Professional Documents
Culture Documents
ﻻ يختلف أثنان في أن النقل هو عصب اﻻقتصاد الحديث وأنه بقدر ما ترتفع كفاءة قطاع النقل بقدر ما ينمو
اﻻقتصاد وتتسع آفاقه .على نقيض ذلك بقدر ما تتراجع كفاءة قطاع النقل بقدر ما يتعثر اﻹقتصاد وتضيق
آفاقه.
تتعدد وتتنوع معايير كفاءة النقل ولعل أهم تلك المعايير في سياق هذه الورقة هي معدل إستهﻼك الطن/
كيلومتر من الوقود ،الحمولة ،السﻼمة ،السرعة ومﻼئمة وسيلة النقل للمنقوﻻت المستهدفة.
لهذا نستطيع القول أن الدراسات التي تسعى إلى تشخيص أزمات اﻹقتصاد السوداني سعيا ً ﻹيجاد الحلول
الناجعة ﻻ بد وان تستصحب قضايا النقل .أننا نذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أن المعالجات التي تُطرح
والسياسات التي تُقترح أن لم تستصحب قضايا النقل وتقدم الحلول العلمية القابلة للتطبيق ما هي اﻻ معالجات
وسياسات عقيمة سينتهي بها اﻷمر أن تلحق بسابقاتها في أضابير وزارة المالية واﻻقتصاد الوطني.
قد يتبادر إلى اﻷذهان أن حديثنا عن النقل يختص بالنقل البري فقط لذلك وجب التوضيح أننا معنيون أيضا ً
بالنقل الحضري .وذلك ﻻن النقل الحضري – وبصفة خاصة في العاصمة القومية -أصبح هو اﻷخر أحد
عوامل اﻻستنزاف لمواردنا المحدودة وسبب آخر ﻻستدامة التخلف.
لقد تمخض عن هيمنة العاصمة القومية على اﻻقتصاد الوطني أن حدث اختﻼل خطير في التوزيع السكاني
والتنمية الحضرية .حاليا ً يقترب عدد سكان العاصمة القومية من رقم الثمانية مليون نسمة وهو رقم مرشح
ﻷن يتضاعف بحلول عام 2030أو قبله .بهذه الكثافة السكانية العالية – التي تعادل ربع سكان السودان -
تمددت العاصمة القومية في كل اﻹتجاهات وإكتظت بالسيارات وأصبحت اﻻختناقات المرورية ظاهرة يومية
في الشرايين الرئيسة في ساعات الذروة وفي غير ساعات الذروة! لهذا أصبح تباعد اﻷطراف واﻻختناقات
المرورية من أهم أسباب أهدار الوقت والوقود ومهددات سﻼمة وصحة المواطن.
أن خﻼصة ما نرمي إليه هو أن اﻻقتصاد السوداني كما نراه اليوم مصاب بحالة نزيف مزمنة في موارده من
العمﻼت الحرة ويعتبر قطاع النقل من أبرز أسبابها ،لذلك أصيب بحالة اﻹنيميا التي يعاني منها اﻵن.
الكثافة السكانية العالية والتمدد الحضري في العاصمة القومية اللذان جعﻼ من السيارة ووسائل النقل العام
ضرورة ﻻ غنى عنها.
سيكتشف القارئ الكريم ان هناك أرتباط عضوي بين تهميش السكة الحديد والكثافة السكانية بالعاصمة
القومية .بهذا اﻻكتشاف سيصل القارئ إلى اقتناع بان هجرة عكسية من العاصمة ستحدث متما إستعادت
السكة الحديد دورها الريادي.
أن تركنا جانبا ً العبء المالي الناتج عن إستيراد الشاحنات والسيارات بمختلف مسمياتها ،وأن غضينا الطرف
عن استهﻼكها من اﻹطارات وقطع الغيار والزيوت وأهﻼك الطرق ،فإن فاتورة الوقود لوحدها تمثل إستنزافا ً
مريعا ً لمواردنا من العمﻼت الحرة.
رصد تصاعد إستهﻼك الوقود الخبير في إقتصاد النفط والصحفي اﻷستاذ السر سيد أحمد في كتابه الشيّق الذي
صدر حديثا ً " سنوات النفط في السودان" .الكتاب عبارة عن جهد توثيقي يستند على عشرات المراجع
والمقابﻼت في سرده لﻸحداث والمواقف التي تشكل عﻼمات بارزة في مسيرة النفط في السودان وقد صدر
الكتاب عن دار مدارك للنشر ).(2013
من بين المواد التي أثرى بها اﻷستاذ السر كتابه جدوﻻً حول استهﻼك السودان من المواد البترولية )صفحة
(76للسنوات 2011/2005نكتفي من هذا الجدول باﻷرقام الخاصة بالجازولين والبنزين:
لم تتوفر لنا إحصاءات حول حجم اﻹستهﻼك حتى نهاية عام 2013وﻻ لقيمة الكمية المستهلكة من الجازولين
والبنزين .في مقابل ذلك علمنا من تصريحات كبار المسئولين ان تكلفة إستيراد ما يكمل اﻹنتاج المحلي من
الجازولين وصلت 1,4مليار دوﻻر أمريكي.
أن اكبر مستهلك للوقود هو بﻼ شك النقل البري ويعزى ذلك لهيمنته شبه الكاملة على نقل البضائع
والمسافرين.
نستدل على ذلك بأكثر المرجيعات مصداقية في السودان وهي التقارير السنوية التي يصدرها بنك السودان
المركزي .في تقريره رقم ) (49لعام ) 2009الصفحة 106من النسخة اﻹنجليزية( اوضح البنك أن جملة
الطن المنقول بوسائل النقل البري والسككي والنهري بلغ 6,712,200طن موزعة بين الوسائل الثﻼث على
النحو التالي:
تجدر اﻹشارة هنا إلى أن نسبة مساهمة السكة الحديد في نقل الصادر والوارد في عام 1973/72كانت %95
و %96على التوالي تاركة نسبة %5و %4للنقل البري! هذا ما جاء بالدراسة التي أعدتها هيئة السكة
الحديد لورشة العمل التي نظمت في 1998/12/15تحت عنوان " السكة الحديد ومتطلبات القرن الواحد
وعشرين"
أما اﻹحصاءات الخاصة بنقل المسافرين حسبما جاءت بذات التقرير فتشير إلى ان عدد المسافرين بلغ
26,242,200مسافر موزعين بين وسائل النقل الثﻼث على النحو التالي:
تلك هي الصورة الشائهة ﻻقتصاد النقل كما عكستها إحصاءات 2009وﻻ نعتقد أنها تغيرت كثيرا ً في
السنوات الست الماضية.
في قطاع النقل والثمن الباهظ الذي يدفعه اﻻقتصاد السوداني distortionsللتعرف على أبعاد التشوهات
خصما ً على المياه النقية والصحة والتعليم يكفي ان نتعرف على الفرق في إستهﻼك الوقود بين الشاحنة
والقطار .تجمع كل المصادر العلمية التي أستعنا بها أسوة بمرجعيات الوكاﻻت ذات الصلة باﻷمم المتحدة
تجمع على أن إستهﻼك الطن /كيلومتر بالنقل البري – اي الشاحنات والبصات السياحية -يعادل ثﻼث
أضعاف نظيره بالسكة الحديد .لترجمة تلك النسبة إلى أرقام حقيقية نستطيع القول أنه إن كان نقل )س( ألف
طن من البضائع من بورتسودان إلى الخرطوم بالقطار يستهلك مليون لتر من الوقود فإن إستخدام الشاحنات
يتطلب توفير ثﻼثة مليون لتر.
إن الفرق الذي يبلغ أثنين مليون لتر من الوقود يعكس حجم النزيف الذي ظل يتعرض له اﻻقتصاد السوداني
طوال سنوات أفول نجم السكة الحديد ،خاصة في اﻷثني عشر عاما ً الماضية التي شهدت أعلى كثافة في النقل
من بورتسودان إلى الخرطوم.
هل نأمل أن يتطوع أحد الملمين بأسعار الوقود وحركة النقل بحصر ما أهدره السودان من عمﻼت حره في
السنوات اﻷثنى عشر الماضية إن أحتفظت السكة الحديد بدورها؟.
الشرايين النازفه:
ﻻ ينكر أحد أهمية الطرق في عالمنا المعاصر إذ تنبع أهميتها من تكاملها مع النقل السككي والنهري والجوي
Intermodalلينعم اﻷفراد بخدمات نقل متكاملة وهو ما يطلق عليه نظام النقل بالوسائط المتكاملة ،أي
يُعنى هذا النظام بتوزيع اﻷدوار وتكاملها ليكون المنتج النهائي خدمات نقل تصل إلى Transport System
غاياتها سليمة وبأقل تكلفة وفي زمن معقول .هذا ما يحدث في الدول التي تحسن تدبير أمورها أما نحن فقد
خلطنا ا ﻷمور كما تكشف اﻹحصاءات التي قدمناها فكانت نتيجة هذا الخلط ما نحصده اليوم من أزمات
إقتصادية ومعيشية.
في بلد شاسع المساحة ومعظمه سهلي كالسودان ينبغي أن يكون القطار هو الوسيلة اﻷولى للرحﻼت الطويلة
فالقطار بطبيعته غير Distributorsوموزعة Feedersوالحموﻻت الثقيلة ثم يأتي دور الطرق كمغذية
معنى بالحموﻻت الصغيرة أو بالوصول إلى كل تجمع سكاني .لقد أنجزت الحكومة الكثير في مجال الطرق إذ
إمتدت شبكة الطرق البرية إلى أكثر من عشرة ألف كيلومتر وحتما ُ سيكون لها دور كبير في بسط التنمية
والخدمات في أقاليم البﻼد .ان نجاح الطرق في القيام بهذا الدور رهين بالتوزيع اﻷمثل لﻸدوار بين وسائط
النقل المختلفة وبحيث تتراجع الطرق عن دورها كشرايين رئيسة للنقل.
إن كانت كثافة النقل البري والحضري سببا ً في نزيف الموارد كما أوضحنا فإن الطرق – خاصة البرية منها
– أصبحت شرايين نازفة لدماء حقيقية بدﻻً عما ينتظر منها في إيصال أسباب الحياة والرفاه اﻹنساني.
لقد ظل قسم اﻹحصاء باﻹدارة العامة للمرور يرصد حوادث المرور طوال السنوات الماضية وقد تحصلنا
على إحصاءآت ﻷعداد الضحايا للفترة ما بين عامي 2009-2000فكانت الحصيلة المفجعة كاﻵتي:
-حاﻻت الوفاة 14,230حالة
لم نتحصل على إحصاءات الست سنوات الماضية ولكن كثرة الحوادث التي تطالعنا بها الصحف تجعلنا
نرجح أن المحرقة مستمرة وأن أعداد الضحايا في تزايد مضطرد وﻻ حول وﻻ قوة إﻻ با .
أن عودة القطار تشكل وسيلة ناجعة في خفض حوادث النقل وهذا ما أكدته تجارب وإحصاءآت الدول التي
تستخدم الوسيلتين بكثافة .ذكر ذلك المهندس عمر محمد نور المدير اﻷسبق لهيئة سكك حديد السودان في
الورقة التي شارك بها في مؤتمر النقل العربي اﻷول الذي نظم بالقاهرة في 2000/10/11-8إذ يقول " أن
تحليل إحصاءآت الحوادث في فرنسا خﻼل فترة طويلة أظهر بأن أمان النقل بالسكة الحديد والجو والطريق
يقع ضمن نسب وفيات قدرها 100 :10 :1على التوالي مما يعني أن كل حالة وفاة واحدة بالسكة الحديد
تعادلها مائة حالة بالطريق.
أن خﻼصة ما نرمي إليه من إبراز ما تقدم من حقائق هو أن اﻹقتصاد السوداني لن يتعافي أبدا ً – نكرر أبدا ً-
ما لم تعد السكة الحديد بكامل قواها لتتصدر وسائل النقل في السودان ،أما فيما يختص بالبعد اﻹنساني فإن
السكة الحديد هي الوسيلة القادر ة على إحتواء ظاهرة حوادث الطرق القاتلة .أننا نتفاءل كثيرا ً بتشغيل
القطارات الجديدة بين الخرطوم وعطبرة وقد تراجعت بالفعل الحوادث في طريق التحدي إعتبارا ً من يناير
2014وبعد أن بدأ القطار رحﻼته بالفعل.
دون سكة حديد فاعلة سيظل إقتصادنا يتخبط ويترنح مسدﻻً ستارا ً كثيفا ً على أشواقنا في نهضة زراعية
وصناعية وفي محاربة الفقر وإقامة مجتمع الكفاية والرفاهية .أننا مدعوون بقوة ﻷن نحذو حذو الدول التي
عاد فيها القطار ليشكل أحد ركائز نموها اﻹقتصادي.
في الصفحات التالية نتناول العوامل واﻷسباب التي قادت إلى الصحوة السككية وإلى اﻹبداعات التي تحققت
في عالم النقل السككي علها تكون حافزا ً لنا لنعيد اﻷمور إلى نصابها مع ما يتوافق وعصر العولمة وبدايات
اﻷلفية.
قادتني إهتماماتي بقضايا السكة الحديد إلى اﻹطﻼع على معظم أعداد مجلة غازيته السكة الحديد العالمية
التي صدرت منذ عام .2001للتعريف بهذه المجلة نذكر أنها ظلت Railway Gazette International
تصدر شهريا ً وبانتظام في لندن منذ عام 1835متزامنة مع بداية عصر القطار! بهذه العراقة تصبح هذه
المجلة أهم راصد للتطورات التي حدثت في عالم السكة الحديد على نطاق العالم.
يستطيع المهتمون بعالم السكة الحديد بما فيه من أخبار ومستجدات وبحوث ان يرجعوا إلى هذه الدورية عبر
أطلعت أيضا ً على دراسات وأوراق قدمت في www.railwaygazette.comموقعها بالشبكة وهو:
منتديات ومؤتمرات وورش عمل تم تنظيم بعضها في السودان ومعظمها خارج السودان.
من تلك المصادر وغيرها أستوقفتني بعض الحقائق واﻹشارات التي أري في تقديمها ما يمهد لما هو آت من
طرح جديد.
شهدت اﻷربعة عقود الماضية عودة مظفرة للقطار في معظم دول العالم وتعزى هذه العودة إلى عدة عوامل
لعل أهمها هي:
-1تفجرت أزمة الطاقة اﻷولى مع إندﻻع حرب أكتوبر 1973حينما حظرت الدول العربية تصدير النفط.
تسبب ذلك الحظر في ما يشبه الشلل في اﻻقتصاد والحياة العامة في الدول الصناعية.
قبل أن يفيق العالم من آثار الصدمة اﻷولى تعرض لصدمة ثانية أشد عنفا َ في عام 1979بسبب الحرب
العراقية – اﻹيرانية التي أستمرت لثماني سنوات.
كانت تلك بدايات تصاعد أسعار البترول وقد أستمر التصاعد وأن أستقرت أو تراجعت اﻷسعار أحيانا ً ﻷسباب
ظرفية كاﻷزمات اﻹقتصادية العابرة .لقد وعت الدول الغربية الدرس وآلت على نفسها أن تقلّص اﻻعتماد
شد اﻹستهﻼك وتبحث في ذات الوقت عن البدائل على بترول الشرق اﻷوسط بسبب توتراته المزمنة وأن تر ّ
من حيث المصدر والتقانات .كانت العودة إلى القطار من بين أهم وسائل الترشيد.
-2التحذير الذي أطلقه نادي روما منذ عام 1972حول حتمية نضوب أو ندرة الموارد بسبب النمط
اﻹستهﻼكي الشره في الدول الصناعية .ذهبت في ذات اﻹتجاه مراكز البحوث اﻹستراتيجية وأتفقت معظمها
على ان البترول يأتي على رأس الموارد المهددة بالنضوب .لتأكيد هذا الفهم وضعت وكالة الطاقة الدولية
سيناريوهات الندرة كما إتجهت بعض مراكز البحوث إلى وضع جدول زمني لنهاية عصر البترول .بتأثير
هذا الهاجس وبفعل قان ون العرض والطلب فإن الندرة تعني بالضرورة تصاعد اﻷسعار إلى سقوف قياسية.
كانت تلك ضارة نافعة إذ ظهر في الدول الصناعية ذات اﻹمكانات العلمية سباق محموم لتحقيق أقصى قدر
من الترشيد في شتى أنماط اﻹستهﻼك وﻻبتكار البدائل من الطاقة المتجددة كالشمسية وغيرها .وجدت وسائل
النقل إهتماما ً خاصا ً في البحث العلمي وكانت النتيجة ظهور جيل جديد من السيارات والقطارات والطائرات
قليل اﻻستهﻼك للوقود.
-3حالما أفاق العالم من صدمتي الطاقة وجد نفسه أمام نذر لمخاطر جسيمة تواجه اﻹنسانية وهي المخاطر
Fossilالناجمة عن اﻹحتباس الحراري .نتجت هذه الظاهرة عن اﻹستهﻼك المفرط للوقود اﻹحفوري
ممثﻼً في مشتقات البترول والفحم الحجري .كما هو معروف كانت أبرز تداعيات اﻻحتباس Fuels
الحراري هي ظهور ثغرة اﻷوزون وأرتفاع درجات حرارة اﻷرض التي بدورها كانت السبب الرئيس
لظاهرة تغيير المناخ .من بين السياسات التي تم اﻻتفاق عليها كانت العودة إلى القطار باعتبار أن الرحلة
الواحدة بالقطار تغني عن مئات السيارات الخاصة.
-4من جهة أخرى أكدت اﻹحصاءآت أن الزيادة المضطردة في عدد السيارات بكل أنماطها وأحجامها ﻻ
تعني زيادة إستهﻼك الوقود وتتسبب في اﻻحتباس الحراري فحسب وأنما أصبحت القاتل اﻻول لﻺنسان
وسبب رئيس لﻺعاقة وتضخم تكلفة العﻼج.
لهذه اﻷسباب وغيرها وضعت الحكومات سياسات وأصدرت موجهات عامة ترمى إلى العودة إلى القطار بعد
أن غاب عن المسرح إلى حين وكان من أبرز الموجهات:
أ( الترويج للسفر بين المدن وعبر الحدود بالقطار بدﻻً عن السيارة الخاصة .كان من بين أدوات الترويج تقديم
عروض خاصة في مواسم العطﻼت إستفادت منها اﻷسر وكبار السن وأخرى لرجال اﻻعمال الذين يتحركون
بين المدن بإنتظام.
ب( التوسع في إستخدام قطارات اﻷنفاق والترام في المدن كثيفة السكان وذلك ﻷثناء اﻷفراد عن استخدام
سياراتهم الخاصة.
ج( تمدد خطوط قطارات الضواحي في كل اﻹتجاهات حتى ﻻ يستخدم سكان الضواحي سياراتهم الخاصة.
د( تطوير القطارات السريعة وتقديم خدمات ممتازة بدرجة خمسة نجوم!
Bullet Trainأو مايسمى بالقطار السهمي Tokaido Shinkasinعلى خطى قطار التوكايدوشينكاسن
الذي أبتكرته اليابان وأذهلت به العالم عندما التقى في رحابها لدوره اﻷلعاب اﻻولمبية لسنة .1964سارت
دول غرب اوروبا في ذات اﻷتجاه وان كانت متأخرة بعقدين!.
الذي بلغت سرعته T.G.Vفي سبعينات القرن الماضي أحتفت فرنسا بتدشين قطارها فائق السرعة وهو ال .
في أسبانيا وقطار ال 350Talgoكيلومتر /الساعة .توالت اﻹبداعات في سرعة القطار وكان قطار التالقو
الذي يجمع بين السرعة والقدرة على .Tilting Trainفي ألمانيا أما إيطاليا فابتكرت القطار المائل I.C.E
اي القطار – البندُول!El Pandalino.اﻹنحناءة عند المنعطفات ولذلك أطلق عليه أيضا ً اسم الباندالينو
عادت ألمانيا إلى سباق السرعة وقدمت هذه المره إعجازا ً علميا ً أذهل العالم .تمثل ذلك اﻹعجاز في قطار
وهو قطار ﻻ يسير Magnetic – Levitation Trainوالمصطلح اختصار ل Maglev Trainالماقليف
على قضبان وإنما يسبح في الهواء باستخدام قوة كهرومغنطيسية هائلة!.
بهذه الخاصية سجل قطار الماقليف أقصى سرعة في تاريخ القطارات وهي 581كيلومتر /ساعة وهي سرعة
تفوق كثيرا ً سرعة الطائرات الصغيرة والمروحيات!.
أما من حيث حمولة القطار فقد أوردت مجلة غازيتة السكة الحديد في عددها الصادر في ديسمبر 2003خبرا ً
يشكل منعطفا ً جديدا ً في إقتصاد النقل.
.البرازيليتين رفعتا عدد العربات المستخدمة في نقل خام الحديد E.F.V.M. – EFCيقول الخبر أن شركتي
وفول الصويا من 320عربة إلى 336عربة وهو ما يجعل طول القطار يفوق أثنين كيلومتر! بهذه الزيادة
في عدد العربات ارتفع الطن المنقول من 33,200طن إلى 35,000طن .تشترك في جر العربات عدة
قاطرات وتُعادل هذه الحمولة حمولة سبعمائة شاحنة حمولة 50طن!!.
إن أختارت البرازيل زيادة حمولة القطار أفقيا ً فقد فضلت المملكة العربية السعودية مضاعفة الحمولة رأسياً.
لتوضيح ذلك نشير إلى الخبر الذي نشرته مجلة غازيته السكة الحديد في عددها عن شهر يناير 2008الذي
يفيد بان السعودية دشنت الخط الحديدي الجديد الدمام – الرياض )400كيلومتر( .ينفرد هذا الخط باستخدام
مما يعني تحميل عربة Double Stack trainعربات السطح ذات الحمولة الرأسية المزدوجة وهي ال
السطح بحاويتين .تتطلب الحمولة بهذا الوزن المزدوج استخدام قضبان فوﻻزية ذات صﻼبة عالية ووزن ثقيل
اﻷلمانية Rail one.ترقد على فلنكات خرصانية صنعتها خصيصا ً لهذا الغرض شركة ريل – ون
أستوجبت عودة القطار عامل آخر وهو توجه العالم نحو عصر العولمة الذي يمثل النقل واﻻتصاﻻت أهم
وكان من أبرزهاMegaprojects:ركائزه .بهذا الفهم أنجزت على أرض الواقع مشاريع نقل سككي عمﻼقة
في Beijing – Hamburg .Containers Expressأ( قطار اﻷكسبريس للحاويات بكين – هامبورج
شهر يناير 2008نظم احتفال في ميناء هامبورج بوصول القطار أعﻼه محمﻼً بحاويات حاملة لسلع
الكترونية ومواد كيماوية مصدره من الصين إلى ألمانيا .تمثل هذه الرحلة البداية لقيام محور تجاري بين
العمﻼقين اﻻقتصاديين في شرق آسيا وغرب أوروبا.
يعتبر هذا الخط بديﻼً للخط المﻼحي الذي ينطلق من الموانئ الصينية ليدور حول قارتي آسيا وأوروبا قبل أن
يصل إلى هامبورج المطلة على بحر الشمال .ليصل قطار اﻷكسبريس للحاويات إلى هامبورج عليه أن يعبر
الصين من أقصى شرقها إلى أقصى غربها ثم منغوليا ،واﻻتحاد الروسي ،روسيا البيضاء ،بولندا ومعظم
اﻷراضي اﻷلمانية!.
أختصر القطار الرحلة البحرية في خمسة عشر يوماً ،أي إلى أقل من النصف وفي ذلك كسب في الزمن كما
يقضي أقتصاد العولمة.
ب( اقتضت ضرورات أزمة الطاقة وإقتصاد العولمة تقليص إستهﻼك الوقود واﻷعتماد على الكهرباء التي
تنتجها اوروبا من السدود والمفاعﻼت النووية أقتضت إحداث تحول نوعي في حركة النقل بين شمال اوروبا
وجنوبها المطل على البحر اﻷبيض المتوسط.
Railحققت اوروبا هذه اﻷهداف الثﻼثة بإنشاء محاور للخطوط الحديدية السريعة لنقل البضائع وهي
.تعود جذور هذا المشروغ إلى دراسة سبق أن نشرتها في ديسمبر 1972مجلة Freight Free Ways
التي تصدرها رابطة المؤتمر الدولي للسكة الحديد ومقرها Rail Internationalالسكة الحديد الدولية
International Railways Congress Association.العاصمة البلجيكية بروكسل
Futurologyمن باب علم المستقبليات Rodney Leachأعد الدراسة الباحث البريطاني رودني ليتش
حينذاك وقد طبقت على صعيد الواقع العملي بعد أكثر من عقدين من تاريخ نشرها!.
لقد توافقت أروبا على ان تبدأ بإنشاء خطين حديديين ﻹختصار الرحﻼت البحرية التي تدور حول شبه جزيرة
أيبريا – أسبانيا والبرتقال -لتصل إلى حوض البحر اﻷبيض المتوسط ومنه إلى دول الخليج العربي ووسط
وشرق آسيا.
الواقع في أقصى الجنوب الشرقي Brindisiتم بالفعل إنشاء خطين هما خط هامبورج – ميناء برنديسي
لشبه الجزيرة اﻹيطالية ،أما الخط الثاني فيبدأ من ميناء روتردام ويعبر هو اﻵخر أروبا ثم يتواصل عبر
في أقصى الجنوب الغربي Gioia Turoالساحل الغربي ﻹيطاليا لتنتهي رحلته عند ميناء خيوياتورو
ﻹيطاليا وقد تم إعداد المينائين لهذا الغرض.
شملت السياسات الرامية إلى تقليص إستهﻼك الوقود التحول من قاطرة الديزل إلى القاطرة الكهربائية أينما
كان ذلك ممكنا ُ وتلك من ميزات القطار فهو الوحيد بين وسائل النقل التي تستطيع التزود بالطاقة الكهربائية
من كهرباء الشبكات أثناء الرحﻼت الطويلة.
أن هذا التحول يحمل مغزي بعيد بالنسبة لﻼمن اﻻقتصادي لتلك الدول فالنقل هو عصب اﻻقتصاد الحديث وﻻ
بد من تحصينه من الصدمات المفاجأة كما حدث في عام .1973كانت أروبا مطمئنة للسير في إتجاه كهربة
خطوط السكة الحديد إذا كانت مكتفية -كمجموعة دول مترابطة في الشبكات الكهربائية -بنسبة عالية من
الكهرباء من مصدرين محليين وهما آﻻف السدود الكهرومائية والعشرات من المفاعﻼت النووية المنتجة
للكهرباء .باﻻعتماد على هذين المصدرين تتحرر اوروبا من البترول المستورد بأسعار متصاعدة ومن
اﻻعتماد على البترول المستخرج من أقاليم ﻻ تخلو من التوتر!
في واقع اﻷمر لم تكن كهربة القطارات وسيلة لتأمين حاجة القطارات من الطاقة المحلية الرخيصة واﻵمنة
فحسب ،وإنما هي أيضا ً تقانة تأكدت جدواها في ترشيد إستهﻼك الطاقة! لتوضيح ذلك نشير إلى الورقة
حول هذا الموضوع Claus Turbensenالعلمية الضافية التي نشرها الخبير الدانماركي كﻼوس تيربنسن
بمجلة غازيته السكة الحديد العالمية في عددها الصادر بتاريخ يناير 2008ويمكن لمن يرغب الرجوع إليها
في الشبكة.
أما Kinetic energyيؤكد الخبير تيربنسن أن قطار الديزل يحول ثلث الوقود فقط إلى طاقة حركية
القاطرة الكهربائية فتحول %90من الطاقة التي تصلها من الشبكة إلى طاقة حر ّكية فعليّه ،أي بكفاءة في
استهﻼك الطاقة تصل إلى ثﻼثة أضعاف! ﻻستيضاح حقيقة هذا التباين في استهﻼك الطاقة أستعنا بدراسة
سبق للبنك الدولي أن نشرها في عام 1984وأزمة الطاقة العالمية في ذروتها .اعدت تلك الدراسة مجموعة
من خبراء البنك الدولي في السكة الحديد والنقل بصفة عامة .نُشرت الدراسة في ذات العام تحت عنوان "
Railways and Energy.السكك الحديدية والطاقة" وقد صدرت باﻹنجليزية بعنوان
أوضحت الدراسة ان قاطرة الديزل هي في حقيقة اﻷمر قاطرة كهربائية إﻻ أنها تستمد الكهرباء من مولد ذا
قدره عالية ملحق بها .بداهة يحتاج المولد لصهريج ولكمية من الوقود وفقا ً لمسافة الرحلة وبحيث ﻻ يحتاج
القطار للتوقف للتزود بالوقود حتى ﻻ تطول ساعات الرحلة.
أوضحت الدراسة أن المولد والوقود المحمولين يشكﻼن عبئا ً ثقيﻼً على القاطرة مما يجعلها تستهلك جزءا ً
كبيرا ً من الطاقة المولدة في حركتها الذاتية.
لهذا تتراجع طاقة قاطرة الديزل في الجر ..تتراجع طاقة الجر لسبب آخر وهو ان للمولّد – بسبب وزنه
الثقيل -سقف في التوليد الكهربائي ﻻ يتجاوز – عند إعداد الدراسة -ال2500كيلو واط.
في مقابل ذلك نجد ان القاطرة الكهربائية أخف وزنا ً – وأسهل تقانة – وأكثر مقدرة على الجر ﻻعتمادها على
التي يمكن أن تمدها بقدر غير محدود من الطاقة Overhead Conductorsكهرباء الشبكة أو ال
الكهربائية قد تصل إلى 5000كيلو واط )خمسة ألف( .لهذا ولوﻻ هذا المصدر غير المحدود لما كانت
القطارات فائقة السرعة ) 2500إلى 350كيلومتر الساعة( التي سبق الحديث عنها .نظرا ُ ﻻن هاجسنا اﻷكبر
في السودان هو الطاقة فلعله من المناسب ان نورد بعض النجاحات التي تحققت في ترشيد إستهﻼك الطاقة من
خﻼل التحول من استخدام الشاحنات إلى القطار.
( سيمنار بالعاصمة الهندية نيودلهي في الفترة ما بين 9و U.I.C 11نظم اﻻتحاد الدولي للسكة الحديد )
ديسمبر 1998حول " قضايا البيئة والطاقة في السياسات القطرية في قطاع النقل"
Davidمن بين اﻻوراق التي قدمت في السيمنار كانت ورقة الخبير اﻻسترالي في الشأن السككي ديفيد هيل
وقد قدم الورقة كممثل لرابطة شركات السكك الحديدية اﻻسترالية .كانت الورقة بعنوان "إطﻼق HiLL
Unleashing Rails Environmental Advantages.الميزات البيئية للسكة الحديد" وهي باﻹنجليزية
في إستراليا أن تسيير قطار واحد بحموله ثﻼث ألف Comparative Studiesأكدت الدراسات المقارنة
طن بين مدينتي سيدني وملبورن )1000كيلومتر( يغني عن تشغيل مائة وخمسين شاحنة ويوفر 45000لتر
من الوقود )خمسة وأربعين ألف( تتسبب في إنبعاث 120طن من الغازات.
يقدر نصيب السكة الحديد من الطن المنقول في استراليا ب %50وتستهلك السكة الحديد لنقل تلك الكمية
%15فقط من الوقود المستهلك في قطاع النقل.
الحراك السككي في الدول النامية:
انتظم كثير من الدول النامية حراك نشط يهدف إلى اﻹرتقاء بخدمات السكة الحديد .نشير أدناه إلى بعض
التي تصدر Railways Africaالنماذج التي وردت بمجلة غازيته :السكة الحديد ومجلة سكك حديد أفريقيا
في جمهورية جنوب أفريقيا.
وقعت دول شرق أفريقيا الثﻼث -أوغنده وكينيا وتنزانيا -عقد مع كونسوتيوم من بيوت الخبرة اﻷوربية لوضع
خريطة موجهة لسكك حديد شرق أفريقيا وهي:
أن أهم أهداف الخطة هي تجديد الشبكة القائمة وإنشاء خمسة عشرة خطا ً جديداً .من بين تلك الخطوط خطوطا ً
المطل على Lamuلربط دولة جنوب السودان تارة باوغنده وتارة بكينيا التي اعادت تأهيل ميناء ﻻمو
المحيط الهندي ليقدم خدماته لدولة جنوب السودان في تجارتها الخارجية.
وقعت نيجيريا عقدا ً مع الشركة الصينية للهندسة المدنية ﻹنشاء خط حديدي مزدوج بطول 1315كيلومتر
ليربط بين مدينتي ﻻغوس الساحلية وكانو في أقصى الشمال .يخطط للخط الحديدي ان يتفرع إلى مدن أخرى
من بينها أبوجا العاصمة الفيدرالية الجديدة.
وقعت المملكة العربية السعودية عقدا ً ﻹنشاء خط حديدي بطول 945كيلومتر بين الرياض وجدة وبحيث
Double - Stackيكون بمواصفات تسمح بالحمولة الرأسية المزدوجة
عند إكتمال هذا الخط سيتكامل مع خط الدمام -الرياض الجديد بذلك يتحقق الحلم القديم بقيام الخط الحديدي
وطوله 1345كيلومتر ليربط ما بين جدة Trans-Arabian Railwaysالعابر لشبه الجزيرة العربية
والدمام ويقدم خدماته لدولتي البحرين والكويت .ﻻ ننسي هنا أن نذكر بان إنتاج السعودية اليومي من البترول
يفوق العشرة مليون برميل كما أنها تمتلك واحدة من أميز شبكات الطرق البرية في العالم!
تعاقدت الجزائر مع بيت خبرة أستشارية ألماني ﻷعداد دراسة جدوى حول تحديث وكهربة نصف شبكتها من
السكك الحديدية التي يبلغ طولها 3974كيلومتر.
ت سعى ليبيا ﻹنشاء خطين حديديين أحدهما لربط الواحات الجنوبية بالساحل واﻵخر يمتد عبر الساحل الليبي
ليصل ما بين السكة الحديد التونسية والخطوط المصرية .أن أهمية هذا الخط بالنسبة لليبيا هي التواصل مع
الخطوط المغاربية والشرق أوسطية!
نشرت هذه اﻷخبار في غازيته السكة الحديد العالمية بمناسبة تقديم عروض من اﻻتحاد الروسي وأوكرانيا
لتنفيذ هذين المشروعين.
أوردت مجلة غازيته السكة الحديد في عددها عن شهر نوفمبر 2007خبرا ً مفاده ان الحكومة المغربية وقعت
(The Atlanticﻹنشاء خط واجهة اﻷطلنطي السريع S.N.C.Fعقدا ً مع الشركة الفرنسية للسكك الحديدية )
320).كيلومتر /الساعة( مما يعني استخدام القطار الفرنسي فائق السرعة Front Rapid Train
( .يبدأ الخط السريع من مدينة طنجة في أقصى الشمال ويمر بالرباط فالدار البيضاء لتنتهي رحلته )T.G.V
عند مدينة أغادير السياحية في أقصى الجنوب.
لقد أكتمل بالفعل الجزء اﻷول من هذا الخط وهو القطاع طنجة – الدار البيضاء كما أوردت الخبر بالصورة
الفضائيات مؤخراً.
أخيرا ً ﻻحظت من خﻼل إطﻼعي على الدوريات المعنية بالسكة الحديد ان هناك تحوﻻت ينبغي علينا أن
نتوقف عندها ونتأمل في مغزاها والتحوﻻت هي:
" تتراوح ما بين 1676ملمتر كما هو الحال في الهند Gaugesأ( يستخدم العالم ) (13قياسا ً للسكة الحديد "
وتشيلي و 600و 610ملمتر كما هو الحال في الهند وفنزويﻼ والسودان أبان سنوات تشغيل سكك حديد
الجزيرة.
من بين الثﻼثة عشر قياس يحظى القياس 1435ملم بكثرة الدول التي تستخدمه وهناك إتجاه عالمي
ﻻستخدامه ولذلك سمي بالقياس العالمي,
ب( أن هناك عدد كبير من الدول تستخدم عدة قياسات كما هو الحال في الهند وإستراليا وأن كثير من الدول
دون السودان مساحة بكثير تتعدد فيها القياسات.
) Botج( هناك إتجاه قوي نحو خصخصة السكة الحديد أما خصخصة مباشرة أو بأحد صيغات نظام البوت )
أو Modernise – Operate – TransferأيM.O.Tومنها صيغة Built– Operate – Transfer
من بين صيغات أخرى وجميعها تعني Rehabilitate – Operate –TransferوهيR.O.T :صيغة ال
مشاركة القطاع الخاص لسنوات يستعيد فيها رأس ماله ويحقق أرباح ثم يعيد الملكية للدولة.
د( هناك إتجاه قوي في دول مثل الوﻻيات النتحدة والصين وكوريا الجنوبية لتوطين التقانات اﻷوربية في
T.G.V..القطارات فائقة السرعة ويتصدر تلك القطارات القطار الفرنسي المعروف بال
كانت النشأة اﻷولى لسكك حديد السودان في سنوات الحكم التركي إذ امتد خط حديدي من وادي حلفا في
مراحل متقطعة إلى كرمة التي وصلها عام 1897وقد بلغ طول ذلك الخط 327كيلومتر .كان من المفترض
أن يتواصل هذا الخط محازيا ً الضفة الشرقية لنهر النيل ليعبره عند مدينة كورتي .أقتضت مشكلة التمويل
والخطة العسكرية الرامية إلى التعجيل بإعادة فتح السودان أن يصرف النظر عن الخط الذي تم إنشاؤه
والتوجه مباشرة من وادي حلفا إلى أبوحمد عبر الصحراء النوبية .لهذا وإنطﻼقا ً من وادي حلفا توالت
إمتدادات السكة الحديد اعتبارا ً من بداية عام 1897على النحو التالي:
المجموع 4592
أ( أن الجيش الغازي بقيادة كتشنر أستطاع أنشاء 927كيلومتر من وادي حلفا إلى الحلفايا ثلثها عبر صحراء
النوبة القاحلة كما شيد كبري عطبرة في ثﻼث سنوات فقط رغما ً عن بدائية المعينات وبؤس حياة العمال
والعسكر الذين شيدوا الخط.
ب( أن المستعمر استطاع ما بين 1905و 1929مد الخطوط الحديدية بطول 2112كيلومتر.
ج( إستطاع الحكم الوطني ما بين 1956و -1962أي في ستة سنوات -أن يضيف للشبكة 1372كيلومتر.
بقى أن نعلم أن صادرات السودان في تلك السنوات كانت تتراوح ما بين 70و 90مليون جنيه.
د( أن اﻹضافات التي تمت في نصف القرن الماضي – أي منذ عام 1962تبلغ مائة كيلومتر فقط وحتى هذه
فرضتها عمليات إستخراج البترول وبناء سد مروي!
ه( كان من اﻷسهل للجيش الغازي أن يمد الخطوط المصرية من أسوان إلى وادي حلفا ولكنه أختار عن قصد
أن تختلف الخطوط!!
اﻵن وبعد التعثر الذي واجهته التنمية في السودان ،نستطيع القول أن قوة الدفع التي سعى بها الحكم الوطني
إلى التوسع في شبكة السكة الحديد وأن قدر لها أن تستمر ﻻمتدت خطوط السكة الحديد في عدة اتجاهات
ومحاور لعل من بينها:
أما وسط السودان النيلي فما أحوجه إلى خط موازي للنيل ما بين ملكال ووادي حلفا علما ً بإن اﻹحصاءآت
آنذاك تشير إلى أن %70من سكان السودان كانوا يعيشون على ضفاف النيل او على بعد ﻻ يتجاوز الخمسين
كيلومتر.
هناك خطوط متوقفه تماما ً أو شبه متوقفه منذ عدة سنوات والخطوط هي:
( مسحا ً دوريا ً عن متوسط سرعة القطارات لدى الهيئات R.G.Iتعد مجلة غازيتة السكة الحديد العالمية )
العامة والشركات على نطاق العالم .في عددها الصادر في نوفمبر 2005أوردت المجلة متوسط السرعة
تنازليا ً لمائة وتسعة وسبعين هيئة عامة وشركة ) (179فكان موقع السودان هو ال ) (170وذلك بمتوسط
سرعة يبلغ 27كيلومتر /الساعة.
عن شبكة الخطوط يقول المهندس مكاوي محمد عوض وزير النقل في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة
الصحافة بتاريخ 3نوفمبر 2013يقول:
" هناك أسباب عديدة لتراجع خدمات السكة الحديد ،أن اهم تلك اﻷسباب هي ضعف وهشاشة البنية التحتية
التي خلفها اﻻستعمار اﻹنجليزي من قضبان وفلنكات خشبية قديمة لم يتم تحديثها منذ زمن ،أن هذه القضبان
والفلنكات ﻻ تساعد في استجﻼب قطارات ذات سرعة عالية.
أن تجديد الشبكة واﻷسطول السككي ليس باﻷمر السهل فالتكلفة تفوق إمكانات الهيئة والحكومة اﻻتحادية
مجتمعتين!
أن رأت الحكومة التدرج في إنشاء الخطوط وتجديد اﻷسطول الناقل فعلينا اﻹنتظار لثﻼثين عام على اﻷقل
مما يعني استدامة التهميش لﻸقاليم الطرفية كما يعني إستمرار نزيف الموارد كما رأينا.
سبق لهيئة سكك حديد السودان أن أعدت دراسة قيمة بعنوان " حقائق وأرقام عن هيئة سكك حديد السودان"
أعدت الدراسة اﻹدارة العامة للتخطيط والنظم بالهيئة بمناسبة انعقاد ورشة عمل هيئة السكة الحديد في 15
ديسمبر 1998التي سبقت اﻹشارة إليها".
تضمنت الدراسة جداول تفصيلية عن تاريخ دخول الخدمة لقاطرات الديزل وعربات البضاعة من بين جداول
أخرى .عند دراسة تلك الجداول يتضح لنا أن أسطول الهيئة كان يتكون من 135قاطرة في عام .1998من
هذا العدد تم استيراد 22قاطرة في اﻷعوام .1995/91/90أما بقية اﻷسطول – اي 113قاطرة – فيعود
تاريخ شرائها إلى الفترة ما بين 1963و 1985لهذا نجد أعمار %83,7من القاطرات تتراوح ما بين 30و
52عاماً.
أما عربات البضاعة المقفولة فقد بلغ عددها في ذات التاريخ 2784عربة باستثناء 250عربة تتراوح أعمار
بقية العربات اليوم ما بين 37و 61عاماً .لعل القارئ الكريم يتفق معنا أن معظم القاطرات والعربات وهي
بهذه اﻷعمار قد تخطت أعمارها اﻻفتراضية وإذا ما أضفنا لهذا العامل ضعف الصيانة فإننا نستطيع القول
Scrap.بأنها في حكم الخردة أي ال
رغما ً عن ش ح الموارد وقصر المدة أستطاع المهندس مكاوي تحقيق عدة إنجازات لعل أهمها:
إعادة تأهيل الخط الخرطوم – عطبرة ووصول قطارين للركاب وقد بدأ تشغيلهما بالفعل.
الحصول على قرض من الهند بمبلغ 150مليون دوﻻر لتأهيل الخط الخرطوم – ود مدني.
التوقيع على مذكرة تفاهم مع شركة صينية لتأهيل الخط سنار – القضارف – هيا.
الجزء الثاني
سبق أن أوضحنا أن آخر إمتدادات شبكة السكة الحديد كان خط بابنوسة – واو )447كلم( الذي اكتمل في عام
1962في عهد الرئيس الراحل إبراهيم عبود أي قبل ثﻼثة خمسين عاماً! اوضحنا أيضا ً انه أن تواصلت
بذات الحماس خطة التوسع في الشبكة ﻷمتدت الخطوط إلى أقاليم أخرى هي في أمس الحاجة لخدمات السكة
الحديد ,أخترنا لهذه الدراسة من بين تلك اﻷقاليم الشريط النيلي الذي يمتد من وادي حلفا إلى ملكال وذلك
ﻷسباب ستتضح في سياق هذه الدراسة .نقترح لهذا الخط أن يكون بالقياس العالمي 1435ملم وذلك لتفوقه
على القياس الضيق المستخدم في السودان -وهو 1067ملم -من عدة أوجه لعل أهمها :السﻼمة ،الحمولة،
والسرعة .يعزز هذه اﻷسباب مطابقته للخطوط المصرية لذاتها ولكونها تمثل مدخﻼً للخطوط الشرق أوسطية
والخطوط المغاربية ،تتعزز اﻷسباب أيضا ً بعالمية القياس وهو اﻻمر الذي يعني التصنيع الواسع والكبير
للقط ارات والعربات وقطع الغيار ،ومن ث ّم اعتدال اﻷسعار كما هو معروف.
أن قيام هذا الخط يفرض أن يكون له منفذا ً إلى الموانئ السودانية على البحر اﻷحمر لهذا نقترح أن يمتد ذراع
من خط النيل عند منطقة الشريك لمسافة 450كلم حتى ميناء بورتسودان مستخدما ً المعبر الجبلي المتاح
شمال مدينة سنكات إن سمحت التضاريس بذلك وأن تطلب اﻷمر معالجات هندسية.
من جهة أخرى ترى الدراسة أن يتم تنفيذ مشروع سكك حديد النيل على ثﻼث مراحل وفي فترة زمنية
أقصاهل أثنتي عشر عاما ً أما المراحل فهي:
المرحلة اﻷولى :بورتسودان -الشريك – أم درمان .وطولها 900كلم تتوسطها منطقة الشريك.
المرحلة الثانية :أم درمان – الدويم – كوستي – غرب ملكال وطولها 820كلم.
المرحلة الثالثة :الشريك – مروي – شرق الخندق شرق دنقﻼ ووادي حلفا وطولها 800كلم.
أن ترتيب مراحل التنفيذ على هذا النحو لم يأت اعتباطا ً وإنما لسبب موضوعي وهو ان للمرحلة اﻷولى حظ
وافر من النجاح وتحقيق أرباح في زمن قياسي مما يوفر التمويل الذاتي للمرحلة الثانية .يتحقق النجاح لهذه
المرحلة من هيمنة الخط بورتسودان -الشريك – أم درمان على معظم حركة نقل البضائع والمسافرين بين
العاصمة القومية وبورتسودان.
كما يع لم الجميع أن العاصمة القومية تهيمن على النشاط اﻻقتصادي في البﻼد كان ذلك في القطاع التجاري أو
الصناعي .لهذا تستقبل العاصمة سنويا ً المﻼيين من اﻷطنان من السلع اﻻستهﻼكية واﻹنتاجية كما تستقبل
الخامات الصناعية.
من جهة أخرى تنشط حركة المسافرين بين العاصمة القومية وبين وﻻيات نهر النيل ،البحر اﻷحمر والشمالية
في رحﻼت يخيم عليها هاجس الحوادث والموت المتربص .لهذا نستبشر خيرا ً بوصول قطارين جديدين
للركاب.
أن تراجع تكلفة الترحيل للبضائع والمسافرين بنسبة تتراوح ما بين 40إلى - %60كما نتوقع -يشكل عامل
جذب قوي كما أن عامل السﻼمة بالنسبة للمسافرين يشكل عامل جذب أقوي.
أننا على اقتناع تام – ونأمل أن يتفق معنا القارئ الكريم – أن تشغيل هذا الخط سيوفر وسادة مالية ماهلة من
اﻹيرادات من شأنها أن تمهد الطريق لﻺنتقال إلى المرحلة الثانية وغايتها ملكال! هناك أسئلة ﻻ بد وان تتبادر
إلى ذهن القارئ وهي :لماذا الشريك؟ ولماذا غرب النيل للمسار الجنوبي للخط الحديدي؟ وأخيرا ً لماذا شرق
النيل للخط للمسار الشمالي للخط الحديدي؟
نجيب على تلك اﻷسئلة أدناه:
لماذا الشريك؟
يعتبر موقع الشريك من بين أقرب المواقع النيلية من بورتسودان وبهذه الصفة يصبح بالنسبة لسكك حديد النيل
الموقع اﻷمثل لتقاطع المحور الرئيسي وادي حلفا – ملكال مع الذراع الممتد إلى بورتسودان.
بعد حفر قناة المسيكتاب لتجنب شﻼل السبلوقة– راجع دراستنا حول الموضوع -وقيام سد الشريك – الذي
صدر التوجيه الرئاسي بإنشائه بعد توفر التمويل من القرض السعودي– ستصبح منطقة الشريك أقصى موقع
مﻼحي شماﻻً لمحور جوبا – الشريك المﻼحي كما هي في ذات الوقت اﻷقرب من بورتسودان.
عند اكتمال إنشاء سد الشريك ستتوفر الطاقة الكهرومائية الرخيصة التي ستسهم بﻼ شك في نهضة منطقة
الشريك.
عند قيام سد الشريك ومع بداية التخزين ستظهر إلى الوجود بحيرة مترامية اﻷطراف وبمساحة تبلغ 250
كلم 2تصلح لقيام ميناء نهري رئيسي مما يمهد لتكامل بين النقل بالسكة الحديد والنقل النهري.
منطقة الشريك من المناطق المهمشة والطاردة وبتحولها لمرتكز للنقل السككي والنقل النهري ستتسع فرص
العمالة في هذين المرفقين وفي اﻻستثمارات التي يجذبها الموقع .لهذا تتوقع الدراسة أن تصبح هذه المنطقة
من أكثر مناطق السودان تنمية ونمواً.
يﻼحظ في وﻻية نهر النيل إختﻼﻻً في التنمية بين الضفتين الشرقية والغربية يعزى هذا اﻹختﻼل ﻷسباب
جغرافية وأخرى تاريخية .تتمثل اﻷسباب الجغرافية في الصلة المباشرة ما بين الضفة الشرقية لنهر النيل
والموانئ على البحر اﻷحمر ومع سهل البطانة بما يتميز به من ثروات زراعية وحيوانية وذلك في مقابل
صحراء بيوضة التي تحيط بنهر النيل من ناحية الغرب.
أما اﻷسباب التاريخية فأهمها إمتداد الخط الحديدي من أبوحمد وحتى الخرطوم في السنوات 1899-1897
كما ذكرنا .لقد انعش هذا الخط طوال العهد الذهبي للسكة الحديد كل قري ومدن الضفة الشرقية وبرزت من
تلك المدن أبو حمد ،بربر ،عطبرة ،الدامر وشندي وذلك في زمن كان نهر النيل يخلو من أي جسور شمال
كبري النيل اﻷبيض .من بين هذه المدن تعتبر كل من مدينتى بربر وعطبرة من الحاﻻت اﻻستثنائية فمدينة
بربر كانت حاضرة لمديرية بربر في العهد التركي كما كانت قبل ذلك معبرا ً لحجاج وتجار غرب أفريقيا في
رحﻼتهم إلى سواكن ونقطة إنطﻼق لرحﻼت المراكب أعلى وأسفل نهر النيل أما عطبرة فقد احتضنت رئاسة
وورش السكة الحديد منذ نشأتها.
بإنشاء طريق التحدي الذي أمتد ﻻحقا ً إلى بورتسودان شرقا ً وإلى أبوحمد شماﻻً تعززت أهمية شرق النيل
بالقدر الذي جعل شركات مصانع اﻷسمنت تختار شرق النيل رغما ً عن اعتمادها على خامات الرخام
بصحراء بيوضة التي تتمدد بغرب النيل!!.
في مقابل المكاسب التي تحققت لشرق النيل نﻼحظ أن غرب النيل وإلى ما قبل إنشاء جسري شندي وأم
الطيور كان في عزلة تامة كانت سببا ً لتعثر التنمية فيه .ليس أدل على ذلك من ان المدينة الوحيدة بالغرب
عرفت بحاضرة الجعليين -ظلت تحتضر بسبب نزوح أهلها عنها. وهي المتمة -التي ُ
أن ما يلفت النظر هو ان اﻹختﻼل التنموي بين غرب وشرق النيل يتواصل جنوباً .ففي وﻻية الخرطوم قامت
الحرة بشرق النيل فتحول شارع الجيلي إلى تجمع حضري شريطي ّ Ribonمصفاة الجيلي ومنطقة قري
دون نظير له في بغرب النيل .يتواصل اﻻختﻼل التنموي حتى في وﻻية النيل Urban Agglomeration
اﻷبيض إذ يعتبر شرق النيل اﻷبيض إمتدادا ً لمشروع الجزيرة والمناقل كما قامت به مصانع السكر في كنانة
وعسﻼية والنيل اﻷبيض وبإنشاء طريق الخرطوم – كوستي أصبح لشرق النيل شريان للتفاعل مع العاصمة
القومية ومدينة كوستي.
في مقابل ذلك نﻼحظ أن غرب النيل اﻷبيض تحاصره من ناحية الغرب اﻷطراف الشرقية لشبة صحراء
كردفان .من زاوية أخرى فقد ظل غرب النيل اﻷبيض في عزلة تامة وان كانت هناك بادرات من الخروج من
عزلته بتشييد كبري الدويم والطريق الغربي المتعثر .لكل هذه اﻷسباب وغيرها كان حظ غرب النيل اﻷبيض
من التنمية حظا ً بائسا ً ولذلك أصبح من المناطق الطاردة .أما للوصول إلى ملكال فتمليه توقعاتنا بأن تتجه دولة
جنوب السودان بقوة نحو التنمية حالما إستعادت إستقرارها .أن متطلبات التنمية والطلب العالي للسلع
اﻹستهﻼكية يتطلب توفر وسيلة نقل عالية الكفاءة.
عندما نصعد إلى الوﻻية الشمالية نجد الصورة معكوسة فغرب النيل أكثر إنفتاحا ُ وأكثر حظا ً في التنمية من
شرق النيل.
تاريخيا ً كانت دنقﻼ حاضرة لمديرية دنقﻼ وظلت محتفظة بهذه اﻷهمية اﻹدارية حتى يومنا هذا! .لهذا كان
الطريق البري دنقﻼ – ام درمان حتى قبل رصفه – كان شريان يبعث الحياة في غرب النيل لهذا أيضا ً
أزدهرت مدن القولد والخندق والغابة والدبة بغرب النيل دون نظائر لها بشرق النيل الذي زاد من عزلته
غياب الجسور قبل إنشاء جسرى دنقﻼ والدبة مؤخراً.
من جهة أخرى لعب الزحف الصحراوي بكل بشاعته دورا ً رئيسا ً في حالة اﻻحتضار التي يشهدها شرق النيل
حالياً .لقد غطت الصحراء مساحات شاسعة من اﻷراضي الزراعية واطراف القرى بل وصلت إلى ضفاف
النيل مباشرة .هجر السكان قراهم بشرق النيل فما بيدهم سﻼح يحاربون به طغيان الطبيعة.
تلك هي أهم اﻷسباب التي تجعلنا نرشح شرق النيل تارة وغربه تارة أخرى إذ يمثل إنشاء الخط الحديدي
وسيلة فعالة ﻹعادة التوازن بين ضفتي النيل .غنى عن القول ان الخير سيعم الجميغ فاﻷربعة جسور التي
قامت حديثا ً بوﻻيتي نهر النيل والشمالية ستجعل التواصل بين الضفتين ممكناً.
تمويل المشروع:
ترى الدراسة أن اﻷزمات المالية المتﻼحقة والمستعصية التي تحاصر الحكومة اﻹتحادية واستحقاقات اﻷمن
والسﻼم المنشود في اﻷقاليم الثﻼث المتمردة ﻻ تسمح بتمويل هذا المشروع – أن الحكومة حتى وأن
استطاعت اعتصار بعض المال سنويا ً من ميزانيتها أو حصلت على قروض فإن هيئة السكة الحديد أولى
بالدعم والتمويل.
أما بالنسبة لمشروع سكك حديد النيل فلدينا أسباب قوية وإقتناع تام بأن إستجابة الجمهور العريض والقطاع
الخاص ستكون قوية إذا ما تمت توعيتهم بما يعنيه المشروع ﻹقتصاد وأمن السودان وإذا ما إقتنع الجميع بأن
أرباح المشروع ستتنامي وتتوارثها اﻷجيال .ان أكثر المستفيدين هم سكان القرى النيلية إذ سيفتح لهم
المشروع آفاق واسعة لﻺنطﻼق في دروب التنمية.
أستعانت الدراسة بنخبة طيبة من خبراء السكة الحديد لتقدير تكلفة المرحلة اﻷولى من الخط المقترح وكان
تقدير رأس المال التأسيسي هو مليار ونصف المليار دوﻻر وهو مبلغ كافي لتنفيذ البنود اﻷساسية التالية:
(1إنشاء الخط الحديدي بورتسودان – الشريك – ام درمان بالقياس العالمي 1435ملم وبطول حوالي
تسعمائة كيلومتر.
(2تشييد جسر الشريك على نهر النيل في موقع اسفل مباشرة للموقع المرشح لقيام سد الشريك حتى يُستفاد
من الجسر عند تشييد السد ..لذلك قد تشارك وحدة تنفيذ السدود في تمويل تشييد الجسر.
( 3شراء عشر قاطرات وثﻼثمائة عربة لمختلف اﻻستخدامات :ركاب ،بضاعة ،سطح للحاويات ،عربات
مبردة ،عربات ماشية ،عربات صهاريج لنقل السوائل وذلك كبداية.
( 5بناء وتجهيز ورش الصيانة ومركز التدريب ،تشييد المحطات ،مقر اﻹدارة وسكن اقتصادي للعاملين.
(6اﻹشارات واﻹتصاﻻت.
(7مستحقات اﻻستشاري الذي يفترض أن يكون قد أعد دراسة الجدوي اﻹقتصادية لتنفيذ المشروع بمراحله
الثﻼث.
(8مال اﻻحتياطي.
(9أخرى.
إستراتيجية التمويل:
ترى الدراسة ان خير وسيلة لتعبئة رأس المال التأسيسي هي قيام شركة بمسمى " شركة النيل للسكة الحديد"
مثﻼً لتبدأ نشاطها بعصف ذهني جماهيري عبر الصحف واﻹذاعات والقنوات الفضائية حول المشروع
والمكاسب التي يحققها لﻸقتصاد الوطني .ان أكثر المعنيين بالعصف الذهني المقترح هم سكان القرى والمدن
التي يمر بها القطار ويجد القارئ حصرا ً لها في الملحق).(1
ترى الدراسة ان تعبئة رأس المال التأسيسي يمكن أن تتحقق من خﻼل طرح ثﻼثمائة مليون سهم بواقع خمسة
دوﻻرات – أو ما يعادلها بالجنية السوداني – للسهم الواحد وذلك يتسنى للمواطن مهما ق ّل دخله اﻹسهام في
هذا المشروع الوطني الكبير .وقد يرى المؤسسون غير ذلك؟ هناك مشاركة أخرى ينبغي أن تؤخذ في
اﻻعتبار وهي مشاركة الشريك اﻻستراتيجي التي نقدّر لها %10من رأس المال المستهدف أي مائة
وخمسون مليون دوﻻر.
أن الشريك اﻹستراتيجي الذي تعنيه الدراسة هو الشركة الموردة للقطارات بكل مكوناتها واﻷجهزة الفنية
الخاصة باﻹتصاﻻت أسوة بتجهيز ورشة الصيانة ومركز التدريب.
ي نتظر من الشريك اﻹستراتيجي أن يشارك فعليا ً في إدارة الشركة ،في تشغيل القطارات وفي تدريب السائقين
والمهندسين والفنيين والعمال وذلك لمدة يتفق عليها عند التعاقد.
المرحلة الثانية:
حال إكتمال المرحلة اﻷولى وظهور بشارات النجاح فإن الشركة – بما لديها من أصول – ستكون قادرة على
استقطاب المزيد من رأس المال سيما والمرحلة الثانية تستهدف خدمة دولة جنوب السودان البترولية الحبيسة
وهي تستشرف نهضة عمرانية وتنموية.
Premium.ب( طرح المزيد من اﻷسهم بسعر السهم في سوق اﻷوراق المالية أي بإضافة عﻼوة أرباح
ه( باﻻقتراض من المصارف اﻷجنبية أو من نوافذ اﻹقتراض للقطاع الخاص التي تتيحها صناديق التنمية
العربية وعلى رأسها البنك اﻹسﻼمي بجده.
من هذه المصادر مجتمعة أو من بعضها سيتوفر التمويل للمرحلة الثانية وهي وصول القطار إلى غرب
ملكال.
المرحلة الثالثة:
أن اﻻستخدام المكثف لرحﻼت القطار بين بورتسودان – أم درمان – ملكال سيعني مضاعفة اﻷرباح .أن
تحققت تلك اﻷرباح فإن الشركة لن تكن في حاجة إلى مصادر تمويل إضافية وستمضي قدما ً نحو تنفيذ
المرحلة الثالثة وهي الخط غرب الشريك – مروي – شرق الخندق – شرق دنقﻼ لتنتهي الرحلة في وادي
حلفا ..أو تتوغل داخل اﻷراضي المصرية!.
تتوقع الدراسة أن حركة النقل النشطة في القطاع بوتسودان – الشريك ستؤكد الجدوى اﻻقتصادية لتطويرين
هامين وهما ازدواجية الخط ثم كهربته وذلك في وقت تكون فيه محطة التوليد الكهربائي لسد الشريك قد بدأت
في اﻹنتاج .أن إزدواجية وكهربة هذا الخط تعني كأنما انتقلت بورتسودان إلي العمق النيلي أو – في صيغة
أخرى – كأنما انتقلت الشريك إلي الساحل!! ترى الدراسة أيضا ً أن نجاح كهربة القطاع بورتسودان –
الشريك سيمهد لكهربة الخط الشريك – أم درمان وحينها سيكون لﻼقتصاد السوداني شأن آخر.
المكاسب والمحاذير:
يقوم اﻹقتصاد الحديث على منظومة متكاملة من الركائز وهي الموارد الطبيعية والبنيات اﻷساسية التي
يوظفها اﻹنسان لكفاية حاجاته مستثمرا ً في ذلك العمل ،رأس المال ومقدراته في اﻹدارة وحسن التدبير
واﻹبتكار .تتأثر المنظومة اﻹقتصادية إيجابا ً أو سلبا ً بأي تغيير جوهري يمس أحد او بعض تلك الركائز .أن
وذلك بمنطق اﻷشياءChain results.التغيير – إن حدث -يفضي إلى مجموعة من النتائج المتسلسلة أو ال
تتعدد اﻷمثلة والتجارب التي تؤكد هذا المفهوم ويكفي هنا ان نستشهد بالسيناريو السالب الذي أسهم به إنهيار
السكة الحديد في تفجير أزمة دارفور وإضمحﻼل مشروع الجزيرة وهما أمران يغفل عنهما الكثيرون!.
في كلتا الحالتين كانت الس كة الحديد في عهدها الذهبي هي الوسيلة اﻷمثل في نقل محاصيل الصادر من
دارفور – كالفول السوداني – وفي نقل القطن من الجزيرة لتصل إلى بورتسودان بأسعار منافسة كانت تجد
بها رواجا ً في السوق العالمي.
كانت القطارات تعود من بورتسودان وهي مح ّملة بالسلع المستوردة والمدخﻼت الزراعية والصناعية لهذا
كانت السلع اﻹستهﻼكية سواء أكانت من اﻹنتاج المحلي او المستورد تعرض بأسعار معتدلة وفي متناول يد
صية!.
الجميع وان كانوا في دارفور الق ّ
أعقب ذلك زمن تعرضت فيه السكة الحديد لﻺهمال وإنكمش دورها في اﻹقتصاد بعد ان أخلت الساحة
للش احنات! حينها أصيب اﻹقتصاد الوطني في مقتل إذ كسدت صادراتنا او بيعت بهامش ربح ضئيل أو حتى
بالخسارة طمعا ً في الحصول على العمﻼت الحرة! أصيب اﻹقتصاد الوطني بهذه الفاجعة بسبب تكلفة النقل
البري العالية وبسبب نزيف الموارد الناتج عن إستيراد الوقود واﻹطارات وقطع الغيار .في ذات الوقت ظلت
أسعار السلع اﻹستهﻼكية تتصاعد لتصنع الفقر في أرجاء السودان ،اما دارفور ومشروع الجزيرة فتلك
روايتان حزينتان يعلمهما الجميع.
ترى الدراسة أن الطرح المقدم حول سكك حديد النيل سيحدث تغييرات هيكلية إيجابية في نظام النقل وفي
اﻹقتصاد السوداني .يحدث ذلك بفعل ردود اﻷفعال اﻹيجابية ووفقا ً لمنطق النتائج المتسلسلة.
أوﻻً :نظرا ً ﻻن النقل بين بورتسودان والخرطوم يشكل معظم حركة النقل في السودان فإن إستخدام النقل
السككي عبر بورتسودان – الشريك – أم درمان بدﻻً عن الشاحنات سيوفر – في رأينا – للخزينة العامة ما ﻻ
يقل عن %50من العمﻼت الحرة التي تشكل تكلفة الوقود واﻹطارات وقطع الغيار.
في تاريخ ﻻحق – أي بعد خمس سنوات هي فترة إنشاء المرحلة اﻻولى من سكك حديد النيل – ستنشط حركة
النقل بسبب تصاعد صادرات السودان لدولة جنوب السودان مما يعني ضمنا ً تصاعد واردات السودان من
مدخﻼت اﻹنتاج الزراعي والصناعي .في ذات الوقت ستتصاعد واردات دولة جنوب السودان من السلع
اﻹستهﻼكية والرأسمالية لضرورات التنمية كما يرجح أن تتصاعد أسعار المحروقات .على ضوء ما تقدم فإن
كانت وفورات التحول إلى النقل السككي اليوم – إفتراضا ً – تقدر بمليار دوﻻر أمريكي فإن تلك الوفورات لن
تقل عن الثﻼثة مليار دوﻻر بعد خمس أو ستة سنوات ،أي قبيل تشغيل قطار بورتسودان – الشريك – أم
درمان المقترح .غنى عن القول ان تصاعد تلك الوفورات وتراكمها – إفتراضا ً – سيعني دعما ً مباشرا ً
لميزان المدفوعات وهو دعم ينصلح به حال العملة الوطنية ويفتح الباب ﻻستيراد السلع والخامات التي يحتاج
لها اﻻقتصاد الوطني.
ثانياً :سيشجع النقل السككي الرخيص المنتجين لمضاعفة اﻹنتاج وذلك ﻷغراض التصدير علما ً بان التصدير
هو رئة اﻹقتصاد الحديث.
ثالثاً :عند قيام سكك حديد النيل وإمتداد ذراع منها إلى بورتسودان كما أوضحنا سيفقد خطان حديديان أسباب
لما ﻻ وهما خطان يعبران صحراء النوبة وصحراء Redundant Linesوجودهما بمعنى أن يصبحا
العتمور حيث ﻻ حياة!
المجموع 640
نظرا ً لقدم وإهتراء هذه الخطوط فلعله من اﻻجدى تفكيكها وبيعها كحديد خردة لجياد او ﻷحد مصانع حديد
التسليح لشراء قضبان بمواصفات أعلى ﻹنشاء خطوط جديدة وفق برنامج زمني يأخذ في اﻹعتبار توفر
التمويل.
أن وجدت الدعوة لقيام سكك حديد النيل قبوﻻً على اﻹكتتاب في أسهما فإن ذلك يستوجب أن تتراجع هيئة
السكة الحديد عن خطتها الرامية إلى إعادة تأهيل القطاع عطبرة – هيا )272كلم( من خط عطبرة بورتسودان
وان تقيم بدﻻً عنه خطا ً جديدا ً يربط حلفا الجديدة بالدامر ) 280كلم( .تتمثل أهمية هذا الخط في دوره في
إخراج مناطق أسفل نهر عطبرة وشمال البطانة من عزلتهما سيما وان جريان النهر سينتظم طوال العام –
وان كان ذلك بمناسيب متدنية – بعد إكتمال سدي ستيت وأعالى عطبرة واﻹيراد اﻹضافي الذي حققه سد
تكازي بأثيوبيا .تلك متغيرات ستنعش اﻹنتاج الزراعي والحيواني أسفل نهر عطبرة .تتمثل أهمية هذا الخط
أيضا ً في إبقاء الصلة مع عطبرة حيث أكبر تجمع لورشة الصيانة.
ثالثاً :إن إنشاء سكك حديد النيل بمبادرة من القطاع الخاص السوداني سيعني تخفيف العبء على الهيئة العامة
للسكة الحديد مما يمكنها من تجديد أسطولها وإعادة تأهيل خطوطها بالعرض الضيق الحالي ) 1067ملم( .أن
الخيار لﻸفضل هو بﻼ شك القياس العالمي الذي يسمح بتوحيد وتكامل الشبكتين.
قد يبدو هذا الخيار بعيد المنال تحت المعطيات الحالية لﻺقتصاد السوداني وما لم تقدم حكومة السودان على
إبرام صفقات خارجية ضخمة بصيغات مبتكرة ..وهو أمر ممكن!.
في غياب هذا الخيار ستنشأ الحاجة لتوفير المعينات اللوجستية لتتكامل الشبكتان .من زاوية أخرى ومهما كان
خيار الهيئة فإننا نرى أن هنالك جدوى إقتصادية في أن توسع الهيئة العامة للسكة الحديد في شبكتها لتغطي
ا لمزيد من أقاليم البﻼد ولتوفر خدماتها للدولة الحبيسة المجاورة وذلك من خﻼل اﻻمتدادات التالية:
أ( نياﻻ – فورو برونقا الواقعة على وادي أزوم وعند الحدود السودانية – التشادية.
ب( نياﻻ – أم دافوق التي تلتقى عندها الحدود السودانية – التشادية مع حدود جمهورية أفريقيا الوسطى.
تجدر اﻹشارة هنا إلى أن كﻼ الموقعين الحدوديين قريبان من المناطق الواعدة بالتوسع الزراعي المطري
والغنية بالثروة الحيوانية في جنوب تشاد وشمال جمهورية أفريقيا الوسطى.
ج( إمتداد الخط الحديدي من الدمازين إلى الكرمك ﻹنعاش إقتصاد جنوب النيل اﻷزرق .كمنفذ لوسط غرب
أثيوبيا.
ترى الدراسة ان هناك ثﻼثة عوامل رئيسة تفرض إنشاء اﻹمتدادات أعﻼه والعوامل هي:
-1هناك مردود إيجابي في توسيع شبكة السكة الحديد على الصعيد الوطني إذ ستحدث حراكا ً إقتصاديا ً في
مناطق معزولة رغما ً عن ثرائها بالموارد الطبيعية .ان المناطق المعنية هي :غرب دارفور ،جنوب شرق
القضارف وجنوب النيل اﻷزرق.
-2تعزيز أهمية السودان كمعبر والموانئ السودانية كمنافذ لدول الجوار الحبيسة وهي دولة جنوب السودان،
تشاد ،أفريقيا الوسطى وأثيوبيا .فالنقل البري بتكلفته العالية ينتقص من تلك اﻷهمية .أن دور السكة الحديد هنا
ليس قاصرا ً على رسوم العبور والموانئ فحسب وإنما يشمل أيضا ً إنعاش التجارة البينية بين السودان وتلك
الدول.
-3هناك محاذير أمنية تستوجب منع النقل البري العابر لﻸرضي السودانية وحصره على السكك الحديدية
واﻷسباب هي:
أ( منع التهريب من وإلى السودان وأحكام السيطرة على السلع التالفة والمغشوشة وتلك التي ﻻ تستوفي
مواصفات الجودة.
ب( منع الجريمة العابرة كاﻹتجار بالبشر ﻷغراض النزوح والهجرة إلى الدول العربية وأوروبا أو ﻷغراض
أخرى .أما الوجه اﻵخر للجريمة العابرة فيتمثل في تهريب اﻷسلحة ،المخدرات ،الخمور والعملة بغرض
غسلها في السودان بشراء العقارات وغيره.
ج( من قبل إنفتاح السودان للنقل العابر تحولت الطرق البريّة إلى محرقة للبشر.
د( إحتمال إنتقال بعض اﻷمراض واﻻوبئة القاتلة تزيد بالشاحنات البرية القادمة من دول أخرى .
ه( حماية الطرق البريّة من اﻹهﻼك السريع فالطرق البرية في السودان اليوم تمثل ثروة قومية ينبغي
المحافظة عليها سيما وهي بمواصفات دون العالمية من حيث العرض وسمك الطبقة اﻷسفلتية .تفيد معلوماتنا
أن تكلفة بناء الكيلومتر الواحد من الطرق المسفلته تتراوح ما بين ستمائة ألف وسبعمائة وخمسين ألف دوﻻر
مما يعني ان قيمة شبكة الطرق القومية تقارب العشرة مليار دوﻻر.
أن الرسوم التي نتحصل عليها من النقل العابر الثقيل لن تعوضنا عن التلف واﻹهﻼك الذي ستتعرض له
البرية لهذا ينبغي الحذر والمنع الواضح والصريح.الطرق ّ
أن المخاوف التي تناولناها أعﻼه تعزز دعوتنا لسكان الشريط النيلي والشعب السوداني قاطبة لﻺكتتاب في
أسهم شركة النيل للسكة الحديد.
بقيام الخط المقترح وإمتداد ذراعه إلى بورتسودان سيكون لكل من الشبكة القائمة )1067ملم( والشبكة
المقترحة )1435ملم( أقاليم محددة وذلك على النحو التالي:
أ ( هيئة السكة الحديد :كل أقاليم شرق السودان ،جنوب النيل اﻷزرق ،كل غرب السودان وذلك باﻹضافة إلى
منافذ حدودية لدول الجوار الحبيسة عبر ميناء كوستي بالتكامل مع النقل النهري ،خط بابنوسة – واو لبحر
الغزال الكب رى ،عبر فوروبرونقا ،وأم دافوق إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى .وذلك باﻹضافة إلى
الكرمك والقﻼبات بالنسبة ﻷثيوبيا.
ب ( سكك حديد النيل ،تغطي الشريط النيلي ما بين وادي حلفا وملكال وذلك باﻹضافة إلى دولة جنوب
السودان عبر ملكال.
ج( تمثل مدينة كوستي الموقع الوحيد الذي تتقاطع فيه الشبكتان .لهذا ينتظر ان تتوفر في محطة التقاطع
بكفاءة عالية وفي زمن وجيزTransshipment.اﻵليات الحديثة التي تقوم مناقلة البضائع والحاويات
بهذه التجهيزات سيكون من الممكن نقل الحاويات المنقولة من مصر – على سبيل المثال -إلى تشاد او إلى
أفريقيا الوسطى أو إلى غرب السودان وبحر الغزال من سكك حديد النيل إلى خط غرب السودان – والعكس
صحيح وهكذا.
وﷲ الموفق
د .عمر محمد علي أحمد
عضو رابطة خريجي كلية اﻻقتصاد
والدراسات اﻻجتماعية بجامعة الخرطوم
Omeralakhdar@gmail.com