Professional Documents
Culture Documents
(12) اسامة العاني طبيعة المسؤولية الاجتماعية في المصرف الاسلامي
(12) اسامة العاني طبيعة المسؤولية الاجتماعية في المصرف الاسلامي
Abstract
This work deals with Islamic bank an additional consequences for social responsibility
relating to the ethical dimensions stemming from the spirit of faith in Islamic law.
The research problem is answering the main question (Are Islamic banks operating
the social responsibility in the environment which it belongs to). Research aims to
achieve the demonstrate distinction of social responsibility concept in Islamic thought,
compared with what it is in Western thought, demonstrate the reality of applying social
responsibility in the Islamic banking and clarify the relationship between the financial
instruments of Islamic banks and social responsibility
Research is characterized from its predecessor by contribution to the elaboration
of the concept of social responsibility through the privacy of Islamic thought and
distinguish it from Western thought, highlighting the role of financial instruments of
Islamic banks in the promotion of social responsibility, and demonstrate the role of
contemporary Islamic financial services and its role in upgrading social responsibility.
المقدمة:
يضفي الغطاء الشرعي للمصرف السإلمي تبعات إضافية على مسإؤوليته الجاتماعية تتمثل في الأبعاد الخألقاية
النابعة من روح اليمان بالشريعة السإلمية.
تتمثل مشكلة البحث في الجاابة على تسإاؤل رئيس هو )هل حققت المصارف السإلمية مسإؤوليتها الجاتماعية في
مشكلة البحث:
تتمثل مشكلة البحث في الجاابة على تسإاؤل رئيس هو)هل حققت المصارف السإلمية مسإؤوليتها الجاتماعية في
البيئة العاملة فيها( ،ويتفرع عن هذا التسإاؤل سإؤالين ثانويين هما:
-1ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الداخألي )العاملين في البنك والمتعاملين معه(؟
-2ما مدى التزام المصارف السإلمية بمسإؤوليتها الجاتماعية على المسإتوى الخأارجاي )المجاتمع الذي تعمل فيه(؟
هدف البحث:
يسإعى البحث إلى تحقيق الهداف التية:
-1تبيان تميز مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي بالمقارنة مع ما هو عليه في الفكر الغربي.
-2تبيان واقاع المسإؤولية الجاتماعية في المصارف السإلمية ووسإائلها.
-3إيضاح العلقاة بين الدوات المالية للمصارف السإلمية والمسإؤولية الجاتماعية.
18م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
فرضية البحث:
ينطل ف فق البحففث مففن فرضففية مفادهففا أن اللت ف فزام بأحكففام الش فريعة يحتففم علففى المؤسإسإففة المصرفي ف فة المملتزمففة تبعففات
إضافيف ف ف فة
للنهوض بمسإؤوليتها الجاتماعية.
أهمية البحث:
منذ عام 1975دخألت في الملعب القاتصادي المصارف السإلمية وهي مؤسإسإات مالية طابعها العام العمل المصرفي،
إل انهففا تميفزت بخأصوصفيتها السإفلمية) ،( 1الففتي تلزمهفا بإتبفاع نفواهي السإففلم فففي تحريفم الربففا والعمفل بقواعفده الشففرعية خأاصففة
)الغرم بالغنم والخأراج بالضمان() .(2وحددت لها أهدافا حاولت التميز بها ابتداء وذلك من خألل سإعيها لتحقيق التنمية القاتصادية
والجاتماعية من خألل عملها في المجاتمع.
ول يمنع الغطاء الشرعي المصرف السإلمي من ممارسإة دوره تجااه المجاتمع ،بل على العكس يلقي عليه تبعات إضافية،
وتضفففي علفى مسإففؤوليته الجاتماعيففة أبعففاد أخألقايففة نابعففة مففن روح اليمففان بالشفريعة السإففلمية ،وبففذلك ينبغففي أن يكففون الففتزام
المصرف ومؤشراته للمسإؤولية الجاتماعية جالية ومجاسإدة في النشطة القاتصادية لتلك المصرف.
الدراسات السابقة:
-1الماسإؤولية الجاتمااعية والماردود الماالي في عماليات الصيرفة السإلماية ):(3)(1994
توصلت الطروحة إلى أن البعد الشرعي للمسإؤولية الجاتماعية كان من أكثر البعاد تحققا ،قاياسإا إلى البعدين الخأرين
)التنموي والحضاري( ،حيث ظهر فقه المعاملت الشرعية في مجاال التطبيق وظهرت عقود المضاربة والمرابحة ومصفطلح
القرض الحسإن واسإتخأدامه في الكشوفات المالية .إضافة إلى إحياء فقه الزكفاة ومسإؤولية تلك المصارف عفن إخأراجاها وربما
توزيعها من قابل بعض المصارف) .(4إل ان الباحث يضع بعض الملحظات والتسإاؤلت عليها ،فكيف ع دد صاحب الطروحة
وجاود بيانات عن القرض الحسإن إوادارة الزكاة تفوقاا للمعيار الشرعي ،هل يعد ذلك تمي از لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية عن بقية
المصففارف التجااريففة .ثففم مففا هففو الففدور الففذي أراده صففاحب الطروحففة للمصففارف السإففلمية كففي تضففطلع بمهمتهففا فففي المجاففال
التنموي ،وهل مثيلتها التجاارية أفضل حال بالمقارنة من حيث السإهام تنمويا ،أم إدن ذلك يشير إلى ضعف الجاهاز المصرفي
ودوره اقاتصاديا على مسإتوى اقاتصاديات الوطن العربي.
-4تصورات أصحاب الماصالح في الماسإؤولية الجاتمااعية :دراسإة حالة القاتصاد المااليزي ):(2004
سإعت الدراسإة إلى تبيان مدى إدراك ذوي العلقاة )أصحاب المصلحة (Stakeholder groupsللمسإؤولية الجاتماعية
في البنفوك السإلمية في ماليزيا ،إذ ان معرفة إدراك هذه المجااميع سإفوف يلقي بضفلله علفى توجاهات وسإياسإات المصارف
السإلمية ،كما تسإهم الدراسإة في توفير دليل تطبيقي لمفهوم المسإؤولية الجاتماعية من وجاهة نظر )العملء والمودعين والموظفين
ومديري الفروع والمسإتشارين الشرعيين والمنظمين والمجاتمعات المحلية( من خألل تعميم 1500اسإتبيان على بنكيفن إسإفلميين
في ماليزيا هما ) (BIMBو).(8)(BMMB
وجااءت الدراسإة لتشير إلى أن ذوي العلقاة كانوا ايجاابي النظرة للمسإؤولية الجاتماعية للبنوك السإلمية ،وتعد عوامل
المسإؤولية الجاتماعية معيا ار معتب ار في قا اررات تعاملتهم مع البنك.
20م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
وهو عبارة عن نتائج مسإح موسإع لتجااهات المسإؤولية الجاتماعية في المؤسإسإات المالية السإلمية نفذته مؤسإسإة
دينففار سإففتاندارد )دار السإفتثمار( عفام 2009بففدعم مففن هيئففة المحاسإففبة والمراجاعففة للمؤسإسإفات الماليففة السإففلمية ).(AAOIFI
الغففرض مففن المسإففح قايففاس تطففبيق المؤسإسإففات الماليففة لمعففايير هيئففة المحاسإففبة والمراجاعففة والففتي تغطففي 13جاانبففا مففن جا فوانب
المسإؤولية الجاتماعية فكف )مشاركة العميل ،ورعاية الموظف ،والصدقاة ،والبيئة ،وحصص السإتثمار وغيرها( بهدف توفير بعففض
المؤشرات التطبيقية عن اتجااهات المسإؤولية الجاتماعية).(9
أظهرت النتائج الرئيسإة للسإتطلع أن %100من العملء المسإتطلعين أجاابوا بنعم على وجاود سإياسإة لسإتطلع
الزبائن ،وكذلك فإن %97من المؤسإسإات المالية المبحوثة تمتلك سإياسإة تنظيمية للتعامل مع العملء بشكل مسإؤول ،وأكد
%83من المفوظفين المسإتجاوبين بوجافود معايير لدى المؤسإسإات المسإفتطلعة توفر فرص متكافئة لجاميع موظفيها .كمفا أن
المسإتبينين أفادوا بأن %76من المؤسإسإات المالية السإلمية تمتلك سإياسإات للنشطة الخأيرية ،وأجااب %55بنعفم على
وجاود بعض السإياسإات في حصص السإتثمار على السإتثمارات الموجاهة إلى النواحي الجاتماعية والتنموية والبيئية .ففي مجافال
إدارة الزكاة والوقااف أفاد %10من المسإفتجاوبين مفن المؤسإسإفات الماليفة بفامتلكهم لسإياسإات لدارة الملك الوقافيفة نيابفة
عن العملء ،في الوقات الذي أجاابت فيه %33من المؤسإسإات المالية المسإتطلعة بامتلكها لسإياسإات لدارة الزكاة نيابة عن
العملء .وتشير النتائج بشكل عام إلى أن المؤسإسإات المالية السإلمية لديها بداية جايدة في معظم جاوانب المسإؤولية الجاتماعية.
ل شك أدن للدراسإة أهميتها البالغة لسإتطلع أراء العملء والموظفين والدارات والتعرف على مسإتوى إدراكهم لمفهوم
المسإؤولية الجاتماعية ،ان توفير مثل هذه المعلومات يحفز العملء على متابعة توجاهات البنك السإلمي في اعتبارات المسإؤولية
الجاتماعية من جاهة ،وكذلك يلزم الدارات برسإم الخأطط والهداف التي ترتقي بها ،ويمكن ان نعد هذه الدراسإة على الرغفم مففن
سإعتها في تغطية العديد من البنوك السإلمية مقاربة على القال من حيث الهداف والتوجاهات لدراسإة الدسإوقاي ودار.
-8الماسإـؤولية الجاتمااعي ة فـي البنـوك السإـلماية بيـن السإــس والماماارسإــات – د ارسإــة حالــة البنــك السإـلماي الردنـي –
:2012
جافاء تسإففاؤل إشففكالية البحففث فففي بيففان مففدى وفففاء والففتزام البنففوك السإففلمية مففن خألل ممارسإففتها العمليففة لمسإففؤوليتها
الجاتماعية اتجااه مجاتمعاتها؟ وتوصل البحث إلى إثبات التزام البنك بمسإؤوليته الجاتماعية ،مع أن هناك بعض النقائص
الفتي تشفوب تجاربتفه اتجااه تحقيفق مسإفؤوليته الجاتماعيفة ،حيث لفم يلحفظ البحفث وجافود إسإفهامات للبنفك فيمفا يتعلفق بحمايفة
البيئة )النفاق على برامج التشجاير وقايادة المسإاحات الخأض راء ،مثل() .(12ويلحظ على هذه الدراسإة عدم تطرقاها إلى دور
المصرف في توفير الطاقاة النظيفة ،إضافة إلى إهمالها دراسإة أثر الدوات المالية السإلمية في المسإؤولية الجاتماعية.
-10الماسإؤولية الجاتمااعية مان وجاهة نظر الماتعامالين ماع الماصارف السإلماية ):(14)(2014
22م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
توصلت الدراسإة إلى أن المصارف السإلمية الردنية تقوم بالمحافظة على شرعية وسإلمة المعاملت المقدمة للمتعاملين
معهففا وفففاء لمتطلبفات مسإففؤوليتها الجاتماعيفة مفع اولئففك المتعففاملين ،وأنهفا تقففوم بالعمفل علفى تحقيفق رضفا المففودعين ،وتسإففهيل
اجاراءات التعامل لكسإب ثقتهم ،كما تقوم بدارسإة دوافع المتعاملين على مدد مخأتلفة .كمفا تهتم المصارف السإفلمية الردنية
بشكاوى المودعين ومقترحاتهم وفاء لمتطلبات مسإؤوليتها الجاتماعية.
أبرز الملحظات التي يمكن تسإجايلها على هذه الدراسإة هي محدودية العينة التي تم اسإتطلعها ففي بحث رضا المتعاملين
عن ثلثة مصارف إسإلمية تم اسإتطلع حوالى 100عميل ،وهذا عدد محدود جادا ل يمكن أن نعمم نتائجاه ،إذا ما علمنا أن
عدد المتعاملين مع هذه المصارف بلغ عش رات اللف من العملء .كما أن الدراسإة لم تبين العلقاة ما بين التزام المعففايير
الشرعية والرتقاء برضا العملء وهو موضوع مهم كان من الفضل إبراز مسإاحة مهمة له في الدراسإة.
ما جاديد هذا البحث؟
.1إسإهامه في بلورة خأصوصية مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي وتميزه عن الفكر الغربي.
.2تبيانه للبعد السإلمي للمسإؤولية الجاتماعية واخأتلفه عن البعاد التقليدية للمسإؤولية الجاتماعية.
.3إب ارزه لدور الدوات المالية للمصارف السإلمية في تعزيز المسإؤولية الجاتماعية.
.4تبيانه لدور الخأدمات المالية السإلمية المعاصرة ودورها في الرتقاء بالمسإؤولية الجاتماعية.
هيكلية البحث:
لتحقيق أهداف البحث والجاابة على تسإاؤلت مشكلته ،فقد قاسإم إلى ثلثة مباحث ،تطرق المبحث الول إلى مفهوم
المسإؤولية الجاتماعية في كل من الفكر الغربي والفكر السإلمي ،أما المبحث الثاني فقد بين الدوات المالية التي يسإتخأدمها
البنك السإلمي وأثرها في المسإفؤولية الجاتماعيفة ،ففي حيفن تنفاول المبحفث الثفالث تحليفل واقافع المسإفؤولية الجاتماعيفة ففي
البن ف فك السإلمي الردني داخأليا وخأارجايا ،ولم ينس البحث عرض أبففرز النتائففج واقاففتراح عففدد مففن التوصففيات ضمن ف فت فففي
خأاتمة البحث.
المبحث الول
الطار النظري للمسؤولية الجاتماعية ما بين الفكر الغربي والسلمي
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الول :المسؤولية الجاتماعية . ...تطور المفهوم في المجتمع الغربي:
ظهر مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في العقد الول من القرن العشرين ،وتمت بلورته في النصف الثاني منه ،مع ان
هناك إشارات إلى أن بعض الشركات مارسإته منذ القرن الثامن عشر ،عندما اسإتجاابت شركة شرق الهند في عام 1790لمقاطعة
المسإتهلكين البريطانيين لمنتج السإكر الذي يزرع بواسإطة العمال الرقايق في حوض الكاريبي ،وعوضا عن ذلك قاففامت الشففركة
بشراء السإكر من منتجاين بنغاليين).(15
24م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
المطبقة ومعايير السإلوك الدولية") .(22ويلحظ أن الهيئة ركزت في تعريفها على تحقيق التنمية المسإتدامة ،وشفافية المنشأة
وكذلك على رضا الطراف المتعاملة معها.
-8وعرفهففا السإففحيباني ،بكونهففا ،عقففد أخألقاففي طففوعي تتحقففق فيففه المنفعففة المتبادلففة يففبرم بيففن الشففركة )المففالكون ،المففدراء،
العففاملون( ،والمجاتمففع )المسإففتهلكون ،المففوردون ،المجاتمففع المحلففي ،المنافسإففون ،البيئففة ،الحكومففة( الففذي تعمففل فيففه بكافففة
عناصره ،حيث يتم بموجاب هذا العقد القيام بواجابات من كل الطرفين للوصول إلفى الصفالح العام وتحقيفق التنمي ف ف فة
لكليهما) .(23أسإتبدل التعريف مصطلح اللتزام بعبارة )عقد أخألقاي( ،كما أنه أغفل مسإؤولية المؤسإسإة تجااه حملة السإهم
أو العاملين فيها.
ولن نلتزم تعريفا معينا ،إل إن الباحث سإيعتمد تعريفا لحقا عند التطرق إلى مفهوم المسإؤولية الجاتماعية في الفكر
السإلمي.
ازدادت أهمية المسإؤولية الجاتماعية ،في مطلع القرن الواحد والعشرين ،حيث تبنت المم المتحفدة )الميثفاق العالمي
للمسإؤولية الجاتماعية( في عام ،1999في حين أطلق الميثاق بمرحلته النهائية في مقر المم المتحدة بنيويفورك في 26
تموز ،2000وهو عبارة عن مبادرة مواطنة طوعية متعلقة بالشركات يعرض تسإهيل وتعهفدا مفن خألل عدة آليفات )سإياسإة
الحوار ،المعرفة ،شبكات محلية ومشفاريع الشفراكة( ،ويعتمففد هفذا الميثفاق علفى المسإفؤولية الجاتماعيفة العامفة بمفا ففي ذلفك
شفافي ف ف ة الشركات والقوى العاملة والمجاتمع المدني للبدء والمشاركة في الداء الجاففوهري المتعلففق بمتابعففة المبففادئ المسإتن ف ف فد
عليها الميثاق.
المطلب الثاني :المسؤولية الجاتماعية في الفكر السلمي:
قابل الخأوض في التطرق إلى تعريف المسإؤولية الجاتماعية ل بد من البحث عن المصادر التي تقوم عليها المسإؤولية
الجاتماعية في السإلم.
فقد وردت آيات كثيرة تحث على توجايه المسإلم على فعل الخأير وتجانب المعصية والحث على التعاون منها على سإبيل
ع خخييرار فخههخو خخييرر لهه ]البق فرة[184 :؛ خوتخخعاخونهوا خعخلىَ ايلبرر خوالتليقخوىى ۖ خوخل تخخعاخونهوا خعخلىَ ايبلثي بم طلو خ
المثال ل الحصر قاوله تعالى :فخخمان تخ خ
سإوبلبه خوخأنبفقه وا بمالماـا خجاخعــخل ب ب ق رلل ل ب
سإائبل خوايلخمايح هروبم ]الففذاريات؛ [19آماهن وا بباللـ ه خوخر ه خوايلهعيدخوابن ۚ خواتلقهوا اللـخه ]المائففدة[2 :؛ خوبفي أخيماخوابلبهيم خح ق
خوخأنفخقهوا لخههيم أخيجارر خكببيرر ]الحديد؛ [7فخخمان خييعخمايل بماثيخقاخل خذلرةة خخيي رار خيخرهه ]الزلزلة.[7 :
يسإتنبط من اليات السإابقة التي:
-1المسإلم مدعو لعمل الخأير طواعية وقابل الفرض؛
-2على المسإلم أن يسإعى للتعاون من أجال تحقيق الفلح للبشرية وهو )البر( وجااء على صيغة المر؛
-3المسإلم منهي عن الثم والعدوان ،ويتسإع المعنى ليشتمل على كل أنواع الثم والعدوان ،أي كلما يلحق الضرر بالخأرين؛
-4كل ما يملكه المسإلم من أموال فيها حق للمحتاجاين وهو الزكاة؛
-5ما يملكه النسإان هو مسإتخألف فيه ،ويبقى تصرفه في ضوء الحدود التي أباحها المالك الحقيق .
-6العمال الصالحة؛ مهما كان مقدارها أو حجامها فهي مأجاورة ومآلها خأير.
دلت الاسإتنباطات السإابقة من عدد محدود من آيات الباري على أن المسإلم مسإؤول عن أفعاله ،ومطالب بفعل الخأير
والسإعي إلى تحقيق المصلحة العامة في وجاوه الخأيففر عامفة ،وأن أفعفاله هفذه سإيحاسإفب عليهفا .ول تقتصفر مسإففؤوليته علفى
فإن كان توجايه الباري والسإنة النبوية ومقاصد الشريعة كدلها تحث على التزام الفرد بمسإؤوليته الجاتماعية ،كانف ف فت
مسإؤولية الشركات من باب أولى ،وبات التزامها بمسإؤولياتها جازء من اللتزام بالمعروف والنهي عن المنكر ،وتجانب إلحاق
الضرر بالخأرين ،وتأدية لواجاب السإتخألف إواتيان لمقاصد الشريعة المتمثل في حفظ الضروريات.
تنوعت تعريفات المسإؤولية الجاتماعية بالنسإبة للمفكرين السإلميين:
أول :فعرفها عثمان ،بكونها) ،المسإؤولية الفردية عن الجاماعة ،وهي مسإؤولية الفرد أمام ذاته عن الجاماعة الففتي ينتمففي إليهففا،
ر
أي أنها مسإؤولية ذاتية أخألقاية ،وتتصف المسإؤولية الجاتماعية في السإلم ،في كافة جاوانبها ومسإتوياتها بأنها شاملة ومتكاملة
ومتوازنة().(29ويتضح من التعريف التي):(30
-1الشماول:
س لخخك ببه بعيلـرم
ف خماا لخيي خ
إذ تناول التعريف كل من الفرد والجاماعة ،فالفرد مسإؤول عن نفسإه وعمله ،قاال تعالى :خوخل تخيق ه
ىب إبلن ال ل
سإئهورل ]السإفراء ،[36 :والشيء ذاته ينطبق على الجاماعة المسإلمة فهي مسإؤولة صخر خوايلفهخؤاخد هكلل هأولخئخك خكاخن خعينهه خما ي
سإيماخع خوايلخب خ
عن نفسإها وسإلوكها وأعمالها وقا ارراتها ،فبمسإؤوليتها عن نفسإها ،تضمنت مسإؤولية عناصرها بالمجاموع ،وبالتالي مسإفؤولية كففل
عضو فيها من خألل إرسإاء قاواعد ومبادئ التكافل والتآخأي والتراحم.
-2التكامال:
ويقصد بذلك ان المسإلم الفرد عندما يؤدي التزاماته ،ل بد أن يراعي مصلحة الجاماعة ،فل يقوم بعمل يضر بالجاماعة،
والجاماعة تضمن مسإؤولية عمل الفرد ما دام عامل بمنهجاها ،بل ان الجاماعة تنشأ مسإؤوليتها من مسإؤولية الف راد المنتمين
26م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
إليها ،مصداقاا لقول النبي الكريم ) ،مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجاسإد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سإائر الجاسإد بالسإهر والحمى().(31
-3التوازن:
المراد من المسإؤولية في السإلم ،ان تتسإم بالتوازن ،فل نطالب الفرد بمسإؤوليته الكاملة تجااه جاماعته أو المجاتمع،
ونحمله ما ل يطيق ،ونهمل المسإؤولية الجاتماعية للمجاتمع ككل تجااه أف راده ،فالمسإؤولية في السإلم تتحقق بنسإب متفاوتة،
فالفرد يعمل ويوجاه وينفذ ويصحح منفردا أو ضمن فئة ،والجاماعة مسإؤولة عن أعضائها ،على أل تطغى على الفففرد وتسإففلبه
حريته وحقوقاه ،بدعوى حمايته أو الوصاية عليه.
ثانيا :أما العناني فقد وصف المسإؤولية في السإلم ،بقوله) ،كون الناس جاميعا مأمورين من قابل ال سإبحانه ،أن يرتضوا
ر
مجاموعة القيم والمبادئ والتعاليم التي بدلغها لهم خأاتم النبيين منهاجاا لحياتهم فيرضاها الصفوة من الخألق مخأتففارين ويأباهففا
غيرهم ،ويكون على أسإاسإها الحسإاب والجازاء عدل وفضل().(32
والملحظ من وصف العناني ،أنه قاد ركز بصورة واضحة على المسإؤولية الدينية للفراد ،وطرح لفظ المسإؤولية على
الناس جاميعا ،ول يحدد هذا صفة المسإؤولية الذاتية للفرد تجااه غي ره من الف راد أو تجااه منظمته التي يعمل بها ،أو ينتمي
إليها ،كذلك مسإؤولية المنظمة عن العاملين بها أو المتعاملين معها والمحيطين بها ،وحدد موضوع المسإؤولية في تقبل الف راد
لمجاموعة التعاليم والقيم والمبادئ التي أرسإل بها خأاتم النبيين ،ول بد من ارتباط هذا التقبل بالمشفاركة والقانففاع والتطففبيق كفنل
في مجاال عمله واخأتصاصه وحسإب قادراته).(33
ثالثا :وعرف المغربي المسإؤولية الجاتماعية بكونها ،التزام المنظمة بالمشاركة في عمل الصالحات عند ممارسإة أنشطتها تجااه
ر
مخأتلف الطراف التي لها علقاة بها ،نتيجاة التكليف الذي ارتضته في ضوء مبادئ الشريعة السإلمية ،بهدف النهوض بالمجاتمع
السإلمي بمراعاة عناصر المرونة والسإتطاعة والشمول والعدالة).(34
المطلب الثالث :المسؤولية الجاتماعية ما بين الفكرين:
من خألل معاينة ما سإبق ،يلحظ وجاود مواطن افتراق ما بين المسإؤولية الجاتماعية في الفكر الغربي والسإلمي،
وذلك من حيث الهدف ومصدر التشريع وموجابات التكليف ،وشكل العائد المرجاو من المسإؤولية الجاتماعية لدى الفكرين،
ويمكن تبيان ذلك من خألل الجادول )،(1ف إن هدف المسإؤولية الجاتماعيفة في الفكر الغربي هو تحقيق المنفافع الماديفة في
الجال الطويل ،بينما تهدف في الفكر السإلمي إلى تحقيق منافع الدارين )الدنيا والخأ رة( .كذلك يلحظ اخأتلف مصدر
التشريع للمسإؤولية الجاتماعية ،ففي الوقات الذي يكون فيه التشريع الحكومي ،أو فك رة المصالح المتبادلة ،هي المصدر في الفكر
الغربي ،نجاد أن المصدر في الفكر السإلمي هو الش ريعة السإمحاء .وفي ال وقات الذي تكون فيه الظروف البيئية والجاتماعية
مسإببة لقيام المؤسإسإات المخأتلفة بمسإؤولياتها الجاتماعية في الفكر الغربي ،نجاد أن الش ريعة السإلمية ذاتها ،هي التي تحكم
المؤسإسإات للقيام بواجاباتها تجااه العاملين فيها والمجاتمع الذي تعمل فيه.
وحيث أن النتائج المرجاوة للمسإؤولية الجاتماعية في الفكر الغربي تحدد في ضوء معايير الربح أو الخأسإارة التي تعود
على المؤسإسإة ،في الوقات الذي تبتغي فيه في الفكر السإلمي ،منفعة الدنيا والثواب في الخأفرة .ويمكفن تلخأيففص مجام ف ف فل
الخأتلف بوجاود بعد أخأروي للمسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي مصدره الشريعة السإلمية ،بينما ل نجاد هذا البعفد ففي
الفكر الغربي.
28م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
المطلب الرابع :أبعاد المسؤولية الجاتماعية
تتوزع أبعاد المسإؤولية الجاتماعية على أربعة أبعاد رئيسإة هي):(37
-1بعد الماوارد البشرية:
ويتولى هذا البعد علقاة المؤسإسإة مع مواردها البشرية من حيث) :توفير شروط المان والصحة للموظفين ،ومراعاة
العدالف ف فة في توزيع الجاور وسإاعات العمل بالنسإبة للموظفين ،والعمل بمبدأ تكافؤ الفففرص ،والسإففتثمار ففي تعليفم وتدري ف ف فب
الكادر الوظيفي(.
-2بعد حقوق النسإان:
ويتضمف ف فن) :تعزيز حقوق النسإان ،وضمان احترامهف ف فا .والامتناع عن التعامل مع النظمة القمعية ،أو الشرك ف ف ف ات
المنتهكة لها(.
-3البعد البيئي:
ويتضمن )إتباع سإياسإة رشيدة لتدوير النفايات ،حفظ الطاقاة ،وضمان عدم تأثير المنتجاات على البيئة ،وأخأذ المبادرة
للرتقاء بالمسإؤولية تجااه البيئة(.
-4البعد الخيري:
ويتضمن) :المسإاعدة في حل المشكلت الجاتماعية ،ودعم المؤسإسإات الخأيرية ومشاريع المجاتمع ،والمشاركة في
إدارة الشؤون العامة .والتأثير في المجاتمع بما يتجااوز تعظيم الرباح(.
هذه البعاد هي ما تعارف عليها الفكر الغربي لتغطية المسإؤولية الجاتماعية ،ول يتقاطع ذلك أبدا مع الشريعة السإلمية
أو رسإالة المصارف السإلمية ،فهي تسإعى إلى المحافظة وتحقيق البعاد المذكورة ،ذلك لن هذه البعاد تنسإجام مع روح الش ريعة
السإفلمية ،ول يكفاد ان نذكر أي بعفد مفن هذه البعاد ،إلد وكان لفه تأصفيل شرعي ،فمثل فيمفا يخأص بعفد المفوارد البشفرية
وفي مجاال العدالة وضمان حقوق العاملين ،يكفينا قاول رسإول ال في الحديث الذي يرويه ابن ماجاه )اعط وا الجاير أجا ره
قابل ان يجاف عرقاه() .(38وحرص السإلم على حسإن التعامل مع العاملين مهما كان عملهم وحذر من التجااوز على حقوقاهم
بأي شكل من الشكال ،فقد حذر النبي أبا ذرر الغفاري من السإاءة للخأادم فقال له) :تإلخأ روامنمكلم رخأ رولممكلم جاعلهم ال تحت
أيديكم ،فمن كان أخأوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ،وليلبسإه مما يلبس ،ول تكلفوهم ما يغلبهم ،فإن كلفتموهم فأعينوهم()،(39
ص لمتمهم ري لورم التقريارم تة ص ممهملم ري لورم التقريارم تة رورم لن مكلن م رت
ص رمهم رخأ ر
ت رخأ ل وأورد البخأاري ))رعلن أرتبي مهررليررةر رقاارل رقاارل ررمسإومل الل ه ثررلثرةة أررنا رخأ ل
ع مح رار فرأررك رل ثررمرن هم روررمجا ةل السإ ترلأرجارر أرتجاي اار رفالسإ ترلورفى تملن هم رولر لم ميوتفته أرلجا ررمه(( ) (40والمر سإيان لبقية
طى تبي ثمرم رغردرر روررمجاةل ربا ر
ررمجاةل أرلع ر
البعاد.
من جاه فة أخأرى ،فإن المسإؤولية الجاتماعية في الفكر السإلمي بشكل عام ،وفي المصارف السإلمية على وجا ف ف فه
الخأصوص ،تميزت ببعد جاديد ،أل وهو بعد إعانة المسإلمين على تأدية واجاباتهم الشرعية والمتمثلة في أركان السإفلم )فيمفا
يخأففص الزكففاة والحففج( وذلففك مففن خألل جامففع الزكففاة وتأديتهففا علففى الحسإففابات المسإففتحقة للمسإففاهمين والمففودعين والمسإففتثمرين
وكذلك ارباح البنك ،أو إعانفة المتعاملين مفع البنك )مفوظفين وعملء( على جامع المدخأرات لتأديفة فريضة الحج من خألل
صندوق الحج .ويمكن ان نطلق على هذا البعد الخأاص بالمصارف السإلمية ببعد اللتزاماات الشرعية.
30م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
ثانيا :إدارة الزكاة:
ر
تضطلع معظم المصارف السإلمية بإدارة الزكاة ،ويقصد بذلك )تحصيل الزكاة وص رفها بموجاب مصارفها الشرعية()،(45
فقد نص عقد التأسإيس لبنك دبي السإلمي على إنشاء صندوق للزكاة ،حيث نصت المادة 72وما بعدها على أن )الشركة
تنشففئ صففندوقاا للزكففاة ملحقففا بهففا ومنفصففل فففي حسإففاباته إوادا ارتففه عنهففا ،لخأ فراج الزكففاة المسإففتحقة ،كمففا تقبففل فيهففا الزكففاة مففن
المسإاهمين والمودعين والغير ،وللشركة أن تدعو المودعين وغيرهم لنابة الصندوق عنهم في إخأ راج زكاة أم والهم حسإبما تقرره
هيئة الفتوى والرقاابة الشرعية() .(46والى الشيء ذاته ذهبت غالبية المصارف السإلمية ،ولن نتطرق هنا إلى التفاصيل الشرعية
للزكاة ،فقد غطت المراجاع المخأتصة هذا الموضوع بكل تفصيلته.
دور تحصيل الزكاة في الماسإؤولية الجاتمااعية:
في ضوء مصارف الزكاة المشار إليها آنفا ،يتضح الدور الذي يمكن أن يضطلع به هذا الصندوق ،فقد تكون المبالغ
محدودة إذا ما تم مقارنتها بالحتياجاات الكلية للبلد ،إل انه يمكن إذا ما تم توجايهها والعناية في تحصيلها والسإعي إلفى تنميففة
مقدارها ،أن تسإهم في الوفاء بأهداف المسإؤولية الجاتماعية.
فصندوق الزكاة ومصارفه يسإهم في إشباع الحاجاات السإاسإية ،ويسإهم في توفير الدخأل أو زيادته ،أو تمكين الفرد من
الحصففول علففى دخأففل ،فبففاب المسإففاكين يشففتمل علففى مففن يمتلففك مهنففة إل أدن دخألففه ل يكفيففه ،كمففا أنففه يسإففهم بففالنهوض بففالتعليم
وانتشاره ،من خألل النفاق على طلبة العلم المحتاجاين أو من خألل إنشاء المراكز التعليمية ومكاتب تحفيظ الق رآن )من غير
م فوارد الزكففاة المحففددة طبعففا( .أضففف إلففى ذلففك ان مسإففاعدة المحتففاجاين أو ممففن يمففروا بك فوارث يمكففن أن تسإففهم فففي الجاففانب
الصحي ،من خألل تغطيتها لنفقات العمليات الجاراحية ،أو شراء علجاات طبية وغيرها.
أي أن المصرف السإلمي سإوف يسإهم من خألل الزكاة في تحقيق مسإؤوليته الجاتماعية تجااه المجاتمع )الفئات المهمشة(
بشكل خأاص ،وكذلك تجااه مودعيه من خألل النفاق على مثقلي الديون منهم.
هذا فيما يخأص تعاملت المصرف السإلمي من غير الهامش الربحي ،وسإيتم التطرق لحق فا إلى المعاملت ذات
الهامش الربحي.
32م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
السإتصناع عقد مع صانع على عمل شيء معين في الذمة ،كالتفاق مع نجاار على صناعة أثاث محدد .وتكون العين
المصنوعة ومادتها الولية من الصانع ،ويكون المعقود عليه هو العمل فقط ،لن السإتصناع :طلب الصنع ،وهو العمفل ،فإذا
كانت العين أو المادة الولية كالخأشاب والجالود من المسإتصنع ل من الصانع ،فان العقد يكون إجاارة ل إسإتصناعا).(51
وقاد اقار مجامع الفقه السإلمي التابع لمنظمة المؤتمر السإلمي السإتصناع في قا ارره رقام ).(67/3/7
سإادسإا :السإلم:
ر
انطلقاا من ان السإلم في عصرنا الحاضر أداة تمويل ذات كفاءة عالية في القاتصاد السإلمي وفي نشاطات المصرف
السإلمي ،من حيث مرونتها واسإتجاابتها لحاجاات التمويل المخأتلفة ،سإواء أكان تمويل قاصير الجال ام متوسإطا ام طويل
الجال واسإتجاابتها لحاجاات شرائح مخأتلفة ومتعددة من العملء ،سإواء كانوا من المنتجايففن الزراعييففن ام الصففناعيين ...ولهففذا
تعددت مجاالت تطبيق السإلم ,ومنها ،تطبيق عقد السإلم في تمويل الحرفيين وصغار المنتجاين الزراعيين والصفناعيين عفن
طريق إمدادهم بمسإتلزمات النتاج في صورة معدات وآلت أو م واد أولية ك رأس مال سإلم مقابل الحصول على بعض منتجااتهم
إواعادة تسإويقها.
لذا فان المعاملت المالية للمصارف السإلمية تسإهم في النهوض بأهداف المسإؤولية الجاتماعية من خألل تجاميع
المدخأرات ابتداءا ،كمصرف أو كصناديق اسإتثمارية ،ثم من خألل دورها الجاتماعي في النشاط القاتصادي لمخأتلف القطاعات.
الخألصة مما سإبق ،الدور الذي يمكن أن تمارسإه المعاملت المالية في المصارف السإلمية في المسإؤولية الجاتماعية
من حيث:
-مسإؤوليتها تجااه منتسإبيها؛
-مسإؤوليتها تجااه مودعيها؛
-مسإؤوليتها تجااه البيئة المحيطة )مجاتمعها(.
وتبين لنا بأن كل من الدوات المالية الربحية وغير الربحية ،تسإهم في تغطية جاوانب المسإؤولية ،فإن كفانت آثفار
القرض الحسإن ،أو الزكاة مباشرة ودادلة بصورة واضحة على ممارسإة المصرف السإففلمي لمسإففؤوليته الجاتماعيففة بجاوانبهففا
المخأتلفة ،فإن أدوات التمويل السإلمية ذات الهامش الربحي تتضح مسإاهمتها في المسإؤولية المجاتمعية ،إما مباشرة عن طريففق
التعاقاد مع الطراف المخأتلفة من مودعين أو مقترضين أو مضاربين وغيرهم ،وتبقى آثار هذه الدوات غير المباش رة بارزة مفن
خألل قادرتها على إشباع الحاجاات السإاسإية لفراد المجاتمع ،وقادرة المصارف السإلمية على سإحب المودعين الصغار ،وبالتالي
تسإهم في زيادة المدخأرات على المسإتوى الكلي )القومي( ،المر الذي يعكس دورها اليجاابي في المجاتمع.
34م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
من جاهة أخأرى ،فإن زيادة الوعي الدخأاري ،من شأنه زيادة المدخأرات ،المر الذي يسإمح بتوفير المكانيات ،التي
سإفتكون نتائجاها ايجاابيفة إذا ما تمفت مرافقة الدخأارات بخأطفة اسإفتثمارية مدروسإة ،وهذا بالتأكيد سإفيؤدي إلى تحقيق أهففداف
المسإؤولية الجاتماعية.
المبحث الثالث
دور البنك السلمي الردني في المسؤولية الجاتماعية
تعد مسإؤولية البنك الجاتماعية جازءا ل يتجا أز من برامج ومبادرات البنك المسإتمرة في خأدمة المجاتمع الذي يعمل فيه،
ومن أهم غاياته وأهدافه أن يكون له دور فعال في تدعيم النسإيجاين القاتصادي والجاتماعي وحشد المدخأرات الوطنية وتوجايهها
إلى أنشطة ومشاريع اقاتصادية واجاتماعية تعود بالفائدة على أفراد المجاتمع ،إلى جاانب تقديم الدعم والمشاركة لمبادرات تسإاهم
في إرسإاء قاواعد التنمية المسإتدامة وتسإاهم في الوصول إلى العيش المن والسإتقرار القاتصادي .وفيه ثلثة مطالب:
جادول )(2
ماقدار المابالغ المامانوحة كقرض حسإن مان البنك السإلماي الردني للمادة 2014-2009
)مليون دينار أردني(
نسإبة مابلغ القرض الحسإن إلىَ صافي ماتوسإط نصيب الماسإتفيد مان القرض صافي عدد مابلغ القرض السإنة
الرباح )(% الحسإن )دينار أردني( الربح الماسإتفيدين الحسإن
3 :1 2 :1 )(3 )(2 )(1
46,6 565,2 27,9 23000 13 2009
74,2 771,4 29,1 28000 21,6 2010
82,7 886,7 28,3 27000 23,4 2011
56 927,3 36,4 22000 20,4 2012
49,5 675,8 45,1 33000 22,3 2013
43 570,6 45,1 34000 19,4 2014
ومن الجادير بالذكر أن القرض الحسإن يمنح للمتعاملين مع البنك ،وكذلك مع جاهات أخأرى من المجاتمع تحتاج إلفى
القرض الحسإن.
36م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
المرابحة ،وسإبق للبنك أن وسإع مظلة المؤمن لهم في 1/1/2010لتصبح ) (50ألف دينار فأقال بدل من ) (40ألف دينففار
فأقال والتي حددت في 2007 /1/8بعد أن كانت ) (25ألف دينار فأقال.
الخألصة مما سإبق يتضح أن البنك السإلمي الردنفي قاد راعى أهفداف المسإؤولية الجاتماعية ،فهفو يمنفح القرض
الحسإن في حالت محددة للمحتاجاين لسإباب صحية أو لدعم تعليم فرد معين ،كما أنفه يسإفهم ففي دعفم المؤسإسإات التعليميفة
أما بصورة مباشرة أو من خألل دعم المؤتمرات العلمية .وتبين أيضا بفان المصفرف يقوم بفدعم الفقفراء والمحتفاجاين وال ارمففل
من خألل المؤسإسإات الخأيرية.
اتضح أيضا أ ن خأطط البنك المسإتقبلية تضمنت أهدافا منها التوسإع في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسإطة ،كما
تضمنت توصيات لتطوير عمل لجانة المسإؤولية الجاتماعية ،كل مفا تقففدم مفن اعمفال يسإفهم ففي تحقيفق أهففداف المسإففؤولية
الجاتماعية ويعزز دور المصرف في المجاتمع).(61
38م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
شركة المدارس العمرية في عام 1986إضافة إلى إتاحة فرص التدريب لطلبة المؤسإسإات التعليمية والطلع على طبيعففة أعمففال
البنك حيث بلغ عدد من تم تدريبهم 15053طالب ا وطالبة منذ تأسإيس البنك وحتى نهاية عام .2014
جادول )(4
ماقدار التبرعات لرعاية الماؤسإسإات التعليماية والماؤتمارات العلماية للمادة 2014-2009
الماصدر :عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية الماالية للبنك السإلماي الردني.
40م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
حملت للتبرع بالدم في عدة محافظات بالتعاون مع »مديرية بنك الفدم« ،حيث تفبرع موظففو البنفك على اخأتلف مسإفتوياتهم
الدارية ومجاموعة من متعاملي ومراجاعي البنك بوحدات الدم .كما تم عقد ورشة عمل حول السإعافات الولية بالتعاون مع
جامعية المتقاعدين العسإكريين الطبية التعاونية اشترك فيها عدد من الموظفين .كما قادم البنك الدعم والرعاية لبعض أنشطة
دائرة إدارة ترخأيص السإواقاين والمركبات ،وكذلك أنشطة إدارة السإير المركزية إيمانا منه بضرورة الحد من حوادث الطرق وتبعاتها
المأسإاوية على الفرد والمجاتمع.
جادول )(5
تبرعات البنك الردني السإلماي للمادة ) 2014-2009ألف دينار أردني(
الماصدر :عمال الباحث بالعتمااد علىَ التقارير السإنوية للبنك للمادة 2014-2009
وبالنظر للدور الذي اضطلع فيه البنك السإلمي الردني في مجاال المسإؤولية الجاتماعية ،فقد حصل على جاوائز
وتصنيفات عالمية في المسإؤولية المجاتمعية ،فقد حظي باهتمام كبرى المؤسإسإات والمجالت العالمية التي تعنى بالمؤسإسإات
الففتي تحقففق النجااحففات فففي خأدمففة مجاتمعاتهففا اقاتصففاديا واجاتماعي فا ليحصففد جاففائزة المسإففؤولية المجاتمعيففة لعففام 2014للشففرق
جادول )(6
تماويل المارابحة الماقدم مان أماوال السإتثماار والماحافظ السإتثماارية للمادة 2014-2010
عددالماسإتفيدين
عددالماسإتفيدين
عددالماسإتفيدين
عددالماسإتفيدين
ماليون دينار
ماليون دينار
ماليون دينار
ماليون دينار
ماليون دينار
15,003 199,7 14,804 184,5 16,178 139,3 14,042 أراضي ومسإاكن ومواد بناء 147,4 14,905 135,8
22,512 236,9 18,903 181,2 19,233 147,6 17,623 وسإائل نقل ومركبات إنشائية 127,3 18,721 139,6
5,789 17,1 6,450 16,9 6,382 14,8 3,083 15,9 14ى 4,820 4, أثاث
43,304 453,7 39,788 382,6 41,793 301,7 24,748 290,6 38,446 289,8 الماجاماوع
الخاتمة:
مما سإبق يمكن اسإتخألص النتائج والتوصيات التية:
أولر :النتائج:
-1إن أهمية المسإؤولية الجاتماعية قاد ازدادت في مطلع القرن الواحد والعش رين ،حيث تبنت المم المتحدة )الميثاق العالمي
للمسإؤولية الجاتماعية( ،و أطلق ميثاقاه بمرحلته النهائية في مقر المم المتحدة بنيويورك في 26تموز ،2000وهو
عبارة عن مبادرة مواطنة طوعية متعلقة بالشركات يعرض تسإهيل وتعهدا من خألل عدة آليات )سإياسإة الحوار ،المعرفة،
شبكات محلية ومشاريع الشراكة( ،ويعتمد هذا الميثاق على المسإؤولية الجاتماعية العامة بما في ذلك شفافية الشركات
والقوى العاملة والمجاتمع المدني للبدء والمشاركة في الداء الجاوهري المتعلق بمتابعة المبادئ المسإتند عليها الميثاق.
-2إن للمسإففؤولية الجاتماعيففة فففي السإففلم خأصوصففية تتميففز بهففا عففن غيرهففا ،فهففي مسإففؤولية الفففرد والمجاتمففع النابعففة مففن الشفريعة
السإلمية ،كمصدر وكموجاب للتكليف لتحقيق منافع الدنيا وثواب الخأرة.
-3إن المسإؤولية الجاتماعية في المصرف السإلمي هي التزام تعبدي أخألقاي ،يهدف إلى مشاركة المصرف السإلمي ،في
النشطة الجاتماعيفة لتلبية متطلبات المجاتمع المخأتلفة ،وتحسإين رفاهية المجاتمع .كما يسإعى المصرف السإلمي إلى
42م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ أسامة العاني
تحقيق التزامه نحو أصحاب السإهم ،والعاملين فيه وتجااه المجاتمع الذي يعمل بها المصرف .ويبقى هدف المصرف من
التزامه بمسإؤولياته الجاتماعية هو رضا ال .
-4إن كل من الدوات المالية الربحية وغير الربحية ،تسإهم في تغطية جاوانب المسإؤولية ،من خألل القرض الحسإن ،أو الزكاة
مباشرة ،كذلك فإن أدوات التمويل السإلمية ذات الهامش الربحي تسإهم في المسإؤولية المجاتمعية ،إما مباشرة عن طريق
التعاقاد مع الطراف المخأتلفة من مودعين أو مقترضين أو مضاربين وغيرهم ،و قادرتها على إشباع الحاجاات السإاسإية
لففراد المجاتمففع ،أو قاففدرة المصففارف السإففلمية علففى سإففحب المففودعين الصففغار ،وبالتففالي تسإففهم فففي زيففادة المففدخأرات علففى
المسإتوى الكلي )القومي( ،المر الذي يعكس دورها اليجاابي في المجاتمع.
-5إن الخأففدمات المص فرفية السإففلمية تسإففهم فففي تعزيففز المسإففؤولية الجاتماعيففة ،والنهففوض بالبعففد الخأففاص بمسإففؤولية المصففارف
السإلمية المتمثل ببعد اللتزامات الشرعية.
-6إ ن البيانفات المتففوفرة ففي تقفارير البنففك الردنفي السإففلمي أظهففرت حرصفه علفى النهفوض بالمسإفؤولية الجاتماعيففة بكاففة
مسإتوياتها .فعلى صفعيد المتعفاملين مفع البنفك عفزز المصفرف مسإفؤوليته الجاتماعيففة مفن خألل اسإفتمرار إنفاقاه على
مبالغ القرض الحسإن ،وزيادة تخأصيصات صندوق التأمين التبادلي .أما على مسإتوى الموظفين العاملين في البنك،
فقد داوم البنك على النفاق على موظفيه لتدريبهم داخأل مؤسإسإات البنك وخأارجاه ،وتابع النهففوض بإشففباع حاجاففاتهم
السإاسإية وتوفير السإكن الملئم لهم .وقاد أسإهم البنك في الرتقاء بمسإؤوليته على مسإتوى المجاتمع من خألل دعمففه
للمؤسإسإات التعليمية ودعم الفئات الفقيرة ،ودعم المهنيين والحرفيين ،وأصحاب المشاريع الصغيرة.
-7كما تبين أن للبنك إسإهام في إشباع الحاجاات السإاسإية للمجاتمع بشكل عام )على نطاق السإكن أو التأثيث أو الصحة أو
التعلي ففم( وأص ففحاب المش ففاريع الص ففغيرة بش ففكل خأ ففاص م ففن خألل أدوات ففه السإ ففلمية المالي ففة كالمرابح ففة والمشاركف ف ف فة
والتأجاير التمويلي.
-8إن المدة من 2014- 2009شهدت ارتفاعا طفيفا في متوسإط نصيب المسإتفيد من القرض الحسإن ،أما المدة -2012
2014فقد أشرت انخأفاضا في هذا المؤشر.
-9دلدفت البيانففات المتففوفرة علففى ارتفففاع متوسإففط نصففيب النفففاق علففى موظففف البنففك خألل المففدة ،2014-2009ف أمففا المففدة
2014-2011فقد أشرت تدنيا في ذلك المتوسإط.
ثانيار :التوصيات:
تنبع مسإؤولية المصارف السإلمية في تحقيق التنمية بشكل عام من مبادئ إنشفائها ،إل ان هنفاك معوقافات كفثيرة
جاعلتها تتريث في متابعة انجااز هذه الهداف .وحيث ان تجاربة البنك السإلمي الردني تعد ناجاحة في هفذا المجافال لبفد
من تعميم تجاربتها على بقية المصارف السإلمية ،المر الذي يتطلب التي:
-1إخأضاع توجاهات المصرف لمبادئ إنشائه ،وتحميل مجاالس الدارة وهيئات الرقاابة الشرعية متابعة دوره التنموي الشمولي
الذي يميزه عن المصارف التقليدية.
-2تشففجايع المصففارف السإففلمية للفصففاح عففن ممارسإففتها الجاتماعيففة مففن خألل مؤش فرات رقاميففة يمكففن بواسإففطتها تبيففان
تميز ذلك المصرف عن الخأر.
-3إفراد إدارات متخأصصة للمسإؤولية الجاتماعية في المصارف السإلمية.
مما سإبق فانه يقع على عاتق المصارف السإلمية الكثير من المسإؤولية ،وذلك نابع من تميز رسإالتها ،المر الذي
يتطلب إعادة الهمية إلى دورها القاتصادي والجاتماعي في آن واحد ،كي تتعزز ثقة المجاتمع بها ،وال الهفادي إلى سإواء
السإبيل.
الهوامش:
44م
المجلة الردنية في الدراسات السلمية ،مج ) ،(13ع ) 1438 ،(3ه2017/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)( وذلك بناء على مقررات المؤتمر الثاني لوزراء مالية الدول السإلمية بجادة في عام )1394هفف1974/م( علفة إنشفاء البنففك السإفلمي للتنميفة، 1
انظر :أسإامة عبد المجايد العاني ،الماصارف السإلماية ودورها في التنماية البشرية ،دار البشائر السإلمية بيروت2015 ،م ،ص .172
)( دليل هذه القاعدة ،قاول النبي " :ل يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه ،له غنمه وعليه غرمه ،أما الضمان بالخأراج ،فهي نص حديث روته 2
أمنا عائشة -رضفي الف عنهفا" -أن رجال ابتفاع غلمفا فأقافام عنفده مفا شفاء الف أن يقيفم ثفم وجافد بفه عيبفا فخأاصفمه إلفى النفبي فرده عليه ،فقال
الرجال :يا رسإول ال قاد اسإتغل غلمي ،فقال رسإول ال عليه وسإلم :الخأراج بالضمان" .انظر :النهاية في غريب الحديث والثر -مففع الفهففارس،
لمحد الدين ابن الثير تحقيق :صلح عويضة ،الناشر :دار الكتب العلمية1997 ،م ،ط .1
(( نوري عبد الودود محمد الماسإؤولية الجاتمااعية والماردود الماالي في عماليات الصيرفة السإــلماية ،اطروحففة دكتففوراه مقدمففة إلففى مجالففس كليففة 3
الدارة والقاتصاد ،جاامعة بغداد للحصول على شهادة الدكتوراه في دارة العمال1994 ،م.
)( الماصدر نفسإه ،ص .187 4
)( لجانة من السإففاتذة الخأففبراء القاتصففاديين والشففرعيين والمص فرفيين ،تقويم الدور الجاتمااعي للماصارف السإلماية ماوسإــوعة تقــويم اداء البنــوك 5
السإلماي ،ط ،1القاهرة ،المعهد العالمي للفكر السإلمي1996 ،م ،ج ،3ص .19
)( الماصدر نفسإه ،ص .159-158 6
)( عبففد الحميففد عبففد الفتفاح المغربفي ،الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك السإلماية ،المعهفد العفالمي للفكففر السإففلمي .د ارسإفات فففي القاتصفاد السإففلمي ) 7
في 2010م.
11
() Abul Hassan,Sofyan Syafri Harahap (2010), Exploring corporate social responsibility disclosure: the case of
Islamic banks. International Journal of Islamic and Middle Eastern Finance and Management Volume 3, Issue 3.
http://www.emeraldinsight.com/doi/full/10.1108/17538391011072417.
)( بففن لحسإ ففن الهف فواري ومهف ف ففدي م ف ففيلود ،الماسإــؤولية الجاتمااعيــة فــي البنــوك السإــلماية بيــن السإـــس و الماماارسإـــات– دراسإـــة حالـــة البنـــك 12
السإلماـي الردني – ورقاففة مشففاركة فففي :الملتقففى الففدولي حف ففول "منظمففات العمففال والمسإففؤولية الجاتماعيففة" الففذي نظمتففه :كليففة العلففوم القاتصففادية
والتجاارية وعلوم التسإيير جاامعة بشار خألل الفترة 14/15 :فيفري 2012م.
)( عبففد الناصففر طلففب الزيففود ،الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك العامالة في الردن ) ،(2010 -2008مجالففة د ارسإففات ،العلففوم الداريففة ،المجالففد ،40 13
)( هيئة المواصفة القياسإية الدولية ) (ISOآيزو ،26000الترجامة العربية ،سإويسإرا ،جاينيف2010 ،م ،ص .3 22
)( صففالح السإففحيباني ،الماسإؤولية الجاتمااعية ودورها في ماشاركة القطاع الخ اص في التنماي ة ،حالففة تطبيقيففة علففى المملكففة العربيففة السإففعودية، 23
بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي حول )القطاع الخأاص في التنمية :تقييم واسإتشراف( 25-23 ،مارس 2009م ،بيروت ،لبنان ،ص .4
)( صحيح البخاري ،(2554) :وصحيح ماسإلم .(1829) :عن ابن عمر- ،رضي ال عنهما.- 24
)( صحيح البخاري ،(2442) :وصحيح ماسإلم .(2580) :عن ابن عمر . 25
)( صحيح ابن حبان (8/171) :عن أبي ذر. ، 26
)( رواه الدار قاطني مرسإل عن ابي سإعيد الخأدري ،ورواه مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى ،جااماع العلوم والحكم ،ج ،2ص .208 27
)( سإيد أحمد عثمان ،الماسإؤولية الجاتمااعية في السإلم ،دراسإة نفسإية ،القاهرة ،عالم الكتب1973 ،م ،ص .4 29
)( صحيح البخاري ،محمفد زهيفر بن ناصفر الناصفر )تحقيفق( ،كتفاب الدب ،بفاب رحمفة النفاس والبهفائم ،دار طفوق النجافاة ،ط ،1ف 1422هفف، 31
حديث رقام ،6011ف .8/10مسإلم بن الحجااج ،صحيح ماسإلم ،تحقيق :محمفد ففؤاد عبفد البفاقاي ،دار الفكفر ،بيفروت1978 ،م ،4/1999 ،رقافم
الحديث ) ،(2586واللفظ لمسإلم.
)( حسإن صالح العناني ،الماسإؤولية في السإلم والتنماية الذاتية ،من اصدارات التحاد الدولي للبنوك السإلمية ،القاهرة ،1980 ،ص .30 32
)( عبد الحميد عبد الفتاح المغربي ،الماسإؤولية الجاتمااعية للبنوك السإلماية ،مصدر سإبق ذكره ،ص .13 33
37
() Dusuki ,Asyraf Wadi & Dar, Humayon (2004), Stakeholders Perceptions of Corporate Social Responsibility of Islamic
Banks,p.393.
)( رواه ابن ماجاة ) (2443وصححه الشيخ اللباني -رحمه ال.- 38
)( صحيح البخاري ،محمد زهير بن ناصر الناصر )تحقيق( ،كتاب اليمان ،باب المعاصي في أمر الجااهلية ول يكففر صفاحبها بارتكابهففا ال 39
بالشرك ،دار طوق النجااة ،ط 1422 ،1هف ،1/15 ،رقام الحديث ).(30
)( الماصدر نفسإه ،كتاب البيوع ،باب منع أجار الجاير ،3/90 ،رقام الحديث ).(2270 40
)( صففبحي محمففد جاميففل ،الماصارف السإلماية والتنماية الجاتمااعي ة ،دور الماؤسإسإ ات الماص رفية السإ لماية في السإ تثماار والتنماي ة 29-27 ، 41
صفر 1432هف 9-7 /مايو 2002م ،جاامعة الشارقاة ،كلية الشريعة والدراسإات السإلمية ،كتاب الوقاائع ،ج ،2ص .510
)( الماصدر نفسإه ،ص .47 42
)(علء الدين الزعتري ،الماصارف السإلماية ومااذا يجاب ان يعرف عنها ،دمشق ،دار غار حراء ،ط 1427 ،1هف2006/م ،ص .158 43
)( لجان ففة مففن السإففاتذة والخأففبراء القاتصــاديين والشــرعيين والماصــرفين ،تقففويم ال ففدور الجاتم ففاعي للمص ففارف السإففلمية ،المعهففد العففالمي للفك ففر 44
)( بنك دبي السإلمي ،تعريف عام ،نشرة ،1994ص .37ماجالة القاتصاد السإلماي ،بنك دبي السإلمي ،العدد ،198ص .52 46
)( بداية الماجاتهد ونهاية الماقتصد) ،لبن رشد( ،ج ،2ص .229 47
) ( سإف ف ففامي حمف ف ففود ،بيف ف ففع المرابحف ف ففة للمف ف ففر بالشف ف فراء ،مجالف ف ففة مجامف ف ففع الفقف ف ففه السإف ف ففلمي ،ج ،5ص ،807نقل عف ف ففن موقاف ف ففع المكتبف ف ففة الشف ف ففاملة 48
./http://shamela.ws/browse.php/book-8356
)( حاشية ابن عابدي ،دار المعرفة ،لبنان ،ط 1420 ،1هف.7-9/6 ، 49
)( الجاارة المانتهية بالتماليك في ضوء الفقه السإلماي لخأالد الحافي ،ص .٦ 50
)( وهبة الزحيلي ،الماعامالت الماالية الماعاصرة ،دار الفكر ،دمشق ،ص .56 51
)( عبد الحميد المغربي ،الدارة السإتراتيجاية في البنوك السإلماية2004 ،م ،ص .194-193 52
)( ارئففد نصففري أبففو مففؤنس ،تماويــل خــدماات المانــافع فــي الماصــارف السإــلماية ،دار الرض فوان للنشففر والتوزيففع ،الردن2013 ،م ،ص ،189 53
.225
)) الماصدر نفسإه ،الفصل الخأامس. 54
55
() http://www.islamfeqh.com/Kshaf/Navigate/ViewDecisionDetails.aspx?DecisionID=1180&SubjectID=1104.
56
(( http://www.ameinfo.com/ar-10742.html.
) ) البنك السإلمي الردني ،تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية 2014م ،ص .30 57
)( التقرير السإنوي للبنك السإلماي الردني للعام 2014م ،ص .25 61
)( البنك السإلمي الردني ،تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية ،2014ص .43 62
)( البنك السإلمي الردني ،تقرير الماسإؤولية الجاتمااعية 2014؛ جاريدة السإبيل في .14/5/2015 65