Professional Documents
Culture Documents
توثيق المعاملات العقارية في المحررات الرسمية
توثيق المعاملات العقارية في المحررات الرسمية
مقــدمة:
يطلق مصطلح التوثيق على مجموعة القواعد التي يجب أن يسير عليها موثق
العقود ،كما يطلق على مأمورية الموثق نفسه).(1
وإذا كانت التفاقات والتصرفات عموما مرت بمرحلتين أساسيتين :
-المرحلة الشفوية التي كانت تبرم خللها التفاقات بمحضر الشهود أو القيام
ببعض الممارسات أو الطقوس التي من شأنها أن تبقيها عالقة بالذهان.
-ثم المرحلة الكتابية ،والتي قامت في بدايتها بدور ثانوي بالنسبة للشهادة ،ثم
تطورت لتشكل بعد ذلك وسيلة إثبات قائمة الذات).(2
فإن الشريعة السلمية بدورها أولت التوثيق والكتابة أهمية خاصة غايتها من ذلك
المحافظة على حقوق وأموال الفراد من كل جحود وإنكار حيث أقسم بها سبحانه وتعالى
)(3
وبأداتها ،إذ قال عزمن قائل "ن والقلم وما يسطرون"...
كما أن ال سبحانه وتعالى أمر بكتابة الدين حيث جاء في الية 282من سورة
البقرة "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل
ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه ال فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق ال ربه"...
ومن ثم فإنه إذا كانت للتوثيق أهمية قصوى في الحياة العملية واليومية للفراد لما
يؤمنه من ضمان وحماية للحقوق والمصالح) ،(4فإن هذه الهمية تزداد إذا أخذنا بعين
العتبار حفاظه على الملكية العقارية والحقوق المرتبطة بها.
ذلك أنه واعتبارا للمكانة التي يحتلها العقار في الذمة المالية للفرد ،فقد تم الهتمام
بتوثيق المعاملت الواردة عليه.
)(1
–Ibrahim najjar- Ahmed Zaki badraoui et Youssaf chellalah, dictionnaire juridique
)français /arabe( librairie de liban, 4ème édition 1995. p. 202 .
) - (2محمد هومير ،رسمية المحررات التوثيقية ،الواقع والفاق ،ندوة توثيق التصرفات العقارية ،منشورات كلية العلوم
القانونية والقتصادية والجتماعية ،ومركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية ،مراكش ،الطبعة الثانية 2005ص
.45
) - (3سورة القلم الية الولى.
) – (4محمد الشتوي ،المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة ،المطبعة والوراقة الوطنية مراكش ،الطبعة
الولى ،2001ص 6وما بعدها.
/ 1 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وإذا كانت المعاملت كأصل عام تخضع لمبدأ الرضائية فإن تلك التي يكون محلها
عقارا تخضع لشكلية الكتابة ،والهدف من ذلك حماية الرادة من الخطار اللصيقة بنوع
والحيطة).(1 معين من العمليات التعاقدية التي يتطلب القدام عليها كثيرا من التروي
وهكذا فقد نص الفصل 489من قانون اللتزامات والعقود على أنه "إذا كان المبيع
عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا وجب أن يجري البيع
كتابة في محرر ثابت التاريخ ول يكون له أثر في مواجهة الغير إل إذا سجل في الشكل
المحدد بمقتضى القانون".
وإذا كان الفصل المذكور لم يحدد نوع المحرر الذي تجري فيه التصرفات العقارية
فإن ذلك ل يخرج عن إطار المحررات الرسمية أو العرفية ،وقد كانت عملية توثيق جميع
المعاملت بما فيها العقارية تتم في المغرب قبل مجيء الحماية من طرف العدول وحدهم
وفقا لقواعد الشريعة السلمية ،إل أن سلطات الحماية رأت آنذاك في مؤسسة العدول
عرقلة لمتلك الجانب العقارات في المغرب ،حيث كانوا – العدول-يعتبرون أن الشكلية
التي جاء بها قانون اللتزامات والعقود شكلية دخيلة ،ول علقة لها بالمبادئ المقررة في
الشريعة السلمية ،فما كان على السلطات الفرنسية إل أن أقرت نظامين آخرين للتوثيق،
توثيق عصري وتوثيق عرفي إلى جانب التوثيق العدلي لتحقيق الهداف المجسدة في
استيلء الجانب على الراضي المغربية).(2
ونظرا لضمانات المحررات الرسمية فقد اخترنا أن يكون موضوع رسالتنا حول
توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية.
أهمية الموضوع وأسباب اختياره والمنهجية المعتمدة فيه
إن مؤسسة التوثيق أصبحت تسدي خدمات مهمة للشخاص الطبيعيين منهم
والمعنويين ،حيث صارت مقصدهم لطلب الستشارات والنصائح فيما يريدون القيام به من
) - (1محمد شيلح ،سلطان الرادة في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي ،أسسه ومظاهره في نظرية العقد ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الخامس،
الرباط السنة الجامعية ) ،1983دون ذكر السنة الثنائية( ،ص .187-166
) - (2محمد خيري ،التعاقد في الميدان العقاري ،المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية العدد ،1986 ،2ص .28
/ 2 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
تصرفات ويبرمونه من عقود ،فالشخاص في الوقت الحاضر وأمام تعدد المعاملت حيث
لم تعد هذه الخيرة كما كانت عليه في السابق) (1بسبب ظهور عدة عقود لم تكن معروفة من
قبل) ،(2أصبحوا في حاجة ماسة إلى من يوجههم التوجيه القانوني السليم لضبط تصرفاتهم
وضمان حقوقهم).(3
ومن هنا يظهر ما للتوثيق بصفة عامة وتوثيق المعاملت العقارية في المحررات
الرسمية بصفة خاصة من أهمية بالغة وفوائد كثيرة منها على الخصوص:
-صيانة الموال من أن تكون عرضة للضياع بإنكارها وعدم إثباتها إذا لم تكن
هناك وثيقة تحفظها.
-قطع المنازعة بين المتعاملين :ل شك أن مرور الزمن مظنة للنسيان ،كما أن
النسان معرض للموت والعجز والمرض والسفر ،لذلك فكتابة المعاملة أو التصرف في
وثيقة يقطع كل منازعة بين المتعاقدين أو خلفهم ويبين لكل عاقد ما له من حقوق وما عليه
من واجبات).(4
هذا كله بالضافة إلى ما يوفره التوثيق من استقرار للمعاملت ،وقد اخترنا توثيق
المعاملت العقارية في المحررات الرسمية كموضوع لرسالتنا للسباب التالية:
-أهمية الكتابة في الحد من النزاع بين الفراد.
-الضمانات التي يوفرها توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية.
ويرتبط توثيق المحررات الرسمية بنظام التوثيق العدلي ذو الطابع السلمي
ونظام التوثيق العصري) (2الذي )(1
المؤطر بقانون رقم 16-03المتعلق بخطة العدالة،
) - (1عبد القادر العرعاري ،ضمان العيوب الخفية في عقد البيع ،طبعة 1996مطبوعات المعارف الجديدة ،ص .9
) - (2من هذه العقود :بيع العقار في طور النجاز ،اليجار المفضي إلى تملك العقار ،الئتمان اليجاري.....
) - (3محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية
،1988-1987ص .35
) - (4إبراهيم اشهيبات ،التوثيق العدلي ،مجلة الشعاع العدد ،9السنة الخامسة ،يوليوز ،1992ص .109
) -(1ظهير شريف رقم 1-06-56بتاريخ 15محرم 1427الموافق ل 14فبراير 2006المنشور بالجريدة الرسمية
عدد 5400بتاريخ 2مارس ،2006ص .566
) -(2ظهير شريف مؤرخ في 10شوال 1340الموافق ل 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق العصري والمنشور بالجريدة
الرسمية عدد 661بتاريخ 23يونيو ،1925ص .1105
/ 3 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ينظمه ظهير 4ماي 1925والمأخوذ من القانون الساسي لنظام التوثيق الفرنسي الصادر
في 16مارس 1803والذي يطلق عليه قانون 25فانتوز السنة الحادية عشر.
وإذا كان التوثيق العدلي ل يختلف عن التوثيق العصري إل من حيث القواعد
الموضوعية المنظمة للتصرفات القانونية المراد توثيقها ،ذلك أن الذي يريد أن يوثق عقد
بيع مثل سواء لجأ إلى العدول أم الموثقين فالمر ل يختلف من حيث نتيجته في هذا المساق
أو ذاك).(3
إل أنه على الرغم من ذلك فإن توثيق المعاملت العقارية ينفرد ببعض
الخصوصيات أكدها صدور بعض القوانين العقارية الخاصة التي استوجبت أن تشمل
المحررات الموثقة للعديد من البيانات ،هذا ويطرح موضوع توثيق المعاملت العقارية في
المحررات الرسمية العديد من الشكاليات تتمحور أساسا حول ضوابط توثيق المعاملت
العقارية ،وهل توجد حدود فاصلة أو خصوصية ينفرد بها نظام التوثيق العدلي عن التوثيق
العصري؟
كما أنه يثار التساؤل عن كيفية توثيق هذه المعاملت المرتبطة بالعقارات سواء من
حيث الختصاص أم الجراءات ،وأيضا آثار هذه المعاملت على الطراف والغير من
حيث حجيتها ومدى إمكانية الطعن فيها بالزور؟
لجل مناقشة هذه الشكاليات فإننا سنقوم بإتباع كل من المنهج التحليلي وكذا المنهج
المقارن) ،(4وذلك عن طريق إيراد النصوص القانونية المنظمة للموضوع في القانون
المغربي ومقارنتها بنصوص أخرى في إطار تشريعات أخرى ،وطبعا كل ذلك مدعم
بالراء الفقهية والجتهادات القضائية وذلك وفق التصميم التالي :
-الفصل الول :ضوابط توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية.
-الفصل الثاني :حجية المحررات الرسمية في توثيق المعاملت العقارية والطعن
فيها.
) -(3أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق 82– 03المتطلبات ،المجال،
الحجية ،مطبعة الجسور طبعة ،2006ص .2
) –(4للمزيد من التوضيح حول المناهج المعتمدة في العلوم القانونية ،يراجع أستاذنا إدريس الفاخوري ،مدخل لدراسة
مناهج العلوم القانونية ،الطبعة الولى ، 2003 ،دار النشر الجسور ،ص 4وما بعدها.
/ 4 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
الفصل الول:
ضوابط توثيق المعاملتا العقارية في
المحرراتا الرسمية.
لقد نظم المشرع المغربي الوراق الرسمية بمقتضى الفصول من 418إلللى 423
من قانون اللتزامات والعقود.
وعرف الفصل 418من قانون اللتزامات والعقود الورقة الرسمية بأنها" ....هي
التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صلحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك
في الشكل الذي يحدده القانون.
وتكون رسمية أيضا :
-1الوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم
-2الحكام الصادرة عن المحاكم المغربية والجنبية ،بمعنى أن هذه الحكام
يمكنها حتى قبل صيرورتها واجبة التنفيذ أن تكون حجة على الوقائع التي تثبتها".
في حين عرفها أحد الفقهاء ،بأنها تلك التي يقوم بتوثيقها موظف عام مختص
بذلك).(1
ولقد درج الفقه إلى تقسيم المحررات الرسمية إلى أربعة أنواع :
فهي إما محررات سياسية أو إدارية أو قضائية أو مدنية موثقة) ،(2وهي التي تهمنا
في بحثنا حيث تتمثل في تلك المحررات التي تصدر عن موظفين مختصين بتحريرها
وإنجازها ويثبتون فيها ما تم أمامهم وبحضورهم من إقرارات ذوي الشأن واتفاقاتهم
والتزاماتهم ،ويضفون عليها الصفة الرسمية ويتم تحريرها من قبل الموثقين العصريين
) - (1محمد الكشبور" ،رقابة المجلس العلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية محاولة للتمييز بين الواقع والقانون
،الطبعة الولى 2001مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،ص .274
) - (2مولي عبد العزيز بوفارس العلوي إتمام بيع العقار المحفظ في التشريع المغربي رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية،
جامعة القاضي عياض ،مراكش السنة الجامعية 2000-1999ص .81
/ 5 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
)(1
والعدول حسب قانون – 03 حسب ظهير 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق العصري
16المتعلق بخطة العدالة.
وكما سبق وأن أشرنا ،فإن المشرع المغربي عرف الورقة الرسمية في الفصل
418من قانون اللتزامات والعقود المغربي وبتعريفه هذا يكون قد حدد مجموعة من
الضوابط والشروط التي يجب مراعاتها حتى تصير الوثيقة رسمية) ،(2ومنها صدورها عن
شخص مختص سواء من حيث الموضوع أو المكان وأن تتوفر على البيانات التي اشترطها
القانون وكذلك من حيث مرورها بمراحل معينة في تأسيسها ،وتبعا لهذا فإننا سنقوم بتقسيم
هذا الفصل إلى مبحثين نتطرق في المبحث الول منه إلى ضوابط المحررات الرسمية من
حيث القائمين بتحريرها ،على أن نتعرض في المبحث الثاني لضوابط المحررات الرسمية
من حيث مراحل تأسيسها.
حتى تكون الوثيقة رسمية ل يكفي فيها أن يكون الموثق أهل لمزاولة مهامه طبقللا
لظهير 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق العصري ،بل ل بد له أن يكون مختصا بتحريرها
من حيث الموضوع ،وقد حدد ظهير 4ماي 1925اختصاص الموثقين ،أما بخصللوص
العدول فإن مجال اختصاصهم النوعي تم تحديده في قانون 16 – 03المتعلق بخطة
العدالة )أول( .
للة
للة خاص
وتجدر الشارة إلى أنه صدرت في السنوات الخيرة عدة قوانين عقاري
أضيفت بمقتضاها اختصاصات أخرى جديدة لكل من الموثق والعدل )ثانيا(.
أول :اختصاصاتا الموثقين والعدول وفق القواعد العامة.
إن المقصود بالختصاص النوعي أن يكون الموظف مختصا بنوع الورقللة الللتي
)(1
لله
للزع من
للث إذا ن
لله بحي
للرته لعمل
يحول دون مباش يحررها وأل يوجد مانع قانوني
الختصاص وقت تحرير الورقة وهو عالم بذلك كانت الورقة باطلة كمحرر رسمي.
وفيما يخص اختصاص الموثق العصري فالفصل الخامس من ظهير 4ماي 1925
ينص على ما يلي ":يختص الموثقون ....تحرير وفق الحالت المشار إليها في الفصل
الثالث أعله –جميع العقود المشتملة على إقرار بالملكية العقارية أو على تفويتها أو حقوق
عقارية ...وكذا جميع العقود المنشأة أو المعدلة أو المنقضية لللتزامات المضمونة
بضمانات عينية شريطة أن يكون العقار موضوع تلك العقود واقعا بالمغرب ومحفظا طبقا
للظهير الشريف المؤرخ في 9رمضان 1331موافق 12غشت 1913أو في طور
التحفيظ ...ويمكن للموثقين أن يحرروا رسوم الصداق والهبات في عقود النكاح وجميع
الوصايا المتعلقة بالعقارات غير المحفظة ،ويمكنهم أيضا أن يحرروا جميع عقود الكرية
والقسمة والتصفية المتعلقة بتلك العقارات."...
) - (1كأن ل تتوفر للعدول القدرة البدنية المطلوبة لممارسة العدالة حيث إن القانون 16-03قد اعتبر القدرة البدنية
شرطا من شروط ممارسة العدالة في المادة 4منه ،وهو نفس المقتضى الذي كان منصوصا عليه في القانون المتعلق
بخطة العدالة الملغى والذي كان يسانده القضاء في ذلك أيضا حيث ذهبت محكمة الستئناف بوجدة في أحد قراراتها أنه:
" ....وحيث إن العدل بإقراره أمام المحكمة بأنه عاجز بدنيا لحالته الصحية وكبر سنه الذي بلغ ما يزيد عن 85سنة
أصبحت وضعيته الصحية المذكورة ل تسعفه للقيام بمهامه كعدل ...الشيء الذي يجعل ملتمس النيابة العامة الرامي إلى
إعفائه من مهامه استنادا إلى ما ذكر في محله مما يستوجب الستجابة له طبقا للفصل 8من الظهير المذكور "...قرار
رقم 824بتاريخ 2002-04-17ملف عدد 01-2692غير منشور.
وانظر أيضا قرار محكمة الستئناف بوجدة رقم 66بتاريخ 02-1-9ملف عدد .01-2048غير منشور.
/ 8 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
) -(1أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق 82.03المتطلبات –المجال-
الحجية ،مرجع سابق ص .37
) - (2إبراهيم فكري :تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون اللتزامات والعقود والتوثيق العصري
والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء الصل والجتهاد القضائي وأراء الفقه الحديث ،ندوة توثيق التصرفات
العقارية .مرجع سابق ،ص .207
) - (3محمد سلم ،مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وأمال التوحيد وعوامل الخصوصية أو التميز
وآفاق التكامل والتعاون ،ندوة توثيق التصرفات العقارية مرجع سابق ،ص .79
) -(4إبراهيم فكري :ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص .208
/ 9 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
نذكر تلك القضية التي عرضت على أنظار المحكمة البتدائية بالدار البيضاء) ،(2حيث تقدم
أحد الطراف بمحرر عرفي لثبات ما يدعيه وقد تمت المصادقة على صحة توقيعه من
قبل أحد الموثقين متجاوزا بذلك نطاق اختصاصه النوعي والمحكمة لم تنتبه إلى ذلك مع
العلم أن مهمة الشهاد على صحة المضاءات أناطها المشرع بموظفين معينين).(3
أما بخصوص الختصاص النوعي للعدول في توثيق المعاملت العقارية فإنه يشمل
جميع أنواع العقارات سواء كانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة ،سواء تعلق
المر بحق الملكية من حيث إقرارها أو تفويتها أو بحقوق عينية عقارية ،هذا ما يؤدي بنا
إلى القول أن اختصاص العدول أوسع في هذا المجال من اختصاص الموثق العصري).(4
وعليه فإنهم يتمتعون بولية عامة للختصاص بحيث لهم أن يتلقوا جميع المعاملت
باستثناء ما أعطي بنص خاص لجهة معينة).(1
إل أنه مع ذلك فاختصاصهم ل يشمل ميدان تكوين الشركات وتوثيق كافة مراحل
نشاطها).(2
وتجدر الشارة إلى أنه يستثنى من الشهادات التي يحق للعدل تحريرها تلك التي
تكون خارجة عن دائرة التعامل كالشهاد على رسم القرض بالفائدة أو شهادة الضمان في
أعمال المراهنات.
ثانيا :الختصاصاتا الواردة في القوانين العقارية الخاصة.
) – (2حكم المحكمة البتدائية بالدار البيضاء ملف استعجالي رقم 4931/85بتاريخ 1985 /11 /29رقم القرار
،421-5208أورده محمد الربيعي :محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص
. 57
) – (3حيث أناط القانون رقم 78.00المتعلق بالتنظيم الجماعي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1 – 02 – 297
بتاريخ 25رجب 1423الموافق ل 3أكتوبر 2002المنشور في الجريدة الرسمية عدد 5058بتاريخ 16رمضان
1423الموافق ل 21نوفمبر 2002ص 3468في الفصل 51منه ،مهمة تصحيح المضاء لرؤساء المجالس
الجماعية ،إذ جاء فيه ما يلي " :يقوم رئيس المجلس الجماعي طبق الشروط المنصوص عليها في القوانين والنظمة
الجاري بها العمل بالشهاد على صحة المضاء ومطابقة نسخ الوثائق لصولها.
ويمكنه تفويض هذه المهام الخيرة إلى النواب وإلى الكاتب العام للجماعة ورؤساء القسام والمصالح بالجماعة المعينين
طبقا للقوانين والنظمة الجاري بها العمل".
) – (4محمد سلم ،مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وآمال التوحيد وعوامل الخصوصية والتميز
وآفاق التكامل والتعاون ،ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص .79
) – (1جواب وزير العدل في معرض مناقشة مشروع القانون 16-03المتعلق بخطة العدالة أمام مجلس النواب ،أنظر
تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق النسان ،ص .9
) – (2محمد سلم :ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص . 79
/ 11 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
عرف المغرب منذ أوائل التسعينيات حتى الن العديد من المقتضيات القانونية
الخاصة المؤطرة للتصرفات الواردة على العقارات ابتداء من ظهير 17يونيو 1992
المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات) (3ونظام الملكية
المشتركة للعقارات المبنية) ، (4وكذلك ظهير 3أكتوبر 2002المتعلق ببيع العقار في طور
وظهير 11نوفمبر 2003المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار).(6 )(5
النجاز
وباستثناء قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات الذي ل
يسري سوى على العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ والتي انصرم أجل التعرض
فيها دون ظهور أي متعرض) ،(1فإن باقي القوانين التي أشرنا إليها أعله تقع على العقارات
سواء كانت محفظة أو غير محفظة.
وهذا ما نصت عليه كلمن المادة الولى من القانون رقم 00.18والمادة 5و 6من
القانون رقم 00.51والفصل 3 -618من القانون .(2) 44.00
) – (3ظهير شريف 1 -92 -7صادر في 15ذي الحجة 1412موافق 17يونيو 1992بتنفيذ القانون رقم 25 -90
المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والذي نسخ أحكام ظهير 30شتنبر 1953المتعلق
بالتجزئات العقارية وتقسيم العقارات منشور في الجريدة الرسمية عدد 4159بتاريخ 15يوليوز ، 1992ص .880
) – (4ظهير شريف رقم 1 -02 -298الصادر بتاريخ 25رجب 1423الموافق 3أكتوبر 2002بتنفيذ القانون
18.00المتعلق بنظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية الذي نسخ ظهير 16نوفمبر 1946الخاص بالعمارات
المشتركة ذات المساكن منشور بالجريدة الرسمية عدد 5054بتاريخ 7نوفمبر 2002ص .3183
) – (5ظهير شريف 1-02-309صادر بتاريخ 25رجب 1423الموافق 3أكتوبر 2002بتنفيذ القانون 44.00
المتمم بموجبه الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 1331الموافق 12غشت 1913بمثابة قانون اللتزامات
والعقود والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 5054بتاريخ 7نوفمبر ،2002ص .3183
) – (6ظهير شريف رقم 1 -03 -202صادر بتاريخ 16رمضان 1424موافق ل 10نوفمبر 2003بتنفيذ القانون
رقم 51.00المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار منشور في الجريدة الرسمية عدد 5172بتاريخ 25دجنبر
،2003ص .4375
) – (1تنص المادة 5من قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات على أنه " ل يقبل طلب التجزئة
إذا كانت الرض المراد تجزئتها ليست محفظة ول بصدد التحفيظ إل إذا كان الجل المحدد لتقديم التعرضات على
التحفيظ قد انصرم دون تقديم أي تعرض على تحفيظ العقار المراد تجزئته".
) – (2جاء في الفقرة الخيرة من المادة الولى من القانون المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات المبنية " وتسري هذه
الحكام على العقارات سواء أكانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة".
كما نصت المادة 5من القانون المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار " إذا كان العقار محفظا ،يطلب المكتري
المتملك من المحافظ على الملك العقارية إجراء تقييد احتياطي على الرسم العقاري."....
أما المادة 6من نفس القانون فقد قضت بأنه " إذا كان العقار غير محفظ ،تسجل نسخة من عقد اليجار المفضي إلى تملك
العقار بسجل خاص يمسك بكتابة الضبط لدى المحكمة البتدائية."...
في حين قضى الفصل 618 -3بأنه " ...يجب أن يتضمن العقد على الخصوص العناصر التالية ...الرسم العقاري
الصلي للعقار المحفظ موضوع البناء أو مراجع ملكية العقار غير المحفظ ."...
/ 12 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وذلك طبقا لمقتضيات الفصل 3من ق .م .م ،ومن جهة أخرى ل يوجد أي التزام على
الخصوم بإضفاء أي وصف قانوني على ادعاءاتهم).(3
الفقرة الثانية :الختصاص المكاني للموثقين والعدول في توثيق
المعاملتا العقارية.
ل يكفي لكي يكون المحرر رسميا أن يتم بواسطة موثق أو عدل متمتعين بالهلية
لمزاولة مهامهما ،بل ل بد بالضافة إلى ذك من أن يكونا مختصين بكتابة هذا المحرر من
حيث مكان تحريره).(4
وهكذا سندرس هذه الفقرة في عنصرين نخصص الول للختصاص المكاني
للموثقين والثاني للختصاص المكاني للعدول.
أول :الختصاص المحلي للموثقين في توثيق المعاملتا العقارية.
لقد حدد المشرع المغربي الختصاص المحلي للموثق في الفصل 2من ظهير 4
ماي 1925والذي جاء فيه " يمكن للموثقين المقيمين بالرباط مباشرة خطتهم في كل
الدائرة القضائية لختصاص محكمة الستئناف ،أما الذين يقيمون بدائرة محكمة ابتدائية
فإنهم يباشرون خطتهم في نطاق اختصاص هذه المحكمة ،في حين يباشر غيرهم من
الموثقين خطتهم في نطاق دائرة اختصاص محكمة الصلح التي تتواجد فيها مقرهم عند
القتضاء في دوائر المحاكم الصلحية الخرى التي ل تتوفر على موثق إذا ألحقت تلك
الدوائر بدائرتهم التوثيقية بمقتضى ظهير شريف".
والملحظ أن الفصل أعله إذا كان قد صيغ بشكل منسجم مع التنظيم القضائي
السائد خلل فترة الحماية فإنه لم يعد مسايرا للتنظيم القضائي الحالي للمملكة ،حيث إن
محاكم الصلح لم يبقى لها وجود في الوقت الحاضر إذ حلت محلها محاكم الجماعات
)- (3عبد الرزاق أيوب ،التكييف القانوني السس النظرية والجوانب العملية ،أطروحة الدكتوراه في القانون الخاص،
وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة الحسن الثاني الدار
البيضاء ،السنة الجامعية 2004 – 2003ص .64
) - (4محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .56
/ 14 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
والمقاطعات ،كما أن بلدنا اليوم أصبح يتوفر على 21محكمة استئناف وما يزيد على 69
محكمة ابتدائية).(1
مما يدفعنا لمناشدة المشرع المغربي لعادة صياغة هذا الفصل أو بالحرى إعادة
صياغة أغلب الفصول الخاصة بهذا الظهير.
ونظرا لعدم مسايرة هذا النص للواقع فقد ذهب أحد الفقهاء) (2إلى أن الختصاص
المحلي للموثق ينحصر في دائرة المحكمة التي يقيم بها ،فإذا تعلق المر بمحكمة استئناف
فإن اختصاصه يغطي كافة دائراتها في حين أنه ينحصر في حدود المحكمة البتدائية إذا
كان يقيم بدائرة هذه الخيرة .إل أن البعض الخر) (3يرى أن الموثق مقيد بنطاق محكمة
الستئناف التي يمارس فيها اختصاصه ،فالموثق الذي يمارس مهامه بالرباط ل يجوز له
ذلك في مدينة الدار البيضاء في حين يحق لسكان مدينة الرباط توثيق تصرفاتهم لدى
موثقين مقيمين في الدار البيضاء). (1
وعلى العموم فإن الموثق يجب عليه أن يلتزم في ممارسته لمهامه بالدائرة التي
يحددها له ظهير التعيين .حيث نجد الفصل 30من ظهير 4ماي (1925(2يمنع عليه
مباشرة خطته خارج الدائرة المحددة له وإل تعرض للعقوبات التأديبية المنصوص عليها
في الفصل 32من الظهير المذكور ،إل أنه يمكنه ذلك استثناء في حالة نقله إلى دائرة
أخرى بموجب ظهير شريف بناء على اقتراح الرئيس الول لمحكمة الستئناف والوكيل
العام للملك حسب الفصل 37من ظهير التوثيق العصري ،وعند تجاوزه هذا الختصاص
بأن يقوم بتوثيق محرر خارج الدائرة الترابية المحددة له فإنه فضل عن تعرضه للمساءلة
) - (1عبد السلم البوريني ،ضمانات الوثيقة العدلية في توثيق التصرفات العقارية ،ندوة توثيق التصرفات العقارية مرجع
سابق ص .280
) - (2محمد سلم :ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص .79
) - (3إبراهيم فكري :ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص .211
) - (1عالية شباطي ،الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة رسالة نهاية التمرين ،المعهد الوطني للدراسات القضائية،
الرباط ،الفوج 29السنة ،2002-2000ص .17
) - (2ينص الفصل 30على ما يلي ":بالضافة إلى المنع المشار إليه في الفصول السابقة فإنه يمنع منعا كليا على كل
موثق:
15-أن يباشر خطته خارج دائرة الختصاص المحددة له ."...
/ 15 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
التأديبية ،فإن هذا المحرر يكون معرضا للطعن فيه بالبطلن كمحرر رسمي) (3وإن كان
من الممكن أن يتحول إلى محرر عرفي ،إل أنه وفي كافة الحوال ،ولكي تتحول الورقة
الرسمية الباطلة إلى ورقة عرفية ل بد من توقيعها من أطراف العلقة).(4
وعليه فالموثق العصري عند تحريره لعقد بيع عقار في طور النجاز أو بيع شقة
في ملكية مشتركة أو تحرير عقد إيجار مفضي إلى تملك العقار يجب عليه أن يلتزم
باختصاصه المحلي.
وبخصوص مشروع القانون المتعلق بالتوثيق فإنه برجوعنا إليه نجده لم يحدد بنص
صريح الختصاص المكاني للموثق ،إل أنه ومن خلل استقراء كل من المادة 12و 13
منه يمكن الستنتاج أن اختصاصه محدد في محكمة الستئناف المعين في دائرتها بحيث
جاء في الفقرة الولى من المادة 12من المشروع على أنه "يؤدي الموثق بعد تعيينه وقبل
الشروع في مهامه اليمين التالية أمام محكمة الستئناف المعين بدائرتها" .كما جاء أيضا في
المادة 13من المشروع على أن الموثق يضع بمجرد أدائه اليمين توقيعه الكامل
والمختصر بكتابة الضبط بمحكمة الستئناف التي يعمل بدائرة نفوذها.
ثانيا :الختصاص المكاني للعدول في توثيق المعاملتا العقارية
يعتبر من بين أهم المستجدات التي أتى بها قانون 16-03المتعلق بخطة العدالة،
ذلك المستجد المنصوص عليه في المادة 14بحيث إن المشرع وسع من الختصاص
المكاني أو المحلي للعدول ،فبعدما كان منحصرا في الدائرة القضائية للمحكمة البتدائية
أصبح اليوم من حق العدل التلقي في حدود الدائرة الستئنافية المعين فيها مع ضرورة
مراعاة قيد واحد وهو ضرورة إشعار القاضي المكلف بالتوثيق من طرف طالبي
الشهادات مع إجبارية تسجيل مراجع هذا الشعار في الشهادة المراد توثيقها).(1
) - (3أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون ،82-03مرجع سابق ،ص .35
) - (4محمد الكشبور :حجية محررات الموثقين في الثبات في التشريع المغربي ،المجلة المغربية لقانون واقتصاد
التنمية العدد ،19،1989ص .36
) - (1ينص الفصل 14على ما يلي ....":ول يجوز له التوجه لتلقي هذه الشهادات في حدود دائرة محكمة الستئناف إل
بعد إشعار القاضي المكلف بالتوثيق التابع لدائرة نفوذه من طرف طالبي الشهادات بطلب كتابي يسجل بكتابة ضبط
القاضي بسجل خاص معد لهذه الغاية ،ويشار وجوبا في الشهادة إلى مراجع تسجيل الطلب."...
/ 16 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وكما يظهر من خلل مقتضيات المادة 14أعله فإن المشرع استلزم أن يكون
الشعار الموجه إلى القاضي المكلف بالتوثيق كتابيا.
ومن خلل مقارنة قانون 16-03المتعلق بخطة العدالة بخصوص الختصاص
المكاني للعدول ،بقانون 81-11المتعلق بتنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادة وتحريرها
الملغى) ،(2يلحظ أن قانون 16-03كان أكثر توسيعا لمجال الختصاص المكاني للعدول.
وذلك ما يظهر من استقراء الفصلين 10و 11من قانون 81-11الملغى بحيث
جاء في الفصل " 10يتقيد العدل في ممارسة الخطة بحدود دائرة المحكمة البتدائية
المنتصب فيها."...
كما نص الفصل 11على أنه إذا كان موضوع الشهاد متعلق بعقار أو عقارات
تتنازعها دائرتان أو أكثر ولم يتفق أرباب الشهادة ،عين الرئيس الول لمحكمة الستئناف
الدائرة التي يقام فيها الشهاد بأمر مبني على طلب الطرف الذي بادر برفع المشكل إليه.
وقد كان هذا التحديد محل انتقاد من طرف أحد الباحثين الذي طالب بتسويته بنظيره
الممنوح للموثق العصري الذي أعطي له الختصاص في دائرة محكمة الستئناف) ،(1وهو
ما استجاب له القانون الجديد المتعلق بخطة العدالة.
وقد أكد القضاء) (2على ضرورة مراعاة العدول في تحريرهم للوثائق العدلية لحدود
اختصاصهم المكاني ،تحت طائلة تعرضهم للمساءلة التأديبية في حالة تلقيهم شهادات
خارج الدائرة التي عينوا فيها.
) - (2ظهير شريف رقم 1 – 81 – 332بتاريخ 11رجب 1402الموافق ل 6ماي 1982والمنشور بالجريدة
الرسمية عدد 3678بتاريخ 27أبريل 1983ص .680
) - (1سعيد بونوار ،الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه ،مجلة المناهج العدد المزدوج 4-3
،2003 ،ص .95
) - (2قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس ،رقم ،2005 /1424بتاريخ 2005-10-12في الملف عدد -400
3-05غير منشور.
/ 17 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وجدير بالشارة إلى أن المشرع جاء بعدة استثناءات على الختصاص المكاني
للعدول ،تتمثل أساسا في كونه أعطى لهم في حالة الظروف القاهرة إمكانية تلقي الوصية
المتعلقة بعقار بمكان وجود الموصي بعد الحصول على إذن القاضي المكلف بالتوثيق).(3
كما أورد المشرع استثناء آخر في المادة 15من القانون 16-03ويتعلق المر
بالعقارات التي تتنازعها دائرتان استئنافيتان أو أكثر ،ففي هذه الحالة فإن اختيار أرباب
الشهادة لدائرة استئنافية من الدائرتين أو أكثر نظرا لقربها من مكان سكناهم ،يجعل
الختصاص معقودا لعدول الدائرة الستئنافية التي وقع عليها إجماعهم ،أما في حالة عدم
اتفاقهم فإنه يتم تعيين الدائرة التي يقام فيها الشهاد من قبل الرئيس الول لمحكمة
الستئناف الذي رفع إليه الطلب أول.
المطلب الثاني :التزاماتا الموثقين والعدول الخاصة بتوثيق المعاملتا
العقارية.
للتي
للات ال
للي اللتزام
لقد وضع المشرع على عاتق كل من الموثق والعدل جملة ف
يتوجب عليهما القيام بها على أحسن وجه ،وإل كانا مقصرين ومخلين في حق زبنائهما مما
يعرضهما بالتالي للمساءلة.
فالفراد عندما يلتجئون إلى الموثقين والعدول ل يسعون بذلك إلى الحصول فقط
على وثيقة رسمية بل إنهم يرغبون كذلك في الحصول على الرشادات الضرورية ومعرفة
مختلف الثار التي ستترتب عن العقد.
وبالضافة إلى ما سبق فإن قيام الموثق أو العدل بتوثيق العقود الواردة على
المعاملت العقارية ،يجعل الطراف مطمئنين من حيث الوضعية القانونية والمادية للعقار
)الفقرة الولى(.
) - (3أستاذنا أحمد خرطة ،مسرد توجيهي في قانون التوثيق العدلي ،محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثانية من دبلوم
الدراسات العليا المعمقة ،وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية،
جامعة محمد الول ،وجدة ،2005-2004ص 24غير منشور ة.
/ 18 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ول يقف دور الموثقين والعدول عند هذا الحد بل إن المشرع ألزمهم بالقيام ببعض
الشكليات كتسجيل العقود بإدارة التسجيل والتمبر ،وتقييدها في السجلت العقارية )الفقرة
الثانية(.
الفقرة الولى :تحديد وضعية العقار محل المعاملة.
يعتبر العقار هو محل المعاملت في الحالة التي تكون هذه الخيرة واردة عليه،
لذلك يجب ذكر البيانات المتعلقة به وتحديده تحديدا دقيقا وذلك بتبيان موقعه ،وضعيته
القانونية ،وكذلك حدوده والوصاف المرتبطة به وهي مقتضيات ترتبط بنوعه هل هو من
العقارات المحفظة )أول( أم غير المحفظة )ثانيا(.
وتجدر الشارة إلى أن التأكد من وضعية العقار سواء كان محفظا أم غير محفظ
يعتبر من صميم اللتزامات الملقاة على عاتق العدول والموثقين العصريين.
أول :تحديد وضعية العقار المحفظ محل المعاملة .
يلزم كل من الموثق العصري والعدل بتحديد الوضعية القانونية للعقار المحفظ وذلك
بالرجوع إلى رسومه العقارية ،ويدخل هذا اللتزام في إطار اللتزام بالنصح الذي يتوجب
على الموثق تقديمه للمتعاقدين) (1ذلك أن هذا اللتزام يحمل الموثق في المعاملت العقارية
بواجب التأكد والتحري عن الوضعية القانونية للعقار والتيقن من أنه غير مثقل بأي رهون
أو تكاليف.
فإذا تبين له بعد الرجوع إلى الرسم العقاري أن وضعية العقار غير سليمة ،كأن
يكون مرهونا فإنه يجب عليه أن يطلع الطراف على ذلك.
وتجدر الشارة إلى أنه في حالة وضع الموثق شرطا بعدم المسؤولية في العقد ،أو
في محرر مستقل فإن القضاء ل يعتد به ،ويبقى مسؤول عن النتائج المترتبة عن عدم تأكده
من الوضعية القانونية للعقار من حيث التحملت).(2
) – (1تنص الفقرة الثالثة من الفصل الول من ظهير 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق العصري على أنه " ويجب أن يقدم
الموثقون نصائحهم للطراف وإرشادهم لما يجب عمله بشأن موضوع عقودهم ،وأن يبينوا لهم أثار العقود التي
يحررونها أو التي يساعدون على تحريرها ".
) - (2محمد الربيعي ،المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية ،مرجع
سابق ،ص .263
/ 19 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وهذا ما سارت عليه محكمة النقض الفرنسية في قرارها الصادر بتاريخ 12ماي
.(1958(3
ونفس ما قلناه عن الموثق ينطبق على العدل أيضا بحيث أنه ملزم بالتأكد قبل تلقيه
الشهادة من وضعية العقار بالنسبة للتحفيظ أو عدمه ،وكذلك عما إذا كان غير مثقل بأي
)(4
" ...وحيث إن تكاليف أو ضرائب وهذا ما أكده القضاء بحيث جاء في أحد قراراته
الثابت من وثائقه ومستنداته أن العدل المتابع لم يتأكد عند تلقي الشهاد بالبيع موضوع
المتابعة من الوثائق والمستندات اللزمة في هذا الباب كالشهادة التي تفيد أن المبيع غير
مثقل بأي ضريبة،وهو الجراء الذي كان وراء تأخير حصول المشتري على رسم الشراء
2004-1-06 إذ لم يحصل على المطلوب إل بعد أدائه لواجبات التسجيل بتاريخ
علما أن تلقي الشهاد تم بتاريخ ." ...2000-5-30
كما يتعين عليه أيضا وصف المشهود فيه) ،وهو العقار في بحثنا هذا( وصفا تاما
كامل.
وهذا ما نص عليه المشرع في المادة 31من قانون 16-03المتعلق بخطة العدالة،
بحيث جاء فيها" ...يتعين أن تشتمل الشهادة أيضا على تعيين المشهود فيه تعيينا كافيا"
وسارت عليه محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها) (1الذي جاء فيه "وحيث إن الفصل
27من ظهير 6مايو 1982المنظم لخطة العدالة وتلقي الشهادة وتحريرها وكذا الفصل
21من مرسوم 18أبريل 1983بشأن تعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ
الشهادات وتحريرها وتحديد الجور يوجبان توفر الوثيقة العدلية على الهوية الكاملة
للمشهود عليه وعلى تعيين المشهود فيه تعيينا كافيا."...
)(3
Cass civ 12 mai 1958 - j .c.p 1958-II 10752.
أشار إليه محمد الربيعي ،المعاملت العقارية....مرجع سابق ،ص .263
) – (4قرار استئنافية فاس صادر بتاريخ 2004-12-08في الملف رقم 3 -04-1450غير منشور .
) - (1قرار استئنافية فاس ،رقم ،2006 /798في الملف عدد 3-05-1133وكذا الملف عدد 3 /05/ 1814صادر
بتاريخ 2006 /5 /31غير منشور .
/ 20 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
فإذا تعلقت الشهادة بعقار محفظ وجب تعيينه بذكر اسمه ،ورقم الصك العقاري ،أما
إذا كان العقار في طور التحفيظ ،فإنه يتعين تحديد صفاته ومساحته وقيمته ،وموقعه
وحدوده مع توضيح هذه الحدود بما يميزها عن الشياء الطبيعية).(2
وبالرجوع إلى القوانين العقارية الخاصة ،نجد أن المشرع ألزم الموثق العصري
والعدل بعدم الخروج عن الطار المرسوم سلفا ،حيث حدد المقتضيات التي يجب أن
تشملها العقود المتعلقة بالعقارات المحفظة.
فاستنادا لمقتضيات الفصل 3/618من قانون 44-00فإن مضمون العقد البتدائي
لبيع العقار في طور النجاز يجب أن يتضمن تحديدا مدققا لهوية كل من البائع والمستفيد،
وأن يشتمل على أصل ملكية العقار محل العقد مع الشارة إلى الحقوق العينية والرتفاقات
الواردة عليه ،هذا فضل عن ثمن البيع النهائي وتاريخ ورقم رخصة البناء وطرق الوفاء
بالثمن ومراجع الضمان الذي عقده البائع لفائدة المشتري والمدة التي يجب أن يتم خللها
تسليم العقار المبيع).(1
كما أن القانون 44-00استلزم ضرورة إرفاق العقد بمجموعة من الوثائق والتي
تتمثل أساسا في :
-نسخ مطابقة لصل التصاميم المعمارية بدون تغيير.
-نسخة من دفتر التحملت.
-نسخ من تصاميم السمنت المسلح.
-شهادة مسلمة من المهندس المعماري تثبت النتهاء من أشغال الساسات
الرضية للعقار.
أما البيانات المتطلبة في العقود الواردة على اليجار المفضي إلى تملك العقار ،فإنه
وكما يتبين لنا من خلل قراءة المادة 7من قانون 51.00المتعلق باليجار المفضي إلى
) – (2المراني زنطار الحسن ،في فقه الوثائق ،ج ، 2الصيغ الشرعية للعقود العدلية ،في مجال الحوال الشخصية،
الحمدية للنشر ،الطبعة الثانية ،2001ص .25
) – (1علي الرام ،بيع العقار في طور البناء في القانون المغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة
التكوين والبحث في الضمانات التشريعية في قانون العمال ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة
محمد الول وجدة ،السنة الجامعية ،2005-2004ص .105-104
/ 21 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
تملك العقار تصنف إلى بيانات) (2ذات طابع عام كما هو الشأن بالنسبة لهوية الطراف
ومراجع موقع ووصف العقار وثمن البيع ،وبيانات ذات طابع خاص كمبلغ التسبيق وحق
المكتري المتملك في تسبيق أداء الثمن قبل تاريخ حق الخيار ،ومراجع عقد التأمين وشروط
مزاولة حق الخيار ،وتاريخ بدأ النتفاع بالعقار).(3
ثانيا :تحديد وضعية العقار غير المحفظ.
بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل الخامس من ظهير التوثيق
العصري نجدها تشير إلى أنه يجوز للموثقين أن يتلقوا رسوم الصداق والهبات المضمنة
في عقود الزواج والوصايا المتعلقة بعقارات موجودة بالمغرب ولو كانت غير محفظة ،كما
تقضي كذلك بحقهم في تحرير جميع الكرية والحصاءات والتصفيات والقسمة المتعلقة
بالعقارات المذكورة ،وأن يطبقوا في هذا الشأن مقتضيات الفصل .(1) 24
وإذا كانت الفقرة الثالثة من الفصل الخامس المشار إليه أعله قد سمحت للموثق
العصري وبصفة استثنائية تحرير المعاملت الواردة على العقار غير المحفظ فإن الفصل
24من ظهير 4ماي 1925نص على ضرورة تضمين العقد الموثق والمتعلق بعقار غير
محفظ ،موقع العقار ونوعه ومساحته ومرافقه ومشتملته ،وحدوده بالضافة إلى أصل
الملكية.
) – (2تمثل البيانات الواردة في المادة 7أعله حدا أدنى ،ويمكن للطراف التفاق على إضافة بيانات أخرى.
محمد شيلح ،قراءة ميتدولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني في ضوء القانون 51.00المتعلق
باليجار المفضي إلى تملك العقار ،ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ،ص . 140
) – (3عبد الكريم الطالب ،توثيق اليجار المفضي إلى تملك العقار ندوة توثيق التصرفات العقارية ،مرجع سابق ص
.152
) - (1محمد الربيعي المعاملت العقارية ، ...مرجع سابق ،ص .265
/ 22 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
غير أن ما يعاب على هذا الفصل أنه أجاز للموثق في حالة عدم توفر رسوم تثبللت
أصل الملكية الكتفاء بتصريح الطراف بهذا الخصوص لتحرير المعاملت السابقة الذكر
للا
للة منع
للس ثابت
،وهذا ما يتعارض مع هدف التوثيق الذي هو إقامة المعاملت على أس
للمنازعات التي قد تنشب بسبب غياب البيان المتعلق بأصل الملكية).(2
ويلزم العدول من جهتهم بتحديد حدود العقار غير المحفظ تحديدا دقيقا ،وتحديد
مساحته وموقعه ،إل أنه وإن كان من المفروض فيهم نظريا القيام بهذه المهام على أحسن
وجه فإن واقع الرسوم المحررة من قبلهم يفيد أن المساحة عادة ما تحدد بمقاييس متداولة
عند أهل البلد ) حرث يومين تقريبا (...كما تكون الحدود المعتمدة من قبلهم عبارة عن
مواقع أو منشآت أو تضاريس معينة )الشعبة ،الطريق العمومية ،الوادي (...وهي كلها
حدود غير ثابتة وقابلة للزوال بفعل الطقس أو مرور الزمان).(3
وزيادة على ما سبق فإنه يتعين على العدول وصف المشهود فيه وصفا تاما ،نوعه
أرضا كان أو دارا ،وذكر عنوان العقار وموقعه) ،(4والتأكد من أصل الملكية هذا الجراء
الخير الذي يعد ضروريا لمعرفة المالك الحقيقي من المالك الظاهر ،حسب ما جاء في
الفصل السادس من المنشور الصادر عن وزير العدل عدد 14714الذي ألزم العدول قبل
تحرير عقود البيع بالتأكد من الملكية والشروط المطلوبة فيها وهي اليد ،النسبة ،وطول مدة
الحيازة ،وعدم العلم بخروج الملك من يد المشهود له بأي وجه من وجوه التفويت).(1
وهذا ما أكده القضاء بدوره في العديد من قراراته التي اعتبر فيها عدم تضمين سند
الملكية في العقود المتعلقة بتفويت الحقوق العقارية مخالفة تستوجب متابعة العدل تأديبيا).(2
)(3
" ...وحيث إن الثابت من وثائق الملف أن العدلين بحيث جاء في أحد قراراته
المتابعين أنجزا رسم شراء يتعلق بتفويت حقوق عقارية دون أن يضمنا في طلب الرسم
سند الملكية ومراجعه وكذا بقية الوثائق المتطلبة في هذا الباب والتي ل تستقيم الشهادة
)(2
-محمد الربيعي المعاملت العقارية ،...مرجع سابق ،ص .266
)(3
– خالد ميداوي ،أفاق النظام الدولي للتوثيق ،مجلة المعيار ،العدد ،2001 ،27ص .106
)(4
– بنعمرو بنته ،نحو إجبارية رسمية العقود في المعاملت العقارية ،مجلة المناظرة ،العدد ،2002 ،7ص .86
)(1
– إبراهيم اشهيبات ،مرجع سابق ،ص 122وما بعدها.
)(2
– قرار صادر عن استئنافية فاس بتاريخ ، 2005 /30/3في الملف عدد 3 /05 /61غير منشور .
)(3
– قرار استئنافية فاس صادر بتاريخ 2005 /6 /8في الملف عدد 3 / 05 /355غير منشور .
/ 23 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
بدونها ...ومن ثم فإن خلوها من مراجع الملكية يجعل منها شهادة غير كافية ،وغير كاملة
شرعا في بابها ."...
الفقرة الثانية :قيام الموثق والعدل بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية.
لقد أخضع المشرع المعاملت العقارية الهادفة إلى تفويت العقار بعوض أو بدون
عوض لجراءين :يتعلق الول بتسجيلها وأداء الرسوم المفروضة على هذا الجراء ،وهذا
ما نصت عليه المادة الولى من مدونة التسجيل والتمبر).(4
والثاني يتعلق بتقييدها في الرسوم العقارية إذا كانت منصبة على عقار محفظ حتى
تسري بين الطرفين وتجاه الغير ،وهذا ما ينص عليه الفصلللن 66و 67من ظهير
التحفيظ العقاري) ،(1فما هي الشكليات التي يتعين على الموثق والعدل مراعاتها في
تحريرهما للمعاملت العقارية ،والتي تتعلق أساسا بالجراءين المشار إليهما أعله؟.
أول :قيام الموثق العصري بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية.
تنص الفقرة الخيرة من الفصل الول من ظهير 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق
العصري على أنه "....ويتعين عليهم أيضا أن يقدموا هذه الرسوم للتسجيل عمل
بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل ،وأن يقوموا بالجراءات الخاصة لضمان حجيتها،
كتقييد الرهون العقارية أو التشطيب عليها كما يتعين عليهم – ما لم يتم إعفاءهم من طرف
الطراف صراحة -القيام بالجراءات المتعلقة بالشهار".
ويلحظ من خلل هذه الفقرة أن الموثق ملزم بتسجيل العقد لدى إدارة التسجيل
والتمبر أو تقييده لدى إدارة المحافظة العقارية خاصة وأن الفراد الذين يتقدمون إليه بهذه
) - (4تنص المادة الولى من مدونة التسجيل والتمبر على أنه " ...تخضع وجوبا لجراء ورسوم التسجيل :
الفقرة الولى :جميع التفاقات كيفما كان شكلها المكتوبة أو الشفوية المتعلقة بما يلي:
-التفويت بين الحياء بعوض أو بدون عوض فيما يخص :
العقارات المحفظة أو غير المحفظة وكافة الحقوق العينية المتعلقة بها."...
) - (1ينص الفصل 66من ظ .ت .ع على أن ":كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسبة للغير إل
بتسجيله ،وابتداء من يوم التسجيل في الرسم العقاري من طرف المحافظ على الملك العقارية ."...كما ينص الفصل 67
من ظ .ت .ع " إن الفعال الدارية والتفاقات التعاقدية الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو العتراف به
أو تغييره أو إسقاطه ل تنتج أي أثر ولو بين الطراف إل من تاريخ التسجيل دون الضرار بحقوق الطراف بعضهم
على بعض وكذا بإمكانية إقامة دعاوى فيما بينهم بسبب عدم تنفيذ اتفاقهم".
/ 24 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
) - (2أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري ،مرجع سابق ص .39
) - (1حيث جاء في قرار للمجلس العلى " ....من حيث إن المطلوب في النقض قد ارتكب خطأ مهنيا وثبت للمحكمة
عسره ،وتوقفه عن الدفع الشيء الذي يستلزم معه إحلل صندوق التأمين الخاص بالموثقين محله في الداء "...قرار عدد
1661/6المؤرخ في 2000-6-28في الملف الجنحي عدد 99-186 44منشور في مجلة قضاء المجلس العلى
عدد 55السنة 22يناير 2000ص .396
/ 25 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إل أنه إذا أثبت أنه لم يتوصل من أطراف العقد بالمبالغ المستحقة للخزينة في الجل
القانوني) ،(2فإنه والحالة هاته ل يتحمل أية مسؤولية.
وتجدر الشارة إلى أن مشروع قانون التوثيق 82-03أشار بدوره إلى إلزام
الموثق بالقيام بإجراءات تسجيل المحررات المتضمنة للتعامل في العقار لدى المحافظة
العقارية وإدارة التسجيل والتمبر في المادة 33منه.
وهكذا فقد استبعد المجلس العلى شهادة الموثق لكونها غير كافية ولو بين
المتعاقدين لثبات تملك حق عيني لم يثبت تسجيله بالرسم العقاري لعقار محفظ).(3
وبالرجوع إلى قانون اللتزامات والعقود نجده ألزم من خلل الفصل 489
منه) (1بتسجيل المحرر طبقا للمقتضيات القانونية إذا تعلق المر بعقار أو حقوق عينية
عقارية ،إل أنه قد يثار التساؤل حول أي التسجيلين يرتب أثره في مواجهة الغير؟ هل
التسجيل بإدارة التسجيل والتمبر أم التسجيل بإدارة المحافظة العقارية؟ خصوصا وأن
الفصل 489من قانون اللتزامات والعقود ذكر مصطلح التسجيل بصفة مطلقة.
وقد اختلف الفقه بهذا الصدد إذ ظهر اتجاهان:
اتجاه أول :ذهب إلى أن التسجيل الوارد في الفصل 489من ق.ل.ع هو التسجيل
بإدارة الضرائب ،وقد استند أنصار هذا التجاه إلى عدة مبررات لعل أهمها يتمثل فيما يلي:
-إن هذا التسجيل أنشأ لغراض جبائية ،حيث يمكن مصلحة الضرائب من
استخلص الضرائب ومراقبة صحة العقود).(2
) - (2مصطفى شرف الدين ،واجبات التسجيل والنظام التعاقدي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي
عياض مراكش ،2000-1999 ،ص .20
) - (3قرار المجلس العلى عدد 640صادر بتاريخ 78-9-20في الملف عدد 65558منشور بمجلة المحاماة عدد
14السنة 12يناير وفبراير ومارس 1979ص .205
) - (1ينص الفصل 489من ق.ل.ع على أنه " إذا كان المبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا
رسميا وجب أن يجري البيع كتابة في محرر ثابت التاريخ ،ول يكون له أثر في مواجهة الغير إل إذا سجل في الشكل
المحدد بمقتضى القانون".
) - (2نور الدين الجزولي ،عقد بيع العقار المحفظ بين الشكلية والرضائية )الفصل 489من ق.ل.ع( ،المجلة المغربية
للقتصاد والقانون المقارن العدد 18السنة ،1992ص .22
/ 26 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
-إن صيغة الفصل 489من ق.ل.ع باللغة الفرنسية تدل على أن التسجيل
المقصود هو التسجيل بإدارة الضرائب حيث جاء فيه مصطلح .(enregistrée" "(3
-إن قانون اللتزامات والعقود أوجب التسجيل بالنسبة لعقود أخرى كحوالة الحق
في الفصل 159والمعاوضة إذا كان محلها عقارات أو أشياء أخرى يجوز رهنها رهنا
رسميا في الفصل 620وكذا في الفصل 629من ق .ل.ع بالنسبة لكراء العقارات لكثر
من سنة ،وبما أن هذه العقود غير قابلة كلها للتسجيل بالمحافظة العقارية كالفصل 629من
ق.ل.ع مثل والذي يتعلق بالكراء لكثر من سنة بحيث إنه قد تكون هذه المدة سنتين ،في
حين أن الفصل 65من ظهير 12غشت 1913ل ينص على ضرورة التسجيل
بالمحافظة إل إذا زادت مدة الكراء على أكثر من ثلث سنوات ،فإن التسجيل المقصود هنا
هو التسجيل بمصلحة الضرائب وليس التسجيل بالمحافظة العقارية).(1
وعلى عكس التفسير الذي ذهب إليه الرأي الول نجد رأيا آخر يتزعمه بعض
الفقه) (2يرى أن المقصود من التسجيل المنصوص عليه في الفصل 489من قانون
اللتزامات والعقود هو ذلك الذي يتم في المحافظة العقارية وسندهم في ذلك عدة مبررات
تتمثل أساسا في :
-أن التسجيل بالمحافظة هو وحده الكفيل بإشهار الحق العيني وجعل الغيار
يطلعون عليه).(3
) - (3محمد الكشبور ،بيع العقار بين الرضائية والشكل سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة ) (1مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،الطبعة الولى 1997ص .96-95
) - (1نور الدين الجزولي ،مرجع سابق ص 24وما بعدها.
) - (2محمد بونبات ،قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية منشورات كلية الحقوق بمراكش ،العدد 12السنة
،1997ص .147
-عبد الحق صافي ،عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،الطبعة الولى ،1998ص .204
) - (3محمد بونبات قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية مرجع سابق ،ص .147
/ 27 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
-أن قانون اللتزامات والعقود قانون مدني يهتم بالعلقات المدنية بين الخواص،
وليس قانونا ماليا ينظم التسجيل بمصلحة الضرائب) ،(4وبتفحصنا لتجللاه القضاء بهذا
الخصوص نجده بدوره قد ساند في معظم أحكامه وقراراته هذا التجاه الخير).(5
ثانيا :قيام العدل بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية.
للن
– 16المتعلق بخطة العدالة على أنه "...يتعي نصت المادة 35من قانون 03
على القاضي أل يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إل بعد تأديتها."....
يتضح من خلل مقتضيات المادة أعله أن الرسوم العدلية ل تتمتع بحجيتها الثباتية
بمجرد تلقي الشهادة من قبل العدلين كما هو الشأن بالنسبة للموثقين العصريين ،بل ل بد من
الخطاب عليها من قبل القاضي المكلف بالتوثيق لتكتسي الصبغة الرسمية ،إل أنه وكما نعلم
فإن الوثيقة العدلية ل تذيل بخطاب القاضي المكلف بالتوثيق إل بعد تأكده من مرورها
بجميع مراحل تكوينها والتي من بينها تسجيل الرسوم بمصلحة التسجيل والتمبر.
ومن هنا يظهر أن العدول ملزمون بمجرد تلقي إشهاد خاضع إجباريا لداء واجبات
التسجيل بإبلغ الطراف المتعاقدة بإجباريته مع حثهم على أداء الواجبات المستحقة داخل
الجل القانوني بمكتب التسجيل أو لدى العدول أو الموظف التابع لوزارة العدل المكلف
بذلك ،وفي حال قبضهم لواجبات التسجيل فإنه ينبغي عليهم إيداع هذه المستحقات والعقود
المتعلقة بها لدى مفتش التسجيل بعد تضمينها مراجع التسجيل).(1
ذلك أن قبضهم لهذه الواجبات واحتفاظهم بها بدل تسليمها لمصلحة التسجيل أو
إعادتها لصاحبها يعرضهم للمساءلة التأديبية ،وهذا ما أكدته استئنافية فاس في أحد
) - (4مازن الجم ،الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري ج ، 1رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في
القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي عياض مراكش )1991 ،دون ذكر السنة
الجامعية الثنائية( ،ص .194
) - (5جاء في قرار للمجلس العلى أن "إيداع الطلب والوثائق بسجل اليداع بالمحافظة ل يرقى إلى درجة إشهار الحق
بتسجيله بالرسم العقاري" قرار رقم 270بتاريخ 30يناير 1985في الملف المدني عدد .81156منشور بمجلة قضاء
المجلس العلى العدد المزدوج 38-37يونيو ،1986ص 21وما بعدها.
-قرار صادر عن محكمة الستئناف بالرباط بتاريخ 1937مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط 1937ص
414أشار إليه نور الدين الجزولي ،مرجع سابق ،ص .25
) - (1محمد مومن ،مفهوم التسجيل الوارد في الفصل 489من قانون اللتزامات والعقود ،ندوة توثيق التصرفات
العقارية ،مرجع سابق ،ص .356
/ 28 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
قراراتها) (2الذي جاء فيه "....وحيث أن الثابت من وثائق الملف أن العدل المتابع تسلم
واجبات تسجيل رسم الشراء من المشترية على أساس أن يؤدي ذلك لمصلحة التسجيل
غير أنه احتفظ بالمبلغ بدل تسليمه لمصلحة التسجيل أو إعادته لصاحبته المشترية عندما
طالبته بذلك.
وأكثر من ذلك التزم أمام السيد وكيل الملك بإعادته للمشتكية على دفعات غير أنه لم
يف بالتزامه وحرم المشتكية من التوصل برسم شرائها في الوقت المناسب وإذ لم تتوصل
به إل بعد مرور خمس سنوات على تحريره وبعد أن أدت بنفسها واجبات التسجيل"....
وانطلقا من كل هذا يتبين أن القانون 16– 03حافظ على نفس المقتضيات التي
كانت سارية في قانون 81– 11المتعلق بخطة العدالة الملغى ومرسوم 18أبريل 1983
)(1
بحيث نص الفصل 30من ظهير 6ماي 1982في فقرته الثالثة على أنه "يمنع على
القاضي أن يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إل بعد تأديتها" ،كما نص
الفصل 19من مرسوم 18أبريل 1983على أنه "تؤدى الرسوم المستحقة عن الشهادات
الخاضعة للتسجيل في الجال القانونية بمكتب التسجيل المختص أو لدى عدل أو موظف
تابع لوزارة العدل يعينهما وزير المالية باقتراح من وزير العدل."...
أما الفصل 20من نفس المرسوم أعله الملغى فقد كان يلزم العدول بأن يشعروا
المتعاقدين بأداء الرسوم وتوجيه نسختين من الشهادة إلى الجهة المختصة باستخلص
الرسوم).(2
وبخصوص التقييد بالمحافظة العقارية فإنه يلحظ على مستوى القانون المتعلق
بخطة العدالة غياب نصوص تشير إلى إلزام العدل بالقيام بهذا الجراء.
) - (2قرار استئنافية فاس رقم 2004/ 1189صادر بتاريخ 2004-6-9في الملف عدد ،3/ 4/ 66غير منشور.
) (1المرسوم التطبيقي المتعلق بتعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ الشهادات وتحريرها وتحديد الجور رقم 415
– 2 – 82الصادر بتاريخ 13رجب 1403الموافق ل 18أبريل 1983المنشور بالجريدة الرسمية عدد 3678
بتاريخ 27أبريل 1983ص .680
) - (2ينص الفصل 20من مرسوم 18أبريل 1983على أنه "يتعين على العدل إذا تعلق المر بشهادات تخضع لرسم
التسجيل:
-إشعار المتعاقدين بذلك وحثهم على أداء الرسوم لدى الجهة المختصة باستخلص رسوم التسجيل.
-توجيه نسختين موجزتين من الشهادة بمجرد التلقي إلى الجهة المكلفة باستخلص رسوم التسجيل".
/ 29 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إل أننا نجد أحد الباحثين) (3يذهب إلى ضرورة تحميله مسؤولية تقديم طلبات تقييد
السندات التي يحررها لدى المحافظة العقارية ،وعلى عكس العقود المحررة من قبل
الموثقين فإن الوثيقة العدلية ل تساهم في تحيين الرسوم العقارية بسبب غياب مقتضيات
قانونية تلزم العدول بالقيام بإجراءات الشهار والتقييد بالسجلت العقارية).(4
وبرجوعنا إلى بعض القوانين العقارية الخاصة) ،(1فإننا نجدها قد حددت الكيفية التي
يمكن بواسطتها تسجيل المعاملت العقارية الخاصة بها ،حيث أقرت بضرورة التسجيل
بإدارة المحافظة العقارية متى تعلق المر بالعقار المحفظ في حين أنها أوجبت التسجيل
بكتابة ضبط المحكمة البتدائية التي يوجد بدائرتها العقار إذا كان هذا الخير غير محفظ.
ومن ثم فإن المشرع قد أحاط الوثيقة الرسمية بالعديد من الضوابط التي تعتبر
بمثابة ضمانات لحماية حق الملكية العقارية وتبرز هذه الضمانات على الخصوص على
مستوى تلقي الشهادة وحفظها وكذا على مستوى تحريرها.
) - (3لحبيب شوراق :التوثيق العدلي في خدمة نظام السجلت العقارية ،مجلة جمعية المحافظين والمراقبين على الملكية
العقارية عدد خاص .1988ص .90
) - (4محمد ابن الحاج السلمي ،دور الوثيقة العدلية ،ونظام التحفيظ العقاري ،مقالت وأبحاث في التحفيظ العقاري،
الطبعة الولى ،مارس ،2004دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط ،ص .240
) - (1تنص المادة 11من القانون 18.00على أنه " ...يجب أن يودع ويقيد نظام الملكية المشتركة الخاص بالعقارات
المحفظة بمرفقاته ...بالمحافظة على الملك العقارية التي يقع بدائرة نفوذها العقار المعين ..إذا كان العقار غير محفظ
يودع نظام الملكية المشتركة والتعديلت التي تلحقه لدى كتابة الضبط بالمحكمة البتدائية الواقع بدائرة نفوذها".
كما ينص الفصل 4/618من قانون 44.00على أنه " ...إذا كان العقار محفظ تودع نسخة من هذا الدفتر من التصاميم
المعمارية بدون تغيير وتصاميم السمنت المسلح وعن نظام الملكية المشتركة عند القتضاء بالمحافظة على الملك
العقارية ،وإذا كان العقار غير محفظ تسجل هذه النسخ بسجل خاص وتودع بكتابة الضبط لدى المحكمة البتدائية التي
يوجد بدائرتها العقار".
/ 30 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
لذلك آثرنا تناول هذا المبحث في مطلبين نعرض في الول لمراحل تأسيس الوثيقة
العدلية على أن نتطرق في الثاني لمراحل تأسيس الوثيقة العصرية.
) - (1وهذا ما أكدته المادة الولى من القانون 16– 03التي جاء فيها "تمارس خطة العدالة بصفتها مهنة حرة حسب
الختصاصات والشروط المقررة في هذا القانون وفي النصوص الخاصة."...
) - (2محمد متزعم ،عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي
عياض ،مراكش ،2000-1999ص .125
) - (3جاء في قرار صادر عن محكمة الستئناف بالقنيطرة "وحيث إن هذا الرسم رسم عدلي ،لذلك فهو ورقة رسمية
والورقة الرسمية حجة قاطعة حتى على الغير في الوقائع والتفاقات المشهود بها فيها طبقا للفصلين 418و 419من
قانون اللتزامات والعقود" قرار صادر بتاريخ 1992-1-27في الملف عدد 1990-1339منشور في مجلة الشعاع
العدد 7ص .54
-كما جاء في قرار آخر صادر عن المجلس العلى "يعتبر الرسم العدلي الذي يشهد فيه العدلن بأتمية المشهود عليه
حجة رسمية "...قرار رقم 809صادر بتاريخ 1982في الملف المدني عدد 47497قرارات المجلس العلى في المادة
المدنية ،1996-1956منشورات المجلس العلى في ذكراه الربعين ،1997ص .77
/ 32 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
التلقي خارجا عن دائرة التعامل) ،(1ومنها ما يتعلق بحفظ الشهادة ،خصوصا أنه وإذا كان
توثيق المعاملت العقارية يتم بموجب إفصاح الطرفين عن نيتهما أمام العدول بالتصرف
الذي يريدان توثيقه ،وقيام العدول من جهتهم بتلقي ذلك )أول( ،فإنه إلى جانب التلقي
يقومون بتدوين ما سبق في مذكرة الحفظ ) ثانيا(.
أول :تلقي الشهادة.
لقد استعمل المشرع المغربي عبارة تلقي) (2للتعبير على المراحل الولى في إنشاء
الشهادة العدلية ،ولم يتم تعريفها إل من طرف قلة من الفقهاء وذلك راجع إلى عدم تمييزهم
بينها وبين الداء ،وقد عرفها أحد المهتمين بقوله " تلقي الشهادة هو سماعها من مؤديها من
طرف عدلين منتصبين للشهاد ومختصين زمانيا ومكانيا وإدراجهما لفصولها الجوهرية
في مذكرة الحفظ لحدهما وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة بعد التأكد من التوفر على
المستندات اللزمة لها مقابل أجرة يحددها القانون").(3
)(4
ويشترط في التلقي مجموعة من الشروط والتي من بينها أن يكون التلقي ثنائيا
فالفصل 27من القانون 16– 03ينص على أنه "يتلقى الشهادة في آن واحد عدلن
منتصبان للشهاد"...
) - (1تنص المادة 32من قانون 16-03على أنه "يمنع تلقي الشهادة التي يكون موضوعها خارجا عن دائرة التعامل".
إن الشياء تخرج عن دائرة التعامل القانوني إما بالنظر إلى طبيعتها المادية ،كتلك التي ل يمكن تملكها أو تداولها من يد
إلى يد مثل الشمس ،البحر ...أو بالنظر لرتباطها بشخص صاحبها كحقي الستعمال والسكنى الذين ل يمكن أن يفوتا
ول يؤجرا طبقا لمقتضيات الفصل 84من ظهير 2يونيو 1915المحدد للتشريع المطبق على العقارات المحفظة ،أو
بالنظر إلى الغرض الذي خصصت له كأملك الدولة العامة من شواطئ بحرية ،وموانئ ،وسدود ،وقناطر وغيرها،
ويخرج أيضا عن دائرة التعامل اللتزام الذي يكون محله غير مشروع.
أنظر في هذا الصدد :محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .130
) - (2وهذا ما تم التنصيص عليه في المادة 27من الباب الول من القسم الثاني من قانون 16– 03المتعلق بخطة
العدالة والفصل 24من قانون 81.11المتعلق بخطة العدالة الملغى.
) - (3محمد الشتوي ،المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة ،مرجع سابق ،ص .100
) - (4جاء في قرار صادر عن استئنافية فاس " ...حيث إن الثابت من وثائق الملف ومن تصريحات العدلين المتابعين أن
تلقي الشهاد موضوع الشكاية والمتابعة تم في مجلس واحد وأن المتلقي هو ...وأن موضوع الشهادة أدرج في مذكرة
حفظ هذا الخير" قرار رقم 2005-260صادر عن استئنافية فاس بتاريخ 2005-2-9في الملف عدد 1448/04/3
غير منشور.
/ 33 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ومن ثم فإن التلقي الثنائي هو الصل إل أن هذا الصل يرد عليه استثناء وهو جواز
التلقي النفرادي في حالة ثبوت حالة تعذر التلقي الثنائي ،وهي حالة مادية تخضع في
تقديرها عند النزاع لمحكمة الموضوع ويتم إثباتها بجميع وسائل الثبات).(1
إل أنه إضافة إلى حالة الضرورة كشرط لمكانية التلقي النفرادي فقد نص القانون
المتعلق بخطة العدالة على شكليات خاصة زادت من تضييق إمكانية التلقي الفردي وذلك
بتنصيصه في المادة 27منه على وجوب الحصول على إذن من القاضي المكلف بالتوثيق
قبل أن يتلقى العدل المنفرد الشهادة وإل فعليه إشعاره بذلك داخل ثلثة أيام من تاريخ التلقي
في حالة تعذر الحصول على الذن) ،(2من هنا يظهر أن المشرع وإن كان قد تمسك بالقاعدة
العامة والفضلى في الشهاد العدلي أل وهي إشهاد عدلين اثنين وفي وقت واحد ،إل أنه
ضيق كثيرا من حالة الستثناء إلى درجة أصبحت معها حقوق المتعاقدين أو المشهود لهم
مهددة بالنكار.
كما يستثني القضاء من قاعدة ثنائية التلقي السماع من شهود اللفيف) ،(3ذلك أنه وإن
كان الصل في أدائها أن يتم أمام القاضي فإن انشغاله بمهام الفصل في المنازعات أدى به
إلى إنابة عدل يعينه للستماع إلى شهود اللفيف ،وبما أن العدل ينوب عن القاضي فإنه ليس
ثمة ما يمنع أن يكون منفردا بالتلقي.
ومن الشروط المشترطة أيضا في التلقي نجد ضرورة أن يكون مباشرا بمعنى أن
يتم بدون وساطة إل في حالة اختلف اللغة.
) - (1وقد أكد قرار صادر عن محكمة الستئناف بالدار البيضاء على حالة التلقي الستثنائي قرار رقم 459ملف عدد
1830/91صادر بتاريخ 1992-02-28منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 1992 ،66ص .189
) - (2إل أن هذا التوجه لقي نقدا من جانب من الفقه إذ يرى انه ل مبرر منطقي ول فائدة جوهرية منه لن حالة التعذر
فرضت عدم وجود العدل الثاني ،فأحرى أن يوجد معهما القاضي مع العلم أن عدد العدول بأقسام التوثيق على أضعاف
مضاعفة من عدد قضاة التوثيق ،ثم يضيف أن الهدف من إذن القاضي ليس هو مجرد موافقته أو عدمها وإنما الهدف منه
هو أن يقوم القاضي بالبحث والتحري اللزمين قبل أن يأذن أو يرفض ومع حالة التعذر إضافة إلى كثرة المهام التي
يزاولها القاضي فإنه ل يتأتى له القيام بما ذكر.
العلمي الحراق ،مدونة السرة والتوثيق العدلي دراسات وتعاليق مطبعة دار السلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط
الطبعة الولى ،2005ص .58
-21 ) - (3جاء في قرار للمجلس العلى على أنه يجوز للعدل الواحد أن يسمع من اللفيف ،قرار عدد 54بتاريخ
1987-3أورده جمال الطاهري ،كراسة في التوثيق العدلي ،مطبوعات الهلل وجدة ،الطبعة الولى ،2004ص .75
/ 34 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وتجدر الشارة أنه إذا كان من المفروض أن يقوم العدلن بالسماع مباشرة من
الشاهد فإنه إذا كان هذا الخير أبكم أو أصم ،جاز الشهاد بالكتابة إذا كان يتقنها وإل
فبالشارة المفهمة) ،(1مع وجوب التنصيص على ذلك في العقد وذلك طبقا للمادة 29من
قانون .16– 03
وإذا كان المشرع قد اشترط في المادة 30من القانون المتعلق بخطة العدالة وجوب
كتابة الشهادة باللغة العربية ،فإن الشاهد قد ل يكون متقنا لها ،لهذا يمكن أن تتم الستعانة
بترجمان محلف شرط أن ل تكون له أية مصلحة في الشهادة).(2
ثانيا :كيفية حفظ الشهادة العدلية.
يجب أن يجري التلقي في مذكرة الحفظ التي يمسكها كل عدل ،ذلك أن إدراج
الشهادة في هذه المذكرة هو الوجه الثاني للتلقي والركن الساسي فيه) ،(3فقد جاء في المادة
28من القانون 16– 03أنه "يتلقى العدلن الشهادة أول في مذكرة الحفظ المشار إليها
أعله ،على أن تدرج في مذكرة أحدهما فقط إذا وقع التلقي في آن واحد وفي مذكرة كل
واحد منهما إذا وقع التلقي الفردي في آماد متفاوتة مع التنصيص في الحالتين على تاريخ
تلقي الشهادة"...
وهو نفس المقتضى الذي كان منصوصا عليه في الفصل 14من مرسوم 18
أبريل 1983الملغى بحيث جاء فيه "يتلقى العدلن الشهادة أول في مذكرة الحفظ على أن
تدرج في مذكرة أحدهما فقط إذا وقع التلقي في آن واحد وفي مذكرة كل واحد منهما إذا وقع
التلقي في آماد متفاوتة".
) - (1جمال الطاهري ،مرجع سابق ،ص .76
) - (2محمد متزعم :مرجع سابق ،ص .127
-وقد جاء في قرار صادر عن المجلس العلى "إن رسم الشراء المحتج به في النازلة غير جدير بالعتبار لكونه ناقص
الشكليات القانونية فلم يدرجه العدلن بكناش الجيب ول وقعت الشارة إلى تاريخ تضمينه بكناش المحكمة ورقمه فأفقد
بذلك صحة الورقة الرسمية ،ول يعتبر عقدا عرفيا لعدم التوقيع عليه من قبل أطراف العلقة."...
قرار رقم 1486في الملف الشرعي رقم 87 /5522صادر عن المجلس العلى بتاريخ 6دجنبر ،1988مجلة قضاء
المجلس العلى عدد 1989 ،43-42ص .91
) - (3وقد اعتبر القضاء التلقي من بين الواجبات المهنية المفروضة على العدول.
بحيث جاء في قرار لمحكمة الستئناف بالناظور " ....وحيث ما قام به العدل المتابع يشكل اخلل بواجباته المهنية التي
تفرض عليه بأن يتلقى الشهادة وتحريرها على وجه الدوام والستمرار."...
قرار رقم 694بتاريخ 15/11/05ملف عدد 236/05غير منشور.
قرار رقم 695بتاريخ 15/11/05ملف عدد 237/05غير منشور.
/ 35 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ويظهر من كل هذا أن التلقي ينبغي أن يتم في مذكرة الحفظ بمعنى أن عملية التلقي
أو السماع ينبغي أن يزامنها تدوين مضمون الشهادة في مذكرة الحفظ التي سميت كذلك
باعتبارها تحفظ فيها أصول التسجيلت الولى للوثائق العدلية).(1
كما أنه يتعين على العدول تضمين الشهادة فصولها الجوهرية التي ينتفي معها كل
غموض أو إبهام ،ويثبتوا بها كل المعلومات والمستندات التي يتعين استيفاؤها ،وذلك يوما
بيوم بتتابع الشهادات حسب تواريخ وساعات تلقيها ،ويكتب تلقي الشهادة بالحروف
والرقام وفق التقويم الهجري مع بيان ما يوافقه من التقويم الميلدي ،ويوقع العدلن أسفل
كل شهادة في المذكرة المدرجة بها الشهادة).(2
وعلوة على ما سبق فالمذكرة المشار إليها يراقبها القاضي المكلف بالتوثيق ويؤشر
عليها في البداية) (3بعد ترقيم صفحاتها ووضع طابعه على كل منها ثم مراجعتها وختمها
عند انقضائها ،ومن ثم فإن امتناع العدل عن تسليمه مذكرة حفظه لمراقبتها يعتبر إخلل
)(4
بالواجبات المفروضة عليه مما يعرضه للمساءلة التأديبية وهذا ما ذهب إليه قرار
استئنافية فاس الذي جاء فيه "...كما امتنع تسليمهم مذكرة الحفظ الخاصة به لمراقبتها
الشيء الذي يشكل إخلل بمقتضيات الفصل 11من المرسوم المذكور وأن ادعاء العدل
المتابع أن مطالبته وحده بتسليم مذكرة الحفظ هو إجراء اتخذ في حقه وحده هو ادعاء ل
يضفي المصداقية على سلوكه الرافض."...
وفي حالة وفاة العدل أو عزله أو إعفائه أو استقالته فإنه يتعين أن تسلم إلى القاضي
المكلف بالتوثيق مذكراته لحفظها بكتابة الضبط بعد ختمها بتاريخ حيازتها).(1
ومما ل ريب فيه أن لمذكرة الحفظ أهمية كبرى في ضبط الوثائق وحفظها وفرض
رقابة ناجعة على العدول عن طريق إدراج الشهادة بالتتابع ومنعهم بذلك من التلعب
بتواريخها ومراجعها).(2
ولقد ذهب البعض) (3إلى ضرورة إضافة خانة بمذكرة الحفظ تتعلق بمراجع الشهادة
بسجل التضمين ،واستبدال خانة ملخص الشهادة بخانة تضمين الشهادة ،إذ أن المطلوب من
العدلين هو تدوين الشهادة بكاملها وعدم الختصار على موجز منها لمكانية الرجوع إليها
عند الحاجة.
الفقرة الثانية :تحرير الشهادة العدلية والخطاب عليها.
يعتبر تدخل المشرع المغربي في مهنة تحرير العقود ولو بأشكال مختلفة ،دليل على
اهتمامه بأهمية التعاقد وحرصه على أن يتمتع ممتهنوا هذه المهنة بقدر كاف من الكفاءة
القانونية والتجربة العملية من جهة ،على أن تبقى مقتضيات هذه المهنة مسايرة للتطورات
القتصادية والجتماعية والسياسية من جهة أخرى ،فإبرام العقود ل يهم أصحابها فحسب
بل يهم وبدرجة أكبر المجتمع أيضا الذي تتمثل مصلحته في التنفيذ الصحيح لللتزامات
الشيء الذي يساعد على استقراره وتطوره اقتصاديا واجتماعيا).(4
إل أن تحرير الوثيقة العدلية من قبل العدلين غير كاف لمنحها الضمانات الكافية
وبالتالي تمتيعها بالحجية المطلوبة ،بل ل بد من خضوعها للمراقبة شكل ومضمونا من
طرف القضاة المكلفين بالتوثيق الذين يخاطبون عليها بعد تأكدهم من سلمتها من النقص
وخلوها من الخلل.
لهذا ارتأينا تقسيم هذه الفقرة إلى :
أول :تحرير الشهادة العدلية.
ثانيا :خطاب قاضي التوثيق على الشهادة العدلية.
أول :تحرير الشهادة العدلية.
)(2
-محمد الشتوي ،مرجع سابق ،ص .108
)(3
-محمد الشتوي ،مرجع سابق ،ص .109
)(4
-محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .135
/ 37 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إن المقصود بتحرير الوثيقة العدلية هو النقل الحرفي لمحتوى الشهادة وأصلها من
مذكرة الحفظ إلى ورقة مستقلة ،مع إضافة بيانات تتعلق بإجراءات لحقة للتلقي).(1
ويتوجب على العدول أثناء تحريرهم للوثيقة أن يقوموا بذلك وفقا لتفاق
الطرفين) ،(2كما أنه ل يحق لهم المتناع عن تحرير الرسوم في الحالة التي يكونون فيها هم
الذين باشروا عملية التلقي ،لن امتناعهم هذا يؤدي بهم إلى المساءلة التأديبية وهذا ما
سارت عليه محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها) (3الذي جاء فيه " ...كما أن مخالفته
لوامر السادة قضاة التوثيق حين أحجم عن تحرير الرسوم بالرغم من كونه هو
المتلقي."....
وإذا كان الفصل 29من قانون خطة العدالة الملغى نص على وجوب تحرير الوثيقة
العدلية في وثيقة واحدة بدون أي انقطاع أو بياض أو بشر أو إصلح أو تشطيب أو إقحام،
إل ما اعتذر عنه بالنسبة لغير البشر الذي ل يقبل فيه العتذار ،وتنبه بذلك إلى مسألة الخطأ
المادي الذي قد يعتري تحرير الوثيقة العدلية ،وأجاز تصحيحه بالصلح أو اللحاق...
على شرط العتذار ،وهو نفس ما سبق وأن أكده القضاء) ،(4حيث جاء في أحد قراراته "...
وحيث إن ما قام به العدلن المتابعان يشكل إخلل بالواجبات المفروضة عليهما بمقتضى
الفصل 29من ظهير 6ماي 1982الذي يوجب على العدلين كتابة الشهادة في وثيقة
واحدة دون انقطاع أو بياض أو بشر أو إصلح أو إقحام أو إلحاق أو تشطيب إل ما اعتذر
عنه بالنسبة لغير البشر فل يقبل العتذار فيه."...
فإن أهم ما جاء به قانون 16– 03في المادة 33منه هو وجوب خلو الرسم العدلي
من أي تصحيح لي خطأ ،كما أنه لم يستثنى جواز ذلك بالعتذار.
ولعل هذا التجاه الذي سلكه المشرع راجع إلى أن الوضاع الن قد تغيرت عما
كان عليه المر في السابق من ندرة الوراق والعتماد على خط اليد.
ففي الوقت الحاضر نجد وفرة الوراق إضافة إلى اعتماد الكثير من العدول على
الكتابة اللكترونية ،وما توفره من إمكانية التصحيح اللمتناهي للخطاء في الصيغة
والملء بل وحتى الخطاء النحوية منها.
وتجدر الشارة أنه يتعين تحرير الوثيقة في أجل ل يتعدى خمسة عشر يوما من
تاريخ التلقي ما لم يكن ثمة أي مقتضى خاص وكل هذا لجل ضمان السرعة في إنجاز
الوثائق العدلية) (1وهذا ما أكدته محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها) (2الذي اعتبر أن
عدم تحرير الوثائق العدلية داخل أجل خمسة عشر يوما يشكل إخلل ومخالفة لمقتضيات
القانون المتعلق بخطة العدالة.
)(3
من يرى أن هذا الجل مضاف إليه الجل المخصص ويوجد من الباحثين
لمراقبة الوثيقة العدلية من قبل القاضي المكلف بالتوثيق ،وتضمينها بسجلت المحكمة ثم
الخطاب عليها ،يعد تأخيرا في إنجاز الوثائق العدلية وبالتالي تنفير الناس منها مقارنة
بالرسوم المنجزة من قبل الموثقين العصريين والمحررات العرفية.
)(1
-عبد الحق صافي ،عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة ،مرجع سابق ،ص .191
)(2
-قرار صادر بتاريخ 2003-12-25في الملف رقم 1839/03/3غير منشور.
)(3
-سعيد بونوار ،الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه ،مرجع سابق ،ص .94
/ 39 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
)- (1
محمد الشتوي ،مرجع سابق ،ص .152
)- (2
محمد ابن معجوز ،وسائل الثبات في الفقه السلمي ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،1995ص .365
)- (3
فاطمة هرباز ،مرجع سابق ،ص .57
)- (4
محمد شيلح ،مشكل الكتابة في بيع العقار غير المحفظ بالمغرب ،مجلة القانون والقتصاد عدد 19سنة ،2002ص
.77
) - (5قرار رقم 105/2005بتاريخ ،19/1/2005ملف عدد 3-04-1233صادر عن محكمة الستئناف بفاس ،غير
منشور.
/ 40 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ونظرا لنفس الهمية ذهبت محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها إلى أنه يمنع
على العدول إحداث أي إصلح في الشهادة بعد الخطاب عليها تحت طائلة المساءلة
التأديبية).(1
وتجدر الشارة أنه لم يكن لقاضي التوثيق قديما أي دور في مراقبة الوثيقة وإنما
كان دوره يقتصر على وضع خطابه عليها بعد علمه بتحريرها من قبل العدول ،دون التأكد
من صحة مضمونها).(2
وتفاديا لما كان من الممكن أن ينتج عن هذه الوضعية من ضياع لحقوق الفراد،
صدر المنشور) (3عدد 14714الذي نص في العديد من نصوصه على مسؤولية القضاة
في مراقبة الوثيقة العدلية.
ولقد بين الفصل 9من المنشور أعله المسؤولية الملقاة على عاتق القضاة
بخصوص مراقبة الوثيقة العدلية .حيث جاء فيه "يجب على القاضي عند إرادة الخطاب
على الرسوم أن يتأكد من كونها مدرجة بكناش الجيب ،وأن يتأكد أيضا من كونها صحيحة
مبنى ومعنى وأنها مؤسسة على جميع المستندات الواجبة ....إن القضاة هم المكلفون
بالسهر على التوثيق من الوجهة الفنية ،فكل خلل أو نقص أو مخالفة تقع في الوثائق هم
المسؤولون عنها وهي في عهدتهم ،فيجب عليهم من أجل ذلك أن يراقبوا سير التوثيق وأن
يسهروا على انتظامه واستقامته وتطبيق قواعده وضوابطه."...
وهذا ما أكدته غرفة الجنايات بمحكمة الستئناف بالدار البيضاء ،حيث رفضت دفع
أحد قضاة التوثيق المتمثل في كونه لم يقرأ الوثيقة المخاطب عليها بسبب كثرة الرسوم
المعروضة عليه وقد اعتبرت المحكمة عمله هذا تقصيرا جسيما وإخلل بواجبه المهني).(4
) - (1قرار رقم 3160/03بتاريخ ،2003-12-25ملف رقم 3-03-1840صادر عن محكمة الستئناف بفاس،
غير منشور
) - (2مولي عبد العزيز بوفارس العلوي ،مرجع سابق ،ص .95
) - (3منشور وزارة العدل عدد 14714صادر في ثاني جمادى الولى عام 1379الموافق ل 3نوفمبر .1959
) - (4قرار صادر بتاريخ 10يناير 1984عن غرفة الجنايات بالدار البيضاء قرار رقم 84-11في الملف الجنائي عدد
433أشارت إليه فاطمة هرباز ،إشكالية بيع العقار المحفظ ،دراسة مقارنة ،مرجع سابق ،ص .56
/ 41 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
من هذا كله يظهر أن عمل القاضي المكلف بالتوثيق يتلخص في الطلع على
الوثيقة العدلية والتأكد من توفرها على كل الركان التي تجعلها مقبولة للحتجاج بها).(1
حيث ل تصبح هذه الوثيقة رسمية إل بعد الخطاب عليها وهذا ما أكده الفصل 35
من القانون 16– 03الذي حافظ على نفس مضمون الفصل 30من قانون خطة العدالة
الملغى بحيث جاء فيه " ...ل تكون الوثيقة تامة إل إذا كانت مذيلة بالخطاب وتعتبر حينه
وثيقة رسمية".
وهو نفس التجاه الذي سار عليه وأيده القضاء المغربي في العديد من أحكامه حيث
جاء في أحد القرارات) (2الصادرة عن محكمة الستئناف بمراكش " ...فإنه من الثابت في
مجال فقه الوثيقة أنها ل تكون تامة إل بخطاب القاضي عليها."...
وهذا ما يؤدي بنا إلى التساؤل حول ما إذا كان خلو الوثيقة العدلية من الخطاب
عليها يبطلها وبالتالي تفقد حجيتها في الثبات ،أم أنها تحتفظ ببعض الحجية؟ خصوصا وأن
المشرع وكما سبق وأشرنا اعتبر الوثيقة العدلية غير المخاطب عليها غير تامة ولم يشر
إلى البطلن ل من قريب ول من بعيد.
والرأي فيما نعتقد أنه يمكن اعتبار الوثيقة غير المخاطب عليها ورقة عرفية ونستند
في ذلك إلى الفصل 423من ق.ل.ع الذي ذهب إلى أن الورقة التي ل تصلح لعتبارها
رسمية بسبب عدم اختصاص أو عدم أهلية الموظف ،أو بسبب عيب في الشكل تصلح أن
تعتبر محررا عرفيا إذا كانت موقعة من الطراف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة.
ول بد من الشارة أن خطاب القاضي المكلف بالتوثيق ل يلغي دور محاكم
الموضوع على اعتبار أن اختصاصها شامل ،ولها كامل السلطة التقديرية في تفحص
الرسوم المدلى بها واعتبار صحتها شكل وموضوعا قبل أن تعمل بها ،ولو لم يقع فيها أي
طعن من لدن المحتج بها عليه ،وهي في هذا ل تخضع لرقابة المجلس العلى).(1
) - (1محمد ابن معجوز ،وسائل الثبات في الفقه السلمي ،مرجع سابق ،ص .339
) - (2قرار محكمة الستئناف بمراكش ،تحت رقم 3539صادر عن الغرفة المدنية ،بتاريخ ،1997-10-27مجلة
المحامي العدد ،34يناير ،1999ص .107
) - (1قرار مدني عدد 217صادر عن المجلس العلى بتاريخ 8ماي 1968منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد
الول ،1966ص .36
/ 42 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
) - (2نذكر من بين هذه التعديلت قانون 25يناير 1934المحدث لصندوق الضمان.
-قرار 28يونيو و 2نونبر 1945الخاصين بالتنظيم المهني مع إحداث مجالس جهوية إلى جانب مجالس جهوية
للموثقين.
-قانون 25يونيو 1973المنظم لكيفية الولوج إلى المهنة.
-قرار 9يونيو 1975المنظم للترشيحات للمجالس الجهوية والمجلس الوطني للموثقين.
للمزيد راجع في هذه التعديلت محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .169
)(3
- Jean louis magnan, le notariat et le monde moderne librairie générale de droit et
jurisprudence. Paris 1979 p 11 et suiv.
/ 43 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
)(1
- Jean rioufol et Françoise rico, le notaire que je suis ? 2ème édition 1992 p 130.
) - (2محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .176
) - (3محمد الربيعي ،المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية ،مرجع
سابق ،ص .251
)(1
- Cass 2 janvier 1924- S-I-69.
أشار إليه محمد الربيعي ،المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية،
مرجع سابق ،ص .252
/ 44 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وخلفا للتوثيق العدلي) (2الذي يتلقى فيه الشهادة عدلن ،ويخاطب عليها القاضي
المكلف بالتوثيق فإن الشهاد في التوثيق العصري يقع بموثق واحد) ،(3ول يتوقف على آخر
كما يقضي بذلك الفصل 21من ظهير 4ماي .1925
ولكنه نظرا لهمية بعض التصرفات وحماية لبعض الشخاص فإن المشرع
المغربي كنظيره الفرنسي) (4نجده يستلزم في بعض الحالت أل يتم التوثيق من طرف
موثق واحد فبتصفحنا لفصول ظهير 4ماي 1925نجد الفصل 21الذي يشترط فيه
المشرع وفي حالت معينة ضرورة توفر موثق واحد وشاهدين.
وقد ذهب البعض) (5إلى أن قبول أي شخص للشهادة بغض النظر عن جنسيته
يصطدم أحيانا بتعاليم الشريعة السلمية ،ذلك أنه إذا كان الموظفون الفرنسيون هم الذين
زاولوا التوثيق العصري في عهد الحماية بالنسبة للشخاص الفرنسين والجانب المتعاقدين
لدى القضاء الفرنسي ،فإن البقاء على هذا الفصل بهذه الصورة يتعارض مع ديننا
الحنيف ،الذي يشترط في الشاهد على المسلم أن يكون مسلما ويستند الباحث في طرحه
هذا إلى حديث النبي صلى ال عليه وسلم الذي جاء فيه "ل ترث ملة ملة ول تجوز شهادة
ملة على ملة إل أمتي فتجوز شهادتهم على ما سواهم".
وقد اشترط المشرع في الشاهد أن يحسن التوقيع وأن ل تربطه علقة قرابة أو
مصاهرة مع الموثق أو مع أحد الطراف المتعاقدة حتى الدرجة الرابعة ،وذلك لضمان
) - (2عبد الحق صافي ،عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة ،مرجع سابق ،ص .186
) – (3يقول الستاذ عبد الرحمن بلعكيد معلقا على هذا المر "والغريب أنه يجري دون رقابة قضائية ،كما هو الشأن
بالنسبة للعدول وتصدر فيه الوثائق وهي ل تحمل سوى توقيع الموثق وأما توقيعات الطراف ،فإنها تظل محفوظة في
الصول بمكتب الموثق ويعمل بهذه الوثائق كوثائق رسمية بنص القانون ول يطعن فيها إل بالزور ....نقول ذلك لنذكر
بخطورة الشهاد بموثق واحد ولمخالفته الصريحة لجوهر الثبات في الشرع السلمي "...عبد الرحمن بلعكيد ،مرجع
سابق ،ص .314
) - (4يشير الفصل 9من قانون فانتوز المعدل بمقتضى قانون 12غشت 1902وقانون 28دجنبر 1966إلى أن
المحررات يتم تلقيها بواسطة موثق واحد ما عدا:
-1الوصايا.
-2العقود المتعلقة بإلغاء وإبطال الوصايا.
-3المحررات التي يكون أطرافها ل يقدرون على التوقيع.
وفي هذه الحالت يتم التلقي تحت طائلة البطلن بموثقين اثنين أو موثق واحد وشاهدين.
) - (5محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .72
/ 45 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
حياده وعدم انحيازه لحد الطراف دون الخر أو اتفاقه مع الموثق للضرار بأحد
المتعاقدين).(1
وتجدر الشارة أنه يتعين على الموثق الستعانة بمترجم في الحالة التي يكون فيها
أحد المتعاقدين جاهل للغة التي كتب بها العقد أو غير عارف بها معرفة كافية) ،(2وهذا ما
كرسه أيضا الفصل 22من ظهير 4ماي 1925بحيث نص على أنه "إذا كان أحد
المتعاقدين أو أحد الشهود ل يحسن الكلم باللغة الفرنسية فإنه يجب على الموثق أن
يستعين بترجمان قضائي أو بترجمان محلف ،وإن لم يكن هناك ترجمان قضائي أو
ترجمان محلف في المدينة التي يباشر فيها الموثق أعماله ،فيمكن له أن ينتدب ترجمانا
يؤدي اليمين أمامه لهذا الغرض."...
ومن هنا يظهر لنا أن هذا المقتضى يكرس مبدأ التعامل باللغة الفرنسية ،ونعتقد أنه
إذا كان هذا المر عاديا في ظل الوضعية التي أنشأ فيها ظهير التوثيق العصري حيث كان
الموثقون فرنسيون والمتعاملون فرنسيون أيضا ،فالن قد تغير الوضع حيث اصبح جميع
الموثقين مغاربة وأغلب المتعاملين معهم مغاربة أيضا.
وباستنادنا إلى مبدأ المغربة والتوحيد فإنه يتعين في نظرنا تغيير هذا المقتضى
وجعل اللغة العربية لغة لتحرير العقود ،مع إمكانية إعطاء الخيار للمتعاملين لتحرير
عقودهم باللغة العربية أو الفرنسية.
مما سبق يتضح أن المشرع المغربي لم يسلك التجاه الذي سلكته بعض الدول
العربية التي اشترطت أن تتم كتابة الوراق الموثقة باللغة العربية ،وهذا ما تم التنصيص
عليه في اللئحة التنفيذية لقانون التوثيق المصري الصادرة في 3نوفمبر .(1947(1
وبخصوص مشروع قانون التوثيق فإنه وانطلقا من مقتضيات المادة 35منه
يتبين أنه لم يهتم بمسألة اللغة التي يجب أن يحرر بها العقد حيث ورد فيه " ...إذا كان أحد
) - (1أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري ،مرجع سابق ،ص .54
) - (2عبد الرازق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،ج 2نظرية اللتزام بوجه عام ،الثبات – آثار
اللتزام ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان) ،دون ذكر تاريخ الطبع( ص .132
) - (1سليمان مرقس ،أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية ،الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات
سائر البلد العربية ،دار النشر ،عالم الكتب القاهرة ) ،دون ذكر تاريخ الطبع( ص .155
/ 46 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
الطراف يجهل اللغة التي حرر بها العقد يشهد عليه الموثق بذلك ويمكن له أن يستعين
بترجمان مقبول لدى المحاكم."...
ثانيا :كيفية تحرير الوثيقة العصرية.
لقد قرر القانون أوضاعا معينة ،يجب على الموثق أن يلتزم بها كما ينبغي عليه
كذلك احترام توفر العديد من البيانات في تحريره للوثيقة الرسمية والتي تتمثل أساسا في
كتابته لها بخط واضح دون أي إضافة أو تحشير أو كشط) ،(2سواء كانت الوثيقة مكتوبة
باللة الكاتبة أو بواسطة جهاز الحاسوب ،كما يمنع عليه ترك أي فراغ بين الكلمات أو
السطور ،حتى ل يضاف في المحرر أي إضافات سواء من قبله أو من غيره والتي من
شأنها أن تؤثر في التفاق أو تضر بأحد طرفي المحرر).(3
وتفاديا لما قد يأتي في الورقة من عيوب أو شوائب فقد وضع المشرع عدة قواعد
لذلك ،فاشترط على الموثق في البداية ترقيم الصفحات وتأشيرها ،تفاديا لضافة أية صفحة
جديدة ومنع كذلك إضافة الكلمات وإقحامها بين السطور ،كما جاء بالحالت عند نسيان
الموثق لكلمة من الكلمات أو استعماله تعبيرا غامضا أو غير دقيق.
وهكذا ففيما يخص أحكام الضافات الواردة في المحرر فقد نص الفصل 16من
قانون 25فانتوز المحال عليه من قبل الفصل 20من ظهير 4ماي 1925على أنها
تعتبر باطلة إذا وقعت في متن المحرر) ،(1وهذا ما قضت به العديد من التشريعات
كالتشريع المصري ،والبلجيكي) (2مثل.
وجدير بالذكر أن الفصل 16من قانون 25فانتوز قد كان محط تأويل من قبل
العديد من الفقهاء ،حيث ذهب رأي أول يتزعمه كل من ريبير وبولنجي إلى أن كل إضافة
) - (2محمد يحيى مطر ،مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية ،الدار الجامعية 1989 ،ص .127
) – (3أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون 82– 03مرجع سابق ،ص .72
) - (1نص الفصل 16المذكور على أنه:
« Il n’y aura ni surcharge, ni interligne, ni addition dans le corps de l’acte, et les mots
surchargés, interlignés ou ajoutés seront nuls… ».
) - (2الفصل 16من قانون التوثيق البلجيكي ،والمادة 9من قانون التوثيق المصري أو ردهما محمد الربيعي ،محررات
الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .82
/ 47 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
في متن المحرر تعتبر باطلة ،وإذا أراد الموثق إضافة كلمة من الكلمات في المحرر يجب
عليه كتابتها في الهامش أو في آخر المحرر مع التصديق عليها).(3
)(4
إلى أن المشرع لم يمنع وفي نفس الطار ذهب الستاذ عبد الرزاق السنهوري
الضافات بصفة مطلقة ،حيث أن الورقة ينبغي أن تكون مكتوبة بخط واضح ،غير مشتمل
على إضافة أو تحشير أو كشط ،وذلك لبعاد كل شبهة في الوثيقة ،إلى أنه إذا اقتضى
المر إضافة أو حذف فإنه يجب ذكر ذلك في آخر المحرر موقعا عليه من ذوي الشأن
والموثق.
في حين ذهب الستاذ عبد الرحمن بلعكيد إلى أن البطلن يشمل فقط الزيادة
والتصحيح الطارئين ول يشمل الرسم بكامله لصراحة النص في المسألة لكنه إذا تعلق
العيب ببيان جوهري في الرسم فإنه يبطله ويبطل معه الرسم بكامله لتوقف الرسم عليه
كبيان جوهري).(5
والرأي فيما نعتقد أنه ينبغي التمييز بين الضافات التي تتعلق بالبيانات الجوهرية
مثل أسماء الطراف والثمن...والتي ينبغي في نظرنا اعتبارها باطلة ومبطلة للرسم ،وبين
البيانات الثانوية وجعل البطلن فيها يقتصر على الكلمات المضافة فقط دون المساس
بصحة الرسم.
أما فيما يتعلق الشطب على الكلمات فإن الفصل 16المذكور أعله يقضي بأنه
يجب أن يتم بطريقة تبقى معها الكلمات ظاهرة يمكن عدها ،كما يوجب كذلك وضع بيان
بعددها في الحاشية المقابلة لها أو في آخر المحرر ،وينبغي أن يتم الشهاد عليها بنفس
الطريقة المتبعة بالنسبة للحالت المكتوبة في الحاشية) ،(1وذلك ضمانا لصحة المحرر
) - (3محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات ،مرجع سابق ،ص .82
) - (4عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .131
) - (5عبد الرحمن بلعكيد ،مرجع سابق ،ص .317
) - (1محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .181
وتجدر الشارة إلى أن المشرع الفرنسي تدخل بموجب مرسوم رقم 71-944الصادر بتاريخ 1971-11-26بحيث
نص على ضرورة كتابة البيان المتعلق بالكلمات المشطوبة في آخر المحرر وبذلك لم يبق الخيار للموثق بين كتابتها في
الهامش وبين كتابتها في آخر المحرر كما كان معمول به بمقتضى الفصل 16المعدل وهذا هو المطبق عند الموثقين
المغاربة.
/ 48 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ولتبيان أن الحذف قد وقع بعلم الموثق أو تحت إشرافه شخصيا وبموافقة من أطراف
المحرر.
وبخصوص الجزاء المترتب عن الخلل بهذه الجراءات عند الحذف أو الشطب،
فإن المشرع لم يشر إليه مبقيا المر للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع ،حيث إذا رأى أن
هذا الحذف يخل بموضوع المحرر بأكمله فإنه يبطله ،وإل فيبطل الشطب ويظل المحرر
صحيحا خاصة إذا رأى فيه فائدة ومصلحة للطرفين ولم يوجد مانع قانوني يمنع من الخذ
به).(2
أما فيما يخص الحالت والملحقات فقد وضعت لتفادي بعض الصعوبات التي
تعترض الموثق عند تحريره العقد ،كأن يجد عبارة غامضة في صلب المحرر أو خطأ قد
يؤثر على رسميته إن ترك بغير تصحيح ،ونحن نعلم أن القانون قد منعه من إضافة أي
كلمة أو عبارة في متن المحرر لتدارك هذا الخطأ أو إزالة هذا الغموض.
ولقد بين الفصل 15من قانون 25فانتوز المحال عليه من طرف المشرع المغربي
الجراءات التي يتعين على الموثق اتباعها في شأن الحالت والملحقات حيث ميز بين :
الحالت والملحقات التي تكتب على الطرة نظرا لقصرها ويلزم أن يتم التوقيع أو
التأشير عليها من قبل الطراف وباقي الموقعين ،وبين تلك التي تكتب في آخر المحرر
نظرا لطولها ،وهنا زيادة في الضمانات لم يكتف المشرع بالتوقيع أو التأشير عليها فحسب،
بل استلزم أن تتم المصادقة عليها صراحة من قبل الطراف ورتب البطلن على غياب هذا
الجراء).(1
الفقرة الثانية :بياناتا الوثيقة العصرية وحفظ أصولها.
حتى تمر العملية التعاقدية في جو من المانة والثقة ،فإن المشرع قد وضع للشخص
المشرف عليها مجموعة من الوضاع القانونية التي يتعين عليه أن يحترمها وهو بصدد
كتابة المحرر التوثيقي ليكون صحيحا وخاليا من كل عيب قد يمس بحجيته ،كما أوجب
عليه مراعاة مجموعة من البيانات عند توثيقه للمحرر حتى تتكامل له عناصره اللزمة
)(2
-أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون 82– 03مرجع سابق ،ص .75
)(1
-عبد الحق صافي ،عقد البيع ،مرجع سابق ،ص .188
/ 49 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
لعتباره محررا رسميا لذلك سنتناول هذه الفقرة في نقطة أولى نبين فيها البيانات التي
يجب أن تشتمل عليها الوثيقة لتصير رسمية )أول( ،وفي نقطة ثانية تسليم الفراد نسخ
الصول من قبل الموثق مع الحتفاظ بهذه الخيرة لديه) ثانيا(.
أول :بياناتا الوثيقة العصرية في مجال المعاملتا العقارية.
لقد حدد ظهير التوثيق العصري العديد من البيانات التي ينبغي أن تشتمل عليها
الوثيقة العصرية بصفة عامة ،وفي مجال التصرفات العقارية بصفة خاصة ،وهكذا جاء في
الفصل 26منه أنه " يتعين على الموثقين أن يقيدوا في الفهرس المنصوص عليه في
الفصلين 29و 30من قانون 25من الشهر السادس من سنة 12من التقويم السنوي يوما
بيوم وبدون ترك بياض ول مسافة بين السطور ومع مراعاة الرقم الترتيبي لجميع الرسوم
والعقود التي يتلقونها سواء كانت عرفية أو رسمية...
ويتضمن كل فصل في الفهرس ما يلي :
- 1رقمه.
- 2تاريخ الرسم.
- 3نوعه.
- 4السماء الكاملة للطراف ومحل إقامتهم.
- 5بيان الملك وموقعها وثمنها إذا كان المر يتعلق بعقود الملكية أو النتفاع أو
التصرف في الممتلكات من الموال.
- 6تسجيل الرسم."....
ومن الفصل أعله يظهر أن الموثق يتلقى الشهاد ....في دفتر الفهرسة دون
انقطاع ول بياض وبصورة منتظمة ومتتابعة يوما بعد يوم ،مع ضرورة تضمين كل فصل
من فصول دفتر الفهرسة البيانات المتمثلة في كل من رقم الوثيقة ،تاريخها ،طبيعة العقد،
التعريف بالمتعاقدين وموطنهما ،تحديد المبيع والثمن ،بيانات التسجيل.
ومن ثم فإن المحرر التوثيقي ينبغي أن يتضمن بيانات رئيسية استلزمها المشرع،
كما اعتبرها الفقه أركانا وشروطا ضرورية لعتباره صحيحا وخاليا من كل نقص أو خلل
/ 50 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ينال من حجيته ،ويتمثل أولها في الطراف المتعاملون والذين يعتبر التعرف عليهم
والتحقق من هويتهم الكاملة ،وأهليتهم ،وصفتهم ،وحقهم في إجراء التصرف الذي يقع
الشهاد به عليهم من البيانات الجوهرية.
وتجدر الملحظة هنا إلى أن الموثقين أصبحوا يتعرفون على هوية الطراف
بواسطة ما يملكونه من وثائق إدارية كبطاقات التعريف الوطنية وغيرها ،وفي حالة
إخللهم بهذا الواجب فإنهم يتحملون مسؤولية تقصيرهم وهذا ما ذهب إليه التشريع
المصري) ،(1وأكدته محكمة النقض الفرنسية في قرارها الصادر بتاريخ 6فبراير (1979
.(2
وعن موقف مشروع قانون التوثيق فإنه بتفحصنا لمواده نجده وإن كان قد اشترط
في المادة 353منه ذكر السماء الكاملة للطراف ،فإنه لم يتطرق إلى إمكانية لجوء
الموثق إلى شهود التعريف في حالة عدم توفر المتعاقدين على الوراق الشخصية.
وبخصوص الفقه فقد ذهب أغلبه إلى أن تخلف أحد البيانات المتعلقة بالطراف،
يترتب عليه بطلن المحرر إذا كان خاليا من توقيع الطراف ،وبطلنه كمحرر رسمي فقط
إذا كان حامل لتوقيعهم).(1
وبالنسبة للبيان الثاني والمتمثل في مكان إنشاء المحرر) ،(2فإن أهميته تتمثل في
مراقبة مدى احترام الموثقين للمقتضيات المتعلقة باختصاصهم المكاني).(3
) - (1جاء في الفقرة الولى من المادة 7من اللئحة التنفيذية لقانون التوثيق المصري رقم 68لسنة : 1947
" يجب على الموثق أن يتأكد من شخصية أصحاب الشأن ببطاقة الحالة المدنية الشخصية أو العائلية أو بأي سند رسمي
آخر".
) - (2قرار محكمة النقض الفرنسية رقم 45صادر عن الغرفة المدنية الولى ،بتاريخ 6فبراير ،1979ص .39
أشار إليه محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات ،مرجع سابق ،ص 67
) - (1سليمان مرقس ،موجز اصول الثبات في المواد المدنية ،دار نشر الجامعات المصرية ،القاهرة ،1957ص .41
-محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات ،مرجع سابق ،ص .66
- Ripert et Boulanger, Traité élémentaire du droit civil, T.2. 3éme édition, 1949. P. 139.
) - (2لحسن توغزاوي ،العقار في طور التحفيظ ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية العلوم
القانونية والقتصادية والجتماعية ،الرباط ،أكدال ،جامعة محمد الخامس ،2000-1999 ،ص .33
) - (3مولي عبد العزيز بوفارس العلوي ،مرجع سابق ،ص .89
/ 51 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وعن الجزاء المترتب عن تخلف هذا البيان فقد ذهب البعض) (4إلى أن هذا البيان ل
يعتبر جوهريا ول يرتب غيابه البطلن ،بينما ذهب البعض الخر) (5أن غيابه يؤدي إلى
فقدان المحرر الرسمي رسميته ،واحتفاظه بحجية المحرر العرفي إذا كان موقعا عليه من
قبل جميع الطراف.
والرأي فيما نعتقد أن هذا الرأي الخير أقرب إلى الصواب ،على اعتبار أن مكان
التحرير من البيانات المهمة التي استلزم المشرع المغربي ذكرها وذلك في الفصل 12من
قانون 25فانتوز المحال عليه بمقتضى الفصل 20من ظهير 4ماي ،1925ورتب على
تخلفها بطلن المحرر كورقة رسمية ،واحتفاظه بحجية المحرر العرفي إذا كان موقعا من
قبل المتعاقدين.
ولتاريخ المحرر بدوره دور مهم في فض الكثير من المنازعات ،كما يعتمد عليه في
احتساب مدة التقادم ،ومدد السقاط ومعرفة القانون الواجب التطبيق).(6
وقد سجل الختلف على مستوى الفقه بخصوص هذا البيان ،فإذا كان المشرع قد
استلزم ذكر السنة واليوم فإن بعض الفقه يرى ضرورة ذكر الشهر) ،(1بل أن هناك من قال
بوجوب ذكر الساعة التي تم فيها التحرير).(2
وبالضافة إلى كل ما سبق فإنه يتعين تضمين المحرر التوثيقي توقيعات الطراف
والشهود والموثق الذي يكون آخر من يضع توقيعه إضافة على دمغته.
ثانيا :حفظ الصول لدى الموثق.
جرى العمل في الميدان التوثيقي أن يقوم الموثق بتحرير التفاق في أصل يحفظ في
مكتبه ونسخ تمنح لصحاب الشأن.
) - (4سليمان مرقس ،أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية ،الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات
سائر البلد العربية ،مرجع سابق ،ص .42
) - (5لحسن توغزاوي ،مرجع سابق ،ص .33
) - (6محمد الربيعي ،المعاملت العقارية ،...مرجع سابق ،ص .335
) - (1محمد يحيى مطر ،مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية ،مرجع سابق ،ص .128
) - (2عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني ،مرجع سابق ،ص .131
/ 52 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ويتجلى الفرق بين أصل المحرر ونسخته في أن الول يتضمن توقيعات الطراف
والشهود والموثق ،أما النسخة فإنها ل تتضمن إل توقيع هذا الخير) ،(3كما أنه ينبغي أن
تكون مشهود بمطابقتها للصل من قبل الموثق ،مع الشارة إلى بيان التضمين بأصل
الرسم وبيانات التسجيل ،وذكر تاريخ ومكان تحرير الوثيقة).(4
ويعتبر حفظ الصول وصيانتها من اللتزامات الملقاة على كاهل الموثق) ،(5فقد منع
عليه المشرع بمقتضى الفصل 22من قانون 25فانتوز المحال عليه أن يتخلى عن أي
أصل إل في الحالة المنصوص عليها قانونا وبمقتضى حكم ،أو بعد أن يقيم مكانه نسخة
تحمل توقيعه ،وتوقيع رئيس المحكمة المتواجد فيها مقره إلى حين إعادة الصلل إلى
مكانه).(6
ومن هنا تظهر وجهة المشرع في الحفاظ على أصول المحررات من الضياع،
بحيث أخضع تسليم النسخ لحكام مشددة حدد بمقتضاها الشخاص الذين لهم الحق فيها
وعددها وذلك حفاظا على حقوق المتعاقدين وتفاديا لكل إضرار بمصالحهم ،كما أنه حمل
الموثق المسؤولية في حالت عدم مراعاة المقتضيات الخاصة بها حيث حددت في أربع
حالت): (1
-في حالة رفضه منح نسخة تنفيذية لمن له الحق في ذلك.
-في حالة منحها لشخص ليس له الحق في تسلمها.
-في حالة تسليمها غير مطابقة للصل.
) - (3محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات ،مرجع سابق ،ص .167
) - (4محمد متزعم ،مرجع سابق ،ص .184
) - (5جاء في الفصل 20من قانون 25فانتوز :
« Les notaires seront tenus de garder minute de tous les actes qu’ils recevront.
Ne sont néanmoins compris dans la présente disposition, les certificats de vie, procurations,
actes de notoriété, quittances de fermage, de loyers, de solaires, arrérages de pensions et
rentes, et autres actes simples qui, d’après les lois, peuvent être délivrés en brevet ».
) - (6الفصل 22من قانون 25فانتوز الذي جاء فيه:
« les notaires ne pourront se dessaisir d’aucune minute, si ce n’est dans les cas prévus par la
loi, et en vertu d’un jugement. =
=Avant de s’en dessaisir, ils en dresseront et signeront une copie figurée, qui, après avoir été
certifiée par le président et le commissaire du tribunal civil… ».
)(1
- François lotz, la responsabilité civile du notaire, devoir de conseil extrait jurisclasseur
11/1970 p.11.
/ 53 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
) - (2نور الدين لعرج ،الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي ،أطروحة لنيل الدكتوراه وحدة التكوين والبحث في
القانون المدني شعبة القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،أكدال،
الرباط ،السنة الجامعية ،2000-1999ص .191
) - (1نور الدين لعرج ،الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص 191و .192
) - (2ينص الفصل 147من ق.م.م في فقرته الولى على أنه "يجب أن يؤمر بالتنفيذ المعجل رغم كل تعرض أو
استئناف دون كفالة إذا كان هناك سند رسمي أو تعهد معترف به أو حكم سابق غير مستأنف".
/ 54 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
برجوعنا للفصل 419من ق.ل.ع نجده منح للورقة الرسمية المحررة وفق
الشروط القانونية المطلوبة ،حجية قاطعة على الطراف والغير في حدود الوقائع
والتفاقات التي يشهد الموظف العمومي الذي حررها بحصولها في محضره ول يمكن
الطعن فيها إل بالزور.
لكن هذا المر ليس على إطلقه ،حيث غالبا ما يتم التمييز في بيانات المحرر
الرسمي بين بيانات شكلية وهي التي تضفي على المحرر الصبغة الرسمية ،ول يمكن
الطعن فيها إل بالزور ،وأخرى موضوعية تختلف وضعيتها بحسب ما إذا حصلت بعلم
الموثق أو بدون علمه )المبحث الول(.
وعلى الرغم مما سبق فإنه يمكن هدم حجية هذا الدليل الكتابي والطعن في رسميته
عن طريق دعوى الزور.
وما دامت المحررات الرسمية غالبا ما تتمتع بثقة الفراد وتمنح الستقرار
للمعاملت العقارية ،فإنه ل بد من التعرف على ماهية الزور الفرعي ،وكيفية إجرائه وآثار
الحكام الصادر فيه )المبحث الثاني(.
المبحث الول:
حجية المحرراتا الرسمية في توثيق المعاملتا
العقارية.
إن إقدام الطراف على توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية لم يأت
من فراغ ،وإنما لما تتمتع به تلك المحررات من حجية في الثبات سواء بين أطراف
العلقة التعاقدية أو في مواجهة الغير ،فالمحررات الرسمية وانطلقا من مقتضيات الفصل
419من ق.ل.ع تصبح حجة بذاتها دون حاجة إلى القرار بها ،بل أكثر من ذلك أنها
تكتسب الصفة الرسمية التي تجعلها قرينة قاطعة ل يجوز إثبات عكسها إل عن طريق
دعوى الزور ،غير أن المحررات المذكورة تختلف من حيث الجهة التي كلفت بتحريرها،
إذ هناك تلك الموثقة من طرف العدول وهناك الموثقة من قبل الموثقين العصريين فما هي
حجية كل منها؟
للجابة عن هذا السؤال سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين على الشكل التي :
-المطلب الول :حجية المحررات الرسمية الصادرة عن العدول في الثبات.
-المطلب الثاني :حجية المحررات الرسمية الصادرة عن الموثقين العصريين في
الثبات.
المطلب الول :حجية المحرراتا الرسمية الصادرة عن العدول
في الثباتا .
إذا كان المشرع المغربي قد اعتبر المحرر العدلي ورقة رسمية ،فإن الحجية التي
ينبغي أن تمنح له تختلف حسب ما إذا تعلق المر بشهادة عدلية أصلية ،أم بشهادة عدول
علمية أم بشهادة لفيف ،وإذا كانت آراء الفقهاء قد اختلفت حول الحجية التي ينبغي منحها
للنوعين الخيرين ،فإنها أجمعت على اعتبار الشهادة العدلية الصلية حجة قاطعة إلى حد
الطعن فيها بالزور نظرا لما تتضمنه من ضمانات).(1
)(1
-محمد الكشبور ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .37
/ 57 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وهكذا فإن المحررات العدلية وطبقا لمقتضيات الفصل 418من ق.ل.ع تعتبر
دليل كتابيا رسميا عندما تكون مذيلة بخطاب القاضي المكلف بالتوثيق وهذا ما أكده
القضاء).(2
وإذا كان التوثيق العدلي يتميز بوجود ثلثة أنواع من الشهادات متمثلة في الشهادة
العدلية الصلية ،شهادة العدول العلمية ،وشهادة اللفيف ،فما هي حجية هذه الشهادات؟
للجابة على هذا التساؤل فإننا سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين نخصص الثانية منهما
للحديث عن حجية شهادة العدول السترعائية ،على أن نخصص الولى لحجية الشهادة
العدلية الصلية في إثبات المعاملت العقارية.
الفقرة الولى :حجية الشهادة العدلية الصلية في الثباتا
إن الشهادة العدلية الصلية هي تلك التي يكون مضمنها وموضوعها من إملء
المشهود عليه ،ويقتصر فيها الشاهد العدل أو الشاهدان على تسجيل ما يسمعه منه والشهادة
عليه به).(3
وبهذا المفهوم فهي إذن تنطبق على جميع التفاقات والشهادات والعقود المتبادلة
من بيع وكراء ومعاوضة وبعض التبرعات والقرارات).(4
ومثالها أن يقول طرفا عقد بيع للعدلين :
البائع :اشهدا علي بأنني بعت كذا لفلن بثمن كذا ...ويذكر كافة بيانات البيع.
)(5
المشتري :اشهدا علي أنني قبلت البيع وتسلمت المبيع ...
وانطلقا مما سبق فإننا نتساءل عن مدى حجية الشهادة العدلية الصلية؟ وعن
مصدر هذه الحجية؟
) - (2قرار المجلس العلى عدد 527صادر بتاريخ 1982-7-28منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد ،31
مارس ،1983ص 54وما بعدها.
) - (3محمد ابن معجوز ،وسائل الثبات في الفقه السلمي ،مرجع سابق ،ص .330
) - (4محمد الشتوي ،مرجع سابق ،ص .59
) - (5جمال الطاهري ،مرجع سابق ،ص .35
/ 58 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
تستمد الشهادة العدلية الصلية حجيتها من خلل الفصول 419 ،418و 420من
ق .ل.ع وكذلك الفصل 35من القانون رقم 16-03المتعلق بتنظيم خطة العدالة).(1
وبالتالي فإن الشهادة العدلية المستوفية لشروطها وأركانها والمخاطب عليها من
طرف القاضي المكلف بالتوثيق ،تعتبر ورقة رسمية تتمتع بحجية قوية في الثبات بذاتها
دون حاجة إلى القرار بها إلى حد الطعن فيها بالزور بالنسبة للوقائع والتصريحات التي
يشهد العدول بوقوعها بمحضرهم.
إل أنه وإن كان المشرع قد أضفى على الشهادة العدلية الصلية الصفة الرسمية،
فإن هذا ل يعني أن جميع بيانات هذه الخيرة تنسحب عليها الصفة المذكورة ،بحيث أن
هناك نوعان من البيانات :
-بيانات تتعلق بوقائع وتصرفات تمت أمام العدول ،فهذه تتمتع بالحجية الرسمية
المنصوص عليها في الفصل 419من ق .ل.ع ومن ثم ل يجوز الطعن فيها إل بدعوى
الزور وذلك على غرار محررات الموثقين العصريين لما في ذلك من مساس بشرف
وسمعة الموثق العدل ،ويتعلق هذا النوع من البيانات بالضوابط التي يقوم بها العدل تنفيذا
لقانون التوثيق ،كما هو الشأن بالنسبة للبيان المتعلق بكون المتعاقد صحيحا رشيدا وطائعا
أو ما يعرف بالتمية) ،(2وكذلك اسم العدلين ،مكان التحرير وتاريخه.
-أما بالنسبة للنوع الثاني من البيانات ،فيتمثل في تلك التي يقوم العدلن بتدوينها
في الرسوم انطلقا من إقرارات وتصريحات الطراف ودون التحري عن مدى صحتها في
الواقع ،وبالتالي فإن هذه البيانات يجوز إثبات ما يخالفها بوسائل الثبات العادية دون
الحاجة لدعوى الزور).(3
ومن المثلة على ذلك الحالة التي يحضر فيها شخصان تربط بينهما علقة مديونية
فيقوم المدين بتسليم مبلغ الدين إلى دائنه بمحضر العدلين ،فإذا كانت واقعة تسليم مبلغ الدين
) - (1ينص الفصل 35منه على أنه " ...ل تكون الوثيقة تامة إل ذا كانت مذيلة بالخطاب وتعتبر حينه وثيقة رسمية".
) - (2قرار المجلس العلى رقم 809الصاد بتاريخ 25دجنبر 1982في الملف المدني عدد ،47497تمت الشارة
إليه في الصفحة 33من هذه الرسالة.
) - (3محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .283
/ 59 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إلى الدائن تكتسي حجية قاطعة ،حيث ل يسوغ إنكار وقوعها أمام العدلين إل بدعوى الزور
فإنه يجوز الطعن بالصورية في هذا الوفاء في حد ذاته).(1
ونظرا للخصوصية التي يتمتع بها تاريخ الوثيقة العدلية بسبب تعدد التواريخ التي
تتضمنها هذه الخيرة ،حيث نجد تاريخ تلقي الشهادة أو الشهاد من قبل العدلين ،تاريخ
التضمين بأحد سجلت المحكمة ،تاريخ التحرير وخطاب القاضي المكلف بالتوثيق)،(2
ارتأينا الوقوف عند هذا البيان للتساؤل حول التاريخ الذي يتعين العتداد به؟
لقد أجاب المجلس العلى عن هذا التساؤل وميز بن حالتين :
الحالة الولى :وهي عندما يتعلق الشهاد بأطراف الوثيقة ،فإن التاريخ الذي
يتوجب العتداد به هو تاريخ تلقي الشهاد ،وهكذا جاء في قرار للمجلس العلى أن
"سريان أمد التقادم بالنسبة لبطلن عقد البيع الذي تم بين الطرفين يبدأ ل من تاريخ تدوين
المحرر العدلي بسجلت المحكمة بل من تاريخ الشهاد").(3
الحالة الثانية :وهي عندما يتعلق المر بالحتجاج بتاريخ الوثيقة في مواجهة
الغيار ،فإن التاريخ الذي يتوجب الخذ به هو تاريخ تضمين الوثيقة العدلية بسجلت
المحكمة ،وهذا ما أكده المجلس العلى في أحد قراراته الذي جاء فيه "العقود التي يتلقاها
العدول تكتسب تاريخا صحيحا ويمكن أن تكون حجة على الغير منذ تاريخ تسجيلها بدفاتر
المحكمة").(4
الفقرة الثانية :حجية شهادة العدول السترعائية
إن الشهادة السترعائية هي التي يكون مضمونها ما حفظه الشهود وحصل لهم العلم
به )تحمل الشهادة( قبل توثيقها ،أي أنهم يستندون فيه )مضمون الشهادة( إلى معرفتهم
) - (1محمد الربيعي ،مرجع سابق ،ص .283
) - (2عبد العلي حفيظ ،الوثيقة العدلية ومدى حجيتها في الثبات ،مجلة المحامي ،العدد 42ص 81
) - (3قرار المجلس العلى رقم ،527صادر بتاريخ ،1982– 7– 28سبقت الشارة إليه في الصفحة 59من هذه
الرسالة.
) - (4قرار المجلس رقم 54صادر بتاريخ 24دجنبر 1958في الملف المدني عدد ،615عبد العزيز توفيق ،قضاء
المجلس العلى في التحفيظ خلل أربعين سنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،طبعة ،1999ص .21
/ 60 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وجدير بالذكر أنه غالبا ما يرد صدر الوثيقة العلمية على نحو :
-الواضع شكله عقب تاريخه يشهد...
-في علم شهيديه...
-يشهد الموقعان أسفله.
-يعرف الواضعان شكليهما عقبه).(1
وقد نادى أحد الفقهاء) (2بنزع كل حجية على الشهادة العلمية للعدول ،مرتكزا على
التغيير الحاصل بالنسبة لمفهوم العدل.
ونعتقد أن هذا الرأي وجيه ومبني على اعتبارات معقولة أساسها اتخاذ الحيطة
والحذر لصيانة حقوق الفراد من شهادات لم تعد تقدم الضمانات الكافية.
بالتنقل إلى مجلس القاضي الذي كثيرا ما يكون بعيدا عن سكناهم من ناحية أخرى)،(2
استنادا إلى قوله تعالى "ول يضار كاتب ول شهيد").(3
أهمها وقد اشترط الفقهاء توفر مجموعة من الشروط في شهادة اللفيف يتجسد
في:
-أن يكون الشهود ممن يتوسم فيهم المروءة.
-أل يقل عدد الشهود عن اثني عشر).(3
-أل تقام شهادة اللفيف إل للضرورة.
-الستفسار وهو استفهام الشهود عن شهادتهم).(4
وقد أكد المجلس العلى بدوره على ضرورة الستفسار حيث ورد في أحد قراراته
)(5
أنه "ل يعمل باللفيف إل إذا كان مستفسرا ولو لم يكن به إجمال أو إبهام"...
وانطلقا من كل ما سبق فإنه يمكننا التساؤل عن مدى حجية شهادة اللفيف؟
لقد أضفى المشرع المغربي على جميع الوراق المخاطب عليها من طرف القضاة
المكلفين بالتوثيق صبغة الورقة الرسمية طبقا للفصل 418من ق .ل.ع ،وإذا كانت
خاصية الورقة الرسمية تتمثل في كون الموظفين العموميين يتلقون مباشرة من الطراف
المتعاقدة اللتزامات المتعاقد عليها ،فإن خاصية اللفيف تتجلى في كون العدول يتلقون
تصريحات أجانب عن اللتزام ،ومن ثم يعتبر ورقة رسمية من حيث الشكل ،ول مجال
مطلقا حسب أحد الباحثين لمتداد حجية الوثيقة الكتابية كورقة رسمية إلى مضمون شهادة
)(1
اللفيف.
) - (2إبراهيم بحماني ،القوة الثباتية لشهادة اللفيف أمام القضاء المدني وآفاقها المستقبلية ،مجلة القضاء والقانون ،السنة
الثلثون ،العدد ،146ص .43
) - (3سورة البقرة ،الية .282
) - (3قرار المجلس العلى عدد 66/4المؤرخ في 19/1/2005في الملف الجنحي عدد 04-15862غير منشور.
) - (4أحمد عبيا ،شهادة اللفيف ،مجلة القضاء والقانون ،السنة الثلثون ،العدد ،150ص .122-121
) - (5قرار المجلس العلى عدد 215في الملف الشرعي رقم 85 /4883الصادر بتاريخ 9فبراير 1988منشور
بمجلة قضاء المجلس العلى العدد المزدوج ،43-42مرجع سابق ،ص من 168إلى .170
-وجاء في نفس الطار في قرار آخر للمجلس العلى أنه ":والحال أن هذا اللفيف مستفسر والستفسار تزكية
لمضمونه "...قرار رقم 3465المؤرخ في 2005– 12– 28في الملف المدني عدد 2003 /4 /1 /4488غير
منشور.
) - (1أحمد عبيا ،مرجع سابق ،ص .124
/ 63 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إل أنه وإن لم يكن المشرع قد أشار صراحة إلى اللفيف في قانون اللتزامات
والعقود ،فإن المنشور عدد 14714قد تعرض له ووضع أحكاما يتوجب على العدول
والقضاة المكلفون بالتوثيق مراعاتها).(2
وعلى الرغم من الشكاليات التي تطرحها شهادة اللفيف يبدو أنه ليس في نية
المشرع التخلي عن هذه الشهادة ،حيث أن هناك مشروع قانون يتعلق بشهادة اللفيف
تعرض لتنظيم أحكام هذه الشهادة وتحديد شروطها ،وذلك في عدة مواد تم تخصيصها
لتنظيم هذه الشهادة ،حيث عرفها بأنها شهادة جمع من الناس لثبات وقائع أو حقوق أو
تصرفات ل ينص القانون على وجوب إثباتها بوسيلة خاصة).(3
كما أنه منع على العدلين تلقي شهادة اللفيف قبل التأكد من وجود صعوبات تحول
)(4
دون توثيق موضوع الشهادة لدى الجهة المخولة قانونا صلحية ذلك.
وهذا ما يحسب للمشروع على اعتبار أنه قد حدد بدقة الحالة التي يمكن فيها اللجوء
إلى شهادة اللفيف ،وما يحسب له أيضا أنه لم يفرق بين الرجال والنساء في إمكانية
اعتبارهم شهود لفيف ،بحيث أن هذه المكانية متاحة لكل منهما) ،(1كما أنه قلص عدد شهود
اللفيف من إثنى عشر المعمول به حاليا إلى خمسة (2)،ويعتبر هذا المقتضى من أهم
اليجابيات التي جاء بها المشروع على اعتبار أنه بتحديده لعدد شهود اللفيف في خمسة بدل
إثنى عشر قطع دابر الغش والحتيال ،وإذا كنا قد تعرضنا فيما سبق لموقف القانون من
حجية شهادة اللفيف ،فما موقف المجلس العلى من هذه الحجية؟
) - (2بحيث جاء في الفصل السابع من المنشور المذكور أعله أنه " -1يجب أن تكون شهادة اللفيف مفسرة ل إجمال فيها
ول لبس.
-2يجب أن تكون التوجيهات والتلقيات واضحة مستوفية الشروط.
-3يجب على العدول أن يذكروا في طليعة اللفيفية اسم صاحبها الذي يريد إقامتها ،واسم والده وجده وذكر عنوانه
الكامل بكل ضبط.
-4ل يتلقى من اللفيف إل حذاق العدول العارفين ،لن السماع من اللفيف موكول إلى أهل التبريز في العدالة العارفين
بما تصح به شهادة اللفيف ."...
) - (3المادة 3من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف.
) - (4المادة 2من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف.
) - (1المادة 10من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف.
) - (2المادة 9من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف.
/ 64 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إذا كان القضاء المغربي قد أخذ بشهادة اللفيف كوسيلة إثبات ،وما زال يأخذ بها إلى
الن بحيث جاء في أحد قرارات المجلس العلى أن "القدح في شهادة لفيف إراثة بخصوص
سن بعضهم وقصوره ليس من شأنه أن ينال من حجيتها ما دام أن العبرة بزمان الداء ل
التحمل بالنسبة للشاهد") .(3فإنه اختلف حول القيمة القانونية لهذه الشهادة كوسيلة إثبات إلى
عدة اتجاهات:
ففي البداية اعتبر المجلس العلى اللفيف بمثابة قرينة فعلية يخضع في تقدير قيمته
لسلطة قاضي الموضوع وذلك بمقتضى قرار صادر عنه) ،(4جعل بمقتضاه شهادة اللفيف
شبيهة بالقرينة القضائية من حيث قيمتها في الثبات ،وبتعبير آخر جعل لها قيمة شهادة
الشهود .وفي هذا الصدد يرى أحد الباحثين) (5أن المجلس العلى قد جانب الصواب نظرا
للختلف الكبير الموجود بين شهادة اللفيف وشهادة الشهود خصوصا فيما يتعلق بالقواعد
التي تخضع لها كل منهما ،فبخصوص أداء اليمين يقضي الفصل 76من ق.م.م بضرورة
أداء اليمين من قبل الشهود إذا تعلق المر بشهادة الشهود ،على خلف شهادة اللفيف التي ل
تطبق فيها هذه المقتضيات المتعلقة باليمين.
وإذا كانت شهادة اللفيف تدون بصيغة موحدة في وثيقة يحتج بها صاحبها ،فإن
الفصل 81من ق .م .م يستلزم أن يؤدي الشاهد شهادته شفاهيا ول يسمح له بالستعانة
بمذكرات إل بصفة استثنائية.
وفي قرار) (1آخر صدر عن المجلس العلى اعتبر فيه هذا الخير أن اللفيف مجرد
لئحة شهود وبالتالي ليست له أية قيمة ثبوتية ،وبهذا يكون قد جرد اللفيف من كل قوة
) - (3قرار المجلس العلى عدد 425المؤرخ في 9/2/2005في الملف المدني عدد ،270/1/1/2003أشار إليه
إدريس بلمحجوب ،قرارات المجلس العلى بغرفتين أو بجميع الغرف ،الجزء الثاني ،مطبعة المنية ،الرباط الطبعة
الولى ،2005ص .43
أنظر أيضا قرار المجلس العلى عدد 549/4المؤرخ في 4/2005 /20في الملف الجنحي عدد ،25423/2004غير
منشور.
قرار المجلس العلى عدد 263/4المؤرخ في 2005/ 2/3ملف جنحي عدد ،201/21200/04غير منشور.
) - (4قرار عدد 224صادر بتاريخ 11/6/1974في الملف الجتماعي عدد 151029منشور بمجلة القضاء والقانون
عدد 128السنة ،17يوليوز ،1987ص .103
) - (5محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .314
) - (1قرار عدد 529صادر بتاريخ 1977-9-21في الملف المدني عدد 75425منشور في مجلة المحاماة العدد
،12ص .80
/ 65 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
)(2
أكد فيه أن اللفيف إثباتية ،إل أن هذا الموقف لم يدم طويل فقد صدر عنه قرار آخر
يعتبر من حيث الشكل ورقة رسمية ومن حيث المضمون مجرد شهادة.
وفي نفس التجاه ورد في قرار آخر للمجلس العلى) (3أن "شهادة اللفيف التي
يتلقاها العدول نيابة عن القاضي وتسجل عليه ،هي بمثابة شهادة العدول في إثبات الحقوق
وليست مجرد لئحة شهود".
وأمام هذا التضارب في مواقف المجلس العلى نعتقد أنه حان الوقت لصدار قانون
خاص بتنظيم شهادة اللفيف.
المطلب الثاني :حجية المحرراتا الرسمية الصادرة عن الموثقين
العصريين في الثباتا.
القاعدة هي أن محررات الموثقين العصريين والمستجمعة لكافة الشروط القانونية
التي فرضها المشرع ،تتمتع بقرينة الرسمية ومن ثم فهي تصير حجة بذاتها بدون حاجة
إلى القرار بها ،وقرينة الرسمية هذه ل يمكن دحضها إل عن طريق الدعاء بالزور أو
الطعن في الوثيقة بالكراه أو الحتيال أو التدليس أو الخطأ المادي أو الصورية) ،(1وذلك
بحسب نوعية بيانات المحرر الرسمي )الفقرة الولى( وما دام أن الحياة العملية تؤكد أنه إذا
ما وجد محرر رسمي أصلي فلبد من وجود نسخ مستخرجة منه ،فما هي حجية هذه النسخ
)الفقرة الثانية(.
للائل
للل وس
للها بك
لحد الطعن فيه بالزور )أول( وأخرى مفترض صحتها لحد إثبات عكس
الثبات)) (2ثانيا(.
أول :البياناتا والوقائع ذاتا الحجية القاطعة لحد الطعن فيها بالزور.
للورقة الرسمية حجية في الثبات حتى يطعن فيها بالتزوير وذلك فيما دون فيها من
أمور قام بها الموثق في حدود مهمته أو وقعت من ذوي الشأن في حضوره).(3
)(4
وتجدر الملحظة أن العديد من التشريعات العربية كالتشريع المصللللري
) - (2عبد العالي العضراوي ،اختصاص رئيس المحكمة التجارية في المر بالداء المبني على السند الرسمي ،الشيك،
الكمبيالة ،في ضوء المادة 22من قانون رقم 95/53وعمل المحاكم التجارية ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع،
،2000ص .61
) - (3عالية شباطي ،الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة ،مرجع سابق ،ص .22
) - (4تنص المادة 11من قانون الثبات المصري على أن "المحررات الرسمية حجة على الناس كافة بما دون فيها من
أمور قام بها محررها في حدود مهمته ،أو وقعت من ذوي الشأن في حضوره ،ما لم يتبين تزويرها بالطرق المقررة
قانونا".
لقد جاء في أحد القرارات الصادرة عن القضاء المصري بأن "الطعن بالتزوير في العقد الرسمي ل يكون إل في البيانات
التي دونها الموظف المختص بتحريره عن الوقائع أو الحالت التي شاهد حصولها أو تلقاها عن العاقدين".
نقض 1937-11-11و.ج 25ص .421
وجاء في قرار آخر أن ":حجية الورقة الرسمية تقتصر على ما أورده بها محررها في حدود مهمته " نقض
3/1/1967أس ،18ص 11أشار إليهما محمد يحيى مطر ،مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية ،مرجع
سابق ،ص .141
/ 67 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
)(1
سارت في نفس التجاه ،وقد أناط القانون مسؤولية إدراج هذه البيانات الشكلية واللبناني
للة
للاءلة التأديبي
في المحرر للموثق وكل إخلل من جانبه في هذه الجراءات يعرضه للمس
للونه
للدو ك
فضل عن تعرض المحرر للطعن فيه بالبطلن من الناحية الرسمية بحيث ل يع
عرفيا فاقدا للصبغة الرسمية).(2
وتتمثل هذه البيانات على الخصوص في :
-1تاريخ الوثيقة.
-2مكان توثيق المحرر).(3
-3حضور أصحاب الشأن وأسماؤهم).(4
-4حضور المترجم والمعين عند القتضاء.
ثم هناك البيانات المتعلقة بالمور التي وقعت من ذوي الشأن في حضور الموثللق
للذه
للة به
للات الخاص
وأكثرها يتعلق بموضوع الورقة الرسمية التي قام بتوثيقها ،أي البيان
للتري
الورقة بالذات ،فالموثق يثبت في الورقة أن البائع قرر أن يبيع والمشتري قرر أن يش
للق
كل بالشروط التي دونت في الورقة ،وقد يكون المشتري دفع الثمن إلى البائع أمام الموث
فيذكر الموثق ذلك في الورقة الرسمية).(5
كذلك الحال عندما يحضر الطرفان أمام الموثق فيقر البائع بأنه قبض الثمللن مللن
المشتري ،فواقعة حصول هذا القرار لها نفس حجية الورقة الرسمية).(6
ونفس المر عندما يتسلم الوديع الوديعة فهذه واقعة مادية تمت أمام الموثق ،وحجة
قاطعة على وقوع التسليم ل يجوز إنكارها أو إثبات ما يخالفها إل عللن طريللق دعللوى
الزور.
) - (1تنص المادة 146من قانون أصول المحاكمات المدنية اللبناني على أن "للسند الرسمي قوة تنفيذية وهو حجة على
الكافة بما دون فيه من أمور قام بها الموظف العام أو وقعت من ذوي العلقة في حضوره ضمن حدود سلطته
واختصاصه "...محمد يحيى مطر ،مرجع سابق ،ص .141
) – (2أستاذنا أحمد خرطة قانون التوثيق العصري ،مرجع سابق ،ص .58
) - (3محمد جميل بن مبارك ،مرجع سابق ،ص .304
) - (4إدريس العلوي العبدلوي ،وسائل الثبات في التشريع المغربي ،طبعة ،1977مطبعة فضالة ،المحمدية ،ص
.74
) - (5عالية شباطي ،مرجع سابق ،ص .22
) - (6محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .111
/ 68 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ومن ثم فإنه سواء كانت البيانات متعلقة بالمور التي قام بها الموثق أم بالمور التي
وقعت من ذوي الشأن في حضوره ،فل بد حتى تثبت لها الحجية المطلقة أن تكللون فللي
حدود مهمته ولزمة لبرام العقد ،أما إذا خرجت عن هذه الحدود كأن يثبللت الموثللق أن
أصحاب الشأن أقارب أو أن أحدهم يبلغ كذا من العمر أو أنهم قرروا أمامه أنهللم أجللانب
أقاموا مدة معينة في البلد فإنها تكون من باب اللغو الذي ل يعتد به وبالتالي ل تكون لهللا
أية حجية). (1
)(1
-عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .148-147
)(2
-محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .128
)(1
– أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري ،مرجع سابق ،ص .57
/ 69 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
القرائن القوية المنضبطة المتلئمة دون احتياج إلى القيام بدعوى الزور" ويلحظ السللتاذ
بول دوكرو في هذا الشأن أن الكراه الذي يقصده المشرع في الفقرة الثانية مللن الفصللل
للمل
للي أن يش
419من ق .ل.ع هو ذلك الذي يمارسه أحد الطرفين على الخر ،ول ينبغ
الكراه الذي يكون قد مارسه الموثق على أحد الطرفين ،فهذا النوع الخير ل يسوغ إثباته
إل عن طريق دعوى الزور وكذلك الحال فيما يخص التدليس الذي يدعي أحد الطللراف
وقوعه من طرف الموثق فهذا الدعاء ل يلتفت إليه إل إذا تم بواسطة دعوى الزور).(2
للان
للا إذا ك
للب م
للف حس
أما فيما يخص إثبات الصورية من قبل الشخاص فتختل
الشخص من الطراف أم من الغير ،ففيما يتعلق بالمتعاقدين ل بد لثبات الصللورية فللي
الحالت التي تزيد فيها قيمة العقد الخطي عن 250درهم من دليل خطي أو على القل من
مبدأ ثبوت بالكتابة وفقا لقواعد الثبات العامة المنصوص عليها في المواد 447-443من
ق.ل.ع.
)(2
– Paul decroux, la preuve par écrit en droit marocain moderne
مجلة المحاكم المغربية لسنة 1957عدد 1211صفحة 71أشار إليه محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في
الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص 130
/ 70 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وكذلك هو المر في الحالت التي تكون فيها قيمة العقد الصوري أقللل مللن 250
درهما إذا كان العقد الظاهر جرى كتابة وذلك عمل بالقاعدة الصولية العامة القائلة بعللدم
جواز إثبات ما يخالف أو يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي إل بدليل كتابي )المللادة 444
من ق .ل.ع(.
على أنه يجوز للمتعاقدين على سبيل الستثناء إثبات الصورية بالشهادة وبللالقرائن
عندما تستهدف الصورية التحايل على القانون) ،(1أما فيما يتعلق بالغير فإنه يمكنه إثب
للات
الصورية بجميع الوسائل ومن جملتها شهادة الشهود والقرائن) ،(2ذلك أن الصورية بالنسبة
للغير تشكل مجرد واقعة والوقائع كما نعلم يمكن إثباتها بجميع الوسائل ثم إنه لما كللان ل
يعقل أن ينسب أي إهمال للغير لعدم حصوله على وثيقة خطية من المتعاقدين تثبت إقدامهم
على التعاقد صوريا فإن المنطق يقضي بتسهيل مهمة الغير وتخويله حق إثبات الصللورية
بالشهادة والقرائن).(3
) - (1مأمون الكزبري ،نظرية اللتزامات في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي ،ج 1مصادر اللتزامات،
مطبعة الهلل ،الطبعة الثانية ،السنة ،1972ص .200
) - (2عبد الرحمن أسامة ،النظرية العامة لللتزامات ،ج 1المصادر الرادية ،مطبعة دار النشر الجسور طبعة ،2001
وجدة ص .261
) - (3مأمون الكزبري ،مرجع سابق ،ص .201
) - (4محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .167
/ 71 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وينبغي أن تكون الصور الرسمية من المحرر الموثق مشتملة على ذات الشروط
الشكلية التي يجب توفرها في أصل المحرر ،إذ يتعين أن تكون مكتوبة بخط واضح إذا
كانت قد نسخت بخط اليد أو تكون صورتها الفوتوغرافية ظاهرة وواضحة ومقروءة.
كما يجب أن تكون خالية مما يشكك في صحتها ،وخالية أيضا من أية إضافة أو
محو أو كشط...إلخ إل ما تم وفقا للقانون) (1هذا على عكس المحررات الصادرة عن
العدول التي يتكفل بإنجاز نسخ منها نساخ مختص بذلك ،فحسب المادة 11من القانون رقم
)(2
المنظم لمهنة النساخة ،يعتبر النساخ ملزمون بتضمين الشهادة العدلية أي نقل 49-00
محتواها من الصك المحرر من طرف العدلين إلى أحد سجلت التضمين الممسوكة
بالمحكمة بعد موافقة القاضي المكلف بالتوثيق ،وفي هذا السياق نص الفصل 441من
ق.ل.ع على أن "النسخ المأخوذة وفقا للقواعد المعمول بها عن المحررات الخاصة أو
العامة المودعة في خزائن المستندات )الرشيف( بواسطة أمين هذه الخزائن تكون لها نفس
قوة الثبات التي لصولها ،ويسري نفس الحكم على نسخ الوثائق المضمنة في سجلت
القضاة ،إذا شهد هؤلء القضاة بمطابقتها لصولها".
إل أنه رغم الحجية التي تتمتع بها نسخ المحررات الموثقة فإنه يمكن للخصوم أن
يطلبوا مقابلة النسخة بأصلها ،وهذا ما يتبين من خلل مقتضيات الفصل 442من ق.ل.ع
الذي جاء فيه "ل يسوغ للخصوم في الحوال المنصوص عليها في الفصلين السابقين ،أن
يطلبوا تقديم أصل الوثيقة المودع في الرشيف إلى المحكمة ،ولكن لهم دائما الحق في أن
يطلبوا مقابلة النسخة بأصلها وإن لم يوجد الصل فبالنسخة المودعة في الرشيف ويجوز
لهم أيضا أن يطلبوا على نفقتهم تصويرا فوتوغرافيا لما هو مودع في الرشيف من أصل
أو نسخة ،وإذا لم يوجد في الرشيف العام ل أصل الوثيقة ول نسخته ،فإن النسخ الرسمية
) - (1أستاذنا أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري ،مرجع سابق ،ص .87
) - (2الظهير الشريف رقم 1-01-124صادر بتاريخ 29ربيع الول 1422موافق ل 22يونيو 2001الخاص
بتنظيم مهنة النساخة ،المنشور في الجريدة الرسمية عدد ،4918بتاريخ 19يوليوز ،2001ص .1864
/ 72 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
المأخوذة طبقا لحكام الفصلين 440و 441تقوم دليل ،بشرط أل يظهر فيها شطب ول
تغيير ول أي شيء آخر من شأنه أن يثير الريبة" ،ومن خلل هذا الفصل يتبين أن المشرع
)(1
: ميز بين حالتين
الحالة الولى :وهي تلك التي يطلب فيها الشخص مقابلة النسخة بأصلها في حين
يكون هذا الخير غير موجود ففي هذه الحالة يمكن للمحتج عليه طلب مقابلتها بالنسخ
الموجودة في الرشيف.
أما الحالة الثانية :فهي تلك التي ل يوجد في ظلها في الرشيف ل أصل الوثيقة ول
و نسختها ،حيث اعتبر المشرع في هذه الحالة النسخة المأخوذة طبقا للفصلين 440
441من ق.ل.ع حجة في الثبات شريطة أن تكون خالية من كل ما من شأنه أن يثير
الشك والريبة في صحتها أو في مطابقتها للصل المأخوذة عنه.
وتجدر الملحظة أن النسخ المأخوذة عن الصل بالتصوير الفوتوغرافي تتمتع
بنفس الحجية التي تتمتع بها النسخ الصلية عندما تتم المصادقة على مطابقتها لصلها من
طرف الموظفين المختصين بهذه المهمة).(2
وتجدر الشارة أن المشرع المصري بدوره قد سار في نفس التجاه الذي سار فيه
المشرع المغربي بمنحه لنسخ المحررات الرسمية نفس الحجية التي يتمتع بها الصل حيث
جاء في الفصل 12من قانون الثبات المصري أنه "إذا كان أصل المحرر الرسمي
موجودا فإن صورته الرسمية خطية كانت أو فوتوغرافية تكون حجة بالقدر الذي تكون فيه
مطابقة للصل".
إل أنه رغم ذلك فإنه ثمة اختلفين بين التقنين المغربي والمصري في شأن الصور،
يتمثل أولهما في أن التقنين المغربي نص على أنه إذا لم يوجد أصل المحرر الرسمي
ووجدت نسخة منه رسمية في الرشيف ،تقابل النسخة المحتج بها بالنسخة المحفوظة في
الرشيف وهذه المسألة لم ينص عليها التقنين المصري.
)(1
-محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص 170-169
)(2
-الفصل 440من ق .ل.ع.
/ 73 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
أما ثانيهما فيتمثل في إغفال المشرع المغربي للصور المأخوذة عن الصورة الولى
وإغفاله كذلك لصور الصورة الثانية وهما الحالتان اللتان انفرد بذكرهما التقنين
المصري).(1
ويمكن أن تكون دعوى الزور جنائية أو مدنية) ،(2وهكذا فمتى تم تحريك الدعوى
العمومية بالزور من طرف النيابة العامة بحكم اختصاصها كسلطة اتهام أو تم تحريكها من
طرف المطالب بالحق المدني عن طريق الدعاء المباشر أمام القضاء الجنائي فإننا نكون
بصدد ما يعرف بدعوى الزور الصلية الجنائية).(3
أما دعوى الزور المدنية فتعرف ،بأنها تلك الوسيلة السريعة والفعالة التي يثيرها
مدعي الزور أثناء سريان دعوى أصلية وفق إجراءات نص عليها القانون بهدف إسقاط
حجية المحرر الرسمي أو العرفي المقدم فيها).(4
ونظرا لهمية الزور الفرعي فقد خصه المشرع بأحكام خاصة ينفرد بها عن باقي
إجراءات التحقيق ،منها إمكانية الطعن في الحكم الصادر فيه استقلل عن الحكم البات في
الجوهر.
فما المقصود بالزور الفرعي؟ وما هي طبيعته القانونية؟ وما هي شروط قبول
المحكمة النظر في هذا الجراء؟ وما هي إجراءاته؟
ثم ما هي آثار الحكام الصادرة بخصوصه؟ للجابة عن هذه السئلة سنقسم هذا
المبحث إلى مطلبين نخصص الول منه لماهية الزور الفرعي ،على أن نعالج في المطلب
الثاني إجراءات الزور الفرعي وآثار الحكام الصادرة بخصوصه.
المطلب الول :ماهية الزور الفرعي.
لما كان الحكم عن الشيء فرع من تصوره ،فإن ذلك يقتضي منا الحديث عن
الطبيعة القانونية للزور الفرعي بعد تعريفه )الفقرة الولى( ،على أن المحكمة ل يمكن أن
تقبل النظر في هذا الجراء المسطري إل إذا توفرت شروط معينة )الفقرة الثانية(.
حتى يكون لدينا تصور واضح عن الزور الفرعي كأحد أهم الجراءات المسطرية
التي تمنح لمدعي الزور إمكانية هدم حجية الدليل الكتابي ،فإننا سنقوم بتعريفها )أول( ثم
بعد ذلك سنتطرق لتحديد طبيعتها القانونية )ثانيا(.
) - (1لقد تعرض المشرع المغربي في الفصلين 352و 353من القانون الجنائي للتزوير الذي يرتكبه القضاة
والموظفون العموميون ،والموثقون ،والعدول وبين الوسائل والطرق التي يتم بها وذلك كالتي :
الفصل " :352يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه بوظيفته تزويرا
بإحدى الوسائل التية :
-تغيير المحرر أو الكتابة ،أو التوقيع.
-وضع أشخاص موهومين واستبدال أشخاص بآخرين.
-كتابة إضافية أو مقحمة في السجلت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو اختتامها ".
الفصل " :353يعاقب بالسجن المؤبد كل واحد من رجال القضاء أو الموظفين العموميين أو الموثقين أو العدول ارتكب
بسوء نية أثناء تحريره ورقة متعلقة بوظيفته تغييرا في جوهرها أو في ظروف تحريرها وذلك إما بكتابة اتفاقات تخالف
ما رسمه أو أمله الطراف المعنيون ،وإما بإثبات وقائع على أنها اعترف بها لديه أو حدثت أمامه بالرغم من عدم
حصول ذلك وإما بحذف أو تغيير عمدي في التصريحات التي يتلقاها ".
وجدير بالذكر إلى أن التزوير قد يرتكبه الموثق أو العدل ،أو أطرف المحرر أو الشهود وذلك قصد الوصول إلى منافع
ومصالح قد ل تتحقق لهم بواسطة المحرر الرسمي الصحيح وفي هذه الحالة فإن الموثق أو العدلن ل يتابعان بالتزوير
وإنما يتابع الطراف المسؤولون عنه.
وهذا ما أكده قرار للمجلس العلى جاء فيه " ...وحيث أن إقدام المتهم على ضم أرض ليست في ملكه بحيث عمل على
إحضار شهود أمام العدلين ليشهدوا أن الرض في ملكه والحقيقة غير ذلك يعد تزويرا عن طريق اصطناع وثيقة رسمية
مما يتعين معه التصريح بمؤاخذته من أجل الجناية المذكورة."...
قرار رقم 4 /17المؤرخ في 2005-1-5في الملف الجنحي عدد 18334/2003غير منشور= .
= -قرار المجلس العلى رقم 4 /205المؤرخ في 2005-2-16في الملف الجنحي عدد 2004 /19782 /83
غير منشور.
) - (1إدريس العلوي العبدلوي ،مرجع سابق ،ص .78
/ 76 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
في حين ذهب البعض) (2الخر إلى أنها "مجموعة الجراءات التي يجب اتباعها لثبات
التزوير ،أي لثبات عدم صحة الوراق الرسمية وبعض حالت الوراق العرفية".
وما يلحظ بخصوص هذا التعريف الخير ،أنه غير دقيق لنه من جهة ل يسمح
بتمييز دعوى الزور الفرعية عن دعوى التزوير المدنية الصلية بالنسبة للتشريعات التي
تأخذ بها ،فالجراءات المتحدث عنها كما قد تشمل الطلب الصلي فإنها يمكن أن تشمل
أيضا إثارة الزور كطلب عارض أثناء سريان الدعوى ،ومن جهة أخرى فإنه يعدد حالت
إمكانية إثارة الزور الفرعي أكثر مما يحاول الوقوف على ماهيتها.
والغالب أن تثار دعوى التزوير الفرعية ضمن دعوى أصلية يستند فيها رافعها إلى
محرر معين ،فيطعن المدعى عليه فيها في هذا المحرر بالتزوير فيعتبر طعنه في هذه
الحالة دعوى تزوير فرعية).(3
كما أن الشخص الذي وقع ضحية التزوير ،يمكنه إما اللجوء إلى دعوى الزور
الصلية التي تقام أمام القضاء الجنائي ويكون الهدف منها ل فقط الحكم بزورية المحرر بل
إنزال العقاب بالجاني أيضا ،وإما أن يسلك دعوى الزور الفرعية التي وكما سبق وأن
أشرنا يتم اللجوء إليها عندما تكون ثمة دعوى سارية ،بغية التوصل إلى إثبات زورية
المحرر وإبعاده من دائرة الثبات).(1
وثمة من التشريعات) (2من تأخذ بنوع ثالث من دعاوى الزور وهي دعوى الزور
الصلية المدنية وهي التي ل يأخذ بها المشرع المغربي.
وإذا كان المشرع المغربي قد نظم مسطرتي تحقيق الخطوط والزور الفرعي في
الفرع السادس من الباب الثالث من القسم الول من قانون المسطرة المدنية وذلك لوجود
) - (2محمد المنجي ،دعوى التزوير الفرعية في المواد المدنية من التقرير بالتزوير إلى الطعن بالنقض ،الطبعة الولى
1992توزيع منشأة المعارف بالسكندرية ،ص .109-108
) - (3سليمان مرقس ،أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية-الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات
سائر البلد العربية ،مرجع سابق ،ص .336
) - (1محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص 116-115
) - (2كالمشرع المصري الذي جاء في الفصل 59من قانون إثباته "يجوز لمن يخشى الحتجاج عليه بمحرر مزور أن
يختصم من بيده ذلك المحرر ومن يفيد منه لسماع الحكم بتزويره ويكون ذلك بدعوى أصلية ترفع بالوضاع المعتادة".
/ 77 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
أوجه تشابه بينهما) ،(3فإن ذلك ل يمنع من وجود أوجه اختلف متعددة بينهما تتمثل أساسا
في أن نطاق الزور الفرعي أعم من تحقيق الخطوط ،ذلك أنه إذا كان بالمكان إثارة الزور
الفرعي حتى بالنسبة للمحررات العرفية ،فإن تحقيق الخطوط ينحصر استعماله بالنسبة لهذا
النوع الخير من المحررات ل غير).(4
وإذا كان الدفع بالنكار وتبعا لذلك تحقيق الخطوط دفع موضوعي (5)،فالمر عكس
ذلك بالنسبة للدعاء بالزور الفرعي حيث انقسم الفقه والقضاء بين من يعتبره دفعا
) – (1وسنتعرض لهذا الشكال عند الحديث عن العنصر المتعلق بالطبيعة القانونية للزور الفرعي في الفقرة الولى من
المطلب الول من المبحث الثاني من الفصل الثاني ،ص من 80إلى .83
) - (2هشام درقاوي ،مرجع سابق ،ص .23
) - (3قرار صادر عن محكمة النقض المصرية بتاريخ 12ماي ،1966أشار إليه محمد المنجي ،مرجع سابق ،ص
.150
) - (4لقد عالج المشرع المغربي موضوع الطلبات والدفوع في نوعين من القوانين :قانون المسطرة المدنية ،وقانون
المسطرة الجنائية ) وما دمنا نتحدث في رسالتنا عن طبيعة دعوى الزور الفرعي المدني فإننا سنحصر الحديث عن
تعريف فقهاء قانون المسطرة المدنية لكل من الدفع والطلب ( .وفي هذا الصدد يطلق فقهاء المسطرة المدنية مصطلح
الطلب على الجراء القانوني الذي يعرض به الشخص على المحكمة ما يدعيه بقصد طلب الحكم به ،وينقسم الطلب
بالمعنى السالف الذكر إلى نوعين أصلي وعارض :
فالطلب الصلي أو المفتتح للخصومة هو الذي تفتتح بموجبه الدعوى التي يرفعها إلى القضاء صاحب الحق المنازع فيه
على من ينازعه في هذا الحق ليحكم له بما يدعيه .
أما الطلب العارض فهو الذي يقدم أثناء النظر في الدعوى المعروضة على المحكمة بموجب الطلب الصلي ،ويتناولها
بالتصحيح أو التعديل أو الضافة أو التغيير في موضوعها أو سببها أو أطرافها .
أما الدفع فيأخذ معنيين الول عام والثاني خاص:
فالمعنى العام يقصد به جميع وسائل الدفاع التي يجوز للخصم أن يستعين بها ليجيب على دعوى خصمه بقصد تفادي
الحكم له بما يدعيه .
في حين أن المعنى الخاص يقصد به الوسائل التي يستعين بها الخصم للطعن بمقتضاها في صحة إجراءات الخصومة
دون التعرض لصل الحق الذي يزعمه خصمه ،فيتفادى بها مؤقتا الحكم عليه بمطلوب خصمه .
أحمد أبو الوفا :نظرية الدفوع في قانون المرافعات ،منشأة المعارف ،السكندرية الطبعة التاسعة ،1991ص .12–11
/ 79 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
فبخصوص التجاه الول) (1القائل بأن الزور الفرعي طلب عارض ،ينبغي تقديمه
في شكل مقال أو تصريح شفوي أمام كتابة الضبط مع ضرورة تضمين المقال البيانات
اللزمة قانونا).(2
وعلى أي فالقائلون من الفقه المغربي باعتبار الزور الفرعي طلبا عارضا يؤسسون
موقفهم على الفصل 94من ق.م.م والفصل 9من نفس القانون الذي اعتبر قضايا الزور
الفرعي من بين الدعاوى الواجب تبليغها إلى النيابة العامة وبالتالي اعتبرها دعوى مما
ينافي قول من يعتبرها دفعا موضوعيا على أساس أن للدعوى شروطها وإجراءاتها ،وكما
يؤيدون موقفهم أيضا بمقتضيات الفصل 421من ق.ل.ع الذي يقضي أنه " في حالة تقديم
دعوى الزور الصلية ،يوقف تنفيذ الورقة المطعون فيها بالزور بصدور قرار التهام ،أما
إذا كان قرار التهام لم يصدر أو وقع الطعن بالزور بدعوى فرعية فللمحكمة وفقا لظروف
الحال أن توقف مؤقتا تنفيذ الورقة" ،وتدعم هذه المؤشرات ذات الطابع التشريعي التي
تؤدي إلى اعتبار التزوير الفرعي طلبا عارضا ببعض قرارات المجلس العلى كالقرار
الذي اعتبر أنه مادام أن الطالب تقدم أمام محكمة الستئناف بمقال الزور الفرعي مؤدى
عنه الوجيبة القضائية للطعن ،فإن القرار المطعون فيه الذي لم يشر إلى هذا الطعن ول إلى
الرد عليه قد أتى على غير أساس ومشوبا بانعدام التعليل وخرق حقوق الدفاع وتعريضه
للنقض).(3
) - (1المعطي الجبوجي ،القواعد الموضوعية والشكلية للثبات وأسباب الترجيح بين الحجج ،مكتبة الرشاد ،الطبعة
الولى ،2002ص .81
-أحمد أبو الوفا ،نظرية الحكام في قانون المرافعات ،منشأة المعارف السكندرية ،الطبعة الثالثة ،1977ص .467
-عبد السلم حادوش ،هل مجرد الدفع بالزور مستلزم لتخاذ الجراءات المنصوص عليها في القانون؟ ،مجلة القضاء
والقانون ،السنة ،24العدد المزدوج ،134-133ص .126
) - (2الفصل 32من ق .م .م الذي جاء فيه " يجب أن يتضمن المقال أو المحضر السماء العائلية والشخصية وصفة أو
مهنة وموطن أو محل إقامة المدعى عليه والمدعي وكذا عند القتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل المدعي ،وإذا كان أحد
الطراف شركة وجب أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها." ...
) - (3قرار المجلس العلى عدد 1601المؤرخ في 10/11/1999في الملف التجاري عدد 98/93منشور بالمجلة
المغربية لقانون العمال والمقاولت عدد ،3ص .138وفي نفس الطار جاء في قرار آخر للمجلس العلى "الدعاء
بالزور ليس دفعا حتى يستدعي المحكمة إلى القيام بأي إجراء بل هو طعن يجب أن يقدم في صورة دعوى عارضة أو
أصلية يكون منطلقا للقيام بالجراءات المنصوص عليها في القانون" ،قرار رقم 56في الملف الشرعي عدد 80824
صادر بتاريخ 2/1982/ 9مجلة قضاء المجلس العلى عدد ،30ص .77
/ 80 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
لكن اتجاها آخر) (1يرى بأن التزوير الفرعي دفع موضوعي يتعلق بمجموع
الجراءات التي يجب على مدعي الزور اتباعها لثبات زورية الدليل الكتابي الذي يستند
إليه خصمه في الدعوى القائمة بهدف إهدار حجيته ،وبالتالي رد دعوى الخصم مما يعني
أن الدفع بالزور كاف لنطلق مسطرة الزور وفق الجراءات المنصوص عليها في
القانون ،وقد ذهب أنصار هذا التجاه إلى أنه لو كان الزور الفرعي طلبا عارضا لقبلته
المحكمة لمجرد ارتباطه بالطلب الصلي ،في حين أن المحكمة تستلزم أن يكون الزور
منتجا حتى يتم قبوله فإذا كان غير ذي أثر في موضوع الدعوى تعين على المحكمة أن
تقضي بعدم قبوله).(2
ويضيفون إلى أنه طالما اتفق على أن الطعن بالنكار دفع موضوعي وحيث أنه ل
يختلف عن الزور الفرعي إل من حيث أن هذا الخير أعم نطاقا من حيث المحررات
الخاضعة له ،فإن هذا دليل إضافي على أن الزور الفرعي دفع موضوعي) ،(3وهذا ما سار
عليه المجلس العلى) ،(4بحيث اعتبر الزور الفرعي دفعا موضوعيا يمكن إثارته لول مرة
أمام محكمة الستئناف.
وتجاوزا للتعارض بشأن طبيعة الزور الفرعي ومن أجل التوفيق بين التجاهين
السابقين اعتبر أحد الباحثين) (5الزور الفرعي ذو طبيعة مزدوجة ،فهو طلب عارض من
خلل الفصلين 94و 387من قانون المسطرة المدنية ،بحيث جاء في هذا الفصل الخير
على أنه "يقع تبليغ الذن بتقييد دعوى الزور والمقال المرفوع في شأنها إلى المدعى عليه
."...
ويستنتج من هذا الفصل أن طلب الزور الفرعي أمام المجلس العلى يرفع بمقال
مكتوب ،وهذه الشكلية مطلوبة فقط في الطلبات العارضة أو الصلية دون الدفوع.
كما أن الدعاء بالتزوير ل يسقط بالتقادم حيث يجوز مباشرته أثناء نظر الدعوى
الصلية مهما طال الزمن على ارتكاب التزوير وهذه الخاصية ل تلحق سوى الدفوع)،(1
وهو أيضا دفع موضوعي على اعتبار إمكانية إثارته في أية مرحلة تكون عليها الدعوى
الصلية ولو لول مرة أمام محكمة ثاني درجة ،وهذا ما أكدته محكمة النقض المصرية
التي قضت بأن "الدعاء بتزوير الوراق المقدمة يجوز إبداؤه أثناء قيامها أمام محكمة
الستئناف ...إذ أن مسألة التزوير ليست في حقيقتها إل دفعا موضوعيا منصبا على
مستندات الدعوى وليس من قبيل الطلبات الجديدة التي يمنع تقديمها بحكم المادة 368من
قانون المرافعات القديم وحاليا 235لول مرة أمام محكمة الستئناف").(2
نخلص من كل ما سبق إلى أن الزور الفرعي ذو طبيعة مزدوجة نظرا لكونه
يستجمع خصائص كل من الطلبات العارضة والدفوع الموضوعية في آن واحد.
الفقرة الثانية :شروط قبول دعوى الزور الفرعية.
يشترط في دعوى الزور بصفة عامة ما يشترط لقبول أية دعوى من شروط شكلية
وموضوعية من صفة ومصلحة وأهلية ،ولن نتعرض لهذه الشروط) (3بل سنقتصر على
تلك التي تميز دعوى الزور الفرعية عن غيرها من الدعاوى ،من قبيل أن يكون الطعن
منصبا على مستند مقدم في دعوى أصلية )أول( ،وأن يكون منتجا وجديا )ثانيا(.
أول :يجب أن ينصب الطعن بالزور على مستند مقدم في دعوى أصلية.
عموما ل تكون دعوى الزور الفرعية مقبولة إل إذا توافرت فيها شروط تتفق
وطبيعتها كدعوى ترفع أثناء نظر دعوى موضوعية أصلية ،فهي ليست دعوى مستقلة
وإنما مرتبطة بالدعوى الصلية المرفوعة ابتداء لذلك يشترط لقبولها أن تنصب على مستند
مقدم في دعوى أصلية قائمة) ،(1وذلك في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ابتدائيا أو
استئنافيا).(2
إل أنه رغم ما سبق ل يمكن الطعن بالزور أمام المجلس العلى في محرر كان قد
استعمل من قبل محكمة الموضوع ،بل ل بد أن يكون المحرر المطعون فيه قد أدلي به
لول مرة أمام المجلس العلى ،وهذا ما أكده المجلس العلى في قرار له جاء فيه "ل تقبل
أمام المجلس العلى باعتبارها وسيلة جديدة دعوى الزور الموجهة ضد وثيقة سبق
عرضها أمام محكمة الموضوع ولم يطعن فيها أمامها ،وأن الطعن بالنقض في حكم انتهائي
ل يفتح المجال لدعوى الزور أمام المجلس العلى في مستند استعمل كأساس لصدور
القرار المطعون فيه").(3
ذهب المجلس العلى في قرار له) (1أنه" :يمكن للقاضي أن يصرف النظر عن الطعن
بالزور الفرعي إذا رأى أن الفصل في الدعوى ل يتوقف على المستند المطعون فيه."...
أما إذا لم يكن أساسيا ول منتجا في الدعوى فإن المحكمة ل تستجيب لمدعي الزور
لعدم الجدوى منه ،وقد رفض المجلس العلى نقض قرار استئنافي رد دعوى الزور
الفرعية لعدم جدواه).(2
وقد أشار المشرع المصري بدوره إلى هذا الشرط في المادة 52من قانون
الثبات).(3
ويتمتع القاضي في هذا الصدد بالسلطة التقديرية لقبول أو رفض الدعاء وذلك بغية
تفادي الدعاءات غير المجدية والتي من شأنها أن تعيق السير العادي لجراءات التقاضي
وهذا ما أقره القضاء) (4حيث صرح أن "قضاة الموضوع لهم الحق في تصفح الرسوم
المدلى بها لديهم وأن ذلك داخل في سلطتهم التقديرية التي ل تخضع لرقابة المجلس
العلى".
وبالضافة إلى شرط النتاجية يوجد شرط آخر يتفرع عنه أو بالحرى تطبيق له
وهو شرط الجدية ،الذي يستوجب أن يتمسك الطاعن بطعنه بالزور بصيغة صريحة
) -(1قرار المجلس العلى عدد 1086صادر بتاريخ 2003-4-14في الملف المدني عدد ،2539/1/4/00مجلة
قضاء المجلس العلى ،عدد ، 62يوليوز ،2003ص .59
) - (2قرار رقم 715بتاريخ 1989-4-25في الملف العقاري عدد ،88 /5779سبقت الشارة إليه في الصفحة 82
من هذه الرسالة.
) – (3سليمان مرقس ،أصول الثبات ،مرجع سابق ،ص .343
وفي نفس الطار جاء في قرار لمحكمة النقض المصرية "ل تقبل دعوى التزوير الفرعية وتبحث أدلتها إل بعد بحث
المحكمة لما يكون للدعاء بالتزوير من أثر في الدعوى الصلية حتى إذا وجدته منتجا قبلت دعوى التزوير وبحثت
أدلتها".
نقض مدني رقم 57سنة 4ق جلسة .1935-18/4
وجاء في قرار آخر لنفس المحكمة "الطعن بالتزوير في ورقة ما ل يكون مقصودا لذاته فقط بدون أية نتيجة تترتب على
ثبوته وإل كان ضربا من العبث.".
نقض مدني رقم 61سنة 4ق جلسة ،1935-5-16أشار إليهما عبد الودود يحيى ،الموسوعة العلمية لحكام محكمة
النقض ،ج 1الثبات بالكتابة ،الدعاء بالتزوير ،المطبعة الفنية ،القاهرة ،مصر طبعة ،1982ص .161-160
) - (4قرار المجلس العلى رقم 217صاد بتاريخ 8ماي ،1968سبقت الشارة إليه في الصفحة 44من هذه الرسالة.
/ 84 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وحازمة ،وأل يكتفي بالتلميح في دفاعه إلى الحتفاظ بهذا الحق دون أن يتخذ طريق الطعن
بالتزوير الذي لوح به) ،(1بالرغم من مرور وقت طويل على التقاضي).(2
وجدير بالذكر أن تقدير جدية الدعاء بالتزوير من عدمه تعتبر مسألة موضوعية
تدخل في مطلق سلطة محكمة الموضوع فل رقابة للمجلس العلى عليها إل من حيث
سلمة التعليل).(3
) - (1وهذا ما جاء في أحد قرارات المجلس العلى الذي نص على أنه "ل يجوز اللتجاء إلى المسطرة المنصوص عليها
في الفصل 386من قانون المسطرة المدنية المتعلقة بدعوى الزور أمام المجلس العلى إل إذا كانت الوثيقة المطعون في
سلمتها لم يسبق الدلء بها أمام قضاة الموضوع وأدلي بها لول مرة أمام المجلس العلى" قرار رقم 150مؤرخ
في 28أكتوبر 1980صادر عن الرئيس الول للمجلس العلى ،مجلة قضاء المجلس العلى العدد ،27ص .35
) - (2قضى المجلس العلى ،في أحد قراراته بأن المحامي ل يمكنه أن يطعن بالزور الفرعي إل إذا توفر على وكالة
مكتوبة وخاصة بل الكثر من ذلك ذهب إلى أن المحكمة ل تملك إنذار المحامي بالدلء بالوكالة المذكورة في حالة عدم
تقديمها.
قرار رقم 3236مؤرخ في 2003/ 11/11في الملف المدني عدد 1858/2003مجلة قضاء المجلس العلى عدد
،62مرجع سابق ،ص . 35
) - (3الفقرة الثالثة من الفصل 29من قانون مهنة المحاماة ظهير شريف رقم ،1-93-162صادر بتاريخ 22
ربيعالول 1414الموافق ل 10شتنبر 1993المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة ،الجريدة الرسمية عدد
4222بتاريخ . 1993 -9-29
) - (4قرار عدد 178صادر عن الغرفة المدنية بتاريخ 27مارس 1968مجلة القضاء والقانون عدد 92السنة العاشرة
أكتوبر ،1968ص ،36أشار إليه محمد الربيعي محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع
سابق ،ص .121
-وجاء في قرار آخر للمجلس العلى أن "مصادقة المحكمة على عقد الهبة دون إجراء مسطرة الزور الفرعي والحال أن
الفصل في الدعوى يتوقف على المستند المذكور يجعل القرار خارقا لقاعدة مسطرية جوهرية".
عدد قرار رقم ،537مؤرخ في 2002-7-11في الملف الشرعي عدد ،2001-2-2-75قضاء المجلس العلى
،62مرجع سابق ،ص .105
/ 86 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
ول يمكن للمحكمة بعد قضائها بصرف النظر عن المستند المطعون فيه بالزور أن
تعتمده بعد ذلك).(1
أما إذا كان المستند المطعون فيه ذو أهمية للفصل في الدعوى فإن المحكمة تنذر
الطرف الذي قدم المحرر المتمسك به ليصرح ما إذا كان يريد استعماله أم ل).(2
وقد كانت محكمة الستئناف بالرباط على صواب حين قضت بعدم سقوط حق
استعمال المستند المطعون فيه بالزور بعد انصرام مدة ثمانية أيام لكون القاضي لم يحدد
أجل لمن أدلى بالوثيقة المدعى فيها بالزور ،للتصريح برأيه فيما إذا كان ينوي استعمالها أم
ل بل اقتصر على إرسال إعلم بالتخلي إلى الطرف الذي أدلى بالوثيقة دون أن يطلب منه
ذلك ،مما يتنافى مع مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 92من قانون المسطرة المدنية).(3
والواقع أن موقف صاحب المحرر ل يخرج عن ثلث فرضيات :
فإما أن يصرح بعد إنذاره أنه تخلى عن استعمال المستند المطعون فيه بالزور
الفرعي ،أو ل يصرح بشيء بعد ثمانية أيام من النذار فيفسر سكوته بأنه تخلى عن
استعمال المستند).(4
وفي كلتا الحالتين تستمر المحكمة في نظر النزاع ودون العتماد على ذلك المستند
في الثبات.
) - (1جاء في قرار للمجلس العلى " ...ولذلك فإن القرار الذي قضى في منطوقه بصرف النظر عن مستند مطعون فيه
بالزور الفرعي من أحد الطراف من جهة واعتمده فيما قضى به ضد الطاعن من جهة يكون خارقا لمقتضيات الفصل
المذكور )أي الفصل 92من ق .م .م(."...
قرار المجلس العلى رقم 1349المؤرخ في 2002-4-17في الملف المدني عدد 2001/ 1/1 /2632مجلة قضاء
المجلس العلى العدد المزدوج 60-59السنة 24يناير -يوليوز ،2002ص .64
) - (2الفصل 92من ق .م .م.
) - (3قرار محكمة الستئناف بالرباط صادر بتاريخ 7ماي 1955مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط 1949
– ،1956تعريب محمد العربي المجبود ،طبعة ،1982ص .463
) – (4جاء في قرار للمجلس العلى أنه "لكن حيث أن مذكرة جواب المطلوب في النقض المتضمنة لمقال الطعن بالزور
اشتملت على ملتمس بإنذار الطاعنة ...وأن تبليغ هذه المذكرة للطاعنة هو بمثابة إنذار لها حسب ما يقرره الفصل 92
من قانون المسطرة المدنية وأن الطاعنة التي توصلت بهذه المذكرة لم تعقب عليها ولم تصرح بشيء ،ولذلك فإن المحكمة
حين استخلصت من ذلك تخلي الطاعنة عن المستند الذي أدلت به حسبما ينص الفصل 92من= =ق.م.م رتبت عليه
تنحية المستند تكون قد طبقت الفصل 92من ق.م.م تطبيقا سليما "...قرار رقم 2284مؤرخ في 1993-9-13في
الملف عدد ،2810/89مجلة قضاء المجلس العلى عدد ،47ص .50
/ 87 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
وإما أن يصرح الطرف الذي وقع إنذاره أنه يريد استعمال المستند فتوقف المحكمة
الفصل في الطلب الصلي وتأمر بإيداع أصل ذلك المستند داخل أجل ثمانية أيام بكتابة
)(1
وإل اعتبر الطرف الذي أثار زورية المستند قد تخلى عن استعماله )الفصل 93 الضبط،
من ق .م .م(.
وتجدر الشارة إلى أن البعض) (2ونحن نؤيده ذهب إلى أن الفقرة الثانية من الفصل
92من ق .م .م تشكل ثغرة خطيرة تمكن الجناة من الفلت من العقاب ،فإنذار القاضي
صاحب المحرر المدني بالزور للتعرف عما إذا كان يريد استعماله أم سحبه من شأنه حسب
هذا الرأي تشجيع الجناة على تقديم محرراتهم المزورة ،طالما أن بإمكانهم سحبها متى
شعروا بقرب انكشاف جرمهم ،وافتضاح أمرهم.
وبعد وضع المستند المطعون فيه بالزور بكتابة الضبط داخل المدة المحددة ،يقوم
القاضي بالتأشير عليه ،ويحرر محضر بحضور النيابة العامة والطراف بعد استدعائهم
بشكل قانوني ،يبين فيه حالة المستند وما به من شطب أو إقحام أو كتابة بين السطور ،
وذلك كله بحضور وتأشير الطراف وممثل النيابة العامة (3)،وبعد ذلك يتم الشروع في
إثبات الزور وفق ما ينص عليه الفصلن 89و 90من ق.م.م ،حيث أن التحقيق يتم
بالستماع إلى الشهود الذين يكون بوسعهم تحديد الظروف التي تم فيها توقيع الوثيقة ،لكن
التساؤل قد يثار حول ضرورة التقيد بالحالت التي يسمح فيها باللجوء إلى شهادة الشهود
من عدمه؟.
)(1
إلى أن قاعدة عدم جواز الثبات بشهادة الشهود في لقد ذهب أحد الباحثين
الحوال التي تجب فيها الكتابة ليست متعلقة بالنظام العام ،وبالتالي جواز التفاق على
مخالفتها صراحة أو ضمنا لكنه وحسب نفس الرأي يتعين التمسك بالدفع بعدم جواز الثبات
) - (1إل أنه في حالة عدم إدلء الطاعن عليه بأصل الوثيقة بعد تكليفه بالدلء به فإن إقراره بكون الوثيقة المطعون فيها
بالزور صادرة عنه كاف ،وهذا ما سار عليه المجلس العلى في القرار رقم 483بتاريخ 2005 -4 -6في الملف
الجنحي عدد ،2004 /23275غير منشور.
) - (2محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي ،مرجع سابق ،ص .123
) - (3الفصل 97من ق .م .م .
) - (1محمد المنجي ،مرجع سابق ،ص .200
/ 88 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
بشهادة الشهود قبل البدء في سماع الشهود ،لن عدم التمسك بذلك يعتبر نزول من الخصم
عن الثبات بالطريق القانوني.
والرأي فيما نعتقد أنه ل معنى لتقييد إثبات الزور بعدم إمكانية سماع شهادة الشهود
ولو كانت قيمة اللتزام تزيد عن 250درهم ،ما دام المر ليس من النظام العام وبالتالي
يجوز التفاق على مخالفته.
وجدير بالذكر أنه إذا استشكل المر على القاضي فإنه يصدر أمرا تمهيديا بإجراء
خبرة) (2للتأكد من زورية المستند من عدمه) ،(3مع ضرورة مراعاة القواعد العامة التي
تحكم الخبرة).(4
) - (2جاء في قرار للمجلس العلى ..." :ولذلك فإن القرار حين علل بأنه بناء على الطعن بالزور الفرعي ،فقد تأكد كون
التوقيع المنسوب لمالك العقار ليس بتوقيعه وذلك باعتماد الخبير على وثائق المقارنة والتي يوجد بها توقيع هذا المالك
إبان حياته."...
قرار رقم 2472صادر بتاريخ 2003-9-10في الملف المدني عدد ،1035/1/1/2002أشار إليه محمد لفروجي،
المنازعات العقارية من خلل قضاء المجلس العلى لسنوات ،2005-2000سلسلة دلئل علمية عدد 3الطبعة الولى،
ص .97
وجاء في قرار آخر ..." :فإن المحكمة غير ملزمة بالستجابة لطلب إجراء خبرة مضادة متى وجدت في تقرير الخبير
الذي عينته لثبات العقد المطعون فيه بالزور ما يكفي للفصل في القضية "...قرار المجلس العلى رقم 3494مؤرخ
في 2005-12-28في الملف المدني عدد ،1658/1/3/2004غير منشور.
-قرار المجلس العلى عدد 3466مؤرخ في 2005-12-28في الملف المدني عدد ،3466غير منشور.
) - (3المعطي الجبوجي ،مرجع سابق ،ص .83
) - (4حول القواعد التي تحكم الخبرة وإجراءاتها ،راجع :
محمد الكشبور ،الخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية ،دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
الطبعة الولى .2000
) - (1جواد بوكلطة ،مرجع سابق ص .222
/ 89 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
فعندما تعتبر المحكمة المحرر مزورا فإن مدعي الزور الفرعي يكون قد ربح دعواه
للدأ
فيما ذهب إليه ويقع بالتالي على المدعى عليه عبء أداء مصاريف الدعوى إعمال بالمب
المنصوص عليه في الفصل 124من ق .م .م.(2).
كما أنه من بين آثار الحكم القاضي بوجود التزوير أيضا تجريد المستند من كل قوة
إثباتية ،وتأمر المحكمة تبعا لذلك باستبعاده من ملف الدعوى) ،(3ول يمكن استعماله ف
للي
المستقبل ل بمناسبة دعوى لحقة ،ول كسند في أي إجراء من إجراءات التنفيذ ،لكن مللا
العمل في الحالة التي تقرر فيها المحكمة أن جزءا فقط من المستند هو المزور؟
)(4
إلى أن البيانات التي تقرر المحكمة زوريتها هي التي يلحقها هذا لقد ذهب البعض
الثر ،وهو ما يتوافق تماما مع ما يستشف من الفصل 99من ق .م .م الذي يمنح للمحكمة
حذف أو تمزيق المستند كل أو بعضا.
وزيادة في الحتراز من آفة التزوير والحد من آثارها فقد نص المشرع المغربي في
الفصل 101من ق .م .م على أنه " ل يجوز تسليم نسخ المستند المطعون فيه بالزور مللا
دامت موضوعة بكتابة الضبط إل بناء على حكم".
ويتحمل المدعى عليه مصاريف الدعوى إعمال لمقتضيات الفصل 124من ق.م.م
مع حفظ حق المدعي بمطالبته بالتعويض عن الضرر الذي أصابه على أسللاس القواعللد
العامة للمسؤولية).(1
) (2ينص الفصل 124من ق.م.م .على أنه " يحكم بالمصاريف على كل طرف خسر الدعوى سواء كان من الخواص أو
إدارة عمومية .
يجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم المصاريف بين الطراف كل أو بعضا ".
) (3المعطي الجبوجي ،مرجع سابق ص .83
) - (4جواد بوكلطة ،مرجع سابق ،ص .223
) - (1بحيث يمكن المطالبة بالتعويض استنادا إلى مقتضيات الفصل 77من ق.ل.ع الذي جاء فيه "كل فعل ارتكبه
النسان عن بينة واختيار ومن غير أن يسمح له به القانون فأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير ،ألزم مرتكبه بتعويض
هذا الضرر إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر ،وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر".
/ 90 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
هذا بالضافة إلى إمكانية تقديم شكاية إلى النيابة العامة لمتابعة مرتكب التزوير إذا
كان معروفا (2)،أو إن كانت هناك إمكانية لتحريك الدعوى العمومية لعدم سقوطها لسللبب
من السباب كالتقادم أو العفو ،كما يمكن الدعاء مباشرة أمام المحكمة دون إغفال ما ينص
عليه الفصل 9من ق .م .م .من وجوب تبليغ النيابة العامة قضايا الزور الفرعي). (3
للد
وجدير بالذكر أن الحكم بزورية المحرر يقتصر على جسم هذا السند فقط ول يمت
إلى التصرف أو التفاق الذي يتضمنه هذا السند ،وبمعنى آخر فإن بطلن الورقة المثبتللة
للتصرف أو التفاق ل يعني بطلن هذان الخيران ذاتهما).(4
وجدير بالشارة أنه وإن كان مناط الغرامة المنصوص عليها في الفصل 98مللن
)(4
فإنها أصبحت ق.م.م هو الرد على قصد إساءة استعمال حق التقاضي ،وتعمد إطالة أمده
ل تتماشى وواقع الحال لذلك يتعين حسب اعتقادنا إعادة النظر في مبلغها حللتى يضللمن
للدعاء بالتزوير جديته.
وبخصوص طبيعة الغرامة المنصوص عليها في الفصل 98من ق.م.م ، .ذهللب
للوى
للي دع
أحد الباحثين إلى اعتبارها غرامة مدنية أوجب القانون توقيعها على المدعي ف
الزور الفرعية لتسببه في عرقلة سير الدعوى الصلية ،وباعتبارها غرامة مدنيللة فهللي
تختلف عن الغرامة الجنائية حيث ل يسري فيها التضامن لنه ل يكون إل اتفاقا أو قانونا ،
كما أنها ل تتعدد بتعدد المدعين بالتزوير.
وتعتبر غرامة الزور من النظام العام ويترتب على ذلك أنه يجب على المحكمة
القضاء بها من تلقاء نفسها لفائدة الخزينة العامة ولو لم يطلبها المدعى عليه) ،(1وفي هذا
) - (1عبد العزيز توفيق ،تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي ،مرجع سابق ،ص . 22
) - (2الفصل 98من ق .م .م .
) - (3الفصل 445من القانون الجنائي " من أبلغ بأية وسيلة كانت ،وشاية كاذبة ضد شخص أو أكثر إلى الضباط
القضائيين أو إلى ضباط الشرطة القضائية أو الدارية أو إلى هيئات مختصة باتخاذ إجراءات بشأنها أو تقديمها إلى
السلطة المختصة...يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم" .
) – (4محمد منجي ،مرجع سابق ،ص . 328
) - (1جواد بوكلطة ،مرجع سابق ،ص . 230
/ 92 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
الصدد ذهبت محكمة النقض المصرية إلى أنه " جرى قضاء محكمة النقض على أن غرامة
التزوير هي جزاء أوجبه القانون على مدعي التزوير عند سقوط حقه في دعواه أو عجزه
عن إثباتها وأن القضاء بهذه الغرامة يكون وفقا للقانون الذي كان ساريا وقت الطعن
بالتزوير ،ولما كان إيقاع الغرامة بوصفها جزاء هو أمر متعلق بالنظام العام فإنه يكون
لمحكمة النقض أن تتعرض له من تلقاء نفسها (2)"...ول يجوز للمحكمة الحكم بها في حالة
التنازل عن الدعاء بالتزوير أو إجراء مصالحة بشأنه) ،(3ويطبق نفس الحكم أيضا في
الحالة التي يثبت فيها زورية بعض أجزاء المحرر فقط).(4
ولما كان الزور الفرعي دعوى عارضة يرفعها أحد الطراف في دعوى أصلية
جارية بغية الحصول على حكم بزورية المحرر المحتج به عليه ،فإن التساؤل يثار عن
العلقة المتواجدة بين دعوى الزور الفرعية والدعوى الصلية؟
إن الطعن بالزور الفرعي يوقف الدعوى الصلية إلى أن يصبح الحكم الصادر فيها
باتا مستوفيا لجميع طرق الطعن بما فيها النقص ،ذلك أن دعوى الزور الفرعية توقف تنفيذ
الحكم الصادر فيها متى طعن فيه بالنقض ) 361ق .م .م(.
وإذا صدر الحكم بزورية المحرر يتم سحب هذا الخير من الملف ويبت فيه بدونه،
أما إذا لم تثبت زوريته فإنه يعتبر سليما ويقع الفصل في الدعوى الصلية).(5
وانطلقا من مقتضيات الفصل 102من ق .م .م فإنه يتعين على القاضي المدني
أن يوقف البت في الزور الفرعي إذا رفعت إلى المحكمة الزجرية دعوى أصلية
بالزور) ،(1وهذا احتراما للمبدأ القائل بأن الجنائي يعقل المدني) .(2وهذا ما قضى به المجلس
العلى أيضا).(3
) - (1وقد جاء في قرار للمجلس العلى " دعوى الزور الفرعي المدنية هي دعوى مستقلة عن دعوى الزور الجنائي،
ولصاحب الحق أن يسلك أية واحدة منهما ويمكنه كذلك أن يرفع الدعويين معا وفي وقت واحد ،وفي هذه الحالة على
القضاء المدني أن يؤجل النظر في دعوى الزور الفرعي إلى أن يصدر القضاء الزجري حكمه" قرار المجلس العلى
عدد 226صادر بتاريخ 1990 /1 /29أشار إليه المعطي الجبوجي ،مرجع سابق ،ص . 84
) - (2انظر بهذا الصد أستاذنا عبد العزيز حضري ،القانون القضائي الخاص ،مرجع سابق ،ص . 313
) - (3قضى المجلس العلى بأنه" تقضي القاعدة القانونية أن الجنائي يوقف المدني " قرار اجتماعي ،عدد 62مؤرخ في
24يونيو 1968مجلة قضاء المجلس العلى ،عدد 2السنة الولى نوفمبر ، 1968ص . 71
/ 94 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
خـاتمة :
-2إعادة النظر في دعوى الزور الفرعي من أجل ضبط أكثر لمقتضياتها ،وكذلك
الرفع من الغرامة المفروضة على مدعي التزوير في حالة عدم إثباته .
– 3ضرورة إعادة النظر في صياغة قانون 4ماي 1925المتعلق بالتوثيق
العصري شكل وموضوعا .
– 4التخفيف من تكلفة التوثيق العصري بشكل يجعله في متناول كل الفئات المعنية
بالعقار والتصرفات الواردة عليه .
– 5إلزامية تحرير محررات الموثقين العصريين باللغة العربية .
– 6أن يتم إحداث معهد لتكوين العدول تكوينا يجعلهم قادرين على مواكبة القوانين
العقارية الجديدة .
-7التدخل التشريعي من أجل تحديد المقصود من عبارة المحرر الثابت التاريخ،
وذلك تفاديا لفتح باب التأويل الذي سيؤدي إلى تضارب الراء في هذا المجال .
-10سليمان مرقس ،موجز أصول الثبات في المواد المدنية ،دار النشر الجامعات
المصرية ،القاهرة .1957
-11عبد الحق صافي ،عقد البيع ،دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي
القوانين الخاصة ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الولى .1998
-12عبد الرحمن أسامة ،النظرية العامة لللتزامات ،ج ،1المصادر الرادية ،دار
النشر الجسور ،طبعة .2001
-13عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،ج ،2
نظرية اللتزام بوجه عام ،الثبات-آثار اللتزام ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت لبنان
)دون ذكر تاريخ الطبع(.
-14عبد العالي العضراوي ،اختصاص رئيس المحكمة التجارية في المر بالداء
المبني على السند الرسمي ،الشيك ،الكمبيالة في ضوء المادة 22من قانون رقم 95/53
وعمل المحاكم التجارية ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع .2000
-15عبد العزيز توفيق ،قضاء المجلس العلى في التحفيظ خلل أربعين سنة،
مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء.1999 ،
-16عبد العزيز حضري ،القانون القضائي الخاص ،دار النشر الجسور ،وجدة
الطبعة الثالثة .2002
- 17عبد القادر العرعاري ،ضمان العيوب الخفية في عقد البيع طبعة 1996
مطبوعات المعارف الجديدة.
-18عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،الطبعة الولى
،2001المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش.
-19عبد الكريم شهبون ،الشافي في شرح قانون اللتزامات والعقود المغربي،
الكتاب الول ،اللتزامات بوجه عام ،ج ،3انقضاء اللتزام ،إثبات اللتزام ،إثبات البراءة
منه ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الولى.1999 ،
-20عز الدين الدناصوري وحامد عكاز ،التعليق على قانون الثبات الطبعة
الخامسة .1981
-21مأمون الكزبري ،نظرية اللتزامات في ضوء قانون اللتزامات والعقود
المغربي ،ج ،1مصادر اللتزام ،مطبعة الهلل ،الطبعة الثانية .1972
-22محمد ابن معجوز ،وسائل الثبات في الفقه السلمي ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء .1995
-23محمد الشتوي ،المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة،
المطبعة والوراقة الوطنية مراكش ،الطبعة الولى .2001
-24محمد الكشبور ،رقابة المجلس العلى على محاكم الموضوع في المواد
المدنية ،محاولة للتمييز بين الواقع والقانون ،الطبعة الولى ،2001مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء.
-25محمد الكشبور ،الخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية ،دراسة مقارنة،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الولى .2000
-26محمد بونبات ،قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية ،منشورات كلية
العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي عياض ،مراكش ،المطبعة
والوراقة الوطنية .1996
-27محمد حسن قاسم ،أصول الثبات في المواد المدنية والتجارية ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت لبنان ،طبعة .2003
-28محمد يحيى مطر ،مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية ،الدار
الجامعية .1989
-IIالمراجع الخاصة:
- 1أحمد خرطة ،قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق
82-03المتطلبات ،المجال ،الحجية ،دار النشر الجسور طبعة .2006
- 2المراني زنطار الحسن ،في فقه الوثائق ،ج ،2الصيغ الشرعية للعقود العدلية
في مجال الحوال الشخصية ،الحمدية للنشر ،الطبعة الثانية .2001
- 3العلمي الحراق ،مدونة السرة والتوثيق العدلي ،دراسة وتعاليق ،مطبعة دار
السلم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،الطبعة الولى .2005
- 4جمال الطاهري ،كراسة في التوثيق العدلي ،مطبوعات الهلل وجدة ،الطبعة
الولى .2004
- 5جواد بوكلطة ،الطبيعة القانونية لدعوى الزور الفرعية في التشريع المغربي
والمقارن ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء طبعة .2005
- 6عبد الرحمن بلعكيد ،وثيقة البيع بين النظر والعمل ،مطبعة النجاح الجديدة،
الدار البيضاء ،الطبعة الولى .1993
- 7عبد الودود يحيى ،الموسوعة العلمية لحكام محكمة النقض ،ج ،1الثبات
بالكتابة ،الدعاء بالتزوير ،المطبعة الفنية ،القاهرة مصر ،طبعة .1982
- 8محمد ابن الحاج السلمي ،دور الوثيقة العدلية ونظام التحفيظ العقاري ،مقالت
وأبحاث في التحفيظ العقاري ،الطبعة الولى ،مارس ،2004دار القلم للطباعة والنشر
والتوزيع الرباط.
- 9محمد أحمد عابدين ،حجية الوراق الرسمية والعرفية وطرق الطعن عليها،
التزوير ،النكار ،الجهالة ،المكتب العربي الحديث السكندرية ،مصر .1990
- 10محمد الكشبور ،بيع العقار بين الرضائية والشكل ،سلسلة الدراسات القانونية
المعاصرة – -1مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الولى .1997
-11محمد المنجي ،دعوى التزوير الفرعية في المواد المدنية من التقرير بالتزوير
إلى الطعن بالنقض ،الطبعة الولى ،1992 ،منشأة المعارف السكندرية.
-12محمد جميل بن مبارك ،التوثيق والثبات بالكتابة في الفقه السلمي والقانون
الوضعي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الولى .2000
–IIIالطروحاتا والرسائل:
/ 100 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
-1الطروحاتا :
- 1عبد الرزاق أيوب ،التكييف القانوني ،السس النظرية والجوانب العملية،
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني،
كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة
الجامعية .2004-2003
- 2علي الرام ،بيع العقار في طور البناء في القانون المغربي ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في الضمانات التشريعية في قانون
العمال المغربي ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الول،
وجدة ،السنة الجامعية .2005-2004
- 3محمد الربيعي ،المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية
وضمانات المحررات الرسمية ،أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص ،كلية
العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة
الجامعية .2000-1999
- 4نور الدين لعرج ،الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي ،أطروحة لنيل
الدكتوراه في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم
القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الخامس ،أكدال الرباط ،السنة الجامعية
.2000-1999
-2الرسائل :
- 1عالية شباطي ،الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة ،رسالة نهاية التمرين،
المعهد الوطني للدراسات القضائية ،الرباط الفوج ،29السنة .2002-2000
- 2فاطمة هرباز ،إشكالية بيع العقار المحفظ ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الول
وجدة ،السنة الجامعية .1996-1995
- 3لحسن توغزاوي ،العقار في طور التحفيظ ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا
في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،أكدال جامعة محمد
الخامس ،السنة الجامعية .2000-1999
- 4مازن الجم ،الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري ،رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية
والجتماعية ،جامعة القاضي عياض مراكش ،السنة الجامعية ) 1991دون ذكر السنة
الثنائية(.
- 5محمد الربيعي ،محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي،
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية والقتصادية
والجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية .1988-1987
–6محمد شيلح ،سلطان الرادة في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي
أسسه ومظاهره في نظرية العقد ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص،
كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة
الجامعية )1983دون ذكر السنة الثنائية(.
-7محمد متزعم ،عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني،
كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي عياض ،مراكش ،السنة
الجامعية .2000-1999
- 8مصطفى شرف الدين ،واجبات التسجيل والنظام التعاقدي ،رسالة لنيل دبلوم
الدراسات العليا في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم
القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي عياض مراكش ،السنة الجامعية
.2000-1999
- 9مولي عبد العزيز بوفارس العلوي ،إتمام بيع العقار المحفظ في التشريع
المغربي ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين
والبحث في القانون المدني ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة القاضي
عياض ،مراكش السنة الجامعية .2000-1999
- 10هشام درقاوي ،دعوى التزوير الفرعية المدنية بين التشريع والتطبيق،
رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في
قانون العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الول
وجدة ،السنة الجامعية .2004-2003
–IVالمقـالتا :
- 1إبراهيم اشهيبات ،التوثيق العدلي ،مجلة الشعاع ،العدد ،9يوليوز .1992
- 2إبراهيم بحماني ،القوة الثباتية لشهادة اللفيف أمام القضاء المدني وآفاقها
المستقبلية ،مجلة القضاء والقانون السنة الثلثون العدد .146
- 3إبراهيم فكري ،تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون
اللتزامات والعقود والتوثيق العصري والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء
الصل والجتهاد القضائي وآراء الفقه الحديث ،ندوة توثيق التصرفات العقارية ،منشورات
كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ومركز الدراسات القانونية المدنية
والعقارية ،مراكش الطبعة الثانية .2005
- 4أحمد عبيا ،شهادة اللفيف ،مجلة القضاء والقانون ،السنة الثلثون ،العدد .150
-5المصطفى عافري ،دعوى تحقيق الخطوط والزور الفرعي ،مجلة الحدث
القانوني ،العدد 10نوفمبر .1998
-6بنعمرو بنته ،نحو إجبارية رسمية العقود في المعاملت العقارية ،مجلة
المناظرة العدد .2002 ،7
-7بوشعيب عسال ،المحررات ...شهادة اللفيف وإشكالتها ...الطعن فيها
جنائيا ،مجلة الملحق القضائي ،العدد ،36مارس .2003
-8خالد ميداوي ،آفاق النظام الدولي للتوثيق ،مجلة المعيار ،العدد 2001 ،27
-9سعيد بونوار ،الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه،
مجلة المناهج ،العدد المزدوج .2003 ،4-3
-10عبد السلم البوريني ،ضمانات الوثيقة العدلية في توثيق التصرفات العقارية،
ندوة توثيق التصرفات العقارية.
-11عبد السلم حادوش ،هل مجرد الدفع بالزور مستلزم لتخاذ الجراءات
المنصوص عليها في القانون؟ مجلة القضاء والقانون السنة 24العدد .134-133
-12عبد العزيز توفيق ،تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي ،مجلة المن
الوطني ،السنة 38العدد .1998 ،193/1419
-13عبد العلي حفيظ ،الوثيقة العدلية ومدى حجيتها في الثبات ،مجلة المحامي،
العدد .42
-14عبد الكريم الطالب ،توثيق اليجار المفضي إلى تملك العقار ،ندوة توثيق
التصرفات العقارية.
-15لحبيب شوراق ،التوثيق العدلي في خدمة نظام السجلت العقارية ،مجلة
جمعية المحافظين والمراقبين على الملكية العقارية ،عدد خاص .1993
-16محمد الكشبور ،حجية محررات الموثقين في الثبات في التشريع المغربي،
المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية ،العدد .1989 ،19
-17محمد بونبات ،بيع العقار بين حرية اختيار المحرر إلى تقييد هذا الختيار،
ندوة توثيق التصرفات العقارية.
-18محمد خيري ،التعاقد في الميدان العقاري ،المجلة المغربية لقانون واقتصاد
التنمية ،العدد .1986 ،2
-19محمد خيري ،مهنة تحرير العقود ،بين التنظيم والطلق ،المجلة المغربية
لقانون واقتصاد التنمية ،العدد .1991 ،25
-20محمد سلم ،مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وآمال
التوحيد وعوامل الخصوصية والتميز وآفاق التكامل والتعاون ،ندوة توثيق التصرفات
العقارية.
-21محمد شيلح ،مشكل الكتابة في بيع العقار غير المحفظ بالمغرب ،مجلة القانون
والقتصاد ،العدد .2002 ،19
-22محمد شيلح ،قراءة ميتدولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني
لغرض السكنى في ضوء القانون 51– 00المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار،
ندوة توثيق التصرفات العقارية.
-23محمد مومن ،مفهوم التسجيل الوارد في الفصل 489من قانون اللتزامات
والعقود ،ندوة توثيق التصرفات العقارية.
-24محمد هومير ،رسمية المحررات التوثيقية ،الواقع والفاق ،ندوة توثيق
التصرفات العقارية.
- 25نور الدين الجزولي ،عقد بيع العقار بين الشكلية والرضائية )الفصل 489
من ق.ل.ع( المجلة المغربية للقتصاد والقانون المقارن ،العدد .1992 ،18
–Vالمحاضراتا :
-أحمد خرطة ،مسرد توجيهي في قانون التوثيق العدلي ،محاضرات ألقيت على
طلبة السنة الثانية من دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،وحدة التكوين والبحث في قانون
العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ،جامعة محمد الول ،وجدة
) 2005-2004غير منشورة(.
–VIالمجلتا :
- 1مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط ،1956-1949تعريب العربي
المجبود ،طبعة .1982
- 2قرارات المجلس العلى في المادة المدنية ،1996-1956منشورات المجلس
العلى في ذكراه الربعين ،سنة .1997
/ 105 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
/ 107 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
الفهقرس
1 ........................................................................................................................................... مقدمة
6 ................................................ الفصل الول :ضوابط توثيق المعاملت العقارية في
المحررات الرسمية
7 ..................... المبحث الول :ضوابط المحررات الرسمية من حيث القائمين
على تحريرها
8 ...................... المطلب الول :اختصاصات الموثقين والعدول في توثيق
المعاملت العقارية
9 ............. الفقرة الولى :الختصاص النوعي للموثقين والعدول في
توثيق المعاملت العقارية
15 ....................... الفقرة الثانية :الختصاص المكاني للموثقين والعدول
في توثيق المعاملت العقارية
20 ................ المطلب الثاني :التزامات الموثقين والعدول الخاصة بتوثيق
المعاملت العقارية
20 ............................ الفقرة الولى :تحديد وضعية العقار محل المعاملة
25 .............. الفقرة الثانية :قيام الموثق والعدل بشكليات خاصة بتوثيق
المعاملت العقارية
32 .......... المبحث الثاني :ضوابط المحررات الرسمية من حيث مراحل تأسيسها
33 ............................................... المطلب الول :مراحل تأسيس الوثيقة العدلية
33 ....................................................... الفقرة الولى :تلقي الشهادة وحفظها
38 ........................... الفقرة الثانية :تحرير الشهادة العدلية والخطاب عليها
44 ........................................ المطلب الثاني :مراحل تأسيس الوثيقة العصرية
44 ................................... الفقرة الولى :تلقي الوثيقة العصرية وتحريرها
/ 108 /
توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية
إهداء :
كلمة شكر
أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي الفاضل الدكتور إدريس الفاخوري على قبوله الشراف
على هذا البحث ،وعلى التوجيهات والنصائح السديدة التي خصني بها طوال فترة إنجازه .
كما أتوجه بالشكر أيضا إلى أساتذتي بوحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار.
وأشكر أخيرا كل من ساعدني بشكل أو آخر على إنجاز هذا البحث .
فك الرموز
ظ.ت.ع :ظهير التحفيظ العقاري
ق.ل.ع : .قانون اللتزامات والعقود.
ق.م.م : .قانون المسطرة المدنية.
ج :جزء.
ص :صفحة .
" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه،
وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ".