You are on page 1of 68

‫مذكرة المواريث‬

‫مجع وترتيب‪:‬‬

‫د ربيع لعور‬

‫أستاذ حماضر – أ ‪ -‬بكلية الشريعة واالقتصاد‬

‫جامعة األمري عبد القادر للعلوم اإلسالمية‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬وبفضله ترفع الدرجات‪ ،‬والصالة والسالم على صاحب‬
‫الحوض والشفاعات‪ ،‬وعلى آله وصحبه ذوي المناقب والمكرمات‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فعلم المواريث علم نضج واحترق؛ لم يترك فيه األول لآلخر شيئا إال من جهة تهذيب مباحثه‬
‫وترتيب مداركه‪ ،‬وقد تفضل قسم االقتصاد واإلدارة ممثال في الدكتور الفاضل‪ :‬جابر سطحي بمعية‬
‫قسم الفقه واألصول ممثال في الدكتور الفاضل‪ :‬بوبكر بعداش بتكليفي بكتابة مذكرة في علم‬
‫المواريث؛ فشكر الله تعالى لهما حسن ظنهم بي‪.‬‬
‫وقد استعنت بالله تعالى في كتابتها ملتزما بتوصيات قسم االقتصاد واإلدارة في طريقة التأليف في‬
‫هذا الموضوع ومفرداته ؛ خاصة وأن طلبة االقتصاد اإلسالمي الذين توليت تدريسهم هذه المادة لم‬
‫تتح لهم دراسة مواد شرعية في علم الفقه‪ ،‬وهذا ما جعلني أتالفى الخالف الفقهي في المذكرة‬
‫وأكتفي بمذهب إمام الهجرة مالك بن أنس الذي عليه المعول في الجملة في المواد القانونية‬
‫للمواريث المندرجة ضمن قانون األسرة الجزائري أو بآراء فقهية داخل المذهب أو خارجه اعتمدها‬
‫القانون‪.‬‬
‫كما أنني تالفيت العناية ببعض الموضوعات الفرضية على أهميتها كميراث المفقود والحمل وميراث‬
‫ذوي األرحام؛ ألن الحجم المقرر لتدريس المادة ال يستوعبها؛ فضال عن كونه غير منصوص عليه‬
‫في المفردات‪.‬‬
‫من أجل هذا كتبت في علم المواريث بهذا المنهج الذي انتهت إليه هذه المذكرة؛ وقد جمعتها من‬
‫كتب أهل العلم الراسخين وحرصت على تيسير لفظها ووضوح معناها‪ ،‬لتكون سلما للطلبة في رقي‬
‫درج هذا العلم المبارك‪ ،‬وقد قسمتها إلى محاضرات؛ كل محاضرة أحرص فيها على جمع‬
‫موضوعات تتآلف فيما بينها؛ ليتمكن الطالب من التدرج من خاللها في تحصيل هذا العلم‪ ،‬والله‬
‫الموفق والهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬مقدمات ممهدات‪.‬‬
‫في هذا المحور سنتناول بإذن الله تعالى جملة من الموضوعات التي تكون بمثابة مقدمات ممهدة‬
‫لهذا العلم الذي قيل عنه قديما‪ :‬هو علم شهر وفخر دهر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف علم المواريث وبيان أهميته وفضله‪:‬‬
‫ال يتسنى الولوج في غمار هذا العلم إال بتعريفه وبيان أهميته وفضله‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تعريف علم المواريث‪:‬‬
‫لتعريف علم المواريث ال بد من بيان تعريف المواريث في اللغة ثم في االصطالح‪.‬‬
‫ث‪ ،‬بالكس ِر‪:‬‬‫أ ـ لغة‪ :‬المواريث جمع ميراث‪ ،‬وهو مشتق من اإلرث‪ ،‬يقول الفيروز آبادي‪" :‬ا ِإل ْر ُ‬
‫‪1‬‬
‫كل شيء "‪.‬‬ ‫ماد‪ ،‬والبَ ِقيةُ من ِ‬
‫الر ُ‬
‫اث‪ ،‬واألَصل‪ ،‬واألَمر القديم تَـوارثَه ِ‬
‫اآلخ ُر عن األ ََّوِل‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُ ُْ‬ ‫المير ُ‬
‫وقد جلى اإلمام القرافي انطباق بعض هذه المعاني على علم المواريث؛ فهو بقية انتقل من السلف‬
‫إلى الخلف‪ 2،‬وهذا هو المعنى األصيل فيما ظهر لي؛ ألن المعاني جميعا تتعانق فيه؛ فالميراث‬
‫أصل وهو ما تبقى من مال المورث‪ ،‬وأما الرماد فال يخرج عن معنى البقية من الشيء؛ ألنها ما تبقى‬
‫من النار؛ فهو ال يعدو أن يكون معنى مجازيا للميراث‪.‬‬
‫ب ـ اصطالحا‪:‬‬
‫ف بِِه َم ْن يَِر ُ‬
‫ث َوَم ْن َال يَِر ُ‬
‫ث‬ ‫عرفت المواريث بعدة تعريفات منها قول اإلمام الدردير‪َ " :‬و ُه َو ِعْل ٌم يـُ ْعَر ُ‬
‫‪3‬‬
‫َوِم ْق َد ُار َما لِ ُك ِل َوا ِرث"‪.‬‬
‫وعرفه بعض المعاصرين بقوله‪ " :‬علم بقواعد فقهية وحسابية‪ ،‬بها يعرف نصيب كل وارث من‬
‫‪4‬‬
‫التركة"‪.‬‬
‫فمن خالل التعريف األخير تبدو مالمح هذا العلم؛ فهو علم مبني على قواعد فقهية ضابطة‬
‫لفروعه ا‪ ،‬وهذا ما ال يجعله مفارقا لسائر أبواب الفقه؛ ولكنه يزيد عليها باعتماده على القواعد‬
‫الحسابية‪ ،‬والثمرة المرجوة منه؛ هو بيان أنصبة الورثة من التركة على وجه الدقة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ القاموس المحيط ‪.64/1‬‬


‫‪ 2‬ـ الذخيرة ‪.7/11‬‬
‫‪ 3‬ـ الشرح الكبير ‪.654/6‬‬
‫‪ 4‬ـ علم الفرائض والمواريث في الشريعة اإلسالمية والقانون السوري‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪3‬‬
‫بيد أن تعريف الدردير أدق منه من ناحية تحديد موضوعات علم المواريث؛ ذلك أن التعريف الثاني‬
‫قد أغفل صاحبه موضوعات الحجب وموانع الميراث‪.‬‬
‫ويحسن التنبيه إلى أن هذا العلم قد ارتبط ببعض األلفاظ ذات الصلة به‪ ،‬ويمكن اقتضابها في‬
‫اآلتي‪ :‬الفرائض‪ ،‬الفريضة‪ ،‬التركات‪ ،‬التركة‪ ،‬الميراث‪ ،‬وهي ال تخرج في مآالت معانيها االصطالحية‬
‫عن التعريف السابق‪ ،‬بل إننا نجد أن مصطلح الفرائض هو األكثر تداوال عند الفقهاء قديما خالفا‬
‫لبعض المعاصرين الذين مالوا إلى مصطلح المواريث‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أهمية علم المواريث وفضله‪:‬‬
‫العلم بالجملة محمود شرعا‪ ،‬فالنصوص العامة الدالة على فضله شاملة لعلم المواريث‪ ،‬بيد أن هذا‬
‫العلم قد ورد بخصوصه جملة من األحاديث التي ال يخلو أكثرها من مقال في أسانيدها‪ ،‬ولعل‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َال‪ " :‬أ َْر َح ُم أ َُّمتِي‬ ‫ِ‬
‫س بْ ِن َمالك ‪َ ‬ع ِن النَّبِ ِي َ‬ ‫أصح ما ورد مرفوعا حديث أَنَ ِ‬
‫ض ُهم َزيْ ُد بْن ثَابِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بِأ َُّمتِي أَبو بكْر‪ ،‬وأَشد ِ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َص َدقُـ ُه ْم َحيَاءً ُعثْ َما ُن‪َ ،‬وأَفْ َر ُ ْ‬ ‫ُّه ْم في دي ِن الله ُع َم ُر َوأ ْ‬ ‫ُ َ َ َ ُ‬
‫الله أُبَ ُّي بْ ُن َك ْعب‪َ ،‬وأ َْعلَ ُم ُه ْم بِالْ َح َال ِل َوالْ َحَرِام ُم َعاذُ بْ ُن َجبَل‪ ،‬أََال َوإِ َّن لِ ُك ِل أ َُّمة أ َِمينًا‪،‬‬
‫اب ِ‬ ‫وأَقْـرُؤ ُهم لِ ِكتَ ِ‬
‫َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َهذه ْاأل َُّم ِة أَبُو ُعبَـْي َدةَ بْ ُن الْ َجَّرا ِح "‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوإ َّن أَم َ‬
‫‪1‬‬

‫فالتنويه بفضل زيد على غيره من الصحابة ‪ ‬لتضلعه في علم الفرائض دليل على فضل مخصوص‬
‫لهذا العلم؛ كما يمكن االستفادة من داللة اإليماء في الحديث حيث قدمه على اإلقراء والعلم‬
‫بالحالل والحرام؛ ونكتة ذلك ـ والله أعلم ـ هو قلة المتمرسين بهذا العلم في أوساط الفقهاء‪ ،‬وهذا‬
‫ما يشهد له التاريخ؛ فالفرضيون في كل عصر أقل عددا من المقرئين والفقهاء على العموم‪ ،‬وقد تجد‬
‫الفقيه النحرير الذي تفوته مباحث علم الفرائض‪ ،‬وما ذلك إال العتماده على الحساب‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وحتى األحاديث وإن كانت ضعيفة؛ فقد انعقد اإلجماع على مطلوبية علم المواريث‪ ،‬يقول اإلمام‬
‫ض َوا ُن اللَّ ِه َعلَْي ِه ْم‬
‫الص َحابَةُ ِر ْ‬
‫ت َّ‬ ‫وض الْ ِك َفاي ِة واستَـوفَ ِ‬
‫َ َْْ‬ ‫ت ْاأل َُّمةُ َعلَى أَنَّهُ ِم ْن فُـ ُر ِ‬ ‫القرافي‪ ..." :‬وأَجمع ِ‬
‫َ ْ ََ‬
‫استَ ْكثَـَر ِمْنهُ فَـ َق ِد ْاهتَ َدى‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وع ُه ْم فيه أَ ْكثَـَر م ْن َغْي ِرهِ فَ َم ِن ْ‬
‫َج ِوبَـتُـ ُه ْم َوفـُ ُر ُ‬
‫ت ُمنَاظََراتـُ ُه ْم َوأ ْ‬
‫ِِ‬
‫النَّظََر فيه َوَكثـَُر ْ‬
‫‪2‬‬
‫بِ َه ْديِ ِه ْم َر ِض َي اللَّهُ َعْنـ ُه ْم "‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ رواه أحمد‪ ،11331 :‬والترمذي‪ ،1731 :‬وابن ماجه‪ ، 156 :‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الذخيرة ‪.7/11‬‬
‫‪4‬‬
‫ث‪ ،‬لَِق َي ُع َمَر بِ ُع ْس َفا َن‪َ ،‬وَكا َن‬ ‫َن نَافِع بن عب ِد الْحا ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويقوي هذا اإلجماع ما صح َع ْن َعام ِر بْ ِن َواثلَةَ‪ ،‬أ َّ َ ْ َ َْ َ‬
‫ت َعلَى أ َْه ِل الْ َو ِادي‪ ،‬فَـ َق َال‪ :‬ابْ َن أَبْـَزى‪ ،‬قَ َال‪َ :‬وَم ِن ابْ ُن‬ ‫ِ‬
‫ُع َم ُر يَ ْستَـ ْعملُهُ َعلَى َم َّكةَ‪ ،‬فَـ َق َال‪َ :‬م ِن ْ‬
‫استَـ ْع َمْل َ‬
‫اب ِ‬
‫الله َعَّز َو َج َّل‪،‬‬ ‫ئ لِ ِكتَ ِ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َم ْولًى؟! قَ َال‪ :‬إِنَّهُ قَا ِر ٌ‬
‫استَ ْخلَ ْف َ‬
‫ِ ِ‬
‫أَبْـَزى؟ قَ َال‪َ :‬م ْولًى م ْن َم َوالينَا‪ ،‬قَ َال‪ :‬فَ ْ‬
‫الله يَ ْرفَ ُع بِ َه َذا‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم قَ ْد قَ َال‪« :‬إِ َّن َ‬ ‫ض‪ ،‬قَ َال ُع َم ُر‪ :‬أ ََما إِ َّن نَبِيَّ ُك ْم َ‬‫َوإِنَّهُ َعالِ ٌم بِالْ َف َرائِ ِ‬
‫ين »‪.‬‬ ‫ض ُع بِ ِه َ‬
‫آخ ِر َ‬ ‫اب أَق َْو ًاما‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫ْكتَ ِ‬‫ال ِ‬
‫‪1‬‬

‫فتنصيص الصحابي على علم الرجل بالفرائض دليل على فضيلة مخصوصة لهذا العلم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أركان ال ميراث‪:‬‬
‫الركن هو ما دخل في ماهية الشيء‪ ،‬وكان به قوامه‪ ،‬والميراث له أركان يقوم عليها؛ وهي ثالثة‪:‬‬
‫‪ 1‬الوارث‪ :‬وهو المستحق للميراث شرعا‪.‬‬
‫‪ 2‬المورث‪ :‬وهو الميت حقيقة‪ ،‬أو الميت حكما كالمفقود الذي حكم القاضي بموته أو الميت‬
‫تقديرا كالجنين حال سقوطه؛ فتقدر حياته قبل حصول الجناية على أمه‪.‬‬
‫‪ 3‬الحق الموروث‪ :‬وهو الميراث أو التركة التي خلفها الميت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شروط الميراث‪:‬‬
‫الشرط ما لزم من عدمه العدم ولم يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪ ،‬وللميراث شروط ال يتحقق‬
‫ت الْ ُموِر ِث‬
‫ث وتَحقُّق مو ِ‬‫ِ ِِ‬
‫ُّق َحيَاة الْ َوار َ َ ُ َ ْ‬
‫إال بوجودها؛ يقول اإلمام الصاوي‪ " :‬فَ ُش ُروطُهُ ثََالثَةٌ‪ :‬تَ َحق ُ‬
‫ِ ِ ِ ِ ‪2‬‬
‫َوالْعْل ُم بالْج َهة "‪.‬‬
‫فمن خالل كالمه يتضح أن له ثالثة شروط‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تحقق موت المورث حقيقة أو تقديرا أو حكما؛ فما لم يتحقق ذلك امتنع شرعا تقسيم التركة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثبوت حياة الوارث حقيقة أو حكما أو تقديرا‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ العلم بالجهة التي يستحق بها الميراث وسيأتي ذكرها فيما يأتي بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ رواه مسلم‪.717 :‬‬


‫‪ 2‬ـ حاشية الصاوي ‪.712/6‬‬
‫‪5‬‬
‫رابعا‪ :‬أسباب الميراث‬
‫السبب ما يلزم من وجوده الوجود وال يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وللميراث ثالثة أسباب يوجد بوجودها‬
‫ويعدم بعمها‪ ،‬أجملها الحافظ ابن عبد البر بقوله‪ " :‬وال يجب الميراث إال بأحد ثالثة أوجه‪ :‬نسب‬
‫‪1‬‬
‫ثابت معلوم أو والء صحيح وهو كالنسب عند عدم النسب أو نكاح صحيح "‪.‬‬
‫ِ‬
‫َسبَابِ َها ثََالثَةٌ أَيْ ً‬
‫‪2‬‬
‫ب "‪.‬‬
‫َّس ُ‬
‫اح َوالْ َوَالءُ َوالن َ‬
‫ضا‪ :‬الن َك ُ‬ ‫ويقول اإلمام الصاوي‪َ " :‬وأ ْ‬
‫وفيما يأتي تفصيل هذه األسباب‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ النكاح‪:‬‬
‫يقصد الفقهاء به كل عقد نكاح صحيح وإن لم يحصل معه الدخول‪ ،‬بل إنهم طردوا السببية حتى‬
‫في األنكحة المختلف فيها إذا ثبت فيها النسب وأسقطت الحد‪.‬‬
‫يقول الحافظ ابن عبد البر‪ " :‬وكل ما اختلف فيه من النكاح فثبت فيه النسب وسقط عنه الحد‬
‫‪3‬‬
‫وأقرا عليه ثبت في الميراث"‪.‬‬
‫ويقول اإلمام ابن رشد‪ " :‬وأما إن كان لم يسم لها صداقا وطلقها قبل البناء فليس لها إال المتعة‪،‬‬
‫وإن مات عنها لم يكن لها إال الميراث وال صداق لها في مذهب مالك وأصحابه إذا مات عنها‬
‫‪4‬‬
‫قبل الدخول ولم يفرض لها "‪.‬‬
‫والحاصل أن النكاح سبب للميراث ما لم يرفع بطالق بائن أو خلع‪ ،‬فإن كان رجعيا ولم تنقض‬
‫العدة ثبت الميراث للزوجة ‪ ،‬وال يستثنى من الطالق البائن إال الطالق في مرض الموت؛ فإنه يثبت‬
‫به الميراث‪ ،‬وهو قضاء أمير المؤمنين عثمان ‪ ‬معاملة لفاعله بنقيض قصده‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ النسب‪:‬‬
‫ويسمى كذلك الرحم؛ قال القاضي عبد الوهاب‪ " :‬وإنما قلنا إن الرحم يورث بها إليجاب الله تعالى‬
‫‪5‬‬
‫التوارث بين الوالدين والمولودين واإلخوة وغيرهم من األنساب "‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ الكافي ‪.1161/2‬‬


‫‪ 2‬ـ حاشية الصاوي ‪.712/6‬‬
‫‪ 3‬ـ الكافي ‪.1161/2‬‬
‫‪ 4‬ـ المقدمات الممهدات ‪.1161/2‬‬
‫‪ 5‬ـ المعونة ‪.1367/1‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ 1‬ـ الوالء‪:‬‬
‫المعتقين؛ وقد أجراه الله تعالى‬
‫َ‬ ‫الوالء هو صلة بين السيد المعتِق المسلم والعبد أو األمة المسلمين‬
‫على لسان رسوله ‪ ‬مجرى النسب‪ ،‬يقول اإلمام ابن الحاجب‪َ " :‬وحكمه كالعصوبة فَـيُِفيد ِعْند‬
‫‪1‬‬
‫عدمها الْ ِم َيراث َو َواليَة النِ َكاح َوحمل الْعقل "‪.‬‬
‫َ‬
‫ويقول اإلمام ابن رشد‪ " :‬الوالء كالنسب يجب الميراث به عند عدم النسب كما يجب بالنسب‪،‬‬
‫فللمولى المعتق المال كله إذا انفرد‪ ،‬وهو مع من له فرض مسمى عاصب فيما بقي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والموالي ثالثة‪ :‬مولى الرجل الذي أعتقه‪ ،‬ومولى أبيه‪ ،‬ومولى أمه "‪.‬‬
‫وعليه فالوالء حكمه حكم العاصب؛ فالمولى يحوز كل التركة إذا انفرد‪ ،‬ويحوز ما تبقى بعد‬
‫أصحاب الفروض إذا لم يكن معهم غيره‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬توفي عن زوجة وعن سيده الذي أعتقه‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ُمعتِق‬ ‫زوجة‬

‫=‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫فأنت ترى أن الزوجة حازت فرضها وهو الربع بسبب عدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬وأن المولى أخذ ما‬
‫تبقى؛ ولكن شرط ذلك أن ال يوجد ذو نسب في المسألة؛ ألن الوالء سبب قوي للميراث ولكنه‬
‫‪3‬‬
‫دون النسب‪ ،‬يقول الحافظ ابن عبد البر‪ " :‬وهو كالنسب عند عدم النسب "‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬حصر أسباب الميراث في ثالث مبني على القول بعدم توريث بيت المال‪.‬‬
‫ِ ‪4‬‬
‫ت الْ َمال"‪.‬‬ ‫يقول اإلمام النفراوي‪َ ..." :‬مْبنِ ٌّي َعلَى َم ْذ َه ِ‬
‫ب َم ْن لَ ْم يُـ َوِر ُ‬
‫ث بَـْي َ‬
‫خامسا‪ :‬موانع الميراث‪:‬‬
‫قد تتوفر أسباب الميراث وتوجد شروطه ولكن ال يتحقق انتقال التركة بسبب وجود مانع من الموانع‪،‬‬
‫والمانع كما هو معلوم ما يلزم من وجود ه العدم وال يلزم من عدمه وجود وال عدم‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الموانع في سبعة جمعها بعض أهل العلم في جملة‪ :‬عش لك رزق‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ جامع األمهات‪ ،‬ص ‪.511‬‬


‫‪ 2‬ـ المقدمات الممهدات ‪.151/1‬‬
‫‪ 3‬ـ الكافي ‪.1161/2‬‬
‫‪ 4‬ـ الفواكه الدواني ‪.257/2‬‬
‫‪7‬‬
‫وقد نظمها العالمة باي بلعالم ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬بقوله‪:‬‬
‫ثم الموانع أتت مسطورة ‪ ...‬في سبعة عندهم محصورة‬
‫عش لك رزق رمزها فالعين ‪ ...‬لعدم استهالل ثم الشين‬
‫للشك في السابق والالم أتى ‪ ...‬للعن والكاف لكفر يا فتى‬
‫‪1‬‬
‫والراء للرق وزاي للزنا ‪ ...‬والقاف للقتل حمانا ربنا‪.‬‬
‫وإليك اآلن تفصيلها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العين‪ :‬عدم االستهالل‪.‬‬
‫يراد منه عد استهالل المولود بالصراخ حال خروجه من بطن موته؛ ألن صراخه إيذان بحياته‪ ،‬وهل‬
‫‪2‬‬
‫تعلم حياته بغير صراخ فيه خالف‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الشين‪ :‬الشك‪.‬‬
‫ضي ِة لِ ِْْلر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّك فِي التـ ََّقدُِّم والتَّأ ُّ ِ‬
‫ث‪ ،‬أ َْو‬ ‫َخ ِر في الْ َم ْوت‪ ،‬أ َْو في الْج َهة الْ ُم ْقتَ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وله صور عديدة فيشمل الش َّ‬
‫ِ ‪3‬‬ ‫ِ‬
‫ود و َع َد ِم ِه‪ ،‬أ َْو ُّ‬
‫الذ ُك َورةِ َو ْاألُنُوثَة‪.‬‬ ‫الْ ُو ُج َ‬
‫َّك‬
‫َن الش َّ‬ ‫َّك ِأل َّ‬
‫ويندرج ضمن كل صورة صور عديدة؛ أوصلها اإلمام القرافي إلى ثمانية؛ فقال‪َ " :‬والش ُّ‬
‫استِْبـ َه ِام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِي الْم ْقتضى يمنع الْحكْم إِجماعا ‪ ....‬والش ُّ ِ ِ‬
‫َّك ثَ َمانيَةٌ في الْ ُو ُجود َكالْ َم ْف ُقود َوالْ َحيَاة َك ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ََْ ُ ُ َ ْ َ ً‬
‫ب‬‫عدد كالحمل والذكورة كالخنثى فَـيُـ ْعطَى ثََالثَةَ أ َْربَ ِاع ِميراث والنَّس ِ‬ ‫استِه َال ِل أ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َحد المولدين َوالْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْْ‬
‫ات قَـْب َل ِاال ْختِيَا ِر َوتَا ِر ِ‬
‫يخ‬ ‫ُختَـْي ِن َوَم َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫صْي ِن َوج َهة اال ْست ْح َقاق َك َم ْن أ ْ‬
‫َسلَ َم َعلَى أ ْ‬
‫ِ‬
‫َكالْ ُمتَ َداعي بَـْي َن َش ْخ َ‬
‫‪4‬‬
‫ان َوالْ َج ْه ِل بِِه َكالْغَْرقَى"‪.‬‬ ‫ت بِطُرِو النِسي ِ‬
‫ُ َْ‬
‫الْمو ِ‬
‫َْ‬
‫‪ 3‬الالم‪ :‬اللعان‪.‬‬
‫المسجد على الصورة المذكورة في قول الله‬ ‫ويقصد منه اتهام الزوج زوجته بالزنا؛ فيتالعنان في‬
‫َح ِد ِه ْم أ َْربَ ُع‬
‫اد ُة أ َ‬
‫ش َه َ‬
‫س ُه ْم فَ َ‬ ‫ِ‬
‫ُش َه َداءُ إ َّال أَنْ ُف ُ‬ ‫اج ُه ْم َولَ ْم يَ ُك ْن لَ ُه ْم‬
‫ين يَ ْرُمو َن أَ ْزَو َ‬
‫َّ ِ‬
‫تعالى‪َ  :‬والذ َ‬

‫‪ 1‬ـ الدرة السنية منظومة في علم الفرائض مطبوع مع الكوكب الزهري نظم مختصر األخضري‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫ال الشَّافِعِ ُّي َوأَبُو َحنِي َفةَ‪،‬‬ ‫اح أَ ِو الْبُ َك ِاء‪َ .‬وقَ َ‬ ‫َن ع َالمةَ الْحياةِ ِاالستِه َال ُل بِ ِ‬
‫الصيَ ِ‬ ‫ْْ‬ ‫ِ‬
‫َص َحابُهُ إلَى أ َّ َ َ َ َ‬ ‫ب َمالِ ٌ‬
‫ك َوأ ْ‬ ‫ـ قال ابن رشد‪ " :‬فَ َذ َه َ‬
‫‪2‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ي وأَ ْكثَـر الْ ُف َقه ِاء‪ُ :‬ك ُّل ما علِم ِ‬
‫َح َك ُام الْ َح ِي‪َ ،‬وُه َو ْاألَظْ َه ُر‬ ‫ت بِه الْ َحيَاةُ في الْ َع َادة م ْن َحَرَكة أ َْو عُطَاس أ َْو تَـنَـفُّس فَأ ْ‬
‫َح َك ُامهُ أ ْ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫َوالثـ َّْوِر ُّ َ ُ َ‬
‫"‪.‬بداية المجتهد ‪.137/6‬‬
‫‪ 3‬ـ انظر‪ :‬الفواكه الدواني ‪.257/2‬‬
‫‪ 4‬ـ الذخيرة ‪.17/11‬‬
‫‪8‬‬
‫ين (‪)7‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َن لَ ْعنَ َ َّ ِ ِ ِ‬ ‫سةُ أ َّ‬ ‫ادقِين (‪ )6‬وال َ ِ‬ ‫ات بِاللَّ ِه إِنَّه لَ ِمن َّ ِ‬ ‫اد ٍ‬
‫ت الله َعلَْيه إ ْن َكا َن م َن الْ َكاذب َ‬ ‫ْخام َ‬ ‫َ‬ ‫الص َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َش َه َ‬
‫سةَ أ َّ‬ ‫اذبِين (‪ )8‬وال َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْدرأُ َعْن َها الْع َذاب أَ ْن تَ ْش َه َد أَربع َش َه َ ٍ ِ َّ ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫ضَ‬ ‫َن غَ َ‬ ‫ْخام َ‬ ‫َ‬ ‫ادات بالله إنَّهُ لَم َن الْ َك َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ين (‪[ . )9‬سورة النور‪ 4 :‬ـ ‪.]3‬‬ ‫اللَّ ِه َعلَي ها إِ ْن َكا َن ِمن َّ ِ ِ‬
‫الصادق َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫فإن حصل اللعان على الصورة المذكورة فرق بين الزوجين‪ ،‬ولم يحصل التوارث بينهما‪ ،‬وهذا وفقا‬
‫اص ُل أَنَّهُ إ َذا لَ ْم يَـ َق ْع اللِ َعا ُن ِم ْن الْ َجانِبَـْي ِن تَـ َو َارثَا‪،‬‬ ‫للتفصيل الذي حكاه اإلمام الدردير؛ فقال‪ " :‬فَالْح ِ‬
‫َ‬
‫َح ُد ُه َما ْاآل َخَر فَِإ ْن بَ َدأ ْ‬
‫َت قَـْبـلَهُ َوَال َع َن بَـ ْع َد َها‬ ‫ثأَ‬ ‫ص َل اللِ َعا ُن ِم ْن ُكل َعلَى الْ َو ْج ِه الش َّْر ِع ِي لَ ْم يَِر ْ‬ ‫َوإِ ْن َح َ‬
‫إع َادتِ َها َوِرثَهُ ْاآل َخ ُر َو َعلَى‬ ‫فَـعلَى الْ َقوِل بِع َدِم ِاال ْعتِ َد ِاد بِلِعانِها وَال ب َّد ِمن ِ‬
‫َح ُد ُه َما قَـْب َل َ‬ ‫ات أ َ‬‫إع َادت َها َوَم َ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث َوَر َج َع‪َ ،‬وأ ََّما َولَ ُد ُه الَّذي َوقَ َع ف ِيه الل َعا ُن فَ َال تَـ َو ُار َ‬‫ُم َقابِل ِه َال ْإر َ‬
‫‪1‬‬
‫ت أ َْم َال "‪.‬‬ ‫ث بَـْيـنَـ ُه َما َس َواءٌ الْتَـ َعنَ ْ‬
‫‪ 4‬الكاف‪:‬الكفر‪.‬‬
‫ال توارث بين مسلم وكافر والعكس‪ ،‬سواء كان كفره أصليا أو طارئا كالمرتد‪ ،‬واألصل فيه حديث‬
‫الم ْسلِ ُم ال َك ِاف َر َوالَ‬
‫ث ُ‬ ‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َال‪« :‬الَ يَ ِر ُ‬ ‫ُس َامةَ بْ ِن َزيْد َر ِضي اللَّهُ َعْنـ ُه َما أ َّ‬
‫َن النَّبِ َّي َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫‪2‬‬
‫الم ْسلِ َم»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َكاف ُر ُ‬
‫بل إن المالكية منعوا التوارث بين أهل ملتين كافرتين ومدركهم أن الكفر ملل ال ملة واحدة‪.‬‬
‫‪ 5‬الراء‪ :‬الرق‪.‬‬
‫العبد يملك وال يُملَك؛ فإذا تحقق بوصف العبودية لم يرث ولم يورث‪ ،‬يقول القاضي عبد الوهاب‪:‬‬
‫" والعبد الذي يستغرقه الرق ومن فيه بقية منه ال يرث وال يورث إال بالملك‪ ،‬وكذلك من فيه عقد‬
‫‪3‬‬
‫من عقود العتق "‪.‬‬
‫الزاي‪ :‬الزنا‪.‬‬
‫ال توارث بين الزاني وما تولد من نطفته‪ ،‬ويحصل التوارث بين ولد الزنا وأمه؛ ألنه ينسب إليها‪.‬‬
‫القاف‪ :‬القتل‪.‬‬
‫القاتل ال يرث من المقتول؛ ألن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه‪ ،‬بيد أنهم فرقوا بين‬
‫القاتل عمدا والقاتل خطأ؛ فاألول ال يرث مطلقا؛ والثاني يرث من التركة دون الدية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ الشرح الكبير ‪.675/6‬‬


‫‪ 2‬ـ رواه البخاري ‪ ،4746‬مسلم ‪.1416‬‬
‫‪ 3‬ـ المعونة ‪.1463/1‬‬
‫‪9‬‬
‫يقول القاضي عبد الوهاب‪ " :‬وقاتل العمد ال يرث مقتوله‪ ،‬وقاتل الخطأ يرث من غير الدية‪ ،‬والمرتد‬
‫‪1‬‬
‫ال يرث بحال "‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الحقوق المتعلقة بالتركة‪:‬‬
‫قبل اللجوء إلى قسمة الميراث‪ ،‬ال بد من استيفاء الحقوق المتعلقة بالتركة‪ ،‬ومصطلح التركة مرادف‬
‫الر ِاء َم َع‬
‫ين َّ‬ ‫ِ‬
‫وز تَ ْسك ُ‬
‫َّاء وَكس ِر َّ ِ‬
‫الراء َويَ ُج ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لمصطلح الميراث‪ ،‬يقول اإلمام الحطاب‪َ " :‬والتَّ ِرَكةُ‪ :‬ب َفْت ِح الت َ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت تُـَراثُهُ َو ُه َو الْ ِم َير ُ‬
‫اث‬ ‫وب وتَ ِرَكةُ الْميِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَـْت ِح التَّاء َوَك ْس ِرَها‪َ ،‬و ُه َو ب َم ْعنَى الْ َمْتـ ُروك‪َ ،‬كالطْلبَة ب َم ْعنَى‪ :‬الْ َمطْلُ َ‬
‫ت من َكا َن لَه لِوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫يء ثَـب ِ ِ‬ ‫وضبطَه بـعضهم‪ :‬بِأَنَّه ح ٌّق قَابِل لِلت ِ‬
‫ود قَـَرابَة بَـْيـنَـ ُه َما أ َْو‬ ‫ُ ُُ‬ ‫ت ل ُم ْستَحق بَـ ْع َد َم ْو َ ْ‬ ‫َّج ِز َ َ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ ََ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫‪2‬‬
‫اها "‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َما في َم ْعنَ َ‬
‫ت أ َْو َعلَْي ِه أ َْو َال لَهُ َوَال َعلَْي ِه‬ ‫وهذه الحقوق الخمس‪ ،‬دليل حصرها االستقراء فيقال‪ ":‬الْح ُّق َّإما لِْلميِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الذ َّم ِة فَـ َق ْط َو ُه َو الدَّيْ ُن الْ ُمطْلَ ُق أ َْو َال َو ُه َو الْ ُمتَـ َعلِ ُق بِ َعْي ِن‬
‫ْاأل ََّو ُل مؤ ُن التَّج ِهي ِز والثَّانِي َّإما أَ ْن يـتـعلَّق بِ ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬
‫اض ِطَرا ِر ٌّ‬ ‫اختِيَا ِر ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ي َو ُه َو الْ ِم َير ُ‬ ‫ي َو ُه َو الْ َو ِصيَّةُ أ َْو ْ‬ ‫التَّ ِرَك ِة َوالثَّال ُ‬
‫‪3‬‬
‫اث "‪.‬‬ ‫ث َّإما ْ‬
‫وهي على الترتيب اآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الحقوق العينية‪:‬‬
‫الرْه ِن َوأُِم الْ َولَ ِد َوَزَك ِاة‬‫ات ِمثْ ُل َّ‬ ‫يقول اإلمام ابن رشد‪ " :‬أ ََّو ُل َما يُ ْخَر ُج ِم ْن ُك ِل التَّ ِرَكةِ الْ ُح ُق ُ‬
‫وق الْ ُم َعيَّـنَ ُ‬
‫ب فِ َيها َه ِذ ِه‬ ‫اشي ِة إ َذا مات ِعْند حلُولِها وفِيها الش َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َّيءُ الذي َو َج َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫ثَ َم ِر الْ َحائط الَّذي أ َْزَهى‪َ ،‬وَزَكاة الْ َم َ‬
‫ت بِ ُمعِينَات فَآ َك ُد َها َوأَْوَال َها بِالتَّـْب ِدئَِة‬ ‫تُخرج ُكلُّها‪ ،‬وإِ ْن أَتَت علَى ج ِمي ِع التَّ ِرَك ِة‪ .‬وأ ََّما الْح ُق ُ ِ‬
‫وق الَّتي لَْي َس ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫ين ِم ْن الدُّيُون "‪.‬‬
‫ِ ‪4‬‬ ‫ت ثُ َّم ح ُق ُ ِ ِ‬
‫وق ْاآل َدمي َ‬ ‫ُ‬
‫ِمن رأْ ِس الْم ِال الْ َك َفن وتَج ِهيز الْميِ ِ‬
‫َُ ْ ُ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ين َم ْوتِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ومثل له اإلمام الحطاب بقوله‪ " :‬وزاد ابن عرفَةَ وسكْنَى َّ ِ‬
‫الزْو َجة ُم َّد َة عدَّت َها َم ْس َكنَـ َها ح َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ََ َ ُ‬
‫‪5‬‬
‫بِ ِمْل ِك ِه أ َْو بِنَـ ْق ِد كَِرائِِه انْـتَـ َهى "‪.‬‬
‫فهذه الحقوق متعلقة بعين التركة فتقدم على غيرها من الحقوق اآلتي ذكرها‪ ،‬حتى لو اقتضى األمر‬
‫أن تستغرق جميع مال الميت كما تقدم في كالم ابن رشد‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ المعونة ‪.1463/1‬‬


‫‪ 2‬ـ مواهب الجليل ‪.614/4‬‬
‫‪ 3‬ـ انظر‪ :‬مواهب الجليل ‪.614/4‬‬
‫‪ 4‬ـ التاج واإلكليل ‪.537/7‬‬
‫‪ 5‬ـ مواهب الجليل ‪.614/4‬‬
‫‪11‬‬
‫ويقول الدكتور الالحم معلال تقديم الحقوق العينية على الدين‪ " :‬قدمت الحقوق المتعلقة بعين‬
‫التركة على الحقوق المرسلة‪ ،‬ألنها تُـ َقدَّم في حال الحياة‪ ،‬لو أفلس المدين‪ ،‬فكذلك الوفاة‪ ،‬وذلك‬
‫أن المتوفى قد التزم للمرتهن ‪-‬مثال‪ -‬بقضاء حقه من العين المرهونة في حال تعذر الوفاء من غيرها‪،‬‬
‫فيلزم الوفاء له بهذا االلتزام‪ .‬أما صاحب الدين المرسل فلم يلتزم له بقضاء حقه من شيء معين في‬
‫‪1‬‬
‫التركة فيبقى حقه مشاعا فيها "‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تجهيز الميت‪:‬‬
‫األصل في تجهيز الميت أن يكون من ماله‪ ،‬ونقصد بالتجهيز ما تعلق بتغسيله وتكفينه ودفنه مما‬
‫أذن فيه شرعا‪ ،‬وما جاوز ذلك في قدره أو عدم مطلوبيته فممنوع‪.‬‬
‫ِ‬
‫ك‬‫ون ِم ْن َك َفن َوغُ ْسل َو َح ْمل َو َغْي ِر ذَل َ‬
‫يقول اإلمام الدردير‪( " :‬فَمؤ ِن تَج ِهي ِزهِ)‪ :‬تُـ َقدَّم علَى الدُّي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ ْ‬
‫‪2‬‬
‫ف "‪.‬‬‫َسَر َ‬ ‫اسب حالُه ِمن فَـ ْقر و ِغنًى‪ ،‬و ِ‬
‫ضم َن َم ْن أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫(بالْ َم ْع ُروف)‪ :‬ب َما يـُنَ ُ َ ُ ْ‬
‫‪ 1‬ـ قضاء الديون‪:‬‬
‫نص القرآن على مطلوبية قضاء الدين قبل تقسيم التركة؛ وذلك قول الله تعالى ‪ِ ":‬من ب ْع ِد و ِ‬
‫صيَّ ٍة‬ ‫ْ َ َ‬
‫وصو َن بِ َها أ َْو َديْ ٍن "‪[ .‬النساء‪]12 :‬‬
‫تُ ُ‬
‫فما كان من حقوق الناس بدئ به من مال الميت؛ وما كان من حقوق الله خرج من ثلث مال‬
‫ِ‬ ‫الميت إذا وصى به‪ ،‬يقول اإلمام الدردير‪( " :‬فَـ َقضاء ِدينِ ِه) ‪ :‬يـ َقد ِ‬
‫َي‬
‫صايَا أ ْ‬ ‫َّم م ْن َرأْ ِس الْ َمال َعلَى الْ َو َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫صى بِِه أ َْم‬ ‫ت الْم ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِدينِ ِه الَّ ِذي علَي ِه ِآلد ِمي‪َ ،‬كا َن بِ ِ‬
‫َّع أ َْو َ‬
‫ي تَ َمت َ‬‫ض ُمون‪ .‬ثُ َّم َه ْد ٌ‬ ‫ضامن أ َْم َال؛ ألَنَّهُ يَح ُّل ب َم ْو َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّارات‬ ‫صى فَـ َق ْط‪َ .‬ومثْ ُل َكف َ‬ ‫ات أَ ْش َه َد في ص َّحته أَنـَّ ُه َما بِذ َّمته أ َْو أ َْو َ‬
‫َّار ٌ‬
‫َال‪ .‬ثُ َّم َزَكاةُ فطْر فَـَّر َط ف َيها‪َ .‬وَكف َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صى بِ َها‪( .‬فَـ َو َ‬ ‫أَ ْش َه َد بِ َها‪َ :‬زَكاةُ َعْين َحلَّ ْ‬
‫‪3‬‬
‫َّم "‪.‬‬
‫صايَاهُ) م ْن ثـُلُث الْبَاقي بَـ ْع َد َما تَـ َقد َ‬ ‫ت َوأ َْو َ‬
‫‪ 6‬ـ الوصية‪:‬‬
‫الوصية تمليك مضاف إلى ما بعد الموت؛ ويجب إخراجها في ثلث الميت بشرط أن ال تكون‬
‫لوارث‪.‬‬
‫يث فِ َيها يَـْنـ َق ِس ُم َعلَى‬
‫وع الْموا ِر ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫يقول اإلمام الحطاب‪ " :‬واعلَم أ َّ َّ ِ‬
‫َن الذي يَ ْخ ُر ُج م ْن التَّرَكة قَـْب َل ُوقُ ِ َ َ‬ ‫َْْ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قِسمي ِن‪ :‬أَح ُدهما ما ي ِجب إخراجه ِمن رأْ ِس الْم ِال‪ ،‬والثَّانِي ما ي ِجب إخر ِ‬
‫اجهُ م ْن الثُّـلُث َوَما يَج ُ‬ ‫َ َ ُ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َْ َ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ‬
‫‪ 1‬ـ الفرائض‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬ـ الشرح الصغير ‪.417/6‬‬
‫‪ 3‬ـ الشرح الصغير ‪.412/6‬‬
‫‪11‬‬
‫اجهُ ِم ْن َرأْ ِس الْ َم ِال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إخراجه ِمن رأْ ِس الْم ِال م َقدَّم علَى ما ي ِجب إخر ِ‬
‫إخَر ُ‬
‫ب ْ‬ ‫اجهُ م ْن الثُّـلُث َوَما يَج ُ‬ ‫َ ُ ٌ َ َ َ ُ َْ ُ‬ ‫َْ ُ ُ ْ َ‬
‫‪1‬‬
‫ت بِ ُم َعيَّـنَة "‪.‬‬ ‫وق ُم َعيَّـنَةٌ‪َ ،‬والثَّانِي ُح ُق ٌ‬
‫وق لَْي َس ْ‬ ‫َعلَى َو ْج َهْي ِن‪ :‬أ َ‬
‫َح ُد ُه َما ُح ُق ٌ‬
‫ومحل الشاهد أن الوصية مما يخرج من ثلث المال ولهذا وجب تأخرها عن الدين؛ ألنه يخرج من‬
‫وصى بِ َها أ َْو‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫رأس المال‪ ،‬وأما عن تقديمها على الدين في القرآن في قوله تعالى‪" :‬م ْن بَـ ْعد َوصيَّة يُ َ‬
‫ضار "‪[ .‬النساء‪]11 :‬‬ ‫َديْن َغْيـَر ُم َ‬
‫فنكتته االهتمام بها حتى ال يتساهل الناس في إخراجها‪ ،‬يقول اإلمام ابن جزي‪" :‬وإنما قدمت‬
‫الوصية على الدين‪ ،‬والدين مقدم عليها في الشريعة‪ :‬اهتماما بها‪ ،‬وتأكيدا لألمر بها‪ ،‬ولئال يتهاون‬
‫بها وأخر الدين ألن صاحبه يتقاضاه‪ ،‬فال يحتاج إلى تأكيد في األمر بإخراجه وتخرج الوصية من‬
‫الثلث‪ ،‬والدين من رأس المال بعد الكفن وإنما ذكر الوصية والدين نكرتين‪ :‬ليدل على أنهما قد‬
‫‪2‬‬
‫يكونان‪ ،‬وقد ال يكونان فدل ذلك على وجوب الوصية "‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الميراث‪:‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضا أ َْو‬ ‫صايَا يَ ُكو ُن (ل َوا ِرثه) فَـ ْر ً‬ ‫هو آخر الحقوق في المال‪ ،‬يقول اإلمام الدردير‪( " :‬ثُ َّم الْبَاقي) بَـ ْع َد الْ َو َ‬
‫‪3‬‬
‫صيبًا‪ ،‬أ َْو ُه َما "‪.‬‬ ‫تَـع ِ‬
‫ْ‬
‫ت َم ِال ُمْنـتَ ِظ ٌم‬ ‫فائدة‪ :‬يقول اإلمام الصاوي‪ ":‬فَائِ َدةٌ‪ :‬يجوز لِ ِْْلنْس ِ‬
‫ان إ َذا لَ ْم يَ ُك ْن لَهُ َوا ِر ٌ‬
‫ث ُم َعيَّ ٌن َوَال بَـْي ُ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫وق‬‫ك بِأَ ْن ي ْشه َد فِي ِص َّحتِ ِه بِ َشيء ِمن ح ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫اعةِ اللَّ ِه‪َ ،‬و َذل َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫إخَر ِاج َماله بَـ ْع َد َم ْوته في طَ َ‬‫أَ ْن يَـتَ َحيَّ َل َعلَى ْ‬
‫اج َها ِم ْن َرأْ ِس الْ َم ِال َولَْو أَتَى َعلَى َج ِميعِ َها بَـ ْع َد‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫إخَر ُ‬‫ب ْ‬ ‫اللَّه تَـ َعالَى في ذ َّمته َكَزَكاة أ َْو َكف َ‬
‫َّارات َو َج َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َص ِل "‪.‬‬ ‫الْ ُح ُقوق الْ ُمتَـ َعل َقة بِالْ َعْي ِن نَـ َقلَهُ (ح) َع ْن الْبُـ ْرُزل ِي َك َذا في َحاشيَة ْاأل ْ‬
‫‪4‬‬

‫هذا‪ ،‬ومثال تزاحم هذه الحقوق‪ ،‬رجل هلك وترك خمسين ألف دينار جزائري؛ مؤنة تجهيزه عشرة‬
‫آالف دينار‪ ،‬وعليه ألف دينار مقابل ساعة له رهنها لشخص ما‪ ،‬وعليه أربعة آالف دينار آلخر‪،‬‬
‫ووصى بخمسمائة دينار إلتمام مسجد الحي‪ ،‬وخلف ابنا فقط‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ مواهب الجليل ‪.614/4‬‬


‫‪ 2‬ـ التسهيل ‪.171/1‬‬
‫‪ 3‬ـ الشرح الصغير وبهامشه حاشية الصاوي ‪.417/6‬‬
‫‪ 4‬ـ حاشية الصاوي ‪.417/6‬‬
‫‪12‬‬
‫فيقدم تسديد دين الرهن ثم تجهيزه ثم يسدد الدين ثم تخرج وصيته؛ ألنها دون ثلث ماله؛ فيتحصل‬
‫في األخير ساعة وثالثون ألف دينار يحوزها جميعا ولده الوارث‪ ،‬وذلك وفقا للعملية الحسابية‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ = 511 - 6111 - 11111 - 1111 - 51111‬ساعة ‪ 11111 +‬دج تركة للولد ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬المستحقون للتركة (الورثة)‪:‬‬
‫ليس كل من أدل ى بقرابة إلى الميت يستحق التركة‪ ،‬بل هم محصورون بتحديد من الشارع‪ ،‬ويمكن‬
‫إجمالهم فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الوارثون من الرجال‪ :‬حصر الفقهاء الورثة من الرجال في عشرة وبالبسط خمسة عشر وهم‪:‬‬

‫‪11‬ـ العم ألب‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ األخ ألب‬ ‫‪ 1‬ـ االبن‬


‫‪12‬ـ ابن العم الشقيق‪.‬‬ ‫‪ 7‬ـ األخ ألم‬ ‫‪ 2‬ـ ابن االبن‬
‫‪ 7‬ـ ابن األخ الشقيق ‪11‬ـ ابن العم ألب‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ األب‪.‬‬
‫‪16‬ـ الزوج‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ابن األخ ألب‬ ‫‪ 6‬ـ الجد‪.‬‬
‫‪15‬ـ المعتِ ُق‪.‬‬ ‫‪11‬ـ العم الشقيق‬ ‫‪ 5‬ـ األخ‬
‫الشقيق‪.‬‬
‫وإذا اجتمعوا جميعا في مسألة فال يرث منهم إال ثالثة؛ وهم‪ :‬االبن‪ ،‬األب‪ ،‬الزوج؛ ألن االبن واألب‬
‫يسقطان بقية الورثة لما سيأتي بإذن الله في موضوع الحجب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوارثون من النساء‪ :‬حصر الفقهاء الورثة من جهة النساء في سبع وارثات‪ ،‬وبالبسط عشر‬
‫وهن‪:‬‬
‫‪ - 5‬الجدة من قبل األب‪ – 3 .‬الزوجة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬البنت‪.‬‬
‫‪ - 11‬المعتِ َقةُ‪.‬‬ ‫‪ - 4‬األخت الشقيقة‪.‬‬ ‫‪ - 2‬بنت االبن‪.‬‬
‫‪ - 7‬األخت ألب‪.‬‬ ‫‪ - 1‬األم‪.‬‬
‫‪ - 7‬األخت ألم‪.‬‬ ‫‪ - 6‬الجدة من األم‪.‬‬
‫وفي حال اجتماعهن فال يرث منهن إال خمس‪ ،‬وهن‪ :‬البنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬األم‪ ،‬الزوجة‪ ،‬األخت‬
‫الشقيقة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ألن األخت الشقيقة إذا تعصبت مع البنت أو معها ومع بنت االبن صارت بمنزلة األخ الشقيق‬
‫فتحجب ما يحجبه األخ الشقيق‪ ،‬واألم تحجب الجدة من الجهتين‪ ،‬واألخت ألم محجوبة بالفرع‬
‫الوارث مطلقا‪.‬‬
‫وهؤالء الورثة تختلف طرق إرثهم وتفاصيل ذلك نقف عليها بحول الله وقدرته في المحاضرة الثانية‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‪ :‬الورثة وطرق توريثهم ‪-‬أنواع اإلرث – وأحكام حجبهم‪:‬‬


‫بعد المقدمات المهمة التي صدرنا بها علم المواريث في المحاضرة األولى؛ وكان خاتمتها معرفة‬
‫أعيان المستحقين للتركة‪ ،‬من الرجال والنساء‪ ،‬سنبين اآلن نوع إرثهم‪ ،‬كما هو موضح في اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلرث بالفرض‪:‬‬
‫الفرض هو الجزء المقدر من التركة‪ 1،‬واألصل فيه حديث اب ِن عبَّاس‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال رس ُ ِ‬
‫صلَّى اللهُ‬
‫ول الله َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ‬
‫ض بِأ َْهلِ َها‪ ،‬فَ َما بَِق َي فَ ُه َو ِأل َْولَى َر ُج ٍل ذَ َكر»‪.‬‬
‫ٍ ‪2‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسلَّ َم‪« :‬أَلْح ُقوا الْ َف َرائِ َ‬
‫ِ‬
‫والفرائض محددة في كتاب الله تعالى في ست فرائض‪ ،‬هي‪ :‬النصف ونصفه ونصف نصفه؛ أي‬

‫‪. ،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بلغة األرقام‪:‬‬

‫والثلثان ونصفهما ونصف نصفهما؛ أي بلغة األرقام‪:‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬

‫فإن وقفت على غير هذه الفرائض في مسألة فهو خطأ بيِ ٌن جلي‪.‬‬
‫والوارثون الذين سبق ذكرهم‪ ،‬منهم من يرث بالفرض فقط‪ ،‬أو بالفرض والتعصيب معا‪ ،‬وسنقصر‬
‫حديثنا على أصحاب الفروض فقط مبرزين شروط استحقاقهم لذلك في اآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أصحاب النصف‪ :‬أصحاب النصف خمسة‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أ الزوج‪ :‬يستحق النصف بشرط عدم وجود فرع وارث للزوجة سواء كان الولد منه أم من غيره‪.‬‬
‫ب البنت الصلبية‪ :‬تستحق النصف بشرط عدم وجود ذكر أو أنثى في درجتها‪.‬‬
‫ج بنت االبن‪ :‬تستحق النصف بشرط أال يكون فرع وارث أعلى من درجتها أو ابن ابن في درجتها‬
‫أو أنزل منها‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬التركات والمواريث‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ 2‬ـ رواه البخاري ‪ ،4712‬ومسلم ‪.1415‬‬
‫‪14‬‬
‫د األخت الشقيقة‪ :‬تستحق النصف بشرط أن ال يكون للميت فرع وارث وال وجود ألب وال‬
‫معصب وال مماثل لها‪.‬‬
‫ذ األخت ألب‪ :‬تستحق النصف بشرط أن ال يكون للميت فرع وارث وال وجود ألب وال ألخ‬
‫شقيق أو أخت شقيقة وال معصب وال مماثل لها‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬إذا اجتمع أصحاب النصف يرث منهم أربعة‪ :‬الزوج‪ ،‬البنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬أخت شقيقة‪،‬‬
‫ولكن ال يرث منهم النصف إال البنت فقط‪.‬‬
‫‪ 2‬أصحاب الربع‪ :‬يستحق الربع اثنان‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫أ الزوج‪ :‬بشرط وجود الفرع الوارث للزوجة سواء كان الولد منه أم من غيره‪.‬‬
‫ب الزوجة‪ :‬بشرط عدم وجود فرع وارث للزوج‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعددت الزوجات فإنهن يشتركن في الربع بشرط عدم وجود فرع وارث للزوج‪.‬‬
‫‪ 3‬أصحاب الثمن‪ :‬يفرض الثمن لصنف واحد فقط وهي الزوجة أو الزوجات إذا اجتمعن بشرط‬
‫عدم وجود فرع وارث للزوج‪.‬‬
‫‪ 4‬أصحاب الثلثين‪ :‬يفرض الثلثان ألربعة‪:‬‬
‫أ بنتان فأكثر‪ :‬بشرط عدم وجود معصب لهما‪.‬‬
‫ب بنتا االبن فأكثر‪ :‬بشرط عدم وجود ابن أو بنت أعلى منهما وعدم وجود معصب‪.‬‬
‫ج األختان الشقيقتان فأكثر‪ :‬بشرط عدم وجود أصل أو فرع وارث وعدم وجود معصب لهما‪.‬‬
‫د األختان لألب فأكثر‪ :‬بشرط عدم وجود أصل أو فرع وراث وعدم وجود أحد األشقاء وعدم‬
‫وجود معصب‪.‬‬
‫‪ 5‬أصحاب الثلث‪ :‬نفرض الثلث لصنفين‪:‬‬
‫أ األم‪ :‬بشرط عدم وجود الفرع الوارث وعدم تعدد اإلخوة ـ ـ ـ اثنين فصاعدا ـ ـ‪ ،‬إال في المسألتين‬
‫‪1‬‬
‫الغراوين‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ وتسميان بالعمريتين أيضا لقضاء أمير المؤمنين عمر ‪ ‬فيهما‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫ـ زوج‪ ،‬أب‪ ،‬أم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫أم‬ ‫زوج‬
‫ع‬
‫الباقي‬
‫‪15‬‬
‫ب اإلخوة ألم‪ :‬اثنان فأكثر ً‬
‫ذكورا كانوا أو إناثًا؛ بشرط عدم وجود أصل مذكر أو فرع وارث‪.‬‬
‫‪ – 6‬السدس‪ :‬يستحق السدس سبعة‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫أ األب‪ :‬يستحق السدس بشرط وجود فرع وارث ذكر‪ ،‬فإن كان أنثى فإنه يرث السدس فرضا‪،‬‬
‫والباقي تعصيبا‪.‬‬
‫ب الجد‪ :‬وإن عال؛ يستحق السدس بشرط وجود فرع وارث مذكر وعدم وجود األب‪.‬‬
‫ج األم‪ :‬بشرط وجود الفرع الوارث أو عدد من اإلخوة أو األخوات مهما كان نوعهم؛ أشقاء أو‬
‫ألب أو ألم‪.‬‬
‫د – الجدة‪ :‬فإن تعددن اشتركن فيه بشرط أال تحجب‪ ،‬والجدة الوارثة عند المالكية إما أن تكون‬
‫من جهة األم وهي متمحضة اإلناث كأم األم وأم أم األم فما فوق‪ ،‬وقد تكون من جهة األب وهي‬
‫المتمحضة اإلناث إلى األب كأم األب وأم أم األب‪.‬‬
‫يقول اإلمام ابن رشد‪ " :‬وللجدة الواحدة من قبل أب كانت أو من قبل أم السدس إذا انفردت‪ ،‬فإن‬
‫اجتمعتا فالسدس بينهما بنصفين‪ ،‬فإن كانت التي من قبل األم أقرب فالسدس لها دون التي لألب‪،‬‬
‫وإن كانت التي من قبل األب أقرب فالسدس بينهما بنصفين‪ ،‬وال يرث من الجدات إال جدتان‪ :‬أم‬
‫‪1‬‬
‫األم وأمهاتها‪ ،‬وأم األب وأمهاتها‪ ،‬وأما أم أبي األب‪ ،‬وأم أبي األم فإنهما ال ترثان "‪.‬‬
‫ذ بنت االبن فأكثر‪ :‬بشرط كونها مع بنت واحدة وعدم المعصب لها‪.‬‬
‫ق األخت ألب فأكثر‪ :‬بشرط كونها مع شقيقة واحدة وعدم المعصب لها‪.‬‬
‫ك األخ ألم أو األخت ألم‪ :‬بشرط عدم األصل المذكر أو الفرع الوارث‪.‬‬

‫=‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫ـ زوجة‪ ،‬أب‪ ،‬أم‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫أب‬ ‫أم‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫الباقي‬
‫=‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫َخ َذ َها‬ ‫َن أ ْ‬ ‫ور إلَى أ َّ‬
‫ج ْم ُه ُ‬‫واألصل أن األم ترث الثلث على ظاهر النص ولكنه خالف القواعد؛ يقول اإلمام الدردير‪َ " :‬ونَظََر الْ ُ‬
‫اح َدة فَلِ َّ‬
‫لذ َك ِر ِمثْ ُل َح ِظ ْاألُنْـثَـيَـْي ِن‬ ‫اع َدةُ أَنَّه متَى اجتَمع ذَ َكر وأُنْـثَى ي ْدلِيا ِن بِ ِجهة و ِ‬
‫ُ َ ْ ََ ٌ َ ُ َ‬
‫ث فِي ِهما يـؤِدي إلَى مخالََف ِة الْ َقواعِ ِد إ ْذ الْ َق ِ‬
‫َُ‬ ‫الثُّـلُ َ َ ُ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َن الْ َقواعِ َد ِمن الْ َقو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صوا عموم ْاآلي ِة بِالْ َقو ِ ِ‬
‫اط ِع "‪ .‬الشرح الكبير ‪.641/6‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ث الْبَاقي؛ أل َّ َ‬ ‫اعد َو َج َعلُوا لَ َها ثـُلُ َ‬ ‫فَ َخ ُّ ُ ُ َ َ َ‬
‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬المقدمات الممهدات ‪.165/1‬‬
‫‪16‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلرث بالتعصيب‪.‬‬
‫يرجع التعصيب إلى معنى اإلحاطة بالشيء‪ ،‬ومنه العصابة للعمامة‪ ،‬ويراد منه ما يحيط بالوارث من‬
‫الورثة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬هو كل وارث‪ ،‬ليس له سهم مقدر صريح في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫ويستخلص منه أن له ركنان‪ :‬األول استحقاقه لْلرث بالنص‪ ،‬والثاني‪ :‬أنه ليس له جزء مقدر شرعا‪،‬‬
‫ض بِأ َْهلِ َها‪ ،‬فَ َما بَِق َي‬ ‫ِ‬
‫ومن ثم فإنه يأخذ الباقي بعد أصحاب الفروض عمال بحديث‪« :‬أَلْح ُقوا الْ َف َرائِ َ‬
‫فَ ُه َو ِأل َْولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر»‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أقسام العصبة‪ :‬تنقسم العصبة إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عصبة نسبية‪ :‬هي عصبة طريقها النسب‪.‬‬
‫المعتَق‪ ،‬فلو مات‬ ‫ب ‪ -‬عصبة سببية‪ :‬هي عصبة طريقها العتق‪ ،‬ولكنها قاصرة على ِ‬
‫المعتق ال ُ‬
‫ُ‬
‫المعتَق ولم يكن له وارث ورثه سيده‪ ،‬أو بقي في التركة شيء حازه المعتِ ُق‪ ،‬ولكن محلها بعد العصبة‬
‫النسبية وقبل الرد وميراث ذوي األرحام‪.‬‬
‫‪ 2‬أنواع العصبة النسبية‪ :‬تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ ‪ -‬عصبة بالنفس ‪ :‬هذا النوع قاصر على الذكور فقط‪ ،‬وإذا أطلقت العصبة فيراد منها هذا النوع‪،‬‬
‫واألصل في جميع الذكور أنهم عصبة إال اثنان؛ وهما‪ :‬الزوج واألخ ألم‪.‬‬
‫وإذا اجتمع العصبة من جميع الجهات؛ فال يرث منهم إال‪ :‬األب‪ ،‬االبن‪ ،‬والبقية يحجبون بهما‪.‬‬
‫وحكم العاصب بنفسه أنه يحوز جميع المال إذا انفرد‪ ،‬ويأخذ ما تبقى بعد أصحاب الفروض‪ ،‬ولو‬
‫‪2‬‬
‫حصل استغراق للتركة من قبل أصحاب الفروض سقط فرضه إال في المسألة المشتركة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬إعانة الطالب في بداية علم الفرائض‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ 2‬ـ وت سمى بالحجرية واليمية‪ ،‬وصورتها‪ :‬زوج‪ ،‬أم‪ ،‬إخوة ألم‪ ،‬أخ أو إخوة أو أخوات أشقاء‪ ،‬يقول ابن الحاجب‪" :‬إَِّال فِي‬
‫صاعِدا ْاألُم وأَخ َش ِقيق ذكر وحده أَو َم َع غَيره فيشاركون ِْ‬
‫اإل ْخ َوة ْلألُم‬ ‫الحمارية وتسمى الْم ْشتَرَكة وِهي زوج وأم أَو جدة وأ ِ‬
‫َخ َوان فَ َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫الذكر كاألنثى "‪ .‬جامع األمهات‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪4‬‬ ‫إخوة ألب‬ ‫إخوة ألم‬ ‫أم‬ ‫زوج‬

‫=‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫هنا ورث األخوة بوصف األخوة لألم ال بصفة كونهم أشقاء‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫المعتقة‪.‬‬
‫‪ -‬يستحيل أن تكون أنثى عصبة بالنفس إال في حال واحدة‪ ،‬وهي‪َ :‬‬
‫‪ -‬أبناء األخ عصبة بالنفس؛ أما بنت األخ المنفردة عن ذكر يعصبها فال ترث بالفرض وال‬
‫التعصيب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عصبة بالغير ‪ :‬هذا النوع مزدوج بين الذكور واإلناث في صنف البنين والبنات وإن نزلوا‬
‫واإلخوة واألخوات سواء كانوا أشقاء أو ألب‪.‬‬
‫وسبب تسمية هذا النوع (عصبة بالغير)؛ ألنها مستفادة من العصبة بالنفس للذكور‪ ،‬ولهذا إذا فقدوا‬
‫ورثن بالفرض ال التعصيب‪.‬‬
‫وال تتحقق العصبة بالغير إال بثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون األنثى صاحبة فرض‪ ،‬وإال فال ومثاله (العمة الشقيقة) ال تتعصب مع العم الشقيق‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المعصب في درجتها؛ فإن كان أعلى منها حجبها‪ ،‬كاالبن مع بنت االبن‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المعصب في قوة األنثى صاحبة الفرض؛ فال يعصب األخ ألب (األخت الشقيقة) ألن‬
‫قرابتها أقوى منه‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬عصبة مع الغير‪ :‬مختصة باإلناث فقط‪ ،‬وتشمل تعصب األخوات (الشقيقات أو ألب) مع‬
‫البنات أو بنات االبن بشرط أال يكون معهن أخ ذكر‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا تعصبت األخت الشقيقة مع الغير صارت بمنزلة األخ الشقيق فتحجب ما يحجبه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلرث بالفرض والتعصيب‪:‬‬
‫من الورثة ما يرث بالفرض أحيانا وبالتعصيب أحيانا كما يستفاد مما تقدم‪ ،‬ولكننا ال نجد من يرث‬
‫بهما معا في وقت واحد إال في وارثين‪ ،‬وهما‪:‬األب‪ ،‬الجد‪.‬‬
‫حيث يرثان بالفرض والباقي تعصيبا في اجتماعهن مع الفرع الوارث المؤنث إذا لم تستغرق الفروض‬
‫المسألة‪.‬‬
‫ويحسن التنبيه إلى أنهما يرثان بالفرض فقط في حال اجتماعهم مع الفرع الوارث المذكر أو إذا‬
‫استغرقت الفروض المسألة‪ ،‬ويرثون بالتعصيب فقط دون الفرض إذا عدم الفرع الوارث‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تنبيه‪ :‬األخ المبارك‪ :‬ال ترث بنات االبن مع وجود بنتين فأكثر إال إذا تعصبن بابن ابن في درجتهن‬
‫أو أنزل منهن؛ فيرثن حينئذ بالتعصيب‪ ،‬وقد سماه علماء الفرائض بـ (األخ المبارك)‪ ،‬ومثلهن‬
‫‪1‬‬
‫األخوات ألب مع الشققيقتين فأكثر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الحجب‪:‬‬
‫يرجع معنى الحجب في اللغة إلى المنع والحرمان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفي االصطالح هو‪ " :‬منع من قام به سبب اإلرث من اإلرث بالكلية أو من أوفر حظيه "‪.‬‬
‫‪ 1‬أقسامه‪:‬‬
‫يقسم بعض الفرضيين الحجب إلى قسمين‪ :‬حجب بالوصف‪ :‬والمراد منه موانع اإلرث كما تقدم‬
‫في‪ " :‬عش لك رزق "‪.‬‬
‫وحجب بالشخص وينقسم إلى حجب حرمان وحجب نقصان‪ 3،‬وهذا الثاني هو المتبادر إلى‬
‫الذهن؛ ولهذا استغنينا به عن التقسيم األول‪ ،‬وفيما يأتي تفصيل الكالم فيه‪.‬‬
‫أ ‪ -‬حجب نقصان‪ :‬وهو نقل الوارث من أوفر حظيه إلى األقل كنقل الزوج من النصف إلى الربع‬
‫بسبب وجود الولد ونقل الزوجة من الربع إلى الثمن بسبب وجوده كذلك‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حجب حرمان‪ :‬والمراد منه حجب الوارث نهائيا بسبب وجود من يحجبه‪ ،‬ومبنى الحجب‬
‫على قاعدتين‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬من أدلى بواسطة حجب بوجودها‪ :‬فالجد واإلخوة مثال يحجبون بوجود األب؛‬
‫ألنهم يدلون إلى الميت بواسطته‪ ،‬وال يستثنى من هذه القاعدة إال اإلخوة ألم؛ فإنهم يرثون مع وجود‬
‫األم‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬البعيد يحجب بالقريب ‪ :‬كابن االبن مع وجود االبن‪ ،‬والعم ألب مع العم الشقيق‪،‬‬
‫والجدة من الجهتين باألم‪ ،‬وهلم جرا‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬المواريث في الشريعة اإلسالمية للصابوني‪ ،‬ص ‪.75 - 76‬‬


‫‪ 2‬ـ علم الفرائض والمواريث في الشريعة اإلسالمية والقانون السوري‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ 3‬ـ انظر‪ :‬المواريث في الشريعة اإلسالمية للصابوني‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪19‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫ـ ستة ال يطالهم حجب حرمان أبدا‪ ،‬وهم الوالدان والولدان والزوجان‪ ،‬ومدرك المسألة أنهم يدلون‬
‫إلى الميت من غير واسطة؛ فال يقوى أحد على حجبهم‪.‬‬
‫ـ للتعصيب أثره في باب الحجب؛ وجه ذلك أنه متى تعصبت األخت الشقيقة مع الغير ‪ -‬بنت أو‬
‫بنت ابن أو مع كليهما ‪ -‬فإنها تصير بمنزلة األخ الشقيق؛ فتحجب كل من يحجبه األخ الشقيق‪،‬‬
‫ومثلها األخت ألب حذو القذة بالقذة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تلخيص أحوال الورثة مع الحجب‪:‬‬
‫هذا ملخص مركز يبين الورثة وأحوالهم مع الحجب‪.‬‬
‫‪ -‬الجد‪ :‬يُ َ‬
‫حجب باألب أو بجد أقرب منه‪.‬‬
‫‪ -‬الجدة ألم‪ :‬تحجب باألم أو بجدة أقرب منها من جهة األم‪.‬‬
‫‪ -‬الجدة ألب‪ :‬تحجب باألم واألب وبالجدة األقرب منها ً‬
‫مطلقا ـ من جهة األب أو األم ـ وبكل‬
‫جد أدلت به‪.‬‬
‫‪ -‬أوالد االبن‪ :‬يحجبون باالبن أو بابن ابن أقرب منهم‪.‬‬
‫‪ -‬بنات االبن‪ :‬يحجبن باالبن‪ ،‬وببنتين اثنتين فأكثر مع انتفاء المعصب لهن‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخوة األشقاء‪ :‬يحجبون باالبن وإن سفل وباألب‪.‬‬
‫‪ -‬األخوات الشقيقات‪ :‬يحجبن باألب وبالفرع الوارث المذكر وإن نزل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخوة ألب‪ :‬يحجبون باالبن وإن سفل وباألب وباألخ الشقيق وباألخت الشقيقة إذا تعصبت‬
‫مع الغير‪.‬‬
‫‪ -‬األخوات ألب‪ :‬يحجبن باألب وبالفرع الوارث المذكر وإن نزل‪ ،‬كما تحجب باألخت الشقيقة‬
‫إذا تعصبت مع الغير‪ ،‬وبشقيقتين فأكثر إال إن وجد لهن – أي األخوات ألب ‪ -‬معصب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخوة ألم‪ :‬يحجبون باالبن وإن سفل وباألب وبالجد وإن عال وبالبنت وبنت االبن وإن سفلن‪.‬‬
‫‪ -‬األخوات ألم ‪ :‬يحجبن باألصل المذكر وبالفرع الوارث المذكر أو المؤنث‪.‬‬
‫‪ -‬ابن األخ الشقيق‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل وباألب وبالجد وإن عال واألخ الشقيق واألخ‬
‫ألب‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬ابن األخ ألب‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل وباألب وبالجد وإن عال واألخ الشقيق واألخ ألب‬
‫وابن األخ الشقيق‪.‬‬
‫‪ -‬العم الشقيق‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل وباألب والجد وإن عال وباألخ الشقيق واألخ ألب وابن‬
‫األخ الشقيق وابن األخ ألب وإن سفلوا‪.‬‬
‫‪ -‬العم ألب‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل واألب والجد وإن عال واألخ الشقيق واألخ ألب وابن األخ‬
‫الشقيق وابن األخ ألب والعم الشقيق‪.‬‬
‫‪ -‬ابن العم الشقيق‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل وباألب والجد وإن عال واألخ الشقيق واألخ ألب‬
‫وابن األخ الشقيق وابن األخ ألب وإن سفلوا والعم الشقيق والعم ألب‪.‬‬
‫‪ -‬ابن العم ألب‪ :‬يحجب باالبن وإن سفل وباألب والجد وإن عال واألخ الشقيق واألخ ألب وابن‬
‫األخ الشقيق وابن األخ ألب وإن سفل والعم الشقيق والعم ألب وابن العم الشقيق‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬الممنوع من الميراث يفقد شرعية الحجب‪:‬‬
‫إذا منع وارث من الميراث لسبب ما كالردة مثال؛ فإنه يصير في حكم المعدوم‪ ،‬ويفقد شرعية‬
‫الحجب بنوعيه – الحرمان أو النقصان –‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫‪ ‬مات عن زوجة وأم وابن مرتد وأخ شقيق‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪6‬‬ ‫أم‬
‫‪/‬‬ ‫م‬ ‫ابن مرتد‬
‫‪5‬‬ ‫ع‬ ‫أخ ش‬
‫تأمل في ه ذه المسألة تجد أن االبن الممنوع بسبب ردته ال أثر له في الحجب بنوعيه؛ فلو أنه كان‬
‫مسلما فإنه يحجب الزوجة واألم حجب نقصان ويحجب األخ الشقيق حجب حرمان على الصورة‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪6‬‬ ‫أم‬

‫‪21‬‬
‫‪14‬‬ ‫ع‬ ‫ابن‬
‫‪/‬‬ ‫م‬ ‫أخ ش‬

‫المحاضرة الثالثة‪ :‬حساب الميراث‪.‬‬


‫تقدم معنا أن المواريث علم بقواعد شرعية وحسابية يقصد منه معرفة نصيب كل وارث من التركة‪،‬‬
‫وعليه فمعرفة الحساب من األهمية بمكان؛ وهذا ما يستدعي منا بحث أربعة موضوعات مهمة‬
‫ينبني عليها معرفة التركة؛ وهي تأصيل المسائل وتصحيحها ومعرفة العول والرد‪ ،‬وإليك بيان ذلك‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تأصيل المسائل‪:‬‬
‫تأصيل المسائل هو جعل أصل حسابي لتركة الميت نفزع إليه إذا رغبنا في قسمتها‪ ،‬بشرط أن يكون‬
‫أصل المسألة مضاعفا مشتركا أصغر لكل سهام الورثة‪ ،‬وفيما يأتي بيان صور التأصيل‪ ،‬متدرجين من‬
‫األسهل إلى السهل‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ حال التعصيب‪ :‬إذا كان الورثة كلهم يرثون بالتعصيب؛ فأصل المسألة هو عدد رؤوسهم مع‬
‫مراعاة مفاضلة الذكر على األنثى؛ فللذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫وهذه أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ـ توفي وخلف ثالثة أبناء ذكور وبنتا‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫بنت‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬
‫‪5 = 1 + 2 + 2 + 2‬‬
‫ـ توفي وخلف ثالثة إخوة أشقاء وأخا ألب‪.‬‬
‫أخ ش أخ ش أخ ش أخ ألب ‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫م =‬ ‫‪1 + 1 + 1‬‬

‫‪22‬‬
‫فتأمل في هذه األمثلة يتبين لك أن أصل المسألة دائما هو عدد رؤوس الورثة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حال وجود ذي فرض واحد‪.‬‬
‫إذا كان في المسألة ذو فرض واحد؛ فأصل المسألة هو مقام ذاك الفرض‪ ،‬وهو ال يخرج عن‬
‫مقامات الكسور اآلتية‪ ،6 ،3 ،8 ،4 ،2 :‬وإليك أمثلة من ذلك‪:‬‬
‫ـ توفي وترك أما وسبعة أبناء‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 7‬أبناء‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬ ‫ع‬
‫‪6‬‬ ‫‪5 +1‬‬
‫أصل المسألة هو ‪6‬؛ ألنه مقام فرض األم وهو السدس‪.‬‬
‫ـ توفيت وتركت زوجا وابنين وبنتا‪.‬‬
‫زوج ابنان وبنت ‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫‪3 +1‬‬
‫أصل المسألة هو ‪4‬؛ ألنه مقام فرض الزوج وهو الربع‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وجود أكثر من ذي فرض‪.‬‬
‫إذا ألفينا في المسألة أكثر من ذي فرض؛ فإننا نقارن بين مقامات الكسور من خالل النسب‬
‫األربع‪ ،‬وهي‪ :‬التماثل‪ ،‬التداخل‪ ،‬التوافق‪ ،‬التباين‪ ،‬وفيما يأتي تفصيل ذلك‪:‬‬
‫أ ـ التماثل‪ :‬إذا تماثل المقامات فأصل المسألة هو أحدها‪ ،‬كما هو موضح في المثالين التاليين‪:‬‬
‫ـ توفيت وتركت زوجا وأختا ألب‪.‬‬
‫زوج أخت ألب ‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪=1 +1‬‬


‫ـ توفي وترك أخوين ألم وأربع شقيقات‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫أخوان ألم أربع شقيقات‬

‫‪23‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪=2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫ب التداخل‪ :‬هو قبول أحد المقامين القسمة على األكبر من غير كسر‪ ،‬أو بمعنى أيسر أن يكون‬
‫من مضاعفاته‪ ،‬وفي هذه الصورة نختار أكبر المقامين؛ ليكون أصال للمسألة‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي وترك جدة وأختين شقيقتين وأختا ألم‪.‬‬
‫أخت ألم ‪6‬‬ ‫أختان ش‬ ‫جدة‬

‫‪6‬‬ ‫‪=1‬‬ ‫‪+4‬‬ ‫‪+1‬‬


‫ـ توفي وترك زوجة وبنتا وابن ابن ابن‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫ابن ابن ابن‬ ‫بنت‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫‪8‬‬ ‫‪=3‬‬ ‫‪+4‬‬ ‫‪+1‬‬
‫ج التوافق‪ :‬هو اتفاق أعداد المقامات بجزء من األجزاء‪ ،‬أي أنهما يقبالن القسمة على قاسم‬
‫مشترك أكبر ‪ ،‬في حين أن أكبر المقامات ال ينقسم على أصغرها إال بكسر‪ ،‬والستخراج أصل‬
‫المسألة في حال التوافق فإننا نضرب نصف أحد المقامين المتوافقين في كامل اآلخر‪ ،‬أو بطريقة‬
‫أعقد‪ :‬نضرب كامل أحدهما في حاصل قسمة المقام الثاني على القاسم المشترك األكبر‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي وترك زوجة وبنتا وأبا‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫أب‬ ‫بنت‬ ‫زوجة‬

‫‪+‬ع‬
‫= ‪24‬‬ ‫‪5+4‬‬ ‫‪+ 12‬‬ ‫‪+3‬‬
‫نالحظ أن العالقة بين العدد ‪ 6‬و‪ 2‬وكذا ‪ 8‬و ‪ 2‬هي التداخل؛ فنأخذ أكبر المقامات؛ ثم نقارن‬
‫بين ‪ 8‬و ‪ 6‬فنجد أنهما يقبالن القسمة على ‪ 2‬وال يقبل ‪ 8‬القسمة على ‪ 6‬إال بكسر‪ ،‬وعليه‬
‫فبينهما توافق؛ فنعمد إلى ‪ 8‬فنضرب في نصف الستة وهي ‪ 3‬أو كامل الستة نضربه في نصف‬
‫الثمانية‪.‬‬
‫‪ 3× 8‬أو ‪.24 = 4 × 6‬‬
‫ـ توفيت وتركت جدة وزوجا وابنا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪12‬‬ ‫ابن‬ ‫زوج‬ ‫جدة‬
‫ع‬
‫=‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪+2‬‬
‫د التباين‪ :‬أال يتفق العددان بأي نوع من أنواع النسب السابقة؛ فيكون أصل المسألة حينئذ ناتجا‬
‫من ضرب كامل أحد المقامين في اآلخر‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفيت وتركت زوجا وبنتين وابن عم شقيق‪.‬‬
‫ابن عم ش ‪12‬‬ ‫بنتان‬ ‫زوج‬
‫ع‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+8‬‬ ‫‪+3‬‬
‫ـ توفي وترك زوجة وأما وعما شقيقا‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫عم ش‬ ‫أم‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪+5‬‬ ‫‪+4‬‬ ‫‪+3‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصحيح المسائل‪.‬‬
‫األصل في العمليات الفرضية أن أصحابها يتحامون االنكسار فيها واالنكسار بلغة العصر هو العدد‬
‫الصحيح مع فاصلة معه مثل واحد ونصف‪.1 ،5 :‬‬
‫فالمسألة إذا كانت صحيحة بنفسها صحت قسمة سهام الورثة على عدد رؤوسهم قسمة صحيحة‬
‫بال كسر‪ ،‬وإن لم تنقسم قسمة صحيحة أي صحت القسمة بالكسر أي الفاصلة سعينا إلى‬
‫التصحيح؛ وإلجراء التصحيح ال بد من التفريق بين حالتين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حالة االنكسار على فريق واحد‪:‬‬
‫إذا كان االنكسار واقعا على فريق واحد؛‪ 1‬فإننا نقوم بالمقارنة بين عدد السهام وعدد رؤوس الورثة‬
‫وفقا للخطة اآلتية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ يستعمل الفرضيون عدة ألفاظ ترادف معنى الفريق كالحيز والحزب واألصناف‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫أ التباين‪ :‬إن كان بين عدد سهام الورثة وعدد رؤوسهم تباين‪ ،‬أي ال يصح قسمة أحدهما على‬
‫اآلخر من غير كسر؛ فإن تصحيح المسألة يكون بـ ‪ :‬ضرب عدد الرؤوس _ يسمى جزء السهم _‬
‫في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪ ،‬وفقا للمعادلة اآلتية‪:‬‬
‫عدد الرؤوس × أصل المسألة‬ ‫الخطوة األولى‬
‫عدد الرؤوس × أنصبة الورثة‬ ‫الخطوة الثانية‬
‫ب التوافق ‪ :‬إن كان بين عدد سهام الورثة وعدد رؤوسهم توافق‪ ،‬أي ال يصح قسمة أحدهما على‬
‫اآلخر من غير كسر؛ ولكنهما يقبالن القسمة على قاسم مشترك أكبر؛ فإن تصحيح المسألة يكون‬
‫بـ ‪ :‬ضرب وفق عدد الرؤوس (عدد الرؤوس‪ /‬القاسم المشترك األكبر) في أصل المسألة وفي نصيب‬
‫كل وارث‪ ،‬وفقا للمعادلة اآلتية‪:‬‬
‫وفق عدد الرؤوس × أصل المسألة‬ ‫الخطوة األولى‬
‫وفق عدد الرؤوس × أنصبة الورثة‬ ‫الخطوة الثانية‬
‫وفيما يأتي أمثلة من ذلك‪:‬‬
‫توفي وترك ثماني أخوات شقيقات وأما وعما‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عم ‪4‬‬ ‫‪ 7‬أخوات ش أم‬
‫ع‬
‫‪4= 1 +1‬‬ ‫‪+6‬‬
‫‪12 = 2 2‬‬ ‫‪7‬‬
‫نالحظ في المثال السابق أن بين عدد سهام األخوات ‪ 6‬وعدد رؤوسهن ‪ 7‬توافقا؛ فقسمنا عدد‬
‫الرؤوس على القاسم المشترك األكبر لنحصل على الوفق ‪ 2‬ثم ضربناه في أصل المسألة ثم في‬
‫نصيب كل وارث‪.‬‬
‫ـ توفيت عن زوج وخمس بنات وعم‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪12‬‬ ‫عم‬ ‫‪ 5‬بنات‬ ‫زوج‬
‫ع‬

‫‪26‬‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+7‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+ 61 + 15‬‬
‫نالحظ في المثال السابق أن بين سهام البنات ‪ 7‬وعدد رؤوسهن ‪ 5‬تباينا؛ فضربنا عدد الرؤوس في‬
‫أصل المسألة ثم في نصيب كل وارث؛ فصحت المسألة‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫‪ ‬يرى بعض الفرضيين أنه يمكن تصور حالة ثالثة‪ ،‬وهي التداخل؛ والستخراج جزء السهم فإننا‬
‫نقسم عدد الرؤوس على عدد السهام (جزء السهم = عدد الرؤوس‪ /‬عدد السهام) ‪ ،‬ولكنها‬
‫ال تخرج في نتيجتها عن صورة التوافق‪.‬‬
‫ص ّح المسألة‪.‬‬
‫‪ ‬يطلق بعض الفرضيين على أصل المسألة الجديد بعد التصحيح اسم‪َ :‬م َ‬
‫‪ 2‬ـ حالة االنكسار على أكثر من فريق‪:‬‬
‫إذا كان االنكسار على أكثر من فريق فتصحح وفقا للخطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ـ المقابلة بين كل فريق وعدد رؤوسه باالعتبارين السابقين وهما التوافق والتباين‪ ،‬ويحفظ فوق‬
‫الفرق التي تحتاج إلى تصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬ـ المقارنة بين المحفوظات فوق الفرق من خالل النسب األربع‪ :‬التماثل‪ ،‬التداخل‪ ،‬التوافق‪،‬‬
‫التباين‪.‬‬
‫‪ ‬ـ في حال التماثل نأخذ أحدها ‪ -‬وهو جزء السهم ‪ -‬فيضرب في أصل المسألة وفي نصيب‬
‫كل وارث‪.‬‬
‫‪ ‬ـ في حال التداخل نأخذ أكبر المحفوظات ‪ -‬وهو جزء السهم ‪ -‬فيضرب في أصل‬
‫المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬
‫‪ ‬ـ في حال التوافق نأخذ وفق أحد العددين في كامل اآلخر والناتج هو جزء السهم فيضرب‬
‫في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬
‫‪ ‬ـ في حال التباين نضرب كامل أحدهما في كامل اآلخر والناتج هو جزء السهم فيضرب في‬
‫أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬
‫‪ ‬ـ في حال االختالف بين المحفوظات نضرب أجزاء السهم في بعضها والناتج هو جزء‬
‫السهم الجامع بين الفرق كلها؛ فيضرب في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وفيما يأتي أمثلة على ما أسلفنا‪:‬‬
‫ـ توفي وترك أما وخمسة إخوة ألم وخمسة أبناء أخ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 5‬إخوة ألم ‪ 5‬أبناء أخ‬ ‫أم‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+2 +1‬‬
‫= ‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪+ 11 + 5‬‬
‫تأمل كيف أن المحفوظات تماثلت فأخذنا أحدها؛ فضربناه في أصل المسألة وفي نصيب كل‬
‫وارث فصحت المسألة‪.‬‬

‫ـ توفي وترك جدة وأربعة إخوة ألم وأربعة أعمام‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫جدة ‪ 6‬إخوة ألم ‪ 6‬أعمام‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2 +1‬‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪+7 +6‬‬
‫نالحظ أن المحفوظات تداخلت حيث إن ‪ 2‬يتداخل في ‪6‬؛ فأخذنا أكبرهما؛ فضربناه في أصل‬
‫المسألة وفي نصيب كل وارث فصحت المسألة‪.‬‬
‫ـ توفي وترك جدتين وزوجتين‪ ،‬وستة عشر إخوة ألم‪ ،‬و عشرة أعمام‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫جدتين زوجتين ‪ 14‬إخوة ألم ‪ 11‬أعمام ‪12‬‬
‫ع‬
‫‪28‬‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫= ‪261‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪61‬‬
‫اجتمع في هذه المسألة تداخل وتوافق‪ ،‬فالتداخل بين ‪ 2‬و ‪ 6‬وبين ‪ 2‬و ‪ ،11‬والتوافق بين ‪ 6‬و‬
‫‪ 11‬حيث إنهما يقبالن القسمة على ‪2‬؛ فضربنا كامل أحدهما في وفق اآلخر (‪ )2 × 11‬أو (‪6‬‬
‫× ‪21 = )5‬؛ فضربناه في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬
‫ـ توفي وترك ‪ 7‬بنات وأما وثالثة إخوة أشقاء‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬إخوة ش‬ ‫‪ 7‬بنات أم‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1 +6‬‬
‫= ‪124‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪+ 21 + 76‬‬
‫نالحظ أن بين عدد سهام البنات وعدد رؤوسهن تباينا وكذا ما يتعلق باألشقاء؛ وبالمقارنة بين‬
‫المحفوظات ألفينا تباينا بين ‪ 7‬و ‪ 1‬فنضرب كامل أحدهما في اآلخر لنستخرج جزء السهم؛ ثم‬
‫نضربه في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث؛ فصحت المسألة من غير كسر‪.‬‬
‫ـ توفي وترك زوجتين وثالث بنات وأخا وأختا شقيقة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪26‬‬ ‫أخ وأخت ش‬ ‫‪ 1‬بنات‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪17‬‬
‫اجتمع في هذه المسألة تداخل وتباين؛ فضربنا ‪ 6 = 3 × 2‬فهو جزء السهم؛ فضربناه في أصل‬
‫المسألة ثم في كل نصيب كل وارث؛ فصحت المسألة كما هو موضح في الجدول‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العول‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫العول أحد موضوعات حساب التركة المهمة؛ ذلك أن أنصبة الورثة إما أن تساوي أصل مسألة‬
‫التركة؛ فتكون مسألة عادلة‪ ،‬وإما أن تزيد أنصبة الورثة على أصل مسألة التركة فتكون مسألة عائلة‪،‬‬
‫وإما أن تقل أنصبة الورثة عن أصل المسألة؛ فيفضل منها فضل فتسمى مسألة ناقصة أو قاصرة أو‬
‫ردية‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التوطئة يتضح لنا مفهوم العول وهو‪ :‬زيادة في سهام الورثة عن أصل المسألة‬
‫‪1‬‬
‫ونقص في أنصبتهم‪.‬‬
‫وعليه فأصل فكرة العول هو أن تحصل المواساة بين جميع الورثة في النقص الداخل على التركة‪،‬‬
‫بيد أن العول ال يدخل على جميع األصول‪ ،‬فمن األصول ما يعول ومنه ما ال يعول‪.‬‬
‫أما األصول التي ال تعول فهي (‪)7 ،6 ،1 ،2‬‬
‫وأما األصول التي تعول‪ ،‬فهي (‪)26 ،12 ،4‬‬
‫ولكن لكل أصل أعدادا مخصوصة يعول إليها‪.‬‬
‫‪ ‬األصل ‪ 4‬يعول إلى األعداد اآلتية‪)11 ، 3 ، 7 ، 7( :‬‬
‫‪ ‬األصل ‪ 12‬يعول إلى األعداد اآلتية‪)17 ،15 ،11( :‬‬
‫‪ ‬األصل ‪ 26‬يعول إلى عدد واحد فقط‪.)27( :‬‬
‫فمتى وقفت على عول يخالف ما سبق فاجزم بخطأ المسألة‪ ،‬وفيما يأتي بيان أمثلة من العول‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ توفيت وترك زوجا وأختين‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أختين‬ ‫زوج‬

‫=‪7‬‬ ‫‪6 +1‬‬


‫عالت المسألة من ستة إلى سبعة‪ ،‬وهو أول عول حصل في اإلسالم في خالفة أمير المؤمنين عمر‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ توفيت وتركت زوجا وأما وأختا شقيقة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخت ش‬ ‫زوج أم‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬الذخيرة ‪ ،75/11‬حاشية الصاوي ‪.465/6‬‬


‫‪31‬‬
‫=‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫عالت المسألة من ستة إلى ثمانية‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ توفيت عن زوج وأخوين ألم وأختين شقيقتين‬
‫‪4‬‬ ‫أختين ش‬ ‫أخوين ألم‬ ‫زوج‬

‫=‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+1‬‬


‫عالت المسألة من ستة إلى تسعة‪.‬‬
‫‪ – 6‬توفيت عن زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وأخت شقيقة‪ ،‬وأخت ألب‪ ،‬وأختين ألم‪.‬‬
‫أختان ألم ‪4‬‬ ‫أخت ألب‬ ‫أخت ش‬ ‫أم‬ ‫زوج‬

‫= ‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1 +1‬‬


‫عالت المسألة من ستة إلى عشرة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ توفي عن زوجة وأختين شقيقتين وجدة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫أختين ش جدة‬ ‫زوجة‬

‫= ‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+7 +1‬‬


‫عالت المسألة من ‪ 12‬إلى ‪.11‬‬
‫‪ 4‬ـ توفيت عن بنتين وزوج وأب وأم‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫أم‬ ‫أب‬ ‫بنتان زوج‬

‫‪+‬ع‬
‫= ‪15‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+1 +7‬‬
‫عالت المسألة من ‪ 12‬إلى ‪.15‬‬
‫‪ – 7‬توفي عن زوجة وأم وأختين ألب وأختين ألم‪.‬‬
‫أختان ألب أختان ألم ‪12‬‬ ‫زوجة أم‬

‫‪31‬‬
‫= ‪17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪+7 +2 +1‬‬
‫عالت المسألة من ‪ 12‬إلى ‪.17‬‬
‫‪ 7‬ـ توفي عن زوجة وبنتين وأب وأم‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫أم‬ ‫أب‬ ‫زوجة بنتان‬

‫= ‪27‬‬ ‫‪6 +6‬‬ ‫‪+ 14 + 1‬‬


‫عالت المسألة من ‪ 26‬إلى ‪ 27‬وهي الشهيرة عند الفرضيين باسم المنبرية؛ ألن أمير المؤمنين علي‬
‫بن أبي طالب ‪ ‬أجاب عنها على البديهة وهو يخطب فوق المنبر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الرد‪:‬‬
‫صبَ ِاء‬
‫ادةٌ فِي أَنْ ِ‬
‫إذا كان العول زيادة في سهام الورثة ونقصا في أنصبتهم فالرد على عكسه؛ فهو‪ِ " :‬زيَ َ‬
‫ِ ِ ‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َهام "‪.‬‬
‫صا ٌن في ّ‬
‫ال َْوَرثَة نُ ْق َ‬
‫ففي الرد يستفيد المردود عليه من زيادة في مقدار ميراثه بسبب عدم وجود عاصب أو ذي فرض‬
‫معه يستغرق أصل المسألة‪ ،‬ولهذا اشترطوا في الرد ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ )1‬وجود صاحب فرض‪.‬‬
‫‪ )2‬عدم وجود عاصب‪.‬‬
‫‪ )1‬بقاء فائض من التركة‪.‬‬
‫فإذا انخرم أحد هذه الشروط فال يمكن الرد في المسألة؛ ألن عدم وجود صاحب الفرض يعني‬
‫استغراق التركة من قبل العاصب‪ ،‬ووجود العاصب مع صاحب الفرض أو عدمه سيان في استغراق‬
‫التركة‪ ،‬وعدم بقاء فائض من التركة يمنع من الرد الستغراقها كاملة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ حاشية الصاوي ‪.423/6‬‬


‫‪32‬‬
‫بيد أن الرد ال يكون على جميع أصحاب الفروض بل هو قاصر على ثمانية فقط‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ )1‬البنت‪.‬‬
‫‪ )2‬بنت االبن‪.‬‬
‫‪ )1‬األخت الشقيقة‪.‬‬
‫‪ )6‬األخت ألب‪.‬‬
‫‪ )5‬األم‪.‬‬
‫‪ )4‬الجدة‪.‬‬
‫‪ )7‬األخ ألم‪.‬‬
‫‪ )7‬األخت ألم‪.‬‬
‫فهؤالء المذكورون يحصل الرد عليهم بحسب أنصبتهم‪ ،‬أما الزوجان فال يرد عليهما إجماعا يقول‬
‫ِ‬ ‫اإلمام الدردير ‪( " :‬وعلَى َّ ِ‬
‫الزْو َجةَ)‪ :‬فَ َال َرَّد‬
‫الزْو َج َو َّ‬ ‫الرد‪ :‬فَـيُـَرُّد َعلَى ُك ِل ذي َس ْهم بَِق ْد ِر َما َوِر َ‬
‫ث َّإال َّ‬ ‫ََ‬
‫َعلَْي ِه َما ْ‬
‫‪1‬‬
‫اعا "‪.‬‬
‫إج َم ً‬
‫والنكتة في ذلك أن الزوجان قرابتهما سببية ال نسبية‪ ،‬وقد انقطعت بسبب الموت؛ فال يستحقان إال‬
‫‪2‬‬
‫فرض الزوجية من غير زيادة‪.‬‬
‫وكذا ال يرد على األب والجد الصحيح وإن عال؛ ألنهما يرثان بالفرض كما يرثان بالتعصيب وفقا‬
‫للتفصيل الذي ألمعنا إليه في محله‪ ،‬فال يتصور مع التعصيب بقاء فائض في التركة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد حصر الفرضيون الرد في أربع صور‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬أن يكن الورثة أصحاب فرض واحد من دون أحد الزوجين‪.‬‬
‫حكم هذه الصورة أن الميراث ألصحاب الفرض فرضا وردا‪ ،‬فإن كان واحدا حاز كل التركة وإن كان‬
‫متعددا قسمت التركة على عدد الرؤوس‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي عن خمس بنات‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫بنت‬ ‫بنت بنت بنت بنت‬
‫=‪5‬‬ ‫‪1 +1 +1 +1 +1‬‬

‫‪ 1‬ـ الشرح الصغير ومعه حاشية الصاوي ‪ ،411/6‬وإن كان في حكاية اإلجماع نظر؛ انظر‪ :‬بداية المجتهد ‪.114/6‬‬
‫‪ 2‬ـ انظر‪ :‬المواريث للصابوني‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪33‬‬
‫فاألصل أن لهن الثلثين؛ ولكنهن أخذنه فرضا والباقي ردا‪.‬‬
‫ـ توفي عن ثالث أخوات شقيقات‪.‬‬
‫أخت ش أخت ش أخت ش ‪1‬‬
‫=‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة من دون أحد الزوجين‪.‬‬
‫تكون قسمة الميراث بحسب عدد السهام ال على عدد الرءوس؛ أي أننا نلغي األصل األول‬
‫ونستعيض عنه بأصل جديد هو مجموع سهامهم‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي عن أخت شقيقة وأخت ألب‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخت ش أخت ألب‬

‫= ‪( 6‬األصل الردي)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫ـ توفي عن أم وبنت وبنت ابن‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫بنت‬ ‫أم‬

‫= ‪( 5‬األصل الردي)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫ـ توفي عن بنتي ابن وأخ ألم وجدة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫جدة‬ ‫أخوين ألم‬ ‫بنتي ابن‬
‫م‬
‫= ‪( 6‬األصل الردي)‬ ‫‪1‬‬ ‫م‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫م‬ ‫‪+4‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فرض واحد مع وجود أحد الزوجين‪.‬‬
‫إذا وجد أحد الزوجين وكان الورثة أصحاب فرض واحد؛ فيكون أصل المسألة هو مخرج الزوجية أي‬
‫من مقام فرض أحد الزوجين؛ وما تبقى يكون للورثة فرضا وردا بحسب عدد رؤوسهم‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وثالثة إخوة ألم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 1‬إخوة ألم‬ ‫زوجة‬
‫الباقي فرضا وردا‬
‫= ‪( 6‬األصل الردي)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫ـ توفيت عن زوج وجدتين‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫جدتان‬ ‫زوج‬
‫الباقي فرضا وردا‬
‫=‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وثالث بنات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 1‬بنات‬ ‫زوجة‬
‫الباقي فرضا وردا‬
‫=‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪+1‬‬
‫الصورة الرابعة‪ :‬أن يكون الورثة أصحاب فروض متعددة مع وجود أحد الزوجين‪.‬‬
‫في هذه الصورة يتم قسمة التركة من خالل مسألتين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مسألة الزوجية‪:‬‬
‫ـ أصل المسألة هو مخرج (مقام) الزوجية‪.‬‬
‫ـ نعطي ألحد الزوجين نصيبه‪.‬‬
‫ـ نحتفظ بالباقي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مسألة بقية الورثة‪:‬‬
‫ـ أصل المسألة هو مجموع سهامهم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ المسألة الجامعة بين المسألتين‪:‬‬
‫‪ ‬ـ نقارن بين الباقي في مسألة الزوجية وأصل المسألة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ نقسم الباقي في مسألة الزوجية على أصل المسألة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ إذا انقسم صحت المسألة من مقام الزوجية‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬ـ إذا انكسر أي لم ينقسم استخرجنا األصل الجديد للمسألة‪.‬‬
‫‪ ‬ـ نضرب أصل مسألة الزوجية في األصل الردي للمسألة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬ـ حاصل الضرب هو األصل الجديد الجامع بين المسألتين‪.‬‬
‫‪ ‬ـ نستخرج نصيب أحد الزوجين من األصل الجديد؛ فنعطيه الربع أو النصف ‪...‬إلخ‬
‫‪ ‬ـ نضرب الباقي من مسألة ا لزوجية في نصيب كل وارث لنستخرج أنصبة أصحاب الفروض‬
‫من األصل الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬ـ نجمع بين النواتج للتثبت من صحة األصل الردي الجامع‪.‬‬
‫وبين يديك اآلن جملة من األمثلة‪:‬‬
‫ـ توفي وخلف زوجة وجدة وثالثة إخوة ألم‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬إخوة ألم‬ ‫جدة‬ ‫زوجة‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬

‫=‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪1‬‬


‫=‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫هنا قسمنا الباقي من مسألة الزوجية وهو ‪ 1‬على أصل المسألة الثانية ‪ 1‬فانقسم؛ فصحت المسألة‬
‫من أصل الزوجية وهو ‪.6‬‬
‫ـ توفي عن زوج وجدة وأخ ألم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخ ألم‬ ‫جدة‬ ‫زوج‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫=‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪1‬‬


‫= ‪6 = 2× 2‬‬ ‫‪1 = 1×1‬‬ ‫‪1 = 1× 1‬‬ ‫‪2‬‬
‫=‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫في هذا المثال وما وااله لم ينقس م الباقي على أصل المسألة الثانية؛ فطبقنا ما تقدم بيانه في إيجاد‬
‫أصل المسألة الجامعة‪.‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وأخت ألب وجدة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫جدة‬ ‫أخت ألب‬ ‫زوجة‬ ‫‪6‬‬

‫‪36‬‬
‫‪1‬‬

‫=‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪14= 6×6 = 1 = 1×1 3 = 1 × 1‬‬ ‫‪6‬‬
‫= ‪14‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪+6‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وبنتي ابن وأم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫بنتي ابن‬ ‫زوجة‬ ‫‪7‬‬
‫‪7‬‬

‫=‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪61 = 7×5 = 7 = 1×7 21 = 1 × 7‬‬ ‫‪5‬‬
‫= ‪61‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪+ 21‬‬ ‫‪+6‬‬

‫سادسا‪ :‬المناسخات‪.‬‬
‫المناسخات في حقيقتها عملية حسابية صرفة احتاج إليها الفرضيون تالفيا لكثرة القسمة التي هي‬
‫مظنة حصول الخطأ‪ ،‬وفيما يلي تعريفها وبيان حاالتها وطرائق حلها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعريف المناسخات‪:‬‬
‫أ ـ لغة‪ :‬النسخ في اللغة بمعنى النقل واإلزالة وتحويل الشيء عما كان عليه؛ يقال نسخت الشمس‬
‫‪1‬‬
‫الظل إذا أزالته ونسخ الشيب الشباب‪ ،‬ونسخت الكتاب إذا نقلته‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب ـ اصطالحا‪ :‬موت بعض الورثة قبل قسمة التركة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حاالت المناسخة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬الصحاح ‪ ،611/1‬مقاييس اللغة ‪.626/5‬‬


‫‪ 2‬ـ انظر‪ :‬التلقين ‪ ،215/2‬جامع األمهات‪.565 ،‬‬
‫‪37‬‬
‫أ ـ الحالة األولى‪ :‬أن يكون ورثة الميت الثاني هم أنفسهم ورثة الميت األول‪ ،‬ولم يختلف قدر‬
‫ميراثهم‪ ،‬ففي هذه الصورة نقسم قسمة واحدة‪ ،‬ونعد وجود الميت الثاني كعدمه‪ ،‬ويكون هذا في‬
‫حال كون الورثة يرثون بالتعصيب‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬توفي وترك خمسة إخوة أشقاء ثم مات أحد األشقاء فنقسم التركة قسمة واحدة على عدد‬
‫رؤوس الورثة بعد وفاة الثاني وهو‪ :‬أربعة‪ ،‬فأنت ترى أنه لم يتغير شيء في القسمة إال من جهة عدد‬
‫الرؤوس فقط‪ ،‬ولهذا االعتبار قسمنا التركة قسمة واحدة‪.‬‬
‫ب ـ الحالة الثانية‪ :‬أن يكون ورثة الميت الثاني نفس ورثة الميت األول‪ ،‬مع اختالف قدر ميراثهم‬
‫بحسب اختالف نسبتهم إلى الميت‪.‬‬
‫في هذه الحالة نجري لكل مسألة حلها ثم نبحث عن المسألة الجامعة بالتفصيل الذي سنذكره في‬
‫مبحث طريقة حل المناسخة‪.‬‬
‫جـ ـ الحالة الثالثة‪ :‬أن يكون ورثة الميت الثاني غير ورثة الميت األول أو يكون بعضهم ممن يرث‬
‫من الجهتين ‪ ،‬وفي هذه الحال يتوجب علينا البحث عن المسألة الجامعة كما سنوضحه فيما يأتي‬
‫بإذن الله تعالى‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ طريقة حل المناسخة‪:‬‬
‫بعد تصورنا لحاالت المناسخة؛ سنقف على خطوات إجراء المناسخة في الحالتين الثانية والثالثة‪:‬‬
‫‪ ‬حل مسألة الميت األول مع بيان قدر حق كل وارث بما فيهم الميت الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬حل مسألة الميت الثاني بغض النظر عن المسألة األولى‪.‬‬
‫‪ ‬نقارن بين أسهم الميت الثاني في المسألة األولى وبين أصل المسألة الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬نتيجة المقارنة ال تخرج عن صورتين‪:‬‬
‫أ ـ أن تنقسم سهام الميت الثاني من المسألة األولى على مسألته‪ ،‬سواء كان بطريق التماثل أم بطريق‬
‫التداخل‪.‬‬
‫وفي هذه الصورة تصح مسألة الميت الثاني من أصل مسألة الميت األول وتكون هي الجامعة‬
‫للمسألتين‪.‬‬
‫ب ـ أال تنقسم سهام الميت الثاني في المسألة األولى على مسألته‪ ،‬وذلك على شكلين‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫ب ‪ 1‬ـ الموافقة ‪ :‬الستخراج الجامعة بين المسألتين؛ فإننا نضرب كامل مسألة الميت األول في وفق‬
‫مسألة الميت الثاني ـ أصل مسألة الثاني تقسم على القاسم المشترك األكبر بينهما ـ‬
‫وحتى نستخرج نصيب كل وارث في المسألة الجامعة فإننا نقتفي األسلوب اآلتي‪:‬‬
‫ـ كل وارث له نصيب في المسألة األولى يضرب في وفق المسألة الثانية‪.‬‬
‫ـ كل وارث له نصيب في المسألة الثانية يضرب في وفق سهام الميت الثاني من المسألة األولى‪.‬‬
‫ب ‪ 2‬ـ التباين‪:‬‬
‫الستخراج الجامعة بين المسألتين؛ فإننا نضرب أصل المسألة الثانية في مسألة الميت األول‪.‬‬
‫وحتى نستخرج نصيب كل وارث في المسألة الجامعة فإننا نقتفي األسلوب اآلتي‪:‬‬
‫ـ كل وارث له نصيب في المسألة األولى يضرب في أصل المسألة الثانية‪.‬‬
‫ـ كل وارث له نصيب في المسألة الثانية يضرب في سهام الميت الثاني من المسألة األولى‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولمعرفة صحة المناسخة نقوم بجمع حصص الورثة؛ فإن تناسب مجموعها مع أصل المسألة‬
‫الجامعة فهذا دليل على صحة المناسخة‪ ،‬وإن اختلف فال بد من إعادة دراسة المسألة ففيها خطأ‬
‫ما‪.‬‬
‫وبعد هذا البيان الشافي لطريقة حل المناسخة؛ فدونك أمثلة تطبيقية‪:‬‬

‫ـ توفي وترك أبوين وابنا ثم توفيت األم فخلفت ابنا آخر ولد بعد موت أخيه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪( 26 6‬ج)‬ ‫‪4‬‬
‫‪5 = )1×1( + )6×1( 1‬‬ ‫‪ 1‬الزوج‬ ‫أب‬
‫‪ 1‬ت‬ ‫أم‬
‫‪ 6‬ابن ابن م م (‪14 = )6×6‬‬ ‫ع‬ ‫ابن‬
‫ع ‪.1 = )1×1( 1‬‬ ‫ابن‬

‫‪39‬‬
‫التعليق ‪ :‬هذه المناسخة مثال للتباين حيث قسمنا نصيب األم الميتة على أصل المسألة الثانية؛ فلم‬
‫ينقسم‪ ،‬ورأينا أن العالقة بينهما تباين؛ فاستخرجنا جزء السهم في المسألة الثانية وهو أصل المسألة‬
‫الثانية؛ فضربنا كامل أصل المسألة األولى في كامل المسألة الثانية لنستخرج الجامعة ‪.26= 6×4‬‬
‫والستخراج سهام الورثة من المسألة األولى نضرب سهامهم في جزء سهم المسألة الثانية‪ ،‬ولم نجد‬
‫إال األب فقط الذي صار في المسألة الثانية زوجا‪ ،‬وبالتالي نجمع له بين النصيبين‪ ،‬والستخراج‬
‫سهام الورثة في المسألة الثانية نضرب في كامل سهام الميت كما هو موضح في الجدول‪.‬‬
‫ـ توفيت وتركت زوجا وأختا ألم وعما شقيقا ثم توفي الزوج وخلف ثالث أخوات شقيقات وأما‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ )5×4( 11‬ج‬ ‫‪( 15 4‬ردية)‬ ‫‪4‬‬
‫ت‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫(‪5 = ) 5× 1‬‬ ‫×‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت ألم‬
‫(‪11 = )5×2‬‬ ‫×‬ ‫ع ‪2‬‬ ‫عم ش‬
‫(‪6 = ) 1× 6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أخت ش‬
‫(‪6 = ) 1× 6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أخت ش‬
‫(‪6 = ) 1× 6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أخت ش‬
‫(‪1 = ) 1× 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫التعليق ‪ :‬هذا مثال للتوافق؛ فبعد تصحيح المسألة الثانية قسمنا نصيب الميت على أصل المسألة‬
‫الثانية فلم ينقسم‪ ،‬والحظنا أن العالق بينهما هي التوافق؛ فالعدد ‪ 15‬يقبل القسمة على ‪ 1‬و‪1‬‬
‫يقبل القسمة على نفسه‪ ،‬وال ستخراج جزء السهم قسمن ‪ 5 = 1/15‬ثم ضربنا في أصل المسألة‬
‫األولى الستخراج الجامعة ‪ ،11 = 5×4‬والستخراج أنصبة الورثة في الجامعة ضربنا سهام ورثة‬
‫المسألة األولى في وفق المسألة الثانية وهو ‪ ،5‬وضربنا أنصبة الورثة في وفق سهام الميت ‪= 1/1‬‬
‫‪ 1‬كما هو موضح في الجدول‪.‬‬
‫ـ توفي وترك بنتين وابنا ثم توفيت بنت فخلفت زوجا وابنا ثم توفي االبن األول وترك ابنا وبنتا‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14 6‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪41‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫بنت ‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أخت‬ ‫بنت ‪1‬‬
‫ت‬ ‫‪7‬‬ ‫أخ‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪3‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫ع‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫زوج‬
‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬ميراث الجد واإلخوة‪.‬‬


‫تقدم معنا تفاصيل ميراث الجد وميراث األخ على سبيل االنفراد‪ ،‬وفيما يأتي بيان أحكام ميراثهما‬
‫في حال االجتماع‪ ،‬وهي من المسائل المشكلة عند الفقهاء بدءا من عصر الصحابة وانتهاء إلى من‬

‫‪41‬‬
‫صلَّى‬ ‫َن رس َ ِ‬ ‫ث‪َ ،‬وِد ْد ُ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫ت أ َّ َ ُ‬ ‫بعدهم‪ ،‬حتى قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪َ ..." :‬وثَالَ ٌ‬
‫‪1‬‬ ‫اب ِّ‬
‫الربَا "‬ ‫اب ِم ْن أَبْ َو ِ‬
‫الج ُّد‪َ ،‬وال َكالَلَةُ‪َ ،‬وأَبْ َو ٌ‬
‫ِ‬
‫اللهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم لَ ْم يُ َفا ِرقْنَا َحتَّى يَ ْع َه َد إِلَْي نَا َع ْه ًدا‪َ :‬‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ًيرا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث ِأل َّ‬
‫ك ْ‬‫اختَـلَ ُفوا في َذل َ‬ ‫الص َحابَةَ ْ‬
‫َن َّ‬ ‫قال الحافظ ابن حجر‪ " :‬أ ََّما الْ َج ُّد فَالْ ُمَر ُاد قَ ْد ُر َما يَِر ُ‬
‫‪2‬‬
‫‪."....‬‬
‫ولكننا في هذه المذكرة لن نعرض للخالف في هذه المسألة ذلك أنه بالفقه المقارن أجدر‪ ،‬وقد‬
‫يشغلنا عن المقصود األساس من هذه المذكرة وهي بيان أحكام المواريث وفقا لما ذهب إليه إمام‬
‫دار الهجرة مالك بن أنس‪.‬‬
‫وجدير بنا أن ننبه في البدء إلى أمر غاية في األهمية؛ وهي أن مرادنا بالجد في هذا المحور هو‬
‫الجد الصحيح كما اصطلح عليه علماء الفرائض؛ وهو كل جد لم يتوسط بينه وبين الميت أنثى‪ ،‬أي‬
‫أنه أبو األب وإن عال؛ فإن دخل في نسبته إلى الميت أنثى انقلب إلى جد فاسد ال حظ له في‬
‫الميراث ودخل في مسمى ذوي األرحام‪.‬‬
‫كما أن مقصدنا باإلخوة في هذا الباب هم اإلخوة األشقاء أو ألب‪ ،‬أما اإلخوة ألم فال حظ لهم‬
‫في الميراث في وجود الجد؛ ألنهم محجوبون باألصل الوارث المذكر مطلقا‪.‬‬
‫أما ما يتعلق بأحكام ميراث الجد مع اإلخوة على مذهب اإلمام مالك وجمهور الفقهاء وهو مذهب‬
‫الصحابي زيد بن ثابت ‪ ‬فله صورتان‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬ميراث الجد مع اإلخوة األشقاء أو ألب مع انفراد أحد النوعين‪:‬‬
‫إذا اجتمع الجد مع اإلخوة من أحد الصنفين إما األشقاء فقط أو اإلخوة ألب فقط فله حالتان هما‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن ال يكون معهم صاحب فرض‪.‬‬


‫إذا لم يوجد صاحب فرض مع الجد واإلخوة واألخوات فحكم الجد أن يعامل معاملة األخ‪ ،‬ولكن‬
‫له األحظ في الميراث من أحد النصيبين التاليين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ رواه البخاري‪ ،‬رقم ‪. 5577‬‬


‫‪ 2‬ـ فتح الباري ‪.51/11‬‬
‫‪42‬‬
‫أ ‪ -‬المقاسمة مع اإلخوة‪ :‬وضابطها أن يقل عدد اإلخوة عن مثليه‪ ،‬ومثاله ‪ :‬جد وأخ وأخت؛ ففي‬
‫هذه الصورة قل عدد اإلخوة عن مثليه؛ ألن للذكر مثل حظ األنثيين؛ ولألخت سهم واحد‪ ،‬فيكون‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أخت‬ ‫أخ‬ ‫جد‬
‫‪5 = 1 +2 +2‬‬
‫في هذا المثال حظي الجد باألوفر من الميراث وهو المقاسمة؛ ألنه قل عدد اإلخوة عن مثليه‪.‬‬
‫وقد حصر علماء الفرائض حاالت المقاسمة في خمس‪ ،‬وهن‪:‬‬
‫_ جد ‪ ،‬أخت شقيقة ‪.‬‬
‫_ جد‪ ،‬أخ شقيق ‪.‬‬
‫_ جد‪ ،‬أختان شقيقتان ‪.‬‬
‫_ جد‪ ،‬أخ شقيق وأخت شقيقة‪.‬‬
‫_ جد‪ ،‬ثالث أخوات شقيقات ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ثلث جميع التركة ‪ :‬وضابطها أن يزيد عدد اإلخوة عن مثليه‪ ،‬ومثاله‪ :‬توفي وترك جدا وأربعة‬
‫إخوة؛ ففي هذه الصورة زاد عدد اإلخوة عن مثليه؛ فيكون األوفر للجد هو الثلث وما تبقى لْلخوة‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أخ ‪1‬‬ ‫أخ‬ ‫أخ‬ ‫جد‬
‫ع‬
‫=‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫‪3= 2 +2 +2 +1‬‬

‫وحيث إن صور هذه الحالة ال تنحصر؛ فقد حصرها الفرضيون باألقل؛ فأقلها في الذكور جد وثالثة‬
‫إخوة‪ ،‬وقد تقدم في الجدول السابق‪.‬‬
‫وأما في اإلناث فجد وخمس أخوات‪ ،‬وهذه صورتها‪:‬‬
‫‪5‬‬

‫‪43‬‬
‫جد أخت أخت أخت أخت أخت ‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫الباقي‬
‫=‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪15 = + 2 + 2 + 2 + 2 + 2 +5‬‬
‫وفي حال اجتماع الجد مع اإلخوة واألخوات من الجنسين؛ فأقلها صورتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جد وأخوان وأخت‪ ،‬وهذا حلها‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت‬ ‫أخ‬ ‫أخ‬ ‫جد‬
‫الباقي‬
‫=‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+5‬‬
‫والثانية‪ :‬جد وأخ وثالث أخوات‪ ،‬وهذا حلها‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫أخت أخت أخت ‪1‬‬ ‫أخ‬ ‫جد‬
‫الباقي‬
‫=‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪15‬‬ ‫‪2 +2 +2‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪5‬‬
‫فإن بلغ عدد اإلخوة مثليه صحت الفريضة من كال الحلين؛ المقاسمة وثلث التركة‪.‬‬
‫وقد تتبعها علماء الفرائض فألفوا أنها ال تخرج عن ثالث صور‪:‬‬
‫ـ جد وأخوان شقيقان أو ألب‪.‬‬
‫وهذا حلها عن طريق ثلث التركة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ ش أو ألب‬ ‫أخ ش أو ألب‬ ‫جد‬
‫الباقي‬
‫= ‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪1 +‬‬ ‫‪1‬‬
‫وهذا حلها عن طريق المقاسمة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أخ ش أو ألب‬ ‫أخ ش أو ألب‬ ‫جد‬
‫المقاسمة‬ ‫المقاسمة المقاسمة‬
‫= ‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪1 +‬‬ ‫‪1‬‬
‫ـ جد وأخ شقيق أو ألب وأختان شقيقتان أو ألب‬
‫وهذا حلها عن طريق ثلث التركة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب‬ ‫أخ ش أو ألب‬ ‫جد‬
‫الباقي‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫وهذا حلها عن طريق المقاسمة‪.‬‬
‫أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب‬ ‫أخ ش أو ألب‬ ‫جد‬
‫المقاسمة‬ ‫المقاسمة‬ ‫المقاسمة المقاسمة‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ـ جد وأربع أخوات شقيقات أو ألب ‪.‬‬


‫وهذا حلها عن طريق ثلث التركة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أخت ش أو ألب ‪1‬‬ ‫أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب‬ ‫جد‬

‫‪45‬‬
‫‪1‬‬ ‫الباقي‬
‫= ‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪6‬‬
‫وهذا حلها عن طريق المقاسمة‪.‬‬
‫أخت ش أو‬ ‫أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب أخت ش أو ألب‬ ‫جد‬
‫ألب‬
‫المقاسمة‬ ‫المقاسمة‬
‫‪4‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪2‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون مع الجد واإلخوة صاحب فرض‪.‬‬
‫القاعدة على مذهب سيدنا زيد ‪ ‬أن الجد يعامل دائما باألحظ؛ فإذا اجتمع مع الجد واإلخوة‬
‫ذوي فروض مقدرة‪ ،‬وهم ال يخرجون عن ستة أمكن حصرهم من خالل االستقراء في‪ ( :‬الزوج‪،‬‬
‫الزوجة‪ ،‬األم‪ ،‬الجدة‪ ،‬البنت‪ ،‬بنت االبن )؛ فحكم الجد أن له األحظ من ثالث‪:‬‬
‫‪ ‬المقاسمة مع اإلخوة فيما تبقى ويعامل معاملة أخ ذكر‪.‬‬

‫ثلث الباقي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سدس التركة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫لكن ينبغي التيقظ ألمر مهم‪ ،‬وهو أنه في بعض الصور يستنفذ الورثة التركة كلها أو جلها فيبقى‬
‫السدس وما دونه‪ ،‬وفي هذه الحالة نفرض للجد السدس منفردا به ويسقط اإلخوة من الميراث؛‬
‫ألنهم لم يتبق لهم شيء‪ ،‬وإليك أمثلة ذلك‪:‬‬

‫ـ توفي وترك بنتين وزوجة وجدا وأخا شقيقا‪.‬‬


‫‪.1 ،44 = 1/5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫أخ ش‬ ‫جد‬ ‫زوجة‬ ‫بنتان‬
‫ق‬
‫‪6 = 4/26‬‬ ‫الباقي‬
‫التركة‬

‫‪46‬‬
‫المقاسمة ‪.2 ،5 = 2/5‬‬ ‫= ‪26‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+ 1 + 14‬‬
‫في هذا المثال حظي الجد باألفضل وهو السدس‪ ،‬وما تبقى لألخ الشقيق‪.‬‬
‫ـ توفي وترك أما وجدا وسبعة أشقاء‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪1 ،44 = 1/5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫سبعة إخوة ش‬ ‫جد‬ ‫أم‬
‫ق‬
‫‪1 = 4/4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الباقي‬ ‫‪ 3/5‬ق‬
‫التركة‬
‫‪1 ،24 = 7/5‬‬ ‫المقاسمة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 3/5‬ق الباقي‬ ‫‪1‬‬
‫= ‪17‬‬ ‫‪11 + 5 + 1‬‬
‫= ‪124‬‬ ‫‪71 + 15 +21‬‬
‫في هذا المثال حظي الجد باألفضل وهو ثلث الباقي‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬ضربنا في ‪ 1‬إلزالة االنكسار؛ ألن ‪ 1/5‬فيه انكسار‪.‬‬
‫ـ توفيت عن زوج وبنت وأخت شقيقة وجد وبنت ابن وجدة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫بنت ابن جدة‬ ‫أخت ش جد‬ ‫بنت‬ ‫زوج‬
‫‪ 15‬عائلة‬
‫= ‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+2 +2‬‬ ‫‪× +4 +1‬‬
‫لم يتبق للجد واألخت الشقيقة شيء ففرضنا للجد السدس وسقط سهم األخت الشقيقة وعالت‬
‫المسألة‪.‬‬

‫ـ توفيت عن جد وجدة وأخ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخ‬ ‫جد‬ ‫جدة‬
‫‪1 ،44 = 1/5‬‬ ‫ق‬ ‫الباقي‬ ‫الباقي‬

‫‪47‬‬
‫‪1 = 4/4‬‬ ‫التركة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2 ،5 = 2/5‬‬ ‫المقاسمة‬ ‫= ‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+5‬‬ ‫‪+2‬‬

‫في هذا المثال كانت المقاسمة هي األحظ للجد‪.‬‬


‫تنبيه‪ :‬ضربنا في ‪ 2‬عدد الرؤوس‪.‬‬
‫استثناءات‪ :‬يستثنى مما سبق ذكره المسائل اآلتية‪:‬‬
‫ت ْاألَ ْك َد ِريَّةَ لِتَ َك ُّد ِر قَـ ْوِل َزيْد فِ َيها "‪ 1،‬وصورتها‪:‬‬‫‪ ‬األكدرية‪ :‬قال ابن رشد‪" :‬وقِيل إِنَّما س ِمي ِ‬
‫َ َ َ ُ َ‬
‫زوج‪ ،‬أم ‪ ،‬جد‪ ،‬أخت شقيقة أو ألب‪.‬‬
‫فاألصل أن ال ترث األخت شيئا؛ ولكن زيدا خالف مذهبه فأعطاها النصف؛ فعالت المسألة‪ ،‬وهي‬
‫المسألة الوحيدة التي تعول من مسائل الجد‪ 2،‬ثم شرك الجد معها في نصيبها على أن له حظيين‬
‫بصفته ذكرا ولها حظ واحد بصفتها أنثى‪ ،‬وهذا حلها‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أخت ش أو ألب ‪4‬‬ ‫جد‬ ‫أم‬ ‫‪+3‬‬
‫‪+3‬‬
‫= ‪( 3‬األصل العائل)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+3‬‬
‫= ‪( 3‬األصل العائل)‬ ‫‪6‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+3‬‬
‫= ‪( 27‬التصحيح)‬ ‫‪12‬‬ ‫‪+4‬‬ ‫‪+3‬‬
‫= ‪( 27‬التصحيح)‬ ‫‪6‬‬ ‫‪+7 +4 +3‬‬
‫ف َزيْ ًدا َّإال‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬المالكية‪ :‬يقول اإلمام الصاوي‪ " :‬إنَّما س ِميت مالِ ِكيَّةٌ قِيل ِأل َّ ِ‬
‫َن َمال ًكا لَ ْم يُ َخال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬
‫‪3‬‬
‫ك يُ ْس ِقطُهُ "‪.‬‬
‫س؛ َوَمالِ ٌ‬‫ُ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫ُّ‬ ‫َب‬
‫أل‬‫َخ ِ‬
‫ِ‬ ‫أل‬
‫ْ‬ ‫َن زيدا قَ َال فِيها لِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫فِيها ِ‬
‫أل‬ ‫َ‬
‫وصورة المسألة‪ :‬زوج‪ ،‬أم‪ ،‬جد‪ ،‬أخ ألب‪ ،‬إخوة ألم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫إخوة ألم‬ ‫أخ ألب‬ ‫جد‬ ‫أم‬ ‫زوج‬

‫‪ 1‬ـ بداية المجتهد ‪.111/6‬‬


‫‪ 2‬ـ قال ابن عبد البر‪ " :‬وليس في مسائل الجد مع اإلخوة مسألة عول غير هذه "‪ .‬الكافي ‪.1141/2‬‬
‫‪ 3‬ـ حاشية الصاوي ‪.431/6‬‬
‫‪48‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫الباقي‬
‫=‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫على قاعدة اإلمام زيد ‪ ‬فإن ا ألخ ألب يرث مع الجد ألنه بقي أكثر من السدس؛ ولكن اإلمام‬
‫مالكا خالفه وأفرد الجد بالباقي؛ ألن اإلخوة ألب لو وجدوا في التركة مع اإلخوة ألم في غياب‬
‫الجد لم يبق لهم شيء؛ ألن اإلخوة ألم يرثون الثلث‪.‬‬
‫ك؛ ِألَنَّهُ لَ ْم يَ ُك ْن لِ َمالِك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َشبَهُ الْ َمال ِكيَّ ِة بِ َذل َ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬شبه المالكية‪ :‬يقول اإلمام الصاوي‪َ " :‬و ُسميَ ْ‬
‫‪1‬‬
‫اب بِالْ َم ْسأَلَِة ْاألُولَى "‪.‬‬ ‫فِ َيها نَ ٌّ‬
‫ص‪َ ،‬وإِنَّ َما أَلْ َح َق َها ْاأل ْ‬
‫َص َح ُ‬
‫وصورة المسألة‪ :‬زوج‪ ،‬أم‪ ،‬جد‪ ،‬أخ شقيق‪ ،‬إخوة ألم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫إخوة ألم‬ ‫أخ ش‬ ‫جد‬ ‫أم‬ ‫زوج‬
‫م‬ ‫م‬ ‫الباقي‬
‫=‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬
‫وهي ملحقة بالصورة السالفة إال من وجه واحد وهو أن األخ الشقيق يرث بصفته أخا ألم كما هو‬
‫معروف في المسألة المشتركة‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬ميراث الجد مع اجتماع اإلخوة األشقاء أو ألب (المعادة)‪:‬‬
‫ما تقدم في الصورة األولى هو ميراث الجد مع اإلخوة من أحد الصنفين؛ أما إذا اجتمعا فهي صورة‬
‫أخرى‪ ،‬اصطلح الفرضيون على تسميتها بالمعادة‪.‬‬
‫وسر هذه التسمية أن اإلخوة األشقاء يستفيدون من وجود اإلخوة ألب؛ فيعدونهم على الجد‬
‫فينقصون حظه في الميراث ثم يكرون على اإلخوة ألب فيحجبونهم ويحوزون ميراثهم‪.‬‬
‫َخ لِ ْأل ِ‬
‫َب‬ ‫ِ‬
‫يق يَـ ُع ُّد َعلَى الْ َجد ْاأل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول اإلمام النفراوي‪ " :‬الْ ُم َع َادةُ َكأَخ َشقيق َوأَخ ألَب َو َج ٌّد فَِإ َّن الشَّق َ‬
‫َخ لِ ْأل ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫يق َعلَى ْاأل ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب‬ ‫َخ ل ْألَب فَـيَأْ ُخ ُذ َما بيَده‪ ،‬فَـ َق ْد َح َج َ‬
‫ب ْاأل ُ‬ ‫اس ُمو َن الْ َم َال أَثْ َالثًا‪ ،‬ثُ َّم يَـ ْرج ُع الشَّق ُ‬
‫فَـيَـتَـ َق َ‬
‫ف إلَى الثُّـلُ ِ‬
‫ث َولَ ْم يَِر ْ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َج َّد َع ْن الن ْ‬
‫‪2‬‬
‫ث َشْيـئًا "‪.‬‬
‫وبيان ما قال في اآلتي‪:‬‬
‫أخ ألب ‪1‬‬ ‫أخ ش‬ ‫جد‬

‫‪ 1‬ـ حاشية الصاوي ‪.431/6‬‬


‫‪ 2‬ـ الفواكه الدواني ‪.257/2‬‬
‫‪49‬‬
‫م‬ ‫المقاسمة‬ ‫المقاسمة‬
‫=‪1‬‬ ‫‪1+1‬‬ ‫‪1‬‬
‫ولو حلت المسألة على أن للجد الثلث فصورتها ‪:‬‬
‫أخ ألب ‪1‬‬ ‫أخ ش‬ ‫جد‬
‫م‬ ‫الباقي‬
‫=‪1‬‬ ‫‪1+1‬‬ ‫‪1‬‬
‫فعلى كال الحلين ألفينا أن األخ الشقيق عد على الجد أخاه لألب ثم أنقص حظه وحاز قسمة أخيه‬
‫بعد حجبه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويحسن التنبيه إلى أن المعادة ال تكون إال في المسائل التي يكون فيها األحظ للجد هي‬
‫المقاسمة ؛ فهنا يتحقق معنى المعادة؛ ألن وجود اإلخوة ألب مع األشقاء يفضي إلى مزاحمتهم‬
‫للجد في نصيبه؛ أما إذا لم تكن المقاسمة أفضل فال تسمى معادة اصطالحا؛ ذلك أن الجد يأخذ‬
‫الثلث على كل األحوال‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬قد حاز األخ الشقيق حظ األخ ألب‪ ،‬ولكن لم تحصل المضارة للجد‪.‬‬
‫وزبدة القول أن مسائل المعادة مبنية على أصلين‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون اإلخوة األشقاء أقل من مثلي الجد؛ ألنهم إذا كانوا مثليه فال فائدة في المعادة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬أن يكون مع األشقاء من اإلخوة ألب ما يكمل مثلي الجد فأقل‪.‬‬
‫إذا تقرر ما سبق؛ فينبغي العلم أن القاعدة في هذا الباب هي أن اإلخوة األشقاء و اإلخوة ألب إذا‬
‫اجتمعوا مع الجد؛ فال حظ لْلخوة ألب في الميراث في وجود األشقاء الذكور؛ ألنهم يحجبون‬
‫بهم‪.‬‬
‫ويمكن أن يرثوا في حال وجود أخت شقيقة فقط وفقا للحالتين التاليتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا انعدم ذو فرض معهم وكان اإلخوة ألب أكثر من أخت؛ فإن الجد يقاسم‬
‫اإلخوة‪ ،‬وتأخذ الشقيقة نصفها – من التركة كلها ‪ -‬والباقي لْلخوة ألب‪.‬‬
‫وإليك األمثلة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ توفي وترك جدا وأختا شقيقة وأخا ألب‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ انظر‪ :‬مذكرة المواريث‪ ،‬د ميهوبي‪ ،‬ص ‪.‬‬


‫‪51‬‬
‫‪5‬‬ ‫أخ ألب‬ ‫أخت ش‬ ‫جد‬
‫الباقي‬ ‫المقاس‬
‫مة‬
‫‪5‬‬ ‫½=‬ ‫‪+ 2 /5‬‬ ‫‪+2‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪= 1‬‬ ‫‪+5‬‬ ‫‪+6‬‬
‫نالحظ أن الجد أخذ األحظ وهو المقاسمة فبقي أكثر من نصف التركة فحازت األخت نصفها‬
‫وبقي لألخ ألب الباقي‪ ،‬وحتى نزيل االنكسار ضربنا في مقام األخت الشقيقة وهو العدد (‪،)2‬‬
‫فضربناه في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬
‫تنبيه‪ 2 :‬ضرب ‪ 6 = 2‬؛ ‪ 1‬ضرب ‪ 5 ،4 = 2‬ضرب ‪.11 = 2‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ توفي وترك جدا وأختا شقيقة وأختان ألب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪5‬‬ ‫أختان ألب‬ ‫أخت ش‬ ‫جد‬
‫الباقي‬ ‫المقاس‬
‫مة‬
‫‪5‬‬ ‫½=‬ ‫‪+ 2 /5‬‬ ‫‪+2‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪= 1‬‬ ‫‪+5‬‬ ‫‪+6‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪=2‬‬ ‫‪+ 11‬‬ ‫‪+7‬‬

‫ـ توفي وترك جدا وأختا شقيقة وأخا وأختا ألب‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫أخ وأخت ألب ‪4‬‬ ‫أخت ش‬ ‫جدا‬

‫‪ 1‬ـ تسمى هذه المسألة بعشرية زيد‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ تسمى هذه المسألة بعشرينية زيد‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫الباقي‬ ‫المقاس‬
‫مة‬
‫‪4‬‬ ‫‪=1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪=1‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪+4‬‬
‫ـ توفي وترك جدا وأختا شقيقة و أختا ألب‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫أخت ألب‬ ‫أخت ش‬ ‫جد‬
‫الباقي‬ ‫المقاسم‬
‫ة‬
‫=‪6‬‬ ‫×‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+2‬‬
‫بعد أن أخذ الجد نصيبه بالمقاسمة‬
‫وحظيت الشقيقة بنصف التركة لم يتبق لألخت ألب شيء‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا وجد معهم ذو فرض ال يتجاوز نصيبه السدس (أم أو جدة) وكان اإلخوة ألب‬
‫أكثر من أخ؛ فإن الجد يقاسم اإلخوة‪ ،‬وتحوز الشقيقة نصفها والباقي لْلخوة ألب‪.‬‬
‫وإليك األمثلة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ توفي وترك أما وجدا و أختا شقيقة وأخا وأختا ألب‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ تلقب بمختصرة زيد؛ ألن زيدا حلها بطريق البسط ثم اختصرها ـ اختزل ـ فسميت مختصرة زيد‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخت ش أخ وأخت‬ ‫جد‬ ‫أم‬
‫ألب‬
‫‪4‬‬ ‫الباقي‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪( 14‬التصحيح)‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1 ،44 = 1/5‬‬ ‫ق‬
‫‪1 = 4/4‬‬ ‫التركة‬ ‫‪14‬‬ ‫الباقي‬ ‫المقا‬ ‫‪4‬‬
‫سمة‬
‫‪1 ،44 = 2× 4/5‬‬ ‫المقا‬ ‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬
‫سمة‬
‫‪117‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪17‬‬
‫= ‪56‬‬
‫(بعد االختزال)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+ 27 + 15 + 3‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ توفي وترك أما‪ ،‬وجدا‪ ،‬وأختا شقيقة‪ ،‬وأخوان وأخت ألب‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫أخت ش أخوان وأخت ألب‬ ‫جد‬ ‫أم‬

‫‪4‬‬ ‫الباقي‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬ ‫الباقي‬
‫ق‬
‫‪4‬‬ ‫الباقي‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1/5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬ـ تلقب بتسعينية زيد؛ ألن زيدا صحح أصلها فبلغ التسعين‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪1 ،44 = 1/5‬‬ ‫ق‬ ‫‪31‬‬ ‫=‬ ‫‪5‬‬ ‫‪+ 65‬‬ ‫‪+25 +15‬‬
‫‪1 = 4/4‬‬ ‫التركة‬
‫‪= 2 × 7/5‬‬ ‫المقاسمة‬
‫‪1 ،25‬‬

‫ـ توفي وترك جدة وجدا وأختا شقيقة وأخا ألب‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫أخت ش أخ ألب‬ ‫جد‬ ‫جدة‬

‫‪4‬‬ ‫الباقي‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫الباقي‬ ‫المقاس‬
‫مة‬
‫‪1 ،44 = 1/5‬‬ ‫ق‬ ‫‪4‬‬ ‫×‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1 = 4/4‬‬ ‫التركة‬
‫‪2 = 2 × 5/5‬‬ ‫المقاسمة‬

‫‪54‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬تقسيم التركات‪:‬‬
‫ما تقدم من موضوعات المواريث يتوج في آخره بهذا الموضوع الذي يعد ثمرة هذا العلم؛ ذلك أن‬
‫القسمة من حيث عددها ال يقع االعتراض عليها من قبل مؤمن صحيح العقيدة‪ ،‬لكن كثيرا من‬
‫الخالفات تقع في التقسيم بسبب وقوع المشاحة بين الورثة في بعض ما ال يمكن قسمته‪.‬‬
‫ومن هنا نحتاج إلى هذا الموضوع الذي سنطرقه من خالل ثالث زوايا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقسيم أنواع التركة‪:‬‬
‫التركة هي المال الذي يخلفه الميت‪ ،‬وقد قسم الفقهاء المال إلى مثلي وقيمي‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تقسيم المال المثلي‪:‬‬
‫وق بِ ُد ِ‬
‫ون تَـ َف ُاوت يـُ ْعَت ُّد‬ ‫وج ُد ِمثْـلُهُ فِي ُّ‬
‫الس ِ‬
‫عرف فقهاء مجلة األحكام العدلية المال المثلي بأنه‪َ :‬ما يُ َ‬
‫ِِ ‪1‬‬
‫به‪.‬‬
‫والمال المثلي هو كل مال أمكن حصره كالمكيالت مثل القمح والشعير والموزونات كالحديد‬
‫‪2‬‬
‫والنحاس‪ ،‬والعدديات كالبيض‪ ،‬وبعض أنواع الذرعيات كأثواب القطن والحرير‪.‬‬
‫وقسمة المال المثلي هو من أسهل أنواع القسمة؛ ألن التشاح ال يحدث فيه غالبا‪ ،‬وطريق حله‬
‫يكون بواسطة حلين‪:‬‬
‫أ ـ استخراج قيمة السهم الواحد؛ وذلك من خالل قسمة التركة على أصل المسألة؛ ثم نضرب السهم‬
‫في نصيب كل وارث‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬توفي عن زوجة وأب وأم وابن‪ ،‬وخلف تركة قدرها ‪ 26‬طن من تمر ـ دقلة نور ـ كان على‬
‫وشك تصديرها إلى الخارج‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫ابن‬ ‫أم‬ ‫أب‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬
‫فنقوم بقسمة ‪ 26‬طن ÷ ‪ = 26‬السهم الواحد= ‪ 1‬طن‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ مجلة األحكام العدلية ‪ ،12/1‬المادة‪.165 :‬‬


‫‪ 2‬ـ انظر‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته ‪.2775/6‬‬
‫‪55‬‬
‫نصيب الزوجة‪ 1 :‬طن × ‪ 1 = 1‬طن‪.‬‬
‫نصيب األب‪ 1 :‬طن × ‪ 6 = 6‬طن‪.‬‬
‫نصيب األم‪ 1 :‬طن × ‪ 6 = 6‬طن‪.‬‬
‫نصيب االبن‪ 1 :‬طن × ‪ 11 = 11‬طن‪.‬‬
‫ب ـ استخراج مجموع سهام كل وارث ثم نضربه في مقدار التركة الكلي ثم نقسمه على أصل‬
‫المسألة‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬توفي وترك جدة وأختا شقيقة وابن عم ألب‪ ،‬وخلف مبلغا ماليا قدره ‪4111‬دج‪.‬‬
‫ابن عم ألب ‪4‬‬ ‫أخت ش‬ ‫جدة‬

‫=‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬


‫نصيب الجدة‪ 1111 = 4 ÷ 4111 × 1 :‬دج‪.‬‬
‫نصيب األخت ش‪ 1111 = 4 ÷ 4111 × 1 :‬دج‬
‫نصيب ابن عم ألب‪ 2111 = 4 ÷ 4111 × 2 :‬دج‬
‫تنبيه‪ :‬يراعي على كال الطريقين أصل المسألة النهائي بعد التصحيح بغض النظر عن صفتها عادلة أو‬
‫عائلة أو ردية‪.‬‬
‫ومثال األصل المصحح مع العول ما يأتي‪:‬‬
‫ـ توفي عن جدتين وستة شقيقات وثالث أخوات ألم وخلف تركة قدرها ‪ 62‬هكتارا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬أخوات ألم‬ ‫جدتان ‪ 4‬ش‬

‫=‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬


‫= ‪62‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪+ 26‬‬ ‫‪+4‬‬
‫‪ 62‬هكتار ÷ ‪ 1 = 62‬هكتار = السهم الواحد‬
‫نصيب الجدتين ‪ _ :‬طريقة‪ 1 ×4 : 1‬هكتار = ‪ 4‬هكتار ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الجدة ألم ‪ 1 :‬هكتار‪.‬‬
‫الجدة ألب‪ 1 :‬هكتار‪.‬‬
‫_ طريقة ‪ 4 = 62 ÷ 62 × 4 : 2‬هكتار‬
‫الجدة ألم ‪ 1 :‬هكتار‪.‬‬
‫الجدة ألب‪ 1 :‬هكتار‪.‬‬
‫نصيب األخوات ش‪ _ :‬طريقة‪ 1 ×26 : 1‬هكتار = ‪ 26‬هكتار ‪.‬‬
‫األخت ش الواحدة‪ 26 :‬هكتار ÷ ‪ 6 : 4‬هكتار‪.‬‬
‫_ طريقة ‪ 26 = 62 ÷ 62 × 26 : 2‬هكتار‬
‫األخت ش الواحدة‪ 26 :‬هكتار ÷ ‪ 6 : 4‬هكتار‪.‬‬
‫نصيب األخوات ألم‪:‬‬
‫_ طريقة‪ 1 ×12 : 1‬هكتار = ‪ 12‬هكتار ‪.‬‬
‫األخت ألم الواحدة‪ 12 :‬هكتار ÷ ‪ 4 : 2‬هكتار‪.‬‬
‫_ طريقة ‪ 12 = 62 ÷ 62 × 12 : 2‬هكتار‬
‫األخت ألم الواحدة‪ 12 :‬هكتار ÷ ‪ 4 : 2‬هكتار‪.‬‬
‫ومثال األصل المصحح مع الرد‪:‬‬
‫ـ توفي عن ثالث زوجات وبنتين وخلف ‪ 3411‬يورو ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 1‬زوجات بنتان‬
‫الباقي فرضا وردا‬
‫=‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪67‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 3411‬يورو ÷ ‪ 211 = 67‬يورو = السهم الواحد‪.‬‬
‫نصيب الزوجات‪:‬‬
‫_ طريقة‪ 211 ×1 : 1‬يورو = ‪ 411‬يورو ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الزوجة الواحدة‪ 411 :‬يورو ÷ ‪ 211 : 1‬يورو‪.‬‬
‫_ طريقة ‪ 3411 × 4 : 2‬يورو ÷ ‪ 411 = 67‬يورو‪.‬‬
‫الزوجة الواحدة‪ 411 :‬يورو ÷ ‪ 211 : 1‬يورو‪.‬‬
‫نصيب البنات‪:‬‬
‫_ طريقة‪ 211 ×62 : 1‬يورو = ‪ 7611‬يورو ‪.‬‬
‫البنت الواحدة‪ 7611 :‬يورو ÷ ‪ 6211 : 2‬يورو‪.‬‬
‫_ طريقة ‪ 3411 × 62 : 2‬يورو ÷ ‪ 7611 = 67‬يورو‪.‬‬
‫البنت الواحدة‪ 7611 :‬يورو ÷ ‪ 6211 : 2‬يورو‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تقسيم المال القيمي‪:‬‬
‫وج ُد‬ ‫عرف فقهاء مجلة األحكام العدلية المال الْ ِقي ِمي بأنه‪ " :‬ما َال يوج ُد لَه ِمثْل فِي ُّ ِ‬
‫السوق أ َْو يُ َ‬ ‫َ ُ َ ُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ‪1‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يمة "‪.‬‬
‫لَك ْن َم َع التـ ََّف ُاوت الْ ُم ْعتَد به في الْق َ‬
‫ومن أمثلته العقارات واألرضين التي ال تتساوى مساحاتها في القيمة وكالشجر وما إليه؛ فعادة ما‬
‫تحصل الخصومة فيه بين الورثة‪ ،‬وتالفيا لهذا المحذور؛ فإن قسمة المال القيمي يكون على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫ـ يقسم قسمة شكلية بحسب أصل المسألة‪.‬‬
‫ـ أن تكون الشركة على الشياع‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ التصالح على طريقة االنتفاع بالتركة بحسب نصيب كل وارث‪ ،‬كالمهايأة مثال‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪:‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وبنت وأخت شقيقة وعم‪ ،‬وخلف شجرة زيتون‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أخت ش عم‬ ‫بنت‬ ‫زوجة‬
‫م‬ ‫ع‬
‫=‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬

‫‪ 1‬ـ مجلة األحكام العدلية ‪ ،11/1‬المادة‪.164 :‬‬


‫‪ 2‬ـ انظر‪ :‬التركات والمواريث لبلباقي‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪58‬‬
‫وطريقة القسمة تكون بالتراضي؛ فبإمكانهم أن بيع الشجرة واقتسام سهامهم بحسب أنصبتهم‪،‬‬
‫وبإمكانهم استعمال المهايأة فيها؛ فيحصل انتفاع كل وارث بحسب عدد سهامهم‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫نصيب الزوجة‪ 1 :‬سنة‪.‬‬
‫نصيب البنت‪ 6 :‬سنوات‪.‬‬
‫نصيب األخت ش‪ 2 :‬سنة‪.‬‬
‫وبإمكانهم اقتسام غلتها سنويا بحسب أنصبتهم‪ ،‬ومثاله أن في سنة الوفاة استخلص من هذه‬
‫الشجرة ثمانية ‪ 7‬لترات من زيت الزيتون‪ ،‬وتراضى الورثة على اقتسامها؛ فيكون للزوجة ‪ 1‬ل وللبنت‬
‫‪ 6‬ل ولألخت ش ‪ 2‬ل‪.‬‬
‫ويحسن التنبيه إلى أن المال المثلي قد ينقلب إلى قيمي؛ فيعامل بمعاملته في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬االنقطاع من السوق‪ :‬إذا انقطع وجود المال المثلي من األسواق انقلب قيمياً‪.‬‬
‫‪ ‬االختالط‪ :‬إذا اختلط ماالن مثليان من جنسين مختلفين كحنطة وشعير‪ ،‬صار الخليط‬
‫قيمياً‪.‬‬
‫‪ ‬التعرض للخطر‪ :‬إذا تعرض المال المثلي للخطر كالحريق أو الغرق‪ ،‬صار له قيمة خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬التعيب أو االستعمال‪ :‬إذا تعيب المال المثلي أو استعمل‪ ،‬صار له قيمة خاصة‪.‬‬
‫كما أن المال القيمي قد ينقلب إلى مثلي‪ ،‬وذلك في حال الكثرة بعد الندرة‪ ،‬فإذا كان المال نادر‬
‫‪1‬‬
‫الوجود في السوق‪ ،‬ثم كثر وجوده‪ ،‬صار مثلياً بعد أن كان له قيمة خاصة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬فإن اجتمع النوعان في التركة قسمنا كل نوع على حده بحسب التفصيل السابق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التخارج‪.‬‬
‫أصل التخارج في اللغة تفاعل من الخروج ومعناه في اللغة معلوم‪ ،‬أما في االصطالح فهو تصالح‬
‫‪2‬‬
‫الورثة على إخراج بعضهم عن الميراث على شيء من التركة‪ ،‬عينا أو دينا‪.‬‬
‫والتخارج في جملته من موضوعات تقسيم التركة؛ فهو عقد قسمة إن كان البدل الخارج جزءا من‬
‫‪3‬‬
‫التركة‪ ،‬وهو عقد بيع إن كان الخارج من غير التركة‪.‬‬
‫وللتخارج صور كثيرة يمكن إجمالها في التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الفقه اإلسالمي وأدلته ‪.2774/6‬‬


‫‪ 2‬ـ انظر‪ :‬علم الفرائض والمواريث في الشريعة اإلسالمية والقانون السوري‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ 3‬ـ انظر‪ :‬التركات والمواريث‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ 1‬ـ مصالحة بقية الورثة أحدهم على شيء معلوم من التركة‪ ،‬فتحل المسألة أوال‪ ،‬ثم نعمد إلى سهام‬
‫المصالح فنحذفها كأنه أخذ نصيبه؛ ثم نقسم ما تبقى بين الورثة اآلخرين‪ ،‬ويصبح مجموع سهامهم‬
‫أصال للمسألة الجديدة‪.‬‬

‫ـ توفي وترك جدة ألم وأبا وابنا‪ ،‬وخلف بيتا ومبلغا ماليا قدره ‪ 21111‬دج؛ ثم حصل التصالح بين‬
‫الورثة على أن ينفرد االبن بالبيت ويخرج عن باقي التركة لألب والجدة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫الجدة‬ ‫األب‬ ‫االبن‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+6‬‬
‫= ‪( 2‬األصل الجديد)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫البدل‬
‫التركة ÷ ‪ = 2‬السهم = ‪ 21111‬دج ÷ ‪ 11111 = 2‬دج‬
‫نصيب األب = ‪ 11111‬دج × ‪ 11111 = 1‬دج‪.‬‬
‫نصيب الجدة = ‪ 11111‬دج × ‪ 11111 = 1‬دج‪.‬‬
‫ـ توفي وترك أما وأخا ألم وعما وترك بقرة وقطعة أرضية مساحتها ‪ 5‬هكتار؛ فتصالح الورثة على أن‬
‫يخرج األخ ألم عن التركة مقابل البقرة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫العم‬ ‫األخ ألم‬ ‫األم‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫= ‪( 5‬األصل الجديد)‬ ‫‪1‬‬ ‫البدل‬ ‫‪+2‬‬
‫التركة ÷ ‪ = 5‬السهم = ‪ 5‬هكتار ÷ ‪ 1 = 5‬هكتار‬
‫نصيب األم = ‪ 1‬هكتار × ‪ 2 = 2‬هكتار‬
‫نصيب العم = ‪ 1‬هكتار × ‪ 5 = 1‬هكتار‬
‫‪ 2‬ـ مصالحة أحد الورثة وارثا آخر على مال يدفعه له مقابل حصته من الميراث؛ ففي ه\ه الصورة‬
‫يأخذ نصيبه ونصيب الخارج معا‪ ،‬ومثاله‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫ـ توفي وترك زوجة وبنتا وأختا شقيقة وأخا ألب‪ ،‬وترك ستة عشر شجرة زيتون متشابهة في حجمها‬
‫وغلتها؛ فتصالحت البنت مع زوجة الميت وهي أمها على أن تتكفل لها بمصاريف الحج على أن‬
‫تنزل لها عن نصيبها‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أخت ش أخ ألب‬ ‫زوجة‬ ‫بنت‬
‫م‬ ‫ع‬
‫=‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+6‬‬
‫=‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 5 = 1 + 6‬البدل‬
‫التركة ÷ ‪ = 7‬السهم‪.‬‬
‫‪ 14‬شجرة زيتون ÷ ‪ 2 = 7‬شجرة‪.‬‬
‫نصيب البنت‪ 11 = 2 × 5 :‬شجرة‪.‬‬
‫نصيب األخت‪ 4 = 2 × 1 :‬شجرة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ مصالحة الورثة أحدهم في مقابل مال يدفعونه له من خارج التركة‪ ،‬وفي هذه الصورة يلغى سهم‬
‫الخارج وتقسم التركة على الباقين بحسب عدد سهامهم‪،‬‬
‫ثم ننظر في سهم الخارج ونقارنه بعدد بقية الورثة‪ ،‬فإن انقسم صحت المسألة‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفي عن زوجة وأخت شقيقة وابن عم وخلف جوهرة؛ فتزوج ابن عمه بزوجة المتوفى عقب انقضاء‬
‫العدة؛ ثم تصالحا مع األخت الشقيقة على مال يدفع لها في مقابل خروجها عن التركة وهي‬
‫الجوهرة‪ ،‬ففي هذه الحال نقسم سهام الخارج على عدد بقية الورثة؛ فإن انقسم صحت المسألة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫عم‬ ‫أخت ش‬ ‫زوجة‬
‫ع‬
‫=‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪+1‬‬
‫=‪6‬‬ ‫‪1+1‬‬ ‫‪ 1 + 1‬البدل‬
‫نصيب األخت ش ÷ ‪. 1 = 2 ÷ 2 = 2‬‬
‫نصيب الزوجة = ‪. 2‬‬
‫نصيب ابن العم = ‪.2‬‬

‫‪61‬‬
‫ـ توفي عن أم وخمسة أبناء‪ ،‬وخلف محال تجاريا في وسط المدينة؛ فتصالح األبناء مع أم الميت‬
‫وهي جدتهم على أن يعطوها مبلغا ماليا قدره ‪ 71111‬دج في مقابل تنازلها عن نصيبها في‬
‫المحل‪ ،‬على أن يستفيد كل وارث من أرباح المحل كل سنة بحسب سهمه‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬ ‫ابن‬ ‫األم‬
‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫=‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫البدل‬

‫وإن لم ينقسم وحصل انكسار؛ فلنا صورتان‪:‬‬


‫أ‪ .‬التوافق‪:‬‬
‫إذا لم تصح قسمة نصيب الميت على عدد باقي الورثة وكان بينهما توافق؛ فإننا نضرب وفق‬
‫عدد الورثة في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ـ توفيت وتركت زوجا وبنتا وبنت ابن وأما وجدا؛ فخرجت البنت في مقابل يدفع لها من خارج‬
‫التركة‬
‫‪12‬‬ ‫جد‬ ‫أم‬ ‫بنت ابن‬ ‫بنت‬ ‫زوج‬

‫‪+‬ع‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+4‬‬ ‫‪+1‬‬
‫= ‪2×12‬‬ ‫‪2×1‬‬ ‫‪2×1‬‬ ‫‪2×1‬‬ ‫‪2×4‬‬ ‫‪2×1‬‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+12‬‬ ‫‪+4‬‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪1+2‬‬ ‫‪1+2‬‬ ‫‪1+2‬‬ ‫البدل‬ ‫‪1+ 4‬‬
‫= ‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫البدل‬ ‫‪3‬‬
‫نصيب الميت ÷ عدد الورثة = ‪ = 6 ÷ 4‬انكسار‪.‬‬
‫بين ‪ 4‬و ‪ 6‬توافق ؛ فنأخذ وفق عدد الورثة = ‪2. = 2 ÷6‬‬
‫‪ × 2‬أصل المسألة‬
‫‪ × 2‬نصيب كل وارث‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫نصيب البنت ÷ عدد الورثة = ‪.1 = 6 ÷12‬‬
‫ثم نقسم بالسوية على الورثة نصيب البنت كما هو مبين في الجدول أعاله‪.‬‬
‫ب‪ .‬ـ التباين‪:‬‬
‫إذا لم تصح قسمة نصيب الميت على عدد باقي الورثة وكان بينهما تباين؛ فإننا نضرب عدد الورثة‬
‫في أصل المسألة وفي نصيب كل وارث‪.‬‬

‫‪ -‬توفي مغترب بفرنسا وترك أما وأخا ألم وابن أخ شقيق‪ ،‬وخلف قطعة أرضية مساحتها ‪ 121‬م‬
‫مربع؛ فخرج األخ ألم لهما عنها في مقابل مال يدفعانه من خارج التركة على أن تكون بينهما‬
‫بالسوية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ابن أخ ش‬ ‫أخ ألم‬ ‫أم‬
‫ع‬
‫=‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪+2‬‬
‫= ‪2×4‬‬ ‫‪2× 1 2 × 1 2 × 2‬‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪4+‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+6‬‬
‫= ‪12‬‬ ‫‪1+4‬‬ ‫البدل‬ ‫‪1+ 6‬‬
‫نصيب الخارج ÷ عدد الورثة = ‪ = 2 ÷ 1‬انكسار‪.‬‬
‫التركة ÷ ‪ 11 = 12 ÷ 121 = 12‬م مربع‪.‬‬
‫نصيب األم = (‪ 51 = 11 × 5 )1 + 5‬م مربع‪.‬‬
‫نصيب ابن األخ الشقيق = (‪ 71 = 11 × 7 )1 + 4‬م مربع‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫هذا ما يسر الله جمعه وترتيبه في هذا العلم الشريف؛ فإن أصبت فمن الله وحده ال شريك له‪ ،‬وإن‬
‫أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان‪ ،‬والله ورسوله منه بريئان‪.‬‬
‫والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه األمين وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫‪63‬‬
64
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ ‬القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫أح م د بن محمد بن حنبل (ت ‪ 261‬هـ )‬
‫‪ 1‬ـ المسند‪ .‬تحقيق‪ :‬شعيب األناؤوط وآخرون‪ .‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪ 1617 :1‬هـ ـ ‪ 1337‬م‪.‬‬
‫األهدل أحمد بن يوسف بن محمد األهدل‬
‫‪ 2‬ـ إعانة الطالب في بداية علم الفرائض‪ ،‬مراجعة وتقديم‪ :‬الدك تور هاشم محمد علي بن حسين مهدي‪ ،‬دار طوق النجاة‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ 1627 ،‬هـ ‪ 2117 -‬م‬
‫باوني محمد‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التركات والمواريث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬مكتبة اقرأ‪ ،‬الطبعة ‪ 2111 ،1‬م‪.‬‬
‫باي بلعالم أبو عبد الله محمد عبد القادر بن محمد بن المختار القبلوي الجزائري المالكي (ت‪1611 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الدرة السنية منظومة في علم الفرائض مطبوع مع الكوكب الزهري نظم مختصر األخضري‪ .‬بيروت‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1611 ،‬هـ ‪2111 -‬م‪.‬‬
‫البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي (ت ‪ 254‬هـ)‬
‫‪ 5‬ـ صحيح البخاري مطبوع بهامش فتح الباري البن حجر العسقالني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز بن باز وآخرون‪ .‬دمشق‪ ،‬مكتبة دار‬
‫الفيحاء‪ ،‬د‪ ،‬ت‪.‬‬
‫بلباقي عبد المومن‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ التركات والمواريث‪ ،‬الجزائر‪ :‬عين مليلة‪ ،‬دار الهدي‪ ،‬ط‪2111 :2‬م‪.‬‬
‫الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى (ت ‪ 273‬هـ)‬
‫‪ 7‬ـ سنن الترمذي‪ .‬حكم على أحاديثه‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬اعتنى به‪ :‬مشهور آل سلمان‪ .‬الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬د‪ ،‬ت‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ابن جزي أبو القاسم‪ ،‬محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الكلبي الغرناطي (المتوفى‪761 :‬هـ)‬
‫‪ 7‬ـ التسهيل لعلوم التنزيل‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد الله الخالدي‪ ،‬بيروت‪ :‬شركة دار األرقم بن أبي األرقم الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1614‬هـ‬
‫‪ 9‬ـ ال قوانين الفقهية‪ .‬ضبطه‪ :‬محمد أمين الضناوي‪ .‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 1418 :1‬هـ ـ ‪1998‬م‪.‬‬
‫الجوهري إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (ت ‪ 137‬هـ)‬
‫‪ 11‬ـ الصحاح‪ ،‬بحواشي عبد الله بن ِبري بن عبد الجبار المقدسي (ت ‪ 572‬هـ) وكتاب الوشاح للتادلي أبي زيد عبد الرحمن‬
‫بن عبد العزيز المغربي (ت ‪ 1211‬هـ)‪ .‬تحقيق‪ :‬مكتب التحقيق بدار إحياء التراث العربي‪ .‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫ط‪ 1613 ،1‬هـ ـ ‪ 1333‬م‪.‬‬
‫ابن الحاجب الكردي المالكي‬
‫‪ 11‬جامع األمهات‪ ،‬د‪ ،‬ن‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬
‫الح طاب الرعيني شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الطرابلسي المغربي (ت ‪ 356 :‬هـ)‬
‫‪ 12‬ـ مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل‪ .‬تحقيق‪ :‬زكريا عميرات‪ .‬بيروت‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬ط‪ 1621 ،1‬هـ ـ ‪ 2111‬م‪.‬‬
‫الدسوقي محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي (المتوفى‪1211 :‬هـ)‬
‫‪ 11‬ـ حاشية الدسوقي على الشرح الكبير على مختصر خليل للشيخ أحمد الدردير‪ .‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬
‫دكار أحمد‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ مسائل محلولة في التركات والمواريث‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار العناصر‪ ،‬الطبعة ‪ 1616 ،1‬هـ ‪ 2112 -‬م‪.‬‬
‫ابن رشد الجد أبو الوليد محمد بن أحمد القرطبي (ت ‪ 521‬هـ)‬
‫‪ 15‬ـ المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته المدونة من األحكام‪ .‬بيروت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ 1617 ،1‬هـ ‪1377 -‬‬
‫م‬
‫ابن رشد الحفيد أبو الوليد محمد بن أحمد القرطبي (ت ‪ 535‬هـ)‬
‫‪ 14‬ـ بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد المجيد طعمة حلبي‪ .‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪1617 ،1‬هـ ـ ‪ 1337‬م‪.‬‬
‫الز َح ْيلِ ّي َوْهبَة بن مصطفى ُّ‬
‫الز َحْيلِي (ت‪ 1617 :‬هـ)‬ ‫ُّ‬
‫‪ 17‬ـ الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الصابوني محمد علي‬
‫‪ 17‬ـ المواريث في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬
‫الصاوي أبو العباس أحمد بن محمد الخلوتي‪ ،‬الشهير بالصاوي المالكي (المتوفى‪1261 :‬هـ)‬
‫‪ 13‬ـ بلغة السالك ألقرب المسالك المعروف بحاشية الص اوي على الشرح الصغير (الشرح الصغير هو شرح الشيخ الدردير‬
‫اإل َم ِام َمالِك) مصر‪ :‬دار المعارف‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬
‫ب ِْ‬‫لكتابه المسمى أقرب المسالك لِم ْذ َه ِ‬
‫َ‬
‫اب ن ع بد الب ر أبو عمر يوسف بن عبد الله القرطبي (ت ‪ 641‬هـ)‬
‫‪ 21‬ـ الكافي في فقه أهل المدينة‪ ،‬ت‪ :‬محمد محمد أحيد ولد ماديك الموريتاني‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫‪1611‬هـ‪1371/‬م‪.‬‬
‫العرفي كمال‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ أحكام المواريث والتبرعات (مطبوعة غير منشورة)‪.‬‬
‫ميهوبي علي‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ 22‬ـ المواريث (مطبوعة غير منشورة)‪.‬‬
‫عليش أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد عليش المالكي (المتوفى‪1233 :‬هـ)‬
‫‪ 21‬ـ منح الجليل شرح مختصر خليل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ط‪1613 :‬هـ‪1373/‬م‬
‫ابن ف ارس أبو الحسين أحمد الرازي (ت ‪ 135‬هـ)‬
‫‪ 26‬ـ معجم مقاييس اللغة‪ .‬تحقيق وضبط‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ .‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪1133 ،1 ،‬هـ ـ ‪1373‬م‪.‬‬
‫القراف ي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس (ت ‪ 476‬هـ)‬
‫‪ 25‬ـ الذخيرة‪ .‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد حجي وآخرون‪ .‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1336 ،1‬م‪.‬‬
‫لجنة مكونة من عدة علماء وفقهاء في الخالفة العثمانية‬
‫ِ‬
‫تجارت كتب‪ ،‬آرام باغ‪ ،‬د‪،‬ط‪.‬‬ ‫‪ 24‬ـ مجلة األحكام العدلية‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجيب هواويني‪ ،‬كراتشي‪ :‬كارخانه‬
‫الالحم عبد الكريم بن محمد بن عبد العزيز‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ الفرائض‪ ،‬السعودية‪ :‬وزارة الشئون اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪ ،‬ط ‪1621 :1‬هـ‪.‬‬
‫ابن ماج ه أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني (ت ‪ 271‬هـ)‬
‫‪ 27‬ـ سنن ابن ماجه ‪ .‬حكم على أحاديثه‪ :‬محمد ناصر الدين األلباني‪ ،‬اعتنى به‪ :‬مشهور آل سلمان‪.‬الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬د‪ ،‬ت‪.‬‬
‫محمد خيري المفتي‬
‫‪ 23‬ـ علم الفرائض والمواريث في الشريعة اإلسالمية والقانون السوري‪ ،‬د‪ ،‬ط‪.‬‬
‫مس لم أبو الحسين ابن الحجاج القشيري النيسابوري (ت ‪ 241‬هـ)‬
‫‪ 11‬ـ صحيح مسلم‪ ،‬مطبوع بهامش شرحه للنووي‪ .‬خرج أحاديثه‪ :‬أبو عبد الرحمن عادل بن سعد‪ .‬القاهرة‪ ،‬دار ابن الهيثم‪،‬‬
‫ط‪ 1626 ،1‬هـ ـ ‪ 2111‬م‪.‬‬
‫المواق أبو عبد الله محمد بن يوسف بن أبي القاسم العبدري الغرناطي المالكي (ت‪737 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ التاج واإلكليل لمختصر خليل‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1614 ،1‬هـ‪1336-‬م‪.‬‬
‫نصر سلمان وسعاد سطحي‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ أحكام المواريث في الفقه اإلسالمي‪ ،‬تقديم‪ :‬الدكتور كمال العرفي‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬الطبعة ‪ 1627 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪2117‬م‪.‬‬
‫النفراوي أحمد بن غانم (أو غنيم) بن سالم ابن مهنا‪ ،‬شهاب الدين األزهري المالكي (المتوفى‪1124 :‬هـ)‬
‫‪ 12‬ـ الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني بيروت‪ :‬دار الفكر ط‪1615 :‬هـ ‪1335 -‬م‪.‬‬
‫عبد ال وهاب أبو محمد بن علي بن نصر البغدادي (ت ‪ 622‬هـ)‬
‫‪ 11‬ـ المعونة على مذهب عالم المدينة‪ .‬تحقيق ‪ :‬عبد الحق حميش‪ .‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪1613 ،‬هـ ـ ‪1333‬م‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ التلقين في الفقه المالكي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أبي أويس محمد بوخبزة الحسني التطواني‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪:1‬‬
‫‪1625‬هـ‪ 2116-‬م‪.‬‬

‫‪67‬‬
68

You might also like