You are on page 1of 113

‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫مقــدمة‪:‬‬
‫يطلق مصطلح التوثيق على مجموعة القواعد التي يجب أن يسير عليها موثق‬
‫العقود‪ ،‬كما يطلق على مأمورية الموثق نفسه)‪.(1‬‬
‫وإذا كانت التفاقات والتصرفات عموما مرت بمرحلتين أساسيتين ‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة الشفوية التي كانت تبرم خللها التفاقات بمحضر الشهود أو القيام‬
‫ببعض الممارسات أو الطقوس التي من شأنها أن تبقيها عالقة بالذهان‪.‬‬
‫‪ -‬ثم المرحلة الكتابية‪ ،‬والتي قامت في بدايتها بدور ثانوي بالنسبة للشهادة‪ ،‬ثم‬
‫تطورت لتشكل بعد ذلك وسيلة إثبات قائمة الذات)‪.(2‬‬
‫فإن الشريعة السلمية بدورها أولت التوثيق والكتابة أهمية خاصة غايتها من ذلك‬
‫المحافظة على حقوق وأموال الفراد من كل جحود وإنكار حيث أقسم بها سبحانه وتعالى‬
‫)‪(3‬‬
‫وبأداتها‪ ،‬إذ قال عزمن قائل "ن والقلم وما يسطرون‪"...‬‬
‫كما أن ال سبحانه وتعالى أمر بكتابة الدين حيث جاء في الية ‪ 282‬من سورة‬
‫البقرة "يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل‬
‫ول يأب كاتب أن يكتب كما علمه ال فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق ال ربه‪"...‬‬
‫ومن ثم فإنه إذا كانت للتوثيق أهمية قصوى في الحياة العملية واليومية للفراد لما‬
‫يؤمنه من ضمان وحماية للحقوق والمصالح)‪ ،(4‬فإن هذه الهمية تزداد إذا أخذنا بعين‬
‫العتبار حفاظه على الملكية العقارية والحقوق المرتبطة بها‪.‬‬
‫ذلك أنه واعتبارا للمكانة التي يحتلها العقار في الذمة المالية للفرد‪ ،‬فقد تم الهتمام‬
‫بتوثيق المعاملت الواردة عليه‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪–Ibrahim najjar- Ahmed Zaki badraoui et Youssaf chellalah, dictionnaire juridique‬‬
‫‪)français /arabe( librairie de liban, 4ème édition 1995. p. 202 .‬‬
‫)‪ - (2‬محمد هومير‪ ،‬رسمية المحررات التوثيقية‪ ،‬الواقع والفاق‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬منشورات كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬ومركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 2005‬ص‬
‫‪.45‬‬
‫)‪ - (3‬سورة القلم الية الولى‪.‬‬
‫)‪ – (4‬محمد الشتوي‪ ،‬المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪ ،2001‬ص ‪ 6‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وإذا كانت المعاملت كأصل عام تخضع لمبدأ الرضائية فإن تلك التي يكون محلها‬
‫عقارا تخضع لشكلية الكتابة‪ ،‬والهدف من ذلك حماية الرادة من الخطار اللصيقة بنوع‬
‫والحيطة)‪.(1‬‬ ‫معين من العمليات التعاقدية التي يتطلب القدام عليها كثيرا من التروي‬
‫وهكذا فقد نص الفصل ‪ 489‬من قانون اللتزامات والعقود على أنه "إذا كان المبيع‬
‫عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا وجب أن يجري البيع‬
‫كتابة في محرر ثابت التاريخ ول يكون له أثر في مواجهة الغير إل إذا سجل في الشكل‬
‫المحدد بمقتضى القانون"‪.‬‬
‫وإذا كان الفصل المذكور لم يحدد نوع المحرر الذي تجري فيه التصرفات العقارية‬
‫فإن ذلك ل يخرج عن إطار المحررات الرسمية أو العرفية‪ ،‬وقد كانت عملية توثيق جميع‬
‫المعاملت بما فيها العقارية تتم في المغرب قبل مجيء الحماية من طرف العدول وحدهم‬
‫وفقا لقواعد الشريعة السلمية‪ ،‬إل أن سلطات الحماية رأت آنذاك في مؤسسة العدول‬
‫عرقلة لمتلك الجانب العقارات في المغرب‪ ،‬حيث كانوا – العدول‪-‬يعتبرون أن الشكلية‬
‫التي جاء بها قانون اللتزامات والعقود شكلية دخيلة‪ ،‬ول علقة لها بالمبادئ المقررة في‬
‫الشريعة السلمية‪ ،‬فما كان على السلطات الفرنسية إل أن أقرت نظامين آخرين للتوثيق‪،‬‬
‫توثيق عصري وتوثيق عرفي إلى جانب التوثيق العدلي لتحقيق الهداف المجسدة في‬
‫استيلء الجانب على الراضي المغربية)‪.(2‬‬
‫ونظرا لضمانات المحررات الرسمية فقد اخترنا أن يكون موضوع رسالتنا حول‬
‫توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية‪.‬‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره والمنهجية المعتمدة فيه‬
‫إن مؤسسة التوثيق أصبحت تسدي خدمات مهمة للشخاص الطبيعيين منهم‬
‫والمعنويين‪ ،‬حيث صارت مقصدهم لطلب الستشارات والنصائح فيما يريدون القيام به من‬

‫)‪ - (1‬محمد شيلح‪ ،‬سلطان الرادة في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي‪ ،‬أسسه ومظاهره في نظرية العقد‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪،‬‬
‫الرباط السنة الجامعية ‪ ) ،1983‬دون ذكر السنة الثنائية(‪ ،‬ص ‪.187-166‬‬
‫)‪ - (2‬محمد خيري‪ ،‬التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية العدد ‪ ،1986 ،2‬ص ‪.28‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫تصرفات ويبرمونه من عقود‪ ،‬فالشخاص في الوقت الحاضر وأمام تعدد المعاملت حيث‬
‫لم تعد هذه الخيرة كما كانت عليه في السابق)‪ (1‬بسبب ظهور عدة عقود لم تكن معروفة من‬
‫قبل)‪ ،(2‬أصبحوا في حاجة ماسة إلى من يوجههم التوجيه القانوني السليم لضبط تصرفاتهم‬
‫وضمان حقوقهم)‪.(3‬‬
‫ومن هنا يظهر ما للتوثيق بصفة عامة وتوثيق المعاملت العقارية في المحررات‬
‫الرسمية بصفة خاصة من أهمية بالغة وفوائد كثيرة منها على الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬صيانة الموال من أن تكون عرضة للضياع بإنكارها وعدم إثباتها إذا لم تكن‬
‫هناك وثيقة تحفظها‪.‬‬
‫‪ -‬قطع المنازعة بين المتعاملين‪ :‬ل شك أن مرور الزمن مظنة للنسيان‪ ،‬كما أن‬
‫النسان معرض للموت والعجز والمرض والسفر‪ ،‬لذلك فكتابة المعاملة أو التصرف في‬
‫وثيقة يقطع كل منازعة بين المتعاقدين أو خلفهم ويبين لكل عاقد ما له من حقوق وما عليه‬
‫من واجبات)‪.(4‬‬
‫هذا كله بالضافة إلى ما يوفره التوثيق من استقرار للمعاملت‪ ،‬وقد اخترنا توثيق‬
‫المعاملت العقارية في المحررات الرسمية كموضوع لرسالتنا للسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية الكتابة في الحد من النزاع بين الفراد‪.‬‬
‫‪ -‬الضمانات التي يوفرها توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية‪.‬‬
‫ويرتبط توثيق المحررات الرسمية بنظام التوثيق العدلي ذو الطابع السلمي‬
‫ونظام التوثيق العصري)‪ (2‬الذي‬ ‫)‪(1‬‬
‫المؤطر بقانون رقم ‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة‪،‬‬

‫)‪ - (1‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬ضمان العيوب الخفية في عقد البيع‪ ،‬طبعة ‪ 1996‬مطبوعات المعارف الجديدة‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫)‪ - (2‬من هذه العقود‪ :‬بيع العقار في طور النجاز‪ ،‬اليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬الئتمان اليجاري‪.....‬‬
‫)‪ - (3‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،1988-1987‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ - (4‬إبراهيم اشهيبات‪ ،‬التوثيق العدلي‪ ،‬مجلة الشعاع العدد ‪ ،9‬السنة الخامسة‪ ،‬يوليوز ‪ ،1992‬ص ‪.109‬‬
‫)‪ -(1‬ظهير شريف رقم ‪ 1-06-56‬بتاريخ ‪15‬محرم ‪ 1427‬الموافق ل ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5400‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،2006‬ص ‪.566‬‬
‫)‪ -(2‬ظهير شريف مؤرخ في ‪ 10‬شوال ‪ 1340‬الموافق ل ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق العصري والمنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 661‬بتاريخ ‪ 23‬يونيو ‪ ،1925‬ص ‪.1105‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ينظمه ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬والمأخوذ من القانون الساسي لنظام التوثيق الفرنسي الصادر‬
‫في ‪ 16‬مارس ‪ 1803‬والذي يطلق عليه قانون ‪ 25‬فانتوز السنة الحادية عشر‪.‬‬
‫وإذا كان التوثيق العدلي ل يختلف عن التوثيق العصري إل من حيث القواعد‬
‫الموضوعية المنظمة للتصرفات القانونية المراد توثيقها‪ ،‬ذلك أن الذي يريد أن يوثق عقد‬
‫بيع مثل سواء لجأ إلى العدول أم الموثقين فالمر ل يختلف من حيث نتيجته في هذا المساق‬
‫أو ذاك)‪.(3‬‬
‫إل أنه على الرغم من ذلك فإن توثيق المعاملت العقارية ينفرد ببعض‬
‫الخصوصيات أكدها صدور بعض القوانين العقارية الخاصة التي استوجبت أن تشمل‬
‫المحررات الموثقة للعديد من البيانات‪ ،‬هذا ويطرح موضوع توثيق المعاملت العقارية في‬
‫المحررات الرسمية العديد من الشكاليات تتمحور أساسا حول ضوابط توثيق المعاملت‬
‫العقارية‪ ،‬وهل توجد حدود فاصلة أو خصوصية ينفرد بها نظام التوثيق العدلي عن التوثيق‬
‫العصري؟‬
‫كما أنه يثار التساؤل عن كيفية توثيق هذه المعاملت المرتبطة بالعقارات سواء من‬
‫حيث الختصاص أم الجراءات‪ ،‬وأيضا آثار هذه المعاملت على الطراف والغير من‬
‫حيث حجيتها ومدى إمكانية الطعن فيها بالزور؟‬
‫لجل مناقشة هذه الشكاليات فإننا سنقوم بإتباع كل من المنهج التحليلي وكذا المنهج‬
‫المقارن)‪ ،(4‬وذلك عن طريق إيراد النصوص القانونية المنظمة للموضوع في القانون‬
‫المغربي ومقارنتها بنصوص أخرى في إطار تشريعات أخرى‪ ،‬وطبعا كل ذلك مدعم‬
‫بالراء الفقهية والجتهادات القضائية وذلك وفق التصميم التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل الول ‪ :‬ضوابط توثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني ‪ :‬حجية المحررات الرسمية في توثيق المعاملت العقارية والطعن‬
‫فيها‪.‬‬
‫)‪ -(3‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق ‪ 82– 03‬المتطلبات‪ ،‬المجال‪،‬‬
‫الحجية‪ ،‬مطبعة الجسور طبعة ‪ ،2006‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ –(4‬للمزيد من التوضيح حول المناهج المعتمدة في العلوم القانونية‪ ،‬يراجع أستاذنا إدريس الفاخوري‪ ،‬مدخل لدراسة‬
‫مناهج العلوم القانونية ‪ ،‬الطبعة الولى‪ ، 2003 ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬ص ‪ 4‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الفصل الول‪:‬‬
‫ضوابط توثيق المعاملتا العقارية في‬
‫المحرراتا الرسمية‪.‬‬
‫لقد نظم المشرع المغربي الوراق الرسمية بمقتضى الفصول من ‪ 418‬إلللى ‪423‬‬
‫من قانون اللتزامات والعقود‪.‬‬
‫وعرف الفصل ‪ 418‬من قانون اللتزامات والعقود الورقة الرسمية بأنها"‪ ....‬هي‬
‫التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صلحية التوثيق في مكان تحرير العقد وذلك‬
‫في الشكل الذي يحدده القانون‪.‬‬
‫وتكون رسمية أيضا ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوراق المخاطب عليها من القضاة في محاكمهم‬
‫‪ -2‬الحكام الصادرة عن المحاكم المغربية والجنبية‪ ،‬بمعنى أن هذه الحكام‬
‫يمكنها حتى قبل صيرورتها واجبة التنفيذ أن تكون حجة على الوقائع التي تثبتها‪".‬‬
‫في حين عرفها أحد الفقهاء‪ ،‬بأنها تلك التي يقوم بتوثيقها موظف عام مختص‬
‫بذلك)‪.(1‬‬
‫ولقد درج الفقه إلى تقسيم المحررات الرسمية إلى أربعة أنواع ‪:‬‬
‫فهي إما محررات سياسية أو إدارية أو قضائية أو مدنية موثقة)‪ ،(2‬وهي التي تهمنا‬
‫في بحثنا حيث تتمثل في تلك المحررات التي تصدر عن موظفين مختصين بتحريرها‬
‫وإنجازها ويثبتون فيها ما تم أمامهم وبحضورهم من إقرارات ذوي الشأن واتفاقاتهم‬
‫والتزاماتهم‪ ،‬ويضفون عليها الصفة الرسمية ويتم تحريرها من قبل الموثقين العصريين‬

‫)‪ - (1‬محمد الكشبور‪" ،‬رقابة المجلس العلى على محاكم الموضوع في المواد المدنية محاولة للتمييز بين الواقع والقانون‬
‫‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 2001‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫)‪ - (2‬مولي عبد العزيز بوفارس العلوي إتمام بيع العقار المحفظ في التشريع المغربي رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش السنة الجامعية ‪ 2000-1999‬ص ‪.81‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫)‪(1‬‬
‫والعدول حسب قانون ‪– 03‬‬ ‫حسب ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق العصري‬
‫‪ 16‬المتعلق بخطة العدالة‪.‬‬
‫وكما سبق وأن أشرنا‪ ،‬فإن المشرع المغربي عرف الورقة الرسمية في الفصل‬
‫‪ 418‬من قانون اللتزامات والعقود المغربي وبتعريفه هذا يكون قد حدد مجموعة من‬
‫الضوابط والشروط التي يجب مراعاتها حتى تصير الوثيقة رسمية)‪ ،(2‬ومنها صدورها عن‬
‫شخص مختص سواء من حيث الموضوع أو المكان وأن تتوفر على البيانات التي اشترطها‬
‫القانون وكذلك من حيث مرورها بمراحل معينة في تأسيسها‪ ،‬وتبعا لهذا فإننا سنقوم بتقسيم‬
‫هذا الفصل إلى مبحثين نتطرق في المبحث الول منه إلى ضوابط المحررات الرسمية من‬
‫حيث القائمين بتحريرها‪ ،‬على أن نتعرض في المبحث الثاني لضوابط المحررات الرسمية‬
‫من حيث مراحل تأسيسها‪.‬‬

‫المبحث الول ‪:‬‬


‫ضوابط المحرراتا الرسمية من حيث القائمين‬
‫على تحريرها‪.‬‬
‫برجوعنا إلى مقتضيات الفصل ‪ 418‬من قانون اللتزامات والعقود يتبين لنا أن‬
‫المشرع المغربي قد أضفى الصفة الرسمية على ثلثة أنواع من الوراق ‪:‬‬
‫للان‬
‫‪ -‬الوراق التي يتلقاها الموظفون العموميون الذين لهم صلحية التوثيق في مك‬
‫تحرير العقد‪.‬‬
‫‪ -‬الوراق التي يخاطب عليها القضاة‪.‬‬
‫)‪ - (1‬فاطمة هرباز‪" ،‬إشكالية بيع العقار المحفظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،1996-1995 ،‬ص ‪.50‬‬
‫)‪ - (2‬إل أن المشرع المغربي وإن اشترط لقيام المحرر الرسمي أن يتم وفق الشروط التي حددها القانون فإنه لم يقم‬
‫بتحديدها إل عند صدور ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق العصري ‪ ،‬أي بعد مرور اثني عشر سنة تقريبا على‬
‫صدور قانون اللتزامات والعقود ويعزى سبب هذا الخطأ الذي وقع فيه المشرع إلى كونه اقتبس الفقرة الولى من‬
‫الفصل ‪ 418‬من ق‪.‬ل‪.‬ع التي تعرف المحرر الرسمي من الفصل ‪ 1317‬من القانون المدني الفرنسي دون أن ينتبه إلى‬
‫أن هذا الخير حدد شكليات المحرر الرسمي في قانون ‪ 25‬فانتوز السنة ‪.11‬‬
‫راجع محمد الربيعي ‪ :‬المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪،‬‬
‫عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء السنة الجامعية ‪ ،2000-1999‬ص ‪.213‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -‬الحكام الصادرة عن المحاكم الوطنية والجنبية‪.‬‬


‫إل أن هذا النوع الخير ل ينتمي إلى المحررات التوثيقية)‪ .(1‬ومن هنا يتبين أن‬
‫المحررات التوثيقية تشمل صنفين ‪ :‬الول هو الوراق التي يخاطب عليها القضاة ويتعلق‬
‫المر هنا بالقاضي المكلف بالتوثيق الذي يخاطب على المحرر بعد إنجازه من طرف‬
‫العدول وفق الشكل المحدد بمقتضى قانون ‪ 16 - 03‬المنظم لخطة العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬أما الصنف الثاني فهي الوراق التي تصدر عن الموظفين العموميين أي تلك‬
‫التي يتلقاها الموثقون العصريون بصفتهم موظفين عموميين وفق المقتضيات الواردة في‬
‫القانون المنظم لمهنة التوثيق العصري‪ ،‬وانطلقا من كل هذا فإن تحرير الورقة الرسمية‬
‫يتم إذن من قبل الموثقين العصريين والعدول ومن ثم فإن هذا الختصاص الممنوح لهم‬
‫يوجب عليهم اللتزام بما هو محدد قانونا سواء من حيث اختصاصهم )المطلب الول( أو‬
‫من حيث التزامات أخرى ترتبط بالمعاملت العقارية )المطلب الثاني(‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬اختصاصاتا الموثقين والعدول في توثيق المعاملتا‬
‫العقارية‪.‬‬
‫إذا كان الشخاص المؤهلون لتوثيق المعاملت العقارية في المحررات الرسمية‬
‫يتحددون في كل من الموثقين العصريين والعدول إل أنه ل يكفي لكي يكون المحرر رسميا‬
‫أن يتم بواسطة هؤلء‪ ،‬بل ل بد أن يكونوا مختصين بكتابة هذا المحرر من حيث موضوعه‬
‫ومكان تحريره أي أن تكون لهم ولية موضوعية على المحرر الذي أقاموه وأن تكون هذه‬
‫الولية في المكان الذي حرروه فيه)‪.(2‬‬
‫وهكذا سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين‪ ،‬نخصص الولى للختصاص النوعي‬
‫للموثقين والعدول والثانية لختصاصهم المحلي‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬الختصاص النوعي للموثقين والعدول في توثيق‬
‫المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫ص‬ ‫)‪ - (1‬محمد هومير‪ ،‬رسمية المحررات التوثيقية الواقع والفاق ‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫‪.54‬‬
‫)‪ - (2‬أحمد أبو الوفا‪" ،‬التعليق على نصوص قانون الثبات‪ ،‬طبعة ‪ 1987‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫حتى تكون الوثيقة رسمية ل يكفي فيها أن يكون الموثق أهل لمزاولة مهامه طبقللا‬
‫لظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق العصري ‪ ،‬بل ل بد له أن يكون مختصا بتحريرها‬
‫من حيث الموضوع‪ ،‬وقد حدد ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬اختصاص الموثقين‪ ،‬أما بخصللوص‬
‫العدول فإن مجال اختصاصهم النوعي تم تحديده في قانون ‪ 16 – 03‬المتعلق بخطة‬
‫العدالة )أول( ‪.‬‬
‫للة‬
‫للة خاص‬
‫وتجدر الشارة إلى أنه صدرت في السنوات الخيرة عدة قوانين عقاري‬
‫أضيفت بمقتضاها اختصاصات أخرى جديدة لكل من الموثق والعدل )ثانيا(‪.‬‬
‫أول ‪ :‬اختصاصاتا الموثقين والعدول وفق القواعد العامة‪.‬‬
‫إن المقصود بالختصاص النوعي أن يكون الموظف مختصا بنوع الورقللة الللتي‬
‫)‪(1‬‬
‫لله‬
‫للزع من‬
‫للث إذا ن‬
‫لله بحي‬
‫للرته لعمل‬
‫يحول دون مباش‬ ‫يحررها وأل يوجد مانع قانوني‬
‫الختصاص وقت تحرير الورقة وهو عالم بذلك كانت الورقة باطلة كمحرر رسمي‪.‬‬
‫وفيما يخص اختصاص الموثق العصري فالفصل الخامس من ظهير ‪ 4‬ماي ‪1925‬‬
‫ينص على ما يلي ‪":‬يختص الموثقون ‪ ....‬تحرير وفق الحالت المشار إليها في الفصل‬
‫الثالث أعله –جميع العقود المشتملة على إقرار بالملكية العقارية أو على تفويتها أو حقوق‬
‫عقارية‪ ...‬وكذا جميع العقود المنشأة أو المعدلة أو المنقضية لللتزامات المضمونة‬
‫بضمانات عينية شريطة أن يكون العقار موضوع تلك العقود واقعا بالمغرب ومحفظا طبقا‬
‫للظهير الشريف المؤرخ في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬موافق ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬أو في طور‬
‫التحفيظ‪ ...‬ويمكن للموثقين أن يحرروا رسوم الصداق والهبات في عقود النكاح وجميع‬
‫الوصايا المتعلقة بالعقارات غير المحفظة‪ ،‬ويمكنهم أيضا أن يحرروا جميع عقود الكرية‬
‫والقسمة والتصفية المتعلقة بتلك العقارات‪."...‬‬
‫)‪ - (1‬كأن ل تتوفر للعدول القدرة البدنية المطلوبة لممارسة العدالة حيث إن القانون ‪ 16-03‬قد اعتبر القدرة البدنية‬
‫شرطا من شروط ممارسة العدالة في المادة ‪ 4‬منه‪ ،‬وهو نفس المقتضى الذي كان منصوصا عليه في القانون المتعلق‬
‫بخطة العدالة الملغى والذي كان يسانده القضاء في ذلك أيضا حيث ذهبت محكمة الستئناف بوجدة في أحد قراراتها أنه‪:‬‬
‫"‪ ....‬وحيث إن العدل بإقراره أمام المحكمة بأنه عاجز بدنيا لحالته الصحية وكبر سنه الذي بلغ ما يزيد عن ‪ 85‬سنة‬
‫أصبحت وضعيته الصحية المذكورة ل تسعفه للقيام بمهامه كعدل‪ ...‬الشيء الذي يجعل ملتمس النيابة العامة الرامي إلى‬
‫إعفائه من مهامه استنادا إلى ما ذكر في محله مما يستوجب الستجابة له طبقا للفصل ‪ 8‬من الظهير المذكور‪ "...‬قرار‬
‫رقم ‪ 824‬بتاريخ ‪ 2002-04-17‬ملف عدد ‪ 01-2692‬غير منشور‪.‬‬
‫وانظر أيضا قرار محكمة الستئناف بوجدة رقم ‪ 66‬بتاريخ ‪ 02-1-9‬ملف عدد ‪ .01-2048‬غير منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫يتضح إذن من خلل الفصل المذكور أن الختصاص النوعي للموثق ينصب‬


‫بالساس على العقار المحفظ أو الذي في طور التحفيظ‪ ،‬متى تعلق المر بالتصرفات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحرير جميع العقود المشتملة على إقرار بالملكية العقارية)‪.(1‬‬
‫‪ -‬تحرير جميع الرسوم المشتملة على حقوق عقارية‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير جميع الرسوم المثبتة لللتزامات والمضمونة بأملك عقارية أو المغيرة‬
‫أو المزيلة لتلك اللتزامات)‪.(2‬‬
‫كما يمكن للموثق أن يوثق بعض الوصايا والهبات المتعلقة بالعقار العادي‬
‫استثناء)‪ ،(3‬وله أيضا أن يتلقى رسوم الصداق والهبة التي يتضمنها عقد النكاح‪.‬‬
‫كما يمكنه كذلك أن يحرر جميع رسوم الكرية والتصفيات والقسمات الراجعة‬
‫للعقارات غير المحفظة)‪ ،(4‬والملحظ أن اختصاص الموثقين فيما يتعلق بالمعاملت الواردة‬
‫على عقارات غير محفظة تم حصره في الوصايا وعقود الكرية‪ ،‬القسمة‪ ،‬وتصفية‬
‫الشركة المتعلقة بها‪ ،‬المر الذي يعني أن باقي العقود التي تقع على هذه العقارات ل يختص‬
‫بها الموثقون كالبيع والرهن مثل وغيرهما‪ ،‬إل أن مشروع قانون التوثيق ‪ 82-03‬ذهب‬
‫عكس ذلك‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 33‬منه على أنه ‪":‬يتلقى الموثق مع مراعاة المادة ‪ 34‬منه‬
‫بعده التصرفات والعقود التي يرغب الطراف أن يضفوا عليها صفة الرسمية‪."...‬‬
‫كما ورد في المادة ‪ 34‬من نفس المشروع على أنه "يثبت بعقود رسمية كل إنشاء‬
‫أو تفويت أو تغيير أو إنهاء حقوق عينية عقارية أو تحملت عقارية تنصب على حصص‬
‫وأسهم مالية في شركات ذات غرض عقاري أو عقارات محفظة أو في طور التحفيظ‪".‬‬

‫)‪ -(1‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق ‪ 82.03‬المتطلبات –المجال‪-‬‬
‫الحجية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.37‬‬
‫)‪ - (2‬إبراهيم فكري‪ :‬تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون اللتزامات والعقود والتوثيق العصري‬
‫والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء الصل والجتهاد القضائي وأراء الفقه الحديث‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات‬
‫العقارية‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫)‪ - (3‬محمد سلم‪ ،‬مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وأمال التوحيد وعوامل الخصوصية أو التميز‬
‫وآفاق التكامل والتعاون‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫)‪ -(4‬إبراهيم فكري‪ :‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫يتبين من خلل هاتين المادتين أن المشروع قد قلص من الختصاصات النوعية‬


‫التي يمكن للموثق أن يمارسها بحيث سيصبح مختصا في تحرير جميع العقود المشتملة‬
‫على إقرار بالملكية العقارية‪ ،‬إثبات الملكية أو على تفويتها بعوض كالبيع والرهن أو بدون‬
‫عوض كالصدقة والهبة والوقف والعطية بصفة مجملة‪ ،‬شريطة أن يكون هذا العقار المراد‬
‫تملكه أو تفويته محفظا طبقا للظهير الشريف الصادر في ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬أو في طور‬
‫التحفيظ‪.‬‬
‫وعليه فإذا كان يحق للموثق في إطار ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬تحرير رسوم الصداق‬
‫والهبات في عقد الزواج وتحرير جميع عقود الكرية والقسمة وتصفية التركة المتعلقة‬
‫بالعقارات غير المحفظة)‪ ،(1‬فإن مشروع قانون التوثيق لم ينص على هذه العقود ضمن‬
‫الختصاصات النوعية للموثق‪ ،‬مما يعني أن العقود الواردة على العقارات غير المحفظة ل‬
‫تدخل ضمن اختصاصه النوعي‪.‬‬
‫غير أنه وإذا كان المشرع قد سمح للموثقين أن يحرروا طبقا للشريعة السلمية‬
‫وبمعية العدول رسوم الراثات المتعلقة بالمسلمين إذا كانوا من الرعايا الفرنسوين‪ ،‬فإنه‬
‫منعهم من تحرير الرسوم المتعلقة بالنكاح أو الطلق الخاصة بالمسلمين‪ ،‬كما أنه ل يسوغ‬
‫للموثقين كتابة محرر يتعلق بالحالة المدنية‪ ،‬لن هذا النوع يدخل في اختصاص ضباط‬
‫الحالة المدنية)‪.(2‬‬
‫وعموما يظهر أن المجال الموضوعي لشتغال الموثق واسع جدا‪ ،‬ويمكن أن‬
‫نضيف إليه السهر على الجراءات القانونية لتأسيس الشركات بجميع أنواعها وتقديم‬
‫الستشارات القانونية في توثيق المعاملت المدنية والتجارية)‪. (1‬‬
‫وإذا حصل أن أثبت الموثق بيانات تخرج عن اختصاصه الموضوعي وعن طبيعة‬
‫عمله‪ ،‬كما إذا ذكر في العقد أن المتعاقد متمتع بقواه العقلية‪ ،‬فإن هذه الواقعة ل تدخل ضمن‬
‫اختصاصه الموضوعي‪،‬ومن بين الحالت التي تجاوز فيها الموثق اختصاصه النوعي‬
‫)‪ - (1‬الفصل ‪ 5‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪.1925‬‬
‫)‪ - (2‬مولي عبد العزيز بوفارس العلوي‪ ،‬إتمام بيع العقار المحفظ في التشريع المغربي مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫)‪ - (1‬محمد خيري‪ ،‬مهنة تحرير العقود بين التنظيم والطلق المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد ‪،1991 25‬‬
‫ص ‪.81‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫نذكر تلك القضية التي عرضت على أنظار المحكمة البتدائية بالدار البيضاء)‪ ،(2‬حيث تقدم‬
‫أحد الطراف بمحرر عرفي لثبات ما يدعيه وقد تمت المصادقة على صحة توقيعه من‬
‫قبل أحد الموثقين متجاوزا بذلك نطاق اختصاصه النوعي والمحكمة لم تنتبه إلى ذلك مع‬
‫العلم أن مهمة الشهاد على صحة المضاءات أناطها المشرع بموظفين معينين)‪.(3‬‬
‫أما بخصوص الختصاص النوعي للعدول في توثيق المعاملت العقارية فإنه يشمل‬
‫جميع أنواع العقارات سواء كانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة‪ ،‬سواء تعلق‬
‫المر بحق الملكية من حيث إقرارها أو تفويتها أو بحقوق عينية عقارية‪ ،‬هذا ما يؤدي بنا‬
‫إلى القول أن اختصاص العدول أوسع في هذا المجال من اختصاص الموثق العصري)‪.(4‬‬
‫وعليه فإنهم يتمتعون بولية عامة للختصاص بحيث لهم أن يتلقوا جميع المعاملت‬
‫باستثناء ما أعطي بنص خاص لجهة معينة)‪.(1‬‬
‫إل أنه مع ذلك فاختصاصهم ل يشمل ميدان تكوين الشركات وتوثيق كافة مراحل‬
‫نشاطها)‪.(2‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أنه يستثنى من الشهادات التي يحق للعدل تحريرها تلك التي‬
‫تكون خارجة عن دائرة التعامل كالشهاد على رسم القرض بالفائدة أو شهادة الضمان في‬
‫أعمال المراهنات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الختصاصاتا الواردة في القوانين العقارية الخاصة‪.‬‬

‫)‪ – (2‬حكم المحكمة البتدائية بالدار البيضاء ملف استعجالي رقم ‪ 4931/85‬بتاريخ ‪ 1985 /11 /29‬رقم القرار‬
‫‪ ،421-5208‬أورده محمد الربيعي‪ :‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪. 57‬‬
‫)‪ – (3‬حيث أناط القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالتنظيم الجماعي الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1 – 02 – 297‬‬
‫بتاريخ ‪ 25‬رجب ‪ 1423‬الموافق ل ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان‬
‫‪ 1423‬الموافق ل ‪ 21‬نوفمبر ‪ 2002‬ص ‪ 3468‬في الفصل ‪ 51‬منه ‪ ،‬مهمة تصحيح المضاء لرؤساء المجالس‬
‫الجماعية‪ ،‬إذ جاء فيه ما يلي‪ " :‬يقوم رئيس المجلس الجماعي طبق الشروط المنصوص عليها في القوانين والنظمة‬
‫الجاري بها العمل بالشهاد على صحة المضاء ومطابقة نسخ الوثائق لصولها‪.‬‬
‫ويمكنه تفويض هذه المهام الخيرة إلى النواب وإلى الكاتب العام للجماعة ورؤساء القسام والمصالح بالجماعة المعينين‬
‫طبقا للقوانين والنظمة الجاري بها العمل"‪.‬‬
‫)‪ – (4‬محمد سلم ‪ ،‬مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وآمال التوحيد وعوامل الخصوصية والتميز‬
‫وآفاق التكامل والتعاون ‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫)‪ – (1‬جواب وزير العدل في معرض مناقشة مشروع القانون ‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة أمام مجلس النواب‪ ،‬أنظر‬
‫تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق النسان ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫)‪ – (2‬محمد سلم‪ :‬ندوة توثيق التصرفات العقارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫عرف المغرب منذ أوائل التسعينيات حتى الن العديد من المقتضيات القانونية‬
‫الخاصة المؤطرة للتصرفات الواردة على العقارات ابتداء من ظهير ‪ 17‬يونيو ‪1992‬‬
‫المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات)‪ (3‬ونظام الملكية‬
‫المشتركة للعقارات المبنية)‪ ، (4‬وكذلك ظهير ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬المتعلق ببيع العقار في طور‬
‫وظهير ‪ 11‬نوفمبر ‪ 2003‬المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار)‪.(6‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫النجاز‬
‫وباستثناء قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات الذي ل‬
‫يسري سوى على العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ والتي انصرم أجل التعرض‬
‫فيها دون ظهور أي متعرض)‪ ،(1‬فإن باقي القوانين التي أشرنا إليها أعله تقع على العقارات‬
‫سواء كانت محفظة أو غير محفظة‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه كلمن المادة الولى من القانون رقم ‪ 00.18‬والمادة ‪ 5‬و ‪ 6‬من‬
‫القانون رقم ‪ 00.51‬والفصل ‪ 3 -618‬من القانون ‪.(2) 44.00‬‬

‫)‪ – (3‬ظهير شريف ‪ 1 -92 -7‬صادر في ‪ 15‬ذي الحجة ‪ 1412‬موافق ‪ 17‬يونيو ‪ 1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪25 -90‬‬
‫المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات والذي نسخ أحكام ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ 1953‬المتعلق‬
‫بالتجزئات العقارية وتقسيم العقارات منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 4159‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪ ، 1992‬ص ‪.880‬‬
‫)‪ – (4‬ظهير شريف رقم ‪ 1 -02 -298‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬رجب ‪1423‬الموافق ‪3‬أكتوبر ‪ 2002‬بتنفيذ القانون‬
‫‪ 18.00‬المتعلق بنظام الملكية المشتركة للعقارات المبنية الذي نسخ ظهير ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1946‬الخاص بالعمارات‬
‫المشتركة ذات المساكن منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5054‬بتاريخ ‪ 7‬نوفمبر ‪ 2002‬ص ‪.3183‬‬
‫)‪ – (5‬ظهير شريف ‪ 1-02-309‬صادر بتاريخ ‪ 25‬رجب ‪ 1423‬الموافق ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬بتنفيذ القانون ‪44.00‬‬
‫المتمم بموجبه الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بمثابة قانون اللتزامات‬
‫والعقود والمنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5054‬بتاريخ ‪ 7‬نوفمبر ‪ ،2002‬ص ‪.3183‬‬
‫)‪ – (6‬ظهير شريف رقم ‪ 1 -03 -202‬صادر بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 1424‬موافق ل ‪ 10‬نوفمبر ‪ 2003‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 51.00‬المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5172‬بتاريخ ‪ 25‬دجنبر‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.4375‬‬
‫)‪ – (1‬تنص المادة ‪ 5‬من قانون التجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات على أنه " ل يقبل طلب التجزئة‬
‫إذا كانت الرض المراد تجزئتها ليست محفظة ول بصدد التحفيظ إل إذا كان الجل المحدد لتقديم التعرضات على‬
‫التحفيظ قد انصرم دون تقديم أي تعرض على تحفيظ العقار المراد تجزئته"‪.‬‬
‫)‪ – (2‬جاء في الفقرة الخيرة من المادة الولى من القانون المتعلق بالملكية المشتركة للعقارات المبنية " وتسري هذه‬
‫الحكام على العقارات سواء أكانت محفظة أو في طور التحفيظ أو غير محفظة"‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 5‬من القانون المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار " إذا كان العقار محفظا ‪ ،‬يطلب المكتري‬
‫المتملك من المحافظ على الملك العقارية إجراء تقييد احتياطي على الرسم العقاري‪."....‬‬
‫أما المادة ‪ 6‬من نفس القانون فقد قضت بأنه " إذا كان العقار غير محفظ‪ ،‬تسجل نسخة من عقد اليجار المفضي إلى تملك‬
‫العقار بسجل خاص يمسك بكتابة الضبط لدى المحكمة البتدائية‪."...‬‬
‫في حين قضى الفصل ‪ 618 -3‬بأنه " ‪ ...‬يجب أن يتضمن العقد على الخصوص العناصر التالية ‪...‬الرسم العقاري‬
‫الصلي للعقار المحفظ موضوع البناء أو مراجع ملكية العقار غير المحفظ ‪."...‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وبخصوص الجهات المؤهلة لتحرير العقود المرتبطة بالقوانين العقارية الخاصة‬


‫فإنها جاءت جميعها متشابهة‪ ،‬حيث إن هذه القوانين الخيرة تحدثت عن المحررات‬
‫الرسمية المحررة إما من قبل الموثقين أو من قبل العدول وإما عن المحررات الثابتة‬
‫التاريخ‪ ،‬وإن كان المحرر الرسمي ل يطرح أي إشكال فإن السؤال يطرح حول ماهية‬
‫المحرر الثابت التاريخ خصوصا وأن المشرع لم يبين بشكل واضح طبيعة هذا المحرر فهل‬
‫هو محرر عرفي أم محرر رسمي ‪ ،‬أم محرر من نوع خاص؟‬
‫يوجد اختلف على مستوى الفقه بخصوص هذا الموضوع‪ ،‬فإذا كان البعض قد‬
‫ذهب إلى اعتباره محررا عرفيا مع بعض الخصوصيات التي تمت إضافتها ككتابته من قبل‬
‫مهني مسموح له بكتابة المحررات بحكم مهنته)‪ ،(3‬فإن البعض الخر يرى بأنه إذا تم النظر‬
‫إلى المحرر الثابت التاريخ من زاوية ثنائية التقابل فإنه يعتبر والحالة هاته محررا عرفيا‬
‫لن هذا الخير هو الذي يقابل المحرر الرسمي ‪ ،‬أما إذا تم الستناد إلى مرجعية المصلحة‬
‫فإنه يجب وصفه بالمحرر الرسمي لكونه يحقق غايات طالب المحرر وكاتبه والدولة)‪.(1‬‬
‫في حين صنف الستاذ محمد بونبات المحرر الثابت التاريخ إلى ثلثة أنواع فهو في‬
‫نظره إما أن يكون عقدا عرفيا محررا من طرف محام مقبول للترافع أمام المجلس العلى‬
‫‪ ،‬وإما محررا ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية ومنظمة‬
‫يخولها قانونها تحرير العقود أو محررا ثابت التاريخ محرر من قبل محامي لم يصل إلى‬
‫مرتبة قبوله للترافع أمام المجلس العلى وذلك بعد تقييده بلئحة الشخاص المؤهلين‬
‫لتحرير العقود)‪.(2‬‬
‫والرأي فيما نعتقد أن التكييف القانوني إنما هو من عمل القضاء بالدرجة الولى‬
‫وهذا الخير يستطيع أل يعتبر المحرر الثابت التاريخ ل رسميا ول عرفيا وإنما محرر من‬
‫نوع خاص‪ ،‬خصوصا وأنه ملزم بتطبيق القانون في حدود النزاع المطروح عليه من جهة‪،‬‬
‫)‪ - (3‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬توثيق اليجار المفضي إلى تملك العقار ‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.155‬‬
‫)‪ - (1‬محمد شيلح‪ ،‬قراءة ميتودولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني لغرض السكنى في ضوء القانون‬
‫رقم ‪ 51-00‬المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.139‬‬
‫)‪ – (2‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقار بين حرية اختيار المحرر إلى تقييد هذا الختيار ‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪. 112-111‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وذلك طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 3‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،‬ومن جهة أخرى ل يوجد أي التزام على‬
‫الخصوم بإضفاء أي وصف قانوني على ادعاءاتهم)‪.(3‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الختصاص المكاني للموثقين والعدول في توثيق‬
‫المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫ل يكفي لكي يكون المحرر رسميا أن يتم بواسطة موثق أو عدل متمتعين بالهلية‬
‫لمزاولة مهامهما‪ ،‬بل ل بد بالضافة إلى ذك من أن يكونا مختصين بكتابة هذا المحرر من‬
‫حيث مكان تحريره)‪.(4‬‬
‫وهكذا سندرس هذه الفقرة في عنصرين نخصص الول للختصاص المكاني‬
‫للموثقين والثاني للختصاص المكاني للعدول‪.‬‬
‫أول ‪ :‬الختصاص المحلي للموثقين في توثيق المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫لقد حدد المشرع المغربي الختصاص المحلي للموثق في الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪4‬‬
‫ماي ‪ 1925‬والذي جاء فيه " يمكن للموثقين المقيمين بالرباط مباشرة خطتهم في كل‬
‫الدائرة القضائية لختصاص محكمة الستئناف‪ ،‬أما الذين يقيمون بدائرة محكمة ابتدائية‬
‫فإنهم يباشرون خطتهم في نطاق اختصاص هذه المحكمة‪ ،‬في حين يباشر غيرهم من‬
‫الموثقين خطتهم في نطاق دائرة اختصاص محكمة الصلح التي تتواجد فيها مقرهم عند‬
‫القتضاء في دوائر المحاكم الصلحية الخرى التي ل تتوفر على موثق إذا ألحقت تلك‬
‫الدوائر بدائرتهم التوثيقية بمقتضى ظهير شريف"‪.‬‬
‫والملحظ أن الفصل أعله إذا كان قد صيغ بشكل منسجم مع التنظيم القضائي‬
‫السائد خلل فترة الحماية فإنه لم يعد مسايرا للتنظيم القضائي الحالي للمملكة‪ ،‬حيث إن‬
‫محاكم الصلح لم يبقى لها وجود في الوقت الحاضر إذ حلت محلها محاكم الجماعات‬

‫)‪- (3‬عبد الرزاق أيوب‪ ،‬التكييف القانوني السس النظرية والجوانب العملية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2004 – 2003‬ص ‪.64‬‬
‫)‪ - (4‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫والمقاطعات‪ ،‬كما أن بلدنا اليوم أصبح يتوفر على ‪ 21‬محكمة استئناف وما يزيد على ‪69‬‬
‫محكمة ابتدائية)‪.(1‬‬
‫مما يدفعنا لمناشدة المشرع المغربي لعادة صياغة هذا الفصل أو بالحرى إعادة‬
‫صياغة أغلب الفصول الخاصة بهذا الظهير‪.‬‬
‫ونظرا لعدم مسايرة هذا النص للواقع فقد ذهب أحد الفقهاء)‪ (2‬إلى أن الختصاص‬
‫المحلي للموثق ينحصر في دائرة المحكمة التي يقيم بها‪ ،‬فإذا تعلق المر بمحكمة استئناف‬
‫فإن اختصاصه يغطي كافة دائراتها في حين أنه ينحصر في حدود المحكمة البتدائية إذا‬
‫كان يقيم بدائرة هذه الخيرة‪ .‬إل أن البعض الخر)‪ (3‬يرى أن الموثق مقيد بنطاق محكمة‬
‫الستئناف التي يمارس فيها اختصاصه‪ ،‬فالموثق الذي يمارس مهامه بالرباط ل يجوز له‬
‫ذلك في مدينة الدار البيضاء في حين يحق لسكان مدينة الرباط توثيق تصرفاتهم لدى‬
‫موثقين مقيمين في الدار البيضاء)‪. (1‬‬
‫وعلى العموم فإن الموثق يجب عليه أن يلتزم في ممارسته لمهامه بالدائرة التي‬
‫يحددها له ظهير التعيين‪ .‬حيث نجد الفصل ‪ 30‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ (1925(2‬يمنع عليه‬
‫مباشرة خطته خارج الدائرة المحددة له وإل تعرض للعقوبات التأديبية المنصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ 32‬من الظهير المذكور‪ ،‬إل أنه يمكنه ذلك استثناء في حالة نقله إلى دائرة‬
‫أخرى بموجب ظهير شريف بناء على اقتراح الرئيس الول لمحكمة الستئناف والوكيل‬
‫العام للملك حسب الفصل ‪ 37‬من ظهير التوثيق العصري‪ ،‬وعند تجاوزه هذا الختصاص‬
‫بأن يقوم بتوثيق محرر خارج الدائرة الترابية المحددة له فإنه فضل عن تعرضه للمساءلة‬

‫)‪ - (1‬عبد السلم البوريني‪ ،‬ضمانات الوثيقة العدلية في توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية مرجع‬
‫سابق ص ‪.280‬‬
‫)‪ - (2‬محمد سلم‪ :‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫)‪ - (3‬إبراهيم فكري‪ :‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫)‪ - (1‬عالية شباطي‪ ،‬الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة رسالة نهاية التمرين‪ ،‬المعهد الوطني للدراسات القضائية‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬الفوج ‪ 29‬السنة ‪ ،2002-2000‬ص ‪.17‬‬
‫)‪ - (2‬ينص الفصل ‪ 30‬على ما يلي ‪ ":‬بالضافة إلى المنع المشار إليه في الفصول السابقة فإنه يمنع منعا كليا على كل‬
‫موثق‪:‬‬
‫‪ 15-‬أن يباشر خطته خارج دائرة الختصاص المحددة له ‪."...‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫التأديبية‪ ،‬فإن هذا المحرر يكون معرضا للطعن فيه بالبطلن كمحرر رسمي)‪ (3‬وإن كان‬
‫من الممكن أن يتحول إلى محرر عرفي‪ ،‬إل أنه وفي كافة الحوال‪ ،‬ولكي تتحول الورقة‬
‫الرسمية الباطلة إلى ورقة عرفية ل بد من توقيعها من أطراف العلقة)‪.(4‬‬
‫وعليه فالموثق العصري عند تحريره لعقد بيع عقار في طور النجاز أو بيع شقة‬
‫في ملكية مشتركة أو تحرير عقد إيجار مفضي إلى تملك العقار يجب عليه أن يلتزم‬
‫باختصاصه المحلي‪.‬‬
‫وبخصوص مشروع القانون المتعلق بالتوثيق فإنه برجوعنا إليه نجده لم يحدد بنص‬
‫صريح الختصاص المكاني للموثق‪ ،‬إل أنه ومن خلل استقراء كل من المادة ‪ 12‬و ‪13‬‬
‫منه يمكن الستنتاج أن اختصاصه محدد في محكمة الستئناف المعين في دائرتها بحيث‬
‫جاء في الفقرة الولى من المادة ‪ 12‬من المشروع على أنه "يؤدي الموثق بعد تعيينه وقبل‬
‫الشروع في مهامه اليمين التالية أمام محكمة الستئناف المعين بدائرتها"‪ .‬كما جاء أيضا في‬
‫المادة ‪ 13‬من المشروع على أن الموثق يضع بمجرد أدائه اليمين توقيعه الكامل‬
‫والمختصر بكتابة الضبط بمحكمة الستئناف التي يعمل بدائرة نفوذها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الختصاص المكاني للعدول في توثيق المعاملتا العقارية‬
‫يعتبر من بين أهم المستجدات التي أتى بها قانون ‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة‪،‬‬
‫ذلك المستجد المنصوص عليه في المادة ‪ 14‬بحيث إن المشرع وسع من الختصاص‬
‫المكاني أو المحلي للعدول‪ ،‬فبعدما كان منحصرا في الدائرة القضائية للمحكمة البتدائية‬
‫أصبح اليوم من حق العدل التلقي في حدود الدائرة الستئنافية المعين فيها مع ضرورة‬
‫مراعاة قيد واحد وهو ضرورة إشعار القاضي المكلف بالتوثيق من طرف طالبي‬
‫الشهادات مع إجبارية تسجيل مراجع هذا الشعار في الشهادة المراد توثيقها)‪.(1‬‬

‫)‪ - (3‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون ‪ ،82-03‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ - (4‬محمد الكشبور‪ :‬حجية محررات الموثقين في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد‬
‫التنمية العدد ‪ ،19،1989‬ص ‪.36‬‬
‫)‪ - (1‬ينص الفصل ‪ 14‬على ما يلي ‪ ....":‬ول يجوز له التوجه لتلقي هذه الشهادات في حدود دائرة محكمة الستئناف إل‬
‫بعد إشعار القاضي المكلف بالتوثيق التابع لدائرة نفوذه من طرف طالبي الشهادات بطلب كتابي يسجل بكتابة ضبط‬
‫القاضي بسجل خاص معد لهذه الغاية‪ ،‬ويشار وجوبا في الشهادة إلى مراجع تسجيل الطلب‪."...‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وكما يظهر من خلل مقتضيات المادة ‪ 14‬أعله فإن المشرع استلزم أن يكون‬
‫الشعار الموجه إلى القاضي المكلف بالتوثيق كتابيا‪.‬‬
‫ومن خلل مقارنة قانون ‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة بخصوص الختصاص‬
‫المكاني للعدول‪ ،‬بقانون ‪ 81-11‬المتعلق بتنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادة وتحريرها‬
‫الملغى)‪ ،(2‬يلحظ أن قانون ‪ 16-03‬كان أكثر توسيعا لمجال الختصاص المكاني للعدول‪.‬‬
‫وذلك ما يظهر من استقراء الفصلين ‪ 10‬و ‪ 11‬من قانون ‪ 81-11‬الملغى بحيث‬
‫جاء في الفصل ‪" 10‬يتقيد العدل في ممارسة الخطة بحدود دائرة المحكمة البتدائية‬
‫المنتصب فيها‪."...‬‬
‫كما نص الفصل ‪ 11‬على أنه إذا كان موضوع الشهاد متعلق بعقار أو عقارات‬
‫تتنازعها دائرتان أو أكثر ولم يتفق أرباب الشهادة ‪ ،‬عين الرئيس الول لمحكمة الستئناف‬
‫الدائرة التي يقام فيها الشهاد بأمر مبني على طلب الطرف الذي بادر برفع المشكل إليه‪.‬‬
‫وقد كان هذا التحديد محل انتقاد من طرف أحد الباحثين الذي طالب بتسويته بنظيره‬
‫الممنوح للموثق العصري الذي أعطي له الختصاص في دائرة محكمة الستئناف)‪ ،(1‬وهو‬
‫ما استجاب له القانون الجديد المتعلق بخطة العدالة‪.‬‬
‫وقد أكد القضاء)‪ (2‬على ضرورة مراعاة العدول في تحريرهم للوثائق العدلية لحدود‬
‫اختصاصهم المكاني‪ ،‬تحت طائلة تعرضهم للمساءلة التأديبية في حالة تلقيهم شهادات‬
‫خارج الدائرة التي عينوا فيها‪.‬‬

‫)‪ - (2‬ظهير شريف رقم ‪ 1 – 81 – 332‬بتاريخ ‪ 11‬رجب ‪ 1402‬الموافق ل ‪ 6‬ماي ‪ 1982‬والمنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 3678‬بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ 1983‬ص ‪.680‬‬
‫)‪ - (1‬سعيد بونوار‪ ،‬الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه‪ ،‬مجلة المناهج العدد المزدوج ‪4-3‬‬
‫‪ ،2003 ،‬ص ‪.95‬‬
‫)‪ - (2‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس‪ ،‬رقم ‪ ،2005 /1424‬بتاريخ ‪ 2005-10-12‬في الملف عدد ‪-400‬‬
‫‪ 3-05‬غير منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وجدير بالشارة إلى أن المشرع جاء بعدة استثناءات على الختصاص المكاني‬
‫للعدول‪ ،‬تتمثل أساسا في كونه أعطى لهم في حالة الظروف القاهرة إمكانية تلقي الوصية‬
‫المتعلقة بعقار بمكان وجود الموصي بعد الحصول على إذن القاضي المكلف بالتوثيق)‪.(3‬‬
‫كما أورد المشرع استثناء آخر في المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 16-03‬ويتعلق المر‬
‫بالعقارات التي تتنازعها دائرتان استئنافيتان أو أكثر‪ ،‬ففي هذه الحالة فإن اختيار أرباب‬
‫الشهادة لدائرة استئنافية من الدائرتين أو أكثر نظرا لقربها من مكان سكناهم‪ ،‬يجعل‬
‫الختصاص معقودا لعدول الدائرة الستئنافية التي وقع عليها إجماعهم‪ ،‬أما في حالة عدم‬
‫اتفاقهم فإنه يتم تعيين الدائرة التي يقام فيها الشهاد من قبل الرئيس الول لمحكمة‬
‫الستئناف الذي رفع إليه الطلب أول‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التزاماتا الموثقين والعدول الخاصة بتوثيق المعاملتا‬
‫العقارية‪.‬‬
‫للتي‬
‫للات ال‬
‫للي اللتزام‬
‫لقد وضع المشرع على عاتق كل من الموثق والعدل جملة ف‬
‫يتوجب عليهما القيام بها على أحسن وجه‪ ،‬وإل كانا مقصرين ومخلين في حق زبنائهما مما‬
‫يعرضهما بالتالي للمساءلة‪.‬‬
‫فالفراد عندما يلتجئون إلى الموثقين والعدول ل يسعون بذلك إلى الحصول فقط‬
‫على وثيقة رسمية بل إنهم يرغبون كذلك في الحصول على الرشادات الضرورية ومعرفة‬
‫مختلف الثار التي ستترتب عن العقد‪.‬‬
‫وبالضافة إلى ما سبق فإن قيام الموثق أو العدل بتوثيق العقود الواردة على‬
‫المعاملت العقارية‪ ،‬يجعل الطراف مطمئنين من حيث الوضعية القانونية والمادية للعقار‬
‫)الفقرة الولى(‪.‬‬

‫)‪ - (3‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬مسرد توجيهي في قانون التوثيق العدلي‪ ،‬محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثانية من دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد الول‪ ،‬وجدة ‪ ،2005-2004‬ص ‪ 24‬غير منشور ة‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ول يقف دور الموثقين والعدول عند هذا الحد بل إن المشرع ألزمهم بالقيام ببعض‬
‫الشكليات كتسجيل العقود بإدارة التسجيل والتمبر‪ ،‬وتقييدها في السجلت العقارية )الفقرة‬
‫الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تحديد وضعية العقار محل المعاملة‪.‬‬
‫يعتبر العقار هو محل المعاملت في الحالة التي تكون هذه الخيرة واردة عليه‪،‬‬
‫لذلك يجب ذكر البيانات المتعلقة به وتحديده تحديدا دقيقا وذلك بتبيان موقعه‪ ،‬وضعيته‬
‫القانونية‪ ،‬وكذلك حدوده والوصاف المرتبطة به وهي مقتضيات ترتبط بنوعه هل هو من‬
‫العقارات المحفظة )أول( أم غير المحفظة )ثانيا(‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن التأكد من وضعية العقار سواء كان محفظا أم غير محفظ‬
‫يعتبر من صميم اللتزامات الملقاة على عاتق العدول والموثقين العصريين‪.‬‬
‫أول ‪ :‬تحديد وضعية العقار المحفظ محل المعاملة ‪.‬‬
‫يلزم كل من الموثق العصري والعدل بتحديد الوضعية القانونية للعقار المحفظ وذلك‬
‫بالرجوع إلى رسومه العقارية‪ ،‬ويدخل هذا اللتزام في إطار اللتزام بالنصح الذي يتوجب‬
‫على الموثق تقديمه للمتعاقدين)‪ (1‬ذلك أن هذا اللتزام يحمل الموثق في المعاملت العقارية‬
‫بواجب التأكد والتحري عن الوضعية القانونية للعقار والتيقن من أنه غير مثقل بأي رهون‬
‫أو تكاليف‪.‬‬
‫فإذا تبين له بعد الرجوع إلى الرسم العقاري أن وضعية العقار غير سليمة ‪ ،‬كأن‬
‫يكون مرهونا فإنه يجب عليه أن يطلع الطراف على ذلك‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أنه في حالة وضع الموثق شرطا بعدم المسؤولية في العقد‪ ،‬أو‬
‫في محرر مستقل فإن القضاء ل يعتد به‪ ،‬ويبقى مسؤول عن النتائج المترتبة عن عدم تأكده‬
‫من الوضعية القانونية للعقار من حيث التحملت)‪.(2‬‬

‫)‪ – (1‬تنص الفقرة الثالثة من الفصل الول من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق العصري على أنه " ويجب أن يقدم‬
‫الموثقون نصائحهم للطراف وإرشادهم لما يجب عمله بشأن موضوع عقودهم‪ ،‬وأن يبينوا لهم أثار العقود التي‬
‫يحررونها أو التي يساعدون على تحريرها "‪.‬‬
‫)‪ - (2‬محمد الربيعي ‪ ،‬المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وهذا ما سارت عليه محكمة النقض الفرنسية في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 12‬ماي‬
‫‪.(1958(3‬‬
‫ونفس ما قلناه عن الموثق ينطبق على العدل أيضا بحيث أنه ملزم بالتأكد قبل تلقيه‬
‫الشهادة من وضعية العقار بالنسبة للتحفيظ أو عدمه‪ ،‬وكذلك عما إذا كان غير مثقل بأي‬
‫)‪(4‬‬
‫"‪ ...‬وحيث إن‬ ‫تكاليف أو ضرائب وهذا ما أكده القضاء بحيث جاء في أحد قراراته‬
‫الثابت من وثائقه ومستنداته أن العدل المتابع لم يتأكد عند تلقي الشهاد بالبيع موضوع‬
‫المتابعة من الوثائق والمستندات اللزمة في هذا الباب كالشهادة التي تفيد أن المبيع غير‬
‫مثقل بأي ضريبة‪،‬وهو الجراء الذي كان وراء تأخير حصول المشتري على رسم الشراء‬
‫‪2004-1-06‬‬ ‫إذ لم يحصل على المطلوب إل بعد أدائه لواجبات التسجيل بتاريخ‬
‫علما أن تلقي الشهاد تم بتاريخ ‪." ...2000-5-30‬‬
‫كما يتعين عليه أيضا وصف المشهود فيه‪) ،‬وهو العقار في بحثنا هذا( وصفا تاما‬
‫كامل‪.‬‬
‫وهذا ما نص عليه المشرع في المادة ‪ 31‬من قانون ‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة‪،‬‬
‫بحيث جاء فيها" ‪...‬يتعين أن تشتمل الشهادة أيضا على تعيين المشهود فيه تعيينا كافيا"‬
‫وسارت عليه محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها)‪ (1‬الذي جاء فيه "وحيث إن الفصل‬
‫‪ 27‬من ظهير ‪ 6‬مايو ‪ 1982‬المنظم لخطة العدالة وتلقي الشهادة وتحريرها وكذا الفصل‬
‫‪ 21‬من مرسوم ‪ 18‬أبريل ‪ 1983‬بشأن تعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ‬
‫الشهادات وتحريرها وتحديد الجور يوجبان توفر الوثيقة العدلية على الهوية الكاملة‬
‫للمشهود عليه وعلى تعيين المشهود فيه تعيينا كافيا‪."...‬‬

‫)‪(3‬‬
‫‪Cass civ 12 mai 1958 - j .c.p 1958-II 10752.‬‬
‫أشار إليه محمد الربيعي‪ ،‬المعاملت العقارية‪....‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫)‪ – (4‬قرار استئنافية فاس صادر بتاريخ ‪ 2004-12-08‬في الملف رقم ‪ 3 -04-1450‬غير منشور ‪.‬‬
‫)‪ - (1‬قرار استئنافية فاس‪ ،‬رقم ‪ ،2006 /798‬في الملف عدد ‪ 3-05-1133‬وكذا الملف عدد ‪ 3 /05/ 1814‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2006 /5 /31‬غير منشور ‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫فإذا تعلقت الشهادة بعقار محفظ وجب تعيينه بذكر اسمه‪ ،‬ورقم الصك العقاري‪ ،‬أما‬
‫إذا كان العقار في طور التحفيظ‪ ،‬فإنه يتعين تحديد صفاته ومساحته وقيمته‪ ،‬وموقعه‬
‫وحدوده مع توضيح هذه الحدود بما يميزها عن الشياء الطبيعية)‪.(2‬‬
‫وبالرجوع إلى القوانين العقارية الخاصة‪ ،‬نجد أن المشرع ألزم الموثق العصري‬
‫والعدل بعدم الخروج عن الطار المرسوم سلفا‪ ،‬حيث حدد المقتضيات التي يجب أن‬
‫تشملها العقود المتعلقة بالعقارات المحفظة‪.‬‬
‫فاستنادا لمقتضيات الفصل ‪ 3/618‬من قانون ‪ 44-00‬فإن مضمون العقد البتدائي‬
‫لبيع العقار في طور النجاز يجب أن يتضمن تحديدا مدققا لهوية كل من البائع والمستفيد‪،‬‬
‫وأن يشتمل على أصل ملكية العقار محل العقد مع الشارة إلى الحقوق العينية والرتفاقات‬
‫الواردة عليه‪ ،‬هذا فضل عن ثمن البيع النهائي وتاريخ ورقم رخصة البناء وطرق الوفاء‬
‫بالثمن ومراجع الضمان الذي عقده البائع لفائدة المشتري والمدة التي يجب أن يتم خللها‬
‫تسليم العقار المبيع)‪.(1‬‬
‫كما أن القانون ‪ 44-00‬استلزم ضرورة إرفاق العقد بمجموعة من الوثائق والتي‬
‫تتمثل أساسا في ‪:‬‬
‫‪ -‬نسخ مطابقة لصل التصاميم المعمارية بدون تغيير‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من دفتر التحملت‪.‬‬
‫‪ -‬نسخ من تصاميم السمنت المسلح‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة مسلمة من المهندس المعماري تثبت النتهاء من أشغال الساسات‬
‫الرضية للعقار‪.‬‬
‫أما البيانات المتطلبة في العقود الواردة على اليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬فإنه‬
‫وكما يتبين لنا من خلل قراءة المادة ‪ 7‬من قانون ‪ 51.00‬المتعلق باليجار المفضي إلى‬

‫)‪ – (2‬المراني زنطار الحسن‪ ،‬في فقه الوثائق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬الصيغ الشرعية للعقود العدلية‪ ،‬في مجال الحوال الشخصية‪،‬‬
‫الحمدية للنشر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2001‬ص ‪.25‬‬
‫)‪ – (1‬علي الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة‬
‫التكوين والبحث في الضمانات التشريعية في قانون العمال ‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الول وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2005-2004‬ص ‪.105-104‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫تملك العقار تصنف إلى بيانات)‪ (2‬ذات طابع عام كما هو الشأن بالنسبة لهوية الطراف‬
‫ومراجع موقع ووصف العقار وثمن البيع‪ ،‬وبيانات ذات طابع خاص كمبلغ التسبيق وحق‬
‫المكتري المتملك في تسبيق أداء الثمن قبل تاريخ حق الخيار‪ ،‬ومراجع عقد التأمين وشروط‬
‫مزاولة حق الخيار‪ ،‬وتاريخ بدأ النتفاع بالعقار)‪.(3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحديد وضعية العقار غير المحفظ‪.‬‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل الخامس من ظهير التوثيق‬
‫العصري نجدها تشير إلى أنه يجوز للموثقين أن يتلقوا رسوم الصداق والهبات المضمنة‬
‫في عقود الزواج والوصايا المتعلقة بعقارات موجودة بالمغرب ولو كانت غير محفظة‪ ،‬كما‬
‫تقضي كذلك بحقهم في تحرير جميع الكرية والحصاءات والتصفيات والقسمة المتعلقة‬
‫بالعقارات المذكورة ‪ ،‬وأن يطبقوا في هذا الشأن مقتضيات الفصل ‪.(1) 24‬‬
‫وإذا كانت الفقرة الثالثة من الفصل الخامس المشار إليه أعله قد سمحت للموثق‬
‫العصري وبصفة استثنائية تحرير المعاملت الواردة على العقار غير المحفظ فإن الفصل‬
‫‪ 24‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬نص على ضرورة تضمين العقد الموثق والمتعلق بعقار غير‬
‫محفظ‪ ،‬موقع العقار ونوعه ومساحته ومرافقه ومشتملته‪ ،‬وحدوده بالضافة إلى أصل‬
‫الملكية‪.‬‬

‫)‪ – (2‬تمثل البيانات الواردة في المادة ‪ 7‬أعله حدا أدنى‪ ،‬ويمكن للطراف التفاق على إضافة بيانات أخرى‪.‬‬
‫محمد شيلح ‪ ،‬قراءة ميتدولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني في ضوء القانون ‪ 51.00‬المتعلق‬
‫باليجار المفضي إلى تملك العقار ‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 140‬‬
‫)‪ – (3‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬توثيق اليجار المفضي إلى تملك العقار ندوة توثيق التصرفات العقارية ‪ ،‬مرجع سابق ص‬
‫‪.152‬‬
‫)‪ - (1‬محمد الربيعي المعاملت العقارية‪ ، ...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫غير أن ما يعاب على هذا الفصل أنه أجاز للموثق في حالة عدم توفر رسوم تثبللت‬
‫أصل الملكية الكتفاء بتصريح الطراف بهذا الخصوص لتحرير المعاملت السابقة الذكر‬
‫للا‬
‫للة منع‬
‫للس ثابت‬
‫‪ ،‬وهذا ما يتعارض مع هدف التوثيق الذي هو إقامة المعاملت على أس‬
‫للمنازعات التي قد تنشب بسبب غياب البيان المتعلق بأصل الملكية)‪.(2‬‬
‫ويلزم العدول من جهتهم بتحديد حدود العقار غير المحفظ تحديدا دقيقا ‪ ،‬وتحديد‬
‫مساحته وموقعه‪ ،‬إل أنه وإن كان من المفروض فيهم نظريا القيام بهذه المهام على أحسن‬
‫وجه فإن واقع الرسوم المحررة من قبلهم يفيد أن المساحة عادة ما تحدد بمقاييس متداولة‬
‫عند أهل البلد ) حرث يومين تقريبا ‪ (...‬كما تكون الحدود المعتمدة من قبلهم عبارة عن‬
‫مواقع أو منشآت أو تضاريس معينة )الشعبة‪ ،‬الطريق العمومية‪ ،‬الوادي‪ (...‬وهي كلها‬
‫حدود غير ثابتة وقابلة للزوال بفعل الطقس أو مرور الزمان)‪.(3‬‬
‫وزيادة على ما سبق فإنه يتعين على العدول وصف المشهود فيه وصفا تاما‪ ،‬نوعه‬
‫أرضا كان أو دارا‪ ،‬وذكر عنوان العقار وموقعه)‪ ،(4‬والتأكد من أصل الملكية هذا الجراء‬
‫الخير الذي يعد ضروريا لمعرفة المالك الحقيقي من المالك الظاهر‪ ،‬حسب ما جاء في‬
‫الفصل السادس من المنشور الصادر عن وزير العدل عدد ‪ 14714‬الذي ألزم العدول قبل‬
‫تحرير عقود البيع بالتأكد من الملكية والشروط المطلوبة فيها وهي اليد‪ ،‬النسبة ‪ ،‬وطول مدة‬
‫الحيازة‪ ،‬وعدم العلم بخروج الملك من يد المشهود له بأي وجه من وجوه التفويت)‪.(1‬‬
‫وهذا ما أكده القضاء بدوره في العديد من قراراته التي اعتبر فيها عدم تضمين سند‬
‫الملكية في العقود المتعلقة بتفويت الحقوق العقارية مخالفة تستوجب متابعة العدل تأديبيا)‪.(2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫" ‪ ...‬وحيث إن الثابت من وثائق الملف أن العدلين‬ ‫بحيث جاء في أحد قراراته‬
‫المتابعين أنجزا رسم شراء يتعلق بتفويت حقوق عقارية دون أن يضمنا في طلب الرسم‬
‫سند الملكية ومراجعه وكذا بقية الوثائق المتطلبة في هذا الباب والتي ل تستقيم الشهادة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬محمد الربيعي المعاملت العقارية ‪ ،...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫)‪(3‬‬
‫– خالد ميداوي‪ ،‬أفاق النظام الدولي للتوثيق‪ ،‬مجلة المعيار ‪ ،‬العدد ‪ ،2001 ،27‬ص ‪.106‬‬
‫)‪(4‬‬
‫– بنعمرو بنته‪ ،‬نحو إجبارية رسمية العقود في المعاملت العقارية ‪ ،‬مجلة المناظرة ‪ ،‬العدد ‪ ،2002 ،7‬ص ‪.86‬‬
‫)‪(1‬‬
‫– إبراهيم اشهيبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 122‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫– قرار صادر عن استئنافية فاس بتاريخ ‪ ، 2005 /30/3‬في الملف عدد ‪ 3 /05 /61‬غير منشور ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫– قرار استئنافية فاس صادر بتاريخ ‪ 2005 /6 /8‬في الملف عدد ‪ 3 / 05 /355‬غير منشور ‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫بدونها‪ ...‬ومن ثم فإن خلوها من مراجع الملكية يجعل منها شهادة غير كافية‪ ،‬وغير كاملة‬
‫شرعا في بابها ‪."...‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬قيام الموثق والعدل بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫لقد أخضع المشرع المعاملت العقارية الهادفة إلى تفويت العقار بعوض أو بدون‬
‫عوض لجراءين‪ :‬يتعلق الول بتسجيلها وأداء الرسوم المفروضة على هذا الجراء‪ ،‬وهذا‬
‫ما نصت عليه المادة الولى من مدونة التسجيل والتمبر)‪.(4‬‬
‫والثاني يتعلق بتقييدها في الرسوم العقارية إذا كانت منصبة على عقار محفظ حتى‬
‫تسري بين الطرفين وتجاه الغير‪ ،‬وهذا ما ينص عليه الفصلللن ‪ 66‬و ‪ 67‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري)‪ ،(1‬فما هي الشكليات التي يتعين على الموثق والعدل مراعاتها في‬
‫تحريرهما للمعاملت العقارية‪ ،‬والتي تتعلق أساسا بالجراءين المشار إليهما أعله؟‪.‬‬
‫أول ‪ :‬قيام الموثق العصري بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫تنص الفقرة الخيرة من الفصل الول من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق‬
‫العصري على أنه "‪....‬ويتعين عليهم أيضا أن يقدموا هذه الرسوم للتسجيل عمل‬
‫بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل‪ ،‬وأن يقوموا بالجراءات الخاصة لضمان حجيتها‪،‬‬
‫كتقييد الرهون العقارية أو التشطيب عليها كما يتعين عليهم – ما لم يتم إعفاءهم من طرف‬
‫الطراف صراحة‪ -‬القيام بالجراءات المتعلقة بالشهار"‪.‬‬
‫ويلحظ من خلل هذه الفقرة أن الموثق ملزم بتسجيل العقد لدى إدارة التسجيل‬
‫والتمبر أو تقييده لدى إدارة المحافظة العقارية خاصة وأن الفراد الذين يتقدمون إليه بهذه‬

‫)‪ - (4‬تنص المادة الولى من مدونة التسجيل والتمبر على أنه "‪ ...‬تخضع وجوبا لجراء ورسوم التسجيل ‪:‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬جميع التفاقات كيفما كان شكلها المكتوبة أو الشفوية المتعلقة بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التفويت بين الحياء بعوض أو بدون عوض فيما يخص ‪:‬‬
‫العقارات المحفظة أو غير المحفظة وكافة الحقوق العينية المتعلقة بها‪."...‬‬
‫)‪ - (1‬ينص الفصل ‪ 66‬من ظ‪ .‬ت‪ .‬ع على أن‪ ":‬كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسبة للغير إل‬
‫بتسجيله‪ ،‬وابتداء من يوم التسجيل في الرسم العقاري من طرف المحافظ على الملك العقارية‪ ."...‬كما ينص الفصل ‪67‬‬
‫من ظ‪ .‬ت‪ .‬ع " إن الفعال الدارية والتفاقات التعاقدية الرامية إلى تأسيس حق عيني أو نقله إلى الغير أو العتراف به‬
‫أو تغييره أو إسقاطه ل تنتج أي أثر ولو بين الطراف إل من تاريخ التسجيل دون الضرار بحقوق الطراف بعضهم‬
‫على بعض وكذا بإمكانية إقامة دعاوى فيما بينهم بسبب عدم تنفيذ اتفاقهم"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المحررات قد ل يفهمون في هذه الجراءات أو قد يتعمدون عدم القيام بها لصعوبة‬


‫المسطرة والتعقيدات الدارية)‪.(2‬‬
‫ومن ثم فإن إجراءات التسجيل تعتبر من الختصاصات الشكلية للموثق حيث يعمل‬
‫تبعا لحكام الفصل ‪ 26‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬والمادة ‪ 83‬من مدونة التسجيل والتمبر‬
‫على أداء هذه الرسوم داخل شهر من تاريخ العقد على الشكل التي‪:‬‬
‫‪ 5%‬في بيع العقار ومدركات القسمة‪.‬‬
‫‪ 2.5%‬في بيع الدور المعدة للسكنى‪.‬‬
‫‪ 2.5%‬في بيع الراضي المعدة لبناء المساكن‪.‬‬
‫‪ 1.25%‬في بيع المساكن ذات الطابع الجتماعي‪.‬‬
‫‪ 1.50%‬في بيع الحقوق المشاعة في الراضي الفلحية‪.‬‬
‫‪ 5%‬في بيع الصل التجاري‪.‬‬
‫‪ 5%‬في إثبات تملك العقار‪.‬‬
‫‪ 1%‬في إنشاء رهن رسمي‪.‬‬
‫‪ 0.5%‬كضريبة توثيقية‪.‬‬
‫وتؤدى هذه النسب المئوية لدى إدارة التسجيل والتمبر بناء على قيمة العقد ووفق‬
‫شروط محددة منصوص عليها في مدونة التسجيل والتمبر‪.‬‬
‫كما أن الموثق يتحمل المسؤولية عند عدم قيامه بإيداع تلك الرسوم داخل الجل‬
‫المذكور‪ ،‬حيث تترتب عليه الذعائر شخصيا‪ ،‬إذ يعتبر مسؤول شخصيا وماليا عن‬
‫الضرار المترتبة عن الخطاء المرتكبة من طرفه‪ ،‬إل أنه في حالة ثبوت عسره وتوقفه‬
‫عن الدفع فإن صندوق التأمين الخاص بالموثقين يحل محله في تغطية أو إصلح كافة‬
‫الضرار وهذا ما نص عليه الفصل ‪ 39‬من ظهير التوثيق العصري وأكده القضاء)‪.(1‬‬

‫)‪ - (2‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.39‬‬
‫)‪ - (1‬حيث جاء في قرار للمجلس العلى "‪ ....‬من حيث إن المطلوب في النقض قد ارتكب خطأ مهنيا وثبت للمحكمة‬
‫عسره‪ ،‬وتوقفه عن الدفع الشيء الذي يستلزم معه إحلل صندوق التأمين الخاص بالموثقين محله في الداء‪ "...‬قرار عدد‬
‫‪ 1661/6‬المؤرخ في ‪ 2000-6-28‬في الملف الجنحي عدد ‪ 99-186 44‬منشور في مجلة قضاء المجلس العلى‬
‫عدد ‪ 55‬السنة ‪ 22‬يناير ‪ 2000‬ص ‪.396‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إل أنه إذا أثبت أنه لم يتوصل من أطراف العقد بالمبالغ المستحقة للخزينة في الجل‬
‫القانوني)‪ ،(2‬فإنه والحالة هاته ل يتحمل أية مسؤولية‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن مشروع قانون التوثيق ‪ 82-03‬أشار بدوره إلى إلزام‬
‫الموثق بالقيام بإجراءات تسجيل المحررات المتضمنة للتعامل في العقار لدى المحافظة‬
‫العقارية وإدارة التسجيل والتمبر في المادة ‪ 33‬منه‪.‬‬
‫وهكذا فقد استبعد المجلس العلى شهادة الموثق لكونها غير كافية ولو بين‬
‫المتعاقدين لثبات تملك حق عيني لم يثبت تسجيله بالرسم العقاري لعقار محفظ)‪.(3‬‬
‫وبالرجوع إلى قانون اللتزامات والعقود نجده ألزم من خلل الفصل ‪489‬‬
‫منه)‪ (1‬بتسجيل المحرر طبقا للمقتضيات القانونية إذا تعلق المر بعقار أو حقوق عينية‬
‫عقارية‪ ،‬إل أنه قد يثار التساؤل حول أي التسجيلين يرتب أثره في مواجهة الغير؟ هل‬
‫التسجيل بإدارة التسجيل والتمبر أم التسجيل بإدارة المحافظة العقارية؟ خصوصا وأن‬
‫الفصل ‪ 489‬من قانون اللتزامات والعقود ذكر مصطلح التسجيل بصفة مطلقة‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقه بهذا الصدد إذ ظهر اتجاهان‪:‬‬
‫اتجاه أول ‪ :‬ذهب إلى أن التسجيل الوارد في الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هو التسجيل‬
‫بإدارة الضرائب‪ ،‬وقد استند أنصار هذا التجاه إلى عدة مبررات لعل أهمها يتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن هذا التسجيل أنشأ لغراض جبائية‪ ،‬حيث يمكن مصلحة الضرائب من‬
‫استخلص الضرائب ومراقبة صحة العقود)‪.(2‬‬

‫)‪ - (2‬مصطفى شرف الدين‪ ،‬واجبات التسجيل والنظام التعاقدي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض مراكش‪ ،2000-1999 ،‬ص ‪.20‬‬
‫)‪ - (3‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 640‬صادر بتاريخ ‪ 78-9-20‬في الملف عدد ‪ 65558‬منشور بمجلة المحاماة عدد‬
‫‪ 14‬السنة ‪ 12‬يناير وفبراير ومارس ‪ 1979‬ص ‪.205‬‬
‫)‪ - (1‬ينص الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه " إذا كان المبيع عقارا أو حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا‬
‫رسميا وجب أن يجري البيع كتابة في محرر ثابت التاريخ‪ ،‬ول يكون له أثر في مواجهة الغير إل إذا سجل في الشكل‬
‫المحدد بمقتضى القانون"‪.‬‬
‫)‪ - (2‬نور الدين الجزولي‪ ،‬عقد بيع العقار المحفظ بين الشكلية والرضائية )الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫للقتصاد والقانون المقارن العدد ‪ 18‬السنة ‪ ،1992‬ص ‪.22‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -‬إن صيغة الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع باللغة الفرنسية تدل على أن التسجيل‬
‫المقصود هو التسجيل بإدارة الضرائب حيث جاء فيه مصطلح ‪.(enregistrée" "(3‬‬
‫‪ -‬إن قانون اللتزامات والعقود أوجب التسجيل بالنسبة لعقود أخرى كحوالة الحق‬
‫في الفصل ‪ 159‬والمعاوضة إذا كان محلها عقارات أو أشياء أخرى يجوز رهنها رهنا‬
‫رسميا في الفصل ‪ 620‬وكذا في الفصل ‪ 629‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع بالنسبة لكراء العقارات لكثر‬
‫من سنة‪ ،‬وبما أن هذه العقود غير قابلة كلها للتسجيل بالمحافظة العقارية كالفصل ‪ 629‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع مثل والذي يتعلق بالكراء لكثر من سنة بحيث إنه قد تكون هذه المدة سنتين‪ ،‬في‬
‫حين أن الفصل ‪ 65‬من ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬ل ينص على ضرورة التسجيل‬
‫بالمحافظة إل إذا زادت مدة الكراء على أكثر من ثلث سنوات‪ ،‬فإن التسجيل المقصود هنا‬
‫هو التسجيل بمصلحة الضرائب وليس التسجيل بالمحافظة العقارية)‪.(1‬‬
‫وعلى عكس التفسير الذي ذهب إليه الرأي الول نجد رأيا آخر يتزعمه بعض‬
‫الفقه)‪ (2‬يرى أن المقصود من التسجيل المنصوص عليه في الفصل ‪ 489‬من قانون‬
‫اللتزامات والعقود هو ذلك الذي يتم في المحافظة العقارية وسندهم في ذلك عدة مبررات‬
‫تتمثل أساسا في ‪:‬‬
‫‪ -‬أن التسجيل بالمحافظة هو وحده الكفيل بإشهار الحق العيني وجعل الغيار‬
‫يطلعون عليه)‪.(3‬‬

‫)‪ - (3‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل سلسلة الدراسات القانونية المعاصرة )‪ (1‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪ 1997‬ص ‪.96-95‬‬
‫)‪ - (1‬نور الدين الجزولي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 24‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ - (2‬محمد بونبات‪ ،‬قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية منشورات كلية الحقوق بمراكش‪ ،‬العدد ‪ 12‬السنة‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،1998‬ص ‪.204‬‬
‫)‪ - (3‬محمد بونبات قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -‬أن قانون اللتزامات والعقود قانون مدني يهتم بالعلقات المدنية بين الخواص‪،‬‬
‫وليس قانونا ماليا ينظم التسجيل بمصلحة الضرائب)‪ ،(4‬وبتفحصنا لتجللاه القضاء بهذا‬
‫الخصوص نجده بدوره قد ساند في معظم أحكامه وقراراته هذا التجاه الخير)‪.(5‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قيام العدل بشكلياتا خاصة بتوثيق المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫للن‬
‫–‪ 16‬المتعلق بخطة العدالة على أنه "‪...‬يتعي‬ ‫نصت المادة ‪ 35‬من قانون ‪03‬‬
‫على القاضي أل يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إل بعد تأديتها‪."....‬‬
‫يتضح من خلل مقتضيات المادة أعله أن الرسوم العدلية ل تتمتع بحجيتها الثباتية‬
‫بمجرد تلقي الشهادة من قبل العدلين كما هو الشأن بالنسبة للموثقين العصريين‪ ،‬بل ل بد من‬
‫الخطاب عليها من قبل القاضي المكلف بالتوثيق لتكتسي الصبغة الرسمية‪ ،‬إل أنه وكما نعلم‬
‫فإن الوثيقة العدلية ل تذيل بخطاب القاضي المكلف بالتوثيق إل بعد تأكده من مرورها‬
‫بجميع مراحل تكوينها والتي من بينها تسجيل الرسوم بمصلحة التسجيل والتمبر‪.‬‬
‫ومن هنا يظهر أن العدول ملزمون بمجرد تلقي إشهاد خاضع إجباريا لداء واجبات‬
‫التسجيل بإبلغ الطراف المتعاقدة بإجباريته مع حثهم على أداء الواجبات المستحقة داخل‬
‫الجل القانوني بمكتب التسجيل أو لدى العدول أو الموظف التابع لوزارة العدل المكلف‬
‫بذلك‪ ،‬وفي حال قبضهم لواجبات التسجيل فإنه ينبغي عليهم إيداع هذه المستحقات والعقود‬
‫المتعلقة بها لدى مفتش التسجيل بعد تضمينها مراجع التسجيل)‪.(1‬‬
‫ذلك أن قبضهم لهذه الواجبات واحتفاظهم بها بدل تسليمها لمصلحة التسجيل أو‬
‫إعادتها لصاحبها يعرضهم للمساءلة التأديبية‪ ،‬وهذا ما أكدته استئنافية فاس في أحد‬

‫)‪ - (4‬مازن الجم‪ ،‬الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري ج ‪ ، 1‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ )1991 ،‬دون ذكر السنة‬
‫الجامعية الثنائية(‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫)‪ - (5‬جاء في قرار للمجلس العلى أن "إيداع الطلب والوثائق بسجل اليداع بالمحافظة ل يرقى إلى درجة إشهار الحق‬
‫بتسجيله بالرسم العقاري" قرار رقم ‪ 270‬بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ 1985‬في الملف المدني عدد ‪ .81156‬منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس العلى العدد المزدوج ‪ 38-37‬يونيو ‪ ،1986‬ص ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 1937‬مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط ‪ 1937‬ص‬
‫‪ 414‬أشار إليه نور الدين الجزولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫)‪ - (1‬محمد مومن‪ ،‬مفهوم التسجيل الوارد في الفصل ‪ 489‬من قانون اللتزامات والعقود‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات‬
‫العقارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.356‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫قراراتها)‪ (2‬الذي جاء فيه "‪....‬وحيث أن الثابت من وثائق الملف أن العدل المتابع تسلم‬
‫واجبات تسجيل رسم الشراء من المشترية على أساس أن يؤدي ذلك لمصلحة التسجيل‬
‫غير أنه احتفظ بالمبلغ بدل تسليمه لمصلحة التسجيل أو إعادته لصاحبته المشترية عندما‬
‫طالبته بذلك‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك التزم أمام السيد وكيل الملك بإعادته للمشتكية على دفعات غير أنه لم‬
‫يف بالتزامه وحرم المشتكية من التوصل برسم شرائها في الوقت المناسب وإذ لم تتوصل‬
‫به إل بعد مرور خمس سنوات على تحريره وبعد أن أدت بنفسها واجبات التسجيل‪"....‬‬
‫وانطلقا من كل هذا يتبين أن القانون ‪ 16– 03‬حافظ على نفس المقتضيات التي‬
‫كانت سارية في قانون ‪ 81– 11‬المتعلق بخطة العدالة الملغى ومرسوم ‪ 18‬أبريل ‪1983‬‬
‫)‪(1‬‬
‫بحيث نص الفصل ‪ 30‬من ظهير ‪ 6‬ماي ‪ 1982‬في فقرته الثالثة على أنه "يمنع على‬
‫القاضي أن يخاطب على الشهادات الخاضعة لواجبات التسجيل إل بعد تأديتها"‪ ،‬كما نص‬
‫الفصل ‪ 19‬من مرسوم ‪ 18‬أبريل ‪ 1983‬على أنه "تؤدى الرسوم المستحقة عن الشهادات‬
‫الخاضعة للتسجيل في الجال القانونية بمكتب التسجيل المختص أو لدى عدل أو موظف‬
‫تابع لوزارة العدل يعينهما وزير المالية باقتراح من وزير العدل‪."...‬‬
‫أما الفصل ‪ 20‬من نفس المرسوم أعله الملغى فقد كان يلزم العدول بأن يشعروا‬
‫المتعاقدين بأداء الرسوم وتوجيه نسختين من الشهادة إلى الجهة المختصة باستخلص‬
‫الرسوم)‪.(2‬‬
‫وبخصوص التقييد بالمحافظة العقارية فإنه يلحظ على مستوى القانون المتعلق‬
‫بخطة العدالة غياب نصوص تشير إلى إلزام العدل بالقيام بهذا الجراء‪.‬‬

‫)‪ - (2‬قرار استئنافية فاس رقم ‪ 2004/ 1189‬صادر بتاريخ ‪ 2004-6-9‬في الملف عدد ‪ ،3/ 4/ 66‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ (1‬المرسوم التطبيقي المتعلق بتعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ الشهادات وتحريرها وتحديد الجور رقم ‪415‬‬
‫– ‪ 2 – 82‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬رجب ‪ 1403‬الموافق ل ‪ 18‬أبريل ‪ 1983‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪3678‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪ 1983‬ص ‪.680‬‬
‫)‪ - (2‬ينص الفصل ‪ 20‬من مرسوم ‪ 18‬أبريل ‪ 1983‬على أنه "يتعين على العدل إذا تعلق المر بشهادات تخضع لرسم‬
‫التسجيل‪:‬‬
‫‪ -‬إشعار المتعاقدين بذلك وحثهم على أداء الرسوم لدى الجهة المختصة باستخلص رسوم التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه نسختين موجزتين من الشهادة بمجرد التلقي إلى الجهة المكلفة باستخلص رسوم التسجيل‪".‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إل أننا نجد أحد الباحثين)‪ (3‬يذهب إلى ضرورة تحميله مسؤولية تقديم طلبات تقييد‬
‫السندات التي يحررها لدى المحافظة العقارية‪ ،‬وعلى عكس العقود المحررة من قبل‬
‫الموثقين فإن الوثيقة العدلية ل تساهم في تحيين الرسوم العقارية بسبب غياب مقتضيات‬
‫قانونية تلزم العدول بالقيام بإجراءات الشهار والتقييد بالسجلت العقارية)‪.(4‬‬
‫وبرجوعنا إلى بعض القوانين العقارية الخاصة)‪ ،(1‬فإننا نجدها قد حددت الكيفية التي‬
‫يمكن بواسطتها تسجيل المعاملت العقارية الخاصة بها‪ ،‬حيث أقرت بضرورة التسجيل‬
‫بإدارة المحافظة العقارية متى تعلق المر بالعقار المحفظ في حين أنها أوجبت التسجيل‬
‫بكتابة ضبط المحكمة البتدائية التي يوجد بدائرتها العقار إذا كان هذا الخير غير محفظ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬


‫ضوابط المحرراتا الرسمية من حيث مراحل تأسيسها‪.‬‬
‫تمر الوثيقة الرسمية منذ بدايتها إلى غاية قيامها وتكوينها بالعديد من المراحل سواء‬
‫تعلق المر بالتوثيق العصري أم بالتوثيق العدلي وذلك لكي تصير رسمية يمكن الحتجاج‬
‫بها‪.‬‬

‫ومن ثم فإن المشرع قد أحاط الوثيقة الرسمية بالعديد من الضوابط التي تعتبر‬
‫بمثابة ضمانات لحماية حق الملكية العقارية وتبرز هذه الضمانات على الخصوص على‬
‫مستوى تلقي الشهادة وحفظها وكذا على مستوى تحريرها‪.‬‬
‫)‪ - (3‬لحبيب شوراق‪ :‬التوثيق العدلي في خدمة نظام السجلت العقارية‪ ،‬مجلة جمعية المحافظين والمراقبين على الملكية‬
‫العقارية عدد خاص ‪ .1988‬ص ‪.90‬‬
‫)‪ - (4‬محمد ابن الحاج السلمي‪ ،‬دور الوثيقة العدلية‪ ،‬ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬مقالت وأبحاث في التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫الطبعة الولى‪ ،‬مارس ‪ ،2004‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫)‪ - (1‬تنص المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 18.00‬على أنه "‪ ...‬يجب أن يودع ويقيد نظام الملكية المشتركة الخاص بالعقارات‬
‫المحفظة بمرفقاته‪ ...‬بالمحافظة على الملك العقارية التي يقع بدائرة نفوذها العقار المعين‪ ..‬إذا كان العقار غير محفظ‬
‫يودع نظام الملكية المشتركة والتعديلت التي تلحقه لدى كتابة الضبط بالمحكمة البتدائية الواقع بدائرة نفوذها"‪.‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 4/618‬من قانون ‪ 44.00‬على أنه "‪ ...‬إذا كان العقار محفظ تودع نسخة من هذا الدفتر من التصاميم‬
‫المعمارية بدون تغيير وتصاميم السمنت المسلح وعن نظام الملكية المشتركة عند القتضاء بالمحافظة على الملك‬
‫العقارية‪ ،‬وإذا كان العقار غير محفظ تسجل هذه النسخ بسجل خاص وتودع بكتابة الضبط لدى المحكمة البتدائية التي‬
‫يوجد بدائرتها العقار"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫لذلك آثرنا تناول هذا المبحث في مطلبين نعرض في الول لمراحل تأسيس الوثيقة‬
‫العدلية على أن نتطرق في الثاني لمراحل تأسيس الوثيقة العصرية‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المطلب الول ‪ :‬مراحل تأسيس الوثيقة العدلية‪.‬‬


‫إذا كانت خطة العدالة مهنة حرة)‪ (1‬فإن المشرع المغربي وضع للوثائق المرتبطة‬
‫بها العديد من المقتضيات لجعلها تواكب التطورات الطارئة على المستوى القتصادي‬
‫والجتماعي للبلد‪ ،‬وذلك من خلل اشتراطه لضرورة مرورها بمراحل عديدة لكي تصبح‬
‫رسمية ويمكن الحتجاج بها أمام الكافة‪ ،‬وبالتالي متوفرة على كافة الشروط اللزمة‪،‬‬
‫وتكون مصدر ثقة واطمئنان بالنسبة للناس والقضاء كذلك الذي يطمئن إليها باعتبارها أهم‬
‫وسيلة من وسائل الثبات)‪.(2‬‬
‫وقد درج القضاء على العتماد على الشهادة العدلية كأهم وسيلة من وسائل الثبات‬
‫على اعتبارها ورقة رسمية)‪.(3‬‬
‫إذن فإن تمام إنشاء الوثيقة العدلية يتطلب مرورها بعدة مراحل منها تلقي الشهادة‬
‫وحفظها )الفقرة الولى( وكذا تحريرها والخطاب عليها )الفقرة الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تلقي الشهادة وحفظها‬
‫يستفاد من خلل القراءة المتأنية في القانون المنظم لخطة العدالة أن الشهاد عند‬
‫العدول هو إشهاد عام يسري على مختلف الوثائق التي يحررها هؤلء‪ ،‬ل فرق بين أن‬
‫تكون وثائق بيع أو غيره من المعاملت الخرى‪.‬‬
‫ومهنة تلقي الشهاد شأنها شأن سائر المهن القانونية الحرة تخضع لعدة ضوابط‪،‬‬
‫منها ما يتعلق بكيفية التلقي والشروط الواجبة فيه‪ ،‬من قبيل أل يكون موضوع الشهادة محل‬

‫)‪ - (1‬وهذا ما أكدته المادة الولى من القانون ‪ 16– 03‬التي جاء فيها "تمارس خطة العدالة بصفتها مهنة حرة حسب‬
‫الختصاصات والشروط المقررة في هذا القانون وفي النصوص الخاصة‪."...‬‬
‫)‪ - (2‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬مراكش ‪ ،2000-1999‬ص ‪.125‬‬
‫)‪ - (3‬جاء في قرار صادر عن محكمة الستئناف بالقنيطرة "وحيث إن هذا الرسم رسم عدلي‪ ،‬لذلك فهو ورقة رسمية‬
‫والورقة الرسمية حجة قاطعة حتى على الغير في الوقائع والتفاقات المشهود بها فيها طبقا للفصلين ‪ 418‬و ‪ 419‬من‬
‫قانون اللتزامات والعقود" قرار صادر بتاريخ ‪ 1992-1-27‬في الملف عدد ‪ 1990-1339‬منشور في مجلة الشعاع‬
‫العدد ‪ 7‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -‬كما جاء في قرار آخر صادر عن المجلس العلى "يعتبر الرسم العدلي الذي يشهد فيه العدلن بأتمية المشهود عليه‬
‫حجة رسمية‪ "...‬قرار رقم ‪ 809‬صادر بتاريخ ‪ 1982‬في الملف المدني عدد ‪ 47497‬قرارات المجلس العلى في المادة‬
‫المدنية ‪ ،1996-1956‬منشورات المجلس العلى في ذكراه الربعين ‪ ،1997‬ص ‪.77‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫التلقي خارجا عن دائرة التعامل)‪ ،(1‬ومنها ما يتعلق بحفظ الشهادة‪ ،‬خصوصا أنه وإذا كان‬
‫توثيق المعاملت العقارية يتم بموجب إفصاح الطرفين عن نيتهما أمام العدول بالتصرف‬
‫الذي يريدان توثيقه‪ ،‬وقيام العدول من جهتهم بتلقي ذلك )أول(‪ ،‬فإنه إلى جانب التلقي‬
‫يقومون بتدوين ما سبق في مذكرة الحفظ ) ثانيا(‪.‬‬
‫أول ‪ :‬تلقي الشهادة‪.‬‬
‫لقد استعمل المشرع المغربي عبارة تلقي)‪ (2‬للتعبير على المراحل الولى في إنشاء‬
‫الشهادة العدلية‪ ،‬ولم يتم تعريفها إل من طرف قلة من الفقهاء وذلك راجع إلى عدم تمييزهم‬
‫بينها وبين الداء‪ ،‬وقد عرفها أحد المهتمين بقوله " تلقي الشهادة هو سماعها من مؤديها من‬
‫طرف عدلين منتصبين للشهاد ومختصين زمانيا ومكانيا وإدراجهما لفصولها الجوهرية‬
‫في مذكرة الحفظ لحدهما وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة بعد التأكد من التوفر على‬
‫المستندات اللزمة لها مقابل أجرة يحددها القانون")‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ويشترط في التلقي مجموعة من الشروط والتي من بينها أن يكون التلقي ثنائيا‬
‫فالفصل ‪ 27‬من القانون ‪ 16– 03‬ينص على أنه "يتلقى الشهادة في آن واحد عدلن‬
‫منتصبان للشهاد‪"...‬‬

‫)‪ - (1‬تنص المادة ‪ 32‬من قانون ‪ 16-03‬على أنه "يمنع تلقي الشهادة التي يكون موضوعها خارجا عن دائرة التعامل"‪.‬‬
‫إن الشياء تخرج عن دائرة التعامل القانوني إما بالنظر إلى طبيعتها المادية‪ ،‬كتلك التي ل يمكن تملكها أو تداولها من يد‬
‫إلى يد مثل الشمس‪ ،‬البحر ‪ ...‬أو بالنظر لرتباطها بشخص صاحبها كحقي الستعمال والسكنى الذين ل يمكن أن يفوتا‬
‫ول يؤجرا طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 84‬من ظهير ‪ 2‬يونيو ‪ 1915‬المحدد للتشريع المطبق على العقارات المحفظة‪ ،‬أو‬
‫بالنظر إلى الغرض الذي خصصت له كأملك الدولة العامة من شواطئ بحرية‪ ،‬وموانئ‪ ،‬وسدود‪ ،‬وقناطر وغيرها‪،‬‬
‫ويخرج أيضا عن دائرة التعامل اللتزام الذي يكون محله غير مشروع‪.‬‬
‫أنظر في هذا الصدد ‪ :‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫)‪ - (2‬وهذا ما تم التنصيص عليه في المادة ‪ 27‬من الباب الول من القسم الثاني من قانون ‪ 16– 03‬المتعلق بخطة‬
‫العدالة والفصل ‪ 24‬من قانون ‪ 81.11‬المتعلق بخطة العدالة الملغى‪.‬‬
‫)‪ - (3‬محمد الشتوي‪ ،‬المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫)‪ - (4‬جاء في قرار صادر عن استئنافية فاس "‪ ...‬حيث إن الثابت من وثائق الملف ومن تصريحات العدلين المتابعين أن‬
‫تلقي الشهاد موضوع الشكاية والمتابعة تم في مجلس واحد وأن المتلقي هو ‪ ...‬وأن موضوع الشهادة أدرج في مذكرة‬
‫حفظ هذا الخير" قرار رقم ‪ 2005-260‬صادر عن استئنافية فاس بتاريخ ‪ 2005-2-9‬في الملف عدد ‪1448/04/3‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ومن ثم فإن التلقي الثنائي هو الصل إل أن هذا الصل يرد عليه استثناء وهو جواز‬
‫التلقي النفرادي في حالة ثبوت حالة تعذر التلقي الثنائي‪ ،‬وهي حالة مادية تخضع في‬
‫تقديرها عند النزاع لمحكمة الموضوع ويتم إثباتها بجميع وسائل الثبات)‪.(1‬‬
‫إل أنه إضافة إلى حالة الضرورة كشرط لمكانية التلقي النفرادي فقد نص القانون‬
‫المتعلق بخطة العدالة على شكليات خاصة زادت من تضييق إمكانية التلقي الفردي وذلك‬
‫بتنصيصه في المادة ‪ 27‬منه على وجوب الحصول على إذن من القاضي المكلف بالتوثيق‬
‫قبل أن يتلقى العدل المنفرد الشهادة وإل فعليه إشعاره بذلك داخل ثلثة أيام من تاريخ التلقي‬
‫في حالة تعذر الحصول على الذن)‪ ،(2‬من هنا يظهر أن المشرع وإن كان قد تمسك بالقاعدة‬
‫العامة والفضلى في الشهاد العدلي أل وهي إشهاد عدلين اثنين وفي وقت واحد‪ ،‬إل أنه‬
‫ضيق كثيرا من حالة الستثناء إلى درجة أصبحت معها حقوق المتعاقدين أو المشهود لهم‬
‫مهددة بالنكار‪.‬‬
‫كما يستثني القضاء من قاعدة ثنائية التلقي السماع من شهود اللفيف)‪ ،(3‬ذلك أنه وإن‬
‫كان الصل في أدائها أن يتم أمام القاضي فإن انشغاله بمهام الفصل في المنازعات أدى به‬
‫إلى إنابة عدل يعينه للستماع إلى شهود اللفيف‪ ،‬وبما أن العدل ينوب عن القاضي فإنه ليس‬
‫ثمة ما يمنع أن يكون منفردا بالتلقي‪.‬‬
‫ومن الشروط المشترطة أيضا في التلقي نجد ضرورة أن يكون مباشرا بمعنى أن‬
‫يتم بدون وساطة إل في حالة اختلف اللغة‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وقد أكد قرار صادر عن محكمة الستئناف بالدار البيضاء على حالة التلقي الستثنائي قرار رقم ‪ 459‬ملف عدد‬
‫‪ 1830/91‬صادر بتاريخ ‪ 1992-02-28‬منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد ‪ 1992 ،66‬ص ‪.189‬‬
‫)‪ - (2‬إل أن هذا التوجه لقي نقدا من جانب من الفقه إذ يرى انه ل مبرر منطقي ول فائدة جوهرية منه لن حالة التعذر‬
‫فرضت عدم وجود العدل الثاني‪ ،‬فأحرى أن يوجد معهما القاضي مع العلم أن عدد العدول بأقسام التوثيق على أضعاف‬
‫مضاعفة من عدد قضاة التوثيق‪ ،‬ثم يضيف أن الهدف من إذن القاضي ليس هو مجرد موافقته أو عدمها وإنما الهدف منه‬
‫هو أن يقوم القاضي بالبحث والتحري اللزمين قبل أن يأذن أو يرفض ومع حالة التعذر إضافة إلى كثرة المهام التي‬
‫يزاولها القاضي فإنه ل يتأتى له القيام بما ذكر‪.‬‬
‫العلمي الحراق‪ ،‬مدونة السرة والتوثيق العدلي دراسات وتعاليق مطبعة دار السلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‬
‫الطبعة الولى ‪ ،2005‬ص ‪.58‬‬
‫‪-21‬‬ ‫)‪ - (3‬جاء في قرار للمجلس العلى على أنه يجوز للعدل الواحد أن يسمع من اللفيف‪ ،‬قرار عدد ‪ 54‬بتاريخ‬
‫‪ 1987-3‬أورده جمال الطاهري‪ ،‬كراسة في التوثيق العدلي‪ ،‬مطبوعات الهلل وجدة‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2004‬ص ‪.75‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وتجدر الشارة أنه إذا كان من المفروض أن يقوم العدلن بالسماع مباشرة من‬
‫الشاهد فإنه إذا كان هذا الخير أبكم أو أصم‪ ،‬جاز الشهاد بالكتابة إذا كان يتقنها وإل‬
‫فبالشارة المفهمة)‪ ،(1‬مع وجوب التنصيص على ذلك في العقد وذلك طبقا للمادة ‪ 29‬من‬
‫قانون ‪.16– 03‬‬
‫وإذا كان المشرع قد اشترط في المادة ‪ 30‬من القانون المتعلق بخطة العدالة وجوب‬
‫كتابة الشهادة باللغة العربية‪ ،‬فإن الشاهد قد ل يكون متقنا لها‪ ،‬لهذا يمكن أن تتم الستعانة‬
‫بترجمان محلف شرط أن ل تكون له أية مصلحة في الشهادة)‪.(2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية حفظ الشهادة العدلية‪.‬‬
‫يجب أن يجري التلقي في مذكرة الحفظ التي يمسكها كل عدل‪ ،‬ذلك أن إدراج‬
‫الشهادة في هذه المذكرة هو الوجه الثاني للتلقي والركن الساسي فيه)‪ ،(3‬فقد جاء في المادة‬
‫‪ 28‬من القانون ‪ 16– 03‬أنه "يتلقى العدلن الشهادة أول في مذكرة الحفظ المشار إليها‬
‫أعله‪ ،‬على أن تدرج في مذكرة أحدهما فقط إذا وقع التلقي في آن واحد وفي مذكرة كل‬
‫واحد منهما إذا وقع التلقي الفردي في آماد متفاوتة مع التنصيص في الحالتين على تاريخ‬
‫تلقي الشهادة‪"...‬‬
‫وهو نفس المقتضى الذي كان منصوصا عليه في الفصل ‪ 14‬من مرسوم ‪18‬‬
‫أبريل ‪ 1983‬الملغى بحيث جاء فيه "يتلقى العدلن الشهادة أول في مذكرة الحفظ على أن‬
‫تدرج في مذكرة أحدهما فقط إذا وقع التلقي في آن واحد وفي مذكرة كل واحد منهما إذا وقع‬
‫التلقي في آماد متفاوتة"‪.‬‬
‫)‪ - (1‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫)‪ - (2‬محمد متزعم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -‬وقد جاء في قرار صادر عن المجلس العلى "إن رسم الشراء المحتج به في النازلة غير جدير بالعتبار لكونه ناقص‬
‫الشكليات القانونية فلم يدرجه العدلن بكناش الجيب ول وقعت الشارة إلى تاريخ تضمينه بكناش المحكمة ورقمه فأفقد‬
‫بذلك صحة الورقة الرسمية‪ ،‬ول يعتبر عقدا عرفيا لعدم التوقيع عليه من قبل أطراف العلقة‪."...‬‬
‫قرار رقم ‪ 1486‬في الملف الشرعي رقم ‪ 87 /5522‬صادر عن المجلس العلى بتاريخ ‪ 6‬دجنبر ‪ ،1988‬مجلة قضاء‬
‫المجلس العلى عدد ‪ 1989 ،43-42‬ص ‪.91‬‬
‫)‪ - (3‬وقد اعتبر القضاء التلقي من بين الواجبات المهنية المفروضة على العدول‪.‬‬
‫بحيث جاء في قرار لمحكمة الستئناف بالناظور "‪ ....‬وحيث ما قام به العدل المتابع يشكل اخلل بواجباته المهنية التي‬
‫تفرض عليه بأن يتلقى الشهادة وتحريرها على وجه الدوام والستمرار‪."...‬‬
‫قرار رقم ‪ 694‬بتاريخ ‪ 15/11/05‬ملف عدد ‪ 236/05‬غير منشور‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 695‬بتاريخ ‪ 15/11/05‬ملف عدد ‪ 237/05‬غير منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ويظهر من كل هذا أن التلقي ينبغي أن يتم في مذكرة الحفظ بمعنى أن عملية التلقي‬
‫أو السماع ينبغي أن يزامنها تدوين مضمون الشهادة في مذكرة الحفظ التي سميت كذلك‬
‫باعتبارها تحفظ فيها أصول التسجيلت الولى للوثائق العدلية)‪.(1‬‬
‫كما أنه يتعين على العدول تضمين الشهادة فصولها الجوهرية التي ينتفي معها كل‬
‫غموض أو إبهام‪ ،‬ويثبتوا بها كل المعلومات والمستندات التي يتعين استيفاؤها‪ ،‬وذلك يوما‬
‫بيوم بتتابع الشهادات حسب تواريخ وساعات تلقيها‪ ،‬ويكتب تلقي الشهادة بالحروف‬
‫والرقام وفق التقويم الهجري مع بيان ما يوافقه من التقويم الميلدي‪ ،‬ويوقع العدلن أسفل‬
‫كل شهادة في المذكرة المدرجة بها الشهادة)‪.(2‬‬
‫وعلوة على ما سبق فالمذكرة المشار إليها يراقبها القاضي المكلف بالتوثيق ويؤشر‬
‫عليها في البداية)‪ (3‬بعد ترقيم صفحاتها ووضع طابعه على كل منها ثم مراجعتها وختمها‬
‫عند انقضائها‪ ،‬ومن ثم فإن امتناع العدل عن تسليمه مذكرة حفظه لمراقبتها يعتبر إخلل‬
‫)‪(4‬‬
‫بالواجبات المفروضة عليه مما يعرضه للمساءلة التأديبية وهذا ما ذهب إليه قرار‬
‫استئنافية فاس الذي جاء فيه "‪...‬كما امتنع تسليمهم مذكرة الحفظ الخاصة به لمراقبتها‬
‫الشيء الذي يشكل إخلل بمقتضيات الفصل ‪ 11‬من المرسوم المذكور وأن ادعاء العدل‬
‫المتابع أن مطالبته وحده بتسليم مذكرة الحفظ هو إجراء اتخذ في حقه وحده هو ادعاء ل‬
‫يضفي المصداقية على سلوكه الرافض‪."...‬‬
‫وفي حالة وفاة العدل أو عزله أو إعفائه أو استقالته فإنه يتعين أن تسلم إلى القاضي‬
‫المكلف بالتوثيق مذكراته لحفظها بكتابة الضبط بعد ختمها بتاريخ حيازتها)‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫)‪ - (2‬عبد الرحمن بلعكيد وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،1993‬ص‬
‫‪.303‬‬
‫)‪ - (3‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬التوثيق والثبات بالكتابة في الفقه السلمي والقانون الوضعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪294‬‬
‫)‪ - (4‬قرار صادر عن محكمة الستئناف بفاس‪ ،‬رقم ‪ 1174/06‬صادر بتاريخ ‪ 20/9/2006‬في الملف رقم‬
‫‪ 1727/05/3‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (1‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ومما ل ريب فيه أن لمذكرة الحفظ أهمية كبرى في ضبط الوثائق وحفظها وفرض‬
‫رقابة ناجعة على العدول عن طريق إدراج الشهادة بالتتابع ومنعهم بذلك من التلعب‬
‫بتواريخها ومراجعها)‪.(2‬‬
‫ولقد ذهب البعض)‪ (3‬إلى ضرورة إضافة خانة بمذكرة الحفظ تتعلق بمراجع الشهادة‬
‫بسجل التضمين‪ ،‬واستبدال خانة ملخص الشهادة بخانة تضمين الشهادة‪ ،‬إذ أن المطلوب من‬
‫العدلين هو تدوين الشهادة بكاملها وعدم الختصار على موجز منها لمكانية الرجوع إليها‬
‫عند الحاجة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تحرير الشهادة العدلية والخطاب عليها‪.‬‬
‫يعتبر تدخل المشرع المغربي في مهنة تحرير العقود ولو بأشكال مختلفة‪ ،‬دليل على‬
‫اهتمامه بأهمية التعاقد وحرصه على أن يتمتع ممتهنوا هذه المهنة بقدر كاف من الكفاءة‬
‫القانونية والتجربة العملية من جهة‪ ،‬على أن تبقى مقتضيات هذه المهنة مسايرة للتطورات‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية من جهة أخرى‪ ،‬فإبرام العقود ل يهم أصحابها فحسب‬
‫بل يهم وبدرجة أكبر المجتمع أيضا الذي تتمثل مصلحته في التنفيذ الصحيح لللتزامات‬
‫الشيء الذي يساعد على استقراره وتطوره اقتصاديا واجتماعيا)‪.(4‬‬
‫إل أن تحرير الوثيقة العدلية من قبل العدلين غير كاف لمنحها الضمانات الكافية‬
‫وبالتالي تمتيعها بالحجية المطلوبة‪ ،‬بل ل بد من خضوعها للمراقبة شكل ومضمونا من‬
‫طرف القضاة المكلفين بالتوثيق الذين يخاطبون عليها بعد تأكدهم من سلمتها من النقص‬
‫وخلوها من الخلل‪.‬‬
‫لهذا ارتأينا تقسيم هذه الفقرة إلى ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬تحرير الشهادة العدلية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خطاب قاضي التوثيق على الشهادة العدلية‪.‬‬
‫أول ‪ :‬تحرير الشهادة العدلية‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬محمد الشتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -‬محمد الشتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ -‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إن المقصود بتحرير الوثيقة العدلية هو النقل الحرفي لمحتوى الشهادة وأصلها من‬
‫مذكرة الحفظ إلى ورقة مستقلة‪ ،‬مع إضافة بيانات تتعلق بإجراءات لحقة للتلقي)‪.(1‬‬
‫ويتوجب على العدول أثناء تحريرهم للوثيقة أن يقوموا بذلك وفقا لتفاق‬
‫الطرفين)‪ ،(2‬كما أنه ل يحق لهم المتناع عن تحرير الرسوم في الحالة التي يكونون فيها هم‬
‫الذين باشروا عملية التلقي‪ ،‬لن امتناعهم هذا يؤدي بهم إلى المساءلة التأديبية وهذا ما‬
‫سارت عليه محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها)‪ (3‬الذي جاء فيه "‪ ...‬كما أن مخالفته‬
‫لوامر السادة قضاة التوثيق حين أحجم عن تحرير الرسوم بالرغم من كونه هو‬
‫المتلقي‪."....‬‬
‫وإذا كان الفصل ‪ 29‬من قانون خطة العدالة الملغى نص على وجوب تحرير الوثيقة‬
‫العدلية في وثيقة واحدة بدون أي انقطاع أو بياض أو بشر أو إصلح أو تشطيب أو إقحام‪،‬‬
‫إل ما اعتذر عنه بالنسبة لغير البشر الذي ل يقبل فيه العتذار‪ ،‬وتنبه بذلك إلى مسألة الخطأ‬
‫المادي الذي قد يعتري تحرير الوثيقة العدلية‪ ،‬وأجاز تصحيحه بالصلح أو اللحاق‪...‬‬
‫على شرط العتذار‪ ،‬وهو نفس ما سبق وأن أكده القضاء)‪ ،(4‬حيث جاء في أحد قراراته "‪...‬‬
‫وحيث إن ما قام به العدلن المتابعان يشكل إخلل بالواجبات المفروضة عليهما بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 29‬من ظهير ‪ 6‬ماي ‪1982‬الذي يوجب على العدلين كتابة الشهادة في وثيقة‬
‫واحدة دون انقطاع أو بياض أو بشر أو إصلح أو إقحام أو إلحاق أو تشطيب إل ما اعتذر‬
‫عنه بالنسبة لغير البشر فل يقبل العتذار فيه‪."...‬‬
‫فإن أهم ما جاء به قانون ‪ 16– 03‬في المادة ‪ 33‬منه هو وجوب خلو الرسم العدلي‬
‫من أي تصحيح لي خطأ‪ ،‬كما أنه لم يستثنى جواز ذلك بالعتذار‪.‬‬

‫)‪ - (1‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫)‪ - (2‬جاء في أحد القرارات القضائية "وحيث أكد طرفا الرسم المذكور سواء عند الستماع إليهما من طرف الدرك‬
‫الملكي بالمنزل أو أمام المستشار المقرر أثناء البحث أنهما اتفقا على إجراء مناقلة بينهما وتوجها عند العدل المتابع‬
‫للشهاد عليهما بذلك غير أنه لم يحترم إرادتهما عندما أنجز عقدا للبيع بدل المناقلة ‪ ...‬وحيث إنه اعتبارا مما ذكر اقتنعت‬
‫المحكمة بثبوت ما نسب إلى العدل المذكور الشيء الذي قررت معه إدانته وعقابه باليقاف لمدة أربعة أشهر"‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 115/2004‬صادر عن استئنافية فاس بتاريخ ‪ 2004-1-21‬في الملف عدد ‪ 3-03-345‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (3‬قرار استئنافية فاس رقم ‪ 1174/06‬صادر بتاريخ ‪ 20/9/2006‬في الملف رقم ‪ 1727/05/3‬غير منشور سبقت‬
‫الشارة إليه في الصفحة ‪ 37‬من هذه الرسالة‪.‬‬
‫)‪ - (4‬قرار صادر عن استئنافية فاس في الملف رقم ‪ 1840/03/3‬بتاريخ ‪ 2003-12-25‬غير منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ولعل هذا التجاه الذي سلكه المشرع راجع إلى أن الوضاع الن قد تغيرت عما‬
‫كان عليه المر في السابق من ندرة الوراق والعتماد على خط اليد‪.‬‬
‫ففي الوقت الحاضر نجد وفرة الوراق إضافة إلى اعتماد الكثير من العدول على‬
‫الكتابة اللكترونية‪ ،‬وما توفره من إمكانية التصحيح اللمتناهي للخطاء في الصيغة‬
‫والملء بل وحتى الخطاء النحوية منها‪.‬‬
‫وتجدر الشارة أنه يتعين تحرير الوثيقة في أجل ل يتعدى خمسة عشر يوما من‬
‫تاريخ التلقي ما لم يكن ثمة أي مقتضى خاص وكل هذا لجل ضمان السرعة في إنجاز‬
‫الوثائق العدلية)‪ (1‬وهذا ما أكدته محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها)‪ (2‬الذي اعتبر أن‬
‫عدم تحرير الوثائق العدلية داخل أجل خمسة عشر يوما يشكل إخلل ومخالفة لمقتضيات‬
‫القانون المتعلق بخطة العدالة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫من يرى أن هذا الجل مضاف إليه الجل المخصص‬ ‫ويوجد من الباحثين‬
‫لمراقبة الوثيقة العدلية من قبل القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬وتضمينها بسجلت المحكمة ثم‬
‫الخطاب عليها‪ ،‬يعد تأخيرا في إنجاز الوثائق العدلية وبالتالي تنفير الناس منها مقارنة‬
‫بالرسوم المنجزة من قبل الموثقين العصريين والمحررات العرفية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬قرار صادر بتاريخ ‪ 2003-12-25‬في الملف رقم ‪ 1839/03/3‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -‬سعيد بونوار‪ ،‬الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ثانيا ‪ :‬خطاب قاضي التوثيق على الشهادة العدلية‪.‬‬


‫يقصد بخطاب القاضي أداؤه على الرسوم العدلية بعد التأكد من سلمتها من الخلل‬
‫وذلك بوضع عبارات محددة تفيد الثبوت بخطه وشكله واسمه وطابعه‪ ،‬مع تاريخ هذا‬
‫الجراء)‪.(1‬‬
‫ويتعين على القاضي المكلف بالتوثيق أن يخاطب بمداد أسود غير قابل للمحو‬
‫وبالصيغة المقررة في الفقه مع الشارة إلى تاريخ الخطاب‪ ،‬كما أنه ينبغي عليه أن يقوم‬
‫بذلك داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ تقديم الرسم إليه)‪.(2‬‬
‫وبخصوص صيغة الخطاب فإنها تختلف حسب ما إذا كان المر يتعلق بأصل أو‬
‫استرعاء)‪ .(3‬وعليه فإنه عندما يتعلق المر برسم عدلي يكرس الشهاد على النفس بحصول‬
‫بيع عقار غير محفظ فإن الغالب فيه أن يجيء على وفق الصيغة التالية "الحمد ل أديا فقبل‬
‫واعلم به في تاريخ كذا‪ "...‬أو "الحمد ل أعلم بصحته أو بإستقلله")‪.(4‬‬
‫ونظرا لهمية الخطاب على الوثيقة العدلية فقد اعتبر القضاء أن عدم تقديم العدول‬
‫للوثائق التي يحررونها للقاضي المكلف بالتوثيق للمخاطبة عليها‪ ،‬يشكل مخالفة تعرضهم‬
‫للمساءلة التأديبية بسبب ما ينتج عن ذلك من ضرر لصحاب تلك الرسوم‪ .‬حيث جاء في‬
‫قرار)‪ (5‬صادر عن استئنافية فاس "‪ ...‬كما ثبت من خلل الطلع على نفس الرسم أنه لم‬
‫يقدم للسيد القاضي المكلف بالتوثيق للخطاب عليه وهو ما يشكل مخالفة لمقتضيات الفصل‬
‫‪ 30‬من ظهير ‪ 6‬مايو ‪ 1982‬المتعلق بتنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادة وتحريرها‪."...‬‬

‫)‪- (1‬‬
‫محمد الشتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫)‪- (2‬‬
‫محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل الثبات في الفقه السلمي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ‪ ،1995‬ص ‪.365‬‬
‫)‪- (3‬‬
‫فاطمة هرباز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫)‪- (4‬‬
‫محمد شيلح‪ ،‬مشكل الكتابة في بيع العقار غير المحفظ بالمغرب‪ ،‬مجلة القانون والقتصاد عدد ‪ 19‬سنة ‪ ،2002‬ص‬
‫‪.77‬‬
‫)‪ - (5‬قرار رقم ‪ 105/2005‬بتاريخ ‪ ،19/1/2005‬ملف عدد ‪ 3-04-1233‬صادر عن محكمة الستئناف بفاس‪ ،‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ونظرا لنفس الهمية ذهبت محكمة الستئناف بفاس في أحد قراراتها إلى أنه يمنع‬
‫على العدول إحداث أي إصلح في الشهادة بعد الخطاب عليها تحت طائلة المساءلة‬
‫التأديبية)‪.(1‬‬
‫وتجدر الشارة أنه لم يكن لقاضي التوثيق قديما أي دور في مراقبة الوثيقة وإنما‬
‫كان دوره يقتصر على وضع خطابه عليها بعد علمه بتحريرها من قبل العدول‪ ،‬دون التأكد‬
‫من صحة مضمونها)‪.(2‬‬
‫وتفاديا لما كان من الممكن أن ينتج عن هذه الوضعية من ضياع لحقوق الفراد‪،‬‬
‫صدر المنشور)‪ (3‬عدد ‪ 14714‬الذي نص في العديد من نصوصه على مسؤولية القضاة‬
‫في مراقبة الوثيقة العدلية‪.‬‬
‫ولقد بين الفصل ‪ 9‬من المنشور أعله المسؤولية الملقاة على عاتق القضاة‬
‫بخصوص مراقبة الوثيقة العدلية‪ .‬حيث جاء فيه "يجب على القاضي عند إرادة الخطاب‬
‫على الرسوم أن يتأكد من كونها مدرجة بكناش الجيب‪ ،‬وأن يتأكد أيضا من كونها صحيحة‬
‫مبنى ومعنى وأنها مؤسسة على جميع المستندات الواجبة‪ ....‬إن القضاة هم المكلفون‬
‫بالسهر على التوثيق من الوجهة الفنية‪ ،‬فكل خلل أو نقص أو مخالفة تقع في الوثائق هم‬
‫المسؤولون عنها وهي في عهدتهم‪ ،‬فيجب عليهم من أجل ذلك أن يراقبوا سير التوثيق وأن‬
‫يسهروا على انتظامه واستقامته وتطبيق قواعده وضوابطه‪."...‬‬
‫وهذا ما أكدته غرفة الجنايات بمحكمة الستئناف بالدار البيضاء‪ ،‬حيث رفضت دفع‬
‫أحد قضاة التوثيق المتمثل في كونه لم يقرأ الوثيقة المخاطب عليها بسبب كثرة الرسوم‬
‫المعروضة عليه وقد اعتبرت المحكمة عمله هذا تقصيرا جسيما وإخلل بواجبه المهني)‪.(4‬‬

‫)‪ - (1‬قرار رقم ‪ 3160/03‬بتاريخ ‪ ،2003-12-25‬ملف رقم ‪ 3-03-1840‬صادر عن محكمة الستئناف بفاس‪،‬‬
‫غير منشور‬
‫)‪ - (2‬مولي عبد العزيز بوفارس العلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫)‪ - (3‬منشور وزارة العدل عدد ‪ 14714‬صادر في ثاني جمادى الولى عام ‪ 1379‬الموافق ل ‪ 3‬نوفمبر ‪.1959‬‬
‫)‪ - (4‬قرار صادر بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ 1984‬عن غرفة الجنايات بالدار البيضاء قرار رقم ‪ 84-11‬في الملف الجنائي عدد‬
‫‪ 433‬أشارت إليه فاطمة هرباز‪ ،‬إشكالية بيع العقار المحفظ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫من هذا كله يظهر أن عمل القاضي المكلف بالتوثيق يتلخص في الطلع على‬
‫الوثيقة العدلية والتأكد من توفرها على كل الركان التي تجعلها مقبولة للحتجاج بها)‪.(1‬‬
‫حيث ل تصبح هذه الوثيقة رسمية إل بعد الخطاب عليها وهذا ما أكده الفصل ‪35‬‬
‫من القانون ‪ 16– 03‬الذي حافظ على نفس مضمون الفصل ‪ 30‬من قانون خطة العدالة‬
‫الملغى بحيث جاء فيه "‪ ...‬ل تكون الوثيقة تامة إل إذا كانت مذيلة بالخطاب وتعتبر حينه‬
‫وثيقة رسمية"‪.‬‬
‫وهو نفس التجاه الذي سار عليه وأيده القضاء المغربي في العديد من أحكامه حيث‬
‫جاء في أحد القرارات)‪ (2‬الصادرة عن محكمة الستئناف بمراكش "‪ ...‬فإنه من الثابت في‬
‫مجال فقه الوثيقة أنها ل تكون تامة إل بخطاب القاضي عليها‪."...‬‬
‫وهذا ما يؤدي بنا إلى التساؤل حول ما إذا كان خلو الوثيقة العدلية من الخطاب‬
‫عليها يبطلها وبالتالي تفقد حجيتها في الثبات‪ ،‬أم أنها تحتفظ ببعض الحجية؟ خصوصا وأن‬
‫المشرع وكما سبق وأشرنا اعتبر الوثيقة العدلية غير المخاطب عليها غير تامة ولم يشر‬
‫إلى البطلن ل من قريب ول من بعيد‪.‬‬
‫والرأي فيما نعتقد أنه يمكن اعتبار الوثيقة غير المخاطب عليها ورقة عرفية ونستند‬
‫في ذلك إلى الفصل ‪ 423‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي ذهب إلى أن الورقة التي ل تصلح لعتبارها‬
‫رسمية بسبب عدم اختصاص أو عدم أهلية الموظف‪ ،‬أو بسبب عيب في الشكل تصلح أن‬
‫تعتبر محررا عرفيا إذا كانت موقعة من الطراف الذين يلزم رضاهم لصحة الورقة‪.‬‬
‫ول بد من الشارة أن خطاب القاضي المكلف بالتوثيق ل يلغي دور محاكم‬
‫الموضوع على اعتبار أن اختصاصها شامل‪ ،‬ولها كامل السلطة التقديرية في تفحص‬
‫الرسوم المدلى بها واعتبار صحتها شكل وموضوعا قبل أن تعمل بها‪ ،‬ولو لم يقع فيها أي‬
‫طعن من لدن المحتج بها عليه‪ ،‬وهي في هذا ل تخضع لرقابة المجلس العلى)‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل الثبات في الفقه السلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫)‪ - (2‬قرار محكمة الستئناف بمراكش‪ ،‬تحت رقم ‪ 3539‬صادر عن الغرفة المدنية‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1997-10-27‬مجلة‬
‫المحامي العدد ‪ ،34‬يناير ‪ ،1999‬ص ‪.107‬‬
‫)‪ - (1‬قرار مدني عدد ‪ 217‬صادر عن المجلس العلى بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪ 1968‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد‬
‫الول ‪ ،1966‬ص ‪.36‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل تأسيس الوثيقة العصرية‪.‬‬


‫لقد استلزم المشرع المغربي أوضاعا قانونية خاصة يجب على الموثقين احترامها‬
‫عند كتابتهم للمحررات حتى تكون صحيحة وخالية من كل عيب ينال من حجيتها‪.‬‬
‫كما أنه وإذا كان إنشاء الوثيقة العدلية يستدعي المرور بعدة مراحل فإنه على العكس‬
‫من ذلك نجد أن تأسيس الوثيقة العصرية ل يتطلب المرور بنفس المراحل‪ ،‬ذلك أن المشرع‬
‫ألزم الموثق أن يتم ذلك في شكل تلقي الوثيقة وتحريرها )الفقرة الولى(‪ ،‬مع ضرورة‬
‫مراعاته لشتمالها على بيانات معينة‪ ،‬يتم حفظ أصولها لديه )الفقرة الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬تلقي الوثيقة العصرية وتحريرها‪.‬‬
‫إذا كان قانون التوثيق العصري الصادر بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬مأخوذ عن قانون‬
‫فانتوز الصادر في ‪ 16‬مارس ‪ 1803‬الذي عرف عدة تعديلت)‪ ،(2‬والتي تبقى في نظر‬
‫أحد الفقهاء)‪ (3‬غير كافية لعطاء مهنة التوثيق الدينامية لجعلها تندمج بشكل فعال في‬
‫المحيط القتصادي والجتماعي‪ ،‬فإن ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬لم يتم تحيينه إلى الن استجابة‬
‫للتطورات المالية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من كل هذا فإن العمل به لزال ساريا‪ ،‬حيث يتلقى الموثق العقود‬
‫)أول( ثم يقوم بعد ذلك بتحريرها مراعيا للعديد من المقتضيات )ثانيا(‪.‬‬

‫)‪ - (2‬نذكر من بين هذه التعديلت قانون ‪ 25‬يناير ‪ 1934‬المحدث لصندوق الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬قرار ‪ 28‬يونيو و ‪ 2‬نونبر ‪ 1945‬الخاصين بالتنظيم المهني مع إحداث مجالس جهوية إلى جانب مجالس جهوية‬
‫للموثقين‪.‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 25‬يونيو ‪ 1973‬المنظم لكيفية الولوج إلى المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬قرار ‪ 9‬يونيو ‪ 1975‬المنظم للترشيحات للمجالس الجهوية والمجلس الوطني للموثقين‪.‬‬
‫للمزيد راجع في هذه التعديلت محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Jean louis magnan, le notariat et le monde moderne librairie générale de droit et‬‬
‫‪jurisprudence. Paris 1979 p 11 et suiv.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫أول ‪ :‬كيفية تلقي الموثق العصري للوثيقة‪.‬‬


‫قد يعتقد البعض أن مهمة الموثق تنحصر في توثيق التفاقات‪ ،‬لكن الحقيقة تظهر أن‬
‫إبرام العقد ما هو إل تجسيد لقرار عاقديه وهذا ما يمثل مرحلة التسوية القانونية للمسألة)‪.(1‬‬
‫ذلك أن تلقي الوثيقة من قبل الموثق يخضع لجراءات وأوضاع قانونية يتعين عليه‬
‫احترامها وهو بصدد كتابة المحرر حتى يكون تاما وخاليا من كل عيب ينال من حجيته‪.‬‬
‫ونظرا لجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه فإنه مطالب بالقيام بجملة من التحريات‬
‫والحتياطات)‪ (2‬قبل القدام على إبرام العقد وتوثيق التفاق بين المتعاقدين‪ ،‬تتمثل أساسا‬
‫في دراسة مسبقة للتفاق المعروض عليه لتوثيقه‪ ،‬وتقديم النصح للفراد في سائر‬
‫تصرفاتهم وهذا ما ينص عليه الفصل الول من قانون التوثيق العصري المغربي والذي‬
‫جاء فيه "‪ ...‬ويجب أن يقدم الموثقون نصائحهم للطراف‪ ،‬وإرشادهم لما يجب عمله بشأن‬
‫موضوع عقودهم‪ ،‬وأن يبينوا لهم آثار العقود التي يحررونها أو التي يساعدون على‬
‫تحريرها‪."...‬‬
‫ومن هنا إذن يظهر أن هذا الدور أصبح أساسيا للموثق وينبغي عليه القيام به على‬
‫أحسن وجه لنه يزود الطراف بالمعلومات الكافية التي تجعل العقد صحيحللا ومنتجا‬
‫لثاره‪ ،‬ويطلعهم على المخاطر التي تهدد حقوقهم ومصالحهم)‪.(3‬‬
‫وبالنسبة للتشريع الفرنسي فإنه على الرغم من عدم وجود نص في قانون التوثيق‬
‫يشير إلى اللتزام بالنصح‪ ،‬فإن القضاء لم يتردد في مساءلة كل موثق لم يقدم النصائح‬
‫اللزمة لزبنائه‪ ،‬معتمدا في ذلك على روح قانون ‪ 25‬فانتوز‪ ،‬خاصة السباب المذكورة في‬
‫مقدمة مشروعه والتي تجعل الموثق ناصحا محايدا للطراف)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪- Jean rioufol et Françoise rico, le notaire que je suis ? 2ème édition 1992 p 130.‬‬
‫)‪ - (2‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫)‪ - (3‬محمد الربيعي‪ ،‬المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- Cass 2 janvier 1924- S-I-69.‬‬
‫أشار إليه محمد الربيعي‪ ،‬المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية وضمانات المحررات الرسمية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وخلفا للتوثيق العدلي)‪ (2‬الذي يتلقى فيه الشهادة عدلن‪ ،‬ويخاطب عليها القاضي‬
‫المكلف بالتوثيق فإن الشهاد في التوثيق العصري يقع بموثق واحد)‪ ،(3‬ول يتوقف على آخر‬
‫كما يقضي بذلك الفصل ‪ 21‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪.1925‬‬
‫ولكنه نظرا لهمية بعض التصرفات وحماية لبعض الشخاص فإن المشرع‬
‫المغربي كنظيره الفرنسي)‪ (4‬نجده يستلزم في بعض الحالت أل يتم التوثيق من طرف‬
‫موثق واحد فبتصفحنا لفصول ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬نجد الفصل ‪ 21‬الذي يشترط فيه‬
‫المشرع وفي حالت معينة ضرورة توفر موثق واحد وشاهدين‪.‬‬
‫وقد ذهب البعض)‪ (5‬إلى أن قبول أي شخص للشهادة بغض النظر عن جنسيته‬
‫يصطدم أحيانا بتعاليم الشريعة السلمية‪ ،‬ذلك أنه إذا كان الموظفون الفرنسيون هم الذين‬
‫زاولوا التوثيق العصري في عهد الحماية بالنسبة للشخاص الفرنسين والجانب المتعاقدين‬
‫لدى القضاء الفرنسي‪ ،‬فإن البقاء على هذا الفصل بهذه الصورة يتعارض مع ديننا‬
‫الحنيف‪ ،‬الذي يشترط في الشاهد على المسلم أن يكون مسلما ويستند الباحث في طرحه‬
‫هذا إلى حديث النبي صلى ال عليه وسلم الذي جاء فيه "ل ترث ملة ملة ول تجوز شهادة‬
‫ملة على ملة إل أمتي فتجوز شهادتهم على ما سواهم"‪.‬‬
‫وقد اشترط المشرع في الشاهد أن يحسن التوقيع وأن ل تربطه علقة قرابة أو‬
‫مصاهرة مع الموثق أو مع أحد الطراف المتعاقدة حتى الدرجة الرابعة‪ ،‬وذلك لضمان‬

‫)‪ - (2‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي القوانين الخاصة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫)‪ – (3‬يقول الستاذ عبد الرحمن بلعكيد معلقا على هذا المر "والغريب أنه يجري دون رقابة قضائية‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫بالنسبة للعدول وتصدر فيه الوثائق وهي ل تحمل سوى توقيع الموثق وأما توقيعات الطراف‪ ،‬فإنها تظل محفوظة في‬
‫الصول بمكتب الموثق ويعمل بهذه الوثائق كوثائق رسمية بنص القانون ول يطعن فيها إل بالزور‪ ....‬نقول ذلك لنذكر‬
‫بخطورة الشهاد بموثق واحد ولمخالفته الصريحة لجوهر الثبات في الشرع السلمي‪ "...‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫)‪ - (4‬يشير الفصل ‪ 9‬من قانون فانتوز المعدل بمقتضى قانون ‪ 12‬غشت ‪ 1902‬وقانون ‪ 28‬دجنبر ‪ 1966‬إلى أن‬
‫المحررات يتم تلقيها بواسطة موثق واحد ما عدا‪:‬‬
‫‪ -1‬الوصايا‪.‬‬
‫‪ -2‬العقود المتعلقة بإلغاء وإبطال الوصايا‪.‬‬
‫‪ -3‬المحررات التي يكون أطرافها ل يقدرون على التوقيع‪.‬‬
‫وفي هذه الحالت يتم التلقي تحت طائلة البطلن بموثقين اثنين أو موثق واحد وشاهدين‪.‬‬
‫)‪ - (5‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫حياده وعدم انحيازه لحد الطراف دون الخر أو اتفاقه مع الموثق للضرار بأحد‬
‫المتعاقدين)‪.(1‬‬
‫وتجدر الشارة أنه يتعين على الموثق الستعانة بمترجم في الحالة التي يكون فيها‬
‫أحد المتعاقدين جاهل للغة التي كتب بها العقد أو غير عارف بها معرفة كافية)‪ ،(2‬وهذا ما‬
‫كرسه أيضا الفصل ‪ 22‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬بحيث نص على أنه "إذا كان أحد‬
‫المتعاقدين أو أحد الشهود ل يحسن الكلم باللغة الفرنسية فإنه يجب على الموثق أن‬
‫يستعين بترجمان قضائي أو بترجمان محلف‪ ،‬وإن لم يكن هناك ترجمان قضائي أو‬
‫ترجمان محلف في المدينة التي يباشر فيها الموثق أعماله‪ ،‬فيمكن له أن ينتدب ترجمانا‬
‫يؤدي اليمين أمامه لهذا الغرض‪."...‬‬
‫ومن هنا يظهر لنا أن هذا المقتضى يكرس مبدأ التعامل باللغة الفرنسية‪ ،‬ونعتقد أنه‬
‫إذا كان هذا المر عاديا في ظل الوضعية التي أنشأ فيها ظهير التوثيق العصري حيث كان‬
‫الموثقون فرنسيون والمتعاملون فرنسيون أيضا‪ ،‬فالن قد تغير الوضع حيث اصبح جميع‬
‫الموثقين مغاربة وأغلب المتعاملين معهم مغاربة أيضا‪.‬‬
‫وباستنادنا إلى مبدأ المغربة والتوحيد فإنه يتعين في نظرنا تغيير هذا المقتضى‬
‫وجعل اللغة العربية لغة لتحرير العقود‪ ،‬مع إمكانية إعطاء الخيار للمتعاملين لتحرير‬
‫عقودهم باللغة العربية أو الفرنسية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح أن المشرع المغربي لم يسلك التجاه الذي سلكته بعض الدول‬
‫العربية التي اشترطت أن تتم كتابة الوراق الموثقة باللغة العربية‪ ،‬وهذا ما تم التنصيص‬
‫عليه في اللئحة التنفيذية لقانون التوثيق المصري الصادرة في ‪ 3‬نوفمبر ‪.(1947(1‬‬
‫وبخصوص مشروع قانون التوثيق فإنه وانطلقا من مقتضيات المادة ‪ 35‬منه‬
‫يتبين أنه لم يهتم بمسألة اللغة التي يجب أن يحرر بها العقد حيث ورد فيه "‪ ...‬إذا كان أحد‬

‫)‪ - (1‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫)‪ - (2‬عبد الرازق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ 2‬نظرية اللتزام بوجه عام‪ ،‬الثبات – آثار‬
‫اللتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪) ،‬دون ذكر تاريخ الطبع( ص ‪.132‬‬
‫)‪ - (1‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية‪ ،‬الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات‬
‫سائر البلد العربية‪ ،‬دار النشر‪ ،‬عالم الكتب القاهرة‪ ) ،‬دون ذكر تاريخ الطبع( ص ‪.155‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الطراف يجهل اللغة التي حرر بها العقد يشهد عليه الموثق بذلك ويمكن له أن يستعين‬
‫بترجمان مقبول لدى المحاكم‪."...‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية تحرير الوثيقة العصرية‪.‬‬
‫لقد قرر القانون أوضاعا معينة‪ ،‬يجب على الموثق أن يلتزم بها كما ينبغي عليه‬
‫كذلك احترام توفر العديد من البيانات في تحريره للوثيقة الرسمية والتي تتمثل أساسا في‬
‫كتابته لها بخط واضح دون أي إضافة أو تحشير أو كشط)‪ ،(2‬سواء كانت الوثيقة مكتوبة‬
‫باللة الكاتبة أو بواسطة جهاز الحاسوب‪ ،‬كما يمنع عليه ترك أي فراغ بين الكلمات أو‬
‫السطور‪ ،‬حتى ل يضاف في المحرر أي إضافات سواء من قبله أو من غيره والتي من‬
‫شأنها أن تؤثر في التفاق أو تضر بأحد طرفي المحرر)‪.(3‬‬
‫وتفاديا لما قد يأتي في الورقة من عيوب أو شوائب فقد وضع المشرع عدة قواعد‬
‫لذلك‪ ،‬فاشترط على الموثق في البداية ترقيم الصفحات وتأشيرها‪ ،‬تفاديا لضافة أية صفحة‬
‫جديدة ومنع كذلك إضافة الكلمات وإقحامها بين السطور‪ ،‬كما جاء بالحالت عند نسيان‬
‫الموثق لكلمة من الكلمات أو استعماله تعبيرا غامضا أو غير دقيق‪.‬‬
‫وهكذا ففيما يخص أحكام الضافات الواردة في المحرر فقد نص الفصل ‪ 16‬من‬
‫قانون ‪ 25‬فانتوز المحال عليه من قبل الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬على أنها‬
‫تعتبر باطلة إذا وقعت في متن المحرر)‪ ،(1‬وهذا ما قضت به العديد من التشريعات‬
‫كالتشريع المصري‪ ،‬والبلجيكي)‪ (2‬مثل‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن الفصل ‪ 16‬من قانون ‪ 25‬فانتوز قد كان محط تأويل من قبل‬
‫العديد من الفقهاء‪ ،‬حيث ذهب رأي أول يتزعمه كل من ريبير وبولنجي إلى أن كل إضافة‬

‫)‪ - (2‬محمد يحيى مطر‪ ،‬مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪ 1989 ،‬ص ‪.127‬‬
‫)‪ – (3‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون ‪ 82– 03‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫)‪ - (1‬نص الفصل ‪ 16‬المذكور على أنه‪:‬‬
‫‪« Il n’y aura ni surcharge, ni interligne, ni addition dans le corps de l’acte, et les mots‬‬
‫‪surchargés, interlignés ou ajoutés seront nuls… ».‬‬
‫)‪ - (2‬الفصل ‪ 16‬من قانون التوثيق البلجيكي‪ ،‬والمادة ‪ 9‬من قانون التوثيق المصري أو ردهما محمد الربيعي‪ ،‬محررات‬
‫الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫في متن المحرر تعتبر باطلة‪ ،‬وإذا أراد الموثق إضافة كلمة من الكلمات في المحرر يجب‬
‫عليه كتابتها في الهامش أو في آخر المحرر مع التصديق عليها)‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫إلى أن المشرع لم يمنع‬ ‫وفي نفس الطار ذهب الستاذ عبد الرزاق السنهوري‬
‫الضافات بصفة مطلقة‪ ،‬حيث أن الورقة ينبغي أن تكون مكتوبة بخط واضح‪ ،‬غير مشتمل‬
‫على إضافة أو تحشير أو كشط‪ ،‬وذلك لبعاد كل شبهة في الوثيقة‪ ،‬إلى أنه إذا اقتضى‬
‫المر إضافة أو حذف فإنه يجب ذكر ذلك في آخر المحرر موقعا عليه من ذوي الشأن‬
‫والموثق‪.‬‬
‫في حين ذهب الستاذ عبد الرحمن بلعكيد إلى أن البطلن يشمل فقط الزيادة‬
‫والتصحيح الطارئين ول يشمل الرسم بكامله لصراحة النص في المسألة لكنه إذا تعلق‬
‫العيب ببيان جوهري في الرسم فإنه يبطله ويبطل معه الرسم بكامله لتوقف الرسم عليه‬
‫كبيان جوهري)‪.(5‬‬
‫والرأي فيما نعتقد أنه ينبغي التمييز بين الضافات التي تتعلق بالبيانات الجوهرية‬
‫مثل أسماء الطراف والثمن‪...‬والتي ينبغي في نظرنا اعتبارها باطلة ومبطلة للرسم‪ ،‬وبين‬
‫البيانات الثانوية وجعل البطلن فيها يقتصر على الكلمات المضافة فقط دون المساس‬
‫بصحة الرسم‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق الشطب على الكلمات فإن الفصل ‪ 16‬المذكور أعله يقضي بأنه‬
‫يجب أن يتم بطريقة تبقى معها الكلمات ظاهرة يمكن عدها‪ ،‬كما يوجب كذلك وضع بيان‬
‫بعددها في الحاشية المقابلة لها أو في آخر المحرر‪ ،‬وينبغي أن يتم الشهاد عليها بنفس‬
‫الطريقة المتبعة بالنسبة للحالت المكتوبة في الحاشية)‪ ،(1‬وذلك ضمانا لصحة المحرر‬

‫)‪ - (3‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫)‪ - (4‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫)‪ - (5‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫)‪ - (1‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن المشرع الفرنسي تدخل بموجب مرسوم رقم ‪ 71-944‬الصادر بتاريخ ‪ 1971-11-26‬بحيث‬
‫نص على ضرورة كتابة البيان المتعلق بالكلمات المشطوبة في آخر المحرر وبذلك لم يبق الخيار للموثق بين كتابتها في‬
‫الهامش وبين كتابتها في آخر المحرر كما كان معمول به بمقتضى الفصل ‪ 16‬المعدل وهذا هو المطبق عند الموثقين‬
‫المغاربة‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ولتبيان أن الحذف قد وقع بعلم الموثق أو تحت إشرافه شخصيا وبموافقة من أطراف‬
‫المحرر‪.‬‬
‫وبخصوص الجزاء المترتب عن الخلل بهذه الجراءات عند الحذف أو الشطب‪،‬‬
‫فإن المشرع لم يشر إليه مبقيا المر للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪ ،‬حيث إذا رأى أن‬
‫هذا الحذف يخل بموضوع المحرر بأكمله فإنه يبطله‪ ،‬وإل فيبطل الشطب ويظل المحرر‬
‫صحيحا خاصة إذا رأى فيه فائدة ومصلحة للطرفين ولم يوجد مانع قانوني يمنع من الخذ‬
‫به)‪.(2‬‬
‫أما فيما يخص الحالت والملحقات فقد وضعت لتفادي بعض الصعوبات التي‬
‫تعترض الموثق عند تحريره العقد‪ ،‬كأن يجد عبارة غامضة في صلب المحرر أو خطأ قد‬
‫يؤثر على رسميته إن ترك بغير تصحيح‪ ،‬ونحن نعلم أن القانون قد منعه من إضافة أي‬
‫كلمة أو عبارة في متن المحرر لتدارك هذا الخطأ أو إزالة هذا الغموض‪.‬‬
‫ولقد بين الفصل ‪ 15‬من قانون ‪ 25‬فانتوز المحال عليه من طرف المشرع المغربي‬
‫الجراءات التي يتعين على الموثق اتباعها في شأن الحالت والملحقات حيث ميز بين ‪:‬‬
‫الحالت والملحقات التي تكتب على الطرة نظرا لقصرها ويلزم أن يتم التوقيع أو‬
‫التأشير عليها من قبل الطراف وباقي الموقعين‪ ،‬وبين تلك التي تكتب في آخر المحرر‬
‫نظرا لطولها‪ ،‬وهنا زيادة في الضمانات لم يكتف المشرع بالتوقيع أو التأشير عليها فحسب‪،‬‬
‫بل استلزم أن تتم المصادقة عليها صراحة من قبل الطراف ورتب البطلن على غياب هذا‬
‫الجراء)‪.(1‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬بياناتا الوثيقة العصرية وحفظ أصولها‪.‬‬
‫حتى تمر العملية التعاقدية في جو من المانة والثقة‪ ،‬فإن المشرع قد وضع للشخص‬
‫المشرف عليها مجموعة من الوضاع القانونية التي يتعين عليه أن يحترمها وهو بصدد‬
‫كتابة المحرر التوثيقي ليكون صحيحا وخاليا من كل عيب قد يمس بحجيته‪ ،‬كما أوجب‬
‫عليه مراعاة مجموعة من البيانات عند توثيقه للمحرر حتى تتكامل له عناصره اللزمة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون ‪ 82– 03‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫لعتباره محررا رسميا لذلك سنتناول هذه الفقرة في نقطة أولى نبين فيها البيانات التي‬
‫يجب أن تشتمل عليها الوثيقة لتصير رسمية )أول(‪ ،‬وفي نقطة ثانية تسليم الفراد نسخ‬
‫الصول من قبل الموثق مع الحتفاظ بهذه الخيرة لديه) ثانيا(‪.‬‬
‫أول ‪ :‬بياناتا الوثيقة العصرية في مجال المعاملتا العقارية‪.‬‬
‫لقد حدد ظهير التوثيق العصري العديد من البيانات التي ينبغي أن تشتمل عليها‬
‫الوثيقة العصرية بصفة عامة‪ ،‬وفي مجال التصرفات العقارية بصفة خاصة‪ ،‬وهكذا جاء في‬
‫الفصل ‪ 26‬منه أنه " يتعين على الموثقين أن يقيدوا في الفهرس المنصوص عليه في‬
‫الفصلين ‪ 29‬و ‪ 30‬من قانون ‪ 25‬من الشهر السادس من سنة ‪ 12‬من التقويم السنوي يوما‬
‫بيوم وبدون ترك بياض ول مسافة بين السطور ومع مراعاة الرقم الترتيبي لجميع الرسوم‬
‫والعقود التي يتلقونها سواء كانت عرفية أو رسمية‪...‬‬
‫ويتضمن كل فصل في الفهرس ما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬رقمه‪.‬‬
‫‪ - 2‬تاريخ الرسم‪.‬‬
‫‪ - 3‬نوعه‪.‬‬
‫‪ - 4‬السماء الكاملة للطراف ومحل إقامتهم‪.‬‬
‫‪ - 5‬بيان الملك وموقعها وثمنها إذا كان المر يتعلق بعقود الملكية أو النتفاع أو‬
‫التصرف في الممتلكات من الموال‪.‬‬
‫‪ - 6‬تسجيل الرسم‪."....‬‬
‫ومن الفصل أعله يظهر أن الموثق يتلقى الشهاد‪ ....‬في دفتر الفهرسة دون‬
‫انقطاع ول بياض وبصورة منتظمة ومتتابعة يوما بعد يوم‪ ،‬مع ضرورة تضمين كل فصل‬
‫من فصول دفتر الفهرسة البيانات المتمثلة في كل من رقم الوثيقة‪ ،‬تاريخها‪ ،‬طبيعة العقد‪،‬‬
‫التعريف بالمتعاقدين وموطنهما‪ ،‬تحديد المبيع والثمن‪ ،‬بيانات التسجيل‪.‬‬
‫ومن ثم فإن المحرر التوثيقي ينبغي أن يتضمن بيانات رئيسية استلزمها المشرع‪،‬‬
‫كما اعتبرها الفقه أركانا وشروطا ضرورية لعتباره صحيحا وخاليا من كل نقص أو خلل‬
‫‪/‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ينال من حجيته‪ ،‬ويتمثل أولها في الطراف المتعاملون والذين يعتبر التعرف عليهم‬
‫والتحقق من هويتهم الكاملة‪ ،‬وأهليتهم‪ ،‬وصفتهم‪ ،‬وحقهم في إجراء التصرف الذي يقع‬
‫الشهاد به عليهم من البيانات الجوهرية‪.‬‬
‫وتجدر الملحظة هنا إلى أن الموثقين أصبحوا يتعرفون على هوية الطراف‬
‫بواسطة ما يملكونه من وثائق إدارية كبطاقات التعريف الوطنية وغيرها‪ ،‬وفي حالة‬
‫إخللهم بهذا الواجب فإنهم يتحملون مسؤولية تقصيرهم وهذا ما ذهب إليه التشريع‬
‫المصري)‪ ،(1‬وأكدته محكمة النقض الفرنسية في قرارها الصادر بتاريخ ‪ 6‬فبراير (‪1979‬‬
‫‪.(2‬‬
‫وعن موقف مشروع قانون التوثيق فإنه بتفحصنا لمواده نجده وإن كان قد اشترط‬
‫في المادة ‪ 353‬منه ذكر السماء الكاملة للطراف‪ ،‬فإنه لم يتطرق إلى إمكانية لجوء‬
‫الموثق إلى شهود التعريف في حالة عدم توفر المتعاقدين على الوراق الشخصية‪.‬‬
‫وبخصوص الفقه فقد ذهب أغلبه إلى أن تخلف أحد البيانات المتعلقة بالطراف‪،‬‬
‫يترتب عليه بطلن المحرر إذا كان خاليا من توقيع الطراف‪ ،‬وبطلنه كمحرر رسمي فقط‬
‫إذا كان حامل لتوقيعهم)‪.(1‬‬
‫وبالنسبة للبيان الثاني والمتمثل في مكان إنشاء المحرر)‪ ،(2‬فإن أهميته تتمثل في‬
‫مراقبة مدى احترام الموثقين للمقتضيات المتعلقة باختصاصهم المكاني)‪.(3‬‬

‫)‪ - (1‬جاء في الفقرة الولى من المادة ‪ 7‬من اللئحة التنفيذية لقانون التوثيق المصري رقم ‪ 68‬لسنة ‪: 1947‬‬
‫" يجب على الموثق أن يتأكد من شخصية أصحاب الشأن ببطاقة الحالة المدنية الشخصية أو العائلية أو بأي سند رسمي‬
‫آخر"‪.‬‬
‫)‪ - (2‬قرار محكمة النقض الفرنسية رقم ‪ 45‬صادر عن الغرفة المدنية الولى‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪ ،1979‬ص ‪.39‬‬
‫أشار إليه محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫)‪ - (1‬سليمان مرقس‪ ،‬موجز اصول الثبات في المواد المدنية‪ ،‬دار نشر الجامعات المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1957‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪- Ripert et Boulanger, Traité élémentaire du droit civil, T.2. 3éme édition, 1949. P. 139.‬‬
‫)‪ - (2‬لحسن توغزاوي‪ ،‬العقار في طور التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬الرباط‪ ،‬أكدال‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،2000-1999 ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ - (3‬مولي عبد العزيز بوفارس العلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وعن الجزاء المترتب عن تخلف هذا البيان فقد ذهب البعض)‪ (4‬إلى أن هذا البيان ل‬
‫يعتبر جوهريا ول يرتب غيابه البطلن‪ ،‬بينما ذهب البعض الخر)‪ (5‬أن غيابه يؤدي إلى‬
‫فقدان المحرر الرسمي رسميته‪ ،‬واحتفاظه بحجية المحرر العرفي إذا كان موقعا عليه من‬
‫قبل جميع الطراف‪.‬‬
‫والرأي فيما نعتقد أن هذا الرأي الخير أقرب إلى الصواب‪ ،‬على اعتبار أن مكان‬
‫التحرير من البيانات المهمة التي استلزم المشرع المغربي ذكرها وذلك في الفصل ‪ 12‬من‬
‫قانون ‪ 25‬فانتوز المحال عليه بمقتضى الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪ 4‬ماي ‪ ،1925‬ورتب على‬
‫تخلفها بطلن المحرر كورقة رسمية‪ ،‬واحتفاظه بحجية المحرر العرفي إذا كان موقعا من‬
‫قبل المتعاقدين‪.‬‬
‫ولتاريخ المحرر بدوره دور مهم في فض الكثير من المنازعات‪ ،‬كما يعتمد عليه في‬
‫احتساب مدة التقادم‪ ،‬ومدد السقاط ومعرفة القانون الواجب التطبيق)‪.(6‬‬
‫وقد سجل الختلف على مستوى الفقه بخصوص هذا البيان‪ ،‬فإذا كان المشرع قد‬
‫استلزم ذكر السنة واليوم فإن بعض الفقه يرى ضرورة ذكر الشهر)‪ ،(1‬بل أن هناك من قال‬
‫بوجوب ذكر الساعة التي تم فيها التحرير)‪.(2‬‬
‫وبالضافة إلى كل ما سبق فإنه يتعين تضمين المحرر التوثيقي توقيعات الطراف‬
‫والشهود والموثق الذي يكون آخر من يضع توقيعه إضافة على دمغته‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حفظ الصول لدى الموثق‪.‬‬
‫جرى العمل في الميدان التوثيقي أن يقوم الموثق بتحرير التفاق في أصل يحفظ في‬
‫مكتبه ونسخ تمنح لصحاب الشأن‪.‬‬

‫)‪ - (4‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية‪ ،‬الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات‬
‫سائر البلد العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫)‪ - (5‬لحسن توغزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ - (6‬محمد الربيعي‪ ،‬المعاملت العقارية ‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫)‪ - (1‬محمد يحيى مطر‪ ،‬مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫)‪ - (2‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ويتجلى الفرق بين أصل المحرر ونسخته في أن الول يتضمن توقيعات الطراف‬
‫والشهود والموثق‪ ،‬أما النسخة فإنها ل تتضمن إل توقيع هذا الخير)‪ ،(3‬كما أنه ينبغي أن‬
‫تكون مشهود بمطابقتها للصل من قبل الموثق‪ ،‬مع الشارة إلى بيان التضمين بأصل‬
‫الرسم وبيانات التسجيل‪ ،‬وذكر تاريخ ومكان تحرير الوثيقة)‪.(4‬‬
‫ويعتبر حفظ الصول وصيانتها من اللتزامات الملقاة على كاهل الموثق)‪ ،(5‬فقد منع‬
‫عليه المشرع بمقتضى الفصل ‪ 22‬من قانون ‪ 25‬فانتوز المحال عليه أن يتخلى عن أي‬
‫أصل إل في الحالة المنصوص عليها قانونا وبمقتضى حكم‪ ،‬أو بعد أن يقيم مكانه نسخة‬
‫تحمل توقيعه‪ ،‬وتوقيع رئيس المحكمة المتواجد فيها مقره إلى حين إعادة الصلل إلى‬
‫مكانه)‪.(6‬‬
‫ومن هنا تظهر وجهة المشرع في الحفاظ على أصول المحررات من الضياع‪،‬‬
‫بحيث أخضع تسليم النسخ لحكام مشددة حدد بمقتضاها الشخاص الذين لهم الحق فيها‬
‫وعددها وذلك حفاظا على حقوق المتعاقدين وتفاديا لكل إضرار بمصالحهم‪ ،‬كما أنه حمل‬
‫الموثق المسؤولية في حالت عدم مراعاة المقتضيات الخاصة بها حيث حددت في أربع‬
‫حالت)‪: (1‬‬
‫‪ -‬في حالة رفضه منح نسخة تنفيذية لمن له الحق في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة منحها لشخص ليس له الحق في تسلمها‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تسليمها غير مطابقة للصل‪.‬‬
‫)‪ - (3‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫)‪ - (4‬محمد متزعم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫)‪ - (5‬جاء في الفصل ‪ 20‬من قانون ‪ 25‬فانتوز ‪:‬‬
‫‪« Les notaires seront tenus de garder minute de tous les actes qu’ils recevront.‬‬
‫‪Ne sont néanmoins compris dans la présente disposition, les certificats de vie, procurations,‬‬
‫‪actes de notoriété, quittances de fermage, de loyers, de solaires, arrérages de pensions et‬‬
‫‪rentes, et autres actes simples qui, d’après les lois, peuvent être délivrés en brevet ».‬‬
‫)‪ - (6‬الفصل ‪ 22‬من قانون ‪ 25‬فانتوز الذي جاء فيه‪:‬‬
‫‪« les notaires ne pourront se dessaisir d’aucune minute, si ce n’est dans les cas prévus par la‬‬
‫‪loi, et en vertu d’un jugement.‬‬ ‫=‬
‫‪=Avant de s’en dessaisir, ils en dresseront et signeront une copie figurée, qui, après avoir été‬‬
‫‪certifiée par le président et le commissaire du tribunal civil… ».‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- François lotz, la responsabilité civile du notaire, devoir de conseil extrait jurisclasseur‬‬
‫‪11/1970 p.11.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -‬في حالة تسليمها وهي معيبة‪.‬‬


‫وبذلك وبالرجوع إلى الفصل ‪ 25‬من قانون فانتوز المحال عليه في الفصل ‪ 20‬من‬
‫ظهير ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬نجده سمح للموثق بمنح نسخة لذوي الشأن أو ورثتهم أو ذوي‬
‫حقوقهم لكنه لم يجعلها قابلة للتنفيذ الجبري دون استصدار حكم بناء على طلب المستفيد‬
‫مقارنة مع التشريعين المصري والفرنسي‪ ،‬إذ كرس هاذان الخيران موقفهما هذا في‬
‫قانونيهما المسطريين الخاصين بالمرافعات‪ ،‬إذ أشارا إلى التنفيذ الجبري بواسطة‬
‫المحررات التوثيقية‪.‬‬
‫وقد تجلى ذلك في كل من الفصل ‪ 502‬من قانون المسطرة المدنية الفرنسي وكذلك‬
‫في الفصل ‪ 280‬من قانون المرافعات المصري)‪.(2‬‬
‫حيث جاء في هذا الفصل الخير أنه "ل يجوز التنفيذ الجبري إل بسند تنفيذي‬
‫اقتضاء لحق محقق الوجود ومعين المقدار وحال الداء‪ ،‬والسندات التنفيذية هي الحكام‬
‫والوامر والمحررات الموثقة ومحاضر الصلح التي تصدق عليها المحاكم أو مجالس‬
‫الصلح والوراق الخرى التي يعطيها القانون هذه الصفة"‪.‬‬
‫أما عن موقف المشرع المغربي فإننا نجده لم يأخذ بفكرة السندات التنفيذية كقاعدة‬
‫في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فعلى الرغم من انه قد أحال بموجب الفصل ‪ 20‬من ظهير ‪4‬‬
‫ماي ‪ 1925‬على الكثير من فصول قانون التوثيق الفرنسي خاصة الفصل ‪ 25‬و ‪ 26‬من‬
‫قانون ‪ 25‬فانتوز المتعلق بالصور التنفيذية‪ ،‬فإنه بالرجوع إلى قانون المسطرة المدنية نجده‬
‫لم يتعرض إلى التنفيذ الجبري بواسطة محررات الموثقين‪ ،‬لذا فإن أصحاب هذه المحررات‬
‫عليهم اللجوء إلى القضاء ومراجعته لستصدار الحكام من أجل التنفيذ)‪ ،(1‬وإن كانت‬
‫السندات الرسمية ل تخلو من امتيازات في مجال التنفيذ خاصة في مجال التنفيذ المعجل)‪.(2‬‬

‫)‪ - (2‬نور الدين لعرج‪ ،‬الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه وحدة التكوين والبحث في‬
‫القانون المدني شعبة القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2000-1999‬ص ‪.191‬‬
‫)‪ - (1‬نور الدين لعرج‪ ،‬الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 191‬و ‪.192‬‬
‫)‪ - (2‬ينص الفصل ‪ 147‬من ق‪.‬م‪.‬م في فقرته الولى على أنه "يجب أن يؤمر بالتنفيذ المعجل رغم كل تعرض أو‬
‫استئناف دون كفالة إذا كان هناك سند رسمي أو تعهد معترف به أو حكم سابق غير مستأنف"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪/‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الفصل الثاني ‪:‬‬


‫حجية المحرراتا الرسمية في توثيق المعاملتا‬
‫العقارية والطعن فيها‪.‬‬

‫برجوعنا للفصل ‪ 419‬من ق‪.‬ل‪.‬ع نجده منح للورقة الرسمية المحررة وفق‬
‫الشروط القانونية المطلوبة‪ ،‬حجية قاطعة على الطراف والغير في حدود الوقائع‬
‫والتفاقات التي يشهد الموظف العمومي الذي حررها بحصولها في محضره ول يمكن‬
‫الطعن فيها إل بالزور‪.‬‬

‫لكن هذا المر ليس على إطلقه‪ ،‬حيث غالبا ما يتم التمييز في بيانات المحرر‬
‫الرسمي بين بيانات شكلية وهي التي تضفي على المحرر الصبغة الرسمية‪ ،‬ول يمكن‬
‫الطعن فيها إل بالزور‪ ،‬وأخرى موضوعية تختلف وضعيتها بحسب ما إذا حصلت بعلم‬
‫الموثق أو بدون علمه )المبحث الول(‪.‬‬

‫وعلى الرغم مما سبق فإنه يمكن هدم حجية هذا الدليل الكتابي والطعن في رسميته‬
‫عن طريق دعوى الزور‪.‬‬

‫وما دامت المحررات الرسمية غالبا ما تتمتع بثقة الفراد وتمنح الستقرار‬
‫للمعاملت العقارية‪ ،‬فإنه ل بد من التعرف على ماهية الزور الفرعي‪ ،‬وكيفية إجرائه وآثار‬
‫الحكام الصادر فيه )المبحث الثاني(‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المبحث الول‪:‬‬
‫حجية المحرراتا الرسمية في توثيق المعاملتا‬
‫العقارية‪.‬‬
‫إن إقدام الطراف على توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية لم يأت‬
‫من فراغ‪ ،‬وإنما لما تتمتع به تلك المحررات من حجية في الثبات سواء بين أطراف‬
‫العلقة التعاقدية أو في مواجهة الغير‪ ،‬فالمحررات الرسمية وانطلقا من مقتضيات الفصل‬
‫‪ 419‬من ق‪.‬ل‪.‬ع تصبح حجة بذاتها دون حاجة إلى القرار بها‪ ،‬بل أكثر من ذلك أنها‬
‫تكتسب الصفة الرسمية التي تجعلها قرينة قاطعة ل يجوز إثبات عكسها إل عن طريق‬
‫دعوى الزور‪ ،‬غير أن المحررات المذكورة تختلف من حيث الجهة التي كلفت بتحريرها‪،‬‬
‫إذ هناك تلك الموثقة من طرف العدول وهناك الموثقة من قبل الموثقين العصريين فما هي‬
‫حجية كل منها؟‬
‫للجابة عن هذا السؤال سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين على الشكل التي ‪:‬‬
‫‪ -‬المطلب الول ‪ :‬حجية المحررات الرسمية الصادرة عن العدول في الثبات‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬حجية المحررات الرسمية الصادرة عن الموثقين العصريين في‬
‫الثبات‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬حجية المحرراتا الرسمية الصادرة عن العدول‬
‫في الثباتا ‪.‬‬
‫إذا كان المشرع المغربي قد اعتبر المحرر العدلي ورقة رسمية‪ ،‬فإن الحجية التي‬
‫ينبغي أن تمنح له تختلف حسب ما إذا تعلق المر بشهادة عدلية أصلية‪ ،‬أم بشهادة عدول‬
‫علمية أم بشهادة لفيف‪ ،‬وإذا كانت آراء الفقهاء قد اختلفت حول الحجية التي ينبغي منحها‬
‫للنوعين الخيرين‪ ،‬فإنها أجمعت على اعتبار الشهادة العدلية الصلية حجة قاطعة إلى حد‬
‫الطعن فيها بالزور نظرا لما تتضمنه من ضمانات)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وهكذا فإن المحررات العدلية وطبقا لمقتضيات الفصل ‪ 418‬من ق‪.‬ل‪.‬ع تعتبر‬
‫دليل كتابيا رسميا عندما تكون مذيلة بخطاب القاضي المكلف بالتوثيق وهذا ما أكده‬
‫القضاء)‪.(2‬‬
‫وإذا كان التوثيق العدلي يتميز بوجود ثلثة أنواع من الشهادات متمثلة في الشهادة‬
‫العدلية الصلية‪ ،‬شهادة العدول العلمية‪ ،‬وشهادة اللفيف‪ ،‬فما هي حجية هذه الشهادات؟‬
‫للجابة على هذا التساؤل فإننا سنقسم هذا المطلب إلى فقرتين نخصص الثانية منهما‬
‫للحديث عن حجية شهادة العدول السترعائية‪ ،‬على أن نخصص الولى لحجية الشهادة‬
‫العدلية الصلية في إثبات المعاملت العقارية‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬حجية الشهادة العدلية الصلية في الثباتا‬
‫إن الشهادة العدلية الصلية هي تلك التي يكون مضمنها وموضوعها من إملء‬
‫المشهود عليه‪ ،‬ويقتصر فيها الشاهد العدل أو الشاهدان على تسجيل ما يسمعه منه والشهادة‬
‫عليه به)‪.(3‬‬
‫وبهذا المفهوم فهي إذن تنطبق على جميع التفاقات والشهادات والعقود المتبادلة‬
‫من بيع وكراء ومعاوضة وبعض التبرعات والقرارات)‪.(4‬‬
‫ومثالها أن يقول طرفا عقد بيع للعدلين ‪:‬‬
‫البائع ‪ :‬اشهدا علي بأنني بعت كذا لفلن بثمن كذا ‪ ...‬ويذكر كافة بيانات البيع‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫المشتري ‪ :‬اشهدا علي أنني قبلت البيع وتسلمت المبيع ‪...‬‬
‫وانطلقا مما سبق فإننا نتساءل عن مدى حجية الشهادة العدلية الصلية؟ وعن‬
‫مصدر هذه الحجية؟‬

‫)‪ - (2‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 527‬صادر بتاريخ ‪ 1982-7-28‬منشور بمجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪،31‬‬
‫مارس ‪ ،1983‬ص ‪ 54‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ - (3‬محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل الثبات في الفقه السلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫)‪ - (4‬محمد الشتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫)‪ - (5‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫تستمد الشهادة العدلية الصلية حجيتها من خلل الفصول ‪ 419 ،418‬و ‪ 420‬من‬
‫ق‪ .‬ل‪.‬ع وكذلك الفصل ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 16-03‬المتعلق بتنظيم خطة العدالة)‪.(1‬‬
‫وبالتالي فإن الشهادة العدلية المستوفية لشروطها وأركانها والمخاطب عليها من‬
‫طرف القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬تعتبر ورقة رسمية تتمتع بحجية قوية في الثبات بذاتها‬
‫دون حاجة إلى القرار بها إلى حد الطعن فيها بالزور بالنسبة للوقائع والتصريحات التي‬
‫يشهد العدول بوقوعها بمحضرهم‪.‬‬
‫إل أنه وإن كان المشرع قد أضفى على الشهادة العدلية الصلية الصفة الرسمية‪،‬‬
‫فإن هذا ل يعني أن جميع بيانات هذه الخيرة تنسحب عليها الصفة المذكورة‪ ،‬بحيث أن‬
‫هناك نوعان من البيانات ‪:‬‬
‫‪ -‬بيانات تتعلق بوقائع وتصرفات تمت أمام العدول‪ ،‬فهذه تتمتع بالحجية الرسمية‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 419‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع ومن ثم ل يجوز الطعن فيها إل بدعوى‬
‫الزور وذلك على غرار محررات الموثقين العصريين لما في ذلك من مساس بشرف‬
‫وسمعة الموثق العدل‪ ،‬ويتعلق هذا النوع من البيانات بالضوابط التي يقوم بها العدل تنفيذا‬
‫لقانون التوثيق‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للبيان المتعلق بكون المتعاقد صحيحا رشيدا وطائعا‬
‫أو ما يعرف بالتمية)‪ ،(2‬وكذلك اسم العدلين‪ ،‬مكان التحرير وتاريخه‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للنوع الثاني من البيانات‪ ،‬فيتمثل في تلك التي يقوم العدلن بتدوينها‬
‫في الرسوم انطلقا من إقرارات وتصريحات الطراف ودون التحري عن مدى صحتها في‬
‫الواقع‪ ،‬وبالتالي فإن هذه البيانات يجوز إثبات ما يخالفها بوسائل الثبات العادية دون‬
‫الحاجة لدعوى الزور)‪.(3‬‬
‫ومن المثلة على ذلك الحالة التي يحضر فيها شخصان تربط بينهما علقة مديونية‬
‫فيقوم المدين بتسليم مبلغ الدين إلى دائنه بمحضر العدلين‪ ،‬فإذا كانت واقعة تسليم مبلغ الدين‬

‫)‪ - (1‬ينص الفصل ‪ 35‬منه على أنه "‪ ...‬ل تكون الوثيقة تامة إل ذا كانت مذيلة بالخطاب وتعتبر حينه وثيقة رسمية"‪.‬‬
‫)‪ - (2‬قرار المجلس العلى رقم ‪ 809‬الصاد بتاريخ ‪ 25‬دجنبر ‪ 1982‬في الملف المدني عدد ‪ ،47497‬تمت الشارة‬
‫إليه في الصفحة ‪ 33‬من هذه الرسالة‪.‬‬
‫)‪ - (3‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إلى الدائن تكتسي حجية قاطعة‪ ،‬حيث ل يسوغ إنكار وقوعها أمام العدلين إل بدعوى الزور‬
‫فإنه يجوز الطعن بالصورية في هذا الوفاء في حد ذاته)‪.(1‬‬

‫ونظرا للخصوصية التي يتمتع بها تاريخ الوثيقة العدلية بسبب تعدد التواريخ التي‬
‫تتضمنها هذه الخيرة‪ ،‬حيث نجد تاريخ تلقي الشهادة أو الشهاد من قبل العدلين‪ ،‬تاريخ‬
‫التضمين بأحد سجلت المحكمة‪ ،‬تاريخ التحرير وخطاب القاضي المكلف بالتوثيق)‪،(2‬‬
‫ارتأينا الوقوف عند هذا البيان للتساؤل حول التاريخ الذي يتعين العتداد به؟‬
‫لقد أجاب المجلس العلى عن هذا التساؤل وميز بن حالتين ‪:‬‬

‫الحالة الولى ‪ :‬وهي عندما يتعلق الشهاد بأطراف الوثيقة‪ ،‬فإن التاريخ الذي‬
‫يتوجب العتداد به هو تاريخ تلقي الشهاد‪ ،‬وهكذا جاء في قرار للمجلس العلى أن‬
‫"سريان أمد التقادم بالنسبة لبطلن عقد البيع الذي تم بين الطرفين يبدأ ل من تاريخ تدوين‬
‫المحرر العدلي بسجلت المحكمة بل من تاريخ الشهاد")‪.(3‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬وهي عندما يتعلق المر بالحتجاج بتاريخ الوثيقة في مواجهة‬
‫الغيار‪ ،‬فإن التاريخ الذي يتوجب الخذ به هو تاريخ تضمين الوثيقة العدلية بسجلت‬
‫المحكمة‪ ،‬وهذا ما أكده المجلس العلى في أحد قراراته الذي جاء فيه "العقود التي يتلقاها‬
‫العدول تكتسب تاريخا صحيحا ويمكن أن تكون حجة على الغير منذ تاريخ تسجيلها بدفاتر‬
‫المحكمة")‪.(4‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية شهادة العدول السترعائية‬
‫إن الشهادة السترعائية هي التي يكون مضمونها ما حفظه الشهود وحصل لهم العلم‬
‫به )تحمل الشهادة( قبل توثيقها‪ ،‬أي أنهم يستندون فيه )مضمون الشهادة( إلى معرفتهم‬
‫)‪ - (1‬محمد الربيعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫)‪ - (2‬عبد العلي حفيظ‪ ،‬الوثيقة العدلية ومدى حجيتها في الثبات‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪ 42‬ص ‪81‬‬
‫)‪ - (3‬قرار المجلس العلى رقم ‪ ،527‬صادر بتاريخ ‪ ،1982– 7– 28‬سبقت الشارة إليه في الصفحة ‪ 59‬من هذه‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫)‪ - (4‬قرار المجلس رقم ‪ 54‬صادر بتاريخ ‪ 24‬دجنبر ‪ 1958‬في الملف المدني عدد ‪ ،615‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬قضاء‬
‫المجلس العلى في التحفيظ خلل أربعين سنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،1999‬ص ‪.21‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المسبقة المباشرة عن طريق المعايشة والمخالطة اليومية ل عن طريق إخبار المعني‬


‫بالشهادة لهم)‪ ،(1‬فتحملهم للشهادة ل يتزامن مع كتابتها‪ ،‬بل يسبقها‪.‬‬
‫وانطلقا من كل هذا فإن الوثيقة السترعائية تتضمن شهادة صادرة إما من العدلين‬
‫الكاتبين لها‪ ،‬وإما من عامة الشهود فتسمى في الحالة الولى شهادة علمية )أول( وفي‬
‫الحالة الثانية تسمى شهادة لفيفية )ثانيا(‪.‬‬

‫أول ‪ :‬حجية شهادة العدول العلمية‪.‬‬


‫الشهادة العلمية هي التي يكون مضمنها وموضوعها من إملء العدل الكاتب نفسه‬
‫الذي يسجل ما في علمه‪ ،‬ومثال ذلك‪ ،‬يشهد الموقع أسفله )العدل الكاتب( أن عبد ال‬
‫يتصرف في الدار الفلنية على وجه الخير والحسان أو على وجه الرهن أو العمرى من‬
‫تاريخ كذا‪.‬‬
‫فالشهادة العلمية إذن هي التي تتضمن كلما صادرا من الشاهد في أولها وآخرها‪،‬‬
‫ول تملى على العدلين من قبل الطراف)‪.(2‬‬
‫ولقد كانت تستمد حجيتها من مقتضيات الفصل ‪ 24‬من الظهير المتعلق بخطة‬
‫العدالة الملغى بحيث لم يكن للعدلين أن يشهدا بها تلقائيا وإنما كانت تتوقف على صدور إذن‬
‫من القاضي المكلف بالتوثيق)‪.(3‬‬
‫أما بخصوص القانون الجديد المتعلق بتنظيم خطة العدالة فإنه وبتصفحنا لمواده‬
‫يتبين أنه احتفظ بنفس مقتضيات المادة ‪ 24‬من قانون خطة العدالة الملغى وذلك في المادة‬
‫‪ 27‬منه التي جاء فيها "‪ ...‬يحق للعدلين أن يشهدا شهادة علمية بإذن من القاضي"‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه وإن كانت الشهادة العلمية تستمد حجيتها من الفصل ‪ 24‬من ظهير‬
‫خطة العدالة الملغى فإنها الن تستمد حجيتها من مقتضيات المادة ‪ 27‬من القانون رقم‬
‫‪ 16-03‬المتعلق بخطة العدالة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬محمد الشتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ -‬كان الفصل ‪ 24‬من قانون ‪ 81-11‬الملغى ينص على أنه "يحق للعدلين أن يشهدا شهادة علمية بإذن من القاضي"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وجدير بالذكر أنه غالبا ما يرد صدر الوثيقة العلمية على نحو ‪:‬‬
‫‪ -‬الواضع شكله عقب تاريخه يشهد‪...‬‬
‫‪ -‬في علم شهيديه‪...‬‬
‫‪ -‬يشهد الموقعان أسفله‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف الواضعان شكليهما عقبه)‪.(1‬‬
‫وقد نادى أحد الفقهاء)‪ (2‬بنزع كل حجية على الشهادة العلمية للعدول‪ ،‬مرتكزا على‬
‫التغيير الحاصل بالنسبة لمفهوم العدل‪.‬‬
‫ونعتقد أن هذا الرأي وجيه ومبني على اعتبارات معقولة أساسها اتخاذ الحيطة‬
‫والحذر لصيانة حقوق الفراد من شهادات لم تعد تقدم الضمانات الكافية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حجية شهادة اللفيف‪.‬‬


‫إن شهادة اللفيف هي شهادة عدد كثير من الناس ل تتوفر فيهم شروط العدالة‬
‫المقررة التي يحصل بها العلم على وجه التواتر‪ ،‬وسميت باللفيف لجتماع من يصلح‬
‫للشهادة فيها ومن ل يصلح‪ ،‬وصورتها أن يأتي المشهود له باثنى عشر رجل كيفما اتفق له‬
‫من اجتماع أو افتراق إلى عدل منتصب للشهادة‪ ،‬ويقوم هذا الخير بكتابة مضمن الشهادة‬
‫التي تلقاها وأديت له)‪.(1‬‬
‫ويعتبر اللفيف من المور التي خلقها العمل القضائي بالندلس والمغرب‪ ،‬ويكاد‬
‫يجمع الباحثون في موضوع شهادة اللفيف على أن بداية العمل بها كان في القرن الثامن‬
‫الهجري تحت ضرورة عدم توفر العدول في كل نازلة من ناحية‪ ،‬وتجنبا لرهاق الشهود‬

‫)‪ - (1‬جمال الطاهري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪40‬‬


‫)‪ - (2‬أحمد الخمليشي‪ ،‬في قيمة اللفيف الثباتية‪ ،‬مقال منشور بمجلة المحاماة العدد ‪ ،13‬أكتوبر ‪ ،1978‬ص ‪ 71‬أشار‬
‫إليه محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫)‪ - (1‬بوشعيب عسال‪ ،‬المحررات‪... ،‬شهادة اللفيف وإشكالتها‪ ..‬الطعن فيها جنائيا‪ ،‬مجلة الملحق القضائي العدد ‪،36‬‬
‫مارس ‪ ،2003‬ص ‪.69‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫بالتنقل إلى مجلس القاضي الذي كثيرا ما يكون بعيدا عن سكناهم من ناحية أخرى)‪،(2‬‬
‫استنادا إلى قوله تعالى "ول يضار كاتب ول شهيد")‪.(3‬‬
‫أهمها‬ ‫وقد اشترط الفقهاء توفر مجموعة من الشروط في شهادة اللفيف يتجسد‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الشهود ممن يتوسم فيهم المروءة‪.‬‬
‫‪ -‬أل يقل عدد الشهود عن اثني عشر)‪.(3‬‬
‫‪ -‬أل تقام شهادة اللفيف إل للضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬الستفسار وهو استفهام الشهود عن شهادتهم)‪.(4‬‬
‫وقد أكد المجلس العلى بدوره على ضرورة الستفسار حيث ورد في أحد قراراته‬
‫)‪(5‬‬
‫أنه "ل يعمل باللفيف إل إذا كان مستفسرا ولو لم يكن به إجمال أو إبهام‪"...‬‬
‫وانطلقا من كل ما سبق فإنه يمكننا التساؤل عن مدى حجية شهادة اللفيف؟‬
‫لقد أضفى المشرع المغربي على جميع الوراق المخاطب عليها من طرف القضاة‬
‫المكلفين بالتوثيق صبغة الورقة الرسمية طبقا للفصل ‪ 418‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع‪ ،‬وإذا كانت‬
‫خاصية الورقة الرسمية تتمثل في كون الموظفين العموميين يتلقون مباشرة من الطراف‬
‫المتعاقدة اللتزامات المتعاقد عليها‪ ،‬فإن خاصية اللفيف تتجلى في كون العدول يتلقون‬
‫تصريحات أجانب عن اللتزام‪ ،‬ومن ثم يعتبر ورقة رسمية من حيث الشكل‪ ،‬ول مجال‬
‫مطلقا حسب أحد الباحثين لمتداد حجية الوثيقة الكتابية كورقة رسمية إلى مضمون شهادة‬
‫)‪(1‬‬
‫اللفيف‪.‬‬

‫)‪ - (2‬إبراهيم بحماني‪ ،‬القوة الثباتية لشهادة اللفيف أمام القضاء المدني وآفاقها المستقبلية‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة‬
‫الثلثون‪ ،‬العدد ‪ ،146‬ص ‪.43‬‬
‫)‪ - (3‬سورة البقرة‪ ،‬الية ‪.282‬‬
‫)‪ - (3‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 66/4‬المؤرخ في ‪ 19/1/2005‬في الملف الجنحي عدد ‪ 04-15862‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (4‬أحمد عبيا‪ ،‬شهادة اللفيف‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة الثلثون‪ ،‬العدد ‪،150‬ص ‪.122-121‬‬
‫)‪ - (5‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 215‬في الملف الشرعي رقم ‪ 85 /4883‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬فبراير ‪ 1988‬منشور‬
‫بمجلة قضاء المجلس العلى العدد المزدوج ‪ ،43-42‬مرجع سابق‪ ،‬ص من ‪ 168‬إلى ‪.170‬‬
‫‪ -‬وجاء في نفس الطار في قرار آخر للمجلس العلى أنه‪ ":‬والحال أن هذا اللفيف مستفسر والستفسار تزكية‬
‫لمضمونه‪ "...‬قرار رقم ‪ 3465‬المؤرخ في ‪ 2005– 12– 28‬في الملف المدني عدد ‪ 2003 /4 /1 /4488‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫)‪ - (1‬أحمد عبيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إل أنه وإن لم يكن المشرع قد أشار صراحة إلى اللفيف في قانون اللتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬فإن المنشور عدد ‪ 14714‬قد تعرض له ووضع أحكاما يتوجب على العدول‬
‫والقضاة المكلفون بالتوثيق مراعاتها)‪.(2‬‬
‫وعلى الرغم من الشكاليات التي تطرحها شهادة اللفيف يبدو أنه ليس في نية‬
‫المشرع التخلي عن هذه الشهادة‪ ،‬حيث أن هناك مشروع قانون يتعلق بشهادة اللفيف‬
‫تعرض لتنظيم أحكام هذه الشهادة وتحديد شروطها‪ ،‬وذلك في عدة مواد تم تخصيصها‬
‫لتنظيم هذه الشهادة ‪ ،‬حيث عرفها بأنها شهادة جمع من الناس لثبات وقائع أو حقوق أو‬
‫تصرفات ل ينص القانون على وجوب إثباتها بوسيلة خاصة)‪.(3‬‬
‫كما أنه منع على العدلين تلقي شهادة اللفيف قبل التأكد من وجود صعوبات تحول‬
‫)‪(4‬‬
‫دون توثيق موضوع الشهادة لدى الجهة المخولة قانونا صلحية ذلك‪.‬‬
‫وهذا ما يحسب للمشروع على اعتبار أنه قد حدد بدقة الحالة التي يمكن فيها اللجوء‬
‫إلى شهادة اللفيف‪ ،‬وما يحسب له أيضا أنه لم يفرق بين الرجال والنساء في إمكانية‬
‫اعتبارهم شهود لفيف‪ ،‬بحيث أن هذه المكانية متاحة لكل منهما)‪ ،(1‬كما أنه قلص عدد شهود‬
‫اللفيف من إثنى عشر المعمول به حاليا إلى خمسة‪ (2)،‬ويعتبر هذا المقتضى من أهم‬
‫اليجابيات التي جاء بها المشروع على اعتبار أنه بتحديده لعدد شهود اللفيف في خمسة بدل‬
‫إثنى عشر قطع دابر الغش والحتيال‪ ،‬وإذا كنا قد تعرضنا فيما سبق لموقف القانون من‬
‫حجية شهادة اللفيف‪ ،‬فما موقف المجلس العلى من هذه الحجية؟‬

‫)‪ - (2‬بحيث جاء في الفصل السابع من المنشور المذكور أعله أنه "‪ -1‬يجب أن تكون شهادة اللفيف مفسرة ل إجمال فيها‬
‫ول لبس‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تكون التوجيهات والتلقيات واضحة مستوفية الشروط‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب على العدول أن يذكروا في طليعة اللفيفية اسم صاحبها الذي يريد إقامتها‪ ،‬واسم والده وجده وذكر عنوانه‬
‫الكامل بكل ضبط‪.‬‬
‫‪ -4‬ل يتلقى من اللفيف إل حذاق العدول العارفين‪ ،‬لن السماع من اللفيف موكول إلى أهل التبريز في العدالة العارفين‬
‫بما تصح به شهادة اللفيف ‪."...‬‬
‫)‪ - (3‬المادة ‪ 3‬من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف‪.‬‬
‫)‪ - (4‬المادة ‪ 2‬من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف‪.‬‬
‫)‪ - (1‬المادة ‪ 10‬من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف‪.‬‬
‫)‪ - (2‬المادة ‪ 9‬من مسودة مشروع قانون تنظيم شهادة اللفيف‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إذا كان القضاء المغربي قد أخذ بشهادة اللفيف كوسيلة إثبات‪ ،‬وما زال يأخذ بها إلى‬
‫الن بحيث جاء في أحد قرارات المجلس العلى أن "القدح في شهادة لفيف إراثة بخصوص‬
‫سن بعضهم وقصوره ليس من شأنه أن ينال من حجيتها ما دام أن العبرة بزمان الداء ل‬
‫التحمل بالنسبة للشاهد")‪ .(3‬فإنه اختلف حول القيمة القانونية لهذه الشهادة كوسيلة إثبات إلى‬
‫عدة اتجاهات‪:‬‬
‫ففي البداية اعتبر المجلس العلى اللفيف بمثابة قرينة فعلية يخضع في تقدير قيمته‬
‫لسلطة قاضي الموضوع وذلك بمقتضى قرار صادر عنه)‪ ،(4‬جعل بمقتضاه شهادة اللفيف‬
‫شبيهة بالقرينة القضائية من حيث قيمتها في الثبات‪ ،‬وبتعبير آخر جعل لها قيمة شهادة‬
‫الشهود‪ .‬وفي هذا الصدد يرى أحد الباحثين)‪ (5‬أن المجلس العلى قد جانب الصواب نظرا‬
‫للختلف الكبير الموجود بين شهادة اللفيف وشهادة الشهود خصوصا فيما يتعلق بالقواعد‬
‫التي تخضع لها كل منهما‪ ،‬فبخصوص أداء اليمين يقضي الفصل ‪ 76‬من ق‪.‬م‪.‬م بضرورة‬
‫أداء اليمين من قبل الشهود إذا تعلق المر بشهادة الشهود‪ ،‬على خلف شهادة اللفيف التي ل‬
‫تطبق فيها هذه المقتضيات المتعلقة باليمين‪.‬‬
‫وإذا كانت شهادة اللفيف تدون بصيغة موحدة في وثيقة يحتج بها صاحبها‪ ،‬فإن‬
‫الفصل ‪ 81‬من ق‪ .‬م‪ .‬م يستلزم أن يؤدي الشاهد شهادته شفاهيا ول يسمح له بالستعانة‬
‫بمذكرات إل بصفة استثنائية‪.‬‬
‫وفي قرار)‪ (1‬آخر صدر عن المجلس العلى اعتبر فيه هذا الخير أن اللفيف مجرد‬
‫لئحة شهود وبالتالي ليست له أية قيمة ثبوتية‪ ،‬وبهذا يكون قد جرد اللفيف من كل قوة‬

‫)‪ - (3‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 425‬المؤرخ في ‪ 9/2/2005‬في الملف المدني عدد ‪ ،270/1/1/2003‬أشار إليه‬
‫إدريس بلمحجوب‪ ،‬قرارات المجلس العلى بغرفتين أو بجميع الغرف‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة المنية‪ ،‬الرباط الطبعة‬
‫الولى ‪ ،2005‬ص ‪.43‬‬
‫أنظر أيضا قرار المجلس العلى عدد ‪ 549/4‬المؤرخ في ‪ 4/2005 /20‬في الملف الجنحي عدد ‪ ،25423/2004‬غير‬
‫منشور‪.‬‬
‫قرار المجلس العلى عدد ‪ 263/4‬المؤرخ في ‪ 2005/ 2/3‬ملف جنحي عدد ‪ ،201/21200/04‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (4‬قرار عدد ‪ 224‬صادر بتاريخ ‪ 11/6/1974‬في الملف الجتماعي عدد ‪ 151029‬منشور بمجلة القضاء والقانون‬
‫عدد ‪ 128‬السنة ‪ ،17‬يوليوز ‪ ،1987‬ص ‪.103‬‬
‫)‪ - (5‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫)‪ - (1‬قرار عدد ‪ 529‬صادر بتاريخ ‪ 1977-9-21‬في الملف المدني عدد ‪ 75425‬منشور في مجلة المحاماة العدد‬
‫‪ ،12‬ص ‪.80‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫)‪(2‬‬
‫أكد فيه أن اللفيف‬ ‫إثباتية‪ ،‬إل أن هذا الموقف لم يدم طويل فقد صدر عنه قرار آخر‬
‫يعتبر من حيث الشكل ورقة رسمية ومن حيث المضمون مجرد شهادة‪.‬‬
‫وفي نفس التجاه ورد في قرار آخر للمجلس العلى)‪ (3‬أن "شهادة اللفيف التي‬
‫يتلقاها العدول نيابة عن القاضي وتسجل عليه‪ ،‬هي بمثابة شهادة العدول في إثبات الحقوق‬
‫وليست مجرد لئحة شهود"‪.‬‬
‫وأمام هذا التضارب في مواقف المجلس العلى نعتقد أنه حان الوقت لصدار قانون‬
‫خاص بتنظيم شهادة اللفيف‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حجية المحرراتا الرسمية الصادرة عن الموثقين‬
‫العصريين في الثباتا‪.‬‬
‫القاعدة هي أن محررات الموثقين العصريين والمستجمعة لكافة الشروط القانونية‬
‫التي فرضها المشرع‪ ،‬تتمتع بقرينة الرسمية ومن ثم فهي تصير حجة بذاتها بدون حاجة‬
‫إلى القرار بها‪ ،‬وقرينة الرسمية هذه ل يمكن دحضها إل عن طريق الدعاء بالزور أو‬
‫الطعن في الوثيقة بالكراه أو الحتيال أو التدليس أو الخطأ المادي أو الصورية)‪ ،(1‬وذلك‬
‫بحسب نوعية بيانات المحرر الرسمي )الفقرة الولى( وما دام أن الحياة العملية تؤكد أنه إذا‬
‫ما وجد محرر رسمي أصلي فلبد من وجود نسخ مستخرجة منه‪ ،‬فما هي حجية هذه النسخ‬
‫)الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬حجية بياناتا المحرراتا الرسمية‪.‬‬


‫للة‬
‫للة القاطع‬
‫للع بالحجي‬
‫للانت تتمت‬
‫للمية وإن ك‬
‫إن محررات الموثق العصري الرس‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 419‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فإن هذه الحجية القاطعة والصفة الرسمية‬
‫ل تسري على كل ما تتضمنه الورقة من بيانات ووقائع‪ ،‬بل إن منها ما يكون دليل قاطعللا‬
‫)‪ - (2‬قرار عدد ‪ 809‬صادر بتاريخ ‪ 12/1982 /25‬في الملف المدني رقم ‪ ،47497‬سبقت الشارة إليه في الصفحة‬
‫‪ 33‬من هذه الرسالة‪.‬‬
‫)‪ - (3‬قرار عدد ‪ 354‬صادر بتاريخ ‪ 1987-3-21‬في الملف العقاري عدد ‪ 84/ 4218‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫العلى العدد ‪ ،40‬دجنبر ‪ ،1987‬ص ‪.149‬‬
‫)‪ - (1‬محمد الكشبور‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫للائل‬
‫للل وس‬
‫للها بك‬
‫لحد الطعن فيه بالزور )أول( وأخرى مفترض صحتها لحد إثبات عكس‬
‫الثبات)‪) (2‬ثانيا(‪.‬‬
‫أول ‪ :‬البياناتا والوقائع ذاتا الحجية القاطعة لحد الطعن فيها بالزور‪.‬‬
‫للورقة الرسمية حجية في الثبات حتى يطعن فيها بالتزوير وذلك فيما دون فيها من‬
‫أمور قام بها الموثق في حدود مهمته أو وقعت من ذوي الشأن في حضوره)‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وتجدر الملحظة أن العديد من التشريعات العربية كالتشريع المصللللري‬

‫)‪ - (2‬عبد العالي العضراوي‪ ،‬اختصاص رئيس المحكمة التجارية في المر بالداء المبني على السند الرسمي‪ ،‬الشيك‪،‬‬
‫الكمبيالة‪ ،‬في ضوء المادة ‪ 22‬من قانون رقم ‪ 95/53‬وعمل المحاكم التجارية‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.61‬‬
‫)‪ - (3‬عالية شباطي‪ ،‬الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫)‪ - (4‬تنص المادة ‪ 11‬من قانون الثبات المصري على أن "المحررات الرسمية حجة على الناس كافة بما دون فيها من‬
‫أمور قام بها محررها في حدود مهمته‪ ،‬أو وقعت من ذوي الشأن في حضوره‪ ،‬ما لم يتبين تزويرها بالطرق المقررة‬
‫قانونا"‪.‬‬
‫لقد جاء في أحد القرارات الصادرة عن القضاء المصري بأن "الطعن بالتزوير في العقد الرسمي ل يكون إل في البيانات‬
‫التي دونها الموظف المختص بتحريره عن الوقائع أو الحالت التي شاهد حصولها أو تلقاها عن العاقدين"‪.‬‬
‫نقض ‪ 1937-11-11‬و‪.‬ج ‪ 25‬ص ‪.421‬‬
‫وجاء في قرار آخر أن‪ ":‬حجية الورقة الرسمية تقتصر على ما أورده بها محررها في حدود مهمته " نقض‬
‫‪ 3/1/1967‬أس ‪ ،18‬ص ‪ 11‬أشار إليهما محمد يحيى مطر‪ ،‬مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫)‪(1‬‬
‫سارت في نفس التجاه ‪ ،‬وقد أناط القانون مسؤولية إدراج هذه البيانات الشكلية‬ ‫واللبناني‬
‫للة‬
‫للاءلة التأديبي‬
‫في المحرر للموثق وكل إخلل من جانبه في هذه الجراءات يعرضه للمس‬
‫للونه‬
‫للدو ك‬
‫فضل عن تعرض المحرر للطعن فيه بالبطلن من الناحية الرسمية بحيث ل يع‬
‫عرفيا فاقدا للصبغة الرسمية)‪.(2‬‬
‫وتتمثل هذه البيانات على الخصوص في ‪:‬‬
‫‪ -1‬تاريخ الوثيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مكان توثيق المحرر)‪.(3‬‬
‫‪ -3‬حضور أصحاب الشأن وأسماؤهم)‪.(4‬‬
‫‪ -4‬حضور المترجم والمعين عند القتضاء‪.‬‬
‫ثم هناك البيانات المتعلقة بالمور التي وقعت من ذوي الشأن في حضور الموثللق‬
‫للذه‬
‫للة به‬
‫للات الخاص‬
‫وأكثرها يتعلق بموضوع الورقة الرسمية التي قام بتوثيقها‪ ،‬أي البيان‬
‫للتري‬
‫الورقة بالذات‪ ،‬فالموثق يثبت في الورقة أن البائع قرر أن يبيع والمشتري قرر أن يش‬
‫للق‬
‫كل بالشروط التي دونت في الورقة‪ ،‬وقد يكون المشتري دفع الثمن إلى البائع أمام الموث‬
‫فيذكر الموثق ذلك في الورقة الرسمية)‪.(5‬‬
‫كذلك الحال عندما يحضر الطرفان أمام الموثق فيقر البائع بأنه قبض الثمللن مللن‬
‫المشتري‪ ،‬فواقعة حصول هذا القرار لها نفس حجية الورقة الرسمية)‪.(6‬‬
‫ونفس المر عندما يتسلم الوديع الوديعة فهذه واقعة مادية تمت أمام الموثق‪ ،‬وحجة‬
‫قاطعة على وقوع التسليم ل يجوز إنكارها أو إثبات ما يخالفها إل عللن طريللق دعللوى‬
‫الزور‪.‬‬

‫)‪ - (1‬تنص المادة ‪ 146‬من قانون أصول المحاكمات المدنية اللبناني على أن "للسند الرسمي قوة تنفيذية وهو حجة على‬
‫الكافة بما دون فيه من أمور قام بها الموظف العام أو وقعت من ذوي العلقة في حضوره ضمن حدود سلطته‬
‫واختصاصه ‪ "...‬محمد يحيى مطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫)‪ – (2‬أستاذنا أحمد خرطة قانون التوثيق العصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫)‪ - (3‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫)‪ - (4‬إدريس العلوي العبدلوي‪ ،‬وسائل الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬طبعة ‪ ،1977‬مطبعة فضالة‪ ،‬المحمدية‪ ،‬ص‬
‫‪.74‬‬
‫)‪ - (5‬عالية شباطي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫)‪ - (6‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ومن ثم فإنه سواء كانت البيانات متعلقة بالمور التي قام بها الموثق أم بالمور التي‬
‫وقعت من ذوي الشأن في حضوره‪ ،‬فل بد حتى تثبت لها الحجية المطلقة أن تكللون فللي‬
‫حدود مهمته ولزمة لبرام العقد‪ ،‬أما إذا خرجت عن هذه الحدود كأن يثبللت الموثللق أن‬
‫أصحاب الشأن أقارب أو أن أحدهم يبلغ كذا من العمر أو أنهم قرروا أمامه أنهللم أجللانب‬
‫أقاموا مدة معينة في البلد فإنها تكون من باب اللغو الذي ل يعتد به وبالتالي ل تكون لهللا‬
‫أية حجية)‪. (1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البياناتا والوقائع المفترض صحتها لحد إثباتا عكسها بوسائل‬


‫الثباتا العادية‪.‬‬
‫ليست كل الوقائع والتصريحات الواردة في المحرر الموثق يلحقها وصف الرسمية‬
‫وتتمتع بالحجية القاطعة لحد الطعن فيها بالزور‪ ،‬فتصريحات الطراف التي يقتصللر دور‬
‫الموثق على تدوينها ل تكتسي هذه الحجية ول حاجة لدعوى الزور لثبات عدم صللحتها‪،‬‬
‫لن الموثق ل يستطيع الوقوف على مدى صحة وصدق هذه التصريحات)‪.(2‬‬
‫وبالتالي فهذه البيانات هي بيانات موضوعية تكون من إملء أطراف المحرر وغالبا‬
‫ما تتعلق مثل بتحديد حدود العقار المراد التعاقد بشأنه أو مساحته أو نوعه وهل هو سقوي‬
‫للدقة‬
‫للة أو الص‬
‫للية مثل أو الهب‬
‫أم بوري‪ ،‬وتحديد نوعية العقد هل هو إقرار فردي كالوص‬
‫والثمن في عقد البيع هل قبض أم لم يقبض)‪.(1‬‬
‫للا‬
‫للا يخالفه‬
‫ومن هنا فصحة هذه التصريحات ومدى مطابقتها للحقيقة يمكن إثبات م‬
‫بوسائل الثبات العادية دون حاجة إلى سلوك الطعن بالزور بحيث جاء في الفقرة الثانية من‬
‫الفصل ‪ 419‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع "إل أنه إذا وقع الطعن في الورقة بسبب إكللراه أو احتيللال أو‬
‫تدليس أو صورية أو خطأ مادي‪ ،‬فإنه يمكن إثبات ذلك بواسطة الشهود وحللتى بواسللطة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148-147‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫)‪(1‬‬
‫– أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫القرائن القوية المنضبطة المتلئمة دون احتياج إلى القيام بدعوى الزور" ويلحظ السللتاذ‬
‫بول دوكرو في هذا الشأن أن الكراه الذي يقصده المشرع في الفقرة الثانية مللن الفصللل‬
‫للمل‬
‫للي أن يش‬
‫‪ 419‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع هو ذلك الذي يمارسه أحد الطرفين على الخر‪ ،‬ول ينبغ‬
‫الكراه الذي يكون قد مارسه الموثق على أحد الطرفين‪ ،‬فهذا النوع الخير ل يسوغ إثباته‬
‫إل عن طريق دعوى الزور وكذلك الحال فيما يخص التدليس الذي يدعي أحد الطللراف‬
‫وقوعه من طرف الموثق فهذا الدعاء ل يلتفت إليه إل إذا تم بواسطة دعوى الزور)‪.(2‬‬

‫للان‬
‫للا إذا ك‬
‫للب م‬
‫للف حس‬
‫أما فيما يخص إثبات الصورية من قبل الشخاص فتختل‬
‫الشخص من الطراف أم من الغير‪ ،‬ففيما يتعلق بالمتعاقدين ل بد لثبات الصللورية فللي‬
‫الحالت التي تزيد فيها قيمة العقد الخطي عن ‪ 250‬درهم من دليل خطي أو على القل من‬
‫مبدأ ثبوت بالكتابة وفقا لقواعد الثبات العامة المنصوص عليها في المواد ‪ 447-443‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪– Paul decroux, la preuve par écrit en droit marocain moderne‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية لسنة ‪ 1957‬عدد ‪ 1211‬صفحة ‪ 71‬أشار إليه محمد الربيعي ‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في‬
‫الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪130‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وكذلك هو المر في الحالت التي تكون فيها قيمة العقد الصوري أقللل مللن ‪250‬‬
‫درهما إذا كان العقد الظاهر جرى كتابة وذلك عمل بالقاعدة الصولية العامة القائلة بعللدم‬
‫جواز إثبات ما يخالف أو يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي إل بدليل كتابي )المللادة ‪444‬‬
‫من ق‪ .‬ل‪.‬ع(‪.‬‬
‫على أنه يجوز للمتعاقدين على سبيل الستثناء إثبات الصورية بالشهادة وبللالقرائن‬
‫عندما تستهدف الصورية التحايل على القانون)‪ ،(1‬أما فيما يتعلق بالغير فإنه يمكنه إثب‬
‫للات‬
‫الصورية بجميع الوسائل ومن جملتها شهادة الشهود والقرائن)‪ ،(2‬ذلك أن الصورية بالنسبة‬
‫للغير تشكل مجرد واقعة والوقائع كما نعلم يمكن إثباتها بجميع الوسائل ثم إنه لما كللان ل‬
‫يعقل أن ينسب أي إهمال للغير لعدم حصوله على وثيقة خطية من المتعاقدين تثبت إقدامهم‬
‫على التعاقد صوريا فإن المنطق يقضي بتسهيل مهمة الغير وتخويله حق إثبات الصللورية‬
‫بالشهادة والقرائن)‪.(3‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية نسخ المحرراتا الرسمية‪.‬‬


‫جرى العمل في الميدان التوثيقي أن يقوم الموثق بتحرير التفاق في أصل يحفظ في‬
‫مكتبه ونسخ تمنح لصحاب الشأن‪ .‬والفرق بين أصل المحرر ونسخته هو أن الول‬
‫يتضمن توقيعات الطراف والشهود والموثق‪ ،‬أما النسخة فإنها ل تتضمن إل توقيع هذا‬
‫الخير)‪.(4‬‬
‫ولعل الغاية التي توخاها المشرع من وراء ذلك هو جعل أصول المحللررات فللي‬
‫مأمن من كل ضياع أو تلف‪.‬‬

‫)‪ - (1‬مأمون الكزبري‪ ،‬نظرية اللتزامات في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي‪ ،‬ج ‪ 1‬مصادر اللتزامات‪،‬‬
‫مطبعة الهلل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬السنة ‪ ،1972‬ص ‪.200‬‬
‫)‪ - (2‬عبد الرحمن أسامة‪ ،‬النظرية العامة لللتزامات‪ ،‬ج ‪ 1‬المصادر الرادية‪ ،‬مطبعة دار النشر الجسور طبعة ‪،2001‬‬
‫وجدة ص ‪.261‬‬
‫)‪ - (3‬مأمون الكزبري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫)‪ - (4‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وينبغي أن تكون الصور الرسمية من المحرر الموثق مشتملة على ذات الشروط‬
‫الشكلية التي يجب توفرها في أصل المحرر‪ ،‬إذ يتعين أن تكون مكتوبة بخط واضح إذا‬
‫كانت قد نسخت بخط اليد أو تكون صورتها الفوتوغرافية ظاهرة وواضحة ومقروءة‪.‬‬

‫كما يجب أن تكون خالية مما يشكك في صحتها‪ ،‬وخالية أيضا من أية إضافة أو‬
‫محو أو كشط‪...‬إلخ إل ما تم وفقا للقانون)‪ (1‬هذا على عكس المحررات الصادرة عن‬
‫العدول التي يتكفل بإنجاز نسخ منها نساخ مختص بذلك‪ ،‬فحسب المادة ‪ 11‬من القانون رقم‬
‫)‪(2‬‬
‫المنظم لمهنة النساخة ‪ ،‬يعتبر النساخ ملزمون بتضمين الشهادة العدلية أي نقل‬ ‫‪49-00‬‬
‫محتواها من الصك المحرر من طرف العدلين إلى أحد سجلت التضمين الممسوكة‬
‫بالمحكمة بعد موافقة القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬وفي هذا السياق نص الفصل ‪ 441‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع على أن "النسخ المأخوذة وفقا للقواعد المعمول بها عن المحررات الخاصة أو‬
‫العامة المودعة في خزائن المستندات )الرشيف( بواسطة أمين هذه الخزائن تكون لها نفس‬
‫قوة الثبات التي لصولها‪ ،‬ويسري نفس الحكم على نسخ الوثائق المضمنة في سجلت‬
‫القضاة‪ ،‬إذا شهد هؤلء القضاة بمطابقتها لصولها"‪.‬‬

‫إل أنه رغم الحجية التي تتمتع بها نسخ المحررات الموثقة فإنه يمكن للخصوم أن‬
‫يطلبوا مقابلة النسخة بأصلها‪ ،‬وهذا ما يتبين من خلل مقتضيات الفصل ‪ 442‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫الذي جاء فيه "ل يسوغ للخصوم في الحوال المنصوص عليها في الفصلين السابقين‪ ،‬أن‬
‫يطلبوا تقديم أصل الوثيقة المودع في الرشيف إلى المحكمة‪ ،‬ولكن لهم دائما الحق في أن‬
‫يطلبوا مقابلة النسخة بأصلها وإن لم يوجد الصل فبالنسخة المودعة في الرشيف ويجوز‬
‫لهم أيضا أن يطلبوا على نفقتهم تصويرا فوتوغرافيا لما هو مودع في الرشيف من أصل‬
‫أو نسخة‪ ،‬وإذا لم يوجد في الرشيف العام ل أصل الوثيقة ول نسخته‪ ،‬فإن النسخ الرسمية‬

‫)‪ - (1‬أستاذنا أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫)‪ - (2‬الظهير الشريف رقم ‪ 1-01-124‬صادر بتاريخ ‪ 29‬ربيع الول ‪ 1422‬موافق ل ‪ 22‬يونيو ‪ 2001‬الخاص‬
‫بتنظيم مهنة النساخة‪ ،‬المنشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4918‬بتاريخ ‪ 19‬يوليوز ‪ ،2001‬ص ‪.1864‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫المأخوذة طبقا لحكام الفصلين ‪ 440‬و ‪ 441‬تقوم دليل‪ ،‬بشرط أل يظهر فيها شطب ول‬
‫تغيير ول أي شيء آخر من شأنه أن يثير الريبة"‪ ،‬ومن خلل هذا الفصل يتبين أن المشرع‬
‫)‪(1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ميز بين حالتين‬

‫الحالة الولى ‪ :‬وهي تلك التي يطلب فيها الشخص مقابلة النسخة بأصلها في حين‬
‫يكون هذا الخير غير موجود ففي هذه الحالة يمكن للمحتج عليه طلب مقابلتها بالنسخ‬
‫الموجودة في الرشيف‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية ‪ :‬فهي تلك التي ل يوجد في ظلها في الرشيف ل أصل الوثيقة ول‬
‫و‬ ‫نسختها‪ ،‬حيث اعتبر المشرع في هذه الحالة النسخة المأخوذة طبقا للفصلين ‪440‬‬
‫‪ 441‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حجة في الثبات شريطة أن تكون خالية من كل ما من شأنه أن يثير‬
‫الشك والريبة في صحتها أو في مطابقتها للصل المأخوذة عنه‪.‬‬
‫وتجدر الملحظة أن النسخ المأخوذة عن الصل بالتصوير الفوتوغرافي تتمتع‬
‫بنفس الحجية التي تتمتع بها النسخ الصلية عندما تتم المصادقة على مطابقتها لصلها من‬
‫طرف الموظفين المختصين بهذه المهمة)‪.(2‬‬
‫وتجدر الشارة أن المشرع المصري بدوره قد سار في نفس التجاه الذي سار فيه‬
‫المشرع المغربي بمنحه لنسخ المحررات الرسمية نفس الحجية التي يتمتع بها الصل حيث‬
‫جاء في الفصل ‪ 12‬من قانون الثبات المصري أنه "إذا كان أصل المحرر الرسمي‬
‫موجودا فإن صورته الرسمية خطية كانت أو فوتوغرافية تكون حجة بالقدر الذي تكون فيه‬
‫مطابقة للصل"‪.‬‬
‫إل أنه رغم ذلك فإنه ثمة اختلفين بين التقنين المغربي والمصري في شأن الصور‪،‬‬
‫يتمثل أولهما في أن التقنين المغربي نص على أنه إذا لم يوجد أصل المحرر الرسمي‬
‫ووجدت نسخة منه رسمية في الرشيف‪ ،‬تقابل النسخة المحتج بها بالنسخة المحفوظة في‬
‫الرشيف وهذه المسألة لم ينص عليها التقنين المصري‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪170-169‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 440‬من ق‪ .‬ل‪.‬ع‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫أما ثانيهما فيتمثل في إغفال المشرع المغربي للصور المأخوذة عن الصورة الولى‬
‫وإغفاله كذلك لصور الصورة الثانية وهما الحالتان اللتان انفرد بذكرهما التقنين‬
‫المصري)‪.(1‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬


‫الطعن في المحرراتا الرسمية الموثقة للمعاملتا العقارية‪.‬‬
‫يعتبر المحرر الرسمي حجة على الناس كافة‪ ،‬أي فيما بين المتعاقدين وكللذا فللي‬
‫للي‬
‫للومي ف‬
‫مواجهة الغير‪ ،‬وبذلك فهو حجة بكل ما دون فيه من أمور قام بها الموظف العم‬
‫حدود مهمته‪ ،‬أو وقعت من ذوي الشأن في حضوره ما لم يتبين تزويره بالطرق المقللررة‬
‫قانونا)‪.(2‬‬
‫وهو ما تم التنصيص عليه صراحة في الفصل ‪ 419‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع)‪ (3‬في فقرته‬
‫الولى التي قضت بأن "الورقة الرسمية حجة قاطعة‪ ،‬حتى على الغير في الوقائع والتفاقات‬
‫التي يشهد الموظف العمومي الذي حررها بحصولها في محضره وذلك إلى أن يطعن فيها‬
‫بالزور"‪.‬‬
‫ول يغرب عن البال أن الطعن بالتزوير طريق خاص لثبات عكس ما هو وارد في‬
‫الوراق الرسمية علته ما يوليه القانون من ثقة في صحة القرارات الصادرة في حضور‬
‫الموظف العام‪ ،‬وصحة ما يتولى إثباته من البيانات التي يلحق بها وصف الرسمية)‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.309-306‬‬


‫)‪ - (2‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول الثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.138‬‬
‫)‪ - (3‬ول بد من الشارة هنا إلى أن هذا الفصل يتحدث عن الطعن في الورقة الرسمية بأشكال أخرى‪ ،‬مثل الطعن‬
‫بالكراه والحتيال والتدليس والصورية‪ ...‬وما دامت هذه الطعون يمكن إثباتها بمختلف وسائل الثبات دون الحاجة إلى‬
‫القيام بدعوى الزور‪ ،‬فهذا يجعلنا نخصص هذا المبحث للحديث عن الطعن في المحررات الرسمية بالزور الفرعي فقط‬
‫دون غيره من الطعون‪.‬‬
‫)‪ - (1‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح قانون اللتزامات والعقود المغربي‪ ،‬الكتاب الول‪ ،‬اللتزامات بوجه عام‪ ،‬ج‬
‫‪ ،3‬انقضاء اللتزام –إثبات اللتزام‪ -‬إثبات البراءة منه‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪،1999‬‬
‫ص ‪.317‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ويمكن أن تكون دعوى الزور جنائية أو مدنية)‪ ،(2‬وهكذا فمتى تم تحريك الدعوى‬
‫العمومية بالزور من طرف النيابة العامة بحكم اختصاصها كسلطة اتهام أو تم تحريكها من‬
‫طرف المطالب بالحق المدني عن طريق الدعاء المباشر أمام القضاء الجنائي فإننا نكون‬
‫بصدد ما يعرف بدعوى الزور الصلية الجنائية)‪.(3‬‬
‫أما دعوى الزور المدنية فتعرف‪ ،‬بأنها تلك الوسيلة السريعة والفعالة التي يثيرها‬
‫مدعي الزور أثناء سريان دعوى أصلية وفق إجراءات نص عليها القانون بهدف إسقاط‬
‫حجية المحرر الرسمي أو العرفي المقدم فيها)‪.(4‬‬
‫ونظرا لهمية الزور الفرعي فقد خصه المشرع بأحكام خاصة ينفرد بها عن باقي‬
‫إجراءات التحقيق‪ ،‬منها إمكانية الطعن في الحكم الصادر فيه استقلل عن الحكم البات في‬
‫الجوهر‪.‬‬
‫فما المقصود بالزور الفرعي؟ وما هي طبيعته القانونية؟ وما هي شروط قبول‬
‫المحكمة النظر في هذا الجراء؟ وما هي إجراءاته؟‬
‫ثم ما هي آثار الحكام الصادرة بخصوصه؟ للجابة عن هذه السئلة سنقسم هذا‬
‫المبحث إلى مطلبين نخصص الول منه لماهية الزور الفرعي‪ ،‬على أن نعالج في المطلب‬
‫الثاني إجراءات الزور الفرعي وآثار الحكام الصادرة بخصوصه‪.‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬ماهية الزور الفرعي‪.‬‬
‫لما كان الحكم عن الشيء فرع من تصوره‪ ،‬فإن ذلك يقتضي منا الحديث عن‬
‫الطبيعة القانونية للزور الفرعي بعد تعريفه )الفقرة الولى(‪ ،‬على أن المحكمة ل يمكن أن‬
‫تقبل النظر في هذا الجراء المسطري إل إذا توفرت شروط معينة )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬تعريف الزور الفرعي وطبيعته القانونية‪.‬‬

‫)‪ - (2‬فاطمة هرباز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫)‪ - (3‬جواد بوكلطة‪ ،‬الطبيعة القانونية لدعوى الزور الفرعية في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2005‬ص ‪.31‬‬
‫)‪ – (4‬جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫حتى يكون لدينا تصور واضح عن الزور الفرعي كأحد أهم الجراءات المسطرية‬
‫التي تمنح لمدعي الزور إمكانية هدم حجية الدليل الكتابي‪ ،‬فإننا سنقوم بتعريفها )أول( ثم‬
‫بعد ذلك سنتطرق لتحديد طبيعتها القانونية )ثانيا(‪.‬‬

‫أول ‪ :‬تعريف الزور الفرعي‪.‬‬


‫إذا كان القانون الجنائي المغربي قد عرف التزوير في فصله ‪ 351‬بأن "تزوير‬
‫الوراق هو تغيير الحقيقة فيها بسوء نية تغييرا من شأنه أن يسبب ضررا متى وقع في‬
‫محرر بإحدى الوسائل المنصوص عليها في القانون")‪ (1‬فإنه على العكس من ذلك لم يضع‬
‫قانون المسطرة المدنية أي تعريف لدعوى الزور الفرعية‪ ،‬إل أنه برجوعنا إلى المراجع‬
‫الفقهية نجدها أوردت لها تعاريف عديدة ومتعددة ‪ ،‬حيث ذهب الستاذ إدريس العلوي‬
‫العبدلوي إلى أنها "مجموع الجراءات التي يقتضي اتباعها لثبات التزوير في الوراق‬
‫سواء أكانت رسمية أم عادية")‪.(1‬‬

‫)‪ - (1‬لقد تعرض المشرع المغربي في الفصلين ‪ 352‬و ‪ 353‬من القانون الجنائي للتزوير الذي يرتكبه القضاة‬
‫والموظفون العموميون‪ ،‬والموثقون‪ ،‬والعدول وبين الوسائل والطرق التي يتم بها وذلك كالتي ‪:‬‬
‫الفصل ‪" :352‬يعاقب بالسجن المؤبد كل قاض أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه بوظيفته تزويرا‬
‫بإحدى الوسائل التية ‪:‬‬
‫‪ -‬تغيير المحرر أو الكتابة‪ ،‬أو التوقيع‪.‬‬
‫‪ -‬وضع أشخاص موهومين واستبدال أشخاص بآخرين‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة إضافية أو مقحمة في السجلت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو اختتامها "‪.‬‬
‫الفصل ‪" :353‬يعاقب بالسجن المؤبد كل واحد من رجال القضاء أو الموظفين العموميين أو الموثقين أو العدول ارتكب‬
‫بسوء نية أثناء تحريره ورقة متعلقة بوظيفته تغييرا في جوهرها أو في ظروف تحريرها وذلك إما بكتابة اتفاقات تخالف‬
‫ما رسمه أو أمله الطراف المعنيون‪ ،‬وإما بإثبات وقائع على أنها اعترف بها لديه أو حدثت أمامه بالرغم من عدم‬
‫حصول ذلك وإما بحذف أو تغيير عمدي في التصريحات التي يتلقاها "‪.‬‬
‫وجدير بالذكر إلى أن التزوير قد يرتكبه الموثق أو العدل‪ ،‬أو أطرف المحرر أو الشهود وذلك قصد الوصول إلى منافع‬
‫ومصالح قد ل تتحقق لهم بواسطة المحرر الرسمي الصحيح وفي هذه الحالة فإن الموثق أو العدلن ل يتابعان بالتزوير‬
‫وإنما يتابع الطراف المسؤولون عنه‪.‬‬
‫وهذا ما أكده قرار للمجلس العلى جاء فيه "‪ ...‬وحيث أن إقدام المتهم على ضم أرض ليست في ملكه بحيث عمل على‬
‫إحضار شهود أمام العدلين ليشهدوا أن الرض في ملكه والحقيقة غير ذلك يعد تزويرا عن طريق اصطناع وثيقة رسمية‬
‫مما يتعين معه التصريح بمؤاخذته من أجل الجناية المذكورة‪."...‬‬
‫قرار رقم ‪ 4 /17‬المؤرخ في ‪ 2005-1-5‬في الملف الجنحي عدد ‪ 18334/2003‬غير منشور‪= .‬‬
‫= ‪ -‬قرار المجلس العلى رقم ‪ 4 /205‬المؤرخ في ‪ 2005-2-16‬في الملف الجنحي عدد ‪2004 /19782 /83‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (1‬إدريس العلوي العبدلوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫في حين ذهب البعض)‪ (2‬الخر إلى أنها "مجموعة الجراءات التي يجب اتباعها لثبات‬
‫التزوير‪ ،‬أي لثبات عدم صحة الوراق الرسمية وبعض حالت الوراق العرفية"‪.‬‬
‫وما يلحظ بخصوص هذا التعريف الخير‪ ،‬أنه غير دقيق لنه من جهة ل يسمح‬
‫بتمييز دعوى الزور الفرعية عن دعوى التزوير المدنية الصلية بالنسبة للتشريعات التي‬
‫تأخذ بها‪ ،‬فالجراءات المتحدث عنها كما قد تشمل الطلب الصلي فإنها يمكن أن تشمل‬
‫أيضا إثارة الزور كطلب عارض أثناء سريان الدعوى‪ ،‬ومن جهة أخرى فإنه يعدد حالت‬
‫إمكانية إثارة الزور الفرعي أكثر مما يحاول الوقوف على ماهيتها‪.‬‬

‫والغالب أن تثار دعوى التزوير الفرعية ضمن دعوى أصلية يستند فيها رافعها إلى‬
‫محرر معين‪ ،‬فيطعن المدعى عليه فيها في هذا المحرر بالتزوير فيعتبر طعنه في هذه‬
‫الحالة دعوى تزوير فرعية)‪.(3‬‬
‫كما أن الشخص الذي وقع ضحية التزوير‪ ،‬يمكنه إما اللجوء إلى دعوى الزور‬
‫الصلية التي تقام أمام القضاء الجنائي ويكون الهدف منها ل فقط الحكم بزورية المحرر بل‬
‫إنزال العقاب بالجاني أيضا‪ ،‬وإما أن يسلك دعوى الزور الفرعية التي وكما سبق وأن‬
‫أشرنا يتم اللجوء إليها عندما تكون ثمة دعوى سارية‪ ،‬بغية التوصل إلى إثبات زورية‬
‫المحرر وإبعاده من دائرة الثبات)‪.(1‬‬
‫وثمة من التشريعات)‪ (2‬من تأخذ بنوع ثالث من دعاوى الزور وهي دعوى الزور‬
‫الصلية المدنية وهي التي ل يأخذ بها المشرع المغربي‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع المغربي قد نظم مسطرتي تحقيق الخطوط والزور الفرعي في‬
‫الفرع السادس من الباب الثالث من القسم الول من قانون المسطرة المدنية وذلك لوجود‬

‫)‪ - (2‬محمد المنجي‪ ،‬دعوى التزوير الفرعية في المواد المدنية من التقرير بالتزوير إلى الطعن بالنقض‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ 1992‬توزيع منشأة المعارف بالسكندرية‪ ،‬ص ‪.109-108‬‬
‫)‪ - (3‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية‪-‬الدلة المطلقة في القانون المصري مقارنا بتقنينات‬
‫سائر البلد العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫)‪ - (1‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪116-115‬‬
‫)‪ - (2‬كالمشرع المصري الذي جاء في الفصل ‪ 59‬من قانون إثباته "يجوز لمن يخشى الحتجاج عليه بمحرر مزور أن‬
‫يختصم من بيده ذلك المحرر ومن يفيد منه لسماع الحكم بتزويره ويكون ذلك بدعوى أصلية ترفع بالوضاع المعتادة"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫أوجه تشابه بينهما)‪ ،(3‬فإن ذلك ل يمنع من وجود أوجه اختلف متعددة بينهما تتمثل أساسا‬
‫في أن نطاق الزور الفرعي أعم من تحقيق الخطوط‪ ،‬ذلك أنه إذا كان بالمكان إثارة الزور‬
‫الفرعي حتى بالنسبة للمحررات العرفية‪ ،‬فإن تحقيق الخطوط ينحصر استعماله بالنسبة لهذا‬
‫النوع الخير من المحررات ل غير)‪.(4‬‬
‫وإذا كان الدفع بالنكار وتبعا لذلك تحقيق الخطوط دفع موضوعي‪ (5)،‬فالمر عكس‬
‫ذلك بالنسبة للدعاء بالزور الفرعي حيث انقسم الفقه والقضاء بين من يعتبره دفعا‬

‫)‪ - (3‬تتجلى أوجه التشابه بين الجراءين في أن ‪:‬‬


‫‪ -‬كلهما مسطرتان فرعيتان‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة الهدف المتمثل في الوصول إلى حقيقة مجسدة في إثبات صحة أو عدم صحة المحرر المطعون فيه‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة طرق الثبات المتمثلة في التحقيق بواسطة السندات أو شهادة الشهود أو الخبرة‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة النتيجة التي تتجسد في ‪ :‬إما رفض الدعاء أو الدفع بالنكار في حالة عدم ثبوته وبالتالي عدم صحة المحرر‬
‫وتجريده من كل أثر‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز الحكم في الدعاء الفرعي بالزور أو بتحقيق الخطوط وموضوع الدعوى الصلية‪ ،‬بل يتعين أن يكون‬
‫القضاء في الدعاءين سابقا على الحكم في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51-50‬‬
‫)‪ - (4‬هشام درقاوي‪ ،‬دعوى التزوير الفرعية بين التشريع والتطبيق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص وحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪ ،‬جامعة محمد الول‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2004-2003‬ص ‪.22‬‬
‫)‪ - (5‬هشام درقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫موضوعيا ومن يعتبره طلبا عارضا)‪.(1‬‬


‫ويظهر الفرق كذلك بين الدعاء بالزور وتحقيق الخطوط على مستوى الثبات‪ ،‬فإذا‬
‫كان دور الخصم في الدفع بالنكار دورا سلبيا إذ يكفي أن ينكر صراحة ما هو منسوب إليه‬
‫من خط أو إمضاء ليكون على الخصم الخر المتمسك بالمحرر عبئ إثبات صحته)‪ ،(2‬فإن‬
‫دور الخصم في الدعاء بالزور الفرعي دور إيجابي إذ يقع عليه عبئ إثبات عدم صحة‬
‫السند)‪.(3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة القانونية للزور الفرعي‪.‬‬
‫بالرجوع إلى النصوص القانونية المنظمة للزور الفرعي في ق‪.‬م‪.‬م نجد أن المشرع‬
‫المغربي لم يحدد طبيعته القانونية ‪ ،‬المر الذي ترتب عنه اختلف وجهات نظر الفقه بهذا‬
‫الخصوص اختلفا كبيرا أفرز رأيين متعارضين‪ ،‬رأي قائل بأنها طلب عارض‪ ،‬ورأي‬
‫)‪(4‬‬
‫آخر قائل بأنه دفع موضوعي‪.‬‬

‫)‪ – (1‬وسنتعرض لهذا الشكال عند الحديث عن العنصر المتعلق بالطبيعة القانونية للزور الفرعي في الفقرة الولى من‬
‫المطلب الول من المبحث الثاني من الفصل الثاني‪ ،‬ص من ‪ 80‬إلى ‪.83‬‬
‫)‪ - (2‬هشام درقاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫)‪ - (3‬قرار صادر عن محكمة النقض المصرية بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪ ،1966‬أشار إليه محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.150‬‬
‫)‪ - (4‬لقد عالج المشرع المغربي موضوع الطلبات والدفوع في نوعين من القوانين ‪ :‬قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬وقانون‬
‫المسطرة الجنائية ) وما دمنا نتحدث في رسالتنا عن طبيعة دعوى الزور الفرعي المدني فإننا سنحصر الحديث عن‬
‫تعريف فقهاء قانون المسطرة المدنية لكل من الدفع والطلب ( ‪ .‬وفي هذا الصدد يطلق فقهاء المسطرة المدنية مصطلح‬
‫الطلب على الجراء القانوني الذي يعرض به الشخص على المحكمة ما يدعيه بقصد طلب الحكم به‪ ،‬وينقسم الطلب‬
‫بالمعنى السالف الذكر إلى نوعين أصلي وعارض ‪:‬‬
‫فالطلب الصلي أو المفتتح للخصومة هو الذي تفتتح بموجبه الدعوى التي يرفعها إلى القضاء صاحب الحق المنازع فيه‬
‫على من ينازعه في هذا الحق ليحكم له بما يدعيه ‪.‬‬
‫أما الطلب العارض فهو الذي يقدم أثناء النظر في الدعوى المعروضة على المحكمة بموجب الطلب الصلي‪ ،‬ويتناولها‬
‫بالتصحيح أو التعديل أو الضافة أو التغيير في موضوعها أو سببها أو أطرافها ‪.‬‬
‫أما الدفع فيأخذ معنيين الول عام والثاني خاص‪:‬‬
‫فالمعنى العام يقصد به جميع وسائل الدفاع التي يجوز للخصم أن يستعين بها ليجيب على دعوى خصمه بقصد تفادي‬
‫الحكم له بما يدعيه ‪.‬‬
‫في حين أن المعنى الخاص يقصد به الوسائل التي يستعين بها الخصم للطعن بمقتضاها في صحة إجراءات الخصومة‬
‫دون التعرض لصل الحق الذي يزعمه خصمه ‪ ،‬فيتفادى بها مؤقتا الحكم عليه بمطلوب خصمه ‪.‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ :‬نظرية الدفوع في قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬السكندرية الطبعة التاسعة ‪ ،1991‬ص ‪.12–11‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫فبخصوص التجاه الول)‪ (1‬القائل بأن الزور الفرعي طلب عارض‪ ،‬ينبغي تقديمه‬
‫في شكل مقال أو تصريح شفوي أمام كتابة الضبط مع ضرورة تضمين المقال البيانات‬
‫اللزمة قانونا)‪.(2‬‬
‫وعلى أي فالقائلون من الفقه المغربي باعتبار الزور الفرعي طلبا عارضا يؤسسون‬
‫موقفهم على الفصل ‪ 94‬من ق‪.‬م‪.‬م والفصل ‪ 9‬من نفس القانون الذي اعتبر قضايا الزور‬
‫الفرعي من بين الدعاوى الواجب تبليغها إلى النيابة العامة وبالتالي اعتبرها دعوى مما‬
‫ينافي قول من يعتبرها دفعا موضوعيا على أساس أن للدعوى شروطها وإجراءاتها‪ ،‬وكما‬
‫يؤيدون موقفهم أيضا بمقتضيات الفصل ‪ 421‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي يقضي أنه " في حالة تقديم‬
‫دعوى الزور الصلية‪ ،‬يوقف تنفيذ الورقة المطعون فيها بالزور بصدور قرار التهام‪ ،‬أما‬
‫إذا كان قرار التهام لم يصدر أو وقع الطعن بالزور بدعوى فرعية فللمحكمة وفقا لظروف‬
‫الحال أن توقف مؤقتا تنفيذ الورقة"‪ ،‬وتدعم هذه المؤشرات ذات الطابع التشريعي التي‬
‫تؤدي إلى اعتبار التزوير الفرعي طلبا عارضا ببعض قرارات المجلس العلى كالقرار‬
‫الذي اعتبر أنه مادام أن الطالب تقدم أمام محكمة الستئناف بمقال الزور الفرعي مؤدى‬
‫عنه الوجيبة القضائية للطعن‪ ،‬فإن القرار المطعون فيه الذي لم يشر إلى هذا الطعن ول إلى‬
‫الرد عليه قد أتى على غير أساس ومشوبا بانعدام التعليل وخرق حقوق الدفاع وتعريضه‬
‫للنقض)‪.(3‬‬

‫)‪ - (1‬المعطي الجبوجي‪ ،‬القواعد الموضوعية والشكلية للثبات وأسباب الترجيح بين الحجج‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪ ،2002‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الحكام في قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف السكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،1977‬ص ‪.467‬‬
‫‪ -‬عبد السلم حادوش‪ ،‬هل مجرد الدفع بالزور مستلزم لتخاذ الجراءات المنصوص عليها في القانون؟‪ ،‬مجلة القضاء‬
‫والقانون‪ ،‬السنة ‪ ،24‬العدد المزدوج ‪ ،134-133‬ص ‪.126‬‬
‫)‪ - (2‬الفصل ‪ 32‬من ق‪ .‬م‪ .‬م الذي جاء فيه " يجب أن يتضمن المقال أو المحضر السماء العائلية والشخصية وصفة أو‬
‫مهنة وموطن أو محل إقامة المدعى عليه والمدعي وكذا عند القتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل المدعي‪ ،‬وإذا كان أحد‬
‫الطراف شركة وجب أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها‪." ...‬‬
‫)‪ - (3‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 1601‬المؤرخ في ‪ 10/11/1999‬في الملف التجاري عدد ‪ 98/93‬منشور بالمجلة‬
‫المغربية لقانون العمال والمقاولت عدد ‪ ،3‬ص ‪.138‬وفي نفس الطار جاء في قرار آخر للمجلس العلى "الدعاء‬
‫بالزور ليس دفعا حتى يستدعي المحكمة إلى القيام بأي إجراء بل هو طعن يجب أن يقدم في صورة دعوى عارضة أو‬
‫أصلية يكون منطلقا للقيام بالجراءات المنصوص عليها في القانون"‪ ،‬قرار رقم ‪ 56‬في الملف الشرعي عدد ‪80824‬‬
‫صادر بتاريخ ‪ 2/1982/ 9‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪ ،30‬ص ‪.77‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫لكن اتجاها آخر)‪ (1‬يرى بأن التزوير الفرعي دفع موضوعي يتعلق بمجموع‬
‫الجراءات التي يجب على مدعي الزور اتباعها لثبات زورية الدليل الكتابي الذي يستند‬
‫إليه خصمه في الدعوى القائمة بهدف إهدار حجيته‪ ،‬وبالتالي رد دعوى الخصم مما يعني‬
‫أن الدفع بالزور كاف لنطلق مسطرة الزور وفق الجراءات المنصوص عليها في‬
‫القانون‪ ،‬وقد ذهب أنصار هذا التجاه إلى أنه لو كان الزور الفرعي طلبا عارضا لقبلته‬
‫المحكمة لمجرد ارتباطه بالطلب الصلي‪ ،‬في حين أن المحكمة تستلزم أن يكون الزور‬
‫منتجا حتى يتم قبوله فإذا كان غير ذي أثر في موضوع الدعوى تعين على المحكمة أن‬
‫تقضي بعدم قبوله)‪.(2‬‬
‫ويضيفون إلى أنه طالما اتفق على أن الطعن بالنكار دفع موضوعي وحيث أنه ل‬
‫يختلف عن الزور الفرعي إل من حيث أن هذا الخير أعم نطاقا من حيث المحررات‬
‫الخاضعة له‪ ،‬فإن هذا دليل إضافي على أن الزور الفرعي دفع موضوعي)‪ ،(3‬وهذا ما سار‬
‫عليه المجلس العلى)‪ ،(4‬بحيث اعتبر الزور الفرعي دفعا موضوعيا يمكن إثارته لول مرة‬
‫أمام محكمة الستئناف‪.‬‬
‫وتجاوزا للتعارض بشأن طبيعة الزور الفرعي ومن أجل التوفيق بين التجاهين‬
‫السابقين اعتبر أحد الباحثين)‪ (5‬الزور الفرعي ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬فهو طلب عارض من‬
‫خلل الفصلين ‪ 94‬و ‪ 387‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بحيث جاء في هذا الفصل الخير‬

‫)‪ - (1‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -‬محمد أحمد عابدين ‪ ،‬حجية الوراق الرسمية والعرفية وطرق الطعن عليها‪ ،‬التزوير ‪ ،‬النكار‪ ،‬الجهالة‪ ،‬المكتب‬
‫العربي الحديث السكندرية‪) ،‬بدون ذكر تاريخ الطبع(‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -‬الطيب الفصايلي‪ ،‬الوجيز في القانون القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬الطبعة الثالثة ‪ ،1999‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫)‪ – (2‬قرار محكمة النقض المصرية بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 1967‬أشار إليه عز الدين الدناصوري وحامد عكاز‪ ،‬التعليق‬
‫على قانون الثبات الطبعة الخامسة ‪ ،1981‬ص ‪.158‬‬
‫)‪ - (3‬محمد منجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪-89‬‬ ‫)‪ - (4‬قرار عدد ‪ 3713‬في الملف المدني عدد ‪ 2717/90‬بتاريخ ‪ ،1996-6-5‬مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -‬قرار المجلس العلى‪ ،‬عدد ‪ 715‬في الملف العقاري عدد ‪ 5779/88‬بتاريخ ‪ ،1989-4-25‬مجلة قضاء المجلس‬
‫العلى العدد المزدوج ‪ ،43-42‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫)‪ - (5‬جواد بوكلطة‪ ،‬الطبيعة القانونية لدعوى الزور الفرعية في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫على أنه "يقع تبليغ الذن بتقييد دعوى الزور والمقال المرفوع في شأنها إلى المدعى عليه‬
‫‪."...‬‬
‫ويستنتج من هذا الفصل أن طلب الزور الفرعي أمام المجلس العلى يرفع بمقال‬
‫مكتوب‪ ،‬وهذه الشكلية مطلوبة فقط في الطلبات العارضة أو الصلية دون الدفوع‪.‬‬
‫كما أن الدعاء بالتزوير ل يسقط بالتقادم حيث يجوز مباشرته أثناء نظر الدعوى‬
‫الصلية مهما طال الزمن على ارتكاب التزوير وهذه الخاصية ل تلحق سوى الدفوع)‪،(1‬‬
‫وهو أيضا دفع موضوعي على اعتبار إمكانية إثارته في أية مرحلة تكون عليها الدعوى‬
‫الصلية ولو لول مرة أمام محكمة ثاني درجة‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة النقض المصرية‬
‫التي قضت بأن "الدعاء بتزوير الوراق المقدمة يجوز إبداؤه أثناء قيامها أمام محكمة‬
‫الستئناف‪ ...‬إذ أن مسألة التزوير ليست في حقيقتها إل دفعا موضوعيا منصبا على‬
‫مستندات الدعوى وليس من قبيل الطلبات الجديدة التي يمنع تقديمها بحكم المادة ‪ 368‬من‬
‫قانون المرافعات القديم وحاليا ‪ 235‬لول مرة أمام محكمة الستئناف")‪.(2‬‬
‫نخلص من كل ما سبق إلى أن الزور الفرعي ذو طبيعة مزدوجة نظرا لكونه‬
‫يستجمع خصائص كل من الطلبات العارضة والدفوع الموضوعية في آن واحد‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬شروط قبول دعوى الزور الفرعية‪.‬‬
‫يشترط في دعوى الزور بصفة عامة ما يشترط لقبول أية دعوى من شروط شكلية‬
‫وموضوعية من صفة ومصلحة وأهلية‪ ،‬ولن نتعرض لهذه الشروط)‪ (3‬بل سنقتصر على‬
‫تلك التي تميز دعوى الزور الفرعية عن غيرها من الدعاوى‪ ،‬من قبيل أن يكون الطعن‬
‫منصبا على مستند مقدم في دعوى أصلية )أول(‪ ،‬وأن يكون منتجا وجديا )ثانيا(‪.‬‬

‫)‪ - (1‬جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫)‪ - (2‬قرار محكمة النقض المصرية صادر بتاريخ ‪ 1980-6-10‬أشار إليه عبد العزيز توفيق‪ ،‬تحقيق الخطوط ودعوى‬
‫الزور الفرعي‪ ،‬مجلة المن الوطني‪ ،‬السنة ‪ 38‬عدد ‪ 193/1419‬سنة ‪ ،1998‬ص ‪.20‬‬
‫)‪ - (3‬راجع هذه الشروط عند ‪:‬‬
‫‪ -‬أستاذنا عبد العزيز حضري‪ ،‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬دار النشر الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،2002‬ص من ‪171‬‬
‫إلى ‪.181‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2001‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬ص ‪ 143‬وما يليها‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫أول ‪ :‬يجب أن ينصب الطعن بالزور على مستند مقدم في دعوى أصلية‪.‬‬
‫عموما ل تكون دعوى الزور الفرعية مقبولة إل إذا توافرت فيها شروط تتفق‬
‫وطبيعتها كدعوى ترفع أثناء نظر دعوى موضوعية أصلية‪ ،‬فهي ليست دعوى مستقلة‬
‫وإنما مرتبطة بالدعوى الصلية المرفوعة ابتداء لذلك يشترط لقبولها أن تنصب على مستند‬
‫مقدم في دعوى أصلية قائمة)‪ ،(1‬وذلك في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ابتدائيا أو‬
‫استئنافيا)‪.(2‬‬
‫إل أنه رغم ما سبق ل يمكن الطعن بالزور أمام المجلس العلى في محرر كان قد‬
‫استعمل من قبل محكمة الموضوع‪ ،‬بل ل بد أن يكون المحرر المطعون فيه قد أدلي به‬
‫لول مرة أمام المجلس العلى‪ ،‬وهذا ما أكده المجلس العلى في قرار له جاء فيه "ل تقبل‬
‫أمام المجلس العلى باعتبارها وسيلة جديدة دعوى الزور الموجهة ضد وثيقة سبق‬
‫عرضها أمام محكمة الموضوع ولم يطعن فيها أمامها‪ ،‬وأن الطعن بالنقض في حكم انتهائي‬
‫ل يفتح المجال لدعوى الزور أمام المجلس العلى في مستند استعمل كأساس لصدور‬
‫القرار المطعون فيه")‪.(3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يجب أن يكون الطعن منتجا وجديا‪.‬‬


‫إن المحكمة ل تستجيب إلى طلب مدعي الزور الفرعي في سند قدم ضده‪ ،‬إل إذا‬
‫كان هذا السند أساسيا في الدعوى‪ ،‬بمعنى أن يكون الفصل فيها متوقف عليه‪ ،‬حسب ما جاء‬
‫في الفصل ‪ 92‬من قانون المسطرة المدنية الذي نص على أنه "إذا طعن أحد الطراف أثناء‬
‫سريان الدعوى في أحد المستندات المقدمة بالزور الفرعي صرف القاضي النظر عن ذلك‬
‫إذا رأى أن الفصل في الدعوى ل يتوقف على هذا المستند‪ "...‬وهو ما تبناه القضاء بحيث‬

‫)‪ – (1‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.343‬‬


‫)‪ - (2‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫)‪ - (3‬قرار رقم ‪ 375‬صادر بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪ 1984‬في الملف رقم ‪ ،650‬مجلة قضاة المجلس العلى‪ ،‬العدد المزدوج‬
‫‪ ،36-35‬ص ‪.5‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ذهب المجلس العلى في قرار له)‪ (1‬أنه‪" :‬يمكن للقاضي أن يصرف النظر عن الطعن‬
‫بالزور الفرعي إذا رأى أن الفصل في الدعوى ل يتوقف على المستند المطعون فيه‪."...‬‬
‫أما إذا لم يكن أساسيا ول منتجا في الدعوى فإن المحكمة ل تستجيب لمدعي الزور‬
‫لعدم الجدوى منه‪ ،‬وقد رفض المجلس العلى نقض قرار استئنافي رد دعوى الزور‬
‫الفرعية لعدم جدواه)‪.(2‬‬
‫وقد أشار المشرع المصري بدوره إلى هذا الشرط في المادة ‪ 52‬من قانون‬
‫الثبات)‪.(3‬‬
‫ويتمتع القاضي في هذا الصدد بالسلطة التقديرية لقبول أو رفض الدعاء وذلك بغية‬
‫تفادي الدعاءات غير المجدية والتي من شأنها أن تعيق السير العادي لجراءات التقاضي‬
‫وهذا ما أقره القضاء)‪ (4‬حيث صرح أن "قضاة الموضوع لهم الحق في تصفح الرسوم‬
‫المدلى بها لديهم وأن ذلك داخل في سلطتهم التقديرية التي ل تخضع لرقابة المجلس‬
‫العلى"‪.‬‬
‫وبالضافة إلى شرط النتاجية يوجد شرط آخر يتفرع عنه أو بالحرى تطبيق له‬
‫وهو شرط الجدية‪ ،‬الذي يستوجب أن يتمسك الطاعن بطعنه بالزور بصيغة صريحة‬

‫)‪ -(1‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 1086‬صادر بتاريخ ‪ 2003-4-14‬في الملف المدني عدد ‪ ،2539/1/4/00‬مجلة‬
‫قضاء المجلس العلى‪ ،‬عدد ‪ ، 62‬يوليوز ‪ ،2003‬ص ‪.59‬‬
‫)‪ - (2‬قرار رقم ‪ 715‬بتاريخ ‪ 1989-4-25‬في الملف العقاري عدد ‪ ،88 /5779‬سبقت الشارة إليه في الصفحة ‪82‬‬
‫من هذه الرسالة‪.‬‬
‫)‪ – (3‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫وفي نفس الطار جاء في قرار لمحكمة النقض المصرية "ل تقبل دعوى التزوير الفرعية وتبحث أدلتها إل بعد بحث‬
‫المحكمة لما يكون للدعاء بالتزوير من أثر في الدعوى الصلية حتى إذا وجدته منتجا قبلت دعوى التزوير وبحثت‬
‫أدلتها"‪.‬‬
‫نقض مدني رقم ‪ 57‬سنة ‪ 4‬ق جلسة ‪.1935-18/4‬‬
‫وجاء في قرار آخر لنفس المحكمة "الطعن بالتزوير في ورقة ما ل يكون مقصودا لذاته فقط بدون أية نتيجة تترتب على‬
‫ثبوته وإل كان ضربا من العبث‪.".‬‬
‫نقض مدني رقم ‪ 61‬سنة ‪ 4‬ق جلسة ‪ ،1935-5-16‬أشار إليهما عبد الودود يحيى‪ ،‬الموسوعة العلمية لحكام محكمة‬
‫النقض‪ ،‬ج ‪ 1‬الثبات بالكتابة‪ ،‬الدعاء بالتزوير‪ ،‬المطبعة الفنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر طبعة ‪ ،1982‬ص ‪.161-160‬‬
‫)‪ - (4‬قرار المجلس العلى رقم ‪ 217‬صاد بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪ ،1968‬سبقت الشارة إليه في الصفحة ‪ 44‬من هذه الرسالة‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وحازمة‪ ،‬وأل يكتفي بالتلميح في دفاعه إلى الحتفاظ بهذا الحق دون أن يتخذ طريق الطعن‬
‫بالتزوير الذي لوح به)‪ ،(1‬بالرغم من مرور وقت طويل على التقاضي)‪.(2‬‬
‫وجدير بالذكر أن تقدير جدية الدعاء بالتزوير من عدمه تعتبر مسألة موضوعية‬
‫تدخل في مطلق سلطة محكمة الموضوع فل رقابة للمجلس العلى عليها إل من حيث‬
‫سلمة التعليل)‪.(3‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءاتا الزور الفرعي وآثار الحكام الصادرة‬


‫بخصوصه‪.‬‬
‫لممارسة الطعن بالزور الفرعي ل بد بالضافة إلى مراعاة كل الشروط السابق‬
‫الشارة إليها من احترام مجموعة من الجراءات الدقيقة المنصوص عليها في قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬كما أن الحكم الصادر في موضوع الزور الفرعي يرتب مجموعة من‬
‫الثار سواء على المحرر أو على أطرافه وكذا على الدعوى الصلية‪ ،‬فما هي هذه الثار؟‬
‫سنحاول الجابة عن هذا السؤال في الفقرة الثانية وذلك بعد الحديث عن إجللراءات‬
‫الزور الفرعي في الفقرة الولى‪.‬‬

‫)‪ - (1‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫)‪ - (2‬جاء في قرار لمحكمة النقض المصرية "ل يقبل الدعاء بالتزوير بصفة مبهمة غير مقطوع فيها بشيء‪ ،‬فمن يطعن‬
‫في إمضاء موقع به على دفتر التصديقات بأنه مزور‪ ،‬وأن طريقة تزويره هي أن امرأة غير معينة قد مرنها المزور على‬
‫تقليد اسم البائعة‪ ...‬فل يقبل ادعاؤه ما دام المضاء موقع بصفة رسمية من موظف مختص ما دام مدعي التزوير لم يبين‬
‫المرأة التي وقعت المضاء المزور‪" ...‬‬
‫‪ -‬نقض ‪.1945-4-11‬‬
‫وصدر في نفس الطار وعن نفس المحكمة قرار آخر قضى بأنه "وإذا كان الثابت من أوراق الدعوى أن الطاعن قد ألمح‬
‫في دفاعه إلى الحتفاظ بحقه في الطعن بالتزوير في السند الذني موضوع الدعوى دون أن يتخذ في ذلك أي إجراء رغم‬
‫مرور أمد طويل على التقاضي‪ ...‬يؤكد عدم جدية ذلك الدعاء‪."...‬‬
‫نقض ‪ 1975-5-29‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.168/ 167‬‬
‫)‪ - (3‬جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الفقرة الولى ‪ :‬إجراءاتا الزور الفرعي‪.‬‬


‫ما دام الطعن بالزور الفرعي يشكل طلبا عارضا حسب مقتضيات الفصل ‪ 94‬من‬
‫ق‪.‬م‪.‬م فإنه يتعين تقديمه بنفس الطريقة التي تقدم بها الطلبات العارضة أمام المحكمة وفقا‬
‫للفصلين ‪ 31‬و ‪ 32‬من ق‪ .‬م‪ .‬م كما يمكن تقديمه في أية مرحلة من مراحل الدعوى‬
‫الصلية ولو لول مرة أمام المجلس العلى)‪.(1‬‬
‫والملحظ أن دعوى الزور الفرعي ل يمكن قبولها من المحامي إل إذا أدلى بتوكيل‬
‫خاص)‪ (2‬من منوبه يوكله ويأذن له في إقامة هذه الدعوى في سند معين)‪.(3‬‬
‫وحسب الفقرة الولى من الفصل ‪ 92‬من ق‪.‬م‪.‬م فإنه إذا تم الطعن بالزور في وثيقة‬
‫رسمية قدمت في دعوى معروضة على أنظار المحكمة‪ ،‬فإنه لهذه الخيرة الحق في صرف‬
‫النظر عن الطعن‪ ،‬ومتابعة النظر في الدعوى‪ ،‬إذا رأت أن الفصل في الدعوى الصلية ل‬
‫يتوقف على الوثيقة المطعون فيها بالزور وهذا ما أكده المجلس العلى)‪ (4‬الذي قضى "أن‬
‫الفصل ‪ 200‬من قانون المسطرة المدنية القديم‪ ،‬الفصل ‪ 92‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫الجديد يسمح للمحكمة أن تحكم في جوهر القضية الصلية إذا تبين لها أن الفصل فيه ل‬
‫يتوقف على الوثيقة المدعى فيها بالزور"‪.‬‬

‫)‪ - (1‬وهذا ما جاء في أحد قرارات المجلس العلى الذي نص على أنه "ل يجوز اللتجاء إلى المسطرة المنصوص عليها‬
‫في الفصل ‪ 386‬من قانون المسطرة المدنية المتعلقة بدعوى الزور أمام المجلس العلى إل إذا كانت الوثيقة المطعون في‬
‫سلمتها لم يسبق الدلء بها أمام قضاة الموضوع وأدلي بها لول مرة أمام المجلس العلى" قرار رقم ‪ 150‬مؤرخ‬
‫في ‪ 28‬أكتوبر ‪ 1980‬صادر عن الرئيس الول للمجلس العلى‪ ،‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪ ،27‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ - (2‬قضى المجلس العلى‪ ،‬في أحد قراراته بأن المحامي ل يمكنه أن يطعن بالزور الفرعي إل إذا توفر على وكالة‬
‫مكتوبة وخاصة بل الكثر من ذلك ذهب إلى أن المحكمة ل تملك إنذار المحامي بالدلء بالوكالة المذكورة في حالة عدم‬
‫تقديمها‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 3236‬مؤرخ في ‪ 2003/ 11/11‬في الملف المدني عدد ‪ 1858/2003‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد‬
‫‪ ،62‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫)‪ - (3‬الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 29‬من قانون مهنة المحاماة ظهير شريف رقم ‪ ،1-93-162‬صادر بتاريخ ‪22‬‬
‫ربيعالول ‪ 1414‬الموافق ل ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 4222‬بتاريخ ‪. 1993 -9-29‬‬
‫)‪ - (4‬قرار عدد ‪ 178‬صادر عن الغرفة المدنية بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 1968‬مجلة القضاء والقانون عدد ‪ 92‬السنة العاشرة‬
‫أكتوبر ‪ ،1968‬ص ‪ ،36‬أشار إليه محمد الربيعي محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -‬وجاء في قرار آخر للمجلس العلى أن "مصادقة المحكمة على عقد الهبة دون إجراء مسطرة الزور الفرعي والحال أن‬
‫الفصل في الدعوى يتوقف على المستند المذكور يجعل القرار خارقا لقاعدة مسطرية جوهرية"‪.‬‬
‫عدد‬ ‫قرار رقم ‪ ،537‬مؤرخ في ‪ 2002-7-11‬في الملف الشرعي عدد ‪ ،2001-2-2-75‬قضاء المجلس العلى‬
‫‪ ،62‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ول يمكن للمحكمة بعد قضائها بصرف النظر عن المستند المطعون فيه بالزور أن‬
‫تعتمده بعد ذلك)‪.(1‬‬
‫أما إذا كان المستند المطعون فيه ذو أهمية للفصل في الدعوى فإن المحكمة تنذر‬
‫الطرف الذي قدم المحرر المتمسك به ليصرح ما إذا كان يريد استعماله أم ل)‪.(2‬‬
‫وقد كانت محكمة الستئناف بالرباط على صواب حين قضت بعدم سقوط حق‬
‫استعمال المستند المطعون فيه بالزور بعد انصرام مدة ثمانية أيام لكون القاضي لم يحدد‬
‫أجل لمن أدلى بالوثيقة المدعى فيها بالزور‪ ،‬للتصريح برأيه فيما إذا كان ينوي استعمالها أم‬
‫ل بل اقتصر على إرسال إعلم بالتخلي إلى الطرف الذي أدلى بالوثيقة دون أن يطلب منه‬
‫ذلك‪ ،‬مما يتنافى مع مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 92‬من قانون المسطرة المدنية)‪.(3‬‬
‫والواقع أن موقف صاحب المحرر ل يخرج عن ثلث فرضيات ‪:‬‬
‫فإما أن يصرح بعد إنذاره أنه تخلى عن استعمال المستند المطعون فيه بالزور‬
‫الفرعي‪ ،‬أو ل يصرح بشيء بعد ثمانية أيام من النذار فيفسر سكوته بأنه تخلى عن‬
‫استعمال المستند)‪.(4‬‬
‫وفي كلتا الحالتين تستمر المحكمة في نظر النزاع ودون العتماد على ذلك المستند‬
‫في الثبات‪.‬‬

‫)‪ - (1‬جاء في قرار للمجلس العلى "‪ ...‬ولذلك فإن القرار الذي قضى في منطوقه بصرف النظر عن مستند مطعون فيه‬
‫بالزور الفرعي من أحد الطراف من جهة واعتمده فيما قضى به ضد الطاعن من جهة يكون خارقا لمقتضيات الفصل‬
‫المذكور )أي الفصل ‪ 92‬من ق‪ .‬م‪ .‬م(‪."...‬‬
‫قرار المجلس العلى رقم ‪ 1349‬المؤرخ في ‪ 2002-4-17‬في الملف المدني عدد ‪ 2001/ 1/1 /2632‬مجلة قضاء‬
‫المجلس العلى العدد المزدوج ‪ 60-59‬السنة ‪ 24‬يناير‪ -‬يوليوز ‪ ،2002‬ص ‪.64‬‬
‫)‪ - (2‬الفصل ‪ 92‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪.‬‬
‫)‪ - (3‬قرار محكمة الستئناف بالرباط صادر بتاريخ ‪ 7‬ماي ‪ 1955‬مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط ‪1949‬‬
‫– ‪ ،1956‬تعريب محمد العربي المجبود‪ ،‬طبعة ‪ ،1982‬ص ‪.463‬‬
‫)‪ – (4‬جاء في قرار للمجلس العلى أنه "لكن حيث أن مذكرة جواب المطلوب في النقض المتضمنة لمقال الطعن بالزور‬
‫اشتملت على ملتمس بإنذار الطاعنة‪ ...‬وأن تبليغ هذه المذكرة للطاعنة هو بمثابة إنذار لها حسب ما يقرره الفصل ‪92‬‬
‫من قانون المسطرة المدنية وأن الطاعنة التي توصلت بهذه المذكرة لم تعقب عليها ولم تصرح بشيء‪ ،‬ولذلك فإن المحكمة‬
‫حين استخلصت من ذلك تخلي الطاعنة عن المستند الذي أدلت به حسبما ينص الفصل ‪ 92‬من= =ق‪.‬م‪.‬م رتبت عليه‬
‫تنحية المستند تكون قد طبقت الفصل ‪ 92‬من ق‪.‬م‪.‬م تطبيقا سليما ‪ "...‬قرار رقم ‪ 2284‬مؤرخ في ‪ 1993-9-13‬في‬
‫الملف عدد ‪ ،2810/89‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪ ،47‬ص ‪.50‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫وإما أن يصرح الطرف الذي وقع إنذاره أنه يريد استعمال المستند فتوقف المحكمة‬
‫الفصل في الطلب الصلي وتأمر بإيداع أصل ذلك المستند داخل أجل ثمانية أيام بكتابة‬
‫)‪(1‬‬
‫وإل اعتبر الطرف الذي أثار زورية المستند قد تخلى عن استعماله )الفصل ‪93‬‬ ‫الضبط‪،‬‬
‫من ق‪ .‬م‪ .‬م(‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن البعض)‪ (2‬ونحن نؤيده ذهب إلى أن الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 92‬من ق‪ .‬م‪ .‬م تشكل ثغرة خطيرة تمكن الجناة من الفلت من العقاب ‪ ،‬فإنذار القاضي‬
‫صاحب المحرر المدني بالزور للتعرف عما إذا كان يريد استعماله أم سحبه من شأنه حسب‬
‫هذا الرأي تشجيع الجناة على تقديم محرراتهم المزورة‪ ،‬طالما أن بإمكانهم سحبها متى‬
‫شعروا بقرب انكشاف جرمهم‪ ،‬وافتضاح أمرهم‪.‬‬
‫وبعد وضع المستند المطعون فيه بالزور بكتابة الضبط داخل المدة المحددة‪ ،‬يقوم‬
‫القاضي بالتأشير عليه‪ ،‬ويحرر محضر بحضور النيابة العامة والطراف بعد استدعائهم‬
‫بشكل قانوني‪ ،‬يبين فيه حالة المستند وما به من شطب أو إقحام أو كتابة بين السطور ‪،‬‬
‫وذلك كله بحضور وتأشير الطراف وممثل النيابة العامة‪ (3)،‬وبعد ذلك يتم الشروع في‬
‫إثبات الزور وفق ما ينص عليه الفصلن ‪ 89‬و ‪ 90‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬حيث أن التحقيق يتم‬
‫بالستماع إلى الشهود الذين يكون بوسعهم تحديد الظروف التي تم فيها توقيع الوثيقة‪ ،‬لكن‬
‫التساؤل قد يثار حول ضرورة التقيد بالحالت التي يسمح فيها باللجوء إلى شهادة الشهود‬
‫من عدمه؟‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إلى أن قاعدة عدم جواز الثبات بشهادة الشهود في‬ ‫لقد ذهب أحد الباحثين‬
‫الحوال التي تجب فيها الكتابة ليست متعلقة بالنظام العام‪ ،‬وبالتالي جواز التفاق على‬
‫مخالفتها صراحة أو ضمنا لكنه وحسب نفس الرأي يتعين التمسك بالدفع بعدم جواز الثبات‬

‫)‪ - (1‬إل أنه في حالة عدم إدلء الطاعن عليه بأصل الوثيقة بعد تكليفه بالدلء به فإن إقراره بكون الوثيقة المطعون فيها‬
‫بالزور صادرة عنه كاف‪ ،‬وهذا ما سار عليه المجلس العلى في القرار رقم ‪ 483‬بتاريخ ‪ 2005 -4 -6‬في الملف‬
‫الجنحي عدد ‪ ،2004 /23275‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (2‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫)‪ - (3‬الفصل ‪ 97‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪.‬‬
‫)‪ - (1‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫بشهادة الشهود قبل البدء في سماع الشهود‪ ،‬لن عدم التمسك بذلك يعتبر نزول من الخصم‬
‫عن الثبات بالطريق القانوني‪.‬‬
‫والرأي فيما نعتقد أنه ل معنى لتقييد إثبات الزور بعدم إمكانية سماع شهادة الشهود‬
‫ولو كانت قيمة اللتزام تزيد عن ‪ 250‬درهم‪ ،‬ما دام المر ليس من النظام العام وبالتالي‬
‫يجوز التفاق على مخالفته‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أنه إذا استشكل المر على القاضي فإنه يصدر أمرا تمهيديا بإجراء‬
‫خبرة)‪ (2‬للتأكد من زورية المستند من عدمه)‪ ،(3‬مع ضرورة مراعاة القواعد العامة التي‬
‫تحكم الخبرة)‪.(4‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثار الحكام الصادرة في الزور الفرعي‪.‬‬


‫إن المحكمة بعد استنفاذ جميع إجراءات التحقيق في الزور الفرعي تنتهي إما إلللى‬
‫تقرير زورية المحرر إن ثبت لها ذلك ) أول( أو تقضي بعدم زوريته ) ثانيا(‪.‬‬

‫أول‪ :‬آثار الحكم القاضي بوجود التزوير‪.‬‬


‫إن الحكم القاضي بوجود التزوير يرتب أثرا بالنسبة لطراف دعوى الزور الفرعي‬
‫)‪(1‬‬
‫قد تكون ذات طبيعة مدنية ‪ ،‬جنائية ‪ ،‬أو تأديبية‪.‬‬

‫)‪ - (2‬جاء في قرار للمجلس العلى‪ ..." :‬ولذلك فإن القرار حين علل بأنه بناء على الطعن بالزور الفرعي‪ ،‬فقد تأكد كون‬
‫التوقيع المنسوب لمالك العقار ليس بتوقيعه وذلك باعتماد الخبير على وثائق المقارنة والتي يوجد بها توقيع هذا المالك‬
‫إبان حياته‪."...‬‬
‫قرار رقم ‪ 2472‬صادر بتاريخ ‪ 2003-9-10‬في الملف المدني عدد ‪ ،1035/1/1/2002‬أشار إليه محمد لفروجي‪،‬‬
‫المنازعات العقارية من خلل قضاء المجلس العلى لسنوات ‪ ،2005-2000‬سلسلة دلئل علمية عدد ‪ 3‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫ص ‪.97‬‬
‫وجاء في قرار آخر‪ ..." :‬فإن المحكمة غير ملزمة بالستجابة لطلب إجراء خبرة مضادة متى وجدت في تقرير الخبير‬
‫الذي عينته لثبات العقد المطعون فيه بالزور ما يكفي للفصل في القضية‪ "...‬قرار المجلس العلى رقم ‪ 3494‬مؤرخ‬
‫في ‪ 2005-12-28‬في الملف المدني عدد ‪ ،1658/1/3/2004‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 3466‬مؤرخ في ‪ 2005-12-28‬في الملف المدني عدد ‪ ،3466‬غير منشور‪.‬‬
‫)‪ - (3‬المعطي الجبوجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫)‪ - (4‬حول القواعد التي تحكم الخبرة وإجراءاتها‪ ،‬راجع ‪:‬‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬الخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪.2000‬‬
‫)‪ - (1‬جواد بوكلطة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.222‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫فعندما تعتبر المحكمة المحرر مزورا فإن مدعي الزور الفرعي يكون قد ربح دعواه‬
‫للدأ‬
‫فيما ذهب إليه ويقع بالتالي على المدعى عليه عبء أداء مصاريف الدعوى إعمال بالمب‬
‫المنصوص عليه في الفصل ‪ 124‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪.(2).‬‬

‫كما أنه من بين آثار الحكم القاضي بوجود التزوير أيضا تجريد المستند من كل قوة‬
‫إثباتية ‪ ،‬وتأمر المحكمة تبعا لذلك باستبعاده من ملف الدعوى)‪ ،(3‬ول يمكن استعماله ف‬
‫للي‬
‫المستقبل ل بمناسبة دعوى لحقة‪ ،‬ول كسند في أي إجراء من إجراءات التنفيذ ‪ ،‬لكن مللا‬
‫العمل في الحالة التي تقرر فيها المحكمة أن جزءا فقط من المستند هو المزور؟‬
‫)‪(4‬‬
‫إلى أن البيانات التي تقرر المحكمة زوريتها هي التي يلحقها هذا‬ ‫لقد ذهب البعض‬
‫الثر‪ ،‬وهو ما يتوافق تماما مع ما يستشف من الفصل ‪ 99‬من ق‪ .‬م‪ .‬م الذي يمنح للمحكمة‬
‫حذف أو تمزيق المستند كل أو بعضا‪.‬‬

‫وزيادة في الحتراز من آفة التزوير والحد من آثارها فقد نص المشرع المغربي في‬
‫الفصل ‪ 101‬من ق‪ .‬م‪ .‬م على أنه " ل يجوز تسليم نسخ المستند المطعون فيه بالزور مللا‬
‫دامت موضوعة بكتابة الضبط إل بناء على حكم"‪.‬‬
‫ويتحمل المدعى عليه مصاريف الدعوى إعمال لمقتضيات الفصل ‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م‬
‫مع حفظ حق المدعي بمطالبته بالتعويض عن الضرر الذي أصابه على أسللاس القواعللد‬
‫العامة للمسؤولية)‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬ينص الفصل ‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬على أنه " يحكم بالمصاريف على كل طرف خسر الدعوى سواء كان من الخواص أو‬
‫إدارة عمومية ‪.‬‬
‫يجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم المصاريف بين الطراف كل أو بعضا "‪.‬‬
‫)‪ (3‬المعطي الجبوجي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.83‬‬
‫)‪ - (4‬جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫)‪ - (1‬بحيث يمكن المطالبة بالتعويض استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 77‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي جاء فيه "كل فعل ارتكبه‬
‫النسان عن بينة واختيار ومن غير أن يسمح له به القانون فأحدث ضررا ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض‬
‫هذا الضرر إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر ‪ ،‬وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم الثر"‪.‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫هذا بالضافة إلى إمكانية تقديم شكاية إلى النيابة العامة لمتابعة مرتكب التزوير إذا‬
‫كان معروفا‪ (2)،‬أو إن كانت هناك إمكانية لتحريك الدعوى العمومية لعدم سقوطها لسللبب‬
‫من السباب كالتقادم أو العفو ‪ ،‬كما يمكن الدعاء مباشرة أمام المحكمة دون إغفال ما ينص‬
‫عليه الفصل ‪ 9‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬من وجوب تبليغ النيابة العامة قضايا الزور الفرعي)‪. (3‬‬
‫للد‬
‫وجدير بالذكر أن الحكم بزورية المحرر يقتصر على جسم هذا السند فقط ول يمت‬
‫إلى التصرف أو التفاق الذي يتضمنه هذا السند ‪ ،‬وبمعنى آخر فإن بطلن الورقة المثبتللة‬
‫للتصرف أو التفاق ل يعني بطلن هذان الخيران ذاتهما)‪.(4‬‬

‫)‪ - (2‬جواد بوكلطة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 226‬‬


‫)‪ - (3‬ينص الفصل ‪ 9‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬على أنه " يجب أن تبلغ إلى النيابة العامة الدعاوى التية ‪:‬‬
‫‪ -‬قضايا الزور الفرعي "‪.‬‬
‫)‪ - (4‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.218‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫ثانيا‪ :‬آثار الحكم القاضي بعدم وجود التزوير‪.‬‬


‫إذا انتهت المحكمة إلى عدم ثبوت الزور فإنها تقضي بذلك وتعتبر السند صللحيحا‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ول يبقى لمدعي الزور أن يثيره بعد ذلك إذا ظهرت له أسباب أخرى لم يكن قد طعن فيها‬
‫من قبل ولم يشملها الحكم في دعوى الزور الفرعية المنتهية‪.‬‬
‫للف‬
‫للم وأل‬
‫وتحكم المحكمة على مدعي الزور بغرامة تتراوح ما بين خمسمائة دره‬
‫للالب‬
‫وخمسمائة درهم لفائدة الخزينة العامة‪ ،‬بقطع النظر عن التعويضات التي يمكن أن يط‬
‫بها المدعي عليه بالزور بدعوى مستقلة)‪ ،(2‬أو الدعوى التي تقيدها النيابة العامة ضد مدع‬
‫الزور باتهامه بجنحة الوشاية الكاذبة)‪.(3‬‬

‫وجدير بالشارة أنه وإن كان مناط الغرامة المنصوص عليها في الفصل ‪ 98‬مللن‬
‫)‪(4‬‬
‫فإنها أصبحت‬ ‫ق‪.‬م‪.‬م هو الرد على قصد إساءة استعمال حق التقاضي‪ ،‬وتعمد إطالة أمده‬
‫ل تتماشى وواقع الحال لذلك يتعين حسب اعتقادنا إعادة النظر في مبلغها حللتى يضللمن‬
‫للدعاء بالتزوير جديته‪.‬‬
‫وبخصوص طبيعة الغرامة المنصوص عليها في الفصل ‪ 98‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ، .‬ذهللب‬
‫للوى‬
‫للي دع‬
‫أحد الباحثين إلى اعتبارها غرامة مدنية أوجب القانون توقيعها على المدعي ف‬
‫الزور الفرعية لتسببه في عرقلة سير الدعوى الصلية ‪ ،‬وباعتبارها غرامة مدنيللة فهللي‬
‫تختلف عن الغرامة الجنائية حيث ل يسري فيها التضامن لنه ل يكون إل اتفاقا أو قانونا ‪،‬‬
‫كما أنها ل تتعدد بتعدد المدعين بالتزوير‪.‬‬
‫وتعتبر غرامة الزور من النظام العام ويترتب على ذلك أنه يجب على المحكمة‬
‫القضاء بها من تلقاء نفسها لفائدة الخزينة العامة ولو لم يطلبها المدعى عليه)‪ ،(1‬وفي هذا‬

‫)‪ - (1‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫)‪ - (2‬الفصل ‪ 98‬من ق‪ .‬م‪ .‬م ‪.‬‬
‫)‪ - (3‬الفصل ‪ 445‬من القانون الجنائي " من أبلغ بأية وسيلة كانت ‪ ،‬وشاية كاذبة ضد شخص أو أكثر إلى الضباط‬
‫القضائيين أو إلى ضباط الشرطة القضائية أو الدارية أو إلى هيئات مختصة باتخاذ إجراءات بشأنها أو تقديمها إلى‬
‫السلطة المختصة‪...‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم" ‪.‬‬
‫)‪ – (4‬محمد منجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 328‬‬
‫)‪ - (1‬جواد بوكلطة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 230‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الصدد ذهبت محكمة النقض المصرية إلى أنه " جرى قضاء محكمة النقض على أن غرامة‬
‫التزوير هي جزاء أوجبه القانون على مدعي التزوير عند سقوط حقه في دعواه أو عجزه‬
‫عن إثباتها وأن القضاء بهذه الغرامة يكون وفقا للقانون الذي كان ساريا وقت الطعن‬
‫بالتزوير ‪ ،‬ولما كان إيقاع الغرامة بوصفها جزاء هو أمر متعلق بالنظام العام فإنه يكون‬
‫لمحكمة النقض أن تتعرض له من تلقاء نفسها ‪ (2)"...‬ول يجوز للمحكمة الحكم بها في حالة‬
‫التنازل عن الدعاء بالتزوير أو إجراء مصالحة بشأنه)‪ ،(3‬ويطبق نفس الحكم أيضا في‬
‫الحالة التي يثبت فيها زورية بعض أجزاء المحرر فقط)‪.(4‬‬

‫ولما كان الزور الفرعي دعوى عارضة يرفعها أحد الطراف في دعوى أصلية‬
‫جارية بغية الحصول على حكم بزورية المحرر المحتج به عليه‪ ،‬فإن التساؤل يثار عن‬
‫العلقة المتواجدة بين دعوى الزور الفرعية والدعوى الصلية؟‬
‫إن الطعن بالزور الفرعي يوقف الدعوى الصلية إلى أن يصبح الحكم الصادر فيها‬
‫باتا مستوفيا لجميع طرق الطعن بما فيها النقص‪ ،‬ذلك أن دعوى الزور الفرعية توقف تنفيذ‬
‫الحكم الصادر فيها متى طعن فيه بالنقض ) ‪ 361‬ق‪ .‬م‪ .‬م(‪.‬‬

‫وإذا صدر الحكم بزورية المحرر يتم سحب هذا الخير من الملف ويبت فيه بدونه‪،‬‬
‫أما إذا لم تثبت زوريته فإنه يعتبر سليما ويقع الفصل في الدعوى الصلية)‪.(5‬‬
‫وانطلقا من مقتضيات الفصل ‪ 102‬من ق‪ .‬م‪ .‬م فإنه يتعين على القاضي المدني‬
‫أن يوقف البت في الزور الفرعي إذا رفعت إلى المحكمة الزجرية دعوى أصلية‬

‫)‪ - (2‬محمد المنجي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 331‬‬


‫)‪ - (3‬المصطفى عافري‪ ،‬دعوى تحقيق الخطوط والزور الفرعي ‪ ،‬مجلة الحدث القانوني ‪ ،‬العدد ‪ 10‬نونبر ‪ 1998‬ص‬
‫‪.9‬‬
‫)‪ - (4‬محمد المنجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 332‬‬
‫)‪ - (5‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫بالزور)‪ ،(1‬وهذا احتراما للمبدأ القائل بأن الجنائي يعقل المدني)‪ .(2‬وهذا ما قضى به المجلس‬
‫العلى أيضا)‪.(3‬‬

‫)‪ - (1‬وقد جاء في قرار للمجلس العلى " دعوى الزور الفرعي المدنية هي دعوى مستقلة عن دعوى الزور الجنائي‪،‬‬
‫ولصاحب الحق أن يسلك أية واحدة منهما ويمكنه كذلك أن يرفع الدعويين معا وفي وقت واحد ‪ ،‬وفي هذه الحالة على‬
‫القضاء المدني أن يؤجل النظر في دعوى الزور الفرعي إلى أن يصدر القضاء الزجري حكمه" قرار المجلس العلى‬
‫عدد ‪ 226‬صادر بتاريخ ‪ 1990 /1 /29‬أشار إليه المعطي الجبوجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫)‪ - (2‬انظر بهذا الصد أستاذنا عبد العزيز حضري‪ ،‬القانون القضائي الخاص ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 313‬‬
‫)‪ - (3‬قضى المجلس العلى بأنه" تقضي القاعدة القانونية أن الجنائي يوقف المدني " قرار اجتماعي ‪ ،‬عدد ‪ 62‬مؤرخ في‬
‫‪ 24‬يونيو ‪ 1968‬مجلة قضاء المجلس العلى ‪ ،‬عدد ‪ 2‬السنة الولى نوفمبر ‪ ، 1968‬ص ‪. 71‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫خـاتمة ‪:‬‬

‫على الرغم من الضمانات التي يوفرها توثيق المعاملت العقارية في المحررات‬


‫الرسمية للمتعاقدين للحفاظ على حقوقهم وممتلكاتهم‪ ،‬فإن ذلك ليس على إطلقه نتيجة‬
‫للعديد من المشاكل والصعوبات التي تتخبط فيها المحررات الرسمية الموثقة لهذه‬
‫المعاملت التي يتمثل أهمها في‪:‬‬
‫‪ -‬غياب تحديد دقيق للعلقة بين الطراف المتدخلة في إنشاء الوثيقة العدلية‬
‫خصوصا بين العدلين وقاضي التوثيق والنساخ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ضبط طبيعة دعوى الزور الفرعي كوسيلة للطعن في حجية المحررات‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫كل هذه الثغرات وغيرها جعلت نظام التوثيق في المغرب ل يساير متطلبات العصر‬
‫والتحولت القتصادية والتكنولوجية التي يشهدها العالم‪ ،‬بل الكثر من ذلك حتى دعوى‬
‫الزور التي كان من المفروض أن تقوم نسبيا بالحد من تلك الختللت السابقة‪ ،‬وبالنظر‬
‫لتنظيمها القانوني أصبحت وسيلة ليقاف البت في الطلب الصلي ل غير‪ ،‬وبذلك حورت‬
‫عن وظيفتها من آلية لبلوغ الحق إلى آلية للمماطلة‪.‬‬
‫ومن أجل تجاوز هذه السلبيات نقدم القتراحات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تعديل الفصل ‪ 489‬من قانون اللتزامات والعقود ليتم تحقيق مرامي عدة من‬
‫بينها ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم اقتصار شرط الكتابة على عمليات البيع بل يتعين اشتراطها في كل التصرفات‬
‫العقارية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير رسمية العقود في المعاملت العقارية مع البقاء على العقود العرفية‪ ،‬ووضع‬
‫شروط انتقالية للممارسين في هذا الميدان ‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -2‬إعادة النظر في دعوى الزور الفرعي من أجل ضبط أكثر لمقتضياتها ‪ ،‬وكذلك‬
‫الرفع من الغرامة المفروضة على مدعي التزوير في حالة عدم إثباته ‪.‬‬
‫‪ – 3‬ضرورة إعادة النظر في صياغة قانون ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬المتعلق بالتوثيق‬
‫العصري شكل وموضوعا ‪.‬‬
‫‪ – 4‬التخفيف من تكلفة التوثيق العصري بشكل يجعله في متناول كل الفئات المعنية‬
‫بالعقار والتصرفات الواردة عليه ‪.‬‬
‫‪ – 5‬إلزامية تحرير محررات الموثقين العصريين باللغة العربية ‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يتم إحداث معهد لتكوين العدول تكوينا يجعلهم قادرين على مواكبة القوانين‬
‫العقارية الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -7‬التدخل التشريعي من أجل تحديد المقصود من عبارة المحرر الثابت التاريخ‪،‬‬
‫وذلك تفاديا لفتح باب التأويل الذي سيؤدي إلى تضارب الراء في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫لئحة المراجع ‪:‬‬


‫أول ‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ –I‬المراجع العامة‪:‬‬
‫‪ - 1‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التعليق على نصوص قانون الثبات‪ ،‬طبعة ‪ ،1987‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬السكندرية‪.‬‬
‫‪ - 2‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الحكام في قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫السكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.1977‬‬
‫‪ -3‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬نظرية الدفوع في قانون المرافعات‪ ،‬منشأة المعارف‬
‫السكندرية‪ ،‬الطبعة التاسعة ‪.1991‬‬
‫‪ - 4‬إدريس العلوي العبدلوي‪ ،‬وسائل الثبات في التشريع المغربي‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،1977‬مطبعة فضالة المحمدية‪.‬‬
‫‪ - 5‬إدريس الفاخوري‪ ،‬مدخل لدراسة مناهج العلوم القانونية‪ ،‬الطبعة الولى‪،‬‬
‫‪ 2003‬دار النشر الجسور وجدة‪.‬‬
‫‪ - 6‬إدريس بلمحجوب‪ ،‬قرارات المجلس العلى بغرفتين أو بجميع الغرف‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬مطبعة المنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الولى‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 7‬الطيب الفصايلي‪ ،‬الوجيز في القانون القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ،2‬الطبعة الثالثة‬
‫‪ 1999‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ - 8‬المعطي الجبوجي‪ ،‬القواعد الموضوعية والشكلية للثبات وأسباب الترجيح‬
‫بين الحجج‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2002‬‬
‫‪ - 9‬سليمان مرقس‪ ،‬أصول الثبات وإجراءاته في المواد المدنية‪ ،‬الدلة المطلقة‬
‫في القانون المصري مقارنا بتقنينات سائر البلد العربية‪ ،‬دار النشر عالم الكتاب‪ ،‬القاهرة‬
‫)دون ذكر تاريخ الطبع(‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -10‬سليمان مرقس‪ ،‬موجز أصول الثبات في المواد المدنية‪ ،‬دار النشر الجامعات‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة ‪.1957‬‬
‫‪ -11‬عبد الحق صافي‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬دراسة في قانون اللتزامات والعقود وفي‬
‫القوانين الخاصة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1998‬‬
‫‪ -12‬عبد الرحمن أسامة‪ ،‬النظرية العامة لللتزامات‪ ،‬ج ‪ ،1‬المصادر الرادية‪ ،‬دار‬
‫النشر الجسور‪ ،‬طبعة ‪.2001‬‬
‫‪ -13‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫نظرية اللتزام بوجه عام‪ ،‬الثبات‪-‬آثار اللتزام‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت لبنان‬
‫)دون ذكر تاريخ الطبع(‪.‬‬
‫‪ -14‬عبد العالي العضراوي‪ ،‬اختصاص رئيس المحكمة التجارية في المر بالداء‬
‫المبني على السند الرسمي‪ ،‬الشيك‪ ،‬الكمبيالة في ضوء المادة ‪ 22‬من قانون رقم ‪95/53‬‬
‫وعمل المحاكم التجارية‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪.2000‬‬
‫‪ -15‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬قضاء المجلس العلى في التحفيظ خلل أربعين سنة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪.1999 ،‬‬
‫‪ -16‬عبد العزيز حضري‪ ،‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة‬
‫الطبعة الثالثة ‪.2002‬‬
‫‪ - 17‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬ضمان العيوب الخفية في عقد البيع طبعة ‪1996‬‬
‫مطبوعات المعارف الجديدة‪.‬‬
‫‪ -18‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ ،2001‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫‪ -19‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح قانون اللتزامات والعقود المغربي‪،‬‬
‫الكتاب الول‪ ،‬اللتزامات بوجه عام‪ ،‬ج ‪ ،3‬انقضاء اللتزام‪ ،‬إثبات اللتزام‪ ،‬إثبات البراءة‬
‫منه‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى‪.1999 ،‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -20‬عز الدين الدناصوري وحامد عكاز‪ ،‬التعليق على قانون الثبات الطبعة‬
‫الخامسة ‪.1981‬‬
‫‪ -21‬مأمون الكزبري‪ ،‬نظرية اللتزامات في ضوء قانون اللتزامات والعقود‬
‫المغربي‪ ،‬ج ‪ ،1‬مصادر اللتزام‪ ،‬مطبعة الهلل‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1972‬‬
‫‪ -22‬محمد ابن معجوز‪ ،‬وسائل الثبات في الفقه السلمي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء ‪.1995‬‬
‫‪ -23‬محمد الشتوي‪ ،‬المعين في التوثيق وفق الضوابط المنظمة لخطة العدالة‪،‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2001‬‬
‫‪ -24‬محمد الكشبور‪ ،‬رقابة المجلس العلى على محاكم الموضوع في المواد‬
‫المدنية‪ ،‬محاولة للتمييز بين الواقع والقانون‪ ،‬الطبعة الولى ‪ ،2001‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ -25‬محمد الكشبور‪ ،‬الخبرة القضائية في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2000‬‬
‫‪ -26‬محمد بونبات‪ ،‬قوانين التحفيظ والتسجيل والتجزئة العقارية‪ ،‬منشورات كلية‬
‫العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬المطبعة‬
‫والوراقة الوطنية ‪.1996‬‬
‫‪ -27‬محمد حسن قاسم‪ ،‬أصول الثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬طبعة ‪.2003‬‬
‫‪ -28‬محمد يحيى مطر‪ ،‬مسائل الثبات في القضايا المدنية والتجارية‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية ‪.1989‬‬
‫‪ -II‬المراجع الخاصة‪:‬‬
‫‪ - 1‬أحمد خرطة‪ ،‬قانون التوثيق العصري مع مستجدات مشروع قانون التوثيق‬
‫‪ 82-03‬المتطلبات‪ ،‬المجال‪ ،‬الحجية‪ ،‬دار النشر الجسور طبعة ‪.2006‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ - 2‬المراني زنطار الحسن‪ ،‬في فقه الوثائق‪ ،‬ج ‪ ،2‬الصيغ الشرعية للعقود العدلية‬
‫في مجال الحوال الشخصية‪ ،‬الحمدية للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.2001‬‬
‫‪ - 3‬العلمي الحراق‪ ،‬مدونة السرة والتوثيق العدلي‪ ،‬دراسة وتعاليق‪ ،‬مطبعة دار‬
‫السلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2005‬‬
‫‪ - 4‬جمال الطاهري‪ ،‬كراسة في التوثيق العدلي‪ ،‬مطبوعات الهلل وجدة‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪.2004‬‬
‫‪ - 5‬جواد بوكلطة‪ ،‬الطبيعة القانونية لدعوى الزور الفرعية في التشريع المغربي‬
‫والمقارن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء طبعة ‪.2005‬‬
‫‪ - 6‬عبد الرحمن بلعكيد‪ ،‬وثيقة البيع بين النظر والعمل‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1993‬‬
‫‪ - 7‬عبد الودود يحيى‪ ،‬الموسوعة العلمية لحكام محكمة النقض‪ ،‬ج ‪ ،1‬الثبات‬
‫بالكتابة‪ ،‬الدعاء بالتزوير‪ ،‬المطبعة الفنية‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬طبعة ‪.1982‬‬
‫‪ - 8‬محمد ابن الحاج السلمي‪ ،‬دور الوثيقة العدلية ونظام التحفيظ العقاري‪ ،‬مقالت‬
‫وأبحاث في التحفيظ العقاري‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬مارس ‪ ،2004‬دار القلم للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الرباط‪.‬‬
‫‪ - 9‬محمد أحمد عابدين‪ ،‬حجية الوراق الرسمية والعرفية وطرق الطعن عليها‪،‬‬
‫التزوير‪ ،‬النكار‪ ،‬الجهالة‪ ،‬المكتب العربي الحديث السكندرية‪ ،‬مصر ‪.1990‬‬
‫‪ - 10‬محمد الكشبور‪ ،‬بيع العقار بين الرضائية والشكل‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصرة –‪ -1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪.1997‬‬
‫‪ -11‬محمد المنجي‪ ،‬دعوى التزوير الفرعية في المواد المدنية من التقرير بالتزوير‬
‫إلى الطعن بالنقض‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1992 ،‬منشأة المعارف السكندرية‪.‬‬
‫‪ -12‬محمد جميل بن مبارك‪ ،‬التوثيق والثبات بالكتابة في الفقه السلمي والقانون‬
‫الوضعي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الولى ‪.2000‬‬
‫‪ –III‬الطروحاتا والرسائل‪:‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -1‬الطروحاتا ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عبد الرزاق أيوب‪ ،‬التكييف القانوني‪ ،‬السس النظرية والجوانب العملية‪،‬‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2004-2003‬‬
‫‪ - 2‬علي الرام‪ ،‬بيع العقار في طور البناء في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في الضمانات التشريعية في قانون‬
‫العمال المغربي‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الول‪،‬‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005-2004‬‬
‫‪ - 3‬محمد الربيعي‪ ،‬المعاملت العقارية بين ظاهرة انتشار المحررات العرفية‬
‫وضمانات المحررات الرسمية‪ ،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون الخاص‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ - 4‬نور الدين لعرج‪ ،‬الشكلية في عقد الرهن في التشريع المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬أكدال الرباط‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2000-1999‬‬
‫‪ -2‬الرسائل ‪:‬‬
‫‪ - 1‬عالية شباطي‪ ،‬الدليل الكتابي ووسائل التصال الحديثة‪ ،‬رسالة نهاية التمرين‪،‬‬
‫المعهد الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الرباط الفوج ‪ ،29‬السنة ‪.2002-2000‬‬
‫‪ - 2‬فاطمة هرباز‪ ،‬إشكالية بيع العقار المحفظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الول‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1996-1995‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ - 3‬لحسن توغزاوي‪ ،‬العقار في طور التحفيظ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬أكدال جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ - 4‬مازن الجم‪ ،‬الحقوق الخاضعة للتسجيل وفق نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ) 1991‬دون ذكر السنة‬
‫الثنائية(‪.‬‬
‫‪ - 5‬محمد الربيعي‪ ،‬محررات الموثقين وحجيتها في الثبات في التشريع المغربي‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية‬
‫والجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1988-1987‬‬
‫‪ –6‬محمد شيلح ‪ ،‬سلطان الرادة في ضوء قانون اللتزامات والعقود المغربي‬
‫أسسه ومظاهره في نظرية العقد ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ )1983‬دون ذكر السنة الثنائية(‪.‬‬
‫‪ -7‬محمد متزعم‪ ،‬عقد بيع العقار وصناعة التوثيق في المغرب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ - 8‬مصطفى شرف الدين‪ ،‬واجبات التسجيل والنظام التعاقدي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2000-1999‬‬
‫‪ - 9‬مولي عبد العزيز بوفارس العلوي‪ ،‬إتمام بيع العقار المحفظ في التشريع‬
‫المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين‬

‫‪/‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫والبحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬مراكش السنة الجامعية ‪.2000-1999‬‬
‫‪ - 10‬هشام درقاوي‪ ،‬دعوى التزوير الفرعية المدنية بين التشريع والتطبيق‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في‬
‫قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الول‬
‫وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2004-2003‬‬
‫‪ –IV‬المقـالتا ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إبراهيم اشهيبات‪ ،‬التوثيق العدلي‪ ،‬مجلة الشعاع‪ ،‬العدد ‪ ،9‬يوليوز ‪.1992‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم بحماني‪ ،‬القوة الثباتية لشهادة اللفيف أمام القضاء المدني وآفاقها‬
‫المستقبلية‪ ،‬مجلة القضاء والقانون السنة الثلثون العدد ‪.146‬‬
‫‪ - 3‬إبراهيم فكري‪ ،‬تمام بيع العقار وما يترتب عليه من حقوق وأشياء في قانون‬
‫اللتزامات والعقود والتوثيق العصري والتوثيق العدلي والعقود العرفية في نظر قضاء‬
‫الصل والجتهاد القضائي وآراء الفقه الحديث‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬منشورات‬
‫كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية ومركز الدراسات القانونية المدنية‬
‫والعقارية‪ ،‬مراكش الطبعة الثانية ‪.2005‬‬
‫‪ - 4‬أحمد عبيا‪ ،‬شهادة اللفيف‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬السنة الثلثون‪ ،‬العدد ‪.150‬‬
‫‪ -5‬المصطفى عافري‪ ،‬دعوى تحقيق الخطوط والزور الفرعي‪ ،‬مجلة الحدث‬
‫القانوني‪ ،‬العدد ‪ 10‬نوفمبر ‪.1998‬‬
‫‪ -6‬بنعمرو بنته‪ ،‬نحو إجبارية رسمية العقود في المعاملت العقارية‪ ،‬مجلة‬
‫المناظرة العدد ‪.2002 ،7‬‬
‫‪ -7‬بوشعيب عسال‪ ،‬المحررات ‪ ...‬شهادة اللفيف وإشكالتها‪ ...‬الطعن فيها‬
‫جنائيا‪ ،‬مجلة الملحق القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،36‬مارس ‪.2003‬‬
‫‪ -8‬خالد ميداوي‪ ،‬آفاق النظام الدولي للتوثيق‪ ،‬مجلة المعيار‪ ،‬العدد ‪2001 ،27‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -9‬سعيد بونوار‪ ،‬الطار الشرعي والقانوني للتوثيق العدلي والقيود الواردة عليه‪،‬‬
‫مجلة المناهج‪ ،‬العدد المزدوج ‪.2003 ،4-3‬‬
‫‪ -10‬عبد السلم البوريني‪ ،‬ضمانات الوثيقة العدلية في توثيق التصرفات العقارية‪،‬‬
‫ندوة توثيق التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ -11‬عبد السلم حادوش‪ ،‬هل مجرد الدفع بالزور مستلزم لتخاذ الجراءات‬
‫المنصوص عليها في القانون؟ مجلة القضاء والقانون السنة ‪ 24‬العدد ‪.134-133‬‬
‫‪ -12‬عبد العزيز توفيق‪ ،‬تحقيق الخطوط ودعوى الزور الفرعي‪ ،‬مجلة المن‬
‫الوطني‪ ،‬السنة ‪ 38‬العدد ‪.1998 ،193/1419‬‬
‫‪-13‬عبد العلي حفيظ‪ ،‬الوثيقة العدلية ومدى حجيتها في الثبات‪ ،‬مجلة المحامي‪،‬‬
‫العدد ‪.42‬‬
‫‪ -14‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬توثيق اليجار المفضي إلى تملك العقار‪ ،‬ندوة توثيق‬
‫التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ -15‬لحبيب شوراق‪ ،‬التوثيق العدلي في خدمة نظام السجلت العقارية‪ ،‬مجلة‬
‫جمعية المحافظين والمراقبين على الملكية العقارية‪ ،‬عدد خاص ‪.1993‬‬
‫‪ -16‬محمد الكشبور‪ ،‬حجية محررات الموثقين في الثبات في التشريع المغربي‪،‬‬
‫المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد ‪.1989 ،19‬‬
‫‪ -17‬محمد بونبات‪ ،‬بيع العقار بين حرية اختيار المحرر إلى تقييد هذا الختيار‪،‬‬
‫ندوة توثيق التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ -18‬محمد خيري‪ ،‬التعاقد في الميدان العقاري‪ ،‬المجلة المغربية لقانون واقتصاد‬
‫التنمية‪ ،‬العدد ‪.1986 ،2‬‬
‫‪ -19‬محمد خيري‪ ،‬مهنة تحرير العقود‪ ،‬بين التنظيم والطلق‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫لقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬العدد ‪.1991 ،25‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ -20‬محمد سلم‪ ،‬مقارنة نظامي التوثيق العصري والعدلي بين طموحات وآمال‬
‫التوحيد وعوامل الخصوصية والتميز وآفاق التكامل والتعاون‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات‬
‫العقارية‪.‬‬
‫‪ -21‬محمد شيلح‪ ،‬مشكل الكتابة في بيع العقار غير المحفظ بالمغرب‪ ،‬مجلة القانون‬
‫والقتصاد‪ ،‬العدد ‪.2002 ،19‬‬
‫‪ -22‬محمد شيلح‪ ،‬قراءة ميتدولوجية لصيغة الكراء المفضي إلى تملك الربع المبني‬
‫لغرض السكنى في ضوء القانون ‪ 51– 00‬المتعلق باليجار المفضي إلى تملك العقار‪،‬‬
‫ندوة توثيق التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ -23‬محمد مومن‪ ،‬مفهوم التسجيل الوارد في الفصل ‪ 489‬من قانون اللتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬ندوة توثيق التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ -24‬محمد هومير‪ ،‬رسمية المحررات التوثيقية‪ ،‬الواقع والفاق‪ ،‬ندوة توثيق‬
‫التصرفات العقارية‪.‬‬
‫‪ - 25‬نور الدين الجزولي‪ ،‬عقد بيع العقار بين الشكلية والرضائية )الفصل ‪489‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع( المجلة المغربية للقتصاد والقانون المقارن‪ ،‬العدد ‪.1992 ،18‬‬
‫‪ –V‬المحاضراتا ‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد خرطة‪ ،‬مسرد توجيهي في قانون التوثيق العدلي‪ ،‬محاضرات ألقيت على‬
‫طلبة السنة الثانية من دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون‬
‫العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية والقتصادية والجتماعية‪ ،‬جامعة محمد الول‪ ،‬وجدة‬
‫‪) 2005-2004‬غير منشورة(‪.‬‬
‫‪ –VI‬المجلتا ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مجموعة قرارات محكمة الستئناف بالرباط ‪ ،1956-1949‬تعريب العربي‬
‫المجبود‪ ،‬طبعة ‪.1982‬‬
‫‪ - 2‬قرارات المجلس العلى في المادة المدنية ‪ ،1996-1956‬منشورات المجلس‬
‫العلى في ذكراه الربعين‪ ،‬سنة ‪.1997‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪ - 3‬محمد لفروجي‪ ،‬المنازعات العقارية من خلل قضاء المجلس العلى لسنوات‬


‫‪ ،2005-2000‬سلسلة دلئل علمية عدد ‪ ،3‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪ - 4‬مجلة المحاماة العدد ‪.12‬‬
‫‪ - 5‬مجلة المحاماة العدد ‪.14‬‬
‫‪ - 6‬مجلة الشعاع العدد ‪.7‬‬
‫‪ - 7‬مجلة المحامي العدد ‪.34‬‬
‫‪ - 8‬مجلة المحاكم المغربية العدد ‪.66‬‬
‫‪ -9‬مجلة المحاكم المغربية العدد ‪.89‬‬
‫‪ -10‬مجلة القضاء والقانون العدد ‪.128‬‬
‫‪ -11‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.1‬‬
‫‪ -12‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.2‬‬
‫‪ -13‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.27‬‬
‫‪ -14‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.30‬‬
‫‪ -15‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.31‬‬
‫‪ -16‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.36-35‬‬
‫‪ -17‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.38-37‬‬
‫‪ -18‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.40‬‬
‫‪ -19‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.43-42‬‬
‫‪ - 20‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.47‬‬
‫‪ -21‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.55‬‬
‫‪ -22‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.60-59‬‬
‫‪ -23‬مجلة قضاء المجلس العلى العدد ‪.62‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المراجع باللغة الفرنسية ‪:‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

1- Fronçois lotz, la responsabilité civile du notaire, devoir de


conseil, extrait jurisclasseur, 11,1970 .
2- Ibrahim najjar- Ahmed Zaki badraoui et youssaf chellalah,
dictionnaire juridique )français /arabe( librairie de liban, 4éme édition
1995.
3- Jean louis magnan, le notariat et le monde moderne, librairie
générale de droit et jurisprudence, Paris 1979.
4- Jean rioufol et françoise rico, le notaire que je suis ? 2ème
édition 1992.
- Ripert et boulanger, traité élémentaire du droit civil T.2.3ème
édition , 1949.

/ 107 /
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫الفهقرس‬
‫‪1‬‬ ‫‪...........................................................................................................................................‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪6‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫الفصل الول ‪ :‬ضوابط توثيق المعاملت العقارية في‬
‫المحررات الرسمية‬
‫‪7‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬ضوابط المحررات الرسمية من حيث القائمين‬
‫على تحريرها‬
‫‪8‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬اختصاصات الموثقين والعدول في توثيق‬
‫المعاملت العقارية‬
‫‪9‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬الختصاص النوعي للموثقين والعدول في‬
‫توثيق المعاملت العقارية‬
‫‪15‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬الختصاص المكاني للموثقين والعدول‬
‫في توثيق المعاملت العقارية‬
‫‪20‬‬ ‫‪................‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التزامات الموثقين والعدول الخاصة بتوثيق‬
‫المعاملت العقارية‬
‫‪20‬‬ ‫‪............................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬تحديد وضعية العقار محل المعاملة‬
‫‪25‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬قيام الموثق والعدل بشكليات خاصة بتوثيق‬
‫المعاملت العقارية‬
‫‪32‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬ضوابط المحررات الرسمية من حيث مراحل تأسيسها‬
‫‪33‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬مراحل تأسيس الوثيقة العدلية‬
‫‪33‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬تلقي الشهادة وحفظها‬
‫‪38‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪:‬تحرير الشهادة العدلية والخطاب عليها‬
‫‪44‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬مراحل تأسيس الوثيقة العصرية‬
‫‪44‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬تلقي الوثيقة العصرية وتحريرها‬
‫‪/‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪/‬‬
‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪51‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬بيانات الوثيقة العصرية وحفظ أصولها‬


‫‪57‬‬ ‫‪..............................‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬حجية المحررات الرسمية في توثيق المعاملت‬
‫العقارية والطعن فيها‬
‫‪58‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫المبحث الول ‪ :‬حجية المحررات الرسمية في توثيق‬
‫المعاملت العقارية‬
‫‪58‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬حجية المحررات الرسمية الصادرة عن‬
‫العدول في الثبات‬
‫‪59‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬حجية الشهادة العدلية الصلية في الثبات‬
‫‪62‬‬ ‫‪..................................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية شهادة العدول السترعائية‬
‫‪67‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬حجية المحررات الرسمية الصادرة عن الموثقين‬
‫العصريين في الثبات‬
‫‪68‬‬ ‫‪..............................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬حجية بيانات المحررات الرسمية‬
‫‪72‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬حجية نسخ المحررات الرسمية‬
‫‪75‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬الطعن في المحررات الرسمية الموثقة‬
‫للمعاملت العقارية‬
‫‪77‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫المطلب الول ‪ :‬ماهية الزور الفرعي‬
‫‪77‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬تعريف الزور الفرعي وطبيعته القانونية‬
‫‪83‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬شروط قبول دعوى الزور الفرعية‬
‫‪86‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءات الزور الفرعي وآثار الحكام‬
‫الصادرة بخصوصه‬
‫‪87‬‬ ‫‪................................................‬‬ ‫الفقرة الولى ‪ :‬إجراءات الزور الفرعي‬
‫‪90‬‬ ‫‪................‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬آثار الحكام الصادرة في الزور الفرعي‬

‫‪/‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫‪96‬‬ ‫‪.............................................................................................................................................‬‬ ‫خاتمة‬


‫‪98‬‬ ‫‪............................................................................................................................‬‬ ‫لئحة المراجع‬
‫‪109‬‬ ‫‪........................................................................................................................................‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪/‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫إهداء ‪:‬‬

‫إلى من قال فيهما عز وجل ‪:‬‬


‫"وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا"‬
‫صدق ال العظيم‬

‫سورة السراء الية ‪.23‬‬


‫إلى أبي العزيز‬
‫إلى أمي الحنونة‬
‫أطال ال في عمرهما مشمولين برعايته في ظل ذكره وعبادته‪.‬‬
‫إلى أختي وأخي أعز من عندي في هذا الوجود‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫كلمة شكر‬

‫أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي الفاضل الدكتور إدريس الفاخوري على قبوله الشراف‬
‫على هذا البحث ‪ ،‬وعلى التوجيهات والنصائح السديدة التي خصني بها طوال فترة إنجازه ‪.‬‬
‫كما أتوجه بالشكر أيضا إلى أساتذتي بوحدة التكوين والبحث في قانون العقود والعقار‪.‬‬
‫وأشكر أخيرا كل من ساعدني بشكل أو آخر على إنجاز هذا البحث ‪.‬‬

‫فك الرموز‬
‫ظ‪.‬ت‪.‬ع ‪ :‬ظهير التحفيظ العقاري‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ : .‬قانون اللتزامات والعقود‪.‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ : .‬قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫ج ‪ :‬جزء‪.‬‬
‫ص ‪ :‬صفحة ‪.‬‬

‫‪Cass Civ : Cassation Civile.‬‬


‫‪P : page.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪/‬‬


‫توثيق المعاملتا العققارية في المحرراتا الرسمية‬

‫" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه‪،‬‬
‫وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين "‪.‬‬

‫الية ‪ 15‬من سورة الحقاف‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪/‬‬

You might also like