Professional Documents
Culture Documents
الديِنن والةفلَ ة
المقعمدمة
ضيِاع الةذات
مصدر المشكلت كلَلةها
محنععة هععذه المععة واحععدةا ،إوان ت ارئععت لهععا جعوانب قععد تبععدو منفصععلة ومسععتقلة بعضععها عععن بعععض .وربمععا كععانت المحنععة الفلسععطينية أو محنععة مععا
يسمى بالتخلف عنها أبرز هذه الجوانب وأخطرها .غير أنها ل تعدو أن تكون واحدةا من فروع كعثيرةا أخعرى ،ينبثعق جميعهعا منعة جعذع واحعد ل
ثاني له.
ل.
وقد كدنا نضيع بين تلفيف هذه الفروع ولغصان المتشابكة .بل لعل كثيرين مناقد ضاعوا فع ل
منذ سنوات طويلة ،ونحن نحبس أنظارنا وتأملتنا عند رؤوس المشكلت والمصائب التي تطوف بنا دون أن نحرر أنفسنا يومعال معا مععن سعجن
هعذه الفعروع المتشععابكة ،لنسعبر أغوارهععا ،ونصعل إلعى جععذعها وجعذورها .فكيععف نطمععع ان نحعل هععذه المشعكلت ،ونحعن واقععون منهععا وسععط هعذا
التيه؟
من أين نبدأ ،إوالى أين ننتهي؟ وأنى هي النقطة المحورية التي تحدد لنا كلل من طرفي البتداء والنتهاء؟
أنبدأ المعالجة من مشكلة التجزئ والفرقة ،أما من مشكلة التخلف العلمعي والتقنعي ،أما مععن مشععكلت الفقععر والتخلععف القتصعادي ،أما معن مشعكلة
ضياع الوطن والرض ،أما من مشكلة الضطراب الفكري وأزدواج الرأي والسلوك؟
كل هذه المشكلت مصائب)متواضعة( في جسما هذه المة .ما في ذلك ريب .ولكن السؤال المحير هععو :عنعد أي واحعدةا معن هعذه المشععكلت
يكمن منبع سائر المصائب والمحن الخرى؟
والجواب أن هذه المصائب كلها فروع متساوية لمصيبة كعبيرةا هي فعي الحقيقعة أهعما وأخطعر منهعا جميععلا .إل انهعا مصعيبة خفيعة ل تطفعو على
السطح ،بل تختبئ في العماق ،فل حيلة في السعي إلى إبرازها واضععحة للعيععن المجععردةا وأمعاما أصعحاب النظعرةا السعطحية للشعياء.ولعو بقيعت
هعذه المعة قرونعال متطاولعة ،وهعي تقرع مصائبها السعطحية هعذه واحعدةا بعأخرى ،وتعالعج كلل منهعا كمعا يعالعج الرجل شعقوق بنعاء أقيعما علعى غيعر
أساس ،لما جاءت جهودها بأي طائل ،ولظلعت تهعوي معن ضععف إلعى ضععف ،ولبقعي الععدو المعتربص بهعا يعزداد تمكنعال منهعا واسعتلبال لعذخرها
ومقدراتها ،حتى يحين منها التفاته جادةا إلى جذورها المعضلة واساس المحنة ،ثما تعكف بصدق على معالجة تلك الجععذور ،عندئععذ يمكععن أن
يقال :إنها عثرت أخي الر على الشعلة الهادية وسط الظلما ،وعلى الباب الذي يخرجها من سجن تلك الدائرةا المغلقة.
فما هو ذلك الجذع المستصلب الغليظ الذي تتوالد منه فروع هذه المحن كلها؟
إنه ،وبكلمة بسيطة وموجزةا :ضياع الذات.
نعما ،ضياع الذات هو الجذع المستصلب الخطير الذي انتشرت منه في كل الجهات فروع وأغصان من المحن المتنوعة التي ل حصر لها.
إوانما اشدد على هذه الكلمة ،وأأكد أنها ع على الرغما من بسعاطتها وسعهولة معا تعدل عليعه ع هي ينبعوع مصعائبنا كلهعا ،لننعي أعلما أن كعثي الر ممعن
حبسوا عقولهما وسط رقعة من شطرنج السياسة ،أو عودوا أفكارهما وأعصابهما على الدوران النظامي الربيب ضعمن العدوائر المغلقعة ،ل يقيمعون
لهذه الكلمة ول لمدلولها أي وزن .إنهما ل يزالون يتوهمون ع حتى بعد أن أنهكتهما التحركات السياسععية ودوختهعما المنعاورات الععتي تظعل تعراوح فعي
مكانها ع أن جذور هذه المحن كلها إنما تتمثل في إرادةا الدول العظمى والتحركات السياسية الكبرى ،أو في الجمود عند الفكار العتيقة!
إوانما يغذي هعذا العوهما لعدى أصحابه ،تقعادما انحباسعهما في قعاع تحركعاتهما الدائريعة المغلقعة العتي ل يسعتبين فيهعا بعدء معن ختعاما ،ول يتضعح فيهعا
الفرق بين أثر ومؤثر أو نتيجة وسبب!
وربما غذاه لدى فئات أخرى من الناس أنهعما اسعتمرؤوا المحنعة وتفيعؤوا منهعا ظللل وارفعة أنعشت أهعواءهما وحققعت الكعثير معن رغعائبهما .فهما ل
يتأففون منها إل بمقدار ما ينشطون في السعي ابتغاء نيل ثمارها واكتساب آثارها.
غيععر أن هععذا كلععه مععا ينبغععي أن يحجععب عنععا الحقيقععة الجاثمععة أمععاما أنظارنععا ومععا ينبغععي أن يجعلنععا نتغاضععى عععن مصععدر البلء وجرثومععة هععذه
الم عراض .ل سععيما وقععد ت اركععما حصععاد هععذه المصععائب أمععاما أعيننععا ،كععأخطر مععا يمكععن أن تبععدو عليععه مصععائب أمععة مععا ،فععي أي عصععر مععن
العصور.
ألما تتفكك من بقايا القوى وتتحول إلى انكاث؟
ألما يتمزق ما بيننا من صلت القربى ورحما اللما والمال؟
ألما تتبعثر ثرواتنا القتصادية مواد وأدوات أولية في أسواق الصناعات الجنبية ،لترتد إلينا إغللل تصفنا حتى العناق؟
ألما تتعاظما نواةا الحتلل الصهيوني تحت أسماعنا وابصارنا حتى ضربت لها جذو الر في عمق بلد الشاما ،وأقامت على أرضنا المقدسة أوتادال
من القوةا ،ل تبلغها قوى هذه المة جمعاء؟
ألما يتحول كيدنا لها وصمودنا ضدها الى الكيد لنفسنا والتربص ببعضنا ،حتى استحر الموت منا بعشرات اللف؟
إذن فهل يجوز أن نبقى ع وهذه هي حالنا ع رهن الحتباس على رقعة شعطرنج تتلعععب بهععا ايعدي سياسعة تسععتطيل معن أجعل المحنعة فعي انتظعار
انمحاقنا ،أو أن نبقى ضمن دائرةا مغلقة نطوف فيها حول محور الوهما ،ونقطع في تطوافنا حوله آلف الميال؟
إن جزءال يسي الر من آلما هذه المصائب ،من شأنه أن يوقظ النائما وينبه السادر ،فكيف إوانعه ليعس بععذلك الجععزء اليسعير ولكنععه كعل هععذه المصعائب
واللما.
***
ل.
لبد أن نخرج من المأزق أو ل
إوانما الخطوةا الولى إلى ذلك أن نستيقن بملء عقولنا أن مرد المصائب التي حاقت بهذه المة ،إنما يتمثل في كونهعا تعيعش اليعوما ضعالة ععن
ذاتها.
ويقيننا الذي لريب فيه أنها إن لما تهتد إلى ذاتها وهويتها ثما تعكف بجد على تحقيق مقومات هذه الذات ،فإن إضعافال كثيرةا أخرى من الجهععود
العشوائية قد تبذل دون أي فائدةا تجنى.
وماذا نعني بالذات؟ إننعا ،بحكعما البداهعة ،ل نعنعي العذات البشعرية العتي تتكعون معن مقومعات النسعانية العامعة العتي يتسعاوى النعاس جميععال فيهعا.
إوانمعا نعنععي المقومعات الفكريعة والعتقاديععة ،ومعن ثعما السعلوكية الععتي نسعجت ذاتيتنععا الحضعارية وأورثتنعا لععدى التمسععك بهععا كعل مععا كنعا نملكععه إلعى
المس القريب من الثروات الهائلة و القعوةا ال ارسعخة والحضارةا العتي ل نعزال نتبعاهى بأمجادهعا العدابرةا ،ونكعرر العترنما بحكاياتهعا فعي رقعى وتمعائما
ونتمسح بها ونسميها التراث!..
فما هي هذه المقومات؟
إنها تتمثل في أصول اعتقادية شرحت لنا حقيقة الكون والنسعان والحيعاةا ،وملت بعذلك ساحة فراغنعا الفكعري والنفسي .وهعا هعو ذا سعجل هعذه
الصول العتقادية جاثما أمامنا ،وأسمه :القرآن.
ثما إن وحدةا العتقاد كان لبد لها أن تثمر وحدةا السعلوك المنسععجما مععع واقععع كعل مععن الكعون والنسععان والحيععاةا .ثعما كععان لبعد لهعا أن تثمععر وحععدةا
المة ،وأن تضفر جهودها وتجمع أمرها من شتات.
ثععما كععان لبععد لهععذه الوحععدةا أن تفجععر ينععابيع كنوزهععا وخيراتهععا ،وأن تيسععر أسععباب نموهععا وسععبيل السععتفادةا منهععا .وكععان لبععد ان تععوجه العقععول
والفكععار ،فعي تناسععق دائععما ،إلععى تعميععق المعععارف والعلعوما ،وأن توسععع نطععاق الثقافععة بأنواعهععا ..فكععان مععن ذلععك كلععه مععا نسععميه اليعوما :الحضععارةا
السلمية.
لقععد تحقعق ذلعك كلعه ،فعي اقعل معن ثلعث قععرن مععن الزمعن ،فعي كلءةا دقيقعة معن اصععول العقيععدةا السععلمية العتي كععونت ذاتيععة هعذه المعة وأعطتهعا
سماتها وخصائصها الحضارية المتكاملة.
لول العقيدةا الصحيحة الراسخة في كيان هذه المة ،لما تحققت لها وحدةا بعد طول ما عانته من فرقة وشتات؛ ولول هذه الوحدةا لما تكونت لهعا
ق عوةا تتحصععن فيهععان ولععول هععذه الق عوةا لمععا امتععدت لهععا مععن الرض أوطععان فسععيحة ،ولمععا تععأتى لهععا أن تسععتثمر شععيئال مععن ذخرهععا وخيراتهععا ،الععتي
اختصها ل بها من دون سائر الناس.
هكذا ينطق تاريخ هذه المة.
إوانه لمنطقي ويدركه كل ذي عقل متحرر من عصائب العصبية والهواء ،بععل هعو ألعف بععاء واقعنععا التعاريخي ،العذي ل يتماسععك عليععه أي لبعس
أو اضطراب.
ثععما إنععه المنطععق الععذي تععأمله فوعععاه أعععداؤنا الععذين كععانوا ،ول ي ازلععون ،يتربصععون بنععا الععدوائر ..لععذا فقععد خططعوا للمكيععدةا ولععما يسععيروا إليهععا بشععكل
عشوائي .لقد بدؤوا أولل بإفساد الجذور.
ودونك فاقراء تاريخ الستعمار البريطاني وتأمل فلسفة المواجهة الستعمارية للمة العربية والسلمية ،فيمعا كتبعه رسعل السعتعمار البريطعاني
أنفسهما .اق أر ما كتبه)لورنس( في كتعابه )اعمعدةا الحكمعة السعبعة( وتعأمله وهعو ينتشعي بعذكر مكائعد حكعومته وأحبيلهعا العتي لعبعت بهعا علعى هعذه
المة ،من اقصى حدود العراق إلعى الشاما العى أطعراف الجزيعرةا العربيعة .وأقع أر معا كتبعه اللعورد كرومعر في معذكراته ،وهعو يتحعدث ععن مثعل هعذه
المكائععد واللعيععب ذاتهععا ،وكيععف نفععذ بهععا إلععى عقععول العععرب والمسععلمين فععي ربععوع مصععر والسععودان .ثععما أق ع أر إلععى جععانب ذلععك مععذكرات حععاييما
وايزمن ،التي يذكر فيها كيف خطط لقامة الوطن اليهودي في ربوع فلسطين بالتعاون مع هذا التدبير الستعماري ذاته.
إقع أر وتأمععل.و لتعلععما كيععف ظععل العمععل منسععقال بيععن كععل مععن بريطانيععا والمنظمععات الصععهيونية ،وكيععف كععان يسععير فععي نفععق خفععي ل يبععدو منععه فععي
الظاهر شيء طوال أحقاب من الزمن.
لقد كانت الجهود كلها متجهة إلى تفريغ ذهن الشخصية السلمية من المضععمون العتقعادي الحعي ،ذلعك المضععمون العذي ظعل يشعكل العمعود
الفقري لوحدتها الراسخة وقوتها المتنامية.
ولك ععي تس ععير العملي ععة به ععدوء ونج ععاح ،ول تس ععتيقظ الم ععة العربي ععة والس ععلمية علععى لواع ععج الفع عراغ الفك ععري ال ععذي س ععتفاجأ ب ععه ،أخ ععذ الس ععتعمار
البريطاني ،مستعينال بكل طابيره ورسل ،يستل مقوماتها العتقادية بيد ،ويضع في مكانها روابط القومية والعنصرية بيد اخععرى .ليكععون لهععا مععن
اشععتغالها بهععذا المععر الثععاني مععا ينسععيها فقععدها لعععز مععا كععانت تتحصععن بععه وتلتقععي عليععه ،ثععما ليكععون مععن هععذه النقلععة خيععر مقدمععة للسععير بهععا إلععى
العلمانية المقترحة[1]1فلما تما ما اراد )كما يزدهي بذلك اللورد كرومر في مذكراته( استحالت عقيدةا هذه المة عن الكون والنسان والحياةا ،إلى
مزق من التقاليد والطقوس الميتة ،وأقيمت على اطللها روابط العصبة والعصبية الجاهلية ،وأخذ يتجه السععتعمار البريطععاني ،ومععن وراءه مععن
المنظمععات الصععهيونية الناشععطة إلععى طععوق الوحععدةا العربيععة والسععلمية الععذي اصععبح قائمعال فععي الععراء ،بعيععدال عععن كععل وقايععة وح ارسععة ،فحطمهععا
بأيسر جهد .وكانت أداته في ذلك قوتين اثنتين :إحداهما القوةا الخارجية ،وهي قوةا ثانوية في خطورتها وبعد ثأثيرها.
[1]1من العملوم أن كلل من العمروبة والسإلم ،كانا وال يزالن متلزامي.ن فل يصلح واحد منهما بدون الخآر.ن وإنا كان عمل السإتعممار البيكطان متمثلل ف الفصل بينهما وماولة نسخ كل منهما بالخآر.ن
والثانية قوةا داخلية ،وتتمثل في العواصف والشقاقات المذهبية التي اهتاجت داخل كيان المة ،في أعقاب الفراغ الفكري الذي منيت به .إوانما
كان ينفخ في نيران هذا الهياج طوابير معينة معروفة ،تصطنع الوطنية ظاه لرا ،وتنفذ المخططات العتي تععما اتخاذهععا فعي المععؤتمرات الصععهيونية
باطنلا.
بهذه المساعي الخفية استطاعت بريطانية ان تحقق وععدها العذي قطعتعه على نفسعها لليهوديعة والصعهيونية العالميعة .وبهعذه المسعاعي تحعولت
وحدةا المة العربية والسلمية إلى شقاق ل ينتهي وتصدع ل يلتئما.
وبهذه المساعي بسطت الصهيونية سلطانها على فلسطين ،ثما راحت تتخذ منها منطلقال وقاعدةا لصطياد أوطان أخرى لها ،هنا وهناك.
وبهذه المساعي تحولت كنوز هذه المة وخيراتها إلى مغانما سخية استقرت في جيوب الناهبين.
وبهعذه المسعاعي تقععوض بنيعان الحضعارةا السعلمية ،واسعتحالت إلععى انشعودةا ذكعرى ،فعي أفعواه الحعالمين الكسعالى ،وعععادت بلد المعة وأسعواقها
مجرد )فاترينات( لعرض منجزات الحضارةا الغربية في أحط أنواعها وأشكالها.
ومع ذلك فلنتساءل ،أحقال أننا اليوما قد استيقظنا على آلما جراحنا .وبتنا ننشد السبيل الصحيح لستعادةا الحق ولما الشعث ،إواصلح الحال؟
إذن ،فمن البديهي ان علينا أن نبدأ في السير إلى إصلح الحال من حيث تما السبيل إلى إفساده.
أي لبد من القضاء على الفراغ الفكري الذي منينا به على أيععدي أعععدائنا .ول يتععما القضعاء علعى هعذا الفعراغ ال بإععادةا الصعورةا الصعحيحة إلعى
اذهان هعذه المعة ععن واقعع الكعون والنسعان والحيعاةا .ول بعد أن تتععاون في سعبيل إععادةا ترسعيخها سعائر الجهعود التربويعة والعلميعة علعى كعل
المستويات ،تمامال كما تما إفساد هذه الصورةا من قبل المساعي الستعمارية بسائر الجهود المتنوعة وعلى كل المستويات.
فإذا تما القضاء على الفراغ الفكري ،وعادت العقيدةا السلمية تمل )حية نابضة( جعوانب السعاحة الذهبيعة لهعذه المعة ،فيلسعوف تعععود فتتلقععى
الجوانب المتباعدةا لدائرةا وحدتنا العربية والسلمية من جديد بشكل ذاتي ومن أيسر طريق.
بقطع النظر عن الشكل أو السما الذي قد يتسما به الطار الذي تتجلى فيه هذه الوحدةا.
وفععي ظععل الوحععدةا تتضععافر القععوى ،وتتلقععى الععثروات ،وتتناسععق الجهععود وتزدهععر المعععارف والعلعوما ،وتحععل المشععكلت وتتبععدد المحععن واحععدةا إثععر
أخرى.
والناس ،كل الناس ،يمجدون الوحدةا ويهتفون بها باللسن أو على الورق.
ولكن ما عجبت لشيء ،كعجبي من حال من ينشد وحدةا المة ويدعو إليها ،وهو يرى الفكار والمذاهب المتصارعة تهيععج وتمععوج داخععل كيععان
المة ،وتحيلها إلى فرق متعادية ،ثما ل يتحرك للقضاء على مصيبة هذا الفراغ الذي هيج في داخلها موجبات التفرق والشقاق قبل كل شيء.
وقديمال علمنا كتاب ربنا عز وجل أن وحدةا المة ل تلتقي إل على محعور جامع ،ول يتمثعل المحعور إل فعي اليقيعن الفكعري الشامل العذي يتبنعى
صورةا متكاملة عن حقيقة الوجود كله .أولما يقل لنا) :واعتصموا بحبل ال جميعال ول تفرقوا ،واذكروا نعمة الع عليكععما إذ كنتععما أعععداء فعألف بيععن
قلوبكما (..آل عمران .103
فانظر كيف أمر بوضع المحور أولل وهو العتصاما بحبعل الع ،المتمثعل فعي بنيعان العقيعدةا المتكاملعة والجتمعاع عليعه ،ونهعاهما ععن الععراض
عنه ،كي ل يزجهما ذلك في ضيعة وشتات .ولو أنه أمرهما بالتحاد وعدما التفعرق ،قبعل أن يضععع أمعامهما المحععور الجعامع ،لكعان ذلععك عبثعال معن
القول ،ولكانت محاولة الوحدةا أشبه بمن يريد أن يرسما دائرةا متكاملة دون أن ينطلق إلى تكويرها من نقطة محورية ثابتة.
وكععثيرون هععما الععذين يؤمنععون بهععذا الكلما علععى الصعععيد النظععري ،وفععي ميعزان التحععاكما إلععى المنطععق وواقععع التجععارب المحسوسععة المنبثععة مععن كل
خطععي الطععرد والعكععس .غيععر أن جععل هععؤلء المقتنعيععن ،يعجععزون عععن تحويععل قناعععاتهما هععذه إلععى سععلوك وتطععبيق ،س عواء بععالنظر إلععى الرغبععات
الفردية أو الجهود الجماعية.
وسبب هذا العجز أنهما يتصورون سبيل السعي إلعى تطععبيق قناععاتهما متمثلل فعي بععذل جهععود اجتماعيعة ومعانعاةا حضعارية ،والصعطباغ بأفكعار
ثقافية والتجميل بمذاهب فلسفية! ومن المعلوما أن هذه المساعي ل تفيد في تحقيق هذا الهدف شيئلا ،بل ل تزيد أصحاب هذه الجهود إل تفرقال
وضياعلا.
ول بد أولل من العثور على وحدةا الدارةا الفعالة ،ول يتما العثور عليها إل من خلل استعادةا تحقيق الذات.
إن لنا هوية معينة من وراء كوننا بش الر يعرفها الفلسفة قديمال بالحيوان الناطق .وما لما نعرف هويتنا هععذه ولععما نسعع إلعى رعايتهععا وحمايتهعا معن
الضععياع ،فععإن الثقافععات المتنوعععة والمععذاهب الفكريععة والفلسععفية لععن تزجنععا إل فععي متاهععات وخصععومات ل نهايععة لهععا .إوان بوسعععنا أن نعععثر علععى
هويتنعا الجامعععة لنعا والموحععدةا لفكارنععا وثقافاتنعا لععدى وقفعة يسععيرةا أمعا معرآةا العذات .هعذه المعرآةا العتي تنطععق ،بوضععوح مععا بععده وضععوح ،اننععا عبيعد
مملوكون ل عز وجل ،وأننا النخبة المكرمة من مخلوقاته التي سخر ال لها الكثير من مكوناته ،وأقامها على مهمة متميزةا في مملكته.
إن كل ما يدخل تحت معنى المساعي والنشطة الحضارية ،اقل من أن تخلص هذه المة من محنة الفراغ الفكري والنفسي ،لتضفر بعد ذلععك
جهودها على طريق الوحدةا الحقيقية .ولكن هذه المساعي والنشطة الثقافية والحضارية ستغدوا جندال مخلصعال وأمينعال لتحقيععق ذاتيتهععا واسععتعادةا
وحدتها ،إن بدأت قبل كل شيء باستعادةا هويتها ثما النطلق منها إلى النشطة الثقافية والعلمية والحضارية المختلفة.
وآية هذا الذي نقول أن أمتنا العربية والسلمية ،لما يتح لها أن تبني تاريخها الحضاري المجيد ،من خلل مساع حضارية أو جهود علميععة أو
ثقافية ،إوانما أتيح لها أن تنهض نهضتها التاريخية المجيدةا تلك من خلل عثورها علعى هويتهععا ،ثعما إيمانهععا ال ارسععخ بتلعك الهويععة .إوانمععا جعاءت
المساعي الخرى بعد ذلك.
وليس معنى هذا أنها لما تحتج إلى أن تغذي ذاتها وأفكارها بالمعارف والعلوما ،إوانما المراد أن استمساكها بهويتها كعان الساس الصعلب لمعا قعد
أشادته فوق ذلك من صرح المعارف والثقافات والعلوما ،فلول استمساكها بهويتها ولول اعتزازها بها ،لما قاما شيء من ذلك الصرح ،ولتهاوى أو
أنزلق كما ينزلق بناء أقمته على آكاما من الرمال .وهو ذاته الذي يجري في حياتنا اليوما!
وأزيد هذا الكلما إيضاحال فأقول :إن الصرح الحضاري الذي نهض ذات يوما شامخال ارسعخال لهعذه المعة ،إنمعا تعما ترسعيخه معن خلل يقيعن دينعي
عززه علما يؤيده وسلوك يتفق معه .ولقد كان هذا اليقين الديني من الصفاء والخلوص عن الشوائب ،بحيث لما تكن آثارهععا الحضععارية مقصععودةا
أو ماثلة في نفوس اصحاب ذلك اليقين أي فما سخروا يومال ما قناعاتهما الدينية ويقينهما اليماني لخدمة اهداف حضععارية أو مطامععح سياسععية.
بل إن ال تعالى لما يكرمهما بتلك الثمار والنتائج الحضارية ،إل جعزاء إخلصعهما لعدين لعوجهه ،واهتمعامهما بعالمثول أمعاما معرآةا العذات تجاوبعال معع
هويععاتهما وانسععجامال مععع واقععع عبععوديتهما ل ع عععز وجععل .فكععانوا فععي الحقيقععة والواقععع مظه ع الر أمين عال لقععول ال ع عععز وجععل):ومععا أمععروا إل ليعبععدوا ل ع
مخلصين له الدين( البينة .5
ولععو ابتغعوا بععديونتهما لع عععز وجععل كسععبال حضععاريال أو تفوقع لا أقتصععاديال مث ل
ل ،لععدخل بععذلك الزغععل فععي جععوهر الععدين ولتطععوى علععى خديعععة ومكععر،
ولكان ذلك سببال لمقت ال لهما ،بدلل من أن يكون طريقال إلى انتصارهما.
إذن ،فاستعادةا هذه المة لكينونتها الذاتية بالتفصيل الذي ذكرناه ،رهن بإقامة قاعدةا صلبة من الدين الحعق نععبر معن خللهعا ععن عبوديتنعا لع
عععز وجععل يقينعال وسععلوكلا ،بطواعيععة وصععدق .فعلععى هععذه القاعععدةا الصععلبة ،دون غيرهععا ،ينهععض صععرحنا الحضععاري المنشععود ،وانطلقعال مععن هععذه
القاعدةا نتخلص من مصيبة الفراغ الفكري ،ونسترد وحدتنا المنشودةا ،ومن ثما تتلحق متوالية بقية حلقات السلسلة الحضارية بطواعية ويسر.
والخلصة ،أن السلما الحضاري الذي نفتتن به اليوما ،ل ينهض إل على السلما التديني الذي نعرض عنه اليوما .علما ذلععك مععن علعما وجهلععه
من جهل .والتاريخ الغابر مع التجارب الحاضرةا خير شاهد على ذلك.
***
وبعد ،فقد هذه المقدمعة كلهعا ،ليعزود منهعا القارئ بمعا يكشعف ععن الحجما ،أو العسعب الحقيقعي للمشعكلة الكامنعة فعي فكعر إنسانا قبعل يجععل معن
الفلسفة اليونانية ،في مورثاتها القديمة ،أو مآلتها الغربية الجديععدةا ،حاكمعال علعى السععلما وحقعائقه ،بعل حطامعال علعى المنطعق العقلعي مععن حيعث
هو.
إن المسألة قد تبدو على أنها مظهعر للتحعرر العقلعي معن النتمعاءات الدينيعة والمذهبيعة المقيعدةا ،أو أنهعا تطلعع إلعى آفاق الفكعر المطلعق ،والعلعما
المتحرر عن كل قيد .وما أكثر ما فهمها أناس على هذا النحو.
ولكنها تنطوي في الحقيقة على نقيض ذلعك إوان المشعكلة الكامنعة فعي فكعر هعذا النسعان ،أنعه ضعال وتعائه ععن هعويته ،ومعن ثعما فهعو يععاني معن
فراغ نفسي ،في مجال تحقيق العذات .ومعن أهعما أسعباب الوقعوع في هعذا الضعلل أو العتيه ،التربيعة الجانحعة العتي يتلقاهعا مثعل هعذا النسان منعذ
نعومة اظفاره ،إذ ينشأ بعيدال عن معينة التاريخي والثقافي مفصولل عن أحاسيس فطرته ونداءاتها.
وكلنا يعلما أن الفلسفة اليونانية مرآةا للهوية اليونانية ،قبل أن تكون ميزانال لسلمة الفكر النساني.
ولذلك فإنك ل تكاد ترى هذا النسان مقبلل إلى نفسه إوالى المتداد الثقافي والتاريخي في ذاته قط ،إذ هو ل يحس بشيء من هذا التصعال أو
المتداد .ومن ثما فهو يحرض على أن يستكمل ذاته بغيره وأن يستعض عن وجوده الفكري والثقافي بأفكار الخرين وثقافاتهما.
إنععه ل يتصععور أن يجععد فععي تاريععخ الفكععر النسععاني بععديلل عععن فكععر أرسعطو وأفلطععون وأمثالهمععا ،ل يتصععور أن يجععد نسععيجال تحعاك منععه حضععارةا
إنسانية حديثة ،سوى نسيج الفكر الغربي ،ذلك ما ينطوي عليه ويجر إليه.
وهو لما ينته إلى هذا القرار بعد معاناةا في التعرف على جوهر السلما وحضارته ثما مقارنة بينهمعا وبيعن نسعيج الفكعر الغربعي سعواء فعي تعاريخه
الفلسفي القديما أو آثاره الحضارية الحديثة.
ل ..ولكنععه إنمععا أنتهععى إلععى قع ارره هععذا مععن خلل جهلععه بععذاته ،ومععن ثععما مععن خلل إع ارضععه عععن أي تبصععر بحقيقععة السععلما وتععاريخه ومقومععاته
وثقافته.
إنه محشو إعجابال بالخرين ،لنه محشو جهالة بذاته وانتقاصال لها .ومهما كان هذا الذي هو معجب به لدى الخرين ،في حقيقته ،سععجنال مععن
الذل يحيط به فإن توهمه بأنه أبن للعراء الذي قضي عليه أن يضيع ويتيه فيه ل يجعله يرى ذلك السجن المهين الذي يطوقه إلى قص الر باذخال
منيفلا ..يرتع فيه!
وهكذا ،فإن هؤلء في حقائق السلما ،ل يصدر عن مجرد جهالة منهما بها ،إوانما يصدر أيضال عن استكبار منهما عليها وعن تععأت للنصععياع
لها .إوانما يثور استكبارهما هذا من جهلهما بعبوديتهما ل عز وجل ،ومن ثما من جهلهما بربوبية ال تعالى ومالكيته المطلقة لهما.
وهذا ما نعنيه بضياع الذات ،الذي هو أصل المشكلت ومصدرها.
فلو عرف هذا المجادل باسما العلما والفلسفة والمنطق ،انه عبد مملوك للخالق الوحد عز وجل ،لهدته معرفته هذه لنفسه إلى معرفة الوهيععة الع
عز وجل ،ول بد عندئذ أن تمل هذه المعرفة قلبه بحكمة ال وعدالته ورحمته .ول بد أن تمتص هذه الثقة كل شك وريبة تجاه بيان ال وق ار ارتععه
وأحكامه ،كما ل بد لها بالمقابل ان توجه شوكه وريبه كلها إلى تلك الفلسفات والفكار التي كان يدين لها بل يقدسها ويقيعد عقلعه منهعا بعأغلل
وآصار.
***
اما البحث الذي يلي هذه المقدمة ،فنقاش وجهته ذات يوما لواحد من هؤلء الذين حدثتك عنهما ،لقد كان يومهععا رئيسعال لقسعما الفلسعفة فعي جامععة
ما من جامعات بلدنا العربية.
وكان الرجل يرى في الفلسفة الغريقية القديمة وما قد توالد عنها من الفكر الغربي الحديث ،ما يغني عن كل دين..
وكان الرجل يأخذ على الدين ع أي السلما ع انه لما يتتلمذ على الفلسفة وأساتذتها ،فضل السبيل إلى اهدافه التي ابتغاها .ولو انه لما يقحما نفسه
فيمععا لشععأن لععه فيععه ،مععن معالجععة أمععور فكريععة واجتماعيععة ،تخععص الجهععد الفلسععفي دون غيع عره ،إذن لحلععت مشععكلت كععثيرةا نعععاني منهععا فععي
مجتمعاتنا العربية والسلمية اليوما.
ل يهمني أن أكشف عن هوية هذا الرجل ،إذ ل مصلحة لنا في ذلك ،بل لعل الرجل غير من رأيه ،وعاد الى رشده
مهمععا يكععن ،فععإن القصععد إنمععا هععو مناقشععة أفكععار وتصععورات تائهععة ،يتوارثهععا محععترفو الغععزو الفكععري فععي بلدنععا ،ثععما تنتشععر عععدواها فععي أوسععاطنا
الثقافية وتسري إلى كثير من الفكار النظيفة التي ل هما لها إل البحث عن زاد طهور من الثقافة والعلما.
فأنا ل اهدف ،من خلل عملي هذا ،إلعى أكعثر معن تحصعين افكار الجيعل)ومعظمهعا أفكار سعليمة ونظيفعة(ضعد هعذا الوبعاء العذي يهيجعه رسعل
الستعمار الفكري فيما بيننا ،تحت شعارات وأسماء كثيرةا شتى.
أما بطل هذه المناقشة الذي أروي للقارئ حديثه وأفكاره ،وأواجه بحواري معه ومناقشتي له ،فلعله يعذرني في إععادةا روايتهععا ،إذ هعي قعد نشعرت
من قبل على كل حال ،هذا إن كان ل يزال يتبنى أفكاره تلك ويدافع عنها .أما أن كعان قععد تحععول عنهعا إلعى الحعق الععذي لبععد أن يععود إليععه كععل
ذي فكر موضوعي باحث عن الحقيقة الصافية عن الشوائب ،فلن يعدو حديثي الحواري هذا أن يكون في مضمونه دعوةا معه إلى هذا الحق.
إوانععه ليسعععدني أن نلتقععي مع عال ع ع ولععو بالمشععاعر والفكععار ع ع علععى طريععق الععذود عععن الحقيقععة والسعععي إلععى تحصععينها ضععد سععائر المعك عرات مععن
الغراض والهواء.
وال هو المستعان أن يجمعنا على الحق ،ويجعلنا جندال لحمايته ورعايته.
[4]4نستغفر ال من هذا اللغو الذي اضطرنا إليه تصوير التهافت العمجيب الذي يتمرغ فيه صاحب هذا الكلم من حيث يوهنا أنه اسإتاذ ف النهجية و 0النطق الدقيق(ي.ن
والقصععور والهعواء( علععى حععد تعععبيره ،فسععلك بععوحيه إليهععما سععبيلل لعما يصععل إليهععما إل وهععو مندمععج فععي الكيععان النسعاني ممععزوج بمظععاهر قصععوره
وأخطائه؟
ال يعلما هذا الكاتب ع وهو رئيس قسما الفلسفة ع أن ال عز وجل إن كان قد بلغ به العجز إلى حيث ل يستطيع أن يبلغنا وحيه بمععا يتضععمنه مععن
تعليمععات إل ممزوج عال بش عوائب البش عرية مسععتهلكال وسععط كععدورات الضعععف والعجععز النسععاني ،فمععن المحععال أن يكععون إله عال بععل مععن المحععال أن
يتسامى بأي درجة على عباده الذين تنبهوا من حيث لما يتنبه ،وعلموا من حيث لما يعلما.
اصحيح بعد هذا كله أن يكون هذا الكاتب موقنال بوحي ..وبآله؟
أليس هذا كمن يخادعنا فيقول :من خلق ال؟
يسميه :ال ،شأن من يؤمن بعه ويعوقن بوجعوده ،ثعما يسعأل السعؤال المنعاقض ليمعانه هعذا فيقولعك معن خلقعه! وقعد علما كعل عاقعل حعتى معن سعذج
الناس وبسطائهما أن ال عز وجل هو إلعه الكعون ،خعالق غيعر مخلعوق ،صانع غيعر مصعنوع ،وأن وجعوده لبعد أن يكعون معن ذاتعه ل فيض ال معن
غيره.
اجل ،إنه لون مكشوف وممجوج من الخداع.
والعاقعل العذي يتصعور أن الع معن العجز بحيعث ل يسعتطيع أن يبلعغ أخبعاره وتععاليمه لعبعاده صافية ععن العدخيل والشعوائب ،لبعد أن يعدرك في
الوقت ذاته ان هذا الكائن الذي يعاني من هذا العجز ليس بإله.
إواذا كان هذا ما لبد أن يدركه كل عاقل ،فهو ما لبد أن يدركه ع من باب أولى ع رئيس قسما الفلسفة.
ولكن رئيس قسما الفلسفة يصر ،على الرغما من هذا ،بأنه معؤمن بعالوحي ،ومعن ثعما معوقن بعال ععز وجعل ،ويحعذرنا معن أن نتهمعه بخلف ذلعك،
إنه يصر على هذا كله كي يتسنى له اتهاما ال عز وجل بالجهل والعجز ،ثما كي يتسنى له البرهان على أن وحيه هذا غير معصوما وأنععه غيععر
صالح لكل زمان ومكان.
وكأن الرجل ل يشفى غليله أن يزعما بأن ال ل وجود له ،ومن ثما فل وجود لما يسمى بالوحي اللهي ،إوانما الذي يشفي غلته أن يقول لنا ،بععل
أن يعلمنععا ،أن لع وجععود وان لععه وحيعال خععاطب بععه البشععر ،ولكنععه إلععه عععاجز مغلععوب علععى أمعره ،لععما يسععتطعه أن يوصععل وحيععه إلينععا إل مسععتهلكال
متبددال في بشرية الرسل والنبياء المطوية على الضعف والعجز .فهل سمعت بتلبيس وتدليس ومراوغة عن الحق اوضح من هذا واعجب.
ومععع ذلععك فععإن بطععل هععذه المراوغععة ينعععى علينععا عععدما النضععباط بالمنهجيععة و)المنطععق الععدقيق( ويعلمنععا كيفيععة اللععتزاما بهمععا ،مععن خلل هععذه
المراوغة!
ةأخيِ ارد
سبيِدلَ الةحقيِقة؟
سةفة في ة
صةنةعت الةفلَ ة
ةماةذا ة
يختتما أستاذ الفلسفة ورئيس قسمها افكاره الضبابية هذه ،بعرض ما يتصوره تناقضال بين
)شكليات( الحكاما الدينية وجزئياتهعا معن جانب ،والنظعرةا الشعمولية العتي يجب النطلق منهعا والعتركيز عليهعا بالنسعبة إلعى المجتمعع النسعاني
من جانب آخر.
فالسلما )في احكامه التي يتحمس لها الجيل المتدين اليوما ،شكليات من الممارسات الميتة والقيود الجزئية التي ل تستطيع أن تقاوما شيئال من
تحديات العصر ومشاكله السياسية والجتماعية والقتصادية( .[6]6ما الحل إذن؟
الحل )ان يخضع الدين ع من حيث هو ع للتنظير الفلسفي وأن يسير في ركاب الفلسفة وطبق ما تخطه له وترشده إليه(!
أكذلك أيها الرجل؟!
أو تتمتع الفلسفة بكل هذه الخصائص التوجيهية والصلحية ونحن ل ندري؟!
إذن فما لها ل تقف في وجه التحديات العصرية؟
وما لها ل تقضي بمنهجيتها الرشيدةا على ما نعانيه من مشكلت سياسية واجتماعية واقتصادية؟ وما لها ل تأخذ بأيدي قادةا هذه الم ارفععق إلععى
حيث الفوز والتقدما والمان؟
بعل مالهعا لعما تؤلععف ع قبعل هععذا كلععه ع بيعن قلععوب أهلهععا وعلمائهعا ،ولعما تجمععع عقععولهما بمنهجيتهعا و)منطقهعا العدقيق( علعى صعراط فكعري وسعلوكي
واحد ،وليكن هذا الصراط عريضال بالقدر الذي يشاؤه السائرون عليه والمجتمعون من حوله.
ما هي الفلسفة؟ وما هي حصيلتها الفكرية والواقعية ،على صعيد المجتمعات النسانية قديمها وحديثها؟
إننا لما نرها في أي من العصور أكثر من طريقة متميعزةا في المحاكما والفكريعة وتبنعى المواقعف والتصعورات العتي يفضعلها أصعحابها ،أيا كعانت،
كل يتخذ منها ع أي الفلسفة ع مطية ذلولل لبلوغ الرأي الذي يتبناه ويدعيه.
الوجوديون ،يسمون أنفسعهما فلسفة ،ويحملعون لنفسعهما وللنعاس تصعورات عجيبعة ل يؤيعدهما فيهعا أحعد معن غيرهعما ،ويحصعنون تصعوراتهما هعذه
باللفاظ والمصطلحات الفلسفية ذاتها.
والمثاليون ،يسمون أنفسهما أيضال فلسفة .ويسعتعملون فعي التععبير ععن معذهبه معن بعل معذهبهما ،العتي ينكرهعا عليهعما رئيعس قسما الفلسفة ،اللغعة
والعبارات الفلسفية ذاتها.
والماديون الجدليون ،يعدونهما أيضال أنفسهما فلسفة ،ويستعملون لنشر أفكارهما والدعوةا إليها الطر والتعابير الفلسفية ذاتها.
والسفسعطائيون ،والدريععون ،هعما الخععرون معن العائلععة الفلسعفية ،ول يععترجمون هرطقتهععما ،ول يعععبرون ععن أخيلتهعما وأوهعامهما إل باللغعة الفلسعفية
ذاتها.
فاين هو ع في غمار هذه التناقضات المتماوجة ع ذلك المنهج المنطقعي العظيعما العذي تتمتعع بعه الفلسعفة؟ وهل اسععتعانت أو اسعتعان تلمععذتها بععه
في جمع هذه المذاهب المتدابرةا بل المتناحرةا على قاسما مشترك إن لما يمكن جمعها على صراط كلي واحد؟
على الفلسفة ،قبل كل شيء ،أن تلما شعث افكارها وأن تجمع أشتات رعاياها وعائلتهععا مععن أوديتهععما السععحيقة المتخاصععمة المتقاطعععة .فععإن هععي
فرغت من ذلك ،وأفحت في إخضاع اهلها للحقيقة العلمية الراسخة طبق منهجها المنطقي الدقيق ،آن لها عندئذ أن تلتفت إلى الععدين ،أي إلععى
السلما ،لتتولى القياما بتوجيهه إوارشاده ،ولتهديه إلى سواء الصراط المستقيما.
إننا ما عرفنا الفلسفة ،إلى هذا اليوما ،إل معاناةا فكرية مخفقة على طريق البحث عن كنه الوجود وأس ارره.
ويقيننععا أن هععذه المعانععاةا سععتظل مخفقععة ،وسععتظل تععورث أهلهععا شععيئال واحععدلا ،هععو الحيععرةا والضععطراب والضععياع ،مععادامت تحععاول اسععتخراج تلععك
السرار الكونية بأداةا واحدةا ،هي هذا الفكر الذي يتمتع به النسان ،على مععا فيعه معن ضععف فعي الععذات ومحدوديععة فعي السعاحة العتي يملععك ان
يتحرك فيها.