Professional Documents
Culture Documents
تسعى الالمركزية الى نقل الحكومة من العاصمة الى االقاليم والمدن واالرياف وهي
تأخذ أحد االشكال التالية:
الالمركزية االفقية التي توسع القرارات الحكومية وتمدها بعيدا عن شخص -1
الوزير او مجموعة الوزراء لتصبح +في متناول العديد من الهيئات الحكومية
ضمن الحكومة القومية.
-2الالمركزية العمودية +التي تفوض القرارات (واالنفاق) نزوال الى االقاليم -2
والمستويات المحلية وكذلك االرياف باعتبار ان المسؤولين والسياسيين هم اكثر
عرضة للمسؤولية تجاه الناس الذين يخدمونهم .والالمركزية +سواء كانت
عمودية ام افقية تأخذ اما الشكل القوي او الشكل الضعيف .الشكل القوي (
)devolutionهو عملية نقل السلطات من المركز بما يسمح +للهيئات غير
هيئات الحكومة الوطنية +لتأخذ كامل المسؤولية عن نشاطاتها .وهذا يتضمن
سلطة توفير العائدات ورسم وتنفيذ برامج وخطط التنمية .اما الشكل الضعيف
لالمركزية هو التفويض ( )delegationفيه ُتمرر بعض السلطات الى
هيئات اخرى لكن الحكومة المركزية تحتفظ بالحق في إبطال القرارات الصادرة
في المناطق والمستويات المحلية االخرى .والحكومة المركزية قد تطبق الشكل
الضعيف لالمركزية +والذي يسمى ( .)deconcentrationوهذا عبارة
صمم لزيادة فاعلية االدارة ،حيث ُيمنح +مقدار من المرونة+
عن اجراء اداري ُ
االدارية لإلدارات المحلية ولوزراء الحكومة المركزية ،ولكن جميع القرارات
الكبرى تخضع مجددا الى الحكومة المركزية .فال سلطة ُتمنح +للعمل بشكل مستقل+
ولن يكون هناك معنى لنشر السلطات .ان الضغوط في الدول النامية نحو
ممارسة الالمركزية +هي نتيجة لما يبدو من مركزية شديدة في تلك الدول قياسا
بالدول المتطورة .وعلى الرغم من عدم وجود قياس مقنع لالمركزية اال ان
المؤشر المفيد في هذا الجانب هو درجة الالمركزية المالية .فاذا لم يكن هناك
مقدار من المرونة المالية في المستويات المحلية واالقاليم فلن يكون هناك معنى
في عملية تفويض اتخاذ القرارات .لو نظرنا الى تقرير االمم المتحدة للتنمية
االنسانية +لعام 1993نجد ان حصة الحكومات المحلية من االنفاق الكلي
للحكومة في الدول الصناعية بلغت %20-35وفي بعض الدول مثل الدانمارك
بلغت النسبة حوالي .%45وكذلك بالنسبة +للعائد اتضح ان ربع عائد الحكومة
في الدول الصناعية يأتي من الضرائب المحلية .اما في الدول النامية بلغت
عائدات السلطات المحلية فقط %6من العائد الكلي للحكومة .ان الالمركزية
المالية هي واحدة من عدة طرق للنظر في المركزية الحكومة .فهناك مجاالت
اخرى تكون فيها المساهمات المحلية كبيرة خاصة في الشؤون االجتماعية
والثقافية .ولكن بشكل عام فان االنطباع السائد هو ان الدول النامية تمارس
مركزية شديدة في عمل القرارات وقضايا االنفاق .وفي بعض الدول النامية تعتبر
المركزية من االرث االستعماري .فالقوى االستعمارية ولغرض سهولة االدارة،
قامت بتركيز التمويل وصنع القرارات في العاصمة .والعديد من الدول النامية
مارست نوعا من التحيز للمدن على حساب االرياف في موضوع االنفاق
والخدمات .واخيرا لعبت المساعدات االجنبية +دورا في نمط المركزية السائدة ألن
الحكومات المركزية هي التي تفاوض حول القروض وتتخذ مسؤولية االنفاق.
ومقابل ذلك ،البد ان تحصل الدول النامية على المكاسب من الالمركزية كونها
تم ّكن الجاليات ذات العالقة ليكون لها صوت حقيقي في التخطيط وفي صرف
االنفاق العام .البد للحكومات المحلية ان تكون اكثر مسؤولية +تجاه الجالية ،
وعلى صعيد الواقع اثار الخبراء في سياسات الالمركزية بعض الشكوك حول
تقييم منافع وتكاليف تلك السياسات .يرى (ديفد سالتر) عدم وجود تطابق بين
الديمقراطية الشعبية وتفويض بعض وظائف السلطة االدارية الى االقاليم
والمراكز المحلية ،حيث يوجد في االقاليم وحتى في االرياف جماعات اجتماعية
معارضة للديمقراطية تستطيع +االستحواذ على مكاسب الالمركزية .فالنقود ال
ُتستعمل دائما لخدمة السكان المحليين ،واالفضليات قد تعكس حاجات افراد
النخبة .مثال لوحظ ان الالمركزية +السياسية +في بنغالديش لم تح ّ
سن الحاجات
االساسية .وفي الواقع ان االدارات الالمركزية +مسؤولة عن الخراب والتشويه+
في خدمات الصحة والتعليم او في معالجة الكوارث .فقد اشار تقرير االمم
المتحدة الى وجود ادلة من باكستان تفيد بإنفاق موارد الميزانية +على الكليات
والمستشفيات الراقية بينما اُهملت معظم المناطق القروية من الحصول على
الخدمات الصحية والتعليمية +المناسبة .ان وصف الالمركزية بالمشاركة الشعبية
يحتاج الى تحفظ شديد .فالالمركزية +يمكنها ان تزيد من انخراط الناس العاديين
في مناقشة شؤونهم اال ان ذلك قد ال ينسجم مع الديمقراطية الضعيفة في
المستوى القومي بالدول النامية .فعندما ال يوجد هيكل ديمقراطي في المستوى
القومي فمن غير المحتمل ان تتمكن الحكومات المحلية من خلق مشاركة حقيقية
وفعالة في عملية صنع القرارات المحلية.