Professional Documents
Culture Documents
ماهية نظرية الوكالة
ماهية نظرية الوكالة
نتيجة لتعارض المصالح بين االدارة والمالكين وبقية أصحاب المصالح في الشركة وعلى
وفق مبدأ االختيار العقالني الذي بموجبه يحاول كل طرف تعظيم منافعه الخاصة ،فانه
يتوقع أن تأتي عملية اختيار السياسة المحاسبية للشركة متأثرة باألهداف الذاتية لإلدارة ،
بصرف النظر ما إذا كانت تلم االهداف متوافقة ام غير متوافقة مع اهداف اصحاب المصالح
االخرين ،حتى لو كان ذلك على حساب التمثيل الصادق لإلحداث والعمليات من ناحية تقديم
المعلومات .
ولهذا جاءت نظرية الوكالة كمحاولة لحل مشكلة تعارض المصالح وذلك من خالل نظرتها
ا لى الشركة على انها سلسلة من التعاقدات االختيارية بين االطراف المختلفة في الشركة من
شانها الحد من سلوك االدارة بتفضيل مصالحها الشخصية على مصالح االطراف األخرى .
1
ويشير (التميمي )2008 ،إلى أن الهدف الرئيس لنظرية الوكالة هو توضيح كيف تصمم
األطراف المتعاقدة العقود لتقليل التكاليف المرتبطة بها وتخفيض حدة التضارب في المصالح
بين طرفي عالقة الوكالة ومحاولة ربط مصالحها ،بما يجعل الوكيل يعمل لمصلحة األصيل.
أما ) )Mathieu, 1997فقد أشار إلى نظرية الوكالة بأنها توضيح لكيفية تنظيم العالقات
بين أطراف الوكالة بشكل أفضل ،والتي يكون فيها أحد األطراف (األصيل) يحدد العمل الذي
يقوم به الطرف اآلخر الوكيل.
وتعرف نظرية الوكالة حسب ( (Jensen et Meckling, 1975بأنها إطار فكري
استخدم كأداة بحث لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية التي عرفت في ميادين كثيرة من ميادين
العمل والفكر اإلنساني.1
وترتكز نظرية الوكالة بنحو أكثر دقة على القضايا التي تنشأ حين يتولى أحد الطرفين،
وهو الوكيل بتنفيذ العمل نيابة عن الطرف األساسي ،ومن المفترض أال تتطابق بالضرورة
مصالح الطرف األساسي مع الوكيل.2
.2تكاليف نظرية الوكالة :
تكاليف الوكالة مثل أي تكاليف أخرى* ،حيث تسعى عالقة الوكالة إلى تقليص هذه
التكاليف أو تخفيضها لحد الصفر إن أمكن ،وذلك باإلعتماد على القانون العام لإلبداع
البشري في وضع العقود .تطور قانون العقود ذات الصلة بالشركة الحديثة الناتجة عن
عمليات تاريخية فيها حوافز قوية على األفراد للتخفيض من تكاليف الوكالة.3
ويعد ) )Demski,1972أحد أول من أشار إلى أن تابع التحفيز المثالي يعتمد على تصميم
مقياس األداء وقد برهن أن قيمة تخصيص التكلفة يجب أن تأتي من تحسن قياس النشاط وأن
ال قيمة تخلق من عملية التوزيع نفسها في نموذج أوضحه ،في مجال نظرية الوكالة.4
وهناك ثالثة أنواع من تكاليف الوكالة :
- 1علي خلف سليمان الركابي ،عمر أقبال توفيق المشهداني ،حوكمة الشركات ودورها في تخفيض مشاكل نظرية الوكالة،
المؤتمر الدولي التاسع ( الوضع االقتصادي العربي وخيارات المستقبل )،الجامعة المستنصرة ،ص ص ،13-9 :موقع
وتاريخ التحميل :
http://elc.zu.edu.jo/conf/sessions/sessions5/4.pdf, Cite Consulté le 08/04/2014 à 21: 54.
- 2شريفة رفاع ،نحو إدماج مفهوم األداء غي الخدمة العمومية في الدول النامية "نحو تسيير عمومي جديد وفق نظرية
اإلدارة العامومية الحديثة" ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التسيير ،غير منشورة ،جامعة الجزائر ،2008 ،ص :
.153
3
- Michael C. Jensen, William H. Meckling, Theory of the Firm: Managerial Behavior,
Agency Costs and Ownership Structure, Journal of Financial Economics, V. 3, No. 4, 1976,
.بتصرف P :72,
النظام .لتأسيس ضرورية تعد والتي الطرفان يتحملها التي وغير النقدية النقدية التكاليف الوكالة ،تتضمن تكاليف*
4
في المنشآت الصناعية في المشتركة والتكاليف الغارقة الطاقة تكاليف مقترح لتخصيص رياضي زكي ،نموذج -حسن
الثاني ،2000 ،ص ،116 :موقع وتاريخ التحميل :العدد المجلد ،16دمشق ،جامعة الوكالة ،مجلة نظرية ضوء
http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/law/old/economics/2000/16-2/hasan.pdf, Cite
Consulté le 08/04/2014 à 09 : 44.
2
نفقات الرقابة والتحفيز ) ،(Monitoring Expendituresهذه التكاليف يتحملها
األصل.
نفقات االلتزام ) )Bonding Expendituresهذه التكاليف يتحملها الوكيل والتي
تعبر عن التنفيذ الجيد للعقد.
تكاليف الفرصة الضائعة ( ،)Residual Lostأي ما كان يمكن أن يحصل عليه كل
طرف لو لم يتعاقد مع اآلخر.
.3فرضيات نظرية الوكالة :
ترتكز نظرية الوكالة على الفروض التالية:
1-3تضارب ( تعارض ) المصالح :
يرجع التضارب في المصالح ألسباب عديدة منها :
النفور أو الخوف من مختلف المخاطر من وجهة نظر المسير والمساهمين؛
كفاءات المسيرين :باعتبار أن هذه الكفاءات سبب في الحصول على التدفقات
الحالية والمستقبلية ،فهم بالتالي يعملون على تعظيم رأس مالهم البشري ،وعلى
العكس من ذلك تبحث المؤسسة في تعظيم رأسمالها المالي؛
التفاوت أو التضارب بين القيمة التي تبحث المؤسسة في تعظيمها والمؤشر
المستعمل في قياس هذه القيمة.
2-3الرشد النسبي :إن أطراف الوكالة ( أصالء ،ووكالء ) يتمتعون بالرشادة المحدودة أو
( الرشادة النسبية ) وأن تصرفاتهم تعتمد على تعظيم منافعهم الذاتية
3-3الحاجة الى بقاء المؤسسة قوية :على الرغم من وجود تعارض في دوال أهداف
الوكالء واألصالء ،إال أن هناك حاجة مشتركة -ولو ضعيفة -للطرفين في بقاء المؤسسة
قوية في مواجهة المؤسسات األخرى .
4-3عدم تماثل المعلومات :إن هناك عدم تماثل في هيكل المعلومات لدى كل من الوكيل
واألصيل بما يخص موضوع الوكالة.
5-3ال مركزية الوكيل :يترتب على ما سبق ضرورة توافر قدر من الالمركزية للوكيل
تمكنه من اتخاذ بعض القرارات والقيام ببعض التصرفات دون الرجوع الى األصيل.
6-3السلوك التعاوني :إن األصيل لديه الرغبة في تعميم عقود للوكالة تلزم الوكيل بالسلوك
التعاوني الذي يعظم منفعة أطراف الوكالة ،ويحول دون تصرف الوكيل على نحو يضر
بمصالح األصيل .5
.4عالقة الوكالة :
تنشأ نظرية الوكالة نتيجة الفصل بين ملكية المؤسسة وتسييرها وهذا ما توصل إليه كل
من جونسون وماكلين ( )Jensen and Meckling( )1976فمن المعروف أنه بزيادة حجم
3
المؤسسات واتساع نطاقها انفصلت الملكية عن التسيير ومن ثم ظهر ما يسمى بطبقة
المسيرين ،ومن هنا بدأت عالقة الوكالة.6
.5مشاكل نظرية الوكالة :
تنشأ مشكالت الوكالة نتيجة االختالف في كمية ونوعية المعلومات المتاحة لكل من
األصيل والوكيل ،تعارض المصالح بينهما بسبب إنفصال الملكية عن اإلدارة*.7
1.5مشكلة االختيار العكسي (أو المتناقض) : )Selection Advers( :إذا كانت نظرية
الوكالة تدرس العالقة " مسير/مساهم " ،أي المشاكل التي يمكن أن تنشأ عن العقد المبرم
بينهما وأساليب حلها ،فإن النظرة الجديدة تدرس العالقة " مسير /مستثمر محتمل" ،وفي
هذه الحالة تختلف المعلومات والخبرات بين الطرفين أي أن المعلومات الموجودة عند
المسيرين تكون غير متاحة للمستثمرين المحتملين و هذا ما يعبر عنه "باالختيار العكسي".
2-5مشكلة الخطر المعنوي : )Hazard Moral ( :تظهر نتيجة عدم التأكد من أن
المسير سيلتزم بالعقد الذي وقعه ،حيث ال يوجد أي ضمان بأن الوكيل سيعمل على تحقيق
مصالح الموكل أو تحقيق األهداف التي وضعها.
3.5مشكلة عدم تماثل المعلومات : )Asymmetric Information( :يتوافر بطبيعة
الحال للوكيل (و هو اإلدارة ) كل المعلومات المتاحة عن المنشأة من واقع معايشته اليومية
لها ،و يستخدم الوكيل هذه المعلومات لتحقيق مصلحته الشخصية حتى لو تعارضت مع
مصلحة األصيل ،ومن الممكن أن يفصح الوكيل عن بعض هذه المعلومات و يخفي البعض
األخر ،أو يقدم المعلومات بطريقة تجعل األصيل يقيم مجهوداته في أفضل صورة ممكنة أو
في وضع أفضل مما لو توافرت كل المعلومات لألصيل.
4-5مشكلة تضارب المصالح :إن كالا من األصيل والوكيل شخصان يتميزان بالتصرف
الرشيد ويقصد بذلك أن كالا منهم يعمل على تعظيم منفعته المتوقعة ،إذ يعد ذلك بمثابة هدف
يفسر تصرفات كل منهما.8
- 6عبد القادر بريش ،عيسى بدروني ،محددات سياسة توزيع األرباح في المؤسسات الخاصة الجزائرية ،مجلة األكادمية
للدراسات اإلجتماعية واإلنسانية ،قسم العلوم اإلقتصادية والقانونية ،العدد ،10جوان ،2013ص .15
إن السبب الرئيسي لمشكالت الوكالة األخرى (مثل المخاطرة األخالقية ،واالختيار المعاكس ،وتضارب المصالح *
وغيرها) يرجع أساسا إلى عدم قدرة المالك (األصيل) على مالحظة أداء المدير (الوكيل) بصورة مباشرة (الجبوري،
)1999 .
7
- Muhammad Zahirul Islam, Agency Problem and the Role of Audit Committee: Implications
for Corporate Sector in Bangladesh, International Journal of Economics and Finance, Vol.
2, No. 3, 2010, p : 179.
- 8ريمة هيدوب ليلى ،المراجعة كمدخل لجودة الشركات ،مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستير في العلوم التجارية ،غير
منشورة ،جامعة قاصدي مرباح،ورقلة ،الجزائر ،2012 ،ص.6 :
4
فنتيجة لتباين المعلومات والمصلحة الذاتية بين األصيل والوكيل ،يسعى نموذج الوكالة إلى
حل هذه المخاوف من خالل وضع آليات تنسيق مصالح العاملين مع المدراء ،والحد من
نطاق تماثل المعلومات والسلوك االنتهازي.9
-6انتقادات نظرية الوكالة:
-تكاليف الوكالة ال يمكنها ان تكون امثلية ألنها ستقابل بالرفض من طرف اصحاب
المصالح ،عندما تكون واعية يجد افضل اشكال المنافسة .
-تدنية تكاليف الوكالة ال يمكن تطبيقها ،اما الن الفريق المتعاقد ال يستطيع ان يكون على
علم ،اما هذه االطراف ال تبحث حتى في االعالم بسبب تكاليف المعلومات .
-تقليص المنظمة الى عالقات ما بين االشخاص يؤدي الى انحالل كلي لمفهوم المنظمة ،
وهدا ألنها اهتمت بالمدراء والمساهمين فقط وعالقتهما ولم تهتم بالعمال االخرين .
-مفهوم النزاع ال يجب ان يأخذ في معناه العدواني كما اخذته نظرية الوكالة فبمجرد ان
المصالح غير متطابقة في عالقة ال يعبر على ان احد الفاعلين (المساهمين/المدراء)
يبحث عن استغالل الجانب االخر ،فهي تنظر نظرة تشاؤمية الى العالقة بينهما وترى
انه يوجد دائما نزاع او خالف بينهما .
9
- The Audit Quality Forum comprises representatives of the audit profession,investors,
business and regulators, Agency theory and the role of audit, THE INSTITUTE OF
CHARTERED ACCOUNTANTS, audit and assurance faculty, England & Wales, 2005, p :
6, Site et date de téléchargement :
https://www.icaew.com, Cite Consulté le 03/04/2014 à 10 :31.
5
خاتمة:
تمثل نظرية الوكالة اإلطار الفكري الذي استخدم كأداة لتفسير ظاهرة العالقات التعاقدية
التي عرفت ميادين كثيرة من ميادين العمل و الفكر اإلنساني ،و يتضح مما تقدم انها تبحث
في فهم أسباب تضارب المصالح و نتائجها ،إذ تصف الشركة بأنها سلسلة عقود بين األصيل
و الوكيل ،يحرصون على تحقيق مصالحهم دون االخذ بعين االعتبار مصالح اآلخرين.
6