Professional Documents
Culture Documents
الموسم الجامعي6102/6102:
جامعة زيان عاشور بالجلف ـ ــة
كليـ ــة اآلداب واللغات والفنون
الموسم الجامعي6102/6102:
إهــــداء
أهدي هذا العمل المتواضع للوالدين
الكريمين ،و إلى كل أفراد عائلة
صخري وعائلة نارة ،وأبنائي
األعزاء( عبد الرحمان ومريم
ويوسف وسلسبيل)
وإلى كل طالب علم.
كلمة شكر وتقدير
عزوجلّ على أن وفقنا إلتمام دراسة مذكرتنا
نشكر هللا ّ
فضة الميلود الّذي
،ثمّ نشكر األستاذ الدكتور الكريم ّ
كان له الفضل في اختيار موضوعنا هذا واإلشراف عليه
كما أشكر األستاذ الدكتور قناني الميلود ،وجميع
أساتذة كلية األدب قسم اللّغة العربيّة وآدابها وطاقمها
اإلداري بجامعة زيّان عاشور بالجلفة ،وأعضاء لجنة
المناقشة ،وكل من ساعدنا من قريب أو من بعيد،في
إنجاز هذه المذكرة فبارك هللا فيكم
جميعا.
ً
مقدمة
المقدمة:
ةلقد انطلق الشاعر الحداثي في تأسيسه لعالم القصيدة الحداثية من فكرة المجهول ،فهو لم
يكتف بمحاكاة الواقع الخارجي ،من حيث هو واقع بصري ،بل عمل على صياغة هذا الواقع
صياغة جديدة ،محوال إياه إلى واقع فني ارتدت من خالله القصيدة الحداثية قناع الكشف
والتجاوز ،وما إلى ذلك من السمات األخرى التي جعلت نص قصيدة الحداثة نصا منفتحا
على العديد من المدلوالت.
ولقد أولتها الدراسات النقدية المعاصرة بدورها اهتماما كبي ار ،فظهرت األسلوبية والسيميائية
والبنيوية ،وكلها تحاول فك وفهم بنياتها ،وما يوجد فيها من غموض .
ومن أهمها الدراسات األسلوبية والتي لها دور في محاولة لفهم الخطاب األدبي واستخراج ما
يحويه من قيم جمالية وفنية ،وذلك بإتباع مستويات التحليل األسلوبي.
لقد وقع االختيار على الشاعر التونسي" أبالقاسم الشابي " المعروف بتحليقاته الحداثية
تنظي ار وابداعا ،وكان موضوع مذكرتنا هو ( قصيدة " الناس " لشاعر أبي القاسم الشابي
دراسة أسلوبية ) ،نكشف من خاللها مختلف الظواهر األسلوبية في شعره.
ومن األسباب التي أغرت فضولنا بتناول هذا الموضوع نذكر :قلة االهتمام أو االشتغال
على أسلوبية القصيدة الحداثية في الشعر التونسي الحديث والمعاصر ؛ ألن االهتمام بهذا
المجال كان منصبا على الشعر المشرقي بشكل عام .ناهيك عن الفصل القائم بين جماليات
القصيدة الحداثية و آليات أو مستويات التحليل األسلوبي.
ولذالك انتهجنا المنهج األسلوبي كتحليل للقصيدة،وعملنا على هندسة وتصميم خطة هذه
األطروحة في ثالثة فصول على النحو التالي :
الفصل األول :خصصناه لدراسة فنية ،لماهية األسلوب واألسلوبية وينقسم إلى أربعة مباحث،
األول تحدثنا فيه عن مفهوم األسلوب ،وتياراته ،والثاني مفهوم األسلوبية ،اتجاهاتها ،والثالث
عن الفرق بين األسلوب واألسلوبية ،أما المبحث الرابع فيتحدث عن مستويات التحليل
األسلوبي.
الفصل الثاني:خصصناه للشاعر والقصيدة حيث تطرقنا لحياة الشاعر ونشأته وزواجه
ومرضه في المبحث األول ،أما في المبحث الثاني فتطرقنا لمذهب الشاعر وفكره وأغراضه
الشعرية وآثاره األدبية.
الفصل الثالث:دراسة تطبيقية درسنا فيه السمات األسلوبية بمستوياته الثالث:
المستوى اإليقاعي(الصوتي والصرفي):درسنا فيه الموسيقى الداخلية والخارجية،
المستوى التركيبي ( النحوي):درسنا فيه الجملة بأنواعها في القصيدة أسمية وفعلية ،مثبتة،
منفية...
المستوى المعجمي وحقوله الداللية :وهو ما جاء في القصيدة من إشعارات
ودالالت،ومحسنات واأللفاظ الخ ….
وفي األخير الخاتمة التي تعتبر خالصة البحث وأهم النتائج المتوصل إليها،،ثم تأتي قائمة
المصادر والمراجع التي كان لها الفضل لما تحصلنا عليه من معلومات ،وحتى تكون هذه
الخطة ناجحة كان من الضروري اختيار المنهج المناسب لها فتتبعنا المنهج الوصفي
التحليلي بصفته من المناهج التي تستطيع فك الرموز والكلمات في النص الشعري إضافة
إلى المنهج اإلحصائي الذي نعتقد أنه ضروري لرصد كافة الظواهر الصوتية والصرفية
والتركيبية .
ولقد وجدنا في بحثنا العلمي بعض الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا ومن بينها:
انعدام المراجع التي درست قصيدة الناس ألبي القاسم الشابي أسلوبيا
كثرة المراجع في الجانب النظري مما يتطلب وقتا كبي ار لالطالع عليها و أخذ الزبدة
منها .
وفي األخير نرجو أن نكون قد وفقنا في دراسة هذا الموضوع ،وقدمنا ما فيه الفائدة لمن
يهتم بالدراسة األسلوبية ،وبالرغم مما واجهنا من صعوبات وعراقيل تمكنا بفضل هللا وعونه
من تذليلها ،ونوجه الشكر والعرفان إلى كل من ساعدنا من قريب أو بعيد في انجاز هذا
البحث وأخص بالذكر األستاذ المشرف الذي كان له الفضل في التوجيه والنصح .
الفصل األول
)1مفهوم األسلوب:
أ) لغة :يعرفه ابن منظور في (اللسان) " :ويقال للسطر من النخيل والمذهب أسلوب وكل
طريق ممتد فهو أسلوب ،وأسلوب الطريق ،والجوه ،المذهب يقال أنتم في أسلوب سوء ،
ويجمع أساليب "واألسلوب الطريق تأخذ فيه واألسلوب بالضم :الفن ،يقال أخذ فالن في
أساليب من القول أي :أفانين منه .
ويقول مجدي وهبة أيضا(ً:إن لفظ أسلوب مشتقة من األصل الالتيني للكلمة األجنبية الذي
يعني القلم .
أما الزيدي في كتابه تاج العروس فال يزيد شيئا عما ذكره ابن منظور في معجمه حول
لفظ أسلوب واألسلوب في المعاجم العربية يدل على المذهب ،أو الطريقة أو الفن ،أي انه
يدل على الطريقة تدمغ الشيء الذي يطلق عليه بسمة محددة ،أما الزمخشري فيقول :سلبه
ثوبه وهو سليب ،واخذ سلب القتيل و أسالب القتلى ،ولبست الثكلى السالب والحداد
،وتسلبت وسلبت على ميتها فهي مسلب واألحداد على الزوج ،والتسليب عام ،وسلكت
أسلوب فالن :طريقته وكالمه على اسليب حسنة ،ومن المجاز :سلبه فؤاده وعقله واستلبه ،
وهو مستلب العقل ،وشجرة سليب اخذ ورقها وثمرها ،وناقة سلوب اخذ ولدها ،ويقال
للمتكبر :انفه في أسلوب إذا لم يلتفت يمينه وال يساره .
أما كلمة أسلوب باللغة اإلنجليزية فهي ملتصقة بالمفهوم العام لألسلوب في الثقافة الغربية
مادامت تشير إلى أداة الكتابة ،كما هي أداة للكتابة على ألواح الشمع.
واألسلوب ينتقل فيه الكالم من التعبير المحايد غير المتأسلب إلى التعبير المتأسلب،وهناك
من يرى أن األسلوب يتضمن سمة لغوية في ذاتها قيمة أسلوبية معينة.
واألسلوب في اللغة العربية كلمة غير مرتبطة بأصل مادتها "سلب" على الرغم من أنها تدل
على سمة معينة أو خصيصة معينة يتضمنها شيء ما ،وليس ضرورة كتابة ما أو الكالم .
الفصل األول :ماهية األسلوب واألسلوبية ومستويات التحليل األسلوبي
وقد تطرق علماء اللغة األوربيون في العصور الوسطى إلى بعض مفاهيمه في تقسيماتهم
لألساليب الممكنة في الكتابة ،وقرروا تقسيم األسلوب إلى ثالثة أقسام هي":البسيط أو الوطئ
،والوسيط ،و األنياذة نموذج للسامي" ،ثم صار يعني أية طريقة خاصة الستعمال اللغة
بحيث تكون هذه الطريقة صفة مميزة للكاتب ،أو مدرسة ،أو فترة زمنية ،أ وجنس أدبي ما.
ب) اصطالحا:
ب )1عند قدامى العرب :يعد حازما لقرطاجي من أوائل العلماء العرب الذين تعرضوا
لمفهوم األسلوب اصطالحا ويسجل في كتاب منهج البلغاء مايلي ":يجب أن تكون نسبة
األسلوب إلى المعاني ،ويجب أن تكون نسبة النظم إلى األلفاظ .
ويعلل ذلك نبيل قواس في سجنيات أبي فراس الحمداني بقوله .... ":ألن األسلوب يحصل
عن كيفية االستمرار في أوصاف جهة من الجهات ،فكان بمنزلة النظم في األلفاظ الذي هو
1
صورة كيفية االستمرار في األلفاظ و العبارات"...
أما عند عبد القاهر الجرجاني :يرتبط مفهوم األسلوب بمفهوم النظم من حيث هو نظم
للمعاني وترتيب لها ،وهو يطابق بينهما من حيث كانا يمثالن تنوعا لغوي واختيار ،ومن
حيث إمكانية هذه التنوعات في أن تصنع نسقا وترتيبا يعتمد على إمكانيات النحو....
وعالقة النظم باألسلوب هو عالقة الجزء بالكل ،....واألسلوب عند الجرجاني هو " الضرب
2. من النظم والطريقة فيه
ويذكر عبد القادر عبد الجليل في كتابه أسلوبية وثالثية الدوائر البالغية أن " النظم عند
الجرجاني يتحقق عن طريق إدراك المعاني النحوية ،واستغالل هذا اإلدراك في حسن
االختيار والتأليف .
) 1نبيل قواس ،سجنيات أبي فراس الحمداني ،دراسة أسلوبية ،المدخل ( ،د.ص ) ،ص. 22
)2ابن خلدون ( عبد الرحمان بن محمد ابوزيد ولي الدين الحضرمي االشبيلي ) ،المقدمة ،ط، 4دار إحياء التراث العربي
،بيروت ( ،دت ) ،ص.75
الفصل األول :ماهية األسلوب واألسلوبية ومستويات التحليل األسلوبي
أما في العصر الحديث نجد أحمد الشايب يطرح ثالث تعريفات لألسلوب :
)1فن من الكالم يكون قصصيا أوحواريا أو تشبيها ،أو مجا از ،أوكناية ،أو تقري ار أو حكما.
)2وهو طريقة الكتابة أو طريقة اإلنشاء ،أو طريقة اختيار األلفاظ وتأليفها للتعبير بها عن
المعاني قصد اإليضاح والتأثير.
)3هو الصورة اللفظية التي يعبر بها عن المعاني ،أو نظم الكالم ،وتأليفه ألداء األفكار،
المعاني1. وعرض الخيال ،أو العبارات اللفظية المنسقة ألداء
ب )2عند المحدثين :اعتمد أحمد الزيات في دراسته لألسلوب على المقارنة بين البالغة
القديمة ومفهوم األسلوب عند الغربيين ومن هذا المنطلق عرف األسلوب بأنه" :طريقة الكاتب
أو الشاعر الخاصة في اختيار األلفاظ وتأليف الكالم ،...وحاول الربط بين اللغة وصفات
األمة من حيث تبادل التأثير بينهما ...وتحدث عن قضية الشكل والمضمون ،أو الفظ
والمعني " ،وهكذا يالحظ أن "الزيات" أقام دراسته على المبدع والمتلقي واألسلوب والعالقة
العناصر2. القائمة بين هذه العناصر الثالث واألساليب تتعدد وتسمو وتهبط تبعا لهذه
أما صالح فضل فتحدث في كتابه "علم األسلوب " عن موضوعات عديدة تتعلق بهذا
الموضوع بقوله أن هذا العلم لم يظفر بما يستحق في اللغة العربية من رعاية واهتمام..
ينحدر من أصالب مختلفة وترجع إلى أبوين هما " :اللسانيات وعلم الجمال "3وخالصتها
أن األسلوب يخضع الهتمامات عديدة:
األسلوب هو السلوك (علم النفس) ،األسلوب هو الحدث (علم البالغة)
األسلوب هو الفرد (األديب) ،األسلوب هو الشيء الكامن الفقيه اللغوي) األسلوب هو
المتكلم الخفي أو الضمني( الفيلسوف)4.
)1يوسف أبوالعدوس ،األسلوبية الرؤية والتطبيق ،ط ،2دار المسيرة 2225م ،ص.11-11
2
) بكاي أخذاري ،تحليل الخطاب الشعري قراءة أسلوبية في قصيدة قذى بعينيك للخنساء ،الجزائر ،و ازرة الثقافة
2225،م ،ص.15
3
) منذر العياشي ،األسلوبية وتحليل الخطاب ،ط ،1مركز اإلنماء الحضاري 2222،م،ص.12
4
) )بيار جيرو :األسلوب واألسلوبية ،ترجمة :منذر عياشي ،مركز اإلنماء القومي ،بيروت ،د ط ،د ت ،ص. 6
الفصل األول :ماهية األسلوب واألسلوبية ومستويات التحليل األسلوبي
بدأ مفهوم األسلوب يتحدد ويتسع في الوقت ذاته ،حيث تقترح علينا القواميس الحديثة "ما لم
يقل عن عشرين تعريفا لهذه الكلمة ،يذهب أهمها من طريقة التعبير عن الفكر إلى طريقة
العيش ،مرو ار بالطريقة الخاصة لكاتب من الكتاب ،أو الفنان ،أو الفن ،أو الثقافة ،أو
آخره1 الجنس ،أو العصر ...،إلى
وقد ارتبط مفهوم األسلوب عند الغربيين بخصائص مختلفة ،أهمها خاصية التفرد واالنزياح
واإلحصاء ،إذ نجد األسلوب عند" جون ديبوا "و أصحابه هو" :سمة األصالة الفردية للذات
3 ،و هو أيضا" طريقة متميز ة و فريدة و خاصة بكاتب معين" الخطاب2 الفاعلة في
عند" جورج مولينيه" ،هذا وقد استمد" شارل بالي" فكرة ثنائية" اللغة والكالم "من أستاذه دي
سوسير واستثمرها في تعريف األسلوب فحصره في تفجير الطاقات التعبيرية الكامنة في
صميم اللغة ،بخروجها من عالمها االفتراضي إلى حيز الوجود اللغوي الذي يمثل الكالم أو
االستعمال الفعلي والفردي والمميز للغة ،وبالتالي إدخال عناصر اللغة في عالقات تربطها
بعضها البعض ،للحصول على نص مكتمل ،أو بنية نصية دالة ،هذه البنية هي األسلوب
، الذي هو"انحراف اللهجة الفردية ،4ويعده" سبتزر" انحرافا فرديا بالقياس إلى قاعدة ما)
7
ويعرفه ":بيار جيرو " بأنه" انزياح 7 و"بول فالير" يقر بأن األسلوب" انزياح بالنسبة للقواعد
معيار.1 يعرف كميا بالقياس إلى
)1يوسف وغليسي :إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ،منشورات االختالف ،الجزائر ،ط،2008 ، 1
ص. 182
2
) جورج مولينيه :األسلوبية ،ترجمة :وتقديم بسام بركة ،المؤسسة الجمعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت.1111 ،
)3جان كوھين :بنية اللغة الشعرية ،ترجمة :محمد المولى ومحمد الغمري ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،المغرب،
ط ، 1986 ، 1ص. 15
4
) المرجع نفسه ،ص .17،16 ، 15
)7بيار جيرو :األسلوب واألسلوبية ،ترجمة :منذر عياشي ،مركز اإلنماء القومي ،بيروت ،د ط ،د ت ،.ص. 09
1
) جان كوھين :بنية اللغة الشعرية ،ص. 17
الفصل األول :ماهية األسلوب واألسلوبية ومستويات التحليل األسلوبي
هذا التعريف األخير مستند إلى اإلحصاء هو ما أكده" كوهين "في مفهومه لألسلوب الذي
يعتمد هو أيضا على اإلحصاء ،إذ يكون األسلوب الشعري لديه هو" متوسط انزياح مجموعة
القصائد ،الذي سيكون من الممكن نظريا االعتماد عليه لقياس) معدل شاعرية) أية قصيدة
. 1 كيفما كانت)
لقد كان من الدوافع الرئيسية الستخدام اإلحصاء في دراسة األسلوب هو إضفاء موضوعية
معينة على الدراسة نفسها ،و كذلك من أجل تخطي عوائق تمنع من استجالء مدى رفعة
أسلوب معين أو حتى تشخيصه.
وكثي ار ما يجري التركيز في ماهية أو تعريف األسلوب على جانبه الفرداني ويتضح ذلك جليا
أيضا في أطروحات روالن بارت حيث األسلوب هو" :شيء الكاتب هو روعته و سجنه ،إنه
عزلته) ، (...وألنه مسعى مغلق للشخص فإنه ال يكون قط نتاج اختيار أو تفكير في األدب
/إنه الجانب الخصوصي في الطقوس ) (...األسلوب صوت مزخرفا يزين لحنا مجهوال
)(...ليس لألسلوب سوى بعد عمودي يغوص في الذاكرة المنغلقة للشخص ،و يكون كثافته
انطالقا من تجربة معينة للمادة ،إن األسلوب ما هو إال استعارة أي معادلة ما بين البنية
،بهذا المفهوم قدم لنا روالن بارت ملخصا وجي از 2 األدبية والبينة اللحمية للكاتب)
لمواصفات برنامجه األسلوبي ،فاألسلوب عنده هو ما يتميز به الكاتب من سمات أسلوبية
تحقق له التفرد و الخصوصية عن غيره من الكتاب ،و هو في الوقت ذاته محاولة من
الكاتب تسعى إلى رسم شخصيته عن طريق تأليف الخطاب النصي تأليفا خاصا يشبه
السحر ،وهذا ما يسمى عادة ب :كيفية القول أو طريقة التعبير .
وعلى هذا النحو عرف بيار جيرو األسلوب أيضا بأنه" طريقة في الكتابة و هو استخدام
الكاتب ألدوات تعبيرية من أجل غايات أدبية 1 ،و في مقابل ذلك نجد ميشال فوكو
يعرف هو اآلخر األسلوب بأنه" :طريقة معينة في القول(" ، 2و من الواجب هنا أال نقع في
شرك التمييز السخيف بين األسلوب و المضمون أو ب ين ما يقال" ،و بين" كيفية القول" ؛
ألن القول هو ما يشكل" المحتوى " أو" المدلول" أو" الموضوع" ،الخطاب إذا ما لم ينشئ
الخطاب مقابل صمت الوجود المجرد أو ضمن همهمة ارتعاش األشياء السابقة على اللغة،
فإنه ال يكون هناك فرق بين الدال و المدلول بين الذات و الموضوع ،بين الرمز و المعنى،
و هذه الفروق في الواقع هي نتيجة الحادث الخطابي ،لكن هذا الحادث يبقى دون وعي
لهدفه الحقيقي ،و هو أن يوجد و أن يقنع عشوائية وجوده بقناع القول البسيط و األسلوب هو
طريقة هذا الكشف و اإلخفاء المتزامنين في الخطاب.
إذن أصبح األسلوب عند الحداثيين أقرب إلى رصد الهروب من هذه السمات العامة نشدانا
لتحقيق السمات الفردية للكاتب التي أشار إليها بارت ،فاألسلوب عند بارت فردي يتسم
بالفرادة والتميز في حين أن الكتابة جماعية.
وما نستنتجه من هذه الماهيات هو أن األسلوب طريقة الكاتب في التعبير عن موقف ما،
واإلبانة من خالل هذا الموقف عن شخصيته األدبية ،و تفردها و تميزها عن سواها في
اختيار المفردات و تأليفها و صياغة العبارات و سحرها و الصوت و لحنه ،و ما إلى ذلك
من االستخدام المتميز للتشبيهات البالغية ،وبعبارة موجزة األسلوب هو الفرد
أو الشخص أو شيء الكاتب ،إنه التركيب الذي يشكل معادلة رمزية داللية تحمل في طياتها
أبهى صورة من صور استخدام الكالم لدى كاتب ما.
إن تعريف األسلوب بوصفه عدوال (انزياح) يثير بعض المشاكل والمصاعب تتبعها كال من
فضل. 1 حسن ناظم وقبله صالح
ويمكن حصرها فيما يلي - :ما هو المعيار الذي نقيس بواسطته مدى العدول
-ماذا عن النصوص الخالية من أي عدول عن قاعدة ما ؟
-هل كل عدول يحمل قيمة أسلوبية ،وهل كل قيمة أسلوبية ناتجة عن عدول؟
ويمكن أن نعرف االنزياح على أنه خروج عن المألوف أو بما يقتضيه الظاهر أو الخروج
عن المعيار اللغوي السائد،ورأى بعض الباحثين أن األسلوب في أي نص أدبي انزياح أو
2
انحراف عن نموذج الكالم
)1صالح فضل ،علم األسلوب ومبادئه واجراءاته ،دار األفاق ،لبنان ،ط1197 ،1م ،ص. 71
)2رشيد بديدة ،البنيات األسلوبية في مرثية بالقيس لنزار قباني ،رسالة ماجيستير ،جامعة باتنة ،دفعة .2212/2221
أي أنه إضافة بعض الخصائص أو السمات األسلوبية إلى النصوص المحايدة وتنقلها من
حيادها فتصبح بذلك أسلوبا فاألسلوب حسب هذه النظرية مجموعة من الخصائص أو
السمات التي تضاف إلى لغة التواصل العادية ،وهذه اإلضافة قد تكون زخرفا وتحسينا
1
وتجميال لعبارات محايدة بريئة من أي أساليب ممكنة.
)2حسن ناظم ،البني األسلوبية" دراسة في أنشودة المطر "للسياب ،المركز الثقافي العربي ،المغرب ،ط 1
د ت ،ص . 41-47
)1مفهوم األسلوبية:
إذا كانت األسلوبية هي علم دراسة األسلوب أو هي " تطبيق المعرفة األلسنية في دراسة
األسلوب ،1فقد تطورت داللتها االصطالحية عبر القرون؛ من الداللة على كيفية التنفيذ في
القرن 14م ،إلى" كيفية التعارك أو التصرف " في القرن 15م ،إلى كيفية التعبير في القرن
16م ،لتتحول داللتها على" كيفية معالجة موضوع م ا "في نطاق الفنون الجميلة خالل القرن
17م ،لتستقر الداللة االصطالحية في حقل الكتابة -على كيفية الكتابة من جهة ،و من
. 2 جهة أخرى :كيفية الكتابة الخاصة بكاتب ما ،أو جنس ما ،أو عهد معين
واذا انتقلنا إلى الساحة النقدية العربية فإننا نقول :إن انتقال األسلوبية إلى الخطاب النقدي
العربي قد تأخر إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي بفعل جهود مشتركة أسهم فيها
كل من :عبد السالم المسدي و شكري عياد ،و جوزيف ميشال شريم وعدنان بن ذريل و
لطفي عبد البديع ،و صالح فضل و محمد عبد المطلب ،و منذر عياشي و بسام بركة و
محمد الهادي الطرابلسي و محمد عزام و سعد مصلوح و عبد الملك مرتاض و حميد
لحميداني ،و بعض األسماء الجزائرية يتصدرها نور الدين السد الذي خص األسلوبية
بأطروحة علمية ضخمة ،و عبد الحميد بوزوينة و علي مالحي و رابح بوحوش...
لعل أهم خاصية و ميزة قامت عليها األسلوبية هي بحثها الدائم عما يتميز به الكالم الفني
عن غيره من أصناف الخطاب ،و هذا التميز غالبا ما يتحقق عن طريق خرق القواعد
المعروفة للنظام اللغوي المألوف في مستواه الصوتي أو الصرفي أو التركيبي أو الداللي الخ.
1
) يوسف وغليسي :إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ،ص . 175
2
) المرجع نفسه ،ص. 175
إذن من مهام األسلوبية المعاصرة التي تقدم نفسها على أنها مطمح علم كما يرى" جيرار
جنجمبري أنها دائما تبحث أو تحيل على السمة الفردية لمدرسة أو جنس في استعمال اللغة
( ،4أما األسلوب عند" جون ديبوا وأصحابه فهو" سمة األصالة الفردية للذات الفاعلة في
الخطاب(" ،7كما أن األسلوبية هي الدراسة العلمية لألسلوب في األعمال األدبية( ،1وتشدد
مجمل التعريفات الغربية لألسلوب على بعده الفردي المتفرد كما سنرى الحقا ،فهو" طريقة
متميزة وفريدة ،وخاصة ،بكاتب معين) 5عند" جورج مولينيه تعني ":دراسة المتغيرات اللسانية
إزاء المعيار القاعدي ،وهذا ما يتطابق مع التقليد القديم الذي يضع البالغة في مواجهة
القواعد.
)1جان كوھين :بنية اللغة الشعرية ،ترجمة :محمد المولى ومحمد الغمري ،ص, 16
)2المرجع نفسه ،ص. 23
)3
محمد عزام :األسلوبية منهاجا نقديا ،دار اآلفاق ،بيروت ،لبنان ،ط ، 1989 ، 1ص. 11
)4يوسف وغليسي :إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ،ص . 181
7
) المرجع نفسه ،ص. 182
)1المرجع نفسه ،ص. 182
)5جورج مولينيه :األسلوبية ،ترجمة :وتقديم ،بسام بركة ،ص. 11
وفي هذا السياق تصبح أعظم سمة تميز األساليب عند الكاتب على نحو خاص هو تفردها
من ناحية ،و من ناحية أخرى هو كونها دليال على شخصيات أولئك في تصرفاتهم في
األلفاظ ،األمر الذي يجعل األسلوبية بحثا في كيفية هذه التصنيفات الحرة ،الستكشاف
قوانينها المسيرة وخصائصها المميزة.
)1لخضر الحرابي ،المدارس النقدية المعاصرة ،دار الغرب النشر والتوزيع ،دط ،2221،ص.231
)2يوسف أبو العدوس األسلوبية الرؤية و التطبيق ،ص.119
هي الوصول إلى مالمح األسلوبية للنص عن طريق الكم وتقترح إبعاد الحدس لصالح القيم
العددية و تقوم بتعداد العناصر المعجمية في النص (بيركيرو) أو بالنظر إلى متوسط طول
الكلمات والجمل أو العالقات بين النعوت واألسماء واألفعال ثم مقارنة العالقات الكمية مع
مثيالتها في النصوص األخرى،وكلما كانت المقاييس المعتمدة متنوعة كلما كانت اإلحصائية
دقيقة كلما كان المثل المحلل واسع .1
إن األسلوبية الوصفية تركز على القيم التعبيرية و المتغيرات األسلوبية بغية الكشف عن
الطلقات التعبيرية الكامنة في اللغة و تحاول هذه األخيرة وصف أسلوب اللغة أو على األقل
وصف إمكانيات اللغة ونمطها األسلوبي أنها تربط أنواع الوحدات اللغوية (الصفات الجمل
.2 الرئيسية ،السلوك اللغوي التكرار ربط الجمل) بتأثيرات أسلوبية محددة
)1هنريش بليث ( ،ت ،ر) محمد العمري ،البالغة واألسلوبية نحو نموذج سيميائي لتحليل النص ،دار النشر المغرب ،
(د،ط) ، 1111،ص.79
)2لخضر الحرابي ،المدارس النقدية المعاصرة ،دار الغرب النشر والتوزيع ،دط ،2221،ص.277
ميز الدارسون ن بين مصطلح األسلوب واألسلوبية من حيث االستخدام والنشأة فرأو أن
األول قد نشأ قبل القرن الهجري أما الثاني فنشأ بعده بقرون عديدة ،وأن العرب قد استخدموا
مصطلح األسلوب منذ القدم في مصنفاتهم ودراساتهم األدبية والنقدية ،أما عند الغرب فقد
نشأ متأخ ار ودخل في المعاجم الغربية مع بدايات القرن الخامس عشر أما المصطلح الثاني
األسلوبية فنشأته غربية وقد استخدمه الغربيون في مطلع القرن العشرين ،وارتبط استخدامه
بظهور الدراسات اللغوية الحديثة ،ومدارس علم اللغة كمدرسة فردينا دي سوسير الذي قرر
أن يتخذ في األسلوب علما يدرس بذاته ويوظف في خدمة التحليل األدبي أو النفسي أو
االجتماعي ،1ومن بين أهم الفروق التي ذكرت في كتابه نظرية النظم لصالح بالعيد:
-األسلوب غير قابل للقياس أحيانا أما األسلوبية غير قابلة للقياس مطلقا.
-األسلوب انزياح لساني جمالي أما األسلوبية انزياح مزاجي ضمن وسط و ثقافة .
-مفهوم األسلوب بالغي قديم أما مفهوم األسلوبية بنيوي حداثي .
)1احمد درويش ،األسلوب واألسلوبية ،مجلة الفصول ،صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،المجلد
الخامس ،ع ، 1194 ،1ص.11
لكي يكون المحلل األسلوبي ناجحا ،ال يكتفي بالتعرف على المستويات المتشابهة المستوى
الصرفي ،و الصوتي ،و التركيبي و الداللي – بل يجب عليه أن يفسر تماسكها في ضوء
لون الحساسية الجمالية الالزمة في أية قراءة نقدية ، 1كما يجب عليه أن يستنتج اآلليات
النقدية المناسبة لدراسة نص أدبي و ذلك من خالل قراءته لذلك النص؛ ألن النص الحداثي
هو الذي يبوح للدارس بمجموعة من اآلليات أو الطرق أو الخطوات التي تمكنه من الغوص
في مكنونات أو جماليات النص األدبي ،وليس المنهج هو الذي يفرض على النص األدبي
آليات معينة.
واذا تساءلنا عن دور المحلل األسلوبي نقول إنه" :يكتفي بتأشير البني األسلوبية اللسانية
التي تخلق توت ار أو برو از في النص ،و تمارس ضغطا على القارئ و تأثي ار فيه وغالبا ما
يستعان باإلحصاء في هذا العمل الذي يقيس متوسط االنزياح في النص عن قوانين الصوت
أو التركيب أو الداللة ، 2فالمحلل األسلوبي يقوم برصد السمات األسلوبية البارزة في
النص ،التي تمارس تأثيرها المباشر على ذوقه النقدي ،حيث يقوم المحلل األسلوبي
بإحصاء هذه البنى األسلوبية ثم يقيس متوسط االنزياح في النص على مستويات عدة ،بدا
بالمستوى الصوتي فالصرفي فالتركيبي فالداللي ،دون نسيان معدل التكرار وتواتره في النص.
)1صالح فضل :علم األسلوب وصلته بعلم اللغة ،مجلة فصول ،القاهرة ،مج ، 5ع 1884،1ص . 75
2
) بشرى موسى صالح :المنھج األسلوبي في النقد العربي الحديث ،مجلة عالمات جدة ،مج ، 10ع 40
ص.299،291
)0د حسن ناظم :البني األسلوبية" دراسة في أنشودة المطر "للسياب ،المركز الثقافي العربي ،المغرب ،ط 1
.د ت ،ص. 73
2
) المرجع نفسه ،ص 74
3
) محمد الهادي الطرابلسي :بحوث في النص األدبي ،الدار العربية للكتاب ،تونس ،ط ،1988 ، 1ص .17،11
4
) حسن ناظم :البني األسلوبية ،دراسة في أنشودة المطر للسياب ،ص75
7
) المرجع نفسه ،ص . 73
يتجه المحلل أو الدارس األسلوبي من القارئ إلى دراسة الكلمات المفاتيح إلى السمة
األسلوبية للعنوان إلى االنزياح أو االنحراف أو العدول عن القاعدة ،و هذا ما وضعه فريمان
في الحقل النقدي الذي تتحرك فيه األسلوبية في ثالثة أنماط وهي:
)1شكري عياد :مدخل إلى علم األسلوب ،دار العلوم ،الرباط ، 1983 ، 1ص. 74
)2محمد عبد المطلب :البالغة واألسلوبية ،الھيئة المصرية العامة للكتاب ،مصر ،د ط ، 1984 ،ص .147
)4تصنيف االنزياح بالنظر إلى المستوى اللساني الذي تستند إليه ذالك االنزياح فتبرز لنا
انزياح خطي وصوتي وصرفي ومعجمي ،ونحوي وداللي.
)1حسن ناظم :مفاھيم الشعرية دراسة في األصول والمنھج والمفاھيم ،المركز الثقافي العربي ،بيروت ،ط 1
، 1994 ،ص.118 ، 117
)2نور الدين السد :األسلوبية وتحليل الخطاب ،دراسة في النقد العربي الحديث ،األسلوبية واألسلوب ،ج ، 1دار
ھومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،ط ، 1997 ،ص. 181
)2التحول :من آليات المقاربة األسلوبية أيضا آلية التحول و هي سمة جوهرية في
مجال الفنون األدبية يقترب معناها من معنى التجاوز والتداعي ،تعمل على تخطي الوظيفة
المرجعية و القاعدية للواقع الخارجي ،إلى وظائف و قواعد جمالية جديدة ،تؤسس قوانينها
المستقلة بعيدا عن ذلك الواقع العيني ،فتحد ث أثرها في نفسية المتلقي من خالل الطاقات
التي تولدها أنظمتها اللغوية الخاصة "،من هذا المنظور يصبح النص مجموعة من نقاط
التجاذب بين قطبين ،يجره األول في اتجاه المرجع و يجره الثاني في اتجاه معاكس ،و هو
ما يسمح بالقول بأن النص كالجسم الحي ال يقوم إال على قوة سالبة وأخرى موجبة ،و هو
و ، سابقا3 أخي ار كشأن كل الظواهر الكونية التي تكتسب حيويتها من القوتين المذكورتين
من مظاهر سمات التحول :التقديم و التأخير ،و الذكر و الحذف والتنكير والتعريف
وااللتفات...
)1صالح فضل ،علم األسلوب مبادئه واجراءاته ،منشورات دار األفاق الجديدة ،بيروت ،ط ، 1985 ، 1ص
.186 ،181
)2محمد كعوان :التأويل وخطاب الرمز ،قراءة في الخطاب الشعري الصوفي العربي المعاصر ،دار بهاء
الدين ،الجزائر ،عالم الكتب الحديث ،األردن ،ط ، 1ص. 2010 ، 89
)3توفيق الزيدي ،مفهوم األدبية في التراث النقدي ،دار سراس للنشر ،تونس ،ط ، 1985 ، 1ص . 117
)1حسن ناظم :البنى األسلوبية ،دراسة في" أنشودة المطر "للسياب ،ص .54، 53
)0محمود فھمي حجازي :أصول البنیویة في علم اللغة والدراسات اإلثنولوجیة ،عالم الفكر ،مج ، 3ع) 1
وزارة اإلعالم ،الكویت ، 1982 ،ص. 164
) 6شكري عیاد :اتجاھات البحث األسلوبي ،دار العلوم ،الریاض ،ط ، 1985 ، 1ص. 149
3
) جان كوھين :بنية اللغة الشعرية ،ترجمة :محمد الولي ومحمد الغمري ،ص . 126
4
) شكري عياد :اتجاھات البحث األسلوبي ،ص . 150
)1محمد مصطفى السعدني :البنيات األسلوبية في الشعر العربي المعاصر ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،ط 1
،. 1987ص. 173
) 2عدنان حسين قاسم :االتجاه األسلوبي البنوي في نقد الشعر العربي ،دار ابن كثير ،دمشق ،بيروت ،ط1
،1992ص. 214
)1بشير تاوريريت :محاضرات في مناھج النقد األدبي المعاصر ،دراسة في األصول والمالمح واإلشكاالت النظرية
،والتطبيقية ،دار الفجر للطباعة والنشر ،قسنطينة ،الجزائر ،ط ،2006 ، 1ص. 191
) 2عدنا حسین قاسم :االتجاه األسلوبي البنوي في نقد الشعر العربي ،ص.113 ، 112
)1محمد كريم الكواز :علم األسلوب ،مفاھيم وتطبيقات ،دار المنشورات ،جامعة السابع من أبريل ،ط ، 1ط ت،
ص . 115
2
) ينظر :محمد الهادي الطرابلسي :تحاليل أسلوبية ،دار الجنوب للنشر ،تونس ،ط ، 1112 ، 1ص21
)1ینظر :عدنان حسین قاسم :االتجاه األسلوبي البنیوي في نقد الشعر العربي ،ص). 115
الفصل الثاني
)1ابوالقاسم محمد كرو ،عبقرية فريدة وشاعرية متجددة ،دار البعث ،دمشق ،د ط ، 2221 ،ص . 25
)1زين العابدين السنوسي ،الشابي حياته وأدبه ،دار الكتب الشرقية ،تونس ،د ط ، 1171 ،ص. 12
)3مطالعته الفكرية واألدبية التي صقلت موهبته ،وطبعت شعره بمسحة من الخيال ،وأدخلت
عليه شيئا من الجد و الصرامة.
)4واقع الحياة في وطنه حيث البؤس االجتماعي ،والتخلف الثقافي ،وضعف األداء السياسي
الناتج من مورثات االستعمار.
)7عبقرية الشابي األصيلة وشاعريته الفياضة ،تبين لنا شخصية أدبية مضطربة عاجزة حينا
،ومتمردة طموحة أحيانا أخرى .
)1خليفة محمد التليسي ،الشابي وجبران ،الدار العربية للكتاب ،بيروت ،ط ، 1159 ، 4ص. 34
، 2 تزوج الشابي بالفعل وأرضى والده ،وقد أشرف أبوه على تنسيق هذا الزواج ومباركته
ولقد تضاربت اآلراء في شأن نجاح الزواج ففي حين يؤكد السنوسي أن الشابي في زواجه
كان سعيدا وموفقا ،أن زوجته كانت مطيعة له ،وتشفق عليه وتترضاه ،في حين يرى
آخرون أن هذا الزواج كلن فاشال ،ولكن الشاعر على الرغم من أنه قد أقنع نفسه بضرورة
الزواج إرضاء لوالده ،وعلى الرغم من أنه رزق ولدين ،وعلى الرغم مما رواه السنوسي
على نجاح هذا الزواج ،إال أن الشابي حسب ما نجده في ديوانه ،ال يدل على أنه كان
سعيدا في حياته الزوجية .إن هذا الزواج لم يهبه االطمئنان الذي كان يحلم به
ذالك أنه كان يعشق فتاة منذ عهد طفولته ولكن شاءت األقدار أن تأتيها المنية ،فترك
موتها في نفسه أسا عميقا ،تردد في أشعاره ،وضل يذكر هذا الحب لفترة طويلة .
أما عن مرضه فقد أصيب الشابي بمرض القلب ،لكن أعراض الداء لم تظهر عليه
واضحة إال سنة 1121م ،وكان والده قد رغب أن يزوج ابنه وأن يشهد هذا الزواج ،فتوجه
الشابي برفقة صديقه الصحفي السنوسي الستشارة الدكتور " محمد الماطري " ،فشخص له
مرضه وحقيقة أمره غير أنه حذره على كل حال من عواقب اإلجهاد الفكري والجسدي .
عالج الشابي عند مجموعة من أطباء القلب ،ومنهم الطبيب الفرنسي " ركالو" ،وكان
ينصحه باإلقامة في األماكن المعتدلة المناخ ،وفي أواخر عام 1131م وقبل أن يرزق بولده
البكر بدأت تنتابه نوبات قلبية ،يروي أخوه محمد األمين الشابي للسنوسي خبر النوبة
القلبية التي انتابته عام1132م حيث يقول " :كان الشابي يعتلج من ضائقة صدرية ،فزعت
لها أمه وزوجته ،عندما كان أبو القاسم الشابي ينظر إليهم بعينيين ال ترجوان معونة من احد
،إال من قلبه لو استعاد اتزانه ،......نوبة دامت ساعتين يقلب في أثنائهما وجهه وال ينبس
أال بقطرات من العرق تتألأل على وجهه بالجهد الذي تبطله الحياة لتحق وجودها . 1
2 ياإله الوجود هذه جراح ****** في فؤادي تشكوا إليك الدواهي
)1مجيد طراد ،ديوان أبي القاسم الشابي ورسله ،دار الكتاب العربي ،تونس ،ط ،1114 ،2ص.14،17
)2أبو القاسم ،أغاني الحياة ،دار الكتب الشرقية ،القاهرة ،ط ،1177 ،1ص.347
منها تطور المرض مع الزمن ثم ضعفت بنية الشاعر وساءت أحواله ،قضى الشابي صيف
1132م مستشفيا وراح ينتقل بين المصايف والمنتجعات ،ولكن ذالك لم يجد له نفعا بل
ساءت حالته في آخر عام 1133م ،واشتد عليه المرض فاضطر إلى مالزمة الفراش ،حرم
عليه أطباؤه الكتابة والمطالعة ونصحوه بالتنقل إلى توزر طلبا للراحة ،وأخي اًر أعياه المرض
فدخل مستشفى الطليان في الثالث من تشرين األول سنة 1134م قبل وفته في التاسع منه
1 على الساعة الرابعة صباحاً يوم االثنين ونقل جثمانه إلى وسقط رأسه توزر ودفن فيها .
2. أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة *****والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
)1أبو زيان السعدي ،حول شاعرية الشابي ،مجلة الفكر ،ع ، 1194 ، 1ص. 41
)2أبو القاسم الشابي ،أغاني الحياة ،ص.172
انطلق الشابي في شعره من فكر وجودي فلسفي في الحياة والموت ،فكانت فكرته عنها
أفالطونية معقدة ،وتلك بتأثر من أحواله النفسية وهو في تأمله للحياة والموت كثير التساؤل
،فإذا كان كل شيئ زائل ال محالة ،فما قيمة الحياة نفسها حيث يقول :
إن لم يكن من لقاء المنايا ***** مناص عن حل هذا الوجود
وجودية الشابي وفلسفته غامضة وتشبه وجودية طرفة في بحثهما عن الخلود والطموح في
الوصول إليه فشكل لكل منهما هاجر عبر كل منهما عنه بطريقته وفكره فطرفة يرى أن
فلسفة الموت والحياة تنفي القيم وعليه أن يمنع نفسه وال يحرمها من لذات الحياة ومتعها وهو
بهذا يثبت وجوده في الحياة ويصل إلى الخلود ،والشابي رأى في بحثه عن المثالية وعالم
المثل العليا أن البشر ال يريدون المثل األعلى إال وهو منقطع عن أسباب الحياة واذا وجد
هذا المثل في شخص كذبوه وأهانوه يقول :
ما قدس المثل األعلى وجمله*****في أعين الناس إال أنه حلم
أما طريقته في النظم فإنها تقوم على أسس ومنطلقات تراعي بمجملها أمرين هما :عمق
المعاني :الرتباطها باإلنسان وبالحياة وبالشعور وسهولة األلفاظ :ألفاظ لينة فيها قوة وقدرة
على حمل المعاني المختلفة ،تتداخل من خاللها المحسوسات ،مما يقرب العبارة إلى الرمزية
1. لما يكتنفها من غموض أو خيال عميق ،وكما اهتم بالفظة المفردة وبالمعنى العميق
ديوانه :جمع الشابي ديوانه في صيف 1134م وسماه ( أغاني الحياة ) وقد رتبه بنفسه ،
واختار ما يريد من قصائد وأهمل البعض ،وكان يعده للطبع ،والكن الموت منعه من ذالك
،فتولى أخوه محمد الشابي تلك المهمة فنشر الديوان بإشراف أحمد زكي أبو شادي سنة
1. 1174م
الفصل الثالث
مستويات التحليل األسلوبي لقصيدة الناس
المبحث األول :قصيدة الناس
-نص القصيدة
-شرح القصيدة
-اإليقاع الداخلي
-االيقاع الخارجي
المبحث الثالث :المستوى التركيبي
-الجملة النحوية
-الجملة البالغية
قصيدة الناس
الناس ِإ َال كل من ِ
الع َد ُم ُممنع َوِل َم ْن َح َاب ُ
اه ُم َ عد ُم ْ عبد َّ َ
الَ َي ُ
)1ديوان أبي القاسم الشابي ،أحمد حسن ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،منشورات محدد على بيضون ،ط ، 4
، 2227ص . 139
يمثل الجانب الصوتي في البناء الشعري مكونا جماليا وأساسا في بنائه ،فهو تنظيم فني
للنظام الصوتي في اللغة ،واذا ما أردنا تحليل المؤثرات الصوتية في القصيدة يجب علينا
التفريق بين القالب الصوتي في ذاته وبين األداء المستقل عن هذا القالب.
ويحتوي اإليقاع الشعري على مستويين :المستوى الخارجي الصوتي والمستوى الداخلي غير
الصوتي ،أما المستوى الخارجي فهو حركة صوتية تنشأ عن نسق معين بين العناصر
الصوتية في القصيدة ،ويدخل ضمن هذا المستوى كل ما يوفره الجانب الصوتي من وزن
وقافية وتكرار ومحسنات بديعية وما إلى ذلك ،أما المستوى الداخلي فهو حركة موقعة في
بناء القصيدة أو نسيجها مجردة من عنصر الصوت .وهي حركة ال يتم إدراكها من خالل
حاسة السمع أو البصر ،وانما من خالل نمو الحركة داخل البناء الكلي للقصيدة.
واذا كان اإليقاع الخارجي قابال بطبيعته للتقعيد والنمذجة ،فإن اإليقاع الداخلي غير قابل
بطبيعته لذلك ،وهذا ما يجعل لكل نص شعري متكامل إيقاعه الداخلي الخاص به.
لقد عملت الحداثة الشعرية على توسيع دائرة اإليقاع الشعري وجعلته ال يقتصر على الوزن
والقافية ،بل تعداهما إلى طبيعة التراكيب اللغوية ،كالتقابل والتكرار والتنويع ،والتوازي الخ ...
وظهر ما يسمى بالموسيقى الداخلية ،إال أن هذا المصطلح أخذ تعريفات عديدة ولم يحدد،
فعبد الحميد جيدة يعرفه ب":النغم الذي يجمع بين األلفاظ والصورة ،بين وقع الكالم والحالة
النفسية للشاعر ،إنها مزاوجة تامة بين المعنى والشكل بين الشاعر والمتلقي(" 1إذ يمكننا
إدراج الموسيقى الداخلية كعنصر داخل بنية اإليقاع ،فإيقاع القصيدة التقليدية متمثل في
الوزن والقافية في حين إيقاع القصيدة الحداثية هو إبداع في الوزن والقافية ،إضافة إلى
)1ديوان أبي القاسم الشابي ،أحمد حسن ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،منشورات محدد على بيضون ،ط ، 4
، 2227ص . 139
ويقوم اإليقاع على آلية التكرار ،الذي يعد" أسلوب تعبيري يصور اضطراب النفس ويدل على
تصاعد انفعاالت الشاعر ،وهو منبه صوتي يعتمد الحروف المكونة للكلمة في اإلشارة إلى
الحركات أيضا ،إذ بمجرد تغيير حركة يتغير المعنى ويتغير النغم"( 1
ويكون على مستوى الصوت والكلمة والجملة باإلضافة إلى عنصر التكرار ،هناك عناصر
أخرى مثل النبر الذي ينشأ عن الضغط على بعض المقاطع الصوتية ،كما ينشأ اإليقاع عن
التجانس والتنافر بين الكلمات " وعن تساوي الحركات والسكنات مع الحالة الشعورية لدى
الشاعر ،وهو توقيعات نفسية تنفذ إلى صميم المتلقي لتهز أعماقه في هدوء ورفق
في إبراز الحالة الشعورية ،أو لتجسيد تجربته بطريقة تؤثر في المتلقي ،وذلك من خالل
التوحيد بين اإليقاعين الداخلي والخارجي .
)1ينظر :رواية يحياوي :شعر أدونيس :البنية والداللة ،اتجاه الكتاب العرب ،دمشق ،ط ، 2229 ، 1ص.211
)2عبد الحميد جيدة ،اإلتجاهات الجديدة في الشعر العربي المعاصر ،ص . 371
لقد تجلى اإليقاع الداخلي بخصوصياته السالفة تجليا واضحا في ديوان" الشابي "من خالل
تلك المظاهر الحداثية ،ومن خالل األلفاظ والتراكيب التي تقوم بتوليد تناسق بين عناصر
المقطع ،إنه يولد دالالت المقطع وايحاءاته المتميزة التي ال تنفصل عن الحالة النفسية
للشاعر ،ذلك ما أضفى على أشعار" ابوالقاسم الشابي "
الكثير من الجمالية الشعرية ،التي تبدو الحداثة قد حققتها باعتمادها على اإليقاع الداخلي
بدل الوزن الخليلي.
ويمكن للمتلقي أن يقف عند اإليقاع الداخلي في قصائد" الناس "من ديوان "الشابي" ،وقد
حقق هذا اإليقاع في القصيدة الحداثية عند" ابوالقاسم الشابي "انفتاحا وحرية وانعتاقا من
قيد النظام الوزني.
تعد ظاهرة الجهر من الظواهر الصوتية التي كان لها شأن كبير في تمييز األصوات اللغوية،
وتقابلها ظاهرة الهمس ،ويعرف" ابن جني "الصوت المجهور بأنه:
"حرف أشبع االعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه ،حتى ينقض االعتماد،
ويجري الصوت ،ويعرف الجهر أيضا بأنه" :اهتزاز الوترين الصوتيين عند النطق واألصوات
1 المجهورة هي ( :ب ،ج ،د ،ذ ،ر ،ز ،ض ،ظ ،ع ،غ ،ل ،م ،ن ،ي ،و)
مجموع الصوت
المجهورة
7 1 1 2 2 1 0 ب
2 0 0 1 0 0 1 ج
8 2 1 1 3 0 1 د
2 0 0 2 0 0 0 ذ
5 3 1 1 0 0 0 ر
1 1 0 0 0 0 0 ز
0 0 0 0 0 0 0 ض
0 0 0 0 0 0 0 ظ
8 0 1 1 4 0 2 ع
0 0 0 0 0 0 0 غ
31 5 3 6 6 3 8 ل
29 5 4 4 7 5 4 م
17 3 5 0 4 2 3 ن
11 3 3 1 1 2 1 ي
8 2 0 1 1 3 1 و
129 المجموع الكلي
(الميم )هو حرف شفوي مجهور متوسط وقد وظف في سياقات كثيرة دلت على الفخر
والحسرة نحو قوله :حلم ،صنم ،منعدم ،ندموا ،الرمم .
فصوت )النون (هو من األصوات األنفية المجهورة ،يحمل داللة المعاناة والحزن والبكاء و
األلم و األسى لذلك يدعي بالصوت النواح ، 1و هو أيضا يوحي بموسيقى حزينة و بمسحة
أنين) ، "( 2و نمثل له ذا الصوت ببعض المقاطع الشعرية الحداثية التي احتضنت صوت
النون بشكل مكثف ،على نحو قوله :صنم ،منعدم ،الزمان ،ندموا ،أعين .
وصوت ( الواو) هو غاري مجهور يرتبط في هذه القصيدة بالتوجع والتحذير نحو قوله :
الويل ،توارى ،ندموا ...
)1ينظرأمانب سليمان داود ،األسلوبية والصوفية في شعرالحسين ابن منظور الحالج ،دار مجدالوي ،عمان ،ط، 1
، 2222ص , 97
الصوت المهموس عند علماء األصوات هو" :حرف أضعف االعتماد في موضعه حتى
جرى معه النفس ، 1فإذا انفرج الوتران الصوتيان على نحو ال يتيح مجاال ألي توتر ،فإن
مهموس) 2 الصوت يوصف بأنه
ويعرفه إبراهيم أنيس بقوله هو الصوت" الذي ال يهتز معه الوتران الصوتيان ،وال يسمع لها
و هو أيضا" صوت أضعف الضغط في موضع الضغط أثناء نطقه ،3 رنينا حين النطق بها
جهرا) 4 مع جري النفس فإنك ال تسمع له
واألصوات المهموسة هي :ح ،ث ،ه ،ش ،خ ،ص ،ف ،س ،ك ،ت ،ط ،ق.
وهناك وحدة صوتية واحدة ال هي مجهورة و ال هي مهموسة و هي همزة القطع ،وفي ما
يلي سنوضح تواتر هذه األصوات في القصائد الحداثية ألبي القاسم الشابي في الجداول
اآلتية:
)1عبد القادر عبد الجليل :هندسة المقاطع وموسيقى الشعر العربي ،دار صفاء ،عمان ،ط ،1119 ،1ص.42
)2محمود فهمي حجازي :مدخل إلى علم اللغة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط ،1112 ،1ص.71
3
) إبراهيم أنيس :األصوات اللغوية ،ص.22
4
) تمام حسان :اللغة معناها ومبناها ،عالم الكتب ،القاهرة ،ط ،1113 ،3ص.12
مجموع
المهموسة
10 2 2 2 1 2 1 ح
1 0 0 0 0 1 0 خ
2 0 1 1 0 0 0 ف
1 0 0 0 1 0 0 ك
3 2 0 1 0 0 0 ش
2 0 1 0 0 1 0 ص
5 1 1 0 1 0 2 س
1 0 0 0 0 1 0 ط
2 0 0 2 0 0 0 ت
1 0 0 0 0 1 0 ث
4 0 1 1 0 1 1 ق
09 1 2 2 1 2 1 ه
41 المجموع الكلي
و هي أصوات تتكون بأن يضيق مجرى الهواء الخارج من الرئتين في موضع من المواضع،
)1 ويمر من خالل منفذ ضيق نسبيا يحدث في خروجه احتكاكا مسموعا
)1ينظر :كمال بشر :علم األصوات ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط ،2222 ،1ص215
من خالل دراستنا للجدول نجد أن تواتر األصوات االحتكاكية هو 33مرة و أكثر
األصوات توات ار هو صوت ( :الحاء) ( ،الهاء)
(الحاء) صوت حلقي رخوي مهموس له داللة التفائل في قوله :حلم ،حي .
اما (الهاء) صوت حلقي رخوي مهموس احتكاكي له داللة الحسرة واأللم ن نجد ذالك في :
أهوائهم ،حاباهم ،لحطمه ...
)1عبد القادر عبد الجليل :هندسة المقاطع وموسيقى الشعر العربي ،ص.42
ج) األصوات المنحرفة :الالم وعند نطقها يخرج الهواء من حافتي اللسان منحرفا في حين أن
طرفه ملتصق بالنطع ،1وقد توزعت في القصيدة على النحو التالى :
صفة صوتين (الواو،الياء) ألنهما أوسع الصوامت مخرجا وأقربهما إلى المصوتات أي
الحركات في مخرجها ليونة أي الحبس والضغط وهذا هو حال المصوت لذاك سماهما
اليونان بأشباه المصوتات أو أشباه الصوامت وتسمى في العرب ية بحروف العللة مع (
2 األلف ) لكثرة تقلبها وتغير أحوالها في النطق
وكذلك نرى صوت الواو قد تكرر في ما يلي :قوم ،ينصفون ،توارى ،الويل ....
أما صوت األلف كان هو األكثر تك ار ار في القصيدة اذ يبدو أنه الصوت األقدر على التعبير
عن مشاعر األلم و التحسر ونجده في :األعلى ،األفذاذ ،مشى ،قالوا ،حاباهم ،الشقاء ....
هي (ق ،ظ ،ط ،ض ،ص ،خ ،ع ) والتفخيم ظاهرة صوتية تحدث كلما استعلى اللسان نحو
مؤخر الفم فيتشكل تجويف الحلق والفم تشكيلة خاصة تقوي االهت اززات المفخمة فيصير
جرس الصوت غليظا وثقيال أي مفخما وقد تسمى أيضا المستعلية أو المطبقة ألن اللسان
1 يستعلي فيها يكاد ينطبق على الحنك األعلى
وقد توزعت األصوات المفخمة في القصيدة غلى النحو التالي:
نجد من خالل الجدول تواتر األصوات ( )1مرات وأكثر األصوات المتواترة ( القاف) هو
صوت لهوي شديد مهموس منفتح ذو داللة على االستمرار والعتاب مثل :الشقاء ،يلقى،
قوم...
ويظهر لنا أن الشاعر اعتمد على أصوات الحروف ليشكل صورة سمعية تالءم القصيدة
وجعل منها أداة توصيلية للدقة الشعورية من صوت وحركة وان هناك عالقة بين التكرار
الصوتي وبين صوت الشاعر الداخلي وهي من وسائل الشاعر في إبداعه الفني .
)2االيقاع الخارجي:
أ) تعريف العروض :العروض علم من علوم اللغة العربية ،أو اللسان العربي على األصح
،يختص بالبحث في أحوال القصيدة العربية من حيث أوزانها ،أوقوافيها ،ومعرفة الصالح من
الفاسد فيها ،ويرشح المؤرخون تاريخ نشأت علم العروض إلى القرن الثاني هجري ،على يد
الخليل بن أحمد بمكة المكرمة ،وسماه بها تبركا ،ومكة تدعى (العروض ) العتراضها وسط
البالد ،وهناك قول آخر يقول أنه سماه باسم عمان حيث كان يقيم ،ومن قال سمي علم
العروض ألن الشعر يعرض عليه .
ينقل عن ابن خلكان أن الخليل بن أحمد الفراهدي كان إماما في علم النحو ،وأنه هو الذي
استخرج علم العروض ،وحصره في خمس دوائر،كل دائرة تحتوي على مجموعة من أبحر
1 لسان الشعر العربي .
للعروض مصطلحا ته ككل العلوم ،وهذه بعضها :
القصيدة :هي مجموعة من أبيات الشعر ال تقل عن سبعة أبيات على أرجح األقوال ،ويرى
األخفش أن القصيدة تتكون من ثالث أبيات كحد أدنى ،أما عند ابن جني فالقصيدة ما
كانت مؤلفة من ستة عشر بيت فأكثر ،واألرجح عند عامة العلماء أنها سبعة أبيات فأكثر.
البيت :هو الوحدة األساسية التي تبنى عليها القصيدة ،ويتكون البيت من قسمين متساويين
هما :الشطر األول يدعى الصدر ،الشطر الثاني يدعى العجز ،كما يسمى شط ار البيت
البيت.2 بالمصراعين تشبيها لهما ببابي
)1الفضيل بن عمرة ،الكامل في العروض ،دار الهومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2229 ،ص .7
)2المرجع نفسه ،ص . 9
يعرفه ابن رشيق بقوله" :الوزن أعظم أركان حد الشعر ،وأوالهما به خصوصية وهو مشتمل
على القافية وجالب لها ضرورة ) ، 1وهو المعيار الذي يقاس به الشعر ،فبدونه ال يكون
الكالم شعرا؛ ألنه اإليقاع الذي يضفي على الكالم رونقا وجماال ،ويحرك النفس ويثير فيها
النشوة والطرب ،فالوزن إذن سمة جمالية قابلة للتوظيف شعريا.
ولهذا فقد ضبط الشعر العربي القديم وفق نظام األوزان الشعرية الخليلية غير أن تمرد الشعر
العربي الحداثي تجاوز تحطيم البيت الشعري إلى لعب بالتفعيالت وفق الشكل الذي يخدم
ويتماشى مع جماليات القصيدة الحداثية ،يقول" أدونيس "عن مسألة الوزن: "...هي مسألة
تاريخية ،ومسألة كالمية ،ال لسانية ،ومسألة ترتبط بجانب محدود من اإلبداع ال بشموليته ...
2 فبإمكان اللسان العربي أن يتجسد شع ار في بنية غير بنية الوزن والقافية )
إال أن أصحاب الكتابة الشعرية الجديدة أو ما يعرف بشعراء الشعر الحر أو الحداثي ،غيروا
في البناء الشكلي للقصيدة ،وحافظوا على نظام التفعيلة بالطريقة الموروثة في القصائد
القديمة.
والبحور الشعرية هي مجموع األوزان التي اخترعها الخليل بن أحمد الفراهدي ،وسمي الواحد
منها بح ار تشبيها لشطريه بشاطئ البحر ،ويقال للشاعر إذا اتسع له القول استبحر أي انطلق
كأنه بحار يغوص إلى األعماق ،أو هائم فيه على ظهر سفينة الشعر ،وقد ظهرت بحور
الشعر العربي كوسائل قياس تمييز الصالح منه وغير الصالح.
وبعد تفحص قصيدة الناس نلمح أن إيقاعها ينتمي إلى البحر البسيط فقمنا بالتقطيع التالي:
)1ابن رشيق القيرواني :العمدة في محاسن الشعر وآدابھ ونقده ،ج ، 1تحقيق :محمد محي الدين عبد الحميد ،دار
،. 1981ص ، 134الجبل ،بيروت ،ط. 5
2
) ينظر :رواية يحياوي :شعر أدونيس :البنية والداللة ،ص . 271
-)1إيقاع التفعيالت السالمة :بلغ عدد التفعيالت السالمة ( )32تفعيلة بنسبة (%11،11
) منها ( )22تفعيلة "مستفعلن" بنسبة ( )%957،1و 12تفعيالت "فاعلن" بنسبة
(، )%27،31وطغيان الوحدات السالمة يتناسب مع الحالة الشعورية للشاعر.
والخبن في اللغة العربية من خبن ومنه الخبنة أي ما تحمله في حضنك فهو مخبون بمعنى
محضون والشاعر هنا استعمل الخبن داللة على أنه احتضن مشاكل الناس .
هكذا يتغير عدد التفعيالت وفقا للحالة الشعورية التي ينقلها الشاعر ،فإيجازها متسق مع
حالة الشخصية ونوع االنفعال ،فالعدد القليل للتفعيالت يعطي زمنا مكثفا وحركة سريعة ،أما
العدد األكبر فيحمل داللة السرد والتوضيح وهذا ما الحظناه في األسطر الشعرية السابقة.
لقد أدرك العرب القيمة الموسيقية للقافية ،فأوصى بعضهم بنيه قائال" :أطلبوا الرماح فإنها
قرون الخيل ،و أجيدوا القوافي فإنها حوافر الشعر ،أي عليها جريانه( .وأطراده ،وهي مواقفه،
فإن صحت استقامت جريته وحسنت مواقفه ونهاياته ، 1أما المحدثون فلم يبتعد و عن
تعريف لخليل للقافية ،بيد أنهم ركزوا على قيمتها الموسيقية فإبراهيم أنيس يعرفها بأنها" :عدة
أصوات تتكرر في أواخر األسطر أو األبيات من القصيدة ،و تكرارها هذا يكون جزء ا هاما
من الموسيقى الشعرية ،فهي بمثابة الفواصل الموسيقية يتوقع السامع ترددها و يستمتع بهذا
التردد الذي يطرق اآلذان في فترات زمنية منتظمة ،و بعد عدد معين من مقاطع ذات نظام
خاص يسمى بالوزن (" 2و هي تحفظ للقصيدة وحدتها و نغمتها األخيرة ،فهي المقطع األخير
و لبنة الختام ،مما يجعلها أكثر المنازل حساسية وأصدقها تصوي ار لتعامل الشاعر مع اللغة.
ومنهم من جعل التوفيق في القافية ميزة وحدا للشعر العربي ،حيث يقول محمد الهادي
الطرابلسي " :نعتبر عملية القطع أبرز مميزة للشعر في كالم العرب ،و أن نجد الشعر
العربي الحق بأنه الكالم الذي يلتزم فيه الشاعر بضرورة القطع و يوفق في احترامها 3هذا
و قد شهدت القافية تعاريف عديد ة و مختلفة عند القدماء ،فهي على مذهب الخليل بن
أحمد الفراهيدي" من آخر حرف ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل
الساكن األول . 4
)1محمد شكري عياد ،موسيقى الشعر العربي ،دار المعرفة ،القاهرة ،ط ، 1159 ، 2ص . 113
)2إب ارھيم أنيس :موسيقى لشعر ،ص. 246
)3محمد الهادي الطرابلسي :خصائص األسلوب في الشوقيات ،ص. 518
)4ابن منظور :لسان العرب ،ج ، 15دار صادر ،بيروت ،ط ، 1990 ،1ص. 195
انطالقا من هذه التعاريف تتحدد قيمة القافية و تجسد جانبا من الجوانب اإليقاعية ،وذلك بما
يحدثه تكرارها من تطريب و ترنم يقوي األثر الموسيقي ،و يوثق وحدة النغم بواسطة تضافر
جملة من األصوات تتكرر في أواخر األبيات من القصيد ة األمر الذي يعمل على استشاره
طاقة جمالية مختزنة في ثنايا هذه األصوات تكسب النص الشعري أبعادا جمالية تشي ببراعة
الشاعر و قدراته ،و هو أمر يؤكد أن للقافية" قيمة صوتية وداللية تستشف من تك ارره او
حسن اختيارها ، 4فدور القافية إذن ال ينتهي بمجرد انتهاء األثر اإليقاعي بل تحمل في
طياتها قيمة داللية ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة الشاعر وبالمعنى الذي يريد ترجمته.
القافية في الشعر الحداثي إذن أخذت وظيفة جديدة كونها عنص ار في بناء النص الشعري،
فهي التي تبين نهاية السطر الشعري في بعض القصائد ،و لم تعد موحدة كما في القصيد ة
العمودية ،و إن توحدت في بعض األسطر الشعرية ،فهي ليست خاضعة لصورة قبلية أو
لمعيار منسق.
ترتبط بالقواعد الواردة في علم مفصل ينشد الثبوت و االكتمال ،بل نهج الشعراء الحداثيون
القافية المتغيرة.
ج )2داللتها:
القافية تشكل فسحة للراحة والتأمل مشحونة باألثر الموسيقي اللحظي بين البيت واآلخر هذا
ما جاء به الشاعر أبو القاسم الشابي وهو في هذه القصيدة اعتمد قافية واحدة التزامها في
جميع أبياته ،وكان نوع القافية في هذه القصيدة القافية المتراكبة وهي كل قافية فيها ثالث
أحرف متحركة بين ساكنين )OIIIOI (:
إن المهم في القافية أصواتها المكونة لها وفي مقدمتها صوت الروي الذي هو صوت "الميم"
وصوت الميم كما يسميه بعض الباحثين المشتغلين بمعاني األصوات أن الميم حرف السماء
فهو يعبر عن المعاني السامية ،وهذا ما هو ظاهر في قصيدة الشاعر التي جاءت في شكل
كناصحة للناس لما هم عليه من غفلة ويرد على هذا الكالم اعتراض مفاده أن الروي صوت
يلزم القصيدة ككل للزوم قافيتها،فان تنوع شيوع صوت الميم في هذه القصيدة ليس لكون
الشاعر أراد من خالله التعبير عن معنى خفي ولكن لكونه عرفا قافويا ملزما ،وكان الشاعر
قد نظم البيت األول إلى غاية قوله ":انه حلم" ،ثم لزمه بعد ذلك الميم كروي لهذه القصيدة ،
بعيدا عن االعتبارات المعنوية ويرد هذا االعتراض بما يقدمه صوت الميم داخل حشو
األبيات من فك لبعض الشفرات المعنوية ،وهذا ما ناقشناه في الموسيقى الداخلية.
ما نالحظه في هذه القصيدة ذلك التجانس الصوتي بين (حلم ،صنم ،عدم ،رمم ) الذي
يحقق نوعا من التقارب الداللي المتمثل في الحالة المأساوية والحزينة التي أصبح عليها
الناس.
إذ انسجمت الضمة عند ، 2 والضم عند" محمد ساير الطربولي "يدل على األبهة والفخامة"
الشاعر مع حالة التظاهر بالكتمان والصبر وهو أمر يوحي بقوة شخصيته وعزتها وكبريائها.
ح) الروي:
الروي ركن ضروري من أركان القافية ،فهي مرهونة ببقائه ،وال تتحدد قيمتها إال به ،لذلك ال
نجد قصيدة من قصائد العرب في القديم تخلو منه ،فهو الصوت الذي يتكرر في آخر كل
الشنفرى( 3 بيت من أبيات القصيدة ،وبه تسمى فيقال دالية المعري ،وسينية البحتري ،والمية
وهو أيضا الحرف الذي تبنى عليه القصيدة ،ويسمى مطلقا إن كان متحركا ،ويسمى مقيدا
إن كان ساكنا.
ولقد ذكرنا سابقا أن صوت الميم صوت يدل على المعاني السامية ولكنه في هذه القصيدة
جاء كصوت روي ومن ثمة فشيوعه بسبب العرف الشعري في القافية وهنا يمكن أن نقول أن
الميم مفتاح صوتي بسبب كونه تكرر في مستوى األبيات بصورة ملفتة للنظر بغض النظر
عن كونه رويا خاصة في نهاية األشطر األولى من البيت الثالث والرابع والخامس في قوله :
(منعدم ،حبهم ،بينهم ) .
لروي الميم داللة وايحاء كبيرين ،فهو يعبر عما يجيش في نفس الشابي من حركة المشاعر
الغاضبة والمضطربة والرافضة للواقع الذي يعيش فيه.
أ) تعريف النحو :كلمة النحو تطلق في اللغة العربية على عدة معاني :منها الجهة ،
تقول :ذهبت نحو فالن ،أي جهته ،ومنها الشبه والمثل تقول ،محمد نحو علي ،
أي شبهه ومثله وتطلق كلمة نحو في اصطالح العلماء على :العلم بالقواعد التي
يعرف بها أحكام أواخر الكلمات بالعربية في حال تركيبها :من اإلعراب والبناء وما
يتبع ذالك وموضوع علم النحو من جهة البحث عن أحوالها المذكورة وثمرة تعلمه
صيانة السان عن الخطأ في الكالم العربي ،وفهم القرآن الكريم والحديث النبوي فهما
صحيحاً اللذين هما أصل الشريعة اإلسالمية وعليهما مدارها وهو من العلوم العربية
والمشهور أن أول واضع لعلم النحو هو أبو األسود الدؤلي نأمر من أمير المؤمنين
1. علي بن أبي طالب (رضي هللا عنه)
تعريف الجملة :لقد اختلف العرب القدامى في تحديد مفهوم الجملة ،فمنهم ب)
"الزمخشري "الذي يرى أن" الكالم هو المركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى
األخرى ،وذلك ال يأتي إال في اسمين كقولك :زيد أخوك ،وبكر صاحبك ،أو في فعل
واسم نحو قولك :ضرب زيد وانطلق بكر ،وتسمى جملة ، 2ويقول ابن جني" :أما
الكالم فكل لفظ مستقل بنفسه ،مفيد لمعناه ،وهو الذي يسميه النحويين الجمل ...فكل
3 لفظ استقل بنفسه ،وجنيت منه ثمرة معناه ،فهو كالم
)1محمد محي الدين عبد الحميد،التحفة السنية بشرح المقدمة األجرومية ،دار اإلمام مالك للكتاب ،2224 ،ص4
)2فتحي عبد الفتاح الدجني :الجملة النحوية نشأة وتطو ار واعراباً ،مكتبة الفالح ،الكويت ،ط 1159 ، 1ص. 15
)3بالقاسم دقة :في النحو العربي ،رؤية علمية في المنهج ،الفهم التعليم التحليل ،دار الهدى عين المليلة ،الجزائر ،
دط ،2222ص. 14
أما إذا انتقلنا إلى اللغويين المحدثين العرب ،نجد الحاج صالح عبد الرحم يعتبر الجملة" :نواة
"4 لغوية تدل على معنى وتفيد فائدة
فالسمرائي خالف إبراهيم أنيس في قضية اإلسناد ،حيث تمسك بها واعتبرها عنص ار هاما في
تحقيق الجملة اللغوية سواء أكانت اسمية أم فعلية.
وبرغم تعدد واختالف اآلراء حول مفهوم الجملة إال أنها تبقى القاعدة أو النواة األساس
المكونة للكالم ،تؤدي إلى معنى واضح في سياق معين ،ويمكننا القول إن الجملة هي
خالصة اتحاد مجموعة من العناصر اللغوية المترابطة نحويا ذات معنى مفيد يقبله السامع،
وهي تركيب إسنادي( مسند ومسند إليه) ،وقد تكون الجملة قصيرة ذات إسناد واحد وتسمى
بالجملة البسيطة.
)1محمد أحمد نحلة :مدخل على دراسة الجملة العربية ،دار النھضة العربية ،بيروت لبنان د ط 1988)،ص. 21
)2المرجع نفسه ،ص). 22
-تعريف الفعل:
الفعل ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمن ،ومن عالماته أن يقبل" قد "نحو" :قد
حضر المعلم" ،أو السين نحو" :سيأتي اُلعلم" ،أو سوف نحو" سوف أزورك" ،أو تاء
نجحت في االمتحان" ،أو
ُ حضرت هند" ،أو ضمير الفاعل نحو"
ْ التأنيث الساكنة ،نحو"
نون التوكيد ،نحو" :أكتُبن ) ،1أو تاء الضمير نحو" َ:ن َ
جحت "أو ياء المخاطبة نحو
"تَدرسين "أو النواصب نحو" :لن ْينجح الكسول "أو الجوازم ،نحو "لم أَتََقاعس عن
عصرنة وطني".
)1حسن حمد :معتمد الطالب في قواعد النحو لجميع المراحل ،ص) . 07
وأيضا نالحظ حضور الفعل المضارع فتك ارره منسجم مع الجو العام للقصيدة و النفسية
االنفعالية للشاعر وذلك من خالل تأكيده على التحذير من عاقبة عدم إعطاء الناس
المتفوقين منهم حقهم واكرامهم في حياتهم فال فائدة من إكرامهم بعد موتهم وانتهائهم,ونجدها
في نحو قوله :يمشي ،يلقى ،تحتدم ،يعبد ،ينصفون .
وهكذا فقد كان للجمل الفعلية حضو ار ممي از داخل النسيج التركيبي للنص الشعري عند أبي
القاسم الشابي بحيث رسمت أهم خاصية للبنية التركيبية عنده بحيث تميزت بالنمطية
واالرتباط الثنائي والتكرار الذي قد تكون له عالقة بصورة االرتباط النفسي والوجداني بين
الشاعر والناس .
)1محمد الهادي الطرابلسي ،تحليل أسلوبية ،دراسات أدبية و نقدية عالم الكتاب ،نهج نابلسي ،تونس ، 2221 ،
ص. 25
-تعريف االسم :اإلسم ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان ،ومن عالماته أن
يقبل التنوين ،نحو" :معلم "و"أل "التعريف نحو" :البيت "والنداء نحو" :زيد أو حرف الجر،
نحو" :على الشجرة طائر .إن االقتراب من الخطاب الشعري الحداثي وفك شفراته ،ال يعني
بالضرورة تحليل دواله ومدلوالته ،وعالقتها بنفسية صاحبها ،وال يعني أيضا عالقتها بالجملة
المركزية ،بل يجب على المتلقي الحداثي تفكيك نظام هذه الجمل ،ودراسة عالقاتها فيما بينها
والقواعد التي تحكمها بوصفها بنية نحوية والتحليل النحوي يكشف لنا عن وظائف هذه األبنية
وقد ودالالتها؛ ألن اللغة أصوات وكلمات وجمل وظفت عن غرض ما (. )2
كان ظهور االسم للقصيدة بار از حيث كان شاعرنا بصدد إخبار ونقل و وقائع ثابتة ومظاهر
عينية فبرز االسم على الفعل لتتناسب هذه البنية مع طبيعة الموقف والموضوع ،وبروز
االسم ،تتناسب هذه المعرفة على النكرة يوحي باالهتمام الكبير لهذه الصورة أو نقل يتضح
األعلى ، تعظيم الشاعر لها ومما يؤكد ذالك كثرة النعوت في القصيدة نحو قوله :
األفذاذ ،العباقرة ...
-التقديم والتأخير:هو سمة أسلوبية من أهم سمات المستوى التركيبي بحيث له قيمة في
التراكيب النحوية ومن جهة البالغية.
وهو تحول في بنية الجملة نحو إعادة ترتيب المفردات وتركيبها في الجملة على نحو يرتبط
أسلوبي وفكريا بالمنشئ ،ويوضح طريقته في هذا اإلنشاء،فالعناصر التي تتركب منها الجملة
1 تنقسم إلى قسمين
األول:اختيار لهذه العناصر من جملة اإلمكانات الهائلة التي تتيحها اللغة ،وهذا عمل
أسلوبي محض .
الثاني :إعادة تركيب عناصر الجملة ،وهذا اختيار نحوي في الحدود التي يسمح بها النظام
النحوي والتركيبي للغة.
وأيضا نجد التقديم في "يمشي الزمان" حيث تقدم الخبر يمشي على المبتدأ الزمان وهذا
التقديم يبرز اهتمامه وحسرته على ما يضيعه الناس من محاسن مع مرور الزمن ،وأيضا
نجدها في البيت الرابع تقدم الخبر "تلقى مجدها " وهو جملة فعلية على المبتدأ "الرمم"
لالهتمام بأمر المتقدم ويبرز األمجاد الضائعة والتحسر عليها.
وما الحظناه في قصيدة الناس أن ظاهرة التقديم والتأخير كثيرة وتفسير ذلك يعود إلى
األسلوب الذي اتبعه الشاعر فهو يخدم بناء القصيدة ويخدم أغراضها وايصال المعنى إلى
المتلقي بطريقة راقية ،كما تخدم أبعادا داللية عميقة و تجارب نفسية و روحية معقدة في
النص .
ج )1االستعارة التصريحية :وهي ما يصرح فيها بلفظ المشبه به أو ما استعير فيها لفظ
المشبه به للمشبه.ومثال ذلك في القصيدة ( :تلقى مجدها الرمم) إذ شبه األمجاد بالرماد
وهنا يوضح الشاعر أن المتفوقين والذين لهم أمجاد ال يقيمها الناس وتلقى الرمم ،فهي
استعارة تصريحية .
ج )2االستعارة المكنية :هي ما حذف فيها المشبه به أو المستعار منه ورمز له بأحد لوازمه
1ومثال ذلك في القصيدة (:يمشي الزمان ) إذ شبه الزمان باإلنسان إذ أن الزمان يمر كما
يفنى اإلنسان وهنا يبرز الشاعر إنكاره للشرور التي يقوم بها الناس وال تنسى حتى بمرور
الزمن،فهو هنا حذف المشبه به وأبقى على أحد خصائصه وهي المشي ،فهي استعارة مكنية.
)1
عبد العزيز عتيق ،علم المعاني البيان والبديع ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بيروت ،ص .311
إذا كانت اللغة نظاما من العالمات ،تحكمها أنساق معينة ،فإنه ال يمكن فهم مكوناتها
األساس إال إذا تم تحليل دالالتها ضمن سياقات محددة.
"ويعنى علم الداللة بدراسة معاني األلفاظ والجمل دراسة وصفية موضوعية ،وقد ظهر
االهتمام بالدراسات الداللية في أوروبا الغربية من خالل المحاضرات التي كان يلقيها" ريسيغ
()1 حوالي 1825في حديثه عن الفيلولوجيا الالتينية"
أول من استعمل مصطلح الداللة ،وذلك في كتابه(التجربة الداللية ) سنة ، 1897ثم توسع
استعماله في فرنسا ،وفي البالد الناطقة باالنجليزية ،فدرءا للبس وتحديدا إلطار الدراسة
العلمية ،استقر رأي علماء اللغة المحدثين على استعمال مصطلح" علم الداللة "مرادفا
لمصطلح" :السيمانتيك" باألجنبية وأبعدوا مصطلح" المعنى "وحصروه في الدراسة الجمالية
لأللفاظ ،والتراكيب اللغوية ،وهو ما يخص" علم المعاني "في البالغة العربية ،ولعل للداللة
أهمية قصوى في فهم الرؤية التي تعبر عنها اللغة ،وتحليل التراكيب ،والخطابات ،وهو أمر
ال مجال إلنكاره أو إغفاله ،على الرغم من أنهم لم يعرفوا النظرية بالمفهوم المتداول عند
الدارسين العرب أو الغربيين في العصر الحديث.
( )2 لقد عرف علم الداللة تعريفات عديدة ،منها ما ذكره أحمد مختار عمر "قائال:
يعرفه بعضهم بأنه :دراسة المعنى ،أو العلم الذي يدرس المعنى ،أو ذلك الفرع من علم
اللغة الذي يتناول نظرية المعنى أو ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توفرها في الرمز
حتى يكون قاد ار على حمل المعنى ومن المؤكد أن كل شاعر مطالب بالتعامل مع الكلمة
على أساس الكشف عن داللتها ،وما يمكن أن تؤديه من دور في نفس التجربة الشعورية
المتجددة ،لهذا يجب أن يكون محيطا بأسرار اللغة مستنبطا دالالتها ،حيث يعمل على تفجير
ما فيها من طاقات تعبيرية،
)1أحمد مومن :اللسانيات النشأة والتطور ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الساحة المركزية ،بن عكنون ،الجزائر ،دط
، 2222،ص.231
)2أحمد مختار نعلم الداللة العربي ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،ط ، 2221، 1ص . 11
) 1عبد القاهر الجرجاني ،دالئل اإلعجاز ،شرح وتعليق عبد المنعم خفاجي ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،ط، 1
، 2224ص. 59
)2راشد الحسيني ،النى األسلوبية في النص الشعري ،دار الحكمة ،لندن ،ط ، 2224، 1ص.112 ، 111
لقد استلهم الشاعر أفكاره في هذا الحقل من عمقه المتأصل والمتشرب بالدين فهو حافظ
لكتاب هللا من صغره ونجد هذا في الكلمات التالية :قدس ،صنم ،يعبد.
وهنا نجد أيضا الكلمات المرتبطة بهذا الحقل وهي :أعين ،الناس ،قوم ،العباقرة ،األفذاذ.
ونالحظ في هذا الحقل الكلمات التالية" :حلم" وهي دالة على الحياة ،حيا ،حطم دالة على
الموت ،صنم دالة على الموت ،العدم ،الرمم...
لقد وظف الشاعر داللة الموت والفناء بعدة رموز وبشكل الفت للنظر إلى بعض هذه
الرموز:العدم ،حطم ،الرمم ...فالموت بالنسبة له يمثل قطب العالقات المضمونة في الحقول
الداللية ألنه يعني الواقع الذي يأتي بالخالص كحتمية للحياة التي تكررت في معظم
القصائد الحداثية.
حقل الطبيعة :لم يتطرق الشاعر كثي ار إلى هذا الحقل ألنه في ذه القيدة لم يحتج إلى ذلك و
الكلمة الوحيدة الموجودة في القيدة وتدل على الطبيعة وهي "ريح" وقد جاءت هنا للداللة على
االنتشار الواسع للشر.
الـخاتمة
الخاتمة:
بعد هذه الرحلة الشاقة والممتعة في تحليل قصيدة الناس للشاعر أبوا لقاسم الشابي ،وبعد
النهل من جماليات القصيدة باالعتماد على آليات وأدوات إجرائية تنتمي في عمومها إلى
فصيلة انقد األسلوبي في مستواه الصوتي والتركيبي والداللي .
توصلنا بعد ذلك إلى مجموعة من الخالصات والنتائج آثرنا عرضها على النحو التالي :
على المستوى الفصل األول :عملنا على مطاردة مختلف الماهيات الجزئية لمفردة األسلوبية
وكذا مبادئ ومستويات المقاربة األسلوبية ،حيث تم تحديد مفهوم األسلوبية تحديداً واضحاً ،
وذلك من خالل االستئناس بآراء منظري األسلوبية أكانوا عرب أم أجانب .
واألسلوبية في كل ذلك ال تعدوا أن تكون وسيلة إجرائية لدراسة األسلوب بوصفه طريقة في
الكتابة و اإلنشاء ،فإن األسلوب تحول إلى مادة أو موضوع لدراسة األسلوبية ،وتبقى مادة
هذه الدراسة ماثلة في تلك اآلليات والمستويات التي قمنا بتحديدها في عناصرها الجوهرية
تمثلت في أسلوبية البني الصوتية والتركيبية والداللية .
على مستوى الفصل الثاني تطرقنا لنبذة من حياة الشاعر أبو القاسم الشابي مولده ونشأته
ودراسته وقصة زواجه ومرضه وعن أهم أغراضه الشعرية وآثاره األدبية ،فالشابي شاعر
مجدد حول في معظم شعره أن يجانب األغراض التي وردت في الشعر العربي قديما وحديثا
وأن يستفيض عنها بأغراض من الحياة الشخصية واإلنسانية الحاضرة ،مع أن الشابي لم يكن
يعرف غير اللغة العربية ،وشعر الشابي شعر شخصي في الدرجة األولى يدور حول ما
يشعر به الفرد بقطع النظر عن اإلرث االجتماعي .
أما على مستوى الفصل الثالث :ومن خالل تحليلنا واحصائنا في المستوى الصوتي فإن
القصيدة تتكون من عدة أصوات أخذت طابع التنوع بين الهمس والجهر واالحتكاك واالنفجار
،هذا التنوع يكشف عن اضطراب الحالة النفسية للشاعر وتذبذبها بين الهدوء والثورة ،
فكانت األصوات المهموسة والمهجورة هي الغالبة إذ تحتل األصوات المجهورة حصة األسد
بالقياس لألصوات المهموسة ،فقد بلغ توترها ( ) 129صوتاً ،والصوت األكثر تك ار اًر هو
صوت اآلم تواتره ( )31صوتاً ،أما األصوات المهموسة فكان تواترها ( )41صوتاً ،
والصوت األكثر تواتر هو الحاء ب( )12صوتاً .
فجاء زخم األصوات المجهورة واضحا ليعبر عن الرفض والكشف عن الحقيقة المأساوية،
وهذا مايتناسب مع موضوع القصيدة االجتماعي ،ولقصر القصيدة فال نالحظ أي تكرار
للكلمات سوى في كلمة " الناس " التي كررت ( 4مرات) ألن موضوع القصيدة اجتماعي .
أما فيما يخص أسلوبية البني الصوتية الخارجية وبعد تفحص القصيدة وجدنا أنها تنتمي إلى
البحر البسيط ،كما أن الشاعر استعمل قافية واحدة ،ملتزماً بذالك باألوزان الخليلية إلثبات
قدرة الشكل اإليقاعي القديم على تبني ما تعرضه الحداثة من مضامين شعرية ،وأساليب
فنية تعبيرية ،وبذالك التزم الشاعر بقافية واحدة وحرف روى واحد.
كما التمسنا في تحليلنا غلبة األسماء على األفعال ،فنجد ( )29اسما مقابل ( )11فعال ،
أما بالنسبة لألفعال فقد أدى استقرائنا على إحصاء ( )1أفعال ماضية و ( )1أفعال
مضارعة وال يوجد فعل أمر .
طغى على القصيدة الزمن الماضي داللة على تمسك الشاعر بحالوة الماضي ،كما جعله
سالح للدفاع عن حاضره ،ودل استخدام األسماء على السكينة التي خيمت على نفسية
الشاعر وحدت من اضطرابها وتواترها ،وقد عمل تكثيف األفعال على بث شيء من الحركية
التي تتجلى في روح شاعرية ثائرة ومتمردة على الوضع الراهن ،فكانت تلك األفعال بمثابة
الجسر الرابط بين الشاعر والمتلقي في نقل أحاسيسه ومشاعره الحزينة .
وما لحظناه في قصيدتنا أن ظاهرة التقديم والتأخير كثيرة يعود ذالك غلى طبيعة البناء العام
للقصيدة ،أما على المستوى الداللي فكشفت هذه المقاربة األسلوبية عن طغيان حقل اإلنسان
وحقل الموت والحياة ثم حقل الدين ،...وهي حقول تكشف عن ث ارء المعجم اللغوي للشاعر
أبوالقاسم الشابي واتساع ثقافته .
هذه هي أهم الخالصات والنتائج التي توصلنا إليها ،من خالل الدراسة األسلوبية ،فكان عملنا
ماثال في أفكار محفوفة بالحجارة وباألشواك.
وتبقى هذه المحاولة المتواضعة عرضة للنقد والتصويب ،نأمل أننا قد وفقنا في بحثنا هذا ،
فمن اجتهد وأصاب فله أجر واحد ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد.
مــلحق
قصيدة الناس
)0ديوان أبي القاسم الشابي ،أحمد حسن ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،منشورات محدد على بيضون ،ط ، 4
، 2227ص . 139
المصادر والمراجع :
أوالً المصادر:
ديوان أبي القاسم الشابي ،أحمد حسن ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،
منشورات محدد على بيضون ،ط .2227 ، 4
أحمد كشك :القافية تاج اإليقاع الشعري ،دار غريب للطباعة ،القاهرة ،مصر،
.2224
بكاي أخذاري :تحليل الخطاب الشعري قراءة أسلوبية في قصيدة قذى بعينيك
للخنساء ،الجزائر ،و ازرة الثقافة 2225،م ،ص.15
بالقاسم دقة :في النحو العربي ،رؤية علمية في المنهج ،الفهماالتعليم ،
التحليل ،دار الهدى عين المليلة ،الجزائر ،دط .2222
توفيق الزيدي :مفهوم األدبية في التراث النقدي ،دار سراس للنشر ،تونس ،ط
. 1985 ، 1
حسن حمد :معتمد الطالب في قواعد النحو لجميع المراحل ،عالم الكتب
للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط.،2009 ، 1
رشيد بديدة :البنيات األسلوبية في مرثية بالقيس لنزار قباني ،رسالة ماجيستير
،جامعة باتنة ،دفعة .2221
زين العابدين السنوسي :الشابي حياته وأدبه ،دار الكتب الشرقية ،تونس ،د
ط 1171 ،
صالح فضل - :علم األسلوب مبادئه واجراءاته ،منشورات دار األفاق الجديدة،
بيروت ،ط .1985 ، 1
علم األسلوب وصلته بعلم اللغة ،مجلة فصول ،القاهرة ،مج ، 5ع. 1884،1
عدنان حسين قاسم :االتجاه األسلوبي البنوي في نقد الشعر العربي ،دار ابن
كثير ،دمشق ،بيروت ،ط.1992 ، 1
عبد العزيز عتيق:علم المعاني البيان والبديع ،دار النهضة العربية للطباعة
والنشر ،بيروت.
فتحي عبد الفتاح :فتحي عبد الفتاح الدجني :الجملة النحوية نشأة وتطو ار
واعراباً ،مكتبة الفالح ،الكويت ،ط.1159 ، 1
أبو الفضل جمال الدين ( ابن منظور ) :لسان العرب ،ج ، 15دار صادر،
بيروت ،ط . 1990 ،1
عبد القاهر ( الجرجاني ) :دالئل اإلعجاز ،شرح وتعليق عبد المنعم خفاجي
،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،ط.2224 ،1
لخضر الحرابي :المدارس النقدية المعاصرة ،دار الغرب النشر والتوزيع ،دط
.2221،
ابوالقاسم محمد كرو :عبقرية فريدة وشاعرية متجددة ،دار البعث ،دمشق ،د
ط. 2221 ،
أبو القاسم :أغاني الحياة ،دار الكتب الشرقية ،القاهرة ،ط،1177 ،1
كمال بشر :علم األصوات ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط،1
.2222
-بحوث في النص األدبي ،الدار العربية للكتاب ،تونس ،ط .1988 ، 1
محمد بن أحمد (ابن طباطبة) :قدامة بن جعفر :نقد الشعر ،تحقيق عبد المنعم
خفاجي ،مكتبة الكلية األزھرية ،مصر ،ط. 1192، 1
محمد شكري (عياد) -:إتجاھات البحث األسلوبي ،دار العلوم ،الرياض ،ط 1
. 1985 ،
محمد كريم كواز :علم األسلوب ،مفاھيم وتطبيقات ،دار المنشورات ،جامعة
السابع من أبريل ،ط ، 1ط ت.
محمد كعوان :التأويل وخطاب الرمز ،قراءة في الخطاب الشعري الصوفي
العربي المعاصر ،دار بهاء الدين ،الجزائر،
عالم الكتب الحديث ،األردن ،ط. 2010 ، 1
محمد نحلة :مدخل على دراسة الجملة العربية ،دار النھضة العربية ،بيروت
لبنان د ط1988،
-مدخل إلى علم اللغة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ط،1112 ،1
محمد عزام- :األسلوبية منهاجا نقديا ،دار اآلفاق ،بيروت ،لبنان ،ط ، 1
.1989
-تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج النقدية الحديثة ،دراسة في نقد
النقد ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،دط. 2223 ،
محمد تاكراكبي :خصائص الخطاب الشعري في ديوان أبي نواس الهمذاني ،
دراسة صوتية تركيبية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،ط ، 1
. 2003
محمد محي الدين عبد الحميد :التحفة السنية بشرح المقدمة األجرومية ،دار
اإلمام مالك للكتاب .2224 ،
مجيد طراد :ديوان أبي القاسم الشابي ورسله ،دار الكتاب العربي ،تونس ،
ط.1114 ،2
نور الدين السد :األسلوبية وتحليل الخطاب ،دراسة في النقد العربي الحديث،
األسلوبية واألسلوب ،ج ، 1دارھومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،ط ،
.1997
أبو القاسم :أغاني الحياة ،دار الكتب الشرقية ،القاهرة ،ط.1177 ،1
ابن رشيق القيرواني :العمدة في محاسن الشعر وآدابھ ونقده ،ج ، 1تحقيق،
بيروت ،ط. 1981، 5 محمد محي الدين عبد الحميد ،دار الجبل،
بيار جيرو :األسلوب واألسلوبية ،ترجمة :منذر عياشي ،مركز اإلنماء القومي،
بيروت ،د ط ،د ت.
جان كوھين :بنية اللغة الشعرية ،ترجمة :محمد المولى ومحمد الغمري ،دار
توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط. 1986 ، 1
جون ستروك :البنيوية وما بعدھا من ليفي شتراوس إلى دريدا ،ترجمة :محمد
عصفور ،المجلس الوطني للفنون واآلداب ،الكويت ،ط 1996 1.
روالن بارت :الدرجة الصفر للكتابة ،ترجمة :محمد برادة ،الشركة المغربية
للناشرين المتحدثين ،الرباط ،ط. 1985 ، 3
هنريش بليث ( :ت ،ر) محمد العمري ،البالغة واألسلوبية نحو نموذج
سيميائي لتحليل النص ،دار النشر المغرب ( ،د،ط) . 1111،
شتيوي شهيرة :المستويات السلوبية في الشعر المعاصر قصيدة "ياقدس " لعبد
،جامعة الرحمان األخضري :مذكرة لنيل شهادة الماستر ،أدب جزائري
زيان عاشور ،الجلفة ،دفعة . 2211/2217
بن علجية غزالة وبن ميلود فطيمة :التحليل األسلوبي لقصيدة "ثورة مغني الربابة
" ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،تحليل الخطاب ، ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة
،دفعة . 2217/2214
هواجة ثامر :السمات األسلوبية في الشعر العربي الحديث ،دراسة تحليلية في
ديوان أبي القاسم الشابي ،مذكرة لنيل شهادة الماستر ،تحليل الخطاب ،
جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،دفعة 2217/2214
)1مفهوم األسلوبية12........................................................
)2اتجاهات األسلوبية15......................................................
أ) األسلوبية التعبيرية15............................................................... .
ب) األسلوبية النفسية15..............................................................
-نص القصيدة43..............................................
)2اإليقاع الخارجي51.........................................................
أ) تعريف العروض51..................................................................
ب) الوزن ومناقشته61.................................................................
ج) القافية وداللتها63..................................................................
ح) حرف الروي 66......................................................................
المبحث الثالث :المستوى التركيبي
-1الجملة النحوية67......................................................
أنواع الجملة71........................................................
أ)الجملة الفعلية71.....................................................
ب)الجملة االسمية72..................................................
-2الجملة البالغية75.....................................................
-3تعريف االستعارة75....................................................
-4أنواع االستعارة75.....................................................
الرابع :المستوى الداللي المبحث
علم الداللة والمستوى المعجمي76.......................................
لحقول الداللية…71…....…….......................................
الخاتمة11.............................................................................