You are on page 1of 6

‫مقدمة‪:‬‬

‫نتيجة لتعارض المصالح بين االدارة والمالكين وبقية أصحاب المصالح في الشركة وعلى‬
‫وفق مبدأ االختيار العقالني الذي بموجبه يحاول كل طرف تعظيم منافعه الخاصة ‪ ،‬فانه‬
‫يتوقع أن تأتي عملية اختيار السياسة المحاسبية للشركة متأثرة باألهداف الذاتية لإلدارة ‪،‬‬
‫بصرف النظر ما إذا كانت تلم االهداف متوافقة ام غير متوافقة مع اهداف اصحاب المصالح‬
‫االخرين ‪ ،‬حتى لو كان ذلك على حساب التمثيل الصادق لإلحداث والعمليات من ناحية تقديم‬
‫المعلومات ‪.‬‬
‫ولهذا جاءت نظرية الوكالة كمحاولة لحل مشكلة تعارض المصالح وذلك من خالل نظرتها‬
‫ا لى الشركة على انها سلسلة من التعاقدات االختيارية بين االطراف المختلفة في الشركة من‬
‫شانها الحد من سلوك االدارة بتفضيل مصالحها الشخصية على مصالح االطراف األخرى ‪.‬‬

‫ماهية نظرية الوكالة (‪)La théorie de l'agence‬‬


‫‪ .1‬تعريف نظرية الوكالة‬
‫لقد نشأت نظرية الوكالة (‪ )1932‬كمحاولة لحل مشكلة تعارض المصالح‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل نظرتها إلى الشركة على أنها سلسلة من التعاقدات االختيارية بين األطراف المختلفة‬
‫في الشركة‪ ،‬من شأنها الحد من سلوك اإلدارة بتفضيل مصالحها الشخصية على مصالح‬
‫األطراف األخرى‪.‬‬
‫فقد وصف (حماد‪ (2008 ،‬نظرية الوكالة بأنها " مجموعة من العالقات التعاقدية‪،‬‬
‫حيث إن وجود الشركات يتحقق من خالل واحد أو أكثر من العقود اإلتفاقية‪ ،‬وأن عقود‬
‫االستخدام ما هي إال أدوات لتخصيص الموارد ووصف الغرض من نشاط الشركات العامة‬
‫لعقود التوظيف الخاصة بها "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويشير (التميمي‪ )2008 ،‬إلى أن الهدف الرئيس لنظرية الوكالة هو توضيح كيف تصمم‬
‫األطراف المتعاقدة العقود لتقليل التكاليف المرتبطة بها وتخفيض حدة التضارب في المصالح‬
‫بين طرفي عالقة الوكالة ومحاولة ربط مصالحها‪ ،‬بما يجعل الوكيل يعمل لمصلحة األصيل‪.‬‬
‫أما )‪ )Mathieu, 1997‬فقد أشار إلى نظرية الوكالة بأنها توضيح لكيفية تنظيم العالقات‬
‫بين أطراف الوكالة بشكل أفضل‪ ،‬والتي يكون فيها أحد األطراف (األصيل) يحدد العمل الذي‬
‫يقوم به الطرف اآلخر الوكيل‪.‬‬
‫وتعرف نظرية الوكالة حسب (‪ (Jensen et Meckling, 1975‬بأنها إطار فكري‬
‫استخدم كأداة بحث لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية التي عرفت في ميادين كثيرة من ميادين‬
‫العمل والفكر اإلنساني‪.1‬‬
‫وترتكز نظرية الوكالة بنحو أكثر دقة على القضايا التي تنشأ حين يتولى أحد الطرفين‪،‬‬
‫وهو الوكيل بتنفيذ العمل نيابة عن الطرف األساسي‪ ،‬ومن المفترض أال تتطابق بالضرورة‬
‫مصالح الطرف األساسي مع الوكيل‪.2‬‬
‫‪ .2‬تكاليف نظرية الوكالة ‪:‬‬
‫تكاليف الوكالة مثل أي تكاليف أخرى*‪ ،‬حيث تسعى عالقة الوكالة إلى تقليص هذه‬
‫التكاليف أو تخفيضها لحد الصفر إن أمكن‪ ،‬وذلك باإلعتماد على القانون العام لإلبداع‬
‫البشري في وضع العقود‪ .‬تطور قانون العقود ذات الصلة بالشركة الحديثة الناتجة عن‬
‫عمليات تاريخية فيها حوافز قوية على األفراد للتخفيض من تكاليف الوكالة‪.3‬‬
‫ويعد )‪ )Demski,1972‬أحد أول من أشار إلى أن تابع التحفيز المثالي يعتمد على تصميم‬
‫مقياس األداء وقد برهن أن قيمة تخصيص التكلفة يجب أن تأتي من تحسن قياس النشاط وأن‬
‫ال قيمة تخلق من عملية التوزيع نفسها في نموذج أوضحه‪ ،‬في مجال نظرية الوكالة‪.4‬‬
‫وهناك ثالثة أنواع من تكاليف الوكالة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬علي خلف سليمان الركابي‪ ،‬عمر أقبال توفيق المشهداني‪ ،‬حوكمة الشركات ودورها في تخفيض مشاكل نظرية الوكالة‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي التاسع ( الوضع االقتصادي العربي وخيارات المستقبل )‪،‬الجامعة المستنصرة‪ ،‬ص ص‪ ،13-9 :‬موقع‬
‫وتاريخ التحميل ‪:‬‬
‫‪http://elc.zu.edu.jo/conf/sessions/sessions5/4.pdf, Cite Consulté le 08/04/2014 à 21: 54.‬‬

‫‪ - 2‬شريفة رفاع‪ ،‬نحو إدماج مفهوم األداء غي الخدمة العمومية في الدول النامية "نحو تسيير عمومي جديد وفق نظرية‬
‫اإلدارة العامومية الحديثة"‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.153‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Michael C. Jensen, William H. Meckling, Theory of the Firm: Managerial Behavior,‬‬
‫‪Agency Costs and Ownership Structure, Journal of Financial Economics, V. 3, No. 4, 1976,‬‬
‫‪.‬بتصرف ‪P :72,‬‬
‫النظام‪ .‬لتأسيس ضرورية تعد والتي الطرفان يتحملها التي وغير النقدية النقدية التكاليف الوكالة‪ ،‬تتضمن تكاليف*‬
‫‪4‬‬
‫في المنشآت الصناعية في المشتركة والتكاليف الغارقة الطاقة تكاليف مقترح لتخصيص رياضي زكي‪ ،‬نموذج ‪ -‬حسن‬
‫الثاني‪ ،2000 ،‬ص ‪ ،116 :‬موقع وتاريخ التحميل ‪ :‬العدد المجلد ‪ ،16‬دمشق‪ ،‬جامعة الوكالة‪ ،‬مجلة نظرية ضوء‬
‫‪http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/law/old/economics/2000/16-2/hasan.pdf, Cite‬‬
‫‪Consulté le 08/04/2014 à 09 : 44.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬نفقات الرقابة والتحفيز )‪ ،(Monitoring Expenditures‬هذه التكاليف يتحملها‬
‫األصل‪.‬‬
‫‪ ‬نفقات االلتزام )‪ )Bonding Expenditures‬هذه التكاليف يتحملها الوكيل والتي‬
‫تعبر عن التنفيذ الجيد للعقد‪.‬‬
‫‪ ‬تكاليف الفرصة الضائعة (‪ ،)Residual Lost‬أي ما كان يمكن أن يحصل عليه كل‬
‫طرف لو لم يتعاقد مع اآلخر‪.‬‬
‫‪.3‬فرضيات نظرية الوكالة ‪:‬‬
‫ترتكز نظرية الوكالة على الفروض التالية‪:‬‬
‫‪ 1-3‬تضارب ( تعارض ) المصالح ‪:‬‬
‫يرجع التضارب في المصالح ألسباب عديدة منها ‪:‬‬
‫‪ ‬النفور أو الخوف من مختلف المخاطر من وجهة نظر المسير والمساهمين؛‬
‫‪ ‬كفاءات المسيرين ‪ :‬باعتبار أن هذه الكفاءات سبب في الحصول على التدفقات‬
‫الحالية والمستقبلية‪ ،‬فهم بالتالي يعملون على تعظيم رأس مالهم البشري‪ ،‬وعلى‬
‫العكس من ذلك تبحث المؤسسة في تعظيم رأسمالها المالي؛‬
‫‪ ‬التفاوت أو التضارب بين القيمة التي تبحث المؤسسة في تعظيمها والمؤشر‬
‫المستعمل في قياس هذه القيمة‪.‬‬
‫‪ 2-3‬الرشد النسبي ‪ :‬إن أطراف الوكالة ( أصالء‪ ،‬ووكالء ) يتمتعون بالرشادة المحدودة أو‬
‫( الرشادة النسبية ) وأن تصرفاتهم تعتمد على تعظيم منافعهم الذاتية‬
‫‪ 3-3‬الحاجة الى بقاء المؤسسة قوية ‪ :‬على الرغم من وجود تعارض في دوال أهداف‬
‫الوكالء واألصالء‪ ،‬إال أن هناك حاجة مشتركة ‪-‬ولو ضعيفة ‪ -‬للطرفين في بقاء المؤسسة‬
‫قوية في مواجهة المؤسسات األخرى ‪.‬‬
‫‪ 4-3‬عدم تماثل المعلومات ‪ :‬إن هناك عدم تماثل في هيكل المعلومات لدى كل من الوكيل‬
‫واألصيل بما يخص موضوع الوكالة‪.‬‬
‫‪ 5-3‬ال مركزية الوكيل ‪ :‬يترتب على ما سبق ضرورة توافر قدر من الالمركزية للوكيل‬
‫تمكنه من اتخاذ بعض القرارات والقيام ببعض التصرفات دون الرجوع الى األصيل‪.‬‬
‫‪ 6-3‬السلوك التعاوني ‪ :‬إن األصيل لديه الرغبة في تعميم عقود للوكالة تلزم الوكيل بالسلوك‬
‫التعاوني الذي يعظم منفعة أطراف الوكالة‪ ،‬ويحول دون تصرف الوكيل على نحو يضر‬
‫بمصالح األصيل ‪.5‬‬
‫‪ .4‬عالقة الوكالة ‪:‬‬
‫تنشأ نظرية الوكالة نتيجة الفصل بين ملكية المؤسسة وتسييرها وهذا ما توصل إليه كل‬
‫من جونسون وماكلين (‪ )Jensen and Meckling( )1976‬فمن المعروف أنه بزيادة حجم‬

‫‪ - 5‬عمار زرقي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.170:‬‬

‫‪3‬‬
‫المؤسسات واتساع نطاقها انفصلت الملكية عن التسيير ومن ثم ظهر ما يسمى بطبقة‬
‫المسيرين‪ ،‬ومن هنا بدأت عالقة الوكالة‪.6‬‬
‫‪ .5‬مشاكل نظرية الوكالة ‪:‬‬
‫تنشأ مشكالت الوكالة نتيجة االختالف في كمية ونوعية المعلومات المتاحة لكل من‬
‫األصيل والوكيل‪ ،‬تعارض المصالح بينهما بسبب إنفصال الملكية عن اإلدارة*‪.7‬‬
‫‪ 1.5‬مشكلة االختيار العكسي (أو المتناقض)‪ : )Selection Advers( :‬إذا كانت نظرية‬
‫الوكالة تدرس العالقة " مسير‪/‬مساهم "‪ ،‬أي المشاكل التي يمكن أن تنشأ عن العقد المبرم‬
‫بينهما وأساليب حلها‪ ،‬فإن النظرة الجديدة تدرس العالقة " مسير ‪/‬مستثمر محتمل"‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة تختلف المعلومات والخبرات بين الطرفين أي أن المعلومات الموجودة عند‬
‫المسيرين تكون غير متاحة للمستثمرين المحتملين و هذا ما يعبر عنه "باالختيار العكسي"‪.‬‬
‫‪ 2-5‬مشكلة الخطر المعنوي ‪ : )Hazard Moral ( :‬تظهر نتيجة عدم التأكد من أن‬
‫المسير سيلتزم بالعقد الذي وقعه‪ ،‬حيث ال يوجد أي ضمان بأن الوكيل سيعمل على تحقيق‬
‫مصالح الموكل أو تحقيق األهداف التي وضعها‪.‬‬
‫‪ 3.5‬مشكلة عدم تماثل المعلومات ‪ : )Asymmetric Information( :‬يتوافر بطبيعة‬
‫الحال للوكيل (و هو اإلدارة ) كل المعلومات المتاحة عن المنشأة من واقع معايشته اليومية‬
‫لها‪ ،‬و يستخدم الوكيل هذه المعلومات لتحقيق مصلحته الشخصية حتى لو تعارضت مع‬
‫مصلحة األصيل‪ ،‬ومن الممكن أن يفصح الوكيل عن بعض هذه المعلومات و يخفي البعض‬
‫األخر‪ ،‬أو يقدم المعلومات بطريقة تجعل األصيل يقيم مجهوداته في أفضل صورة ممكنة أو‬
‫في وضع أفضل مما لو توافرت كل المعلومات لألصيل‪.‬‬
‫‪ 4-5‬مشكلة تضارب المصالح ‪ :‬إن كالا من األصيل والوكيل شخصان يتميزان بالتصرف‬
‫الرشيد ويقصد بذلك أن كالا منهم يعمل على تعظيم منفعته المتوقعة‪ ،‬إذ يعد ذلك بمثابة هدف‬
‫يفسر تصرفات كل منهما‪.8‬‬

‫‪ - 6‬عبد القادر بريش‪ ،‬عيسى بدروني‪ ،‬محددات سياسة توزيع األرباح في المؤسسات الخاصة الجزائرية‪ ،‬مجلة األكادمية‬
‫للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬جوان ‪ ،2013‬ص ‪.15‬‬
‫إن السبب الرئيسي لمشكالت الوكالة األخرى (مثل المخاطرة األخالقية‪ ،‬واالختيار المعاكس‪ ،‬وتضارب المصالح *‬
‫وغيرها) يرجع أساسا إلى عدم قدرة المالك (األصيل) على مالحظة أداء المدير (الوكيل) بصورة مباشرة (الجبوري‪،‬‬
‫)‪1999 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Muhammad Zahirul Islam, Agency Problem and the Role of Audit Committee: Implications‬‬
‫‪for Corporate Sector in Bangladesh, International Journal of Economics and Finance, Vol.‬‬
‫‪2, No. 3, 2010, p : 179.‬‬
‫‪ - 8‬ريمة هيدوب ليلى‪ ،‬المراجعة كمدخل لجودة الشركات‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستير في العلوم التجارية‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.6 :‬‬

‫‪4‬‬
‫فنتيجة لتباين المعلومات والمصلحة الذاتية بين األصيل والوكيل‪ ،‬يسعى نموذج الوكالة إلى‬
‫حل هذه المخاوف من خالل وضع آليات تنسيق مصالح العاملين مع المدراء‪ ،‬والحد من‬
‫نطاق تماثل المعلومات والسلوك االنتهازي‪.9‬‬
‫‪-6‬انتقادات نظرية الوكالة‪:‬‬

‫‪ -‬تكاليف الوكالة ال يمكنها ان تكون امثلية ألنها ستقابل بالرفض من طرف اصحاب‬
‫المصالح ‪ ،‬عندما تكون واعية يجد افضل اشكال المنافسة ‪.‬‬
‫‪ -‬تدنية تكاليف الوكالة ال يمكن تطبيقها ‪ ،‬اما الن الفريق المتعاقد ال يستطيع ان يكون على‬
‫علم ‪ ،‬اما هذه االطراف ال تبحث حتى في االعالم بسبب تكاليف المعلومات ‪.‬‬
‫‪ -‬تقليص المنظمة الى عالقات ما بين االشخاص يؤدي الى انحالل كلي لمفهوم المنظمة ‪،‬‬
‫وهدا ألنها اهتمت بالمدراء والمساهمين فقط وعالقتهما ولم تهتم بالعمال االخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم النزاع ال يجب ان يأخذ في معناه العدواني كما اخذته نظرية الوكالة فبمجرد ان‬
‫المصالح غير متطابقة في عالقة ال يعبر على ان احد الفاعلين (المساهمين‪/‬المدراء)‬
‫يبحث عن استغالل الجانب االخر ‪ ،‬فهي تنظر نظرة تشاؤمية الى العالقة بينهما وترى‬
‫انه يوجد دائما نزاع او خالف بينهما ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪- The Audit Quality Forum comprises representatives of the audit profession,investors,‬‬
‫‪business and regulators, Agency theory and the role of audit, THE INSTITUTE OF‬‬
‫‪CHARTERED ACCOUNTANTS, audit and assurance faculty, England & Wales, 2005, p :‬‬
‫‪6, Site et date de téléchargement :‬‬
‫‪https://www.icaew.com, Cite Consulté le 03/04/2014 à 10 :31.‬‬

‫‪5‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تمثل نظرية الوكالة اإلطار الفكري الذي استخدم كأداة لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية‬
‫التي عرفت ميادين كثيرة من ميادين العمل و الفكر اإلنساني ‪ ،‬و يتضح مما تقدم انها تبحث‬
‫في فهم أسباب تضارب المصالح و نتائجها ‪ ،‬إذ تصف الشركة بأنها سلسلة عقود بين األصيل‬
‫و الوكيل ‪ ،‬يحرصون على تحقيق مصالحهم دون االخذ بعين االعتبار مصالح اآلخرين‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like