Professional Documents
Culture Documents
علوم الاتصال و الاثروبولوجيا PDF
علوم الاتصال و الاثروبولوجيا PDF
انثروبولوجيا االتصال
ستيفان أوليفس ي
أستاذ بجامعة ليون2
مديرICOM
إن مناقشة انثروبولوجيا االتصال تؤول الى أن االتصال عبارة عن نشاط انساني يفترض فيها االدراك موضوعية العوامل
مفسرا طرق التصرف و التفاعل و العيش في املجتمع ،و مواجهة التأثيرات البيئية .إن كل مجهود مبذول في اجراء البحوث
و مواقع الفرضية حول االتصال يفصح عن تصورات االنسان و املجتمع .اذ يعتمد على مجموعة من االفتراضات
التي تتحكم تارة في الشكل املتبنى و القدرة الجاري تحليلها ،و إن معالجة االنثروبولوجيا في مجملها يتطلب التدقيق من
هذه الناحية.
هناك تعدد في املواضيع و االسئلة التي تدخل ضمن علوم االعالم و االتصال حيث يحتاج الى حيوية في جداول التحاليل
املفترضة في علم االنثروبولوجيا و في العلوم االنسانية و االجتماعية عموما .تزخر االمثلة ،من خالل الدراسات حول
مضامين انتاج و تلقي البرامج التلفزية الى أن يتم تحليل العالقات االنسانية في العمل ،دون االغفال عن العالقات
و تصورات االنسانية االلية و التفاعالت االجتماعية بشكل واضح .ماهي جداول التحليل أو نماذج النظرية
االنسان و املجتمع التي تتفاعل لتحليل هذه املواضيع؟ هذا السؤال يعرفنا عن النظرية التوكيدية التي تلخص سريعا
انثروبولوجيا االتصال في مجال الدراسات املحصورة و في نماذج حصرية نوعا ما .يسمح الدور الرئيس ي ملدرسة بالو آلتو
بتدعيم و تنسيق عدد داللي من االنعكاسات ،كما يساهم أيضا في مجال التحاليل املتعلقة باالصطالحات االخرى للبحث
في الخصوبة املرتفعة.
أعلن باتسون عام 1936عن مؤلفه التأسيس ي "احتفال نافون الشعائري" (باتسون ،)1986يتحدث هذا الكتاب عن
احتفال بلوغ سن املراهقة ،خاص بمجتمع (غيني الجديد ،)les Iatmulsمن خالله يتنكر الرجال بزي النساء بشكل
متبادل ،إذ يحمل هذا التنكر داللة تلقائية و غير عدائية .و يتم هذا االحتفال في كل مرة حين ينجز فيها "لوا" (ابن
األخت) فعال فرديا و ألول مرة في حياته .مختالف حسب الظروف املرتبطة بتبادل بعض االدوار املتعلقة باالنقسام
الجنس ي في املجتمع و وتتكرر بعض األهداف دائما .كما أن أخ األم "وو" يجسد دور زوجة "لوا" .إن التعريفات التي تحث
عليها هذه االدوار التلقينية حول االدوار الجنسية تشكل تربصا للمراهق في املستقبل .و يصر هذا االخير على اتمام املهام
املخولة اليه في املجتمع.
تكشف دراسة االحتفال الشعائري هذا عن الروابط التي توحد أو التي تمثل اختالف االفراد فيما بينهم .انه انعكاس
الترتيب العادي الكامن في بنية املجتمع و وظائف أعضائه و هذا العرض املسرحي لالحتفال الشعائري يكشف عن خاصية
مبنية و معيارية لألدوار االجتماعية.
و في هذا الصدد ،يظهر ايطوس املذكر و املؤنث ،أي أنظمة املواقف الفعالة و املتحدة ثقافيا و املتحكمة في الغرائز و
املشاعر اإلنسانية
ستيفان أوليفس ي انثروبولوجيا االتصال
Traduit par Reem B. : staygood11@hotmail.com
أدت دراسة هذا االحتفال بباتسون ج .الى توظيف مجموعة من التصورات التي تلعب دورا أساسيا في التحليل النسقي
لالتصال .و قد ميز املؤلف نوعين من العالقات بها نموذجين لالتصال .فاألول يعرف بالنظرية " التكميلية" و الثاني
بالنظرية "التناظرية".
"إن العالقة بين فردين (أو مجموعتين) هي تناظرية ان كان كل واحد منهما يرد على اآلخر بنفس السلوك .و في املقابل
تكون العالقة تكميلية ان كان السلوك االساس ي للفرد يعتبر من الناحية الثقافية على أنه نوع واحد (مهيمن على سبيل
املثال) ،في حين يكون سلوك الثاني في رده تكميليا من الناحية الثقافية.
يتعارض املؤنث و املذكر حول الكيفية التكميلية .فكانت العالقة بين وو-لوا في املشهد تكاملية.
وظف باتسون ج.خصوصا التصورات التأسيسية التالية :النشأة االنفصالية (عملية االختالفات في معايير السلوك
الفردي املتسبب في التفاعالت املتراكمة بين االفراد") ،و وظيفة التأقلم و التوازن الحيوي ...،الخ.
اندرج أصل هذه النظرية مع أعمال الباحثين اآلخرين و االطباء النفسيين خاصة من اجل تخصيب ما سمي بمدرسة بالو
آلتو (وينكن ،)1981أنظر النمذجة.
النماذج و التصورات
لم يتم عرض التحاليل املشهورة املتجسدة في التناقض العملي و في األوامر املتعارضة "تلقائية" التي تضع املتلقي االتصال
في وضعية متزعزعة بسبب الخاصية النقيضة للرسالة و الوضعية املشكوك فيها (واتزالويك .1975ص .)232-187و ال
تدعم فقط االنعكاس في املجال النفس ي النظري موضحة بذلك النشأة حاالت االنفصال و كاشفة عن أن االتصال في
الداخل للنظام املعتاد يحدد تكوين علم النفس عند الفرد ،و انما تجد عددا من االمتدادات في املجاالت االخرى.
يتلخص لنا جوهر هذه املساهمات في الخاصية النسقية للمنهج ،فهو ليس مريضا معزوال لعالجه بعملية جراحية ،و
انما هو العائلة مثل النظام املسبب للمرض حيث يكون املريض عرضا من االعراض و أن سلوكه غير العادي في الظاهر
يمكن وصفه كحل متأقلم مع الخلل الوظيفي الخاص بالنظام الذي يتطور فيه .إن التمركز الذي يتمثل في البحث عن
اسباب املرض العقلي ليس من الناحية النفسية بل في الجانب االتصالي مع املحيط (النظام العائلي) ،يبين أنه ليس
هنالك مرض فردي بحت ،بل في النظام املسبب للمرض.
ان تم الغاء التحليل النفس ي في نظرياته بقدر تطبيقه ،فهذا التغيير في الوجهة يساهم في التسليم بعبقرية الظواهر
النفسية و في تجديد أنواع العالج الجراحي.
يوضح تحليل التعارض املزدوج نشأة حاالت االنفصام و أيضا مفهوم بنيات االتصال العادي ،يفترض منطق االستعصاء
املزدوج ثالثة مفاهيم:
-عالقة تضمينية قوية بالنسبة ألشخاص معينين.
-اتصال بنيوي أين يتم اقصاء التأكيدين اللذين تتبانهما الرسالة قبال -1 :التأكيد على أمر ما ،وثم تؤكد على تأكيدها
الخاص.
-ال يمكن ان يخرج املتلقي عن اطار االتصال.
املثال :عندما يطلب الوالدان من ابنهما "ال تكن سهل االنصياع" ،مطالبين منه أن يطيع أوامرهما في حين يعتمد على
سلوك العصيان لهذا األمر .و من الواضح أن هناك تمايزا مهما بين املضمون و العالقة حيث يوضح األساس من هذه
األخيرة و أنها تشمل املضمون لتحدد داللته.
ستيفان أوليفس ي انثروبولوجيا االتصال
Traduit par Reem B. : staygood11@hotmail.com
يتم تعريف الالشعور االتصالي بالالوعي ذو الخاصية املحددة للعالقة مقارنة باملضمون أو بطريقة أخرى من أجل القول
أو أن هذا يتواصل دون تلك التي ضمنت في التفاعل االدراكي .و من ذلك االمر ،يحدث التحييد االستعصائي
املفارقات او التناقضات في االتصال بواسطة تغيير في السجل املتضمن التواصل التحويلي و التواصل في االبالغ او من
اجل الحصول على عالقة تواصليةبعيدا عن مضمونها االعالمي.
ان استعارة الكاميرا املظلمة تبرز الدور االيديولوجي (ماركس ،1982ص .)1056فاإلنسان يتصور العالم ليس كما هو و
إنما "مقلوبا" بسبب التكيف االيديولوجي لفكره .كما فرض ماركس على العلوم االنسانية مبدأ الالوعي .هذا االخير نجده
ايضا في جوهر التحليل النفس ي الن العالقة القائمة على أن املرء املؤسس لذاته يعرف بنيويا على انه عالقة جهل ،و مؤلم
كفاية بالنسبة لهذا االخير الذي يستفسر عن هذه العالقة املبهمة ،و املتميز بختم اآلخر مشكال لذاته.
يفقد الفكر أولويته لكي يظهر فقط تحت سيطرة التحديدات االجتماعية (الظروف املادية للوجود) و النفسية
(الالشعور) .هذا التصور نفسه لالنسان على أنه فرد منقسم حسب وجوده في مجال االنثروبولوجيا البنيوية (ليفي
ستراوس.)1985 ،
ماهية التفاعلية:
أدى صاحب النظرية البنيوية ك .ليفي ستراوس دورا أساسيا في مجال االنثروبولوجيا و بفضل صيت أعماله أيضا في
مجال التحليل النفس ي و علم االجتماع .و في هذا الشأن بقيت نظريته التفاعلية الرمزية مصدر إلهام دائم متجدد في
الرمزية و الالشعور في علم االتصال.
يقوم صاحب النظرية ليفي ستراوس ( .1985ص )234-213من خالل هذا النص الشعائر الشامانية .حيث تهدف
األنشودة –التعويذة الطويلة -الى املساعدة في الوالدة (يؤديها شاماني مشعوذ) ،فيبدأ االمر بتخبط املريضة ثم يصف
الوضع و بعدها يستحضر االرواح الخيرة ملساعدته ،و تترجم الوالدة في سجل يمتزج باألساطير و االستحضارات لالتصال
و املباشر بالجسم و املعاناة .تستحضر الرواية االرواح الخيرة و االرواح الشريرة و الوحوش الخارقة
الحيوانات الخيالية التي تقاتل في نظام متناسق .يكمن الهدف من العالج أوال في تشكيل تصور للوضعية املمنوحة في
مصطلحات وجدانية .فاملخاض ال يعرف سبب معاناتها و الحكاية تسجل هذه املعاناة في علم االساطير لتضفي عليها
الداللة.
كيف نفسر فاعلية العالج؟ يدعونا ك .ليفي ستراوس الى التركيز على عالقة الرمز بالش يء املرموز له و الدال باملدلول,
حيث يمنح الشامان ملريضته شيئا اخر يتمثل في التفسير املنطقي لسبب معاناتها .و يضع تحت تصرفه لغة االسطورة
فتسمح له بتفسير حاالت غير مصوغة فورا اين يتحول الجسم الى وديع .و للتغير الجسدي شفويا ،أي الرمزية ،اجابة
عن املعاناة.
يتموضع العالج الشاماني في منتصف الجراحة الطبية و العالج التحليلي النفس ي ألنها تطبق على االختالل العضوي منهجا
مماثال للمنهج املستعمل في التحليل النفس ي.
اذا كانت الوضعيات املتعاقبة للتحليل النفس ي (استماع) و وضعيات الشامان املتميز (االستحضار) ،تعرف الحكاية
االسطورية في حالتين املوقع الذي تنشط فيه الرمزية و شروط العالج (العصابي او الشامان).
و في كل مرة هناك يحدث تحول عضوي متكونا أساسا من اعادة تنظيم بنيوي يؤدي باملريض لعيش األسطورة أحيانا
يتلقى و احيانا ينتج و فيه تكون البنية –في مرتبة الالشعور -متماثلة مع تلك التي تود فيها تحديد التكوين في مرتبة الجسم.
تشكل التفاعلية الرمزية و الخاصية االستقرائية ،التي تتضمن بنيات مقرانة بغيرها ،البنيات املتجانسة رسميا املمكن
بناؤها مع مواد مختلفة ،و في درجات متراوحة للحي( :عملية عضوية ،عقل غير واعي ،الفكر املدروس) (ليفي ستراوس
ص.)232
تكشف هذه التجارب عن تأثير الرمزية و توضح منطق االتصال في افتراض هذا االخير للغة و ال يعني هذا وسيلة اللغة من
قبل املوضوع بل الوجود السابق للترتيب الرمزي فتارة متعمق و شروط االحتمال في االتصال.
ستيفان أوليفس ي انثروبولوجيا االتصال
Traduit par Reem B. : staygood11@hotmail.com
الترتيب الرمزي:
دعم هذا االتجاه التحليل النفس ي الفريدي ،و قد أثرى ك .ليفي ستراوس نظريته النفسية التحليلية بواسطة ج .الكان
الذي اقتبس عام 1949من كتابه stade du miroir comme formateur de la fonction du Jeالعملية البنيوية (الكان
.)1987
يرتكز هذا النص حول الصنف التصوري ،اذ يظهر أن الصورة املرئية للصبي تتمثل أوال أنه فرد آخر و هذا أمر ال رجوع
فيه ،حيث ينضم الى اتجاه الحدس عند ريمبو وفقا ملنطق "اآلنا هو اآلخر" من أجل اعطاء مبدأ نظري.
و من املؤكد في الغرابة (من هذا االخر الذي يكون أنا؟) أو في االضطراب (من األنا؟) فالفرق بين ذاتي و صورة األنا في مثل
طريق االندماج مع هذه الذات" يترجم انقسام الفرد (الالشعور) .و يرتبط مصيره في عالقة غير مدركة ألن الالشعور
(املعرف مثل هذا الجزء من األخروية املتشكلة من الذات) يوسع املرء (الفرد) الى الحقيقة التي يهرب منها.
تعمق الكان في مساهمات البنيوية اليفي ستراوسية مطورا اطروحتها حول الرمزية.
فالفرد ال يمثل سوى معطى أولي فكري ،حيث يتلقى "ذاته" الخاص باللسان (ففي الوهلة االولى ،التاريخ العائلي الذي
سبقه و مع التاريخ الذي ينبغي أن يشكله) التي ينسب اليه إال في شكل الحقيقة العابرة.
يتلخص الالشعور في الفعل ذو اللغة (التاريخ) و الذي يلجأ الى املرء و الذي يقول بما هو صعب بخصوص ماهيته.
يثري التصور الالكاني الالشعور في انثروبولوجيا االتصال و فهمها لتصور الذات و العالقة املبنية على اللغة ،حيث يعرف
ماهيته باالشتراك مع كل اتصال يتضمن الفرد .و من ناحية التفاعالت مع بيئته و التي ليس سوى العنصر االكثر بروازا و
االكثر سطحية .فكل عالقة باآلخر تفترض الوجود املسبق للترتيب الرمزي ضمن ما يتجلى فيه التواصل تحت سيطرة
الذاتية (عالقة تأسيسية و مؤسسة الفرد في ذاته) و موضوعية (عالقة الفرد باالخر انطالقا من الوساطة الرمزية).
بسبب تحفيز خبرة التحليل النفس ي للعالقة التحويلية –"الظاهرة املذهلة" للتحول الذي تحدث فيه فرويد (فرويد،
،1988ص -)61فهي توضح االتصال الخاضع للرغبة و االستخدامات الخيالية حيث توظف دون علمها.
و شرط عدم التخفيض من الرمزية و الالشعور في االتصال في معارف مفيدة او في صندوق من االدوات الصالح مؤقت
للمجتمعات ،بقياس ارباح االقتباس الناتج عن التحليل النفس ي .فتأسيس الخطاب التحليلي النفس ي بما أن هذا االخير
يتحرر من موقعه األصلي "العيادة" ،فهو يتلخص في استخدامه لكي ال يكون سوى أداة لالستنتاج.
ال ينتج عن التحليل النفس ي أي ادراك و املطبق دون نظام أو صرامة بعيدا عن مواضيعه املعتادة ،و رغم هذا يمنح
التحليل النفس ي في التحاليل نظريات و نماذج لفهم الظواهر التواصلية.
يتطلب فهم الظواهر االجتماعية منها العنوسة و االنتحار الى تحليل االشكال املوضوعية للشذوذ و أيضا التضمينات
لهذه الحاالت .و يوضح خضوع العوامل للسيطرة االجتماعية هذه الظاهرة ،و التي قد قد يلجأ من خاللها صاحبها الى
املوت.
يسمح تصور بورديو بادراك و فهم العنف الرمزي ،لكنه يخلق فر وقا أيضا .شكلت الرمزية التي توحد و تخلق الروابط
بشكل متناقض ناقل العنف الخاص بالعالقات االجتماعية ،و التحكم فيه في نفس الوقت الذي يتم تقبله.
يسمح اقتباس التصور عند ليفي ستراوس للرمزية في اطار اشكالية االيحاء الويبيرياني باإلجابة عن االسئلة املتكررة حول
و النظرية السياسية ،أي :كيف نسيطر عليها ،ليس فقط بتقبل الهيمنة لكن باالعتراف بها على انها نظام،
املساهمة في تجديدها عن غير قصد؟.
يبين بورديو أن عنف الهيمنة يمارس بكثرة عن طريق اتحاد و ارتباط العوامل في العالقات االجتماعية بحيث ال يمكن
التخلص منها.
هذه العالقات ال تشعر بالطبيعة و ال بالقوى الخارقة املرتبطة في املجتمع أين تعتمد فيه على طرق شبه حيوية ألنها
قادرة على الشعور بوجودها.
كما يكمل تصور العادات التحليل في هذه النقطة ،حيث يتم ادراكها تحت سيطرة التجربة (مثل مبدأ منظم لالتصال
االجتماعي بين العوامل (االفراد) و الرمزية (مثل املخططات التي يدركها الفرد) .يقترح بورديو في املقابل بتعريفها بنظام
االحكام طويلة املدى و البنيات املبنية (املؤسسة) املعدة للتسيير مثل البنيات "البناءة" (بورديو 2000ص .)256يلمح
و التكميلي لهذا هذا التعريف الى الالشعور االجتماعي و الواقعي من خالل مفهوم الالشعور عند فرويد التجانس ي
االخير .يتمحور هذا التكامل في البعد الرمزي ،حيث أنه بسبب االنقسام السلوكي ،يتصور الباحثون غالبا أن هناك
تعارضا متعذر ازالته في العالم.
هناك تشابه بين الرأي االجتماعي عند بروديو و الرأي التحليلي النفس ي عند الكان بمعاني مختلفة "اتصال الضمائر"،
حيث يفترض مجتمعا من الضمائر( ،بورديو 2000ص )274أي أن االتصال يشغل مجال الالشعور مقابل كل تصور
فعال و تبسيطي أي ما يلجأ الى املرء (من الالشعور) أو العامل االجتماعي ،نموذجا عن اآلنا و يحدد مجموعة من عالقاته:
التاريخ املستوعب ،التاريخ الفردي و الجماعي بشكل متصل ،التاريخ بدءا مما يستقريء املعنى الجامع لألحداث .هذا
التقارب بين التحليل النفس ي و علم االجتماع يتم في اطار اشكالية الرمزية التي تعبر عن تحليل العالقة االجتماعية حول
عالقة الفرد بذاته.
و من جهة ،تتمثل الرمزية -بخصوص ما يتعلق بالناحية االجتماعية على االنطواء النفس ي -في امليل الى التاريخ الفردي
املسجل في اطار البنيات الجماعية و من جهة اخرى فيما يتخلى -بخصوص اللتحليل النفس ي -عن كيفيات االنطواء
االجتماعي على شكل روابط انطالقا من بلوغ الفرد للذات.
منهجي االنثروبولوجيا بالنسبة للرمزية و الالشعور:
يستخدم كل تحليل لالتصال تصورات للفرد و املجتمع ،كما يساهم اقتباس النظريات و النماذج فيها بشكل كبير ،اذ
يسمح بتطبيق االفتراضات الضمنية في البحوث و بفهم الظواهر التواصلية أيضا.
و بالتطرق الى آثار التحاليل السابقة التمام عرض انثروبولوجيا االتصال .يستحق هذان املنهجان التقديم بواسطة
اقتراح االستخدامات و ايضا من اجل دعم االنعكاس على كيفيات التعارف.
ستيفان أوليفس ي انثروبولوجيا االتصال
Traduit par Reem B. : staygood11@hotmail.com
تقدم تفاعلية أ .غوفمان و التاريخ االجتماعي عند ن .الياس اهتمامات مزدوجة ،اذ يقترحان أطرا لنظرية قابلة للتطبيق
في تنوع اهداف الدراسات (الحياة العامة ،تطور القطاعات و النشاطات املتعلقة باالتصال ،طرق العيش و التصرف
في املجتمع...الخ).
كما تساهم في افتراض االهداف او ابعاد النشاط البشري التي تتم لتصبح غير مرئية نسبيا.
ميكرووسسيولوجيا أ .غوفمان:
قدمت التفاعلية حسب غوفمان عدة مرات اثباتات عن فائدتها ،مقترحة على الباحثين أدوات تصورية للطبيعة بالنظر
الى بعض الوقائع ،خاصة السلوكات العامة لالفراد و مشاهد الحياة اليومية و اشكال التفاعالت في املجتمع...الخ .و قد تم
تعريفها على أنها ميكروسوسيولوجيا .حيث أن التفاعلية ال تلجأ الى التحفظات املتعلقة بطبيعة هدفها :التفاعل .لذا
يفترض هذا االخير أن اشكال االكراه االجتماعي الذي يفسر التصرفات الفردية تكمن في العقوبات املفروضة عند عدم
احترام القواعد املعمول بها و التي تشكل أطرا للخبرة املكتسبة.
ان عدم معرفة الشروط االجتماعية من ناحية االلتزام بها و تنميتها بواسطة عوامل خارجية و في العالقات وحدها،
الكتساب خاصية مجردة في التفاعالت حتى و ان بدت واضحة لدى املراقب.
ينبغي لفت االنتباه أن التفاعل اال في ظروف معينة و عوامل محددة.
تعتبر املهارات اللغوية و السيطرة على النفس و القدرة على املواجهة هي كغيرها من االعدادات التفاعلية ثابتة في االحكام
االجتماعي التي هي ليست فطرية أو مجزأة .فهذه التحفظات قد تم صياغتها و قد وزعت التحاليل املطبقة في الحياة
اليومية عددا من االدوات التصورية التي تسمح للباحث باختراق منطق االئتالف و التنسيق و الفهم املتبادل الذي يخلق
يوميات االتصال االجتماعي كأنه مشهد مسرحي (غوفمان .)1973كما توسع في فهم طرق التحكم في ضغوط البيئة و
األوضاع التي تواجه االفراد .أولئك املمثلون في الحياة اليومية يجسدون نجاح أدوارهم ،و يتحولون الى منتجي التمثالت
فيما بينهم بغية االقناع أو ببساطة من أجل الحصول على املصداقية .تساعد هذه النمذجة االجتماعية في شكلها
املسرحي و بوجود املمثلين على تعيين املنطقيات التفاعلية لالتصال.
علم االجتماع التاريخي لدى ن .الياس:
تجسدت أعمال ن .الياس في املقر امللكي بفرنسا (فرنسوا االول الى لويس )XIVبعنوان "عملية الحضارة" .عالجت من
خاللها االخالق و طرق التكون و التصرف و اشكال االندماج االجتماعي و تحوالتها .هدفت أطروحته الى ربط الثورة في
املجتمعات الغربية باالصالح املستمر للعالقات االجتماعية تحت تأثير عنف الدولة املحتكر و تحول روح الفرد.
تحتاج الضغوطات املتزايد عن تكثف التبادل بين االفراد في املجتمع (املتحضر) الى تحكم االفراد في الذات املؤكدة و
التحكم في املشاعر و الحركات العفوية و تسوية االقتصاد النزوي و كذلك االمر بالنسبة الى التعرف الضروري للتواضع.
في خالصة الحديث ،يتطلب تزايد الترابط الى آلية التحكم الذاتي الفردي و التصميم الذاتي لتمكين الفرد من مواجهة
بيئته و تسييرها بنفسه.
ال تعتمد هذه الحيوية سواء الفردية ـو الجماعية على نمو عاملي و تجانس في املجتمع ،بل على التناقضات بين الطبقات
االجتماعية .فهي تتضمن انتشار متزايد للمعايير االجتماعية الخاصة بالنبل (االمتياز) نحو طبقات أخرى من املجتمع.
أخذ تميز هذه االطروحة جزءا كبيرا من خاصية املسار الفكري الشاذ لدى ن .الياس ،الذي أدى به االمر الى اللجوء الى
مصادر أكثر تنوعا من علم االجتماع لدى و ابر و التحليل النفس ي عند فرويد من أجل توظيف اشكالية العملية
ستيفان أوليفس ي انثروبولوجيا االتصال
Traduit par Reem B. : staygood11@hotmail.com
الحضارية (الياس 1973و .)1975جمع ن .الياس بطريقة فريدة النشأة االجتماعية و النفسية الستبيان عدم انفصال
البنيات االجتماعية و البنيات النفسية.
و من هذا املنطلق ،ضمن كتابه املتحدث عن تنظيم الرمزية و الالشعور في االتصال ،أصنافا من التحليل (الترتيب و
الترابط و التحكم الذاتي...الخ) .و كذلك بالنسبة الى االهداف االنثروبولوجية و التواصلية الخاصة (العادات و طرق
التكون و التصرف "االحساس") مثل نتائج استيعاب املعايير االجتماعية ،و أشكال تلبية حاجات التحليل االتصالي ألنها
تعبر عن نموذج عالئقي للفكر ال النموذج الجوهري .كما تدعو الى فهم العالقات االجتماعية تحت سلطة املمثلين في
االدوار االجتماعية املتجسدة في التضامن ألنهم يعتمدون عليها ،على عكس أنها تصف االدراك النفس ي بنتاج عالقة
املمثلين بالتريتيبات أ ين يطورون و يصممونا فيها روحهم الشعبية.
برنارد مياج
املراجع
-باتسون ج .احتفال نافان الشعائري (/Muinuit ،)1936الكتاب الصغير .1986
-بورديو ب .مخطط نظرية التطبيق (.2000 )Seuil( ،)1972
-الياس ن .حضارة العادات ( ،)1939غاملان ليفي -1973 ،حيوية الغرب ( ،)1939غاملان ليفي .1973
-فرويد س .الدروس الخمسة حول التحليل النفس ي ( ،)1904بايوت.1988 ،
-غوفمان أ .مشاهد الحياة اليومية 1 .تقديم الذات 2 .العالقات العامة1973 ،Minuit.
-الكان مكتوبات.1987 Seuil ،
-ليفي ستراوس ك .االنثروبولوجيا البنيوية (.1985 ،Plon .)1958
-ماركس ك .علم االجتماع و االنثروبولوجيا ،الصحافة الجامعية فرنسا 1950 ،
-أوليفست س" .من االنثروبولوجيا الى علم املعرفة االتصالي .تنوعات النقد حول بالو آلتو .CNET ،Reseaux .Palo Alto
،1997رقم .85
-وتزالويك ب .هيلميك بيفن ج ،.جاكسون د .د" .منطق االتصال" 1981 ،Seuil .1966
-وينكين ي .االتصال الجديد.1981 ،Seuil ،
-مجموعة "التركيز على صناعات املضمون" ،Réseaux ،هيرمس الفوازيي ،2005رقم .131
-فليش ي ب" .صناعة التصوير .من اجل التحليل االقتصادي لالعالم ،غرونوبل/باريس.1991 INA/PUG ،
-هينيون أ" .مهن القرص .علم االجتماع لالختالفات ،أ-.م.1981 Métailié .
-مياج ب .صناعة املضمون مقابل الترتيب املعلوماتي ،غرونوبل ،PUG ،مجموعة "املزيد من االتصال" .2000
مياج ب" .االقتصاد السياس ي لالتصال :عالقات على الدوام مستجدة" ،هيرمس ،طبعات 2004 ، CNRSرقم .38