You are on page 1of 31

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـــــ أسامة العاني‬

‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬


‫)دراسة حالة البنك السلمي الردني(‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أسامة عبد المجيد العاني*‬


‫تاريخ قبول البحث‪:‬‬ ‫تاريخ وصول البحث‪29/11/2016 :‬م‬
‫‪16/4/2017‬م‬
‫ملخص‬
‫يضفي الغطاء الشرعي للمصرف السإلمي تبعات إضافية على مسإؤوليته الجاتماعية تتمثل ففي البعاد‬
‫الخألقاية النابعة من روح اليمان بالشريعة السإلمية‪ .‬تتمثل مشكلة البحث في الجاابة على تسإاؤل رئيففس هففو‬
‫)هل حققت المصارف السإلمية مسإؤوليتها الجاتماعية في البيئة العاملة فيها(‪ .‬ويسإعى البحث إلى تبيان تميز‬
‫مفهففوم المسإففؤولية الجاتماعيففة ففي الفكففر السإفلمي بالمقارنففة مفع مفا هفو عليفه ففي الفكففر الغربفي‪ .‬وعففرض واقاففع‬
‫المسإف ففؤولية الجاتماعيف ففة فف ففي المصف ففارف السإف ففلمية ووسإف ففائلها‪ ،‬ومف ففن ثف ففم إيضف ففاح العلقاف ففة بيف ففن الدوات الماليف ففة‬
‫للمصارف السإلمية والمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫ويتميز هذا البحث عن سإابقيه من خألل إسإهامه في بلورة خأصوصية مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في‬
‫الفكف ففر السإف ففلمي وتميف فزه عف ففن الفكف ففر الغربف ففي‪ .‬إوابف فراز دور الدوات الماليف ففة للمصف ففارف السإف ففلمية فف ففي تعزيف ففز‬
‫المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬ومن ثم تبيان دور الخأدمات المالية السإلمية المعاصرة ودورها فففي الرتقففاء بالمسإففؤولية‬
‫الجاتماعية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This work deals with Islamic bank an additional consequences for social responsibility‬‬
‫‪relating to the ethical dimensions stemming from the spirit of faith in Islamic law.‬‬
‫‪The research problem is answering the main question (Are Islamic banks operating‬‬
‫‪the social responsibility in the environment which it belongs to). Research aims to‬‬
‫‪achieve the demonstrate distinction of social responsibility concept in Islamic thought,‬‬
‫‪compared with what it is in Western thought, demonstrate the reality of applying social‬‬
‫‪responsibility in the Islamic banking and clarify the relationship between the financial‬‬
‫‪instruments of Islamic banks and social responsibility‬‬
‫‪Research is characterized from its predecessor by contribution to the elaboration‬‬
‫‪of the concept of social responsibility through the privacy of Islamic thought and‬‬
‫‪distinguish it from Western thought, highlighting the role of financial instruments of‬‬
‫‪Islamic banks in the promotion of social responsibility, and demonstrate the role of‬‬
‫‪contemporary Islamic financial services and its role in upgrading social responsibility.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫يضفي الغطاء الشرعي للمصرف السإلمي تبعات إضافية على مسإؤوليته الجاتماعية تتمثل في الأبعاد الخألقاية‬
‫النابعة من روح اليمان بالشريعة السإلمية‪.‬‬
‫تتمثل مشكلة البحث في الجاابة على تسإاؤل رئيس هو )هل حققت المصارف السإلمية مسإؤوليتها الجاتماعية في‬

‫‪17‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫* أسإتاذ‪ ،‬قاسإم المصارف السإلمية‪ ،‬جاامعة عجالون الوطنية‪.‬‬

‫البيئة العاملة فيها(‪ ،‬ويتفرع عن ذلك التي‪:‬‬


‫‪ -1‬ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الداخألي )العاملين في البنك والمتعاملين معه(؟‬
‫‪ -2‬ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الخأارجاي )المجاتمع الذي تعمل فيه(؟‬
‫يسإعى البحث إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬
‫‪ -1‬تبيان تميز مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي بالمقارنة مع ما هو عليه في الفكر الغربي‪.‬‬
‫‪ -2‬عرض واقاع المسإؤولية الجاتماعية في المصارف السإلمية ووسإائلها‪.‬‬
‫‪ -3‬إيضاح العلقاة بين الدوات المالية للمصارف السإلمية والمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫ويتميز هذا البحث عن سإابقيه بف‪:‬‬
‫‪ -1‬إسإهامه في بلورة خأصوصية مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي وتميزه عن الفكر الغربي‪.‬‬
‫‪ -2‬تبيانه للبعد السإلمي للمسإؤولية الجاتماعية واخأتلفه عن البعاد التقليدية‪.‬‬
‫‪ -3‬إبراز دور الدوات المالية للمصارف السإلمية في تعزيز المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬تبيان دور الخأدمات المالية السإلمية المعاصرة ودورها في الارتقاء بالمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫باتت المسإؤولية الجاتماعية معيا ار يقاس من خألله درجاة انخأراط المؤسإسإات بشكل عام ومنها المؤسإسإات المالية في‬
‫المجاتمع ودورها الفاعل فيه‪ ،‬كرد فعل على صورة القطاع الخأاص الجاشع الذي ل يأبه إل لربحه دون مراعاة لما يلحق‬
‫المجاتمع من آثار‪ .‬المر الذي حدا بالمؤسإسإات للفصاح عن الدور اليجاابي الذي تضطلع فيه تجااه المتعاملين معها أو‬
‫تجااه البيئة العاملة فيها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من قادم مفهوم المسإؤولية الجاتماعية لدى المجاتمع الغربي‪ ،‬إل أنه اكتسإب أهمية خأاصة أواخأر القرن الماضي‪،‬‬
‫بل إن اللتزام به بات دليل على جاودة تلك المؤسإسإة ومعيا ار من معايير الجاودة )اليزو( يدل على تفاعلها في المجاتمع‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫تتمثل مشكلة البحث في الجاابة على تسإاؤل رئيس هو)هل حققت المصارف السإلمية مسإؤوليتها الجاتماعية في‬
‫البيئة العاملة فيها(‪ ،‬ويتفرع عن هذا التسإاؤل سإؤالين ثانويين هما‪:‬‬
‫‪-1‬ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الداخألي )العاملين في البنك والمتعاملين معه(؟‬
‫‪ -2‬ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الخأارجاي )المجاتمع الذي تعمل فيه(؟‬

‫هدف البحث‪:‬‬
‫يسإعى البحث إلى تحقيق الهداف التية‪:‬‬
‫‪-1‬تبيان تميز مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي بالمقارنة مع ما هو عليه في الفكر الغربي‪.‬‬
‫‪-2‬تبيان واقاع المسإؤولية الجاتماعية في المصارف السإلمية ووسإائلها‪.‬‬
‫‪-3‬إيضاح العلقاة بين الدوات المالية للمصارف السإلمية والمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫‪18‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬

‫فرضية البحث‪:‬‬
‫ينطل ف فق البحففث مففن فرضففية مفادهففا أن اللت ف فزام بأحكففام الش فريعة يحتففم علففى المؤسإسإففة المصرفي ف فة المملتزمففة تبعففات‬
‫إضافيف ف ف فة‬
‫للنهوض بمسإؤوليتها الجاتماعية‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫منذ عام ‪ 1975‬دخألت في الملعب القاتصادي المصارف السإلمية وهي مؤسإسإات مالية طابعها العام العمل المصرفي‪،‬‬
‫إل انهففا تميفزت بخأصوصفيتها السإفلمية)‪ ،( 1‬الففتي تلزمهفا بإتبفاع نفواهي السإففلم فففي تحريفم الربففا والعمفل بقواعفده الشففرعية خأاصففة‬
‫)الغرم بالغنم والخأراج بالضمان()‪ .(2‬وحددت لها أهدافا حاولت التميز بها ابتداء وذلك من خألل سإعيها لتحقيق التنمية القاتصادية‬
‫والجاتماعية من خألل عملها في المجاتمع‪.‬‬
‫ول يمنع الغطاء الشرعي المصرف السإلمي من ممارسإة دوره تجااه المجاتمع‪ ،‬بل على العكس يلقي عليه تبعات إضافية‪،‬‬
‫وتضفففي علفى مسإففؤوليته الجاتماعيففة أبعففاد أخألقايففة نابعففة مففن روح اليمففان بالشفريعة السإففلمية‪ ،‬وبففذلك ينبغففي أن يكففون الففتزام‬
‫المصرف ومؤشراته للمسإؤولية الجاتماعية جالية ومجاسإدة في النشطة القاتصادية لتلك المصرف‪.‬‬

‫الحدود الزمانية والمكانية‪:‬‬


‫سإيتناول البحث دراسإة واقاع المسإؤولية الجاتماعية في البنك السإلمي الردني من خألل تقاريره السإنوية الصادرة خألل‬
‫المدة ‪.2014-2009‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪-1‬الماسإؤولية الجاتمااعية والماردود الماالي في عماليات الصيرفة السإلماية )‪:(3)(1994‬‬
‫توصلت الطروحة إلى أن البعد الشرعي للمسإؤولية الجاتماعية كان من أكثر البعاد تحققا‪ ،‬قاياسإا إلى البعدين الخأرين‬
‫)التنموي والحضاري(‪ ،‬حيث ظهر فقه المعاملت الشرعية في مجاال التطبيق وظهرت عقود المضاربة والمرابحة ومصفطلح‬
‫القرض الحسإن واسإتخأدامه في الكشوفات المالية‪ .‬إضافة إلى إحياء فقه الزكفاة ومسإؤولية تلك المصارف عفن إخأراجاها وربما‬
‫توزيعها من قابل بعض المصارف)‪ .(4‬إل ان الباحث يضع بعض الملحظات والتسإاؤلت عليها‪ ،‬فكيف ع دد صاحب الطروحة‬
‫وجاود بيانات عن القرض الحسإن إوادارة الزكاة تفوقاا للمعيار الشرعي‪ ،‬هل يعد ذلك تمي از لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية عن بقية‬
‫المصففارف التجااريففة‪ .‬ثففم مففا هففو الففدور الففذي أراده صففاحب الطروحففة للمصففارف السإففلمية كففي تضففطلع بمهمتهففا فففي المجاففال‬
‫التنموي‪ ،‬وهل مثيلتها التجاارية أفضل حال بالمقارنة من حيث السإهام تنمويا‪ ،‬أم إدن ذلك يشير إلى ضعف الجاهاز المصرفي‬
‫ودوره اقاتصاديا على مسإتوى اقاتصاديات الوطن العربي‪.‬‬

‫‪-2‬تقويم الدور الجاتمااعي للماصارف السإلماية )‪:(1996‬‬

‫‪19‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انطلقت الدراسإة من فرضية فحواها إن البنوك والمصارف السإلمية لها ذاتية خأاصة تميزها عن البنوك الربوية‪ ،‬أل‬
‫وهي المسإاهمة في تحقيق التنمية الجاتماعية للمجاتمع المسإلم‪ .‬وتأسإيسإا على ذلك‪ ،‬فقد تم وضع المعايير الفتي تمكن مفن قايفاس‬
‫الداء الجاتمففاعي للمصففارف السإففلمية فففي مجاففالته المتعففددة كالزكففاة والقففرض الحسإففن والقففروض النتاجايففة والتففأمين الجاتمففاعي‬
‫ودور المصرف في تمويل الصناعات الصغيرة)‪.(5‬‬
‫وتوصلت الدراسإة إلى إن ‪ %65‬من البنوك السإلمية محل الدراسإة تهتم بالقرض الحسإن‪ ،‬مع أن الفصاح عنه يتم‬
‫بنسإبة ضعيفة‪ ،‬فيما بين البنوك السإلمية بصفة عامة‪ ,‬ويغلب على اسإتخأدامات القرض الحسإففن الجافانب الجاتماعف ف في فففي‬
‫مجاالته المخأتلفة)‪.(6‬‬
‫تعففد هففذه الد ارسإففة مففن الد ارسإففات المهمففة حيففث إنهففا أعففدت مففن قابففل مجاموعففة متنوعففة التخأصصففات مففن حيففث الشفريعة‬
‫والصيرف ف فة‬
‫والقاتصاد‪ ،‬وهذه كلها أمور ايجاابية تسإجال للدراسإة‪ .‬نتائج الدراسإة جااءت ملئمفة للتوقاعات –بحسإب رأي الباحث– ذلفك لن‬
‫الكفثيرين رسإفموا دو ار للمصفارف السإفلمية يففوق إمكانياتهفا‪ ،‬هفذا مفن جاهفة‪ ،‬مفن جاهفة أخأفرى يلحفظ على أن الد ارسإفة حصفرت‬
‫قاياس مردود التنمية الجاتماعية من خألل القرض الحسإن إوادارة وجامفع الزك وات‪ ،‬ولم تعفر أهمية لباقاي الدوات الماليفة التي‬
‫تتعامل بها المصارف السإلمية وآثارها المباشرة وغير المباشرة في المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫‪-3‬الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك السإلماية )‪:(1996‬‬


‫هدف المؤلف من بحثه إلى تحديد تعريف المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي‪ ،‬ومن ثم في المصارف السإلمية‪،‬‬
‫مع بيان اخأتلف المفهوم في الفكر السإلمي عما هو عليه في الفكر الغربي‪ ،‬وتحديد العوامل الدافعة لممارسإة البنوك السإلمية‬
‫لمسإؤوليتها الجاتماعية)‪.(7‬‬
‫ويسإجال لهذه الدراسإة أنها بينت خأصوصية المسإؤولية الجاتماعية للمصارف السإلمية‪ ،‬كما إنها حاولت أن تضع‬
‫مجاموعة من المؤشرات كمقياس للمصارف السإلمية لمعرفة مدى تقدمها في مجاال المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫إل أنه يلحظ على المؤشرات التي وضعها المغربي عموميتها وبالتالي عدم وضوحها‪ ،‬كما أن إقارانه لتكاليف المسإؤولية‬
‫الجاتماعية مع مردود المصرف أمر صعب القياس والتحقق‪ ،‬كما أنه لم يبين كيفية الحصول على هذا المؤشر‪.‬‬

‫‪-4‬تصورات أصحاب الماصالح في الماسإؤولية الجاتمااعية‪ :‬دراسإة حالة القاتصاد المااليزي )‪:(2004‬‬
‫سإعت الدراسإة إلى تبيان مدى إدراك ذوي العلقاة )أصحاب المصلحة ‪ (Stakeholder groups‬للمسإؤولية الجاتماعية‬
‫في البنفوك السإلمية في ماليزيا‪ ،‬إذ ان معرفة إدراك هذه المجااميع سإفوف يلقي بضفلله علفى توجاهات وسإياسإات المصارف‬
‫السإلمية‪ ،‬كما تسإهم الدراسإة في توفير دليل تطبيقي لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية من وجاهة نظر )العملء والمودعين والموظفين‬
‫ومديري الفروع والمسإتشارين الشرعيين والمنظمين والمجاتمعات المحلية( من خألل تعميم ‪ 1500‬اسإتبيان على بنكيفن إسإفلميين‬
‫في ماليزيا هما )‪ (BIMB‬و)‪.(8)(BMMB‬‬
‫وجااءت الدراسإة لتشير إلى أن ذوي العلقاة كانوا ايجاابي النظرة للمسإؤولية الجاتماعية للبنوك السإلمية‪ ،‬وتعد عوامل‬
‫المسإؤولية الجاتماعية معيا ار معتب ار في قا اررات تعاملتهم مع البنك‪.‬‬

‫‪-5‬اتجااهات الماسإؤولية الجاتمااعية في الماؤسإسإات الماالية السإلماية )‪:(2009‬‬

‫‪20‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫وهو عبارة عن نتائج مسإح موسإع لتجااهات المسإؤولية الجاتماعية في المؤسإسإات المالية السإلمية نفذته مؤسإسإة‬
‫دينففار سإففتاندارد )دار السإفتثمار( عفام ‪ 2009‬بففدعم مففن هيئففة المحاسإففبة والمراجاعففة للمؤسإسإفات الماليففة السإففلمية )‪.(AAOIFI‬‬
‫الغففرض مففن المسإففح قايففاس تطففبيق المؤسإسإففات الماليففة لمعففايير هيئففة المحاسإففبة والمراجاعففة والففتي تغطففي ‪ 13‬جاانبففا مففن جا فوانب‬
‫المسإؤولية الجاتماعية فكف )مشاركة العميل‪ ،‬ورعاية الموظف‪ ،‬والصدقاة‪ ،‬والبيئة‪ ،‬وحصص السإتثمار وغيرها( بهدف توفير بعففض‬
‫المؤشرات التطبيقية عن اتجااهات المسإؤولية الجاتماعية)‪.(9‬‬
‫أظهرت النتائج الرئيسإة للسإتطلع أن ‪ %100‬من العملء المسإتطلعين أجاابوا بنعم على وجاود سإياسإة لسإتطلع‬
‫الزبائن‪ ،‬وكذلك فإن ‪ %97‬من المؤسإسإات المالية المبحوثة تمتلك سإياسإة تنظيمية للتعامل مع العملء بشكل مسإؤول‪ ،‬وأكد‬
‫‪ %83‬من المفوظفين المسإتجاوبين بوجافود معايير لدى المؤسإسإات المسإفتطلعة توفر فرص متكافئة لجاميع موظفيها‪ .‬كمفا أن‬
‫المسإتبينين أفادوا بأن ‪ %76‬من المؤسإسإات المالية السإلمية تمتلك سإياسإات للنشطة الخأيرية‪ ،‬وأجااب ‪ %55‬بنعفم على‬
‫وجاود بعض السإياسإات في حصص السإتثمار على السإتثمارات الموجاهة إلى النواحي الجاتماعية والتنموية والبيئية‪ .‬ففي مجافال‬
‫إدارة الزكاة والوقااف أفاد ‪ %10‬من المسإفتجاوبين مفن المؤسإسإفات الماليفة بفامتلكهم لسإياسإات لدارة الملك الوقافيفة نيابفة‬
‫عن العملء‪ ،‬في الوقات الذي أجاابت فيه ‪ %33‬من المؤسإسإات المالية المسإتطلعة بامتلكها لسإياسإات لدارة الزكاة نيابة عن‬
‫العملء‪ .‬وتشير النتائج بشكل عام إلى أن المؤسإسإات المالية السإلمية لديها بداية جايدة في معظم جاوانب المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫ل شك أدن للدراسإة أهميتها البالغة لسإتطلع أراء العملء والموظفين والدارات والتعرف على مسإتوى إدراكهم لمفهوم‬
‫المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬ان توفير مثل هذه المعلومات يحفز العملء على متابعة توجاهات البنك السإلمي في اعتبارات المسإؤولية‬
‫الجاتماعية من جاهة‪ ،‬وكذلك يلزم الدارات برسإم الخأطط والهداف التي ترتقي بها‪ ،‬ويمكن ان نعد هذه الدراسإة على الرغفم مففن‬
‫سإعتها في تغطية العديد من البنوك السإلمية مقاربة على القال من حيث الهداف والتوجاهات لدراسإة الدسإوقاي ودار‪.‬‬

‫‪-6‬الماسإؤولية الجاتمااعية للماصارف السإلماية‪ ،‬طبيعتها وأهمايتها )‪:(2010‬‬


‫ينطلق المؤلف من أن المقصود بالمسإؤولية الجاتماعية للمصارف السإلمية ليس فقط قايامها بجامع الزكاة من المودعين‬
‫أو من المسإاهمين وتوزيعها على مسإتحقيها‪ ،‬أو القيام والمسإاهمة في بعض العمال الخأيرية –مع أهمية هذا المففر‪ -‬ولكفن‬
‫المفراد هففو مفدى تحقيففق المصفارف السإففلمية –مفن خألل تعاملهفا مفع المففدخأرين والمسإفتثمرين– ففي تحقيفق التنميففة القاتصفادية‬
‫والجاتماعية داخأل المجاتمعات التي تتواجاد فيها)‪.(10‬‬
‫اعتمد المؤلفف مجاموعة من المؤشفرات لقيفاس قايفام المصارف السإلمية بحق المجاتمع فيما لديها من أم وال‪ ،‬و نبفه‬
‫المؤلففف فففي خأاتمففة الكتففاب‪ ،‬إلففى أن المسإففؤولية الجاتماعيففة هففي الففدور السإاسإففي للدولففة‪ ،‬وأن الدولففة تقففوم علففى مجاموعففة مففن‬
‫المؤسإسإات‪ ،‬ومن بين هذه المؤسإسإات‪ ،‬المصارف السإلمية‪ ،‬وبالتالي فدورها ملموس‪ ،‬ومؤسإسإي‪ ،‬ويلزمها في إطار المرجاعية‬
‫السإلمية القيام بمسإؤوليتها الجاتماعية‪.‬‬
‫وأوصى المؤلف بالقيام بدراسإة تطبيقية على واقاع تجاربة المصفارف السإفلمية للقيفام بمسإفؤوليتها الجاتماعيفة تجافاه‬
‫الفراد والمجاتمع‪.‬‬
‫ل جادال بأن بحث الدكتور عياش أشار إلى مواضع تأصيلية جاديدة لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية للمصارف السإلمية‪،‬‬
‫كما أنه سإلط الضوء على ضرورة الوعي وتدارك اهتمامات المسإؤولية الجاتماعية وعدم اقاتصارها على القفرض الحسإفن إوادارة‬
‫الزكاة‪ ،‬بل النطلق لكي تغطي مخأتلف جاوانب المسإؤولية الجاتماعية في وقاتنا الحالي‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إلد أننا نلمس أن المؤلف قاد رسإم دو ار للمصارف السإلمية يصعب إنجاازه‪ ،‬وقاد جااء به على وفق ما ينبغي عليه أن يكون‪،‬‬
‫وليففس علففى وفففق مففا هففو كففائن‪ ،‬فهنففاك الكففثير مففن المعوقاففات والتحففديات الففتي تحجاففم مففن أداء المصففارف السإففلمية‪ ،‬لعففل أبرزهففا‬
‫خأضوعها لق وانين البنك المركزي –مع وجاود تعليمات خأاصة بها– أضف إلى ذلك المنافسإة الكبيرة التي تواجاهها وارتفاع نسإبة‬
‫المخأاطرة وأمور أخأرى‪ ،‬ول نريد بذلك تبري ار لقصور أداء المصارف السإلمية‪ ،‬بل ينبغي ان يكون التخأطيط الطموح راسإخأا من‬
‫أرض الواقاع‪ .‬والتسإاؤل الذي يوجاه إلى المؤلف‪ ،‬هل بإمكان الجاهاز المصرفي التقليدي العربي النهوض بالمسإؤولية الجاتماعية كما‬
‫ينبغي ان تكون عليه‪ ،‬بل ربما أن الكثير من المصارف في العالم المتقدم ل تتمكن من السإتجاابة لهذه المتطلبات‪.‬‬

‫‪ -7‬الكشف عن الماسإؤولية الجاتمااعية‪ :‬دراسإة حالة البنوك السإلماية )‪:(2010‬‬


‫سإعت الدراسإة إلى بيان إمكانية التعارض ما بين المسإؤولية الجاتماعية للمصارف السإلمية كما ورد في تقاريرها‬
‫السإنوية‪ ،‬ومؤشر الكشف عن المسإؤولية الجاتماعية للشركات الذي تم تطويره بالسإتناد إلى إطار أخألقايات العمل السإلمية)‪.(11‬‬
‫ولتحقيق ذلك فقد قاام الباحث بتحليل المحتوى للتقارير السإنوية لسإبعة مصارف إسإلمية في جااكرتا‪ /‬عاصمة اندونيسإيا‪،‬‬
‫حيث توصل البحث إلى أن مصرفا واحدا من أصل السإبعة مصارف كان فوق المتوسإط فيما يتعلق بالكشف عن المسإففؤولية‬
‫الجاتماعية للشركات‪ ،‬كما أن المسإؤولية الجاتماعية للشركات ل تشكل قالقا كبي ار لمعظم البنوك محل الدراسإة‪.‬‬

‫‪-8‬الماسإـؤولية الجاتمااعي ة فـي البنـوك السإـلماية بيـن السإــس والماماارسإــات – د ارسإــة حالــة البنــك السإـلماي الردنـي –‬
‫‪:2012‬‬
‫جافاء تسإففاؤل إشففكالية البحففث فففي بيففان مففدى وفففاء والففتزام البنففوك السإففلمية مففن خألل ممارسإففتها العمليففة لمسإففؤوليتها‬
‫الجاتماعية اتجااه مجاتمعاتها؟ وتوصل البحث إلى إثبات التزام البنك بمسإؤوليته الجاتماعية‪ ،‬مع أن هناك بعض النقائص‬
‫الفتي تشفوب تجاربتفه اتجااه تحقيفق مسإفؤوليته الجاتماعيفة‪ ،‬حيث لفم يلحفظ البحفث وجافود إسإفهامات للبنفك فيمفا يتعلفق بحمايفة‬
‫البيئة )النفاق على برامج التشجاير وقايادة المسإاحات الخأض راء‪ ،‬مثل()‪ .(12‬ويلحظ على هذه الدراسإة عدم تطرقاها إلى دور‬
‫المصرف في توفير الطاقاة النظيفة‪ ،‬إضافة إلى إهمالها دراسإة أثر الدوات المالية السإلمية في المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫‪)-9‬الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك العامالة في الردن ‪:(13)(2013) ،(2010-2008‬‬


‫تتمثل أهمية الدراسإة بإبراز دور البنوك العاملة في الردن في تبني المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬وهدفت إلى بيان مدى‬
‫دخأول البنوك العاملة في الردن)تجاارية إواسإلمية( بمسإؤوليتها الجاتماعية تجااه المجاتمع الخأارجاي والداخألي للعاملين فيها‪،‬‬
‫وهل أن المسإؤولية الجاتماعية جازء من اسإتراتيجاية تلك المصارف ام ل‪ .‬وبينت نتائفج الدراسإة ان البنفوك العاملة في الردن‬
‫تتحمل مسإؤوليتها فيما يتعلق بالمجاتمع المحلي والبعد للمسإؤولية الجاتماعية بشكل مسإتمر وهو من ضمن سإياسإاتها وخأططها‪،‬‬
‫ممففا يفدل علفى أن المسإفؤولية الجاتماعيففة تعتففبر مفن ضفمن اسإفتراتيجايات البنففك مففن أجافل تشفكيل واجاهففة تسإففويقية تعكففس الففدور‬
‫المجاتمعي لها‪.‬‬
‫على الرغم من أهمية الجاهد المبذول في هذه الدراسإة‪ ،‬يلحظ أنها اعتمدت معايير موحدة لكل النوعين من المصارف‬
‫التجااري ففة والسإ ففلمية منه ففا‪ ،‬دون م ارع ففاة لخأصوص ففية الن ففوع الث ففاني م ففن حي ففث التوجاه ففات واله ففداف وطبيع ففة الدوات المالي ففة‬
‫المسإتخأدمة‪ ،‬المر الذي يؤدي إلى ان تكون الحكام مشوشة‪ ،‬وغير عادلة‪.‬‬

‫‪-10‬الماسإؤولية الجاتمااعية مان وجاهة نظر الماتعامالين ماع الماصارف السإلماية )‪:(14)(2014‬‬

‫‪22‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫توصلت الدراسإة إلى أن المصارف السإلمية الردنية تقوم بالمحافظة على شرعية وسإلمة المعاملت المقدمة للمتعاملين‬
‫معهففا وفففاء لمتطلبفات مسإففؤوليتها الجاتماعيفة مفع اولئففك المتعففاملين‪ ،‬وأنهفا تقففوم بالعمفل علفى تحقيفق رضفا المففودعين‪ ،‬وتسإففهيل‬
‫اجاراءات التعامل لكسإب ثقتهم‪ ،‬كما تقوم بدارسإة دوافع المتعاملين على مدد مخأتلفة‪ .‬كمفا تهتم المصارف السإفلمية الردنية‬
‫بشكاوى المودعين ومقترحاتهم وفاء لمتطلبات مسإؤوليتها الجاتماعية‪.‬‬
‫أبرز الملحظات التي يمكن تسإجايلها على هذه الدراسإة هي محدودية العينة التي تم اسإتطلعها ففي بحث رضا المتعاملين‬
‫عن ثلثة مصارف إسإلمية تم اسإتطلع حوالى ‪ 100‬عميل‪ ،‬وهذا عدد محدود جادا ل يمكن أن نعمم نتائجاه‪ ،‬إذا ما علمنا أن‬
‫عدد المتعاملين مع هذه المصارف بلغ عش رات اللف من العملء‪ .‬كما أن الدراسإة لم تبين العلقاة ما بين التزام المعففايير‬
‫الشرعية والرتقاء برضا العملء وهو موضوع مهم كان من الفضل إبراز مسإاحة مهمة له في الدراسإة‪.‬‬
‫ما جاديد هذا البحث؟‬
‫‪ .1‬إسإهامه في بلورة خأصوصية مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي وتميزه عن الفكر الغربي‪.‬‬
‫‪.2‬تبيانه للبعد السإلمي للمسإؤولية الجاتماعية واخأتلفه عن البعاد التقليدية للمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬إب ارزه لدور الدوات المالية للمصارف السإلمية في تعزيز المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬تبيانه لدور الخأدمات المالية السإلمية المعاصرة ودورها في الرتقاء بالمسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫هيكلية البحث‪:‬‬
‫لتحقيق أهداف البحث والجاابة على تسإاؤلت مشكلته‪ ،‬فقد قاسإم إلى ثلثة مباحث‪ ،‬تطرق المبحث الول إلى مفهوم‬
‫المسإؤولية الجاتماعية في كل من الفكر الغربي والفكر السإلمي‪ ،‬أما المبحث الثاني فقد بين الدوات المالية التي يسإتخأدمها‬
‫البنك السإلمي وأثرها في المسإفؤولية الجاتماعيفة‪ ،‬ففي حيفن تنفاول المبحفث الثفالث تحليفل واقافع المسإفؤولية الجاتماعيفة ففي‬
‫البن ف فك السإلمي الردني داخأليا وخأارجايا‪ ،‬ولم ينس البحث عرض أبففرز النتائففج واقاففتراح عففدد مففن التوصففيات ضمن ف فت فففي‬
‫خأاتمة البحث‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫الطار النظري للمسؤولية الجاتماعية ما بين الفكر الغربي والسلمي‬
‫وفيه أربعة مطالب‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬المسؤولية الجاتماعية ‪. ...‬تطور المفهوم في المجتمع الغربي‪:‬‬
‫ظهر مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في العقد الول من القرن العشرين‪ ،‬وتمت بلورته في النصف الثاني منه‪ ،‬مع ان‬
‫هناك إشارات إلى أن بعض الشركات مارسإته منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬عندما اسإتجاابت شركة شرق الهند في عام ‪ 1790‬لمقاطعة‬
‫المسإتهلكين البريطانيين لمنتج السإكر الذي يزرع بواسإطة العمال الرقايق في حوض الكاريبي‪ ،‬وعوضا عن ذلك قاففامت الشففركة‬
‫بشراء السإكر من منتجاين بنغاليين)‪.(15‬‬

‫‪23‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يصعب إيجااد تعريف محدد لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬ويرجاع السإبب في ذلك إلى ارتباط المفهوم بعدد من العلوم‬
‫المخأتلفة كالدارة والجاتماع والخألق والقانون‪ ،‬فضل عن اخأتلف السإياق الزمني والمكاني لتناول المفهففوم‪ .‬ومففن التعريفففات‬
‫للمسإؤولية الجاتماعية التي‪:‬‬
‫‪ -1‬عرفففت المسإففؤولية الجاتماعيففة بكونهففا‪) ،‬الففتزام المنشففاة تجاففاه المجاتمففع الففذي تعمففل فيففه( )‪ ،(16‬ومففع محدوديففة كلمففات هففذا‬
‫التعريف‪ ،‬يلحظ أنه ركز على اللتزام‪ ،‬من قابل المؤسإسإة تجااه المجاتمع الذي تعمل فيه‪ .‬وسإنجاد ان كل التعريفات سإتنطلق‬
‫من المنطلق ذاته للمسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬وهو اللتزام‪ .‬إل أن هذا التعريف أهمففل مسإففؤولية المؤسإسإففة تجاففاه العففاملين‬
‫فيها وأصحاب السإهم‪ ،‬كما انه لم يتطرق إلى مجاالت المسإؤولية تجااه المجاتمع ككل‪.‬‬
‫‪-2‬وعرفها هولمز بكونها‪) ،‬التزام من منشأة العمال تجااه المجاتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬وذلك عن طريق المسإاهمة بمجاموعة‬
‫كبيرة من النشطة الجاتماعية‪ ،‬مثل محاربة الفقر‪ ،‬وتحسإين الخأدمات الصحية‪ ،‬ومكافحة التلوث‪ ،‬وخألق ففرص عمفل‪،‬‬
‫وحل مشكلة السإكان والمواصلت وغيرها()‪ .(17‬وعلى الرغم من أن هولمز‪ ،‬حدد مجاالت المسإؤولية تجااه المجاتمع ‪،‬‬
‫إل أنه أهمل مسإؤولية المؤسإسإة تجااه حملة السإهم والعاملين فيها‪.‬‬
‫‪-3‬أما مجالس العمال العالمي للتنمية المسإتدامة‪ ،‬فقد عرفها‪ ،‬بكونها‪" ،‬اللتزام المسإتمر من قابل مؤسإسإات العمال بالتصرف‬
‫أخألقايا والمسإاهمة في تحقيق التنمية القاتصادية والعمل على تحسإين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعففائلتهم‪،‬‬
‫فضل عن المجاتمع المحلي والمجاتمع ككل")‪ .(18‬ومن الملحظ على هذا التعريف تجااوزه لسإلبيات التعريفات السإابقة‪،‬‬
‫وتركيزه على مفهوم التصرف الخألقاي‪.‬‬
‫‪ -4‬عففرف البنففك الففدولي المسإففؤولية الجاتماعيففة لمنشفآت القطفاع الخأفاص بأنهففا‪" ،‬الففتزام بالمسإفاهمة ففي التنميففة المسإففتدامة مففن‬
‫خألل العمل مع موظفيها والمجاتمع المحلي والمجاتمع ككل لتحسإين مسإتوى معيشة الناس بأسإلوب يخأدم التجاارة والتنمية‬
‫في آن واحد")‪ .(19‬من البين أن تعريف البنك الدولي للمسإؤولية‪ ،‬ينطلق من توجاهات البنك في خأدمة التجاارة والتنمية‪،‬‬
‫وركز على مجاال واحد لنطاق المسإؤولية وهو تحسإين المسإتوى المعاشي‪.‬‬
‫‪-5‬في الوقات الذي عرفها مكتب العمل الدولي‪ ،‬بكونها‪" ،‬طريقة تنظر فيها المنشآت في تأثير عملياتها في المجاتمع‪ ،‬وتؤكد‬
‫مبادئها وقايمها في أسإاليبها وعملياتها الداخألية وفي تفاعلها مع قاطاعات أخأرى")‪ .(20‬لم يحدد تعريف مكتب العمل‬
‫الففدولي‪ ،‬نففوع التففأثيرات للمنظمففة إوانمففا تركهففا مطلقففة‪ ،‬وخألففط المسإففؤولية بمفففاهيم أخأففرى عنففدما أوضففح أن المسإففؤولية‬
‫تمثل علقاات وتأثيرات مع قاطاعات أخأرى‪ ،‬ولم يشر إلى تلك القطاعات‪.‬‬
‫‪-6‬وعرفهففا المنتففدى العففالمي لقفادة شففركات العمففال بكونهففا‪" ،‬ممارسإففات شففركات العمففال المنفتحففة ذات الشففافية‪ ،‬والففتي تكففون‬
‫مبنية على القيم والخألق واحترام العاملين والبيئة وأف راد المجاتمع‪ ،‬وتهدف إلى تقديم التنمية المسإتدامة للمجاتمع ككل‪،‬‬
‫فضل عن حملة السإهم في تلك الشركات")‪ .(21‬ومع أن التعريف قاد غطى كل جا وانب المسإؤولية الجاتماعية من حيث‬
‫المنطلقات‪ ،‬ومن حيث الجاهات المسإتفيدة‪ ،‬إل انه حدد أنواع الشركات التي تقوم بها وهي التي تتبع الشفافية أسإلوبا لها‪.‬‬
‫‪-7‬أمففا هيئففة المواصفففات القياسإففية الدوليففة )اليففزو( فقففد عرفتهففا "بأنهففا مسإففؤولية المنشففأة تجاففاه تففأثيرات قا اررتهففا وأنشففطتها علففى‬
‫المجاتمع والبيئة وذلك من خألل سإلوك أخألقاي يتسإم بالشفافية والفذي مفن شأنه المسإاهمة في التنمية المسإفتدامة الفتي‬
‫تحرص على صحة ورخأاء المجاتمع؛ وتراعي في العتبار توقاعات الط راف المتعاملة معها بما يتماشى مع الق وانين‬

‫‪24‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫المطبقة ومعايير السإلوك الدولية")‪ .(22‬ويلحظ أن الهيئة ركزت في تعريفها على تحقيق التنمية المسإتدامة‪ ،‬وشفافية المنشأة‬
‫وكذلك على رضا الطراف المتعاملة معها‪.‬‬
‫‪ -8‬وعرفهففا السإففحيباني‪ ،‬بكونهففا‪ ،‬عقففد أخألقاففي طففوعي تتحقففق فيففه المنفعففة المتبادلففة يففبرم بيففن الشففركة )المففالكون‪ ،‬المففدراء‪،‬‬
‫العففاملون(‪ ،‬والمجاتمففع )المسإففتهلكون‪ ،‬المففوردون‪ ،‬المجاتمففع المحلففي‪ ،‬المنافسإففون‪ ،‬البيئففة‪ ،‬الحكومففة( الففذي تعمففل فيففه بكافففة‬
‫عناصره‪ ،‬حيث يتم بموجاب هذا العقد القيام بواجابات من كل الطرفين للوصول إلفى الصفالح العام وتحقيفق التنمي ف ف فة‬
‫لكليهما)‪ .(23‬أسإتبدل التعريف مصطلح اللتزام بعبارة )عقد أخألقاي(‪ ،‬كما أنه أغفل مسإؤولية المؤسإسإة تجااه حملة السإهم‬
‫أو العاملين فيها‪.‬‬
‫ولن نلتزم تعريفا معينا‪ ،‬إل إن الباحث سإيعتمد تعريفا لحقا عند التطرق إلى مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر‬
‫السإلمي‪.‬‬
‫ازدادت أهمية المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬في مطلع القرن الواحد والعشرين‪ ،‬حيث تبنت المم المتحفدة )الميثفاق العالمي‬
‫للمسإؤولية الجاتماعية( في عام ‪ ،1999‬في حين أطلق الميثاق بمرحلته النهائية في مقر المم المتحدة بنيويفورك في ‪26‬‬
‫تموز ‪ ،2000‬وهو عبارة عن مبادرة مواطنة طوعية متعلقة بالشركات يعرض تسإهيل وتعهفدا مفن خألل عدة آليفات )سإياسإة‬
‫الحوار‪ ،‬المعرفة‪ ،‬شبكات محلية ومشفاريع الشفراكة(‪ ،‬ويعتمففد هفذا الميثفاق علفى المسإفؤولية الجاتماعيفة العامفة بمفا ففي ذلفك‬
‫شفافي ف ف ة الشركات والقوى العاملة والمجاتمع المدني للبدء والمشاركة في الداء الجاففوهري المتعلففق بمتابعففة المبففادئ المسإتن ف ف فد‬
‫عليها الميثاق‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الجاتماعية في الفكر السلمي‪:‬‬
‫قابل الخأوض في التطرق إلى تعريف المسإؤولية الجاتماعية ل بد من البحث عن المصادر التي تقوم عليها المسإؤولية‬
‫الجاتماعية في السإلم‪.‬‬
‫فقد وردت آيات كثيرة تحث على توجايه المسإلم على فعل الخأير وتجانب المعصية والحث على التعاون منها على سإبيل‬
‫ع خخييرار فخههخو خخييرر لهه ‪]‬البق فرة‪[184 :‬؛ ‪‬خوتخخعاخونهوا خعخلىَ ايلبرر خوالتليقخوىى ۖ خوخل تخخعاخونهوا خعخلىَ ايبلثي بم‬ ‫طلو خ‬
‫المثال ل الحصر قاوله تعالى‪ :‬فخخمان تخ خ‬
‫سإوبلبه خوخأنبفقه وا بمالماـا خجاخعــخل‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ق رلل ل ب‬
‫سإائبل خوايلخمايح هروبم ‪]‬الففذاريات؛ ‪ [19‬آماهن وا بباللـ ه خوخر ه‬ ‫خوايلهعيدخوابن ۚ خواتلقهوا اللـخه ‪]‬المائففدة‪[2 :‬؛ ‪‬خوبفي أخيماخوابلبهيم خح ق‬
‫خوخأنفخقهوا لخههيم أخيجارر خكببيرر ‪]‬الحديد؛ ‪ [7‬فخخمان خييعخمايل بماثيخقاخل خذلرةة خخيي رار خيخرهه ‪]‬الزلزلة‪.[7 :‬‬
‫يسإتنبط من اليات السإابقة التي‪:‬‬
‫‪-1‬المسإلم مدعو لعمل الخأير طواعية وقابل الفرض؛‬
‫‪ -2‬على المسإلم أن يسإعى للتعاون من أجال تحقيق الفلح للبشرية وهو )البر( وجااء على صيغة المر؛‬
‫‪-3‬المسإلم منهي عن الثم والعدوان‪ ،‬ويتسإع المعنى ليشتمل على كل أنواع الثم والعدوان‪ ،‬أي كلما يلحق الضرر بالخأرين؛‬
‫‪-4‬كل ما يملكه المسإلم من أموال فيها حق للمحتاجاين وهو الزكاة؛‬
‫‪-5‬ما يملكه النسإان هو مسإتخألف فيه‪ ،‬ويبقى تصرفه في ضوء الحدود التي أباحها المالك الحقيق ‪.‬‬
‫‪-6‬العمال الصالحة؛ مهما كان مقدارها أو حجامها فهي مأجاورة ومآلها خأير‪.‬‬
‫دلت الاسإتنباطات السإابقة من عدد محدود من آيات الباري ‪ ‬على أن المسإلم مسإؤول عن أفعاله‪ ،‬ومطالب بفعل الخأير‬
‫والسإعي إلى تحقيق المصلحة العامة في وجاوه الخأيففر عامفة‪ ،‬وأن أفعفاله هفذه سإيحاسإفب عليهفا‪ .‬ول تقتصفر مسإففؤوليته علفى‬

‫‪25‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أفعاله فحسإب‪ ،‬بل تتوجاب المسإؤولية على ما يملكه أيضا‪ ،‬فهو مسإتخألف في هذا المال‪ ،‬وهذا السإتخألف يفرض عليه أداء‬
‫حقوق هذا السإتخألف المتمثل بالزكاة‪ .‬وبالتالي تتبين معالم المسإؤولية الجاتماعية من القرآن الكريم‪.‬‬
‫والحال نفسإه في السإنة النبوية‪ ،‬فقد تعددت الحاديث التي توضح مسإؤولية الفرد تجااه مجاتمعه‪ ،‬نذكر منها على سإبيل‬
‫المثال ل الحصر قاوله ‪)) :‬كلكم راع وكلكم مسإؤول عن رعيته(()‪ .(24‬وقاوله أيضا‪)) :‬من كان في حاجاة أخأيه كان ال في‬
‫حاجاته‪ ،‬ومن فررج عن مسإلم كربة من مكررب الدنيا فررج ال عنه كربة من مكررب يففوم القيففامة‪ ،‬ومن سإتر مسإلما سإت ف ره اللففه يففوم‬
‫القيامففة(()‪ .(25‬وقاوله ‪)) ‬إن أبواب الخأير لكثيرة‪ :‬التسإبيح والتحميد والتكبير والتهليل‪ ،‬والمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪،‬‬
‫وتميط الذى عن الطريق‪ ،‬ومتسإمع الصم‪ ،‬وتهدي العمى‪ ،‬وتدل المسإتدل على حاجاته‪ ،‬وتحمل مع الضفعيف؛ فهفذا كلفه‬
‫صدقاةة منك على نفسإك(()‪ .(26‬وقاوله ‪)) ‬ل ضرر ول ضرار(()‪.(27‬‬
‫ما سإبق يتضح حرص السإنة النبوية على تنبيه الفرد المسإلم على مسإؤولياته المتعددة والمتنوعة‪ ،‬بل أن المسإؤولية تدخأل‬
‫في أبواب الخأير كافة‪ ،‬وتمنع الضرر‪.‬‬
‫والمتتبع لمقاصد الشريعة يجاد أنها جااءت لحفظ الضروريات الخأمس‪ ،‬قاال الشاطبي مبينفا هففذه الضففروريات ووجافه‬
‫س‪ ،‬روته ري‪:‬‬ ‫ض مروتررياتت الرخألم ت‬ ‫ظ تة رعرلى ال ر‬ ‫ت تللممرحافر ر‬
‫ض رع ل‬ ‫السإتدلل عليها‪ :‬فرقررد اترفرقرتت اللمرم ةم ‪-‬ب لل سإائتر التملر تل‪ -‬عرلى أررن الرش تريعةر و ت‬
‫ر‬ ‫ر ر م‬
‫ر م‬
‫ت لررنا رذتل ر ت‬ ‫اليديمن‪ ،‬روالرنلف مس‪ ،‬روالرنلسإ مل‪ ،‬روالرمامل‪ ،‬روالرعلق مل ف روتعلممرها تعلن رد اللمرمتة ركال ر‬
‫ص ةل ممرعريةن‬‫ك بتردلينل ممرعرينن‪ ،‬ررول رش تهرد لررنا أر ل‬ ‫ضمروتري‬
‫ي‪ ،‬رولر لم ريثلمب ل‬
‫ن‬ ‫ص مر تفي ربانب رواتح ند‪ ،‬رولر تو السإ تررنرد ل‬ ‫يمرتامز بترجاوتعها تإلرلي ته‪ ،‬ب لل علمت مرلءمتمها تللرشتريعتة بتملجاموتع أرتدلرنة رل ترلنح ت‬
‫ب‬‫ت إلى رش ليء ممرعريفنن لرفرورجا ر‬ ‫ر‬ ‫ر ر م‬ ‫م رر ر‬ ‫ر م‬ ‫رل م م ر‬
‫رعاردةا ترلعتييمنهم ‪.‬‬
‫)‪(28‬‬

‫فإن كان توجايه الباري ‪ ‬والسإنة النبوية ومقاصد الشريعة كدلها تحث على التزام الفرد بمسإؤوليته الجاتماعية‪ ،‬كانف ف فت‬
‫مسإؤولية الشركات من باب أولى‪ ،‬وبات التزامها بمسإؤولياتها جازء من اللتزام بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وتجانب إلحاق‬
‫الضرر بالخأرين‪ ،‬وتأدية لواجاب السإتخألف إواتيان لمقاصد الشريعة المتمثل في حفظ الضروريات‪.‬‬
‫تنوعت تعريفات المسإؤولية الجاتماعية بالنسإبة للمفكرين السإلميين‪:‬‬
‫أول‪ :‬فعرفها عثمان‪ ،‬بكونها‪) ،‬المسإؤولية الفردية عن الجاماعة‪ ،‬وهي مسإؤولية الفرد أمام ذاته عن الجاماعة الففتي ينتمففي إليهففا‪،‬‬
‫ر‬
‫أي أنها مسإؤولية ذاتية أخألقاية‪ ،‬وتتصف المسإؤولية الجاتماعية في السإلم‪ ،‬في كافة جاوانبها ومسإتوياتها بأنها شاملة ومتكاملة‬
‫ومتوازنة()‪.(29‬ويتضح من التعريف التي)‪:(30‬‬
‫‪-1‬الشماول‪:‬‬
‫س لخخك ببه بعيلـرم‬
‫ف خماا لخيي خ‬
‫إذ تناول التعريف كل من الفرد والجاماعة‪ ،‬فالفرد مسإؤول عن نفسإه وعمله‪ ،‬قاال تعالى‪ :‬خوخل تخيق ه‬
‫ىب‬ ‫إبلن ال ل‬
‫سإئهورل ‪]‬السإفراء‪ ،[36 :‬والشيء ذاته ينطبق على الجاماعة المسإلمة فهي مسإؤولة‬ ‫صخر خوايلفهخؤاخد هكلل هأولخئخك خكاخن خعينهه خما ي‬
‫سإيماخع خوايلخب خ‬
‫عن نفسإها وسإلوكها وأعمالها وقا ارراتها‪ ،‬فبمسإؤوليتها عن نفسإها‪ ،‬تضمنت مسإؤولية عناصرها بالمجاموع‪ ،‬وبالتالي مسإفؤولية كففل‬
‫عضو فيها من خألل إرسإاء قاواعد ومبادئ التكافل والتآخأي والتراحم‪.‬‬
‫‪-2‬التكامال‪:‬‬
‫ويقصد بذلك ان المسإلم الفرد عندما يؤدي التزاماته‪ ،‬ل بد أن يراعي مصلحة الجاماعة‪ ،‬فل يقوم بعمل يضر بالجاماعة‪،‬‬
‫والجاماعة تضمن مسإؤولية عمل الفرد ما دام عامل بمنهجاها‪ ،‬بل ان الجاماعة تنشأ مسإؤوليتها من مسإؤولية الف راد المنتمين‬

‫‪26‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫إليها‪ ،‬مصداقاا لقول النبي الكريم ‪) ،‬مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجاسإد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو تداعى‬
‫له سإائر الجاسإد بالسإهر والحمى()‪.(31‬‬
‫‪-3‬التوازن‪:‬‬
‫المراد من المسإؤولية في السإلم‪ ،‬ان تتسإم بالتوازن‪ ،‬فل نطالب الفرد بمسإؤوليته الكاملة تجااه جاماعته أو المجاتمع‪،‬‬
‫ونحمله ما ل يطيق‪ ،‬ونهمل المسإؤولية الجاتماعية للمجاتمع ككل تجااه أف راده‪ ،‬فالمسإؤولية في السإلم تتحقق بنسإب متفاوتة‪،‬‬
‫فالفرد يعمل ويوجاه وينفذ ويصحح منفردا أو ضمن فئة‪ ،‬والجاماعة مسإؤولة عن أعضائها‪ ،‬على أل تطغى على الفففرد وتسإففلبه‬
‫حريته وحقوقاه‪ ،‬بدعوى حمايته أو الوصاية عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أما العناني فقد وصف المسإؤولية في السإلم‪ ،‬بقوله‪) ،‬كون الناس جاميعا مأمورين من قابل ال سإبحانه‪ ،‬أن يرتضوا‬
‫ر‬
‫مجاموعة القيم والمبادئ والتعاليم التي بدلغها لهم خأاتم النبيين منهاجاا لحياتهم فيرضاها الصفوة من الخألق مخأتففارين ويأباهففا‬
‫غيرهم‪ ،‬ويكون على أسإاسإها الحسإاب والجازاء عدل وفضل()‪.(32‬‬
‫والملحظ من وصف العناني‪ ،‬أنه قاد ركز بصورة واضحة على المسإؤولية الدينية للفراد‪ ،‬وطرح لفظ المسإؤولية على‬
‫الناس جاميعا‪ ،‬ول يحدد هذا صفة المسإؤولية الذاتية للفرد تجااه غي ره من الف راد أو تجااه منظمته التي يعمل بها‪ ،‬أو ينتمي‬
‫إليها‪ ،‬كذلك مسإؤولية المنظمة عن العاملين بها أو المتعاملين معها والمحيطين بها‪ ،‬وحدد موضوع المسإؤولية في تقبل الف راد‬
‫لمجاموعة التعاليم والقيم والمبادئ التي أرسإل بها خأاتم النبيين‪ ،‬ول بد من ارتباط هذا التقبل بالمشفاركة والقانففاع والتطففبيق كفنل‬
‫في مجاال عمله واخأتصاصه وحسإب قادراته)‪.(33‬‬

‫ثالثا‪ :‬وعرف المغربي المسإؤولية الجاتماعية بكونها‪ ،‬التزام المنظمة بالمشاركة في عمل الصالحات عند ممارسإة أنشطتها تجااه‬
‫ر‬
‫مخأتلف الطراف التي لها علقاة بها‪ ،‬نتيجاة التكليف الذي ارتضته في ضوء مبادئ الشريعة السإلمية‪ ،‬بهدف النهوض بالمجاتمع‬
‫السإلمي بمراعاة عناصر المرونة والسإتطاعة والشمول والعدالة)‪.(34‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المسؤولية الجاتماعية ما بين الفكرين‪:‬‬
‫من خألل معاينة ما سإبق‪ ،‬يلحظ وجاود مواطن افتراق ما بين المسإؤولية الجاتماعية في الفكر الغربي والسإلمي‪،‬‬
‫وذلك من حيث الهدف ومصدر التشريع وموجابات التكليف‪ ،‬وشكل العائد المرجاو من المسإؤولية الجاتماعية لدى الفكرين‪،‬‬
‫ويمكن تبيان ذلك من خألل الجادول )‪،(1‬ف إن هدف المسإؤولية الجاتماعيفة في الفكر الغربي هو تحقيق المنفافع الماديفة في‬
‫الجال الطويل‪ ،‬بينما تهدف في الفكر السإلمي إلى تحقيق منافع الدارين )الدنيا والخأ رة(‪ .‬كذلك يلحظ اخأتلف مصدر‬
‫التشريع للمسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬ففي الوقات الذي يكون فيه التشريع الحكومي‪ ،‬أو فك رة المصالح المتبادلة‪ ،‬هي المصدر في الفكر‬
‫الغربي‪ ،‬نجاد أن المصدر في الفكر السإلمي هو الش ريعة السإمحاء‪ .‬وفي ال وقات الذي تكون فيه الظروف البيئية والجاتماعية‬
‫مسإببة لقيام المؤسإسإات المخأتلفة بمسإؤولياتها الجاتماعية في الفكر الغربي‪ ،‬نجاد أن الش ريعة السإلمية ذاتها‪ ،‬هي التي تحكم‬
‫المؤسإسإات للقيام بواجاباتها تجااه العاملين فيها والمجاتمع الذي تعمل فيه‪.‬‬
‫وحيث أن النتائج المرجاوة للمسإؤولية الجاتماعية في الفكر الغربي تحدد في ضوء معايير الربح أو الخأسإارة التي تعود‬
‫على المؤسإسإة‪ ،‬في الوقات الذي تبتغي فيه في الفكر السإلمي‪ ،‬منفعة الدنيا والثواب في الخأفرة‪ .‬ويمكفن تلخأيففص مجام ف ف فل‬
‫الخأتلف بوجاود بعد أخأروي للمسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي مصدره الشريعة السإلمية‪ ،‬بينما ل نجاد هذا البعفد ففي‬
‫الفكر الغربي‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مما تقدم‪ ،‬يمكن أن نعرف المسإؤولية الجاتماعية في السإلم‪ ،‬بكونها مسإؤولية الفرد والمجاتمع النابعة من الشريعة‬
‫السإلمية‪ ،‬كمصدر وكموجاب للتكليف لتحقيق منافع الدنيا وثواب الخأرة‪.‬‬
‫بعد هذا العرض لتطور مفهوم المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬وتميزه في السإلم عما هو عليه في الفكر الغربي‪ ،‬ينبغي تحديد‬
‫مفهففوم للمسإففؤولية الجاتماعيففة للمصففارف لسإففلمية‪ ،‬حيففث يففرى المغربففي بففأن المسإففؤولية الجاتماعيففة للبنففوك السإففلمية‪ ،‬الففتزام‬
‫البنك السإلمي بالمشاركة في بعض النشطة والبرامج والفكار الجاتماعية لتلبية المتطلبات الجاتماعية للطفراف المرتبطفة بفه‬
‫والمتأثرة بنشاطه سإواء بداخأله أو خأارجاه‪ ،‬بهدف رضا ال والعمل على تحقيق التقدم والوعي الجاتماعي للفراد‪ ،‬بمراعاة التفوازن‬
‫وعدالة الهتمام بمصالح مخأتلف الفئات)‪.(35‬‬
‫ويعرف عياش المسإؤولية‪ ،‬ولكن بعبارة أخأرى‪ ،‬بكونها‪ ،‬التزام تعبدي أخألقاي يقوم على أثره القائمون على إدارة المصارف‬
‫السإفلمية بالمسإاهمة في تكفوين وتحسإفين وحماية رفاهية المجاتمفع ككفل‪ .‬ورعايفة المصالح والهفداف الجاتماعية لففراده عفبر‬
‫صياغة الجاراءات‪ ،‬وتفعيل الطرق والسإاليب الموصلة لذلك‪ ،‬بهدف رضا ال ‪ ،‬والمسإاهمة في إيجااد التكافل والتعاون والتقدم‬
‫والوعي الجاتماعي‪ ،‬وفي تحقيق التنمية الشاملة)‪.(36‬‬
‫ويمكن أن نسإتنتج من التعريفين التي‪:‬‬
‫‪-1‬إن المسإؤولية الجاتماعية في المصرف السإلمي هي التزام تعبدي أخألقاي‪.‬‬
‫‪ -2‬المشففاركة مففن قابففل المصففرف السإففلمي‪ ،‬فففي النشففطة الجاتماعيففة لتلبيففة متطلبففات المجاتمففع المخأتلفففة‪ ،‬وتحسإففين رفاهيففة‬
‫المجاتمع‪.‬‬
‫‪-3‬المصرف السإلمي يسإعى إلى تحقيق التزامه نحو أصحاب السإهم‪ ،‬والعاملين فيه وتجااه المجاتمع الذي يعمل به المصرف‪.‬‬
‫‪-4‬هدف المصرف من التزامه بمسإؤولياته الجاتماعية هو رضا ال ‪.‬‬
‫جادول )‪(1‬‬
‫ماواطن اختلف الماسإؤولية الجاتمااعية ماا بين الفكر الغربي والسإلماي‬

‫الفكر السإلماي‬ ‫الفكر الغربي‬ ‫البيان‬


‫تحقيق كافة المنافع في الدنيا والخأرة‬ ‫تحقيق المنافع المادية في الجال الطويل‬ ‫الهدف‬
‫الشريعة السإلمية ومبادئ القاتصاد السإلمي‬ ‫التشريع الحكومي وفكرة المصالح المتبادلة‬ ‫مصدر التشريع‬
‫الشريعة السإلمية ومبادئ القاتصاد السإلمي‬ ‫ظروف بيئية واجاتماعية‬ ‫موجابات التكليف‬
‫قاواعد ومبادئ القاتصاد السإلمي القائمة على‬ ‫مبادئ وضعية )النسإانية‪ ،‬الوصاية أو النظارة‪ ،‬أراء المصلحين(‬ ‫دوافع اللتزام‬
‫الشريعة السإلمية‬
‫المنفعة الدنيوية والثواب في الخأرة‬ ‫الربح أو الخأسإارة‬ ‫العائد‬
‫المسإاهمون‪ ،‬العاملون‪ ،‬المتعاملون‪ ،‬المجاتمع‬ ‫المسإاهمون‪ ،‬العاملون‪ ،‬المتعاملون‪ ،‬المجاتمع المتواجاد فيه‬ ‫مجاال التطبيق‬
‫المتواجاد فيه‬

‫عمال الباحث بالعتمااد علىَ‪:‬‬


‫عبد الحميد المغربي‪ ،‬المسإؤولية الجاتماعية للبنوك السإلمية‪ ،‬مصدر سإبق ذكره‪ ،‬ص ‪ ،21‬جادول )‪.(1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬محمد صالح علي عياش ‪ ،‬المسإؤولية الجاتماعيففة للمصففارف السإففلمية‪ ،‬طبيعتهفا وأهميتهفا‪ ،‬معهففد البحففوث والتفدريب‪ ،‬البنفك السإفلمي‬
‫للتنمية‪ ،‬جادة‪ ،2010 ،‬ص ‪.101-94‬‬

‫‪28‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أبعاد المسؤولية الجاتماعية‬
‫تتوزع أبعاد المسإؤولية الجاتماعية على أربعة أبعاد رئيسإة هي)‪:(37‬‬
‫‪-1‬بعد الماوارد البشرية‪:‬‬
‫ويتولى هذا البعد علقاة المؤسإسإة مع مواردها البشرية من حيث‪) :‬توفير شروط المان والصحة للموظفين‪ ،‬ومراعاة‬
‫العدالف ف فة في توزيع الجاور وسإاعات العمل بالنسإبة للموظفين‪ ،‬والعمل بمبدأ تكافؤ الفففرص‪ ،‬والسإففتثمار ففي تعليفم وتدري ف ف فب‬
‫الكادر الوظيفي(‪.‬‬
‫‪-2‬بعد حقوق النسإان‪:‬‬
‫ويتضمف ف فن‪) :‬تعزيز حقوق النسإان‪ ،‬وضمان احترامهف ف فا‪ .‬والامتناع عن التعامل مع النظمة القمعية‪ ،‬أو الشرك ف ف ف ات‬
‫المنتهكة لها(‪.‬‬
‫‪-3‬البعد البيئي‪:‬‬
‫ويتضمن )إتباع سإياسإة رشيدة لتدوير النفايات‪ ،‬حفظ الطاقاة‪ ،‬وضمان عدم تأثير المنتجاات على البيئة‪ ،‬وأخأذ المبادرة‬
‫للرتقاء بالمسإؤولية تجااه البيئة(‪.‬‬
‫‪-4‬البعد الخيري‪:‬‬
‫ويتضمن‪) :‬المسإاعدة في حل المشكلت الجاتماعية‪ ،‬ودعم المؤسإسإات الخأيرية ومشاريع المجاتمع‪ ،‬والمشاركة في‬
‫إدارة الشؤون العامة‪ .‬والتأثير في المجاتمع بما يتجااوز تعظيم الرباح(‪.‬‬
‫هذه البعاد هي ما تعارف عليها الفكر الغربي لتغطية المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬ول يتقاطع ذلك أبدا مع الشريعة السإلمية‬
‫أو رسإالة المصارف السإلمية‪ ،‬فهي تسإعى إلى المحافظة وتحقيق البعاد المذكورة‪ ،‬ذلك لن هذه البعاد تنسإجام مع روح الش ريعة‬
‫السإفلمية‪ ،‬ول يكفاد ان نذكر أي بعفد مفن هذه البعاد‪ ،‬إلد وكان لفه تأصفيل شرعي‪ ،‬فمثل فيمفا يخأص بعفد المفوارد البشفرية‬
‫وفي مجاال العدالة وضمان حقوق العاملين‪ ،‬يكفينا قاول رسإول ال ‪ ‬في الحديث الذي يرويه ابن ماجاه )اعط وا الجاير أجا ره‬
‫قابل ان يجاف عرقاه()‪ .(38‬وحرص السإلم على حسإن التعامل مع العاملين مهما كان عملهم وحذر من التجااوز على حقوقاهم‬
‫بأي شكل من الشكال‪ ،‬فقد حذر النبي ‪ ‬أبا ذرر الغفاري ‪ ‬من السإاءة للخأادم فقال له‪) :‬تإلخأ روامنمكلم رخأ رولممكلم جاعلهم ال تحت‬
‫أيديكم‪ ،‬فمن كان أخأوه تحت يده فليطعمه مما يأكل‪ ،‬وليلبسإه مما يلبس‪ ،‬ول تكلفوهم ما يغلبهم‪ ،‬فإن كلفتموهم فأعينوهم()‪،(39‬‬
‫ص لمتمهم ري لورم التقريارم تة‬ ‫ص ممهملم ري لورم التقريارم تة رورم لن مكلن م‬ ‫رت‬
‫ص رمهم رخأ ر‬
‫ت رخأ ل‬ ‫وأورد البخأاري ))رعلن أرتبي مهررليررةر رقاارل رقاارل ررمسإومل الل ه ‪ ‬ثررلثرةة أررنا رخأ ل‬
‫ع مح رار فرأررك رل ثررمرن هم روررمجا ةل السإ ترلأرجارر أرتجاي اار رفالسإ ترلورفى تملن هم رولر لم ميوتفته أرلجا ررمه(( )‪ (40‬والمر سإيان لبقية‬
‫طى تبي ثمرم رغردرر روررمجاةل ربا ر‬
‫ررمجاةل أرلع ر‬
‫البعاد‪.‬‬
‫من جاه فة أخأرى‪ ،‬فإن المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي بشكل عام‪ ،‬وفي المصارف السإلمية على وجا ف ف فه‬
‫الخأصوص‪ ،‬تميزت ببعد جاديد‪ ،‬أل وهو بعد إعانة المسإلمين على تأدية واجاباتهم الشرعية والمتمثلة في أركان السإفلم )فيمفا‬
‫يخأففص الزكففاة والحففج( وذلففك مففن خألل جامففع الزكففاة وتأديتهففا علففى الحسإففابات المسإففتحقة للمسإففاهمين والمففودعين والمسإففتثمرين‬
‫وكذلك ارباح البنك‪ ،‬أو إعانفة المتعاملين مفع البنك )مفوظفين وعملء( على جامع المدخأرات لتأديفة فريضة الحج من خألل‬
‫صندوق الحج‪ .‬ويمكن ان نطلق على هذا البعد الخأاص بالمصارف السإلمية ببعد اللتزاماات الشرعية‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المبحث الثاني‬
‫الدوات المالية في المصارف السلمية وأثرها في المسؤولية الجاتماعية‬
‫يمكن التعرف على دور المصارف السإلمية في المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬من خألل معرفة أشكال تعاملتها المالية وأثر‬
‫تلفك الشكال فيهفا‪ .‬وقابفل التطرق إلى تلفك الشفكال‪ ،‬لبفد مفن الشارة إلى أن المصارف السإفلمية قاد تمكنت مفن اسإففتقطاب‬
‫فئات من المدخأرين لم يسإبق لها التعامل مع الجاه زة المص رفية‪ ،‬وبذلك أسإهمت في رفع معدل الدخأار القومي في بلدانها‪.‬‬
‫وفيه ثلثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬الدوات المالية بدون الهامش الربحي‪:‬‬


‫أولر‪ :‬القرض الحسإن‪:‬‬
‫حرصت قاوانين المصارف السإلمية على التعامل بالقرض الحسإن‪ ،‬فقد جااء في النشرة الصادرة عن بنك دبي السإلمي‬
‫‪2001‬م )أن العائد الجاتمفاعي هفو أحفد السإمات الفتي تميز المصفرف السإلمي عفن غيفره‪ ،‬وانطلقافا من إيمانه ب واجابه تجااه‬
‫المجاتمع‪ ،‬فانه يحرص على تقديم الخأدمات الجاتماعية‪ ،‬مثل القرض الحسإن‪ ،‬الذي يهدف لتقديم قاروض اسإتهلكية بدون فائدة‬
‫أو مصففاريف إداريففة لففذوي الحتياجاففات الضففرورية كففالزواج أو المففرض‪ ،‬أو فففي حففالت الك فوارث وغيرهففا()‪ .(41‬تتمثففل مصففادر‬
‫تمويل القرض الحسإن في )جازء من أموال البنك‪ ،‬تبرعات من الفراد‪ ،‬أموال الهبات والتبرعات()‪.(42‬‬
‫وعلى ذلك يتمثل نشاط المصرف السإلمي في القاراض في ثلث حالت)‪:(43‬‬
‫الولىَ‪ :‬إقاراض عملء المصرف قارضا قاصير الجال غالبا لمواجاهة حالت الحاجاة للسإيولة المؤقاتة أو الموسإمية أو الطارئة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬القاراض العرضي لتأدية بعض الخأدمات المصرفية‪ ،‬كخأدمات خأطاب الضمان‪ ،‬والعتماد المسإتندي‪ ،‬وخأصم الوراق‬
‫التجاارية أو قابولها في الحالت الجاائزة شرعا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بعض القروض السإتهلكية الضرورية‪ .‬كما في حالت الزواج‪ ،‬أو المرض وطلب العلج‪ ،‬وفي حالت الوفاة‪ ،‬وحالت‬
‫بففدء العففام الد ارسإففي للمففدارس والجاامعففات‪ .‬وفففي بعففض الحففالت الملحففة والطارئففة الخأففرى كففالحريق والحفوادث وانهيف ف فار‬
‫العقارات)‪.(44‬‬
‫أثره في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬
‫ان الحالت المذكورة التي يمارسإها المصرف السإلمي في القاراض لها أثرها في تدعيم أهداف المسإؤولية الجاتماعية‪،‬‬
‫ذلك لن توفير السإيولة للمسإتثمرين من شأنه دوام العمال‪ ،‬وبالتالي ف إن ذلك يعني الحفاظ على فرص العمل القائمة للنشاط‬
‫الففذي يمارسإففه المسإففتثمر‪) ،‬وهففذا مففا يخأففص مسإففؤولية المصففرف تجاففاه المففودعين(؛ أو تففوفير فففرص عمففل جاديففدة إذا مففا توسإففع‬
‫السإتثمار‪ ،‬وبالتالي فان هذه القروض توفر دخأل ملئما لف راد المجاتمع‪ ،‬وهذا يمثل مسإؤولية المصرف تجااه المجاتمع والبيئة‬
‫المحيط ف فة‪.‬‬
‫كما أن المسإاهمة في سإد الحاجاات السإاسإية من خألل القروض السإتهلكية‪ ،‬أو في دعم المسإتوى الصحي‪ ،‬إذا ما‬
‫كان القرض موجاها للقيام بعملية طبية أو لشراء العلج وغيره من شأنها ضمان السإتقرار النفسإي للفرد وعائلته إواعالته على‬
‫النهوض بمتطلباته‪ ،‬التي تتطابق ومتطلبات المسإؤولية الجاتماعية مفن خألل مسإفؤولية المصرف تجااه مفوظفيه أو مسإؤوليته‬
‫تجااه المجاتمع والبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪30‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫ثانيا‪ :‬إدارة الزكاة‪:‬‬
‫ر‬
‫تضطلع معظم المصارف السإلمية بإدارة الزكاة‪ ،‬ويقصد بذلك )تحصيل الزكاة وص رفها بموجاب مصارفها الشرعية()‪،(45‬‬
‫فقد نص عقد التأسإيس لبنك دبي السإلمي على إنشاء صندوق للزكاة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 72‬وما بعدها على أن )الشركة‬
‫تنشففئ صففندوقاا للزكففاة ملحقففا بهففا ومنفصففل فففي حسإففاباته إوادا ارتففه عنهففا‪ ،‬لخأ فراج الزكففاة المسإففتحقة‪ ،‬كمففا تقبففل فيهففا الزكففاة مففن‬
‫المسإاهمين والمودعين والغير‪ ،‬وللشركة أن تدعو المودعين وغيرهم لنابة الصندوق عنهم في إخأ راج زكاة أم والهم حسإبما تقرره‬
‫هيئة الفتوى والرقاابة الشرعية()‪ .(46‬والى الشيء ذاته ذهبت غالبية المصارف السإلمية‪ ،‬ولن نتطرق هنا إلى التفاصيل الشرعية‬
‫للزكاة‪ ،‬فقد غطت المراجاع المخأتصة هذا الموضوع بكل تفصيلته‪.‬‬
‫دور تحصيل الزكاة في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬
‫في ضوء مصارف الزكاة المشار إليها آنفا‪ ،‬يتضح الدور الذي يمكن أن يضطلع به هذا الصندوق‪ ،‬فقد تكون المبالغ‬
‫محدودة إذا ما تم مقارنتها بالحتياجاات الكلية للبلد‪ ،‬إل انه يمكن إذا ما تم توجايهها والعناية في تحصيلها والسإعي إلفى تنميففة‬
‫مقدارها‪ ،‬أن تسإهم في الوفاء بأهداف المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫فصندوق الزكاة ومصارفه يسإهم في إشباع الحاجاات السإاسإية‪ ،‬ويسإهم في توفير الدخأل أو زيادته‪ ،‬أو تمكين الفرد من‬
‫الحصففول علففى دخأففل‪ ،‬فبففاب المسإففاكين يشففتمل علففى مففن يمتلففك مهنففة إل أدن دخألففه ل يكفيففه‪ ،‬كمففا أنففه يسإففهم بففالنهوض بففالتعليم‬
‫وانتشاره‪ ،‬من خألل النفاق على طلبة العلم المحتاجاين أو من خألل إنشاء المراكز التعليمية ومكاتب تحفيظ الق رآن )من غير‬
‫م فوارد الزكففاة المحففددة طبعففا(‪ .‬أضففف إلففى ذلففك ان مسإففاعدة المحتففاجاين أو ممففن يمففروا بك فوارث يمكففن أن تسإففهم فففي الجاففانب‬
‫الصحي‪ ،‬من خألل تغطيتها لنفقات العمليات الجاراحية‪ ،‬أو شراء علجاات طبية وغيرها‪.‬‬
‫أي أن المصرف السإلمي سإوف يسإهم من خألل الزكاة في تحقيق مسإؤوليته الجاتماعية تجااه المجاتمع )الفئات المهمشة(‬
‫بشكل خأاص‪ ،‬وكذلك تجااه مودعيه من خألل النفاق على مثقلي الديون منهم‪.‬‬
‫هذا فيما يخأص تعاملت المصرف السإلمي من غير الهامش الربحي‪ ،‬وسإيتم التطرق لحق فا إلى المعاملت ذات‬
‫الهامش الربحي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدوات المالية بالهامش الربحي‪:‬‬


‫د‬

‫أولر‪ :‬دور الماضاربة في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫إن اسإتخأدام صيغة المضاربة من شأنه‪ ،‬زيادة عدد المشاريع النتاجايفة والسإفتثمارية‪ ،‬كمفا يمكفن لهفذه الصفيغة أن‬
‫تتغلغل في كافة أوجاه النشاط القاتصادي‪ ،‬المر الذي يمكن أن يسإهم في زيففادة فففرص العمفل وبالتفالي التشففغيل‪ ،‬وضففمان‬
‫دخأففل لف فراد المجاتمففع‪ .‬لففذا فففإن المضففاربة يمكففن ان تحقففق المسإففؤولية الجاتماعيففة للمصففرف تجاففاه مففودعيه )المضففاربين(‪،‬‬
‫وبالتالي تتحقففق مسإفؤولية المصفرف الجاتماعيففة تجافاه المجاتمفع مفن خألل تففوفير ففرص العمففل مفن خألل المشفاريع المزمففع‬
‫إنشائها أو من خألل التعاقاد مع العاطلين مباشرة من خألل المضاربة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور الماشاركة النتاجاية في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫ر‬

‫‪31‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المشاركة بشقيها الثابت والمتناقاص كما تجاريها المصارف السإلمية‪ ،‬يتضح دورها في التغلغل في مخأتلف النشفاطات‬
‫القاتصففادية النتاجايففة‪ ،‬وسإففعة تعاملهففا‪ ،‬إذ يمكففن أن تتعامففل مففع الفففرد أو مففع المؤسإسإفات‪ ،‬ممففا يففوفر فففرص ايجاابيففة للنهففوض‬
‫بأهداف المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬حيث يمكن أن تضمن دخأول نامية من خألل دعفم المشاريع النتاجايفة القائمة وتوسإفيعها‪ ،‬أو‬
‫إنشاء الجاديد منها‪ ،‬كما يمكن ان تدعم المشاريع الصغيرة‪ ،‬وذلك من خألل المكاتبة مع الف راد على ش راء سإيارات إنتاجاية‪،‬‬
‫وبالتالي نحد من ظاهرة البطالة )وهذا فيما يتعلق بمسإؤولية المصرف تجااه مجاتمعه أو بيئته المحيطة(‪ .‬كمفا أوضفح العرض‬
‫دور المصارف السإلمية في المشاركة في بناء عقار فردي أو جاماعي مما يوفر سإكن لئق بالمواطن والسإرة‪ ،‬المر الذي‬
‫يؤدي إلى النهوض بالواقاع الصحي فيما بعد‪ .‬كذلك يضمن هذا الشكل من التمويل مسإاهمة المصرف في مسإؤوليته الجاتماعية‬
‫تجااه مودعيه من خألل المشاركة مع التجاار أو المؤسإسإات المخأتلفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور المارابحة في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫ر‬
‫هو أحد بيوع المانة في الشريعة السإلمية‪ ،‬حيث يحدد ثمن البيع بنااء على تكلفة السإلعة زائدا ربح متفق عليه بين‬
‫البائع والمشتري)‪.(47‬‬
‫أما الصورة الموجاودة اليوم في البنوك‪ ،‬والتي طورتها المصارف السإلمية لتكون بديلا شرعيا للقرض الربوي في‬
‫كففثير مففن الحففالت‪ ،‬فهففي المرابحففة للمففر بالشفراء‪ .‬فهففي "قايففام البنففك بتنفيففذ طلففب المتعاقاففد معففه علففى أسإففاس شفراء الول مففا‬
‫يطلبه الثاني بالنقد الذي يدفعه البنك كلي ا أو جازئي ا وذلك في مقابل التزام الطالب بالش راء ما أمر به وحسإب الربح المتففق‬
‫عليه عند البتداء")‪.(48‬‬
‫إن هذا الشكل من أشكال المعاملت المالية يمكن أن يسإهم في تلبية أهداف المسإؤولية الجاتماعية تجااه المجاتمع‪،‬‬
‫من خألل ضمان توفير الدخأل‪ ،‬لنفاذه في مخأتلف القطاعات القاتصادية‪ ،‬ودعمه للمشاريع الصغيرة‪ ،‬وبالتالي يخأفف من‬
‫مشففكلة البطالففة‪ .‬وكففذلك يمكففن هففذا الشففكل مففن المعففاملت مففن النهففوض بالقطففاع الصففحي مففن خألل المسإففاهمة فففي ش فراء‬
‫الجاهزة والمعدات‪ ،‬أو مسإاعدة الخأرين في شراء السإيارات وكما أشير إليه آنفا‪ .‬كما يمكن لهذا الشكل أن يسإهم في تفوفير‬
‫المسإؤولية الجاتماعية لمودعي البنك )مسإتثمرين وتجاار(‪.‬‬
‫رابعار‪ :‬دور الجاارة المانتهية بالتماليك في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬
‫تعرف الجاارة بكونها‪ ،‬عقد على منفعة معلومة مباحة من عين معينة أو موصوفة في الذمة‪ ،‬أو على عمل معلوم بعوض‬
‫معلوم لمدة معينة)‪.(49‬‬
‫أما الجاارة المنتهية بالتمليك فهي "عقد بين طرفين يؤجار فيه أحدهما لخأر سإلعة معينة مقابل أجارة معينة يدفعها‬
‫المسإتأجار على أقاسإاط خألل مدة محددة‪ ،‬تنتقل بعدها ملكية السإلعة للمسإتأجار عند سإفداده لخأر قاسإط بعقد جاديد")‪.(50‬‬
‫وكسإابقه من إشكال التمويل للمصارف السإلمية‪ ،‬يمكن لهذا الشكل من شراء اللت والمعدات‪ ،‬وبالتالي النهوض‬
‫بالمشاريع النتاجاية بشكل عام‪ ،‬والمشاريع الصغيرة بشكل خأاص‪ ،‬المر الذي له بالغ الثر في ضمان توفير دخأل مناسإب‬
‫لأفراد المجاتمع‪ ،‬والحد من ظاهرة البطالة‪ ،‬وهذا فيما يخأص مسإؤولية المصرف تجااه بيئته المحيطة‪ .‬كما يمكن لهفذا الشفكل ان‬
‫يحقق مسإؤولية المصرف الجاتماعية تجااه مودعيه من مسإتثمرين أو تجاار‪.‬‬

‫خاماسإا‪ :‬السإتصناع الماصرفي‪:‬‬


‫ر‬

‫‪32‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫السإتصناع عقد مع صانع على عمل شيء معين في الذمة‪ ،‬كالتفاق مع نجاار على صناعة أثاث محدد‪ .‬وتكون العين‬
‫المصنوعة ومادتها الولية من الصانع‪ ،‬ويكون المعقود عليه هو العمل فقط‪ ،‬لن السإتصناع‪ :‬طلب الصنع‪ ،‬وهو العمفل‪ ،‬فإذا‬
‫كانت العين أو المادة الولية كالخأشاب والجالود من المسإتصنع ل من الصانع‪ ،‬فان العقد يكون إجاارة ل إسإتصناعا)‪.(51‬‬
‫وقاد اقار مجامع الفقه السإلمي التابع لمنظمة المؤتمر السإلمي السإتصناع في قا ارره رقام )‪.(67/3/7‬‬

‫سإادسإا‪ :‬السإلم‪:‬‬
‫ر‬
‫انطلقاا من ان السإلم في عصرنا الحاضر أداة تمويل ذات كفاءة عالية في القاتصاد السإلمي وفي نشاطات المصرف‬
‫السإلمي‪ ،‬من حيث مرونتها واسإتجاابتها لحاجاات التمويل المخأتلفة‪ ،‬سإواء أكان تمويل قاصير الجال ام متوسإطا ام طويل‬
‫الجال واسإتجاابتها لحاجاات شرائح مخأتلفة ومتعددة من العملء‪ ،‬سإواء كانوا من المنتجايففن الزراعييففن ام الصففناعيين ‪ ...‬ولهففذا‬
‫تعددت مجاالت تطبيق السإلم‪ ,‬ومنها‪ ،‬تطبيق عقد السإلم في تمويل الحرفيين وصغار المنتجاين الزراعيين والصفناعيين عفن‬
‫طريق إمدادهم بمسإتلزمات النتاج في صورة معدات وآلت أو م واد أولية ك رأس مال سإلم مقابل الحصول على بعض منتجااتهم‬
‫إواعادة تسإويقها‪.‬‬
‫لذا فان المعاملت المالية للمصارف السإلمية تسإهم في النهوض بأهداف المسإؤولية الجاتماعية من خألل تجاميع‬
‫المدخأرات ابتداءا‪ ،‬كمصرف أو كصناديق اسإتثمارية‪ ،‬ثم من خألل دورها الجاتماعي في النشاط القاتصادي لمخأتلف القطاعات‪.‬‬
‫الخألصة مما سإبق‪ ،‬الدور الذي يمكن أن تمارسإه المعاملت المالية في المصارف السإلمية في المسإؤولية الجاتماعية‬
‫من حيث‪:‬‬
‫‪-‬مسإؤوليتها تجااه منتسإبيها؛‬
‫‪-‬مسإؤوليتها تجااه مودعيها؛‬
‫‪-‬مسإؤوليتها تجااه البيئة المحيطة )مجاتمعها(‪.‬‬
‫وتبين لنا بأن كل من الدوات المالية الربحية وغير الربحية‪ ،‬تسإهم في تغطية جاوانب المسإؤولية‪ ،‬فإن كفانت آثفار‬
‫القرض الحسإن‪ ،‬أو الزكاة مباشرة ودادلة بصورة واضحة على ممارسإة المصرف السإففلمي لمسإففؤوليته الجاتماعيففة بجاوانبهففا‬
‫المخأتلفة‪ ،‬فإن أدوات التمويل السإلمية ذات الهامش الربحي تتضح مسإاهمتها في المسإؤولية المجاتمعية‪ ،‬إما مباشرة عن طريففق‬
‫التعاقاد مع الطراف المخأتلفة من مودعين أو مقترضين أو مضاربين وغيرهم‪ ،‬وتبقى آثار هذه الدوات غير المباش رة بارزة مفن‬
‫خألل قادرتها على إشباع الحاجاات السإاسإية لفراد المجاتمع‪ ،‬وقادرة المصارف السإلمية على سإحب المودعين الصغار‪ ،‬وبالتالي‬
‫تسإهم في زيادة المدخأرات على المسإتوى الكلي )القومي(‪ ،‬المر الذي يعكس دورها اليجاابي في المجاتمع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات المصرفية السلمية وعلقاتها بالمسؤولية الجاتماعية‪:‬‬

‫أولر‪ :‬تماويل خدماات المانافع الماصرفية وعلقاتها بالماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫يقصد بالخأدمة المصرفية )قايام المصرف السإلمي بتقديم المنافع المالية والسإتشارية لعملئه بما يلبي حاجااتهم ويحقق‬
‫رغباتهم‪ ،‬ويعمل على تيسإير المعاملت المالية والقاتصادية في المجاتمع‪ ،‬وذلك مقابل عمولة أو أجار‪ ،‬بمراعاة أل يشففتمل‬
‫ذلك على مخأالفة شرعية أو شبهة ربا()‪.(52‬‬

‫‪33‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وينبغي أن تنبثق رسإالة تمويل خأدمات المنافع من رسإالة المصارف السإلمية في كونها رائدة في التنمية القاتصادية‬
‫والجاتماعية في العالم عامة‪ ،‬والسإلمي خأاصة‪ ،‬وفقا للشريعة السإلمية الغ راء‪ ،‬والمتمثلة بتقديم الخأدمات المص رفية والسإتثمارية‬
‫وفقا لحكام الشريعة السإلمية‪ .‬يسإتهدف هذا النموذج تمويل خأدمات معتبرة في التش ريع السإلمي‪ ،‬لن منها )الخأدمات( ما‬
‫جااءت الش ريعة آم رة به على سإبيل الوجاوب كالعلج تحقيقا لمقصد حفظ العقل‪ ،‬ومنافع الزواج تحقيقا لمقصد حفظ النسإففل‪،‬‬
‫ومنافع الحج والعمرة تحقيقا لمقصد حفظ الدين‪ ،‬أو منافع جااءت الشريعة تحث عليها كمنافع شؤون الحياة)‪.(53‬‬
‫ويعد هذا النموذج منتج يدرج في إطار نموذج التشارك بين عوامل النتاج في الفقه السإلمي )رأس المال والعمل(‪،‬‬
‫ذلك أن عوامل النتاج ينشأ بينها وجاوه مشاركة يمكن للمصارف السإلمية اسإتثمارها لتمويل خأدمات المنافع)‪.(54‬‬
‫وقاد أجااز تمويل خأدمات المنافع جاهات عديدة منها‪:‬‬
‫‪-1‬الهيئة الشرعية لشركة دار السإتثماار الكويتية)‪ :(55‬فقففد أجاففازت الهيئففة فففي إجاابتهففا عففن سإ فؤال حففول الحكففم الشففرعي فففي‬
‫شراء مقاعد دراسإية من بعض المدارس الخأاصة مقابل أن تحصل الشركة على خأصم من المدرسإة‪ ،‬مففع توكيففل المدرسإفة‬
‫ببيعها على الطلب أو بتوكيلها في تحصيل الرسإوم من الطلب‪ .‬أجاازت الهيئة الشرعية بيع منفعفة الخأفدمات بالجافل‬
‫أو بالقاسإاط‪ ،‬إل أنها أوصت بأن ل يكون الهدف من تقديم هذه الخأدمات الربح التجااري بفل لبفد من مراعاة الجاانب‬
‫النسإاني ول سإيما فيما يتعلق بالضرورات التي يحتاجاها الناس )كالتعليم والتطفبيب( وملحظفة أن هفذه الخأفدمات فيها‬
‫تسإهيل على الناس‪ ،‬حتى ل يعطي صورة سإفيئة عفن المؤسإسإات الماليفة السإلمية‪ .‬كمفا أن تقديم دار السإتثمار هفذه‬
‫الخأدمة فيه حجاز الناس من التعامل مع البنوك الربوية لسإد حاجااتهم‪.‬‬
‫‪-2‬هيئــة الفتــوى والرقاابـة الشـرعية لبنــك دبـي السإــلماي‪ :‬حيففث أجاففاز رئيففس الهيئففة الففدكتور حسإففين حامففد حسإففان تمويففل‬
‫جاميع الخأدمات على أسإاس عقد إجاارة الخأدمات والمنافع بقوله‪" :‬إن المنافع هي أموال يجاوز التجاار فيهفا واسإتئجاارها‬
‫بثمن إواعادة تأجايرها بثمن أكبر منه بالجال"‪ ،‬وأضاف بأنه يجاوز للبنك أن يتعاقاد مع المؤسإسإات التي تقفدم خأفدمات‬
‫ل‪ ،‬ثم يقوم البنك بتأجايرها‬
‫التعليم والصحة والنقل وغيرها من الخأدمات بعقد اسإتئجاار لتلك الخأدمات مع دفع ثمنها حا ا‬
‫للغير مقابل أسإعار تنافسإية وسإدادها على أقاسإاط مؤجالة)‪.(56‬‬
‫يمكن أن يؤدي نموذج )تمويل خأدمات المنافع( دوره في المسإؤولية الجاتماعية من خألل تمويل عملء المص فارف‬
‫السإلمية ممن يرغبون أو يحتاجاون الحصول على إحدى المنافع‪ ،‬سإيما الفقراء والشباب ومحدودي الدخأل من الموظفين‪،‬‬
‫ويمكن ان يسإهم في تغطية النفاق الصحي أو تغطية تكاليف الدراسإة‪ ،‬أو الزواج وحتى التمويل صغير الحجام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صندوق الحج‪:‬‬
‫ر‬
‫ليس موضوعنا صندوق الحج‪ ،‬إلد إن المصارف السإلمية أخأذت على عاتقها عقد اتفاقايات مع مثل هذه الصناديق‪،‬‬
‫وتعود فكرة إنشاء هذه الصناديق إلى ماليزيا‪.‬‬
‫أنشأت الردن صندوقاا للحج عام ‪ ،2010‬وقاد أخأذ البنك السإلمي الردني على عاتقه تولي مسإألة جاباية المدخأرات‪،‬‬
‫حيث وقاع البنك السإلمي الردني وو ازرة الوقااف والشؤون والمقدسإات السإلمية‪ /‬صندوق الحج اتفاقاية إصدار صكوك إيداع‬
‫صندوق الحج للمواطنين الراغبين بالمشاركة في الصندوق من خألل البنك‪.‬‬
‫إن مسإاهمة البنك السإلمي في تسإهيل مهمة الحج للراغبين فيه من شأنه أن يعزز البعد الخأاص بالمسإؤولية الجاتماعية‬
‫للمصارف السإلمية‪ ،‬وهو البعد الذي أطلقنا عليه تسإمية بعد النهوض باللتزامات الشرعية‪.‬‬

‫‪34‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫من جاهة أخأرى‪ ،‬فإن زيادة الوعي الدخأاري‪ ،‬من شأنه زيادة المدخأرات‪ ،‬المر الذي يسإمح بتوفير المكانيات‪ ،‬التي‬
‫سإفتكون نتائجاها ايجاابيفة إذا ما تمفت مرافقة الدخأارات بخأطفة اسإفتثمارية مدروسإة‪ ،‬وهذا بالتأكيد سإفيؤدي إلى تحقيق أهففداف‬
‫المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫دور البنك السلمي الردني في المسؤولية الجاتماعية‬
‫تعد مسإؤولية البنك الجاتماعية جازءا ل يتجا أز من برامج ومبادرات البنك المسإتمرة في خأدمة المجاتمع الذي يعمل فيه‪،‬‬
‫ومن أهم غاياته وأهدافه أن يكون له دور فعال في تدعيم النسإيجاين القاتصادي والجاتماعي وحشد المدخأرات الوطنية وتوجايهها‬
‫إلى أنشطة ومشاريع اقاتصادية واجاتماعية تعود بالفائدة على أفراد المجاتمع‪ ،‬إلى جاانب تقديم الدعم والمشاركة لمبادرات تسإاهم‬
‫في إرسإاء قاواعد التنمية المسإتدامة وتسإاهم في الوصول إلى العيش المن والسإتقرار القاتصادي‪ .‬وفيه ثلثة مطالب‪:‬‬

‫المطلب الول‪ :‬دور المصرف في المسؤولية الجاتماعية تجاه المتعاملين معه‪:‬‬


‫ل بد من الشارة ابتداء إلى وجاود لجانة للمسإؤولية الجاتماعية في البنك السإلمي الردني منبثقة عن مجالس الدارة‬
‫وأخأرى مشكلة على مسإفتوى الدارة التنفيذية‪ ،‬كما تفم وضع خأطة لنشر ثقافة السإفتدامة والمسإؤولية الجاتماعية بيفن الطفراف‬
‫ذات العلقاة والتطوير المهني للموظفين وتدريبهم بمعدل ‪ 40‬سإاعة تدريبية‪ /‬سإنة‪ /‬موظف‪.‬‬
‫يقوم البنك السإلمي الردني‪ ،‬كبقية المصرف السإلمية‪ ،‬بتقديم القروض الحسإنة‪ ،‬أي تلك القروض التي تسإترد مبالغها‬
‫بدون فوائد‪ ،‬وتمنح لغايات إنسإانية‪ ،‬وهي خأاصية تتمتع بها المصارف السإلمية دونا من بقية المصارف التقليدية‪.‬‬

‫أولر‪ :‬دور الماصرف في مانح القروض الحسإنة‪:‬‬


‫يمنح المصرف ومنذ أن بدأ في ممارسإة أعماله‪ ،‬القروض الحسإنة للمواطنين لمسإاعدتهم في مواجاهة ما تتطلبه بعض‬
‫الحالت الجاتماعية المعتبرة كالعلج والتعليم والزواج من نفقات آنية‪ .‬وقاد بلغت القروض الحسإنة التي منحهفا البنففك خألل عفام‬
‫‪ 2014‬حوالي ) ‪ (19,4‬مليون دينار‪ ،‬اسإتفاد منها ح والي ) ‪ (34‬ألف م واطن‪ ،‬وذلك مقابل ح والي )‪ (22,3‬مليففون دينفار ففي‬
‫عام ‪ ،2013‬كان قاد اسإتفاد منها حوالي )‪ (33‬ألف مواطن‪.‬‬
‫أما العدد الجامالي للمسإتفيدين من القروض الحسإنة التي قادمها البنك منذ بداية تأسإيسإه وحتى نهاية عام ‪ 2014‬فقد‬
‫كان حوالي ) ‪ (382‬ألف مواطن‪ ،‬وبلغت قايمتها الجامالية ح والي ) ‪ (216‬مليون دينار‪ .‬ومن بينها القروض الحسإنة الففتي يتفم‬
‫تقديمها للشباب المقبلين على الزواج بالتنسإيق مع جامعية العفاف والتي بلغ إجاماليها حوالي )‪ (5‬مليين دينار موزعة على )‬
‫‪ (9,021‬مسإتفيدا‪ ،‬والقروض الحسإنة المقدمة للمعلمين من خألل التفاقاية الموقاعة مع نقابة المعلمين الردنيين والتي بلغ‬
‫إجاماليها حوالي )‪ (2,4‬مليون دينار موزعة على )‪ (3,722‬مسإتفيدا)‪.(57‬‬
‫كما يسإتقبل البنك ودائع في )حسإاب القرض الحسإن( من الراغبين في إقاراضها عن طريق البنك كقروض حسإنة حيث‬
‫بلغ رصيد هذا الحسإاب في نهاية عام ‪ 2014‬حوالي مليون دينار)‪.(58‬‬

‫‪35‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على الرغم من ازدياد المبالغ المخأصصة للقرض الحسإن خألل المدة ‪ ،2014-2009‬إلد أنها سإجالت تدنيا ملحوظا‬
‫بالمقارنة بالعوام )‪،(2013-2010‬ف انعكس ذلك على متوسإط نصيب المسإتفيد حيث انخأفض أيضا سإنة ‪ 2014‬بالمقارنفة‬
‫مع العوام )‪.(2013-2010‬‬

‫جادول )‪(2‬‬

‫ماقدار المابالغ المامانوحة كقرض حسإن مان البنك السإلماي الردني للمادة ‪2014-2009‬‬
‫)مليون دينار أردني(‬
‫نسإبة مابلغ القرض الحسإن إلىَ صافي‬ ‫ماتوسإط نصيب الماسإتفيد مان القرض‬ ‫صافي‬ ‫عدد‬ ‫مابلغ القرض‬ ‫السإنة‬
‫الرباح )‪(%‬‬ ‫الحسإن )دينار أردني(‬ ‫الربح‬ ‫الماسإتفيدين‬ ‫الحسإن‬
‫‪3 :1‬‬ ‫‪2 :1‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪46,6‬‬ ‫‪565,2‬‬ ‫‪27,9‬‬ ‫‪23000‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪74,2‬‬ ‫‪771,4‬‬ ‫‪29,1‬‬ ‫‪28000‬‬ ‫‪21,6‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪82,7‬‬ ‫‪886,7‬‬ ‫‪28,3‬‬ ‫‪27000‬‬ ‫‪23,4‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪927,3‬‬ ‫‪36,4‬‬ ‫‪22000‬‬ ‫‪20,4‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪49,5‬‬ ‫‪675,8‬‬ ‫‪45,1‬‬ ‫‪33000‬‬ ‫‪22,3‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪570,6‬‬ ‫‪45,1‬‬ ‫‪34000‬‬ ‫‪19,4‬‬ ‫‪2014‬‬

‫عمال الباحث بالاعتمااد علىَ التقارير السإنوية للبنك للمادة ‪.2014-2009‬‬

‫ومن الجادير بالذكر أن القرض الحسإن يمنح للمتعاملين مع البنك‪ ،‬وكذلك مع جاهات أخأرى من المجاتمع تحتاج إلفى‬
‫القرض الحسإن‪.‬‬

‫ثانيار‪ :‬صندوق التأماين التبادلي‪:‬‬


‫اسإتمر البنك في رعاية صندوق التأمين التبادلي لمديني البنك الذي تم اسإتحداثه في عام ‪ ،1994‬ويتضامن خألله‬
‫المشتركون فيه على جابر الضرر الذي يلحق بأحدهم بتسإديد رصيد مفديونيته تجااه البنك في حالت الوفاة أو العجاز الفدائم‬
‫أو العسإففار المسإففتمر‪ ،‬بالضففافة إلففى أن هففذا الصففندوق يعتففبر مخأففففا للتعففرض للمخأففاطر اعتبففا ار مففن العففام ‪ .2014‬وخألل‬
‫العفام ‪ 2014‬بلففغ عففدد الحفالت الفتي تففم التعففويض عنهفا ) ‪ (163‬حالفة‪ ،‬وبلغففت التعويضفات المدفوعففة عنهفا حفوالي ) ‪(705‬‬
‫ألففف دينففار‪ ،‬أمففا إجامففالي عففدد حففالت التعففويض منففذ تأسإففيس الصففندوق حففتى نهايففة عففام ‪ 2014‬فقففد بلففغ ) ‪ (1,855‬حالففة‪،‬‬
‫وبلغففت التعويضففات المدفوعففة عنهففا حف فوالي )‪ (6‬ملييففن دينففار‪ ،‬فففي الف فوقات الففذي بلففغ فيففه رصففيد الصففندوق )‪ (54‬مليففون‬
‫دينار)‪.(59‬‬
‫ومن الجادير ذكره‪ ،‬أن البنك قاد وسإع مظلة المؤمن عليهم اعتبا ار من ‪ ،2012 /1‬لتشمل كل من تبلغ مديونيته )‪75‬‬
‫(‬
‫ألف دينار فأقال ب\دل من )‪ (50‬ألف دينار وفففي ‪ 1/3/2013‬أصففبحت مظلففة التكافففل تشففمل متعففاملي التففأجاير التمففويلي‬
‫بالضافة إلى متعاملي المرابحة)‪ .(60‬كما أصبحت مظلة التكافل تشمل متعاملي التأجاير التمفويلي بالضافة إلى متعفاملي‬

‫‪36‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫المرابحة‪ ،‬وسإبق للبنك أن وسإع مظلة المؤمن لهم في ‪ 1/1/2010‬لتصبح )‪ (50‬ألف دينار فأقال بدل من )‪ (40‬ألف دينففار‬
‫فأقال والتي حددت في ‪ 2007 /1/8‬بعد أن كانت )‪ (25‬ألف دينار فأقال‪.‬‬
‫الخألصة مما سإبق يتضح أن البنك السإلمي الردنفي قاد راعى أهفداف المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬فهفو يمنفح القرض‬
‫الحسإن في حالت محددة للمحتاجاين لسإباب صحية أو لدعم تعليم فرد معين‪ ،‬كما أنفه يسإفهم ففي دعفم المؤسإسإات التعليميفة‬
‫أما بصورة مباشرة أو من خألل دعم المؤتمرات العلمية‪ .‬وتبين أيضا بفان المصفرف يقوم بفدعم الفقفراء والمحتفاجاين وال ارمففل‬
‫من خألل المؤسإسإات الخأيرية‪.‬‬
‫اتضح أيضا أ ن خأطط البنك المسإتقبلية تضمنت أهدافا منها التوسإع في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسإطة‪ ،‬كما‬
‫تضمنت توصيات لتطوير عمل لجانة المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬كل مفا تقففدم مفن اعمفال يسإفهم ففي تحقيفق أهففداف المسإففؤولية‬
‫الجاتماعية ويعزز دور المصرف في المجاتمع)‪.(61‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسؤولية البنك تجاه موظفيه‪:‬‬


‫إن الرتقاء بتدريب موظفي المؤسإسإة يسإهم في زيادة تمكين الفرد الذي يمثل نواة المجاتمع‪ ،‬وبالتالي يسإفهم في زيفادة‬
‫المسإتوى التعليمي وهو ما تتطلع إليه المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫لذا فقد حرص البنك السإلمي الردني على رفع كفاءة موظفيه من خألل إش راكهم في دورات تطويرية من خألل‬
‫المعهد التابع للمصرف‪ ،‬أو في دورات تأهيلية خأارج المصرف‪ ،‬كذلك حرص المصرف على تشجايع مفوظفيه للحصفول علفى‬
‫الشهادات التعليمية‪ ،‬أي ان المصرف دعم هدف المسإؤولية الجاتماعية في بعده الداخألي وكذلك بالرتقاء بالمسإتوى التعليمي‬
‫بشففكل عفام‪ .‬حيفث نظفم معهففد التفدريب العفام بالبنفك ‪ 2631‬دورة ونففدوة شفارك فيهففا ‪ 41136‬موظفف ا كمففا أوففد البنفك ‪8417‬‬
‫موظفا إلى مراكز داخأل الردن و ‪ 390‬موظف ا إلى مراكز خأارج الردن‪.‬‬
‫يتضح من الجادول )‪ (3‬ارتفاع مبلغ النفاق من ‪ 100‬ألف دينار إلى ‪ 155‬ألف دينار خألل المدة ‪،2014-2009‬‬
‫كذلك زيادة متوسإط النفاق على الموظف الواحد من ‪ 64‬دينار إلى ح والي ‪ 78‬دينار‪ .‬إلد أنه يؤشر وجاود انخأفاض في إجامالي‬
‫النفاق ومعدلته مقارنة بالعام ‪.2011‬‬
‫كما يراعي البنك مراعاة توفير الاحتياجاات السإاسإية لموظفيه‪ ،‬فقد حرص على توفير المسإكن للعاملين لديه‪ ،‬مفن‬
‫برنامفج تمفويلي بأسإفلوب المشفاركة المتناقاصفة بنسإب ربفح منخأفضفة ولمفدد طويلفة نسإفبيا‪ ،‬لتمكنهفم مفن امتلك المسإفكن الخأفاص‬
‫بهم‪ .‬فمنذ تأسإيس البنك حتى نهاية عام ‪ 2014‬قادم البنك تمويلت بلغ مجاموعها حوالي ) ‪ (36‬مليون دينار اسإتفاد منها ) ‪1644‬‬
‫( موظفا‪ ،‬كان منها خألل عام ‪ 2014‬مبلغ )‪ (5‬مليين دينار اسإتفاد منها )‪ (121‬موظفا)‪.(62‬‬

‫‪37‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جادول)‪(3‬‬
‫إنفاق البنك السإلماي الردني علىَ التدريب الماهني )ألف دينار(‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫البيان‬


‫‪4,2‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪3,1‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪12,6‬‬ ‫نفقات ماباشرة لكاديماية تدريب البنك‬
‫‪155,4‬‬ ‫‪143,7‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪163,5‬‬ ‫‪137,8‬‬ ‫‪100,4‬‬ ‫ماسإاهماة في نفقات دراسإة وتدريب الماوظفين‬
‫‪159,6‬‬ ‫‪147,9‬‬ ‫‪137,1‬‬ ‫‪167,1‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الماجاماوع‬
‫‪2,051‬‬ ‫‪1,979‬‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪1,904‬‬ ‫‪1,829‬‬ ‫‪1,755‬‬ ‫عدد الماوظفين في البنك‬
‫‪77,8‬‬ ‫‪74,7‬‬ ‫‪68,6‬‬ ‫‪87,8‬‬ ‫‪77,1‬‬ ‫‪64,4‬‬ ‫ماتوسإط النفاق علىَ الماوظف الواحد )دينار(‬
‫‪10,6‬‬ ‫‪14,5‬‬ ‫‪20,3‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27,9‬‬ ‫‪29,4‬‬ ‫ماشــاركة فــي نفقــات ماعهــد الد ارسإــات الماصــرفية‬
‫التابع للبنك الماركزي‬
‫‪170,2‬‬ ‫‪162,4‬‬ ‫‪157,4‬‬ ‫‪194,1‬‬ ‫‪168,9‬‬ ‫‪142,4‬‬ ‫إجاماالي الماجاماوع‬

‫عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية للبنك للمادة ‪.2014-2009‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مسؤولية البنك تجاه المجتمع‬

‫أولر‪ :‬دعم الماصرف للماؤسإسإات التعليماية‪:‬‬


‫يسإهم البنك السإلمي الردني‪ ،‬في دعمه للمؤسإسإات العلمية والمؤتمرات العلمية‪ ،‬وقاد تم عرض مقدار التبرعات في‬
‫الجادول )‪.(4‬‬
‫على الرغم من تواضع المبلغ مقارنة بحجام الموجاودات أو مقدار رأسإمال المصرف‪ ،‬إل أن المبلغ يشكل أهمية معتبرة‬
‫للمؤسإسإات التعليمية وكذلك المؤتمرات العلمية‪ ،‬التي تعاني كثي ار من اجال رصد المبالغ اللزمة للقيام بها‪ .‬ويشففير الجاففدول‬
‫إلى إن مقدار التبرع في تحسإن مع مراعاة نسإب التضخأم‪ ،‬حيث إن المبلغ قاد تضاعف أكثر من أربففع مفرات‪ ،‬خألل المففدة‬
‫‪ ،2012 -2009‬إل أنه يلحظ تدني هذه المبالغ خألل المدة ‪ 2014-2012‬بمقدار النصف‪ .‬المر الذي يتطلب من البنك‬
‫إعادة النظر في المبالغ المخأصصة لهذا الجاانب‪ .‬إن حذو كافة المصارف السإلمية لهذا الجاانب وتوليها دعم مؤسإسإات‬
‫علمية معينة يحدث أث ار ايجاابيا في النهوض بالعملية التعليمية و الرتقاء بالمسإتوى التعليمي وهو ما تهدف إليه المسإفؤولية‬
‫الجاتماعية في بعدها الخأارجاي‪.‬‬
‫كما درج البنك على رعاية عدد من المؤتمرات والندوات بالتعاون مع المؤسإسإات المالية السإلمية من خألل مشاركته‬
‫محلي ا وخأارجاي ا وخأصوصا ما يتصل بمجاالت عمله أو ما يسإاعد منها علفى تطور أعمال المصارف السإفلمية إضافة إلى‬
‫التعاون مع المهتمين بفكرة البنوك السإلمية وعلى أعمال وتطبيقات البنك المخأتلفة‪.‬‬
‫وللبنك دور مهم في التفاعل مع العديد من الجاهات التعليمية والكاديمية والتأهيلية في الردن سإ واء جاامعات أم كليات‬
‫أم مدارس أم طلب‪ ،‬حيث عمد البنك إلى رعاية ودعم وتكريم وتدريب جاهات تعليمية‪ ،‬أكاديمية أو طلبية‪ ،‬أبرزها تأسإيس‬

‫‪38‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫شركة المدارس العمرية في عام ‪ 1986‬إضافة إلى إتاحة فرص التدريب لطلبة المؤسإسإات التعليمية والطلع على طبيعففة أعمففال‬
‫البنك حيث بلغ عدد من تم تدريبهم ‪ 15053‬طالب ا وطالبة منذ تأسإيس البنك وحتى نهاية عام ‪.2014‬‬
‫جادول )‪(4‬‬
‫ماقدار التبرعات لرعاية الماؤسإسإات التعليماية والماؤتمارات العلماية للمادة ‪2014-2009‬‬

‫المابلغ بآلف الدنانير الردنية‬ ‫السإنة‬


‫‪36,4‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪66,3‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪157,04‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪175,5‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪66,672‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪77,602‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الماصدر‪ :‬عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية الماالية للبنك السإلماي الردني‪.‬‬

‫ثانيار‪ :‬دور الماصرف في دعم الفئات الفقيرة‪:‬‬


‫يتضح من الجادول ) ‪ (5‬ان البنك السإلمي الردني قاد داوم على تقديم التبرعات إلى الجاهات التي تدعم الفئات الهشة‬
‫عن طريق المنظمات الخأيرية )أيتام وغيرها(‪ ،‬كما أسإهم في دعم صندوق التنمية البش رية‪ .‬والملحظ ارتفاع المبلغ خألل المدة‬
‫‪ ،2014 -2009‬اذ تضاعف خأللها‪.‬‬
‫تنوع دور البنك الجاتماعي‪ ،‬حتى طال ذوي الحتياجاات الخأاصة والفئات القال حظا والفقراء‪ ،‬حيث قادم دعما إلى‬
‫صندوق المان لمسإتقبل اليتام بمبلغ ‪ 32‬ألف دينار خألل عام ‪ ،2014‬ليصل مجاموع ما قادمه البنك للصندوق منذ تأسإيسإه‬
‫‪ 224‬ألف دينار‪ ،‬وتقديم الدعم لنشاطات الهيئة الخأيرية الردنية الهاشمية للغاثة والتنمية والتعاون العربي والسإلمي‪ /‬بنك‬
‫الملبس من خألل تغطية نفقات ‪ 15‬وعاء وأكياس للملبس بمبلغ ‪ 25‬ألف دينار وحملة جااكيت لكل طفالب بمبلفغ خأمسإفة‬
‫آلف دينار‪.‬‬
‫وتقديم أجاهزة تسإجايل للطلبة الخأريجاين من مدرسإة عبدال بن أم مكتوم للمكفوفين )أكاديمية المكفوفين( لمسإاعدتهم‬
‫في العملية التعليمية وذلك منذ عام ‪.(63)1995‬‬

‫ثالثار‪ :‬دور الماصرف في دعم الماهنيين والحرفيين‪:‬‬


‫في عام ‪ 1994‬اسإتحدث البنك برنامجاا خأاصا لتمويل مشاريع ذوي المهن والحرف بأسإففلوب المشفاركة المتناقاصفة‬
‫المنتهية بالتمليك والذي يقتضي بتسإديد التمويل مففن اليفرادات الذاتيفة للمشففروع الممفول‪ .‬ولعطففاء مزيففد مففن الهتمففام لهفذه‬
‫المشاريع قاام البنك في عام ‪ 2013‬برفع رأس مال شركة السإماحة للتمويل والسإتثمار التابعة له إلى ) ‪ (8‬مليين دينار وعدل‬
‫عقد التأسإيس ونظامها السإاسإي ليشمل تمويل المشاريع وذوي الحرف الصغيرة)‪.(64‬‬

‫رابعار‪ :‬في ماجاال الطاقاة والبيئة‪:‬‬

‫‪39‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من أبرز ما قاام به البنك في عام ‪ 2014‬بخأصوص الطاقاة والبيئة‪ ،‬السإتمرار في توفير الطاقاة البديلة في مق رات‬
‫تواجاده‪ ،‬بالسإتفادة من توليد الطاقاة الكهربائية باسإتخأدام الخأليا الشمسإية ليكون أول مصرف أردني يدخأل الطاقاة الشمسإية إلى‬
‫أعماله بهدف تخأفيض فاتورة اسإتهلك الكهرباء دعم ا للقاتصاد الوطني وحماية البيئة‪ ،‬وقاد بدأ المشروع بثلثة فروع كمرحلة‬
‫أولى وحاليا يبلغ عدد الفروع المطبق بها ‪ 18‬فرعا وتقدر مدة اسإترداد تكلفة المشروع بحوالي ثلث سإنوات للفرع الواحد‪.‬‬
‫كما دعم البنك برامج ونشاطات الصندوق الردني الهاشمي للتنمية البشرية ومسإابقة الملكة علياء للمسإؤولية الجاتماعية‬
‫للتوعية بمفاهيم واسإتخأدامات الطاقاة الشمسإية‪.‬‬
‫إضافة إلى دعم مؤسإسإة الميرة عالية بشراء وحدات نظام الطاقاة المتجاددة لحدى مدارس الغوار الجانوبية بملبغ‬
‫عشرة آلف دينار إوانشاء وحدتين للطاقاة الشمسإية في مدرسإتين في مناطق نائية بمبلغ ‪ 24‬ألف دينار ودعم حفففل إطلق‬
‫مشروع الطاقاة الشمسإية بمدرسإة المعمورة‪ /‬الغوار الجانوبية ودعم المؤتمر الطلبي الوطني البيئي الثفالث ودعفم نشفاطات‬
‫جامعية البيئة الردنية وغرفة تجاارة الرصيفة لتركيب خأليا شمسإية لمبنى الغرفة بمبلغ خأمسإة آلف دينار)‪.(65‬‬

‫خاماسإار‪ :‬دور البنك في تعزير بعد اللتزاماات الدينية للماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫يولي البنك اهتماما خأاصا بالمحافظة على القرآن الكريم‪ ،‬حيث قاام خألل عام ‪ 2014‬برعاية ودعم وتكريم وتغطية وتقديم‬
‫جا فوائز للفففائزين فففي مسإففابقات حفففظ الق فرآن منهففا المسإففابقة الهاشففمية الدوليففة لحفففظ الق فرآن الكريففم الففتي تنظمهففا و ازرة الوقاففاف‬
‫والشفؤون والمقدسإفات السإفلمية حيفث يقفدم البنففك سإفنويا جافوائز للمتسإففابقين‪ ،‬حيفث قاففدم البنفك منففذ تأسإففيس المسإفابقة ففي العفام‬
‫‪ 1993‬حوالي ‪ 394‬ألف دينار‪ ،‬منها ‪ 30‬ألف في العام ‪ 2014‬وغيرها من مسإابقات حفظ القرآن الكريم التي يتم تنظيمها إما‬
‫في المدارس مثل )مسإابقة المدارس العمرية زينوا أصواتكم بالقرآن الكريم‪ /‬ومشروع تاج الوقاار لتحفيظ الق رآن الكريم في مداس‬
‫دار الرقاففم( ومسإففابقات الجاامعففات )الردنيففة والعلففوم والتكنولوجايففا( وجامعيففة المحافظففة علففى الق فرآن الكريففم ومجالففس المنظمففات‬
‫والجامعيات الخأيرية وجامعية الصالحين لتحفيظ القرآن الكريم وبرنامج مقرئ الردن سإنوياا‪.‬‬
‫كما يسإهم البنك في التبرع للمسإاجاد سإواء بالمسإاهمة في بنائها أو صيانتها حيث بلغ مجاموع التبرعات منذ تأسإيس‬
‫البنك حتى نهاية عام ‪ 2014‬حوالي ‪ 1,2‬مليون دينار‪.‬‬
‫وترسإيخأا للهداف السإامية والمقاصد الجاليلة للحج‪ ،‬إوايمان ا بتحقيق شرف خأدمة المجاتمع المحلي‪ ،‬ومن خألل اتفاقاية‬
‫تعففاون مشففترك مففع و ازرة الوقاففاف والشففؤون والمقدسإففات السإففلمية تقضففي بإصففدار صففكوك إيففداع صففندوق الحففج للم فواطنين‬
‫الراغبين بالمشاركة في الصندوق من خألل البنك‪ ،‬كأداة للدخأار والسإتثمار بهدف إتاحة الفرصة للراغبين بأداء فريضة الحج‪،‬‬
‫وقاد قاام البنك بتصميم برنامج حاسإوب وباشر تنفيذه لتسإهيل قايام المواطنين بالكتتاب في هذا الصندوق)‪.(66‬‬

‫سإادسإار‪ :‬التفاعل ماع الماجاتماع الماحلي وتنمايته‪:‬‬


‫تحظى النشطة التي لها تأثير ملموس على حياة المجاتمع ككل وخأدمته وتنميته بأولوية لدى البنك مفن خألل تقفديم‬
‫الرعايففة أو الففدعم أو التففبرع ومنهففا نشففاطات الصففندوق الردنففي الهاشففمي للتنميففة البش فرية حيففث بلففغ إجامففالي التبرعففات الففتي‬
‫قادمت له منذ عام ‪ 1981‬حتى نهاية عام ‪ 2014‬حوالي ‪ 778‬ألف دينار ولجانة زكاة المناص رة السإلمية للشعب الفلسإطيني‬
‫وصندوق الزكاة ومؤسإسإة إعمار الكرك‪ .‬كما سإاهم البنك في إتمام مشروع بناء قااعة متعددة الغفراض خأدمفة للمجاتمففع المحلففي‬
‫للجامعية الخأيرية الشركسإية في الردن‪ ،‬وفي مجاال التكافل السإلمي قاام البنك بتأسإيس شركة التأمين السإلمية عام ‪1996‬‬
‫إضففافة إلففى إنشففاء مظلت فففي ش فوارع بلديففة الظليففل للتخأفيففف علففى الم فواطنين صففيفا وشففتاء‪ ،‬كمففا اسإففتمر البنففك فففي تنظيففم‬

‫‪40‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫حملت للتبرع بالدم في عدة محافظات بالتعاون مع »مديرية بنك الفدم«‪ ،‬حيث تفبرع موظففو البنفك على اخأتلف مسإفتوياتهم‬
‫الدارية ومجاموعة من متعاملي ومراجاعي البنك بوحدات الدم‪ .‬كما تم عقد ورشة عمل حول السإعافات الولية بالتعاون مع‬
‫جامعية المتقاعدين العسإكريين الطبية التعاونية اشترك فيها عدد من الموظفين‪ .‬كما قادم البنك الدعم والرعاية لبعض أنشطة‬
‫دائرة إدارة ترخأيص السإواقاين والمركبات‪ ،‬وكذلك أنشطة إدارة السإير المركزية إيمانا منه بضرورة الحد من حوادث الطرق وتبعاتها‬
‫المأسإاوية على الفرد والمجاتمع‪.‬‬

‫سإابعار‪ :‬الدوات الماالية للبنك السإلماي ودورها في الماسإؤولية الجاتمااعية‪:‬‬


‫يشير الجادول ) ‪ (6‬إلى تمويل المرابحة المقدم من أموال السإتثمار المشترك والمحافظ السإتثمارية خألل المدة ‪-2010‬‬
‫‪ ،2014‬إذ يلحففظ ت ازيففد المبففالغ المقدمففة سإ فواء لتمويففل السإففكن أو ش فراء السإففيارات النتاجايففة وحففتى فففي تمويففل الثففاث‪ .‬هففذه‬
‫البيانات تعكس المسإاهمة غير المباشرة لدوات التمويل السإلمية في خأدمة المجاتمع وتغطيتها للجاانب الخأارجاي لمسإؤوليتها‬
‫الجاتماعية‪.‬‬
‫يقدم البنك التمويل اللزم للمواطنين لشراء المسإاكن أو ش راء الراضي أو م واد البناء لقاامة المسإاكن‪ ،‬وخألل العام‬
‫‪ 2014‬قادم البنك تمويل لهذا الغفرض بأسإلوب بيفع المرابحفة بلغ ح والي ) ‪ (200‬مليون دينفار اسإفتفاد نها ح والي )‪ (15‬الف‬
‫مواطنا‪ ،‬كما قادم المصرف تمويل بأسإلوب الجاارة المنتهية بالتمليك بلغ )‪ (195‬مليون دينفار اسإفتفاد منهفا ) ‪ (2393‬مواطنفا‪.‬‬
‫أمففا منففذ تأسإففيس البنففك وحففتى نهايففة عففام ‪ 2014‬فقففد قاففدم البنففك ح فوالي )‪ (1973‬مليففون دينففار لهففذ الغ فراض بأسإففلوب بيففع‬
‫المرابحة اسإتفاد منها حوالي ) ‪ (264‬الف مواطن‪ ،‬وحوالي )‪ (920‬مليون دينار بأسإلوب الجاارة المنتهية بالتمليك اسإتفاد منهفا )‬
‫‪ (14223‬مواطنا)‪.(67‬‬

‫جادول )‪(5‬‬
‫تبرعات البنك الردني السإلماي للمادة ‪) 2014-2009‬ألف دينار أردني(‬

‫ماجاماوع المابلغ‬ ‫عدد المانظماات والجاماعيات‬ ‫السإنوات‬


‫التي تم دعماها‬
‫‪135,7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪207,3‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪278,6‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪257,4‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪601,3‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪690,3‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الماصدر‪ :‬عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية للبنك للمادة ‪2014-2009‬‬

‫وبالنظر للدور الذي اضطلع فيه البنك السإلمي الردني في مجاال المسإؤولية الجاتماعية‪ ،‬فقد حصل على جاوائز‬
‫وتصنيفات عالمية في المسإؤولية المجاتمعية‪ ،‬فقد حظي باهتمام كبرى المؤسإسإات والمجالت العالمية التي تعنى بالمؤسإسإات‬
‫الففتي تحقففق النجااحففات فففي خأدمففة مجاتمعاتهففا اقاتصففاديا واجاتماعي فا ليحصففد جاففائزة المسإففؤولية المجاتمعيففة لعففام ‪ 2014‬للشففرق‬

‫‪41‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الوسإط من مجالة ايميا فايننس‪ /‬لندن‪ ،‬وهي من الجاوائز التي تمنحها المجالة تقدي ار لجاهود البنوك والمؤسإسإفات الماليففة ال ارئفدة‬
‫على مسإتوى الدول في أوروبا ومنطقة الشرق الوسإط إوافريقيا‪ ،‬كما حصل على رسإالة تقدير من منظمة اليزو الدولية لمشاركته‬
‫والتزامه في مشروع المسإؤولية المجاتمعية حسإب المواصفة القياسإية ‪ ISO 26000‬تأكيدا لدور البنك المميز في مجاال المسإؤولية‬
‫الجاتماعية ومشاركته الفاعلة في مشروع المسإؤولية المجاتمعية بإش راف خأبراء الجاودة في مؤسإسإة المواصفات والمقاييس الردنية‬
‫وخأبراء منظمة اليزو الدولية من السإويد‪.‬‬
‫كما حصل خألل شهر نيسإان ‪2015 /‬على جاائزة المنظمة العربية للمسإؤولية الجاتماعية على مسإتوى المنطقة العربية‬
‫لعام ‪ ،2015‬في دورتها السإابعة لقطاع المصارف والبنوك السإلمية والمؤسإسإات المالية‪ ،‬حيث تم تسإليم البنك السإففلمي‬
‫الردني درع التميز الذهبي وشهادة التقدير والتميز في مجاال المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬

‫جادول )‪(6‬‬
‫تماويل المارابحة الماقدم مان أماوال السإتثماار والماحافظ السإتثماارية للمادة ‪2014-2010‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬


‫عددالماسإتفيدين‬

‫عددالماسإتفيدين‬

‫عددالماسإتفيدين‬

‫عددالماسإتفيدين‬

‫عددالماسإتفيدين‬
‫ماليون دينار‬

‫ماليون دينار‬

‫ماليون دينار‬

‫ماليون دينار‬

‫ماليون دينار‬
‫‪15,003‬‬ ‫‪199,7 14,804 184,5 16,178‬‬ ‫‪139,3 14,042‬‬ ‫أراضي ومسإاكن ومواد بناء ‪147,4 14,905 135,8‬‬
‫‪22,512‬‬ ‫‪236,9 18,903 181,2 19,233‬‬ ‫‪147,6 17,623‬‬ ‫وسإائل نقل ومركبات إنشائية ‪127,3 18,721 139,6‬‬
‫‪5,789‬‬ ‫‪17,1‬‬ ‫‪6,450‬‬ ‫‪16,9‬‬ ‫‪6,382‬‬ ‫‪14,8‬‬ ‫‪3,083‬‬ ‫‪15,9‬‬ ‫‪14‬ى ‪4,820 4,‬‬ ‫أثاث‬
‫‪43,304 453,7 39,788 382,6 41,793 301,7 24,748‬‬ ‫‪290,6 38,446 289,8‬‬ ‫الماجاماوع‬

‫عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية للبنك السإلماي الردني‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫مما سإبق يمكن اسإتخألص النتائج والتوصيات التية‪:‬‬
‫أولر‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫‪-1‬إن أهمية المسإؤولية الجاتماعية قاد ازدادت في مطلع القرن الواحد والعش رين‪ ،‬حيث تبنت المم المتحدة )الميثاق العالمي‬
‫للمسإؤولية الجاتماعية(‪ ،‬و أطلق ميثاقاه بمرحلته النهائية في مقر المم المتحدة بنيويورك في ‪ 26‬تموز ‪ ،2000‬وهو‬
‫عبارة عن مبادرة مواطنة طوعية متعلقة بالشركات يعرض تسإهيل وتعهدا من خألل عدة آليات )سإياسإة الحوار‪ ،‬المعرفة‪،‬‬
‫شبكات محلية ومشاريع الشراكة(‪ ،‬ويعتمد هذا الميثاق على المسإؤولية الجاتماعية العامة بما في ذلك شفافية الشركات‬
‫والقوى العاملة والمجاتمع المدني للبدء والمشاركة في الداء الجاوهري المتعلق بمتابعة المبادئ المسإتند عليها الميثاق‪.‬‬
‫‪-2‬إن للمسإففؤولية الجاتماعيففة فففي السإففلم خأصوصففية تتميففز بهففا عففن غيرهففا‪ ،‬فهففي مسإففؤولية الفففرد والمجاتمففع النابعففة مففن الشفريعة‬
‫السإلمية‪ ،‬كمصدر وكموجاب للتكليف لتحقيق منافع الدنيا وثواب الخأرة‪.‬‬
‫‪-3‬إن المسإؤولية الجاتماعية في المصرف السإلمي هي التزام تعبدي أخألقاي‪ ،‬يهدف إلى مشاركة المصرف السإلمي‪ ،‬في‬
‫النشطة الجاتماعيفة لتلبية متطلبات المجاتمع المخأتلفة‪ ،‬وتحسإين رفاهية المجاتمع‪ .‬كما يسإعى المصرف السإلمي إلى‬

‫‪42‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــ أسامة العاني‬
‫تحقيق التزامه نحو أصحاب السإهم‪ ،‬والعاملين فيه وتجااه المجاتمع الذي يعمل بها المصرف‪ .‬ويبقى هدف المصرف من‬
‫التزامه بمسإؤولياته الجاتماعية هو رضا ال ‪.‬‬
‫‪-4‬إن كل من الدوات المالية الربحية وغير الربحية‪ ،‬تسإهم في تغطية جاوانب المسإؤولية‪ ،‬من خألل القرض الحسإن‪ ،‬أو الزكاة‬
‫مباشرة‪ ،‬كذلك فإن أدوات التمويل السإلمية ذات الهامش الربحي تسإهم في المسإؤولية المجاتمعية‪ ،‬إما مباشرة عن طريق‬
‫التعاقاد مع الطراف المخأتلفة من مودعين أو مقترضين أو مضاربين وغيرهم‪ ،‬و قادرتها على إشباع الحاجاات السإاسإية‬
‫لففراد المجاتمففع‪ ،‬أو قاففدرة المصففارف السإففلمية علففى سإففحب المففودعين الصففغار‪ ،‬وبالتففالي تسإففهم فففي زيففادة المففدخأرات علففى‬
‫المسإتوى الكلي )القومي(‪ ،‬المر الذي يعكس دورها اليجاابي في المجاتمع‪.‬‬
‫‪-5‬إن الخأففدمات المص فرفية السإففلمية تسإففهم فففي تعزيففز المسإففؤولية الجاتماعيففة‪ ،‬والنهففوض بالبعففد الخأففاص بمسإففؤولية المصففارف‬
‫السإلمية المتمثل ببعد اللتزامات الشرعية‪.‬‬
‫‪-6‬إ ن البيانفات المتففوفرة ففي تقفارير البنففك الردنفي السإففلمي أظهففرت حرصفه علفى النهفوض بالمسإفؤولية الجاتماعيففة بكاففة‬
‫مسإتوياتها‪ .‬فعلى صفعيد المتعفاملين مفع البنفك عفزز المصفرف مسإفؤوليته الجاتماعيففة مفن خألل اسإفتمرار إنفاقاه على‬
‫مبالغ القرض الحسإن‪ ،‬وزيادة تخأصيصات صندوق التأمين التبادلي‪ .‬أما على مسإتوى الموظفين العاملين في البنك‪،‬‬
‫فقد داوم البنك على النفاق على موظفيه لتدريبهم داخأل مؤسإسإات البنك وخأارجاه‪ ،‬وتابع النهففوض بإشففباع حاجاففاتهم‬
‫السإاسإية وتوفير السإكن الملئم لهم‪ .‬وقاد أسإهم البنك في الرتقاء بمسإؤوليته على مسإتوى المجاتمع من خألل دعمففه‬
‫للمؤسإسإات التعليمية ودعم الفئات الفقيرة‪ ،‬ودعم المهنيين والحرفيين‪ ،‬وأصحاب المشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫‪-7‬كما تبين أن للبنك إسإهام في إشباع الحاجاات السإاسإية للمجاتمع بشكل عام )على نطاق السإكن أو التأثيث أو الصحة أو‬
‫التعلي ففم( وأص ففحاب المش ففاريع الص ففغيرة بش ففكل خأ ففاص م ففن خألل أدوات ففه السإ ففلمية المالي ففة كالمرابح ففة والمشاركف ف ف فة‬
‫والتأجاير التمويلي‪.‬‬
‫‪-8‬إن المدة من ‪ 2014- 2009‬شهدت ارتفاعا طفيفا في متوسإط نصيب المسإتفيد من القرض الحسإن‪ ،‬أما المدة ‪-2012‬‬
‫‪ 2014‬فقد أشرت انخأفاضا في هذا المؤشر‪.‬‬
‫‪-9‬دلدفت البيانففات المتففوفرة علففى ارتفففاع متوسإففط نصففيب النفففاق علففى موظففف البنففك خألل المففدة ‪،2014-2009‬ف أمففا المففدة‬
‫‪ 2014-2011‬فقد أشرت تدنيا في ذلك المتوسإط‪.‬‬

‫ثانيار‪ :‬التوصيات‪:‬‬
‫تنبع مسإؤولية المصارف السإلمية في تحقيق التنمية بشكل عام من مبادئ إنشفائها‪ ،‬إل ان هنفاك معوقافات كفثيرة‬
‫جاعلتها تتريث في متابعة انجااز هذه الهداف‪ .‬وحيث ان تجاربة البنك السإلمي الردني تعد ناجاحة في هفذا المجافال لبفد‬
‫من تعميم تجاربتها على بقية المصارف السإلمية‪ ،‬المر الذي يتطلب التي‪:‬‬
‫‪-1‬إخأضاع توجاهات المصرف لمبادئ إنشائه‪ ،‬وتحميل مجاالس الدارة وهيئات الرقاابة الشرعية متابعة دوره التنموي الشمولي‬
‫الذي يميزه عن المصارف التقليدية‪.‬‬
‫‪ -2‬تشففجايع المصففارف السإففلمية للفصففاح عففن ممارسإففتها الجاتماعيففة مففن خألل مؤش فرات رقاميففة يمكففن بواسإففطتها تبيففان‬
‫تميز ذلك المصرف عن الخأر‪.‬‬
‫‪-3‬إفراد إدارات متخأصصة للمسإؤولية الجاتماعية في المصارف السإلمية‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪1438 ،(3‬ه‪2017/‬م‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طبيعة المسؤولية الجاتماعية في المصرف السلمي‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -4‬جاعل أحد واجابات الجامعية العمومية مسإاءلة مجالس إدارة البنك عن أدائه في المسإؤولية الجاتماعية‪.‬‬
‫‪-5‬توجايه المصارف السإلمية للهتمام بالمسإؤولية الجاتماعية من خألل التركيز على أبعادها المخأتلفة الخأارجاية والداخألية‪.‬‬

‫مما سإبق فانه يقع على عاتق المصارف السإلمية الكثير من المسإؤولية‪ ،‬وذلك نابع من تميز رسإالتها‪ ،‬المر الذي‬
‫يتطلب إعادة الهمية إلى دورها القاتصادي والجاتماعي في آن واحد‪ ،‬كي تتعزز ثقة المجاتمع بها‪ ،‬وال الهفادي إلى سإواء‬
‫السإبيل‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪44‬م‬
‫المجلة الردنية في الدراسات السلمية‪ ،‬مج )‪ ،(13‬ع )‪ 1438 ،(3‬ه‪2017/‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)( وذلك بناء على مقررات المؤتمر الثاني لوزراء مالية الدول السإلمية بجادة في عام )‪1394‬هفف‪1974/‬م( علفة إنشفاء البنففك السإفلمي للتنميفة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬أسإامة عبد المجايد العاني‪ ،‬الماصارف السإلماية ودورها في التنماية البشرية ‪ ،‬دار البشائر السإلمية بيروت‪2015 ،‬م‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫)( دليل هذه القاعدة‪ ،‬قاول النبي ‪" :‬ل يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه‪ ،‬له غنمه وعليه غرمه‪ ،‬أما الضمان بالخأراج‪ ،‬فهي نص حديث روته‬ ‫‪2‬‬

‫أمنا عائشة ‪-‬رضفي الف عنهفا‪" -‬أن رجال ابتفاع غلمفا فأقافام عنفده مفا شفاء الف أن يقيفم ثفم وجافد بفه عيبفا فخأاصفمه إلفى النفبي ‪ ‬فرده عليه‪ ،‬فقال‬
‫الرجال‪ :‬يا رسإول ال قاد اسإتغل غلمي‪ ،‬فقال رسإول ال عليه وسإلم‪ :‬الخأراج بالضمان"‪ .‬انظر‪ :‬النهاية في غريب الحديث والثر‪ -‬مففع الفهففارس‪،‬‬
‫لمحد الدين ابن الثير تحقيق‪ :‬صلح عويضة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪1997 ،‬م‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫(( نوري عبد الودود محمد الماسإؤولية الجاتمااعية والماردود الماالي في عماليات الصيرفة السإــلماية‪ ،‬اطروحففة دكتففوراه مقدمففة إلففى مجالففس كليففة‬ ‫‪3‬‬

‫الدارة والقاتصاد‪ ،‬جاامعة بغداد للحصول على شهادة الدكتوراه في دارة العمال‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.187‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( لجانة من السإففاتذة الخأففبراء القاتصففاديين والشففرعيين والمص فرفيين‪ ،‬تقويم الدور الجاتمااعي للماصارف السإلماية ماوسإــوعة تقــويم اداء البنــوك‬ ‫‪5‬‬

‫السإلماي‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬المعهد العالمي للفكر السإلمي‪1996 ،‬م‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.19‬‬
‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.159-158‬‬ ‫‪6‬‬

‫)( عبففد الحميففد عبففد الفتفاح المغربفي‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك السإلماية‪ ،‬المعهفد العفالمي للفكففر السإففلمي‪ .‬د ارسإفات فففي القاتصفاد السإففلمي )‬ ‫‪7‬‬

‫‪ ،(28‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.9‬‬


‫‪8‬‬
‫‪() Dusuki ,Asyraf Wadi & Dar, Humayon (2004), Stakeholders Perceptions of Corporate Social Responsibility of Islamic‬‬
‫‪Banks: Evidence from Malaysian Economy, International Islamic University of Malaysia.‬‬ ‫‪Available,‬‬
‫‪http://www.kantakji.com/media/9439/stakeholders%E2%80%99-perceptions-of-corporate.pdf.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪() Dinar Standard, Dar Al- Istithmar, (2010).‬‬
‫‪http;//www.dinarstandard.com/maqasidlIslamic_Financial_Istitution_2009_CSR_Trends_Report.pdf,UK.‬‬
‫)( محمد صالح علففي عيففاش‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية للماصارف السإلماية ‪ ...‬طبيعتهـا واهمايته ا ‪ ،‬منشففورات البنففك السإففلمي للتنميففة‪ ،‬جاففدة‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫في ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪() Abul Hassan,Sofyan Syafri Harahap (2010), Exploring corporate social responsibility disclosure: the case of‬‬
‫‪Islamic banks. International Journal of Islamic and Middle Eastern Finance and Management Volume 3, Issue 3.‬‬
‫‪http://www.emeraldinsight.com/doi/full/10.1108/17538391011072417.‬‬
‫)( بففن لحسإ ففن الهف فواري ومهف ف ففدي م ف ففيلود‪ ،‬الماسإــؤولية الجاتمااعيــة فــي البنــوك السإــلماية بيــن السإـــس و الماماارسإـــات– دراسإـــة حالـــة البنـــك‬ ‫‪12‬‬

‫السإلماـي الردني – ورقاففة مشففاركة فففي‪ :‬الملتقففى الففدولي حف ففول "منظمففات العمففال والمسإففؤولية الجاتماعيففة" الففذي نظمتففه‪ :‬كليففة العلففوم القاتصففادية‬
‫والتجاارية وعلوم التسإيير جاامعة بشار خألل الفترة‪ 14/15 :‬فيفري ‪2012‬م‪.‬‬
‫)( عبففد الناصففر طلففب الزيففود‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك العامالة في الردن ) ‪ ،(2010 -2008‬مجالففة د ارسإففات‪ ،‬العلففوم الداريففة‪ ،‬المجالففد ‪،40‬‬ ‫‪13‬‬

‫العدد ‪2013 ،1‬م‪ ،‬الجاامعة الردنية‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫)( منيففر سإففليمان الحكيففم‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية مان وجاهة نظر الماتعامالين ماع الماصارف السإلماية الردنية‪ ،‬مجالففة البلقففاء للبحففوث والد ارسإففات‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫المجالد ‪ ،17‬العدد ‪ ،(2014) ،2‬جاامعة عمان الهلية‪ ،‬الردن‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪15‬‬
‫‪() Holmes SundraI,Corporate Social; Performance and Present Areas of Commitment, Academy of Management‬‬
‫‪Journal. Vol. 20,1985,P.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪() Drucker, Peter F.,An Introductory view of Management, Harpers College Press,U.S.A.,1977,P.15.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪() Holmes SundraI,Corporate Social; Performance and Present Areas of Commitment, Academy of Management Journal.‬‬
‫‪Vol. 20,1985,P.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪() World Business council for Sustainable Development (WBCSD), Meeting changing expectations; Corporate Social‬‬
‫‪Responsibility, 1999, P.1‬‬
‫‪19‬‬
‫‪() World Bank, Opportunities and Options for governments to promote corporate social responsibility in Europe and‬‬
‫‪Central Asia: Evidence from Bulgaria, Croatia and Romania. Working Paper , March 2005, P.1‬‬
‫)( مكتب العمل الدولي‪ ،‬المابادرة الماركزية بشأن الماسإؤولية الجاتمااعية للشركات‪ ،‬اللجانة الفرعية المعنية بالمنشآت متعددة الجانسإية‪ ،‬مجالففس الدارة‪،‬‬ ‫‪20‬‬

‫الدورة‪ ،295 ،‬إذار )مارس( ‪ ،2006‬الوثيقة ‪.1‬‬


‫)( المنتدى العالمي نقل عن المسإؤولية الجاتماعية للمصارف السإلمية‪ ،‬محمد صالح عياش‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫)( هيئة المواصفة القياسإية الدولية )‪ (ISO‬آيزو ‪ ،26000‬الترجامة العربية‪ ،‬سإويسإرا‪ ،‬جاينيف‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪22‬‬

‫)( صففالح السإففحيباني‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية ودورها في ماشاركة القطاع الخ اص في التنماي ة‪ ،‬حالففة تطبيقيففة علففى المملكففة العربيففة السإففعودية‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي حول )القطاع الخأاص في التنمية‪ :‬تقييم واسإتشراف(‪ 25-23 ،‬مارس ‪2009‬م‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫)( صحيح البخاري‪ ،(2554) :‬وصحيح ماسإلم‪ .(1829) :‬عن ابن عمر‪- ،‬رضي ال عنهما‪.-‬‬ ‫‪24‬‬

‫)( صحيح البخاري‪ ،(2442) :‬وصحيح ماسإلم‪ .(2580) :‬عن ابن عمر ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫)( صحيح ابن حبان‪ (8/171) :‬عن أبي ذر‪. ،‬‬ ‫‪26‬‬

‫)( رواه الدار قاطني مرسإل عن ابي سإعيد الخأدري‪ ،‬ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى‪ ،‬جااماع العلوم والحكم‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.208‬‬ ‫‪27‬‬

‫)( الماوافقات‪ ،‬للشاطبي‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫)( سإيد أحمد عثمان‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية في السإلم‪ ،‬دراسإة نفسإية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪1973 ،‬م‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪29‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.26-4‬‬ ‫‪30‬‬

‫)( صحيح البخاري ‪ ،‬محمفد زهيفر بن ناصفر الناصفر )تحقيفق(‪ ،‬كتفاب الدب‪ ،‬بفاب رحمفة النفاس والبهفائم‪ ،‬دار طفوق النجافاة‪ ،‬ط ‪،1‬ف ‪1422‬هفف‪،‬‬ ‫‪31‬‬

‫حديث رقام ‪،6011‬ف ‪ .8/10‬مسإلم بن الحجااج‪ ،‬صحيح ماسإلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمفد ففؤاد عبفد البفاقاي‪ ،‬دار الفكفر‪ ،‬بيفروت‪1978 ،‬م‪ ،4/1999 ،‬رقافم‬
‫الحديث )‪ ،(2586‬واللفظ لمسإلم‪.‬‬
‫)( حسإن صالح العناني‪ ،‬الماسإؤولية في السإلم والتنماية الذاتية ‪ ،‬من اصدارات التحاد الدولي للبنوك السإلمية‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪32‬‬

‫)( عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك السإلماية‪ ،‬مصدر سإبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪33‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪34‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪35‬‬

‫)( محمد صالح علي عياش‪ ،‬ماصدر سإبق ذكره‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪37‬‬
‫‪() Dusuki ,Asyraf Wadi & Dar, Humayon (2004), Stakeholders Perceptions of Corporate Social Responsibility of Islamic‬‬
‫‪Banks,p.393.‬‬
‫)( رواه ابن ماجاة )‪ (2443‬وصححه الشيخ اللباني ‪-‬رحمه ال‪.-‬‬ ‫‪38‬‬

‫)( صحيح البخاري ‪ ،‬محمد زهير بن ناصر الناصر )تحقيق(‪ ،‬كتاب اليمان‪ ،‬باب المعاصي في أمر الجااهلية ول يكففر صفاحبها بارتكابهففا ال‬ ‫‪39‬‬

‫بالشرك‪ ،‬دار طوق النجااة‪ ،‬ط ‪1422 ،1‬هف‪ ،1/15 ،‬رقام الحديث )‪.(30‬‬
‫)( الماصدر نفسإه ‪ ،‬كتاب البيوع‪ ،‬باب منع أجار الجاير‪ ،3/90 ،‬رقام الحديث )‪.(2270‬‬ ‫‪40‬‬

‫)( صففبحي محمففد جاميففل‪ ،‬الماصارف السإلماية والتنماية الجاتمااعي ة‪ ،‬دور الماؤسإسإ ات الماص رفية السإ لماية في السإ تثماار والتنماي ة ‪29-27 ،‬‬ ‫‪41‬‬

‫صفر ‪1432‬هف‪ 9-7 /‬مايو ‪2002‬م‪ ،‬جاامعة الشارقاة‪ ،‬كلية الشريعة والدراسإات السإلمية‪ ،‬كتاب الوقاائع‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.510‬‬
‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪42‬‬

‫)(علء الدين الزعتري‪ ،‬الماصارف السإلماية ومااذا يجاب ان يعرف عنها‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار غار حراء‪ ،‬ط ‪1427 ،1‬هف‪2006/‬م‪ ،‬ص ‪.158‬‬ ‫‪43‬‬

‫)( لجان ففة مففن السإففاتذة والخأففبراء القاتصــاديين والشــرعيين والماصــرفين‪ ،‬تقففويم ال ففدور الجاتم ففاعي للمص ففارف السإففلمية‪ ،‬المعهففد العففالمي للفك ففر‬ ‫‪44‬‬

‫السإلمي‪ ،‬القاهرة‪1417 ،‬هف‪1996/‬م‪ ،‬ص ‪.49-48‬‬


‫)( لم تشر النظمة السإاسإية للمصارف السإلمية في العراق إلى هذه المهمة كون التعليمات النافذة ل تسإمح بذلك‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫)( بنك دبي السإلمي‪ ،‬تعريف عام‪ ،‬نشرة ‪ ،1994‬ص ‪ .37‬ماجالة القاتصاد السإلماي‪ ،‬بنك دبي السإلمي‪ ،‬العدد ‪ ،198‬ص ‪.52‬‬ ‫‪46‬‬

‫)( بداية الماجاتهد ونهاية الماقتصد‪) ،‬لبن رشد(‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.229‬‬ ‫‪47‬‬

‫) ( سإف ف ففامي حمف ف ففود‪ ،‬بيف ف ففع المرابحف ف ففة للمف ف ففر بالشف ف فراء‪ ،‬مجالف ف ففة مجامف ف ففع الفقف ف ففه السإف ف ففلمي‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ ،807‬نقل عف ف ففن موقاف ف ففع المكتبف ف ففة الشف ف ففاملة‬ ‫‪48‬‬

‫‪./http://shamela.ws/browse.php/book-8356‬‬
‫)( حاشية ابن عابدي‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1420 ،1‬هف‪.7-9/6 ،‬‬ ‫‪49‬‬

‫)( الجاارة المانتهية بالتماليك في ضوء الفقه السإلماي لخأالد الحافي‪ ،‬ص ‪.٦‬‬ ‫‪50‬‬

‫)( وهبة الزحيلي‪ ،‬الماعامالت الماالية الماعاصرة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪51‬‬

‫)( عبد الحميد المغربي‪ ،‬الدارة السإتراتيجاية في البنوك السإلماية‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.194-193‬‬ ‫‪52‬‬

‫)( ارئففد نصففري أبففو مففؤنس‪ ،‬تماويــل خــدماات المانــافع فــي الماصــارف السإــلماية ‪ ،‬دار الرض فوان للنشففر والتوزيففع‪ ،‬الردن‪2013 ،‬م‪ ،‬ص ‪،189‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪.225‬‬
‫)) الماصدر نفسإه‪ ،‬الفصل الخأامس‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪55‬‬
‫‪() http://www.islamfeqh.com/Kshaf/Navigate/ViewDecisionDetails.aspx?DecisionID=1180&SubjectID=1104.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪(( http://www.ameinfo.com/ar-10742.html.‬‬
‫) ) البنك السإلمي الردني‪ ،‬تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية ‪2014‬م‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪57‬‬

‫) ) الماصدر نفسإه‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫) ) الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪59‬‬

‫) )الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪60‬‬

‫)( التقرير السإنوي للبنك السإلماي الردني للعام ‪2014‬م‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪61‬‬

‫)( البنك السإلمي الردني‪ ،‬تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية ‪ ،2014‬ص ‪.43‬‬ ‫‪62‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪28‬؛ جاريدة السإبيل في ‪.14/5/2015‬‬ ‫‪63‬‬

‫) ) التقرير السإنوي للبنك السإلماي الردني للعام ‪ ،2014‬ص ‪.25‬‬ ‫‪64‬‬

‫)( البنك السإلمي الردني‪ ،‬تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية ‪2014‬؛ جاريدة السإبيل في ‪.14/5/2015‬‬ ‫‪65‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫)( الماصدر نفسإه‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪67‬‬

You might also like