Professional Documents
Culture Documents
تنازع الاختصاص القضائي الدولي PDF
تنازع الاختصاص القضائي الدولي PDF
قسم الحقوق
تنازع االختصاص
القضائي الدولي
مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر
لجنة المناقشة:
إهـ ـ ـ ـ ـ ـ داء
أ
أتقدم بتحية شكر وتقدير إلى:
❖ األستاذة المشرفة الدكتورة شهرزاد نوار
عىل قبولها ا إلرشاف عىل هذه املذكرة ،وما مشلتين به من توجيه ومساعدة
طيةل اإعداد هذا العمل كام أتقدم خبالص شكري اإىل لك من
الس تاذة :وس يةل لزعر
الس تاذة :مجيةل زايدي
ملا تفضلتا به من كرم قبول عضوية جلنة مناقشة هذه املذكرة واملالحظات القمية
اليت ستنقح هذا العمل وتصحح ما ورد فيه من سهو وإاغفال
بب
ب
مقدمة
مقدمـــــــــــــــــــــــــة .................................................................................
كما يعد االختصاص القضائي من المسائل التي يفصل فيها القاضي الوطني بمناسبة النظر
في المنازعات الخاصة الدولية ،ويقصد به الحدود التي تباشر فيها الدولة سلطاتها القضائية في
مقابل السلطات ال قضائية لدولة أخرى ،حيث بموجبه يتم تعيين حدود والية محاكم الدولة في
المنازعات المشتملة على عنصر أجنبي اتجاه غيرها من الدول ،وتتكفل كل دولة بتحديد
اختصاصها بنظر تلك المنازعات احتراما لسلطتها وسيادتها ،ومنه تتخذ القواعد المنظمة لذلك
االختصاص المتعلق بالطابع الوطني والذي يعد من صنع مشرع الدولة ما لم يتعلق األمر
بإحدى سلطاتها -السلطة القضائية – مع مراعاة المصلحة الوطنية والعالقات الدولية ،كما تهدف
قواعد االختصاص القضائي إلى تيسير التقاضي وحسن سير العدالة
وتقتصر دراستنا هذه على موضوع تنازع االختصاص القضائي الدولي لما تتميز به قواعده
إضافة للضوابط التي تسترشد بها المحاكم الوطنية في تحديد اختصاصها بنظر المنازعات
المتضمنة عنص ار أجنبيا ،ومع األخذ بعين االعتبار القيود المفروضة عليه.
تبرز أهمية موضوع الدراسة في تنامي المنازعات الدولية الخاصة و ما يترتب عنها من
تداخل في المسائل ا لقانونية ،وهذا راجع لعدة أسباب لعل أبرزها تجاوز عالقات األفراد الحدود
الوطنية و التي لم تعد قاصرة على حدود دولة معينة ،األمر الذي يترتب عليه نشوء نوع من
العالقات ذات البعد الدولي الخاص.
وبما أن القضاء يعتبر مظه ار من مظاهر سيادة الدولة ،فان محاكم الدولة مسؤولية عن
نظر
الفصل في المنازعات التي تقع داخل إقليمها سواء كانت تتضمن عناصر وطنية أو أجنبية ،ا
لعدم وجود محكمة دولية يمكن لها أن تنظر في المنازعات الدولية الخاصة.
في ما يخص أسباب اختيار موضوع الدراسة ،فإن اهتمامنا به جاء وفق اعتبارات موضوعية
قائمة على العناصر اآلتية:
1
مقدمـــــــــــــــــــــــــة .................................................................................
/ 1تجاوز عالقات األفراد الحدود الوطنية ،نظ ار لتطور وسائل النقل واالتصاالت ومتطلبات
التجارة الدولية ،مما أدى النفتاح الدول على بعضها البعض ووجود العنصر األجنبي في إقليم
الدولة
/ 2لم تلقى االعتبارات او الضوابط التي تناقش القواعد المحددة اختصاص القضائي الدولي
العناية الكافية واالهتمام الذي أخذته نظرية تنازع القوانين على الرغم من تطور العالقات الدولية
الخاصة.
و من خالل ما تم تقديمه اهتدينا بدافع قوي قصد دراسة هذا موضوع بطرح االشكالية
االتية:
نظ ار ألهمية االختصاص القضائي الدولي في تحديد اختصاص المحاكم الوطنية للنظر في
المنازعات ذات العنصر األجنبي ،اضافة ألهمية قواعده و الضوابط المعتمدة كمعايير لتحديد هذا
االختصاص :
-على أي أساس يتحدد اختصاص المحاكم الوطنية لدولة من الدول بنظر المنازعات الخاصة
الدولية ،وما موقف التشريع الجزائري من ذلك؟
إ ن األهداف المتوخاة من دراسة هذا الموضوع ترجع باألساس لتسليط الضوء على موضوع
تنازع االختصاص القضائي الدولي ،وبيان الضوابط التي ساهمت في تحديده واالستثناءات
الواردة على هذا االختصاص في شكل قيود فرضها العرف الدولي والتعايش المشترك بين الدول،
فضال عن بيان مدى مسايرة المشرع الجزائري للتشريعات المقارنة في تحديد اختصاص المحاكم
الوطنية للنظر في المنازعات لدولية الخاصة سعيا منه إلى إرساء قواعد االختصاص الدولي،
مساهمين بذلك في إثراء هذا الموضوع الذي عولج بقدر محتشم.
الدراسات السابقة:
سمية كمال ،تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة ،جامعة أبو بكر بلقايد،
تلمسان ،حيث تناولت الباحثة في مذكرتها وفي الفصل األول منها خضوع االختصاص القضائي
2
مقدمـــــــــــــــــــــــــة .................................................................................
الدولي لقانون القاضي ،وفي المقابل تناولنا في هذه الدراسة النظرية العامة لالختصاص القضائي
الدولي وكذلك اختصاص المحاكم الجزائرية بالنظر في المنازعات المشتملة على عنصر أجنبي.
تجدر اإلشارة في هذا السياق أنه رغم وجود دراسات علمية أكاديمية سابقة في هذا المجال،
إال أنها تبقى قليلة ومحتشمة في الفقه العربي وفي الفقه الجزائري خاصة ،وهو ما انعكس على
الموضوع حيث تطلب منا ذلك جهد ووقت معتبر من أجل جمع المادة العلمية وتحليلها
وتوظيفها.
بهدف معالجة هذه اإلشكالية ومختلف التساؤالت التي تثيرها الدراسة ،استعنا بالمنهج
الوصفي في سرد المعطيات وذلك ممن خالل تناول مفهوم االختصاص القضائي الدولي وطبيعة
قواعده والضوابط المعتمدة في تحليله ،إضافة للقيود التي يعفى بموجبها األشخاص المتمتعين
بالحصانة القضائية من والية القضاء الوطني ،كما تناولنا اختصاص المحاكم الجزائرية في
المنازعات الدولية الخاصة ،في حين أننا وظفنا المنهج التحليلي خاصة عند تحليل نصوص
المواد 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المحددة الختصاص المحاكم الجزائرية
ببيان ما تضمنته من أحكام.
خطة البحث:
وفي سبيل اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم الموضوع إلى فصلين ،حيث تناولنا
في الفصل األول األ حكام العامة لالختصاص القضائي الدولي والذي بدوره قسمناه إلى مبحثين
تناولنا في المبحث األول مفهوم االختصاص القضائي الدولي ،وفي المبحث الثاني تحديد
ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عليه .أما الفصل الثاني فخصصناه للحديث
عن االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية والذي بدوره قسمناه إلى مبحثين تناول أولهما
انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية ،أما الثاني تطرقنا فيه تقييم
ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي الدولي.
3
الفصل األول
األحكام العامة
لالختصاص القضائي الدولي
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
الفصل األول
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي
إن الغاية من تحديد االختصاص القضائي الدولي ،ىو تحديد والية القضاء الوطني فيما يتعمق
بالمنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي ،مما يتعين معو معرفة قضاء أي دولة ىو مختص بالفصل في ذلك
النزاع ،ويعتبر االختصاص القضائي الدولي مسالة أولية أسبق عمى تطبيق قواعد تنازع القوانين.
إضافة أن الدولة تممك الحرية في ت حديد اختصاص محاكميا في المنازعات الدولية الخاصة وفقا
لمضوابط التي تختارىا ،وىذا إعماال لمظاىر سيادتيا إال أن ىذه الحرية مقيدة في مواجية األشخاص الذين
خول ليم العرف الدولي حق التمتع بالحصانة القضائية.
سنتطرق في المبحث األول لمفيوم االختصاص القضائي الدولي ونتولى في المبحث الثاني تحديد
الضوابط والقيود الواردة عميو.
4
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
المبحث األول
مفهوم االختصاص القضائي الدولي
يشمل مفيوم االختصاص القضائي الدولي مجموعة من التعاريف ،ويقتضي أن نبين من ناحية المقصود
من ىذا االصطالح وبيان طبيعة قواعد االختصاص القضائي الدولي لما تتميز بو من خصائص لكونيا
تنظم منازعة دولية خاصة.
المطمب األول
تعريف االختصاص القضائي الدولي
حضي االختصاص القضائي الدولي بعدة تعريفات فقيية فضال عن التعريف المغوي ،والتي نتولى بيانيا
في اآلتي.
االختصاص لغة :مصدر الفعل اختص ،يقال اختص بو يختص بو أفرده دون غيره وىو عكس
تعميمو ،أما اصطالحا فإن لو عدة معان في القانون ،حيث يقصد بو في القانون الدولي العام بأنو مظاىر أو
معالم أىمية أو صالحية الدولة بأن تتخذىا أعماال وفقا لمقانون ،يمكن أن تباشرىا بصورة مشروعة ويقصد بو
أيضا صالحية أو قوة إحدى السمطات الثالث في الدولة الواحدة أي ما تتمتع بو الدول من االختصاصات
الثالث التشريعية ،التنفيذية ،القضائية ،وقد اُستخدم مصطمح االختصاص لبيان كيفية استعمال المحاكم
لمسمطة المخولة ليا في أمور محددة ،1وفي اصطالح النظام القضائي ىو توزيع الميام بين المحاكم والييئات
القضائية المختمفة عن طريق بيان حصتيا من المنازعات والمسائل التي يخول ليا الفصل فييا ومنح الحماية
القضائية بشأنيا.2
1سٓى خهف ػجذ ،االخزظبص انمضبئً انذٔنً نهًذبكى انٕطٍُخ ،انطجؼخ األٔنى ،دار انجبدٌخ َبشزٌٔ ٔيٕسػٌٕ ،ػًبٌ
، 2013،ص.32
2طبنخ جبد انًُشالٔي ،االخزظبص انمضبئً انذٔنً ،انًُبسػبد انخبطخ انذٔنٍخ ٔاالػززاف ٔانزُفٍذ انذٔنً نألدكبو
األجُجٍخ( ،د ط) ،دار انجبيؼخ انجذٌذح ،اإلسكُذرٌخ ،2008 ،ص. 23
5
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
ويقصد باصطالح االختصاص القضائي بالمنازعات الخاصة الدولية مجموعة القواعد التي تحدد
اختصاص محاكم الدولة بنظر المنازعات التي تحتوي عمى عنصر أجنبي بالمقابمة لمحدود التي تباشر فييا
محاكم الدول األخرى سمطتيا القضائية ،فقواعد االختصاص القضائي الدولي في دولة معينة تعني الحاالت
التي تؤول االختصا ص لمحاكميا في المنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي فقط دون أن تبين الحاالت
التي ينعقد فييا االختصاص لمحاكم الدول األخرى في المسائل التي تجعل من المحاكم الوطنية تدفع بعدم
1
اختصاصيا.
ولما كانت الدولة تمارس سمطتيا القضائية عن طريق محاكميا كان المقصود باالختصاص القضائي
الدولي ىو تحديد الحدود التي تمارس فييا محاكم دولة معينة مياميا القضائية بالمقابمة لمح ُدود التي يباشر
2
فييا قضاء الدول األجنبية.
لم يعرف أي من التشريعات المقارنة االختصاص القضائي الدولي تاركة ىذه المسألة لمفقو الذي ساىم
بدوره في وضع تعريفات عديدة من بينيا :أن قواعد االختصاص القضائي الدولي ىي مجموعة القواعد التي
تبين حدود والية المحاكم في ما يخص العالقات القانونية ذات العنصر األجنبي إزاء محاكم الدول األجنبية
3
التي تنازع ىذا االختصاص.
غير أن بعض الفقياء يعبرون عن االختصاص القضائي الدولي لمحاكم دولة معينة باصطالح
االختصاص العام لمحاكم الدولة وىذا عمى عكس االختصاص الخاص ليذه األخيرة ،أي نصيب كل منيا
من اختصاص القضاء وبعد أن تحدد قواعد االختصاص العام حدود ىذه الوالية من النظرية الدولية أي تُجاه
محاكم الدول األخرى بالنسبة لممنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي ،إال أن اصطالح االختصاص
الدولي يعتبر أوضح في الداللة عمى العنصر األجنبي في الخصومة التي يتحدد بشأنيا ىذا
القضائي َ
االختصاص.4
6
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
والواقع ىو أن مسألة البحث عن المحكمة المختصة دوليا يجب أن تتمتع باألسبقية في العرض قبل
مسألة تنازع القوانين ،فقبل أن يحدد القاضي المعروض أمامو النزاع ما ىو القا نون الواجب التطبيق عمى
الخصومة ،يجب عميو أوال أن يبحث عن مدى اختصاصو من عدمو لمنظر في النزاع وذلك باعتبار موضوع
َ
1
تنازع االختصاص مسألة أولية
المطمب الثاني
طبيعة االختصاص القضائي الدولي
تتسم قواعد االختصاص القضائي الدولي بمجموعة من الخصائص تميزىا وتتميز في أنيا قواعد قانونية،
وطنية ،مادية أو موضوعية وقواعد مفردة الجانب.
المتعارف عميو دوليا أن ضبط حاالت اختصاص محاكم دولة معينة بالنزاع المشتمل عمى عنصر أجنبي
والمعروض أماميا يتم وفق قواعد االختصاص القضائي الدولي في ىذه الدولة ،وال تختمف ىذه القواعد عن
العام ،فإذا كانت ىذه األخيرة تفصل موضوعيا في النزاع أي أن ليا غاية
غيرىا من قواعد القانون بمفيومو َ
محددة وواضحة رغبتيا تمكن المشرع من تحديد الحاالت التي يؤول فييا االختصاص لممحاكم الوطنية
المشتممة عمى عنصر أجنبي أي تيدف في النياية عمى الحرص عمى تحقيق االستقرار القانوني لمعالقات
والروابط الخاصة الدولية. 3
وأن االختصاص القضائي الدولي يرتبط تماما مع سيادة الدولة ،وأن ىذا االختصاص يتوقف تحديده
عمى ارتباط عناصر العالقة القانونية بتمك الدولة ،من خالل سمطتيا القضائية وعن طريق األحكام التي
تصدر باسميا سواء كان ىذا االرتباط شخصيا أو إقميميا ،وفي حالة انتفاء ىذه الصفة يصبح الحكم مجرد
حبر عمى ورق وال يحظى بأي قيمة تنفيذية في الخارج.4
1ػهً ػهً سهًٍبٌ ،يذكزاد فً انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي ،انطجؼخ انثبٍَخ ،دٌٕاٌ انًطجٕػبد انجبيؼٍخ ،انجشائز،
،2003ص.6
2يبجذ انذهٕا ًَ،انمبٌَٕ انذٔنً انخبص ٔأدكبيّ فً انمبٌَٕ انكٌٕزً( ،د ط) ،يطجٕػبد جبيؼخ انكٌٕذ ،انكٌٕذ،1974 ،
ص.388
3طبنخ جبد انًُشالٔي ،انًزجغ انسبثك ،ص.42
4ػجذ انكزٌى يًذٔح ،انمبٌَٕ انذٔنً انخبص رُبسع انمٕاٍٍَ ،انطجؼخ األٔنى ،دار انثمبفخ نهُشز ٔانزٕسٌغ ،ػًبٌ2005،
،ص. 248
7
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
الفرع الثاني :قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد وطنية.
تنفرد كل دولة بتحديد قواعد االختصاص الدولي لمحاكميا في المنازعات المتضمنة عنصر أجنبي،
فقواعد االختصاص الدولي ال ترتبط كأصل عام رغم ما توحي بو تسم يتو بقواعد القانون الدولي العام ،وانما
كل دولة من أجل تحقيق أىدافيا االجتماعية واالقتصادية التي تسعى إلييا من خالل سياستيا التشريعية
تضع جممة من القواعد التي تحدد اختصاص محاكميا دوليا ،إذن األمر ىنا ال يختمف من ىذه الناحية لما
1
ىو عميو الحال بالنسبة لقواعد االختصاص الداخمي لممحاكم .
وقيام كل دولة بتحديد قواعد االختصاص الدولي لمحاكميا لما تمميو تمك الحالة الراىنة في عجز
المجتمع الدولي عن وضع معايير موحدة لالختصاص القضائي الدولي من أجل ربط سائر العالقات القانونية
وأنظمتيا لمختمف الدول ،وما دام أن المجتمع الدولي يفتقد ليذا التنظيم فمن البدييي أن تبادر كل دولة إلى
2
وضع القواعد التي تحدد اختصاص محاكميا الخاصة ذات الطبيعة الدولية.
كما أن المحاكم الوطنية في سبيل تطبيق ىذه القواعد تقوم بإعمال القانون الوطني عمى اإلجراءات
القضائية وبموجب ىذا اإلعمال يستوي أطراف الدعوى أمام المحاكم سواء كانوا وطنيين أم أجانب ،ألن
3
قاضي النزاع في ىذه الحالة سيطبق قانونو بغض النظر عن صفة المتنازعين.
ويترتب عمى وطنية قواعد تنازع االختصاص القضائي الدولي أن التكييفات األساسية لتفعيميا تخضع ىي
أيضا لمقانون الوطني ،فمثال إذا كانت قواعد االختصاص القضائي في الجزائر قد عقدت لوالية المحاكم
الجزائرية لما يكون المدعى عميو في الجزائر ،فإن تحديد مفيوم الموطن يكون وفقا لمقانون الجزائري.4
ومع ذلك إذا كانت الوطنية تميز مصادر قواعد القانون الدولي الخاص وما اتصل من ىذه القواعد
باالختصاص القضائي الدولي ،إال أن ىذا المبدأ ليس مطمقا ،فيناك من قواعد القانون الدولي الخاص ما
ينصاع إلى مبادئ القانون الدولي العام ،بمعنى يجب عمى الدولة أن تمتزم بموجب قواعد القانون الدولي العام
نزوال عمى ضرورات التعايش المشترك بين الدول.5
ْ 1شبو ػهً طبدق ،رُبسع االخزظبص انمضبئً انذٔنً( ،د ط) ،دار انًطجٕػبد انجبيؼٍخ ،اإلسكُذرٌخ ،2002 ،ص .6
2طبنخ جبد انًُشالٔي ،انًزجغ انسبثك ،ص . 42
3سبيً ثذٌغ يُظٕر،ػكبشخ ػجذ انؼبل ،انمبٌَٕ انذٔنً انخبص ،دهٕل انُشاػبد انذٔنٍخ انخبطخ( ،د ط) ،انذار انجبيؼٍخ،
ثٍزٔد،1993، ،ص. 405
4اػزاة ثهمبسى،انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي ،انطجؼخ انخبيسخ ،انجشء انث بًَ ،دار ْٕيخ نهطجبػخ ٔانُشز ٔانزٕسٌغ،
انجشائز 2008،ص. 12
ْ5شبو ػهً طبدق ،انًزجغ انسبثك ،ص. 7
8
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
وأن الحل النيائي لمنزاع سيختمف كذلك من دولة إلى دولة و ىذا ما يالحظ في مدى تأثير االختصاص
القضائي عمى االختصاص القانوني ،فعندما يعرض عمى المحاكم الوطنية نزاع يشتمل عمى عنصر أجنبي
أي ذو طابع دولي تمجأ المحكمة إلى قواعد اإلسناد في قانونيا الوطني.1
تتميز ىذه القواعد أيضا بأنيا ليست قواعد تنازع وانما ىي قواعد مادية أو موضوعية تقتصر عمى
الحاالت التي ينعقد فييا االختصاص لممحاكم الوطنية في المنازعات ذات الطابع الدولي دون تحديد لتمك
التي تكون داخمة في اختصاص المحاكم األجنبية ،وىذه الصفة تميزىا عن قواعد تنازع القوانين.2
وتتولى قواعد االختصاص القضائي الدولي تحديد ما إذا كانت المحاكم الوطنية مختصة أو غير مختصة
بالنظر في النزاع المشتمل عمى عنصر أجنبي ،دون تحديد القانون الذي يعين المحكمة المختصة وىذا ما
يميزىا عن قواعد اإلسناد المعتمدة في حل مشكمة تنازع القوانين ،وانما تشير فقط إلى القانون المطبق عمييا
من بين جممة القوانين ،وعمى ىذا االعتبار ال تعتبر قواعد تنازع االخ تصاص القضائي الدولي قواعد إسناد،
وانما تعتبر قواعد مادية ىدفيا بيان الحاالت التي يكون فييا القضاء الوطني مختص بالنظر في المنازعات
المتضمنة عنصر أجنبي.3
ومن جية أخرى يعتبر بعض الفقياء أن ا لقواعد المحددة لالختصاص القضائي الدولي قواعد غير مباش ةر
بمعنى أنيا ال تحل بنفسيا المسألة القانونية محل النزاع بل تقتصر عمى تحديد المحكمة الوطنية التي تتولى
حل ىذا النزاع.4
عمى عكس ما تتميز بو قواعد تنازع القوانين لكونيا ثنائية الجانب ،المتمثل دورىا في تعيين القانون
األجنبي الواجب التطبيق عمى العالقة القانونية المشتممة عمى عنصر أجنبي ،فإن قواعد تنازع االختصاص
القضائي الدولي ىي قواعد مفردة الجانب ،لكونيا تبين اختصاص المحاكم الوطنية دون اختصاص المحاكم
األجنبية ،وال تتعدى ذلك إلى منح االختصاص لمقضاء األجنبي ،أي تقتصر فقط عمى بيان ما إذا كان
القضاء الوطني مختص أو غير مختص ،وتبرير ذلك ىو أن قواعد تنازع االختصاص القضائي الدولي قريبة
9
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
من القانون العام ،وانما الدول بمفيوم السيادة ال تق بل أن يكون اختصاص محاكميا محدد من طرف مشرع
أجنبي.1
المبحث الثاني
تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عميو
يتحدد االختصاص القضائي الدولي وفق جممة من الضوابط التي تسيطر عمى تحديده وتمثل نوعا من
المعايير التي يمكن لممشرع الوطني أن يسترشد بيا.
وبالمقابل ترد عمى االختصاص الق ضائي الدولي بعض القيود في صورة استثناءات سنتولى من خالل
ىذا المبحث عرض تمك النقاط كل منيا في مبحث مستقل.
المطمب األول
تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي
تنفرد كل دولة بتحديد الحاالت التي ينعقد فييا االختصاص لمحاكميا الوطنية ،وبالنظر لمقوانين المقارنة
لمختمف الدول نجد أن ىنالك مجموعة من القواعد التي تم تبنييا لتنظيم االختصاص القضائي الدولي عمى
النحو اآلتي بيانو.
يفيد ىذا الضابط انعقاد االختصاص لمحاكم الدولة التي يحمل المدعى عميو جنسيتيا ،وىو عبا ةر عن
ضابط شخصي وغير إقميمي ألنو يعتد فيو بصفة الشخص دون االعتداد باإلقميم ،ويتميز أيضا كونو قانوني
ألنو يقوم عمى فكرة قانونية ،إضافة لكونو عام ال يقتصر عمى فئة معينة من المنازعات.2
وقد اختمفت مواقف الدول حول األخذ بيذا الضابط ،فعمى سبيل المثال يعتبر القانون الالتيني والجرماني
أن االختصاص القضائي الدولي لممحاكم الوطنية تبرر ثبوتو رابطة الجنسية عمى الوطنيين وعمى التزاماتيم
الناشئة ،وعمى عكس ذلك فالقانون االنجميزي والقانون األردني ال يعتمدان عمى ىذا الضابط لالختصاص إال
إذا كان لموطني موطنا أو مكان إقامة في دولة المحكمة.3
10
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
وأمثمة التشريعات التي أخذت بمعيار جنسية المدعى عميو كضابط النعقاد االختصاص لمحاكميا نجد
المشرع الجزائري باالعتماد عمى نصوص المواد 14و 14من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية باعتبار
الجنسية الجزائرية ضابط لالختصاص القضاء الجزائري.1
إضافة لمتشريع الفرنسي مادة ( 41مدني) وقانون المرافعات المصري (م )42والقانون المبناني المادة
( 471م.م) و يستند اختصاص المحاكم الوطنية بناء عمى ىذا الضابط وفق اعتبار سياسي يتمثل في الدور
األساسي لقضاء الدول في إقامة العدل بين رعاياىا ،وتختص أيضا بالفصل في المنازعات التي يكون
مواطنييا طرفا فييا حتى ولو كان محل إقامتيم بالخارج وذلك باعتباره أحد الحقوق األساسية المقررة
لمخصم.2
وقد تعرض ىذا الضابط إلى انتقادات مما أدى بالقضاء في بعض الدول التي تتبنى جنسية المدعى عميو
كضابط لعقد اختصاص محاكميا إلى التخفيف من أث هر وذلك بعدم النظر إليو عمى أنو ضابط متعمق بالنظام
العام.3
يعتبر ىذا الضابط من أكثر الضوابط شيوعا ومن أىم المبادئ التي يقوم عمييا كل من االختصاص
القضائي الدولي واالختصاص الداخمي لممحاكم وبناءا عميو يكون عمى المدعي أن يسعى لمحكمة المدعى
عميو وتكمن الحكمة من وراء تقرير ىذا المبدأ أن األصل ىو براءة ذمة المدعى عميو إلى أن يثبت العكس
وفي ظل ىذا االفتراض يكون من المرىق انتقال المدعى عميو إلى محكمة المدعي ،كما أن دفاع المدعى
عميو عن نفسو يكون أسيل أمام المحاكم األجنبية ،كما أن االعتماد عمى قوة نفاذ األحكام يكون أسيل في
المحاكم الوطنية عمى عكس المحاكم األجنبية.4
وعميو فضابط موطن المدعى عميو كأساس الختصاص المحاكم الوطنية في ما يتعمق بالنازعات ذات
العنصر األجنبي لو أىمية خاصة ألن الدولة التي ستقوم بإصدار الحكم في مواجية المدعى عميو ستكون
ىي األكثر تأىيال وأقدر الدول عمى إلزامو بو ،نظ ار لوجود الرابط الوثيق بين تمك الدولة و المدعى عميو
والمتمثل في توطنو عمى أرضيا ،5كما يحقق ىذا االمتياز لصالح المدعي أيضا لما يوفره لو من ضمانات
أكبر لتنفيذ الحكم في موطن المدعى عميو عندما يكون صادر من محكمة ىذا الموطن.6
11
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
الفرع الثالث :ضابط موقع المال
يقصد بيذا الضابط عقد االختصاص لمحاكم الدولة التي يوجد بيا المال سواء كان عقار أو منقول فينشأ
من خاللو رابط بين النزاع المتعمق بيذه األموال واقميم الدولة.1
ويتميز ىذا الضابط بكونو ضابط موضوعي ألنو يكتفي بو وحده دون الرجوع إلى أشخاص الخصوم،
واقميمي أل نو يتحدد عن طريق إقميم الدولة وواقعي ألنو يعتد بالواقع دون إعمال أي خاصية قانونية ،وىو
ضابط خاص ألنو يقتصر عمى فئة معينة من المنازعات وىي تمك المتعمقة بالمال.2
والمبرر األساسي النعقاد االختصاص لمحكمة موقع المال يتمثل في كون محاكم دولة الموقع ىي
األنسب من غيرىا في النظر بالدعاوى المتعمقة بالمال محل النزاع ،ومن جية أخرى فيي األمثل عمى ضمان
تنفيذ آثار الحكم الصادر من محاكميا نظ ار لوجود المال محل النزاع فوق إقميميا.3
و يكون ىذا االختصاص مبني و ذلك باعتبار أن المال يدخل ضمن سيطرة المحكمة ألنو تابع إلقميميا
سواء ما إذا كانت دعوى متعمقة بعقار أو منقول أو مع نوي (براءة اختراع ،اسم تجاري) وينتج في ىذه الحالة
التالزم بين كل من االختصاص التشريعي والقضائي وسواء ما تعمق األمر بدعوى عينية أو شخصية أو
مختمطة.4
عمى أساس ىذين الضابطين ينعقد االختصاص لمحاكم الدولة التي ينشأ بيا االلتزام أيا كان مصدره أو
لممحكمة التي يوجد بيا محل التنفيذ من خالل ما يعبر عنو مكان نشوء االلتزام بمختمف أنواعو سواء كان
تصرفا قانونيا أم واقعة مادية.5
بالنسبة لمحل مصدر االلتزام يؤول االختصا ص لمحاكم التي ينشأ بيا االلتزام ،أي محكمة محل إبرام
التصرف القانوني أو محكمة وقوع الفعل ،أما في ما يتعمق بمحل التنفيذ فينعقد االختصاص لمحاكم الدولة
التي يوجد بيا محل التنفيذ ،وىذان الضابطان موضوعيان ألنيما يكفيان لعقد االختصاص بصرف النضر
عن أشخاص الخصوم و ىما إقميميان ألنيما يتحددان بمراعاة إقميم الدولة و ىما خاصان ألًَٓب ٌمزظزاٌ ػهى
1سبيً ثذٌغ يُظٕر ،ػكبشخ ػجذ انؼ بل ،انًزجغ انسبثك ،ص. 441
2ػشانذٌٍ ػجذ هللا ،انًزجغ انسبثك ،ص. 646
3دفٍظخ انسٍذ انذذاد ،انًزجغ انسبثك ،ص. 59
4يًذٔح ػجذ انكزٌى ،انًزجغ انسبثك ،ص .253
5يذًذ ٔنٍذ انًظزي ،انًزجغ انسبثك ،ص .300
6ػشانذٌٍ ػجذ هللا ،انًزجغ انسبثك ،ص .646
12
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
وأن الدولة وعن طريق محاكميا تختص بالنظر في التصرف القانوني والفعل الضار لطالما نشأ بيا
االلتزام ،كون االلتزام قد نشأ في دولة معينة أو نفذ فييا مما يفيد بوجود رابط بين االلتزام والدولة ،الذي يبرر
من خاللو عقد االختصاص لمحاكميا ويكون حكميا نتيجة ليذه الصمة وتعبي ار عن ىذه العالقة.1
و السبب الذي من اجمو يتقرر اختصاص محاكم الدولة التي نشا فييا االلتزام أو نفذ عمى إقميميا يرجع
باألساس إلى عامل االرتباط الجدي الذي يتوافر بين تمك الدولة و االلتزام ،فيأتي اختصاص محاكميا معبرا
عن ىذا الرابط.2
وفق ىذا الضابط يمكن عقد االختصاص لمحاكم الدولة متى صرح الخصوم صراحة أو ضمنا بقبوليم
لمخضوع لو ،ويمعب دور األطراف دو ار ايجابيا وذلك في إطار القانون الدولي الخاص لما تمعبو ىذه اإلرادة
من دور في إطار تنازع القوانين وخاصة إذا ما تعمق األمر بااللتزامات التعاقدية ،حيث تمعب إرادة األطراف
الصريحة أو الضمنية دو ار أساسيا في تحديد القانون الواجب التطبيق عمى العقد والسماح لألطراف بسمب
االختصاص من محكمة واعطاءه إلى محكمة أخرى ،مثال ذلك اإلرادة المتمثمة في المجوء إلى التحكيم وىو
ما يسمح لألطراف سواء بشرط تحكيم أو عن طريق المشارطة في منح سمطة الفصل في النزاع لممحكمين
التي تكون قد نشأة فعال بصدد االلتزامات المبرمة بينيم ،ففي كمتا الحالتين ،حالة الخضوع االختياري أو
المجوء إلى التحكيم يتم سمب االختصاص من المحكمة المختصة أصال و جمبو إما إلى محكمة أخرى كما
ىو األمر في الحالة األولى أو إلى المحكمين كما ىو األمر في الحالة الثانية.3
ولكي يعد االتفاق صحيح وجب توفر رابط وثيق بين إقميم الدولة التي وقع االختيار عمى محاكميا وبين
النزاع ،4تجنبا لمغش نحو القانون.5
1سبيً ثذٌغ يُظٕر ،ػكبشخ ػجذ انؼبل ،انًزجغ انسبثك ،ص .442
2دفٍظخ انسٍذ انذذاد ،انًزجغ انسبثك ،ص 57
3انًزجغ َفسّ ،ص58
4يذًذ ٔنٍذ انًظزي ،انًزجغ انسبثك ،ص301
ٌ5ظٓز انغش َذٕ انمبٌَٕ ،ػُذيب ٌمٕو أدذ األطزاف ثزغٍٍز اإلرادي فً ضبثظ اإلسُبد انذي ٌزذذد ثًمزضبِ انمبٌَٕ انٕاجت
انزطجٍك .اَظز :طالح انذٌٍ جًبل انذٌٍ ،انمبٌَٕ انذٔنً انخبص ،انجُسٍخ ٔ رُبسع انمٕاٍٍَ ،انطجؼخ األٔنى ،دار انفكز
انجبيؼً ،اإلسكُذرٌخ ،2008،ص. 359
13
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
الفرع السادس :ضابط االرتباط
بموجب ىذا الضابط ينعقد االختصاص القضائي لمحاكم الدولة لمنظر الطمبات المرتبطة بالدعوى
األ صمية بحيث أن ىذه الطمبات ما كانت لتدخل في اختصاصيا لو أنيا قدمت إلييا بدعوى مستقمة.1
و تكون الغاية لعقد االختصاص في ىذه الحالة عمى أساس تحقيق حسن سير العدالة و تفادي صدور
أحكام متعارضة في الخصومة الواحدة ،2ويعتبر االرتباط ضابط شخصي ألنو يتحدد بمراعاة موقف
الخصوم في الدعوى القائمة أمام المحكمة ،وىو عام أل نو يشمل عدة أنواع من الدعاوى وال يقتصر فقط عمى
نوع معين وأخي ار ىو ضابط قانوني ألنو يقوم عمى فكرة قانونية.3
تمنح ا لمحاكم الوطنية في بعض األوقات اختصاصيا بنظر المنازعات الدولية الخاصة عمى الرغم من
عدم توفر أي ضابط من الضوابط السابقة وذلك تجنبا إلنكار العدالة ،فقد يحدث إذا ما أخذنا بعين االعتبار
الضوابط األصمية كضابط جنسية المدعى عميو أو موطنو أن ال يكون ىنا القاضي الوطني مختص بالفصل
في النزاع ،وكما قد تكون محاكم الدول األج نبية غير مختصة بالفصل في النزاع في حالة عدم وجود صمة
حقيقة بين النزاع والقضاء.4
ونتيجة لذلك تكون العالقة ذات العنصر األجنبي بدون قاضي مختص لمفصل فييا وتجنبا ليذا الوضع
ولحماية الحقوق المكتسبة ،يعترف أغمب التشريعات في دول بانعقاد االختصاص القضائي الدولي لممحكمة
في ىذه الحالة بناءا عمى ضابط تالفي إنكار العدالة.5
مفاد ىذا الضابط أنو إذا كان موضوع النزاع يتداخل مع مفيوم النظام العام في الدولة ،فإنو يجب
استبعاد لمقانون األج نبي الواجب التطبيق عمى المنازعة ،و تغييره بقانون القاضي وتكون الدولة عن طريق
محاكميا ىي األجدر بحماية واحترام نظاميا العام ،وينضم إلى ىذا الضابط الفكرة المستمدة من التدابير
الوقتية و اإلجراءات التحفظية و يستند إلى االعتبارات المتعمقة بالبوليس و األمن المدني.6
14
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
ويثار الدفع بالنظام العام إذا ما تعمق بالمصالح الحيوية والقيم الجديرة بالحماية وعمى القاضي أن
يتفح ص العالقات ذات العنصر األجنبي وأن يتجرد من إحالل آرائو الخاصة ،وأن يكون متفيما لدور قاعدة
اإلسناد ومتفتح عمى القانون األجنبي. 1
المطمب الثاني
القيود الواردة عمى االختصاص القضائي الدولي
سبق وأن رأينا أن المشرع الداخمي يتولى بحرية تحديد حدود والية القضاء الوطني لنظر المنازعات
الخاصة الدولية من خالل تحديد الضوابط التي ينعقد عمى أساسيا االختصاص الدولي لممحاكم الوطنية.
ويعتبر تنظيم االختصاص القضائي الدولي مسألة متعمقة بالنظام العام لتعمقو بالسيادة ولكل دولة الحرية
في تنظيم اختصاص محاكميا عمى المستويين الداخمي والدولي دون قبول أو تدخل خارجي من ىيئة أو دولة
أجنبية وليا أن توسع ىذا االختصاص أو تضيقو أو تغييره تبعا لم ا يتماشى مع مصالحيا الوطنية وال ترد
عمى حريتيا في ذلك سوى القيود التي ترتضييا لنفسيا بإرادتيا واختيارىا في المعاىدات واالتفاقيات الدولية
التي تصادق عمييا وتمتزم بيا ،وتمنح ال حصانة القضائية لمدول األجنبية ورؤساء الدول األجنبية والبعثات
الدبموماسية األجنبية واخراجيا من نطاق اختصاص قضائيا وقوانينيا.
ىذا وتختمف الحصانة القضائية وحدودىا باختالف األشخاص الذين يتمتعون بيا.
يرى البعض أن األساس القانوني لمحصانة ىو مبدأ سيادة الدولة بينما يرى الجانب اآلخر أن األساس
ىو العرف الدولي القائم عمى فك ةر المجاممة الدولية تجنبا لما قد يثير خضوع تصرفات دولة أمام محاكم دولة
أخرى من تعكير مجرى العالقات بينيم ،والدولة التي تتمتع بالحصانة في ىذا المفيوم ىي كل دولة تتمتع
بالشخصية الدولية والمعتبرة كذلك من وجية نظر القانون الدولي العام أن تكون صاحبة سيادة.2
كما يرى بعض الفقياء أن ىذه الحصانة تتخذ أساسيا من فكرة المجاممة الدولية ،وىو ما يعمل تسميتيا
"الحصانة الدبموماسية " وىو ما يعمل أيضا إمكانية التنازل عنيا ،وعندما قررت محكمة النقض الفرنسية ىذه
الحصانة في حكم أصدرتو في 44جانفي 4211أسستو عمى " :مبدأ استقالل الدول ىو من مبادئ المسممة
في القانون الدولي العام ،وىو ما يمنع أن تتم مقاضاتيا أمام محاكم دولة أخرى ،وأن حق الدولة في الفصل
1انطٍت سرٔرً ،دراسبد فً انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي( ،د ط) ،دار ْٕيخ نهطجبػخ ٔ انُشز ٔ انزٕسٌغ ،انجشائز
، 2010،ص ص . 107،108
2سبيً ثذٌغ يُظٕر ،ػكبشخ ػجذ انؼبل ،انًزجغ انسبثك ،ص ص . 540 ، 539
15
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
في المنازعات التي تتعمق بتصرفاتيا ىو حق مرتبط ووثيق بسيادتيا ،ال تستطيع دولة أخرى القيام بو دون
المساس بعالقتيما ،وىذه الحجج جميعا تقوم عمى فكرة واحدة ىي استقالل الدولة وسيادتيا".1
وفي اإلعفاء القضائي الممنوح لمدول األجنبية قد يكون مطمقا يمنع مقضاتيا بصورة عامة أو مشروطا
يمنع مقضاتيا نسبيا.2
يتضمن اإلعفاء القضائي المطمق الممنوح لمدول األجنبية ذات سيادة إعفاء مطمقا من والية محاكم الدول
األخرى في جميع المجاالت ومؤسساتيا العامة ومصالحيا وبعثتيا الدبموماسية ومقارتيا في الخارج وذلك وفق
األسباب اآلتية :
- 4تتساوى الدول الصغيرة والكبيرة في السيادة واالستقالل ،فال تممك محاكم دولة أخرى حق محاكمتيا دون
إذن منيا احتراما لسيادتيا وعدم جواز خضوعيا لسيادة دولة أخرى.
- 4الحكم الصادر من محكمة دولة ضد دولة أخرى ال يمكن تنفيذه وال يحوز عمى قوة التنفيذ في الدولة
المحكوم عمييا ،وفي استعمال القوة لتنفيذه يؤدي لتوتر العالقات الدولية وتيديد السمم واألمن الدوليين.
- 3الشخص المتعاقد مع أية دولة يفترض في عممو المسبق بتمتع تمك الدولة بالحصانة القضائية فإن تعاقده
اإلرادي مع الدولة يعتبر تنازل عن حقو في مقاضاة الدولة في حالة حصول أي نزاع.3
يرى جانب من الفقو الحديث ضرو ةر التفرقة والتمييز بين شخصية الدولة المدنية وشخصيتيا السياسية في
ما يتعمق بالتمتع بالحصانة القضائية وبالتالي التفرقة بين نوعية من األعمال التي تقوم بيا الدولة من أعمال
سيادية وغير سيادية فالدولة عند تصرفيا بموجب شخصيتيا السياسية عند القيام بعمل سيادي تكون مشمولة
باإلعفاء القضائي ،أما عند قياميا بأعمال عادية غير سيادية استنادا لشخصيتيا المدنية ،فال تكون مشمولة
باإلعفاء القضائي ،4وىذا ما استقر عميو القضاء الفرنسي عمى عدم تمتع الدولة األجنبية بالحصانة القضائية
في الدعاوى التي ترفع ضدىا في كل ما يتعمق بنشاطيا التجاري ،ويؤيد جان ب من الفقو الفرنسي ىذا القضاء
ويرى أن الحصانة القضائية تزول عند مباشرة أعمال تجارية كما يرى الفقو الفرنسي أن ضابط "مباش ةر
األعمال التجارية" أفضل من الضابط المبني عمى ال تفرقة بين أعمال السمطة العامة والسمطة الخاصة أي
األعمال العادية التي تنزل الدولة بموجبيا إلى مرتبة األفراد وزوال الحصانة بالنسبة لألعمال الخاصة عمى
16
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
عكس أعمال السمطة العامة ،وزوال الحصانة في ما يتعمق باألعمال التجارية معناه التخمي عن فك ةر
المجاممة الدولية التي تقوم عمييا الحصانة القضائية ،كما يمكن التنفيذ عمى أموال الدولة األجنبية في
الحاالت التي ال تتمتع بيا الدولة بالحصانة القضائية ،و إن كانت ىذه المسالة محل خالف عند الفقو و
القضاء في فرنسا بسبب اختالف وجيات النظر في وسائل التنفيذ.1
و يمخص مما تقدم أن مبدأ حصانة الدول األجنبية مقرر في القانون الدولي العام ،و لكن حدود ىذه
الحصانة تختمف في أوروبا عنيا في بالد االنجمو -األمريكية ،و ىي حدود يرسميا الفقو و القضاء و أحيانا
المشرع كما انو من المقرر أيضا في ىذه البالد و تمك جواز التنازل عن ىذه الحصانة فتقبل الدول األجنبية
والية القضاء عمى أساس الخضوع سواء بان ترفع دعوى او بان ترفع عمييا الدعوى.2
حسب القواعد المقررة في العرف الدولي يتمتع رؤساء الدول األجنبية بالحصانة القضائية ،وتعتبر ىذه
القاعدة من قواعد القانون الدولي العام وتقوم ىذه الحصانة وفقا لمرأي الراجح ففي فرنسا عمى فكرة المجاممة
لشخص رئيس الدولة وليس فك ةر سيادة الدولة واستقالليا في العائمة الدولية ،و ىي أحدث الوجود وأضيق في
نطاقيا من الحصانة القضائية التي يتمتع بيا المبعوثون الدبموماسيون ،ولعل السبب في ىذا االختالف ىو
األساس الذي تقوم عميو كل منيما ففي حصانة رئيس الدولة المجاممة لشخصو ،وفي حصانة الممثمين
3
الدبموماسيون فالعبرة ىنا بمبدأ استقالل الدولة و سيادتيا.
ويذىب الفقو الفرنسي وبعض الفقو المصري إلى اعتبار حصانة رئيس الدولة تقتصر عمى شخصو فال
تمتد إلى أفراد أسرتو عمى عكس الحال بالنسبة لممبعوثين الدبموماسيون.4
فرؤساء الدول األجنبية يتمتعون بحصانة قضائية مطمقة بحيث إذا ارتكب أحدىم جريمة في إقميم دولة
أخرى فال يجوز إلقاء القبض عميو أو التحقيق معو أو تفتيش محل إقامتو ،إال أن إعفاء رؤساء الدول من
اختصاص القضاء المدني موضع خالف.5
وأنو يتعين التمييز ما بين التصرفات التي يمارسيا بوصفو رئيس دولة وال تصرفات المتعمقة بحياتو
الخاصة وأن ىذه األخي ةر ال تدخل في نطاق الحصانة ،وعمى العكس من ذلك تسري في انجمت ار في ما يتعمق
بحصانة الدول األجنبية وحصانة رؤسائيا قواعد واحدة وىي الحصانة المطمقة عند الفقو والقضاء ،باستثناء
االتجاه الفقيي الحديث الذي استبعد المال من نطاق الحصانة عندما ال يكون مخصصا ألغراض عامة ،و
17
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
من المقرر في فرنسا و انجمت ار جواز تنازل رئيس الدولة عن الحصانة و شكمت ىذه المسالة خالف في شان
ضرورة موافقة الدولة عمى ىذا التنازل.1
الفرع الثالث :المبعوثون الدبموماسيون
يقصد بتعبير " المبعوث الدبموماسي " رئيس البعثة أو أحد موظفييا ويتمتع الدبموماسيون 2بالحصانة
. القضائية وأساس ذلك توطيد العالقات بين الدول .
والثابت أن المصدر التاريخي لمحصانة ىو القانون العرفي الدولي وفي مرحمة الحقة من تطورىا التاريخي
3
تدخل القانون اإلتفاقي الدولي عن طريق أحكام عامة نظمتيا اتفاقية فيينا لمعالقات الدبموماسية لسنة 4194
أما األحكام األخرى التي يتم ذكرىا أو تنظيميا باالتفاقية فإنيا تبقى خاضعة لنفس األحكام العرفية السائدة
4
سابقا
والمبعوثون الدبموماسيون ىم األشخاص الذين يمثمون دوليم لدى حكومات الدول األخرى وغالبا ما تدرج
أسمائيم في قائمة المبعوثين بو ازرة الخارجية التي يتبعونيا.5
أما عن مدى ىذه الحصانة فيرى القضاء الفرنسي إطالقيا ،ولم يتقبل ما رآه بعض الفقياء من التميز بين
التصرفات التي يباشرىا المبعوث الدبموماسي بصفتو ممثل الدولة وتمك التي يباشرىا كسائر األفراد مما أدى
بعض الفقياء الفرنسيين إلى الحد من إطالق ىذه الحصانة معممين رأييم عمى أساس فكرة الخطأ الجسيم
faute lourdeلممبعوث الدبموماسي مما ترتب عنو سقوط الحصانة القضائية.6
أوال :الحصانة القضائية المقيدة لممبعوث الدبموماسي
ذىب بعض الفقياء إلى أن الحصانة القضائية المدنية التي ينتفع بيا المبعوث الدبموماسي ،ال تشمل
األعمال التي يؤدييا بصفة رسمية ،أما إذا زاول أعمال أخرى ال عالقة ليا بالوظيفة الرسمية كأعمال
التجارية ،أو تممك عقارات أو منقوالت لمصمحتو الشخصية ،فإن المنازعات المترتبة عنيا تخضع الختصاص
محاكم الدولة المضيفة ألن الحصانة القضائية في ىذه الحالة قررت عمى سبيل االستثناء ،ويجب أن ال
تتجاوز الغاية التي وضعت من أجميا وىي مساعدة المبعوث الدبموماسي عمى القيام بعممو عمى أكمل وجو.7
وقد أخذت بذلك الحكومة الفرنسية في عام ،4774والمحكمة التجارية في باريس ،ومحكمة النقض االيطالية
في قرارىا الصادر بين عام ،4141و. 4144
18
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
كما ذىبت إلى عدم تمتع المبعوث الدبموماسي بالحصانة القضائية في ما يتعمق بأعمالو الشخصية وىذا
ما بنت عميو محكمة استئناف بروكسل في قرارىا الصادر عام .4194
إن أثر الحصانة القضائية المقيدة في األمور المدنية كان معمول بو حتى عام 4171بالنسبة لموظفي األمم
المتحدة وموظفي محكمة العدل الدولية ،حيث يتمتع ىؤالء بالحصانة القضائية المدنية في إقميم الدول
األعضاء بحسب حجم األعمال ووظائفيم الرسمية. 1
ثانيا :الحصانة القضائية المطمقة
ذىب جانب آخر من الفقو بضرورة منح المبعوث الدبموماسي الحصانة القضائية المدنية المطمقة ،بغض
النظر عن أعمالو الرسمية أو أعمالو الخاصة ليتسنى لو القيام بوظيفتو عمى النحو الصحيح ،وىذا دون
التميز بين رئيس البعثة الدبموماسية أو أعضائيا اآلخرين ،وبدون التفرقة بين أنواع الحصانة القضائية
باعتبار أن ىذه األخي ةر ثم ةر حرية التصرف التي يجب توفيرىا لممبعوث الدبموماسي تكريسا لمبدأ سيادة الدولة
المستقمة .2
وقد كان من المكرس في القانون االنجميزي أن الحصانة القضائية لممبعوثين الدبموماسيون مطمقة تشمل
حتى األعمال الخاصة التي يباشرونيا بما فييا األعمال التجارية ،وذلك قبل العمل بتشريع االمتيازات
الدبموماسية الصادر في سنة 4191المتعمق باتفاقية فيينا ،والذي نتج عنو التخمي عن الحصانة القضائية
المطمقة إلى الحصانة المقيدة ،كما أيد الفقو اال يطالي ىذه الحصانة بصورة مطمقة واستثنى منيا الدعاوى
العينية العقارية المتعمقة بعقار في إيطاليا.3
وقد ذىبت بعض المحاكم الفرنسية إلى تأييد الحصانة القضائية المدنية المطمقة لممبعوث الدبموماسي،
مبررين موقفيم في أن المبادئ المتعارف عمييا في قانون الشعوب ،أن المبعوثين الدبموماسيون لحكومة
أجنبية ال يخضعون لقضاء البمد المضيف وأن ىذا المبدأ يستند إلى المجرى الطبيعي لألمور.4
19
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
20
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
1سبيً ثذٌغ يُظٕر ،ػكبشخ ػجذ انؼبل ،انًزجغ انسبثك ،ص ص . 543 ،542
ْ2شبو خبنذ ،انًزجغ انسبثك ،ص ص . 415 ، 414
3سبيً ثذٌغ يُظٕر ،ػكبشخ ػجذ انؼبل ،انًزجغ انسبثك ،ص . 543
4المرجع نفسه ،ص .544
21
األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي .............................................................
22
الفصل الثاني
االختصاص القضائي
الدولي
للمحاكم الجزائرية
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
الفصل الثاني
وعلى غرار المشرع الفرنسي الذي اعتمد على الجنسية كمعيار لتحديد اختصاص قضائه ،بنى المشرع
الجزائري اختصاص محاكمه على أساس ضابط الجنسية الجزائرية بغض النظر عن المركز القانوني للمتمتع
بها سواء كان مدعي أو مدعى عليه وهذا حسب ما نصت عليه المادة 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية.
23
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
المبحث األول
انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية
تعتبر الجنس ية ضابط الختصاص القضاء الوطني وذلك لكونها رابطة قانونية وسياسية تربط الفرد
بالدولة ،وتختص المحاكم الوطنية بناء عليها بالفصل في المنازعات التي يكون مواطنيها أطراف فيها حتى
ولو كان مكان إقامتهم بالخارج.
وهذا ما اعتمده المشرع الجزائري من خالل نصوص المواد 41و 42من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية في ما يتعلق بالمنازعات المتضمنة عنص ار أجنبي.
ويتضح من خال ل هاتين المادتين أن المحاكم الجزائرية تختص بالنظر في الدعوى متى كان المدعي أو
المدعى عليه جزائريا بغض النظر عن مكان نشوء العالقة القانونية.
ومن خالل المطلب األول نتطرق لمضمون ضابط الجنسية و نتولى في المطلب ال ثاني بيان شروط إعمال
هذا الضابط.
المطلب األول
مضمون ضابط الجنسية
تعتبر الجنسية كضابط في تحديد االختصاص القضائي للمحاكم الوطنية ومن خاللها سنتناول في ما
يلي بيان مضمون ضابط الجنسية من خالل مفهومها ،أنواعها والتنازع االيجابي والسلبي الخاص بها في ظل
1
التشريع الجزائري.
1طبقا لألمر 01/05المؤرخ في 2005/02/27المعدل والمتمم لقانون الجنسية الجزائرية المؤرخ في . 1970/12/15
2سمية كمال ،تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص،
إشراف يوسف فتيحة ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،سنة ،2016- 2015ص
ص 62و. 63
24
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
الجزائرية ،ويعتد بالصفة الجزائرية في أحد أطراف الدعوى وقت رفعها ،فال يؤثر بالتالي لالستفادة من هذا
االمتياز أن يكون أحد أطراف الدعوى أجنبيا وقت نشوب الحق المتنازع عليه إذا كان متمتع بالجنسية
الجزائرية وق ت رفع الدعوى.1
ويستوي أن يكون الطرف الجزائري في الدعوى شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا ،وتعد الصفة الجزائرية
ألحد أطراف الدعوى كافية لالستفادة من هذا االمتياز ،بمعنى وجود شرط آخر إضافي يعد غير ضروري
كأن يشترط فيه أن يكون له موطن في الجزائر ،وأن يكون لخصمه موطن فيها ،كما يشترط في النزاع أن
يكون له ارتباط من حيث الموضوع بالجزائر.2
بصرف النظر أيضا عن نوع الدعوى ما إذا كانت دعوى غير مالية كدعاوى حالة األشخاص وأهليتهم أو
دعوى مالية كدعوى عينية أو دعوى مختلطة .3وهو ما أخذت به المحاكم الفرنسية أيضا حيث أسندت
االختصاص للمحاكم الفرنسية بناء على اعتبار وحيد وهو الجنسية الفرنسية للمدعي أو المدعى عليه ،أما
الدعاوى العينية العقارية فال تختص بها المحاكم الفرنسية إال إذا كان العقار واقعا في فرنسا ،فإذا كان واقعا
في بلد أجنبي تدفع بعدم اختصاصها ولو كان المدعي أو المدعى عليه فرنسيا ويبدو أن ذلك استثناء من
القاعدة الواردة بالمواد 14و4 15مما يفهم منه خضوع العقار لقانون البلد الذي يقع به و تختص محاكمه
بالدعاوى العينية العقارية فيه.5
ثانيا :متى يلجأ إلى االمتياز المقرر بموجب المادتين 41،42من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
يترتب عن هذا االمتياز حالتين األولى تتمثل في عقد القواعد العادية لالختصاص القضائي الدولي
للمحاكم الجزائرية ،أما في الحالة الثانية قد ال يعقد االختصاص لها.6
بالنسبة للحالة األولى :المتمثلة في عقد االختصاص للقضاء الجزائري ،فإن الطرف الجزائري ال يمكنه
االعتماد على النصين 41و 42من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،ذلك ألنه من غير المنطقي اللجوء
إلى هذه النصوص ،بينما القواعد العامة كافية للوصول إلى نفس النتيجة وهي اختصاص المحاكم الجزائرية
إضافة لذلك فإنه في حالة إعمال القضاء الجزائري هذا االمتياز لتفعيل اختصاصه دون القواعد العادية
لالختصاص القضائي الدولي فإن الحكم الذي يصدره قد ال يمتلك حظوظا كبيرة لتنفيذه في بلد الطرف
األجنبي على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.7
25
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وهذا ما استقر عليه القضاء الفرنسي في الدعاوى التي يكون طرفاها أجنبيين ،فقد جرى القضاء الفرنسي في
بداية األمر خالل النصف األول من القرن التاسع عشر على عدم اختصاص المحاكم الفرنسية للنظر فيها. 1
وهذا ما تمسكت به المحاكم الفرنسية من خالل نصوص المواد 14و 15من القانون المدني الذي ال
يسمح إال بعقد اختصاص هذه المحاكم بالدعوى التي يكون أحد أطرافها فرنسيا ،ألن هذه االخيرة أنشأت
ألداء العدالة بالنسبة للفرنسيين ،2فالقضاء كان يرفض لفترة طويلة النظر في النزاعات بين األجانب عند
اللجوء إلى الجنسية كمعيار اختصاص سلبي.3
أما بالنسبة للحالة الثانية ،وهي التي ال تعقد فيها قواعد االختصاص القضائي الدولي العادية االختصاص
للمحاكم الجزائرية ،فإنه في هذه الحالة يمكن الرجوع واالعتماد على نصوص المواد 42، 41من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية المانحة االمتياز لصالح الطرف الجزائري ،وهذا ما عمل به القضاء الفرنسي
لتأسيس اختصاص محاكمه في ما يتعلق بدعاوى الطالق على اعتبارات القواعد العادية لالختصاص
القضائي الدولي ال تعقد االختصاص للمحاكم الفرنسية. 4
الفرع الثاني :مفهوم الجنسية في ظل التشريع الجزائري وفقا لألمر . 01/05
سنتطرق من خالل هذا الفرع لتعريف الجنسية (أوال) ثم بيان أنواعها (ثانيا) ،ونعالج التنازع اإليجابي
والسلبي للجنسية (ثالثا) ،في ظل أحكام األمر 01/05المعدل والمتمم لقانون الجنسية الجزائرية لعام .1970
أوال :تعريف الجنسية .
يعرف بعض الفقهاء الجنسية " بأنها المعيار األساسي في تحديد ركن الشعب في الدولة للتفريق بين
الوطني واألجنبي ،فهي بهذا التعريف رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة التي ينتمي إليها هذا األخير،
وتصبغ عليه صفة الوطني فمن ينتس ب لدولة من الدول يسمى "وطنيا" ومن ال ينتسب إليها فهو "أجنبي".5
وتتكون الجنسية من ثالث عناصر أساسية :الدولة المانحة للجنسية ،الفرد المتحصل عليها ،والرابطة بين
الفرد ودولته.6
وقد اختلف الفقهاء في تعريف الجنسية ،هناك من غلب الجانب القانوني فيها معتمدا على ما ينشأ عنها
من التزامات متبادلة بين الفرد والدولة ،وهناك من رجح الجانب السياسي فيها على اعتبار التبعية السياسية
على المستوى الداخلي والدولي ،وهناك من راعى فضال عما سبق الرابط الروحي في عالقة الفرد بالجنسية .7
26
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
فالجنسية ليست عالقة تعاقدية بل هي عالقة تنظيمية ينشئها المشرع بقرار من جانبه و يتكفل بوضع
قواعدها و له مطلق الحرية في تعديلها بما يتفق و المصالح العليا للبالد،أما دور الفرد فيها قاصر على
الدخول في هذه العالقة إذا ما توافرت فيه الشروط المطلوبة ،فالمبدأ األساسي الذي يطبع مختلف القواعد في
مادة الجنسية هو حرية كل دولة في وضع تنظيم خاص لجنسيتها كنتيجة حتمية لمبدأ السيادة و يترتب عن
ذلك نتيجتان:
األولى :انفراد كل دولة في تشريع جنسيتها بوضع نظام قانوني لها يائم أوضاعها و تحديد المبادئ التي
تكتسب الجنسية على أساسها .
الثانية :عدم حق أي دولة في التدخل في تشريع الجنسية سواها ،فحريتها تنحصر في تنظيم جنسيتها دون
1
تجاوز حرية الدول األخرى.
ثانيا :أنواع الجنسية
قسم المشرع الجزائري الجنسية إلى نوع ين ،أصلية والتي تقوم ع لى رابطة الدم أصال وعلى رابطة اإلقليم
استثناءا ،ومكتسبة بفضل القانون أو بالتجنس.
- 1الجنسية الجزائرية األصلية بالنسب
بأن الجنسية األصلية تثبت 2
َبين المشرع الجزائري من خالل نص المادة السادسة من قانون الجنسية
للولد المولود من أب جزائري.
أ -الولد المولود من أب جزائري:
حسب نص المادة السادسة تثبت الجنسية الج ازئرية للولد المولود من أب جزائري ،إال أن تطبيق هذا
النص يستوجب توافر شرطين:
-الشرط األول :أن يكون األب متمتعا بالجنسية الجزائرية وقت والدة طفله ،إن الوقت الذي يعتد فيه
بالجنسية التي يحملها األب هو وقت ميالد طفله فإذا كانت جنسيته التي يحملها في هذا الوقت جزائرية
ثبتت البنه الجنسية الجزائرية األصلية ،أما إذا كانت أجنبية في هذا الوقت فال يتمتع ابنه بالجنسية
الجزائرية األصلية .3
و يبقى متمتعا االبن بالجنسية الجزائرية األصلية حتى و لو توفي األب قبل ميالد الطفل ،و ال يؤثر في
ذلك كون أمه مثال أجنبية ألن الولد يعتبر دائما مولودا ألب جزائري.4
27
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
أما عن مكان والدة الطفل فال يشترط فيه أن يكون في إقليم الجزائر فحتى ولو ولد بالخارج فإنه تثبت له
الجنسية الجزائرية األصلية ألن حسب نص المادة السادسة من قانون الجنسية لم تشترط الوالدة على إقليم
الجزائر.1
-الشرط الثاني :أن يكون الطفل ثابت النسب ألبيه الجزائري
بالرجوع إلى أحكام النسب في القانون الج ازئري بوصفه مختص ببيان أحكامه ،والنسب الذي ينقل
الجنسية لالبن في هذا الفرض هو النسب الشرعي الناتج عن زواج قائم حقيقة أو حكما وهذا ما تناولته نص
المادة 41من قانون األسرة الجزائري ، 2وأساس ثبوت النسب في هذه الحالة هو الزوجية أو قاعدة الولد
الفراش.
أما في ما يخص إثبات ن سب االبن إلى وقت الحق على الميالد فانه من الممكن أن يثبت النسب وقت
الميالد أو بعده ألنه إث بات كاشف للجنسية و ليس منشأ لها.3
ب -الولد المولود من أم جزائرية
أصبح المشرع الجزائري بعد التعديل الطارئ على نص المادة السادسة بموجب األمر ،4 01-05يثبت
الجنسية الجزائرية لكل من ينحدر من أم جزائرية دون شرط آخر ،والمشرع الجزائري في هذا الجانب اعتمد
على مجموعة من الحجج واألسباب أهمها :
-معالجة مشكلة انعدام الجنسية إذ المولود من أم جزائرية أو ب أجنبي غادر اإلقليم الجزائري ولم يسعى إلى
تسوية وضعية ابنه على جنسيته.5
-المساواة بين المرأة والرجل ،وهذا ما استندت عليه جل التشريعات المقارنة بالرجوع لالتفاقيات والمعاهدات
الدولية باعتبار أن هذه المساواة ال تتعارض مع األسس العامة والمعتقدات التي يقوم عليها المجتمع .6
أما بالنسبة للشروط الواجب توفرها لثبوت الجنسية من أب جزائري يجب أن تتوفر ذات الشروط أيضا في
حالة الجنسية بالنسب ألم جزائرية ويكفي لحمل الجنسية الجزائرية عن طريق األم يجب أن تكون األم
جزائرية بغض النظر عن كون األب مجهول أو عديم الجنسية أو صاحب جنسية أجنبية ،حسب نص المادة
السادسة فإن ربط ثبوت الجنسية األصلية بالنسب ألم جزائرية لم يعلق على شرط إضافي ،وال يؤثر مكان
الميالد في ثبوت الجنسية لالبن.7
28
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
29
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
* إثبات الوسائل الكافية للمعيشة :إ ن إثبات وجود الوسائل الكافية للمعيشة تعود لتقدير سلطة و ازرة العدل ،
غير أن الواقع العملي في الجزائر يثبت وجود تلك الوسائل المعيشية غير شهادة عمل أو نسخة من السجل
التجاري أو أي شهادة أخرى تثبت مصدر المعيشة.1
ب -التجنــــس
ميز المشرع الجزائري في التجنس بين حالتين:
الحالة األولى :والم تمثلة في التجنس العادي وتمثل هذه الطريقة الحالة األكثر شيوعا لجواز حصول
األجنبي على الجنسية الجزائرية وهي حالة مقررة في كل النظم القانونية إال أنها مختلفة الشروط في
التشريعات المقارنة وطبقا للقانون الجزائري الذي يشترط توفر الشروط اآلتية :
*اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالجزائر لمدة 7سنوات على األقل
*اإلقامة في الج ازئر وقت التوقيع على مرسوم التجنس.
*بلوغ طالب التجنس سن الرشد في القانون الجزائري.
*إثبات حسن السي ةر والسلوك وعدم الحكم بعقوبة مخلة بالشرف.
*إثبات الوسائل الكافية للمعيشة .
*سالمة الجسد والعقل واثبات االندماج في المجتمع الجزائري.2
الحالة الثانية :المتمثلة في التجنس الخاص نصت عليه المادة 11من قانون الجنسية الجزائرية ،وله ثالث
صور :
* يجوز منح الجنسية الجزائرية مع إعفاء شروط التجنس المنصوص عليها في المادة العاشرة :
للشخص األجنبي الذي قدم خدمات استثنائية للجزائر و لم تحدد نوع الخدمات ،فقد تكون في المجال العلمي
أو االقتصادي أو العسكري .
* وكذلك األجنبي المصاب بعاهة أو مرض من جراء عمل قام به خدمة للجزائر أو لفائدتها.
* وفي حالة وفاة األجنبي وكان في إمكانه أثناء حياته أن يدخل في الحالة األولى المذكورة أعاله ولم يفعل
ذلك ،يمكن لزوجته وأوالده أن يطلبوا بعد وفاته تجنسه وفي نفس الوقت يطلبون حقهم بالتجنس وهذه الصو ةر
تكيف بأنها من اآلثار الجماعية.3
ج -استرداد الجنسية
يشترط السترداد الجنسية الجزائرية توافر الشروط اآلتية :
أن يكون طالب االسترداد جزائريا أصيال قبل فقدها بأي سبب من أسباب الفقد -
اإلقامة العادية و المنتظمة في الجزائر لمدة 8أشهر على األقل بتاريخ تقديم طلب االسترداد . -
30
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
تقديم طلب االسترداد يفصح فيه المعني باألمر عن رغبته في استرداد الجنسية الجزائرية التي كان يتمتع -
بها سابقا.1
يكون التنازع بين الجنسيات ايجابيا لما يكون الشخص متمتعا بأكثر من جنسية ،ونكون أمام تنازع سلبي
للجنسيات في الحالة التي ال يعتبر فيها الشخص رعية ألي دولة من الدول.
يحصل التنازع اإليجابي للجنسيات عندما تدعي دولتان أو أكثر السيادة على شخص واحد و تعتبره من
2
جنسيتها مما يؤدي إلى حصول حالة تعدد الجنسيات
فقد تتوافر في شخص أسباب التمتع بجنسية أكثر من دولة واحدة فيكون الشخص هنا متمتعا بأكثر من
جنسية واحدة وفقا ألحكام قانون دولتين 3يثير تعدد الجنسيات في الدول التي تخضع األحوال الشخصية
لقانون الجنسية مشكلة تحديد من بين الجنسيات التي يتمتع بها الشخص الجنسية التي يعتد بها لتحديد
القانون الواجب التطبيق على النزاع.4
ونجده أيضا في مجال تنازع االختصاص القضائي الدولي كما تكون محاكم الدولة مختصة بالنظر فقط
في المنازعات التي يكون احد إطرافها من وطنييها،مما يطرح مشكلة تحديد الجنسية التي يعتد بها من بين
الجنسيات التي يحملها الشخص لعقد االختصاص أو عدم عقده لها.5
و في المج ال الدولي يطرح تعدد الجنسيات مشكلة الحماية الدبلوماسية التي تلتزم بها الدولة نحو وطنييها
في الخارج فهل بإمكان الدولة التي يحمل الشخص جنسيتها بسط حمايتها الدبلوماسية عليه في دولة يحمل
أيضا جنسيتها6؟.
1الطيب زروتي ،القان ون الدولي الخاص الجزائري علما وعمال ،المرجع السابق ،ص .102
2غالب علي الداودي القانون الدولي الخاص الجنسية ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2011ص .272
3المرجع نفسه ص 272
4إعراب بلقاسم ،المرجع السابق ص .160
5المرجع نفسه ،ص.161
6المرجع نفسه.
31
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
ينشئ التنازع السلبي للجنسيات عندما تتخلى قوانين الجنسية في معظم الدول عن شخص معين فال
يعتبر من وطنيي أي دولة و يقع في الالجنسية ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع قوانين على جنسية
1
هذا الشخص
فمن األسباب التي تجعل الشخ ص عديم الجنسية منذ ميالده نذكر سببين:
- 1أن يوجد الشخص في إقليم دولة تمنح جنسيتها على حق الدم دون حق اإلقليم ،ومن أبوين يحمالن
دولة ال تأخذ بحق الدم في ثبوت جنسيتها للشخص و إنما بحق اإلقليم فبالنسبة للدولة التي ولد على
إقليمها ال تثبت له جنسيتها ألنها تأخذ بحق الدم وحده دون حق االقليم.2
- 2أن يولد الشخص من أبوين مجهولين في دولة ال تأخذ بحق اإلقليم في ثبوت جنسيتها ،وهذا الفرض
قليل الحدوث في الواقع ،ألن جل التشريعات التي تأخذ بحق الدم في منح جنسيتها األصلية تمنح
جنسيتها للمولود من أبوين مجهولين كما هو الحال في التشريع الجزائري الذي يمنح الجنسية
الجزائرية لمجهول األبوين إذا ولد في الجزائر.3
و من األسباب التي تجع ل الشخص عديم الجنسية بعد ميالده :أن يكون مثال متمتعا بجنسية دولة
معينة عند ميالده ،ثم تسقط هذه الدولة جنسيتها عنه قي إحدى مراحل حياته كعقوبة له ،و منها
أيضا أن تفقد المتزوجة بأجنبي جنسيتها وفقا لقانونها الوطني دون أن تدخل في جنسية زوجها ،كما
أيضا أن يفقد الشخص جنسيته التي يتمتع بها بسبب دخوله قي جنسية دولة أخرى،ثم يتعرض من
طرفها لسحبها منه.4
ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع بين القوانين على جنسية هذا الشخص ،و إنما يوجد مركز سلبي
ناشئ عن تخلي قوانين جميع الدول عنه وال بد لقاضي الموضوع أن يعين قانون يحكم نشاطه ،خاصة في
قضايا أحواله الشخصية ،حيث يطبق القاضي على مسائل عديم الجنسية قانون موطنه أو محل إقامته،
باعتبا هر اقرب القوانين الى الشخص صلة.5
32
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
المطلب الثاني :شروط إعمال ضابط الجنسية وفقا للمادتين 41و . 42
يفهم من نصوص المواد 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري أن المشرع اشترط أن
يكون المدعي أو المدعى عليه وطنيا ( الفرع األول ) وأن يكون موضوع النزاع تنفيذ التزامات تعاقدية (الفرع
الثاني).
منح القانون االختصاص للقضاء الوطني متى كان المدعي أو المدعى عليه وطنيا ،وهذا إعماال لمبدأ
الحق في اللجوء إلى القضاء ،حيث اعت بر المشرع من خالل المواد 41و 42أن للطرف الجزائري امتياز
اللجوء للمحاكم الجزائرية مهما كان مكان إبرام التصرف ومهما كان الضابط الذي من خالل ه تطبق القواعد
1
العادية لالختصاص ،فاالختصاص الذي يقوم على الجنسية يزيح كل اختصاص مبني على معايير أخرى .
فالدعاوى المرفوعة من طرف جزائري على أجنبي أو المرفوعة على جزائري من طرف أجنبي تختص
المحاكم الجزائرية بالنظر والفصل فيها ،فيكون معيار االختصاص الجنسية الجزائرية ألحد أطراف الدعوى
بغض النظر عن موطنهم.2
وهذا ما أخذ به الفقه االيطالي والفرنسي على اعتبار توافر الصفة الوطنية وحدها في المدعى عليه تكون
كافية حتى تختص المحاكم الوطنية بالنظر في الدعاوى التي ترفع إليها ،فضابط تحديد االختصاص في هذه
الحالة إذن هي الصفة الوطنية وحدها ،مثال ذلك تختص المحاكم االيطالية بالدعاوى التي ترفع على
االيطالي سواء كان المدعي ايطاليا أم أجنبيا ،واذن فالمحاكم االيطالية تختص بالمنازعات فيما بين
3
االيطاليين مادام الواحد منهم مدعى عليه
33
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
كما بنى القضاء الفرنسي قواعد االختصاص القضائي لمحاكمه استثناءا إلى المادتين 15، 14من
القانون المدني بالنسبة للدعاوى التي يكون المدعي أو المدعى عليه فرنسيا على اعتبار شخصي ،أو كما
سماه بعض الفقهاء الفرنسيين اعتبار سياسي1،وفي المقابل ومن خالل نص المادة 28من قانون المرافعات
المدنية والتجارية المصري ،2متى كان الشخص مصري الجنسية انعقد االختصاص للمحاكم المصرية دون
اقتضاء أي أمر آخر ،فال يشترط أن يكون هذا الشخص متوطنا في مصر أو مقيم فيها ،أو أن يكون قد أبرم
3
التزامه بها أو أن يكون هذا االلتزام واجب التنفيذ فيها
األصل حسب تفسير المادتين 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تبين أن الدعاوى التي
تشتملها تقتصر على االلتزامات التعاقدية فقط ،لكن حسب التفسير الموسع ال يكون القضاء مقيدا بهذه
الدعاوى وال يكون ملزما بذلك وهذا أمر منطقي باعتبار أن الغاية من النصين هو حماية الطرف الجزائري
وأن االختصاص هو الجنسية الجزائرية فلماذا تقتصر الحماية على نوع معين من الدعاوى التي يكون
موضوعها التزامات التعاقدية المالية .4
كاستثناء لم يلتزم القضاء الفرنسي بهذا التفسير حسب نصوص مواد 15 ، 14من القانون المدني و
عمم تطبيقهما على جميع االلتزامات ،سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية ،بل و طبقهما حتى على
الدعاوى الغير مالية ،باعتبار أن االمتياز المقرر في المادتين مبني على الجنسية و ليس على طبيعة النزاع
فقصره بالتالي على االلتزامات التعاقدية دون غيرها ليس له ما يبرر.5
و لم يستثن القضاء الفرنسي من هذا التعميم في التطبيق إال الدعاوى العين ية العقارية ،و الدعاوى
المتعلقة بطرق التنفيذ المعمول بها في الخارج ،و يبرر هذا االستثناء في كون المادتين متعلقتين بسيادة
6
الدولة األجنبية مما يجعل األحكام الصادرة بشأنها في الخارج ال تنفذ فيها
1سامي بديع منصور ،عكاشة عبد العال ،المرجع السابق ،ص .450
2تنص المادة 28من قانون المرافعات المدنية و التجارية المصري "تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعوى التي ترفع على
المصري ولو لم يكن له موطن أو محل إقامة في الجمهورية وذلك فيما عدا الدعاوى العقارية المتعلقة بعقار واقع بالخارج " من
قانون رقم 13لسنة 1986بإصدار قان ون المرافعات المدنية والتجارية.
3سامي بديع منصور ،عكاشة عبد العال ،المرجع السابق ،ص .450
4سمية كمال ،المرجع السابق ،ص .73
5اعراب بلقاسم ،المرجع السابق ،ص . 41
6المرجع نفسه.
34
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وعليه وجب أن يشمل اختصاص المحاكم الجزائرية على جميع الدعاوى التي يكون المدعى أو المدعى
عليه الجزائري جزء منها ،سواء كانت دعاوى شخصية أو أحوال عينية ،في ما يتعلق باألحوال الشخصية
1
كدعوى بطالن الزواج أو التطليق أو بنفقة زوجية أو بنفقة مطلقة أو بثبوت النسب
وكذلك الدعاوى في مواد األحوال العينية مدنية أو تجارية سواء كانت الدعوى شخصية أو عينية أو
مختلطة حتى ولو كان مصدر االلتزام أو محل تنفيذه أو موقع المال خارج الجزائر ،ومنها الدعوى التي
يرفعها مستأجر العقار المتمثلة في تسليم العقار المؤجر ،والدعاوى التي يرفعها المؤجر مطالبا سداد أجرة
2
العقار ،والدعوى التي يرفعها بائع العقار مطالبا تسديد الثمن باعتبارها دعوى شخصية منقولة
إذ يعتبر ضابط االختصاص المستمد من الجنسية ضابطا عاما غير محصور بنوع معين من الدعاوى
باإلضافة عدم تقيده بمكان نشوء الن ازع وهو ضابط قانوني ،و غير إقليمي ،وعام ،يجب توفره وقت رفع
الدعوى وال تتعلق بالقانون المطبق على موضوعه ،فيستوي أن يكون القانون الواجب التطبيق هو القانون
الجزائري أو القانون األجنبي .3
35
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
المبحث الثاني
تقيم ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي
على الرغم من اعتماد جل التشريعات المقارنة على معيار الجنسية في تحديد والية محاكمها في ما
يتعلق بالمنازعات الدولية الخاصة إال أنها أضفت عليها الطابع االختياري بحيث يجوز ألطراف الدعوى من
خالله التنازل عنه كونه غير مرتبط بالنظام العام.
ومن جهة أخرى انقسم الفقه بين معارض ومؤيد العتماد معيار الجنسية على جملة من الحجج
وعليه سنتولى في المطلب األول تحديد طبيعة ضابط الجنسية ،وسنتطرق في المطلب الثاني لبيان
االيجابيات والسلبيات والحلول البديلة المقترحة لهذا المعيار.
سنتولى من خالل ما يفهم من نصوص المواد 42 ،41بيان الطابع االختياري المتياز الجنسية الجزائرية
في (الفرع األول ) والتنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية (الفرع الثاني) وآثار التنازل عن هذا االمتياز (الفرع
الثالث).
اقترنت المادتين 42، 41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بعبارة " يجوز" وهذا ما ينشأ عليه من
قاعدتين متعلقتين بالنظام العام حيث يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتهما بسبب أنهما تمنحان للطرف
1
الجزائري امتياز إن شاء استعمله وأن شاء تخلى عنه.
ويتضح إذن أن اختصاص امتياز الجنسية الجزائرية هو اختصاص اختياري مما يترتب عنه عدم
التطبيق التلقائي للمادتين 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،فقد ترفع الدعوى أمام القضاء
الجزائري اعتمادا على معيار موضوعي آخر ،ولو أن المشرع الجزائري لم يستند على معايير أخرى ،أو ترفع
2
أمام قضاء دولة أخرى إذا كان االختصاص مؤسس قانونا وفي صالح أطراف الدعوى.
ومن جهة أخرى ،ما دام االختصاص اختياريا ،يجوز للمتقاضيين اختيار جهة قضائية أو تحكيمية أجنبية
ولكن مع وجوب التأكد من النوايا الحسنة والمشروعة ألطراف الدعوى ومالئمة االختيار مع الظروف
3
الموضوعية للنزاع ،واال اُستبعد بسبب الغش نحو القانون
36
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وهذا ما عمل به القانون الفرنسي على أنه يجوز للفرنسي بوصفه مدعيا أن يتنازل عن اختصاص
المحاكم الفرنسية المقررة لصالحه في المادة 14مدني و يقبل اختصاص محكمة أجنبية ،ويتم هذا التنازل
بإرادته وحده ،إذن هذا االمتياز مقرر له إذ أن هذه المادة تقول " يمكن أن ترفع الدعوى على األجنبي "كما
أن االختصاص المقرر فيها هو عند القضاء من قبيل االختصاص المحلي وهذا يجوز التخلي عنه ،كذلك
يجوز التنازل عن االختصاص المقرر في المادة ،15ولكن هذا التنازل ال يتم إال باتفاق المدعى عليه
الفرنسي والمدعي األجنبي أو الفرنسي ألن االختصاص مقرر لصالح االثنين.1
وفي محاولة للتقريب بين قواعد االختصاص القضائي الدولي و قواعد االختصاص المحلي ،ذهب
القضاء الفرنسي إلى القول بأنه ليس للمحاكم الفرنسية أن تقضي بعدم اختصاصها من تلقاء نفسها ،وقد
كان هذا المنهج نتيجة طبيعية لكون أن القضاء الفرنسي كان حتى لسنة 1958ال يسمح للقاضي أن يقضي
بعدم اختصاصه بنظر الدعوى سواء بالنسبة لالختصاص المحلي أو النوعي ،ألنهما كانا خاضعين لنظام
موحد بالنسبة لصالحية القاضي في الدفع بعدم اختصاصه من تلقاء نفسه في األحوال التي يكون فيها هذا
االختصاص متعلق بالنظام العام.2
لكن بعد ذلك غير المشرع الفرنسي موقفه من قواعد االختصاص القضائي الدولي و عمل على تقريبها
من قواعد االختصاص النوعي و ذلك بتقرير الطبيعة اإللزامية لها.3
أما في مصر فنظ ار لكون قواعد االختصاص القضائي الدولي للمحاكم المصرية ذات طبيعة واحدة فهي
قواعد االختصاص العام ،فقد اتجه الفقه المصري إلى اعتبارها جميعا من النظام العام و رتب على ذلك
االعتراف لها بالصيغة اإلجبارية ومن ثم عدم الجواز بالتنازل عنها.4
كما قسم البعض األخر قواعد االختصاص القضائي الدولي إلى قسمين ،قواعد تتعلق بحاالت
االختصاص األصلي و أخرى تتعلق باالختصاص الجوازي:
فقواعد االختصاص األصلي :هي الحاالت التي يكون فيها االختصاص وجوبيا أو إلزاميا ،وهي متعلقة
بالنظام العام.
أما قواعد االختصاص الجوازي :ففيها يثبت للمحاكم الوطنية الفصل في النزاع ،و لكنها ليست متعلقة
بالنظام العام.5
37
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
أما في ما يتعلق بالواقع العملي في الجزائر ،فان المحكمة العليا درجت على انه ليس للقاضي الجزائري
أن يتخلى عن االختصاص المقرر في بالمادتين 42 ،41من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،لصالح
قضاة أجانب ،فرغم استعمال المشرع للفظ "يجوز "...أسوة بما هو عليه الحال في القانون الفرنسي إال أن
التطبيق العملي لهذين النصين يفهم منه اتجاه نية المشرع إلى إضفاء قواعد االختصاص القضائي الدولي
استنادا لمبدأ سيادة الدولة الشخصية على رعاياها ،باعتبار انه ال يجوز للقاضي أن يحكم من تلقاء نفسه كما
هو الحال في االختصاص المحلي.1
إن الطبيعة االختيارية لقواعد االختصاص المعمول بها في المادتين 42 ،41من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،قد دفعت المشرع الجزائري إلــى تكرار "يجوز" أكثر من مرة في المادة الواحدة بمعنى أن
المدعي الجزائري يملك الحق في التخلي عن االختصاص المعقود للمحاكم الجزائرية بمقتضى المادة 41من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،كما أن للمدعى عليه الحق في التنازل عن االمتياز المقرر لمصلحته
بمقتضى المادة 42من نفس القانون و من ثم فإن هذا النص غير متعلق بالنظام العام ألنه ليس مقرر
لحماية مصلحة عامة.2
ذ لك أن هذا االمتياز يستند إلى أساس سياسي هو مجرد تمتع المدعي بالجنسية الجزائرية و من ثم فهو
يملك بإرادته التنازل عن هذا االمتياز وعقد االختصاص لمحاكم دولة أخرى خاصة وأن هذا االختصاص
يعتبر مخالفا لقاعدة االختصاص العادية أو التقليدية المتعارف عليها التي تعقد االختصاص لمحكمة موطن
المدعى عليه فال يمكن إجبار المدعي الجزائري على التمسك بهده القاعدة االستثنائية في مواجهة المدعى
عليه األجنبي ،بل يجب أن تُترك له حرية االختيار بين قاعدة االختصاص المبني علي جنسية المدعي وتلك
التي تقوم على موطن المدعي عليه.3
يترتب على تنازل الخصم الجزائري عن التمسك بالمادة 41من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية سواء
كان التنازل صريحا أو ضمنياَ ،ف ْقد إمتياز التقاضي الذي قررته له المادة في اختصام المدعى عليه األجنبي
أمام المحاكم الجزائرية. 4
38
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وكذلك األمر بالنسبة للمدعي عليه الجزائري ،إذا تخلى صراحة أو ضمنيا عن التمسك باالمتياز المقرر
لمصلحته بمقتضى المادة 42من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،إذ ال يجوز له بعد ذلك أن يتمسك
باختصاص المحاكم الجزائرية المبني على تلك المادة .1
وينتج عن ذ لك أنه على الخصم الذي يريد الدفع بعدم اختصاص المحاكم الجزائرية لسبق التنازل عن هذا
االختصاص من طرف الخصم الذي يحق له استعمال رخصة التنازل ،أن يتمسك بهذا الدفع قبل إبداء أي
دفاع في موضوع الدعوى و ينبني على ذ لك أنه ليس للمحاكم الجزائرية أن تحكم بعدم اختصاصها من تلقاء
نفسها و يرجع ذلك للطبيعة الجوازية لقواعد االختصاص القضائي الدولي المعمول بها في المادتين 42، 41
والتي يجوز التنازل عنها بإرادة الخصوم.2
المطلب الثاني
ا يجابيات وسلبيات ضابط الجنسية والحلول البديلة والمقترحة
إختلف الفقه الفرنسي بين معارض و مؤيد العتماد ضابط الجنسية ،من خالل بيان إيجابيات (الفرع
األول) وسلبيات (الفرع الثاني) هذا المعيار و منهم من حاول اقتراح حلول بديلة (الفرع الثالث).
أيد الفقهاء الفرنسيون المعاصرون إبقاء المواد 14 ،13من القانون المدني الفرنسي مع تحديد حكمهما
اللجنة الفرنسية للقانون الدولي الخاص في اجتماعها سنة ،1936ويتمثل تأييدها في أن تحديد االختصاص
القضائي الدولي ال يتأثر بالعوامل القانونية فحسب ،بل يخضع لما تقضي به المالئمة.3
وما دام أداء العدالة واجب على الدولة نحو وطنيها تباشره بواسطة محاكمها ،و مادام الوضع الراهن
للنظام الدولي ال يكفل األفراد أداء العدالة بواسطة محاكم أخرى غير محاكم بالدهم ،فإنه أبواب محاكم الدولة
يجب أن تضل مفتوحة أمام مواطنيها حتى يلجئون إليها إذ ا أجحف في حقهم القضاء الذي تم اللجوء إليه
خارج بالدهم و خاصة في مسائل الحالة ،ال تي يكون في تقاضي الفرنسيين في الخارج عدم خضوعها للقانون
الفرنسي إذا ما قضت قاعدة اإلسناد في المحكمة األجنبية المطروح عليها النزاع بتطبيق قانون أخر.4
39
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وليست قاعدة المدعي يتبع المدعى عليه التي يخشى من إهدارها المشرع الفرنسي بحكم المادة 14
بقاعدة مقدسة ،فكثي ار ما خرج عليها المشرع و كثي ار ما جاء عليها القضاء ،فإبقاء المادتين إذن أمر الزم في
التشريع الفرنسي على أن تقنن بجانبها القواعد التي وضعها القضاء ،ومع وضع ما يلزم لحكمها من حدود.1
كما يرى األستاذ "زروتي" بأنه مادام النظام الدولي ال يكفل لألفراد أداء العدالة بواسطة محاكم أخرى غير
محاكم بلدانهم ،فيكون من الضروري على الدولة كفالة وطنييها بوساطة محاكمها.2
كما تعتبر قواعد االختصاص المبني على أساس الجنسية قواعد غير مألوفة تقرر امتياز للطرف الوطني
يتم االعتماد عليها في حالة عدم إمكانية االختصاص وفق الضوابط العادية.3
وفي األخير قد تم تبرير اختصاص القضاء الوطني بناءا على جنسية المدعي بأن الوطنيين يطلبون
دائما العدالة أمام محاكمهم ألن المحاكم في الدول األج نبية ال تمنح الضمانات الكافية وهذا ما يجب أن
يكون في منح الثقة للمحاكم الوطنية وعدم التشكيك فيها. 4
وهذا ما برره الفقه في فرنسا بإنعقاد االختصاص لهذا الغرض على أساس أن القاضي الفرنسي هو القاضي
الطبيعي بالنسبة للفرنسيين.5
انتقد رجال الفقه الفرنسي المشرع و القضاء الفرنسيين ،فقال بعضهم أن هذين األخيرين عالجا قواعد
االختصاص القضائي الدولي كما يعالج االختصاص المحلي باعتمادها على اعتبار من أشخاص الخصوم
وكان الواجب من الناحية التشريعية ،أن تعالج هذه القواعد كما يعالج االختصاص النوعي فتبنى على أساس
طبيعة المنازعة ونوعها.6
وقال الجانب اآلخر منهم أن المشرع تجاهل بحكم المادة 14مدني قاعدة عامة من قواعد االختصاص و
هي قاعدة المدعي يتبع المدعى عليه ما دامت هده المادة تسمح للمدعي الفرنسي أن يجلب المدعى عليه
األجنبي أمام المحاكم الفرنسية ،ثم علل جانب من الفقه حججهم بانتقادهم للمشرع الفرنسي على أساس
التحيز و محاباة الفرنسيين.7
40
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
وفي الحقيقة إن امتياز الجنسية في القانون الجزائري وفي القانون الفرنسي ،يكمن عيبه في تشخيص
االختصاص القضائي الدولي تشخيصا غير متوازن وعدم كفايته أو عدم شموله لكافة صور التنازع.1
وقد يكون التنازل عن االمتياز صريحا بذكر بند صريح في العقد ،أو ضمنيا بأن يقبل الطرف الجزائري
اختصاص محكمة أجنبية وعدم تزاحم اختصاصها واختصاص المحكمة الجزائرية ،فيتخلى عن تمسكه
باالمتياز الممنوح له عند رفع دعواه أمام محكمة أجنبية ،أو عندما يكون مدعى عليه أمام محكمة أجنبية
فيقدم طلباته ودفوعه الموضوعية ،و يعتبر حضوره قرينة على تنازله ،لكنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات
العكس.2
كما يترتب على الطابع الجوازي للمادتين أن القاضي ال يمكنه أن يثير تطبيقهما من تلقاء نفسه ،عن
طريق التمسك باختصاصه 3على أساس الجنسية إذا رفع المدعي دعواه بدون االستناد عليه وكان
االختصاص مبنيا على سبب آخر غير الجنسية.4
فاالختصاص القضائي الدولي للمحاكم الفرنسية المؤسس على المادتين 15، 14له طابع احتياطي
بالمقارنة مع القواعد العادية لالختصاص الدولي ،حيث قررت الغرفة المدنية األولى لمحكمة النقض في قرار
لها صادر بتاريخ 19نوفمبر، 1985أن المادة 14التي تمنح االختصاص للمحاكم الفرنسية للمدعي ال
تطبق إال اذا لم يتحقق أي معيار اختصاص إقليمي في فرنسا ،فبمجرد أن يتوفر ضابط االختصاص لقاعدة
عادية لالختصاص القضائي الدولي من المستحيل أن يتم االستناد إلى المادتين .515 ،14
وتكمن هذ ه االنتقادات خاصة في حالة جنسية المدعي الذي يمكنه اللجوء إلى محاكم دولته في غياب
ك ل ارتباط للمنازعة مع دولته ،بالرغم من اعتبا هر حقا طبيعيا ،لهذا فإن هذا االختصاص غير منصف ألنه ال
يأخذ بع ين االعتبار مصلحة المدعى عليه وانما يراعي مصلحة المدعي ،بسبب انتمائه السياسي لدولة
القاضي وليس باعتبا هر الطرف الضعيف في العالقة القانونية ،وهذا ما يعتبر تحيز من جانب القضاء لحماية
الوطنيين ضد األجانب.6
لهذا يدعو بعض الفقه إلى إلغاء المواد التي تتضمن قاعدة االختصاص على أساس معيار الجنسية،
7
و يمكن القول أن القاعدة معتمدة لمصلحة الطرف الوطني ما دام أنه يحمل جنسية الدولة التي يلجأ لقضائها
1الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،المرجع السابق ،ص.329
2سمية كمال ،المرجع السابق ،ص .74
3رغم ان المشرع قد استجاب أيضا ألحد مبادئ االختصاص القضائي المقررة في التشريعات المقارنة والتي تقوم على مجرد
ارتضاء الخصوم لوالية المحاكم الوطنية ،إال أن بناء االختصاص الدولي لهده المحاكم على هذا األساس وحده ال يمنع القاضي
من التخلي عن اختصاصه انظر :هشام علي صادق المرجع السابق ،ص ص .90، 89
4سمية كمال ،المرجع السابق ،ص .74
5المرجع نفسه ،ص ص .75 ،74
6المرجع نفسه ،ص .78
7المرجع نفسه.
41
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
فتقرير االختصاص لمحاكم الدولة استنادا إلى كون المدعى عليه وطنيا منتقد من الجانب النظري على
أساس انه ُيقيم نوع من التفرقة ) ،(Discriminationفي المعاملة بين الوطنيين واألجانب كما انه يواجه
عقبات عملية تتمثل في عدم إمكانية كفالة أثار الحكم في الدولة التي أصدرته وذلك في حالة انعدام أي صلة
حقيقية بين المدعى عليه الوطني و دولته التي أصدرت الحكم ،وانعدام الرابطة الجدية بين المدعى عليه
ودولته يتحقق في حالة عدم وجود موطن أو محل إقامة له.1
ويبدو من غير المالئم ال تمسك بتلك االع تبارات السياسية وخاصة أن هذه االعتبارات السياسية قد فقدت
الكثير من أهميتها مع ظهور المفاهيم الحديثة لالختصاص القضائي الدولي ،فالعمل باعتبار جنسية المدعي
أصبح عديم الفائدة حيث أنه لم يعد يواكب اال تجاه الغالب في القانون المقارن ،فلم يعد أداء العدالة واجبا
على الدولة تؤديه نحو وطنييها ،وانما أصبح واجبا عليها تؤديه في إقليمها بهدف توفير األمن والسكينة بغض
2
النظر عن جنسية المتقاضين
واضافة لجملة االنتقادات التي وجهها الفقه الختصاص المحاكم الوطنية على أساس جنسية المدعى عليه
أنه يتنافى مع مبدأ جوهري متمثل في مبدأ قوة نفاد األحكام وفعاليتها الدولية فهو ضابط قليل الجدوى وال
يصلح لوحده في تحديد االختصاص القضائي الدولي.3
لكن وبالرغم من االنتقادات الموجهة لهذا المعيار إال أن القاعدة مقررة قانونا فهي قاعدة وضعية ُوجب
على القاضي أن يطبقها وان يحدد من خاللها اختصا ص المحكمة على هذا الضابط وحده ،وهي مقر ةر في
أغلب التشريعات و خاصة منه العربية.4
يرى األستاذ "زروتي" أن حل اإلشكالية السابقة لضابط الجنسية وعدم كفايته يعتمد على حلين:
األول توثيق اجتهاد قضائي جزائري يوسع اختصاص القضاء الجزائري للمنازعات الدولية ذات العالقة
بالنظام القانوني الجزائري ،دون استناد على جنسية الطرفين وحدها.5
ومن ثم يتحقق مبدأ الفعالية ألحكام القضاء وفي المقابل ترسيخ اجتهاد قضائي مؤداه التخلي الختصاص
قضاء أجنبي في حالة كون النزاع يمس في محتواه اختصاص الدولة األخرى واال اصطدم القرار الجزائري
1هشام علي صادق ،حفيظة السيد الحداد ،القانون الدولي الخاص ،د ط ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،1999 ،ص .44
2سهى خلف عبد ،المرجع السابق ،ص . 58
3سمية كمال ،المرجع السابق ،ص . 79
4المرجع نفسه.
5الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،المرجع السابق ،ص .329
42
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
بالمحاكم األجنبية بغاية تنفيذه ،وأساس هذا الحل في حالتي االختصاص الجالب والسالب فهو تفعيل مبدأ قوة
النفاذ.1
والحل الثاني يقتضي تدخل المشرع إلعمال نصوص خاصة باالختصاص القضائي الدولي على غرار
الضوابط المعتمدة في التشريعات الحديثة و لكن الظاهر أن المشرع الجزائري لم يأخذ بعين االعتبار عيوب
امتياز الجنسية و قصوره و إال لما نقل من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية نفس األحكام في قانون
اإلجراءات المدنية القديم.2
والظاهر أن القضاء الجزائري عمل بنفس المنهج ،فعمم مجاالت اختصاص القضاء الداخلي عمال
بالمادتين 40 ،39من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على االختصاص القضائي الدولي ،فأصبح يكتفي
بانطواء النزاع على صلة تسمح بالربط اإلقليمي لمحكمة جزائرية كموقع العقار ومكان تنفيذ االلتزام أو موطن
المتوفى أو مقر الشخص المعنوي ،وهذا بغض النظر عن الجنسية التي يحملها طرفي العالقة.3
واذا كانت بعض معايير االختصاص الداخلي ال تثير إشكالية م ثل المنازعات العينية العقارية ومنازعات
األشغال العمومية و الصفقات اإلدارية والمحجوزات ألن تركيز النزاع دائما يمكن أن تحدد من خالله الجهة
المختصة وطنية كانت أم أجنبية ،فإن بعض المنازعات األخرى يصعب ربطها دوليا من دلك اختصاص
موطن الزوجية ،ومحل إقامة الدائن بالنفقة ومكان ممارسة الحضانة ،ألن األمر يتعلق بتقرير وقائع وليس
حقوقا.4
وهنا تجدر اإلشارة إلى أن القضاء الفرنسي عمد إلى تبني الحل األول بالنظر لما كان يعانيه من نقص
تشريعي في معايير اختصاصه دوليا ،و قام بتقريب قواعد االختصاص القضائي الدولي من قواعد
االختصاص الداخلي معتمدا على التوسيع في تفسير أحكام المادتين 59و 420من قانون اإلجراءات المدنية
الفرنسي ،فأقر في بداية األمر اختصاصه في دعاوى األجانب األكثر قبوال واألقوى أساسا ،فقبل أوال
اختصاص القضاء الفرنسي واختصاص القضاء األجنبي في الدعاوى العينية العقارية إذا كان العقار موجودا
في بلد أجنبي ولو كان أحد األطراف فرنسيا. 5
وأسس اختصاص القضاء الفرنسي بالنسبة للفعل الضار الواقع في فرنسا على فكرة قوانينه البوليسية
مد اختصاص القضاء
والسالمة العامة بغض النظر عن جنسية المتضرر أو المتسبب في الضرر ،كما َ
الحالة.6
الفرنسي لألجانب بشأن المواد التجارية والتعاقدية المدنية وكذا دعاوى َ
1الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،المرجع السابق ،ص . 330
2المرجع نفسه.
3الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،المرجع السابق ،ص . 331
4المرجع نفسه .
5المرجع نفسه ،ص 330
6المرجع نفسه ،ص . 331
43
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
ومن جهة أخرى يتوقف االختصاص على تكييف النظام القانوني المعمول به مثال في ميراث العقار ،هنا
يرجع فيه االختصاص إلى موطن المتوفى الذي هو عادة مكان افتتاح التركة ،وفي حالة وجود العقار في
المورث ،فينفذ الحكم الصادر بشأن العقار بوصفه جزءا من التركة ،أما إذا كان العقار
إقليم الدولة مقر وفاة ُ
في الخارج فالحكم الصادر بالتصفية ال يمكن تنفيذه ألن الحق العيني عقاري يخضع الختصاص قانون
وقضاء موقعه ،إذا االختالف في تكييف موضوع النزاع يؤدي إلى تباين في االختصاص القضائي
والتشريعي.1
ومن هنا ُيالحظ أنه رغم الصعوبات تقريب االختصاص القضائي الدولي من االختصاص الداخلي ،إال
أن اللجوء غلى هذا اإلجراء حتمي في النظم القانونية التي لم تقرر قواعد خاصة باختصاص قضائها دوليا
النظم التي أقرت أحكام غير كافية كالقانون الفرنسي والجزائري.2
كالمغرب ،أو ُ
1الطيب زروتي ،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،المرجع السابق ص .332
2المرجع نفسه.
44
االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية .........................................................
خالصة الفصل الثاني
الجنسية كرابطة قانونية وسياسية تربط الفرد بدولته ،إضافة لكونها تلعب دو ار مهما في القانون الدولي
الخاص فهي تربط أطراف الن ازع بدولة القاضي ،وتعتبر كضابط الختصاص القضاء الوطني.
كما أعتمد المشرع الجزائري على الجنسية وحدها كضابط الختصاص محاكمه ورتب عن التمتع بها جملة
من االمتيازات المقررة سواء للمدعي أو للمدعى عليه إال أن هذا المعيار تعرض للنقد من طرف جانب من
الفقه الفرنسي ،باعتبار أن هذا الضابط يهدف إلى محاباة المتمتعين بالجنسية الفرنسية .ودعا البعض منهم
إلى إلغاء المواد التي تتضمن قاعدة االختصاص على أساس الجنسية ،كما يرى البعض األخر بأن ضابط
الجنسية وحده غير كاف لتحديد والية المحاكم بالمنازعات المتضمنة عنص ار أجنبيا ،وهذا ما يالحظ في
القانون الجزائري والفرنسي وهناك من أقترح حلوال بديلة لضابط الجنسية.
45
خاتمة
خاتمـ ـ ـ ـ ـ ــة ...............................................................................................
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
وفي األخير وبعد أن تم التطرق في هذه الدراسة إلى مفهوم االختصاص القضائي الدولي ،التي تنفرد كل
دولة من خالله ب تحديد اختصاص محاكمها فيما يتعلق بالنزاعات المشتملة على عنص ار أجنبي ،استطعنا
تسجيل جملة من النتائج أهمها:
)1تعتبر قواعد االختصاص القضائي الدولي مظهر من مظاهر سيادة الدولة و هذا لما تتميز به كونها
قواعد وطنية ،فالمحاكم لمعرفة مدى اختصاصها تلجأ لقواعد االختصاص الوطنية كأصل عام و
كاستثناء قد تستند إلى قواعد االختصاص األجنبية ،وهذا ما يؤدي إلى تنازع االختصاص بين محاكم
عدة ُدول نتيجة اختالف القواعد التنظيمية المتعلقة بالنظام القانوني لكل دولة .
)2على خالف قواعد تنازع القوانين ،تعتبر قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مفردة الجانب
يقتصر دورها في بيان ما إذا كان القاضي الوطني ُمختص أو غير مختص للنظر في النزاع دون أن
تتمادى إلى عقد اختصاص القضاء األجنبي.
)3اعتمد الفقه في القانون الدولي الخاص على تحديد مجموعة من الضوابط العامة التي تسترشد بها
الدول عند قيامها بتحديد الحاالت التي تكون فيها محاكمها مختصة بالنظر في المنازعات المشتملة
على عنصر اجنبي وقد اعتمد الفقه في التفرقة بين أنواع هذه الضوابط على النحو اآلتي:
ضوابط اختصاص المحاكم التي تقوم على أساس ارتباط أطراف النزاع بالدولة ،وهذا ما اعتمده
المشرع الجزائري عن طريق األخذ بالج نسية كمعيار تحديد اختصاص محاكمه ،أو ضوابط ُ
االختصاص التي تقوم على ارتباط موضوع النزاع بالدولة كما أضاف الفقه الخضوع االختياري
وحسن سير العدالة كضابطين إضافيين في تحديد والية المحاكم.
)4رغم أن المشرع ا لوطني لديه ما يكفي من الحرية في تحديد اختصاص محاكمه ،إال أنه وفقا لما
تقتضيه مصالح ال ُدول تحت مبدأ التعايش المشترك وانتماء الدولة إلى الجماعة الدولية وما يعرف
بالعرف الدولي ،يصبح هنا المشرع على قدر من االلتزام بهذه القواعد مما يؤدي إلى إعفائه من
ا لنظر في بعض المنازعات التي تتعلق باألشخاص المعفيين من والية القضاء الوطني ،وبالتالي ال
يجوز للمحاكم الوطنية مقاضاة دول أخرى أو األشخاص المتمتعين بالحصانة القضائية على غرار
رؤساء الدول األجنبية والمبعوثين الدبلوماسيين وذلك عمال بمبدأ سيادة الدول.
)5تختص المحا كم الجزائرية بنظر المنازعات الدولية الخاصة متى كان أحد أطراف النزاع يحمل
الجنسية الجزائرية وذلك من خالل نصوص المواد 41و 42من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية
الموضوعة لمصلحة الطرف الوطني في اللجوء للقضاء الوطني في المنازعات المتضمنة عنص ار
أجنبي ،ومنح من خاللها المشرع امتيا از للطرف الوطني للجوء للقضاء الجزائري سواء كان مدعي أو
مدعى عليه.
46
خاتمـ ـ ـ ـ ـ ــة ...............................................................................................
أن المشرع الجزائري قد ساير التشريعات المقارنة في كيفية تحديد اختصاصه من عدمه بنظر
الم نازعات المتضمنة عنص ار أجنبيا ،وعليه ينبغي على فقهاء القانون الدولي الخاص بصفة خاصة المزيد
من االجتهادات والتوسع حول الموضوع والتي تبقى قليلة في الفقه العربي عموما والفقه الجزائري
خصوصا.
47
قائمة
المصادر
والمراجع
المصادر والمراجع..........................................................................
.1اعراب بلقاسم،القانون الدولي الخاص الجزائري ،الطبعة الخامسة ،الجزء الثاني ،دار هومة
للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر . 2008،
.2بدر الدين عبد المنعم شوقي ،دراسات في القانون الدولي الخاص(،د ط)( ،دد م ن)،
.1990
.3حفيظة السيد الحداد ،النظرية العامة في القانون القضائي الخاص الدولي ،الطبعة
األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت .2009
.4سامي بديع منصور،عكاشة عبد العال ،القانون الدولي الخاص ،حلول النزاعات الدولية
الخاصة( ،د ط) ،الدار الجامعية ،بيروت.1993 ،
.5سامي بديع منصور ]وآخرون ،[….القانون الدولي الخاص واالختصاص القضائي الدولي
وآثار األحكام األجنبية في لبنان ،الطبعة األولى ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ،بيروت.2009،
.6سهى خلف عبد ،االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية ،الطبعة األولى ،دار
البادية ناشرون وموزعون ،عمان.2013،
48
المصادر والمراجع..........................................................................
.7سهيل حسين الفتالوي ،الحصانة الدبلوماسية ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر،
عمان.2010،
.8صالح جاد المنزالوي،االختصاص القضائي الدولي بالمنازعات الخاصة الدولية واالعتراف
والتنفيذ الدولي لألحكام األجنبية( ،د ط) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2008 ،
.9صالح الدين جمال الدين ،القانون الدولي الخاص ،الجنسية و ت نازع القوانين ،الطبعة
األولى،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية .2008،
.11الطيب زروتي ،الوسيط في الجنسية الجزائرية( ،د ط) ،مطبعة الكاهنة ،الجزائر.2002،
.11الطيب زروتي،دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري (د ط) ،دار هومة للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر . 2010،
.12الطيب زروتي ،القانون الدولي الخاص الجزائري علما وعمال ،الطبعة األولى ،مطبعة
الفسيلة ،الجزائر.2010،
.15عبد المنعم حافظ السيد ،أحكام تنظيم الجنسية ،الطبعة األولى ،مكتبة الوفاء
القانونية،اإلسكندرية . 2012 ،
.16عزالدين عبدهللا ،القانون الدولي الخاص ،تنازع القوانين وتنازع االختصاص القضائي
الدوليين ،الطبعة التاسعة ،الجزء الثاني ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة.1987 ،
.17علي علي سليمان ،مذكرات في القانون الدولي الخاص الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.2003 ،
.18غالب علي الداودي القانون الدولي الخاص الجنسية الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان .2011
.19ماجد الحلواني،القانون الدولي الخاص وأحكامه في القانون الكويتي( ،د ط) ،مطبوعات
جامعة الكويت ،الكويت.1974 ،
49
المصادر والمراجع..........................................................................
.21محمد وليد المصري ،الوجيز في شرح القانون الدولي الخاص الطبعة األولى ،دار
الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2009 ،
.21هشام خالد ،القانون القضائي الدولي ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي،
اإلسكندرية. 2012،
.22هشام علي صادق ،تنازع االختصاص القضائي الدولي( ،د ط) ،دار المطبوعات
الجامعية ،اإلسكندرية.2002،
.23هشام علي صادق ،حفيظة السيد الحداد ،القانون الدولي الخاص ،د ط ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية.1999 ،
.24وسام توفيق عبدهللا الكتبي ،اعتبارات العدالة في تحديد اختصاص القضائي الدولي( ،د
ط) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2011،
.25صالح الدين بوجالل ،محاضرات في مادة الجنسية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم
الحقوق ،جامعة سطيف .2014/2013 ،2
- 1سمية كمال ،تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه في القانون الخاص ،إشراف يوسف فتيحة ،قسم الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،سنة .2016– 2015
50
الفهرس
الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ..............................................................................................
الفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس
أ إهداء
ب شكر وعرفان
1 مقدمة
4 الفصل األول :األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي
5 المبحث األول :مفهوم االختصاص القضائي الدولي
5 المطلب األول :تعريف االختصاص القضائي الدولي
5 الفرع األول :التعريف اللغوي واالصطالحي
6 الفرع الثاني :التعريف الفقهي
7 المطلب الثاني :طبيعة االختصاص القضائي الدولي
7 الفرع األول :قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد قانونية ملزمة
8 الفرع الثاني :قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد وطنية
9 الفرع الثالث :قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مادية أو
موضوعية
9 الفرع الرابع :قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مفردة الجانب
10 المبحث الثاني :تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عليه
10 المطلب األول :تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي
10 الفرع األول :ضابط جنسية المدعى عليه
11 الفرع الثاني :ضابط موطن المدعى عليه
12 الفرع الثالث :ضابط موقع المال
12 الفرع الرابع :ضابط محل مصدر االلتزام أو محل تنفيذه
13 الفرع الخامس :ضابط الخضوع اإلرادي أو قبول والية القضاء
14 الفرع السادس :ضابط االرتباط
14 الفرع السابع :ضابط تالفي إنكار العدالة
14 الفرع الثامن :ضابط النظام العام
15 المطلب الثاني :القيود الواردة على االختصاص القضائي الدولي
15 الفرع األول :الدول األجنبية
16 أوال :اإلعفاء القضائي النسبي الممنوح للدول األجنبية
16 ثانيا :اإلعفاء القضائي المطلق الممنوح للدول األجنبية
51
الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ..............................................................................................
17 الفرع الثاني :رؤساء الدول األجنبية
18 الفرع الثالث :المبعوثون الدبلوماسيون
18 أوال :الحصانة القضائية المقيدة للمبعوث الدبلوماسي
19 ثانيا :الحصانة القضائية المطلقة
20 الفرع الرابع :القناصل
20 الفرع الخامس :الهيئات والمنظمات الدولية
21 الفرع السادس :المشروعات العامة األجنبية
22 خالصة الفصل األول
23 الفصل الثاني:االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية
24 المبحث األول :انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية
24 المطلب األول :مضمون ضابط الجنسية
24 الفرع األول :مضمون ضابط الجنسية
24 أوال :األشخاص الذين يستفيدون من االمتياز المقرر في المادتين 41و 42من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية
25 ثانيا :متى يلجأ إلى االمتياز المقرر بموجب المادتين 41،42من قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية
26 الفرع الثاني :مفهوم الجنسية في ظل التشريع الجزائري وفقا لألمر
01/05
26 أوال :تعريف الجنسية
27 ثانيا :أنواع الجنسية
27 - 1الجنسية الجزائرية األصلية بالنسب
27 أ -الولد المولود من أب جزائري
28 ب -الولد المولود من أم جزائرية
29 - 2الجنسية الجزائرية األصلية بالميالد على اإلقليم الجزائري
29 - 3الجنسية المكتسبة
29 أ -اكتساب الجنسية بالزواج
30 ب -التجنـ ــس
30 ج -استرداد الجنسية
31 ثالثا :التنازع االيجابي والسلبي للجنسيات
31 أ -التنازع اإليجابي للجنسيات
52
الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ..............................................................................................
32 ب التنازع السلبي للجنسيات
33 المطلب الثاني :شروط إعمال ضابط الجنسية وفقا للمادتين 41و 42
33 الفرع األول :شرط أن يكون المدعي أو المدعى عليه وطنيا
34 الفرع الثاني :شرط أن يكون موضوع النزاع تنفيذ التزامات تعاقدية
36 المبحث الثاني :تقيم ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي الدولي
36 المطلب األول :طبيعة ضابط الجنسية
36 الفرع األول :اختصاص امتياز الجنسية الجزائرية اختصاص اختياري
38 الفرع الثانــي:التنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية
38 الفرع الثالث أثار التنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية
39 المطلب الثاني :ايجابيات وسلبيات ضابط الجنسية والحلول البديلة والمقترحة
39 الفرع األول :ايجابيات ضابط الجنسية
40 الفرع الثاني :سلبيات ضابط الجنسية
42 الفرع الثالث :الحلول البديلة أو المكملة لضابط الجنسية
45 خالصة الفصل الثاني
46 خاتمة
48 قائمة المصادر و المراجع
51 الفهرس
53