا على المغول انتصارا
عالميا في معركة (عين جالوت) حيث عجزت كل من الدولة الخوارزمية والدولة العباسية
ع�ن مقاومتهم ،وبهذا اكتس�بت دول�ة المماليك مركز الصدارة بين دويلات العالم العربي
واإلسالمي آنذاك.
190
الصليبِ ِّيين الذين تحا َلفوا مع قبل من أن ينت َِص َر على ُج ِ
يوش َّ بيبرس من ُ
ُ وق�د تم َّك َن
للمماليك حتى وفاتِ ِه
ِ الشا ِم وأقام َدول ًة ِ
قو َّي ًة المدَ ن العديدَ َة في َّ الت ِ
َّتار واس�تر َّد منهم ُ
سنة 676هـ ( 1278م) .
191
اآلفات
ُ تنخ ُرها ِ
االس�تقرار ُ عديم َة
َ وهك�ذا ظ َّلت بال ُد المس�لمين ُم َج َّ�زأ َة ال َق ِ
�رار
رادشتِ َّي ِة
والز ِ
والمعت َِز َل ِة والباطِنِ َّي ِة َّ ِ ِ ِ ِ
القديم ُة والجديد ُة كفتنَة القرام َطة ُ َ
والف َتن ِ
الف ِ
كر َّي ُة ُ
ِ
�ةوالهندوس�ي ِة والقاديانِي ِ
ِ والس� َب ِئ َّي ِة �ة والن ِ
َّواص ِ �ة والرافِ َض ِ
�ة والمانَوي ِ والمودكي ِ
ِ
َّ َّ �ب َّ َّ َّ
والبهائ َّي ِة ِ
وغيرها. ِ
192
بعضكم بعض ًا ،وبين فيك�م ولس�تُم البِثين بعدي إال قلي ً
ال ،وس�تأتوني أفناد ًا ُيفن�ي ُ
الز ِل»(((.
الز ِ
َوات َّ ِ
موتان شديدٌ وبعده َسن ُ يدي الس ِ
اعة ّ
آباؤهم
دخل ُاألتراك ال ُعثمانِ ِّيين الذين َ
ِ القرار اإلسالمي على ِ
يد ِّ ِ وكان ُمبتَدَ ُأ عو َد ِة
َجدون تال الت ِ
ُّرك قال« :وت ِ ذك�ر ِه لِ ِق ِ
َّبي mبعد ِ إل�ى اإلسلا ِم ،وفيهم ين َطبِ ُق َق ُ
ول الن ِّ
ِ ِ ِ َّاس أش�دَّ هم ِ ِم�ن َخ ِير الن ِ
ّ�اس َمعاد ُن خ ُ
يارهم األم�ر حتى َي َق َع فيه ،والن ُ كراه َي ًة لهذا
ؤس ُس الدَّ و َل ِة يارهم في اإلسلا ِم»((( ،وكان من ِخ ِ
يارهم بال َش ٍّ
�ك ُم ِّ
ِِ ِ ِ
في الجاهل َّية خ ُ
ال ُعثمانِ َّية(((.
193
َّب�ي mبِ َف ِ ِ �ة ال ُعثمانِ ِّيي�ن
وفيه�ا أي :ف�ي مرح َل ِ
ت�ح �ق أيض� ًا وع�دُ الن ِّ األت�راك تح َّق َ
لس َل ِة آل ُع َ
ثمان، لطان العثمانِي الساب ِع في ِس ِ
ِّ َّ ُ
ال ُقس َطنطِينِي ِة على ي ِد محم ٍد الفاتِ ِح ،الس ِ
ُّ َ ُ َ َّ َّ
عزيمتِ ِه من
�وة َ
وواس� ِع ِهمتِ ِه و ُق ِ
َّ َّ
يوش ِ للج ِ ِِ
س�ن إعداده ُوح ِ وال�ذي تَم َّكن بِ َف ِ ِ
ضل الله ُ َ َ
ِ
واإلعداد صار المدين َِة
دء َحم َلتِ ِه العس�ك َِر َّي ِة في 13رمضان س�نة 805هـ ُمبت َِدئ ًا بِ ِح ِ ب ِ
َ
عاص َم� َة الدَّ و َل ِة �د ِه ،وجع َلها ِ حامه�ا حت�ى تَم َّكن من ذل�ك وتح َّق َق ال َفتح على ي ِ
َ ُ َ َ
القتِ ِ
فتح ال ُقسطنطِينِ َّي ِة ب «إسالم بول» أي :مدين َة اإلسال ِم .و ُيع َت َب ُر ُ
ِ ِ
ال ُعثمان َّية وأط َل َق عليها َل َق َ
تاريخ أوروبا وعالقتِها باإلسال ِم. َ وخصوص ًا العالمي ُ
َ
ِ
أحداث الت ِ
ّاريخ من َأ َه ِّم
أمرا ال يرضي الله عز وجل ،وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة فإنهم سيدلونك على
الخي�ر ،واعل�م يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو نش�ر دين الله ،وأننا لس�نا طالب جاه
وال دنيا .اهـ.انظر «الدولة العثمانية ..عوامل النهوض وأسباب السقوط» ص .52وكانت هذه
الوصية منهاجا سار عليه العثمانيون منذ مبتدأ أمرهم حتى عهد االنهيار والضعف.
((( مسند أحمد (.)19471
((( ولع�ل الوقوف عند هذا الحديث الش�ريف وما يحمله من معان عظيمة في ش�رف المعركة
والمرحلة والجيش واألمير يعيد لنا ش�يئا من ش�رف هذه الرس�الة العظيمة وما يحمله فيها
فقه التحوالت من بشائر وإشارات يجري تحقيقها على أيدي جنود الله في الوقت المحدد
بأم�ر الله ،ومن ثم يمك�ن متابعة قراءة وقائع المعارك والفتوحات وإس�قاط دالالتها على
عظمة النصوص النبوية المعبرة عن سير الحركة التاريخية المرتبطة بشرف الديانة.
194
الكبير .وأوصى الفاتِ ُح ابنه بايزيدَ ُ َّسر
مات الن ُ بعض األوروب ِّيين عن وفاتهَ : وكتب ُ
َ
تار ٌك َخ َلف ًا ِمث َل َك. ٍ
آس�ف ألني ِ أموت ،ولكني غير ُ عظيم ٍة قال فيها :ها أنذا
َ �ةبِو ِصي ٍ
َ َّ
واعمل على َ ٍ
تمييز، �ة ِحما َيتَك بِدُ ون
عادالً صالِح ًا ر ِحيم ًا ،وابس�ط على الر ِعي ِ
َّ َّ ُ َ
كن ِ
األرضَ ،قدِّ ِم االهتما َم بِ ِ
أمر ِ واجب الم ِ
لوك على فإن هذا هو ِ ِ
اإلسالم ِّيَّ ، ِ
نشر الدِّ ِ
ين
ُ ُ
األشخاص الذين َخدم الدِّ ين على ك ُِّل َش ٍ
�يء ،وال تَفتُر في الموا َظب ِة عليه ،وال تس�ت ِ
َ ُ َ
ب البِدَ َعحش ،وجانِ ِ الكبائ َر وين َغ ِمس�ون في ال ُف ِ
ِ أمر الدِّ ين وال َيجتَنِبون
ال يهت َُّمون بِ ِ
واحرس بالج ِ
هاد لاد ِ وباع�د الذي�ن يحرضونك عليها ،وس�ع رقع َة البِ ِ فس�دَ ةَِ ،الم ِ
ُ َ ِّ ُ َ ُ َ ِّ ُ
مال َأ َح ٍد من َر ِع َّيتِك إال بِ َح ِّق
اك أن تَمدَّ َيدَ َك إلى ِ
ُ
ِ
المال من أن تت َبدَّ َد ،إ ّي َ أم�وال ب ِ
ي�ت َ َ
وابذل إكرام َك للمست ِ
َح ِّقين . عوزين ُقوت َُهمُ ، للم ِ اإلسال ِم،
ُ َ واضمن ُ
َ
195
مخطط توسع الدولة العثمانية ،أطلس التاريخ الحديث ص62
196
ﺳﻼﻃﲔ ﺁﻝ ﻋﺜﲈﻥ
»ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻮﺓ«
ﺳﻠﻴﲈﻥ
ﺃﺭﻃﻐﺮﻝ
١ﻋﺜﲈﻥ ﺍﻷﻭﻝ
٧٢٥ - ٦٥٠
٢ﺃﻭﺭﺧﺎﻥ
٧٦٢ - ٧٢٥
٣ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ
٧٩٢-٧٦٣
٤ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻳﻠﺪﺭﻡ -ﺍﻟﺼﺎﻋﻘﺔ
٨٠٠-٧٩٢
ﻓﱰﺓ ﺧﻼﻓﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﻭﻻﺩ ﺑﺎﻳﺰﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ )ﻣﻐﻮﻝ(
٨٢٥-٨١٦
197
عثمان األول
محمد الثاني (الفاتح)
سليمان القانوني
السلطان بايزيد
محمد السادس
أخذت الصور عن المصدر السابق ص65-64
198
ِشعَار الدُّ ْولَةِ العَ ِليَّةِ العثْمَانِيَّةِ
ُ ُ
١ ٣٠ ٢٩
٢ ٢٨
٢٧
٣
٢٦
٤
٢٥
٥
٢٤
٦
٢٣
٧
٢٢
٨
٢١
٩
٢٠
١٠
١٩
١١
١٨
١٢
١٣ ١٧
١٤ ١٥ ١٦
شعار الدولة العثمانية ،صمم أصله واعتمده السلطان عبدالحميد الثاني عام 1882م
ترجم الشرح عن اللغة التركية ،لالستزادة انظر المادة في موسوعة wikipedia.comباسم
Osmanli-nisani
-1نموذج للشمس حول الطغراء (التوقيع) وتعبر عن تشبيه السلطان بالشمس .
-2طغراء الس�لطان عبدالحميد الثاني ،وف�ي الهالل األخضر مكتوب بالتركية عبارة
قريبة من :توفيقات الربانية ملك الدولة العثمانية.
199
-3طربوش له طرة (ريشة) :يعبر عن عثمان الغازي وعرشه.
-4علم الخالفة األخضر.
-5بندقية ذات حربة مدببة كانت بمثابة سالح أصيل للجيش العثماني هي والنظم الحديثة.
-7طبنجة (مسدس) لها مقبض.
-6فأس مزدوج ،له جهتان.
-8ميزان :في األساس هو الرمح والعصا ،ويمثل العدالة.
-9في األعلى :القرآن الكريم ،وفي األسفل :القوانين.
-10وسام االمتياز ،كان يمنح لرجال العلم الذين يقدمون خدمات جليلة للدولة هم
واإلداريين والعسكريين.
-11وس�ام عثماني قرره السلطان عبدالعزيز عام 1862م وكان يمنح لمن يوفق في
خدمة الدولة.
-13المرساة ،شعار البحرية العثمانية. -12الرمح (سالح قديم) والعصا.
-17وسام مجيدي. -16قوس. -14نفير البركة -15 .وسام االفتخار.
-18بوق :آلة للعزف من الفرق الموسيقية الحديثة.
-19وس�ام الش�فقة ،أوجده الس�لطان عبدالحمي�د الثاني س�نة 1878م وكان يمنح
للنساء اللواتي يقدمن خدمات للدولة والشعب في المحن والمصائب الكبرى.
-21سيف. -20قذائف مدفعية (توجد على بعض الشارات) .
-22قذيفة ،تعبر عن فيلق المدفعية.
-23س�يف بدرع يدوي لالحتفاالت ،لم يكن سيفا تركيا تقليديا ،وكان يستخدم من
-24مزراق (رمح). قبل الضباط في هذا الوقت .
-25بلط�ة مزدوج�ة ،كان�ت تس�تخدم باعتباره�ا
نموذجا للرفعة من قبل المنتسبين ذوي المراتب العليا
من الجيش.
-26فأس (بلطة) لها جانب واحد -27 .البيرق.
-28العل�م العثمان�ي ،الراي�ة الحم�راء ذات الهالل والنجم�ة هي راية بن�ي عثمان،
والراية الخضراء ذات األهلة الثالثة هي الراية اإلسالمية.
-29مزراق (رمح) ،يرمز إلى ألوية المشاة الذين يحملون الرماح في العصور المتأخرة.
-30درع ذهبي يحيط بالطغراء.
200
السلطان عبدالحميد الثاني ،السلطان 34للدولة العثمانية ،تولى الحكم عام 1876م ،
حتى تنازله اإلجباري 1909م ،ثم نفي إلى البلقان (اليونان) ومكث تسع سنين في المنفى
حتى توفي عام 1918م عن ستة وسبعين عاما رحمه الله ،دامت مدة حكمه 33عاما
طغراء السلطان عبدالحميد الثاني ،وهو نموذج من أختام سالطين آل عثمان وتوقيعاتهم
الرسمية ،ونصه :المظفر دائما عبدالحميد بن عبدالحميد خان الغازي ،المصدر :موقع
tugra.orgللباحث التركي إركان منسز
201
اإلسلامي
ِّ ِ
القرار اإلسلام َّي ِة واجتما ِع
ِ ِ
توحات وظ َّل�ت الدَّ و َل� ُة ال ُعثمانِ َّي ُة َ
رمز ال ُف
أرض ِ
فار َس بعد ِ �ة ،ففتحت بال َد ال َقر ِم وبالد ال َع َج ِم م�ن تنامي ِ ِ ِ ِ ِخ َ
الم َ لال مراحله�ا ُ
تمر ِدهم ،وفتحت المجر وغزت الس ِ
واح َل اإليطال َّي َة والفرنس َّي َة واإلسبان َّي َة ،وطار َد َّ َ ََ ُّ
ِ
وبحر ال َع َر ِ
ب(((. حيط ِ
الهند ِّي مياه الم ِ لطان القانوني البرتغالِيين في ِ
الس ُ
ُ ِّ ُّ ُ ُّ
((( قام�ت دول�ة البرتغ�ال ع�ام 1415م بغ�زو المغ�رب األقصى ،وكان�ت هذه بداية سلس�لة
الغ�زو البرتغال�ي عل�ى الش�مال اإلفريق�ي ،ث�م إل�ى المحيط األطلس�ي وااللتف�اف حول
العالم اإلسلامي بدوافع صليبية تؤكدها مقوالت بعض زعمائه�م وهو (البوكيرك) القائد
البرتغال�ي :نح�ن عل�ى يقين لو انتزعن�ا تجارة (ملق�ا) هذه م�ن أيديهم ـ أي :المس�لمين ـ
ألصبحت كل من القاهرة ومكة أثرا بعد عين .اهـ .وقال :كان هدفنا الوصول إلى األماكن
المقدس�ة للمس�لمين واقتحام المسجد النبوي وأخذ رفات النبي محمد رهينة لنساوم عليه
العرب من أجل استرداد القدس .اهـ .
وهذا يظهر للباحث في الغزو البرتغالي أنه عامل مهم من العوامل التي دفعت البرتغاليين
الرتي�اد البح�ار وااللتف�اف ح�ول العالم اإلسلامي مصدرين المراس�م واألوامر ورس�م
الصلي�ب والمدفع كش�عار للحمالت ،واس�تعانوا ف�ي حمالتهم باليهود الذين اس�تخدموا
كجواس�يس ،ونجح البرتغاليون في خططهم وتمكنوا من الس�يطرة على معابر التجارة في
الساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر العرب ،وشهدت المناطق التي وصلوا إليها كثيرا
من المجازر والتدمير واالعتداء على الحرمات ومنع المسلمين من الجمع وهدم المساجد
عليهم ،وقد واجه العثمانيون البرتغاليين بشجاعة نادرة وتمكنوا من استرداد بعض الموانئ
اإلسالمية في البحر األحمر والساحل اإلفريقي والخليج العربي وبحر الهند وبحر العرب
وخلي�ج عدن ،وت�م ط�رد البرتغاليين وإيقافه�م بعيدا ع�ن الممالك اإلسلامية والحد من
نش�اطهم وحماية األماكن المقدس�ة .اهـ .بتصرف من «الدولة العثمانية ..عوامل النهوض
وأسباب السقوط» ص.266-260
202
ﺳﻼﻃﲔ ﺁﻝ ﻋﺜﲈﻥ
»ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻀﻌﻒ«
١٣ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
١٠١٢-١٠٠٣
٢٨ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
١٢٢٢-١٢٠٣
-٣٦ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ -٣٤ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ -٣٥ﳏﻤﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺭﺷﺎﺩ -٣٥ﳏﻤﺪ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺭﺷﺎﺩ -٣٣ﻣﺮﺍﺩ ﺍﳋﺎﻣﺲ
١٣٤١-١٣٣٧ ١٣٣٧-١٣٢٨ ١٣٣٧-١٣٢٨ ١٢٩٣ ١٢٩٣
٣٧ ٣٦ ٣٥ ٣٤ ٣٣
-٣٧ﻋﺒﺪﺍﳌﺠﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ
١٣٤٣-١٣٤١ﻫـ
١٩٢٤-١٩٢٢ ٣٨ﻡ
)ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓﺔ(
المشجر العام آلل عثمان في دور الضعف ،أطلس التاريخ الحديث ص63
203
عف إلى الدَّ و َل ِة الض ُ وهكذا استمرت دو َل ًة إسالمي ًة عزيز ًة لِ ِعدَّ ِة ُق ٍ
رون حتى سرى َّ َّ َّ عوامل الضعف
ِ
الصال ِح ِ ِ ِ ِ
أطماع الدُّ َول األورو ِّب َّية بعد اكتشاف ِ ِ ِ
واالنهيار لبني في أواخ ِر َعهدها وبدأت
الرجاء َّ رأس َّ ُ
عثمان
باألسباب التَّال ِ َي ِة:
ِ االنهيار والس ِ
قوط ُّ ِ خاري ِة ،حتى تهيأت ِ
عوام ُل َّ
ِ
هور اآل َلة ال ُب ِ َّ
و ُظ ِ
بالش�ه ِ
وات والر ِ ِ ِ عناص ِر الدّ و َل ِة
ِ ( )1تأ ُّث ِ
كون إلى ُّ بالحضارة ال َغربِـ َّية والتم ُّت ِع َّ َ
َ �ر
سبيل ِ
الله. ِ ِ
الجهاد في الدَّ َع ِة وت ِ
َرك
س�لمين باألوربيي�ن ،وكَثر ِة البع َث ِ
ات إلى ِّصال المفكِّرين والم َث َّقفين الم ِ
( )2ات ِ
َ َ ِّ ِّ ُ ُ ُ
ات األوروبـ َّي ِة.واالنغماس في مفاهي ِم الحري ِ
ُ ِّ ّ ِ أوربا
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
صولهم من وو
السياس َّيةُ ،
ونمة في الجمع ّيات والتّكتُّالت ِّ ( )3تَغل ُغ ِل يهود الدّ َ
ِ
واختراق رار ،وتش�جي ِع هذه الجمعي ِ
ات على الن ُُّم ِّو الحزبِي ِة إلى ِ
مواق ِع ال َق ِ خالل ِ ِ
َّ َّ
ِ
التقليد ِّي. ِ
الواق ِع
�ة الت ِ
َّتريك كسياس ِ ات التي روج لها اليهودِ ،
القومي ِ
ِ ( )4التأ ُّث ِر األعمى بِ ِسياس ِ
�ة
َ ُ َ َّ َ َّ َ بدء ظهور
المسيح َّي ِة.
ِ عوب الب ِ
لقان وخاص ًة في ُش ِ َ َّ ِ
االنفصال، وح َرك َِة
َّعريب َِ العلمنة :إفراط والت
المسلمين في
العلمانِ َّي ِة
ند بِدَ عو ِة ِ
َ
الط العثماني والج ِ
ُ ِّ ُ
طانات الب ِ
َ
ِ ِ وب ِ
م َّا
ك الح
ُ من ِ
العديد رِ ُّ
ث تأ ()5 االنبهار بعلمانية
ان مرح َل ِة �ة» ،وهو ما كانت ت َُر ِّو ُج له الدُّ َو ُل األورو ِّب َّي ُة إِ َّب َ ين عن الدَّ و َل ِ ص�ل الدِّ ِ « َف ِ الغرب
ِ
رلمان. ات والدِّ يمقراطِ َّي ِة و َدو َل ِة ال َب
ناعي ِة من مفاهي ِم الحري ِ
ُ ِّ َّ
ِ
ال َّثورة ِّ
الص َّ
204
المدَ ون ََم ِة(((. ِ ِ
وتداعيات ما ُس ِّمي بالخالفة ُ
ُ ِ
العل ِم ،وظهرت ُ
آثار
عبدالحميد ال َّثاني من ع�ا ِم 1879وانتهى عام 1909م ودا َم ِ وكان ُمبتَ�دَ ُأ ُحك� ِم
نبذة عن السلطان
واألز ِ ِ
بالمتاع ِ الس�ل َطنَ ُة ُمث َق َل ًة
عبدالحميد الثاني مات ،فقام َ ب حكمه ثالث ًة وثالثي َن عام ًا ،حيث كانت َّ ُ
والس�ك َِّة الحديد َّي ِة ِ ِ ِ ِ ِ ِ
بِ ُم ِه َّم�ة الخال َف�ة ف�ي عهده و َعم َ�ل على زيا َدة نَش�اط ال ُعم�ران ِّ
ِ ِ
(( ( ويطل�ق ه�ذا التعريف على المرحلة الخطيرة التي تولى فيها االتحاديون سياس�ة األمور ومن
ارتبط بهم ونهج منهجهم من يهود الدونمة في تسييس قرار الخالفة اإلسالمية وتمزيق دولته
الواسعة وإلهاب نار الفتنة القومية بين األتراك والعرب وما ترتب على ذلك من ثورة الشعوب
العربية ضد األتراك وسياستهم ،والوقوع بسبب ذلك في مخطط االستعمار ووعوده الكاذبة،
مم�ا أدى إل�ى الفصل بين القرار اإلسلامي العالمي وبين العرب الثائري�ن ،وكان بها تمزيق
أوصال األمة وبدء استتباعها السياسي واالقتصادي للقرار العالمي الكافر.
وق�د بدأت الخالف�ة المدونمة بعد التن�ازل اإلجباري للس�لطان عبدالحمي�د الثاني عام
1909م ،وانتهت بإلغاء أتاتورك للخالفة عام 1924م ،وفي هذه السنوات الخمسة عشر
ظهرت سياسة التتريك ( 1911م) التي كانت أحد مولدات التيار العربي القومي ،ودخلت
الدول�ة العثمانية في الحرب العالمية األولى ( 1914م) إلى جانب ألمانيا ،ووقعت مذابح
العثمانيين لألرمن ( 1915م) ،وفي اإلجمال فقد أشرف الدونمة على قرارات 3سالطين
عثمانيين :محمد الخامس ،محمد السادس ،وعبدالمجيد الثاني الذي ألغيت الخالفة في
عهده إلغاء رس�ميا عام 1924م .وعلى وجه التدقيق فيها فقد دا َمت س�يطرة الدونمة على
ٍ
س�نوات َبي َن عا َم�ي (1909م1919 -م) .ثم 5س�نوات رضخ�ت فيها تركيا القرار عش�ر
لحكم عساكر الحلفاء بقيادة بريطانيا (1919م1924 -م).
205
رد السلطان عبدالحميد الثاني على هرتزل مؤسس الصهيونية
206
ِ ِ
�لطان ول األورو ِّب َّي ُة (فرنس�ا ،انكلترا ،روس�يا) غاض َب ًة من َع َم ِل ُّ
الس وكان�ت الدُّ ُ
اس�تانبول وبغ�دا َد أللمانيا ،فدَ َأ َبت َ ِ
الواصل بين الحديدي الخ ِّ
�ط ِ
امتيازات َ لِ َم ِ
ن�ح
ِّ
ِ إلعلان ِ
ِ الس ِّ�ر َّي ِة ِ �ر الم ِ ِ ِ ِ
صيان، الع عار َض�ة و َمدِّ ها بالمعونات ِّ عل�ى تحريك العناص ِ ُ
اليهود الم ِ ِ ناوء ٌة للس ِ
تظاه ِرين باإلسال ِم على ُ بعض لطان ،وكان ُ أحزاب ُم ِ َ ٌُّ وتأس َست
َّ
ِ
واألكراد واألر َم ِن ومي ِ
�ة لدى ال َع َر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ب وح ال َق َّ
الر ِالمفس�دين ،إضا َف ًة إلى تَغذ َية ُّ
رأس ُ
غر َض ًة ومنهاش�عارات إصالح َّي ًة ُم ٍِ َّخ َذت لها ٍ
وأحزاب ات َ ِ
واألرن�اؤوط راكس ِ
�ة َّ ِ
والش َ
ستور وخرجواِ عو ِة للدُّ
(سلانيك) الذي س�عى إلى الدَّ َ
ِ
زب االتِّحاد والت ََّر ِّقي في ُ
ح ُ
ِ
ستور ،كما كان لإلرسالي ِ ِ لطان على إعا َد ِة الدُّ ٍ ِ ٍ
ات َّ في مظاهرات صاخبة م َّما َح َم َل ُّ
الس َ
الح ِ
نار ِ
وتأجي�ج لِ ِ َف�خ في الر ِ نص ِلي ِ
ِ ِ ِ ِ
قد ٌ ماد َّ ات ن ٌ س األجنَبِ َّي�ة وال ُق َّ
والم�دار ِ عث�ات وال َب
كالجام َع ِة اإلسالم َّي ِة.
ِ والصرا ِع ِضدَّ الس ِ
لطان وما يدعو إليه ُّ ِّ
207
ٍ ٍ ِ ِ
اس َأ َحدُ راس� ُة في إقام�ة َج ِبر َّية ،وكان من بي�ن ُ
الح َّر ِ (اليون�ان)ُ ،
وش�دِّ َدت عليه الح َ
طريق ِه ت ََّمت
لطان عبدالحميد ،وعن ِ يخ الس ِ ِ
يخ (اليشرطي) أبي الشامات َش ِ ُّ الش ِ أتبا ِع َّ
رسائ ِل الس ِ ِ أل َّم ِة إحدى
مان ل ُ وح ِف َظ َّ ِ ِ
لطان ُّ الز ُ �يخ َ �لطان َّ
والش ِ المواص َل ُة س ّ�ر ًا بين ُّ
الس
يخ ِه .ومكث في منفاه تسع سنين حتى توفي في 28من المخلو ِع التي أرسلها إلى َش ِ
ستة وسبعي َن عام ًا رحمه الله. ربيع اآلخر عام 1336هـ ( 1918/2/10م) عن ٍ
أس�باب ن ِ
َكث ِ وأن َأ َّو َل
وعنا َيتَها بهَّ ، وه�ذا ي َؤ ِّكدُ عال َق َة الدَّ و َل ِة العثمانِي ِة بالتَّصو ِف ِ
َ ُّ ُ َّ ُ
ِ
الخالفة ل ُيصبِ َح الق�رار فيِ إس�قاط َر ُج ِل
ُ ِ
اإلحس�ان هود لهذه األمان َِة وهي َمر َت َب ُة الع ِ
ُ
الئها ،والذي َع ِم َل�ة و ُعم ِ
َ
�ة عند الصهيونِي ِ
َّ ُّ
الحميدي ِ
َّ
ِ ِ
المرحلة ف َأح�دَ تَبِ ِ
عات �و ُ َ الت ََّص ُّ
وصل إليه من �ه لِ َي ِص َل فيما بعدُ إلى ما َ أوراق ِ
ِ وخ ِ
لط حار َبتِه َ الجمي�ع فيما بعدُ على ُم َُ
والضال َل ِة).
رك َّ بـ(الش ِ
ِّ تعريف ِه
ِ
208
رسالة السلطان عبدالحميد الثاني في المنفى إلى شيخه عام 1911م (باللغة التركية)
�﷽
العالمين وعلى آلِهِ
َ حمَّدٍ َرس���و ِل َر ِّب ���ليم على َس���يِّدان م َ
ُ الصلاةِ وأَتَم ُّ التَّس ِ وأفضلُ َّ العالمين َ َ هلل َر ِّب الحمد ِ
ُ
وصح ِبهِ أجمعين والتَّابعين إلى يو ِم ال ِّد ِين.
وح والحياةِ ،وإلى َش ِ فيض الر ِ العليَّةِ الش ِ ِ عريضتي هذه إلى َش ِ َ
���يخ أهل ���اذليَّةِ ،إل���ى ُم ِ ُّ الطيقَةِ ِ ���يخ رَّ َ ���ع
أرف ُ
الصال ِ َحةِ .بعد ِ
تقديم راجيا َدعَواتِهِ َّ كـتَي ِن ً َّامات ،و ُأقَبِّل ي َ َديهِ المبا َر َ
ُ ُ
َّ���يخ محمود أفندي أبي الش ِ عَصرِهِ الش ِ
دت المولى وشكرتُهُ ح ِم ُ السنَةِ الحالية ،و َ المؤرخَ في 22مارس من َّ َّ كـتَابَكم احترامي أعر ُِض أني تلقَّيت ِ
ُ
حة ٍ وسلام َة ٍ دائِمَتَي ِن. أنَّكم بِ ِص َّ
لتونهارا ،وأع���ر ُِض أنَّني ما ِز ُ َّ���اذلِيَّةِ ليلا ً ً
الأوراد الش ِ ِ هللا تعالى مدا ِوم على قِرا َءةِ
ُ ٌ
���ق ِ وفي ِ َس���يِّدي ِ :إنَّن���ي بِت َ ِ
حتاجا ل ِ َدعَواتِكم القل ِبيَّةِ بصو َرة ٍ دائِمَةٍ. ً ُم
الس���ليمَةِ المس���ألَة َ الم ِهمَّة َ والعقو ِل َّ الس���ما َ ِ َ المق َ ِّدم َةِ أعر ُِض ل ِ َر َش���ا َدتِكم وإلى أمثالِكم
ُ حة ُ أصحاب َّ بعد هذه ُ
الآتِيَة َ كأمانَة ٍ في ِذمةِ الت ّ ِ
اريخ: َّ
جمعيَّةِ الات ِ ؤساء ِ ب الم َضايَقَةِ من ر ِ ِ ِ ِ ِِ َِ َ َ
ِّحاد ُ إنَّني لم أتخل َّعن الخلافة الإسلاميَّة ل َسبَبٍ ما ،سوى أنني -ب َسب ِ ُ
هؤلاء الات ِ
ِ رك ال ِخلاف���ةِ .إنَّ رت على ت َ ِ ِ َِ
ِّحاديِّين قد ِرت و ُأج ِب ُ ٱضط ُ المرعوفة باِ س ِ���م (جون ت���ورك) وتهديدهم -رُ
سطين) ،و َرغم َ الأرض المقَدَّ َسةِ (فِل َ ِ ِ ِ
لليهود في ���يس َو َط ٍن ق َ ِ
وم ٍّي صاد َق على تأس ِ أَ َصروا وأَ َصروا عَلَي بأن ُأ ِ
ُ َّ ُّ ُّ
مليون ليرة ٍ َ قديم 150مائة وخمس���ين كليف ،وأخيرا َوعَ���دوا بِت َ ِ طعيَّة ٍ ه���ذا الت َّ ِ إصرا ِره���م فلم أقبَ���ل بِصو َرة ٍ ق َ ِ
ً
ِ َ قطعيَّةِ ً كليف بِصو َرة ٍ ِ ضت هذا الت َّ َ َ َ
طعي الآتي( :إنَّكم الجواب الق ِّ أيضا ،وأجبتُهم بهذا إنجليزيَّة ٍ ذهَ ًبا ،فرف ُ
رض َذهَ ًبا -فَضلا ً عن 150مائة وخمس���ين مليون لي���رة ٍ إنجليزيَّة ٍ َذهَبا -فلن أقبَل َ بِت َ ِ
كليف ُكم ل���و َدفَعتُم ِمل َء الأَ ِ
ً
���ود صحائِ َف يزيد عن ثلاثين َس���نَة ً فلم ُأ َس ِّ مت الِملَّة َ الإس���لاميَّة َ والم َ ِ َ َ
قطعي ،لقد خ َد ُ هذا بوجه ٍ
حمَّديَّة ما ُ ُ ٍّ
209
أيضا). فاء العثمانِيِّين ،لهذا لن أقبَل َ تكليفَ ُكم بوجه ٍ ق َ ِ
طع ٍّي ً الس���لاطي ِن وال ُخل َ ِالمس���لمين آابئي وأجدادي من َّ
ُ
َ َ ِ
كليفلت بهذا الت َّ ِ (سلانيك) فق َ ِب ُ ِ
وبعد جوابي القطع ِّي اتَّفقوا على خلعي ،وأبلغوني أنهم َس ُيبعدونَني إلى ُ
ِ َ
ِ ِ َ َ ََ َ َ
ي بهذا العا ِرالعثمانيَّة والعالم َ الإسلام َّدت المولى وأحم َُده أنَّني لم أقبَل بأن ُأل ِّطخ الدَّولة ُ ح ِم ُ الأخي ِر .هذا و َ
يهوديَّة ٍ في الأراضي المقَدَّ َس���ةِ فلس َ تكليفهم بإقام َةِ َدولَة ٍ ِ َ
���طين… وقد كان بعد ذلك ما ُ
ِ ���ئ عن اش ِ الأب َ ِد ِّ
ي الن َّ ِ
ِ
الموضوع كاف في هذا هللا المتَعا ِل ،وأعت َ ِق ُد أنَّ ما عرضتُ���هُ ٍ حم َد والثَّنا َء عل���ى ِ كان ،ول���ذا فإنَّنِ���ي أُكرَ ُِّر ال َ
ُ
ضلوا بِقَبو ِل احتِرامي ب ِ َسلامي رح ُم أن تَتَفَ َّ الهامِّ ،وبه أختِم ِرسالَتي هذه .أَلثُم ي َ َدي ُكم المبا َركَتَي ِن ،وأرجو وأست َ ِ
ُ ُ ُ
ِ
والأصدقاءِ. ميع الإخوا ِن ج ِ على َ
���ت عليكم الت َّ ِحيَّةَ ،ولكن َدفَعَني لهذه الإطالَةِ أن ن ُ َ َ ِ
لما، حتَكم ِع ً حيط س���ما َ المعَظَّ ُم لقد أ َطل ُ اي ُأس���تاذي ُ
أيضا.
لما ً حيط جماعَتَكم بذلك ِع ً ون ُ َ
والسلام عليكم ورحمةُ هّٰ ِ
للا وبركاتُهُ ُ
في 22أيلول 1329
َ
المسلمين ِ
خاد ُم
ِ
المجيد الحميد بن ِ
عبد ِ عبد
ُ ُ
210
ثاء والوهنِ من واقِ ِع فِقهِ
التحولات
ُّ قِراءةُ رمحلةِ ُ
الغ ِ
رة ،ولها ارتِ ٌ عاص ِ شار إ َليها هي مرحل ُة حياتِنا الم ِالم ِ ِ بِما َّ
وثيق
باط ٌ ُ أن مرحل َة ال ُغثاء ُ
قه التحو ِ
الت ، الس�اعة الوس�طى والصغرى وما يتفرع عنها من مفاهي ِم فِ ِ ِ ِ
بعالمات
ُّ َّ ُ ُّ ُ
فصل ًة ،فيبقى ع َلينا أما َم ذلِ َك واآلثار ُمجمل ًة و ُم َّ
َ األخبار
َ النبي mبسط ُّ وفي شأنِها َ
الحك ِم
ُّصوص ،سوا ٌء في ُ ِ الصحيح ِم َن الن
ِ وق ِعه
الزمن ال ُغثائي ووضعه في م ِ
َ ُ ِّ ِ ترتيب
ُ
تاريخ التحو ِ
الت ِ ِ
مومها ؛ لأِ َّن مرحل َة ال ُغثاء مرحل ٌة مفصل َّي ٌة في
الحياة بِع ِ ِ العل ِم ِ
أو أو ِ
ِ
ُّ ُ
َ
تفصل ُك ِّلها ،ولها أهمي ٌة عظيم ٌة في كا َّف ِة ُشؤونِها المتحو ِلة والمتحص ِ
لة ،وتكا ُد أن ُ ِّ ُ ِّ
األبوي ِ
التاريخ قرار ِ
العل ِم » ثان ًيا ـ َبي َن الحك ِم » أولاً ،و« ِ تما ًما ـ في شأنَي ِ « :
ِّ قرار ُ
الوضعي
ِّ األنوي
ِّ ِ
التاري�خ وأهله برغ� ِم اختالفِهم ،وبي َنس�ند بِرجالِه ِ
الش�رعي الم ِ
ِّ ُ
وسد األمرإذا ِّ
إلى غَير أهله عن الهوى mأهله ،كما ع َّب َر عن ذلِ َك َمن ال ينطِ ُق ِ
غير ِ األمر ِ
بيد ِ ِ ِ
وسقوط وس ِد
الم َّ
ُ
وكيف إضاعتُها
َ ِ
األمانة ـ ُمجي ًبا على َمن سأ َله : ِ
الساعة وتضيي ِع ِ
عالمة في قولِه عن
قال « :إذا وسدَ األمر إلى َغ ِير ِ
أهله »((( . ؟ـ َ
ُ ُ ِّ
َّوس�يد » وبلف�ظ « اإلس�ناد » كم�ا هو ف�ي صحيح البخ�اري برقم ِ ((( الحدي�ث ورد بلف�ظ « الت
( ،)6015ع�ن أب�ي هريرة ؤ قال :قال رس�ول الله « : mإذا ُض ِّي َع�ت األمان ُة فانتظِ ِر
أهله فانتظِ ِر
الس�اع َة» .قال :كيف إضاعتها يا رس�ول الله ؟ قال « :إذا ُأس�نِدَ األمر إلى َغ ِير ِ
ُ
الساع َة» .
وف�ي ِ
«فتح الباري» البن حجر :قال الكرمان�ي :أجاب عن كيفية اإلضاعة بما يدل على
المذكور ،وقد
ُ الجواب ؛ ألنه يل�ز ُم منه ُ
بيان أن كيفيتَها هي اإلس�نا ُد َ يتضمن
َّ الزم�ان ؛ ألن�ه
تقدّ م هناك بلفظ « ُو ِّس�دَ » مع ش�رحه ،والمراد من «األمر» جنس األمور التي تتعلق بالدين
أهله» قال الكرمانِي :أتى
كالخالفة واإلمارة والقضاء واإلفتاء وغير ذلك ،وقوله «:إلى َغ ِير ِ
بكلمة «إلى» بدل الالم ؛ ليدل على تضمين معنى اإلسناد.
قوله « :فانتظر الس�اعة » ،الفاء للتفريع ،أو جواب ش�رط محذوف ،أي :إذا كان األمر
211
الت فيالتعليل خطير وهام ِجدًّ ا ِجدًّ ا ِعن�دَ ِقراءتِنا لِلتحو َِ أن هذا جاز ًم�ا َّ ِ
وأعتق�دُ ِ
ُّ ٌّ ٌ
ِ
تاريخه عر َفها اإلسلا ُم ف�ي ٍ ِ المرحل�ة ،ويكاد أن ِ ِ
أخطر ُمؤامرة َ �ف ع�ن يكش َ ُ ه�ذه
الش�يطان والدَّ َّج ُال والك ُ
ُفر ُ تاريخ�ي غنِ َمه
ٍّ ٍ
مكس�ب أهم
�ف عن ِّ يكش ُاألبوي ،كما ِ
ِّ
ِ ِ
آالف
اإلرهابي َ
ُّ ُ
المخل�وق انتظره
�دار الذي َ األن�وي ،وبد َأ بِه االنح ُ
ِّ تاريخهما ف�ي
عهد ِ
«الح ِ
وار والشيطان ،إلى ِ
ِ الحق ُسبحانَه األو ِل » َبي َن ِّ الح ِ عهد « ِ منذ ِ السنين ُ
وار َّ
س�مى « ِ ِ ِ ديني َبي َن ِ وار اللاَّ ِ ِ
تحت ُم َّ
األديان َ وأهل الحضارات أهل ُّ األخير» ،وهو الح ُ
ِ
الحضارات » . وار ِ ِ
تقارب الديانات وح ُ
ُ
ِ المحاورون ِم�ن كال الطر َفين في
ِ ي�س كما يبدو ،وال كم�ا يتناو ُله
المرحلة فاألم�ر َل َ
ُ
ِ
تحقيقه لرس� ِم السال ِم المعاص ِ
رة ،س�وا ٌء كانوا ُمخلصين فيما ذه ُبوا إ َليه واجتهدُ وا في ِ
ِ
والدولية ، ِ
اإلقليمية أطراف ال ُّل ِ
عبة ِ العالمي ،أو كانوا ُم َس َّيسين و ُمهندسين أساس ِّيين في
ِّ
السمع وهو شهيدٌ .
َ لمن ألقى
َوني َ ٌ
مفصل ها ٌّم وخ َط ٌير في التاريخِ الك ِّ فالمرحل ُة ُك ُّلها
ٍ ٍ ٍ
بإدراك أو بِ َغ ِير نحو « ُج ِ الس ِير
وبديانة إدراك ، الضب »
ِّ حر اإلجباري َ
ِّ إنها مرحل ٌة َّ مرحلة السير
ِ
األخير ، ِ
المصير نح�و وكرها فالجمي�ع ُيح َّفزون َطو ًعا ٍ ٍ ِ ٍ
اإلجباري نحو ش�رعية أو خيان�ة وضعية ،
َ ً ُ
ٍ
موعودة . ساتإيجابية وتن ُّف ٍ
ٍ المرحلة ِمن مقاطِ َع
ِ ُ
يكون في عما ِ ِ الضب
ِّ ُجحر
النظر َّ بصرف
كذلك فانتظِر .قال ابن ب ّطال :معنى « ُأس�نِدَ األمر إلى َغ ِير ِ
أهله » أن األئمة قد ائتمنهم الله ُ ْ
على عباده ،وفرض عليهم النصيحة لهم ؛ فينبغي لهم تولي ُة أهل الدين ،فإذا قلدوا غير أهل
الدين ؛ فقد ضيعوا األمانة التي قلدهم الله تعالى إياها .
212
ِ ِ ِ
ِ
صحيح النبي mفي
س�ماه ُّ
وس�د ،كما َّ
الم َّ
الوضعي ُ
ِّ األنوي
ِّ اله ِ
يكل األمان�ة وبِناء َ
قه التحو ِ
الت . األحاديث الخاص ِة ِبف ِ
ِ
ُّ َّ
ِ
أشباههم ِ
بالدين على المترس�مين ِ
تطاول الش�رعي س�ب ًبا في الف ِ
قه كان غياب هذا ِ
إذ َ
الف ِ
قه ِغياب ِ ِّ ِّ ُ
ُ
ِ
واإللح�اد والك ِ كان س�ببا في ُط ِ
غيان ِ
مدار ِ ِ ِ
الشرعي
ِّ ُفر ِّ
الش�ك س وأمثاله�م م� َن المص ِّلين ،كما َ ً
جرأَ ِ
للتحوالت َّ ُّ ِ
والمس�تثم ِر ،حتَّى غدا المس�تعم ِر والمس�تهتِ ِرِ صفوف ِ
األمة بدف ِع َ ِ
واختراقها والن ِ
ِّفاق
المترسمين على ِّ
اس�تقرارا إلاَّ بم�ا ترضاه ُقوى ق�رارا وال ُيح ِّق ُق ِ
المصلينِّ ً واإلسلامي ال يمل ُك ً
ُّ العرب�ي
ُّ العال�م
ُ
يفوت على
َ ستضعفة ،ولِئلاَّ
ِ الم
عوب ُ الش ِ يمنة على مجمو ِع ِ
حياة ُّ العالمية المه ِ
َُ
ِ ِ
الحركة
ِ
الش�أن فقد وض َعنا فات على من س�ب َقهم في هذا رة ما َ المعاص ِ
ِ س�لمين في مرحلتِنا الم ِ
ُ
ثاء وما تالها ،لمرحلة ال ُغ ِ ِ ش�رعي هاهنا اس�تقرا ًء كاملاً لِما وص َفه mمن تقس�ي ٍم
ٍّ
رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ وفِيها ُ
مم كما تداعى األكل ُة �ك أن تداعى ع َليكم األُ ُ وش ُ ُ ُ يقول
كثير ، ٍِ رس�ول ال َّل ِه ؟ َ
َ عل�ى قصعتِه�ا » .قالوا ِ :أمن ِق ٍ
ق�ال « :ال أنتم يومئذ ٌ لة نحن يا
رسول ال َّل ِه؟
َ الس ِ ِ ِ
يكم الوه ُن » .قالوا :وما الوه ُن يا يل ُيلقى ع َل ُ ولكنَّكم ُغثا ٌء ك ُغثاء َّ
دور ٍ
رواي�ة « :وت َُنز ُع المهاب ُة من ُص ِ ق�ال « :ح�ب الدنيا وكراهي ُة الم ِ
وت »((( .وفي َ
َ ُّ
ِ
أعدائكم »((( .
ِ ٍ
الغثائية من
قصعة مم كتداعيكم على يكم األُ ُ
ثوبان ،إذا تدا َعت ع َل ُ
ُ كيف َ
بك يا رواية َ « : وفي
حديث ثوبان قال : رس�ول ال َّل ِه ِأمن ِق ٍ
لة بنا؟ َ َ أنت وأمي يا ُ
ثوبان :بأبي َ الطعا ِم يصيبون ِمنه »َ .
قال
ِ ٍِ
َ
رس�ول كم الوه ُن » َ .
قال :وما الوه ُن يا كثير ،ولكن ُيلقى في قلوبِ ُ « ال أنتم يومئذ ٌ
لق ِ
تال » ((( . قال « :حبكم للدُّ نيا وكراهيتُكم لِ ِ
ال َّل ِه َ ،
ُّ
213
ب األُم ِم على اإلسال ِم وغيره يتحدَّ ُد االستقرا ُء بتكا ُل ِ ِ
الحديث ِ ِ
النظر إلى هذا ِ
وعندَ
االس�تعمار ،ولأِ ن
ِ ِ
مرحلة ثمانية ِ
وبدء ِ ِ
الخالفة ال ُع ِ
نقض ِ
مرحلة س�لمين ِخ َ
الل والم ِ
ُ
ِ ِ ٍ ٍ
التداعيات معرفة أقس�ا ِم ه�ذه عديدة فال ُبدَّ من بتداعيات ه�ذه المرحل َة قد َّ
م�رت
ِ
النحو التالي : على
214
الغثائيةِ
الشرعي للمرحلةِ ُ
ُّ التقسيم ُّ
وهرب
ٌ حرب
ٌ ِ
األحالس ( )1مرحل ُة
ِ
األحالس مرحل ُة
والمؤامر ُة على
وكان ُمبتدَ ُأ
َ ِ
اإلسلامية ، ِ
الخالفة قرار ِ
حامية ِ ِ
العلي�ة ِ
الدولة ِ
ضعف وه�ي مرحل� ُة
ِ
ِتركة ُ
الرج ِل
ِ
المريض الداخلي ـ على
ِّ مع خالفِها
ول أوربا ـ َ
ِ
األوربية وات ِ
ِّفاق ُد ِ ِ
للنهض�ة عاص ًرا ُ
ِ
الضع�ف م ِ
215
ُ
وحديث : ِ
الس�يطرة ع َليه�ا ، ِ
العربي�ة طم ًع�ا في ِ
البلاد ِ
س�واحل ال ُبرتُغاليي�ن عل�ى
وهرب ُ ،ث َّم بعدها فِ َت ٌن
ٌ حرب
ٌ يكون فِيها
ُ ِ
األحالس) «ستكون بعدي فِ َت ٌن ِمنها (فِتن ُة ُ
بيت إلاَّ دخ َلته ، قيل انقط َعت عا َدت ،حتَّى ال يبقى ٌ تكون فِتن ٌة ُك َّلما َ
ُ أش�دُّ ِمنها ُ ،ث َّم
(((
رجل ِمن ِعت َْرتي »
يخرج ٌ
َ مسلم إلاَّ سكَّته حتَّى ٌ وال
سايكس بيكو،
كلها تحوالت
متتالية ذات طابع ((( الفتن (. )95
تآمري
((( معالم السنن (.)337 :4
((( وهي من ظواهر مرحلة األحالس ،فالحملة الفرنس�ية على مصر عام 1213هـ ( 1798م)
ج�اءت بعيد تده�ور الدولة العثمانية وبروز مرحلة الضعف فيه�ا ،وكان هذا الهجوم يعتبر
أول هج�وم صليب�ي على والية عربي�ة من واليات الدول�ة العثمانية ف�ي التاريخ الحديث،
وعلى الفور أعلن السلطان سليم الثالث الجهاد ضد الفرنسيين الصليبيين ،وتكونت جبهة
حربية إسلامية في مواجهة الفرنسيين ،وقامت العديد من المعارك التي اشترك فيها علماء
األزهر والمس�لمون من كافة البالد ؛ لمحاولة إعادة مصر إلى حظيرة الخالفة اإلسلامية،
وق�د واجهته�ا الحملة الفرنس�ية باالنتق�ام والقوة والهدم والتنكيل بالش�عب ع�دة مرات ،
حيث دارت رحى الجهاد ضد الفرنس�يين في مصر مرات عديدة ،ولم يتم جالء الفرنسيين
ع�ن مصر إال بعد هجوم مش�ترك م�ن العثمانيين واإلنجليز أرغم الفرنس�يين على الخروج
م�ن مص�ر ،إال أن الحملة الفرنس�ية إبان وجوده�ا بمصر قد وضعت ب�ذورا خطيرة ،ومنها
االنبه�ار بقوة السلاح األورب�ي وبالصناعة والعل�م واإلدارة ،حتى إن بع�ض قادة الحكم
216
ِ
ش�أنَّفاق « س�ايكس بيكو » بِ والخروج بات ِ
ِ ِ
وربية ِ
بمفاوض�ات الدُّ ِ
ول األُ ونِهاي� ًة
ِ ِ
السيطرة صار فيما بعدُ ُمر َتكَز ُ
االتفاق الذي َ اقتس�ا ِم ِتركة ُ
الرج ِل المريض .هذا
ِ
االستعمارية .
بمصر كمحمد علي باش�ا ال�ذي حكم مصر ،قام بإدخال أس�اليب الفرنجة وعوائدهم إلى
الجيش والحياة االجتماعية فيما بعد ،وهي األساليب التي وصفت في األحاديث بالغثائية.
((( هذا الكتاب مكون من سبعة مجلدات ضخمة ،ويعد من أغزر المراجع عن الجزيرة العربية
من�ذ بداي�ة القرن العش�رين ،ويض�م ترجمة ألهم الوثائ�ق التي تفصح عن سياس�ة بريطانيا
ومواقفه�ا من�ذ ع�ام 1914م ،وه�ي مرحلة نش�وب الح�رب العالمية األولى وم�ا بعدها ،
وكانت هذه الوثائق محاطة بس�رية تامة نظ�را ألن القانون البريطاني الخاص بحفظ الوثائق
كان يحت�م بقاءه�ا بعيدة عن أيدي الباحثين لمدة خمس�ين عاما ؛ ولكن هذه المدة خفضت
ع�ام 1967إل�ى ثالثي�ن عام�ا ،ولذلك أخ�ذ الباحثون والمؤرخ�ون يتدفق�ون على مركز
الوثائ�ق بلندن لالطالع على ذلك .اهـ م�ن صدر مقدمة الكتاب ،الجزء األول ،لمترجمه
د .نجدة فتيحي .
((( والس�راء :قال القاري :المراد بالس�راء النعماء التي تسر الناس من الصحة والرضا والعافية
من البالء والوباء ،وأضيفت إلى الس�راء ألن الس�بب في وقوعها ارتكاب المعاصي بسبب
كث�رة النع�م ،أو ألنها ش�ر الع�دو .قلت :وكال المعنيي�ن محتمل في تعلي�ل معاني مرحلة
المؤامرة ،وهي اش�تراك بعض أمراء المس�لمين ورؤس�اء القبائل في فت�ن الصراع المؤدية
إلى تدخل الكفار وعقد المعاهدات معهم إلس�قاط قرار الخالفة الش�رعية وإقامة األنظمة
217
عمار ،وهيبمرحلة االس�تِ ِ
ِ قه التحو ِ
الت ُّ
مرحلة فتنة السراء ه�ي المرحل ُة التي تحدَّ د مس�ماها في فِ ِ
َ ُ َّ
ُ
وس�ياق األحالس ارتِبا ًطا وثي ًقا ،بل هي ثمر ٌة من ثمراتِها ،
ِ ِ
بمرحل�ة أيض�ا ُمرتبِط ٌة
ً
فق�ال ٌ
قائل :يا النص قو ُله َ « : تلاز َم المرحلتَين فقد ور َد ف�ي ِّ
ُ الحدي�ث ذاتِ�ه ُيؤ ِّكدُ
ِ
ِ
األحالس �ه « : mفِتن ُة
رس�ول ال َّل ِ
ُ قال َ :
قال بن ٍ
هانئ َ آخ�ر عن ُع َم ِ
ي�ر ِ ٌ
وحدي�ث ُ
القومية والقبلية ،وقد أش�ار الش�يخ التويجري في كتابه «اتحاف الجماعة ص /54األول»
إل�ى عالق�ة الس�راء بمرحلة المؤامرة ،ولكنه فس�رها تفس�يرا جزئيا ،وق�ال « :وهذه الفتنة
تنطب�ق عل�ى ما وقع بين أهل نجد وبين األتراك والمصريين في الحروب العظيمة في القرن
الثال�ث عش�ر للهجرة ،وق�د كانت هذه الفتن م�ن أعظم الفتن التي وقعت ف�ي هذه األمة ،
وقد وهن اإلسلام بس�ببها وانطمس�ت أعالمه » ،ثم قال « :حتى رد الله الكرة ألهل نجد
بع�د ذلك فعاد اإلسلام عزيزا ولله الحم�د والمنة» .والمفيد من التعليل المش�ار إليه ربط
الس�راء بمرحل�ة الحرب القبلي�ة والصراع الذي كان�ت تديره القوى العالمي�ة بين « العرب
والمس�لمين» .وأما تفس�يره لـ«عود اإلسلام عزيزا بانتصار أهل نجد» فال عالقة له باألمر
المراد في الحديث والمرحلة ،بل كانت الدول االس�تعمارية معينة بالمال والسلاح ألهل
نج�د عل�ى حكام الحجاز ،ومعينة لحكام الحجاز ضد األت�راك ،وربما كان الظرف القائم
آنذاك أصعب من تفسيرنا له اليوم ؛ ولكن العلماء حين ال يعلمون ما يدور من أمور السياسة
والتس�ييس ينزلون األحاديث على األحداث والوقائع على ما يظهر لهم من الفهم أو يوافق
أحواله�م م�ن المواق�ف ،لعدم دراس�تهم فقه التح�والت والنعدام إدراكه�م أهمية الركن
الرابع من أركان الدين .
وق�د عل�ل المؤلف التويجري حديث الفتنة التي تقبل م�ن المغرب بقوله « :فهي ـ والله
أعل�م ـ م�ا وقع م�ن األتراك والمصريي�ن من محاربة أه�ل نجد في القرن الثالث عش�ر من
الهجرة ،وهي من أعظم الفتن وأنكاها لدين اإلسالم » .اهـ.
مع العلم أن هذه المس�ألة برمتها تدخل تحت الفتنة المس�ماة بالس�راء ،وكل ما دار فيها
بي�ن «أهل الجزي�رة» وبين األتراك أو المصريين أو غيرهم ين�درج تحت مفهوم «التحريش
في جزيرة العرب» ونجاح سياسة االستعمار وتخطيطه .
((( مسند أحمد (. )6312
218
�ل يز ُع ُم أنَّه رج ٍ ِ ِ ِ وهرب ،وفِتن ُة فِيه�ا
يخرج دخنُها م�ن تحت قد َمي ُُ الس�راء ٌ ح�رب
ٌ
ِ ِ ِ
ُ
تكون رج ٍل ُ ،ث َّم يس مني ،إنَّما َأوليائي ُ
المتَّقون ُ ،ث َّم يصطل ُح ُ
الناس على ُ مني ،و َل َ
العرب إلاَّ دخ َلته ُيقاتِ ُل
ِ بيت ِم َن
فِتن� ُة الدُّ َه ِم ُك َّلما ِق َيل انقط َعت عا َدت حتَّى ال يبقى ٌ
ح�ق ُيقاتِ ُل أم على باطِ ٍل ،فال يزال�ون كذلِ َك حتَّى يصيروا إلى
فِيه�ا ال يدري على ٍّ
َ
إيمان في�ه .فإذا هما س�طاط نِ ٍ
ف�اق ال ِ إيم�ان ال نِ َ
فاق فيه ،و ُف ٍ ِ
س�طاطُفس�طا َطين ُ :ف
. ((( الدج ُال ال َيو َم ِ
أو الغدَ » قارب َّ
َ اجتمعا
�يخ الس�هارنفوري ِ
رح َمه ال َّل ُه في الش َ تحديد زمنِها إلاَّ َّ
أن َّ ِ اختل�ف ال ُعلما ُء في
َ ِ
وق�د
تفسير َّ
ِ
تحديدها مرحل ًّيا فقد رب َطها أقرب إلى الت ِ
َّوفيق في ِ
المجهود « َ » 5: 89 ِ
حاشية ِ
السهارنفوري كان َ بذل
لفتنة السراء الخ ِ
الفة ريطانية ِضدَّ ِ ِ سلمين والح ِ
كومة البِ مراء الم ِ بعض ُأ ِ ِ شترك َبي َنِ الم ِ ِ
ُ ُ العمل ُ بمرحلة
ونخرتها ُّك ظواهر التفك ِ ِ برزتثمانية ،بعدَ أن َ ِ ِ
الدولة ال ُع َ
آنذاك في اإلسالمية المتم ِّث ِ
لة ِ
َ ُ ُ
س�لمين العرب والم ِ ِ ِّح�اد والتر ِّقي ،ووج�دَ ُزعما ُء وجمعي�ة االت ِ ِ مؤام�رات الدُّ ونَم ِ
�ة ُ
ُ َ
ببعضهم إلى تبنِّي القة بين الرعايا ِمما حدا ِ الع ِ إفس�اد ِ
ِ تعمل على الفة ُ أنفس�هم أمام ِخ ٍ
َّ َ َ َ َ
اس�تثمر الغرب ُّيون ثمانية ِ ،
وقد ِ ِ
الدولة ال ُع صال عن ِ
ق�رار واالنف ِ ِ ِ
العربية الخ ِ
الف�ة ك�رة ِ فِ ِ
َ
عمارية ،وأغرقوا ِ َوظيفها لصالحِ سياس�تِ ِهم االس�تِ القلق َة واس�تفادوا ِمن ت ِ هذه الحال َة ِ
ُ
اإلسالمي الحك ِم نقض ِ ِ ِ العرب والمس�لمين بالو ِ
ِّ قرار ُ الكاذبة واستدرجوهم إلى عود ُ ُ َ
ِ
األتراك ِ
شترك: الم س�مى بِ ِ المجتم ِع ِ ُك ِّله
العدو ُ ِّ واإلسلامي ضدَّ ما ُي َّ ِّ العربي
ِّ بتحريض ُ
ترتب على ذلِ َك ِم َن ِ ِ
بار عالقة الدولة ال ُعثمانية بالدولة األلمانية ،وما َ
ِ ِ واأللم�ان ،بِاعتِ ِ ِ ِ ِ
األمر ِمن ك ُِّل ٍ ول األُ ِ لفاء والدُّ ِ غالل الح ِ ِ
است ِ ُ
تجاوزنا تفسيرنا وربية لهذا ِ
وجه .
الذي قدمناه في
ِ
وتفسيرها « ،التليد والطارف» ِ
للمرحلة ِ
البعض فهم ِ تفس�ير َّ
الش�يخِ ويبدو َّ
الس�هارنفوري لم ُيواف ْق َ
ِّ َ أن
وربطنا الموضوع
كله باألصل
ِ
الساعة» عن التاريخي لمسيرة ِ
وأشراط تن أحاديث ِ
الف ِ ِ ِ
وسوعة ف ِك ِ
تاب « َم وقال ُمؤ ِّل ُ
((( سنن أبي داو َد (َ ، )4244
المرحلة صحيح . ِ
الحديث ص : 54إسنا ُده ِ
درجة
ٌ
219
ِ
الجارحِ ِ
وتخريجه والكال ِم الحديث ُك ِّله وفي ِ
س�نده ِ الطعن فيِ البعض إلىبل ونحى ُ
المرحلة وما جا َء فِيها ،ولِهذا فقد تجاوزنا هذا ِ تفسير
َ في َم ِن اعتمدَ ه ونق َله وبنى ع َل ِيه
السهارنفوري
ُّ فسر بِه َّ
الش ُ
يخ حول ما َ والطار ِف» َ ِ ِ
«التليد التعليل الذي اعتمدنا ع َل ِيه في
َ
ِ
المرحلة َ ،
دون ِ
لمس�يرة التاريخي ِ
األص�ل وضوع ُك َّله بِ الم ِ
ِّ َ معن�ى الحدي�ث ،وربطن�ا َ
الهدف فس�دُالف ي ِ
ف ويحو ُل األمر إلى اختِ ٍ واق َ ويؤزم الم ِ ِ ِ
َ ُ َ ِّ النفوس ِّ ُ َ َ ثير
التع�رض لم�ا ُي ُ
ِ
لمراح ِل . التاريخية لِ
ِ الق ِ
راءة الشرعية في ِ
ِ األسمى ِم َن المعاني
ِ
العرب َ
كان جاز و َغ ِيرها ِمن بِ ِ
الد الح ِ الدائر في ِ
ِ الش�عبي ِ
الحماس أن ُمس�توى كما يبدو َّ
ِّ
ِ ((( ِ ِ ِ ِ الش ِ التأثير العام في ال ُع ِ
المدَ ونمة
عور السائد ضدَّ الخالفة ُ لوب بِ ُحك ِم ُّقول وال ُق ِ ِ ِّ أقرب إلى َ
ِ
درجات َ
آنذاك في أعلى جازي كان الش�ارع ِ
الح المتر ِّد ِية ،بل َ ِ ِِ َ
ُّ ُ آنذاك ،ومواقفها السياس�ية ُ
ِ
الشريف ُح َس ِ ِ ِ ِ وري ِضدَّ ِ
ين و َمن معه . جانب ِّحادية إلى السياسة االت غليانه ال َّث ِّ
ِ
الحالة نموذجا َع ِن الجوادي في ترجمته للسيد محمد الدباغ حم ِد
ً ِّ صو ُر لنا د ُ .م َّ و ُي ِّ موقف الشارع
ِ ِ ِ ِ الحجازي
فيقول ص: 26 ُ عبدالجب�ار (((، آن�ذاك في مك َة وجد َة نقلاً َع ِن األُس�تاذ ُع َ
مر َ الس�ائدة والحالة السائدة
الحجازيةِ الناش�ئة ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
فمظاه�ر ال َّثورة في الحج�از كانَت مظاه َر عميق َة التأثير في ن ِ
ُفوس ِ آنذاك في مكة
ُ
وجدة
العرب تترى ع َل ِيه ِمن ِ ورة ،وكانَت ُوفو ُد ُث ِ
�وار عق َ�ل ال َّث ِ
ج�از كانَ�ت م ِ
َ الح َ ذاك ،لأِ َّن ِ إذ َ
جاز ِ
تزدح ُم بها الح ِ أبناء ِلح�رب ِمن ِِ العربية ،وكانَت مواكب المتطوعين لِ ِ ك ُِّل البِ ِ
لاد
ُ ُ
وكان الش�باب مدججا بِالسلاحِ يس�ير في ُق ٍ ِ ش�وارع المدُ ِن ِ
ٍ
وحماس ، وة ُ ُ ُ َّ ً َ جازية ، الح ِ ُ ُ
ِ
الحرب رف ع َليهم ،وموسيقى الوطنية ،وكانَت األعال ُم تُرفِ ُ ِ ِ
العربية ِ
باألناشيد ويهزج
ُ
220
ورة ِمن ِحجاز ِّيين وسور ِّيين وعراق ِّيين
وكان خطباء ال َّث ِ
ُ َ الثائرة الم ِ
ثيرة ، ُ
ِ ف بألحانِها ِ
تعز ُ
ِ ِ ِ
ف،ش�ر ُللجماهير ما هم فيه من حاض ٍر ال ُي ِّ
ِ ص�ورون
يقف�ون في الس�احات العا َّمة و ُي ِّ
ِ
باألمجاد . عريق ،وتاريخٍ حافِ ٍل
ماض ٍ ٍ كان لهم منوينتقلون بأذهانِهم إلى ما َ
دة ِ :من ال َّث ِ
بدائل متعدِّ ٍ يقول ص : 27ولم يك ِ
ورة على ُظل ِم َ يار سهلاً َبي َن َ ُ ُن َ
الخ ُ ُث َّم ُ
الخ ِ
الفة ،وساموا دولة ِ مور في ِ األتراك واالتِّحاديين الذين سيطروا على مقدَّ ِ
رات األُ ِ ِ
ُ ِّ
ِ
األوربية الكُبرى في ول تدخ ِ
لات الدُّ ِ ِ
والضيق بِ ُ الكثير ِم َن ال ُّظل ِم ؛ األقالي�م العربي َة
َ َ
علي الذي قا َد َث�ور ًة عربي ًة على �ين ِ ِ
للش�ريف ُح َس ِ ِ ِ ِ
بن ٍّ واالنتصار العربية ؛ المس�ألة
المتمثِ ِل
الفتي ُ
ِّ
صار لالت ِ
ِّجاه نفس�ه ،واالنتِ ِ الثائر ِ األتراك ؛ ُثم ال َّث ِ
ورة على هذا ِ َّ
ِ ُحك ِم
ٍ
توالية . ٍ
نجاحات ُم عود ِ
رح َمه ال َّل ُه الذي ح َّق َق آل س ٍ
ِ ِ المل ِك ِ زحف ِِ
العزيز ُ عبد في
يصف
ُ م�ري قدمة ِكت�اب «لورنس ..الحقيق� ُة واألكذوب ُة» لصبحي ِ
الع وف�ي م ِ
مؤلف كتاب (((
ِّ ُ ُ
«لورنس كما
عرفته» وقائد ((( قائ�د عس�كري عاصر ع�دة مراحل تاريخية ،ولد بدمش�ق وتخرج بمدرس�ة ضباط الصف
جيش الثوار
1915وحضر معارك غزة وبئر الس�بع في الجيش العثماني على البريطانيين ،لحق بالثورة
العرب يصف
العربي�ة ع�ام 1917م ،ث�م كان م�ن ق�ادة الجيش ،ش�هد موقعة ميس�لون ،وراف�ق الملك
الوضع القائم
فيص�ل بن الحس�ين في خروجه من دمش�ق .واس�تقر ف�ي ش�رقي األردن 1921وكان من
مؤسسي الجيش العربي األردني .
221
فقال :إذا ح َّللنا ِ
الش�ريف إلى ما ال ُبدَّ منه َ دفع بِ المؤ ِّل ُ ِ
�ف حقيق َة الوض ِع القائ ِم الذي َ ُ
إلعالن َثورتِه على الس ِِ الح َس ِ ِ ِ
لطان ُّ �ين واألس�باب والعوام َل التي دف َعت َُ َ
األحداث
ومية ِ
ترج ُع يقظة َق ٍ
س�بب ش�خصي ،فقد كانَت ال َّثور ُة عربي ًة نتيج ًة لِ ِ ٍ أي ال ِ ِ
ٍّ نجدُ فيها َّ
ش�ار م ٍ ٍ ِ ٍ ٍ ِ
َ
وكان جيل ، تزايد جيلاً بع�دَ ٍ إل�ى ثالث أجي�ال تعاق َبت بِ ُخطوات بطيئة وانت ٍ ُ
العالمي�ة األولى واعتلى ع�د ٌد من قادتِه
ِ ِ
الحرب راف�ق ِ
بداية َ ِ
األخي�ر الذي لج ِيله�ا
ِ
ِ
ودفعها إل�ى التح ُّق ِق .اهـ إثارة ال َّث ِ
ورة أعواد المش�انِ ِق جهدُ ه ورأيه ومش�اركتُه ف�ي ِ
ُ َ
مقدمة ِ
الك ِ
تاب . ُ
�ريف
الش ُ جاز َّ ورة َقو َله :ووجدَ أمير ِ
الح ِ حول ِقيا ِم ال َّث ِ
�ف ذاتُه صَ 19 المؤ ِّل ُ
ُ وكت�ب ُ
َ
ِ
ستقبلهم ِ
العرب و ُم ف مصيري يتع َّل ُق بِ ِ
حاض ِر وق ٍلوجه أمام م ٍِ وجها
ٍّ َ َ نفسه ً علي َ ُح َسي ُن ب ُن ٍّ
تطبيق ُخطتِهم ،
األتراك لِ ِ
ُ يسير ع َليها ِ
السرعة التي ُ مع ُّ يتناس�ب َ
ُ حل س�ري ًعا ب ِمنه اًّ يتط َّل ُ
النسبة لِ ِ
لعرب أربع ًة : ِ ف بِ وق ِ
حول الم ِ
تدور َ َ
مور الرئيس ُة التي ُ وكانَت األُ ُ
ِ
والعراق . ُ
األتراك في الشا ِم -1المظالِ ُم التي يقو ُم بها
البحري . الح ِ
صار جاز من جر ِاء ِ - 2العزل ُة التي أصبح فِيها ِ
الح ُ
ِّ َّ َ
أخرجه اإلنكليز 1924التصاله بالحركة االس�تقاللية السورية ؛ فرحل إلى العراق .قاد
جيش الجهاد الفلس�طيني 1948عقب استش�هاد عبد القادر الحسيني ،وأحصي ما خاضه
من المعارك فكان 41معركة.
تلق�ى أربعة أح�كام باإلعدام :من األتراك االتحاديين عندما لح�ق بالثورة العربية ،ومن
الفرنس�يين عندم�ا قاتلهم مع العصابات الس�ورية ف�ي البقاع والحولة ،وعندم�ا قاتلهم في
ثورة ، 1925والرابعة 1956بتهمة العمل للوحدة مع العراق .توفي بدمشق 1973م .له
«مذكرات عن الحركة العربية» مخطوط عند أس�رته بدمشق في عشرة أجزاء ،وله «لورنس
الحقيق�ة واألكذوب�ة» مطب�وع .اه�ـ « مختصر األعلام» الزركل�ي « . » 166 : 6والكتاب
األخير هو ما نقلنا عنه هنا ،وقد طبع بعدة أسماء منها «لورنس كما عرفته» .
222
ِ
االمتيازات التي ِ
القضاء عل�ى ُ
األتراك في ش�رع فيه علي الذي ُ ِ - 3
َ النش�اط الف ُّ
ِ
ثمانية . ِ
الواليات ال ُع لج ِ
عله كباقي جاز ِ يتمتَّع بِها ِ
الح ُ ُ
ين ِ
الع ِ طر ِ ُ
راق والشا ِم . ف على أراضي ال ُق َ يزح ُ
اإلنكليزي الذي َ
ُّ االحتالل -4
َ
إعالن ُ
األتراك ق�ر َر واألتراك َ ِ
ِ الش ِ ش�ك ِ
لة َبي َن َّ أن تفجير الم ِويبدو َّ
رفض الشريف كان عندَ ما َّ �ريف َ ُ
حسين إلعالن ِ ِ
س فيما سمي فيما بعد بالحرب العالمية األولى (1914م) مع ألمانيا، المقدَّ ِ
الجهاد ُ
الجهاد من منبر
الحرم كان بداية المس�ج ِد الحرا ِم في م َّك َة
ِ اإلسلامي من ِم ِ
نبر ِّ ُ
اإلعالن على العال ِم ذاع هذا
على أن ُي َ
تأزم العالقة مع
ِ ِ إعالن ذلِ َك َ
َ س�ل ِمين لِ ِق ِ
داعين الم ِ
االتحاديين رغبات تحقيق قبل تال الحلفاء ،ور َف َض ُ
الح َس�ي ُن ُ
أنور باش�ا ِ ،
فلقي ع َليها جوا ًبا �روط بِ ٍ
برقية إلى ِ ٍ �ريف ُ
كش الش ُ العرب والتي أرس� َلها َِّ
�ين ف�ي ِ
أواخ ِر آب الح َس ِ ِ هذ ٍ
غي�ر ُم َّ ِ
مع ُ اإلنكليز ُمفاوضاتهم َ
ُ ب ،وبعدَ ها ب�دأ قاس� ًيا َ
وموق ِ
ف ِ ِ
ثمانية الخ ِ
الفة ال ُع مس�ألة ِ
ِ ُ
البحث في 1915م .اه�ـ ص . 23-20وقد بد َأ
بدء البحث في ِ
الحميد الثاني 1909م . لطان ِ
عبد العرب ِمنها بعدَ خل ِع الس ِ
ِ
مسألة الخالفة
ُّ
وموقف العرب
ف المواق ِ
ِ ِ
وإحراج �ن العواطِ ِ
ف �ريف بعيدً ا َع ِ
الش ُ ُ
الحديث َّ قر ُره َّ
أخطر ما ُي ِّ
َ ولع�ل
منها بدأ بعد
ِ
مرحلة السياس�ي َبي َن ِ
الفصل ِ
نجاح ِ
التاريخية التي تَر َّت َبت على ِ
جريات الم
عزل السلطان ِّ خط�ور ُة ُ
عبدالحميد
قبلالم ْج َه َض ِة َ ِ ِ ِ ِ
اإلسلا ِم و َبي َن مرحلة الخالفة العربية ُ قرار ِ حام ِ
لة ِ ثمانية ِِ الخ ِ
الفة ال ُع ِ
1909
ِ ِ ِ يد ُخ ِ ِوالدتِها على ِ
ص التاريخية َّ
تتلخ ُ جريات المدَ و َن ِم ُ ،
والم السياس�ي ُ
ِّ الدجل براء
ِ
لمرحلة ُمهدُ ِ الس�ر ِاء ،ومرحل ُة ِ ِ ِ ف�ي ك ِ
الس�راء ت ِّ
َّ َّ لمرحلة ُمهدُ
األحالس ت ِّ مرحلة َ�ون
البكماء الصم ِ
ِ ِ تنة الرابِ ِ
الف ِ لمرحلة ِ
ِ ِ ِ
اء، َّ العمياء عة الدُّ َهيماء ،ومرحل ُة الدُّ َهيم�اء ت ِّ
ُمهدُ
دجالي ٍ
هدف خ ِ
دمة تنطل ُق لِ ِ
واح ٍد ،و ُك ُّلها ِمس�تثم ٍر إبليسي ِ ِ ِ
رصيد تصب في و ُك ُّلها
ٍّ ٍّ ُّ
مؤمنًا و ُيمس�ي كافِ ًرا حتَّى والعل ِم» ..يصبح الرج ُل فِيها ِ
ُ ُ
�د في ق�راري «الحك ِم ِ
ُ َ
واح ٍ ِ
223
عن الهوى « : mفإذا َ
كان ذاكُم يقول َمن ال ينطِ ُق ِ
عة ُالمرحلية المتتابِ ِ
ُ
ِ ِ
المسيرة هذه
واية « :فانتظِ�روا الدج َال ِمن ي ِ
ومه أو الغد» .وفي ِر ٍ
أو ِ�ال ِم َن ال َي�و ِم ِ
الدج َ ِ
َ َّ ُ فانتظ�روا َّ
ِمن ِ
غده»(((.
ِ
اإلخالص أكثر صدق� ًا وإخالص ًا في قضيتِ�ه ،وبهذاالش�ريف حس�ي ٌن َ
ُ ور َّبما كان
ُ السياسة العالمية
ِ ِ ِ أكثر استثمارا
لما رآه الزم ًا من الحالة
العالمي ولو مؤقت ًا ّ
ِّ المس�اند وجود والصدق كان البد له من للصراع من رؤى
ِ
لألمر ِ
العالمية كان�ت أكثر احتوا ًء ِ
السياس�ية ِ
الحركة الت�ي بلغت إليها ،ولك ّن مس�ير َة شيوخ العشائر،
ويدل عليه التمعن
ِ
االنجليز ِ
أسلوب صياغة وتطبيع ًا للصرا ِع واس�تثمار ًا لهُّ ،
ويدل على ذلك التمع ُن في في صياغتهم
ِ
القارئ للرسائل فيما بينهم وبين الشريف ،وقد اخترنا منها مجموع ًة منتقاة ِ
إلطالع ِ للمراسالت،
ويضاف لذلك
ٍ
مس�ألة أخرى عل�ى الحال�ة الصعبة آن�ذاك((( ،والوضع القل�ق المؤلم ..إضافة إلى انعدام بعد النظر
ِ
القادة ِ
العديد من السياسية لألمور ،فهذه المسأل ُة كانت لدى ِ ِ
النظرة وهي قصور ِ
بعد
لدى القادة
ُ والعلماء آنذاك
ٍ الضع ِ ِ ِ ِ
بمكانة ،وخاص ًة فيما ُ
يتعلق ف والعلماء ـ وهم َح َم َل ُة َق َر ِار الحك ِم والع ْل ِم ـ م َن َّ ْ
ِ
المنطقة . ِ
الشيطانية في وأبعاد سياستِهمِ بقراءة أطما ِع المستعمري َن ِ
ِ
العربية ِ
البلاد ِ
والعلماء ف�ي ِ
الق�ادة أصابت ع�دد ًا كبي�ر ًا م�ن وه�ذه الحال� ُة ق�د
ْ
224
ِ
والثقافية ِ
اإلدارية الغربي دول َة اإلسال ِم ومؤسساتِها ِ
اختراق العال ِم ِ
واإلسالمية منذ
ِّ
ٍ
خطيرة على ٍ
كظاه�رة واإلسلامي مس�تمر ًة العربي ِ
الوطن وظل�ت في
ْ ِ
والفكري�ة .
ِّ ِّ
العرب والمسلمين ُح ْس ُن الظ ِّن ِ مراحل التطبي ِع االستعماري ،حتى بلغ لدى ِ مدى
ِ
السذاجة المطلقة ! ِ
ورموزها إلى حدِّ بالسياسة الغرب ّي ِة
ِ
العسكري ِ
االستعمار ِ
سياسة الغربيون من ِ
بسط َ ِ
السذاجة تمك َن المهندسون وبهذه
السذاجة السياسية ِّ
لحملة قرار
الحكم والعلم
االس�تعمار في الش�عوب و َغ َر َس
ُ ترس َ
�خ العلمان�ي ،ثم فيما بعد ذلك َّ
ِّ الثقاف�ي
ِّ ث�م
مكنت األعداء ترتب عليهما من ِ
بالعلمنة ثم العولمة وما فأفكاره وسياستَه لِ َينْت َُج عن ذلك ما ُع ِر َ
َ َ
من النجاح ِ
ِ
والثقافة. ِ
التربية والتعلي ِم ِ
اإلسالمية وإفرا ِغ محتواها من ِ
الثوابت احتواء
ِ
المن�دوب الس�امي البريطاني على ِ
لكت�اب أدل عل�ى ذل�ك م�ن قراءتِن�ا
ولي�س َّ
ِ
المش�ار إليها ِ
الحالة ِ
مطابقة ِ
العرب) ،م�ع ِ
جزيرة ُ
(مل�وك عدن جاكوب المس�مى
المؤكدة حال َة المس�لمي َن الغثائي َة ِ ِ
الس�اعة ِ
أحاديث عالمات ِ
بنصوص ِ
الكتاب ف�ي
صفة (االس�تتباعِ) ،كما هي في حديث « َل َتتَّبِ ُع َّن َس�نَ َن َم� ْن ك َ
َان َق ْب َلك ُْم المؤدي� َة إلى ِ
وذراع� ًا بِ ِ
ِ ِ ِ
زالت ه�ذه الحال ُة المرضي� ُة جاثم ًة على �ذ َرا ٍع »..إلخ .وال ْ ش� ْبر ًا بِش� ْب ٍر َ
يقضي
َ أن وبعض َح َم َل ِة ِ
قرار الحك� ِم والعل ِم إلى اليو ِم وإلى ْ ِ ِ
األمة بعمومها ِ
عق�ول
كان مفعوالً.
ال ّل ُه أمر ًا َ
المرحلة ِم َن
ِ السر ِاء بِهذه ِ ِ
الس�هارنفوري رحم ُه ال َّل ُه فتن َة َّ
ُّ يخالش ُ
فس َ�ر َّ
لت :وكما َّ ُق ُ
معاهدات
مع الحماية وتَدَ ُّخل العدو ذاتَه قد َ س�لمين؛ َّ الد الم ِ قرار اإلسلا ِم وبِ ِ
الس ِّ�ر ِية على ِ ِ
فعل َ َّ فإن ُ المؤامرة ِّ ُ
الكفر في بِالد بعض الحكَّا ِم واألُ ِ
نقضالس ِّر لِ ِ ٍ ِ
القبائل والسالطين عدَّ َة ُمعاهدات في ِّ ِ ِ
ومشايخ مراء ِ ُ
المسلِمينُ
ثمانية ِ ،
ومنها ما فع َلت�ه َدولة بِريطانيا ِ كومة الدَّ ِ
ول�ة ال ُع ِ كان ُم َبرم� ًا َبينَهم و َبي� َن ُح
م�ا َ
225
َ
آنذاك، ِ ((( ِ
ومش�ايخه وسلاطينه ِّفاقات مع و ِ
جهاء جنوب اليمن ٍ ٍ
عاه�دات وات ِمن ُم
َ ُ
وغيرها ،وتمكنَت ٍ
ونج�د ِ والخليج والكُو ِ
يت ِ ِ
وأش�باههم في ُع َ
م�ان وم�ع أمثالِهم
َ َ
اإلسال ِم العام ِة في ِ
ولة ِ ِ
الوالء السياس�ي لدَ ِ الس ِّ�ر ِية ِمن ِ ِ
أفسد َّ ِّ تغيير المعاهدات ِّ بِهذه ُ
المؤ ِّد ِية إلى ما ُع ِر َفـ ِ ِ ِ السياسية إلى ٍ
والء مب َّط ٍن لِدَ ِ
ولة الك ِ ِ ِ
ُفر و َقبول حمايتها ُ ُ مراحلها
فيما بعدُ ـ بِاالستِ ِ
عمار((( .
ِ آنذاك ليس فِيها أكثر ِمن ِ
الخ ِ وربما كان ِ
حس�ب
َ الس�ائد يار ُ َ َ َ َت ال ُّظ ُ
روف و ُمجرياتُها ُ َّ العبارات
ِ ِ ِ ِ المعسولة في
وقع
األمر عندَ هذا الحدِّ ،وإنَّما َ ِ
العش�ائر العربية ،ولم يقف ُ الحكَّا ِم ُ
وش�يوخِ وعي ُ ِ المراسالت مع
عمار بعض الع ِ
وأه�ل الفتوى َ
دون ِ لماء ُ مصلحة االس�تِ ِ ُ ِ �ن لِالمب َّط ِ ِ
العمل ُ
في ِش ِ
�باك الهدايا وعرابين
ِ الصداقة هي
األمر في�ظ ِم ُثل ه�ذا ِ الح ُ المتآمري�ن ،و ُي َ
ِ ِ
وخدع�ة األع�داء ُ األم�ر ُ ِ ِ
ط�ورة ِ
إدراك ُخ شباك الخداع
ِ دة لز ِ
ين وشرف الدِّ ِ ِ
العرب عماء مج ِ ُ الم ِّ
ِ الرسائل واختِ ِ ِ ِ
يار عباراتها المعسولة ُ ِ ِص ِ
ياغة
الهاش ِ
�مية ِ الخ ِ
الفة منهج ِ ِ ِ
وإحياء ِ
اإلسلامية ِ
الوحدة وحاج�ة األُ َّم ِة إلى
ِ اإلسلامي
ِّ
العربية الممج ِ
دة ِ ِ
الردود العربي ،وفي الحك ِم ور ِ
عماء ِالتي صدَّ َقها بع�ض الز ِ
ُ ِّ ِّ جال ُ ُ ُّ
ولة بِريطانياالوفاء ِمن د ِِ اس�تدرارا لِ ِ
طلب ِ
والشهامة وشرف الع ِ
روبة ِ ين اإلسلا ِم لِ ِد ِ
َ ً ُ
ووكالئها .
ُ
((( لالس�تزادة انظ�ر كتابنا «الط�رف األحور في تاري�خ مخالف أحور» حيث طبعن�ا منه الجزء
األول ،وفي�ه تفصيل واف ووثائق ومعاهدات ش�تى تغطي ه�ذا الجانب ،عرضت تاريخيا
كوثائق عن المرحلة .
((( انظ�ر ملحق الوثائق آخر الكتاب :نماذج من مؤامرة (فتنة الس�راء) المقررة في فقه عالمات
الساعة .
226
وثائق بريطاني ٌة « » 637 : 1 ِ
اإلنكليز ،الصفحة األولى ،عن « مع ِ ِ ِ
ُ لبعض ُمراسالت الشريف َ نموذج
ٌ
227
وثائق بريطاني ٌة « » 638 : 1 ِ
اإلنكليز ،الصفحة الثانية ،عن « مع ِ ِ ِ
ُ لبعض ُمراسالت الشريف َ نموذج
ٌ
نص الرسالة :بسم الله الرحمن الرحيم ،إلى صاحب األصالة والرفعة وشرف المحتد ساللة
بيت النبوة والحس�ب الطاهر والنس�ب الفاخر دولة الش�ريف المعظم السيد حسين بن علي أمير
228
مكة المكرمة قبلة اإلسالم والمسلمين أدامه الله في رفعة وعالء.
وبعد فقد وصلني كتابكم الكريم بتاريخ 24ذي الحجة س�نة 1333وس�رني ما رأيت فيه من
قبولكم إخراج واليتي مرسين و َأ َضنَه من حدود البالد العربية.
وقد تلقيت أيضا بمزيد من السرور والرضى تأكيداتكم أن العرب عازمون على السير بموجب
تعاليم الخليفة عمر بن الخطاب ؤ وغيره من السادة الخلفاء األولين ..التعاليم التي تضمن
حقوق كل األديان وامتيازاتها على السواء.
ه�ذا وف�ي قولكم :إن الع�رب مس�تعدون أن يحترموا ويعترف�وا بجميع معاهداتنا مع رؤس�اء
علم منه طبع ًا أن هذا يشمل جميع البالد الداخلة في حدود المملكة العربية ألن العرب اآلخرين ُي ُ
حكومة بريطانيا العظمى ال تستطيع أن تنقض اتفاقات قد أبرمت بينها وبين أولئك الرؤساء.
أما ش�أن واليتي حل�ب وبيروت فحكومة بريطاني�ا العظمى قد فهمت كل ما ذكرتم بش�أنهما
ودون�ت ذلك عندها بعناية تامة؛ ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنس�ا داخلة فيهما فالمس�ألة ّ
تحتاج إلى نظر دقيق ،وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب.
إن حكوم�ة بريطاني�ا العظم�ى كم�ا س�بقت وأخبرتك�م مس�تعدة ألن تعط�ي كل الضمان�ات
والمساعدات التي في وسعها إلى المملكة العربية ولكن مصالحها في والية بغداد تتطلب إدارة
ودية ثابتة كما رسمتم على أن صيانة هذه المصالح كما يجب تستلزم نظرا أدق وأتم مما تسمح
به الحالة الحاضرة والسرعة التي تجري بها هذه المفاوضات.
وإننا نس�تصوب تماما رغبتكم في اتخاذ الحذر ولس�نا نريد أن ندفعكم إلى عمل س�ريع ربما
يعرق�ل نجاح أغراضكم ولكننا في الوقت نفس�ه نرى من الض�روري جدا أن تبذلوا مجهوداتكم
في جمع كلمة الش�عوب العربية إلى غايتنا المش�تركة وأن تحثوهم على نجاح هذه المجهودات
وعلى التدابير الفعلية التي يمكن للعرب أن يتخذوها إلسعاف غرضنا عندما يجيء وقت العمل
تتوقف قوة االتفاق بيننا وثباته.
وفي هذه األحوال فإن حكومة بريطانيا العظمى قد فوضت لي أن أبلغ دولتكم أن تكونوا على
ثقة من أن بريطانيا العظمى ال تنوي إبرام أي صلح كان إال إذا كان من ضمن ش�روطه األساس�ية
حرية الشعوب العربية وخالصها من سلطة آل عثمان واألتراك.
ه�ذا وعربون� ًا على صدق نيتنا وألجل مس�اعدتكم في مجهوداتكم في غايتنا المش�تركة فإني
مرسل مع رسولكم مبلغ عشرين ألف جنيه.
وأق�دم ف�ي الختام عاط�ر التحي�ات القلبية وخال�ص التس�ليمات الودية مع مراس�م اإلجالل
والتعظي�م المش�مولين بروابط األلفة والمحبة الصرفة لمقام دولتكم الس�امي وألفراد أس�رتكم
تحريرا في 8صفر 1333 المكرمة مع فائق االحترام.
المخلص نائب جاللة الملك بمصر
السيد آرثور هنري مكماهون
229
ِ
اإلصالح التي نادى وخ ِد َع بِدعوى
اغتر ُ
َّ
((( بل َّ
إن َش َ
يخ اإلسال ِم ُمصطفى صبري شيخ اإلسالم
ِ الخليف�ة ِ
ِ مصطفى صبري
الحميد لم�ا كان نائب ًا في عبد عزل ِ
إق�رار َ به�ا « االتحادي�ون » فش�ارك في وكتابه «الرد على
ِ
ومجيء «الكماليين» ِ
رحيلهم ِ
األم�ر وبعدَ ِ
مجل�س «المبعوثان» ُث َّم لما تب َّي َن حقيق َة منكري النعمة من
الدين والخالفة
نكري الن ِ
ِّعمة َّف كتابا سماه «الرد على م ِ َ ن وص أتاتورك ِ
مخططات ِ
كش�ف في اجتهدَ
ُ ُّ َّ ً واألمة»
وكشف
َ أتاتورك وأساليب ِخ ِ
داعه ، َ كشف سياس َة َ والخالفة واألُ َّم ِة» وفيه
ِ ِم َن الدِّ ِ
ين
َ
ِ
األوان .كان ِ
ف�وات الفة؛ ِ
ولكن بعدَ الخ ِ ول�ة ِ
ُحاك ِضدَّ د ِ ِ
ؤام�رات التي كانَ�ت ت ُ الم
َ ُ
الش�يخ مصطفى وقت العزل نائب ًا في مجلس المبعوثان ثم عين في عهد الس�لطان
عبدالمجيد الثاني آخر الخلفاء العثمانيين((( شيخ ًا لإلسالم.
ِ
ثمانية ،ويت َِّض ُح الخ ِ
الفة ال ُع جانب ِ
ِ ِ
الشريف ُح َس ٍ
ين إلى ف كان ِ
موق ُ وفي البداية فقد َ
((( عي�ن الش�يخ مصطف�ى صبري نائب� ًا عن مدينة توق�اد ع�ام 1908م ،وكان نائب�ا في مجلس
المبعوث�ان ع�ام 1909حين عزل الس�لطان عبدالحميد ،ثم عين ش�يخ ًا لإلسلام في عهد
عبدالمجي�د الثاني آخر الخلفاء ،ف�كان آخر من تقلد هذا المنصب قبل إلغاء الخالفة ،وقد
كرس جهوده في فضح مخططات االتحاديين فسجنوه ثم تفرغ لفضح مخططات أتاتورك
وأص�در صحيفة تركية لذلك ،ثم تم نفيه واس�تقر به الن�وى في مصر وفيها ألف كتابه «الرد
عل�ى منك�ري النعمة» وطبعه في لبنان قبل إلغاء الخالفة بعام واحد ،ثم لما ألغيت الخالفة
تبين للمخدوعين من المسلمين صدق ما أخبرهم به شيخ اإلسالم ،وبقي في القاهرة حتى
وفاته عام 1954رحمه الله تعالى.
((( كان المفت�ي وق�ت عزل الس�لطان عبدالحميد هو الش�يخ نوري أفندي وق�د رفض التوقيع
على فتوى الخلع وأحال األمر إلى ش�يخ اإلسلام ضياء الدين أفندي الذي رفض أيض ًا ثم
وقعها بعد تهديده بقتل الس�لطان عبدالحميد إذا لم يوقعها .وكان االتحاديون قد قاموا من
قبل بذبح س�لطان سابق وهو الس�لطان عبدالعزيز عم السلطان عبدالحميد في قصره بقطع
ش�رايين زنده ثم أش�اعوا أنه انتحار« .الس�لطان عبدالحميد الثاني ،حياته وأحداث عهده»،
ألورخ�ان محم�د علي ص ، 280-279والكت�اب مزود بالمراجع والوثائ�ق التركية ،دار
النيل ،الطبعة األولى .2008
230
�لطان لحج ،ففي رس�التِه لإلمام ِ ِ
رس�ائله إلى اإلما ِم َيحيى وإلى ُس ِ
خالل ذلِ َك ِمن
بعير .وفي ِكتابِه
قال ٍ سلمين حتَّى بِ ِع ِ
ُ
ِ
خليفة الم ِ ِ
تقوية وإن واجب ك ُِّل م ِ
س�ل ٍم ُ َ َيحيى َّ :
الزعامة الت ِ
ُّركية ِ تحت
سلمين َ مكان تقوي ُة س ِ
لطان الم ِ ٍ ِ
األهمية بِ وم َنلطان لحجِ :
لس ِ
ُ ُ ُ
ِ عمل نسعى إ َليه ينبغي االهتما ُم بِ ِ ِ
الوحدة أي ٍ وقبل القيا ِم بِ ِّ بِقيادة الخليفة ال ُع ِّ
ثماني َ ،
والخالف ُة» لِنِ ِ
ضال ِ «الش�ريف ُح َس�ي ٌن
ُ ُّركية .اهـ ص86الفة الت ِ
الخ ِاإلسلامية م�ع ِ
َ
ِ
العرب س�ن َة 1914م لِكَونِه�م أكثر ِ
عناص ِر ِ المومن�ي .وس� َعت بِريطانيا لِالت ِ
ِّصال بِ
َ
الناحية الدِّ ِ
ينية. ِ األتراك ِم َن
ِ أكبر ِم َن ِ
ثمانية عد ًدا ،ويتمتَّعون بِ ٍ الدَّ ِ
تقدير َ ولة ال ُع
ين بِ ِ ِ
الش�ريف ُح َس ٍ الرس�ال ُة ِمن بِريطانيا إلى ِ
عدلت بريطانيا كر تاريخ 8آب 1914م ُش َ وتضمنَت ِّ
مواقفها تجاه ِ ألماك ِن المقدَّ ِ
ِ الحسنة لِ
ِ
الحسين والعرب
إعادة وتقول :إنَّها ال ت ِ
ُعار ُض في ُ سة ، ُ الشريف على ِخدمتِه
ِ
عدة مرات خلق ِخ ٍ
الفة إمكان ِ
َ ِ
اآلس�تانة الس�فار ُة البِريطاني ُة بِ ِ ِ الخ ِ ِ
واقترحت ِّ
َ العرب ، الف�ة إلى
بحسب ما أملته
�لطان العثمان�ي إذا ما أعلن ِ
َت الدَّ ول ُة ِ الس ِ ِ العربية لِ
ِ ِ ٍ
عليها مصالحها ِّ ُ ضرب ُس�لطة ُّ الجزيرة جديدة في
واعتبرتها الخ ِ
الفة شأن ِ العثماني ُة الحرب ِضدَّ الح ِ
لفاء ُ ،ثم عدَّ َلت بِريطانيا نظرتَها بِ ِ
َ َّ ُ َ ُ
الخ ِمسألة ِ
ِ س�لمين ُ ،ث َّم عا َدت بِريطانيا لِ ُّ
لتدخ ِل في تخص الم ِ
وأشارت
َ الفة مس�أل ًة ُ ُّ ُ
ريطاني في ستش�ار البِ الم ِ
س�الة الت�ي َ ِ ِ ِ
ُّ ُ س�تورز ُ
ُ بعث بها الر إل�ى الخالف�ة العربية في ِّ
ِ عبدال َّل ِه بِ ِ ِ
تاريخ تش�رين الثاني 1914م ،وجا َء فيها :وعس�ى تأمل العبارات
الش�ريف ِ
ِ ِ
القاهرة إلى
التي تحمل والنسب ُ ،ي ِ
ِ ِ ِ ٍ يم َّن على المؤمنين بِ
ف على
العاطفة الدينية
شر ُ والحس�ب األصل عربي
ِّ خليفة ال َّل ُه أن ُ
من سياسي يومئ ٍذ
�ك يبدِّ ُل ِِ ِ
المن ََّورة ،وبذل َ ُ
ِ ِ ِ
المباركتَي�ن :بي�ت ال َّله الحرا ِم ،والمدين�ة ُ
ال ُبقعتَي�ن ُ
أوروبي ِ
والخالف ُة » . الشريف ُح َسي ٌن
ُ بخير .اهـ ص« 89الشر ٍ ر ُّب َك َّ
زال مرتبِ ًطا بِالدَّ ِ ِ ِ ِ
الش�ريف ُح َس ٍ كان م ِ
ولة �ين في ذل َك الوقت ُمت�ر ِّد ًدا ،وم�ا َ ُ �فوق ُ َ َ
الش�ريف عبدُ ال َّل ِه
ُ َ
وكان ِ
والتس�ويف ، ِ
ماطلة الرس�الة بِ ُ
الم تلك ِّ
ِ
ثمانية ،فر َّد على َ ال ُع
الخ ِ
الفة جاز بِ ِ العرب في ِ
الح ِ ِ تمس َك ٍ ِ قبل ذلِ َك
قد أ َّكدَ َ
ستوزر ُّ
َ رسالة إلى التاريخ في
231
س�نة 1914م قبل ِ ِ
العربية َ الخ ِ
الفة الش�ريف حس�ينًا ل�م يفكِّر بِ ِ وذكر َّ
أن ِ
ثمانية ، ال ُع
ُ ْ َ ُ َ َ
وف بِريطانيا ِمن �ين َخ ُ ِ
بالش�ريف ُح َس ٍ ِّصال ِ
عاودة بِريطانيا االت َ ِ
أس�باب ُم وكان ِمن
َ ،
ِ
الوالء ند الذي�ن يدينون ُروح ًّي�ا بِ اله ِ
س�لمين ف�ي ِ ِ
ثماني�ة على الم ِ الخ ِ
الف�ة ال ُع تأثي�ر ِ
ِ
ُ
ِ
الدعوة إلى إبطال ِ
تأثير َ ِ
الشريف ثماني ،فأرا َدت بِريطانيا ِم َن اتِّصالِها بِ ِ ِ
لسلطان ال ُع ِّل ُّ
تخفيف ِ
أثرها ، ِ
األقل ثماني ،أو عل�ى ُ المقدَّ ِ ِ
َ �لطان ال ُع ُّ الس
س ،التي أعلنَها ُّ الجه�اد ُ
العربية ِخ َ
الل ِ الخ ِ
الفة كرة ِ
خلق فِ ِ
الرأي فساندَ تها في ِ َّ وشاركَت فرنسا بِريطانيا هذا فكرة الخالفة
ين ِ
الش�ريف ُح َس ٍ ِ
تنصيب أن فِكر َة ِ
ثمانية ،و ُيذك َُر َّ الخ ِ
الفة ال ُع لضرب ِ
ِ س�نة 1914م ِ العربي فكرة
فرنسية ،كان
هاد دفعهم إلى ِز ِ
الج ِ ِ
إعالن ِ وف الح ِ
لفاء ِمن فِكر ٌة فِ ِرنسي ٌة بحت ٌة َّ ،
يادة االهتما ِم َ وأن َخ َ ُ المرجو منها خلق
ِ
الشريف ُح َس ٍ
ين .اهـ ص. 92 – 90 بِ بابوية إسالمية
اإلعالن ِضدَّ
ُ ِ
اإلسلامية ،وإنَّما ج�ا َء هذا ثمان لِلبِ ِ
الد آل ُع َ سلاطين ِ
ِ ِ
أعمال إن�كار
َ
ِ ِ ِ
ِ
تقديرنا احترامن�ا وعظي ِم يعلم مدى االتِّحاد ِّيي�ن ،وج�ا َء في نهاية ِرس�الته :وال َّل� ُه ُ
ِ
ثمانية .اهـ . ِ
لسلطنة ال ُع شخصكم الهمايوني السامي ولِ ِ لِ
ِّ ِّ
الش�ريف
َ ِ
اإلمارة وع َّينوا ِ
منصب الش�ريف ُح َس�ينًا ِمن
َ عزل االتِّحاديون ِ
وعندَ م�ا َ
232
َ
وكان أميرا على م َّك َة في 20شعبان 1334هـ « ُ 21ح َزيران 1916م » ـ علي َحيدر ً
ين كتا ًبا يلو ُم ِ
الشريف ُح َس ٍ حيدر إلى الشريف كتب ِ العرب بِ
ِ هد ُفهم
ٌ ُ العرب ـ َ ضرب
َ
تاب الش�ريف ُح َسي ٌن بِ ِك ٍ
ُ روجهما على الدَّ ِ
ولة ،فأجا َبه الش�ريف وولدَ ه عل ًّيا لِ ُخ ِ
َ فيه
فرضا على أصبح ً َ ِ
العرب على االتِّحاد ِّيي�ن إن ُخ َ
روج حر ٍم َ 1335
قال في�ه َّ : ف�ي ُم َّ
ُ
أعمال االتِّحاد ِّيين العرب ه�يِ أس�باب ُخ ِ
روج وأضاف َّ :
إن َ العرب والم ِ
س�لمين ، ِ
َ ُ
العربية بعدَ س ِ
قوط ِ قالل البِ ِ
الد حفظ استِ ِ
ُ هدف ال َّث ِ
ورة َ ِ
والعرب َّ ،
وإن ِضدَّ اإلسلا ِم
ُ
ِ
والخالف ُة». «الشريف ُح َسي ٌن
ُ أصبح وشيكًا .اهـ ص103 ِ
ثمانية ،الذي الدَّ ِ
ولة ال ُع
َ
اله ِ
ند ال َّثور َة العربي َة ،واعتبروها ِضدَّ عارض الم ِ
س�لمون في ِ َ وفي صَ 104
قال :
ُ
روجه ِ
الخليفة ،وأنَّ�ه بِ ُخ ِ ِ
طاع�ة الش�ريف ُح َس�ينًا ِ
خار ًجا على َ الخ ِ
الف�ة ،واعتبروا ِ
ِ
لخطر .األماكن المقدَّ س َة لِ
ِ عر َض
َ ُ َّ
علماء الشام ولة العل َّي ِة
ُص�رة الدَّ ِ
ِ وأص�در ُعلماء الش�ا ِم فتوى ِض�دَّ َث ِ
ورة ُح َس ٍ
�ين ،ود َعوا إلى ن ُ َ
وفتواهم ضد
ثورة الحسين
أمير م َّك َة الس�ابِ ِق ِم َن
الش�ريف ُح َس�ي ٌن ُ
ُ وإن ما فع َله ِ
ثماني�ة ،وج�ا َء في الفتوى َّ : ال ُع
لقرآن ولِ ُّسن َِّة
ِ ف لِحم ِد رشاد خان ُمخالِ ٌ ِ
المسلمين ُم َّ
ِ
المؤمنين إما ِم ُ روج على ِ
أمير ُ ُ
الخ ِ
لس�خط ال َّل ِه تعالى ورس�ولِه
ِ ب لإلنكليز م ِ
وج ٌ ِ ُ أن التِجا َءه النب�ي الكري� ِم ، mكم�ا َّ
ِّ
الكاذ ِبة
ِ ِ
المواعي�د مخدوع بِ
ٌ س�لمين ،وهو ونف�رة ُعمو ِم الم ِ
ُ
ِ ع َليه الصال ُة والسلا ُم
ول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه .وو َّق َع الفتوى اثنان وخمسون عالِ ًما واألضاليل الباطِ ِ
لة فال َح َ ِ
العرب في عارضها ِ
أنحاء العال ِم ال َّثورة ،كم�ا الس�ن ُّيون في ِ
ُ َ المس�لمون ُّ وعارض ُ
َ .
ِ
والخالف ُة» . «الشريف ُح َسي ٌن
ُ راج ْع ص106-105 المغرب العربي ِ .
ِ
ِّ
ِ يخ الكُو ِ بارك ابن س ٍ ِ ِ
المحمرة َثور َة وش ُ
يخ يت َ َ وش ُ �عود َ وعلى الرغ ِم من ذل َك فقد َ ُ ُ
المصدر السابِ ُق ص. 106
ُ ُح َسين في تِشري َن الثاني 1916م .اهـ .
233
الحج س�ن َة 1334هـ ُخطب ًة أ َّيد فِيها ِّ
ِ
ناسبة وخطب الس� ِّيدُ رش�يدُ ِرضا في م َّك َة بِ ُم َ الشيخ رشيد رضا
234
عل الح ِ ِ ِ واحتجت بِريطانيا وفرنس�ا على ِ
لقب ُح َس ِ
لفاء �ين الجديد ،وكانَت ر َّد ُة ف ِ ُ َّ
أمل في الح ِ
لفاء ُ
حيث لم االعتراف ،و ُأصيب حس�ين بِ َخ ِ
يب�ة ٍ ِ ِ
بالتهنئة وعد ِم تتم َّث ُ�ل
ُ َ ُ َ ُ
المصدر السابِ ُق ص. 116 جاز فقط .اهـ ملكًا على ِ
الح ِ يعترفوا بِه إلاَّ ِ ِ
ُ
طبة الجم ِ
عة بِاس� ِم ثمانية ،وأصبح الدُّ عاء في ُخ ِ
ِ س�يطرة االتِّحاديين على الدَّ ِ
ولة ال ُع ِ
ُ ُ ُ َ ِّ
ِ
الش�ريف ين س� ِّي ِدنا وموالنا ِ
العربية ُق َّر َة ك ُِّل َع ٍ ومل ِك البِ ِ
الد وأميرها ِ
ِ ِ
ش�ريف م َّك َة «
المصدر السابِ ُق ص. 119
ُ ُح َس ٍ
ين » .اهـ .
ف.ص 123بِتصر ٍ
ُّ
كبطل ُأس�طوري في الدِّ فا ِع عن أراضي تُركيا ِضدَّ الح ِ
لفاء، ٍ وبرز ُمصطفى أتاتورك
بروز مصطفى ُ ٍّ َ
كمال أتاتورك
كبطل قومي في
مقاومة الحلفاء
((( وهي ذاتها س�نة وفاة الس�لطان عبدالحميد الثاني في منفاه بالبلقان! وتجدر اإلشارة إلى أن
الذين احتلوا
اسطنبول الس�لطان عبدالحميد هو الذي عينه بإجبار م�ن االتحاديين على إمارة مكة قبيل تنحيته عن
الحكم (عام 1326هـ ـ 1908م) .
235
ف الم ِ ِ ِ ِ ُ
س�لمون م َعه يعم�ل على تَوحيد تُركي�ا والحفاظ ع َليها ،وتعا ُط َ ُ
ُ أتات�ورك َ
وكان
األجنبي ، الس�ادس الخاض� ِع لِلن ِ
ُّفوذ ِ حم ٍد ِ َ ِ ِ وأصب�ح بِ
ِّ أفضل م َن الخليفة ُم َّ النس�بة لهم َ
الشعراء ِ ، األتراك لِالحتِ ِ
ِ ِ سلمون بِورحب الم ِ
ومنهم أحمدُ وآزره ُّ ُ
األجنبي َ ،
ِّ الل مقاومة َّ َ ُ
تصر ٍف.
المصدر السابِ ُق ص 136بِ ُّ
ُ
ٍ
قصيدة له . َ
أتاتورك في امتدح
َ َشوقي ،الذي أحمد شوقي
يمتدح أتاورك في
ِ
الحرب وخال َلها ، كثيرا من أهميتِها ُق َب َ
ي�ل ِ ِ
وكانَ�ت الخالف� ُة ال ُعثماني ُة قد فق�دَ ت ً قصيدة له
َ
وترك أتاتورك في أنقرة هو الذي يدير أمر الدَّ ِ
ولة ، َ ِ
رئاسة الوطني بِ المجلس وصار
ُ ُ َ ُّ ُ َ
ِ
المجيد ترش�يح ِ
عبد ِ ُ
أتاتورك على الفة ِ ،
وعم َل الخ ِ
منصب ِ الدي�ن ِِ ُ
�لطان وحيدُ الس
َ ُّ
اعتباره خليف ًة لِلم ِ
س�لمين وخاد ِم الحر َمين الشري َفين . ِ ِ
العزيز ،وو َّق َع وثيق ًة بِ بن ِ
عبد ِ
ُ
ف. المصدر السابِ ُق ص 142 ، 137بِتصر ٍ
ُّ ُ
236
الخ ِ
طبة ين في ُ لمل ِك ُح َس ٍ ين ،وكذلِ َك في الجمعتَين التاليتَين ،وسمع الدُّ عاء لِ ِ ُح َس ٍ
َ َ ُ ُ
الطائف في الخميس 1الخليفة المخلوع ِ ِ
الدين إل�ى َ
وانتقل الخليف ُة وحيدُ ِ
لخليفة ، ولي�س الدُّ ع�اء لِ
ُ َ
يغادر إلى مكة ثم آذار 1923م ،وأق�ام به�ا أيام�ا ُث�م ع�اد إلى م َّك َة ِ
إلى سويسرا
س�افر في 1
َ ومنه�ا إلى ِجد َة ُ ،ث َّم َ َّ َّ ً َ
ِ
غادرة ين ُق َب َيل ُم لطان وحيدُ الدِّ ِ
الس ُ ِ ِ ِ ِ ِ رمضان 1341هـ بِ
اعتبار اعتالل صحته ،وأعل َن ُّ
ِ
العالمية ِ
الحرب عرض وض ِع تُركيا ِخ َ
الل اإلسالمي جا َء فيه ُ منشورا لِلعال ِم جاز ِ
الح ِ
ِّ ً
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
�لطان عن وس�يطرة االتِّحاد ِّيين على الدَّ ولة ،ودفا ِع ُّ
الس ،و ُظروف تو ِّليه الخالفة َ ،
مل ِك
كر لِ ِ
المنشور بِ ُش ٍ الخ ِلقضاء على ِِ وسعي مصطفى كمال لِ ِ
َ وضم َن
َّ الفة . ِ ُ نفسه ،
الد المقدَّ ِ
سة وتوجه نحو سويسرا. وأهله في البِ ِ
ِ جاز على ضيافتِه ِ
الح ِ
ُ
يتن�ازل له ِ
عن َ الدي�ن ؛ لِ
ِ ِ
وحيد ِ
�لطان الس َ إن ِ
المل َ ِ
وق َ
ي�ل َّ :
ضغ�ط على ُّ �ك ُح َس�ينًا
المصدر السابِ ُق رجاعها ِ
لنفس�ه . ِ طالبة باس�تِ
رفض ،وأصر على الم ِ الفة ِ
ولكنَّه َ الخ ِ ِ
ُ ُ َّ
ف. 158 - 153بِتصر ٍ
ُّ
يكون معنى « فِ ِ
تنة ُ يخ السهارنفوري ِ
رح َمه ال َّل ُه الش ُ
فس َره َّ
ُّ وعلى هذا التفسير الذي َّ
ؤامرات ُمب َّط ٍنة
ٍ ثمانية وما طر َأ ِمن ُم
ِ ضعف الدَّ ِ
ول�ة ال ُع ِ ِ
مرحلة ِ
األحلاس » يعو ُد إلى
ِ
وس�ية الر ِ لغار وثوراتِهما ُ ،ث َّم ِ
البلقان وال ُب ِ تمزيقها ،وما جرى في تمر ِ لِ ِ
الحرب ُّ دات ُّ
ِ
اليات وس عل�ى ِ
الو الر ِ الر ِ ِ
وس ،وامت�دَّ ُهجو ُم ُّ فانضم�ت روماني�ا إلى ُّ
َّ ثماني�ة ؛ال ُع
ِ
األناضول . ِ
ثمانية حتَّى ال ُع
تجاوب فِيه�ا ُ
بعض ُحكَّا ِم َ الس�ر ِاء » ،وهي المرحل� ُة التيَّ
وتاله�ا مرحل� ُة « فِ ِ
تنة
ِ
س�اومات إدراك ـ لِ ُم
ٍ ٍ
�إدراك أو بِ َغ ِير ِ
واإلسلامية ـ بِ ِ
العربي�ة قبائ�ل البِ ِ
الد ِ ِ
ورؤس�اء
ِ ((( ِ ِ إث�ارة الن ِ
ِ ب�ول إغراءاتِهم بِ ِ
عمارية و َق ِ ول االس�تِ
الدُّ ِ
كالقومي�ة العربية القومية ، ُّعرة
((( كان لليهود وعلى رأس�هم « هرتزل » الدور المباش�ر في إثارة المس�ألة القومية ،حيث كان
237
س�اعدات م ٍ
عينة ٍ آنذاك ُمقابِ َل ُم
َ ِ
ثماني�ة ِ
اإلسلامية ال ُع جس�د الدَّ ِ
ولة ِ صال عن ِ
واالنف ِ
ُ
ِ
ثمانية سياس� ًّيا فس�اد الدَّ ِ
ول�ة ال ُع ِ وغيره�ا ،بِاعتِ ِ
بار ِ
واألغذية ِ ِ
والسلاح ِ
الم�ال ِم� َن
مك ُنالبعض إنقا َذ ما ي ِ
ِ ِ
حاول�ة ِ
واإلسلامية ،و ُم ِ
العربية �كاس ذلِ َك على البِ ِ
الد ِ ِ
وانع
ُ
األمر بعدَ ذلِ َك على
فكان َُ ِ
العربية ، ِ
مصلحة اإلسال ِم واألُ َّمة إنقا ُذه ِم َّما ُيعت َقدُ أنَّه ِمن
القرار السياس�ي مع ِ
إثارة ِ ِ
الغرب على ت القضي ُة إلى ِو ِ
صاية َغي�ر المتو َّق ِع ،وتحو َل ِ
ِّ َ ُ
فريق ِضدَّ َ
اآلخ ِر((( ، ِ
س�اندة ك ُِّل ٍ الحك ِم و ُم ِ الداخلي َبي َن ُحكَّا ِم الصرا ِع
العرب على ُ ِّ ِّ حديث التمايز
والتمايل
والمعامع
اليه�ود يطالب�ون بوطن قومي له�م ولكنهم لم يجدوا في البداية قب�وال من الدول العظمى ،
حت�ى بدأ العمل المش�ترك بين بريطانيا واليه�ود ،وعقدت المؤتم�رات العديدة حول هذه
المسألة ،وبدأت بعض الدول بتبني مشروع القوميات وإثارة النعرات فيها ،وكان أول من
عانى من ذلك دولة الخالفة نفسها ؛ حيث قامت العناصر المحرضة على القومية بالمطالبة
الملح�ة بفصل قوميات بلغاريا والمجر والبوس�نة والهرس�ك وغيرها عن دولة اإلسلام ،
وتذرعوا بش�تى الحيل والوس�ائل ،وكان هذا تمهيدا سياس�يا إلنجاح مطالبة اليهود بوطن
قومي في قلب البالد اإلسلامية ،ونجحت الفكرة بدعم الدول األروبية وأمريكا ،وتحقق
االنهي�ار والتقس�يم في الدولة اإلسلامية ،وتحقق�ت دولة الصهيونية وغيرها من مش�اريع
الدجل والسياسة .
((( ظهرت في مصر بعد سقوط دولة الخالفة دعوة من خالل األزهر لعقد مؤتمر إسالمي عام
لمناقشة مسألة « الخالفة اإلسالمية » ،وكان وراء هذه الدعوة الملك فؤاد الذي كان يرغب
في أن يصبح خليفة للمس�لمين ،وعقد المؤتمر في العاش�ر من شعبان سنة 1343هـ ،بعد
أي�ام من هدم الخالف�ة ،واتفق المؤتمرون على عقد مؤتمر آخ�ر ،يدعى إليه جميع ممثلي
األمم اإلسلامية للبت في من تس�ند إليه الخالفة اإلسالمية بدال عن عبدالمجيد العثماني،
الذي وصفت بيعته بأنها غير شرعية ،ومر عام كامل من التحضير لهذا المؤتمر ،حتى عقد
المؤتم�ر الثان�ي ع�ام 1925هـ ،وفيه طغ�ت الخالفات بين زعماء الع�رب حول الخالفة،
وادعى كل من الحضور الخالفة لنفس�ه ،فطالب البعض بأن تكون للملك فؤاد ،والبعض
للشريف حسين ،والبعض اآلخر ألمير نجد عبدالعزيز بن سعود .كما دب الخالف حول
ش�كل الخالفة ومضمونها ،وتم تأجيل المؤتمر إلى الس�نة القادمة 1926م ،ثم فشل أيضا
238
حديث ُح َذيف َة ؤ ِ ِ
والمعام ِع في رسول ال َّل ِه mبِالتما ُي ِز والتما ُي ِل
ُ سماه
وهو ما َّ
يظهر ِ ُ ِ
�م التما ُي ُ�ز والتما ُي ُل
فيه ُ رس�ول ال َّله « : mل�ن تفنى ُأ َّمت�ي حتَّى َ ق�ال َ :
ق�ال َ
قال « :التما ُي ُز عصبي ٌة ُيحد ُثها ُ
الناس رسول ال َّل ِه ما التما ُي ُز ؟ َ
َ لت :يا ِ
والمعام ُع » ُ .ق ُ
ِ
فتس�تح ُّل ِ
القبيلة قال ُ «:
تميل القبيل ُة على لت فما التما ُي ُل ؟ َ بعدي في اإلسلا ِم » ُ .ق ُ
فتختل ُبعض ِ ،ٍ بعضها إلى ِ
األمص�ار ُ �ير ِ
المعام ُع ؟ َ ُحرمتَه�ا » ُ .ق ُ
قال َ « :س ُ لت :ما
وكان ما َ
كان ... َ ِ
الحرب » (((. أعنا ُقهم في
ِ
الفرد ِ ويندرج في هذا المسمى « السر ِاء » معنًى آخر ،وهو « ُظهور الن ِ
تداعي األمم
أو ِّعمة على ُ ُ َّ ُ َ ِ ُ
أكلة القصعة على فمنبار المعنى المقر ِر في َقولِه « :أصابته س�راء فش�كر » ِ .
أو األُ َّم ِة » بِاعتِ ِ ِ
الجماعة ِ
َ َّ ُ َ ُ َّ
ثروات األُ َّمة ِ معاني السر ِاء التي يشكُر العبدُ ربه ع َليها ما يجريه ع َل ِيه ِمن نِ ٍ
الصدد عمة ،وفي هذا ُ َّ ُ َّ
س�لمين في لعرب والم ِ
ِ حضارية ونِع� ٍم ماد ٍية لِ
ٍ ٍ
أس�باب �ظ ما ق�د ه َّيأه ال َّل ُه ِمن
الح ُ
ُ ِّ ُي َ
ولكن القرار العالمي المه ِ البترول » ِ ،
ِ ِ ِ
يم َن َّ ُ َ َ َّ واكتشاف
ُ هذه المرحلة ،ومنها « ُظ ُ
هور
ِ
االس�تيراتيجية ِ
المصلحة تنصب في جعل المرحل َة و ُمخرجاتِهاالثروات َ ِ على هذه
ُّ
239
يم ِنة .
ول المه ِ ِ
للدُّ ِ ُ َ
ِ
بعض ش�تر ِك َبي َن
الم َ ِ
والعمل ُ المب َّط ِن ِ
العمل ُ تنوع َة ِم َن
الم ِّ
ِ
الجزئيات ُويجمع هذه ُ
ُ
ِ
المرحلة : عماري َقو ُله ِ m
ع�ن غي�ره -والعال� ِم االس�تِ ٍ
�إدراك أو بِ ِ الم ِ
س�لمين – بِ
ِّ ُ
�ك أن تداع�ى ع َليكم األُمم كما تداعى األكل ُة عل�ى قصعتِها» .قالوا ِأمن ِق ٍ
لة «ي ِ
وش ُ
ُ َ ُ ُ
الس ِ ِ ِ ٍ رس�ول ال َّل ِه َ
َ
�يل ُيلقى كثير ،ولكنَّكم ُغثا ٌء ك ُغثاء َّق�ال « :ال ،أنتُم يومئذ ٌ نح� ُن يا
�ب الدُّ نيا وكراهي ُة رس�ول ال َّل ِه ؟ َ
قال ُ « :ح ُّ َ ع َل ُ
يك�م الوه� ُن » .قال�وا :وما الوه ُن يا
عدوكم »((( .
دور ِّالموت ،وت َُنز ُع المهاب ُة ِمن ُص ِ
ِ
240
ِ
اإلنكليزية بها . بالعربية واستِ ُ
بدال ِ منع التعا ُم ِل
• ُ
َ
لوزان ع�ا َم 1921م ، إجراءات ُمش�ابِه ٌة ف�ي ُم ِ
ؤتمر ٌ ِ
اإلجراءات س�بق ه�ذه
وقد َ
مؤتمرات
األعداء ضد اإلنكليزي أربع َة وضع الوف�دُ َ
أتاتورك ،وفيه ِ
رئاس�ة ُمصطفى وحض�ره وفدُ تُركيا بِ
ُّ َ َ
القرار اإلسالمي روط لِلاِ عتِ ِ
ُش ٍ
ِ
استقالل تُركيا : راف بِ
ِ
اإلسالمية . الخ ِ
الفة •إلغاء ِ
ُ
خارج الح ِ ِ
دود . •طر ُد الخليفة ِ َ ُ
لمانية الدَّ ِ
ولة . ِ إعالن ِع
ُ •
أمالك بني ُع َ
ثمان . ِ • ُمصادر ُة
مات االستِعماري َة التالي َة: لمانية يح ِّق ُق المقو ِ
ُ ِّ ُ
ِ ولة ِ
الع اللحظة ونظام الدَّ ِ
ُ
ِ لكنذ تِ َ
و ُم ُ
المكاسب
االستعمارية ِ
واإلسالمية . ِ
العربية سالونيك ومحافِ ُلهم الماسوني ُة في البِالد
َ ِ
الدونمة في •سياس ُة ِ
يهود
بسقوط ِ
الخالفة فة ،وما تحتويه ِمن ٍ
تغيير ختل ِروعها الم ِ
ُ
التبشيرية (التنصيرية) في ُف ِ ِ ِ
اإلرساليات •
سلمين . العرب والم ِ ِ ِ
شباب في
ُ
ِ
األجنبية . ِ
األقليات وتسهيل ُم ِه َّماتِها وتعاونِها م َع
ُ جمعية االت ِ
ِّحاد والتر ِّقي ، ِ تفعيل َد ِ
ور • ُ
ِ
ليهود((( . وطن َقومي لِ ٍ لبحث عنِ زل لِ إنجاح مشرو ِع ِهرتِ َ
ٍّ ُ •
((( ترجع البدايات األولى لفكرة إنش�اء وطن خاص لليهود ،يجمع ش�تاتهم ،ويكون حارس�ا
أمينا على مصالح دول « أوروبا » االستعمارية في الشرق إلى ما قبل الحملة الفرنسية على
مص�ر ،وتجل�ى ذلك بوضوح في خطاب نابليون ،الذي وجهه إلى يهود الش�رق ؛ ليكونوا
عونا له في هذه البالد ،وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها لدى كثير من اليهود .
وم�ع نهايات القرن التاس�ع عش�ر انتقل�ت فكرة الصهيوني�ة التي تزعمها تي�ودور هرتزل
مؤس�س الحرك�ة الصهيوني�ة م�ن مرحل�ة التنظير إل�ى حي�ز التنفي�ذ ،وذلك بع�د المؤتمر
الصهيون�ي األول ،ال�ذي عقد في بازل بسويس�را ع�ام 1897م ،وتجلى ذلك بوضوح في
سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي
لهم ،وكانت بريطانيا بش�خص وزير خارجيتها صاحبة الفضل في الوعد المش�ؤوم ،الذي
241
أزمنتِها إلاَّ
�د ِوالثاني�ة على تبا ُع ِ
ِ �روب الك ِ
َوني�ة األولى ِ الح ُ
معارك ُ
•ول�م ِ
تنت�ه
عالمي ٍ
س�قف عمارية في العال�م ُك ِّلهِ ..
ومنها إيجا ُد ِ تحقي�ق أهدافِها االس�تِ
ِ لِ
ٍّ
242
تح ِ صبة األُم ِم ثم األُم ِم الم ِ عمار سمي بِع ِ ِ لِ ِح ِ
دة . َ ُ َ مكاسب االست ِ ُ ِّ َ ُ ِ ماية
يوعي
والش ِّ الرأس�مالي ُّ
ِّ الصرا ِع وغربية لِ ِ
تفعيل ِّ
ٍ ٍ
ش�رقية تقس�يم العال ِم إلى كُتلتَين ُ •
الطبقي
ِّ الصرا ِع تفعيل ِّ واإلسالمية ِضم َن هاتَين الكُتلتَين ،لِ ِ ِ ِ
العربية وتوزي ِع األُ َم ِم
دة . البار ِ
الحرب ِ ِ ُسمى بِ المؤ ِّدي إلى ما ت َّ والثقافي ُِّ واالجتماعي
ِّ ياسي
والس ِّ ِّ
وحمايتُه . راف بِه دوليا ِ الصهيوني في فِلسطِي َن واالعتِ ُ الك ِ
يان •غرس ِ
ًّ ِّ ُ
ِ ِ
الجزي�رة بِ ِ
بلي الص�را ِع ال َق ِّ تفعي�ل ِّ التحري�ش » في بل�ي «البرنام�ج ال َق ِّ
ِ دع�م
• ُ
الش� ْي َط َ
ان الجزيرة ،كما ب َّينَه « : mإِ َّن َّ ِ ِ
ع�رب المص ِّلين ِمن والمذهب�ي َبي� َن ُ
ِّ
ِ ون َو َل ِك ْن فِي الت َّْح ِر ِ �س َأ ْن َي ْع ُب�دَ ُه ا ْل ُم َص ُّل َ ِ
ذي ي�ش َب ْين َُه ْم » .رواه الترم ُّ َق�دْ َيئ َ
حديث حس ٌن . ٌ َ
وقال:
العلماني ف�ي الحكم عبر ِ
الفك�ر ِ
لماني�ة في تُركيا وم�دِّ السياس�ة ِ
الع ِ تثبي�ت
ُ •
َ امتداد العلمانية ِّ
باالستعمار ِ
الغزو س�لمين ِم�ن ِخ ِ
لال لاد اإلسلا ِم والم ِ عمارية إل�ى بِ ِ
ِ السياس�ة االس�تِ
ِ
ُ
تدر ِج .
الم ِّ ِ
المسيس ُ والتعليمي
ِّ واإلعالمي
ِّ والثقافي
ِّ العسكري
ِّ
243
ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻐﺜﺎﺋﻴﺔ
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻷﺣـــــــــــــــــــــــــــــﻼﺱ
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻷﺣـــــــــــــــــــــــــــــﻼﺱ
ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ
ﻭ ﺍﻟــﺒـﺮﺗـــﻐــﺎﱄ ﺛﻢ ﺍﻟــ
ـﺒـــﺮﻳـــﻄـ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﳋﺎﺭﺝ
ﲢﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ـﺎﻧــﻲ ﻐـــﺰ
ﺍﻟــ
ﺗـــــــــــﺪﺍﻋـــــــــﻲ ﺍﻷﻣـــــــــــــــﻢ * ﺃﻃﲈﻉ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ
* ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
) ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﳌﺮﻳﺾ +ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﴩﻗﻴﺔ ( * ﺃﻃﲈﻉ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﰲ ﻓﻠﺴﻄﲔ
* ﺑﺪﺀ ﲤﺰﻕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ـﻴــــﺔ ﺍﻟــ
ـــﺜــــــــــﻮﺭﺓ ﺍﻟــــــﺼــــﻨــــﺎﻋـــ * ﺃﻃﲈﻉ ﺍﳌﺤﺎﻓﻞ ﺍﳌﺎﺳﻮﻧﻴﺔ
* ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ
* ﳞﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻧﻤﺔ
* ﲨﻌﻴﺎﺕ ﺍﻻﲢﺎﺩ ﻭﺍﻟﱰﻗﻲ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ
* ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﻐﺮﰊ
ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻋﺒﺪﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﲏ
١٣٢٤ﻫـ )١٩٠٩ﻡ(
ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ ﺍﳌﺪﻭﻧﻤﺔ
ﺗﻔﻜﻴﻚ ﻋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﲈﻧﻴﺔ ﻭﺇﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ ٢ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩١٧
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ٨ﻧﻮﻓﻤﱪ ١٩١٧
ﺍﻧﺘﻬﺖ
١٩١٩
ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺑﺪﺃﺕ
١٩١٤
ﻣﺆﲤﺮ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩١٦
ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻮﻟﻴﻮ ١٩١٦
ﻓــــﺘـــــﻨـــــــﺔ ﺍﻟــــــــــﺴـــــــﺮﺍﺀ
ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﲈﲏ ﰲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ١٩٢٤
ﻣﻌﺎﻫﺪﺍﺕ ﺍﳊﲈﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺘﺎﺭ
ﺳﺘﻬ
ﺍﻻ
ﺍﻻ
ﺳﺘﻬ
ﺣﻠﺔ
ﺘﺎﺭ
ﻓــﺘـــﻨــــﺔ ﺍﻟــﺪﻫــﻴــﻤــﺎﺀ
ﻓــﺘـــﻨــــﺔ ﺍﻟــﺪﻫــﻴــﻤــﺎﺀ
ﻣﺮ
ﲈﺭ
ﺣﻠﺔ
ﺳﺘﺜ
ﺍﻻ
ﺍﻻ
ﺍﻟﻔﻮﴇ ﺍﳋﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻔﻮﴇ ﺍﳋﻼﻗﺔ
ﲈﺭ
ﻣﺮ
ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻻﳖﻴﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﲈﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ /ﻓﻠﺴﻄﲔ /ﻟﺒﻨﺎﻥ /ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﻭﻣﺎ ﺳﻴﻠﺤﻖ ﺍﳌﺎﱄ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ
244
فِتنةُ الدُّهَ ِ
يماء ..رمحلةُ الاستِهتا ِر
فتنة الدُّ َهيماء
عالمة صغرى في
مرحلة الغثاء تهيئة ك ٍُّل ِمنها
وتالز ِمهما معا في ِ
ً ُ والس�ر ِاء
َّ ِ
األحالس ِ
مرحلة ت اإلشار ُة إلى س�ب َق ِ
عنأحاديث َمن ال ينطِ ُق ِ ِ يماء وهي كما ور َدت في بمرحلة الدُّ ه ِ
ِ ألخرى فيما ُع ِر َ
ف لِ ُ
َ
وقال فيه « : ُثمفِتن ُة الدُّ ه ِ
يماء السر ِاء) َ األحالس وفِ ِ
ِ حديث (فِ ِ ُ الهوى ِ ، ،
َ َّ تن َّ تنة ومنها
(((
ب إِلاَّ َد َخ َل ْت ُه» ... قي�ل انقط َعت تما َدت » ... « ،لاَ َي ْب َقى َب ْي ٌت ِم� ْنا ْل َع َر ِ ...ف�إذا َ
حق ُيقاتِ ُل أم على الرج ُل فِيها ال يدري على ٍّ ِ ِ ِ ِ
،وفي الفتنة الثالثة (الدُّ َهيماء) « :يقات ُل ُ
ومنها «قضي ُة وعصبي�ةِ ،
ٍ ت القضاي�ا ُك ُّلها إلى قضايا َق ٍ
ومية �ل »((( ،وفِيه�ا تحو َل ِ باطِ ٍ
تحول القضية َّ
اإلسالمية إلى والصهاينة ،ولم ت ُعدْ قضي َة اإلسلا ِم، ِ الفلس�طين ِّيين حيث صارت قضي َة ِ فِلس�طِي َن» ُ
َ
أطماع قومية الخ ِ ولة ِوتجزئة د ِ ِ
إقليمية الفة رسم ًّيا حتَّى اليو ِم. َ وذلِ َك ُم ُ
نذ تقسي ِم
ِ
التجزئة ِ
سياس�ات �غ َل ِ
ت البِال ُد العربي� َة بِ جدي�دة ُش ِ
ٍ ٍ
مناطقية َ
خرائ�ط ن�ذ رس� ِمو ُم ُ
ِ
السياس�ية ،كما ورد في ِ
واالنقالبات واإلقليم�ي دودي والح والص�را ِع
ِّ ِّ الداخل�ي ُ
ِّ
ٍ
إيمان ال ُ
س�طاط يزال�ون كذلِ َك حتَّى يصي�روا إلى ُفس�طا َطين ُ :ف ُ ِ
الحدي�ث « :فلا
فارص ِد الدَّ َّج َال اليو َم أو
إيمان فيه ،فإذا هما اجتم َع�ا َُ س�طاط نِ ٍ
فاق ال ُ نِ َ
ف�اق فيه ،و ُف
ِ الف ِقال في ِ رسول ال َّل ِه mأنَّه َ
ِ بن م ِ ِ ِ
الثالثة تنة سل ٍم رف َعه إلى غده» ،وحديث الوليد ِ ُ
(((
حق ُيقاتِ ُل أم على باطِ ٍل » ((( . الرج ُل فِيها ال يدري على ٍّ ِ ِ ِ ِ
فتنة الدُّ َهيماء «:و ُيقات ُل ُ
وتسمية ك ٍُّل ِمنهما لِ ُ
ألخرى ِ وتالز ِمهما ،
ُ والس�ر ِاء
َّ ِ
األحالس ِ
مرحلة وكما هو في
245
ِ
األحالس ِ
مرحلة ِ
ش�ترك ف�ي الم ِ ِ ،ف�إن فِتن� َة الدُّ ه ِ
يماء هي ثم�ر ٌة ِمن
العمل ُ ثمرات َ
عمار ُث َّم االستِ ِ
هتار بمرحلة االستِ ِ
ِ ف المرحلة ُجزء ًا ِم َّما ُع ِر َ
ِ والسر ِاء ُ ،
فتدخ ُل في هذه َّ صراع القوتين:
ِ
عن صرا ِع ِ ِ
التحوالت المنبثقة ِ ِ
اإلسالمي م َن والعالم العربي أفرزه الوط ُن
الشرق الشيوعي ،وهو ما َ
ُّ ُّ ُ ُّ
والغرب
العربي
ِّ �يوعي ،وانقس�ا ِم العال ِم ِّ اإللحادي ُّ
الش ِّ الرأس�مالي والعال ِم
ِّ الكُتلتَين العال ِم الرأسمالي
ِ
الطويل الصرا ِع َبينَهما على المدى ِ ِ رأسمالي ُ
�يوعي ،وامتداد ِّ ِّ وش ِّ واإلسلامي إلى
ِّ
ِ
االجتماعية اقتصاد ًّيا وثقاف ًّيا وتربو ًّيا وتعليم ًّيا ِ
ُّركيبات الصرا ِع على الت ِ
وتأثي�ر هذا ِّ ،
ِ
الس�اعة ِ
أش�راط إن ِمن عمرو بِ َقولِه َّ « :بن ٍ عبدال َّل ِه ِ ومن ذلِ َك ما ر ِوي عن ِ وطبقيا ِ ،
ُ َ ًّ
األشرار ويسو َد القو َم ُمنافِقوهم »(((.
ُ األخيار و ُير َف َع
ُ وض َع
أن ُي َ
تحت
الجماعي بي� َن المس�لمي َن َ ِ
اله�رج ) ب�روز (
ُ ِ
المرحل�ة ِ
ه�ذه ِ
مظاه�ر وم�ن
ِّ
والطائفية ،وفيها يقول « : mإِ ّن بي َن ِ ِ
والعرقية ِ
والحزبية ِ
القومية ِ
السياس�ة مبر ِ
رات ِّ
اله ْر ُج؟ قال « :القتل»َ ،
فقال ِ
الس�اعة َل َه ْرج ًا » َ ، َيدَ ِي
قلت :يا رس�ول الله ما َ قال ُ :
الواحد من المشركي َن كذا ِ الله ..إنّا ُ
نقتل اآلن في العا ِم رسول َِ بعض المسلمي َن :يا ُ
وكذا ،فقال رسول الله َ « :mل ْي َس بِ َقت ِْل المشركي َن و َل ِك ْن َي ْقت ُُل َب ْع ُضك ُْم َب ْعض ًا َحتّى
عم�ه ذا َقرابتِه » ،فقال بعض القوم :يا رس�ول الله ومعنا جاره واب َن ِّ
الرج�ل َُ ُ�لَي ْقت َ
ِ
الزمان ول َأ ْك َث ِر َأ ْه ِل ذلك
عقو ُلنا ذلك اليوم ؟! فقال رسول الله « :mالُ ..تن َْز ُع ُع ُق ُ
ول َل ُه ْم»(((. ف َل ُه هبا ٌء ِم َن الن ِ
ّاس ال ُع ُق َ و َي ْخ ُل ُ
246
ِ
المرحلة ،وزاد على وظهورها في هذه بروزها
وقعت وازدا َد ُ
ْ العالمات قد
ُ وهذه
ُ
رس�ول الله mعن ُ حديث حذيف َة قال ُ :س ِ�ئ َل
ِ
اله ْر ِج ال َّتنَاك ُُر كما َ
أخبر عن ُه mفي َ
اريطِها وما
الس�اعة فقال( « :ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) ولك ْن ُأ ْخبِ ُرك ُْم بِ َم َش ِ ِ
يكون بين يدَ يها ،إِ ّن بين يدَ يها فتن ًة وهرج ًا » ،قالوا :يا رسول ِ
الله الفتن ُة قد عر ْفناها َْ َ َ َْ ُ َ َ َْ
التناكر فال يكا ُد �ان الحب َش ِ
�ة :ال َقت ُْل ،و ُي ْل َقى َب ْي َن الن ِ
َّاس فالهرج ما هو ؟ قال « :بِ ِلس ِ
ُ ََ َ ُ
ظواهر المرحلة وما َت َف َّر َع عنها بعد ذلك في ِ ف أحد ًا» ،وهذه جمل ٌة من أحدٌ أن َي ْع ِر َ
حياة األ ّم ِة.
ِ
247
البكماء الصم َّ ُاء’ ‘العمياء ُ الرابعة ُ تنة ِ
الف
ُ ُ الفتنة الرابعة التي
يؤول أمر األُ َّمة
(((
‘رمحلةُ الاستثما ِر’ ‘ -الألفيَّةُ الثالثةُ’ فِيها إلى الكافر
أحداث 11
((( ربطن�ا ه�ذه المرحل�ة بمس�مى « األلفي�ة الثالث�ة » بع�د االس�تقراء سبتمبر تمثل
المتأني والمقارنة الموضوعية بين المراحل السابقة والمسماة في إلى حدٍّ ما بدء
األحاديث بالدهيماء والس�راء واألحالس (عدا تصاعديا) ،وهي (مرحلة الفتنة
الرابعة)
المراح�ل الغثائي�ة ،وتبين أن ما عرف بأحداث الحادي عش�ر من
أيل�ول س�بتمبر 2001م ،المتس�م بتحطيم برج�ي :مركز التجارة
الدول�ي رمز االقتص�اد ،والبنتاجون الرمز العس�كري .وما ترتب
علي�ه م�ن تفاعالت وح�وادث وتغيرات ف�ي العالق�ات الدولية ،
وظهور الهيمنة االستبدادية « للقوى العالمية » ،واجتماعها لتنفيذ
إرادته�ا عل�ى العالم بما فيه العالم العربي واإلسلامي ؛ يمثل إلى
ح�د ما ب�دء « مرحل�ة الفتنة الرابعة » المش�ار إليها ف�ي األحاديث
النبوية ،والله أعلم .
((( الفتن لنعيم بن حماد ()126
248
ِ رسول ال َّل ِه – m
وذكر الفتن َة الرابِع َة ،ولم ُ
ينج َ ُ قال َ :
قال حديث أبي ُه َرير َة َ
ُ ()2
ِ ِ ِ
ف،عر ْ
ظهر لم ُي َ
خف�ي إذا َ ٌّ ش�رها إلاَّ َمن دعا كدُ عاء ال َغرق ،وأس�عدُ أهلها ٌّ
تقي من ِّ
ب ِ راك ِ خطيب ِمص َق ٍع أو ِ وإن جلس لم يف َقدْ ؛ وأشقى ِ
موض ٍع »((( . ٍ ْ أهلها ك ُُّل ُ َ
ِ ِ
ور :قال : mالفتن ُة الرابِع ُة عميا ُء ُمظلم ٌة ُ
تمور َم َ قال َ ( )3وعن أبي ُه َرير َة ؤِ َ
تطيف بالشا ِم وتغشى ُ ألته ُذ اًّل َ
وخو ًفا ، العرب والعج ِم إلاَّ م َِ يت ِم َن ِ
البحر ال يبقى َب ٌ
عرك األدي ِم ،ويش�تدُّتعرك فِيها األُ َّم ُة فِيها َُ ور ِ
جلها ، راق وتخب ُط الجزير َة بِ ِ
يدها ِ ُ
ِ
الع َ
يس�تطيع أحدٌ أن َ
يقول : ُ المنك َُر ،الف ُ عر ُ المعروف ،و ُي َ
ُ فِيه�ا البال ُء حتَّى ُينك ََر فِيها
الرج ُل فِيها مؤمنًا ،
�ح ُ
ٍ ِ ٍ ِ
َم� ْه َم� ْه .وال يرفعونها من ناحي�ة إلاَّ تف َّت َقت من ناحية ،يصبِ ُ
عشر ِ ِ ِ كافرا ،وال ينجو ِمنها إلاَّ َمن دعا
البحر ،تدو ُم اثنتَي َ الغريق في كدعاء و ُيمسي ً
ذهب ؛ فيقتتِلون ع َليها ،
ٍ جبل ِمن
رات عن ٍ
انحسر ال ُف ُ
َ عا ًما تنجلي حي َن تنجلي وقد
حتَّى تُقت ََل من ك ُِّل تِ ٍ
سعة سبع ٌة »(((.
249
عة َقو ُله : mتن�ة الرابِ ِ
الف ِعن ِ
عة ِ األحاديث المتنو ِ
ِ ول فيم�ا ور َد ِم َن
وخالص� ُة ال َق ِ
ُ
ُ ِّ مفهوم الحديث:
ِ ِ ِ ِ
أمر األُ َّمة فيها إلى الكاف ِر » .ومفهو ُم الحديث يدُ ُّل على ما نح ُن نش�هدُ ه م َن «يؤ ُ يؤول أمر األُ َّمة
ول ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ الض ِ إلى الكافر
العربية الحياة واإلعالمية ...إلخ في واالجتماعية واالقتصادية السياسية غوط ُّ
ِ
شتركة الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المجتمعات المذكورة بالسياسات ُ
الواضح في ُ واالرتباك واإلسلامية ،
واإلعالمي
ِّ والس�ياحي
ِّ واالجتماعي
ِّ والسياس�ي
ِّ واالقتصادي
ِّ الثقافي
ِّ والتدخ ِ
�ل ُّ ،
يص ُل في ِ
المرحل�ة ،حتَّى ربم�ا ِ والعربي ف�ي اإلسلامي ِ
المف�روض عل�ى العال� ِم
ُ َّ ِّ ِّ التدخل الكافر
زو أراضيهم واس�تبدال ِ ِ
القرار عندَ ُمخالفتهم ،و َغ ِِ ِ ِ ِ
بع�ض أحواله إلى تهدي�د حملة ِ في سياسة
ِ ِ اإلسالم ونقض
السياس�ات أصناف داخل ُمجتمعاتِهم ورعاياهم بِش�تَّى وإثارة ِ
الفت َِن َ ِ غيرهم بهم ، ِ
العرى
ِ
الثروات طغي ،وهو وج�و ُد الغن�ى الم ِ
يص ُ�ل إ َليهم ِمن ِ ومنه�ا :ما ِ واألس�باب((( ِ ،
ِ
ُ َ
السياس�ي غيان ِ
اإلضافة إلى ال ُّط ِ �عوب ،بِ
ِ الكثي�رة ،وتبديدُ ها فيما ال يعو ُد بنف ٍع لِ ُّ
لش ِ
ِّ
والخدْ ِ
مات . ِ واالقتصادي والعالمي واالجتماعي والثقافي الموج ِه لِلاِ ستِ ِ
هالك ِّ ُ َّ ِّ ِّ ِّ
((( وهي ما يطلق عليه اليوم بالفوضى الخالقة من وجهة نظر العولمة .
250
ِ ِ
ونَ :طا َل َما ُج ْعنَا َو َشبِ ْعت ُْمَ ،و َطا َل َما َشقينَا َونَع ْمت ُْمَ ،ف َو ُ
اسونَا ال َيو َم » (((. « َي ُقو ُل َ
ِ
األس�عار في تن�ة الرابِ ِ
عة زياد ُة الف ِ المف�روض على األُم ِة في ِ
ِ المنس�ي وم� َن ِ
الفقر ِ
الغالء في َّ ُ
سيان األسعار ٌ
قلق لق ونِ ِ ِ
زيادة ال َق ِ سهم فيواآلخر ِم َّما ُي ِ
ِ ِ
الحين ِ
والوقود ِ
وغيرها َبي َن ِ
الغذائية ِ
المواد
مس َّي ٌس من ِ ِ ِ ِ ِ ِ
والمنازعة واالختالف تدخالت الكافر ُّل على ال َّله واالنصراف عن ذكره تعالى إل�ى الصرا ِع ُ الت�وك ِ
في األُ َّمة واألفغان والس ِ
ودان ِ والص ِ
ومال اليمن ِ
والع ِ ِ وش ِ َ
حصل ُ الهالِ ِك ،كما قد
ُّ راق ُّ وهدَ في
ِ
وغيرها .
251
الكافر
ُ ش�ر ُك بِال َّل ِه ه�و
والم ِ
يق�ول » ُ .
((( ُ ؤم� َن ف�ي ِم ِ
ثل ما �ه الم ِ
ِ الم ِ
ش�ر ُك بِال َّل ُ ُ مؤتمرات الحوار
ِ ِ واالستثمار
والمجادلة ،وم�ن معانيه ِ
األوث�ان ِ
وأه�ل اليه�ود والنص�ارى األصل�ي ِم� َن
ُّ
ِ
واإلعالمية ِ
واالقتصادية ِ
الثقافي�ة الحضاري والمصالِ ِح «مؤتم�رات ِ
الح ِ
وار ُ
ِّ
ِ ِ ِ
العمل المش�تركة المخالف�ة لمناه�ج الش�ريعة ،والتي تش�تم ُل على ُ
تقاس� ِم
ِ
اإلنس�ان وما ش�اك َلها ، وح ِ
قوق ِ ِ ِ ِ
المبادئ :المس�اواة والعدالة ُ المش�ترك في
برامج الع ِ أساس تطوي ِع العالمين العربي واإلسالمي لِ
ِ
ولمة ،وقد كانَت ِ َ ِّ ِّ َ على
ُفرهم معاني المباد ُئ ُلغ َة اإلسلا ِم فق�ط ،وأما ال ُك َّفار ِ
فقد انعد َم�ت بِك ِ ِ ه�ذه
ُ
وبقي لهم الع ِوف ِمن ِ
والخ ِ ِ
الثواب َ ِ ِ ِ القي� ِم
قاب َ َ طل�ب القائمة على الصحيحة
ولكن ِ
الفتن َة الوجه الرس�مي مصالِح سياس�ي ٌة واستِعماري ٌة واس�تِثماري ٌة ؛ ِ ِ في
َّ ُ ِّ
ار لِما
م�ع ال ُك َّف ِ ِ
تقاس� ِم الرؤية َ
واإلسلامي على ُ
َّ العربي
َّ العالم
َ الرابِع� َة تُجبِ ُر
العدالة من
ِ
االعتبارية الدين و ُأ ُس ِسه
ِ الجهل بِ
ِ ِ
الغثاء ِم َن ِ
مراحل سلمون في وصل إ َليه الم ِ مبادئ اإلسالم
ُ
بعض ِ بعض الم ِ ِ وال عالقة للكفر
آيات ِ ِ
تدريس س�لمين ع�ن ُ َ
يتنازل ُ اآلخ ِر ،حتَّىالعالقة بِ َ ف�ي بذلك
ِ
المناه ِج ف ِم� َن ُحذ ُ ِ
اليهود والنص�ارى ،وت َ ِ
بالتعني�ف على �رآن الخاص ِ
�ة َّ
ال ُق ِ
ظاهرة التخلي
ِ
الثقافية ار واس�تِجاب ًة لِ َهيمنتِهم و ُمجادلتِهم وشراكتِ ِه ُم ِ
التعليمية إرضا ًء لل ُك َّف ِ عن تفسير اآليات
القرآنية لِما فِيها
ِ
واإلعالمية . ِ
واالقتصادية من إدانة للكفار
252
�رب والب ِ ِ ويناس�ب م ِ
ِ ق�رارا ُغثائ ًّيا بِما ُيناس� ُبه
عد» واإلقليمي م َن «ال ُق ِ ُ
َّ المحل�ي
َّ وق َعه ُ َ ً
عن اإلسلا ِم ذاتِ�ه» ،وهذا ما ع َّب َر عنه
عد ِرب والب ِ ِ ِ ِ
ف�ي السياس�ة الكافرة ،و َبي َن «ال ُق ِ ُ
ِ ِ
الناس بالتي تليها . (((» ...فكم من �ك ُ النبي mبِ َقوله ُ « :ك َّلما نُق َضت ُعرو ٌة َّ
تمس َ ُّ
ِ
والتربية والثقافة ِ
والف ِ
كر ِ السياسة واالقتِ ِ
صاد ِ روة ِمن ُعرى اإلسال ِم قد ن ُِق َضت في
ُع ٍ
253
الغثائيةِ
هام ِش المرحلةِ ُ
ملاحظة ٌ على ِ
254
والوهن ينقطِع فِيها الحكم الشرعي العام القائم على ِح ِ
فظ ِ أن مرحل َة ال ُغ ِ
ثاء • َّ
ُ ُّ ُّ ُ ُ ُ
ٍ ٍ ٍ ِ
كم ُهو َّية اإلسلا ِم ف�ي مجمو ِع العال ِم كوحدة سياس�ية واح�دة ،ويبقى ُ
الح ُ
مير ،أي :األطما ِع والصرا ِع على الس ِ
الح ِ
لطة ُّ ِّ النبي mبِتكا ُد ِم َ
الذي وص َفه ُّ
وامتِ ِ
الكها .
255
ِ
العالمية ِ
السياسة سبيل ال َّل ِه إلاَّ بما يوافِ ُق ُس َ
قوف ِ هاد فيلج ِ لدعوة وال لِ ِ
ِ وال لِ
َ
تكون إسلاميتُه وفق ما صحي�ح ،إلاَّ أن
ٍ إسلامي
ٍّ ف بِنظا ٍم الكُب�رى ال ِ
تعتر ُ
السياسي . ِ
القرار ِ
المتنفذة في ُيرضي الدُّ َ
ول
ِّ
وحكَّا ُمه
إسلامي ُ
ٌّ العضوض ـ وهو نِظا ٌم
ِ فالنُّصوص الش�رعي ُة طعنَت في الم ِ
لك ُ ُ
عصر ال ُغ ِ
ثاء ِ والمراح ِل .وكذلِ َك في
ِ الحكَّا ِم ِ بعض ُِّ ِمن ُق ٍ
ريش ـ ل ُف ِ
الشروط في ُ قدان
نفس ُه أو رعايا ُه ِمن
امرؤ َ األحوال أن ُي ْه ِل َك ٌ
ِ حال ِم َن
أي ٍ ِ ِ ٍ
والوهن كمرحلة ال ُيمك ُن بِ ِّ
ِ
ثبت شر ًعا أنَّه ال يعود على اإلسال ِم بِ ٍ
عائد ُيؤ َب ُه له . أجل ٍ
قرار َ ِ
ُ
ِ
الوظيفة أن يجع َلها�ب بِِ
ك�م وظيف ٌة ،فإن تم َّك َن ُ
المطال ُ إن اإلسلا َم قضي ٌة ُ ،
والح َ َّ
256
القضية ِمن حي ُثما وض َعه ال َّل ُه في
ِ خ ِ
دمة ف�إن التزامه بِ ِ
َ َّ ِ
القضية َ
فذاك ،وإلاَّ ف�ي ِخ ِ
دمة
ِ
الشرعية . إنجاح وظيفتِه
ِ كفيل بِ ِ
االجتماعية ٌ ِ
الحياة
257
الصرغى ِ
لعلامات ُّ العلم المطل َ ُق باِ
الركن الثاني ِ
ُ
ُ ُ
قب�ل ِم ِ
يلاده mإلى قيا ِم قوعها َ m العالم�ات التي أخبر ع�ن و ِ ِ جم ُ�ل
ُ َ وه�ي ُم َ
المط َل ُ ِ ِ
إثم وال�ق » أي :الذي ال َ لم ُتنوع ٌة ،و َقو ُلن�ا « :الع ُ
الس�اعة ،وه�ي كثي�ر ٌة و ُم ِّ
ِ الل ِق ِ
ويمك ُن اإللمام بِها ِمن ِخ ِ
ِ
عالمات راءة ُكت ِ
ُب ُ يعلم تفصي َلها ، تبِع َة على َمن لم ْ
ف» ،وقد بد ْأنا ُهنا ِ
والطار ُ الس�اعة ،وقد ذكرنا كثيرا ِمن ِ
نماذ ِجها ف�ي كتابِنا «التليدُ ِ
ً
الم ِ ِ
عواملها وأس�بابِها في ك ُِّل تكر ِر ِ بِ ِذ ِ
ش�ار ِ
المراحل ُ تتكر ُر بِ ُّ
كر هذه العالمات التي َّ
إ َليها سل ًفا ِ ،
ومنها :
258
ويل لهم ِمن
اقترب ٌ ،
َ
لعرب ِمن ش�ر ِ
قد ٍّ ِ ويل لِ
فقال ُ « : رس�ول ال َّل ِه ٍ m
بعتبة َ ، ِ مقا ِم
ِ
الغضب » ((( . بيان ،يحكُمون فيهم بِالهوى ،ويقتُلون بِ ِ
إمارة الص ِ
ِّ
ِ
�فهاء الس المراح ِل التي َ ِ
ِ هة ُأخرى ف�إن المعنى ي ُع ُّم كا َّف َة وم�ن ِج ٍ ِ
برزت فيها إمار ُة ُّ
ِ ِ ِ ِ ِ
تبر ُز سفاهتُهموحدثاء األسنان ُسفهاء األحال ِم ُ ، وحكَّا ٍم ُ الصبيان من ُأمرا َء ُ
وتس ُّل ُط ِّ
ِ
كومية التي الح الحزبي�ة ِ ِ ِ
ِ ِ السياس�ية بِكا َّف ِ
ِ ِ ف�ي واق ِع
أو الفئوي�ة أو ُ نماذجها �ة الحركة
هتار واالس�تِ ِ
ثمار عمار واالس�تِ ِ
مراح ِل االس�تِ ِ
عر َفها العالم العربي واإلسلامي في ِ
ُّ ُّ ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
والحضارة ق�ي المس�لمين بِاس� ِم ُّ
الر ِّ ،وعم َل�ت على إضعاف ش�رف اإلسلا ِم في ُ
أنس ب ُن مالِ ٍك َ
قال : يقول mفيما رواه ُس�اواة ،وفي ذلِ َك ُ
ِ والم ِ
والحرية ُ
ِ
والتمدُّ ن ُ
قال « :إذا الم ِ
نكر ؟ َ والنهي ِ
ِ ِ األمر بِ رس�ول ال َّل ِه . .متى ُ
َ
عن ُ المع�روف نترك َ قي�ل :يا
ظهر في األُ َم ِم َ ِ قبلكم » ُقلنا :ياظه�ر فيكم م�ا ظهر في األُم ِم ِمن ِ
رس�ول الله ..وما َ َ َ َ
لم في رذالتِكم ، ِ والفاحش� ُة في ِك ِ
باركم ،والع ُ
ِ لك في ِص ِ
غاركم ، الم ُ قب َلنا ؟ َ
قال ُ « :
لم في ُرذا َلتِكم» (((. إذا َ ِ
كان الع ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
الحدي�ث وفي ِ
�فهاء والس
الصبيان ُّ تالز ِم الفس�اد في إمارة ِّ غيره إش�ار ٌة إلى ُ وف�ي
وحكَّا ُم ِ ِ ِ ِ ِ يش�مل العديدَ ِمن
ُ ُ
ظواهر الحي�اة االجتماعية التي ُي َهنْد ُس�ها أمرا ُء ُ حي�ث ،
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
وضعف أخالقي
ٍّ تفس ٍ
�خ مع ُّس�ميات الحضارة الما ِّدية َ بم َّ المجتم ِع ُ
المراخل لربط ُ
ِ
واإلعالمية ِ
صادية ومش�اريع ِهم االقتِ
ِ وتقليد واستِتبا ٍع أعمى لل ُك َّف ِ
ار ٍ ش�رعي لمي ِ
ُ ٍّ ع ٍّ
ِ
ماعية ...إلخ .والتعليمية واالجتِ
ِ
259
استفاضةُ الما ِل والاستِغناء عنِ الصدقةِ
ُ استفاضة المال
ال و َك ْثر ُته ،وهذه العالم ُة ِ اس�تِ َف َ ِ ِ
الم ِ َ َ ُ
واالستغناء عن
تحم ُل اض ُة َ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ
الص ْغ َرى ْ الصدقة
الناس بعدَ ٍ
فقر ُمدق ٍع ،وقد ِ ويكثر في أيدي
َ يضا ، يفيض ُ
المال َف ً معان�ي ِمنه�ا :أن َ
َ
مر ِ ِ ِ ث�ل هذا في ُع ِ
�ق ِم ُ
بن وأكثرها مطابق� ًة ما و قع في عهد ُع َ
ُ توحات ، هود ال ُف تح َّق َ
الد ال ُف ِ
رس توحات ِمن بِ ِ ِ ِ
أموال ال ُف لة ِم َن اقتس�ا ِم
الحاص ِِ ِ
األموال العزيز لِ ِ
كثرة ِ ِ
عبد
النبي mإذا أتاه ِّ قال َ :بينَم�ا أنا ِعندَ بن حاتِ ٍم َ عدي ِحديث ِّ ُ وال�رو ِم ،و ُيؤ ِّي�دُ هذا
ُّ
عدي ، فقال « :يا ُّ الس�بيل َ ،ِ قطع آخر فش�كا إ َليه َ رج ٌل ،فش�كا إ َليه الفاق َة ُ ،ث َّم أتاه ُ ُ
فقال « :فإن طا َلت بِ َك نبئت عنها َ ، لت :ل�م َأ َر َها ،وقد ُأ ُ الحيرة ؟ » ُق ُ رأي�ت ِ َ ه�ل
تخاف أحدً ا إلاَّ
ُ ِ
الكعبة ال تط�وف بِ
َ الح ِ
يرة حتَّى ترتح ُل ِمن ِ الحي�ا ُة لترين الظعين َة ِ
َ َّ َّ
قال « : لت :اب َن ُهر ُم َز ؟! َ ُنوز ِكسرى » ُ .ق ُ ُفتح َّن ك ُبك الحيا ُة لت َال َّل َه ،ولئن طا َلت َ
يخر ُج ِمن ك ِّفه ِمن ٍ
ذهب الرج َل ُكس�رى ب ُن ُهر ُم ٍز ،ولئن طا َلت بِ َك الحيا ُة لتر َي َّن ُ
ِ
مر ِ
بن الخ َّط ِ ِ بن ِ مر ِ ِ األو ُل :ما َ
اب ُ ،
حيث العزيز ،وقب َله عهدُ ُع َ عبد قيل عن عهد ُع َ َّ االستغناء عن
ِ ِ ِ الصدقة لِ ِ
ِ الصدقة له عدة
توزيعه . وعدالة المال كثرة استغنى ال ُفقرا ُء ِ
عن معان
260
ِ كعهد اإلم�ا ِم المنتظِر ،
ِ ِ يحص ُل في ِ
وعهد عيس�ى الزم�ان آخ�ر والثان�ي :م�ا ق�د ُ
ش((( .
ُمم الماضيةِ
استِتباعُ ُسن ِن الأ ِ
استتباع سنن
((( ففي الحديث عن أبي هريرة ؤ قال :قال رس�ول الله « mتلقي األرض أفالذ كبدها
أمثال اإلس�طوان من الذهب والفضة ،قال :فيجيء القاتل فيقول :في هذا قتلت .ويجيء
القاط�ع فيق�ول :ف�ي هذا قطعت رحم�ي .ويجيء الس�ارق فيقول :في ه�ذا قطعت يدي.
ث�م يدعون�ه فلا يأخ�ذون منه ش�يئا » .صحيح مس�لم كتاب ال�زكاة ( /98/15مع ش�رح
النووي).
261
تأخذ ُأمتي بِ ِ منهج اإلسلا ِم((( ،وفي ذلِ َك ُ لِ ِ
أخذ يقول « : mال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى َ َّ
ِ رس�ول ال َّل ِ
َ �بر وذرا ًع�ا بِذرا ٍع » َ . �برا بِ ِش ٍ ِ ِ
كفارس �ه ، قيل :يا ال ُق�رون األولى فيها ش ً
لك وال�رو ُم في تِ َفارس ُّ أولئ�ك »((( .وكانَت ُ َ الن�اس إلاَّ
ُ وال�رو ِم؟! َ
فق�ال « :و َم�ن ُّ نماذج االستتباع
التسلس ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
�ل ُ المرحل�ة ه�ي حامل ُة ل�واء الحضارة الس�لبية ..ويمتدُّ ه�ذا المعنى َ
عبر
مرحلة ال ُغ ِ
ثاء ِ مرحلة ،ويزدا ُد اتِس�ا ًعا واس�تِتبا ًعا ف�يٍ أكثر ِمن التاريخ�ي لِ ُ ِ
أل َّم�ة في َ ِّ
ول ت الدُّ ُوأخذ ِ
َ العالم�ي ، قرار اإلسلا ِم َ ِ والوه�ن ،وهي المرحل ُة التي ِ
ُّ س�قط فيها ُ
ُ
حديث « : ستثم ِر ،وفي ذلِ َك يأتي
ستعم ِر والم ِ
ُ
ِ العربي ُة واإلسلامي ُة بِ َس ِ
نن العال ِم ُ
الم
ِ كان قب َلكم ِش�برا بِ ٍ ِ
ضب
حر ٍّ ش�بر ،وذرا ًعا بِذرا ٍع حتَّى لو دخلوا ُج َ ً لتتبِ ُع َّن َس�نَ َن َمن َ
رسول ال َّل ِه ،اليهو ُد والنصارى ؟! َ
قال « :و َمن ؟! »((( . َ لدخ ْلتُموه » .قالوا :يا
ِ
�ؤون ودب ِمن ُش وروبي في ك ُِّل ما َّ
هب َّ ِّ التقليد األعمى لِلعال ِم األُ
ِ ويب�ر ُز هذا في
ُ التقليد األعمى
ِ
ونماذج ِ ِ ِ
والمش�رب واإلعال ِم واألقال ِم والش�هوات والرغب�ات ِ
والملبس ِ
الم�أكل للعالم اآلخر
ِ ٍ
ش�يء ِم َن ال ُغ ِ ِ ِ ِ ِ
والغفلة �رور مع
جراَ ..وه ُل َّم ّ
التج�ارة والس�ياحة والثقاف�ة والرياضة َ
ِ
الرغبات ِ
الغارق َة في ِ ِ ِ والتحا ُي ِ
ُصوص اإلسلا ِم وتحريف معانيه ؛ ل ُيناس َ
�ب �ل على ن
ِ ِ ِ ِ االس�تِتبا ِع ؛ حتَّى
وضات ،وهو ما تباع في أغبى نماذ ِج العالقات ُ
والم يصير االس�ت ُ
َ
الحدي�ث بـ « ُد ِ
خول ُج ِ
يدخ ُ�ل ُج َ
حره طويلاً ٌ
حيوان ُ والضب
ُّ الض�ب » ،
ِّ حر ُ يعني�ه
ِ يدخ ُل َمدخلاً ال ُيفك ُِّر في ِ فيصعب ع َل ِيه ُ
طريقة والحديث فيه كناي ٌة َّ
عمن ُ ُ روج ،
الخ ُ ُ
ِ
والخطر . ِ
الحرج قع في
روج منه ؛ ف َي ُ ُ
الخ ِ
((( األخذ بالعلم والحضارة من الغير ال يدخل في هذا المعنى ،وإنما يدخل ما ال تحتاجه األمة
من علل األمم األخرى وفلسفتها النظرية المتعارضة مع غيبيات الديانة .
((( صحيح البخاري (. )7319
((( متفق عليه ،البخاري ( )3456ومسلم (.)6952
262
تقبيل كأس كرة ِ
وال�دوران بِه ، ِ
الفوز ِ
كأس ِ
تقبي�ل النم�اذ ِج ما يفع ُل�ه الرياضيون ِم�ن
ِ وم�ن ه�ذه ِ
القدم ِ أخذه بـ «الإله إلاَّ الله» ،وس ِ تاف ِعند ِ
واله ِ
ِ
ملبس ب ،وخل ِع المالع ِ كر فيالش ِ
جود ُّ ُ ُ
ِ
الهواء ِ
الملبس في والتلوي�ح بِ
ِ ِ
الهدف ، س�مه ِعندَ إدخالِ�ه الكُر َة في
ب عن ِج ِ ِ
الالع ِ
ِ
كالنس�اء ، الج ِ
يد الع ِ
قد على ِ أعمال االس�تِتبا ِع الفج ِة ،كوض ِع ِ
ِ كثير ِمن
َّ وغير هذا ٌُ ،
كثير ِ ِ
مالبس ال ُع ِ والباروكات ،ولِ ِ
ِ ِ ِ
وغير هذا ٌ
ري الفاضحة ُ ، بس الش�عر قص
وتقليد ِّ
وكثير .
ٌ
ضياع الأمانةِ
ضياع األمانة ُ
ِ ِ ِ ٍ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
ور َّبما َ
كان تكررة لعدَّ ة مراح َل .وفي عدَّ ة أزمنة ُ ،
الم ِّ
وهي م َن العالمات الصغرى ُ
ِ �دة إل�ى الم ِ
الراش ِالفة ِ
الخ ِ
األمر ِمن ِ ِ
عصر العض ِ
وض .في لك ُ ُ تحو َل ِ َ َّأو ُل مظاه ِره�ا ُّ
ُنقض َّن ُعرى اإلسلا ِم ُعرو ًةتاري�خ األُ َّم ِة ،و ُيؤ ِّي�دُ هذا المعنى َقو ُله « : mلت َ
ِ ِ
ص�در
ِ
لمؤامرة صيغة لِ
ٍ وأو ُل ِ نقضا الحكم »((( ،والحك ِ ُع�رو ًة َّ ،أو ُله� َّن ً
نقض أمانتي ْ�م م َن األمان�ات َّ ،
ُ ُ ُ ُ
أيضا لأِ ِ
مانة نقض ً ناك ٌ كان ُه َ ِ
ضوض ،كما َ الحك ِم ال َع كان بِ ِ
الحك� ِم َ ِ
الحكم والعلم بروز ُ نقض ُ عل�ى
ِ
النقض العل ِم ،واس�تمر ذلِ َك مرحل ًة بعدَ ُأخرى ...وهكذا حتَّى جاء أخطر ِ
مراح ِل ِ
ُ َ َّ
ِ
لمانية ،وهي ق�رار ِ
الع ِ اإلسلامية ،ولإِ ِ
قامة ِ الخ ِ
الفة قرار ِ ِ
إس�قاط ِ لِلحك� ِم ولِ ِ
لعل� ِم بِ ُ
ِ النقض بك ُِّل معانيه وأش�كالِه تحقي ًق�ا لِ
َّب ع َليها ُ
األعرابي
ِّ حديث المرحل� ُة التي ترت َ
ت األمان ُة رس�ول ال َّل ِه « : mإذا ُضيع ِ ُ ِ
الس�اعة .ور َّد رس�ول ال َّل ِه ِ m
عن َ ِ
الس�ائل
ِّ َ
األمر قال « :إذا ُو ِّس�دَ رس�ول ال َّل ِ
�ه ؟ َ َ ق�ال :وكي�ف إضاعتُها يا فانتظِ ِ
�ر الس�اع َة » َ .
ُ
العربي العالمين ِ
صوره ف�ي �ق هذا المعنى في أجلى ي�ر ِ
أهله»((( . .وقد تح َّق َ إل�ى َغ ِ
ِّ َ
263
مرحلة االس�تِ ِ
عمار ، ِ اإلسلامية ،وامتِ ِ
�داد ِ الخ ِ
الفة ق�رار ِ
ِ ِ
�قوط واإلسلامي بعدَ ُس
ِّ
تشكيل القرارين « الحك ِم ِ ِ ِ
والعل ِم » ُ ِ وإعادة ِ
المريض ، وتقسي ِم ما ُس ِّمي بِ ِتركة ُ
الرج ِل
ِ
العلمنة ِ
لمانية ُث َّم في العالمين العربي واإلسلامي لِما يخدُ م االستِعمار وسياس َة ِ
الع َ ُ ِّ ِّ َ
ولمة وهكذا . ُثم الع ِ
َّ َ
ِ
األمانات ِ
مجموعة �ق بِ والعل ِم ،وأما فيما يتع َّل ُ وه�ذا فيما يتع َّل ُق بِق�رار ِي الحك ِم ِ
ُ َ
األحادي�ث األُخرى ِ ، ِ
ومنها حديث حذيفة ؤ ُ األُخرى وإضاعتها فإليها ت ُ
ُش�ير
ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َح ِدي َث ْي ِن َقدْ َر َأ ْي ُت َأ َحدَ ُه َما
الذي يقول فيهَ :حدَّ َثنَا َر ُس ُ
علموا ال ُق َ
رآن الرجال ُ ،ثم ِ
َّ
ِ ذر ُق ِ
لوب أن األمان َة نز َلت في ِج ِ َو َأنَا َأ ْنتَظِ ُر الآْ َخ َر َ ،حدَّ َثنَا َّ
حديث «فال يكاد
الرج ُل النَّوم َة فتُق َب ُض األمان ُة رفعها َ ُ ،ثم َع ِلموا ِمن السن َِّة ،وحدَّ َثنا عن ِ
فقال « :ينا ُم ُ َ ُّ َّ أحدهم يؤدي
األمانة »...
أثرها ِم َثلُقب�ض ،فيبقى ُ أثرها ِم َثل ِ
أثر الوك�ت((( ُ ،ث َّم ينا ُم النوم َة فت ُ ِم�ن قلبِ�ه ُّ
فيظل ُ
جل َك فن َِف َط فتراه ُمنبتِ ًرا وليس فيه ش�ي ٌء ؛ ف ُيصبِ ُح كجمر دحرجتَه على ِر ِ
ْ ٍ ِ (((
الم ْج�ل َ
رجلاً أمينًا ٍ الناس يتبايعون ،فال يكا ُد أحدُ هم يؤ ِّدي األمان َة ف ُي ُ
قال :إن في بني ُفالن ُ ُ
ٍ
خردل ثقال ح َّب ِة
لرج ِل :ما أعق َله ! وما أظر َفه ! وما أجلدَ ه ! وما في قلبِه ِم ُ ،وي ُ ِ
قال ل ُ ُ
كان م ِ زمان وما ُأبالي أ ُّيكم ٍ ِ
سل ًما ر َّده اإلسال ُم بايعت لئن َ ُ
ُ علي ٌمن إيمان ! ولقد أتى َّ
(((
كنت ُأ ُ
باي�ع إلاَّ فالنًا وفالنًا عل�ي س�اعيه .فأم�ا اليو َم فما ُ
َّ ،وإن َ
كان نصران ًّي�ا ر َّده
كذ ُب فِيها س�تكون هناك ِس َ
�نون َخدَّ اع� ٌة ُ :ي َّ ُ أخبر عنه « : mإنَّه
أيضا َ ث�ل هذا ً ِ .
وم ُ
الخ ُؤون »(((.خو ُن فِيها األمي ُن و ُيؤ َّم ُن فِيها َ ِ ِ ِ
الصاد ُق ،و ُيصدَّ ُق فيها الكاذ ُب ،و ُي َّ
264
وظهو ِر الجهلِ قبض ِ
الع ِلم ُ ُ
قبض العلم
وظهور الجهل رة َزمنًا بعدَ ٍ
زمن ،ومرحل ًة بعدَ ُأخرى الساعة الصغرى المتكر ِ ِ ِ
عالمات وهي أحدُ
ُ ِّ
القبض على ٍ
حال ُمع َّي ٍن ، ف ُ بمرحلة ُمع َّي ٍنة ُ ،ث َّم يتو َّق ُ
ٍ على َغ ِير تتا ُب ٍع ،وإنَّما قد ترتبِ ُط
مرحلة ُأخرى وهكذا . ٍ
مر ًة ُأخرى َ
مع ُث َّم يتجدَّ ُد ُ
القبض َّ
تاريخ التحو ِ ِ ِ ِ
الت يتحدَّ ُد المعنى ُّ ِ النظر والتأ ُّم ِل إلى مجمو ِع األحاديث َ
عبر وعندَ
مرحلة ِ
الفت َِن األولى ِ القبض لِ ِ
ِ ِ نذ ِويبر ُز جل ًّيا ُم ُ
القبض فيلعل ِم .ويتحدَّ ُد ُ مرحلة بدء ُ
القبض بِك ُِّل معانيه..
ِ بعدها ِم َنثمان واإلما ِم عل�ي وما جاء من ِ
َ ٍّ
عهد ِخ ِ
الفة ُع َ عل�ى ِ
ٍ
معان : ولِل َق ِ
بض
ُ قبض ِ
العل� ِم « :هذا ِ ِ النووي ِمن َقولِ�ه على
معاني قبض العلم
الحديث حديث ُّ ( )1م�ا َ
ذكر اإلم�ا ُم
محوه ِمن ُص ِ
دور ليس هو َ
ِ
المطلقة َ
ِ ِ يبين المراد بِ ِ ِ
قبض العل ِم في األحاديث الس�ابِقة ُ ُ ِّ ُ ُ َ
الناس ُجه�الاً يحكُمون بِحاالتِهم ِ
يم�وت حملتُه ويتَّخ َذ ُ
َ ح َّفاظِ�ه ِ ،
ولك� َّن معناه أن ُ
وروث ِ
عن ُ الم ِ ِ العل ِم هنا ِعلم ِ
الك ِ في ِض ُّلون» ((( ،والمراد بِ ِ
لم َوالس�نَّة ،وهو الع ُ
تاب ُّ ُ ُ ُ ُ ُ
وتموت لم ، ِ ِ
األنبياء ،وبِ َذهابِهم فإن ال ُعلما َء ورث ُةعليه ُم السال ُم َّ ، ِ
األنبياء ِ
ُ يذهب الع َ
ُ
ُ
الجهل »((( . وتظهر البِ ُ
دع ،وي ُع ُّم ُ السن ُن ،
ُّ
265
األزم ِنة
ِ ِ ِ ِ ِ القب�ض ِ :
ِ (ِ )3
باض ال ُعلم�اء وحملة العل ِم ،لما ُ
يق�ع في انق ُ وم�ن معاني
انقباض /قبض
ِ
لم�اء ِ ،مما ُيؤ ِّدي إلى اعتِزالِ ِ ِ ٍ
ين وكراهية للعل ِم وال ُع ٍ ٍ
وتج�اوز وانتهاك للدِّ ِ م�ن ُظل ٍمِ العلماء
َّ ُ
ِ
الجهل الناس ،ف ُيؤ ِّدي ذلِ َك إلى ُظ ِ
هور ِ ِ
مجالسة ِ
وانقطاعهم عن ِ
الناس عن الع ِ
لماء ِ ُ
بِالدِّ ِ
ين .
ِ
وإيداعهم وسجنِهمعليهم ِ
القبض ِ ِ العل ِم إخراس الع ِ
لماء بِ قبض ِ
ِ ومن معاني (ِ )4
ُ ُ
ِ ِ ِ ِ
س�مى باإلقامة الجبرية في منازلهم ؛ حتَّى ال ينتف َع بِ ِه ُم ُ
الناس ،وقد وق َعت ،فيما ُي َ
مراح َل ش�تَّى ِ ،
ومنها (المرحل ُة س�لمين في ِ الد الم ِ (القبض) في بِ ِ
ِ النماذ ُج ِم َن
ِ هذه
ُ
ِ ِ والس ِ ِ ِ ِ
والتشريد.. والخطف جن لم وال ُعلما ُء إلى اإلبادة ِّ ال ُغثائي ُة) التي َّ
تعر َض فيها الع ُ
والضلاالت ِ
والعل ِم ِ ِ
الجهاالتماع�ي جيلاً ُمتخ ِّب ًط�ا بِالواق ِع االجتِ
ِمم�ا كون ف�ي ِ
ِّ َّ َّ
ِ
المقبوض . المس َّي ِ
س ُ
266
؛ فض ُّلوا وأض ُّلوا »((( .
ِ ِ
الظاه�ر ُة ِجيلاً بعدَ ٍ ِ
خريات مر إلى ُأش�دِّ ه في ُأجيل ،حتَّ�ى يب ُل َغ األَ ُ وتس�تم ُّر ه�ذه
أظه ِركم ُ ،يس�رىين ُ رآن ِمن َب ِ ٍ
مس�عود « :ل ُينت ََز َع َّن ال ُق ُ قال عبدُ ال َّل ِه ِ
بن ِ
الزمان ،كما َ
األرض ِمنه َشي ٌء » ((( .
ِ جال ؛ فال يبقى في ِّ
ِ
أجواف الر ِ ب ِمن ِ
ع َليه َليلاً ؛ َ
فيذه ُ
ِ
الساعة ِ
عالمات الم ِ
ش�ار إ َليه في ِ ِ ِ ِ ِ
والنقض ُ القبض مس�يرة النظر الواعي في وعندَ
المن ِّف ِذ ِ
النظر ع�ن ُ
ِ
ص�رف مراح َ�ل متدر ٍ
جة ـ بِ ُ ِّ
المس�يرة قد م�رت بِ ِ
َّ
ِ �ظ َّ
أن هذه نالح ُِ
والم ِ
ستثم ِر ـ اشتم َلت على ما يلي : ُ
الحك ِم .
نقض ُُ -1
نقض ِ
العل ِم . ُ -2
ين والدَّ ِ
ولة . الفصل َبي َن الدِّ ِ
ُ -3
أشكال من نقض
العرى في مسيرة يانة .التاريخ والدِّ ِ
ِ الفصل َبي َنُ -4
التاريخ ِ
والمتغ ِّي ِر .
الفصل َبي َن الثوابِت ُ ُ -5
الفصل َبي َن العلم والدين . ُ -6
ِ
والدعوة . ِ
التربية والتعلي ِم الفصل َبي َن ُ -7
ين . ِ
وأركان الدِّ ِ ِ
اإلحسان الفصل َبي َن ِعل ِم
ُ -8
ف. اإلحسان والتصو ِ
ِ الفصل َبي َن ِعل ِم
ُ -9
ُّ
عامل الرابِ ِع .
والم ِ الفصل بين المث َّل ِ
ِ
المدموج ُ ث ُ َ َ ُ -10
ُ
الفصل َبي َن التصوف والسنة . -11
267
الفصل بين التصو ِ
ف واإلسال ِم((( . ُّ ُ َ َ -12
بوةِ
هور ُمدَّعي الن ُّ َّ
ُظ ُ ظهور مدعي
ظواهره�ا ،وتج�دَّ دت ِ
نماذ ُجها ِ ِ
الس�اعة الصغ�رى التي تع�دَّ َدت ِ
عالمات وم�نِ النبوة
َ ُ
ُ
ثالث قريب ِمن ثالثين َّ
كذا ًبا ،وفيهم ٌ ُّب�و َة ،وهم �روج َّ
الكذابين الذين يدَّ عون الن َّ ُخ ُ
نِ ٍ
سوة أو أربع .
ِ
الصحابة ئ وما ِ
عصور س�الة ِ ،
ومنهم ف�ي ِ الر ِ
عصر ِّ بعضهم في
خرج ُوق�د َ
ِ
األجيال . ِ
بعض بعدها ،وال يزالون يظهرون في
ِ
أرض اب ِ ،من ب الر ِ
سالة ُم َس ِيلم ُة َّ
الكذ ُ
ِ ِ
الكذابين في عهد صاح ِ ِّوأو ُل من ظهر ِم َن َّ َّ مسيلمة الكذاب
المس�لمين ،حتَّى قت َله الصحاب ُة ئ ِ ٍ
واألسود العنسي نجد ،وقد ك ُث َر أتبا ُعه ،وع ُظ َم ُّ
ش�ره على ُ
الصديق ؤ . ِ األو ِل أبي ٍ
بكر ِ ِ ِ
في معركة « اليمامة » على عهد الخليفة َّ
((( وم�ن أغ�رب مظاهر هذا الفصل مطالبة بع�ض المتطرفين من دعاة الخ�وارج الجدد علماء
المذهبي�ة والصوفية للتوبة وتجديد اإلسلام ،ونش�ر بعضهم في اإلنترن�ت احتفال أولئك
بكافر دخل اإلسالم وحسن إسالمه ،وكان ذلك الكافر ـ من وجهة نظرهم ـ مسلما صوفيا
دخل إلى الحظيرة السلفية ،وحسن إسالمه بعد رجوعه عن مذهب الصوفية ،وتوبته على
أيديهم .
ُ
وحدي�ث ( « بينما أنا نائم رأيت فى يدي س�وارين من ذهب، خ�اري (. )7121
ِّ صحي�ح ال ُب
ُ (((
فأهمن�ي ش�أنهما ،فأوح�ي إلى فى المن�ام أن انفخهم�ا ،فنفختهما فط�ارا فأولتهما كذابين
يخرج�ان بع�دي » ،ف�كان أحدهما العنس�ي واآلخر مس�يلمة الك�ذاب صاح�ب اليمامة)
صحيح البخاري (. )3621
268
ُّب�و َة ؛ وقت َله الصحاب َة ِ ِ ِ وكذلِ َ
اليم�ن » ،وا َّدعى الن َّ �ي في �ك ُظ ُ
هور « األس�ود ال َعنْس ِّ
النبي . m ِ
أيضا في حياة ِّ
ئ ً
269
وظهر في الس�اعة (الوابِ�ل)((( : ِ ِ
أش�راط ب ِكتاب ِ
َ ومنه�م القاديان�ي ،قال صاح ُ أحمد القادياني
األكاذيب
َ روج�ون عصرن�ا ا َّدع�ى المهد َّي َة ع�د ٌد ِم� َن َّ
الكذابي�ن ،الذي�ن ُي ِّ ِ وف�ي مدعو المهدية
واألضاليل بِهذا االد ِ المعاصرون
َ
يخدعون بما يقولونه ِ
العنكبوتية ِ
الشبكة عاء ،ولهم ِ
مواق ُع في َ
ِّ
ِ
المرحلة وضحاياها(((. جهل َة
يك�ون ِ
َ ِ
ه�ؤالء ُمتو َّق ًعا ،كما �روج ِم ِ وال ُ
آخ ُرهم أخب�ر عنه ، mحتَّى
َ ثل ي�زال ُخ ُ
أنب ؤ َّ بن ُجندُ ٍ ِ
الحديث عن َس ُمر َة ِ ِ
األعور ،كما ور َد في مع الدَّ َّج ِ
ال خروجا َ
ً
عهده « :وإنَّه وال َّل ِه
ت الشمس على ِ
ُ
طبة الودا ِع يوم كس َف ِ
َ
قال في ُخ ِرسول ال َّل ِه َ m
َ
الدج ُال ((( » .
األعور َّ
ُ آخر ُه ُم يخرج ثالثون َّ
كذا ًبا ُ َ ال تقو ُم الساع ُة حتَّى
((( ص.115
علي « :وإن ََّك ِ
((( وممن اشتهر بغلوه في الرفض ال بادعاء النبوة اب ُن الكواء الذي َ
قال له اإلما ُم ٌّ
لت :ما آياتُهم؟ َ
قال : مر ؤ ُ ،ق ُ حديث ِ
ابن ُع َ ُ ِ
الرفض ،و ُيؤ ِّيدُ ه َ
وكان يغلو في ِمنهم » .
« يأتونكم بِ ُسن ٍَّة لم تكونوا ع َليها » .اإلشاعة ص. 97
((( مسند أحمد (.)20711
270
إلخ»((( .
271
َ ِ
معركة « َع ِ المظ َّف ُر « ُق ُط ُز » ،وهز َمهم في ِ
ودخل جالوت » ،
َ ين لهم المل ُك ُتص�دَّ ى ُ
ِ
ويالت ِ
تاريخ الدُ المضطر ِبة ِم�ن
ِ ِ
المرحلة ِ
خريات كثير ِمنهم إلى اإلسلا ِم ،وف�ي ُأ ٌ
(((
الخالف َة اإلسالمي َة إلى مكانِها الصحيح »
ثمان ِ
األتراك ِمن بني ُع َ ُ ِ
اإلسالمية أعا َد
قرار الم ِ ِ
واإلسلامي
ِّ العربي
ِّ س�لمين في العال ِم الكبير في تَوحيد ِ ُ ُ ور
لهم الدَّ ُ َ
وكان ُ .
العربي
ُّ العالم
ُ َ
دخ�ل الحميد الثاني ،الذي بإس�قاطِه
ِ ُ
�لطان عبدُالس َ ِ
وكان آخ ُره�م ُّ .
هن واالستِ ِ والو ِ ِ ِ
عمار . واإلسالمي في مرحلة ال ُغثاء َ
ُّ
الزمان مع نِ ِ
هاية ِ س�لمين فس�يأتي ف�ي ِ
آخر ُّرك لِلم ِ
تال الت ِ
وأما المرحل ُة الثاني ُة ِمن ِق ِ
َ ُ َّ
س�يكون ِ
القت ُ
َ�ال على الدُّ نيا ُ ِ
األحاديث . كن�ز ال ُف ِ
رات ،كم�ا ور َد في الص�را ِع عل�ى ِ ِّ قتال التُّرك على
ِ
الذهب » ، ِ
وكن�ز ِ
الماء ِ
ح�رب س�مى « بِ ِ ِ ِ حرب الماء وكنز
والمس�لمين منه�م .وهو ما ُي َّ الع�رب ُ َبي� َن
الذهب
ِ
مسارها صرف ِ
مياهه عن ِ حاوالت لِ
ٍ المعاصرة هيمن ٌة على منابِ ِع ال ُف ِ
رات و ُم ِ ولتُركيا
الم ِ
ش�ار ِ الصرا ِع في ِ المألوف إلى ِج ٍ
هات ُأخرى ُر َّبما كانَت من ِ
المس�تقبل ُ أس�باب ِّ
إ َليه .وال َّل ُه ُ
أعلم(((.
((( مصداقا لما قاله mفيما رواه أبو هريرة ؤ بعد ذكر لقتال الترك ،قال « :وتجدون من
خير الناس أش�دهم كراهية لهذا األمر ،حتى يقع فيه ،والناس معادن خيارهم في الجاهلية
خياره�م في اإلسلام » .اهـ صحيح البخ�اري ،كتاب المناقب ،ب�اب عالمات النبوة في
اإلسالم ( )604 :6الفتح .
(( ( وع�ن مفهوم حرب الم�اء ورد عن عبدالله بن عمرو بن الع�اص ؤ في المعجم الكبير
للطبراني ( :)8857عن القاسم قال :مد الفرات على عهد عبد الله فكره ذلك الناس فقال
عب�د الل�ه :ال تكرهوا فإنه يوش�ك أن يأتي على الناس زمان يلتمس فيه طس�ت من ماء وال
يوجد ذلك حين يرجع كل ماء إلى عنصره ويكون بقية الماء والمؤمنون بالشام.
وف�ي نفس المصدر :ش�كي إل�ى ابن مس�عود الفرات فقال�وا :إنا نخ�اف أن ينبثق علينا
فلو أرس�لت إليه من يس�كره فق�ال عبد الله :ال نس�كره فو الله ليأتين عل�ى الناس زمان لو
التمس�وا فيه على طس�ت من ماء ما وجدتموه ليرجعن كل ماء إلى عنصره ويكون فيه الماء
272
الباب فكثير ٌة ِ ،
ومنها : ِ ُ
األحاديث في هذا و أ َّما
ِّ
كالمجان س�لمون الت ُ
ُّ�رك َقو ًما ُو ُ
جوهه�م •« ال تق�وم الس�اع ُة حتَّى يقاتِ َل الم ِ
ُ ُ ُ
الش ِ
عر»((( . عر ويمشون في َّ طر َق ِة يل َبسون َّ
الش َ الم َ
ُ
جوههم كأن ُو َ غار األع ُي ِن َّ راض األَ ِ ِ وحديث « إن ُأ َّمتي يسو ُقها َقو ٌم ِع ُ
ُ
وجه ص ُ ُ •
العرب ،أ َّما الس�ابِق ُة ألولىِ ِ ات) حتَّى يلحقوهم بِ (ثالث مر ٍ
جزيرة َ َّ فالح َج ُ
َ
بعض ،وأ َّما الثالِث ُة
بعض وينجو ٌ هرب ِمنهم ،وأ َّما الثاني ُة ف َيه َل ُك ٌ ،فينجو َمن َ
هم �ه َمن هم ؟ َ فيصطلم�ون ُك ُّله�م م�ن ِبقي ِمنهم » .قا ُلوا :يا نبي ال َّل ِ ِ
قال ُ « : َّ َ َ
مساج ِد
ِ بيده ،ليربِ ُط َّن ُخيو َلهم إلى سواري قال « :أما والذي نفسي ِ
َ الت ُ
ُّرك » َ .
الم ِ
سلمين »(((. ُ
وحديث « اتركوا الت َ
ُّرك ما تركوكم » ((( . ُ •
رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ
وش ُك ُ قال َ :
قال �مر َة ؤ َ ُ تال العج ِم ففيه وأ َّما ِق ُ
ُ حديث َس ُ
وج�ل أيد َيكم ِم َن العج ِم ُ ،ث َّم يكونون ُأ ْس�دً ا ال ِيف ُّ�رون ؛ فيقتلون
َّ أن يم َ
لأ ال َّل� ُه َّ
عز
والمسلمون بالشام.
((( صحيح م ِ
سل ٍم (. )7497 ُ ُ
ِ ٍ
العرب» وكأنَّها إِش�ار ٌة إلى مرحلة تنفص ُل
ِ ِ
(( ( مس�ند أبي يعلى ( ، )7376والح ْظ َقو َله« :على
الح ٌظ َ
اآلن . ِ عن الدُّ ِ ِمنها الدُّ ُ
ول العربي ُة ِ
ول اإلسالمية كما هو ُم َ
يوسف الوابل ص. 121-120 ِ َ
أشراط الساعة » ُ ((( مسند أحمد (« ، )22951
((( سنن أبي داود (. )4304
273
مقاتِلتَكم ويأكلون في َئكم »(((.
عز �ك أن يم َ
أل ال َّل ُه َّ رس�ول ال َّل ِه « : mي ِ
وش ُ ُ قال َ :
قال وع�ن أب�ي ُه َري�ر َة ؤ َ
ُ
وجل أيد َيكم ِم َن العج ِم ُ ،ث َّم َي ْج َع ُل ُه ْم ُأ ْسدً ا ال ِيف ُّرون ؛ فيقتلون مقاتِلتَكم ويأكلون
َّ
ِ
الغ�رب و َمن حال َفهم . العج�م ُهنا هم ُد ُ
ول َ أعلم ـ َّ
أن في َئك�م » ،ويب�دو ـ وال َّل� ُه ُ
(((
ِ
والثانية روب الك ِ
َونية األولى الح ِ واإلسلامي ِخ َ
الل ُ َّ العربي
َّ العالم
َ وقد اس�تعمروا
،واقتس�موها فيم�ا َبينَه�م ،ورس�موا خرائ َطها ،واس�تثمروا ثرواتِها إل�ى اليو ِم في
عمارمرحلة االستِ ِ
ِ والعلمنة والع ِ
ولمة ،أو ما أشرنا إ َليها بِ َ
ِ ِ
لمانية الثالث ِ
الع ِ ِ
المراحل
ِ
الزمان ِ
س�تقبل ِ
الغزو بقي ٌة في ُم يك�ون لِهذا
َ ور َّبما أن
ثمار ُ .هتار ُث َّم االس�تِ ِ
ُث َّم االس�تِ ِ
ٍ لِ ٍ
صور ُأخرى
ونماذج ُمس َّيسة ،وال َّل ُه ُ
أعلم . َ
أزمن ٌةالعالم�ات التي تكررت ِ ِ الس�اعة الص ْغرى َك ْثر ُة ال َقت ِْلِ ،
وم َن ِ وم�ن َعلاَ م ِ
ات
َّ َ َ ُّ َ َ ْ
رسول ال َّل ِه
ُ سماه
أيضا ما َّ ِ
القتل) ،وهو ً الكثرة والتزا ُي ِد (كثر ُة
ِ بعدَ ُأخرى على ِ
صفة
قال « :ال رسول ال َّل ِه َ m
َ حديث أبي ُه َرير َة ؤ َّ
أن ِ ِ
الهرج) ،كما ور َد في ( mبِ
ُ
«القتل»(((. رسول ال َّل ِه َ ،
قال : َ الهرج يا
ُ الهرج » قا ُلوا :وما
ُ تقو ُم الساع ُة حتَّى يك ُث َر
274
ف له ِ
الزمان ،ويخ َّل ُ أهل ذلِ َك
قول ِ
ُنزع ُع ُ ٍ
يومئذ ؟! َ
قال « :إنَّه لت ُ قالوا :ومعنا عقو ُلنا
ٍ ((( ٍ َهبا ٌء ِم َن الن ِ
شيء ،و َليسوا على شيء » أكثرهم أنَّه علىيحسب ُ
ُ ّاس ن
275
اآلالف
ُ روب الكَوني� َة األولى والثاني َة وما قب َلها وما بعدَ ها َ
ذهب فيها الح َ
أن ُحصاد الحروب كم�ا َّ
ِ ِ ِ مة ِ .سل ِ سل ِ العالمية لآلالف
الغربي
ِّ وتهيئة العال ِم القبلية المرحلة وخ َ
الل مة و َغ ِير الم ِ
ُ
عوب الم ِ
الش ِ ُ ِم َن ُّ من البشر
الح ِ ِ ِ ِ ِ ِ
والمسلمين ل َقبول االست ِ ِ ِ بِال َد
روب وحصول ُ عمار والتجزئة والتقسي ِم ُ ، العرب ُ
ِ
المئات . لوُ ِ ذهب كذلِ َك لية بين ال ُقوى الم ِ ِ
ِ ِ
المئات ت َ تنازعة َ ، ُ الداخ َ َ حروب الثورة
األتراك ،وحروب الح ِ
ِ ِ ِ ومنه�ا حروب ال َّث ِِ العربية المزعومة
ولدود َبي َن ُد ِ ُ ُ ُ المزعومة ِضدَّ العربية ورة ُ ُ ضد األتراك
�روب هم أعدا ُءِ الح ِ ِ َ �وار للتوس� ِع في المنطِ ِ
الج ِِ والحروب القبلية
األساس�ي لهذه ُ
ُّ الداع ُم وكان ق�ة ، ُّ
والحزبية
ستعمرين والم ِ
ستثمرين . ِ الم ِ ِ
ُ المسلمين م َن ُ ُ
الم ِ ِ ِ ِ
تنازعين على التحرير فيما َبي َن ال ُّث َّو ِار أن ُفس�هم المئات م َن ُ
ِ روب
وحص�دَ ت ُح ُ
ِ
معارك �عوب في ِ ومث ُلها ما ُح ِصدَ ِم َن ُّ
الش آن�ذاك ِ ،
َ ِ
اليمن ِ
جنوب ِ
القرار ف�ي ِ
أملاك
الصرا ِع الباتِ ِر َبي َن ِ ِ ِ
الملكي ،وماجرى بعدَ ذل َك من فتَ�ن ِّ ِّ اليم�ن و َثورتِه ِض�دَّ النِّظا ِم
ِ
ِ ِ الوحدة ِ
وخال َلها ،بِ ِ اليمن َفوجا بعدَ آخر حتَّى ِ ال ُقوى في بِ ِ
النظر عن صرف عهد َ ِ ً الد
واح ٍد .
ومصير ِ
ٍ دين و ُل ٍ
غة وأهل ٍ
سلمون ُ المبادئ أو ِ
عدمها ،فالجميع م ِ
ُ ُ
ِ ِ
عدالة
والص ِ
ومال ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وم ُ
أرض الرافدَ ين وفلس�طي َن والباكس�تان واألفغ�ان ُّ ث�ل هذا نراه في
الحروب الطائفية
ِ
والقرار الحك� ِم ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ
ـ إل�ى الي�و ِم ـ م�ن ُح
والمس�لمين على ُ
الع�رب ُ �روب داخلية َبي َن
ونسأل ال َّل َه السالم َة فيما ِبق َي .
ُ والس ِ
لطان ، ُّ
276
اب مر ب َن الخ َّط ِ
أن س ِّيدَ نا ُع َالصحابة ، nوقد ُأثِ َر َّ ِ عصرُ ولم يس َلم فِيها إلاَّ
َ
وإياك ِ
المط�ر ، الناس ِم َن ِ
قال َ « :أك� َّن َ النبوي َ
ِّ المس�ج ِد
ِ ِ
تجدي�د أم�ر بِ
لم�ا َ ؤ َّ
الحكَّا ِم أن الذين جاءوا بعدَ ذلِ َ ِ الن�اس » ((( ؛ إلاَّ َّ ُحم َ�ر أو تُص ِّف َ�ر فتفتِ� َن
�ك م َن ُ ُ َ أن ت ِّ
زال فِيها ما هو لمس�اج ِد ،وال َ
ِ الزخرف�ة لِ
ِ ِ
ش�أن ِ
والسلاطين أس�رفوا في واألُ ِ
م�راء
ق�ال ال ُب ِ
خار ُّي : س و َغ ِيرهاَ .. ِ
المغر ِ
ب واألند ُل ِ ومصر وبِ ِ
لاد اآلن بِالش�ا ِم ِ
قائ�م إلى َ
َ ٌ
اس :لت ِ
ُزخر َفنَّها كما وقال اب ُن ع َّب ٍ
عمرونها إلاَّ قليلاً َ . أنس :يتباهون بها ُث َّ
�م ال ُي ِّ ق�ال ٌ َ
ت اليهو ُد والنصارى((( . زخر َف ِ
277
يث ُّ
تظل مارية ،بح ِ
ِ طات االس�تثِ
الش�وار ِع ف�ي المخ َّط ِ
ِ ِ
ومفارق ح�ار وال ُطر ِ
ق�ات البِ ِ
َ ُ ُ
المساج ِد التي
ِ ناك ِم َن
وه َ ِ
الناس ُ ،
ِ
حركة عدها عن المس�اج ِد مهجور ًة لب ِ
ُ ِ بعض هذه
ُ
لمخالِفيهم ِ ِ ِ ِ ِ
سميات على صفة الضد َّية ُ والم َّ
ويتفاخر بها أصحا ُبها باألس�ماء ُ
َ يتباهى
خرية لِ َغ ِيرهم .
والتحقير والس ِ
ِ ُّ ِ
واللعن ِ
وجعلها سب ًبا في الشت ِم
278
والفتنةِ الرابِعةِ الصرغى في رمحلتَي ِ الدُّهَ ِ
يماء ِ ِ
العلامات ُّ نماذ ُج ِم َن
ِ
والوقائع ومواقِ ِف الأُمَّةِ
ِ ِ
لأحداثقِراءة ٌ نبوية ٌ ل ِ
بيع الحكم
الح ِ
كم يع ُ
بَ ُ
عالمة صغرى الصراع على الحك ِم ون ُُزو ُل ُه إلى س ِ
�وق ال َع ْر ِ ِ ِ
ض ُ ُ وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ
الص ْغ َرى
ِ
البعض عن تناز ُل الترش�يح واالنتِ ِ
خاب ،أو ُ ِ ِ
س�بيل ِ
األموال في دفع
ب ،وهو ُ وال َّط َل ِ
ِ
الناس ماعي َبي َن ِ ُ مدفوعات ٍٍ صوتِ�ه ُمقابِ َل
والتحريش االجت ُّ مالية ،وإث�ار ُة الفوضى
المجتم ِع بما ال ِ ِ لطان ِ ،
وانش ُ الجدارة بِالحك ِم والس ِ ِ َ
مهور األوس ِع م َن ُ الج
غال ُ ُّ ُ حول
نتخبِين
الم َ ِ الضرورة إلى :امتِ ِ
ِ األمر ِ ،م َّما ُيؤ ِّدي بِ
ِ ُ
الجماهير على ُ نان هذه يخ ُّص�ه في
حاد ٍثة أو
الثق�ة عنهم أم�ام أي ِ
َ ِّ
ِ ِ
والضغ�ط ع َليه�م وتحدِّ يه�م ،ونز ِع رش ِ
�حين ، والم َ
ُ
ِ
المرحلة ِ
ظواه ِر ِ
عاصر ،فهي إحدى الم الح ٌظ في العال ِم ٍ
اإلنساني ُ
ِّ قضية ،كما هو ُم َ
سلمين . ِ
عاصرة في الم ِ الم
ُ ُ
ش َر ِ
ط كثرةُ ال ُّ
ِ والش�ر ِ ِ ِ ِ
العساك ُر هم
�رط ُ والش ُ
طُّ ، الص ْغ َرى َك ْث َر ُة ال َع َس�اك ِر ُّ َ
وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ
ِ رة ِضدَّ جاو ِ
الم ِ ِ ِ ِ ِ
الداخ ِ مة لِ ِح ِ الخاص� ُة بِاألنظِ ِ
األش�باه والخار ِج من ُحدودها ُ �ل ماية َّ
الداخلي ، ِ
الضب�ط ِ
مجموعات �رور ِ
وغيرها م�ن والم ِ ِ واألمث�ال ِمن ُش ْ�ر َط ِة
ِ
ِّ األمن ُ
ِ ِ ِ وه�ي ِ
الداخ ِل الكثرة في النب�ي « mبِالكثرة » َ ،
ومع ه�ذه ُّ ظاه�ر ٌة معلوم ٌة وص َفها
ِ ِ الش ُ ِ ِ حال ِم َن
أي ٍ ِ
كاليهود شترك « الم
لعدو ُ
�رط ل ِّ األحوال أن تتصدَّ ى هذه ُّ ال ُيمك ُن بِ ِّ
ش�تركة ؛ لِع�د ِم ُقدرتِها
ِ الم ِ ِ ف�ي فِلس�طِين » ِ ِ
وغيرها م َن القضايا العربية واإلسلامية ُ َ
279
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
اهتمامهم وحصر ش�ترك العس�كرية من جه�ة ،ولعد ِم اهتم�ا ِم األنظمة بِالدفا ِع ُ
الم
حركة الت ِ ِ س�اع ِد عل�ى
األمن الم ِ نس�بة ِم َن
ٍ الداخ ِل لِ
ِ جتمعات ِم َن
ِ ِ
ِّجارة ِ ُ الم
ف�ي تهيئة ُ
والوار ِ
دات فيما َبي َن ِ لصاد ِ
رات ِ االستقرار لِ
ِ ِ
وتحقيق وخدمات النِّظا ِم ذاتِه
ِ ِ
والسياحة
رة والمصدِّ ِ
رة . المستثم ِ
ِ ول األنظِ ِ
مة والدُّ ِ
ُ
قطيعةُ ِ
الرح ِم قطيعة الرحم
الر ِح ِم ،فال تخلو ُبقع ٌة ال َيو َم ِمن مجتمعاتِنا ِ ِ عالمة صغرى
الص ْغ َرى قطيع ُة َّ
وم ْن َعلاَ َمات الساعة ُّ
وقطيعة ِ
الرح ِم و ُع ِ ِ ِ ِ ِ
قوق العربية واإلسالمية إلاَّ وهي تُعاني من هذا التفكُّك األُ ِّ
سري
والثانوي األساس�ي اإلسلامية في ِ
مواق ِع التعلي ِم ِ ِ
التربية انعدا ُمالوالدَ ين ،وس�ببها ِ
ِّ ِّ ُ
ِ
وإث�ارة ال ِّطبا ِع والثقافي التعليم�ي بالتركي�ز عل�ى الجانِ ِ
ب ِ ع�ي ،واالكتِف�ا ُء ِ
ِّ ِّ والجام ِّ
ِ
واألندية األجه�زة ومخرجاتِها في الب ِ
ي�وت ِ س وبِ ِ
الم�دار ِ لاط في الغريزي�ة بِاالختِ ِ
ِ
ُ ُ
أخطر ُص ِ ِ ِ
ورها . تكون القطيع ُة في
ُ المجتم ِع ،وهكذا والمنتزهات وما شاك َلها في ُ
الق َ
رآن مزامي َر يكون في ِ
آخ ِر الزما ِن يت ِخ ُذ ُ ُ نشء
ٌ نشء القرآن
آن َم َز ِام َير»((( ،أيُ :ي َح ِّسن َ
ُون ون ال ُق ْر َ الس�اعة الص ْغرى «ن َْشء يت ِ
َّخ ُذ َ ٌَ ُّ َ
ِ ومن َعلاَ م ِ
ات َ ْ
بأصوات المزامير
عالمة صغرى
ُ
الحديث ،وهذا األحاديث الش�ريف ُة منها ه�ذا ُ أش�ارت
ْ ِ
األصوات ،وإل�ى ذلك ب�ه
رة ٍ
دينية في كظاه ٍ
ِ برز ال َيو َم ِ
األصوات قد َ رآن ومجو ِدي�ه بِ ِ
نغمة اظ ال ُق ِالن�شء ِمن ح َّف ِ
ُ ِّ ُ ُ
مزامير صر ُفه واإلسالمية ،والمقصود ِمن ات ِ
ِّخاذ ال ُق ِ
رآن ِ ِ
العربية ِ
جتمعات الم غالِ ِ
َ ُ َ ب ُ
ٍ
سياسية أو ألغراض ٍ
دينية أو ٍ االستفادة ِمن تع ُّل ِمه وقراءتِه
ِ ِ
الش�رعية إلى عن وظيفتِه
ِ
والفاج ُر . البر ٍ ِ ٍ
ما ِّدية أو إعالمية ُيحسنُها ُّ
280
رس�ول ال َّل ِه َ m
قال : َ يق�ول mفيما رواه أحمدُ ،ولف ُظه َّ :
أن ُ ِ
الصدد وف�ي ه�ذا
يأتي ٌ
زمان قبل أن َ واألبيض ،تع َّلم�وه َ
ُ واألحمر
ُ تاب ال َّل ِه يتع َّلمه األس�و ُد ِ
« فيك�م ك ُ
أجره
فيتعجلون َ
َّ الس�هم ؛
ُ قو ُم
قومونه كما ُي َّ ن�اس ،وال ُي ِ
جاو ُز تراق َيه�م ،و ُي ِّ يتع َّل ُم�ه ٌ
يتأجلونه » (((.
وال َّ
الجرأة في الفتوى
الجرأةُ في الفتوى
ُ
عالمة صغرى
الشرعي ظاهر ُة االجتِ ِ
هاد ِ
الساعة الص ْغرى الجرأ ُة في ال َفتْوى ،وهي ِ ومن َعلاَ م ِ
ات
ِّ ُّ َ َ ْ
ِ
الصحيحة . ِ
واألحاديث على َغ ِير معانيها ِ
اآليات ِ
وحمل ِ
لحقيقة ف لِ
المخالِ ِ
ُ
281
جال ِ
الزمان ِر ٌ رس�ول ال َّل ِه « : mيخرج في ِ
آخر ُ قال َ :
قال عن أبي ُه َرير َة ؤ َ
ُ
ين ،ألس�نتُهم أحلى ِم َن
الضأن ِم َن ال ِّل ِ
ِ الدين يل َبس�ون لِ ِ
لناس ُجلو َد ِ يختِل�ون الدُّ نيا بِ
علي ِ
يجترئون ؟ فبي يقول الل ُه :أبي يغترون أم َّ ئاب ُ ،الذ ِ
وب ِّالس�ك َِّر ،و ُقلو ُب ُه ُم ُق ُل ُ
ُّ
الحليم ِمنهم حيرانًا »((( .
َ
ِ ِ
حلفت ألبع َث َّن على أولئك منهم فتن ًة ُ
تدع ُ
قال « :خ َت َل�ه يختِ ُله ويخ ُت ُله :إذا خد َعه وراو َغه» .وهو
داع ُ ،ي ُ ِ ُ
والخت�ل :ه�و الخ ُ ظاهرة الفتوى
وخاص ًة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ
َّ المعاصرة ، �ق لواق ِع الكثير من حملة ال ُقرآن والدعوة ُ الخت�ل ـ ُمطاب ٌ إلرضاء الساسة ـ أي :
ِ
والقبض ِ
النقض الساسة ود ِ
عاة ِ مواق ِ
ف العلم والفتوى إرضاء لِ ِ أولئك الذين جعلوا ِ
َ
ُ ً َ
والم ِ
ش�ركي َن تحري�ف المعاني الم َّنز ِلة في ال ُق ِ
رآن على ال ُك َّف ِ ِ َ
ار ُ ُ ور في وكان له�م َد ٌ ،
ِ ِ ِ ِ
الظاهر ُة عمت هذه المسلمين ،وقد َّ المص ِّلين م َن ُفحو ُروها ؛ لتُصبِ َح ُح َّج ًة لهم على ُ
َّ
ِ
شرك وعلما بديلاً عن ِ
إدانة ومث ُلها بِالد العال ِم اإلسلامي والعربي ،وصار ْت فِقها ِ
ً ً َ ِّ ِّ َ ظاهرة الفتوى في
وأهل األوثانِ
ِ ِ ُ
ش�رك اليهود والنصارى صار ِ ِ ِ
وأهل األوثان ،بل َ تحريف معاني اليه�ود والنصارى
ِ القرآن
واالجتراء؛ ظاهر ًة مأمون ًة ِ
بالختل الموصوفين في الحديث ِ
البعض من هؤالء َ لدى
الفكرية المتنو ِ
عة ِ ِ
راس�ات وثقاف ًة حضاري ًة متبادل ًة تبر ُز في اإلعال ِم واالقتِ ِ
صاد والدِّ
ُ ِّ ُ ُ
حميمة ،تب�ر ُز جلي ًة في ِ
نماذ ِج ٍ ٍ
القات صداق�ات ِ
وع ٍ مع ٍ ص�ور ٍ
ذكية ِ ٍ بِ
َّ ُ وغير مس�بوقة َ
ِ العمل االقتِ
ِ
وه ُل َّم ً
جرا... والسياحي َ ،
ِّ والثقافي
ِّ شترك الم
والرياضي ُ
ِّ صادي
ِّ
اآللي لِ ُ
ألم ِم ِّ الثقافي واالس�تِتبا ِع
ُّ الخ ُل ُّ
ق�ي والوه ُن دار ُ ِ ِ
وكان به�ا وبِأمثاله�ا االنح ُ
َ
ِ
الحالة . األُخرى ؛ وكفى بِ ِ
الواق ِع العربي واإلسالمي ِ
شاهدً ا على هذه ِّ ِّ
اللي�ن » كُني ٌة عن تم ُّل ِقه�م لِ ِ
لناس في ِ الض�أن ِم َن
ِ ِ
لن�اس جلو َدَقو ُل�ه « :ي َلبس�ون لِ
ِ
البشاشة لهم ،واللي ُن وههم ،وإِ ِ
ظهار الخلق في وج ِِ ِ
وتحسين ِ
المناسبات واإلعال ِم
ُ ُ
282
ِ
الظاه ِر وتكلف وتصن ٌُع في
ٌ س�ان ِ
الحقيقة ،وإنَّما منافق ٌة بِال ِّل ِ م َعهم َليس على ِ
وجهه
ُ
الف ذلِ َك .
خ ِالباطن فهم بِ ِ
ِ ُ ،وأما في
ِ
العسل » .إشار ٌة إلى واية « :أحلى ِم َن
كر » وفي ِر ٍ
الس ِ ِ
َقو ُله « :ألسنتُهم أحلى م َن ُّ
ظاهرة التجمل
باأللسنة في العل ِم والفتوى ناقشات ِ
ِ الش ِ
عوب و ُم ِ
المعروض على ُّ ِ
الحديث ما يصدُ ُر ِمن ُم ِ
جمل
الحديث وإخفاء ِ ِ البحثية الم ِ
ِ ِ ِ
الحياة ،ولك َّن ُقلو َبهم �ؤون ِ
ظاهر ُش فيدة في ُ والتعليالت والتحليلات
الخديعة في
القلوب انط�وت ع َل ِيه ِم َن
َ ئ�اب» ـ لِما الذ ِلوب ِّ �م ُق ُ
ِِ
وم�ا يخفون�ه في بواطنه�م ـ إنَّما « ُقلو ُب ُه ُ
مرارة ما يخفونه فِيها ـ
ِ الصبِ ِر » لِش�دَّ ِة ِ
أمر م َن َّ
ِ
مع كونها « َّ
ِ ُ ِ
الخبث واللؤ ِم والضغينة َ
ِ ِ ِ ِ
الصبِ ِر » .ونتيج ُة هذا ُك ِّله
وأمر م َن َّ وف�ي ِرواي�ة ُح َذيف َة ـ « قلو ُبهم أنت ُن م َن الجيفة ُّ ،
الحق ُسبحانَه « :ألبع َث َّن على أولئك ِمنهم فِتن ًة
ف َّ وما هم ع َل ِيه وصائرون إ َليه ِ ،
يحل ُ
والفتن ُة المشار إ َليها مما ال يحتاج وص ُفه في ِ
أمة ال ُق ِ
رآن تدع الحليم ِمنهم حيرانًا » ِ .
الفتنة التي تصاب ُ ُ ُ َ ُ
وعجزها م ِ ِ ِ ِ والس�ن َِّة أما ِم قضاياها
جتمع ًة أو بها األُ َّمة ثمرة ِ ُ واإلقليمية المحلية المصيرية وقضاياها ُّ
المخادعة
وع َّزتِها
أه�داف األُمة ِ
َّ
ِ ِ
تحقيق منهجه وديانتِه عن ِ تفرق� ًة بِاعتِ ِ
ب�ار َمن يدَّ عي سلام َة ُم ِّ
عسكر ًّيا واقتِصاد ًّيا وتربو ًّيا وثقاف ًّيا وإعالم ًّيا واجتِماع ًّيا .
الم ِ ِ ِ تبر ُز بِ ِ
ش�ار وضوح في كا َّفة الحاالت ُ ٍ الحليم حيرانًا » ُ
َ وتكا ُد الفتن ُة « التي ُ
تدع
ِ ت المش�ركين األساس� ِّيين ِم�ن ُد ٍ تدخَل�اَ ِ
ومجموعات ول ُ أث�ر ُّإ َليه�ا ،ب�ل وتُؤ ِّك�دُ َ
ومنها فِتن ُة
�ة ـ بِ ِرضاه�ا أو بِ َغ ِير ِر َضاه�ا ـ ِ
�ؤون األُم ِ
َّ
ِ العالمي�ة في كا َّف ِة ُش
ِ ِ
الته�وكات
عامالت الر ِ
بوية . ِ الم
ِّ ُ
283
ا ْل َخ َل َص ِة ِ
وغيرها .
ِ ِ
م�دار ِ البع�ض ِمن
ِ ِ مرحل�ة ال ُغ ِ
ِ
القبض س تركيز
ُ والوه�ن ثاء ب�رز و َظ َ
هر ف�ي وق�د َ فقه التحوالت
ال يشير في
العالمات إلى
تجديد التوحيد ((( ويؤيد هذا القول ما رواه أبو هريرة ؤ أن رس�ول الله mقال « :يمس�خ قوم من أمتي
آخ�ر الزم�ان قردة وخنازير» ،قالوا :يا رس�ول الله ،مس�لمون هم ؟ قال « :نعم يش�هدون في مرحلة الغثاء
أن ال إل�ه إال الل�ه وأن�ي رس�ول الل�ه ،ويصومون ،ويصل�ون» .قالوا :فما بالهم يا رس�ول
الل�ه ؟ ق�ال « :اتخذوا المع�ازف والقينات والدفوف ،وش�ربوا هذه األش�ربة ؛ فباتوا على
ش�رابهم ولهوهم ؛ فأصبحوا وقد مس�خوا» .كنز العمال ( ، )38735هكذا ذكره صاحب
سبل الهدى والرشاد « . » 664 : 10
وف�ي رواي�ة ع�ن ابن عب�اس ء قال :قال رس�ول الل�ه « : mوالذي نفس�ي بيده
ليبيتن ناس من أمتي على أش�ر وبطر ولعب فيصبحوا قردة وخنازير باس�تحاللهم المحارم
واتخاذهم القينات وش�ربهم الخمر وأكلهم الربا ولبس�هم الحرير» رواه أحمد « » 329 : 5
وأوله :والذي نفس محمد بيده إلخ..
قلت :وهذا الخس�ف والقذف والمس�خ يكون من المصلين المرتكبين للمعاصي ،كما
هو مالحظ اليوم في األمة نس�أل الله السلامة ،ولم تش�ر األحاديث إلى ش�يء من الشرك
ال�ذي ه�و أعظم الذنوب وال لش�يء من العقوبات الت�ي تحل بالقبوريين كما يس�ميها أهل
ه�ذا الفهم الغريب ،وإنما يكون الهالك والخس�ف والرجف بم�ا تزينه األنظمة من الفنون
والثقافات والمعامالت الربوية التي عمت بالد المسلمين وطمت ،وفيها يقول « : mالبد
من مسخ وخسف ورجف» ،قالوا :يا رسول الله ،في هذه األمة ؟ قال « :نعم ،إذا اتخذوا
القيان واستحلوا الزنا ،وأكلوا الربا ،واستحلوا الصيد في الحرم ،ولبس الحرير ،واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء» سبل الهدى والرشاد « . » 669 : 10
284
حصل ِمنَ الش�رك ،باعتِ ِ
ب�ار ما ِ ِّهامهم لِلم ِ
س�لمين بِ ُ
المس�ألة وات ِ
ِ ِ
والنقض على هذه
ِ
التقديس َّب على هذا ِ ِ ِ وتقديس لل ُق ِ
ٍ تعظي ٍم
بور واألولياء األموات واألحياء ،وما ترت َ
ِ س�ن الظن ف�ي الب ِ وح ِ ِ ِ ِ التوس ِ ِم َن
والمجاذيب وش�دِّ له ُ ِّ �ل واالس�تغاثة واالستش�فا ِع ُ ُّ
وغير ذلِ َك . ِ
والحوليات ِ ِ
الزيارات الر ِ
حال إلى ِّ
سلمين ِ
التشريك فك َّفروا بها الم ِ المنهج ُجمل ٌة ِمن تُه ِم
ِ ِ
حملة هذا اجتمع لدى ِ
وقد
ُ َ
س�لمين ِم َن
ضة للعرى بين الم ِ
ُ َ َ ُ
الناق ِ
المدرس�ة ِ
ِ وأناب على ِ
نهج َ جمي ًع�ا إلاَّ َمن َ
تاب
ِ
المحاو ِر ِ الق�رن ِ
الثام ِ ِ
حارب�ة �ن وما تاله ،وهذه المدرس� ُة قا َمت َّ
وتأس َس�ت على ُم
ِ
الثالثة :
آل الب ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
يت على أنها أصنا ٌم ، تعليل مش�اهد األنبياء واألولي�اء من ِ َ األو ُل ُ :
حور َّ الم ُ
النبي ِ طواغي�ت تُع َبدُ ِ ، ِ و َم�ن فِيها ِم َن
قبر ِّ ب هد ُمها وإزالتُه�ا بما فيها ُ
ويج ُ ُ األموات
ِ
المدينة . ِ
وصاح َبيه في m
منهج
�ج َ ينه ُ ِ
األرض ممن َ ِ
أقط�ار ِ
س�ائر س�لمين في �ث :رعاي�ا الم ِ
ُ ح�ور الثالِ ُ
ُ
ِ
الم
ِ
واألموات ِ
األحي�اء ِ
والحولي�ات واحترا ِم ِ
للزي�ارات الش�رعية الم ِ
بيحة ِ س ِ
الم�دار ِ
ُ
�عوب قبوري� ٌة و ُع َّبا ُد ِ ِ ِ
ٌ لو ُش بضوابطه�ا الش�رعية أو بالوق�و ِع في طر َف ِي اإلفراط وال ُغ ِّ
انطل�ق بِه حمل ُة َ األساس�ي ،الذي ِ
التكفي�ر أضرح�ة و ُمش�ركون ..ويش�م ُلهم مبد ُأ ٍ
ِّ
صرف ِ ِ
اإلطلاق » ،بِ ب�اق كافِ ٌر على تحت الس�ب ِع ال ِّط ِ السياس�ي « ك ُُّل َمن َ ِ
التوحي�د
ِّ
ِ
المدرس�ة إلى الم ِ ِ
سلمين ُعلما َء ُ
وشعو ًبا ُ النظر عمن ينفي هذه المقول َة ،وينفي َ
نظر
285
فاألساس الذي انطل َقت منه الرؤي ُة َ
كان وال ِ
الصورة ، المشاه ِد وال ُق ِ
بور بهذه ِ وإلى
ُ
بالتدريج ِ ،من ِخ ِ
الل ِ ِ
تحقيقه و َل�وينطل ُق لِ
األقل ِ
ِ ك�م ،أو على زال يحم ُ�ل هذا ُ
ِ َ
الح َ
المتنامي ،س�وا ًء أعلنوا انتما َءهم وحملة ِ
الف ِ ِ ِ انتِ ِ
ش�ار أتبا ِع
التكفي�ري ُ
ِّ كر المدرس�ة
مو ِلة ِ ِ ِ ِ ِ الف ِ
كرة ِ ،
أو اس�تق ُّلوا عنها ،فالعبر ُة بِالفك�رة ورواجها ال الجهات ُ
الم ِّ
�ن ِ
لِ َموطِ ِ
مخاطر
َ هور ،فتِ َ
لك ينطوي كش� ُفها على أس�باب ال ُّظ ِ
َ المحض ِن ُ
المه ِّيئ لها َ لها ،وال
ٍ
خطيرة . ٍ
وتعقيدات جم ٍة
َّ
ٍ
ش�يء مجموعه إلى ِ ش�ير في ِ ِ ِ ِ ِ م�ع أن فِق� َه
التحوالت وقراءة عالمات الس�اعة ال ُي ُ ُّ َ
وأموال َ ودما َء أع�راض ِ ِ
هؤالء أو لِ َغ ِيرهم بي�ح لِ
الم ِ ِ ُهمة ذلِ َك الك ِ
ِم�ن ت ِ
َ ُفر أو الش�رك ُ
ِ يد ٍ َّوحيد عل�ى ِ
ِ ٍ ِ
مرحلة أحد في تجديد للت مرحلة ُش�ير إلىالمص ِّلين ،وال ت ُ وعقائ�دَ ُ
ِ تنة ،وبِ والف ِ
األفاعيل بِالهر ِج ِ ِ
الساعة ت َِص ُم َ ِ ال ُغ ِ
مشاركة ِ َْ مثل هذه عالمات ثاء ،بل َّ
إن
ِ
المغلوبة ساب األُ َّم ِةالثروات على ِح ِ
ِ والمستثمرين في اقتسا ِم مصالِ ِح
ِ ِ
ستعمرين الم
ُ
َّب على ِقراءتِها ِ ِ مرحلة ال ُغ ِ
ِ
نصت ع َليه ُسنَّ ُة ِّ
النبي mوما ترت َ والوهن وهذا ما َّ ثاء في
قه التحو ِ
الت((( كما سيأتي . في فِ ِ
ُّ
((( بل إن الس�نة الش�ريفة أكدت سلامة المصلين في جزيرة العرب من الشرك وعبادة األصنام
،وأن ال�ذي ي�دور ف�ي المرحلة إنما هو التحري�ش بين المصلين بإدراك م�ن فاعليه أو بغير
إدراك لع�دم اطالعه�م عل�ى الرك�ن الرابع من أركان الدي�ن ،ويؤيد هذا األم�ر حديث ابن
عباس ؤ قال :خرجت مع رسول الله mمن المدينة فالتفت إليها ،وقال « :إن الله
برأ هذه الجزيرة من الش�رك » .رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ( )228 : 10س�بل الهدى
والرشاد .
وق�د ب�وب اإلمام محمد بن يوس�ف الصالحي الش�امي المتوفى س�نة 942ه�ـ في كتابه
«س�بل الهدى والرش�اد ،الباب الحادي والعش�رون» في إخباره mب�أن جزيرة العرب ال
تعب�د فيه�ا األصنام أب�دا ،وذكر الحديث « :إن الش�يطان ق�د يئس أن يعب�ده المصلون في
جزي�رة الع�رب ،ولك�ن في التحريش بينه�م » .وعلق على ذلك بقوله « :ق�ال ابن مالك «
286
َ
واستفحل األمر ،وخنع لها من ِ
السيطرة ، ِ
دائرة وبِما َّ
أن المسأل َة قد خرجت عن
ظاهرتا اإلفراط َ َ ُ َ
الس�نوات تِلو األُخرى حتَّى صار الم ِ
س�لمون والتفريط هما تخن�ع ،واقتن�ع بها م ِن اقتنع ،ومر ِ
َ ُ ُ َ َّ َ َ َ َ
المسؤولتان عن
المصل�ون » المؤمنون عبر عنهم بالمصلي�ن ؛ ألن صالتهم هي الفارقة بين اإليمان والكفر الصراع العقدي
،وأض�اف «العب�ادة» في قوله « أن يعبده » إنما نس�بها إلى الش�يطان لكون�ه داعيا إليها .اهـ
«ص 404الجزء العاشر» .
وف�ي ذل�ك روى الب�زار عن علي بن أبي طالب ؤ أنه قال :قال رس�ول الله « : m
إن الش�ياطين قد يئس�ت أن تعبد ببل�دي » ،هذا يعني المدينة والجزي�رة العربية ،ولكن في
التحريش بينهم .ذكره الهيثمي في المجمع (. )302 : 3
ويؤكد هذا المنحى حديث عبادة بن نس�ي قال :دخلت على ش�داد بن أوس ؤ في
مصلاه ،وه�و يبكي فقلت « :يا أبا عبدالرحمن ما الذي أبكاك ؟ قال :حديث س�معته من
رس�ول الل�ه ، mفقلت :ما هو ؟ قال :بينما أنا عند رس�ول الل�ه mإذ رأيت بوجهه أمرا
ساءني ؛ فقلت :بأبي وأمي يا رسول الله .ما الذي أرى بوجهك ؟! قال « :أمر أتخوفه على
أمتي من بعدي » .قلت :وما هو ؟ قال « :الش�رك وش�هوة خفية » .قال :قلت :يا رس�ول
الله ،أتش�رك أمتك من بعدك ؟! قال « :يا ش�داد ،أما إنهم ال يعبدون شمس�ا وال قمرا وال
وثنا وال حجرا ،ولكن يراءون الناس بأعمالهم » .قلت :يا رس�ول الله ،الرياء ش�رك هو ؟
قال « :نعم » .قلت :فما الش�هوة الخفية ؟ قال « :يصبح أحدكم صائما فتعرض له ش�هوة
من شهوات الدنيا فيفطر .رواه أحمد والحاكم .
وأما ما يدندن عليه عساكر النقض والقبض ،وينفعلون من أجله فهو على أحد أمرين :
• ٍ
غيرة على التوحيد يجب االستفادة منها بالنظر في تصحيح كافة اإلفراطات اللفظية
والعملي�ة ،وتوجيه عامة المس�لمين إلى السلامة في العقائ�د بالحكمة والموعظة
الحسنة دون لجاج أو إحراج .
•اس�تتبا ٍع لسياسة الخوارج في حمل الش�به على المصلين وتكفيرهم بها ،واستثمار
ه�ذا الص�راع إلقص�اء آل البي�ت والصوفي�ة والمذهبية ع�ن موقع التأثي�ر الروحي
واالجتماع�ي ؛ ليصفو الجو والزمان لمروجي التكفير والتبديع وأكل المال الحرام
والمعاملات البنكي�ة الربوية وش�به الربوية ،وغم�ط حقوق الش�عوب من العمال
والمصلين والسخرية بهم ،مقابل خدمة التوحيد السياسي المندرج ضمن عالمات
الساعة .
287
فإن الحقيق َة التي ال زا َلت في َم َظا ِّنِها بعضا ؛ َّ بعضهم ً بعضا ،و ُيك ِّف ُر ُ
بعضهم ً �ك ُ ي ِ
هل ُ ُ
ِ
المخدوعة ِ
الجماعات ُ
ومنافيخ ُس�مو ِم تكاثرت ضبابي ُة الباطِ ِل ، هي الحقيق ُة مهما
َ
ِ
صداقية وأ َّما الشجاعة ِ
والم ِ ِ
وترشيدها إلى تحتاج في ُمواجهتِها ِ
والفصائل ،ولكنَّها
ُ
ِ
والعبادات وس� ِّي ِئ ِ
قادات اإلفراط في االعتِ
ِ ِ
صول وح ِ راف ِ االنح ِ
ِ مس�أل ُة
عن الجا َّدة ُ
تصحيحها والو ِ
قوف ِ الع َّل ُة التي ال ُبدَّ ِمن
العادات ؛ فمسأل ٌة يسه ُل ِعالجها ،بل هي ِ ِ
ُ ُ ُ
ِ ِ قوف أمام فِ ِمثل الو ِ ِ ِ ِ
والتكفير، التشريك تنة َ أما َم أوراقها وعللها لدى الجمي ِع .ومث ُلها ُ ُ تصحيح فتنة
يتم ش�ك َّ ٌ
وتفريط مهي ٌن ،وال َّ ٌ ِ
ف�كال الحالت ِ
التصحي�ح واإلعاد َة ُّ
َ أن إفراط َمش�ي ٌن َين التشريك
للمسلمين
بِ ُأ ٍ
مور :
ِ
رس�ول ال َّل�ه ، mواج ُت َثت ُ
آثاره�ا الصنمي ُة ُ فأ َّم�ا المرحل ُة األولى فق�د حار َبه�ا
288
ِ ِ ِ ِ والعقدي ُة بِهد ِم د ِ ِ ِ
ور العبادة وإزالة األصنا ِم م َن الكعبة وما حو َلها .وبق َيت كما ْ
أشرنا ُ
عون ِ
الظواه ِر والمفاهي ِم التي ق�ا َم الصحاب ُة والتابِ َ بعض ِ
وأش�باههم ُ ِ
األعراب ل�دى
ِ
بادات يبق ِمنها في األُم ِة ش�يء يذكَر ما عدا ما ش�اب ِ
الع بإزالتِها وتت ُّب ِع ِ
آثارها ،ولم َ
َ ٌُ َّ
ِ
المراح ِل األحوال نتيج� َة تراك ِ
ُمات ِ ِ
بعض ِ
والتفريط في ِ
اإلف�راط عتق�دات ِم َن
ِ والم
ُ
ِ
�عوب الش ِ
االحتكاك بِ ُّ بع�ض المفاهي� ِم الخاطِ ِئة ِم� َن
ِ ِ
خ�ول ِ
الجه�ل ،و ُد ِ
�مول ُ
وش
ِ
الغازية((( .
ِ
الزمان فمحدَّ ٌد المنصوص ع َل ِيه في ِ
آخ�ر ِ ِ
األكبر الش ِ
�رك وأم�ا مرحل ُة الع ِ
ودة إلى ِّ
المرحلة الثانية َ َّ
بعد موت عيسى يذهب ِ
الحديث « :ال ِ
المنصوص ع َليها في وت عيسى ش ،وبصفتِه بما بعدَ م ِ
ُ َ
ع َل ِيه السالم
رس�ول ال َّل ِه إني ك ُ
ُنت َ والنهار حتَّى تُع َبدَ اللاَّ ُت وال ُعزى » .فقا َلت عائش� ُة :يا
ُ ال َّل ُيل
أنزل ال َّل ُه ( :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ألظ� ُّن حي َن َ
يبعث ال َّل ُه ِر ً
يحا سيكون ما شاء ال َّل ُه ُ ،ث َّم ُ
ُ أن ذلِ َك تا ًّما َ ،
قال « :إنَّه ﮝ ) [الصفَّ ]9:
خير فيه ٍ ٍ ٍ ِ ط ِّيب� ًة فتُو ِّف�ي ك َُّل َمن في قلبِ�ه ِم َ
ثقال ح َّبة من خردل من إيم�ان فيبقى َمن ال َ
ِ
فيرجعون إلى ِ
دين آبائهم » ((( .
ِ
عالمات ِ
أرواح المؤمنين ،وه�ذا من ِ
وقب�ض ِ
الش�رك الحدي�ث يربِ ُط َبي َن
ُ َ
وه�ذا
الساعة بعدَ عيسى ش . ِ
((( كما هو في إفراطات بعض الشعوب التركمانية والمغولية خالل فتوحات الدولة العثمانية ،
أو في تفريطات ومعتقدات الشعوب الغازية كالدول االستعمارية ودورها في إضعاف العلم
ودور العلماء وتش�جيع الخرافات والعادات الشعبية ،ونفث سموم التسييس االستعماري
في المجتمعات المسلمة ،وال زال هذا األمر سائدا إلى اليوم .
((( مسلم (. )7483
289
َ
األوثان » ((( . قبائل ِمن ُأ َّمتي المشركين ،وحتى يع ُبدوا
يلحق ُ
َ
األكبر
ُ ُ
فالش�رك ُزول عيس�ى بِل إلى موتِه بعثة النبي محم ٍد mإلى ن ِ
ِّ ُ َّ
أم�ا ما بي�ن ِ
َ َ ين بعثة النبي
ما َب َ
ُ ُ ُ ِ ِ ِ ِ
مم التيوأه�ل األوثان م َن األم ِم األخرى .هذه األ ُ محص�ور في اليهود والنصارى
ٌ حمد وإلى
m ُم َّ
نزول عيسى
إلنقاذه�ا ِم َن الك ِ
ُفر ِ الدع�وة إلى ال َّل ِه فِيها
ِ ِ
ونش�ر وجب علينا إدخا ُلها إلى اإلسلا ِم َ ش ينحصر
اإلنس�اني ،أ َّما ال َيو َم َّ
فإن هذه األسلاف وح َّققوه في العال ِم
ُ ِ ِ
والنار ،وهذا ما عم َله الشرك األكبر في
ِّ
اليهود والنصارى
ِ ِ
إفس�اد الم ِ الوس�ائل المتنو ِ تعمل ِمن ِخ ِ
مم الكافِر َة ُ
وتفكيك س�لمين ُ عة على ِ ُ ِّ الل وأهل األوثان األُ َ
تعليما وتربي ًة ِ
والعولمة ِ
والعلمنة ِ
لمانية سياسة ِ
الع ِ الديانة ِمن ِخ ِ
الل ِ ِ
ثوابتِعالقتِهم بِ
ً
ِ
المنصوص ع َليها ، المرحلة ال ُغ ِ
ثائية ِ ِ
سياس�ة وسياس� ًة واقتِصادا واعتِقادا كج ٍ
زء ِمن ً ُ ً
ِ
اليهود والنصارى ، ُفر اس�تِتبا ًعا لِ َس�ن َِنأوالك ِ ِ
الشرك ِ المس�لم بِ المس�لم حتَّى يرمي
َ ُ
كان قب َلكم . » ...حديث « َلتتبِ ُع َّن َس�نَ َن َمن َ
ُ ش�ير
قبل ،وإليه ُي ُ الذين فعلوا ذلِ َك ِمن ُ
الحديث ُح ُ
صول هذه ِ الساعة في األُ َّم ِة ،ومفا ُد
ِ ِ
عالمات الحديث .وهذه عالم ٌة ِمن
سلمين على ِصفتَين : الظاه ِ
رة في الم ِ ِ
ُ
ِ ِ بإش�اعة ت ِ
ِ بعض الم ِ
والتكفير التش�ريك ُهمة ِ
التحريش س�لمين سياس� َة ِ ُ ( )1تبنِّ�ي
ظاهرة االستتباع
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
والقب�ض الموعود ب�ه في آخ�ر الزمان ، ِ
النق�ض ِ
وس�ائل ِ ِ ِ ِ ِ
للمشركين في ب ُش� َبه االعتق�اد كإح�دى
العقدي لدى فِ ِ ِ ِ ِ ِ آخر الزمان
كالصرا ِع َبي َن
رق اليهو ُد والنصارى ِّ ، ِّ وذل َك بِاس�تتبا ِع فكرة ِّ
الصرا ِع
ِ
عمارية نجاح هذا الصرا ِع بِدع ِم ال ُقوى االستِ وغيرهم ،وإِ ِ
يك ِ روتستانت والكا ُثولِ َ َ ال ُب
ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
نجحت هذه مع بداية مرحلة ال ُغثاء إلى ال َيو ِم داخ َل حظيرة األُ َّمة اإلسلامية ،وقد َ َ
ِ يمنة االقتِ
هات مقابِ َل حصولِها عل�ى اله ِ الش�ب ِ ِ
صادية َ ُ ُ وفر َقت ُأ َّم َة التَّوحيد بِ ُّ ُ
السياس� ُة َّ
ِ
التضحية واألم�ن ُمقابِ َل
ِ ِ
والدواء الغ ِ
�ذاء أس�باب ِ
ِ والسياس�ية ،وم�ا تالها ِمن ِ
تهيئة ِ
290
ِ
وركائ ِزه . التقليدي األبوي ِ
المنهجبِ
ِّ ِّ
والتحريش ِمن
ِ ِ
اإلثارة عناصرها المسيس� ُة و َغير المسي ِ
س�ة ُ
تعمل على ُ ُ َ َّ ُ َ َّ ُ
وال زا َل ْت ِ
ِ
ناسبات . والم ِ ِ ِ ِخ ِ
الوسائل اإلعالمية والشعبية ُ الل
ِ
ونقض ٍ
بعض ، وفصل ِ
بعضها عن ُ مة بعدَ استِ ِ
عمارها ، سل ِ
عوب الم ِ
الش ِ ُ حجز ُّ
ُ ()2
ٍ ِ ِ التاريخ االس�تِ ِ ِ
�عوب اري إلى ُش عماري واالس�تهت ِّ
ِّ ِ تتحو َل َ
عبر اإلسلامي ؛ ل َّ
ِّ قرارها
ِ
والثقافة واإلعال ِم و َغ ِيرها . ِ
التربية والتعلي ِم تغيير ِ
مناه ِج ٍ
لمانية بِ ِ وش ِبه ِعلمانية ِ
ٍ ِع
ِ
كالروس �عوب ش�رق أوروبا ِ ِ
إلحاق ُش ومث َلما جرى بعدَ الحر َبين العالميتَين ِمن ِ
ِ
اإلسالمية ِ
قاطعات الم والهرسك ِ ِ ِ ِ والص ِ ِ
وغيرها م َن ُ والبوسنة رب والمجر و ُبلغاريا ِّ
لمان�ي ك�ر ِ
الع ُّركي�ة بِ ِ
الف ِ ِ لح�اق البِ ِ
لاد الت ِ �يوعي وإِ االش�تراكي ُّ
الش س�اب ًقا بِ ِ
الف ِ
ك�ر
ِّ ِّ ِّ
تحتضن الرؤى الكافِر َة وشبه الكافِ ِ
رة ِ سلمين الرأس�مالي ِ ،مما أظهر أجيالاً ِمن الم ِ
ِ
َ ُ َ ُ َ ِّ َّ
عبر التجوي ِع والتطبي ِع ِ ِ اآلن ِمن
ومثل هذا ما يجري إلى ِ ُ ،
اإلجباري َ
ِّ التنصير سياسة
ِ
المجاع�ات ،وما تب ُثه روب وضحاياالح ِ وم�ال ِ ِ ِ
وغيرها لضحاي�ا ُ والص
ف�ي إفريقيا ُّ
ِ س بِ
الم َس� َّي ِ ِ األوطان الم َ ِ ِِ التبش�ير ِ
ِ
النصرانية س�تذ َّلة م� َن اإللح�اق ُ ُ داخ َ�ل �ات
جمع َّي ُ
ِ ِ نحر ِ
الم ِ ِ ِ و َغ ِيرها ؛
والجماعات المضطرين إلى األفراد بعض ف ُ لينخر َط في سلكها ُ
ِ
واإليواء . ِ
والشراب الطعا ِم
ِ
اإلفراط وم َنوالتفريط ِ ،
ِ ِ
اإلفراط فع َّلتُها الحقيقي ُة في وأم�ا حقيق ُة ُأم ِة محم ٍد ِ m
علة األُ َّمة : َّ ُ َّ
اإلفراط والتفريط وم َن ثل ذلِ َك ِ ،التفريط ما ُيؤ ِّدي إلى ِم ِ
ِ رك وال يثب ُت بِه ِ ،
وم َن الش ِ بهة ِّما يؤدي إلى ُش ِ
ُ ُ ِّ
ِ
الصنمية ِ
واآلثار ِ
األم�وات ِ
تقديس البعض من يقع فيه ِ ِ ِ
ُ اإلف�راط في االعتقادات م�ا ُ
عتقدَ عن حدِّدون ال َّل ِه بِما يخرج الم ِ
الضر والنف ِع في أربابِها ِمن ِ ِ ِ ِ
ُ ُ ُ القديم�ة ،واعتق�اد ُّ ِّ
الحك ِم على َمن ُي ِ
مار ُس مثل ِ
إصدار ُ أيضا في ُ
اإلفراط ً االعتِ ِ
دال المش�رو ِع ،ومث ُله
291
ِ
قادات((( .هذه االعتِ
ِ
الدعوة إلى جوب تعلي ِم الم ِ
سلمين بِ ِ
نشر الحك ِم إلى ُو ِ ِ ومآل ِم ِ
ُ
ُ ثل هذا اإلفراط في ُ
ِ ِ ِ يس بِ ِ ِ ِ ِ ِ
وإصدار األحكا ِم والتش�ريك التكفير ال َّله بِالحكمة والموعظة والحس�نة ..و َل َ
سبقة على ُعمو ِم األُ َّم ِة .
الم ِ
ُ
الش�ك وس ِ والنظر إلى األُ َّم ِة بِ َع ِ والتفري�ط ه�و التجافي ِ
ُ
�وء الظ ِّن ، ِّ ُ ين ُ الحق ،
عن ِّ
تحولت محبة
األولياء إلى
حرب عقدية حتى ((( كم�ن فس�ر حدي�ث (ذي َ
الخ َل َص�ة) المذكور في عالمات الس�اعة بقوله :ف�إن قبيلة دوس
المفرط في
ِّ وقع
وم�ا حولها م�ن العرب قد افتتنوا بذي الخلص�ة عندما عاد الجهل إلى تل�ك البالد فأعادوا
اإلعجاب باليهود
سيرتهما األولى ،وعبدوها من دون الله ...إلخ ما ذكره من تخريبها على يد دعاة التوحيد
والنصارى
«أشراط الساعة » ص/162يوسف عبدالله الوابل . ِ
والمفرط بالطعن
أو كذلك ما فسره صاحب « إتحاف الجماعة » ص 225جزء ، 3فقال « :وقد وقع األمر فيهم واالستصغار
طب�ق م�ا أخبر به رس�ول الله mفي هذا الحدي�ث ـ أي :حدي�ث « ذي الخلصة » ـ وعظم
افتت�ان أه�ل تب�ال ومن حولهم م�ن القبائل بذي الخلص�ة وأعادوا س�يرتها األولى في زمن
الجاهلية ...إلخ » .إلى أن قال « :وزال االفتتان بها في زمن والية النجديين على الحجاز
ولم�ا زال�ت واليتهم عن الحجاز عاد الجهال إل�ى ما كانوا عليه من االفتتان بها ،حتى ولي
المل�ك عبدالعزيز على الحج�از وما حوله ،فبعث عامله على تلك النواحي فهدموا ما بقي
من بنائها ،ورموا بأنقاضها في الوادي ؛ فعفى بعد ذلك رسمها وانقطع أثرها » .
قل�ت :وه�م قد فعل�وا خيرا بما هدموه من مظه�ر الجاهلية إال أن ه�ذا ال يرتبط بمفهوم
بعض المس�لمين ،وقد عممت
الش�رك ،وإنم�ا هو اإلفراط ف�ي االعتقاد ،وال�ذي يصيب َ
تهم�ة الش�رك في الجزيرة على كثير من مواقع قب�ور الصحابة وآل البيت ئ واألولياء
واعتبروه�ا عبادة لمظاهر الش�رك األكبر ،ولكن عند النظر الصحي�ح في النصوص وقراءة
فقه التحوالت وعالمات الس�اعة كما تحدث عنها من ال ينطق عن الهوى mفس�نجد أن
ما س�موه ش�ركا أكبر ـ وطه�روا منه الجزيرة ـ إنما ه�و اإلفراط مقابل ما وقع�وا هم فيه من
التفريط ،أما الشرك األكبر وظهور عبادة األوثان ـ ومنها ذو الخلصة والالت والعزى ومناة
وغيرها ـ فستعود مرة أخرى إلى الجاهلية بعد مرحلة عيسى ش ،كما نص عليها رسول
الله .m
292
وآل الب ِ ِ ِ ِ سل َم ِة فيما َبينَها ،
عوب الم ِ وإفساد ِع ِ
يت وتحويل مح َّبة األولياء فيها ِ َ ُ الش ِ ُ القة ُّ ُ
س�بب رد ِة ِ فر ُط بِ ٍ ٍ ٍ
الف ِ
عل ـ ِ َّ الم ِّ
يقع ُوحرب عقدية ُم َس َّيس�ة ،حتَّى َ ٍ ع�داوة النب�وي إلى
ِّ
ِ
أفكارهم ِ
والنظر إل�ى اليه�ود والنصارى ِ ِ
تقدي�س وتعظي ِم قائ�م َ
اآلن ـ في كم�ا هو
ٌ
ونفض ِ ِ
اليد صغار لِألولياء ُ ُ
ين التعظي ِم ،ويقابِ ُله النقدُ والطعن واالس�تِ
ُ لومهم بِ َع ِ و ُع ِ
ٍ
بعض ح�ق ِ
بعضنا على ف َّ نتوب إل�ى ال َّل ِه ِ
ونعر َ الخي�ر لن�ا جمي ًعا أن َِ والخي�ر ك ُُّل
ُ
والتفريط ،وكفى بِال َّل ِه ول ًّيا
ُ ُ
اإلفراط ِ
أحي�ا ًء وأمواتًا ...وم�ن َث َّم ُي َّ
صح ُح في الجمي ِع
وكفى بِال َّل ِه شهيدً ا..
ٍ
ستجيب ؟ فهل ِمن ُم
الف ِ
حش ِ
الأجهزةُ الإعلاميةُ ووسائلُ ُ
وسائل الفحش
عالمة صغرى ِ ِ ِ ِ ِ
ظهور
ُ الش�ريفة األحادي�ث المش�ار إليه�ا في وم� ْن َعلاَ َم�ات الس�اعة ُّ
الص ْغ َرى
مسعود ؤٍ عن ِ
ابن الحديث ِ
ُ الخ ُلق ،وإلى ذلك ُي ِش ُير ِ
وسوء ُ شوالتفح ِ ِ
الفحش
ُّ
ِ ِ «إن ِمن
الخ ُل ِق ُ
وس�و ُء وس�و ُء ُ
والتفح ُش ُ
ُّ يظه�ر ال ُف ُ
حش َ الس�اعة أن أش�راط َ
ق�ال َّ :
الج ِ
وار»(((. ِ
293
جهة ُأخرى((( ، البعض ِمن ٍ هم ِ ِ ِ ِ ِ
َ وتناول بعض ُ
ُ كومات والح
فتع�ل َبي َن الجماعات ُ الم
ُ
ِ
للتشويه ِ
نوحات والج ِ خابية واس�تِ ِ
ِ البرامج االنتِ
ِ إ َّما في اإلعال ِم أو في
غالل األخطاء ُ
ور واألفال ِمالص ِ ِ
عرض ُّ العنكبوتية ِمن
ِ ِ
الش�بكة ِ
أجهزة ،ومن ذلك ما ُيس�تخدَ ُم في
وفتح المواق ِع الخاص ِة لِذلِ َك ،وح ِ الماج ِ
ِ
أولئك القائمين ع َليها
َ التواص ِل َ
مع ُ رية ُ َّ ن�ة ِ
ِ
والمال . ِ
الشرف ِ
وإضاعة ِ
الجدل ِ
وإثارة ِ
األجيال ِ
إلفساد ،
ِ
وأقراص األسواق ِم َن األفال ِم
ِ شاع في
باع و ُي ُ
ش :ما ُي ُوالتفح ِ
ُّ حش ِ
ظواه ِر ال ُف ِ ِ
ومن
من ظواهر
ِ
الماجنِ والسحر والرقصِ ِ عب والدِّ ِ
ماء والعنفِ ِ الر ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُ الفحش ما يباع األجهزة الحديثة الحاملة ل ُصور ُّ
راقبة ِمن أي ِج ٍ
وف أو م ٍ دون َخ ٍ سر وس ٍ ِ ويشاع في األفالم
هة ِّ ُ هولة َ الشباب والناشئة ع َليها ب ُي ٍ ُ
ِ ُ
وحصول ، والمالبس
ِ
المرذول . رسمية في ِ
الواق ِع ٍ رسمية أو ِ
شبه ٍ
خول ِ
والبن�ات عل�ى ُد ِ ِ
األوالد تش�جيع والتفح ِ
�ش ِ
ح�ش أن ِم�ن ُص ِ
�ور ال ُف كم�ا َّ
ُ ُّ من ظواهر
أن هذا جزء ِمن حياةِ ِ ِ ِ ِ
الرق�ص الخلي ِع ومواق ِع االختالط الماج ِن ،والتع ُّل َ�ل بِ َّ
ِ ِ
الفحش مشاركة أندي�ة
ُ ٌ
جيل الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الجيل في األندية
س�لمين إلى هذه دفع بِالعش�رات والمئ�ات من ِ ُ ِ
�عوب وثقافته�ا ،م َّم�ا َ ُّ
الش المختلطة
ِ
الثقافة يتجز ُأ ِمن
سلمين جز ًءا ال َّالد الم ِ بعض بِ ِِ ت ال َيو َم في واألندية .وغدَ ِ
ِ المعاه ِد
ِ
ُ
ِ
البلاد إلى َأ ْق َصى ِ
بعض والتفح ِ
ش ا ْمتَ�دَّ ْت في ِ
ح�ش إن ثقاف َة ال ُف عاص ِ
�رة ،ب�ل َّ الم ِ
ُّ ُ
َ
العدل ِ
الشاهدَ ِ
المرحلة َّ .
ولعل ِ
ظواه ِر رة ِمن كظاه ٍ
ِ ِ
ماعية اإلعالمية واالجتِ
ِ درجاتِها
حقائق ما ُيذك َُر
َ ِ
هؤالء الرافضين يكذب ِعندَ �ت ِ
العبار ُة ـ والرائدَ الذي ال ـ إذا صح ِ
ُ َّ
((( أو م�ا يفعل�ه بع�ض المنس�وبين لم�دارس القب�ض والنقض من ص�ور إعالمي�ة وتعليقات
انتقائية ،هدفها تش�ويه عقائد المس�لمين ورميهم بالش�رك والكفر ،وإثب�ات ذلك فيهم مع
إس�قاط وتنزيل اآلي�ات واألحاديث على ما ينتق�ى من الصور والمظاه�ر المفرطة ،والتي
ترسخت غالبا في مراحل التحوالت السياسية واالجتماعية القبلية ذات االرتباط بالتسييس
االستعماري وما تاله .
294
ِ
إعالمهم .هذا ِ
أجهزة ِ
المعروضة في ومس�ار ِحهم
ِ ِ
وأفالمهم عن حالِهم وأحوالِهم
عنوالناهين ِ
ِ ِ
المع�روف ِ
وبصر اآلمرين بِ المس�موح بِه أما َم س�م ِع
ِ في الحدِّ األدنى
ِ ِ ِ ِ نكر .أما بقي ُة الم ِ
الطموحة فالمسأل ُة والمؤسسات المفتوحة األنظمة سلمين في ُ الم ِ َّ ُ
ِ
والتعليل . ِ
الوصف أكبر ِمن حج ِم
ُ
بعض الم ِ داخ َ�ل ِ الكبائ�ر ِ
ِ والمعاص�ي واس�تِ َ
س�لمين ِ ُ أقبية حالل َ ح�ش إن ال ُف َ
ب�ل َّ
للديانة واإلسلا ِم ِم َّما
ِ يعك ُس حال ًة ِم َن التر ِّدي
الش�خصية ِ
ِ وبيوتِهم واس�تراحاتِ ِه ُم
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المجتم ِع ُيؤ ِّدي إلى ُحصول الخس�ف والق�ذف والرجف والزالزل المؤ ِّث�رة على ُ
جود الصالحين ،وها نحن ال َيو َم نش�هدُ المعتقد وو ِ
ِ ِ
سلامة النظر عنِ ِ
صرف ُك ِّل�ه بِ
ُ
القريبة ِم�ن األراضي المقدَّ ِ
س�ة وفي ِ بعض البِق�ا ِعِ وال�زالز ِل في
ِ ِ
الرج�ف ِ
مظاه َ�ر
ُ َ
واستحالل الحر ِ
مات ،سوا ٌء ِ الربا ِ الد ؛ نتيج َة المعاصي وال ُّظل ِم غيرها ِمن البِ ِ
ِ
ُُ وأكل ِّ َ
ِ
الثقافية ِ
مظاه ِرها ِ
الخاصة ،أو تش�جي ِع ِ
الحياة ِ
بوجودها ِضم َن التجاه ِر بها علنًا أو بِ
ُ
كوت ِ
أهل وثمرات األقال ِم ،وس ِ ِ المعروضات ِم َن األفال ِم
ِ واإلعالمية المرو ِ
جة في ِ
ُ ُ ِّ
نكر عن ذلِ َك ،س�واء ً ِ الم ِ والنهي ِ ِ ِ
األمر بِ
الرضى برضى منهم أو بعد ِم ِّ ٌ عن ُ ِ المعروف
رس�ول ال َّل ِه m
َ حديث أبي ُه َرير َة ؤ َّ
أن ُ ِمنهم عن ذلِ َك ،وإلى ِم ِ ِ
ثل ذل َك ُي ُ
ش�ير
الرج ُل
وأطاع ُ
َ ِ
الدين ، �ذ ال َف�ي ُء ُدولاً ،واألمان ُة مغر ًما ،و ُت ُع ِّل َم لِ َغ ِ
ي�ر ُّخ َق�ال « :إذا ات ِ
َ
المس�اج ِد
ِ األصوات في
ُ توعق أم�ه ،وأدنى صدي َقه وأقص�ى أباه ،وظهر ِ
َ امرأتَ�ه َّ َّ
وس�اد القبيل� َة ِ
ش�ره ،الرج ُل مخاف َة ِّزعي�م القو ِم أرذ َله�م ،و ُأك ِْر َم ُ ُ َ
وكان فاس� ُقهم ، َ
آخر هذه األُم ِ
ِ �رب ِ ِ وظه�ر ِ
�ة َّأو َلها ؛ َّ مور ،ولع� َن ُ
الخ ُ ت ُ وش ِ َ
فُ ، والمعاز ُ ت ال َق ُ
ين�ات َ
بال ُقطِ َع
تتتابع كنِظا ٍم ٍ
ُ
ٍ
وآيات ومسخا وقذ ًفا
ً ريحا حمرا َء وزلزل ًة ِ ِ ِ
فليرتقبوا عندَ ذل َك ً
فتتابع»((( .
َ سلكُه
295
واإلسلامي ، العربي لاد العال ِم الظواه ِر في بِ ِ
ِ الكثير ِمن ه�ذه وه�ا نحن نش�هدُ
ِّ ِّ َ
بعضها ،والعيا ُذ بِال َّل ِه . ومنها ما اجتمع ْت فيه ُك ُّلها ِ ،
ومنها ُ َ
ِ
ِ
تشخيصها ،وقد وضوح الحال َة المرضي َة في األُ َّم ِة بعدَ
ٍ ف ُب
يكش ُ الت ِإن فِقه التحو ِ
ُّ َّ َ
ِ
الغازية ِ
الثقافة إلنج�اح تغل ُغ ِل
ِ تنوع َة المن ِّفذون ف�ي األُ َّم ِة يلعبون َ
الم ِّ
األدوار ُ
َ ع�اش ُ
عنول َم�ن ال ينطِ ُق ِ كظاه ٍ
�رة تُؤ ِّكدُ َق َ ِ ِ
ألس�ف ، مرحل� ًة بع�دَ ُأخ�رى ـ وال زالوا ـ ولِ
الهوى . m
الخمر باس ٍم ُ
يسمونها إياه »((( . َ لتستح َل َّن طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي
ِ آخر « : ٍ
وفي حديث َ
296
ِ
اعتبارها مش�رو ًبا الس�اعة اس�تِحال َلها ـ أي:
ِ ِ
عالمات أن ِمن النبي َّ m
أخبر ُّ وقد َ
حاللاً ال إِثم ع َل ِيه ،وال حرم َة في تعاطيه ـ ِمما يترتَّب ع َل ِيه المجاهر ُة بِشربِها وات ِ
ِّخاذ ُ ُ َّ ُ َ
ِ
وترويجها((( . والحوانيت لِب ِ
يعها ِ المصان ِع
َ
ِ
خامرة تدخ ُ�ل َ
تحت معنى ُم رات) ،وهي ُ
(المخدِّ ُ ِ ويليه�ا في االنتِ ِ
ترويج والترويج ُ ش�ار
المخدرات التحريم وال ُعقوب ُة وإقام ُة الحدِّ
ُ الخمر ِمن ُ
حيث ِ كم
كمها ُح ُ وح ُ ِ
واإلس�كار ُ ، ِ
العقل
ِ ِ ِ ِ ِ الشرعي على ِ
صارت إحدى شاربها ،وقد ابتُل َيت بِال ُد ُ
المسلمين بهذه الع َّلة ،حتَّى َ ِّ
بع�ض القائمين على ُمحاربتِه�ا هم ُر َّوا ُد
صار ُ ِ ِ ِ ِ ِِ
مش�اكلها االجتماعي�ة الخطرة ،بِل َ
ِ
المغلوبة . ِ
وطان ِ
وتصديرها في األَ ِ
استيرادها وحما ُة ِ
تسويقها ُ
وش ِ ِ إس�قاط ح ِ انحدارا في بِ ِ
الد اإلسلا ِم ُك ِّلها وكفى ِ
إسقاط الحدود
رب كالسرقة ُ دود المعاصي ُ ُ ً
الشرعية تبعا ِ
اإلنس�ان ِ
حقوق المطالِ ِ
ب بِ ِ ِ الزنا ...إلخ ،والتخو ُ ِ
ف من هيمنة الكاف ِر ُ ُّ ِ
الخم�ر وحدِّ ِّ
لرغبة جمعيات ِ الس�ار ِق والزان�ي ـ واعتبار الح ِ ِ
ب الش�رعية ُحري ًة ش�خصي ًة ِ
يج ُ دود ُ ُ ِ حماي�ة ـ أي :بِ
حقوق اإلنسان
ب ِعندَ ِ
الواج ِ الش�رعي
ِّ
دون ِ
إقامة الحدِّ عاملة م�ع م ِ
رتكبيه�ا َ ، َ ُ
ِ الم
وحس� ُن ُتنظيمه�ا ُ
ُ
ِ
الجريمة . ُث ِ
بوت
أسباب االستِ ِ
غراق َ صادي و َغ َيره قد ه َّي َأ
َّ
الخلل التربوي والثقافي واالقتِ
َّ َ ويبدو َّ
أن
َّ
تحت المقارف�ة لها بين الم ِ
س�لمين َ ِ �ع دائر َة ِ ِ ِ
َ َ ُ ووس َ ف�ي هذه االنحراف�ات الخطيرة َّ ،
الهم ِ ِ
واالكتئاب ُ ِ ٍ ٍ �يطانية ِ
وح َي ٍ ٍ ٍ
تبري�رات َش
وش�مول ِّ كالقل�ق نفس�انية ... إبليس�ية �ل
ِ
المعاذير التي وغيرها ِم� َن الواق� ِع ِض�ات ِ ِ ِ
المش�اك ِل وتنا ُق �روب ِم َن
ِ واله
والضي�ق ُ ِ
((( وق�د ظه�رت ه�ذه الحالة بش�كلها المتميز والمنتش�ر من�ذ بداي�ات عهد االس�تعمار وتأثر
المس�لمين بالحض�ارة األروبية واختالط المس�لمين به�م من خالل البعثات والدراس�ات
والثقافات واالرتباطات السياسية واالقتصادية .
297
رب الما ِل ِ
تعظيم ِّ ِ
ظاهرةُ تعظيم أرباب
رب ِ
الزمان بين الم ِ شار إ َليها في ِ
آخ ِر الم ِ ِ ِ األعمال ورجال
تعظيم ِّ ُ سلمين َ َ ُ وم َن العالمات الصغرى ُ المال عالمة
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
الم�ال ،وور َدت ه�ذه الظاهر ُة ضم َن مجموعة م َن الظواه ِر التي ت ُ
ُصاب بها األُ َّم ُة ، صغرى
الطيالسة ،وك ُثر ِ
ت التِّجار ُة وك ُث َر ُ ِ ِ
المال َ الزمان ك ُث َر ُل ُ
بس ُ اقترب
َ ُ
حديث « :إذا ومنها
المال بِمالِه ...إلخ »((( .
ِ رب ،و ُع ِّظ َم ُّ
ِ
الكعبة ُث َّم َ
أقبل على أخذ بِحلقتَي ِ
باب النبي ِ mحج َة الودا ِع َ ِ ُ
حج ُّوحديث « :لما َّ
ِ
القيامة ِ
أش�راط القيامة ؟ إِ َّن ِمن
ِ ِ
أش�راط الناس أال ُأخبِ ُركم بِ ِ
الن�اس َ ،
فق�ال :يا أ ُّيها ُ
ِ ِ ِ
المال... رب
وتعظي�م ِّ
ُ م�ع الهوى ،والم ُيل َ
ِّباع الش�هوات َ ، إماتَ� ُة الصل�وات ،وات ُ
ِ
الساعة ِ
أشراط إن ِمن
آخ َر ـ رواه اب ُن مردويه وفيه َّ « : ٍ
طريق َ وحديث ـ ِمن
ٌ إلخ»((( .
تداخل العالمات
ِ والم ُيل إلى الهوى ، ِ
المال » . رب
وتعظيم ِّ
ُ إضاع ُة الصالة َ ، المؤدية إلى
تعظيم رب المال
ِ
الناس فقد ح َّلت وشدَّ تَها ،ومع و ِ
جودها َبي َن ت اليوم أوجها ِ الظاهر ُة قد بل َغ ِ
ِ وهذه
َ ُ َ َ َ
قبل ِمن تعظي ِم الصالِحين ِم َنكان ِمن ُآخ َ�ر ،وهو ما َأمر َ عل�ى ما يبدو ُمقابِ َل ضيا ِع ٍ
ِ تأخرين الذين اشتغلوا باستِ ِ ِ
األولياء ِ ِ
نقاص ورجال األحوال ،ولع َّلها ُعقوب ٌة على ُ
الم ِّ
وأطم ،وهو ُ
البديل له�ا أنكى َ
فكان عقائدهم وأحوالِهم ؛
ِ ِ
والطعن ف�ي �ه ِ
أولي�اء ال َّل ِ
َّ
المتو ِّلي ُة ِ ِ ِ ِ
رب المال هي ـ ذاتُها ـ ُصارت مدرس ُة تعظي ِم ِّ
رب المال لماله .بل َ
تعظيم ِّ ُ
هات المتنو ِ الش�ب ِ ِ ِ ور ِ تحقي�ر الصالِحي�ن ِ
عة ، ُ ِّ األح�وال بِما تتناول�ه عنهم م� َن ُّ ُ ج�ال َ
ِ
األولياء عن ِ
وفروعها ِ ِ
المدرسة ِ
كتابات هذه ِ
خرجات رتاب فيما ُ
نقول ُم ِ
الم ُوسيجدُ ُ
298
ِ
األولياء و َمن الكبير تشوي ُه وهمها ِ نتش�ر ًة في المكاتِ ِ
والصالِحين م ِ
ُ ب واألس�واقُ .. ُ
�رة حتَّى جعلوها الظاه ِ
ِ وزارهم ،بل زا َد تفنُّنُه�م في ِ
ثلب هذه أح َّبه�م وتع َّل َ
�ق به�م َ
غاثات واالستِشفا ِع
ِ الت واالس�تِ
س�لمين ِمن التوس ِ
ُّ َ
بعض الم ِ
ُ أكبر بِما يفع ُله ُ
ش�ركًا َ
ِ
ِ
صار األوليا ُء الصالحون اعتبرتها هذه المدرس ُة عملاً شرك ًّيا خال ًصا ،وبهذا َ حيث َ ُ
ش�ركين طواغي�ت وأصنا ًم�ا ،والزائرون ُم ِ َ ِ
والقبض ِ
النق�ض ِ
مدرس�ة ِ
قام�وس ف�ي
تعظيم
ُ اآلخ ِر ،وهوالبديل َِ ُ
ص�ول وكان بهذا ُح َ وكفر ًة((( ،وال ُعلما ُء س�دن ٌة وكهن ٌة .
ِ
مقامات وتعظيم ِ
واألعم�ال» ِ
«المال الم�ال ،ممن ُيس�مون في زمانِنا بِ ِر ِ
ج�ال ِ رب
رفض تعظيم ُ َّ َّ ِّ
والش ِ ِ ِ ِ ِ وب ِ
�بهة ،األولياء وأهل الربا ُّ مش�وب بِ ِّ
ٌ أن َ
المال مع َّ األموال وال ُبورصات َ حركة ومواق ِع ن�وك ُ
ِ األحوال أدى إلى ِ ورة الر ِ دم�ة للدَّ ِ الخ ِ خرجات ِ
ِ
وخاص�ة في مجاالت البديل المناسب:
َّ ً العالمية ، بوي�ة ِّ خ�رج ِم�ن ُم ٌ و ُم
�رة ِ عاص ِ�ل الم ِ ِ ِ ِ االس�تِ
يعتمدون ظاهرة تعظيم
المس�لمون في المراح ِ ُ ص�ار ُ َ ثمارات الكُب�رى ،بل
رجال المال
عة ولوثمارات المتنو ِ ِ مج�ال االس�تِِ ِ
واألعمال في ِ
المال اعتِم�ا ًدا كُل ًّي�ا على ِر ِ
ج�ال
واألعمال ُ ِّ
ثمار ،وكفى األس�باب لِترغيبِهم في االس�تِ ِ ِ س�هلون لهم كا َّف َة المس�لمينُ ،ي ِّ
ِ
من َغير ُ
ِ
واإلسالمي ُح َّج ًة. العربي الحظة الواق ِع ِ بِ ُم
ِّ ِّ
((( مع أن مسألة التوسل واالستشفاع واالستغاثة في منهج اإلسالم على ثالثة أقسام :
. 1واجبة بالله وأسمائه وصفاته .
. 2جائزة باألعمال الصالحة والذوات الحية .
. 3مختلف عليها بالذوات الميتة .
299
المشبوهة (يسمونها بِ َغ ِير ِ
اسمها) وكأنما هي قد كانَت على ِ ِ
والتأمينات ِ
صاديةاالقتِ
ُ ُّ
رسول ال َّل ِه mوأصحابِه !
ِ ِ
عهد
�د والمعاص�ي ،كم�ا ه�ي معروف ٌة بهذا االس� ِم ف�ي الدين المفاس ِ
ِ العرب�ي بِ
ِّ
القات
ٌ هنة الف�ن) فحري ٌة ِ
وع (أصحاب ِم ِ
ِ اإلسلامي ،أما في ُع ِ
ق�ول و ُق ِ
لوب
ِّ ُ ِّ َّ
ٍ
وعمل . ٍ
زمالة وصداقات
ُ ُو ِّدي ٌة
300
ِ
والخالعة ،وشاهدُ ِ
اإلسفاف ِ
درجات عصرنا أعلىِ وقد بل َغت هذه المس�أل ُة في
مظاهر الفن
ومخرجات تداول�ة عنهم وع�ن س�هراتِهم وحفالتِهم ِ الم
�ور ُوالص ِ ِ
�ك العدي�دُ م� َن األفلا ِم ُّ ذلِ َ
األفالم والمسارح ِ ِ ِ
رافات ل�م ت ُعدْ في االنح العربي�ة ،وك ُُّل ه�ذه ِ
العواص ِم العدي�د ِم� َن
ِ نعق ِ
�دة ف�ي الم ِ
ُ
ِ
وجهة ِ
نظره�م ـ تعلي ُلنا وحدي ُثنا راف ـ ِم�ن ِ
االنح ُ راف�ات ِعندَ هم ِ ،
ب�ل ٍ عصرن�ا ِ
انح ِ
عنهم بهذه الص ِ
ورة . ُّ
ِ
عالمات نظر اإلسلا ِم عالم� ٌة ِمن �دار الثقافي ِم�ن ِو ِ
جهة ِ االنح ِ ِ ث�ل ه�ذا ولأِ َّن ِم َ
ِّ
عادات ُ تحكم�ت فيهم والمستس�ل ِ
مة قد ِ �ل ِ
مة تأس ِ ف�إن غالِ�ب أجيالِنا الم ِ ِ
الس�اعة ؛ َّ
َ ُ َ
وسيس�تمرون على ِ
والعولمة، ِ
والعلمنة ِ
العلمانية مراح ِل ِ
األعداء خِل�اِ َل ِ وثقاف�ات
ُّ ُ
ومنها َقو ُله « : mليكونَ� َّن ِمن ُأ َّمتي أقوا ٌم العالم�اتِ ،
ِ تظهر فيهم بقي ُة
�ك حتَّ�ى َ ذلِ َ
يروح جنب علم ِ ف ،ولينز َل َّن أقوا ٌم إلى ِ
والمعاز َ والخمر والحرير ون ِ
الح َّر ِ
يس�تح ُّل َ
ُ َ َ
حاجة فيقولون ِ :ٍ يأتيهم الفقير لِ ٍ
�ع إ َلينا غدً ا .فيبهت ُُم ال َّل ُه
ارج ْ ُ ع َليه�م بِس�ارحة لهم ُ ِ ،
صحيح ال ُبخاري ِ
القيامة » وخنازير إلى َيو ِم ويمس�خ آخرين ِقرد ًة
ُ لم ، ِ
ِّ حديث المسخ ُ َ ويضع الع َ
ُ ،
في األُ َّمة ِ
الفتح. مع
َ 15/1
الستحالل الحر
المعاز ِ
ِ ِ س�لمين َّ ِ
�ة الم ِ ُ ِ وي ِ
والحرير والخمر ف مس�ألة أن ال ُعلما َء ُيش�دِّ دون في البع�ض من كا َّف ُ عتق�دُ َ
والمعازف الفت َِن ِ
الراغبين في ِ
ِ الناس ؛ ولِهذا ِ
يستد ُّلون تجدُ ِ ويحجرون بِفتاويهم على
ّ ِ
والطرب
ِ
لعالمة ِ أقوال تُنس�ب لِ ِ ِ ِ ِ ِ بعض الع ِ ِ بِ
ابن المعازف والغناء ،ومنها ٌ َ ُ جواز لماء عن ِ ُ أقوال
حز ٍم ِ
وغيره .
ف لمعاز ِ
ِ تتناول الوعيدَ الشديدَ لِ
ُ األحاديث الشريف َة
َ واألمر الذي نحن بِ ِ
صدده َّ
أن
الفنون الشعبية ُ ُ
وبعض اله ِ
واة عل الحرا ِم ،ولي�س ما يفع ُله األفرا ُد المفضي إلى اإلث ِم وفِ ِ ِ
المنظمة ال تدخل ُ ُ والط�رب ُ
في المحظور الغ ِ
المق َّي ِد الشعبي ُ
ِّ ِ
والش�رح ناء أس�اليب ِ
ِ ِ
الش�عبية ،التي تقو ُم بِ أو ما ُيس�مى بِ ِ
الفرق َّ
301
أوالخاص ِة ِ ِ
ناسبات الم ِ ِ واآلالت َغ ِير المحر ِ
ِ األدب واالحتِش�ا ِم
ِ بِ
َّ بعض ُ إحياء مة في ُ َّ
يسه ُل تقييدُ ها
مور ُ الزواج ِ
وغيرها ؛ فهذه ُأ ٌ ِ ِ
أفراح ترويحا وتسلي ًة و ُمشارك ًة في
ً العا َّم ِة
المصيب ُة ِ دال في ِ
حياة ُّ دائرة االعتِ ِ
ِ
�عوب ،وإنَّما ُ الش خرجت عن و ُمحاصرتُها إذا ما َ
عاكس� ًة لدى �يطرة ؛ لِيصبِح اتِّجاها ثقافيا وصور ًة ِ
ِ الس ِ
ًّ ُ ً َ خرج عن دائرة َّ الكُبرى ما قد َ
س�لمين ،لِتتح َّق َق بِه ُ ِّ
االنف ِ
لات والتح ُّل ِل األخالقي في الم ِ �ر عن مدى ِ اآلخ ِ
العال� ِم َ
ِ
والمسخ. ِ
والرجف ِ
والقذف ِ
الخسف النبي mفي األُ َّم ِة ِم َن
موعودات ِّ
ُ
302
كات للشر ِ
كان العائدُ والفائد ُة ِ الفرد ذاتِه فيما أنف َقه .بل ُر َّبما َ ِ وال على األُ َّم ِة وال على
ِ
العرب مسأل ٌة ِ
النسبة ل َغ ِير ِ
البنيان بِ والتطاو ُل في ِ
والتنفيذ . ِ
االستشارة تعاقد ُة علىالم ِ
ُ ُ
نذ القدي ِم العواصمهم ُم ُِ العرب فغاي ُة ما هم ع َل ِيه في ِ
الزمان .أ َّما معلوم ٌة ِمن قدي ِم
الحديث يخص ُ
ِ
لتقليد العرب في ذم ب تب ًعايكون في الغالِ ِ
ُ للحاجة وإذا ما زا َد أحدٌ َشي ًئا ِمن ذلِ َك إنَّما ِ يتعدَّ ى البنا َء
التطاول ِ الح ِ
حاض�رة ِ
ِ
العراق والش�ا ِم ،ولم ِ
وقصور يرة آنذاك ال�رو ِم كما هو في أو ُّ �رس ِ
ال ُف ِ
ِ
بحضارات اإلسلامية واالختِ ِ
الط ِ ِ
توحات العرب األبني َة العالي َة إلاَّ بعدَ ال ُف ف ِ
يع�ر ْ
ُ
رس و َغ ِيرهم .
الرو ِم وال ُف ِ
ُّ
ِ
لحاج�ة ..وإنَّما الذ ُّم كما ِ
البناء لِ ِ
مس�ألة خاصا بِ ِ ُ
يكون الذ ُّم ف�ي الحديث ًّ وق�د ال
ِ
واإليثار ِ
الزهد لتطاو ِل ،وفيه إشار ٌة إلى تغ ُّي ٍر في الطبا ِع التي َّ
هذ َبها اإلسال ُم بِ يظهر لِ
ُ ُ
ِ
األم�وال في َغ ِير وبذلِ الح ِ
رص غاية ِم�ن ِ
س�بيل ال َّل ِه ؛ لِتُصبِ�ح على ٍ
ِ ِ
واإلنف�اق ف�ي
َ َ
فقال :�رة فِيهم َ ،
الظاه ِ ِ الصحي�ح .وقد ذم ال َّل�ه ُأم ًة ِمن األُم ِم لِ ُش�يو ِع ِ
هذه َّ ُ َّ َ ِ وجهه�ا ِ
( ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ) ُّ
[الشعراء . ]131 - 128:
303
َ
الحديث ، عماري يعكس الفن ِ
الم وتركها بنيانًا حضاريا ِ
ِ بعضها ِم َّما أ َّدى إلى ِ
هجر ِ
َّ َّ ُ ًّ ُ
ِ
وأشباهه . نافسة بِأمثالِه
ِ الم ِ ِ
وال ُيستفا ُد منه لكثرة ُ
كثرةُ التِّجارةِ
كثرة التجارة
ِ
الكثرة اال ْهتِ َم�ا ِم بِالت َِّج َار ِة ،والمقص�و ُد بِ
الس�اعة الص ْغ�رى ُظهور ِ ِ ومن َعلاَ م ِ
ات
ُ ُ ُّ َ َ ْ
ٍ
وجماعات ٍ
كأفراد الناس جمي ًعا ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
كظاهرة من عالمات الساعة وأشراطها كونُها ت ُع ُّم َ
ِ ٍ ِ كما تعم السياس� َة التِّجاري َة واس�تِ
س�تلزمات بما جالب ك َُّل ش�يء م َن البضائ ِع ُ
والم َ ُ ُّ
خفافِ العبث واالس�تِ
ِ أقرب إلى ِ
الناس مثيل ؛ حتَّى تُصبِ َح التِّجار ُة َبي َنيس�بق له ٌْ لم
َ
واإلس�راف ف�ي زخرفتِه�ا
ِ ِ
األس�واق ِ
كث�رة ِ
واألم�وال ،إضاف� ًة إل�ى بِال ُع ِ
ق�ول
وتصميماتِها.
304
ِ
أشراط إن ِمن
رس�ول ال َّل ِه َّ « : m
ُ قال َ :
قال ب َ بن ِ
تغل ٍ عمرو ِالنس�ائي عن ِ وروى
ُّ
يفش َو ُ
المال ويك ُث َر ُ ،
وتفش َو التِّجار ُة »((( . ِ
الساعة أن ُ
ِ
العلل عنأخبر ِ ِ
الناس فقد َ شارها َبي َن ِّجارة وانتِ ِ
وكما أخبر النبي mعن ُف ُش�و الت ِ
ِّ ُّ َ
ِ ِ ُصاب بِه األُ َّم ُة ِم َن ِ ِ
التنافس على
واألمراض ،ففي األدواء المترتِّبة على هذا ال ُف ُش ِّو والكثرة ،وما ت ُ
ُ
الدنيا قال «:وال َّل ِه ،ما الفقر أخش�ى ع َليكم ِ ،
ولكنِّي أخش�ى ع َليكم الحديث عنه mأنَّه َِ
َ
ُبس�ط على َمن َ
كان قبلكم فتنافس�وها كما تنافس�وها َ ُبس�ط الدُّ ني�ا ع َليكم كما ت
َ أن ت
كان قبلك�م »((( .وما يرويه م ِ
س�ل ٌم « :وتلهيكم كما ،وتهلكُك�م كم�ا أهلكَ�ت من َ
ُ
ألهتهم »((( .
َ
305
ِ
أس�باب الربوي ُة ُجز ًءا ِمن حياة األُ َّم ِة وس�ب ًبا ِمن ِ
عامالت االقتصادي ُة ُِّ حتَّى تُصبِ َح ُ
الم
عاصم ٌة وال قري ٌة . سلمين ،ال تخلو ِمنها ِ التداو ِل التِّجاري في كا َّف ِة بِ ِ
الد الم ِ
ُ ِّ ُ
ِ
العربية رات األُ َّم ِة
يمنة العال ِم الربوي الكافِ ِر على مقدَّ ِ األحاديث إشار ٌة إلى ه ِ
ِ وفي
ُ ِّ ِّ َ هيمنة المدرسة
المؤسسات االقتِصاديةِ
ِ الربوي ُة ِضم َن َس�يرِ ِ
عامالت ِّ
ُ الم
ُفر َض ُ الربوية على واإلسلامية ؛ حتَّى ت َ
ِ ِ ِ وتنش ِ
ِ االقتصاد العربي
َ
س�قط الربا قد األجي�ال ع َليها في الدراس�ات األكاديمي�ة والعالية َ ،
مع َّ ِ
أن ِّ �ئة واإلسالمي دراسة
ِ ِ
تح�ت قدمي »((( في َ تحت قدم�ه بِقوله ِّ « :
والربا النبي َ m
ن�ذ أن وض َعه ُّ وانَّه�ار ُم ُ وتجارة
((( صحي�ح مس�لم ( ، )3009بلفظ «كل ش�يء من أم�ر الجاهلية تحت قدم�ي موضوع ،وربا
الجاهلية موضوع» .
306
ِ
الناس ِ
المخدوعة « :ليأت َي� َّن على يقول mعن أمتِ�ه �ر ،وف�ي ذلِ َك ُ ب�وي الكافِ ِ
الر ِّ ِّ
ُ
وحديث « :ال حالل أم ِمن حرا ٍم؟ »((( .ٍ المالِ :أمن
أخذ َ زم�ان ال ُيبالي الم�ر ُء بِما َ ٌ
ٍ ِ ِ ِ ِ
لما ُمس�تفا ًدا ً ،
وأخا في رهما من حالل ،وع ً تقو ُم الس�اع ُة حتَّى ُيع َّز ال َّل ُه فيه ثالث ًة :د ً
يت ،ومن لم يدخ ْله يدخ ُل الربا ك َُّل ب ٍ
زمان ُ ِ
الناس ٌ وحديث « :سيأتي على ُ ال َّل ِه»((( .
َ ِّ
دخل إ َليه ُغ ُ
باره » (((. الربا َ
ِّ
األحاديث تنطبِ ُق على ٍ
كثير ُ ِ
الساعة»((( « :وهذه ِ
أش�راط ف «فقه كتب الوابِ ُل ُمؤ ِّل ُ
انتشار المصارف َ
ِ
المكاس ِ
�ب ،بل َ
الحالل في يتحرون ِ ِ ِم�ن الم ِ
المتعاملة بالربا الزمن ؛ فتجدُ ه�م ال ُّ س�لمين في ه�ذا َ ُ
ِ ِ ِ ِ الم�ال ِم َن
عامالت وأغل�ب ذل َك بِدخول ِّ
الرب�ا في ُم ُ الحلال والحرا ِم ، َ َ
يجمع�ون
ِ
الناس في هذا كثير ِم� َن
ووقع ٌ
َ الربا ، ِ
المتعامل� ُة بِ ِّ
ف ُ ِ
المصار ُ فقد انتش�ر ِ
ت َ
الن�اس ِ ،
ِ
ِ
الساعة) . ُ
أشراط ِ
البالء العظي ِم .اهـ ص( 140
ِ
البالء العظي ِم في األُ َّم ِة لكنَّا ال نُحدِّ ُد ُهوي َة المسئولين الربا بِ لت :ومع أنَّنا ِ
ف ِّ نص ُ َ ُق ُ
وقوعهم في�ه وتعا ُم ِلهم بِ�ه ،وكأنَّهم هم س�لمين بِ ِ ف الم ِ ع�ن انتِ ِ
ِ
ُخو ُ ُ ش�اره ،وإنَّم�ا ن ِّ
الحك ِم ِ
القرار ف�ي ُ موق�ع
ُ الربا �ل بِ ِّ
واألصل ف�ي التعا ُم ِ
ُ المس�ؤولون عن�ه مباش�ر ًة ،
عهد ال ُغ ِ
القرار في ِ
ِ ِ ِ والتس�اه ُل بِ س�م ُح بِه ،واإلباح ُة ِ
ثاء حملة واسطة ُ والعل ِم ،الذي ُي َ
ِ
والوهن.
307
وصف اآلكلي َن لِ ِّلرب�ا ( ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) َ ِ
اآلي�ة وال ُق ُ
�رآن في هذه
ٍ جلس�وا وحي ُثما َع َّل ُم�وا أو َت َع َّل ُموا ال يقومون في
سياس�ة وال حي ُثم�ا قا ُم�وا وحي ُثما ُ
الق�ة ( ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ثقاف�ة وال ِع ٍ ٍ عقي�دة والٍ ج�ارة وال ِعل� ٍم وال تعلي� ٍم وال
ٍ تِ
ﭚﭛﭜﭝ ) .
ِ
لمانية عالية ِم�ن ِ
الع االنف ِوالدع�وات ِ
ِ �رة ِ
االنف ِ
ع�ال ظاه ِ
رآن لِ ِ تعلي�ل ال ُق ِ
ُ وه�ذا هو
َ عالقة التطرف
ِ
والديني في عالمنا السياسي ِ
والتطرف ِ ِ ِ ِ ِ
واإلرهاب بالربا واالنتقائية والتوليفية ،وما ُس ِّم َي باإلرهاب
ِّ ِّ ُّ
ظاهر ٌة َش�يطاني ٌة مقرون ٌة والنقض ؛ َع َّل َلها بِأنها ِ
ِ ِ
القبض هور ِ
مدار ِ
س نذ ُظ ِ والمعامالت الم ِ
عاص ِر ُم ُ ُ المشبوهة
ي�ره ؛ لأِ َّن ِ
الحكم� َة والموعظ َة لهم القي�ا ُم بِ َغ ِ ِ ِ بِ ِ
�أكل الح�را ِم وترويج�ه ،وال يمك� ُن ُ
�ه ألوليائ�ه ( ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ الحس�ن َة إنَّم�ا ه�ي عط�اء ِم�ن ال َّل ِ
ٌ َ
َ
وإلصاق َ
واإلفك والرفض والتش ِّف َي
َ َ
الجدل ﯯ) [البقرة ، ]269:وأ َّما الذين ُأوتوا
نبات الحرا ِم الم ِ
نتش ِر ثمرات ِ ِ والتصو ِر ،فما هم فيه ما هو إلاَّ ثمر ٌة ِمن التُّه ِم بالظ ِّن
ُ ُّ
َت الن َُّار َأ ْو َلى بِ ِه »((( .
ت إِالَّ كَان ِ
قال « :mإِ َّنه الَ يربو َلحم َنب َت ِمن سح ٍ
ْ ُ ْ ُ َُْ ْ ٌ َ كما َ
ﮱ )[البقرة. ]278:
ِ ِ
ف
نتعر َ
والحق أن َّ
ُّ ِ
بالعكس . والعكس
ُ الرب�ا ، فاإليم�ان ُمتح ِّق ٌق بِترك ما َ
بقي م َن ِّ ُ
األمر ِمن ِ ش�ترك حتَّى نُعالِ َج
ِ ِ ِ
أمراضنا جمي ًعا ،ولله ُ
َ حجم ما بل ْغنا إ َليه م َن ال ُغثاء ُ
الم َ
ومن بعدُ . قبل ِ
ُ
308
التطاو ُل �ع ِ ِ ِ ِ ِ س�ل ٍم وك ُِّل نِظ�ا ٍم م ِ
عاص ٍ م ِ
ُ �ر في َموقعه م� َن الحال�ة الحقيقية ؛ حتَّى ينقط َ ُ ُ
ِ ِ ِ
الم َّرة التي رفضناها ،وهي ُس�نَّ ُة ِّ
النبي m �ع جمي ًعا إلى الحقيقة ُ ونرج َ والتباه�ي ،
والفساد فينا وفي َغ ِيرنا ..فهل ِمن م ِ
دك ٍر ؟! ِ موقع الع َّل ِة ِ
تقريره في
ُ َ
فتن المشرق
الفت ِن ِم َن المش ِر ِق
ُظهور ِ
ُ
المشر ِق :فمنهم من اختلف ال ُعلما ُء في شأنِها فِت ُن ِ ِ
عالمة صغرى ِ َ العالمات الصغرى التي وم َن
ش�ر ِق ،
الم ِ َ ِ راق ،ومنهم من َ المش�ر َق مكانًا محدَّ دا ِ
كالع ِ ِ َ
المش�رق جه َة َ جعل ُ ً جعل
ويدخ ُل في المعنى الثاني ً
أيضا ُ الج ِ
هة ، لك ِ تن التي جا َءت ِمن تِ َ ويدخ ُل فيه ك ُُّل ِ
الف ِ ُ
اإلسالمي فِت ٌن عظيم ٌة ِ ،منها :
ِّ ِ
التاريخ مر ِ
ظهرت منها على ِّ ُب ٌ
لدان عديد ٌة َ
ِ ِ رس ِ ( )1بِال ُد ال ُف ِ
الجهات التي ظهرت البهائي ُة والقادياني ُة ُ
وغيرها . ندوس ،ومنه َ واله
ظهرت ِمنها الفتن
الخوار ُج والروافِ ُض والباطني� ُة والقدري ُة والجهني ُة
ِ ومنها ظه�ر ِ
ت َ
�راق ِ ، (ِ )2
الع ُ
عبر التاريخ
والم ِ ِ
عتزل ُة ُ
وغيرها . والقرامط ُة ُ
309
ِ
القرن السابِ ِع والتتار في
ُ ُ
المغول ظهر ِمنها ِ ُ
بلدان الشرق التي َ ()3
ِ ظهرت ِمنها فِتن ُة ُّ
يوعية . الش ( )4روسيا والصي ُن ،وقد َ
والنقض
ُ القبض الكذ ِ
اب ُ ،ث َّم ُ �يلم َة ،وقد ظهرت ِمنها فِتن ُة مس ِ
�يلم َة َّ ( )5نجدُ مس ِ
ُ َ َ ْ ُ َ
ِ
الزمان . األحاديث عن ِ
آخ ِر ِ الموعو ُد بِه في
وس�يكون ُظه�ور الدَّ َّج ِ
ال ُ والش ِ
�رور ، َ�ن ُّ كجه�ة مص�در ِ
الفت ِ ٍ ُ
المش�رق وال ُ
ي�زال
ُ َ
نسأل ال َّله السالم َة ِمن ِ ويأجوج ومأجوج ِمن ِ
تن .الف ِ َ المشر ِق ُ ُ ، ِ جهة َ َ
ابن ُعمر ء أنَّه ِ المش�رق فكثير ٌة ِ ،
ِ ِ
س�م َع حديث ِ َ ُ ومنها يث ِ
عن األحاد ُ وأ َّما
أحاديث فتن
الفتن َة هاهنا ،أال إِ َّن ِ
الفتن َة إن ِ المش�ر ِق ُ ،
يقول « :أال َّ ِ رس�ول ال َّل ِه mوهو ُمس�تقبِ ُل
َ
ُ المشرق
ِ
الشيطان »((( . يطلع ُ
قرن هاهنا من ُ
حيث ُ
ُ
((( صحي�ح البخاري ( ، )3279وكلمة (قرن) تأتي بمعنى (جيل من الناس) ،ففي تفس�ير ابن
كثي�ر (( : )241 : 3ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [المؤمن�ون . ]31:أي :جيلا آخ�ر لنختبرهم .
وفي تفس�ير البحر المحيط ( : )70 : 5وقيل :القرن القوم المجتمعون .قلت :الس�نون لو
كثرت ؛ لقوله :خير القرون قرني .يعني :أصحابه .وقال قس :
بـصـائـر
ْ ف�ي الـذاهــبِــيـ�ن األَ َّولِــي�ـ ـ َن من الـقـ�رون لـنا
أي :ق�د تطل�ق على األش�خاص ،وليس عل�ى المدة الزمنية ،ولو كان�ت أعمارهم فوق
100مث�ل جي�ل النبي ن�وح ش ،كان الجيل منهم بنحو ألف ع�ام .وربما أقل من ذلك
( 70-60عاما) مثال ،وهو الجيل الذي جاء ببداية عهد الغثاء مع س�قوط الخالفة « أعمار
أمتي ما بين الستين إلى السبعين » ،ولذلك جاءت الرواية « قرنا الشيطان » ،مما يقودنا إلى
أنهم جيالن على هذه الرواية .
وعل�ى ذل�ك ينبني أن تفس�ير بعضهم لحديث « خير القرون قرن�ي » ال يعني به 300عام
بالضبط ،بل يعني به ثالثة أجيال :الصحابة ،التابعون ،تابعو التابعين .
وتأت�ي بمعنى قوم أو ش�عب ،فف�ي الوجيز للواح�دي ( ( : )567/1ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ )
أحدثن�ا ( ﭶ ﭷ ) يعن�ي :عادا .اه�ـ .أي :قد يكون المقصود من كلمة (قرن) القبيلة
310
الش ِ
يطان»، هاهنا ِمن ُ
حيث يط ُل ُع ُ
قرن َّ سل ٍم أنَّه َق َال « :رأس الك ِ ِ
ُفر من ُ ُ ُ
وفي ِر ِ
واية م ِ
ِ
المشر َق (((. يعني
ٍ ِ
�يطان » ،وفي ِر الحديث بِ ِ
لفظة « ِ ِ ٍ
رواية فتن
وايات «قرنا قرن َّ
الش وفي ِروايات ور َد في ِّ
نص
المشرق بالمفرد الش ِ
يطان » . َّ
والمثنى «:قرن/
قرنا الشيطان » مر ،وفي روايات ِمنها ِرواي ُة ِ
ابن ُع َ
ٍ سل ٍم بِ ُ َ
ِ
التثنية وردت في م ِ فورواي ُة « قرنا » بألِ ِ
ِ
الش ِ هاهنا ! ثال ًثا ُ الفتن َة هاهنا ! َّ ِ
إن ِ ِ
آخ ِره َّ « :
يطان »((( . يطلع قرنا َّ
َ حيث إن الفتن َة ُ ُ
المش�ر ِق
ِ الفتن َة تجيء ِمن هاهنا و َأ َ ِ
ابن ُعمر « :إِ َّن ِ
نحو
ومأ بيده َ ُ ُ عن ِ َ وف�ي ُأخ�رى ِ
الش ِ
ٍ
بعض ...إلخ » ((( . بعضكم ِر َ
قاب يضرب ُ
ُ يطان ،وأنتم حيث يط ُل ُع ُ
قرن َّ من ُ
المش�ر ِق ،
ِ نحو رأس الك ِ
ُفر َ رس�ول ال َّل ِه َ m
ق�ال ُ « : َ وف�ي ِر ِ
واي�ة أبي ُه َري�ر َة َّ
أن
تحديد األحاديث
جهة المشرق
بربيعة ومضر والشعب ،وليس المدة الزمنية أو الجيل .
وتأتي بمعنى المدة الزمنية ( 100عام) ،ففي تفسير البحر المحيط إلمام اللغة أبي حيان
( )70/5ق�ال عند اس�تعراضه لعدة أقوال ... :أو مائة س�نة ،قال�ه الجمهور ،وقد احتجوا
لذلك بقول النبي mلعبد الله بن بشر « :تعيش قرنا » .فعاش مائة ،وقال :أرأيتكم ليلتكم
هذه فإن على رأس مائة ال يبقى ممن هو اليوم على ظهر األرض أحد » .قال ابن عمر :يؤيد
أنها انخرام ذلك القرن .
((( صحيح مسلم (. )7479
((( صحيح مسلم (. )7480
((( صحيح مسلم (. )7481
((( صحيح مسلم (. )190
311
أهل أهل ِ
الوبر ،والس�كين ُة في ِ واإلبل ال َفدَّ ِ
ادين ِ ِ ِ
الخيل ِ
أه�ل والفخ�ر ُ
والخيال ُء في ُ
الغن ِم » ((( .
ِ
المش�رق ، ُفر ِق َبل ُ
«اإليمان والك ُ رس�ول ال َّل ِه : m
ُ قال َ :
قال ٍ
رواي�ة ُأخرى َ وف�ي
ِ
والوبر » ((( . الخ ِ
يل والخيال ُء في الفدَّ ادين ِ
أهل َ والفخر ُ
ُ والسكين ُة في ِ
أهل الغن ِم ،
ُ
اإليمان ِ
اليمن ،هم ألي ُن ُقلو ًبا ُّ ،
وأرق أفئد ًة ، أهل أيض�ا في ِر ٍ
واية « :أتاكم ُ وعن�ه ً
المشر ِق » (((.
ِ ُفر ِمن ِق ِ
بل رأس الك ِ
يمان ،والحكم ُة يماني ُةُ ..
ُ
�ه ِ « : mغ ُ
لظ ال ُق ِ
لوب رس�ول ال َّل ِ
ُ عبدال َّل ِه ُ
يقول َ :
قال جابر ب�ن ِ ٍ
رواي�ة عن ِ وف�ي
جاز »((( . أهل ِ
الح ِ واإليمان في ِ
ُ المشر ِق ،
ِ ِ
والجفاء في ِ
أهل
وقيل :هما جمعاه ، رأس�ه َ ، الش�يطان فجانبا ِ ِ ش�رحه :وأ َّما قرناِ النووي في َ
قال
ُّ
تحليل « قرنا
صاص ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الشيطان » بألف اللذان ُيغريهما بإضالل الناس :وقيل :شيعتاه م َن ال ُك َّفار .والمرا ُد بذل َك اخت
ُ
ِ �يطان ِ
ِ بمزيد ِمن تس� ُّل ِ
ٍ التثنية
ِ
اآلخر « : الحديث ُفر ،كما َ
قال ف�ي وم َن الك ِ الش ط َّ المش�ر ِق
ِ
ُ
ويكون ق�ال ذلِ َك ،
حيث َعهده ُ m وكان ذلِ َك في ِ َ المش�ر ِق » .
ِ نح�و
َ رأس الك ِ
ُف�ر ُ
ِ
العظيمة(((. منشأ ِ
الف ِ
تن ُ المشر ِق ،وهو فيما َبي َن ذلِ َك
ِ يخر ُج الدَّ َّج ُال ِم َن
حي َن ُ
312
ٍ ش�ار إ َليه�ا ِمن
الم ِ ِ ِ ِ ِ
ناحية ُأخرى ، بِالتثني�ة ُيدخ ُل نجدَ ُم َس�يلم َة وما حو َلها في الجهة ُ
الش ِ
يطان والبالد وفي قولِه « :يط ُل ُع قرنا َّ
ِ فاضلة َبي َن المناطِ ِق
ِ الم
كر ُصوصا ِعندَ ِذ ِ
ً ُ
وخ
ِ ِ الخ ِ ِ
ووصفهم بِ ُ
والفخر . والكبر يالء في ربيع َة و ُم َ
ضر »
المش�ر ِق ،
ِ رأس الك ِ ِ
ِ
الخيل والخيال ُء في ِ
أهل والفخ�ر ُ
ُ نحو
ُفر َ الحدي�ث بِرواية « ُ
ُ
أهل ِ
الوبر » (((. واإلبل الفدَّ ادين ِ
ِ
لك النواحي ،س�وا ٌء س�لمين في تِ َ أن المعنى ال ينطبِ ُق على الرعايا و ُعمو ِم الم ِ
ُ مع َّ َ
المعنى ال ينطبق
على الرعايا والج ِ
هة » ،وإنَّما ِ
الناحية ِ راق ـ أو بِالمفهو ِم العا ِّم « المشر ِق الخاص ـ ِ
كالع ِ ِ بِمفهو ِم
ِّ
ِ
المسلمين
وعموم ُ
الكثير ِمنهم ال
َ الفتن َة وتقو ُدها َّ ،
ولعل تحم ُل ِعينة ِ
ؤوس م ٍ
ٍ ُ ودالالت لِ ُر
ٌ عالمات
ٌ هي
حتف ُأنوفِهم .
َ لم ؛ فوقعوا فِيها ِ
األمر ،ولم يب ُل ْغ ُ
هم الع ُ يعلمون َ
بار ْك لنا في ِ
صاعنا و ُمدِّ نا النبي « : mال َّل ُه َّم ِ وع�ن ِ
اب�ن ع َّب ٍ
اس ؤ َ ِ
أحاديث متنوعة قال :دعا ُّ
عن قرن المشرق
((( صحيح مسلم (. )194
313
فقال رج ٌل ِمن القو ِم :يا نبي ال َّل ِه ،وفي ِع ِ ِ ِ ِ
راقنا َ ،
قال َّ َ وبار ْك لنا في ش�امنا ويمننا » ُ َ .
ِ
صحيح المش�ر ِق » ((( ،وفيِ وإن ِ
الجفا َء بِ �يطان وتَهيج ِ
الفتَ� َن َّ ، ِ إن به�ا َ
قرن َّ
الش َّ « :
َ ُّ َ
بعضذهب ُ راقنا ،وهي الرواي ُة ب�دل ِع ِ
نجدنا » َ البخ�اري « وف�ي ِ
األص�ح((( .وقد َ ُّ ِّ ُ
الكذ ِ ِ
«نجد ُم َس ِيلم َة َّ ِ ِ
اب». شير إلىال ُعلماء إلى أن َقو َله « :نجدنا » ُي ُ
صور المتتابِ ِ ِ ِ العديد ِمن هذه ِ
ِ ِ ِ
عة المتالحقة في ال ُع ِ ُ َ�ن ُ الفت ِ س�رد وقد اعتنى ال ُعلما ُء بِ
ومنها فِتَ� ٌن ُأخرى لم
العالمات الوس�طى والصغ�رى ِ ،
ُّ ُ
ِ ومنه�ا م�ا ق�د تناولناه في ِ ،
اعتناء العلماء
والمانوي�ة ،والمزدكية ِ،
ِ والفاطمية ،والزرادش�ية ِ،
ِ ِ
والزنج ِ ِ ِ
َ�ر كفتن�ة القرامط�ة ِ
بفتن المشرق تُذك ْ
ِ
والنواصب ، ِ
الرافض�ة والس�بئية ،وفِ ِ
تنة ِ س�لمين ، ِ
واجتياحهم بِالد الم ِ ِ
التتار العامة والخاصة وفِ ِ
تن�ة
َ ُ
وغيرها . ِ
والبهائية ِ ، ِ
والقاديانية ، ندوسية ،والب ِ
وذية ، ِ ِ
الصليبية ِ ،
واله والح ِ
روب
ُ ُ
314
ِ
الن�اس » ...إلخ .اهـ . قول جاو ُز تراق َيه�م ،يقولون ِمن ِ
خير ِ �رآن ال ُي ِ
يق�رؤون ال ُق َ
رواه الشيخان وأحمدُ .
ِ
�رآن َل َ
يس عل�ي ؤ « :يق�رؤون ال ُق ٍَّ وغيره�م ع�ن
وروى ُمس�ل ٌم وأب�و داو َد ُ
ش�يء ،وال صالتُكم إلى صالتِهم بِ ٍ
شيء ،وال صيا ُمكم إلى ٍ ِقراءتُكم إلى ِقراءتِهم بِ
ٍ
ش�يء ،يحس�بون أنَّه له�م ،وهو ع َليه�م ! ال ت ِ
ُجاو ُز صالتُه�م تراق َيهم ، ِ
صيامه�م بِ
ِ
الرمية » ...إلخ . السهم ِم َن يمر ُق ِ يمرقون ِم َن
ُ الدين كما ُ ُ
ِ
أح�وال أصحابِه�ا نجدُ ها كما ِ
ودراس�ة ِ
الظواه ِر المتأنِّ�ي في ه�ذه ِ ِ
انتشار الفتنة في النظ�ر ُ وعن�دَ
البالد العربية وأس�اس ُظ ِ
هورها أخب�ر عنها النبي mقد عم ِ
ت البِال َد العربي َة واإلسلامي َة ُك َّلها ،
ُ َّ ُّ َ
واإلسالمية ثائية ما قد سب َق ِ
المرحلة ال ُغ ِ
ِ
وتغلغلها في دماء
ِ
الكتاب عن ت اإلشار ُة إ َليه في هذا وتوسي ِع حلقتِها في
الشعوب رس�ول ال َّل ِه mـ إلاَّ أنها ال َيو َم قد
ُ سماها ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المش�رق وفتنة قرن الش�يطان ـ كما َّ
فِ ِ
تنة
الش�يطان ؛ لتُصبِ َح ُج�ز ًءا ِمن لح ِم
ِ خرج�ت عن مكمنِها األصلي فيما س�مي بِ ِ
قرن ُ ِّ َ ِّ َ
ِ
واإلرج�اف والتحدِّ ي مص�اد ِر ِ
القلق ِ ومصدرا ِمن المخدوع�ة ِ
ودمه�ا ، ِ ِ
�عوب ُ
الش
ً
عاب ،وتحو َلت إلى خاليا الش ِ عب ِم َن ِّ وقرية ِ
وش ٍ ٍ ٍ
مدينة ِ
واالندفا ِع في كُل والتطر ِ
ف ُّ
العلي العظي ِم .
ِّ حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه ٍ
بعض ،وال َ بعضها عن
ينفصل ُُ ٍ
وجماعات
أيضا
ً المشر ِق
ِ القها ِمن ِ
جهة المرحلة ،ومصدر انطِ ِ
ِ عادل ُة لها فيالفتن ُة الم ِ
وتليها ِ
ظاهرة انتشار ُ ُ
َّخ ِذ ِشعار الن ِ
الفكر المت ِ تعيش�ه األُ َّم ُة اإلسلامي ُة والعربي ُة ِمن ِ
وتبر ُز فِيما ُ
ُّصرة الفتنة المعادلة َ ِ ُ خطر ُ ،
ِ للخوارج تحت
مسمى حب آل المرحلة ِمن زوابِ ِع اإلعال ِم ،وكثرة
ِ َّب على الدف ِع بِه في
األطهار وما ترت َِ ِ
البيت ِ
آلل
البيت ِ
النظر الواعي في عن ِ
المس�ألة ِ وخ ِ
روج البيت بِن ِ
ُصرة اإلسلا ِم ُ ، ِ قوق آل التناو ِل لِ ُح ِ
ُ
ش�وائية األحكا ِم وتهو ِ
ِ يت وأئمتِهم إلى َع آل الب ِ نبي األُ َّم ِة m ِ
كات ُّ ونقول ِ َ
ِ
مقوالت ِّ
واإلسلامي
َّ العربي
َّ العالم
َ ي�دع مجالاً لِلجز ِم بِ َّ
أن ِ ِ ِ
الث�أر والحق�د واالنتقا ِم ،بما ال ُ ِ
315
الحق ؛ ل َي ْذ َه َ
ب هل ِّ صار لأِ ِ
َّخ ِذ ِصف َة االنتِ ِ
التحريش اإلبليسي المت ِ
ِّ ُ ِ أتون فِ ِ
تنة سيقع في ِ
ُ
ِ
الراغبة في قال عنه�ا mلأِ ُ َّمتِه
قة التي َ الماح ِ
ِ الس�اح ِ
قة ِ الح�ق وأه ُله في هذه ِ
الفت َِن ُّ
كان ح ًّق�ا ع َل ِيه أن يدُ َّل ُأ َّمتَه على ِ
خير ما يع َل ُمه َ نبي قبلي إلاَّ ِ
السلامة « :إنَّ�ه لم ي ُك ْن ٌّ
ويصير
ُ جعل عافيتَها في َّأولِها ،وإن ُأ َّمتَكم هذه َ شر ما يع َل ُمه لهم َّ ، ِ
لهم ،و ُينذ َرهم َّ
ُ
فيقول بعضا ،وتجيء ِ
الفتن ُة بعضها ً ُنكرونه ،وتجيء فِتن ٌة فير َّق ُق ِ آخرها بالء و ُأمور ت ِ ِ
ُ ُ ٌ ٌ ُ
المؤم ُن :هذه هذه ، ِ ُ
فيق�ول �ف وتجيء ِ
الفتن ُة ؛ تنكش ُ هلكَتي ُ ،ثم ِ المؤم�ن :ه�ذه م ِ ِ
ُ َّ ُ ُ
مؤمن بِ ِ
الله وال َيو ِم ويدخ َل الجن َة فلتأتِه منيتُ�ه وهو ِ ُ عن ِ
النار زحز َح ِ
أح�ب أن ُي َ فم�ن
ٌ َّ
َ
الحديث((( . ِ
اآلخ ِر ،وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه» ...
ي�ل ا ُل ِ
مظل ِمُ ،يصبِ ُح ِ
باألعمال فتنًا كقط ِع ال َّل ِ يق�ول ِ « : m
بادروا ُ وف�ي هذه ِ
الفت َِن
وجوب المبادرة
يبيع دينَه بِ ِ ِ ِ ِ باألعمال ِعند
ٍ
عرض �ح مؤمنًا ُ ، الرج َل فيها مؤمنًا و ُيمس�ي كاف ًرا ،و ُيمس�ي كاف ًرا و ُيصبِ ُ
ُ
ظهور الفتن
ِم َن الدُّ نيا » ((( .
السا َع ِة
«إن بي َن َيدَ ِي َّ يقول َّ :َّبي َ mوسم ْعنَا ُه ُ ِ
شير قال َصح ْبنا الن َّ وعن النُّعمان بن َب ٍ
الر ُج ُل فِ َيها ُم ْؤ ِمنًا ُث َّم ُي ْم ِسي كَافِ ًرا َو ُي ْم ِسي ُم ْؤ ِمنًا ِ ِ ِ
ف َتنًا كأن ََّها ق َط ُع ال َّل ْي ِل ا ْل ُم ْظل ِم ُ ،ي ْصبِ ُح َّ
ض الدُّ ْن َيا» ،قال ض ِم ْن الدُّ ْن َيا َي ِس ٍ
�ير َأ ْو بِ َع َر ِ يع َأ ْق َوا ٌم َخلاَ َق ُه ْم بِ َع َر ٍ ِ
ُث َّم ُي ْصبِ ُح كَاف ًرا َ ،يبِ ُ
عقول َ ،أ ْج َسا ًما َولاَ أحلاَ َم َ ،ف َر َاش ن ٍ
َار َو َ َ ِ
ذبان صورا وال
ً الح َس ُن :والله ل َقدْ رأين ُ
َاه ْم َ
يع َأ َحدُ ُه ْم َد ْينَ ُه بِ َث َم ِن ا ْل َعن ِْز(((. ون بِ ِدرهمي ِن ويروح َ ِ
ون بِد ْر َه َم ْي ِن َ ،يبِ ُ َط َم ٍع َ ،ي ْغدُ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ
َ
سأل أن رجلاً ِ
والحاك ُم َّ : ِ
الكبير والطبراني في يهقي وأحمدُ ِ
ُّ سي وال َب ُّ
أفضل الناس في وروى الطيال ُّ
�ه « : mنعم ،أيما رس�ول ال َّل ِ
ُ �ه « : mهل لِإلسلا ِم ُمنتهى ؟ » َ ،
فقال رس�ول ال َّل ِ
ُ الفتن من يعتزل
الناس
((( صحيح مسلم (. )4882
((( صحيح مسلم ()328
((( مسند أحمد (.)18404
316
أدخل ع َل ِيه ُم اإلسال َم » َ .
قال ُ :ث َّم ماذا العرب أو العج ِم أرا َد ال َّل ُه بِهم ً
خيرا َ ِ يت ِم َنب ٍ
َ
رس�ول ال َّل ِه .
َ الرج ُل :كلاَّ يا
فقال ُ لل » َ . قال ُ « :ثم تقع ِ
الف َت ُن كال ُّظ ِ َّ ُ رس�ول ال َّل ِه ؟ َ
َ يا
بعضكم بيده ،ليعو ُد َّن فِيها أس�او َدِ ..
يضر ُب ُ فقال النبي « : mكلاَّ والذي نفس�ي ِ َ
الش ِ
�عاب ،يتَّقي ر َّبه، �عب ِم َن ِّ
يعتز ُل في ِش ٍ يومئذ ِ
مؤم ٌن ِ ٍ ِ
الناس ُ
أفضل ٍ
بعض ، ِر َ
قاب
شره »((( . ِ
ويدع من ِّ
قال ِ :
فإن قال « ِ
تكس ُ�ر ي�دَ َك » َ . رس�ول ال َّل ِه ؟ َ
َ نصنع يا كيف
وف�ي رواي�ة :قال�وا َ
ُ
قال :حتَّى متى ؟ َ
قال « :حتَّى تأت َيك يدٌ خاطئ ٌة قال ِ « :
تكسر األُخرى » َ . انجبرت ؟ َ
َ
أو مني ٌة قاضي ٌة » (((.
العدو ٍ
صحيحة ِضدَّ ٍ
مقاومة يدور ِمن ِ يدخ ُ�ل َ وال ُ
العزلة عن الناس ِّ والتفصيل ما ُ تحت هذا المعنى
أو الجهاد ال تعيش�ه األُ َّم ُة ُ
المدلول في ما ُ ِ
ينحص ُر هذا حتل في فِلس�طي َن أو ف�ي ِ
غيره ،وإنَّما الم ِّ
ُ
يشمل نماذج
فلسطين وما سبيل ال َّل ِه علىِ حيث َّ
إن الجها َد في ِ
الداخلية ُ ، ِ
والمؤامرة ِ
والوهن ُك ُّلها ِم َن التخا ُذ ِل
شابهها كان مفعولاً
أمرا َ يقضي ال َّل ُه ً
َ أمر ال َّل ِه تعالى ـ إلى أن
قائما ـ بِ ِ ُّ
س�يظل ً الش�رعي
ِّ
ِ
الوجه
ِ
الفصائل الح ُظ ِمن صرا ٍع َبي َنأيضا بما ُي َ
ضة ًتناق ِ حدودة والم ِ
ُ
ِ الم ِ ِ
،ولكنَّه في صورته ُ
يد ِ
عباده أمر ال َّل ِه على ِ واألرض بِ ِ
ِ ِ
الس�موات ذاتِه�ا ،ولكنَّه ـ أي :الجهاد ـ ٍ
باق بقا َء
سبيل ال َّل ِه .
ِ جل ال َّل ِه وفي
المقاتِلين لأِ ِ
الصالحين ُ
مر((( َ : ِ ِ ِ ِ
قال التويجري ـ رح َمه ال َّل ُه ـ تعلي ًقا على حديث عبدال َّله بن ُع َ
ُّ ُ
الشيخ َ
وقال
هاهنا ، الفتن َة هنا ،ها َّ ِ
إن ِ
راق « ها َّ بيده يؤم ِ
الع َ رس�ول ال َّل ِه mيش�ير ِ
َ
إن الفتنة ُ ُ ُ ُ ُ رأيت
ُ
الش ِ
يطان » . قرن َّ ات ـ ِمن ُ
حيث يط ُل ُع ُ ثالث مر ٍ
َ َّ هاهنا ـ ها َّ ِ
إن الفتنة ُ
317
ِ
العراق الفت َِن ِمن ِج ِ
هة منشأ ِ
ُ البيان بِ َّ
أن ُ قال :وفي هذه الر ِ
واية فائد ٌة جليل ٌة ،وهي َ
ِّ
الزناد ِ
قة َّ
أن ِ زعم ِم َن ِ ِ ٍ ال ِم�ن ِج ِ
العرب ،ففيها ر ٌّد على َم�ن َ أرض
نج�د ،التي هي ُ هة
ِ
العرب ! المرا َد بِذلِ َك ُ
أرض ُ
هور ال ِّزان
ُظ ُ ظاهرة الزنا عالمة
ِ
األحاديث الساعة الصغرى وأشراطِها ،وهناك ُجمل ٌة ِم َن ِ ِ
عالمات ِ
أخطر وهو ِمن
صغرى
ِ
الزمان ؛ حتَّى يؤدي اإلسلامية ِ
آخ َر ِ األخالقي في األُ َّم ِة ِ
االنح ِ
دار ُش�ير إلى الن ِ ِ
ِّ َّبو َّية ت ُ
صو ٍر شتَّى والعيا ُذ بِال َّل ِه . ِ ذلِ َك إلى ال ُف ِ
جور والدعارة بِ َ
�ل االس�تِ ِ
عمار األخلاق كم�ا عر َفت�ه في ِ
مراح ِ ِ ِ ِ
انحدار األخالق ول�م تع�رف األُ َّم� ُة انح ً
�دارا ف�ي
هتار واالستِ ِ
ثمار . في مرحلة واالستِ ِ
االستعمار
ِ
الغزو يوس ُع دائر َة ِ
وقرارها بد َأ ِّ رات األُ َّم ِة
نذ سيطرتِه على مقدَّ ِ
ُ
ِ
ستعم ُر ُم ُ الم
فالعدو ُ
ُّ
318
وكيفيات ؛ حتَّى تمكن ِمن
ٍ نماذج
َ
وره وألوانِه ،وفي ِ
عدة الثقافي الكافِ ِر ،بِش�تَّى ُص ِ
ِّ
والسن َِّة ِجيلاً بعدَ ِج ٍ
يل ،وحتَّى ِ ِ ِ
الس�فلى في داخ ِل ُمجتمعات ال ُقرآن ُّ
ِ
تحقيق أهدافه ُّ ِ
ِ
بروز جيل
التهار ِج
ُ وبرز ُ
جيل ميالت ِم َن النساء َ ،ِ الم ِ ِ ِ
جيل الكاس�يات العاريات المائالت ُ برز ُ َ
الح ُم ِر » (((. ِ ِ ِ الذي َ
الكاسيات تهار َج ُ
الناس يتهارجون فيها ُ رار
قال فيه « : mويبقى ش ُ
العاريات
ِ ِ ِ ِ ِ
والمتم ِّع ُن في
المجتمع�ات العربية واإلسلامية ال َي�و َم ُ ، �ع عل�ى أحوال ُ والم َّطل ُ
ُ
يتجز ُأ ِمن
صارت ه�ذه الثقاف ُة ُجز ًءا ال َّ ِ ِ ِ ِ
ُمخرج�ات ثقافتها وإعالمها وتربيتها ـ وقد َ
ِ
والفكرية ِ
ماعي�ة القات االجتِ
ِ الع اآلخر واالنطِ ِ
�واء فيه ،وخاص ًة ف�ي ِ ِ ِ
ثقاف�ة العال� ِم
دية في األُ َّم ِة،
ُّب�وءات المحم ِ
ُ َّ
ِ يقين مدى ِص ِ
دق الن صادي�ة والعاطِ ِ
في�ة ـ يتأ َّكدُ بِ ٍ ِ واالقتِ
ارتباط
المخرجات حرمة بِك ُِّل أشكالِها
ِ ِ ِ ِ ِ
فظاهر ُة العالقات َغ ِير الش�رعية وظاهر ُة العالقات الجنسية ُ
الم ِ ِ
الثقافية في ِ ِ
العالم العربي حيث العواص ِم ُ ِ وخاص ًة في
َّ الحضارية ، جتمعات الم
أغلب ُ ُ تنفك عن ممارستِها ال ُّ
واإلسالمي ِ
واللهو ِ
الترف وأسباب ِ
والسياحة الشعوب واألُمم ،وتزداد حرك ُة االقتِ ِ
صاد تختل ُط ُِّ
ُ ُ ُ ُ
بالعالم اآلخر
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ختلطة رص التم ُّت ِع بالحريات الش�خصية والوظائف الرسمية وشبه الرسمية ُ
الم و ُف ُ
الج ِ
نسين . َبي َن ِ
319
ِ
التحصين �ز ِ
ومراك ِ ِ
ستش�فيات الم ِ ِ ِ والق�ارئ لِ
ِ
تقارير ُ المنش�ورة ف�ي إلحصائيات
ِ
نس�ية عا ًما األمراض ِ
الج ِ المصابين بِ ِ ِ ِ قدار الن ِ ِ ِ ِ
المتكاث�رة م َن ُ
ِّس�ب ُ م� َن األوبئة يرى م َ
صاب ِ ِ �ل بِ ِ
داخ ِ جال والن ِ
ِّس�اء في ِ بع�دَ عا ٍم َبي َن الر ِ
والمس�لمين ،أ َّما َمن ُي ُ
العرب ُ الد ِّ
حرج .
ث وال َ ِ
خار َجها فحدِّ ْ
ِ
واإلثارة ِ
والتزيين ِ
االحتناك ِ
معركة ِ
�يطان في سلاح َّ
الش ِ الع َلل ُجز ٌء ِمن
ولأِ َّن هذه ِ
320
الحديث ع َل ٌم ِم َن أعال ِم
ِ الزنا » :في هذا
ويظهر ِّ
ُ
ِ
الوارد فيه « أنس ِ
حديث ِ تعلي ًقا على
((( .
صوصا في هذه األزمان ِ
ً ستقع ،فوق َعت ُخ
ُ الن َُّّبو ِة إذ خ َّب َر عن ُأ ٍ
مور
ِ
المنقوض ِ
وحاضرن�ا ق�ال ع�ن زمانِنا
ب�ي فماذا ُي ُ ِ
كان ه�ذا ف�ي زم�ان ال ُقر ُط ِّ وإذا َ
العلي العظي ِم .
ِّ حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه ِ
المقبوض ؟! وال َ
ِ
الأسلاف ُظهور الأرم ِ
اض التي لم ت ُك ْن في ُ
يث َمن ال ينطِ ُق ِ
عن الهوى أحاد ِ
المنصوص ع َليه�ا في ِ
ِ الصغرى ِ
وم� َن العالمات ُّ
ِ
نقض عرى
نقض ُعرى الإسلا ِم والإيما ِن
ُ
اإلسالم واإليمان ِ واإليمان ،لِ َما َر َوى
ِ الص ْغ َرى َن ْق ُض ُع َرى اإلسال ِم ِ ِ
عروة عروة
الحاك ُم وم ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ
ِ
اإليمان ُعرو ًة ُعرو ًة رسول ال َّل ِه « : mلت َ
ُنقض َّن ُعرى ُ قال َ :
قال عن ُحذيف َة ؤ َ
وليخر َج َّن على إِ ِثر ذلِ َك الدَّ َّجالون الثالث ُة » ((( .
ُ ،وليكو َن َّن أئم ٌة ُم ِض ُّلون ،
ِ
الكبير والطبراني في
ُّ تاريخه ،وأبو يعلى واب ُن ِح َّب َ
ان ِ خاري في
ُّ وروى أحم�دُ وال ُب
رسول ال َّل ِه
ُ قال والضياء عن أبي ُأمام َة ؤ َ
قال َ : ِ والش ِ
عب نن ُ الس ِ ِ
،والحاك ُم في ُّ
321
ِ
ُنقض َّن ُعرى اإلسال ِم ُعرو ًة ُعرو ًة ُ ،ك َّلما نُق َضت ُعرو ٌة تش َّب َث ُ
الناس بالتي « : mلت َ
نقضا الحكم ِ ،
وآخ ُر ُه َّن الصال ُة » (((. تليها ،أو ُل ُه َّن ً
ُ ُ
واإلسلامي
َّ العربي
َّ العالم
َ ع�م
واألخطر :ما َّ ُ القس�م الثان�ي ـ وهو األنك�ى
ُ 2 .
نقض الحكم
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
�لطان ُفر والكاف ِر بعدَ إس�قاط خالفة ُّ
الس وربط القرارين بِالك ِ
َ لما ،
كما وع ً
ُح ً والعلم في مرحلة
آخ ِر ُخ ِ االستعمار
مرحلة االستِ ِ
عمار. ِ لفاء اإلسال ِم ُق َب َيل الحميد الثاني ِ ،
ِ ِ
عبد
322
ِ
اإلسلامية ِ
المذهبية ت يعمل على هد ِم ثوابِ ِ فم ِ
تناق ٌض ُ تط�ر ٌ ُ
ديني ُم ِّ
نم�وذج ٌّ
ٌ •
هد الش�رعي في األُم ِة بِمس�م ٍ
يات والز ِ
ف ُّ �لوك التص�و ِ
البيت وس ِ ِ �ب ِ
آل
َّ ُ َّ ِّ ُّ ُ وح ِّ
ُ
سياسة متطر ٍ
فة . ٍ وش ِبه
سياسية ِ
ٍ ٍ
حجيات و ُأ
ُ ِّ
ِ ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ
القرار هيمنة عل�ى تح�ت ظ ِّل السياس�ة العالمي�ة ُ
الم يعملان النموذجي�ن
َ وكال
اإلنساني ُك ِّله .
ِّ
ِ
سياس�ة ِ
س�تمرار الفكر َة تِلو األُخرى لاِ
تناقض ُة تُن ِّف ُذ ِ
النم�اذج الم ِ
ِ وال زا َل ْ
�ت ه�ذه
استمرار نماذج َ ُ ُ
ع�ة وم ٍ
ور متنو ٍ ِ ِ ِ
النقض في اللعبة اإلفصاح
ُ ب
تلونة ،يص ُع ُ
ُ ِّ النق�ض الموعود في عالمات الس�اعة وبِ ُص ٍ ُ ِّ ِ
المشتركة إلى ِ إح�راج واصطِدا ٍم مع ِ
اليوم الحركة عناص ِ
�ر َ ٍ �ك ِمن َّب على ذلِ َ ٍ ِ
ض�وح ؛ لم�ا يترت ُ عنه�ا بِ ُو
مز ِق ،وإنا ل َّل ِه وإنا إ َليه ِ
راجعون ،وال الم َّ الم ِ
واإلسالمي ُ
ِّ العربي
ِّ تنفذة في الواق َعين ُ
العلي العظي ِم .
ِّ حول وال ُق َّو َة إلاَّ بِال َّل ِه
َ
ِ
والجماعات التي ِ
األح�زاب والق�ادة وز ِ
عماء ِ ِ
الساس�ة لق�د اعتق�دَ الكثيرون ِم َن ِ
تتصور الرموز
ُ
�ج إيجابي ًة في ورجاالت العلم يحم َ ِ واإلسلامية أنهم ِ
ِ ِ ِ تتح�ر ُك الي�و َم في
ل�ون برام َ العربي�ة الس�احة َّ
والثقافة « النخبة ِ إل ِ ِ
» قدرتها على
الش ِ
عوب، والديانة في ُّ عادة اإلسلا ِم النماذ ِج ِ ُ
أفضل عاص َر ِة ،وأنَّهم ُ
ِ
المرحلة الم ِ
تطوير األُ َّمة من ِ
وضالالت ٍ
زعبالت ٍ
رافات ُ
وخ ِ
شترك ِضدَّ ُخ الم ِ وخاص ًة أنهم م ِ
العمل ُ جمعون على ُ َّ
غَير إسالم
ِ
الحياة ِ
الحض�ارة الما ِّدي�ة بِ جمعون عل�ى ِ
ربط جه�ة ،وم ٍِ التقليدي�ة ِم�ن
ِ ِ
الم�دار ِ
س
ُ
تأسل ِ
مة . ورها الم ِوإبرازها في أنص ِع ُص ِ ِ
ُ
ِ
القبض ِ
ترس�يخ ِ
غامرة التي يتداولونها بِ الم ألس�ف ـ ال ُي ِِ لكنَّهم ـ ولِ
حجم ُ َ دركون
التالساعة ،لأِ َّن فِقه التحو ِ
ِ ِ
وعالمات قه التحو ِ
الت المنصوص ع َل ِيه في فِ ِ
ِ ِ
والنقض
ُّ َ ُّ
ِ
الشرعية ،ولم فاتالمراج ِع والمؤ َّل ِ
ِ الس�اعة « ماد ٌة خا ٌم » في مظانِّها في ِ ِ
وعالمات
عنمقوالت َم�ن ال ينطِ ُق ِ
ِ ِ
األحداث و َبي َن ِ
جري�ات ش�رعي يربِ ُط َبي َن ُم
ٍّ
كف ٍ
قه تُفع ْ�ل ِ
َّ
323
ِ
�عوب آالف الضحايا من ُش
َّب ُ المرك ِ ِ
الجه�ل ُ ذه�ب ضحي َة هذا
َ اله�وى ، mوقد
الضحايا من
ِ ِ ِ ِ ِ
برامج االحتواء وااللتواء ،التي ِ ِ ِ ِ
المس�لمين ووقعوا ـ باس�م اإلسلام ونُصرته ـ في ِ
ُ الشعوب
ومصيرها المحتو ِم .ِ ِ
وقرارها هيم ُن الكافِ ُر على ُمقدَّ راتِها
المشاركين في ي ِ
ُ
برامج االحتواء
راع
والص َ والنقض كمبدأٍ َش�يطاني ِ
ناج ٍح ،كما ُيؤ ِّيدُ ِ
التفرق َة ِّ َ القبض
َ فالكافِ ُر يؤ ِّيدُ وااللتواء
ٍّ
سياس�ي أو ماعي أو ِ ِ ِ
ٍّ ديني أو اجت ٍّ ثقافي أو ٍّ
ٍّ كري أو
س�مى ف ٍّ
أي ُم ًّ
تحت ِّ
البش�رية َ َبي َن
صادي . اقتِ
ٍّ
ِ
والوهن أن مرحل� َة ال ُغثائي َة التي ع َّب َر عنها mبِأنه�ا « مرحل ُة التداعي والمعل�و ُم َّ
مرحلة التداعي
العدو » ،إنَّما هي المرحل ُة ِ ِ ِ
الموت ون�ز ِع المهابة من ُصدور ِ ِ
ِّ �ب الدُّ نيا وكراهية َ وح ِّ
ُ والوهن ودورها
ِ ِ في النقض
مرحلة مرحلة االس�تِ ِ
عمار ُ ،ث َّ
�م ِ وبدء الخ ِ
الف�ة ق�رار ِ
ِ ِ
س�قوط الحديث� ُة التي بد َأت بِ
ِ
وأوارها.. ضم َأتونِها ِ مرحلة االستِ ِ
ثمار ،التي نحن ال َيو َم في خ ِّ
ِ االستِ ِ
هتار ُ ،ث َّم
زئي�ة ديني ًة وغير ٍ البرام ِج الج ِ
ِ تلوح بِ ٍ ون�رى اليوم ك َُّل ِح ٍ ِ
دينية َ ُ زب أو نظ�ا ٍم أو َدولة ُ َ َ شعارات الكتاب
ِ ٍ ِ ِ ِ
حمد ، mبينم�ا هي غارق ٌة ت�اب ال َّله ُ
وس�نَّة نب ِّيه ُم َّ والسنة كظاهرة وكأنه�ا اإلسلا ُم ذاتُه ،أو هي ك ُ
ولية مس�تعمر ٌة مس�تثمر ٌة بِ ِ المال الدَّ ِ َّعة لِب ِ
ِ ِ من ظواهر النقض
يد ِر ِ
جال ِ يوت إلى النُّخا ِع في العمالة المقن ُ
َ َ ُ ُ
ِ
الحين واألح�زاب ُمضطر ًة َبي َن والجماعات
ُ ِ
األجنبي�ة ،وها هي األنظم ُة ِ
األعم�ال
ُ
ِ
«نقض ال ُعرى» النبي mبـ الت تِلو ُ ِ التناز ِ
واآلخ ِر لِتقدي ِم ُ
َ
سماه ُّ
التنازالت ،وهو ما َّ َ
لهم ِ ِ ِ
رض�اء الم ِ ِ
والعالمي « وآخ ُ�ر ما يبقى ُ
ِّ والعرب�ي
ِّ المحلي
ِّ القرار تنفذي�ن عل�ى ُ إل
ور َّب ُم ٍّ
صل ال أمان َة له » . الصال ُة ُ ،
ِ
الصالة فقط ،بينما ِ
تجدُ كا َّف َة ار َغ ُير فِ ِ
عل ِ
خالفة ال ُك َّف ِ ومعناه :أنَّه ال يبقى لهم ِمن ُم
ِ ِ ِ ِ ِ ُش ِ
صارت جرا ـ َوه ُل َّم ً
ؤون اإلمارة واالقتصاد والتربية والتعلي ِم والثقافة واإلعال ِم ـ َ
ِ
العولمة » . وح ِد « ُجز ًءا ِمن مشرو ِع النِّظا ِم
الم َّ
العالمي ُ
ِّ
324
العالمي اإلسلامي ِ
القرار ِ
�قوط نذ ُس ِ
الس�احة ُم ُ ِ
المطروحة في ِ
البرام ِ
�ج إن كا َّف� َة
َّ
ِّ ِّ
ِ ِ
سياس�ة ِ
المري�ض » ق�د دخ َلت ـ طو ًع�ا أو ً
كرها ـ تحت « �ل بِتقس�ي ِم « ِترك�ة ُ
الرج ِ
ِ
الساعة . ِ
عالمات المنصوص ع َليها في فِ ِ
قه ِ ِ
والنقض » ِ
القبض
ِ
والعربية ـ كُل ًّيا ـ إلى ِ
اإلسلامية ترتيب األُ َّم ِة
ِ ِ
إعادة أمل في كونِها قادر ًة على
وال َ
ال أمل في
نجاح البرامج الموجه ُة عالم ًيا محصور ٌة تكام ِ
لة إطال ًقا ؛ وإنَّما وظيفتُها الشرعية الم ِ
ِ ِ
الديانة ِ
حقيقة
َّ ُ
المطروحة حاليا
معالمجتم ِع ولكن َ مطلب ها ٌّم في ُ
ٌ قرار واالستِ ِ
ثمار ،وهو رص االستِ ِ ِ
تحس�ين ُف ِ في
إلنقاذ األُ َّمة
تعار ِ
الم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ضة المتناقضة ُ السياسي داخ َل ُ
المجتمعات ُ ِّ زبي
الديني والح ِّ
ِّ الصرا ِع
تفعيل ِّ
أكثر ِمن ذلِ َك ...فهل ِ ِ ُ
ش�ترك ساع َة الحصاد لمصلحته ،وال َ الم
العدو ُ
ُّ
ِ
ليس�تثم َرها ؛
ِمن ُمتأ ِّم ٍل ؟!
ش ِ
عوب والقبائلِ فناء ِ
بعض ال ُّ
فناء بعض ُ
الشعوب عالمة
ِ
القبائل ِ
بع�ض ِ
الهالك في الس�اعة الصغرى إلى إس�را ِع ِ ِ
عالمات ُ
أحاديث ُش�ير
صغرى
ت ُ
األحاديث ُمجملاً
ُ ش�رحته َ الس�بب في ذلِ َك ما
ُ ُ
ويكون غيرها ِمن ُمعاصريها ، قب�ل ِ َ
أن ِصف َة ع�ة َّاألحاديث المتنو ِ ِ ِ
تابع�ة نافس�ة ،و ُف ِه َم ِمن ُم
ِ الم أو الحمي ِ
�ة ِ ل�ك ِ كالم ِ
ُ ِّ أو ُ َّ ُ
الزمان ،ِ �ر الحبش�ة في ِ
آخ ِ ِ الكعبة على ِ
يد ِ ِ
مرحلة هد ِم ُ
تكون بع�دَ ِ
الش�ام ِل ِ
الهلاك
طلب الملك
ِ ِ الر ِ ِ و ُيؤ ِّيدُ ذلِ َك
البيت والحمية سبب يستح ُّل هذا وأو ُل َمن
كن والمقا ِم َّ ، بايع ل َر ُج ٍل َبي َن ُّ
حديث « ُي ُُ
في فناء بعض ِ
الشعوب العرب ُ ،ث َّم تجي ُء ِ هلكة تس�أل عنْ ينتهكوا ُح ُرماتِه ـ فإذا اس�تح ُّلوه فال أه ُله ـ أي ِ :
325
ِ
العرب . ((( » ... ُ
هالك ِ
الساعة اقتِ ِ
راب
ِ
الناس هالكًا رسول ال َّل ِه َ m
قال َّ « :أو ُل َ إن ِ
العاص ؤ َ
قال َّ : بن وعن ِ
عمرو ِ
أهل بيتي » ((( . وأو ُل ُق َر ٍ
يش هالكًا ُ ُق َر ٌ
يش َّ ،
ِ
الناس هلاكًا ُق َر ٌ
يش ، رس�ول ال َّل ِ
�ه َّ « : mأو ُل ُ قال َ :
قال ذر ؤ َ
وع�ن أب�ي ٍّ
أهل بيتي » ((( . وأو ُل ُق َر ٍ
يش هالكًا ُ َّ
326
الج ِ
هاد في سبيلِ للاهَّ ِ ‘رسميًا’ وبقائه ‘شعبيًا’ ِ
ظاهرةُ ِ
ترك ِ
�ه على صفتِه س�بيل ال َّل ِ
ِ الج ِ
هاد في ترك ِ
الصغرى ُ ِ ِ
�ر عالمات الس�اعة ُّ
ِ
ظواه ِ ِ
وم�ن
جز ِأة ،
الم َّ ِ
أو اإلسلامية ُ
ِ
العربية ِ الش�رعية رس�م ًّيا ،فال تس�تقيم له َدول ٌة ِم َن الدُّ ِ
ول ُ
ِ
327
يس االستِ ِ
والتسي ِ ِ ِ ِ الكافِ ِر ِ
المبر َم ِج .
عماري ُ
ِّ البسات القرار فيها ،ونتيج َة ُ
الم مواق َع
السياس�ية ِضدَّ ُقوى االس�تِ ِ
عمار ِ ِ
الحزبية الجهاد الش�عبي القائم على ِص ِ
فة ُ ُّ وبق َي ِ ُ
ِ
ِ
مرحلة الل َ
إب�ان العربي�ة ِم َن االحتِ ِ
ِ بع�ض البِ ِ
الد ِ ِ
تحرير ِ
والصهيوني�ة ،كم�ا هو في
المحت ِّلي�ن ،أو كما هو ِ ِ ِ ِ
الدُّ َهيم�اء ،أو كم�ا ه�و في فلس�طي َن إلى ال َيو ِم ض�دَّ اليهود ُ
ٍ
�عارات وتحت ِش
َ َّخ ًذا ِصف َة الصرا ِع مع األنظِ ِ
مة ، س�لمين مت ِ غيرها ِمن بِ ِ
الد الم ِ في ِ
َ ِّ ُ ُ
ٍ
قائمة ٍ
تحريشية ٍ
حزبية ٍ
فئوية أو بغة َق ٍ
ومية أو سة ،أو ِص ٍ
دينية مسي ٍ
بغة ٍ ذات ِص ٍ عة ِ
متنو ٍ
ُ َ َّ ُ ِّ
ِ
على سياسة « ِّفر ْق ُ
تسدْ » .
ِ
سبيل جاهدين في خلصين وم ِ ٍ
أفراد م ِ الدعوات ِمن
ُ وذاك فال تخلو هذه َ ومع هذا
ُ ُ َ
ِ المتبع َة في ِ ِ َ ال َّل ِ
التنفيذ َّخ َذ واأليديولوجيات ُ المت َزبي ُاإلداري الح َّ
َّ الهي�كل �ه ،ولك َّن
الجها ُد لِ َ
تكون فة « ِ الحام ِل ِص ِ
ِ الش�رعي
ِّ
الج ِ
هاد ِ
الربط َبينَها و َبي َن مفهو ِم ِ حرج ت ِ
ُب�ر ُز َ
عباده ون َّياتِهم .
كلم ُة ال َّل ِه هي العليا » ،وال َّله أعلم بِ ِ
ُ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ أما ِ
الدموي
ِّ الصرا ِع مع تجن ِ
ُّب ِّ سبيل ال َّله بِالحكمة والموعظة الحسنة َ الجها ُد في َّ نموذج آخر
زال هذا النموذج م ِ ِ ِ للجهاد ..الجهاد
نتش ً�را ُ ُ اإلسلامية ،وال َ الجماعات ِ
بعض التحريش�ي فهو َد ُ
يدن ِّ بالكلمة ،وهو
ِ ِ
ب إلنقاذ ما يمك ُن ِ ِ ِ ِ
نذ ُعهود الخالفة إلى اليو ِم ،وال َ ُم ُ الذي دخلت
الشرعي الواج َ
َّ دوره
زال يؤ ِّدي َ
به شعوب
والمدُ ِن ِ
والخلوات والزواي�ا المس�اج ِد واألربِ ِ
طة ِ في ِ
م ل ونش�ر ِ
الع ِ ِ
الحكمة ِ ب ه ُ
ذ إنقا
ُ كاندنوسيا
ِ
األوثان إلى ِ
وعبدة اآلالف ِم َن ال ُك َّف ِ
ار ِ إدخال ِ
مئات ِ وسيالن وغيرها وال ُقرى ،ولها الدَّ ور ِ
الفاع ُل في ُ َ
في اإلسالم
ِ
والهند ِ
وشرق إفريقيا الف ِ
لبين ومثا ُلها في أندونس�يا وج ُز ِر ِ
اإلسلا ِم في العال ِم ُك ِّله ِ .
ُ
ِ
والبعيد . ِ
القريب ِ
التاريخ وواضح على مدى بارز
الد ٌ وغيرها ِمن البِ ِ وسيالن ِ
َ
ٌ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
النموذج م َن الجهاد بِالكلمة يتَّخ ُذ من حديث رسول ال َّله mش ً
عارا عمل ًّيا: ُ وهذا شعار هذا الجهاد
«كلمة حق عند
سلطان جائر»
328
الجائر
ُ ُ
والس�لطان �لطان ٍ
جائر» (((، ٍ حق ِعندَ ُس
س�بيل ال َّل ِه كلم ُة ٍّ
ِ هاد فيالج ِ
أفضل ِ
ُ «
ِ
س�بيل الجها ُد في الحديث هو المرحل ُة الجائر ُة ،التي يتع َّط ُل فِيها ِ ِ أحد معان�يف�ي ِ
ِ
الطيبة ، الكل ِ
مة ه�اد بِ ِ الج ِحين بِ ِ
س�تعاض عنه ولو إل�ى ٍ ُ ِ
الش�رعي ف ُي ِ
الوجه ال َّل ِ
�ه على
الج ِ
هاد «أقل ما تُغل َبون ع َل ِيه ِم َن ِ
قال ُّ : حديث أبي ُج َحيف َة ؤ َ ُ أيضا
شير ً
وإليه ُي ُ
ِ بألس�نتِكم ُ ،ث�م ِ الجهاد ِ
يعرف فأي ٍ
قلب لم الجها ُد بِ ُق ُلوبِكم ُّ ، َّ الجها ُد بِأيديكم ُ ،ث َّم ِ ُ ِ
ِ
جعل أعاله أسف َله» ((( . نكر ؛ َ الم َ المعروف ،ولم ُينك ِر ُ
َ
ِ
والحكمة إلى ِ
الطيبة الكل ِ
مة س�بيل ال َّل ِه بِ ِ
ِ الج ِ
هاد في النموذج ِم َن ِ تعر َض هذا
ُ وقد َّ
ِ
بعض عاص ِ
�رة ؛ نتيج َة مرحلة ال ُغ ِ
ثائية الم ِ ِ صوصا ف�ي الق�ذ ِع والتقري� ِع والتبدي ِع ُ ،خ
ُ ً
بعض
قادات ،التي ش�ا َبت ُ ِ بادات واالعتِ ِ والعادات ِ
والع ِ ِ
والتفريط ِ
اإلف�راط �ر ِ
مظاه ِ
ِ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
عالجة لم
األمث�ل ل ُ أن َّ
الحل المجموع�ات ف�ي عالقته�ا بِاألحياء واألم�وات َ ،
م�ع َّ
والح ِ
كمة ، السلامة ِِ اإلفراط لدى د ِ
عاة ِ م�ة الط ِّي ِبة يقتضي ُمعالج َة
الكل ِ
ور ِ ِ
وإبق�اء َد ِ
ُ
الجميع
ُ نازعين لهم ؛ لِ ُي ِ
س�ه َم والم ِ ِ
المنتقدين ُ
ِ ِ
و ُمعالج� َة ما يقابِ ُله م َن التفري�ط لدى ُ
القة اإلسلا ِم بِاألُ َّم ِة ؛ حتَّى
وع ِ القة األُم ِة بِاإلسلا ِم ِ ،
َّ
مكن إنقا ُذه ِمن ِع ِ
ِ ِ
في إنقاذ ما ُي ُ
ِ
المطلوب . الشرعي ِ
الوجه سبيل ال َّل ِه على
ِ الج ِ
هاد في تستعيدَ األُم ُة فرضي َة ِ
ِّ َّ
القيامةِ الج ِ
هاد في سبيلِ للاهَّ ِ « َ
ح ْص ِري» إلى يو ِم ِ بقاء ِ
الطائفة الطائفةُ المنصورةُُ ..
المنصورة عالمة
الخاص ُة ِ ِ ِ ِ
صغرى
َّ واي�ات
ُ الص ْغ َ�رى بقا ُء الجهاد ،وق�د تعدَّ َدت ِّ
الر وم� ْن َعلاَ َمات الس�اعة ُّ
هاد بِالم ِ
قاتلة، الج ِ حمل مفهوم ِ سبيل ال َّل ِه حصر ًّيا ،فمنها ما َ
ِ الج ِ
هاد في بِمفهو ِم ِ
بقاء ِ
ُ َ
ِ ِ
واألخ�ذ بِ والثب�ات وااللتِزا ِم
ِ ِ ِ ِ ِ
الديانة على رابطة حمل معنى الجه�اد بِ ُ
الم ومنه�ا م�ا َ
329
سبيل ال َّل ِه ِ
،ومنها : ِ هاد في الج ِ عة لِمفهو ِم ِ
بقاء ِ الجام ِ
ِ ِ
األحاديث ِ
مدلول
الحق منصورين »((( . تزال طائف ٌة ِمن ُأ َّمتِي على ِّ « ال ُ
الحق ِ
ظاهري َن »((( . لون على ِّ لفظ ُ « :يقاتِ َ
وفي ٍ
أحاديث الطائفة
المسيخ الدَّ َّج َال »((( .
َ ِ ِ
آخ َر « :حتَّى ُيقات َل آخ ُرهم ٍ
وفي لفظ َ المنصورة
آخر « :لن يبرح هذا الدين يقات َُل ع َل ِيه ِعصاب ٌة ِمن الم ِ ٍ
سلمين حتَّى تقو َم َ ُ ُ ُ َ وفي لفظ َ َ
الساع ُة »((( .
ِ آخر ِ « :عصاب� ٌة ِمن ُأمت�ي يقاتِلون على ِ ِ ِ ٍ
أم�ر ال َّله قاهري�ن ل ِّ
عدوهم ال َّ ُ وف�ي لف�ظ َ َ
تأتي الساع ُة وهم على ذلِ َك »((( . يضرهم َمن خال َفهم حتَّى َ ُّ
يضرهم ِ مقذف ؛ حتَّى ُيقاتِلوا ُف َ
ٍ ف ال َّل ُه بِهم ك َُّل لفظ ِ « :
وفي ٍ
صول الضاللة ال ُّ يقذ ُ
اإلشارة إلى
أكثر ِ ِ
األعور الدَّ َّج َال ،وك ُّلهم ُ اإلسالم ووجود َمن خال َفهم ،حتَّى ُيقاتلوا
ِ (((
أهل الشام » . َ
أمر ال َّل ِه وهم مش�ق ُعصاب ٌة يقاتِلون على ِّ تزال بِ ِد َ الطائفة المنصورة وفي ٍ
لفظ « :ال ُ
يأتي ُ الحق حتَّى َ بها
ِ
ظاهرون » ((( .
س »((( . ِ
المقد ِ قال « :بِب ِ
يت يارسول ال َّل ِه ،فأنَّى ُهم ؟ َ
َ وفي ٍ
لفظ َ :
قيل :
َ
330
تالخ َيل ووضعوا السلاح ،وقالوا ال ِجه�اد قدْ وضع ِ الناس َ �ه َ رس�ول ال َّل ِ
َ
َ َ ِّ َ أذال ُ ي�ا
اآلن جاء ِ رسول ال َّل ِه mبِ ِ
الق ُ
تال اآلن َ َ وقال كذ ُبوا َ وجهه َ ، ُ وزارها َ ،
فأقبل الحرب َأ َ
ُ
يغ ال َّل ُه لهم ُق ُل َ
وب أقوا ٍم ،ويرز ُقهم يزال ِمن ُأ َّمتي ُأ َّم ٌة ُيقاتِلون على ِّ
الحق ،و ُي ِز ُ ،وال ُ
الخ ُيروالخ ُيل معقو ٌد في نواصيها َ ِمنه�م حتَّى َت ُقوم الس�اع ُة ،وحتَّى يأتي وعدُ ال َّل ِ
�ه َ َ َ
ث ،وأنت�م تتبِعوني أفنا ًدا مقبوض غي�ر ملب ٍ ِ ِ
َ ُ َّ ٌ إلي أنِّي إل�ى َي�و ِم القيامة ،وه�و ُي َ
وحى َّ
ِ قر ِ
صحيح ،
ٌ المؤمنين الش�ا ُم »((( .إس�نا ُده دار عض ،و ُع ُ بعضك�م ِر َ
قاب َب ٍ ِ
يض�ر ُب ُ
س�بيل ال َّل ِه ،
ِ الش�رعي في
ِّ
الج ِ
هاد َ
ِ
األحاديث وك ُّلها ُيفيدُ بقاء ِ الباب ُجمل ٌة ِم َن
ِ وف�ي
الحضرمي عن ِّ عبد ال َّل ِه
بن ِ س ،ومنه حديث ِ
عمرو ِ ِ
المقد ِ ِ
وبيت وخاص ًة في الش�ا ِم
َّ
ظاهري َن الحق ِتزال طائف ٌة ِمن ُأ َّمتي على ِّ
رس�ول ال َّل ِه « : mال ُ
ُ قال أبي ُأمام َة َ
قال َ :
ِ ِ لعدوه�م ِ
يض ُّرهم َمن خال َفهم إال ما أصا َبهم من لأَ ْوا َء ،حتَّى يأت َيهم ُ
أمر قاهري�ن ال ُ ِّ
وأكناف ب ِ
ِ ِ
المق�د ِ قال بِب ِ َ ِ �ه وه�م كذلِ َك قالوا يا ال َّل ِ
يت َ س يت رس�ول ال َّله ،وأي َن ه�م َ َ
ِ
المقد ِ
س »(((.
الج ِ
هاد ِ
البقاء على الح ِّق َ
دون ذركِ ِ يث ِ
الجامعةُ لمفهو ِم الأحاد ُ
يض ُّرهم َمن خال َفهم ،حتَّى الحق منصوري�ن ،ال ُت�زال طائف� ٌة ِمن ُأ َّمتي على ِّ « ال ُ
عز َّ
وجل » ((( . أمر ال َّل ِه َّ
يأتي ُ
َ
ِ ِ ِ وفي ٍ
المغرب من ُأ َّمتي ظاهرين إلى أن َت ُقو َم َّ
السا َع ُة»((( . يزال ِ
أهل لفظ « :ال ُ
331
ذالن َمن خذ َلهم حتَّى تقو َم الساع ُة » (((.
يض ُّرهم ُخ ُ لفظ « :منصورين ال ُوفي ٍ
ِ
الناس ال ُيبالون ظاهرين علىلفظ « :ال تقوم الس�اع ُة إال وطائف ٌة ِم�ن ُأمتي ِ
وف�ي ٍ
َّ ُ
من خذ َلهم ،وال من َ
نصرهم » (((.
أمر ال َّل ِه » (((.
قوام ًة على ِ تزال ُأ َّمتي َّ
وفي ٍ
لفظ « :ال ُ
ِ
القيامة »((( . ِ
الدين إلى يو ِم لفظ « :عزيز ًة علىوفي ٍ
الف َمن خال َفهم يض ُّرهم ِخ ُ األمر ِعصاب ٌة على ِّ
الحق ال ُ ِ يزال لِهذه
لفظ « :ال ُ وفي ٍ
332
الش�رعي الج ِ
هاد الج ِ
هاد فعالمتُهم إِقام ُة ِ ب�رز أحدٌ ِمنهم أو جماع ٌة بِمس�مى ِ
وإن َ
ِّ ُ َّ
ِ
نظمات الم ِ ِ ِ الصحيح بعيدً ا عن ِ
تس�ي ِ ِ على ِ
التحوالت والتكتُّالت وسياسة ُ ُّ يس وجهه
المشبوهة الم ِ ِ
ِ ِ
خترقة ..وال َّل ُه ُ
أعلم . ُ والجماعات
333
ِ
الذهب األهمي�ة المترت ِ
ِّبة على ِ مريم إِش�ار ٌة إلى هذه حديث ِِ ِ
ُ ابن أبي َ س�ياق وف�ي
ِ
ضرورة اإلسلامي تُش�دِّ ُد على راس�ات في االقتِ ِ
صاد ِ �ة ،ولذا فإننا ِ
نجدُ الدِّ والف َّض ِ
ِ
ِّ
هائي فيٍّ ِ ِ وإع�ادة ِ
ِ ذهبي�ة وفِ ِّض ٍية ،
ٍ إيج�اد ُع ٍ
ِ
كح�ل ن ٍّ عامالت للم
األصل�ي ُ
ِّ النقد مل�ة
ِ
الثمنية في اإلسال ِم . تأصيل مبدأِ
ِ ض ،ولِالتقا ُب ِ
334
(فيمنعون ما بِأيديهم) ،والمقصو ُد
َ ِ
الحديث قو ُله : m يب ما في هذا ومن ِ
أعاج ِ ِ
ِ ئون االقتِ ِ
أن كا َّف َة ُش ِ
ِ
قوانين مالت وتشري ِع ِّ
وصك ال ُع صاد بِه كما ُ
يظهر ـ وال َّل ُه ُ
أعلم ـ َّ
يكون بأيديهم ،وهذا ما هو كائ ٌن َ
اآلن(((. ُ ونحو ذلِ َك
ِ ِ
النقد
ٍ
حديث ِ تعليل ذلِ َك في
ضوح ،وجا َء ُ النبوي بِ ُو
ابن شيب َة: ٍ ُّ أشار إ َليه ُّ
النص وهذا ما َ
ِ
س�عيد بن ٍ علي ب ُن صالِ ٍح عن أبيه عن حدَّ َثن�ا خالدُ بن م ٍ
خل�د َ
عمرو عن قال حدَّ َثنا ُّ ُ
جب لكم النبي َ m
قال « :كيف أنتم إذا لم ُي ْ عن ِّ حم ِد بن ُأسام َة ِ
أبي حكي ٍم مولى ُم َّ
يكون ذلِ َك ؟ َ
قال « :إذا نقضتُم العهدَ ش�دَّ َد ال َّل ُه ُ ره�م ؟ » قال�وا :ومتى ِ
دين�ار وال د ٌ
ٌ
((( ولع�ل في التكرار لقول أبي هريرة vمع القس�م المغلظ( :والذي نفس أبي هريرة بيده
ليكون�ن) مرتين إش�ارة لطيف�ة إلى ما حصل للفس�اد في األرض بتغييب مقياس�ي (الذهب
والفضة) من خالل التآمر على البشرية ،فإن رجال المال المتنفذين في العالم أبعدوا مقياس
الفضة في 1860م ،وعمموه على العالم ،وكانت ضربة قوية لالقتصاد اإلنساني ،ثم ألغوا
الغط�اء الذهب�ي في 1973م بقرار م�ن البنك وصندوق النقد الدوليين فتالش�ت بقايا آثار
المعي�ار النقدي تماما ،وفقهاؤنا يبحثون اآلن عن مخارج ،وبعضهم يش�رع الموجود رأفة
بالن�اس واجته�ادا منه ،ولذلك فقد انحصرت جهود كافة مؤسس�ات االقتصاد اإلسلامي
اليوم فيما يس�مى باالقتصاد الجزئي ،وأما االقتصاد الكلي ونظام العمالت فتعتذر عنه بأنه
شأن الحكومات وأنه ال ناقة لها فيه وال جمل.
وبقينا اآلن نعيش مرحلة النقد الورقي ،ولعلها المرة األولى ،والمرة الثانية تعد لها العدة
اآلن (النق�د اإللكترون�ي) عندما تس�حب األوراق كلها ،وتتحول المعاملات النقدية إلى
اآللة (العملة العالمية الموحدة ،البنك العالمي) .
وفيم�ا يخ�ص العرب ف�ي مجريات التح�ول النقدي نج�د أن العملة الفضي�ة أو الذهبية
العربي�ة ق�د ألغيت من�ذ منتصف القرن « الخمس�ينات » م�ن أغلب ال�دول ،وكانت اليمن
م�ن آخ�ر الدول العربية التي أبقت التعامل في كافة ش�ؤونها بنقدي الذهب والفضة ،حيث
س�كت ورقتها مع مطلع الثورة في الستينات ،ووضعت للجميع العملة الورقية ،وفرضت
عليهم فرضا ،وسار التعامل بها إلى اليوم ،وربما تأتي في المرحلة الالحقة العملة العالمية
الموحدة التي ستكون إلكترونية غير مرئية .
335
العدو ع َليكم فامتنعوا ِمنكم» (((.
ِّ ُق ُل َ
وب
ون االقتِ ِ
صاد لش�ريعة في كا َّف ِة ُش ُ
�ؤ ِ ِ العهد مخالفتِهم لِ
ِ ِ
بنقض َّ
ولع�ل المقصو َد هنا
ُ
ق�ال تعالى ( :ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ العالمي كما َ بعجلة االقتِ ِ
صاد ِ واالرتِ ِ
ب�اط
ِّ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﯛ ) [البقرة. ]27:
أهل(يوش�ك ُ
ُ (إكم�ال المعلم) ( : )457 :8ق�ال القاضي عياض :وقو ُله: ِ وف�ي
الع َر ُاق ِد ْر َه َمها...
�ت ِ مثل قولِه( :منَع ِ
َ َ إليه�م َق ِف ٌيز َولاَ ِد ْر َه ٌم) هو ُ
ْ
ِ
الع�راق ألاّ ُيجبى
ِ
لغلبة الرو ِم والخ�راج، أن معن�اه َمنْ َعها الجزي َة
فس�ره في الحديث ّ
َ الحدي�ث) ،وقد َّ
والعج ِم على البالد.
336
جابر( :ي ِ
�ك ُ
أهل وش ُ أثر ٍ ُ ش�رح مس�ل ٍم ( )53 :18عن�د ِ
ِ النووي في
ُّ وق�ال اإلم�ا ُم
شرحه قبل هذا بأوراق .اهـ .يريد بذلك كالمه
سبق ُ ِ
العراق أال ُيجبى إليهم)((( :قد َ
ِ
البالد العجم والرو َم يستولون على أن الذي تقدم عنه (ِ ، )28 :18
وفيه :إن معناهّ :
َ
َ
حصول ذلك للمسلمين ،ثم قال فيه أيضاَ :و َذك ََر في منع في آخر الزمان ،فيمنعون
الرو ِم ذلك بالشا ِم ِم ْث َل ُه ،وهذا قد وجد في زمانِنا في العراق ،واآلن موجو ٌد.
((( تمام األثر في صحيح مسلم ( : )2912عن أبي نضرة قال :كنا عند جابر بن عبد الله فقال:
يوش�ك أه�ل العراق أن ال يجب�ى إليهم قفيز وال دره�م ،قلنا :من أي�ن ذاك ؟ قال :من قبل
العجم ،يمنعون ذاك ،ثم قال :يوش�ك أهل الش�ام أن ال يجبى إليهم دينار وال مدي ،قلنا:
من أين ذاك؟ قال :من قبل الروم ،ثم سكت هنيهة ،ثم قال :قال رسول الله : mيكون في
آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ال يعده عددا.
337
ُ
العراق �تصحي�ح مس�لم عن أبي هري�رة vقال :قال رس�ول الله ( :mمنَع ِ
َ َ
ودينَاره�ا ،ومنَع ْت ِمصر إِردبها ِ
ودين ََار َها.. ت الش�ام مدَّ ها ِ
ِدرهمها و َق ِف َيزها ،ومنَع ِ
ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ ََ
كثير من البالد اإلسالمية، التتار على ٍ
الحديث) .اهـ .ثم قال :فقد استولى الرو ُم ثم ُ
ِ
الخالفة اإلسالمية ،وأبعدوا ديار اإلسالم ،وأذهبوا دول َة ِ
عصرنا َّ
الكفار َ
ُ احتل وفي
النووي له وقال:
ِّ وشرح
َ َ
حديث مسل ٍم الشريع َة اإلسالمي َة عن الحك ِم .اهـ .ثم ذكر
ِ
لخزينة الدولة اإلسلامية التي ِ
اإلي�رادات ِ
لس�بب من� ِع تلك ِ
التعليالت وكل ه�ذه ُّ
ِ
اإلسالمية ،فإلى الله المشتكى(((. ِ
الشريعة تقيم اقتصا َدها على
كانت ُ
وهلاك بعض ال ِب ِ
لاد ِ ِ
والخسف حصولُ الزلا ِز ِل
ُ
ِ
العالمات الل ِ
مراح ِ
�ل بعضه�ا ِخ َ
الصغرى ،الت�ي يأتي ُ ِ ِ ِ
وم�ن عالم�ات الس�اعة ُّ
ِ ِ ِ ِ ُ األخيرة ،التي ِمنها
ِ
المدُ ن والعواص ِم ،ومنها المدين ُة ُ
الم َّنور ُة بعض ُ هالك الكُب�رى
ُس�مى ـ أو ٍ ٍ ِ
األحاديث ُح ُ ،وهالكُه�ا كما يظه�ر ِمن ِ
ظاه ِر
صول كارثة طبيعية ـ كما ت َّ ُ
�روج ِمنها ،وهي
الخ ِ كال�زالز ِل التي ت ِ
ُفاج ُئ أه َله�ا ؛ فيضطرون إلى ُ ِ ِع�دَّ ِة ِ
كوار َ
ث
األحاديث ِمنها :
ِ تكون ،وفِيها ور َدت ُجمل ٌة ِم َن
ُ أحس ُن ما
ٍ
س�ارية من الكلب على ِ
أحس�ن ما كانَت ،حتَّى يجي َء •« لتُتر َك َّن المدين َة على
ُ
رسول ال َّل ِه ،لمن
َ أعواد ِ
الم ِ
نبر ،فقالوا :يا ِ ود منالمسج ِد أو على ُع ٍ
ِ سواري
ِ ٍ
قال « :لل َّط ِير ِّ
والسبا ِع »((( . يومئذ ؟ َ تكون ال ِّث ُ
مار ُ
((( العراق في أحاديث وآثار الفتن ( ، )254: 1تأليف مشهور حسن سلمان.
((( الموطأ (.)3310
338
ِ ِ ِ تك�ون»((( .وفي ٍ
«ويل ُأ ِّمك ،يد ُعك أه ُلك وأنت ُ
خير ما تكونين»((( . لفظ ُ : ُ
مارها ؟ َِ َ ِ
باع»((( . قال « :ال َّط ُير ِّ
والس ُ رسول ال َّله َمن يأك ُُل ث ُ َ
قال ُ :ق ُ
لت :يا
339
الزالز ِل
ِ ِ
سلسلة العرب ُعمو ًما ُجز ًءا ِمن
ِ ِ
جزيرة ِ
األرصاد في س�ج َلت ِ
أجهز ُة وقد َّ
ِ
منطقة آخ ِرها ِز ٌ
الزل حص َلت في كان من ِ عاص ِ
�ر ُ ،ر َّبما َ ِ
تاريخنا الم ِ عبر ِ
ُ والرجف�ات َ
األو ِل 1430هـ ،ويبدو وال َّل ُه شهر ُجمادى َّالل ِ رة ِخ َ المدينة المنو ِ
ُ َّ
ِ العيس قري ًبا ِم َن
ِ
ِ ِ
كون هذه المناط ِق ُ
تتأثر أجهزة اإلعال ِم هو ُ ث بِه فيالمتحدَّ َ
النظري ُ
َّ التفسير
َ أعلم َّ
أن ُ
ٍ األرض والم ِ تحت ِق ِ ِ ِ ِ ِ
مس�افات متدة على ِ ُ ش�رة الكائنة َ الجيولوجية داع�ات باالنص
ِ
األحمر ِ
البحر فجوات تكونَت منه ِ ِ
سلس�لة الصد ِع كبيرة ِمن
ٍ
ُ سبق أن َّ
الكبير ،الذي َ
الظاه ِ
رة . ِ طبيعي لِهذه استمرار َ
الزالزل ِ
الزمان َّ ،
وأن هذه وما حو َلها في سابِق
ٌّ ٌ
صولمار ُح ُ ِ
المدينة وهي يانع ُة ال ِّث ِ أن الذي أشار إ َليه ِ mمن ِ
ترك إذن فال ُيستب َعدُ َّ
َ
أهلها ِمنها ،وال َّل ُه
روج ِ ِ
الزمان بما ُيؤ ِّدي إلى ُخ ِ داعات في ِ
آخ ِر ِ ِ
االنص شيء من هذهٍ
أعلم .
ُ
340
الس ِ
وء(((. ُّ
ِ
رسول الت وأمي ُن ِس ِّر
ول ح َذيف َة ؤ ـ وهو فقيه التحو ِ
ُّ ُ األمر َق ُ ُ وأعجب ما في ِ
ُ
بن يزيدَ عن ُحذيف َة عبدال َّل ِه ِ
سنده عن ِ
العل ِم ـ فيما رواه أحمدُ في م ِ
ُ
ال َّل ِه mفي هذا ِ
ٍ
ش�يء رس�ول ال َّل ِه mبِما هو كائ ٌن إلى أن تقو َم الس�اع ُة ،فما ِمن
ُ أنَّه َ
قال :أخبرني
ِ
المدينة ِ(((. المدينة ِم َن
ِ أهل إلاَّ قد سألتُه ،إلاَّ أني لم أسا ْله ما ُي ِ
خر ُج َ
ِ
المدينة « َل َيت ُْر ُكن ََّها َأ ْه ُلها شرح مسل ٍم((( عند قولِه mعن النووي في ِ َ
قال اإلما ُم
ُّ
َت ُم َذ َّل َل ًة لِ ْل َعوافِي » :يعني الس�باع والطي�ر ،وفي الرواية الثانية« : َع َل�ى َخ ْي ِر َما كَان ْ
�اها إِلاّ ال َع َوافِ�ي » ،يريدُ َ :ع َوافِي ِ الم ِدينَ� َة َع َل�ى َخ ْي ِر َما كَان ْ
َت َع َل ْيه ال َي ْغ َش َ َيت ُْرك َ
ُ�ون َ
ان ب ُعنُ َق ْي ِهما ف َي ِجدَ انِها
ان المدين َة ين ِْع َق ِ
َ
ان ِمن م َزينَ َة ي ِريدَ ِ
ْ ُ ْ ُ
اعي ِِ
السبا ِع وال َّط ْي ِر ،ثم َي ْخ ُر ُج َر َ
ِّ
وحش ًا ،حتّى إذا ب َل َغا َثنِي َة الودا ِع َخرا على وج ِ
وه ِهما ) . ُ ُ َّ َّ َ َ َ َ َ ْ
الحديث بالس�با ِع وال َّطي ِر ،وهو صحيح في ِ
اللغة ، ِ أما (العوافي) فقد َف َّس َ�رها في
ٌ ْ ِّ
ِ مأخ�و ٌذ من َع ِ
المختار:
ُ الظاهر
ُ الحديث فوتُه :إذا َأ َت ْي ُت ُه َت ْط ُل ُ
�ب معرو َفه ،وأما معنى َ
آخر الزمان ،عن�د قيا ِم الس�اعة ،وت َُو ِّض ُح ُه ِق َّص ُة
يكون ف�ي ِ ُ ِ
للمدينة َ
الت�رك ّ
أن ه�ذا
وه ِهما ِحي َن تُدْ ِرك ُُهما الس�اع ُة ،وهما خر ِ
ان على وج ِ
ُ ُ
ِ
الراعيي�ن من ُم َز ْينَ َة ،فإِن َُّهم�ا َي ّ
ِ
المختار . الظاهر البخاري ،فهذا هو ِ
صحيح آخ ُر َمن ُي ْح َش ُر كما َث َب َت في ِ
ُ ُ ِّ
ياض :هذا ما َج َرى في ال َع ْص ِر األَ َّو ِل َوا ْن َق َضى ،وقالَ :و َهذا ِم ْن وق�ال القاضي ِع ٌ َ
َ�ت َع َلي ِه ِحين ا ْن َت َق َل ِ الم ِدينَ ُة على َأ ْح َس ِ ِ ِ ِ
ت َ �ن َما كَان ْ ْ ُم ْعج َ�زات النَّبِ ِّي َ ، mف َقدْ ت ُِركَت َ
341
ِ
كان�ت الدي ُن والدنيا ، الوقت َأ ْح َس� ُن ما
ُ ِ
والعراق ،وذلك الخالف� ُة منها إلى الش�ا ِم
اس�ها واتِّس�ا ِع ِوغر ِ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
حال َ أ ّم�ا الدي ُن فل َك ْثرة العلماء وك ََمال ِهم ،و َأ ّما الدنيا فلع َم َارتها َ
وخاف أه ُلها
َ ِ
بالمدينة ِ
الفتن التي َج َ�ر ْت ِ
بعض ِ
األخبار ُّيون في ِ
أهله�ا ،ق�ال :و َذك ََر
أكثرها للعوافي َ ،و َخ َل ْت ُمدَّ ًة ُث ّم ت ََر َ
اج َع ثمارها أو ُ
وبقيت ُ
ْ ِ
الناس أنّه َر َح َل عنها ُ
أكثر
�ت َأ ْط َرا ُفها ..هذا كال ُم قريب ِمن هذا ،و َقدْ َخ ِر َب ْ
ٌ ق�ال :وحا ُلها اليو َم
الن�اس إليها َ ،
ُ
القاضي والله أعلم((( .
والص ِ ِ ِ ِ وال َ
ور ور َّبما ال عش�رات النم�اذ ِج ُّ
ُ الصغرىزال ف�ي مدلوالت العالمات ُّ
ِ
تعدادها بيان عام لِ التفصيل ،ولِهذا فقد جمعناها على ِص ِ
فة ٍ ِ ذكرها بِ المجال لِ ِ
ُ يت َِّس ُع
ٍّ
ِ
البعثة الزمنية ،فهي تبد ُأ ِمن ِ
قبل ِ ِ
واألطراف ِ
واسع ُة المدى وخاص ًة أنَّها وأسمائها ،
َّ
ِ
الالحق إجمالاً ،وقد ِ
الفصل ور ،كما سيأتي في الص ِ المحم ِ
دية وتنتهي بِ ِ
النفخ في ُّ ُ َّ
ِ
«اإلشاعة» كالبرزنجي في ُب والمؤ َّل ِ
فات ِ
تفصيلها في ثنايا ال ُكت ِ بعض الباحثين بِ
قا َم ُ
ِّ
ِ ِ �ف الوابِ ُل في ِكتابِه « ،وبوبه�ا ِ
أش�راط الس�اعة » تبوي ًب�ا ُمتداخلاً َ
مع ُ يوس ُ
�ث ُ الباح ُ َّ َ
الوسطى . ِ
العالمات ُ
342
الله) .قيل :يا أبا عبد الرحمن ،وكيف بما جاء من حديث رس�ول الله كتاب ِ ِ ِ
غير
ِ
بالقرآن وعليكم
ْ نفسه ودينِه فا ْع ِق ُلو ُه ،
. mفقال ( :ما َأ َخ ْذتُموه عمن ت َْأمنُو َنه على ِ
َ ُ َّ ُ
ُج َز ْو َن ،وكفى به واعظ ًا لمن ف َت َع َّل ُم�و ُه و َع ِّل ُم�و ُه َأ ْبنَا َءك ُْم ،فإِ َّنك ُْم عنه تُس�ألون ،وبه ت ْ
كان َي ْع ِق ُل).
س�ألت رج ً
ال من أهل ُ وفي (ش�عب اإليمان) للبيهق�ي ( : )4981قال أبوعبيد :
َ
والرهبان من األحبار العل� ِم بالكت�ب األولى قد َعر َفها و َقر َأها َع ِن الم ْث ِ
ناة فقال :إِ َّن
َ َ َ َ َ
ِ
كتاب بني إسرائيل بعدَ موسى وضعوا كتاب ًا فيما بينهم على ما َأ َرا ُدوا َب ْين َُه ْم ِمن ِ
غير
وح َّر ُفوا فيه الم ْثنَاةَ ،كأنَّهم يعني أن َُّه ْم َأ ْد َخ ُلوا فيه ما ُ عز َّ ِ
ش�اؤواَ ، �م ْو ُه َ
فس َّ
وجل َ ، الله َّ
عرفت
ُ ٍ
أبوعبي�د :فبهذا تب�ارك وتعالى .اهـ .قال َ كتاب ِ
الله ش�اؤوا على خالف ِ م�ا ُ
ِ
الكتاب لذلك المعنى ، األخذ عن ِ
أهل َ عمرو أنَّه إنما ك َِر َه
بن ٍ عبد ِ
الله ِ حديث ِ ِ َ
تأويل
قال هذا لمعرفتِه بما فيها .اهـ(((. ِ
اليرموك فأظنُّه َ وقعت يو َم
ْ وقد َ
كان عندَ ُه ُكت ٌ
ُب
ِ
الزائغة ِ
لعقائ�ده ال�دور اليهودي ف�ي العال ِم ف�ي ِ
فرضه ِ ِ
خطورة يش�ير إل�ى وهذا
ِّ ُ
343
التوراة الذي اختل ُقوه وو َضعوه من ِ
عند ِ تفس�ير سمى اليهو ُد على اإلنس�انيةُ ،
ُ َ ُ ُ َ حيث ّ
وشرحه (جمارا) ،وهم ُي َقدِّ ُسونَها غاي َة وس َّموا َم ْتنَه (المشناة) ِ
َ أنفسهم (التلمود) َ ،
التقديس ،تقول (الموس�وعة الميس�رة في األديان والمذاهب والملل المعاصرة):
الحاخام�ات ،حتى َج َم َعها الحاخا ُم يوضاس
ُ روايات ش�فوي ٌة تناقلها
ٌ التلمو ُد :هو
سنة 150م في كتاب أسما ُه (المشناة) ،أي :الشريعة المكررة لها في توراة موسى
كاإليضاح والتفس�ير ،وقد أتم الراباي يهوذا س�نة 216م تدوين زيادات وروايات
ش�فوية .وق�د تم ش�رح هذه المش�ناة ف�ي كتاب س�مي (جم�ارا) ،ومن (المش�نا)
و(الجم�ارا) يتكون التلمود ،ويحتل التلمود عند اليهود منزلة مهمة جدًّ ا تزيد على
منزلة التوراة (((.
344
الصرغى ِ
لامات ُّ عرض عام ٌّ لِبقيَّةِ العَ
ٌ
هاب الصالِحين
• َذ ُ
ِ
األسافل ارتفاع
ُ •
• ُظهور الرويبِ ِ
ضة ُ ُّ َ
ِ
األصاغ ِر العل ِم ِعندَ •التِماس ِ
ُ
ِ
المؤم ِن صدق رؤيا • ُ
ِ
النشر » ِ
الصحافة و ُدور تابة وانتِ ِ
شارها « الك ِ •كثر ُة ِ
التهاو ُن بِ ُّ
السن َِن ُ •
األه َّل ِة
فاخ ِ •انتِ ُ
ِ
اإلعالمية ِ
الوسائل عبر َ ب و ُبلو ُغه •كثر ُة ِ
الكذ ِ
اآلفاق َ
ِ
الناس لفة ِم َن
•ارتِفاع األُ ِ
ُ
جليسه
َ الرج ُل
•إذا لم يأ َم ْن ُ
عر ِ
لم ِ ِ
فة •التحي ُة ل َ
الز ِ
ور •انتِشار َش ِ
هادة ُّ ُ
•كثر ُة الن ِ
ِّساء
ِ
الفجأة ظاهر ُة م ِ
وت • ِ
َ
ِ
والجفاء قوع التناك ُِر
• ُو ُ
وأنهارا روجا ِ
ً • َعو َد ُة الجزيرة ُم ً
ِ
النبات المطر ِ
وق َّل ُة ِ •كثر ُة
ِ
والجمادات السبا ِع
•كال ُم ِّ
345
وت ِمن ِشدَّ ِة البِ ِ
الء المؤم ِن لِلم ِ
ِ •تمنِّي
َ
سلمين . وقتالِهم الم ِ
•كثر ُة الرو ِم ِ
ُ ُّ
ِ
الساعة أن ِ
أشراط إن ِمن
حديث َّ « :
ُ المساج ِد ،وفيه
ِ ِ
اإلمامة في •التدا ُف ُع على
دون إما ًما ُيص ِّلي بهم »).(1 المسج ِد ال ِ
يج َ ِ يتدا َف َع ُ
أهل
• ُغرب ُة اإلسال ِم .
ِ
الناس . الخشو ِع ِم َن • َذ ُ
هاب ُ
ِ •كثر ُة الذين ال ِ
يعرفون معرو ًفا وال ُينكرون ُم ً
نكرا .
وقل ُة ال ُف ِ
قهاء . والخ ِ
طباء ِ •كثر ُة ال ُق َّر ِاء ُ
ِ
الدين . العل ِم لِ َغ ِير
•تع ُّلم ِ
ُ
الكذابون (الك ََذب ُة) وال ُق َّرا ُء الفسق ُة .
•ال ُقضا ُة الخون ُة وال ُفقها ُء َّ
الح ِ نار ِ
هور ِ
جاز • ُظ ُ
المرأة لِلرج ِل في الت ِ
ِّجارة ِ • ُمشارك ُة
ُ
•استِبدال التال ُع ِن بالسال ِم .
جال . ِ
والنساء بِالر ِ جال بِالن ِ
ِّساء •تش ُّب ُه الر ِ
ِّ ِّ
ِ
الشباب . سق غيان الن ِ
ِّساء وفِ ُ • ُط ُ
الغ ِ
لمان . •التغاير على ِ
ُُ
المساج ِد وتعلي ُة المنابِ ِر .
ِ •زخرف ُة
ِ
الذهب . هور ِ
كنز • َذهاب ِ
ماء ال ُف ِ
رات و ُظ ِ ُ
((( مسند أحمد ( ،)27898قلت :وقد حصل مثل هذا في بعض بالد اليمن ـ إبان فترة الحكم
الشيوعي ـ حيث انعدم في بعض القرى من يؤم الناس للصلوات وكذلك لصالة الجنازة .
وصدق رسول الله . m
346
•كثر ُة ُّ
الش ِح
ِ
العاريات ِ
الكاسيات •ظهور الن ِ
ِّساء ُ
الخاص ِة
َّ
ِ
األحاديث عش�رات
ُ ِ
الحديث وغيرها ِمن ُكت ِ
ُب ِ
والمس�انيد ِ الس ِ
�نن وفي ُّ
المجال لِ ِ
ذكرها . ُ العالمات األُخرى التي لم يت َِّس ُع
ِ بِ
347
ِ
العلامات الجام ُع ل ِ َسي ِر
التسلسل الزمني الشرعي ِ
ُّ ُّ ُ ُ
والأمارات إلى قِيا ِم الساعةِ
ِ
•المرحل ُة الن ِ
َّبو َّي ُة .
ِ هور الر ِ السماوية لِ ُ
ِ
الخاتمة . سالة ألم ِم بِ ُظ ِ ِّ شارات ال ُكت ِ
ُب ُ •ب ِ
ِ
العالمات . برز فيه ِم َن •ميال ُده mوما َ
اآليات البي ِ
نات . ِ •نشأتُه mوما راف َقها ِم َن
ِّ
•بعثتُه . m
•وفاتُه . m
الراش ِ
دة ثالثون عا ًما . الفة ِ
الخ ِ •مرحل ُة ِ
األموية – العب ِ
اسية)((( . ِ ِ
العضوض ( •مرحل ُة الم ِ
لك
َّ ُ
•مرحل ُة الدو ِ
يالت ..التداعي . َ
ِ
المهابة . ونزع ِ
والوهن •مرحل ُة ال ُغ ِ
ثاء
ُ
•مرحل ُة االستِتبا ِع .
هتار .ِ ِ ِ
ثمار – االست ُ عمار – االست ُ •االست ُ
العلماني ُة – العلمن ُة – ال َعولم ُة . • ِ
ِ
أواس�ط ِ
الرابعة إلى الف ِ
تن�ة هاية ِ
�عوب » ِم�ن نِ ِ
ِ الش •مرحل� ُة االس�تِ ِ
نفار « يقظ� ُة ُّ
المرحلة الس ِ
فيانية . ِ
ُّ
•مرحل ُة االستِ ِ
قرار « المهد َّي ُة » .
ُبو ًة ورحم ًة ُ ،ث َّم ((( وتنقس�م المرحلة بعمومها إلى أقس�ام كما جاء الحديث « :بد َأ هذا ُ
األمر ن َّ
عضوضا ُ ،ث َّم ُع ًّتوا وجبري ًة » .اهـ ص 364اإلشاعة .
ً ِخالف ًة ورحم ًة ُ ،ث َّم ُملكًا
348
•مرحل ُة الدَّ َّج ِ
ال « الدَّ َّجالي ُة » .
ِ
األديان ِ
ووحدة ِ
�عوب ، ِ
ِّهائي�ة َبي َن ُّ
الش مري�م « المرحل ُة الن •مرحل ُة عيس�ى ِ
بن
َ
يمنة اإلسال ِم » « المرحل ُة العيسوي ُة » . تحت ه ِ
َ َ
ِ
االنهيار » « اليأجوجي ُة » . •مرحل ُة االجتِ ِ
ياح « بد ُء
ِ
وعبادة األصنا ِم « الالديان ُة » . الش ِ
رك •مرحل ُة ِّ
بول الت ِ
َّوبة » « الداب ُة ،الدُ ُ
خان، اليأس من َق ِِ ِ
والعالمات « مرحل ُة ِ
اآليات •تتا ُب ُع
مغربِها »((( .الشمس ِمن ِ
ِ الريح القابِض ُة ُ ،ط ُ
لوع ُ
ِ
الصور » . ُ
النفخ في اإلنساني «
ِّ
ِ
الكون •نِهاي ُة
((( رواه الطبران�ي ف�ي األوس�ط عن أب�ي هريرة ؤ عن النبي mق�ال « « خروج اآليات
بعضها على أثر بعض ،يتابعن كما تتابع الخرز في النظام .وروى اإلمام أحمد عن عبد الله
بن عمرو قال :قال رسول الله « mاآليات خرزات منظومات في سلك فان يقطع السلك
يتبع بعضها البعض.
349
الفتنةِ الرابِعةِ ..رمحلةُ الاستِنفا ِر
ما بع َد ِ
((( ويليق بنا هنا ونحن نقرر هذه المرحلة استنادا على ما فهم من استقراء األحاديث فإننا نشير
إلى ضرورة المراجعة الملحة في داخل الخيمة اإلسلامية ،وخصوصا بين عناصر الديانة
المتخذة صفة الصراع والتحريش حول المعتقدات والعادات وبعض وس�ائل العبادات أو
التحريش السياس�ي بين األنظمة واألحزاب المختلفة أن تعي األمر وتنظر للمس�ألة بحسن
تبصر وتؤدة وخصوصا أن الفشل المشترك قد صار مظهر الجميع .
فالجمي�ع ـ بش�هادة م�ن ال ينطق عن الهوى ـ غث�اء في غثاء ،وال يخرج م�ن هذا المعنى
إال العب�اد الزه�اد المنقطعون لله بعيدا عن طرف�ي اإلفراط والتفريط المحت�دم ،وأما ركام
350
ستثم ِر الكافِ ِر على
�عوب وبين الم ِ
ِ َ َ ُ �ر َبي َن ُّ
الش وفِيها يبد ُأ نوع ِمن االصطدا ِم الم ِ
باش ِ ُ ٌ َ
االصطدام
ين
المباشر َب َ ومواردها وثرواتِها ،
ِ ِ
الحياة ِ
مكاس�ب ِ
المصيرية وعلى الصرا ِع على قضاياها
صفة ِّ
ِ ِ
الشعوب ورواد ذهب يقتتِ ُل ع َل ِيه ِمن ك ُِّل ٍ
فئة تس�ع ٌة وتس�عون ... جبل ِمن ٍ رات عن ٍحس�ر ال ُف ُ
ُ وفِيها ُي
الفوضى الخالقة
تأخ ْذ منه َشي ًئا » ((( . رات عن ٍ
كنز فإن أدركتَه فال ُ حسر ال ُف ُ َ
قال ُ « : mي ُ
ِ ِ ِ
بعض وفي ُأخريات هذه المرحلة تبد ُأ المرحل ُة ُّ
السفياني ُة األولى ُث َّم الثاني ُة ،وفي
ِ ِ
الروايات مرحل ٌة ثالث ٌة .وال َّل ُه ُ
أعلم . ِّ
األنظمة والمؤسسات واألكاديميات فلست أفشي سرا إذا قلت :إن الجميع يسيرون ضمن
االتجاه اإلجباري على طريق الضب على غير ضابط شرعي وال رادع طبعي .
وألننا جميعا أمام مرحلة االستنفار فال بد لنا من فهم «المعنى والمقصد» ؛ لتجتمع قلوبنا
وعقولنا على كلمة سواء ـ ولو من بعض الوجوه على القواسم المشتركة ـ ونرص صفوفنا
أمام العدو المشترك ...فلعل وعسى .
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1351
((( تاريخ دمشق (.)257 :1
351
أشه ٍر َ .
وقال القدور ست َة ُِ ِ
المناشير ،ويط ُب ُخهم بِوينش ُرهم بِ
فياني ك َُّل َمن عصاه ُ ،
الس ُُّّ
مل ٍك ،يقت ُُل ال ُعلما َء
واية « :الس�فياني ش�ر ِ
ُّ ُّ ُّ
يلتقي بِالمش�رقين والمغربين((( ،وفي ِر ٍ
السفياني يقتل
َ ((( ِ ِ
الفضل ،و ُيفنيهم ويستعي ُن بهم فمن أبى ع َليه قتله » . َ
وأهل العلماء أو يستفيد
ِمنهم في تنفيذ
حدي�ث خالِ ِد ِ
بن ُ ذناب ،وإ َليه ُي ُ
ش�ير َجم ل�ه ٌ ويبتدئ ن ٌ
ُ ٍ
صف�ر ، تك�ون عالم� ٌة في
ُ سياسته
ِ
األرض المش�ر ِق ،يراه ُ
أهل ِ نار يط ُل ُع ِمن ِق ِ
بل مكان ٍ
َ ٍ
عمود ِ
معدان « :إنَّه س�تبدو آي ُة
أيضا « :إذا رأيتُم عمو ًداسنة »((( .وعنه ًهله طعام ٍ أدرك ذلِ َك فلي ِعدَّ لأِ ِ
َ ُك ُّلهم ،فمن
َ ُ
عالمات كونية
فأعدُّ وا ِم َن الطعا ِم ما اس�تطعتُم ِ
الس�ماء ِ َ
رمضان في ِ
ش�هر المش�ر ِق في
ِ نار ِق َبل
وظواهر مناخية ِمن ٍ
جار في ك ٍ
َوكب ِ ِ ِ
عمود الن َِّار » في يكون المقصو ُد ِمن «ُ
بعض المعاني أنَّه انف ٌ ور َّبما
ُ
فة ،وهي بِال َّ لك الص ِ ِ ِ نارا ُمدَّ ًة طويل ًة فيراه ُ أو نَج ٍم ُّ ِ
شك األرض على ت َ ِّ أهل يظل ُمش ًّعا ً
صاحب
ُ ذكر ذلِ َك قرية في الشا ِم ِمن ُقرى ِد َ
مشق ،ولع َّلها ـ كما َ
ف بِ ٍ خس ُعالم ٌة كوني ٌة .و ُي َ
((( الفتن لنعيم بن حماد ( ، )219اختلف العلماء في مس�مى الس�فياني :هل هو فرد من أس�رة
بني أمية ؟ أم ما قيل من أنه س�فياني السياس�ة ؟ أي :يتبع سياس�ة الملك العضوض ،أم غير
ذلك .وقد رد بعضهم أحاديث السفياني ،وأنه لم يصح في خبره شيء ،ومن ذلك ما ذكره
مؤلف «فقه أش�راط الس�اعة» نقال عن العالمة ابن قدامة رحمه الله قال :اعلم رحمك الله
تعالى أنه لم يصح ش�يء في أحاديث الس�فياني ،س�واء منها ما كان مرفوعا أو موقوفا .قال
ابن قدامة رحمه الله تحت عنوان « السفياني والمهدي » :قال محمد بن جعفر :وهي هذه
األحاديث التي نهى أحمد بن إسحاق بن داود عن التحديث بها ...وساق األحاديث .اهـ
ص « 65-64فقه أشراط الساعة» ليوسف الوابل .
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )790
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )633
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )649
352
مسج ِدها ((( .
ِ الغربي ِمن
ُّ
ِ ِ
اإلشاعة ـ قري ُة « حرستا » ويس ُق ُط الجان ُ
ب
المهدي
ِّ الناس بِ
ِ هاش� ٍم لِما ُيرى ِمن تع ُّل ِ
�ق المرحلة لبني ِ
ِ وي�زدا ُد األذى ف�ي هذه
ازدياد األذى آلل
ِ
اإلشاعة تحديدٌ البيت بعمومهم ِ
األرض .وفي ِ
أنحاء شردون في ِ
وأحفاده ُق َب َيل ُظ ِ
هوره ،و ُيقتَّلون و ُي َّ
حسب االنتماء الهالك لِبني ِ ِ
لبني هاشم هاش ٍم . ُ يكون فِيها
ُ ألسماء البِ ِ
الد التي كر ِ ِ ِ
لألعداد م َن القتلى وذ ٌ
ِ
353
�ف بِأولِهم ِ
وآخ ِرهم ،و ُيبعثون على يس ِمنهم ؟! َ
خس ُ َّ قال ُي َ وفيهم أس�وا ُقهم و َمن َل َ
ن َّياتِهم » ((( .
ِ
الخلق شوه حديث « في ِ
ُ تاب ِ
الفت َِن لنعيم بن حماد وفي ِك ِ
الم َّ
فياني الثاني ُ
الس ِّزمن ُّ
خراب ما يليهم » (((.
ُ هد ٌة بِالشا ِم حتَّى ي ُظ َّن ك ُُّل َقو ٍم أنَّه
354
ِ
األحاديث ،والمعنى الم ِ
ش�ار إ َليه في ِ ِ ِ ِ لِ
المنصورة عندَ ُوجودها على المعنى ُ
ُ لطائفة
ٌ ِ الم ِ
ش�ار إ َليه في
مكان ُمع َّي ٌن ،وال أن الطائف َة المنصور َة ـ التي ال ُ
يحدُّ ها األحاديث َّ ُ
أرض ال َّل ِه
ِ تعم ُل ف�ي ٍ ٍ مذه�ب بِعينِ�ه ،وال تنط�وي َ ِ
تحت ظ ِّل َدولة وال سياس�ة ـ فئ ٌة َ ٌ َ
ُقيم هذه الطائف َة شكلاً ِمن ولكن َ
دون أن ت َ
سبيل ال َّل ِه ِ ،
ِ الج ِ
هاد في تهيئة ُظ ِ
روف ِ على ِ
((( ألن الخالف�ة نظ�ام يوح�د األقاليم ،ويوح�د قرار الس�لم والحرب فيها عموم�ا ،بعيدا عن
المناطقي�ة واإلقليمي�ة والح�دود الذاتي�ة ،وه�ذا غير ممكن ف�ي ظل ما وصفت�ه النصوص
النبوية من الهرج والمرج والجور واالقتتال ؛ ولكن المتابعة والمالحظة لما يقال مكس�ب
معرفي.
((( فقه أشراط الساعة (ص. )229/
355
يدي هذه ِمن ِ
رأس َك » (((.
م�ران ب ِرس�ول ال َّل ِه ُ « mع
ُ قال َ : جب�ل ؤ َ ٍ ِ
يت ُ َ قال ومنه�ا م�ا رواه ُمع�ا ُذ ب ُن
ِ ِ
الملحم�ة ُ ، ِ
المق�د ِ
فتح
روج الملحمة ُ وخ ُ يثرب ُخ ُ
روج وخراب َ
ُ يثرب ،خ�راب َ ُ س
فخ ِذ الذي
بيده على ِال » ُثم ضرب ِ
َ َّ
روج الدَّ َّج ِ ِ
سطنطينية ُخ ِ وفتح ال ُق ِ
ال ُقس�طنطينية ُ ،
ِ قال َّ « : ح�دث أو منكبِ�ه ُث َّم َ
َ
الحق كما أن ََّك هنا أو كما أن ََّك قاعدٌ »((( ُ .
وفتح إن هذا َّ
زمن عيسى ع َل ِيه السال ُم(((.
المهدي ،الذي هو في ِ
ِّ سطنطينية سيتِ ُّم في ِ
زمن ِ ال ُق
تحرير
َ ِ
يستلز ُم الناز ِلة فيه وهذا ِ
الخالفة ِ سيكون بِ
ُ ِ ((( ِ
المقدس مران ب ِ
يت استمرار الجهاد قالوا :و ُع ُ َ
ِ اإلسالمي ِضدَّ الج ِ
سيستلزم قيام ِ
اليهود ُه َ
ناك . ِّ الشرعي
ِّ هاد ِ ُ َ وتحريرها
ُ في سبيل الله في ال ُق ِ
دس ،
عصر المهدي
رس�ول ال َّل ِه ُ m
يقول َ عت قال ِ :
س�م ُ ِ
األس�ود ؤ َ ومنها ما رواه ِ
المقدا ُد ب ُن ِ
356
المهدي ،و ُق َب َيل اإلما ِم وقبل ن ِلت َ :
المهدي
ِّ ِّ المسيح إنَّما هو ُظ ُ
هور اإلما ِم ِ ُزول ُق ُ
لخ ِ دون ِقيا ِم حك ٍم عام لِ ِ يكون تمهيدٌ لِ ُظ ِ ظل ِم ،وفِيها
يل الم ِ ِ ِ
الفة ٍّ ُ هوره َ ُ فتَ� ٌن كقط� ِع ال َّل ِ ُ
يس َغ َير ذلِ َك .و َل َ
األحاديث المس�تدَ ِّل بها َليس فِيها َش�يء يدُ ُّل على ِقي�ا ِم ِخ ٍ
الفة َ
قبل ِ ب�ل إِ َّن كا َّف� َة
ٌ َ ُ
بحان ال َّل ِه ((( ! اإلما ِم المهدي ،وال إشار ٌة ِ
ظاهر ٌة أو خفي ٌة فيا ُس َ ِّ
ِ ِ ِ ِ ٍ
تال بين الم ِ
أسباب ُخروج
وانتصارهم واليهود س�لمين األحاديث التي تدُ ُّل على ُحدوث ق َ َ ُ
ُ وأ َّم�ا
الدجال
((( كتب صاحب كتاب أشراط الساعة ص « 258وعن جابر بن عبدالله ء قال سمعت
رس�ول الله mيقول « ال تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة
« ق�ال » فين�زل عيس�ى بن مريم ش ،فيقول أميرهم تعال ص�ل بنا ،فيقول ال إن بعضكم
عل�ى بع�ض أمراء تكرمة الل�ه هذه األمة » رواه مس�لم كتاب اإليمان .ق�ال المؤلف :فهذه
األحادي�ث الت�ي وردت في الصحيحين تدل عل�ى أمرين أحدهما أنه عند نزول عيس�ى بن
مري�م ش من الس�ماء يك�ون المتولي ألمر المس�لمين رجال منه�م ،والثاني أن حضور
أميره�م للصالة وصالته بالمس�لمين وطلبه من عيس�ى ش عند نزول�ه أن يتقدم ليصلي
به�م ي�دل على صالح ف�ي هذا األمير ،وه�ي وإن لم تكن فيها التصري�ح بلفظ المهدي إال
أنها تدل على صفات رجل صالح يؤم المس�لمين في ذلك الوقت ،وقد جاءت األحاديث
في الس�نن والمس�انيد وغيرها مفس�رة له�ذه األحاديث التي في الصحيحي�ن ودالة على أن
ذلك الرجل الصالح يس�مى محمد بن عبدالله ،ويقال له « المهدي » والس�نة تفسر بعضها
بعضا.
وقال وقد أورد الشيخ صديق حسن في كتابه « اإلذاعة » جملة كبيرة من أحاديث المهدي
جع�ل آخره�ا حديث جابر المذكور عند مس�لم ،ثم ق�ال عقبه « وليس في�ه ذكر المهدي ،
ولك�ن ال محل له وألمثاله في األحاديث إال المه�دي المنتظر كما دلت على ذلك األخبار
المتقدمة واآلثار الكثيرة .اهـ (ص )59أشراط الساعة يوسف الوابل .
قل�ت :وعل�ى هذا القول يبطل ق�ول من قال « :إن رفض الخالفة الراش�دة قبل المهدي
ه�ي م�ن قبيل الخرافة والضاللة التي ألقاها الش�يطان في قلوب كثير م�ن العامة ،وبخاصة
الصوفية منهم » .راجع (ص )225فقه أشراط الساعة .
357
ِ
وأتباعه المهدي قيمها ِ
اإلما ُم زمن الدَّ َّج ِ
قبل ِ ِ
اليهود َ
ُّ روب التي ُي ُ
الح ُ
ال فإنَّما هي ُ على
فيكون ذلِ َك ِمن
ُ س، ِ
المقد ِ ُنوزها إلى ب ِ
يت َ
ِ
وأخ�ذ ك ِ و ُي َّتو ُجه�ا بعدَ ذلِ َك بِ ِ
غزو ُرومي َة
ال وغضبِه . روج الدَّ َّج ِ ِ
أسباب ُخ ِ
ِ كثير ِمن الر ِ
الحديث وش َّ�ر ِ
اح واة ُ التبس�ت على ٍ َ ُّ أن هذه المس�أل َة قد َ لت :ويبدو َّ ُق ُ
ن�اك مدينتين وليس�ت مدين ًة ِ
واحد ًة ،فمدين ٌة هي « ال ُقس�طنطيني ُة » أن ُه َ والمعت َق�دُ َّ
َ ُ ،
واي�ات ُأخرى ،فال ُقس�طنطيني ُة ُفتِحت على ِ
عهد ٍ و ُأخ�رى « ُرومي� ُة » كما ور َد في ِر
َ
الزمان ،و ُيؤ ِّيدُ هذا المعنى ما في ِ آخرالفاتح ،والثاني ُة « رومي ُة » ستُفتَح في ِ
ِ حم ِد
ُ ُم َّ
وب حدَّ َثني أبو َ س�ند أحمدَ ( )6358حدَّ َثنا يحيى ب ُن م ِ
إس�حاق َحدَّ ثنا يحيى ب ُن أ ُّي َ ُ
أي المدينتَين تُفت َُح َّأولاً وس َ
�ئل ُّ ِ
العاص ُ ، عمرو ِ
بن بن ِعبد ال َّل ِه ِ
ق�ال ُ :كنَّا ِعندَ ِ
ي�ل َ َقبِ ٍ
فأخرج ِمن ُه كتا ًبا َ
قال َ حلق ق�ال : بص ٍ
ندوق له ٌ ِ
ال ُقس�طنطيني ُة أو رومي� ُة فد َعا عبدُ ال َّله ُ
ُ ِ ِ ِ فقال عبدُ ال َّل ِه َبينَما نح ُن َ
رس�ول ال َّله ُّ m
أي ُب إذ ُس َ
�ئل رس�ول ال َّله mنكت ُ حول َ
رسول ال َّل ِه mمدين ُة ِه َ
رقل تُفت َُح ُ المدينتَين تُفت َُح َّأولاً ُقس�طنطيني ُة أو رومي ُة ؟ َ
فقال
َّأولاً يعني ُ :قسطنطيني َة((( .
رقل » هي « ال ُقسطنطيني ُة » ِ
عاصم ُة أن مدين َة « ِه َ ِ
ألحاديث َّ تابعة لِ
والواضح ِمن الم ِ
ِ
ُ َ ُ
ُ
إسالمبول وسماها ال ُعثمانيون « ِ الس ُ
حمدُ الفات ُح َّ ،
لطان ُم َّ فتحها ُّتُركيا اليو َم ،والتي َ
ُ
إس�تانبول َ ِ
اآلس�تانة فيما بع�دُ ُ ،ث َّم �م َيت بِ
اآلن ،وهي وس ِّ» أي :مدين� ُة اإلسلا ِم ُ ،
ِ
بعض س�ما ُة في فت�ح ُرومي َة ُ ،
الم َّ الفت�ح الثاني :فهو ُ
ُ األو ِل ،وأ َّم�ا ِ
الفت�ح َّ المعني� ُة بِ
ُفر » ،وقد َّبو َب لها الداني بهذا االس� ِم « مدين ُة الك ِ
ُفر » كما ِ
األحادي�ث « مدين� ُة الك ِ
إدريس عن ُم ٍ
س�عر عن أبي ابن أب�ي َش�يب َة ( : )365/8حدَّ َثنا اب ُن ه�و ف�ي مصن ِ
َّف ِ
َ
358
بلنجر فلم يفتحوها ،فقالوا :
َ غزونا
قال َ : ٍ
صحار َ الشعبي عن مالِ ِك بن
ِّ ين عن ُح َص ٍ
يلم إلاَّ على فقال ُحذيف ُة :ال تُفت َُح هذه وال مدين ُة الك ِ
نفتحها َ ، ِ
نرج ُع قابِلاً
ُفر وال الدَّ ُ ُ
حم ٍد .((( m الرج ِل ِمن ِ ِ
أهل بيت ُم َّ ُ
آخ ِر أن فت�ح رومي َة س�يأتي في ِ واي�ات يتبي�ن كما َ ِ ِ ِ
ك�ره َّ َ ُ
س�بق ذ ُ َّ ُ وبِ ُمتابع�ة ه�ذه ِّ
الر
حم ٍد ِ
تم على ي�د ُم َّ
ِ
فت�ح ال ُقس�طنطينية فقد َّ المه�دي ،وأ َّما ُ
ِّ
الزم�ان عل�ى ِ
ي�د اإلما ِم ِ
ٍ ِ ِ َ ثماني ِمن ُ ِ
واحد سمىاالس�مين و ُذك َرا في ُم ًّ حصل ٌ
خلط َبي َن قبل ،وإنَّما الفات ِح ال ُع ِّ
بس في فه ِم المعنى ،وال َّل ُه ُ
أعلم((( . حصل ال َّل ُ
َ «ال ُقسطنطيني ُة» ،وبهذا
جود ِخ ٍدالل بِو ِِ ِ ِ وه�ذا ما ت�دُ ُّل ع َل ِيه
الفة دون الحاجة لالس�ت ِ ُ األحاديث الصريح ُة َ ُ
ظاه ٍ
رة وال ٍ
بإش�ارة ِ المهدي ال اليهود ِمن َغ ِير أتب�ا ِع اإلما ِم
ِ مع ٍ قب�ل اإلما ِمَ
ِّ وح�رب َ
خف َّي ٍة ،فل ُينظر .
المستدرك (.)8560
َ ((( مصنف ابن أبي شيبة ( .)34497وفي
((( قال األس�تاذ س�عيد ح�وى في مع�رض حديثه عن عالمات الس�اعة :وبع�ض الناس تغلب
عليه�م أغلاط في فهم بعض ه�ذه العالمات أو ف�ي تقدير وقتها إذ إن منه�ا ما يكون قرب
الس�اعة بقلي�ل ج�دا قبل المس�يح بس�نوات أو مع�ه ومنها م�ا يكون قب�ل ذل�ك بكثير جدا
فيغلط�ون بالجمع بينهم�ا ومنها ما ال تدل علي�ه المقدمات الحاضرة فيغلط�ون في تأويلها
ومنه�ا ما جعلهم عصرنا الحاض�ر ومخترعاته يفهمونها فهما عاديا وه�ي خوارق ومنها ما
ه�و دليل على الخيرية يظنونه مذموما فمثال يظن الناس أن الدين إلى انحس�ار حتى خروج
المه�دي ،م�ع أن المه�دي قبل عيس�ى بقليل وقبل ذلك يعم اإلسلام العال�م وتفتح روما
والقس�طنطينية اليوم مس�لمة وكانت كافرة ففتحت وقد أخبر النبي mبالفتح األول ولكن
يبدو أن القس�طنطينية س�ترجع كاف�رة مرة ثانية وتفتح م�ن جديد وفتحها الثان�ي يكون قبل
المس�يح بقليل والناس ال يفرقون بين فتحها األول والثاني ..إلى أن قال :ولن تقوم الساعة
حتى تس�تنفد عالماتها وأشراطها التي وردت في الكتاب والسنة .اهـ ص 196فقه أشراط
الساعة .
359
تزال ِ
ظاهر ًة ِ
والطائفة التي ال ُ ِ
المنصورة ِ
الطائفة ِ
هؤالء َّ
أن مفهو َم بعض ِ
لقد اعتقدَ َ
ٍ
مجموعة لك األفها ُم ِ ،من
وتش�ير إ َليها تِ َ الحق؛ أنَّهم َمن تعنيهم هذه األقال ُم ،
على ِّ
ُ
المنصورة لِ ِ
نفسها » . ِ ِ
والطائفة ِ
الناجية ِ
الفرقة احتكر ْت مفهو َم «
َ
تكون الطائف ُة المنصور ُة والم ِ
جاهدون ُ ُ يس لِلمفاهي ِم ُفر َّبما بيد ال َّل ِه ،وال ِ
تسي َ
واألمر ِ
ُ األمر بيد الله..
ِ ِ
الصوفية وال م�ن معارضيهم بِل ُر َّبما كانوا ممن ِ ِ ِ ِ
وال تسييس ف�ي أكناف َبيت المقد ِ
س َليس�وا م َن ُّ
واس ِ
غيرهم ـ بِ ِ أولئك ِ للطائفة المنصورة
ِ
زوال المهدي ـ بعدَ
ِّ طة اإلما ِم ومن ِ َ تهم ال ُقدر ُة اإلله َّي ُة ِمن
جم َع ُ
هادي الفتح ِ ِ
بتصنيف ُج ِ
يوش ِ التحريش ِمن المص ِّلين ،إذ ال حاج َة لِلم ِ
ِ فِ ِ
الج ِّ سلمين ُ ُ تنة
نفعي معلو ٌم
يس ٌّ ِ
وتسي ٌ مجموعة كانوا ،فهذا استِ ٌ
عجال مذمو ٌم ٍ أي ِ ِ في ِ
آخر الزمان من ِّ
ِ
األدلة تاب (ص )236ق�ال ِ « :
وم َن الك ِ�ف ِ أش�ار إ َليه ُمؤ ِّل ُ َ
الملحظ ما ،ويؤ ِّك�دُ ه�ذا
َ
ِ أن الم ِ ِ ِ ترج ُع َ الخالف َة ِ أن ِ ِ
يس�ترجعون س�لمين قبل هذا الخليفة الصال ِح َّ ُ الدامغة على َّ
س((( ،أي ِ
المقد ِ هوره في ب ِ
يت يكون ِعندَ ُظ ِ
ُ المهدي ِ
اليهود َ ،بينَما س ِم َن ِ
المقد ِ يتَب َ
َ ُّ
تحت نِ ِ
يران يرزح َ س َ ِ
المقد ِ يكون في أيدي الم ِ ُ ِ
المقد ِ َّ
اآلن ُ يت
سلمين ،و َب ُ ُ س يت إن َب َ
المهدي ! لأِ نَّها
ِّ
الخ ِ
الفة َ
قبل البغيض فال بدَّ ِمن ِقي�ا ِم ِ
ِ ُ اليهودي
ِّ هيوني
ِّ الص االحتِ ِ
لال َّ تعليالت غَير
صحيحة البد من
اإلجابة ع َليها
((( عل�ق مؤلف كتاب أش�راط الس�اعة عند هذا الموقع في الحاش�ية وق�ال :ولعل هذا مأخوذ
م�ن قول�ه mف�ي حديث أبي أمامة الطويل ف�ي الدجال « وكلهم ـ أي :المس�لمين ـ ببيت
المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم إذ نزل عيسى ..الحديث » .
ولربم�ا فه�م الق�وم من هذا أن الرج�ل غير اإلمام المه�دي وعللوا ه�ذه اللفظة بأن بيت
المقدس فيه خالفة س�ابقة ،وهذا فهم ال يتناس�ب مع سياق الحديث وال مع ما ذكره شراح
الحدي�ث فالرجل الصالح هو اإلمام المنتظر ـ على أصح الروايات ـ وينزل عيس�ى ليصلي
خلف�ه وم�ا قبل ذلك كان�ت مرحلة تحت إدارة وإم�رة اإلمام المهدي ذات�ه ،وأما قبل ذلك
فتهيئ�ة واس�تعدادات غير مجتمعة وال تح�ت قرار حكم خالفة بحال م�ن األحوال ..والله
أعلم .
360
ِ
التليد » . السبيل الوحيدُ السترجا ِع ِ
مجد اإلسال ِم ُ
َ
الدجال ومعه اليهو ُد. مريم ش والمسلمون
ب ُن َ
361
موقف المسلم المستبصر من الفتن وأئمتها المضلين
ِ
والفتن ِ
األشراط الساعة وما يجري من ِ ِ
عالمات علم ُي َف ِّص ُل ِ بما ّ
أن فق َه التحوالت ٌ
َ
رسول ستبصار من المسل ِم واجب ٌة وضروري ٌة ،خاص ًة ّ
أن ِ وم ِضلاّ تِها ؛ فإِ ّن مسـأل َة ِ
اال ُ
نستعيذ ِ
بالله َ ِ
المشاركة فيها ،و َع َّل َمنا أن ِ
الفتنة و جملة أحاديثه من ِ الله َ mح َّذ َر في
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
عصور اإلسلا ِم عصر من م�ن الفت َِن وم ْن ُمضلاّ تها ما َ
ظهر منها وما َب َط َن ،وما من
ُ
والهالك والمحفوظ َمن َح ِف َظ الل ُه
ُ ِ
وبأهله ، األولى وما َتلاَ ها إال ِ
والف َت ُن محيط ٌة به
وجه َم ْن كان َوقود ًا ألُ َو ِاره�ا( .ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ كل ٍ ِم�ن ِّ
ﯪ ﯫ ) [المائدة. ]41:
ِ
ومواقف ومواقفه العم ِ
لية ِ أحاديث رسول الله mِ والواجب منّا فيما ُع ِّلمنا من
َ ُ
الفتن ور ُؤوسها ،ونُح ِّذر ِمن الو ُقو ِع في ِض ِ أصحابِه ِ
رامها ُ َ َ ِ ُ َ مواقع
َ وآل بيته أن َن َت َف َّهم
ِ
ختالف وفتن الاِ ِ
بالسياسة والحك ِم ِ يك َأ ْس َبابِها ،وخاص ًة تلك الفت ُن المرتبط ُة وتَح ِر ِ
ْ
ِ
الرياسات. وحب ِ
المنافسات يترتب بسبِبها من ِ
والمناصب ،وما على العل ِم
ِّ ُ
362
ٍ
بإحسان ِ
الصحابة والتابعي َن وتابعيهم ٍ
جملة من ِ
المفيد هو فق ُه ِ
الموقف ُ
ومثل هذا
ِ
البيت وصحاب�ة النبي m ِ
األوس�ط م�ن آل ِ
النمط أتباع ِ
الدي�ن ،ومنه�م ُ إل�ى ي�وم
الفتن رغم ِ ِ
بيان ِ َ ِ
أس�باب الخوض في
َ الس�كون وتركُوا وأتباعه�م الذي َن َخ َلدُ وا إلى
علي vوتضحيتِه بن ٍّ �ن ِ
الح َس ِ ِ
صور أصحابِها كموقف اإلما ِم َ ِ ِ
ووضوح ِ
أمره�ا
الماحقة ،ومثله موقف ِِ ِ ِ ِ
ومركز القرار خوف ًا من ِ
اإلما ِم ٍّ
علي الساحقة الفتنة بالسلطان
والقال ،ومث ُله َمن
َ َ
والقيل ِ
المال َ
الجدال وإضاع َة الثأر و ِ
تجاوز ََ زين العابدي َن الذي
كثر لهم ف�ي األحاديث النبوية ج�اء م�ن بعده من أئمة الدي�ن المعتبرين ،وهم قو ٌم ٌ
تمنع عنهم جانح َة مواقف و َدلاَ ٌ ِ وبش�ارات ،ولهم من ِ
الت ُ ُ التحوالت فقه ٌ إشارات
ٌ
يس ،وأطما ِع ِ
سياس�ة الدَّ ْج ِل والت َّْس ِ�ي ِ ِ
الخالف ،وتُبعدهم عن ِ
االختلاف وظاهر َة
األم�ة بالتعليم والدعوة إلى ِ
الله ِ والتحريش ،مع بقاء ِ
نفعهم العا ِّم في ِ ِ
الفت�ن ِ
فقه�اء
ِ
والدمار ،ويؤيدُ ِ
الهلاك ِ
الش�عوب من وصون ِ
دماء ِ ِ
الحس�نة ِ
والموعظة ِ
بالحكم�ة
بن العاص c الله بن ِ
عمرو ِ المواقف ما رواه أبو داود والنَّسائي عن عبد ِ َ هذه
ي�ت فِي ُح َثا َل ٍة ِم َن الن ِ
ّ�اس َم َر َج ْت ُع ُهو ُد ُه ْم «كيف بِ َك إذا َب ِق َ
َ ق�ال :ق�ال النبي : m
وش� َّب َك بي َن َأ َصابِ ِع ِه ،ق�ال :بِ َم ت َْأ ُم ُرنِي؟ قال :
اخ َت َل ُفوا وكانُوا هكذا؟» َ و َأ َمانَات ُُه ْ
�م َو ْ
ف َو َد ْع ما ُتن ِْك ُرَ ،و َع َل ْي َك «اِ ْل َ�ز ْم َب ْيت ََك و َأ ْه َل َك َو َأ ْم ِل ْك َع َل ْي َك لِ َس�ان ََك ُ ،
وخ ْذ َما َت ْع ِ
�ر ُ
اص ِة َن ْف ِس َك و َد ْع َعن َْك َأ ْم َر ال َعا َّم ِة» «اإلشاعة» ص .189 بِ َأ ْم ِر َخ َّ
363
وشرها، ِ ِ ِ ِ
فهذه مسأل ٌة محسوم ٌة
اختالف على خطورتها ّ َ الشرعية ..وال بالنصوص
ظهور إِش�اراتِها واحت�دا ِم مفتونِيها مصانع� ُة الجمي� ِع ومداراتُهم مع
ِ ويكف�ي عن�د
ذر vق�ال :قال له ِ ِ ِ َجن ِ
الخ�وض ف�ي فتنتهم أو المش�اركة فيها ،فع�ن أبي ٍّ ُّ�ب ت َ
أصابعه ،قال: ِ أنت إذا ُكن َْت في ُحثا َل ٍة؟» َ
وش َّب َك بي َن كيف َرسول الله « :mيا َأبا َذ ٍّر َ
الناس َبأ ْخلاَ ِق ِه ْم ِ ِ ِ ِ
ما تأمرني يا رس�ول الل�ه ؟ قال« :ا ْصبِ ْر ..ا ْصبِ ْر ..ا ْصبِ ْ�رَ ..خال ُقوا َ
والبيهقي في «الزهد» ،وفي الحديث إشار ٌة ُّ الحاكم
ُ وه ْم في َأ ْع َمالِ ِه ْم» رواه َ ِ
وخال ُف ُ
ِ ِ ٍ
راغب في النجاة والسلامةَ ..أ ْن ُيخا َل َق الن ُ
ّاس بما يناس� ُبهم في َب ِّينَ ٌة وواضح ٌة ِّ
لكل
ِ
المخالفة لهم في ض والدِّ ِ
ين مع الع ْ�ر ِ لكرامة ِ
ِ المفتون مدارا ًة لهم ِ
وح ْفظ ًا ِ ه�م ِ
واقع ُ
ِ
ومواقفهم. أعمالِهم
ِ ِ
وآخر موقف ًا سديد ًا
َ ٍ
بسبب الفتنة بل إِ ّن فق َه التحوالت َي َض ُع للمسل ِم المندف ِع َ
نحو
غيره ،ف َع ْن أبي الدرداء ِ vقال :قال رس�ول الله « :mال حتى َي ْس� َل َم و ُي َس� ِّل َم َ
الف ْتنَ� َة إذا َح ِم َي ْت وال َت ْع ِر ُضوا لها إِ َذا َع َر َض ْت ْ ،
واض ِر ُب�وا َأ ْه َلها إذا َأ ْق َب َل ْت» َت ْقرب�وا ِ
َُ
ِ
التح�والت لمن َأ ْو َق َع ْت ُه ِ
التعامل في ِ
نماذج ٍ
نموذج م�ن .وف�ي الحديث إش�ار ٌة إلى
الموافقة أو االستتبا ِع لحاك ٍم أو عال ٍم أو صاحب ِ ِ ِ
المشاركة أو ِ
بعض األس�باب في
ُ
ٍ ٍ
الشرعي
ُّ فالموقف
ُ التأخر عنها ،
ُ ص منها وال إدارة أو ملتز ٍم لوظيفة ال ُيمك ُن له التخ ُّل ُ
الفتن وراياتِها ،بل ِ القتل تحت ه�ذهِ ِ
الموت أو ِ
اختيار يدف�ع بنفس�ه َدفع ًا إلى َ أن ال
وغيرهم من حديث والطبراني ُ
ُّ يتفهم ما قاله mفي ما رواه أحمدُ واب ُن أبي ش�يب َة ُ
ٌ س�تكون بع ِ
أحداث �دي ُ َْ النب�ي mقال« :يا خالدُ إنَّها َّ خال�د ب�ن عرفطة ّ v
أن
ُون عبدَ ِ كان َ ِ وفِتَ� ٌن و ُف ْر َق ٌة
َ
المقتول ال الله ذلك فإِن ْ
اس� َت َط ْع َت َأ ْن َتك َ واختالف ،فإذا َ
ٌ
القاتل َفا ْف َع ْل» .
َ
364
ِ
باالبتعاد ع�ن مكانها ومواقعها ؛ لحديث يتجن�ب الفت� َن عموم ًا وخصوص ًا ولو أن
َ
س�تكون فِ َت ٌن
ُ البخاري ( )3334وأحمدُ (« :)7464
ُّ أب�ي هري�رة َ vفيما رواه
خير من
خير من الماش�ي ،والماش�ي فيها ٌ والقائم فيها ٌ
ُ خير من القائ ِم،القاعدُ فيها ٌ
ملجأ أو معاذ ًا َف ْل َي ُع ْذ بِ ِه» .قال في
ً ف لها ت َْست َْش ِر ْف ُهَ ،
فمن وجد منها الساعيَ ،م ْن ت ََش َّر َ
ْ�ر َة ولف ُظه« :فإذا تفس�يره عندَ مس�ل ٍم في حديث أبي َبك َ ُ «الفت�ح» ( :)14 :13ووقع
َ
رسول واألرض ،قال ٌ
رجل :يا َ الغنم
َ وذكر
َ فمن كان له إِبِ ٌل َف ْل َي ْل َح ْق بِإِبِ ِل ِه» ،ن ََز َل ْت َ
بحجر ثم لِ َين ُْج إِ ِن
ٍ س�يفه ف َيدُ َّق على حدِّ ِه
أرأيت إِ ْن لم ي ُكن َله ؟ قال :يعمدُ إلى ِ
ََْ َ ْ ُ َ ِ
الله
ِ
بالفتنة :ما ُ
ينشأ عن اع» .قال في «اإلشاعة» تعليقا على هذا الحديث :والمرا ُء اس َت َط َ
ْ
الم ْبطِ ِل . ِ ِ الم ْل ِك ُ
حيث ال ُي ْع َل ُم ُ
المح ُّق م َن ُ ب ُ
ِ
االختالف في َط َل ِ
كل من دعا إلى ِ ِ
فتن�ة ُح ْك ٍم أن َّ َ المس�ألة و َظنُّ�وا ّ َ
تهاون المس�لمون ف�ي هذه وق�د
ِ
دراس�ة ِ
بالنابل ،لعد ِم ُ
الحابل َ
فاختلط بذلك ٍ
وبصي�رة، أو ِع ْل� ٍم إنم�ا هو على ُهدً ى
ِ
الش�رعية ِ
المواقف ِ
األمة في َت َف ُّه ِم ِ
ولتهاون الس�اعة من ٍ
جهة، ِ ِ
عالمات الجمي ِع فق َه
حتجاج على من ِ �اج ِ
واال جهة أخرى ،بل و َقع�وا أيض ًا في ِ
فتنة ال َل َج ِ الفت�ن من ٍ
ِ عن�د
َ ُ
ٍ
كمخالف ت وراياتِها ،ونظروا ِ
إليه لنفسه السالم َة من الم ِضلاّ ِ اختار العزل َة ور ِضي ِ
َ ُ َ َ َ
ِ
الجهاد القائ ِم س�بيل الله ،مع ّ
أن ظاهر َة ِ ِ
الجهاد في ِ
لدعوة الغر ِاء ومع ّط ٍل ِ
للش�ريعة ّ
أعداء اإلسلا ِم في بعض ِ مكتملة الش�روط ومخترق ٌة ِمن ِ غي�ر ِ
ف�ي بالد المس�لمي َن ُ
المرحلة وقادتِها ،ولم ت َْس� َل ْم من
ِ ِ
لمصلح�ة ومهندس
ٌ وبعضه�ا ُم َم َّو ٌل
ُ ِ
الجه�ات،
ُ
القليل، ِ
المعاص�ر إال الجهادي ِ
العم�ل ِ
مجموعات كثير م�ن ِ ِ
ِّ التس�ييس والهندس�ة ٌ
الحق ومقاتلتِهم دونه ِ
ببقائهم على ِّ المش�ار إليهم في أحاديث النبي m ُ ُ
والقليل
ِ
المشتبكة التي سماها النبي ِ
المرتبكة ِ
المرحلة ِ
الش�رعية في يصعب تحديدُ ُه ِو َّيتِ ِه ُم ُ
ٍ ِ
حديث ِ
َ
رس�ول قلت :يا
مس�عود vقالُ : ابن اله ْ�ر ِج» كم�ا ه�و في َ « mأ ّي�ا َم َ
365
ِ ِ
الل�ه ..ومت�ى ذلك ؟ ـ أي :المقاتل ُة على الملك ـ ق�ال« :أيا َم َ
اله ْر ِج» ،قلت :ومتى
ِ ِ
يس ُه» «فتح الباري» كتاب الفتن (. )35-34 :13 ؟ قال« :حي َن ال َي ْأ َم ُن َّ
الر ُج ُل َجل َ
ُ
تكون واإليجابي عندما الشرعي ِ
وجهها سبيل ِ
الله على ِ ِ
الجهاد في ُحدَّ ُد ُه ِّو َّي ُة
ِّ ِّ وت َ
كانت ه�ذه الصف ُة قائم ًة في ِ
والكافر ) ،فحيثما ْ المجابه� ُة المباش�ر ُة بي َن ( المس�ل ِم
معهم كلم�ة ِ
الله ) فالجها ُد ِ الش�رعي وهو ( إِعال ُء الله على ضابطها أرض ِ
ِ نواح�ي
ْ ِّ
كل َمن َت َع َّي َن عليه ذل�ك في أرضهم ومكانهموالمس�اند ُة لهم واجب ٌة والزم� ٌة على ِّ
ِ
المحتل�ة وفي بعض فصائله�ا الجهادية وس�احة معركته�م ،كما هو في فلس�طي َن ِ
فالخير ُّ
كل غير ه�ذا التحري�ش الداخلي والت ّْس ِ�ي ِ
ِ ِ
ُ يس الخارج�ي .أ ّما ُ الخالي�ة ع�ن
وتنجلي لألمور حتى يأتي أمر الله في ِ
عباده ِ ِ
وحس�ن المعالجة ِ
السلامة ِ
الخير في
َ َ ُ
الحتمي ،وف�ي ذلك ُ
يقول :m ِ
واس�تقرارها العالمي ِ
ش�أن قرارها ِ
األمة في كرب� ُة
ِّ ِّ
الرجل فيها ُم ْؤ ِمن ًا و ُي ْم ِس�ي
ُ الليل المظل ِم ُ ،ي ْصبِ ُحِ الس�ا َع ِة فِتَن ًا ك َِق َط ِع
« إِ َّن َب ْي َن َيدَ ِي َّ
خير من ال َق ِائ ِم ،والماشي فيها َخ ْي ٌر كافر ًا و ُي ْمسي مؤمن ًا و ُي ْصبِ ُح كافر ًا ،القاعدُ فيها ٌ
ِ
366
الكـبرى ِ
لعلامات الواجب باِ
العلم ِث ِ الركنـ الثال ِ
ُ ُ ُ ُ ُّ
ٍ
عالمات عش�ر ِ
اليقينية ،وهي ِ
العالمات الكبرى األحاديث الش�ريف ُة على
ُ ت نص ِ
ُ َّ
ٍ
حديث األحاديث لم تذكرها جمل ًة ِ
واحد ًة في َ آيات متتابِ ِ
عة الوقو ِع إلاَّ َّ
أن أو عش�ر ٍ
ْ ُ ُ ُ
الحديث الذي ُ َ
يكون األحاديث في الت ِ
ِّعداد ،ويكا ُد أن ِ وايات
ُ بل اختل َف ِ
ت ِر ٍ
واحد ِ ،
العشر وفيه:ِ ِ
اآليات األحاديث ِذكر ًا ِ
لهذه ِ َ
أشمل سل ٌم عن ُح َذيف َة ؤ أخرجه م ِ
َ ُ
الش�مس ِمن مغربِه�ا ،والدَّ َّج ُالِ لوع ٍ
عش�ر آيات ُ :ط ُ
ُ َ
تكون « ال تق�و ُم الس�اع ُة حتَّى
مري�م ،وثالث ُة
َ وخ�روج عيس�ى ِ
ب�ن ُ ومأج�وج ،
ُ ويأج�وج
ُ خ�ان ،والداب� ُة ،
ُ ،والدُ
حديث العالمات
ونار ِ ِ ِ وخسف بِ المش�ر ِق
ِ خسف بِ ٍ ُخ
الكبرى العرب ٌ . بجزيرة وخس�ف
ٌ المغرب ، ٌ ٌ س�وفات:
ُ
وتقيل تبيت م َعهم ُ
حيث باتُوا ، ِ
المحشر ُ الناس إلى ُ
تسوق َ عدن أبين تخرج ِمن ِ
قعر ٍ
ُ
م َعهم ُ
حيث قالوا » (((.
367
�م الدَّ َّج ُال ُ ،ث َّم عيس�ى ش ُ ،ث َّم ِ ِ إِن َّأو َل
يأجوج
ُ نتظ�ر ُ ،ث َّ
الم ُ المه�دي ُ
ُّ العش�ر اآلي�ات
الش�مس ِمن مغربِها وما تالها ِم َن
ِ والخس�وفات الثالث ُة ُ ،ث َّم ُط ُ
لوع ُ ُ
الدخان ومأجوج ُ ،ث َّم
ُ
بن األس�ق ِع ُ
يقول : حديث وائل َة ِ
ُ ِ
التفصيل العش�ر بِ ِ
اآليات ٍ
حديث جم َع اآليات .وأوس� ُع ِ
َ
خس�ف
ٌ تكون عش�ر ٍ
آيات )1( : َ رس�ول ال َّل ِه ُ m
يقول « :ال تقو ُم الس�اع ُة حتَّى َ س�معت
ُ
ُ
ِ
الع�رب ( )4والدَّ َّج ُال ()5 ِ
جزي�رة وخس�ف في
ٌ ِ
المغ�ر ِب ()3 وخس�ف بِ
ٌ المش�ر ِق ()2
ِ بِ
ِ
الش�مس وطلوع
ُ ومأج�وج ( )8والداب ُة ()9
ُ ويأجوج
ُ ُ
ون�زول عيس�ى ()7 والدُ ُ
خ�ان ()6
ِ ٍ تخ�رج من ِ ِ
الذر المحش�ر ُ ،
تحش ُ�ر َّ الناس إلى ُ
تس�وق َ ع�دن قعر ُ م�ن مغربِه�ا (ٌ )10
ون�ار
َ
والنمل»(((.
368
ِ
الغريبة التي تع ُق ُبها الساع ُة وهي كثير ٌة ِ
واألمارات األشراط ِ
العظا ِم ِ ِ
الثالث في ِ
الباب
المهدي وهو َّأو ُلها (((. ِ ،
فمنها
ُّ
ِ
القول الثاني ،وهو ما ِ
العش�ر» على ِ
«اليقينيات ِ
العالمات الكُبرى تسلس ُ�ل ويأتي
ُ
العرض في كتابِنا هذا كالتالي :
َ رت ْبنا ع َل ِيه
نتظر .
الم ُالمهدي ُ
ُّ ()1
( )2الدَّ َّج ُال .
( )3عيسى ش .
ومأجوج .
ُ يأجوج
ُ ()4
سوفات الثالث ُة .
ُ (ُ )5
الخ
( )6الدُ ُ
خان .
الشمس ِمن مغربِها .
ِ (ُ )7ط ُ
لوع
( )8الدا َّب ُة .
عدن . تخر ُج ِمن ِ
قعر ٍ
(ُ )9
النار التي ُ
الص ِ
ور . ُ
النفخ في ُّ ()10
369
ش ِر بِه ’
المب َّ
المهدي ُ
ُّ المرحلةُ المهديةُ ‘ المرحلة
المهدية..
ب، ِ
والمذاه ِ أهل ِ
العل� ِم اللغ�ط واالختِ ُ
الف َبي� َن ِ ُ وه�ي المرحل� ُة التي ك ُث�ر فِيها استقرار ،سالم ،
تنمية..
ِ
الناس ،ولكنَّها كثير ِم َن مور حكم ٌة ضروري ٌة ال ُ
يعلمها ٌ
مثل هذه األُ ِ ِ الف في ِ واالختِ ُ
وحكمة
ِ
وإلشغال ِ
والس�تر ِ
للتمويه ش�رعي ًة ال ُبدَّ ِمنها
ِ الت ضرور ًة قه التحو ِ دقائق عل ِم فِ ِ
ِ فِي ين
االختالف َب َ
ُّ
ِ العلماء حول
اإلفصاح
ُ ِ
واألقوال فيما ال يل�ز ُم فيه الروايات األقلا ِم وذوي األحال ِم واإلسلا ِم بِ
شخصية المهدي
طلق في ِم ِ
ثل الم َ إن االت َ
ِّفاق ُ حي�ث َّ
ُ يعلمه الخالِ ُق ُس�بحانَه وتعالى ،
س�ر ُ
ُ ِ
البيان ل ٍّ وال وظهوره
س�تقبل ُر َّبما َبنَى ع َل ِيه أمرا ِمن ُأ ِ ِ ِ ِ ِ هذه األُ ِ
ِ الم
مور ُ مور المصيرية ُي ِبر ُز للكاف ِر واألعداء ً
الش�رعي َّ
فإن ِ
التمويه وم�ع هذا ِ
الناس ، ٍ
خطي�رة على ٍ
أبعاد ذات
�ف َ الخص�م ِ
مواق َ
ِّ َ ُ
آل الب ِ العديد ِمن
ِ والقت�ل والتش�ريدَ ِ
ارتبط بِهم
َ ي�ت ،ومن ش�رائح ِ َ
ِ يص ُل إلى َ األذى
وآثار
أخبار َ َ لمالحقتِه�م ِ
القرار ُ
ِ
حملة ِ
ويس�تفح ُل البال ُء َبي� َن ِ
الزمان ، ِ
خريات ف�ي ُأ
ِ
المس�ألة ،وما أرا َد ال َّل ُه كون حقيق َة نتظر ،والك ُُّل ال يعلمون وال ِ
يدر َ الم ِه�ذا اإلما ِم ُ
والش ِ
عوب . خير لِ ُ
ألم ِم ُّ بِها ِمن ٍ
370
راد ال َّل ِه((( . ...
سلمين بِذلِ َك لِيأتي الوعدُ في حينِه على م ِ
ُ َ
وغير الم ِ ِ
المسلمين ِ ُ
ُ
ِ
عالمات ُظ ِ
هوره : ِ
ومن
رسول ال َّل ِه ؟ َ
قال َ الصيح ُة يا
الحديث « ُقلنا وما َّ
ُ رمضان ..وإ َليها ُي ُ
شير َ • َصيح ُة
صيحة في رمضان
عالمة كونية قبل
ظهور اإلمام
((( وهناك من ادعى المهدية في زماننا هذا وفي األزمان الس�ابقة ،وكل هذه االدعاءات تدخل
تح�ت مدل�ول أحادي�ث « المدعين للنب�وة » وظهور الدجالي�ن الكذابي�ن ،الذين يوهمون
الحذر من هؤالء
ُ الناس بأنهم من األنبياء ،أو أنهم المهدي الموعود به آخر الزمان ،ويجب
وأكاذيبه�م ؛ فوع�د الله ح�ق وآياته كائنة ال محال�ة ؛ ولكنها تعرف بالنصوص الش�رعية ال
باالدعاءات والتخيالت النفسية والتوهمات الشيطانية .
وق�د رأي�ت ف�ي بعض البالد من يش�ير إلى فلان أو فالن من أه�ل البي�ت أو غيرهم بأنه
المهدي ،ويلتف عليه المتعصبون والمتعلقون والواهمون ،وكأنما هو الوعد الحق ،وهو
ال يع�دو كون�ه جهال بالنصوص ،واندفاعا عاطفيا يش�وه س�معة العت�رة الطاهرة ويجعلهم
عرضة ألهل التسييس والتدنيس ...ولألسف !
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)1000
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)912
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)960
371
ِ ٍ النصف ِمن
ِ
جوع إلى رمض�ان ليل َة ُج ُمعة ...إل�خ » .ويمك ُن ُّ
الر ُ َ ه�دَّ ٌة في
(((
كنت في
�ب ؤ « :لو َ ب�ن أبي طالِ ٍعلي ِ المؤمني َن ِّ الثل�ج»((( ،وع�ن ِ
أمي�ر ُ ِ
فاكس ْر ذلِ َك َ
القفل وا ْل َح ْق بها » (((. قفل ِ ُص ٍ
ندوق ُم ٍ
ُصرة اإلم�ا ِم و ُلزو ِم دعوتِه في حينِها، س�ل ِم على ن ِ حث الم ِ ِ
وجوب التحري ومفا ُد هذه األحاديث ُّ ُ
ِ يجب على ك ُِّل م ِ يقي�ن ،وفي هذا ِه�ور عالماتِه�ا بِ ٍ
يس�تعج َل س�ل ٍم ألاَّ ُ ضمار ِ ُ
ِ الم في نصرة الرايات و ُظ ُ
ُّصرة من َغير تح�ر وانتِ ٍ
الظواه�ر ،ويذه�ب مندفِع�ا نحو مفه�و ِم الن ِ ِ لتشابه الظواهر
باه ؛ َّ
فإن تش�ا ُب َه ٍّ َ ً ُ َ َ
آل الب ِ ِ س�تعج َل في الخطأِ ؛
ِ ِ ِ
يت أو وخاص� ًة في المظلومين من ِ َ َّ الظواه ِر قد ُيوق ُع ُ
الم
ِ
اإلشاعات دق عتقدين ِص َ المرحلة م ِ
ِ حيث يندفِعون ويتبِعون ك َُّل ِ
ناع ٍق في ُم ِح ِّبيهم ُ ،
ُ
وأكبر
ُ أعظم
ُ وأمر ال َّل ِه ِ
كبير ومساف ٌة شاسع ٌة ُ ،
ون ٌ
ِ
العالمات ،و َبي َن األمرين َب ٌ وتشا ُب َه
ُعم ُق ِ ِ تبحث ِ
ُ ٍ ٍ ِمن أن
السلطان والسيطرة ،وت ِّ عن ُّ وسياسات ؤسسات تحت ُم
ينطوي َ
َ
ِ عل ورد ِ
الف ِ ِ ِ ِ
الدجل عل ه�ي رائد ُة المص ِّلين في المرحلة ،فقاع�د ُة الف ِ ِّ �راع َبي� َن ُ
الص َ ِّ
صدده فسلام ٌة ومح َّب ٌة ورحم ٌةالت ،وأما ما نحن بِ ِ
تاريخ التح�و ِ ِ عب�ر ِ ِ
ُّ والدجاجل�ة َ
قبل ِ
ومن بعدُ . واألمر ل َّل ِه ِمن ُ ووراث ٌة ِ
وخالف ٌة ، ِ
ُ
ِ
تفاصيل ما ب في ذلِ َك إلى ِ يث َخ ْل َق ُه وس�يرتَه ،ون ُ
ُحيل الراغ َ
ِ
األحاد ُ وقد وص َف ِ
ت
مهمات المهدي
ِ ِ
المؤ َّلفات ،ونقتص ُ�ر هاهنا على ما نح ُن ِ والطارف » ِ ِ ِ ِ ِ
وسياسته العلمية ُذك َ�ر ف�ي « التليد
وغيره�ا م َن ُ
والعملية
((( الفتن لنعيم بن حماد (.)638
((( الفتن لنعيم بن حماد (. )896
((( كنز العمال (.)31514
372
ِ
العالمات ،ومنها أنَّه: ِ
جوام ِع صدده ِمن
بِ ِ
يوعي ِ
وغيرها الرأس�مالي ُّ عامالت الربوي َة وسياس� َة االقتِ ِ
ِ
انقطاع الربا والش ِّ ِّ صاد ِّ الم
يقطع ُ
• ُ
واالقتصاد ِ
الوضعية نظريات االقتِ ِ
صاد ِ ِمن
الرأسمالي
الح ِبدعة ِ
ِ الف�ة وإن ِ
الخ ِ ود إلى نِظا ِم ِ
�عوب بِالع ِ
زبية وال َّت َكت ُِّل َّهاء ِ َ وحدُ آرا َء ُّ
الش • ُي ِّ
والسياسي ...إلخ . والطائفي قادي ِ والصرا ِع
ِّ ِّ الطبقي واالعت ِّ
ِّ ِّ
ِ
ش�تركة بعي�دً ا ِ ِ ِ ِ ِ
عن المس�لمين إلى ُأص�ول الديانة في ُأسس�ها ُ
الم •ب�ل و ُيعي�دُ ُ
المذهبي
ِّ الصرا ِع
ع�ن ِّ أيضا ِوالتظليل ِعندَ َق�و ٍم ،وبعيدً ا ً
ِ ِ
التش�ريك والتبدي� ِع
قاد ِعندَ
اإلفراط وال ُغ ُلو في االعتِ ِ
ِّ
ِ صوره وأشكالِه ،وبعيدً ا ِ
عن ِ س بِك ُِّل الم َس َّي ِ
ُ
َ
يكون المهدي أن قال « :عالم ُةط�او َس َ ِ قال ِاآلخري�ن ،وفيه َ
ِّ عن الليث عن ُ
شك بعض ِ المساكين » ِ ِ شديدً ا على ال ُعم ِ
الخام ُس /ص (الف َت ُن ِ رحيما بِ
ً المال ال َجوا ًدا بِ َّ
العلماء
المذهبيين في ِ
لم�اء مرحلتِه بعض ُع وقال :إس�نا ُده حس� ٌن ،حتَّ�ى َّ ، 650بر ْق�م َ )978
إن َ
حقيقة اإلمام
خالفة ِ
ظاه ِر الفتوى ِ الم َب َّش َر به ؛ لِما يراه فيه ِمن ُم �ك في كَونِه هويش ُّ
ُ
المهدي ُ
َّ
373
ِ ِ ِ
اإلشاعة . البرزنجي في
ُّ المذهب ،وإلى ذل َك َ
أشار اإلما ُم في
ِ
الصحيح موق ِعها
اإلنس�ان ،ويعيدُ ها إلى ِ
ِ وح ِ
قوق ِ
الحريات ُ�ح مفهو َم ُصح ُ • ُي ِّ
نحرف َة بِكا َّف ِة
الم ِ ِ
التدخلات الثقافي� َة ُ
ُّ ويقطع
ُ
مبادئ اإلسلا ِم الس�م ِ
حة ، َّ ْ ِ ِمن
ِ
والثقافية . ِ
واإلعالمية ِ
والتربوية ِ
التعليمية ِ
وصورها ِ
نماذ ِجها
إقامة ودع ِم مبدأِ االكتِ ِ واإلنتاج الزراعي والحيواني بِ ِ ِ
فاء ِّ ِّ ِ البركة في الطعا ِم • ُظ ُ
هور
ظهور البركة
الناس ؛ لِتس�و َد الرحم ُة والمح َّب ُة والوئا ُم ،
ِ ِ
القات َبي َن وتصحيح ِ
الع ِ الذات�ي ،
ِّ في المنتجات
ِ السياسية واالقتِ
ِ المحلية
صادية . استقرار حياتِه
ِ المرحلة األولى ِم َن
ِ صوصا في
ً ُخ
فياني ِ
العسكرية ِضدَّ ُج ِ المعار ِك
ِ المهدي بعدَ ذلِ َك في • ُد ُ
خول اإلما ِم
الس ِّيوش ُّ ِّ
الثاني حتَّى ِ
يأس َره ويق ُت َله بِالشا ِم .
س�نوات .وهي المرحل ُة ٍ لمهدي ِعد َة األرض لِ
ِ •مهادن� ُة الرو ِم وطاع ُة م ِ
ل�وك
ِّ ُ مع
معارك اإلمام َ
سلمين ،وتُط َّب ُق الشريع ُة اإلسالمي ُة في التي تتقوى فِيها َش�وك ُة اإلسال ِم والم ِ السيفاني ومهادنة
ُ
الروم
اإلسلامية ،وتعو ُد لِألم ِة هيبتُها أم�ام ُد ِ
ول العال ِم ،وتُقا ُم الهدن ُة ِ �ة البِ ِ
الد كا َّف ِ
َ َّ
ِ
اليهود المرحلة ،بما فِيه�ا « َدول ُة
ِ ُف�ر فيول الك ِ العديد ِمن ُد ِ
ِ م�ع ِ ِ
الهدنة َ ل�و ُ
ت َ
حرب ِضدَّ ِ
قرار اإلسال ِم ٍ المحت َّل ِة » ؛ إذ تج ُب ُن عن ش ِّن
األرض ُِ المعروف ُة في
ِ
والبركة في ِ
واألم�ن العدل واالس�تِ ِ
قرار ِ أم�ر ال َّل ِه بِ ِ ٍ ِِ ِ
يبر ُز فيها ُ لع�دة س�نوات ُ ،
ِ
واإلنبات . ِ
والنيات ِ
األرزاق
374
المرحلةُ الثانيةُ ِم َن المهديةِ
انتقاض العرى
وبدء الحروب
ٍ
جديد ، الحرب ِمن لمهدي ،وتبد ُأ هادن ًة لِ
ق�اض العرى مع الرو ِم التي كانَت م ِ انتِ ُ
ُ ِّ ُ َ ُّ ُ
المهدي حيث ِ
ينتص ُر اإلما ُم ِ
المعار ُك ُ وتغزو الرو ُم الشا َم ،وتستولي ع َليها ،وتقو ُم
ُّ
ِ
المقد ِ
س ،جا َء يتويأخذ غنائمه�م إلى ب ُِ قر ِ
دارهم ، ال�رو ِم ،ويغزوهم في ُع ِ
َ َ عل�ى ُّ
أشه ٍر ِ روج الدَّ َّج ِ ِ وفتح ال ُق ِ
ال في سبعة ُ وخ ُسطنطينية ُ في اإلشاعة « الملحم ُة ال ُعظمى ُ
،وفي ِر ٍ
واية :سب ِع سنين » .
المحر ُر » ((( ،وفي ذات الموضع أثر رجعت فأنا أب�و ُه َرير َة ِ
الش�هداء ،وإن ِ
أفضل
ّ ُ
�ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه
�ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس� َّل َم َق َالَ :ق َال َر ُس ُ
ان م ْو َلى رس ِ
َ ُ َع ْن َث ْو َب َ َ
375
َّ�ار ِع َصا َب ٌة َت ْغ ُزو ا ْل ِهنْدَ َو ِع َصا َب ٌة
َان ِم ْن ُأ َّمتِي َأ ْح َر َز ُه َما ال َّل ُه ِم ْن الن ِ
�ه وس� َّلم ِعصابت ِ
َع َل ْي َ َ َ َ َ
ِ
ِ
السلاَ م .وأثر آخر وهو :عن جراح بن أرطأة قال: يسى ا ْب ِن َم ْر َي َم َع َل ْي ِه َما َّ َتك ُ
ُون َم َع ع َ
على يدي ذلك الخليفة اليماني الذي يفتح القس�طنطينية ورومية ،على يديه يخرج
الدجال وفي زمانه ينزل عيس�ى بن مريم عليه السلام ،على يديه تكون غزوة الهند
،وهو من بني هاشم .
376
جا ِل ِ
المسيخ الدَّ َّ هور
جاليةُ ُ :ظ ُ
المرحلةُ الدَّ َّ
(((
المرحلة الدجالية
وموقع الدجال
من عالمات
((( تعتب�ر قضي�ة الدجال األعور قضي ًة عالمي َة الفتنة والخطورة ،وليس�ت خاصة بمرحلة ظهور
الساعة
الدج�ال في آخر الزمان ،وإنما يكون ظهوره على ركام سلس�لة م�ن التحوالت المتالحقة
التي تمهد لظهور جذوره األخيرة .
حيث إن ظهور المسيخ الدجال في آخر الزمان ومسحه للعالم اإلنساني في أربعين يوما
إنم�ا هو آخر فصول نش�اطه الدجالي في العالم ونهايته الحتمية م�ع دولة اليهود الدجالية ،
وس�نتناول هذا الموضوع في كتابنا « السياس�ة الدجالية ومولودها المنتظر» ،ولهذا فإن من
العالم�ات الت�ي تتنامى من�ذ أن خلق الل�ه األرض إلى ظهورها في المرحل�ة األخيرة كأول
ِ
الدجال » وفي هذا الصدد أتت أحاديث رس�ول الله ِ
المس�يخ العالم�ات الكبرى هي فتن ُة «
mمفصلة ومبينة لهذا التنامي الخطير في تاريخ التحوالت العالمية ومنها :
•ما رواه أحمد عن هش�ام بن عامر األنصاري قال :س�معت رس�ول الله mيقول :
«ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال » .
•وقال « :ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال » .رواه مسلم
•وق�ال « :إن�ه لم تكن فتنة ف�ي األرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة المس�يخ
الدجال ،وإن الله لم يبعث نبيا إال حذر أمته الدجال ،وأنا آخر األنبياء ،وأنتم آخر
األمم ،وهو خارج فيكم ال محالة » .رواه ابن ماجه .
•وعن أنس ؤ قال :قال رس�ول الله « mما من نبي إال وقد أنذر أمته األعور
الكذاب ،أال إنه أعور ،وإن ربكم ليس بأعور » .رواه مسلم .
وم�ن ه�ذه األحاديث نفه�م خطورة االمتداد الدجال�ي ـ للدجل والدجاجلة ـ وأنه أش�د
خطرا على األمة في تحوالتها بدءا من مرحلة قتل عثمان ؤ إلى مرحلة خروج المسيخ
الدجال في آخر الزمان ،ومن هذه العالمات :
( )1ما ورد في مجموع العالمات الوسطى والصغرى جملة وتفصيال .
( )2ظهور األئمة المضلين الذين يروضون الشعوب حكما وعلما لفتنة الدجال ،وفيهم
يق�ول mفيم�ا رواه أبو ذر ،قال :كنت أمش�ي مع رس�ول الل�ه mفقال َ « :ل َغ ْي�ر الدَّ َّج ِ
ال ُ
َأ ْخ َو ُفنِي على أمتي» (ثالثا) قال :قلت يا رسول الله ما هذا الذي غير الدجال أخوفك على
أمت�ك ؟ ق�ال « :أئم ًة مضلين » .رواه أحمد وفي إس�ناده راو مختلف فيه« ،إتحاف الس�ادة
377
ِ
الساعة ِ
عالمات ال ِمن ِ
موق ُع الدَّ َّج ِ
ِ
المعروفة َ ،ي ْخدُ ُم ِ
والعالم�ات ِ
األش�راط المس�يخ الدَّ َّج ِ
ال َبي َن ِ تندر ُج فِتن ُة
ِ
ت أفاض ِ
�ال ،وق�د َ ِ
مرحلة الدَّ َّج ِ عه�د آدم إل�ى نِ ِ
هاي�ة ِ البع�ض ،م�ن
َ بعضه�اُ
َ
ع�ن فِ ِ
تن�ة الدَّ َّج ِ ِ
ال » تف�ر َع عنه « ِ الرك�ن الرابِ ِع وما َّ
ِ ي�ث الش�ريف ُة ف�ي األحاد ُ
ِ ِ األمر تبع�ا لِالختِ ِ
األحاديث الوارد في الف ِ ً ِ
تفس�ير هذا واختلف ال ُعلما ُء في
َ
قهاألهمية في فِ ِ
ِ خاصا بِه لِما له ِم� َن نضع فصًل�اً ِ
ًّ ع�ن ش�خصيته ،ونحن هنا ُ
التاريخ وانحرافاتِ�ه له ِعالق ٌة وطيد ٌةِ ِ
جريات كثي�را ِمن ُم
إن ً الت ،بل َّالتح�و ِ
ُّ
قد أن النبي ِ m الصحيح َّ
ِ ِ
الحدي�ث ثبت في �د ،ولقد َ فس ِ
المخلوق الم ِ
ِ بِهذا
َّ ُ
ِ
النبوية ،حتَّى تب َّي َن له اتلذ ِ ش�اغلاً لِ َّ
ِ موضوع الدَّ َّج ِ
ال أمره َّ ،
وظل احتار في ِ
َ َ
ف»، ِ
والطار ُ أش�رنا إلى ذلِ َك في ِكتابِنا « التليدُ ِ
األمر الب ِّي ُن في ش�أنه كما قد ْ
ُ
ِ
ثالثة ُأ ٍ
مور : ولك َّن األهمي َة التي نطر ُقها هنا ِ
ترج ُع إلى ُ
اإلنسانية بِع ِ
مومها . ِ ِ
تاريخ ال ِمن أو ُلها ِ :
موق ُع الدَّ َّج ِ
ُ
ِ تاريخ الر ِ ال ِمن ثانيها ِ :
موق ُع الدَّ َّج ِ
الخاتمة . سالة ِ ِّ
378
ِ قال ابن ماجه ِ : ِ ِ ِ
الحسن عت أبا
سم ُ كرا وذاتًا ،وقد َ ُ ثال ُثها :أهمي ُة دراسة الدَّ َّجال ف ً
يق�ول ِ « :
ينبغ�ي أن ُيد َف َع هذا ُ بي الم ِ ِ يق�ول ِ ُ
حار َّ الرحم�ن ُ عت عب�دَ
س�م ُ الطنافس�ي
َّ
الصبيان في ال ُكت ِ
َّاب (((. َ ب ؛ حتَّى ُيع ِّل َمه الحديث إلى المؤ ِّد ِ
ُ
فق�ال « :ألنا ِلف ِ
تنة رس�ول ال َّل ِه َ m ِ ق�ال ُذ ِك َر الدَّ َّج ُال ِعندَ
وع�ن ُح َذيف� َة ؤ َ
ينجو أحدٌ ِم َّما قب َلها إلاَّ نجا ِمنها ،وما
ال ،ولن َ تنة الدَّ َّج ِأخوف عندي ِمن فِ ِ ُ بعضكمِ
َت الدُّ نيا ـ صغير ٌة وال كبير ٌة إلاَّ ِلف ِ
تنة الدَّ َّج ِ
ال »((( . نذ كان ِ
ُصنِ َعت فِتن ٌة ـ ُم ُ
فإن األمر الم ِهم فيما نحن بِ ِ
صدده ِ
ش�خصية الدَّ َّج ِ
ال َّ جود االختِ ِ
الف َ
حول ومع و ِ
ُ َ ُ َّ َ ُ
ما يلي :
ِ
منهج انح ٍ
راف عن إن ك َُّل ِ الش ِ
عوب .بل َّ وكال المرحلتَين خطيرتان جدًّ ا في ِ
حياة ُّ ِ
تحت مسمى «فِ ِ ِ ِ ِ نذ ِ
عهد آد َم إلى ُظ ِ ِ
تنة هور الدَّ َّجال في آخ ِر الزمان ينطوي َ ُ َّ الديانات ُم ُ
ِ
مرحلة ِ
الخفاء وحتى ِ
مرحلة األرض ِم�ن
ِ لسياس�ة الدَّ ج ِ
الية في ِ ال» ،ويمهدُ لِ الدَّ َّج ِ
َّ ُ ِّ
ِ
مرحلة اإلما ِم الزم�ان مع نِ ِ
هاي�ة ِ آخ ِرهوره س�تأتي في ِ األخي�ر ،ومرحل ُة ُظ ِ
ِ ُظ ِ
ه�وره
َ
روج الدَّ َّج ِ ِ عهد عيس�ى ش إلاَّ َّ وبداية ِ
ِ
ال ذكرت ُخ َ بعض األحاديث َ أن َ المهدي
ِّ
ِ ِ عملية لِدولتِه في نِظا ِم
ٍ ٍ
اإلنسانية، الحياة بصمات ووجو َداألرض سابِ ًقا ُ
ِ وس�يره في
َ
ِ
ومنها :
ُ
الدجال أكل رسول ال َّل ِه َ m
قال « :لقد َ َ الح َص ِ
ين ء َّ
أن بن ُ حديث ِع َ
مران ِ ُ
379
ِ
األسواق » ((( . الطعام ومشى في
�ول الل ِّه mقالَ « :ل َق�دْ َأك ََل ال ّط َعا َم عبدال ّل ِه ِ
ب�ن ُم َغ َّف ٍل َأ ّن َر ُس َ �ن عن ِ الح َس َِو َع�ن َ
َو َم َشى في األَ ْس َو ِاق» يعني الدّ َّج َال (((.
380
فالقرار السياس�ي » : ِ
القرار يبدأ ِمن ِ
موق� ِع « �عوب ُ ِ الش وموق�ع الدَّ َّج ِ
�ال في ُّ ()2
ُ ِّ ُ
الدجاج ِ
ِ وموق ُع المتن ِّفذين ِم َن
ِ ِ ِ ٍ ِ
لة، للدجل، التأثير السياسي في ك ُِّل مرحلة هو م ُ
حور ُّ
ِ النقض المدم ِر لِ
الش ِ
عوب . لديانات في ُّ ِ ُ ِّ وسبب
ُ
العالمي
ِّ ِ
الدجل س�مى بِالـ « أيديوليجيات » هو « م�اد ُة الم َّ اإلنس�اني ُ
ُّ والفكر
ُ ()3
ال ِ
�يطان ،وم ِهم ُة الدَّ َّج ِ ُف�ر عقيد ُة َّ
الش ِ
البش�رية ، ِ
الحياة » ف�ي
ُ َّ ُفر ،والك ُوأساس�ه الك ُ
ُ
ِ
المؤدية إلى عةراف�ات المتنو ِ
ِ ِ
االنح والترهيب لِ َق ِ
بول ِ ِ
الترغي�ب �عوب بِ
ِ ترويض ُّ
الش ُ
ُ ِّ
قراري الحك ِم ِ الهيمنة المسي ِ
ِ ِ «الك ِ
والعل ِم » . ِ ُ سة على « ُ َ َّ طريق ُفر» عن
381
ِ
االس�تعاذة س�لمين ما ع َّلمنا إ َّياه ِ mم َن
وجهلة الم ِ ِ وخاص ًة لدى عوا ِّم األُ َّم ِة وفِتنتِه
ُ َّ
ِ
أهمية واضح ٌة إلى ال » ،وهذه إشار ٌة ِ المسيخ الدَّ َّج ِ
ِ الصالة « ِمن فِ ِ
تنة ِ ستم َّر ِة في
الم ِ
ُ
وضرورة ِ
العل ِم بِه . ِ ِ
األمر
إنس�انية ليس خطرا إل�ى حدٍّ ٍ
بعيد ،وإنَّما ٍ ٍ
كذات أن الدَّ َّج َال
النبي َّ m
ً َ أخب�ر َُّ ()8
ِ
المعرفي ُة المش�اريع تن ،وهي الف ِ المراح ِل التي تُص�اب فِيها األُم� ُة بِ ِ ِ الخُ ط�ور ُة ف�ي
ُ َّ ُ
ِ
مسيرة نجاح وقرارا سياس ًّيا ،تُح ِّق ُق وتعليما ودعو ًة وإعال ًما وثقاف ًة واقتِصا ًدا تربي ًة
َ ً ً
�ال ِ ، يكم الدَّ َّج َ �ال وف�ي ذلِ َك ُ المس�يخ الدَّ َّج ِ
ولكن لس�ت أخش�ى ع َل ُ ُ يقول « : m ِ
ال أخو َفني علىاآلخ�ر َ « :غير الدَّ َّج ِ
ِ ِ
الحديث تنة » .وفيالف ِ
أخش�ى ع َليك�م ُعلماء ِ
ُ َ
ِ ِ الم ِض ُّلون » . ِ ِ
الصغير الجام ِع يوطي في ُّ والس
أخرجه أحمدُ ُّ
َ ُأ َّمتي م َن الدَّ َّجال األئم ُة ُ
أخاف
ُ أخوف ما ِ رس�ول ال َّل ِه ِ « : mمن
ُ قال َ :
قال أوس ؤ َ ٍ بن .وعن ش�دَّ ِ
اد ِ
ِ ِ
القيامة »((( . يف لم ُير َف ْع إلى يو ِم
الس ُ على ُأ َّمتي أئم ٌة ُمض ُّلون .وإذا َ
وقع َّ
ق�ال « :أنا لِ ِ
غير س�يد ؤ أنَّه َ بن َأ ٍ
يل عن أبي َس�ريح َة ُح َذيف َة ِ وع�ن أب�ي ال ُّط َف ِ
ق�ال :فِ َت ٌن كأنَّها
قال ف ُقلن�ا ما هو يا أبا َس�ريح َة َ . عل�ي وع َليكم » ََّ أخ�وف
ُ الدَّ َّج ِ
�ال
خطيب ِمصق ٍع وك ُُّل ٍ قال :ك ُُّل
شر ؟ َ ِ ِ
الناس فيها ٌّ ظل ِم َ .
قال :ف ُقلنا ُّ
أي يل الم ِ
طع ال َّل ِ ُ
ق ُ
ِ
382
منذ َذ َر َأ ال ّل ُه ُذ ِّر َّي َة ِ
األرض ُ نن « :إِ ّن ُه لم َت ُك ْن فٍ ْتنَ ٌة في
الس ِ
أصحاب ُّ
ُ َقو ُله mفيما رواه
آدم أعظم ِمن فِ ْتن َِة الدّ ّج ِ
ال »((( . َ َ
383
ِ
التسييس الغدر بِه ِم َن
ِ َّب على
ين ؤ ،وما ترت َ الح َس ِ ِ
على شهيد اإلسال ِم اإلما ِم ُ
تخاذلين عن نُصرتِهالعضوض أو لدى الم ِ
ُ ِ قرار الم ِ
لك ِ ِ
الي ،س�وا ٌء عندَ حملة ِ ُ الدَّ َّج ِّ
الخ ِ
روج((( . ِمن شيعتِه الدافعين له إلى ُ
((( كتبن�ا ف�ي هذا الباب كتابنا « إحياء منهجية النمط األوس�ط من س�ادة الصلح وبقية الس�يف
وبراءتهما من طرفي اإلفراط والتفريط » وتوسعنا فيه ،وقد طبع فليراجع لالستزادة.
((( سنن أبي داود (. )4609
384
خفي »
غني ٍّ الناس فِيها َخ ٌير ؟ َ
قال « :ك ُُّل ٍّ ِ أي قال :فقلنا ُّ :وض ٍع » َ . بم ِ ِ
،وك ُُّل راك ِ َ
َب ِ قال « :ف ُك ْن ِالخفي َ . الغن�ي وال بِ ل�ت :ما أنا بِ َ .
ق�ال ُ :ق ُ
ظهر ف ُيرك ُ
كابن اللبون ال َ ِّ ِّ
ف » إلى َّأو ِل ُظ ِ والطار ِ
ِ ِ أش�رنا في ِكتابِنا «
هور التلي�د ب » ،وقد ْ
(((
ض�رع ف ُيح َل ُ
َ ،وال
ِ ِ ِ مراح ِل فِ ِ
ِ
الش�رعي ،
ِّ َّص
حمدية كما ور َدت في الن ِّ المس�يخ الدَّ َّجال في األُ َّمة ُ
الم َّ ِ تنة
�ان ؤ ،وهي المرحل ُة التي ثمان ِ
بن ع َّف َ ث ُع َ الخليف�ة الثالِ ِ
ِ وه�ي مرحل� ُة ِ
مقتل
ِ ِ ِ السياس�ي ،حتَّى تم َّك َن أتبا ُعه ِم� َن ُ ظهر فِيها
التأثير على الواق ِع االجت ِّ
ماعي ُّ الدجل َ
قتل س� ِّي ِدناي�ل والتُّه� ِم والقضايا على ِ
الح َالبس�ات ِ
ِ نس�جوه ِمن ُم
ُ ،وتج�رؤوا بِم�ا
السياس�ي إلى إصالح ِ
الواق ِع ِ ت القضي ُة ِمن الم ِ
طالبة بِ ثمان ؤ ،وكيف انتق َل ِ ُع َ
ِّ َ ُ
الش�رعي مربو ًطا ِ
التاريخ ِ
دراس�ة ٌ
مفصل ها ٌّم في قراره ،وهذه المرحل ُة قتل ِ
حام ِل ِ ِ
ِّ
قه التحو ِ
الت . النبوية في فِ ِ
ِ ِ
األحاديثبِ
ُّ
قتل ُع َ
ثمان اليمان ؤ قال « :أو ُل ِ
الفت َِن ُ ِ النبي ِ mم َّما رواه ُح َذيف ُة ب ُن
َّ بل إن َّ
ثقال ح َّب ٍة ِمن
رج ٍل في قلبِه ِم ُ ِ ِ
ال ،والذي نفس�ي بيده ،ما من ُ روج الدَّ َّج ِ ِ
،وآخ ُرها ُخ ُ
ثمان إلاَّ تبِ َع الدَّ َّج َال إن أدركَه ،وإن لم ُيدركْه آمن بِه في ِ
قبره»(((. ِ
قتل ُع َ
ِ
مستدركه ( ،)8612وانظر إتحاف الجماعة (.)49 :1 ِ
الحاك ُم في ((( رواه
((( جامع األحاديث للسيوطي (. )37324
((( فضائل الصحابة (.)796
((( تاريخ دمشق (. )483 :39
385
ثم�ان »((( .وفي هذه ُ ي�وش حتَّى ُقتِ َل ُع
ِ والجالبل�ق في المغازي ُ
ُ الخ ُيل �د َ« ل�م ُت ْف َق ِ
ِ
السياس�ية الفت َِن في أوضا ِع األُ َّم ِة راج ِ والمرويات إش�ار ٌة ِخطير ٌة إلى ِ
اند ِ ِ ِ
األحاديث
ينطل ُق ِم َن ِ
اللحظ�ة ِ ن�ذ تِ َ
لك والعربي ُم ُ
ِّ اإلسلامي
ِّ �ال في العال ِم �ع الدَّ َّج ِ ِ َّ ،
وإن موق َ
ِ
القرار . ِ
مسألة حولالف َ االختِ ِ
386
ِ
األرض أربعين يو ًما (((. يسيح في
ُ ()11
وإدب�ار ِمن ِ يخ�ر ُج ف�ي ِخ َّف ٍة ف�ي
ِ
األرض من العل� ِم وال يبقى عل�ى ٍ َ ِ
الدين (ُ )12
الناس عن ِ
ذكره((( . ُ
ويذهل ُ يحاجه ،
ُّ
السحاب ِ
واألطراف ،و ُيحيي أمواتَهم ،ويأ ُم ُر ِ
السواد األعراب َ
وأهل ( )13يفتِ ُن
َ َ
ِ
العين . رأي
ُنوزها َ واألرض فت ِ
ُخر َج ك َ َ ف ُيمطِ َر
األرض مهلاً مهًل�اً طي ِ ِ ِ
فروة َّ ُ األرض له « ،تُطوى ل�ه وط�ي
ُّ الوق�ت (ُّ )14
ط�ي
ِ
الكبش » (((.
ِ ِ س ُ ،ثم يمر إلى ِ
الع ِ أهل ِ
ويدخ ُل
ُ العربية ، الجزيرة راق ،وإلى فار ٍ َّ ُ ُّ ب على ِ
( )15يغ ُل ُ
المنت َظ ِر َ
تحت أطراف م َّك َة والمدين َة ُ ،ث َّم ُيتابِ ُع مسيرتَه إلى الشا ِم ُ ،
حيث ُجندُ اإلما ِم ُ َ
ِ
المقد ِ
س. يتخان بب ِ جبل الدُ ِ صار في ِ ِ
الح ِ
َ
المهدي و َمن معه ،و ُي ِ ِ ِ
جهدُ هم ِّ (ُ )16يشد ُد الدَّ َّج ُال وجنو ُده الح َ
صار على اإلما ِم
جهدً ا شديدً ا .
البزار عن أبي ُه َرير َة الناس على الدَّ َّج ِ
ال « بنو تمي ٍم » ،وفي هذا روى ِ ( )17أشدُّ
ُ
ثبت رس�ول ال َّل ِه « mبني تَمي�م» َ
فقال ُ « :هم ِضخ�ا ُم الها ِم ُ ، ُ ذك�ر
ق�ال َ : ؤ َ
387
ال »((( . ِ
الزمان ،أشدُّ َقوما على الدَّ َّج ِ الحق في ِ
آخر أنصار ِّ األقدا ِم ،
ً ُ
388
ِ
اليهود جا ِل ودولةِ
نِهايةُ الدَّ َّ
أرض فِلس�طي َن
ِ ِ
حاصر و َبي َن الم
س ُ
ِ
المق�د ِ حول ِ
بيت وجيوش�ه َ ُ ِ
عس�ك ُر الدَّ َّج ُال ُي
صار س�لمين ،حتَّ�ى إذا َ ِ الس�بيل على من ِبقي ِمن الم ِ
َ كام ِله�ا ،ويقطعون بِ ِ
طال الح ُ َ َ ُ َ
ومن ِد َ
مش�ق »((( ِ ،
ش�رق ِد َ ِ ِ مريم ِعندَ « ِ
يتوج ُه
مشق َّ َ البيضاء المنارة ينز ُل عيس�ى ب ُن َ
ِ
الفجر ِ
صالة وقت
حاصر َ ِ الم ِ س لِن ِ
ُصرة اإلما ِم ِ
المق�د ِ إل�ى ِ
الجب�ل ُ المهدي في
ِّ بيت
ِ ِ ِ الج ِ
انص�رف دعاهم إلى ِ
�عارهم في س�بيل ال َّله وش ُ هاد في َ ،ف ُيص ِّل�ي مأمو ًم�ا ،فإذا
مق فِلس�طي َن فيتب ُعه عيسى إلى ِ
«باب ُلدٍّ » ويهر ُب الدَّ َّج ُال إلى ُع ِ ِ ِ
معركتهم « ا ْفت َْح» ُ ،
فيق ُت ُله ِ
ويهز ُم ال َّل ُه اليهو َد .
خلفي وتقول هذا يهودي ِ ُ سل َم ، المعركة تُخاطِب الش�جر والحجر الم ِ ِ وفي هذه
ٌّ ُ ُ ُ ُ
الله قال« :ال تقو ُم رس�ول ِ
َ س�ل ٌم عن أبي ُه َرير َة ؤ أن والحديث رواه م ِ
ُ فاق ُت ْله .
ُ
اليهودي يختبئ س�لمون ،حتَّى مون اليهود فيق ُت ُلهم الم ِ
س�ل َ الس�اع ُة حتَّى يقاتِ ُل الم ِ
ُّ َ ُ َ ُ ُ
يهودي خلفي فاق ُت ْله
ٌّ والشجر يا عبدَ ال َّل ِه هذا
ُ الحجر
ُ ُ
فيقول ِ
والش�جر ؛ ِ
الحجر ورا َء
ِ
اليهود(((» . ِ
شجر ،إلاَّ الغرقدُ ،فإنَّه ِمن
389
جا ِل اب ِبن صيَّادٍ
اشتباهُ الدَّ َّ
ٍ
صياد» جال وش�خصيتِه ،وجز َم ُ
بعضهم بِ َّ
أن «اب َن طلق لِلدَّ ِ
الم ِ ِ
التعيين ُ أمر
اضطرب َُ
الصحابة الذين اعتقدوا ذلِ َك
ِ ِ
بعض ِ
الروايات عن ِ
بعض ه�و الدَّ َّج ُال تب ًع�ا لِما ور َد في
عبدال َّل ِه
بن ُعم�ر ء وجابِر ب�ن ِ
َ
ومنه�م م�ن ج�زم بِه كس�ي ِدنا ُعم�ر ِ
وعبدالله ِ َ ِّ َ
ِ ،
ِ
وغيرهم(((.
ٍ
صياد ،وإنَّما َ
كان اب ُن أن الدَّ َّج َال ليس اب َن واس�تقر األمر بعدَ ذلِ َك لدى الع ِ
لماء بِ َّ ُ ُ َّ
الدجاج ِ
لة . ِ ٍ
صياد أحدَ
ِ
الزمان َغ ُير ِ إن الدَّ ج َال األكبر الذي يخرج ف�ي ِ
آخ ِر الس ِ َ
ابن ُ ُ َ �نن َّ َّ : يهقي في ُّ
ق�ال ال َب ُّ
الكذابين الذين أخبر mبِ ُخ ِ
روجهم(((. ٍ
صياد أحدَ الدَّ َّجالين َّ َ
وكان اب ُن ٍ
صياد ،
َ
((( مما يستفاد في أمور العالمات اختالف القول لدى الصحابة ئ في أمر الدجال .
ف.ف الوابِل ص 300بِتصر ٍ
وس َ ِ ِ ِ
ُّ ((( عن أشراط الساعة ل ُي ُ
390
فظ ِم َن الدَّ َّ
جا ِل وسائل ِ
الح ِ
ُ
ِ
الصالة . •التعو ُذ بِال َّل ِه ِمن فِ ِ
تنة الدَّ َّج ِ
ال وخاص ًة في َ ُّ
الواج ِبة
ِ ِ
الطاعة ِ
أعمال والمحافظ ُة على ِ ِ ِ ِ
األذكار واألوراد وقراء ُة ال ُقرآن ُ •التزا ُم
ِ
والمندوبة .
رواية ِمن ِ
آخ ِرها (((. ٍ الكهف ِمن َّأولِها((( وف�ي
ِ ِ
س�ورة آيات ِمن
العش�ر ِ
ِ •قراء ُة
الروايتَين أولى .
والجمع َبي َن ِّ
ُ
سباب فِتنتِه ومالبساتِها ،فمن ُع ِصم ِمن فِ ٍ
تنة قب َله ُع ِص َم ِ •الدراس ُة الش�رعي ُة لأِ
َ
وس�يره ،لِ َقولِه « : mمن ِ
س�م َع ِ مواق َع حركتِه
ه�وره ،ولِيتجنَّب ِ ِمن� ُه ِعن�دَ ُظ ِ
َ َ
مؤم ٌن فيتبِ ُعه ِم َّما
ليأتيه وهو يحسب أنَّه ِ
ُ
ِ الرج َل ينأ عنه ؛ فو ال َّل ِه َّ
إن ُ بالدَّ َّج ِ
ال ف ْل ْ
الشب ِ هات ،أو لِما ُ ِ الشب ِ ِ
هات »((( . يبعث بِه م َن ُّ ُ يب َع ُث م َن ُّ ُ
391
المرحلةُ العيسويةُ
ُزول عيسى ش ِم َن
أن ن َ ِ
الساعة َّ ِ
عالمات ِ
الخاصة بِ ِ
الشريفة ِ
األحاديث ثبت فيَ
ِ
الش�رعية ِ
الضرورات المرحلة ِم َن
ِ فإن ِدراس� َة هذه ِ
العالمات الكُبرى ،وعلى هذا َّ
كن الرابِ ِع .
الر ِ
في ُّ
ِ
الزمان ( :ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ واص ًفا نُزول عيسى ش في ِ
آخ ِر قال تعالى ِ
َ
ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [الزُّ خ�رف ... ]57:إل�ى قولِ�ه تعالى ( :ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ُ
ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ
ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ) [الزُّ ُخرف. ]61-59:
ٍ
عباس عن ِ
ابن ٍ
مروية ِ الس�اعة ،وفي ِق ٍ
�راءة ُأخرى ِ ِ
عالمات ُق ِ
رب ش عالم� ٌة ِمن
ِ
التفسير (ﭑ ﭒ ﭓ) أي :عالم ٌة وأمارةٌ. وغيرهما ِمن ِ
أئمة جاه ٍد ِ
وم ِ
ُ
تفس�ير هذه ِ
اآلية َ
قال :هو ِ اس ؤ في عن ِ
ابن ع َّب ٍ وروى اإلمام أحمدُ بِ ِ
س�نده ِ ُ
ِ مريم ش َ روج عيسى ِ
القيامة (((. قبل َيو ِم بن َ ُخ ُ
حول ِ
قتل الش ِ
�به التي افتع َلها اليهو ُد َ ِ
وألهمية هذا الموضو ِع فقد تو َّلى ال ُق ُ
رآن ر َّد ُ
قال تعالى ( :ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ عيس�ى ش وصلبِه َ
ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ )[النِّس�اء ]157:إل�ى َقولِ�ه تعال�ى ُمب ِّينً�ا ن َ
ُزول
الزم�ان ( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ِ عيس�ى في ِ
آخ ِ
�ر
ﮬ ﮭ ﮮ ) [النِّساء .]159:
392
ِ
الزمان ُزول عيسى ش في ِ
آخ ِر النبي mما يؤ ِّكدُ ن َ الصحيح ِ
ِ
عن ِّ ثبت في وقد َ
ومن ذلِ َك قو ُله ِ « : m
ينز ُل ال ِ ، ِ
اليهود والنصارى والدَّ َّج ِ وق ًفا عمل ًّيا ِم َن
واتخاذه م ِ
َ
ِ
نزير ، ِ قس� ًطا ؛ ِ فيك�م اب�ن مريم حكما عدلاً وإماما م ِ
الصليب ،ويقتُ�ل الخ َ
َ فيكس ُ�ر ً ُ ً َ ُ
ويضع الجزي َة » (((.
ُ
ش�رقي ِد َ
مش�ق ،كما ور َد في ِ
البيضاء ِ
المنارة ينز ُل ِعن�دَ
الصحيح أنَّه ِ
ِ وثب�ت ف�ي
َّ َ
رس�ول ال َّل ِه ِ « :
ينز ُل عيس�ى اب ُن ُ ِ
عس�اك َر عن أبي ُه َرير َة َ
قال الطبراني ِ
وابن ِّ
ِ
حديث
يخر ُج الناس أربعين س�ن ًة إمام�ا »((( .وفي ِ ِ مري�م فيمك ُ
الطبران�ي ُ « :
ِّ لف�ظ ً ُ�ث ف�ي َ
ِ
األرض أربعين س�ن ًة مريم ش فيق ُت ُله ُ ،ث َّم يمك ُ
ُث في الدَّ َّج ُال ِ ،
فينز ُل عيس�ى ب ُن َ
إماما عادلاً وحكما م ِ
قس ًطا »((( . ً ُ ً
يقول :ال ُ
تزال طائف ًة النبي ُ m قال ِ « : وروى م ِ
سل ٌم عن جابِ ٍر ؤ َ ،
عت َّ سم ُ ُ
قال ِ ِ الحق ِ
ظاه ِرين إلى َيو ِم ِم�ن ُأ َّمت�ي ُيقاتِلون ِ
فينز ُل عيس�ى ب ُن َ
مريم ، القيامة َ ، عن ِّ
393
تكرم َة ال َّل ِه هذه
بعض ُأم�را ُء ٍُ بعضكم على
إن َ ُ
فيق�ول ال َّ صل لنا .أميره�م ِّ :
فيق�ول ُُ
سبيل ال َّل ِه بِالشا ِم ِضدَّ
ِ الج ِ
هاد في الحديث إش�ار ٌة إلى استِمرار ِ
ِ األُ َّم ِة »((( ،وفي هذا
ُ
يكون نتظر وبعدَ ه الدَّ َّج ُال ُ ،ث َّم عيس�ى ش ،الذي ِ
الم ُ
يأتي اإلم�ا ُم ُ
اليه�ود حتَّ�ى َ
ال على ِ
يده . قتل الدَّ َّج ِ ُ
ُ
اإليمان بها �ب ونزول عيس�ى ُك َّلها متواتِر ٌة ؛ ِ
يج ُ ِ أحادي�ث الدَّ َّج ِ
ال َ والمعل�و ُم َّ
أن
ُ
ِ
الدين . ِ
أركان وتصدي ُقها ؛ لأِ نَّها ُجز ٌء ِمن
حيث روى اإلم�ا ُم أحمدُ عن أبي النب�ي mبِعالقتِه بِعيس�ى ش ُ ، َّ وق�د َّ
بش َ�ر
ت ،أمهاتُهم ش�تَّى ودينُهم ِ
واحدٌ ، قال « :األنبي�اء إخو ٌة لِعلاَّ ٍ
النب�ي َ m أنُه َري�ر َة َّ
َّ ُ َّ
نبي ،وإنَّ�ه ِ
ناز ٌل فإذا لأِ الناس بِعيس�ى ِ
ِ
مريم ،نَّه لم يكُ� ْن بيني وبينه ٌّ ب�ن َ وإن�ي أولى
رأيتُموه ِ
فاعر ُفوه »((( .
394
تاب عيسى ش قد أشارَ إلى ِ َ كما َّ
فضل
ِ اإلنجيل ـ وهو ك ُ أن
رآن عن ذلِ َك بِ َقولِ�ه ( :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ أُم�� ِة محمد mبِع ِ
مومها وع َّب َ�ر ال ُق ُ ُ َّ ُ َّ ٍ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ) [الفتح . ]29 :
ويكون ِمن
ُ الش�ريعة المحم ِ
دية ، ُ َّ
ِ أن عيس�ى ش يحكُم بِ أهل ِ
العل ِم َّ ذك�ر ُ
وق�د َ
ِ ِ ٍ ِ لأِ أتبا ِع م ٍ
حمد َّ mن دي َن اإلسلا ِم خاتم ُة األديان ،وباق إلى قيا ِم الس�اعة ال ُي َ
نس ُخ ُ َّ
مر اإلسلا ِم إذ ال َّ
نبي حاك ٌم ِمن ُحكَّا ِم هذه األُ َّم ِة و ُمجدِّ ًدا لأِ ِ
ِ فيكون عيس�ى ش ُ
حم ٍد . m
بعدَ ُم َّ
كيف إذا َ
نزل قال َ « : رسول ال َّل ِه َ m
َ سل ٌم عن أبي ُه َرير َة ؤ َّ
أن روى اإلمام م ِ
ُ ُ
(((
بعضهم في َقولِه « وإما ُمكم ِمنكم» فسرها ُ ِ
مريم وإما ُمكم منكم » .وقد َّ فيكم اب ُن َ
بعضهم في َقولِ�ه « وإما ُمكم ِمنكم » أي :ما أ َّمك�م ِمنكم وأ َّمكم أي :
فس�رها ُ وق�د َّ
وس ِنة نب ِّيكم . قا َدكم بِ ِك ِ
تاب ر ِّبكم ُ
معالكائنات َ
ُ ِ
األرض ؛ حتَّى ترعى عصر عيسى ش ُي ِنز ُل ال َّل ُه األم َن على ِ وفي
بعض .وروى اإلمام م ِ
س�ل ٌم عن أبي ُه َرير َة ُ ُ ٍ بعضها ِمن يخاف ُ ُ البعض ،وال
ُ ِ
بعضها
395
ِ ُ ِ
حكما ً رس�ول ال َّله « : mوال َّله ،ل ُي ِنز َل َّن ال َّل ُه عيس�ى ب َن َ
مريم قال َ :
قال ؤ أنَّه َ
الص فال ُيس� َعى ع َليها ،ولتذه َب َّن الش�حنا ُء ِ ع�دلاً ،وليض َع َّن ِ
الجزي َة ،ولت َُتر َك َّن الق ُ
ِ
الحديث المال فال يقب ُله أحدٌ »((( ،وفي هذا ِ والتحاس�دُ ،ول ُيدْ َع ُو َّن إلى والتبا ُغ ُض
ُ
التحري�ش التي كانَ�ت تتبناها اليه�و ُد والنصارى ِ ِ
سياس�ة إش�ار ٌة ها َّم ٌة إل�ى انقطِا ِع
ِ ِ ِ ِ ممن ظ ُّلوا َ ِ
فرقون الدجل والدجاجلة ُي ِّ مرحل�ة طوال لف ل َّفهم َّ والدجاجل� ُة ،وم�ن َّ
نزوليطان مبد َأ « فر ْق تسدْ » ،وبِ ِ
ِّ ُ
لش ِ الثروات ،و ُيح ِّققون لِ َّ
ِ ِ
ويسرقون الش ِ
عوب ، َبي َن ُّ
ار ِ
اليهود وال ُك َّف ِ ل�ف ل َّفه ِم َن
ال ـ و َمن َّ ومقتل الدَّ َّج ِ
ِ ِ
المهدي عيس�ى ونُصرتِ�ه لِإلما ِم
اليهود والنصارى ِ صادية ،ويعو ُد البقي ُة ِم َن
ِ ماعية واالقتِ
ِ المش�اك ِل االجتِ
ِ تنتهي كا َّف ُة
ِ ٍ فس َ�ره أبو ُه َرير َة ؤ ِمن ِ
�يخان حديث رواه َّ
الش إلى اإلسلا ِم ،ويؤ ِّكدُ ذل َك ما َّ
مريم ليوش� َك َّن أن َ يده ِ ، رس�ول ال َّل ِه « mوالذي نفس�ي بِ ِ ِ
ينزل فيك�م اب ُن َ عن�ه عن
ويفيض ُ ِ ِ حكم�ا عدلاً
المال ُ الح�رب ،
َ ويضع
ُ الصلي�ب ،ويقت ُُل الخ َ
نزي�ر ، َ فيكس ُ�ر ً
خيرا ِم� َن الدُّ نيا وم�ا فِيها » ُث َّم ِ ُ
تكون الس�جد ُة الواحد ُة ً حتَّ�ى ال يقب ُل�ه أحدٌ ،حتَّ�ى
أبوه َري�ر َة :واقرؤوا إن ش�ئتُم ( :ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ُ
يق�ول ُ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [النساء.((( ]159:
«ينز ُل عيس�ى ب� ُن َ
مريم إما ًما رس�ول ال َّل ِه ِ : m
ُ س�ند أحمدَ (َ )9871
قال وف�ي م ِ
ُ
ِ
ويتخ ُذ الس�لم ، الخنزير و ُي ِ
رج ُع ُ�ل ِ
الصليب ،ويقت ُ قس� ًطا ِ
فيكس ُ�ر ع�ادلاً وحكما م ِ ِ
َ َ َ ً ُ
ُخر ُجُنز ُل الس�ما ُء ِرز َقه�ا ،وت ِ ذات ح ٍ
مة ،وت ِ مناج َ�ل ،وتذهب حم� ُة ك ُِّل ِ وف ِ الس� ُي َ
ُ ُ ُ ُّ
يضره ،وي ِ ِ
الذئب فال
ُ الغنم
َ راعي ُ الصبي بِال ُّثعبان فلا ُ ُّ
ُّ يلعب
َ األرض بركتَه�ا ،حتَّى
ُ
396
يض ُّرها » (((.
البقر فال ُ ِ
يض ُّرها ،و ُيراعي األسدُ َ
ُ
ُ
المنجل :هو اآلل ُة التي تُق َط ُع بها يوف ِ
مناج َل » : وقو ُله « :و ُتت َ
ُ
الحشائش. َّخ ُذ ُّ
الس ُ
ِ
والزراعة ، ِ
الح�رث ِ
ويش�تغلون بِ الج ِ
هاد الن�اس ال يحتاج�ون إل�ى ِ أنوالمقص�و ُد َّ
َ
الس ُّم ،أي ِ : ِ ِ ومعنى قولِه « :
ينز ُع الحم ُة بِالتخفيف ُّ
وتذهب ُحم ُة ك ُِّل ذات ُحم ُة » ُ :
ُ
ٍ ِ ِ
سمها . ال َّل ُه عن ك ُِّل دابة ذات سمية َّ
ِ
الناس أربعين س�ن ًة إما ًما » .رواه ين�ز ُل عيس�ى ب ُن َ
مريم فيمك ُ
ُث ف�ي ق�ال ِ « : m َ
فيكون عيس�ى ش في ُ وقال ؤ « : ِ
عس�اك َر عن أبي ُه َرير َة َ ، الطبراني واب ُن
ُّ
ُأمتي حكما وعدلاً وإماما م ِ
قس ًطا »((( . ً ُ ً َّ
يفتح ال�رو َم ،و ُي ِ
خر ُج ِ
اإلش�اعة((( َّ « : َ
المهدي هو ال�ذي ُ
َّ إن البرزنج�ي ف�ي
ُّ ق�ال
ريش ِمن ِ
بعده تكون ل�ه ول ُق ٍ
ُ وأن ِخالفتَه
�ال ف�ي زمنِه ،ويص ِّلي عيس�ى خل َفهَّ ،
الدَّ َّج َ
تكون إ َليه المشور ُة ،وهو
ُ رأسا ،وإنَّما ب ً
قريش�ا ُملكًا ً وأن عيس�ى ش ال يس� ُل ُ َّ ،
رج ٌل ِمن ِ ِ
األو َل ُث َّم يلي من بعده ُ
المهدي َّ
َّ يموت
َ الحكم فيهم ُيع ِّل ُمهم الدي َن ،حتَّى
ُ
أهل بيتِه في سيرتِه .ِ
397
مرحلة عيسى ش : ِ ِ
ظواه ِر أهم ِ
ومن ِّ أهم ظواهر
ِ
ُص�رة اإلما ِم ب إل�ى ال ُق ِ
دس لن ِ ِ مش�ق ِعن�دَ
•نزو ُل�ه بِ ِد َ
ويذه ُ
َ البيض�اء ، المن�ارة مرحلة عيسى
ش
حاص ِر .
الم َالمهدي ُ
ِّ
أرض فِلسطي َن .ِ باب ُلدٍّ ِمن
ال على يدَ يه بِ ِ المسيخ الدَّ َّج ِ
ِ ُ
هالك •
دية في العالم ُك ِّله .الشريعة المحم ِ ِ أمر
ُ َّ قيم َ• ُي ُ
دخ ُل النصارى إلى ِ ويكسر الصليب ،وي ِ ِ ِ
دين اإلسال ِم . َ ُ ُ •يقت ُُل الخ َ
نزير ،
وتظهر
ُ عص�ره -أي :الزكا ُة -لِع�د ِم َمن يقب ُلها اكتف�ا ًء ،ِ ُت�رك الصدق� ُة في •ت ُ
ِ
الس�اعة ،وتُر َف ُع الم�ال لِ ُق ِ
رب ِ عه�ده وال يرغب أحدٌ ف�ي اقتِ ِ
ناء ِ ُن�وز ف�ي
ُ الك ُ
الشحناء والبغضاء لِ ِ
زوال أسبابِها . ُ ُ
ِ
األمن . ِ
مظاه ِر كمظهر ِمن
ٍ الذئب مع الغن ِم
ُ • َيرعى
والحرب تنتهي .
َ ُزر ُعاألرض ُك َّلها ت َ
َ ور لأِ َّن الخيل ويغلو ال َّث ُُ َرخص
•ت ُ
ِ
والموار ُد وتس�تمر ِ
الزراع ُة ِ
األرض الخي�ر في األمان ويزدا ُدِ األرض بُِ تنع�م
ُّ ُ • ُ
الف مدى حياتِه الم ِ
باركة . دون ِصرا ٍع وال اختِ ٍ تنوع ُة َ
ُ الم ِّ
ُ
398
اليأجوجيَّةُ
المرحلةُ ُ
مول د ِ ِ ِ
ِ
واألمن في ُربو ِع العال ِم . ولة السال ِم وش ِ َ
مرحلة عيسى ش ُ خريات في ُأ
ومأجوج الذين وصفهم
ُ يأجوج
ُ يرح َل عيسى إلى م َّك َة والمدين َة ُ
يظهر قو ُم َ
وقبل أن َ
ال َّل ُه في كتابِه ( ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ) [الكهف. ]94:
((( وهذا أصح ما يعتمد عليه في أمر يأجوج ومأجوج ؛ حيث إن اكتشاف السد على الصفة التي
وردت في كتاب الله أمر لم يتحقق إطالقا ،قال الش�يخ محمد بن يوس�ف الكافي التونسي
ف�ي كتابه « المس�ائل الكافي�ة في بيان وجوب صدق خبر رب البرية » ما نصه « :الس�د حق
ثابت ،وال ينفتح ليأجوج ومأجوج إال قرب الس�اعة ،فمن قال بعدم وجود س�د على وجه
األرض ـ ومس�تنده في ذلك قول الكش�افين من النصارى ،وأنهم لم يعثروا عليه ـ يكفر..
اهـ.
وق�ال الش�يخ حم�ود التويج�ري ف�ي إتح�اف الجماع�ة (ص /170الثال�ث) :وبعض
العصريي�ن يزعمون أن يأج�وج ومأجوج هم جمي�ع دول الكفر المتفوقي�ن في الصناعات
الحديث�ة ،وق�د رأيت هذا القول الباطل في بعض مؤلفات المتكلفين من العصريين ،وهذا
الق�ول قريب من القول األول ...إلى أن ق�ال :وقد قال تعالى (:ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ) [األنبياء ]96:إلى قوله تعالى ( :ﮘ ﮙ
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ) [األنبياء . ]97:وفي هاتين اآليتين أبلغ رد على
م�ن زع�م إن يأج�وج ومأجوج ه�م دول اإلفرنج أو غيره�م من دول المش�رق والمغرب ،
الذي�ن ل�م يزالوا مختلطين بغيرهم من الناس ولم يجعل بينهم وبين الناس س�د منيع يحول
بينهم وبين الخروج على الناس .
399
الدراس�ة ِم َن
ِ ِ حول تتب ِع واس�تِ ِ
قصاء المعاصرين َ ُّ بع�ض الباحثي�ن ُوأ َّم�ا م�ا قا َم بِه ُ
شرطنا في قبول
ودراس�ات ِعل ِم
ِ ِ
الميدانية ِ
ش�اهدة الم
الموض�وع إلى ُ
َ َ
وأرضخ ِ
التاريخي�ة ، ِ
الناحي�ة البحوث العلمية
ِ ِ
حصل ش�ي ٌء م َن التطا ُب ِق َبي َن الن
َ خاص ًة إذا ِ
ُّصوص اآلثار ؛ فهو مس�أل ٌة ُيس�تأن َُس بها َّ عن العالمات
ِ
والدراسات .
أهلأجمع ع َل ِيه ُ
َ ُّصوص أو ُمغاي�ر ًا لِما ِ األم�ر ُمخالِف ًا لِما ور َد في الن
ُ وأم�ا إذا َ
كان
ومن ي�ه ِ . دليل ع َل ِ
نظ�ري ال َ تص�و ٍر ِ
ح�وث ُمجر ُد أن َ
مث�ل هذه ال ُب ش�ك َّ ِ
العل� ِم فلا َّ
ٍّ ُّ
وصل إ َلي�ه ِ
الباح ُث فادة العا َّم ِة ما َ ج�رد االس�تِ ِ ِ النم�اذج الت�ي وضعناها هنا لِ ُمِ ه�ذه
عرضها لال ِّطال ِع جديدة ال بأس ِمن ِ ٍ ٍ
معلومات ش�ير فيه إلى ٍ
َ حمدي حمزة أبو َزيد ُي ُ
تاب ال َّل ِه أو ماقر ِر في ِك ِ الم َّ الم ِ
بين ُ الحق ُ
عن ِّ مع يقينِنا أنَّها ال تُعدُّ بديلاً ِ ِ ِ
واالس�تفادة َ
األمر في ُسن َِّة رسولِه .يقول حمدي أبوزيد:
ِ صح ِ
عن َّ
ِ
طابقةومأجوج ِعن�دَ ُم يأجوج ِ
الكهف ع�ن رآنية في س ِ
�ورة اآلي�ات ال ُق ِ
ِ •كا َّف� ُة
َ َ ُ
ٍ
وأحداث وقائع تتف ُق وما في ُكتُبِهم ِم�ن
ترجم�ة ِ
ِ الم ِ وضوعه�ا بِ ُل ِ
ِ
َ الصين ُ غ�ة َم
فترة ُد ِ
خول ذي القرنَين إ َليها . الصين في ِ
ِ ٍ
تاريخية وق َعت في بِالد
400
ومأجوج .
َ يأجوج
َ الحقائق ال ُقرآني َة عن
َ
401
ِ والش ِ وح ال ُغ ِ ِ ِ ِ ُ ِ
ِ
باكتس�اب �عور بِال ُقوة ُ
والولو ِع رور ُّ ور ِ والخيول وأدوات القتال ُ
ِ
األع�داء ُ
والخصو ِم ِ
عاملة ِ
الرحمة في ُم والوحش�ية ِ
وانعدا ِم ِ ِ
البطش ٍ
معيش�ة بِ
ع�دو لكم ،
َّ �ق « :إنَّكم تقولون ال النب�ي mبمعنً�ى ُمتطابِ ٍ
ُّ .وق�د وص َفه�م
ومأج�وج ِع َ
�راض ُ يأج�وج
ُ ع�دوا حتَّ�ى يخ�ر َج
ًّ إنَّك�م ال تزال�ون تُقاتِل�ون
ُّ
المجان جوههم �لون َّ
ينس َ حدب ِ
ٍ غ�ار األع ُي ِن صهب ِمن ك ُِّل ِ ِ
كأن ُو َ الوج�ه ص َ
المطرق ُة.(((»...
ِ ِ ِ ِ
ماهية يضع س�ؤالاً ها ًّما ع�ن التفس�ير م�ن قول�ه ( ﮄ ﮅ ) ُ إن مفه�و َم • ّ
ِ
الفت�ح ،وما هي ُ
يكون زم� ُن ه�م الفاتِحون ،ومت�ى الفت�ح أو َم�ن ُ ِ ِ
وطبيع�ة
دول قارة الخيل
يلالخ ِ ودول ِ
قارة َ ِ دول ِ
قارة آس�يا جمي�ع ِ مع َّ
أن ِ وآثار ذلِ َ
َ الفتح َ �ك عالم�ات ُ ُ وعالقتها
دول العال ِم لِو ِ ِ
واالنغ ِ �ف بِالع ِ بالمرحلة
قوعها في أقصى ُ الق عن جمي� ِع ِ زلة ُوص ُ ُ دول ت َ ٌ اليأجوجية
س�احات
ٌ القارات األُخرى بِحار ِ
وم ِ ألرض و َبينَها و َبي� َن ِ الط�رف الش�مالي لِ ِ
ٌ ِّ
ِ ِ ِ الوصول إ َليها بِ
ُ ِ
الفتح
ُ القديم�ة ،ويأتي الموصالت وس�ائل بواس�ع ٌة يص ُع ُ
معان ِ ،
ومنها : ٍ المشار إ َليه في ال ُق ِ
رآن على ُ ُ
عوب في ِ
دين اإلسال ِم ،فهل يعني َّ
أن الش ِ خول هذه ُّ الفتح بِاإلسال ِم ،و ُد ُ
ُ 1.1
هذه الدُّ ِ
ول ستدي ُن ُمستقبلاً بِاإلسال ِم ؟!
الشعاف :جمع شعفة وهى أعلى شعر الرأس يقصد صهب الشعور
الصهب :جمع األصهب وهو األشقر أى الذى بشعره حمرة يعلوها سواد
402
عش�ر التاس�ع ِ
القرن تعرضت هذه القار ُة في
َ ِ
السلاح وقد أجنبية بِ ِ
قوة ٍ
َ َ
األجنبي((( . روب واالحتِ ِ
الل لح ِ ِ ِ
والقرن العشرين ل ُ
ِّ
ودول ِ
قارة ِ دول ِ
قارة آس�يا تاح ِ ِ ِ 3.3
الفت�ح الوار ُد ف�ي هذه اآليات يعن�ي انف َ
ُ
ِ
العصر الحال في هذاُ ومأج�وج » على العال ِم كما هو ُ يأجوج
ُ الخ ِ
ي�ل « َ
وصعود ِِ تطو ِرِ ِ ِ
ومأجوج»
َ «يأجوج
َ دول المعروف بِالعولمة ُ ،
والمتت ِّب ُع ل ُّ
ِ
واليابان ِ
كالصين الدولي ِ
المس�رح رة على بعضها ك ُقو ٍة مؤ ِّث ٍبروز ِ
َ َي ِج�دُ
ِّ َّ ُ
ذات ُق ٍ
وة ُتلة ِدولية وك ٍ
ٍ الفتح إشار ًة إلى تكو ِن ٍ
قوة ِ وكوريا َّ ،
وأن في هذا
ُّ
عن نم�اذج عديد ًة ِ المؤ ِّل ُ
ف ِ
س�تقبل ،وقد َ عس�كرية ِ ٍ
ٍ
َ نقل ُ الم
ضاربة في ُ
ُشير بِ َّ ِ ِ
عتبر عند « جوج » قو ٌة ُعدواني ٌة الخ َيل ُي ُ
أن َ الموس�وعة البريطانية ت ُ َ
ِ
الزمان ،كما جا َء وأن هذه القو َة ستظهر في ِ
آخ ِر يطان َّ ،
الش ُ يتحك َُّم فِيها َّ
ُ
ِ
واليهودي�ة بأن « جوج » ِ
المس�يحية ِ
واألس�فار ِ
اإلنجيل في مقاطِ َع ِم َن
مواض َع ُأخرى ِ ماجوج » ،بينما جا َء في ٍ
دوانية ُأخرى هي « معبر بِ ٍ
قوة ُع
ُ
جوج » وال َّل ُه ُ
أعلم . أصل َ ِ ُ
منشأ مكان ،وهوٌ ماجوج
َ بِ َّ
أن
المرحلة
403
الباح ِ
ث « حمدي بن القرني�ن ويأجوج ومأجوج » طبع�ة 1425هـ 2004م تأليف ِ
َ َ
حمزة أبو زيد » .
الف الباحثين َ
حول ه�ذا الموضو ِع ال ُيغ ِّي ُر أن اختِ َ ونع�و ُد إلى ما ذكرنا س�ل ًفا ِمن َّ
ذكرنا هنا اختالف
ئناس واالس�تِفادةِ ِ
جرد االس�ت ِِ ِ َ ِ
أمر الحقيقة َش�ي ًئا ،وإنَّم�ا ذكرنا هذه ِ
الباحثين لمجرد م�ن ِ
األقوال ل ُم َّ
يقضي ال َّل ُه أن إل�ى ُ
واألحاديث اآليات
ُ ي�هلَ إ ت أش�ار ما على األمر ُّ
ويظل ، االستئناس العام ِ
�ة
َ َ ُ َّ
كان مفعولاً .
أمرا َ
ً
404
ِ ِ ِ
يأجوج ومأجوج
ومأجوج
َ يأجوج
َ تتحر ُك ُقوى
أشرنا إ َليها سل ًفا َّ وفي آخ ِر المرحلة العيس�وية التي ْ
يكتسحون العالم حيث ِعيس�ى ش و َمن م َعه ،وإلى ذلِ َك س�اح العال ِم حتَّى تب ُل َغ إلى الش�ا ِم ُ لاِ كتِ ِ
العربي
يسى :إِنِّي َقدْ َأ ْخ َر ْج ُت ِع َبا ًدا ِ ِ
الحديث َ « :ف َب ْين ََما ُه َو ك ََذل َك إِ ْذ َأ ْو َحى ال َّل ُه إِ َلى ع َ
ُ شير
ُي ُ
ادى إِ َلى ال ُّط ِ ان ألَح ٍد بِ ِقتَالِ ِهم َفح�ر ْز ِعب ِ لِ�ى الَ يدَ ِ
وج وج َو َم ْأ ُج َ ورَ ،و َي ْب َع ُث ال َّل� ُه َي ْأ ُج َ ْ َ ِّ َ َ َ
ون َما فِ َيها ، �م َع َلى ُب َح ْي َر ِة َط َب ِر َّي َة َف َي ْش َ�ر ُب َ ِ ب َين ِْس� ُل َ
ون َ ،ف َي ُم ُّر َأ َوائ ُل ُه ْ �م ِم ْن ك ُِّل َحدَ ٍ
َو ُه ْ
ِ ون َل َقدْ ك َ ِ ِ ِ
يس�ى َو َأ ْص َحا ُب ُه َان بِ َهذه َم َّ�ر ًة َما ٌءَ .و ُي ْح َص ُر نَبِ ُّى ال َّل ُه ع َ �م َف َي ُقو ُل َ
َو َي ُم ُّ�ر آخ ُر ُه ْ
ُون َر ْأ ُس ال َّث ْو ِر ألَ َح ِد ِه ْم َخ ْي ًرا ِم ْن ِمائ َِة ِدين ٍَار ألَ َح ِدك ُُم ا ْل َي ْو َم»(((.
َحتَّى َيك َ
َ
يفرحون �وج الش�ريف بما معن�اه َّ ِ ِ وق�د ور َد ذلِ َ
ومأج َ ُ وج
يأج َ
أن ُ الحديث �ك في
ِ
األرض َ ،ه ُل َّم ف ْلنقت ُْل َمن األرض .فيقولون « لقد قت ْلنا َمن في ِ صارهم على ِ
أهل بانتِ ِ
الطغيان
فيرغب اليأجوجي قبل ِ
الس�ماء ،فير ُّدها ال َّل ُه ع َليهم مخضوب ًة د ًما الس�ماء فيرمون بِنشابِهم إلى ِ في
ُ
نهايتهم الحتمية ف في ِرقابِهم »((( ،وفي ِر ٍ ِ
واية « :رو ًدا رس ُل ع َليهم النَّ َغ ُنبي ال َّله عيسى وأصحا ُبه ف ُي َ
ُّ
سم ُع لهم ِح ٌّس ٍ
نفس واحدة ال ُي َوت ٍ أعناقهم »((( .فيصبِحون موتَى كم ِ
َ ُ
ِ ِ
كالنغف في
405
رج ٌل نفسه فين ُظ ُر ما َ سلمون أال ٌ فيقول الم ِ
فيتجر ُد ُ
َّ العدو
ُّ فعل هذا رجل يشتري لنا َ ُ ُ ،
بعضهم على فينز ُل ِ
فيجدُ هم موتى ُ مقتول ِ ،
ٌ نفس�ه قد و َّطنَها على أنَّه ِ ِ
منهم محتس� ًبا َ
بعض فينادي يا معش�ر الم ِ
عدوكم
وجل قد كفاكم َّعز َّ إن ال َّل َه َّ
سلمين ..أال أبش�روا َّ َ ُ ٍ ُ
ِ ِ ِ
قال – ويهبِ ُط ُّ
نبي سرحون مواشيهم .إلى أن َ وحصونهم و ُي ِّ
فيخرجون من مدائنهم ُُ
زهمهم ـ أي : ش�برا إلاَّ مأله ُ
ِ ِ
األرض فال يجدون موض َع ً ِ ال َّل ِه عيس�ى وأصحا ُبه إلى
ُ
فيبعث الناس بِنتنِهم أشدَّ ِمن حياتِهم فيستغيثون بِال َّل ِه ، ِ ِ
نتنُهم م َن الجيف ـ فيؤذون َ
ِ ِ
ف
ويكش ُ وتقع ع َل ُ
يهم الزكم ُة ، ُ غما و ُدخانًا ،
الناس ًّ ريحا صماني ًة ً
غبرا فتصير على ً
ِ
البحر » . ٍ
ثالث ،وقد قذف ِجي َفهم في ال َّل ُه ما بهم بعدَ
ِ
كأعناق رس ُل َط ًيرا واية فيرغب نبي ال َّل ِه عيسى ش وأصحابه إلى ال َّل ِه في ِ وفي ِر ٍ
ُ ُ ُ ُّ عيسى ش
َّ ُ ِ َّ ُ ِ ِ
مطرا ال يمك ّن منه حيث شا َء الل ُه تعالى ُ ،ث َّم ُيرسل الل ُه ً فتطرحهم ُ
ُ والمؤمنون ال ُبخت تحملهم
قال لِ ِ األرض حتَّى يتركَها كالزلِ ِ يرغبون إلى الله
ِ
ألرض المرآة ـ ُث َّم ُي ُ قة ـ ُ ُغس�ل در وال ٍ
وبر ،فت ُ بيت ُم ٍ
ُ في إهالك قوم
مانة ،ويس�تظِلون بِقحفتِها
تأكل العصاب ُة ِمن الر ِ
َ ُّ
ٍ ِ
ور ِّدي بركتَك فيومئذ ُ ُ
ِ
ثمرك ُ ،
يأجوج ومأجوج أنبتي َ
ِ سلمون ِمن قسى ِ ،
ويوقدُ الم ِ
ومأجوج ونشابِهم وأتراسهم َ
سبع ُس ُف ٍن »(((. َ يأجوج
َ ُ
ِ ِ ِ
ومأجوج وموت عيس�ى ش مرحل ًة ُ
تنعم َ يأجوج
َ هالك أن َبي َنوم� َن المعلو ِم َّ
ين هالك
ما َب َ
�دري ؤ َ
قال : الخ ٍ ِ ِ
واألمن والطاعة ،فقد روى أبو س�عيد ُ ِ
بالخي�ر ِ
يأجوج ومأجوج فيه�ا األُ َّم� ُة
ِّ
روج يأجوج ومأج�وج» ((( ،ورواه عبدُ بن حم ٍ وموت عيسى
يد ُ ُ َ َ َ عتمر َّن بعدَ ُخ ِ
البيت ول ُي َ حج� َّن ُ «ل ُي َّ ش
روج َ
النخل بع�دَ ُخ ِ ِ
يحج�ون ويعتمرون ويغرس�ون ٍ
بِزي�ادة ،ولف ُظ�ه َّ « :
الن�اس ُّ
َ إن
ومأجوج »((( .
َ يأجوج
َ
406
ِ
المناس ِ
ك ِرحلةُ عيسى ِم َن الشا ِم إلى
أرض الحر َمين الش�ريفين ،ويستقي ِ يتوج ُه عيس�ى ش إلى ِ ِ
بعدَ هذه المرحلة َّ
األحاديث ِ ،
ِ ُش�ير ُجمل ُة ِ ِ ِ
أخرجه
َ ومنها ما ويموت في المدينة المنورة ،وإلى ذل َك ت ُ ُ
ِ ِ
حكما عدلاً وإما ًما
ً وصح َحه ،ورواه اب ُن عس�اك َر عنه « :ليهبِ َط َّن اب ُن َ
مريم َّ الحاك ُم
ِ ِ
حاجا أو ُمعتم ًّرا ،وليأت َي َّن قبري حتَّى ُيس ِّل َم علي ُ ،
وألر َّد َّن ُمقس� ًطا ،ويس� ُل َك َّن ًّ
فجا ًّ
ُك قرئ َأي َبنِي أخي ،إن رأيتُموه فقول�وا :أبو هرير َة ُي ِ ش » .يق�ول أب�و هري�رة ْ :
السال َم(((.
َّ
مكتوب في
ٌ قال « : عبد ال َّل ِه ِ
بن سال ٍم َ عساكر عن ِ
َ
ِ وحسنه ،واب ُن
ذي َّ
ِ
وأخرج الترم ُّ
َ
موت عيسى
ش بالمدينة حم ٍد mوعيسى ُيد َف ُن معه »(((. ِ ِ
التوراة صف ُة ُم َّ
المنورة ودفنه
بالحجرة الشريفة ول ال َّل ِه َص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم
وأخرج الطبراني « ُيدْ َف ُن ِعيسى َع َل ْي ِه السالم م َع رس ِ
َّ ُ َ َ ُ َ ُّ َ
ُون َق ْب ُر ُه ألَ ْر َب ٍع »((( .اح َب ْي ِهَ ،ف َيك ُ
وص ِ
َ َ
ِ
حكما
ً وأخرج الحاك ُم ووافقه الذهبي عن أبي ُه َرير َة ؤ « :لهبِ َط َّن اب ُن َ
مريم َ
قس� ًطا ،ويس� ُل َكن فجا حاج�ا أو م ِ
عتم ًرا ،وليأت َي َّن قبري حتَّى ُيس� ِّل َم عدلاً وإماما م ِ
ُ ًّ َّ ًّ ً ُ
وألر َّد َّن ع َليه » (((.
علي َُّ
407
ب َ
وأدرك عيس�ى ش فل ُيقرئهم�ا منِّ�ي السلا َم ،وليط ُل َ المه�دي
َّ َ
وأدرك اإلم�ا َم
غفار . ِ
الدعا َء واالست َ
408
ين رمحلةِ
الصرغى ما ب َ َ ِ
العلامات ُّ وعلامات هامَّة ٌ ِم َن
ٌ ِ
ظواه ُر
نتظ حتَّى نِهايةِ رمحلةِ عيسى علَيهِ الم رَ ِ
السلام
ُ الإما ِم ُ
ٍ
وأسماء ٍ
صفات الصغرى إلى ِر ٍ
جال يبرزون بِ ِ األحاديث في ِ
َ
باب العالمات ُّ ُشير
ت ُ
واإلمارة ما بين ِ
عاد ٍل ِ
وفاج ٍر ، ِ الحك ِم ِ ُ م ٍ
َ َ أدوار في ُ
ٌ المرحلة يكون لهم في ه�ذه عين�ة ُ
رج ٌل يخر َج ُ الشيخان عنه « :التقو ُم الساع ُة حتَّى ُ أخرج َّ
َ القحطاني » ،فقد
ُّ ومنهم «
القحطاني
المهدي مع ه�ور لِ
ويكون َّأو َل ُظ ٍ
ُ الن�اس بِعصاه »((( ، ُ َ ِمن
والج ْهجاهَ ِّ لقحطاني َ
ِّ َ يس�وق قحطان
والم ْق َعد ِ الس�رية التي ي ِ
ِ في َّأو ِل زمانِه ،كما
ُ
الرو ِم المهدي إلى مدينة ُّ ُّ رس� ُلها ُ أميرا على
يكون ً ُ
رج ٌل �م يخ ُل ُ ِ ِ ِ حال تابعيتِ�ه لِفيفتتِ ُحه�ا في ِ
المهدي ُ
َّ ف لمهدي ال في حال خالفته ُ ،ث َّ ِّ
سمى يش ُي َّ رج ٌل ِمن ُق َر ٍ ِ
يس�ير بِس�يرته حتَّى وفاة عيسى ش ،فيتو َّلى ُ
ِ
ُ أهل َبيتِه
ِمن ِ
فيخر َج ع َل ِيه ِ آخر ِمن ُق َر ٍ
يش ال ُيحس� ُن الس�ير َة ؛ ُ رج ٌل ُم�ات تو َّلى ُ
« المقع�د » ف�إذا َ
رقة ؛ فيخرج ع َل ِيه القحطاني بِ ِ
سيرة المخزومي ولع َّله « الجهجاه » ،ويدعو إلى ال ُف ِ
ُّ ُ َ ُّ
ُث إحدى وعشرين سن ًة ُثم ِ ِ
المنصور ،ويمك ُ ب بِ
يمل ُك الموالي َّ المل َّق ُ
المهدي ،وهو ُ
ِّ
ِ
حديث م ِ
س�ل ٍم قال : m بعده .وفي الجهجاه عن أبي ُه َرير َة ِمن ويغلب الش�ر ِمن ِ ِ
ُ َّ ُ
رج ٌل ُي ُ ِ
قال له الجهجاه »((( . تذهب األيا ُم والليالي حتَّى يمل َك ُ
ُ «ال
409
((( ِ
والعود إلى الجاهليةِ رمحلةُ الانهيا ِر
((( يشار إلى هذه المرحلة بصفة االنهيار والعود إلى الجاهلية لما يطرأ فيها من تحول تام وتغير
كام�ل ع�ن مراد الل�ه في خلقه .ومن أعظم التح�ول والتغير حلول الش�رك في األمة ،وهو
عودة الكفر وعبادة األصنام وعبادة األوثان كالالت والعزى وذي الخلصة وغيرها على ما
كانت عليه في مرحلة الجاهلية األولى .
األكبر
َ َ
الش�رك قبل هذه المرحلة ما بين عيس�ى ش تصاعديا إلى عهد الرس�الة فإن أما َ
الموج�ب للخل�ود في النار منع�د ٌم من األمة المحمدي�ة خصوصا وإنما يصيبه�ا داء األمم
ويصيبها اإلفراط والتفريط ،وداء األمم ،وهو البغضاء والحسد ،وهي ـ كما سماها رسول
وعكسه .
ُ الله mـ حالقة الدين ،واإلفراط والتفريط هو الغلو في االعتقاد والوالءات
ويكون فيها المس�خ والق�ذف التخاذهم المعازف والقينات والدفوف وش�رب الخمر ،
وه�ذه ظواهر منتش�رة ف�ي األمة والعياذ بالل�ه ،فعن أبي هريرة ؤ أن رس�ول الله m
قال« :يمسخ قوم من أمتي آخر الزمان قردة وخنازير» .قالوا :يا رسول الله ،مسلمون هم؟
قال « :نعم ،يش�هدون أن ال إله إال الله ،وأن محمدا رس�ول الله ،ويصومون ويصلون» .
قالوا :فما بالهم يا رسول الله ؟ قال « :اتخذوا المعازف والقينات والدفوف ،وشربوا هذه
األش�ربة ،فباتوا على ش�رابهم ولهوهم فأصبحوا وقد مس�خوا » كما ورد في «كنز العمال»
( )3873و«الدر المنثور» للسيوطي ( )324 : 2و«حلية األولياء» (. )119 : 3
ِ
المذكورة، ِ
المرحلة ِ
ه�ذه ُ
أحاديث ظهور الش�رك في المس�لمين على وال يج�وز أن ُتن ََّز َل
وإنما يكون الشرك األكبر محصورا فيما بعد عيسى ش .وفيها حديث «ال تقوم الساعة
حت�ى يرج�ع ناس من أمتي إلى عب�ادة األوثان يعبدونها» أخرجه الطيالس�ي عن أبي هريرة.
وحديث ثوبان ؤ « وال تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ،وحتى تعبد
قبائل من أمتي األوثان » .وحديث « :ال يذهب الليل والنهار حتى تعبد الالت والعزى » .
فقلت يا رسول الله ،إن كنت ال أظن حين أنزل الله ( :ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ) [التوب�ة ]33:أن ذل�ك تام قال :
« إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ،ثم يبعث الله ريحا طيبة تتوفى كل من في قلبه مثقال حبة
خردل من إيمان ،فيبقى من ال خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم » .أخرجه مسلم في صحيحه
(. )2231-2230 /4
410
ٍ االنهيار بعيدَ م ِ
س�نوات ،وه�ي مرحل ٌة طويل ٌة وت عيس�ى ش بِ ِ َُ َ و تب�د ُأ مرحل َة
ِ
اآليات الشمس تأتي ُجمل ٌة ِم َن
ِ وت عيسى ش ،و َبي َن موتِه و ُطلو ِع نِسبيا ،تبد ُأ بِم ِ
َ ً
يموت ُ ِ
«اإلش�اعة» بِ َقولِ�ه ُ :ث َّم ب ِ
والصغ�رى وقد وص َفه�ا كات ُ والوس�طى ُّ الكُب�رى ُ
مات
سمى المقعدَ فإذا َ رج ٌل ِمن ُق َر ٍ
يش ُي َّ عيس�ى ش ،ويتو َّلى بعدَ عيس�ى ش ُ
المخزومي ـ ولع َّله «الجهجاه»ـ
ُّ فيخر َج ع َل ِيه ِ تو َّلى ِمن ُقر ٍ ِ
يش من ال ُيحس ُن سيرتَه ؛ ُ َ
ِ القحطان�ي بِ رق�ة ؛ فيخ�رج ع َل ِ
ويدع�و إل�ى ال ُف ِ
القحطاني المل َّق ُ
�ب المه�دي ،وه�و ُ
ِّ س�يرة ُّ ي�ه ُ ُ
ُ
ويملك الموالي ، تنتقص الدُّ ني�ا ، ُث إحدى ِ
وعش�رين س�ن ًة ُ ،ث َّم ِ
المنصور ،ويمك ُ بِ
ُ
والطارف ص
َ ِ
(راج ِع التليدَ الش�مس ِمن مغربِها .اهـ.
ُ الش�ر إلى أن تط ُل َع
ُّ ب ِ
ويغل ُ
.)451 -450
قال « ُثم ي ِ
رس ُ�ل ال َّل ُه ـ يعني مر أبي ٍ
عمرو ء َ ِ
َّ ُ وأخرج أحمدُ و ُمس�ل ٌم عن ُع َ
َ
وهذا الشرك الجماعي ال يكون بعد موت عيسى ش ،ويؤيد انصراف معنى « الشرك
» من أمة محمد ما بين الرسالة ونزول عيسى ش حديث « :لست أخشى عليكم الشرك
من بعدي ،ولكن أخش�ى عليكم الدنيا أن تنافسوها فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم »
.وعلى هذا األس�اس يفسر علم فقه التحوالت ظاهرة التشريك التي تبنتها مدارس القبض
والنق�ض في مرحلة الغثاء بأنها تهم�ة ال دليل لها ،بل هي تهمة بدعية بحتة تبنت التحريف
للنص�وص القرآني�ة والحديثي�ة وغاي�ة ما يمك�ن قبوله في تصحي�ح االنحراف الس�ائد بين
المس�لمين في االعتقادات والعادات والعبادات ،يقال في المسلمين بعمومهم أنهم وقعوا
ف�ي الغل�و واإلفراط أو الجف�اء والتفريط ،وعل�ى هذين الطرفين المتضادي�ن تبنت أحكام
التشريك والتكفير الجائرة مدارس القبض والنقض من جهة ،وتبنت التفريط وثقافة الكفر
مدارس العلمانية والتوليفية المعاصرة من جهة أخرى .
وكال المدرس�تين خدمت�ا « المنه�ج المس�يس » بعل�م أو بغي�ر علم وش�ددتا النكير على
مدارس اإلسلام األبوية المسندة مع أنهما في الجانب المقابل فتحتا الباب على مصراعيه
لمدارس العلمانية والعلمنة والعولمة كي « تعيد هندسة الحياة المعاصرة بكل أنماطها » .
411
قبل الشا ِم فال يبقى على ِ بارد ًة ِمن ِ
يحا ِ ِ
ِ
األرض أحدٌ وجه ظهور إبليس في بعدَ َموت عيسى ش ـ ِر ً
الناس في ِخ َّف ِة
ِ �رار ِ
قال :فيبقى ش ُ قبضه – إلى أن َ ٍ
إيمان إلاَّ َ ذر ٍة ِمن جيل االنهيار ف�ي قلبِ�ه ِم َ
ثقال َّ
يعرفون معرو ًفا ،وال ي ِ والدعوة إلى
ُ
الشيطان ، لهم
ُ لُ َّ
ث فيتم ا نكر
ُ ً م َ
رون نك ُ ِ ال ِ
ع با الس
ِّ ِ
م وأحال ِ
ير َ
ط ال
عبادة األصنام
ِ
األوثان فيع ُبدونها ،وهم تستحيون ؟ فيقولون ما تأمرنا ؟ فيأمرهم بِ ِع ِ
بادة َ ُ
فيقول أال كما كانَت في
ُُ ُُ
الجاهلية
ِ
المرحلة وتمتاز هذه
ُ ِ
الصور (((. في ذلِ َك َد ٌّار ِرز ُقهم َح َس� ٌن َع ُ
يش�هم حتَّى ُين َف َخ في
والصغرى . ِ ِ ِ
والوسطى ُّ األخيرة بما يلي م َن العالمات الكُبرى ُ
412
ُخروج الدابة من الدابَّةُ
مكَّة
ِ ترتيب وقتِها بِ
ِ هور الدا َّب ِة ،واخت َ ِ ِ ِ
النس�بة ُلف في ومن عالمات الس�اعة الكُب�رى ُظ ُ
عمرو بن ٍ �ه ِ عبدال َّل ِ
حديث ِ
ُ ش�ير إل�ى هذا المعن�ى ِ ِ ِ
للعالم�ات الكُب�رى األخيرة ،و ُي ُ
َ
رس�ول عتس�م ُ رس�ول ال َّل ِه mحدي ًثا لم أنس�ه بعدُ ِ ،
ِ حف ْظ ُت ِمن
قال ِ : ء َ
َ
روج الدا َّب ِة
وخ ُ مغربِها ُ ،الشمس ِمن ِ
ِ روجا ُط ُ
لوع ِ
إن َّأو َل اآليات ُخ ً ال َّل ِه ُ m
يقول « َّ
صاحبتِها ،فاألُخرى على ِ
أثرها قري ًبا» (((. ِ ِ
الناس ُض ًحى ،وأيهما كانَت َ
قب�ل عل�ى
رواه م ِ
سل ٌم . ُ
وطول زمانِها
ِ الش�مس ِمن ِ
مغربِه�ا ص . 404 ِ ِ
أخبار ُطلو ِع ُ
الحال في وكم�ا هو
413
ُ
فيطول الزم ُن بعدَ ها.. ِ
الناس وآثار ُخ ِ
روجها على ِ ِ
الدابة ُ
الحال في ُخ ِ
روج وكذلِ َ
�ك
بقاء الناس بعد
تخر ُج الدا َّب ُة
قال ُ « : كما روى اإلما ُم أحمدُ عن أبي ُأمام َة ؤ يرف ُعه إلى ِّ
النبي َ m الدابة مددا طويلة
ِ
الحاكم سيد ِعند
بن َأ ٍ ِ
حديث ُح َذيف َة ِ ٍ
روجات .كما جا َء في إن لها ثالث َة ُخ
وقيل َّ :َ
ٌ
حديث الحدي�ث بِطولِه ُ ،ث َّم َ
ق�ال هذا َ وذكر
َ
ٍ
خرج�ات » (((. ُ
ثلاث َ
وق�ال « :له�ا ،
شرط َّ
الشيخين ولم ُيخرجاه . ِ صحيح على
ٌ
414
ِ المس�اج ِد ـ عل�ى ال َّل ِه ـ ُحرم� ًة
ِ َ
وأكرمها الن�اس في أعظ ِم
ُ ق�ال ُ « :mث َّ
�م بـَينَم�ا
كن والمقا ِم تن ُف ُض عن ِ الر ِ ِ ِ
رأس�ها المس�جد الحرا ِم ،ل�م تر ْعهم إلاَّ وهي ترغو َبي َن ُّ
ُّراب َف ْار َف َّض ُ
الناس عنها شتَّى » ((( . الت َ
ٍ
أجياد » (((.تخرج الدّ ا َّب ُة بِ مر وعائش َة « : n وعن أبي ُه َرير َة ِ
ُ وابن ُع َ
البيضاوي في تفس�يره بأنها «الجساس� ُة صاحبة الدجال» ((( .كما ورد في ُّ وجز َم
ِ
الحياة وقد َف َر َغ من إبليس بعد انقطا ِع َد ْو ِر ِه في رواية ابن حماد والحاكم أنها تقتل
َ
َخ ُ�ر َج الداب ُة ف َت ْق ُت َل ُه
إبليس س�اجد ًا باكي ًا حتّى ت ْ
ُ الحديث« :وال ُ
يزال ُ َ�ص
العم�ل ،ون ُّ
وهو ساجدٌ »((( .
ُ
415
الريح القابِضةُ لِلمؤمنين
ُ الريح القابضة
لمن بقي من
ِ
االنهيار الذي مع ه�ذا ِ ِ ِ
وتظهر َ
ُ المرحلة ، الصغرى في ه�ذهوه�ي م� َن العالمات ُّ المؤمنين
ِ ِ أم�ر دينِه�ا وعقيدتِها ُ
صي�ب البش�ري َة ِمن ِ
ريحا
بقي م� َن المؤمنين ًيبعث ال َّل� ُه ل َمن َ ُ ُي
ثل َقولِه m
عن الهوى ِمن ِم ِ
ينط�ق ِ
ُ َ
أحاديث َمن ال أرواحه�م ،كما ور َد في
َ �ضتقبِ ُ
زمهرير
ٌ يحا فِيها
وجل ِر ً
عز َّ يبعث ال َّل ُه َّ
قال ُ « : مسعود ؤ َ ٍ فيما رواه عبدُ ال َّل ِه ب ُن
الريح ُث َّم تقو ُم الس�اع ُة على
ِ لك م�ات بِتِ َ
َ األرض م ِ
ؤمنًا إلاَّ ِ ُ
ِ
وج�ه ت�دع على ِ
ب�ار ٌد ال ُ
ِ
الناس » ((( . ِش ِ
رار
416
ثل ذلِ َك حتَّى ال ُيو َلدُ أحدٌ ِمن ٍ
نكاح ُث َّم ُيع ِّق ُم ال َّل ُه (فيكون على ِم ِ
ُ ِ
اإلشاعة : قال في َ
ِ
الناس ع َليهم تقو ُم الساع ُة)(((. ِ النِّسا َء ثالثين سن ًة ،ويكونون ك ُّلهم أوال َد ِزنا ش َ
رار
((( ص.326
417
هدم الكعبةِ
ُ
الكعبة الم ِ
شرفة ِ ِ
والحياة هد ُم أمر الك ِ
َون الساعة الصغرى قرب نِ ِ
هاية ِ ِ ِ
عالمات ومنِ
ُ َ ُّ انهيار أهل
وزوال بنيانِها حجرا حجرا ،فتخرب خرابا ال تعمر بعدَ ه ،وقد ورد ذلِ َك في جملةٍ ِ مكَّة في مرحلة
ُ َ ُُ ً ُ ُ ً ً ُ
الرس�ول ِ m ِ الخراب األخير
ث أبا َقتاد َة ؤ حديث أبي ُه َرير َة وه�و يحدِّ ُ
ُ ومنها : ِ أحاديث وانفتاح أبواب ِم�ن
الر ِ رس�ول ال َّل ِه ِ ِ « : m يطوف بِ ِ
كن والمقا ِم يباي ُع ل َر ُج ٍل َبي َن ُّ ُ قال َ :
قال البيت َ ُ وهوالشر والدمار ُ ،
ِ
العرب ِ
هلكة يت أه ُله ،فإذا اس�تح ُّلوه فال تس�أل ع�ن يس�تح ُّل ه�ذا الب ِ
ِ وأو ُل َم�ن
َ َّ ،
ِ
يس�تخرج َ
ون وهم الذي َن
يعم ُ�ر بعدَ ه أبدً ا ُ ، �م تج�ي ُء الحبش� ُة ف ُي ِّ
خربونه خرا ًبا ال ُ ُ ،ث َّ
كنزه»(((.
َ
الس�ويقتَين
َ خر ُب الكعب َة ذو رس�ول ال َّل ِه َ m
قال ُ « :ي ِّ َ وعن أبي ُه َرير َة ؤ َّ
أن
ِ
الحبشة » (((. ِم َن
حجرا » حجرا أفح�ج يقل ُعها اس ء « :كأني بِه أس�و ُد
ابن ع َّب ٍ وف�ي ِر ِ
واي�ة ِ
ً ً ُ
يعني :الكعب َة ((( .
مر حدي�ث ِ
ابن ُع َ ُ ِ
األرض �رآن ِم َن ِ
البي�ت الحرا ِم وال ُق ِ ك�ن ِم َن
الر ِ
وور َد ف�ي رف� ِع ُّ
البيت ؛ فإنَّ�ه قد ُه ِد َم
ِ رس�ول ال َّل ِه « : mاس�تمتِعوا ِمن ه�ذا
ُ ق�ال َ :
ق�ال ء َ
ِ
الثالثة » (((. مرتَين ،و ُير َف ُع في
418
النبي m
عن ِّ قال :بلغني ِ
س�اج َ
ٍ ثمان ِ
بن وذك�ر الفاكه�ي في « أخبار م َّك َة » عن ُع َ
َ
أهم ظواهر هذه
المرحلة َّاس َمكَانَ� ُه َ ،و َأكْثِ ُروا
قبل َأ ْن ُي ْر َف َع ،و َين َْس�ى الن ُ
ِ
البيت َ ق�ال « :أكثروا ِز َ
ي�ار َة هذا أنَّ�ه َ
رس�ول ال َّل ِ ِ
�ه َ m
قال : َ �ع »((( ،وعن ُح َذيف َة ؤ َّ
أن قب�ل َأ ْن ُي ْر َف َ
الق�رآن َ تلاو َة
ِ
األرض منه آي ٌة»((( . يلة فال يبقى في وجل في َل ٍ
عز َّ تاب ال َّل ِه َّ
«يسري على ِك ِ
ِ
الخطيرة ما يلي : ِ
المرحلة ِ
ظواهر هذه ومن
وسلب حليتِها .
ُ
ِ
الحبشة يد ذي السويقتَين ِم َن
الكعبة على ِ
ِ •هد ُم
والص ِ
دور . ِ ِ ُ ِ • ُير َف ُع
القرآن م َن المصاحف ُّ
النبي . m الرك ُن وال ُق ُ
رآن ورؤيا ِّ • ُير َف ُع ُّ
419
الدخان
ُ ظهور الدخان
كعالمة
ُ
يق�ول تعالى (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ُ
الدخان » وفيه ِ
العالم�ات الكُب�رى « ِم� َن
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ [الدخان. ]1011:
420
الخسوفات سوفات الثلاثةُ
ُ الخ
ُ
الثالثة ظواهر
كونية كبرى وفِيها
ِ ِ ِ
الشريف
ُ ُ
الحديث سوفات الثالث ُة ،وإ َليها ُي ُ
شير ُ الس�اعة الكُبرى ُ
الخ أشراط ومن
تهيئة لظهور
إن الس�اع َة لن تقو َم حتَّى رس�ول ال َّل ِه َ m
قال َّ « : َ س�يد ؤ َّ
أن بن َأ ٍعن ُح َذيف َة ِ
الشمس من
مغربها ً
وخسفأ المش�ر ِق ،
ِ ٍ
س�وفات « :خس�ف ًا بِ وذكر ِمنها ثالث َة ُخ ون عش�ر ٍ
آيات . » ... َتر َ
َ َ
ِ
العرب » ((( . ِ
جزيرةب ،وخسف ًا بِ ِ
المغر ِبِ
ُ
س�يكون بعدي رس�ول ال َّل ِه ُ m
يقول « : َ وعن ُأ ِّم س�لم َة bقا َل ْت :س�م ْع ُت
َ
رسول ِ
العرب » ُ .ق ُ
لت يا ِ
جزيرة وخس�ف في
ٌ ب ِ
المغر ِ وخسف بِ
ٌ المشر ِق
ِ خس�ف بِ
ٌ
أكثر أه ُلها ُ ِ األرض وفِيها الصالِحون ؟ َ
ِ خسف بِ ال َّل ِه أ ُي
رسول ال َّله « : mإذا َ قال لها ُ
َ
الخبث »((( .
ث إل�ى ِ
اآلن ، ِ
س�وفات لم تحدُ ْ أن ه�ذه ُ
الخ أش�ار العدي�دُ ِم� َن ال ُعلماء إلى َّ وق�د
َ
ِ
بعض ِ
الخس�ف في عما قد جرى ِم َن ظواهر كَوني� ٌة عظيم ٌة ِ ، ِ وخاص� ًة أنها
ف َّ
تختل ُ ُ َّ
ِ
الناس؛ ِ
الخبث في سوفات بِ ِ
كثرة ِ حديث ُأ ِّم سلم َة َر َب َط هذه ُ
الخ َ وخاص ًة أن الد .البِ ِ
َّ
ِ
والعود إلى ِ
االنهيار ِ
ومرحل�ة مرحلة عيس�ى ش ِ صح أنَّها فيما َبي َنوله�ذا ُر َّبما َّ
ِ الجاه ِ
ِ
خان ،وال َّل ُه ُ
أعلم . شأن الدُّ ُ
األخيرة ،شأنُها ُ لية
لم الواج ِ ِ
ِ ِ ِ سوفات الثالث ُة في ت ُ دخ َل ِ
وايات ُأ ِ
ِ ِ
ب الع ُ العشر اآليات ُ الخ الر
بعض ِّ وفي
َ
رسول سمعت
ُ بن األسق ِع َ
قال : ِ
وائلة ِ ِ
حديث ِ
العالمات الكُبرى ،كما هو في بها ِم َن
تكون عشر ٍ ال َّل ِه ُ m
آيات : َ ُ يقول « :ال تقو ُم الساع ُة حتَّى
421
المشر ِق
ِ خسف بِ
ٌ ()1
ِ
بالمغر ِب وخسف
ٌ ()2
ِ
العرب ِ
جزيرة وخسف في
ٌ ()3
( )4والدَّ َّج ُال
( )5والدُّ ُ
خان
( )6ون ُ
ُزول عيسى
ومأجوج
ُ ويأجوج
ُ ()7
( )8والداب ُة
الشمس ِمن مغربِها
ِ ( )9و ُط ُ
لوع
َ
والنمل » ((( . تحش ُر َّ
الذ َّر ِ
المحشر ُ ، الناس إلى
تسوق َُ قعر ٍ
عدن تخر ُج ِمن ِ (ٌ )10
ونار ُ
422
وانقطاع التوبةِ الشمس ِمن م ِ
رغبِها ِ ُ ِ ُطلوعُ
قوعها نب ُّينا mفيما رواه الش�يخان العالمات الكُبرى التي أخبر عن و ِ
ِ وه�ي ِم َن
ُ َ
الشمس
ُ رسول ال َّل ِه َ m
قال « ال تقو ُم الساع ُة حتَّى تط ُل َع َ عن أبي ُه َرير َة ؤ َّ
أن
ِ
الناس آمن�وا أجمعون ،ف�ذاك حي َن (ﭥ ﭦ ﭧ م�ن مغربِه�ا ،فإذا طل َع�ت فرآها ُ
قر ِر كما ((( ِ
ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ) [األنع�ام . ]158:وم� َن ُ
الم َّ
ممن ُ
اإليمان َّ الشمس إذا طل َعت ِمن مغربِها ال ُيق َب ُل
َ أن اآلية السابِ ِ
قة َّ ثبت في معنى ِ َ
الش�مس ِمن ِ
مغربِها آي ٌة ِ ألن ُط َ
لوع ُقبل توب ُة العاصي ؛ ذلِ َك َّ ل�م ِ
يؤم� ْن قب َلها كما ال ت ُ
دون ِم َن الحقائق وي ِ
ش�اه َ ُ ُ لهم
ُ �ف ِ
فتنكش ُ ِ
الزمان ، كان في ذلِ َك
عظيم ٌة يراها ك ُُّل َمن َ
انقطاع التوبة
واستمرار ظاهرة والتصديق بِال َّل ِه وآياتِه .
ِ ِ
اإلقرار ِ
األهوال ما يلوي أعنا َقهم إلى
طلوع الشمس من
المغرب َ
تكون قال « :إنَّما لم تُق َب ُ�ل َ
وقت ال ُّطلو ِع حتَّى بن ُح ٍ
صين أنَّه َ م�ران ِ
َ وي ع�ن ِع
ور َُ
ِ
الوقت ُث َّم ه َل َك لم وتاب في ذلِ َك أس�لم ِ
الناس ،فمن كثير ِم َن ُ ِ َصيح ًة
َ َ فيهلك فيها ٌ
تاب بعدَ ذلِ َك ُقبِ َلت توبتُه »((( .
تُق َب ْل توبتُه ومن َ
والذي ُيؤ ِّيدُ هذا ما رواه ابن أبي شيبة عن عائش َة bقا َلت ( :إِ َذا َخ َر َج ْت َأ َّو ُل
الم و َش ِهدَ ِ
ت األَ ْجسا ُد َع َلى األَ ْعم ِ ِ ِ
ال)(((. َ َ اآل َيات ُحبِ َست ا ْل َح َف َظ ُة َو ُط ِر َحت األَ ْق َ ُ َ
قبل ُط ِ الش�مس ِمن ِ ِ
لوعها مغربِها ،أ َّما ما َ
كان َ ِ أو ِل اآليات ُهنا هو ُط ُ
لوع والمرا ُد بِ َّ
ُ
ِ
اإليمان . ِ
ويقاء ِ
التوبة األحاديث تدُ ُّل على ِ
قبول َ ِم َن اآليات َّ
فإن
423
ٍ
مسعود ؤ َ
قال « :التوب ُة مبسوط ٌة ما لم عبدال َّل ِه ِ
بن وروى جرير الطبري عن ِ
ُّ ٌ
مغربِها » ((( .الشمس ِمن ِ
ُ تطل ِع
ِ
الش�مس َوني في ُطلو ِع ُّ ِ
التحول الك ِّ أن مرحل َة ِ
ُّصوص َّ ِ
بعض الن يظهر ِمن
وال�ذي ُ
ت اإلش�ار ُة إ َليها فيم�ا رواه عبدُ ال َّل ِه يس�تغر ُق مد ًة زمني ًة طويل� ًة ،ورد ِ
َ ِ ُ ِم�ن ِ
مغربِه�ا
انقطاع الهجرة
مغربِها ِ
الش�مس من ِ ِ الناس بعدَ ُطلو ِع عم�رو ء ِ ٍ ِ
النب�ي « : mيبقى ُ ِّ عن ب�ن والطبع على
القلوب ونهاية عشرين ومائ َة ٍ
سنة » اهـ((( . العمل الصالح في
األمم
أيضا ما رواه ابن أبي ش�يبة عن عائش� َة bقا َل�ت « :إذا َ
خرج ويؤ ِّي�دُ ذلِ َ
�ك ً
�هدَ ِ
ت األجس�ا ُم عل�ى وش ِ �ت األقلام ،وحبِس ِ
�ت الحفظ� ُة َ ، اآلي�ات ُ ،ط ِرح ِ
ِ َّأو ُل
ُ ُ َ َ
ِ
األعمال»(((.
ِ أو ِل ِ
اآليات ُطلو ِع الم�را ُد بِ َّخرج َّأو ُل اآليات » ُ
حديث عائش� َة « إذا َ ُ وإنَّم�ا قو ُله :
ِ
اآليات قب َلها فالتوب ُة مقبول ٌة ، كان ِم َن
النسبة لِما بعدَ ها ،أما ما َ
ِ الشمس ِمن ِ
مغربِها بِ ِ
ِ ِ
القيامة . واإليمان ُمتح ِّق ٌق َبي َن ال َقبول والر ِّد ،ويمتدُّ هذا ُ
األمر إلى يو ِم ُ
الهجر ُة ما ُت ُقب َل ِ
ت التوب ُة ، س�ند اإلما ِم أحمدَ ِمن قولِه « : mال تنقطِ ُع ِ وحديث م ِ
ِّ ُ ُ
الش�مس ِمن مغربِه�ا ،فإذا طل َعت ُطبِ َع على ك ُِّل
ُ ت�زال التوب ُة مقبول ًة حتَّى تط ُل َع
وال ُ
َ
العمل »((( . الناس
ُفي ُ قلب بما فيه ،وك َ ٍ
الطبري ()103/8
ِّ تفسير
ُ (((
(( ( عمدة القاري (.)218 :27
(( ( المصنف (.)38754
((( مسند أحمد ( ،)1693وانظر أشراط الساعة ليوسف الوابل (.)398
424
النار ِ
الحاشرةُ
النار الحاشرة ُ
إحدى الظواهر
ِ
اآليات بعدَ ما الناس ،بل هي َّأو ُل النار التي ُ ِ ِ ِ
الكونية األخيرة تحش ُر َ ومن عالمات الساعة الكُبرى ُ
ِ
اليمن »((( . فيكون مبع ُثها ِم َن «
ُ ِ
الساعة سب َقها مؤذن ًة بِقيا ِم
بحر حضر ٍ
موت »((( . وتخر ُج ِمن ِ وبعضها « :
ُ
َ ُ
ٍ ((( ِ
وبعضها « :من َق ْع ِر عَدَ ن » .وال َّل ُه ُ
أعلم . ُ
ِ
الس�اعة الكُب�رى َ
قال « : m ِ
أش�راط ذكر بن َأ ٍ
س�يد في ِ ِ
حديث ُح َذيف َة ِ وج�ا َء في
ِ
محشرهم » ((( . الناس إلى
تطر ُد َ ِ
اليمن ُ تخر ُج ِمن فِ ْي
نار ُ
ِ ِ
وآخ ُر ذل َك ٌ
ِ ٍ ِ ٍ
ُرح ُل َ
الناس » (((. ُخر ُج من قعرة عدن ت ِّ
ونار ت ُ رواية عن ُح َذيف َة ً
أيضا ٌ « : وفي
425
ِ
المغر ِ
ب » ((( . المشر ِق إلى
ِ الناس ِم َن فنار ُ
تحش ُر َ
ِ
الساعة ٌ
426
وتأكل َمن تخ َّل َ
ف»((( . ُ تبيت م َعهم إذا باتُوا ،وت َِم ُيل م َعهم إذا مالوا ، ِ
والخنازير ُ
427
ِ
التوحيد اندراس كلمةِ
اندراس الإسلا ِم ثُم ِ
ِ
ُ َّ ُ اندراس اإلسالم
هو اندراس
بنأخ�رج اب ُن ماجه ع�ن ُح َذيف َة ِ ِ
المرحلة كما الصغرى في ه�ذه ِ ِ
َ م� َن العالم�ات ُّ العمل بأوامره
ِ واجتناب نواهيه
يخلق
الث�وب – أيُ :ِ وش�ي
ُ يدر ُس
ي�در ُس اإلسلا ُم كم�ا ُ ق�ال ُ « :اليم�ان ؤ َ
طوائف ِم َن
ُ ويبلى – حتَّى ال ُيدرى ما صيا ٌم وال صال ٌة وال ن ُُس ٌك وال صدق ٌة ،وتبقى
مة ( ال الكل ِ
والعجوز الكبير ُة يقولون :أدركْنا آباءنا على هذه ِ
ُ الكبير ُ
الشيخ ِ
الناس :
َ ُ
فقال رج ٌل لِح َذيف َة :فما تُغني عنهم ِ
فأعرض
َ الكلم ُة ؟ ُ ُ إل َه إلاَّ ال َّل ُه) فنحن نقو ُلها » ُ َ .
الثالثة « :تُنجيهم ِم َن ِ
النار »(((. ِ السؤال ثان ًيا وثال ًثا ؛ َ
فقال في َ ُح َذيف ُة ؛ فأعا َد ع َل ِيه
ومنب�ادات ِ
ٍ ٍ
ش�يء يتع َّل ُق بِاإلسلا ِم ِمن ِع ِ
إهمال ك ُِّل ش�ير إلى
واالن�دراس ُهن�ا ُي ُ
ُ
ُ
األجيال ُ
وتتناس�ل ع�ادات بد ًءا بِالتعلي� ِم واإلعال ِم ،ونِهاي� ًة بِالقوانين واألحكا ِم ، ٍ
ِ
التوحيد ذاتُها ،وينساها أيضا ِ
كلم ُة تندر َس ً ِ
الحالة ُمد ٌة زمني ٌة حتَّى ِ وتمر على هذه
ُّ
ٍ
قال « :ال تقو ُم الساع ُة حتَّى أنس ؤ َ قوي عن ٍأخرج أحمدُ بِسند ٍّ َ الناس ،فقد
ُ
تلفظ « ال َّله الله »((( فد َّل ِ
سل ٍم بِ ِ
األرض :ال إله إلاَّ ال َّله »((( .وهو ِعند م ِ
ِ قال في ال ُي َ
ُ ُ ُ
الش�رار في َقولِه « :ويبقى فيها شرارها تلفظهم األرض
ِ المرا َد بِ
أن ُاألحاديث على َّ
ُ
428
ِ ِ ِ ٍ
الناس في خ َّفة ال َط ِير وأحال ِم ِّ
الس�با ِع » ِ وتقذرهم » وفي ِرواية « :ويبقى ش ُ
�رار
((( (((
؛ َأن َُّه ُم ا ّل ِذي َن ال يقولون « :ال إله إلاَّ ال َّل ُه » أو « ال َّل ُه ال َّل ُه » .
يقول هذه ِ
الكلم َة فلن تقو َم الساع ُة ،وإنَّما تقو ُم اإلنساني َمن ُ وأنَّه ما دا َم في النو ِع
ِّ
كاحا ش�رع ًّيا ،وال ُيو َلدون ِمن ٍ
نكاح ،وال يعر َ ِ
فون ن ً ص الذين ال ِالخ َّل ِ
ار ُعل�ى ال ُك َّف ِ
429
النفخ في الصو ِر
ُ العلامةُ الأخيرةُ.. النفخ في الصور
نِهاية الحياة
[الزم�ر]68: ق�ال تعال�ى ( :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) الكونية
ِ
النفخة األول�ى ،وهي التي تقو ُم بها الس�اع ُة ،وهي ما تس�مى �ير إل�ى ِ
وغيره�ا تُش ُ
ُ
ٍ
عباس ،و(الرادف ُة) هي النفخ ُة الثاني ُة. ابن ِ
(بالراجفة) ،كما ور َد في ِ
قول ِ
430
وروى الش�يخان ع�ن أب�ي ُه َري�ر َة ؤ مرفو ًعا « :لتقو َم َّن الس�اع ُة وقد َ
نش�ر
الرجلان ثو َبهم�ا َبينَهم�ا فلا يتبايعان�ه وال يطويان�ه ،ولتقو َم َّن الس�اع ُة وهو ُ
يليط ُ
رفع ُأكلتَه – أي ِ
الطين – فال يس�قي فيه ،ولتقو َم َّن الس�اع ُة وقد َحوضه أي ُيل ِّط ُخه بِ
َ
يطعمها»(((.
ُ ُ :لقمتَه – إلى فيه فال
431
ِ
نطلقات والم ِ
خاتمةُ الأُسس ُ
بذل�ت ُقصارى جهدي حمد الله تعالى ..وقد نطلق�ات بِ ِ
ِ والم تاب األُ ُس ِ ِ
ُ �س ُ ت�م ك ُ
الش�ائك المتشابِ ِك حسبما ته َّيأ
ِ حول هذا الموضو ِع كرة التي جمعتُها َ الف ِ في وض ِع ِ
432
ثواب ال َّل ِه وخدمة
�ع ِخدمتَها رج�ا َء ِ
ويوس ُ
ِّ
الف ِ
كرة العل ِم من يعتني بِ ِ
أهل ِ
�ض ِمن ِ
يق ِّي َ
لعالمية القرآن والسنة.
فأس�أل ال َّله أن ِ َزوة ٍالفكر ُة مجرد ن ٍ
َت ِوإن كان ِ
وتجاوزي ،
ُ يغف َر لي خطأي ُ َ ذاتية ؛ ُ َّ َ
لعل ِم . دمة الع ِ
لماء لِ ِ سبق ِمن ِخ ِ
وأن ينفعني بما َ
ُ
أُ
��س��د�ٌة � ��ل� � �ص� ��لَه�ا �ا ٌ ُ نَ
م � �
� � ��ل تُ ��ُ �ل � �أ َ� �دًا �� ا ُق���لتُ ه � � ا �ّ ن��تُ ه � �� زا �ًا � نَّ�� ا �ه �أ �ف
إ ى وِ � ر �
ك و ��س� بِم� زِ�ٍم ح� بِم� �� و م� د و�� إ ل� م� ،إ م� ��ي
أ ٱ َْ
�نَ�َه�ا �ف��ل ّ�ت �� � َّللهَ �� � ،ل�� ْ ���قْ ���ف ا ��ل�� �م �م ن
ه
�
ن ٱ ��ست
� ل
� � ّش َّ ة ��ف ن ٱ ���ست�� نَ َ ا �ف ا � �ف ا ئ ُة ��ل��
رِ ِ � ع ،و ِ� � ج � ي قِ� وير فِ� �ي
� � م � ا �ل���ر�عي��ِ� � ،م� � ح��س��ه� � � �ل � ���د� ِج ي�
� �م
ِ ِ
َ َ
� �ه�ه � ،ف��ع َ��س ٰ � �ع َ��س ٰ ُ��ّ
ى. � � �ك�
�ى و � �ِل و ج وِ
�
�ُن � � �ص�د � �ه� َ� ا َّ هُ �م ن ا ء ا �� �ق
��س��ي �و���ع� َم ا �ل�وكي���ل� ح
�و لل ِ � �ور ِ ل ِ و و �بِ
��
433
التحو ِ
لات والترعيفات المستجدَّةِ في فِقهِ
ِ ِ
الألفاظ قاموس
ُّ ُ ُ
المتق ِّل ِبة في ِ ِ ِ ِ فِقه التحو ِ
الت ما يجري ِمن ُس ِ
نن التغيرات والحوادث في المراح ِل ُ ُّ ُ
ِ
األزمنة .
ِ ِ ِ اث الش�رعيون لِ الو َّر ُ
تطبيقها الثوابت ،والقائمون على لثالثة لفاء الراشدون ُ الخُ ُ
ِ ِ ِ
الزمان ، وأداء أماناته�ا ( ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ) [األنع�ام َ . ]89 :
عبر
دة . الراش ِالخالفة ِ ِ ختصا بِ وليس ُم ً
ِ
الشرعية ِ
صول تحت األُ
يندر ْج َ ترك لم ِ فعل أو ٍ النصي في ٍ تفسير لِ ِ
لرمز ِ
الداللة ُسن ُة
ِّ ٌ
ِ
والتقريرية . والف ِ
علية ولية ِ نن ال َق ِ الس ِ ِ ِ ِ ِ ِ
المقررة لدى ال ُعلماء م َن استنباط ُّ ُ
ِ ِ ِ ِ الم ِ ِ ِ
وتنزيل اآليات التي ُ المس�ل ِم ، عن الملة بِ ُ خر ِج ِ الش�رك ُ إلصاق تُهمة ِّ ُ ُ
التشريك
سلمين . ُأ ِنز َلت في المشركين على الم ِ
ُ ُ
الس ِنة . ِ
شرعي م َن ُّ ٌّ الم ِض َّل ِة على َمن له وج ٌه ِ
إلصاق تُهمة البدعة ُ
ِ ُ التبديع
ُ
ِ
الش�رق المش�تغلون بِ ُعلو ِمِ
والش�رقي ُِّ الغربي
ِّ ومدارس العال ِم ُ شراق ُعلما ُء االستِ ُ
ووظائفه سل ًبا وإيجا ًبا . ِ ِ
أفكاره ِ
وتحليل ِ
وتعليل اإلسالمي
ِّ
حديث « ي ِ ِ الوه�ن والتداع�ي ِ ِ
�ك أن تداعى ع َل ُ
يكم وش ُ ُ الوارد ُة ف�ي ُثاء مرحل� ُة الغ ُ
األمم » ...إلخ . ُ
الخالف�ةِ
ضع�ف ِ ِ اإلسلامي ف�ي أي�ا ِم
ِّ ِ
المريض خريط� ُة العال� ِم الرج ِلِترك ُة ُ
ِ
ثمانية. ال ُع
وت . الوهن حب الدُّ نيا وكراهي ُة الم ِ
َ ُ ُّ
ِ ِ
األولياء أو ِ ُ
البيت . آل بالممقوت في ُح ِّ
ُ اإلفراط الشديدُ
ِ وإن�كار ِِ ِ ِ ِ
األخ�ذ بِ التفريط الم ِ
ع�االت االنف صوصي�ات حقائ�ق ُ
الخ تساه ُل ف�ي ُ ُ
الم ِ
ثبتة. ُ
عام ُ�ل بِه الموافِ َق
ف�ات المتبو ِع األعظ� ِم mفيما ي ِ ف ُس ُ المواق ِ
ِ نن
ُ وتصر ُ
ُّ �لوك ُس ُ
434
الجراير . ِ ِ
األخذ بِ األخالق وعد ِم ِ عار َض ِمن ِ
سعة والم ِ ُ
ِ �نن ِ
الواردة بِما الس ِ ِ ِ ِ ِ
سن ُة الخُ لفاء ما اجتهدوا فيه م َن اتِّخاذ المواقف بعدَ ِ ِ
النظر في ُّ
ٍ
ألحد . ٍ
غمط تقتضيه المصلح ُة العا َّم ُة ِمن َغ ِير تح ُّي ٍز وال
الدعوة بِشرطِه . ِ الرشدُ تسلس ُل فِ ِ
قه ُ ُّ
قه الداعي بِ ُشروطِه . الف ِ سند ِ تسلسل ِ ُ داء ِ
االهت ُ
وحي كاس�ات ش�رعي ٌة لِ ٍ ٌ معصوم�ة ِ
وانع ٍ ٍ
طه�رة �ذات ُم �ف دعوي� ٌة لِ ٍ مواق ُ الشريع ُة ِ
رباني.
ٍّ
ِ ِ ِ شرعي ُيحدِّ ُد فِ َ اللة ضابِ ٌط سن ُة الدَّ ِ ِ
نبوي
رآني أو ٍّ نص ُق ٍّ عل الشيء أو تركَه استقرا ًء ل ٍّ ٌّ ُ
ِ
صول . ط ِعل ِم األُ تحت ضوابِ ِ يندر ْج َ لم ِ
تصل ُة . األخالق واألسانيدُ الم ِ ُ النبو ُة
ُ
والسن ُة . ِ
الدعوة فِق ُه
الكتاب ُّ ُ
ِ
النبوية . ِ
األخالق فِق ُه الداعي هو النُّبوةُ ،أي:
ِ ِ ِ ِ
واألخالق . وسن ُة نب ِّيه m تاب ال َّله ُ ومعادلهما ك ُ األصلاَ ِن ُ
الم ِ ِ ِ
تفق ع َليها إجما ًعا . المشترك ُة ُأ ُسس الدِّ يانة ُ القواس ُم ُ
لتفر ِ
قة . الف لِ ِ الف ،واالختِ ُ الخ ِ التحريش تسيس ِ ُ
ُ
ُفر . يطان الك ُ الش ِ عقيد ُة َّ
ٍ
يومئذ ُغثا ٌء حدي�ث « :أنتم ِ المنصوص ع َليها بِ ِ ِ
والوه�ن الغُثائي ُة مرحل� ُة التداعي
الس ِ ِ
يل » . ك ُغثاء َّ
ِ آخ�ر ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الحياة مراح ِل عبر عنها بِالقيام�ة ألنَّها ُ الساع ُة ُج�ز ٌء م�ن أج�زاء الزم�ان ،و ُي ُ
خروية .ِ المراح ِل األُ ِ وأو ُل ِ
الدُّ نيوية َّ
ِ
األحاديث . الظواه ُر الكوني ُة المنصوص ُة في ِ ُ
األشراط
ٍ ٍ ٍ لوك لِلنماذج الس ِ
أفراد . مرحلة أو جماعة أو ِ ُّ المميز ُة مات ُ الس ُ العالمات ِّ ُ
ِ
أخبر عنه . m المطابِ ُق لما َ الحديث ُ ُ األمارات
ُ
435
ِ
ألخيار .سات المرحلي ُة التي يجري فِيها ال َّله النُّصر َة والتأييدَ لِ شارات التن ُّف ُ
ُ البِ
ُ ُ
ُصيب الفر َد ِ
أو األُ َّم َة . ِ
الفتن االبتِ
الءات العا َّم ُة التي ت ُ
ُ ُ
ِ
خالف�ةالم ِ خرج� ُة ع�ن ج�ا َّد ِة
الم ِ الت ِ
الفت َِن االبتِ ُم ِض ُ
الطري�ق إل�ى ُ لاءات ُ
ُ
واالنح ِ
راف. ِ
436
الم ِ
سلمين . ُ
التعليم +الدعو ُة إلى ال َّل ِه ُ المدموج التربي ُة +
ُ ُ
المثلث
ِ
الرزق . الذاتي في عاد ُل الرابِع مبد ُأ االكتِ ِ
فاء الم ِ
ِّ ُ ُ
تآمر ُة . ول االستِعماري ُة الم ِ القصعة الدُّ ُ ِ أكل ُة
ُ
جر ِد . التطو ِر راسات الحديث ُة ُ ِ ِ الخدْ ِ
ِعلم ِ
الم َّالحياتي ُ
ِّ ذات العالقة بِ ُّ ُ مات الدِّ ُ
منهجه�م ِم�ن علماءِ ِ س�ار عل�ى والرس ِ ِ األبوي ُة الشرعي ُة
ُ �ل و َم�ن َ ُ منه�ج األنبي�اء ُ
ِ
الديانة.
ِ
الوضعي .
ِّ العقالنية الما ِّد ِّي األنوي ُة الوضعي ُة ُ
منهج
ِ المسند ُة بِ ِ
الشرعي .
ِّ األبوي
ِّ السند المدرس ُة األبوي ُة مدرس ُة النُّبوة ُ
ِ ِ المدرس ُة األنوي ُة مدرس ُة َّ
خير منه » . الشيطان اإلبليسي ُة القائم ُة على مبدأ « أنا ٌ
ِ
الزمان . سيظهر في ِ
آخر األعور الذي ُ
المسيخ الدَّ َّج ُال
ُ ُ
والعقدي
ِّ الفكري
ِّ يس ِ
التس�ي ِ تفر َع عنها ِم َن ِ
الدجل الفك�ر ُة والثقاف� ُة الكافر ُة وم�ا َّ
ُ ِ
437
ك�ة باالقتِ ِ
جتمعات الهالِ ِ
ِ تفعي�ل الص�را ِع االقتِ
صاد الم
ص�ادي ف�ي ُ
ِّ ُ ِّ المنسي
الفقر ُ
ُ
بوي .
الر ِّ
ِّ
ِ
ِ
�روب ،وطغي�ان رأس السياس�ي بِ ُ
الح ُّ �ع
والتوس ُ
ُّ الث�روات، نه�ب
ُ المطغي الغنى ُ
ذات الطابِ ِع االستِهالكي الم ِ
جرد ثمارات ِ
ِ الطائلة في الاِ ستِ
ِ ِ
األموال ِ
وصرف المال،
ِّ ُ
الذي ال يخد ُم اإلنساني َة.
ِ ِ كان ِم� َنعلاج ل�ه ،س�وا ٌء َ المفسدُ ال�ذي ال ُ
الحس�ية أو األم�راض َ المرض ُ
ِ
المعنوية.
ِ الح ِ الم ِ
جه ُز
والتفجيرات . روب الجماعي في ُ
ُّ الموت
ُ الموت ُ
ُ
بن ُز ٍ
هير» . حرقوص ِ
ِ «أتباع
ُ ِ
الخوار ِج المدرس ُة الحرقوصي ُة مدرس ُة
المدرس ُة السلولي ُة مدرس ُة الن ِ
ِّفاق .
اب . الكذ ِ الم َسيلِمي ُة مدرس ُة ُم َس ِيلم َة َّ المدرس ُة ُ
ِ
العرب . الجاهلي ُة ِم َن
ِ المدرس ُة الوثني ُة مدرس ُة
الم ِ ِ ِ
نحرف ُة . المدرس ُة العبري ُة مدرس ُة اليهود ُ
نحرف ُةالم ِ المدرس ُة الصليبي ُة مدرس ُة النصارى ُ
ِ
والتاريخ . الجامع ُة بين الدِّ ِ
يانة ِ ِقراء ُة التاريخِ الشرعي ِ
القراء ُة
َ َ ِّ
أو المحرق ُة له . ِ
األديان ِ جرد ُة ِ
عن الم َّ الوضعي القراء ُة التاريخي ُة ُ
ِ
ِّ ِقراء ُة التاريخِ
ورفض ال َغ ِ
يبيات . ُ العقل والقوانين ِ العقالني ُة تأكيدُ
ٍ
جماعة . ذات أو مرحلة أو ٍ
ٍ التوثيق ال ُقرآني أو النبوي لِ ُ الحصان ُة الشرعي ُة
ُّ ُّ
تص ِل . ِ
والسند الم ِ ِ
األخالق الخُ لفاء مسمى لِكا َّف ِة الوارثين قرار ِ
العل ِم بِ
ُ َ ُ ُ َّ
الي ِ
التس�ي ِ ذات االرتِ ِ
ب�اط بِ واألف�راد ِ
ِ ِ الحلفاء مس�مى لِكا َّف ِ
يس الدَّ َّج ِّ الم�دارس �ة َّ ُ ُ
والمن ِّف ِذين له .
ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اث الوسطي ُة الشرعي ُة الدعو ُة إلى ال َّله بِالحكمة والموعظة الحسنة على ُسنَّة َّ
الور ُ
النمط األَ ِ
وسط . ِ الحاملين صف َةِ
438
الفكري واالجتِماعي َبي َن الرعايا .
ِّ التواز ِن
ُ دال الواعي ا َّل ِذين يقيمون ُسنَّ َةاالعتِ ُ
لم ِ ُ ُ ِ ِ ُ ُ
األصول النصي ُة
واإلحسان ،والع ُ واإليمان ، األربعة :اإلسال ُم ، الديانة أصول
ِ
الساعة . ِ
عالمات بِ
ِ
األبوية . ِ
واألسانيد ِ
النبوية ِ
األخالق ِ
منهج ُ
األوسط حمل ُة ُ
النمط
رسول ال َّل ِه . m ِ نزل بها على ُ
ِ
الشريعة الم ِ التكليفات الشرعي ُة أحكا ُم ُ
ِ ط الع ِ العلم الشرعي المقيدُ بِضوابِ ِ األصول ِ
ِ لم ِ
عصر التدوين . لماء في ُ ُّ ُ ُ ع ُ
ِ ِ ِ التسلس ُل الشرعي هو انتِ ُ ِ
سن التلقي . وح ِ قال العل ِم والدعوة إلى ال َّله بِاإلجازة ُ ُّ ُ
رسول ال َّل ِه . ِ
ُ قال :ال إل َه إلاَّ ال َّل ُه ُ ،م َّ
حمدٌ اإلجابة ك ُُّل َمن َ أم ُة
وعل َم بها ِمن األُم ِم . أدرك مرحل َة اإلسال ِم ِ َ ِ
الدعوة ك ُُّل َمن أم ُة
الص ِ
ور . النفخ في ُّ
ِ
الكون بِ ِ الساع ُة نِهاي ُة
ِ
الساعة . سالة إلى قيا ِم مرحلة الر ِ ِ األشراط ِمن
ِ جملالساعة ُم ُ ِ عالمات
ُ
ِّ
ِ
جريات النبوي بِ ُم ِ
الخبر ِ
طابقة الظاهر ُة الدال ُة على ُم ِ ٍ
عالمة ،وهي جمع العالمات
ُ
ِّ ُ
ِ
الحياة .
ِ ِ أمر معي ٍن س�ب َق ِ
أحاديث اإلش�ارة إ َليه ف�ي ت حص�ول ٍ ُ َّ ُ جم�ع ٍ
أم�ر ،وه�ي ُ األمار ُة
المصطفى . m ُ
أش�ارت ِ
لمألوف ،كما الظاهر ُة الكوني ُة المخالِف ُة لِ ِ ش�رط ،وهي ٍ جمع ُ
األشراط
َ ُ ُ
ِ
الساعة . ِ
أشراط ُ
أحاديث إ َليه
راف . االنح ِ
ِ الموقع ُة فيث ُ
ِ
والحواد ُ ِ
الفواج ُع الم ِضل ُة وهي تن ُ
ِ
الف ُ
سلمين . القتل خاص ًة بين الم ِ ِ الهرج كثر ُة
َّ َ َ ُ ُ
ِ
وسائله . ضول الكال ِم وكثر ُة المرج ُف ُ ُ
سلمين والك ِ
ُفار . تال الشديدُ والحروب بين الم ِ الق ُ المالحم ِ ِ
ُ ُ َ َ ُ ُ
ِ
س�تقبل اإلشارات المالحظ� ُة الم ِهم� ُة الت�ي أخب�ر النب�ي mع�ن و ِ
قوعها في ُم ُ ُّ َ ُ َّ ُ ُ
ِ
الزمان.
439
ُسمى ِ ِ ِ الدَّ ول ُة العلي ُة اسم آخر يط َل ُق على د ِ
اإلسالمي الدَّ ولة ال ُعثمانية ،وت َّ ِّ القرار ولة َ ٌ ُ ُ َّ
ِ ِ
التاريخ بِدولة
الباب العالي . ِ ُب أيضا في ُكت َ ً
َّيل من�ه ،وارت َقوا في يهود تُركيا دخلوا اإلسلا َم لِلن ِ ِ الدونمة مجموع� ٌة ِم�ن ِ يهو ُد
ِ
الجيش ِ
قيادة المطاف إلى ِ الفتاة ،حتَّى وصلوا ِ
آخ َر ِ ِ
جمعية تُركيا عبر
مناصب شتَّى َ َ
اإلش�رافِ ور َ ِ الخليفة ِ ِ َ والحك� ِم ،ودبروا
وكان لهم َد ُ الحمي�د الثاني ، عبد إس�قاط ُ
والديون والصرا ِع المعروفِ ِ ِ
الحرب ِ ِ
على تحطي ِم قوة الدَّ ولة ال ُعثمانية وإغراقها في ِ ِ
ِّ
العربية الكُبرى .ِ التتريك ؛ ِمما أدى إلى قيا ِم ال َّث ِ
ورة ِ بِ
َّ
ِ
واإلسلامية أثنا َء ِ
العربية روبي�ة في البِ ِ
لاد ِ ال�دول األُ ِ االستِعمار مرحل� ُة امتِ ِ
�داد ُ
والثانية وما بعدَ هما . ِ الحربين العالميتَين األولى
�يوعية في العا َلمين ِ ول ُّ هيمنة الدُّ ِ ِ هتار بد ُء ِ
وش�طر ُ واإلسلامي ،
ِّ العربي
ِّ الش االست ُ
رأسمالي ٌة وشيوعي ٌة . العال ِم إلى ُقوتَين ِ :
ِ ِ مالية ُّالرأس ِ الباردة بين ِ ِ ِ ِ ُ ثمار ِ
مرحلة يوعية ،وبد ُء والش َ َ الحرب مرحلة سقوط االست ُ
وح ِد . الم َّ العالمي ُ ِّ ولمة ،وسياد ُة النِّظا ِم الع ِ
َ
ِ ِ ِ
الخالف ُة المدونم ُة هي مرحل ُة ُس�قوط الخليفة عبدالحميد الثاني ُث َّم تُس� َّل ُط يهو ُد ِ ِ
440
السنة الشيطانية
السنة
البدعة
441
ِ
البحث رم ِ
اج ُع
•القرآن الكريم وأمهات كتب السنة
•سبل الهدى والرشاد ،اإلمام الصالحي
•اإلشاعة ،البرزنجي
•أشراط الساعة ،يوسف بن عبدالله الوابل
•إتح�اف الجماع�ة بما ج�اء في الفت�ن والمالحم بي�ن يدي الس�اعة ،حمود ب�ن عبدالله
التويجري
•فقه أشراط الساعة ،د .محمد أحمد إسماعيل المقدم
•كتاب السنن الواردة في الفتن ،أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري الداني
•الفتن ،نعيم بن حماد
•تحقيق مواقف الصحابة « مجلدان » ،د /محمد أمحزون
•التليد والطارف ،أبو بكر المشهور
•أركان الدين األربعة ،أبو بكر المشهور
•كشف األقنعة عن الوجوه الغثائية المقنعة ،أبو بكر المشهور
•المؤامرة الكبرى على اإلسالم ،عالء الدين المدرس
•الجزيرة العربية « نجد والحجاز » في الوثائق البريطانية ،نجدة فتحي صفوة
•األطلس التاريخي للعالم اإلسالمي ،ماليز روثفن
•أطلس تاريخ العرب واإلسالم ،سيف الدين الكاتب
•أطلس الفتوحات اإلسالمية ،أحمد عادل كمال
علي محمد الهالبي •الدولة العثمانية ،عوامل النهوض وأسباب السقوط
•منهجية النمط األوس�ط من س�ادة الصلح وبقية الس�يف وبراءتهما من اإلفراط والتفريط
المسيس ،أبو بكر علي المشهور
•الشريف حسين بن علي والخالفة نضال داود المومني
•لورنس ..الحقيقة واألكذوبة ،صبحي العمري
•السيد محمد طاهر الدباغ ،د .محمد الجوادي
•العراق في أحاديث الفتن والمالحم ،مشهور حسن سلمان
442
الفهرس
443
فهرس الجزء الأول
املقدمة
اعتناء اإلسالم بفقه المراحل
أهمية الدراسة الجذرية
ضياع الحق بين ركام األقالم
عوامل التجني على التاريخ :الخلط المتعمد واألحكام العمومية
القراءة المادية العقالنية
القراءة الشرعية الموجهة
القراءة ال تكون إال باسم الرب
أهمية القراءة النصية
مرحلة الرسالة المحمدية
مرحلة ما بعد الرسالة إلى قيام الساعة
مرحلة ما قبل البعث
الدراسة النصية أساس حوار الحضارات وتقارب األديان
الدراسة الجديدة للركن الرابع وأهميتها
مع المؤلف في مسيرة المعاناة
االعتراضات واالحتجاجات بين األمة..
لماذا ؟..
بداية االنطالق في فقه التحوالت
تقرير الحالة
المدخل إلى معرفة الركنية الرابعة
مقدمات هامة لقراءة عالمات الساعة
تبقى األشراط في دائرة التوقع المظنون
مراعاة الترتيب الزمني لألشراط
عدم تأثير الترقب على واجب الوقت
هدي السلف أمام فقه التحوالت
النصوص وعالقتها بما يطرقه االحتمال
444
حصر مصادرالتلقي
ال نعطل السنن واألسباب
رأي المؤلف فيما سبق من الضوابط
متابعة الحاديث أيسر وأولى من متابعة تعقيدات العلماء
التلميح خير من التصريح في المعاتبة
ظاهرة االحتناك واالحتكار للسالمة
األشراط المجهولة وموقعنا من معارضتها
لماذا تناول النبي mالعالمات؟ لم لم يسكت عنها أو يخف من إشهارها؟
مرحلة الرسول mتأصيل
فقه التحوالت اليوم من أهم أركان الدين
فقه التحوالت يعرفنا باألوعية الحاملة للعلم ومكانتها العلمية
نصوص فقه التحوالت تعنى بمسيرة الحكم والعلم
حياة النبي mقراءة واعية لألحداث حاضرا ومستقبال
فقه التحوالت علم ضابط لمواقف الرجولة
حاجتنا لهذا العلم أكثر من حاجتنا للماء والغذاء
املنطلق
العودة إلى األساسيات من أهم المهمات
قراءة العلماء ألصول الديانة كانت على ضوء الثوابت الثالثة
قراءتنا لعالمات الساعة تأتي على أنها ركن خاص بالتحوالت
عقائد الشيطان في البشرية
إظهار العلم بالعالمات مهمة شرعية
قوله « :mبعثت أنا والساعة كهاتين»
تعريف الساعة
445
معنى العالمات
معنى األمارات
معنى البشارات
446
مفهوم فقه التحوالت
اشتقاق اللفظة
مادة فقه التحوالت
الفقه في اللغة واالصطالح
اإلسالم في معناه العام
العلم بعالمات الساعة علم شرعي موثق الكتاب والسنة
األساس في النجاة هو العمل
«بادروا باألعمال» وما يترتب على مفهوم المبادرة
اإلشارة النبوية إلى ما يحل باألمة عند انقطاع األعمال
معنى «الفقر المنسي»
معنى «الغنى المطغي»
تركنا للصناعات اإلنتاجية وهجرنا لمبدأ االكتفاء الذاتي جعلنا (سوقا استهالكيا)
وهذا ما أدى إلى الغنى المطغي
معنى (المرض المفسد)
معنى (الموت المجهز)
الدجال شر غائب ينتظر
447
الحضارة الكنعانية والكلدانية
مادية قوم نوح والطوفان
حضارة قوم عاد والريح العقيم
إبداعات قوم ثمود والصيحة
شهوانية قوم لوط والحجارة
تجارة قوم شعيب والرجفة
عمران قوم سبأ والسيل العرم
الحضارة الفرعونية وتعدد العقوبات
الحضارة العبرية وتنوع اآليات
السنة الشريفة واعتناؤها بفقه التحوالت
أساس هذا العلم هو الربط الواعي بعموم الزمان أو المكان دون تحديد ،فالتحديد
مزلة كبرى
ثمرة الدراسة لفقه التحوالت
ثمرة هذا العلم
عالقة فقه التحوالت بالدعوة إلى الله
الثوابت الثالثة في فقه الدعوة إلى الله
448
سنة املواقف وسنة الدلالة وموقعها من فقه التحولات
مفهوم السنة كموقف في حديث «عليكم بسنتي»
سنة المواقف هي التطبيق األخالقي في فقه الدعوة
سنة الداللة ضابط شرعي لم يندرج تحت ضوابط علم األصول
سنة الداللة في فقه التحوالت
االستدالل بسنة الداللة على ما لم يكن له سابق مثال
البدعة الدينية والبدعة الدنيوية كالهما مذمومان إذا انعدمت ضوابطهما الشرعية
االستدالل بسنة الداللة على مسنجدات العلوم
ظاهرة التشريك ليست ديانة
مدارس القبض والنقض وظاهرة تحريف النصوص
قاعدة:
سالمة المرحلة :بالنص
سالمة الذوات :بالحصانة الشرعية
الشهادات الشرعية من لسان رسول الله mلصحابته حصانة ال تنقضها األحداث
مدرسة االعتدال والوسطية وموقعها من فقه التحوالت
الذي ينازع ما نحن بصدده إما لجهله بالركن الرابع أو لرفضه الطبعي له
موقع عالمات الساعة من علماء الفقه التقليدي
موقف الجماعات الجديدة من فقه التحوالت
إعادة القراءة لرباعية األركان ضرورة ملحة
الصراع التاريخي بين المذاهب يحتاج إلى إعادة نظر
449
المدرسة النبوية األبوية الشرعية
المدرسة األنوية الوضعية
هل ثمة عالج؟ وكيف وما هي وسائله؟ هذا الفقه يضع اإلنسان أمام مسؤولياته
مفهوم الخلفاء في فقه التحوالت
من هم الخلفاء؟ وكم عددهم؟
العدالة في فقه التحوالت مقيدة وليست مطلقة
450
علماء فقه التحوالت
أحاديث العلم بالساعة
الصمت المطبق عن عالمات الساعة وما ترتب على ذلك
بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ
مقدمة الداني صاحب كتاب «السنن الواردة في الفتن»
مقدمة البرزنجي لكتابه «اإلشاعة»
451
فهرس الجزء الثاني
452
تحديد هوية الخوارج على لسان اإلمام v
مقتل اإلمام علي vعالمة وسطى
صلح اإلمام الحسن vعالمة وسطى
ملك بني أمية عالمة وسطى
رؤيا النبي mللقردة والخنازير تتنزى على منبره
وقعة الحرة عالمة وسطى
فتنة ابن الزبير ومقتله عالمة وسطى
خالفة عمر بن عبدالعزيز vعالمة وسطى
ملك بني العباس عالمة وسطى
مناقشة لمعاني (الملك العضوض)
453
النفاق التاريخي اخترق صفوف األمة إلى اليوم
الغثائية من حديث ثوبان
454
ظاهرة التخلي عن تفسير اآليات القرآنية لما فيها من إدانة للكفار
خطر الثقافات الغازية على التركيب اإلسالمي الموجه
455
أحمد القادياني
مدعو المهدية من الكذابين
قتال الترك والعجم
الربط بين وظائف الدجاجلة واألعور الدجال
قتال الترك والعجم
قتال التتار في أواخر العصر العباسي
قتال الترك على حرب الماء وكنز الذهب
قتال العجم واستثارتهم حتى يكونوا كاألسد ال يفرون
كثرة القتل
كثرة القتل
كثرة الهرج حتى ال يدري القاتل فيم قتل وال المقتول فيم قتل؟
استباحة القرامطة لحجاج الحرم عام 317هـ
حصاد الحروب العالمية لآلالف من البشر
حروب الثورات العربية والحروب القبلية والحزبية
الحروب الطائفية
زخرفة المساجد والتباهي بها
زخرفة المساجد والتباهي بها
ظاهرة تسامح بعض العلماء في زخرفة المساجد
بناء المساجد للزينة في المنتزهات
بيع الحكم
عالمة صغرى
456
نشء القرآن بأصوات المزامير
عالمة صغرى
الجرأة في الفتوى
عالمة صغرى
الجرأة في الفتوى
ظاهرة الفتوى إلرضاء الساسة
ظاهرة الفتوى في تحريف معاني القرآن
ظاهرة التجمل باأللسنة في الحديث وإخفاء الخديعة في القلوب
الفتنة التي تصاب بها األمة ثمرة المخادعة
العودة إلى الشرك
عالمة صغرى
ظاهرة تهمة الشرك على زوار القبور
العود إلى الشرك وعبادة األوثان
فقه التحوالت ال يشير في العالمات إلى تجديد التوحيد في مرحلة الغثاء
ظاهرتا اإلفراط والتفريط هما المسؤولتان عن الصراع العقدي
وجوب رد تهمة الشرك من األمة
مرحلة الشرك الجاهلي األول
المرحلة الثانية بعد موت عيسى عليه السالم
ما بين بعثة النبي محمد mوإلى نزول عيسى ش ينحصر الشرك األكبر في اليهود
والنصارى وأهل األوثان
ظاهرة االستتباع للمشركين في آخر الزمان
علة األمة :اإلفراط والتفريط
وسائل الفحش عالمة صغرى
دور األجهزة اإلعالمية في إظهار الفحش والتفحش
األجهزة اإلعالمية ووسائل الفحش
من ظواهر الفحش ما يباع ويشاع في األفالم والمالبس
من ظواهر الفحش مشاركة الجيل في األندية المختلطة
شرب الخمر واستحاللها
شرب الخمر واستحاللها عالمة صغرى
ظاهرة تغيير اسم الخمر وشربها بين المسلمين
457
ترويج المخدرات
إسقاط الحدود الشرعية تبعا لرغبة جمعيات حقوق اإلنسان
تعظيم أرباب األعمال ورجال المال عالمة صغرى
ظاهرة تعظيم رب المال
تداخل العالمات المؤدية إلى تعظيم رب المال
رفض تعظيم األولياء وأهل األحوال أدى إلى البديل المناسب :ظاهرة تعظيم
رجال المال واألعمال
ظهور المعازف واستحاللها عالمة صغرى
ظهور المعازف واستحاللها
بناء المؤسسات الثقافية المخصصة للفنون
تشجيع الفن وتكريم الفنانين
مظاهر الفن ومخرجات األفالم والمسارح
حديث المسخ في األمة الستحالل الحر والحرير والخمر والمعازف
الفنون الشعبية المنظمة ال تدخل في المحظور
التطاول في البنيان
التطاول في البنيان عالمة صغرى
االستثمارات العربية الخيالية وصرفها في أبنية األبراج
الحديث يخص العرب في ذم التطاول
كثرة التجارة
كثرة التجارة
مشاركة المرأة لزوجها في التجارة
التنافس على الدنيا
ظهور الربا عالمة صغرى
هيمنة المدرسة الربوية على االقتصاد العربي واإلسالمي دراسة وتجارة
ظهور فتنة الربا والشراكات االقتصادية المشبوهة
بدأ عهد االستعمار في ترويض الشعوب المسلمة على قبول المعامالت الربوية
دور الغثائيين من المسلمين في وضع قواعد الربا البنكي
انتشار المصارف المتعاملة بالربا
خطر الربا على الحياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا
عالقة التطرف واإلرهاب بالربا والمعامالت المشبوهة
458
الربا جزء من الكفر
ظهور الفتن من المشرق
فقه التحوالت ووضعه الدواء موضع الداء
فتن المشرق عالمة صغرى
الجهات التي ظهرت منها الفتن عبر التاريخ
أحاديث فتن المشرق
رواية فتن المشرق بالمفرد والمثنى «:قرن/قرنا الشيطان »
تحديد األحاديث جهة المشرق بربيعة ومضر
تحليل « قرنا الشيطان » بألف التثنية
المعنى ال ينطبق على الرعايا وعموم المسلمين
أحاديث متنوعة عن قرن المشرق
اعتناء العلماء بفتن المشرق العامة والخاصة
فتنة الخوارج
انتشار الفتنة في البالد العربية واإلسالمية
ظاهرة انتشار الفتنة المعادلة للخوارج تحت مسمى حب آل البيت
وجوب المبادرة باألعمال عند ظهور الفتن
أفضل الناس في الفتن من يعتزل الناس
العزلة عن الناس أو الجهاد ال يشمل نماذج فلسطين وما شابهها
ظاهرة الزنا عالمة صغرى
انحدار األخالق في مرحلة االستعمار
ظهور الزنا
بروز جيل الكاسيات العاريات
ارتباط المخرجات الثقافية في العالم العربي واإلسالمي بالعالم اآلخر
منظمات الوقاية من األمراض الجنسية ودورها في نشر الفساد
مستقبل االنحدار الخلقي في العالم اإلسالمي
خطورة ما يدور خلف الكواليس في المسارح واألندية وغيرها
ظهور األمراض التي لم تكن في األسالف
نقض عرى اإلسالم واإليمان
نقض عرى اإلسالم واإليمان
نقض عرى اإلسالم عروة عروة
459
بداية النقض في العهد األموي وما تاله
نقض الحكم والعلم في مرحلة االستعمار
نماذج النقض في العالم العربي واإلسالمي
استمرار نماذج النقض في اللعبة المشتركة إلى اليوم
تتصور الرموز ورجاالت العلم والثقافة « النخبة » قدرتها على تطوير األمة من
غير إسالم
الضحايا من الشعوب المشاركين في برامج االحتواء وااللتواء
مرحلة التداعي والوهن ودورها في النقض
شعارات الكتاب والسنة كظاهرة من ظواهر النقض
ال أمل في نجاح البرامج المطروحة حاليا إلنقاذ األمة
فناء بعض الشعوب والقبائل
فناء بعض الشعوب عالمة صغرى
طلب الملك والحمية سبب في فناء بعض الشعوب
الهالك المحتم للشعوب بعد هدم الكعبة
ظاهرة ترك الجهاد في سبيل الله ‘رسميا’ وبقائه ‘شعبيا’
الطائفة المنصورة ..بقاء الجهاد في سبيل الله «حصريا» إلى يوم القيامة
الطائفة المنصورة عالمة صغرى
أحاديث الطائفة المنصورة
اإلشارة إلى اإلسالم ووجود الطائفة المنصورة بها
األحاديث الجامعة لمفهوم البقاء على الحق دون ذكر الجهاد
أحاديث الطائفة المنصورة تشير إلى بقاء الجهاد إلى يوم القيامة
الطائفة المنصورة ال تنتمي إلى دولة أو جماعة أو حزب
اختفاء التعامل بالنقدين
توقف الجزية والخراج /سقوط دولة الخالفة
حصول الزالزل والخسف وهالك بعض البالد
قراءة ما اكتتب من سوى كتاب ال ٰله عز وجل
عرض عام لبقية العلامات الصرغى
التسلسل الزمين الرشيع الجامع لسير العلامات
والأمارات إىل قيام الساعة
460
فشل االقتصاد وامتداد سياسة التجويع والتطبيع والتشريك والتبديع
461
تغير األحوال قبيل مرحلة المهدي
اإلحباط النفسي لدى الصالحين قبل المهدي
صيحة في رمضان عالمة كونية قبل ظهور اإلمام
الرايات السود من خراسان
وجوب التحري في نصرة الرايات لتشابه الظواهر
مهمات المهدي وسياسته العلمية والعملية
انقطاع الربا واالقتصاد الرأسمالي
شك بعض العلماء المذهبيين في حقيقة اإلمام
ظهور البركة في المنتجات المحلية
معارك اإلمام مع السيفاني ومهادنة الروم
املرحةل اليأجوجية
متابعة مختصرة للدراسة الميدانية الجديدة
دول قارة الخيل وعالقتها بالمرحلة اليأجوجية
اليأجوجية في كتب غير إسالمية مرحلة عدوانية يتحكم فيها الشيطان
المرحلة اليأجوجية في اإلنجيل
462
يأجوج ومأجوج يكتسحون العالم العربي
الطغيان اليأجوجي قبل نهايتهم الحتمية
عيسى ش والمؤمنون يرغبون إلى الله في إهالك قوم يأجوج ومأجوج
ما بين هالك يأجوج ومأجوج وموت عيسى ش
موت عيسى ش بالمدينة المنورة ودفنه بالحجرة الشريفة
الدابة
خروج الدابة من مكة
« وإذا وقع القول عليهم » موت العلماء ورفع القرآن
بقاء الناس بعد الدابة مددا طويلة
ما بعد مرحلة خروج الدابة
الريح القابضة لمن بقي من المؤمنين
ارتباط هدم الكعبة بموت المؤمنين وبقاء عجاج من الناس
هدم الكعبة
ظهور الدخان كعالمة
الدخان
اخلسوفات الثلاثة
الخسوفات الثالثة ظواهر كونية كبرى وفيها تهيئة لظهور الشمس من مغربها
463
انقطاع الهجرة والطبع على القلوب ونهاية العمل الصالح في األمم
النار الحارشة
النار الحاشرة إحدى الظواهر الكونية األخيرة
اليمن وعدن وحضرموت مواقع خروج النار
ماهي النار الحاشرة؟
األفواج المتعاقبة بالخروج خوفا من النار
الهجرة األخيرة إلى الشام
اندراس اإلسالم هو اندراس العمل بأوامره واجتناب نواهيه
464
ِ
الواثئق ح ٌق ب ِ ِ
بعض مل َ
ُ
نماذج من مؤامرة (فتنة السراء) المقررة في فقه عالمات الساعة
نص ِر ٍ
سالة : 523/1
القاه ِ
رة المندوب السامي في ِ
ِ ِ
الخارجية إلى ِ
وزارة برقي ٌة ِمن
ِّ
25آب/أغسطس 1915م
المرقم ُة 450 ِ
الرقم / 598عاجل /برقيتُكم ُ
س�تصو ًبا ؛ َّ ِ ِ
فإن إقراره .وإذا ما وجدتُم ذل َك ُم َ
تم ُ قترح على ش�ريف مكَّة َّ
الم ُ الر ُّد ُ
خاص ٍة بِالمعنى التالي : ٍ
لكم إضاف َة ِرسالة َّ
ِ
ضمان ِّفاق َأول�ي لِ
لبحث ف�ي ات ٍ ِ عداد لِ
الجالل�ة على اس�تِ ٍ
ِ ِ
صاح ِ
�ب «إن ُحكوم� َة
َّ
ٍّ
عبدال َّل ِه أو
نجل�ه ِ الش�ريف بِ ِ
ُ َ
بع�ث قوق�ه وامتيازاتِ�ه إذا م�ا
الش�ريف وح ِ
ُ
ِ اس�تِ ِ
قالل
الشريف الخ ِ
الفة َّ ،
فإن الغرض .وفيما يتع َّل ُق بِ ِ
ِ صر لِهذا ِ ٍ ِ بِ
َ آخر إلى م َ
مفوض َ مبعوث
ِ ِّفاق مع ِ ِ
صاح ِ
ب أن ُحكوم َة
أبناء دينه ،فله أن يطمئ َّن إلى َّ إذا ما نُود َي بِه خليف ًة بِاالت ِ َ
ِ
النس�ب ،وكما جرى بيانُه من ِ
صحيح عربي الخ ِ
الفة إلى عودة ِ
الجاللة س�تُرحب بِ ِ ِ
ٍّ ِّ ُ
لشهر تِشرين الثاني/نوفمبر الماضي» . ِ كتشنر
َ
ِ
اللورد ِ
راسالت ُ
قبل في ُم
ين ِ
الشريف ُح َس ٍ َ
مكماهون إلى ِرسال ٌة ِمن
ِ
العرب وإن مصالِ َح
ف (َّ : )525 : 1 ش�وال 1333هـ /أغسطس 1915م بِتصر ٍ
ُّ
ِ
النس�بة فنحن نؤ ِّكدُ لكم العك�س ،ولِهذه
ِ والعكس بِ ِ
اإلنكليز ، نفس مصالِ ِ
�ح
ُ ه�ي ُ
ِ ِ فخامة ال ُّل ِ
ِ
علي أفندي ،وهي كتش�نر التي وص َلت إلى س�يادتكم عن ي�د ٍّ َ ورد َ
أقوال
مع اس�تصوابِنا ِ ِ قالل بِ ِ
وضح�ا به�ا رغبتَنا في اس�تِ ِ الت�ي َ
وس�كانها َ العرب ُ الد ً كان ُم
465
العربية ِعند إعالنِها .
ِ لخ ِ
الفة لِ ِ
ِ ب بِ ِ ِ
اس�ترداد أن جالل� َة ملك بِريطاني�ا ال ُعظمى ُي ِّ
رح ُ م�ر ًة ُأخرى َّ
ُص�ر ُح ُهنا َّ
وإنَّ�ا ن ِّ
َّبوي ِة الم ِ ِ عربي صمي ٍم ِمن ُفروع تِ َ الفة إلى ِ
الخ ِ ِ
باركة . لك الدَّ وحة الن ِ َّ ُ ٍّ يد
ِ
الجليل ولة الس ِّي ِد
ُرس َ�ل إلى س�احة د ِ
َ
عداد لأِ ن ن ِ
كام ِل االس�تِ ِ ومع ذلِ َك فإنَّنا على ِ
َ
رة ِم َن
والصدق�ات المقر ِ
ُ َّ
ِ الح ِ
بوب ِ ِ ِ
والع�رب الكرا ِم م� َن ُ
العربية المقدَّ ِ
س�ة ُ
ِ ولِلبِ ِ
لاد
المكان الذي تُع ِّينونه ِ إش�ارة ِمن س�يادتِكم وفي
ٍ جر ِد ِ ِ ِ
البِالد المصرية ،وس�تص ُل بِ ُم َّ
س�اعدة رس�ولِكم في جمي ِع س�فراتِه إ َلينا ،ونحن ِ مة لِ ُم
الالز ِ ِ
الترتيبات ِ .وقد ِ
عملنا
ستنش�قين رائح َة مو َّدتِكم الزكي َّة ،ومستوثِقين بِ ُعرى
على الدوا ِم معكم قلبا وقالِبا م ِ
ً ُ ً َ
ِ
العالئق َبينَنا . محبتِكم الخالِ ِ
صة ،سائلين ال َّل َه ُسبحانَه وتعالى دوا َم ُح ِ
سن َّ ُ
َ
مكماهون ()529 : 1 ِ
الشريف إلى ِرسال ٌة ِم َن
ِ
بأرجحية اإلخالص ِ ،
معترفين ِ والخالص ُة يا حضر َة الشه ِم المبج ِل أنَّا على ِ
أكيد ُ َّ
نجعل في إشارتِكم في رقيمكم
َ والئكم رضيتُم عنَّا كما ُأشير أم سخطتُم .نأبى أن
ِ
ترويج ِ
رس�ال في درجات االستِ
ِ أقوامنا ـ في أقصى ِ بعض
يزال ُ الذ ِ
ك�ر بِأنَّه ال ُ ِ
ب�ادئ ِّ
تور والتر ُّد ِد ف�ي رغائبِنا ،التي أنزه ش�هامة آث�ار ال ُف ِ
ثمان�ي ـ ُح َّج� ًة على ِ
ِّ ِ
الطل�ب ال ُع
يس�ت ِمن ق�وا ِم حياتِن�ا .ال بل هي حياتُن�ا الما ِّدي ُة تق�ول بِأنها َل َ
َ أصالتِك�م عل�ى أن
الساعة قائم بِذاتي وبِجمي ِع حواسي في إِ ِ
نفاذ ما ِ والمعنوي ُة واألدبي ُة .ألنِّي إلى هذه
ٌ
األوام ِر ،وفي كا َّف ِة ما له تع ُّل ٌق بِه ِم َّما
ِ اإلسلامي في بِالدي ِم َن
ِّ كان ُموافِ ًقا لِلش�ر ِع
َ
أمر َغ ِير ذلِ َك .
يأتي ال َّل ُه بِ ٍ ِ
يكون عائدً ا إلى باقي المملكة إلى أن َ ُ
466
س�تقبل اإلسلا ِم ،وإذا اس�تطعنا أن ِ
نحم َل ِ ٍ
كبيرة تتع َّل ُق بِ ُم ٍ
قضية ِ
واجهة إنَّنا في ُم
ِ
الموافقة على أكثر َميلاً إلى ِ ِ
الفرنسيين على إدراك هذه الحقيقة ،فإنهم قد يكونون َ
لش ِ
�ريف الوقت بالِغ ٌة ِجدًّ ا ،وأنَّنا ما لم نُقدِّ ْم لِ َّ
ِ أن أهمي َة ِ
التأكيد َّ ِ
التس�وية .وأش� ُع ُر بِ
قائما ِضدَّ نا . ٍ
قترحات محدَّ د ًة ومقبول ًة ،فإنَّنا قد ِ حالاً ُم
عالما إسالم ًّيا ً
ً نجدُ
ِ
السفير البِريطاني بارسي ص: 575 ِ
الخارجية إلى ومن ِر ِ
سالة ِ
وزير
س�وف
َ ِ
ريطانية ِ
حماية البِ تحت الِ ِ
العرب َ إن الفقر َة التي تضع ك َُّل بِ ِ
الد أضاف َّ :
َ ُث َّم
ُ
مع فرنس�ا لِما عقد ات ٍ
ِّفاق َ
مال ِ حة ،وتُد ِّم ُر احتِ َ
واض ٍ مس�ئوليات مربِ ٍ
كة و َغ ِير ِ
ُ
ٍ ُره ُقنا بِ ت ِ
467
زعيم �ين ص ، 605وهو ِ
الش�ريف ُح َس ٍ الميرغني إلى عل�ي س�الة الس� ِّي ِد
ِ نص ِر
ٌ ِّ ٍّ ُّ
قبل ِ
الشريف َ اإلنكليز ِ
معرفتَه بِ َّ
واستغل ِ
�ودان ، الس ِ ِ
ُ كبير من أشراف ُّ وديني ٌ
ٌّ سياس�ي
ٌّ
ٍ
وإيحاء ِ
اإلنكلي�ز ِ
الش�ريف بِا ِّطال ِع ُ�ب رس�ائ َله إلى َ ِ
الميرغن�ي يكت ُ
ُّ وكان الح�رب ،
ِمنهم:
تاب » ِ
«ك ٌ
ِ
الشريف ُح َس ٍ
ين الميرغني إلى علي ِ ِ
ِّ م َن الس ِّيد ٍّ
الخرطوم 1915/11/17م
ِ
غتصب الم ِ ِ ِ ت العزم أن ت ِ بِريطانيا العظمى عقدَ ِ
هم ُالعرب على استعادة ُحكم ُ
َ ُساعدَ َ ُ
نذ ِعدَّ ِة
العرب ه�ذا ُم ُ
ُ أضاع
َ
ِ
المفق�ود ،لقد رداد اس�تِقاللِهم
وس�لطانِهم وعلى اس�تِ ِ
ُ
كمهم ،وها ق�د س�نح ِ ومس�اوئ ح ِ ِ ِ ُق ٍ
ت ال ُفرص ُة َ
اآلن َ ِ ُ األت�راك عس�ف ِ
س�بب رون بِ
حقائق ِ ِ ِ
العرب أن ُف َس�هم أكثر منِّي .
ُ يعر ُفها َ ضاع ،إنَّني فقط ُأ ِّ
ق�ر ُر الس�تعادة ك ُِّل م�ا َ
َ
الثقيل ِ
أعناقهم الن ََّير يطرحوا ع�ن ِ
لعرب كي األوقات لِ
ِ أنس�ب والوق�ت ِ
الراه ُن هو ُ
ُ ُ
هم االس�تقاللي َة ،و ُيجدِّ دوا ِ ِ
أمانيهم القومي َة ومطام َح ُ ُ ُّركي ،وكي ُيح ِّق ُقوالحك ِم الت ِّل ُ
اآلن إلاَّ أن يغتنِموا ال ُفرص َة الس�انِح َة في ِ ِ
يهم َ يس ع َل ُ هم العظم�اء .و َل َ أمجا َد أسلاف ُ
العربي ح ًّق�ا ،ويهتبلوا ال ُفرص َة التي ِ ِ
ُّ المالئ ِم ج�دًّ ا ،ويثوروا كما ُ
يثور ه�ذا الظرف ُ
لع�رب أن يثوروا إذا لم ِ مكن لِ
ِ ِ تُت�اح لهم بعدَ مضي ه�ذه ال ُق ِ
وكيف ُي ُ َ العديدة ، رون ُ ِّ ُ
وأنس�ب س ٍ ِ المتحدِّ ُر ِمن ِ
لالة ِ ُ أش�رف �ب ُ ، الرج ُّل ُ
المناس ُ َهم ُيحركْهم ويتو َّلى قيادت ُ
يجتمعوا َ ِ ِ قدس�ة ِمن ُق َر ٍ
ٍ
تحت رايته ويس�تر ُّدوا ُحقو َق ُ
هم يش ،الذي يس�تطيعون أن ُم
المغصوب َة .
468
ترغب في قيا ِم الك ِ
بار ، أن بِريطانيا العظمى بِالتعاو ِن مع حلفائها ِصحيح َّ ألمر
ُ َ ُ ُ ُ ٌ إنَّه ٌ
طفح ِ تحل َ ٍ
رش�ية ،وأن َّ ٍ
عربية ُق ٍ
المتداعي الذي َ ُّرك�ي ُ
العرش الت ِّ محل هذا كوم�ة ُح
وتؤس ُس ِمثلماَّ الحكوم ُة ال ُقرشي ُة
تنهض هذه ُ وعسفه ،وهم يرغبون أن َ ِ كيل مظالِ ِمه
ُ
ِ
العرب وتنهض بِ ِ
الحديثة ، ِ
الحض�ارة مع ٍ دة ُق ٍ قبل ِع ِكانَ�ت َ
ُ تس�ير يدً ا بيد َ
َ رون ،وأن
َ عداد لأِ ن
وإن بِريطاني�ا العظمى على اس�تِ ٍ ِ
والرخاء َّ . ِ ِ ِ
تكون ُ ق�ي الك�را ِم إل�ى قمة ُّ
الر ِّ
ِ
العرب ِ
األح�وال .وعلى لع�رب ،ولأِ ن ت ِ
ُعاضدَ ه�م في جمي ِع ِ ِ
األصدقاء لِ َ
أص�دق
العربي
َّ أجمع أن الد َّم
َ فيبرهنوا بِذلِ َك لِلعال� ِم
ِ المبادر َة
أيضا أن يس�تفيقوا ويأخ�ذوا ُ
ً
تزال تجري في ُع ِ
روقهم . ب االستِ ِ
قالل ما ُ ِ
وح َّ
الحرية ُ
وح ُور َ
الشريف ُ
َ
ط .وكما وأني�اب ال ِّلص األلماني المتس� ِّل ِ ِ �ب الظالمين العربي� ُة الكريم� ُة ِمن مخالِ ِ
ِّ ُ ِّ
دة إلى أقصى حدٍّ ،خاص ًة لِ ِ
كون دقيقة ومع َّق ٍٍ ٍ
طبيعة المشروع ُك َّله ُذو تعلمون َّ ،
فإن
َّ ُ َ
العربية حريص ًة ِ أل َّم ِة
س�لمين ولِ ُ بِريطانيا العظمى على الرغ ِم ِمن أنها تُريدُ الخير لِلم ِ
َ ُ ُ
الس�بب الذي حدا بها إلى ِ
والدينية .وهذا هو ِ
القبلية ِ
مش�اعرهم ِج�دًّ ا على احتِرا ِم
ُ
أنفس�هم من ُع ِ
بودية مطام ِحهم في تحر ِر ِ
تحقي�ق ِ ِ أجل الس ِ
�تار من ِ ِ ِ
ُّ العم�ل من وراء ِّ
الش�ريف هو في ِ
نظر َ األمير قالل بِ ِ
الده�م التا َّم .وبم�ا َّ
أن ح�رزوا اس�تِ َ ِ
األت�راك ول ُي ِ
َ
ٍ
ممكنة له ٍ
ساعدة ستعد ٌة لِتقدي ِم ك ُِّل ُم
فإن بِريطانيا م ِ ِ
األمراء َّ ، وأش�رف
ُ ِ
العرب أقوى
ُ
أستوض َح ِمنكم
ِ راس�لة م َعكم ،ولكي ِ الم ِ ِ
الس�بب الذي دفعني ل ُمحاولة ُ
ُ .وهذا هو
إن الغاي َة األولى ِمن هذه تأمين ما تُريدون ،وال حاج َة بي لِل َق ِ
ول َّ عن أسل ِم ال ُّط ُر ِق لِ ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
حافظة لم ف أولاً راح َة ُ
المس�لمين وحمايتَهم ،وترم�ي ثان ًيا ل ُ تس�تهد ُ ح�اوالتالم
ُ
469
ِ
حافظة الم العرب ِمن ِِ ِ اإلسالمية و ُقوتِها ،وثال ًثا لِ ُم
ِ الخ ِشرف ِ ِ
أجل ُ عاضدة الفة على
وصفائها .وانطِال ًقا ِمن ثقتِنا بِأن ََّك الرج ُل الوحيدُ الذي ِ
تمتل ُك ِ وحدة ِ
بالدهم ِ على
ُ
أوضحنا تما ًما لِلمس�ئولِين
ْ
ِ
وإنجاحها ،فإنَّنا ِ
العربية ِ
القضية ُّهوض بِ
ِ ال ُق�در َة على الن
ُهنا ك َُّل ما ِ
نعر ُفه .
ِ سلمين كثيرين ال نستطيع أن نرى رجلاً آخر ِ عرب وم ِ
المواصفات يمتل ُك َ ُ ُ مع ٍ ُ إنَّنا َ
ِ
والخبرة المعر ِ
فة ِ ِ
الشريف :في كم ِ ِ ِ والمزايا الالزم َة لِن ِ
أكثر من شخص ُ َيل هذا الشرف َ
العمل يم ِّث ُل عصيانًا
َ القول إِ َّن
َ رة .وال يستطيع رج ٌل ِ
عاق ٌل والمقد ِ
ِ ِ
وش�رف المحتدِّ
ُ ُ
ٍ فإن الم ِ ِ يضر بِمصالِ ِح الم ِ
واجب أقدس
َ سلمين سيعتبرونه العكس ُ َّ ، س�لمين ،على ُ ُ ُّ
ِ
المشروعة التي دافعة عن ح ِ
قوق َك ِ الم الدين .إنَّك لن َ ِ
ِ خدمة مصالِ ِحلِ ِ
ُ تعمل س�وى ُ
قوق ُأمتِ َك وجمي ِع الم ِ
سلمين . وح ِ ِ
ُ َّ اغتُص َبت ُ
الش ِ
�ئون تتدخ َل في ُّ أن بِريطاني�ا ال ُعظمى لن ُ ِ
التأكي�دات بِ َّ لق�د ُأعطِ َيت ل�ي أقوى
س�عها كما س�تبذ ُل ك َُّل ما في و ِ ُ العربية ِ ،
ولكنَّها ِ الخ ِ
الفة العربية أو ِ
ِ الداخلية لِلبِ ِ
الد ِ
ُ
الالئق َ وتأخ َذ مكانَها تنهض ُ العربية معنو ًّيا وما ِّد ًّيا ،حتَّى َ ِ ساعدة الدَّ ِ
ولة ِ أس�ل َف ُت لِ ُم
َّحدَ واح ٍد ،وأن يت ِ ال�دول األُخرى .ولم يبق إلاَّ أن تقوم األُم ُة ُك ُّلها قوم َة رج ٍل ِ ِ َبي� َن
ُ َ َّ
الش�خصية ِمن
ِ مطام ِعه
واح ٍد ِمنه�م بِ ِ
يث يضح�ي ك ُُّل ِ
الع�رب جمي ًع�ا بِ َح ُ ُ ِّ َ الزعم�ا ُء ُ
وأن بِريطانيا النس�بة لِ ِ
ِ األو ِل في األُ َّم ِة بِ ِ
شرف محتدِّ ه ...إلخ َّ . الرج ِل َّأجل ُمعاضدة ُ ِ
ِ ِ ِ ف بِ لفائها ِ ولة مع ح ِ ستكون أو َل د ٍ
وسوف َ العربية ، كومة الح
استقالل ُ تعتر ُ َ ُ ُ َّ َ ال ُعظمى
ِ
ُّهوض أجنب�ي ،حتَّ�ى تتم َّك َن ِم� َن الن
ٍّ
قالل ِض�دَّ أي ُع ٍ
دوان ِّ �ع ع�ن هذا االس�تِ ِ ِ
تُداف ُ
ب احترا َمها .ك ُُّل ِ الصحيح َبي َن الدُّ ِ وتأخ َذ مكانَها
ب ُ وتُصبِ َح عزيز َة الجانِ ِ
ول وتكس ُ َ
لذهن�ي أن ُأب ِّل َغكم بِمضمونِها ،حتَّى الحقائق أكدَّ ها لي المس�ئولون ،وتبادر ِ
َ َ ِ ه�ذه
الم ِه َّم َة التي واض ًحا ،ولكي ِ
تعر ُفوا ف ُك َّله تقديرا ِ تس�تطيعوا تقدير الم ِ
األسباب ُ
َ ً وق َ َ َ ُ
470
ِ
األهمية الكُبرى . المسألة ِ
ذات ِ شأن ِ
هذه لك ِ
تابة إ َليكم بِ ِ دفعتْني لِ ِ
َ
ِ
الخارجية بِ َ
لندن ص: 624 مكماهون إلى ِو ِ
زارة َ سالة ِمن
ومن ِر ٍ
ِ
�س َق ٍ ِ
الحاضر َة قائم ًة على ُأ ُس ٍ مر ًة ُأخرى َّ
ومية أن الحرك َة العربي َة وع َلينا أن نتذك ََّر َّ
تأنف ِ
اإلسلامية التي ُ ِ
الجامعة ِ
حركة كثيرا عن ِ ِ أكثر ِم َن األُ ُس ِ
ف ً وتختل ُ الدينية ، �س
ِ
العطف ع َليها . الجماع ُة العربي ُة ِم َن
ِ
شتركة ،نقو ُم الم ِ ِ ِ إخباره بِأنَّنا ،لأِ ِ يقول :وع َلينا
ُث َّم ُ
تس�هيل ُجهوده في قضيتنا ُ جل ُ
أصبح ِ
لش�ريف ثمانية لِ
ِ ِ
كومة ال ُع الح ِ ِ بعض المبالِ ِغ إ َل ِيه « ُم ُِ ِ بِ
َ نذ َوقف إعانات ُ إرس�ال
حافظ�ة على ُقواتِ�ه .إنَّه ِم َن
ِ ِ ِ ِ
لمحافظة على مكَّ� َة والمدينة ول ُ
لم ٍ ِ
ماس�ة ل ُ
ٍ
ف�ي حاج�ة َّ
471
قدرها 000. 50 ِ ٍ ِ ٍ المرغوب فيه ِجدًّ ا أن نس�اعدَ ه بِ
ِ
تخصيص منحة ُ
َ وأقتر ُح س�خاء ،
ب أن فعال فإنَّه ِ
يج ُ المبل�غ اًّ
ُ َ
يكون جل أنمور .ولأِ ِ ٍ ٍ
ُجنيه بِأقس�اط حس�بما تتقدَّ ُم األُ ُ
ِ ِ
س�يجدُ طري َق�ه إلى ٍ يك�ون كبيرا ،والقس�م األَكبر ِم�ن ِ
موانئ أموال نُعطيه إياها أية ُ ُ َ ً
تِجارتِنا ِ
نفسها » .
الش ِ
ريف ص: 650 ِ
ومن ر ِّد مكماهون على َّ
َ
س�ودان ، أعلمنا بها ُمحافِ َظ ُبور
حر ِركم قد َ
ِ
إن ك َُّل التعليم�ات الت�ي ور َد ْت في ُم ِّ
َّ
ِ
إلرس�ال الالز ِ
مة ِ
التس�هيالت ِ جميع حس�ب رغبتِكم ،وقد عم ْل ُت وهو س�يجريها
َ َ
نسأل ال َّل َه أن
جيزان حتَّى ُيؤ ِّد َي مأمور َّيتَه التي ُ
َ ِ
األخير إلى حامل ِخطابِك ُُم
ِ رسولِكم
يص ُلكم بِ ِح ِ
راسة سودان وبعدَ ها ِ
َ ِ
النتائج ،وسيعو ُد إلى ُبور وح ِ
س�ن ِ ُيك ِّل َلها بِ
النجاح ُ
مسام ِع دولتِكم نتيج َة ِ
ِ ِ ِ
عمله . َ ص علىال َّله لي ُق َّ
واضحا لديكمً �ح لدَّ ولتِكم في ِخطابِنا هذا ما ُر َّبما لم ي ُك ْن وننته ُ�ز الفرص َة لِ ِّ
نوض َ ِ
�ز أو الن ِ ِ
المراك ِ
ُقط بعضوج�دُ ُ تفاه ٍم ،أال وه�و أنَّه ُي َ
ُ�ج عنه س�و ُء ُ
،أو م�ا عس�اه ينت ُ
ِ
العرب ُ ،ي ُ
ق�ال :إنَّهم س�واحل بِ ِ
لاد ِ العس�اك ِر الت ِ
ُّركية على ِ بعضعس�كر ُة فِيه�ا ُ
ِ الم
ُ
ِ
البحرية ِ
الحربية ضرر مصالِ ِحن�ا
ِ ِ
الع�داء لنا ،والذين ه�م يعملون على ي ِ
جاه�رون بِ ُ
472
التدابير الفعال َة ِضدَّ هم.
َ الضروري أن َ
نأخذ ِّ أن ِم َن ِ
األحمر .وعلي�ه نرى َّ ِ
البحر ف�ي
ِ
عساك ِر ُفر َق َبي َن ب على جمي ِع ِ ِ أوامرنا القطعي َة أنَّه ِ ولكنَّنا قد أصدرنا ِ
ِ
بوارجنا أن ت ِّ يج ُ َ ْ
هات ،الج ِ
لك ِ ِ
األبرياء الذين يسكُنون تِ َ ِ
العرب ِ
العداء و َبي َن ِ
األتراك الذين يبدؤون بِ
فة ُو ِّد ٍية .
لعرب أجمع إلاَّ ك َُّل عاطِ ٍ
َ ِ لأِ نَّنا ال نُقدِّ م لِ
ُ
الس� ُف ِن ِ ِ ِ إش�اعات مؤ َّداها َّ وقد بل َغتنا
أن أعدا َءنا األلدا َء باذلون ُجهدَ هم في أعمال ُّ ٌ
األضرار بِمصالِ ِحنا ،وإنَّا نرجوكم
ِ ِ
لحاق األحم�ر ولإِ
ِ ِ
البحر ؛ ليبث�وا بها األلغا َم في
إخبارنا إذا تح َّق َق ذلِ َك لديكم .
ِ ُسرع َة
الج ِ
مال ،وقد ُأرس� َلت ألتراك عد ًدا عظيما ِم َن ِ
ِ رش�يد قد ب�اع لِ
َ
ٍ وق�د بل َغنا َّ
أن اب َن
ً
ُف عنالتأثير ع َل ِيه ؛ حتَّى يك َّ
ِ تستعملوا ك َُّل ما لكم ِم َن
ِ مشق الشا ِم ،ونُؤ ِّم ُل أن إلى ِد ِ
الترتيب مع الع ِ
ربان الس�اكنين ِ َ ُ صم َم على ما هو ع َل ِيه أمكنَكم َ
عمل �ك ،وإذا م�ا َّ ذلِ َ
شك أن في ذلِ َك صالِ ًحا
حال َس ِيرها ،وال َّ
مال َ بينَه و َبي َن سور َّيا أن يقبِضوا على ِ
الج ِ
ُ
ِ
تبادلة . الم ِ ِ
لمصلحتنا ُ
473
الفهرس
9 نظم المبادئ العشرة
22 ٱ ْل ُم َقدِّ ِم ُة
474
30 تقرير الحالة
475
39 فقه التحوالت علم ضابط لمواقف الرجولة
41 المنط َل ُق
ُ
41 العودة إلى األساسيات من أهم المهمات
42 قراءة العلماء ألصول الديانة كانت على ضوء الثوابت الثالثة
42 قراءتنا لعالمات الساعة تأتي على أنها ركن خاص بالتحوالت
476
56 الوحدة الموضوعية بين األركان األربعة
477
66 األشراط في حديث مكحول
تركنا للصناعات اإلنتاجية والثروات وهجرنا لمبدأ االكتفاء الذاتي جعلنا (سوقا استهالكيا)
72 وهذا ما أدى إلى الغنى المطغي
478
78 اآليات القرآنية المعبرة عن أهمية علم الساعة
أساس هذا العلم هو الربط الواعي بعموم الزمان أو المكان دون تحديد ،فالتحديد مزلة
479
89 كبرى
96 حصانات النبي mلبعض أصحابه وتجريحه آخرين وأهمية ذلك في فقه الدعوة
480
105 سنة الداللة ضابط شرعي لم يندرج تحت ضوابط علم األصول
107 البدعة الدينية والبدعة الدنيوية كالهما مذمومان إذا انعدمت ضوابطهما الشرعية
109 الشهادات الشرعية من لسان رسول الله mلصحابته حصانة ال تنقضها األحداث
110 الذي ينازع ما نحن بصدده إما لجهله بالركن الرابع أو لرفضه ال َّط ْبعي له
481
116 ضياع مبدأ االكتفاء الذاتي في مرحلتنا المعاصرة
هل ثمة عالج؟ وكيف وما هي وسائله؟ هذا الفقه يجيب على األسئلة ولكن ال يصنع
119 اإلجابات،وإنما يضع اإلنسان أمام مسؤولياته
124 األوس ُط ؟
َ َمن هم الن ََّم ُط
482
125 أهل اإلفراط والتفريط ال يدخلون في مسمى النمط األوسط
المذاهب اإلسالمية لم تول أهل النمط األوسط أهمية النعدام المعرفة بفقه التحوالت
126
130 ال يحق لمن بعدهم أن يتخذوا اجتهادهم قدوة إلثارة الصراع إال بشروط
131 السا َع ِة
وعالمات ّ
ُ قه التَّحو ِ
الت ُّ
ُع َلماء فِ ِ
ُ
131 علماء فقه التحوالت
138 ركنية فقه التحوالت مقولة عمن ال ينطق عن الهوى mوليس اجتهاد العلماء
483
140 الرموز واإلشارات سلبية وإيجابية فال تختص بالمسلم وحده
فقه التحوالت يدرس العالمات واإلشارات في نصوص المعصوم mوما انطوت عليه من
143 المواقف والدالالت
484
154 أركان عالمات الساعة
158 القدح في معنى الصحبة إما أن يحصل بقول لفظي أو موقف ذاتي
161 نصوص عدالة مرحلة الخالفة الراشدة ورد شبه القدح في سالمتها
162 مواس ُ ِ
طاعون ع َ
485
الج َم ِل ِ
163 موق َع ُة َ
165 ِ
موق َع ُة ِص ِّفي َن
486
174
179 ِ
العزيز ِخال َف ُة ُعمر بن ِ
عبد ََ
179 خالفة عمر بن عبدالعزيز vعالمة وسطى
180 ُم ُ
لك بني ال َع َّباس
183 ِ
ضوض مرحلة الم ِ
لكـ ال َع ِ أقسا ُم
ُ
183 مناقشة لمعاني (الملك العضوض)
189 مرحلة المهدي مستقلة بذاتها عن مدلول مرحلة األمراء االثني عشر
487
190 سقوط قرار الخالفة على يد التتار عالمة وسطى
201
204 بدء ظهور العلمانية وفصل الدين عن الدولة مع سقوط القرار اإلسالمي
212 ِ
التاريخ ِ
قراءة يفتح آفا ًقا جديد ًة في ِ فِق ُه
التحوالت ُ
ُّ
215 للمرحلة ال ُغ ِ
ثائية ِ الشرعي التقسيم
ُّ ُّ
ِ
215 ِ
المريض األحالس والمؤامر ُة على ِتركة ُ
الرج ِل ِ مرحل ُة
488
216 كلها تحوالت متتالية ذات طابع تآمري
تجاوزنا تفسيرنا الذي قدمناه في «التليد والطارف» وربطنا الموضوع كله باألصل التاريخي
219 لمسيرة المرحلة
221 مؤلف كتاب «لورنس كما عرفته» وقائد جيش الثوار العرب يصف الوضع القائم
رفض الشريف حسين إلعالن الجهاد من منبر الحرم كان بداية تأزم العالقة مع االتحاديين
223
بدء البحث في مسألة الخالفة وموقف العرب منها بدأ بعد عزل السلطان عبدالحميد 1909
223
السياسة العالمية أكثر استثمارا للصراع من رؤى شيوخ العشائر ،ويدل عليه التمعن في
224 صياغتهم للمراسالت ،
224 ويضاف لذلك انعدام بعد النظر لدى القادة والعلماء آنذاك
225 السذاجة السياسية لحملة قرار الحكم والعلم مكنت األعداء من النجاح
شيخ اإلسالم مصطفى صبري وكتابه «الرد على منكري النعمة من الدين والخالفة واألمة»
230
عدلت بريطانيا مواقفها تجاه الحسين والعرب عدة مرات بحسب ما أملته عليها مصالحها
489
231
232 فكرة الخالفة العربي فكرة فرنسية ،كان المرجو منها خلق بابوية إسالمية
234 الشريف ينصب نفسه ملكا لمملكة عربية ومرجعا دينيا للمسلمين
بروز مصطفى كمال أتاتورك كبطل قومي في مقاومة الحلفاء الذين احتلوا اسطنبول
235
240 سقوط ِ
الخالفة وبدء العهد العلماني
244
490
245 تحول القضية اإلسالمية إلى أطماع قومية إقليمية
248 الفتنة الرابعة التي يؤول أمر األُ َّمة فِيها إلى الكافر
248 أحداث 11سبتمبر تمثل إلى حدٍّ ما بدء (مرحلة الفتنة الرابعة)
252 ظاهرة التخلي عن تفسير اآليات القرآنية لِما فِيها من إدانة للكفار
254 دراسة الركن الرابع تمنع الزج بالشعوب في سبيل المطالبة بالقرار
254 المرحلة ال ُغ ِ
ثائية ِ مالحظ ٌة على ِ
هام ِ
ش
491
258 عالمة صغرى
ِ ِ
258 المط َل ُق بِالعالمات ُّ
الصغرى لم ُالرك ُن الثاني الع ُ
258 ِ
الصبيان إمار ُة
260 ِ
الصدقة المال واالستِغنا ُء ِ
عن ِ استفاض ُة
261 ِ
الماضية نن األُم ِم
تباع ُس ِِ
است ُ
263 ِ
األمانة ضياع
ُ
265 ِ
الجهل هور قبض ِ
العل ِم و ُظ ِ ُ
492
267 أشكال من نقض العرى في مسيرة التاريخ
274 ِ
القتل كثر ُة
275 كثرة الهرج حتَّى ال يدري القاتل فيم َقت ََل وال المقتول فيم ُقتِ َل؟
493
276 المساج ِد والتباهي بها
ِ زخرف ُة
279 الحك ِم
يع َُب ُ
الشر ِ
279 ط كثر ُة ُّ َ
279 بيع الحكم
280 قطيع ُة ِ
الرح ِم
283 ِ
األوثان وع ِ
بادة الشرك ِ
ِ ال َعو ُد إلى
494
283 ظاهرة التجمل باأللسنة في الحديث وإخفاء الخديعة في القلوب
284 فقه التحوالت ال يشير في العالمات إلى تجديد التوحيد في مرحلة الغثاء
288 األول
مرحلة الشرك الجاهلي َّ
293 ووسائل ال ُف ِ
حش ُ ِ
األجهز ُة اإلعالمي ُة
495
294 من ظواهر الفحش ما يباع ويشاع في األفالم والمالبس
رفض تعظيم األولياء وأهل األحوال أدى إلى البديل المناسب :ظاهرة تعظيم رجال المال
299 واألعمال
301 حديث المسخ في األُ َّمة الستحالل الحر والحرير والخمر والمعازف
496
302 التطاول في الب ِ
نيان ُ
ُ
306 هيمنة المدرسة الربوية على االقتصاد العربي واإلسالمي دراسة وتجارة
306 بدأ عهد االستعمار بترويض الشعوب المسلمة على قبول المعامالت الربوية
307 خطر الربا على الحياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا
309 المشر ِق
ِ تن ِم َن ُظهور ِ
الف ِ ُ
309 فتن المشرق عالمة صغرى
497
311 تحديد األحاديث جهة المشرق بربيعة ومضر
321 ِ
واإليمان نقض ُعرى اإلسال ِم
ُ
498
321 نقض عرى اإلسالم واإليمان عروة عروة
تتصور الرموز ورجاالت العلم والثقافة « النخبة » قدرتها على تطوير األُ َّمة من َغير إسالم
323
325 ِ
والقبائل الش ِ
عوب ِ
بعض ُّ فنا ُء
325 ال أمل في نجاح البرامج المطروحة حاليا إلنقاذ األُ َّمة
نموذج آخر للجهاد ..الجهاد بالكلمة ،وهو الذي دخلت به شعوب كاندنوسيا وسيالن
328 وغيرها في اإلسالم
329 الق ِ
يامة سبيل ال َّل ِه «حص ِريا» إلى يو ِم ِ
ِ الج ِ
هاد في الطائف ُة المنصورةُ ..بقاء ِ
َ ْ ًّ ُ
329 الطائفة المنصورة عالمة صغرى
499
330 اإلشارة إلى اإلسالم ووجود الطائفة المنصورة بها
331 الج ِ
هاد ذكر ِ
دون ِ
الحق َ ِ
البقاء على ِّ ِ
الجامع ُة لمفهو ِم ُ
األحاديث
332 أحاديث الطائفة المنصورة تشير إلى بقاء الجهاد إلى يوم القيامة
348 ِ
العالمات الجام ُع لِ َس ِير
ِ الشرعي الزمني التسلس ُل
ُّ ُّ ُ
348 ِ
الساعة واألمارات إلى ِقيا ِم
ِ
351 السفياني ُة
المرحل ُة ُّ
351 االصطدام المباشر َبي َن الشعوب ورواد الفوضى الخالقة
353 ازدياد األذى آلل البيت بعمومهم حسب االنتماء لبني هاشم
500
353 الجيش الذي يخسف بِه َبي َن مكَّة والمدينة
354 ِ
الخالفة الراشدة بشروطها ال تكون إلاَّ بالمهدي
354 راش ٍ
دة ؟ الفة ِ
قبل اإلما ِم المهدي ..وهل يسبِ ُقها ِقيام ِخ ٍ
مرحل ُة ما َ
ُ َْ َ ِّ
355 بعض التحريف في معاني األحاديث سببه عدم دراسة فقه التحوالت
501
372 الرايات السود من خراسان
375 ِ
المهدية المرحل ُة الثاني ُة ِم َن
389 ِ
اليهود ِ
ودولة نِهاي ُة الدَّ َّج ِ
ال
بابن صي ٍ اشتبا ُه الدَّ َّج ِ
390 اد ال ِ َّ
502
402 دول قارة الخيل وعالقتها بالمرحلة اليأجوجية
406 عيسى ش والمؤمنون يرغبون إلى الله في إهالك قوم يأجوج ومأجوج
407 المناس ِك
ِ ِرحل ُة عيسى ِم َن الشا ِم إلى
410 ِ
الجاهلية ِ
والعود إلى ِ
االنهيار مرحل ُة
411 القحطاني
ظهور إبليس في جيل االنهيار والدعوة إلى عبادة األصنام كما كانَت في الجاهلية
412
503
414 بقاء الناس بعد الدابة مددا طويلة
418 انهيار أهل مكَّة في مرحلة الخراب األخير وانفتاح أبواب الشر والدمار
418 ِ
الكعبة هد ُم
420 ُ
الدخان
421 الخسوفات الثالثة ظواهر كونية كبرى وفِيها تهيئة لظهور الشمس من مغربها
ِ ِ الشمس ِمن ِ
423 التوبة مغربِها وانق ُ
طاع ِ ُط ُ
لوع
424 انقطاع الهجرة والطبع على القلوب ونهاية العمل الصالح في األمم
425 النار ِ
الحاشر ُة ُ
425 النار الحاشرة إحدى الظواهر الكونية األخيرة
504
428 اندراس اإلسالم هو اندراس العمل بأوامره واجتناب نواهيه
ِ ِ ِ ِ
428 التوحيد كلمة راس اإلسال ِم ُث َّم اند ُ
راس اند ُ
430 ِ
الصور ُ
النفخ في العالم ُة األخيرةُ..
432 ِ
نطلقات والم خاتم ُة األُ ِ
سس ُ
434 قه التحو ِ
الت والتعريفات المستجدَّ ِة في فِ ِ
ِ ِ
األلفاظ قاموس
ُّ ُ ُ
442 ِ
البحث ِ
مراج ُع
443 الفهرس
444 المقدمة
505
444 مرحلة ما بعد الرسالة إلى قيام الساعة
506
445 ظاهرة االحتناك واالحتكار للسالمة
445 المنطلق
445 قراءة العلماء ألصول الديانة كانت على ضوء الثوابت الثالثة
445 قراءتنا لعالمات الساعة تأتي على أنها ركن خاص بالتحوالت
507
445 معنى الفتن
508
446 إذا ولدت األمة ربتها /ربها
509
تركنا للصناعات اإلنتاجية وهجرنا لمبدأ االكتفاء الذاتي جعلنا (سوقا استهالكيا) وهذا ما
447 أدى إلى الغنى المطغي
510
448 إبداعات قوم ثمود والصيحة
أساس هذا العلم هو الربط الواعي بعموم الزمان أو المكان دون تحديد ،فالتحديد مزلة
448 كبرى
511
448 إقامة الدعوة وأمة اإلجابة
448 حصانات النبي mلبعض أصحابه وتجريحه آخرين وأهمية ذلك في فقه الدعوة
449 سنة الداللة ضابط شرعي لم يندرج تحت ضوابط علم األصول
449 البدعة الدينية والبدعة الدنيوية كالهما مذمومان إذا انعدمت ضوابطهما الشرعية
449 الشهادات الشرعية من لسان رسول الله mلصحابته حصانة ال تنقضها األحداث
449 الذي ينازع ما نحن بصدده إما لجهله بالركن الرابع أو لرفضه الطبعي له
512
449 موقف الجماعات الجديدة من فقه التحوالت
450 هل ثمة عالج؟ وكيف وما هي وسائله؟ هذا الفقه يضع اإلنسان أمام مسؤولياته
513
450 اإلمام الحسين vفي خروجه ال يعاب
المذاهب اإلسالمية لم تول أهل النمط األوسط أهمية النعدام المعرفة بفقه التحوالت
450
450 ال يحق لمن بعدهم أن يتخذوا اجتهادهم قدوة إلثارة الصراع إال بشروط
514
451 أحاديث العلم بالساعة
451 ٍ
كركن من أركان الدين؟ لم السكوت عن اإلفصاح الواضح لعالمات الساعة
451 ركنية فقه التحوالت مقولة عمن ال ينطق عن الهوى mوليس اجتهاد العلماء
452 القدح في معنى الصحبة إما أن يحصل بقول لفظي أو موقف ذاتي
515
452 نصوص عدالة مرحلة الخالفة الراشدة ورد شبه القدح في سالمتها
516
453 رؤيا النبي mللقردة والخنازير تتنزى على منبره
453 مرحلة المهدي مستقلة بذاتها عن مدلول مرحلة األمراء االثني عشر
453 بدء ظهور العلمانية وفصل الدين عن الدولة مع سقوط القرار اإلسالمي
517
453 إذا وسد األمر إلى غير أهله
454 الفتنة الرابعة التي يؤول أمر األمة فيها إلى الكافر
518
454 الفتنة الرابعة ‘العمياء البكماء الصماء ’
455 ظاهرة التخلي عن تفسير اآليات القرآنية لما فيها من إدانة للكفار
519
455 ضياع األمانة
520
456 كثرة الهرج حتى ال يدري القاتل فيم قتل وال المقتول فيم قتل؟
521
457 الفتنة التي تصاب بها األمة ثمرة المخادعة
457 فقه التحوالت ال يشير في العالمات إلى تجديد التوحيد في مرحلة الغثاء
ما بين بعثة النبي محمد mوإلى نزول عيسى ش ينحصر الشرك األكبر في اليهود والنصارى
457 وأهل األوثان
522
458 تعظيم أرباب األعمال ورجال المال عالمة صغرى
رفض تعظيم األولياء وأهل األحوال أدى إلى البديل المناسب :ظاهرة تعظيم رجال المال
458 واألعمال
458 هيمنة المدرسة الربوية على االقتصاد العربي واإلسالمي دراسة وتجارة
458 بدأ عهد االستعمار في ترويض الشعوب المسلمة على قبول المعامالت الربوية
523
458 خطر الربا على الحياة اإلسالمية ووصف القرآن آلكل الربا
524
459 بروز جيل الكاسيات العاريات
تتصور الرموز ورجاالت العلم والثقافة « النخبة » قدرتها على تطوير األمة من غير إسالم
460
525
460 أحاديث الطائفة المنصورة
460 أحاديث الطائفة المنصورة تشير إلى بقاء الجهاد إلى يوم القيامة
461 ازدياد األذى آلل البيت بعمومهم حسب االنتماء لبني هاشم
461 بعض التحريف في معاني األحاديث سببه عدم دراسة فقه التحوالت
526
461 أسباب خروج الدجال
527
462 معارك اإلمام مع السيفاني ومهادنة الروم
462 ٍ
صياد اشتباه الدجال بابن
462 اليأجوجية في كتب غير إسالمية مرحلة عدوانية يتحكم فيها الشيطان
463 عيسى ش والمؤمنون يرغبون إلى الله في إهالك قوم يأجوج ومأجوج
528
463 ما بين هالك يأجوج ومأجوج وموت عيسى ش
ظواهر من العالمات الصغرى ما بين اإلمام المنتظر حتى مرحلة عيسى عليه السالم
463
463 القحطاني
ظهور إبليس في جيل االنهيار والدعوة إلى عبادة األصنام كما كانت في الجاهلية
463
463 الدابة
463 انهيار أهل مكة في مرحلة الخراب األخير وانفتاح أبواب الشر والدمار
529
463 الدخان
463 الخسوفات الثالثة ظواهر كونية كبرى وفيها تهيئة لظهور الشمس من مغربها
464 انقطاع الهجرة والطبع على القلوب ونهاية العمل الصالح في األمم
530
465 ِ
الوثائق ِ
بعضلح ٌق بِ
ُم َ
531
532