You are on page 1of 62

‫جامعة العربي بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫تنازع االختصاص‬
‫القضائي الدولي‬
‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬

‫‪-‬شعبة الحقوق‪ -‬تخصص‪ :‬قانون دولي خاص‬

‫مديرة المذكرة ‪ :‬د‪ .‬شهرزاد نوار‬ ‫الطالب‪ :‬البشير أورير‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫‪ -1‬وسيلة لزعر‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬أستاذة مساعدة – أ‪ ...................................-‬رئيسا‪.‬‬


‫‪ -2‬شهرزاد نوار‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬أستاذة محاضرة– ب‪ .........................-‬مشرفة ومقررة‪.‬‬
‫‪ -3‬جميلة زايدي‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬أستاذة مساعدة– أ‪ ..........................-‬عضوا ممتحنا‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪2017/2016 :‬‬


‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬

‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ داء‬

‫إ ىل قدويت إ لأوىل ‪ ...‬إ ىل من رفعت ر أأيس عالياً إفتخارإ به ‪...‬‬


‫إ ىل من علمين إلصرب والاجهتاد ‪ ...‬إ ىل من وهب نفسه لسعاد تنا ‪...‬‬
‫***وإدلي إحلبيب ***‬
‫إ ىل رمز إلعطاء و إلوفاء ‪ ،‬إ ىل من جعلت إجلنة حتت أأ قدإهما ‪ ،‬إ ىل‬
‫ينبوع إلعطف وإحلنان وإحلب إ ىل أأرشف مثال للتضحية‬
‫*** أأ يم إلغالية ***‬

‫إ ىل من بروعهتم اكنت أأمجل ذكراييت ‪ ...‬إ ىل إ لأيد ي إحلانية يل عوان يف‬


‫حيايت‪...‬‬
‫إ ىل من مه جبانيب يف مجيع حلظات مشوإري‪...‬‬
‫*** أأخويت و أأخوإيت و أأ صدقايئ ** *‬

‫‌أ‬
‫أتقدم بتحية شكر وتقدير إلى‪:‬‬
‫❖ األستاذة المشرفة الدكتورة شهرزاد نوار‬
‫عىل قبولها ا إلرشاف عىل هذه املذكرة‪ ،‬وما مشلتين به من توجيه ومساعدة‬
‫طيةل اإعداد هذا العمل كام أتقدم خبالص شكري اإىل لك من‬
‫الس تاذة‪ :‬وس يةل لزعر‬
‫الس تاذة‪ :‬مجيةل زايدي‬
‫ملا تفضلتا به من كرم قبول عضوية جلنة مناقشة هذه املذكرة واملالحظات القمية‬
‫اليت ستنقح هذا العمل وتصحح ما ورد فيه من سهو وإاغفال‬

‫لمك أساتذيت جزيل الشلك وعظمي الامتنان‬

‫بب‬
‫ب‬
‫مقدمة‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــة ‪.................................................................................‬‬

‫مقدم ــــــــــــــــــــــ ـة‪:‬‬


‫بتطور المواصالت ووسائل النقل بات العالم شبيها بقرية صغيرة‪ ،‬فأصبح فيه التعامل بين‬
‫األشخاص من جنسيات مختلفة أم ار عاديا‪ ،‬وما ينجر عن ذلك من منازعات تعرف بالمنازعات‬
‫الخاصة الدولية التي يؤطرها القانون الدولي الخاص عن طريق تنظيم العالقات الداخلية والتي‬
‫يمكن أن تكون عرضة لتنازع االختصاص القضائي الدولي الذي ينظم بدوره مسائل اختصاص‬
‫المحاكم الوطنية أو عدم اختصاصها في المنازعات ال تي تتضمن عنص ار أجنبيا‪.‬‬

‫كما يعد االختصاص القضائي من المسائل التي يفصل فيها القاضي الوطني بمناسبة النظر‬
‫في المنازعات الخاصة الدولية‪ ،‬ويقصد به الحدود التي تباشر فيها الدولة سلطاتها القضائية في‬
‫مقابل السلطات ال قضائية لدولة أخرى‪ ،‬حيث بموجبه يتم تعيين حدود والية محاكم الدولة في‬
‫المنازعات المشتملة على عنصر أجنبي اتجاه غيرها من الدول‪ ،‬وتتكفل كل دولة بتحديد‬
‫اختصاصها بنظر تلك المنازعات احتراما لسلطتها وسيادتها‪ ،‬ومنه تتخذ القواعد المنظمة لذلك‬
‫االختصاص المتعلق بالطابع الوطني والذي يعد من صنع مشرع الدولة ما لم يتعلق األمر‬
‫بإحدى سلطاتها ‪ -‬السلطة القضائية – مع مراعاة المصلحة الوطنية والعالقات الدولية‪ ،‬كما تهدف‬
‫قواعد االختصاص القضائي إلى تيسير التقاضي وحسن سير العدالة‬

‫وتقتصر دراستنا هذه على موضوع تنازع االختصاص القضائي الدولي لما تتميز به قواعده‬
‫إضافة للضوابط التي تسترشد بها المحاكم الوطنية في تحديد اختصاصها بنظر المنازعات‬
‫المتضمنة عنص ار أجنبيا‪ ،‬ومع األخذ بعين االعتبار القيود المفروضة عليه‪.‬‬

‫تبرز أهمية موضوع الدراسة في تنامي المنازعات الدولية الخاصة و ما يترتب عنها من‬
‫تداخل في المسائل ا لقانونية‪ ،‬وهذا راجع لعدة أسباب لعل أبرزها تجاوز عالقات األفراد الحدود‬
‫الوطنية و التي لم تعد قاصرة على حدود دولة معينة‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه نشوء نوع من‬
‫العالقات ذات البعد الدولي الخاص‪.‬‬

‫وبما أن القضاء يعتبر مظه ار من مظاهر سيادة الدولة‪ ،‬فان محاكم الدولة مسؤولية عن‬
‫نظر‬
‫الفصل في المنازعات التي تقع داخل إقليمها سواء كانت تتضمن عناصر وطنية أو أجنبية‪ ،‬ا‬
‫لعدم وجود محكمة دولية يمكن لها أن تنظر في المنازعات الدولية الخاصة‪.‬‬

‫في ما يخص أسباب اختيار موضوع الدراسة‪ ،‬فإن اهتمامنا به جاء وفق اعتبارات موضوعية‬
‫قائمة على العناصر اآلتية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــة ‪.................................................................................‬‬

‫‪ / 1‬تجاوز عالقات األفراد الحدود الوطنية‪ ،‬نظ ار لتطور وسائل النقل واالتصاالت ومتطلبات‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬مما أدى النفتاح الدول على بعضها البعض ووجود العنصر األجنبي في إقليم‬
‫الدولة‬

‫‪ / 2‬لم تلقى االعتبارات او الضوابط التي تناقش القواعد المحددة اختصاص القضائي الدولي‬
‫العناية الكافية واالهتمام الذي أخذته نظرية تنازع القوانين على الرغم من تطور العالقات الدولية‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪ / 3‬كثرت المنازعات المشوبة بعنصر أجنبي أمام المحاكم الوطنية‪.‬‬

‫‪ ‬إشكالية موضوع البحث‪:‬‬

‫و من خالل ما تم تقديمه اهتدينا بدافع قوي قصد دراسة هذا موضوع بطرح االشكالية‬
‫االتية‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية االختصاص القضائي الدولي في تحديد اختصاص المحاكم الوطنية للنظر في‬
‫المنازعات ذات العنصر األجنبي‪ ،‬اضافة ألهمية قواعده و الضوابط المعتمدة كمعايير لتحديد هذا‬
‫االختصاص ‪:‬‬

‫‪ -‬على أي أساس يتحدد اختصاص المحاكم الوطنية لدولة من الدول بنظر المنازعات الخاصة‬
‫الدولية‪ ،‬وما موقف التشريع الجزائري من ذلك؟‬

‫إ ن األهداف المتوخاة من دراسة هذا الموضوع ترجع باألساس لتسليط الضوء على موضوع‬
‫تنازع االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬وبيان الضوابط التي ساهمت في تحديده واالستثناءات‬
‫الواردة على هذا االختصاص في شكل قيود فرضها العرف الدولي والتعايش المشترك بين الدول‪،‬‬
‫فضال عن بيان مدى مسايرة المشرع الجزائري للتشريعات المقارنة في تحديد اختصاص المحاكم‬
‫الوطنية للنظر في المنازعات لدولية الخاصة سعيا منه إلى إرساء قواعد االختصاص الدولي‪،‬‬
‫مساهمين بذلك في إثراء هذا الموضوع الذي عولج بقدر محتشم‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫سمية كمال‪ ،‬تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪،‬‬
‫تلمسان‪ ،‬حيث تناولت الباحثة في مذكرتها وفي الفصل األول منها خضوع االختصاص القضائي‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــة ‪.................................................................................‬‬

‫الدولي لقانون القاضي‪ ،‬وفي المقابل تناولنا في هذه الدراسة النظرية العامة لالختصاص القضائي‬
‫الدولي وكذلك اختصاص المحاكم الجزائرية بالنظر في المنازعات المشتملة على عنصر أجنبي‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في هذا السياق أنه رغم وجود دراسات علمية أكاديمية سابقة في هذا المجال‪،‬‬
‫إال أنها تبقى قليلة ومحتشمة في الفقه العربي وفي الفقه الجزائري خاصة‪ ،‬وهو ما انعكس على‬
‫الموضوع حيث تطلب منا ذلك جهد ووقت معتبر من أجل جمع المادة العلمية وتحليلها‬
‫وتوظيفها‪.‬‬

‫بهدف معالجة هذه اإلشكالية ومختلف التساؤالت التي تثيرها الدراسة‪ ،‬استعنا بالمنهج‬
‫الوصفي في سرد المعطيات وذلك ممن خالل تناول مفهوم االختصاص القضائي الدولي وطبيعة‬
‫قواعده والضوابط المعتمدة في تحليله‪ ،‬إضافة للقيود التي يعفى بموجبها األشخاص المتمتعين‬
‫بالحصانة القضائية من والية القضاء الوطني‪ ،‬كما تناولنا اختصاص المحاكم الجزائرية في‬
‫المنازعات الدولية الخاصة‪ ،‬في حين أننا وظفنا المنهج التحليلي خاصة عند تحليل نصوص‬
‫المواد ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المحددة الختصاص المحاكم الجزائرية‬
‫ببيان ما تضمنته من أحكام‪.‬‬

‫‪ ‬خطة البحث‪:‬‬

‫وفي سبيل اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم الموضوع إلى فصلين‪ ،‬حيث تناولنا‬
‫في الفصل األول األ حكام العامة لالختصاص القضائي الدولي والذي بدوره قسمناه إلى مبحثين‬
‫تناولنا في المبحث األول مفهوم االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬وفي المبحث الثاني تحديد‬
‫ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عليه‪ .‬أما الفصل الثاني فخصصناه للحديث‬
‫عن االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية والذي بدوره قسمناه إلى مبحثين تناول أولهما‬
‫انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية‪ ،‬أما الثاني تطرقنا فيه تقييم‬
‫ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي الدولي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‬
‫األحكام العامة‬
‫لالختصاص القضائي الدولي‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي‬
‫إن الغاية من تحديد االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬ىو تحديد والية القضاء الوطني فيما يتعمق‬
‫بالمنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي‪ ،‬مما يتعين معو معرفة قضاء أي دولة ىو مختص بالفصل في ذلك‬
‫النزاع‪ ،‬ويعتبر االختصاص القضائي الدولي مسالة أولية أسبق عمى تطبيق قواعد تنازع القوانين‪.‬‬

‫إضافة أن الدولة تممك الحرية في ت حديد اختصاص محاكميا في المنازعات الدولية الخاصة وفقا‬
‫لمضوابط التي تختارىا‪ ،‬وىذا إعماال لمظاىر سيادتيا إال أن ىذه الحرية مقيدة في مواجية األشخاص الذين‬
‫خول ليم العرف الدولي حق التمتع بالحصانة القضائية‪.‬‬

‫سنتطرق في المبحث األول لمفيوم االختصاص القضائي الدولي ونتولى في المبحث الثاني تحديد‬
‫الضوابط والقيود الواردة عميو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫مفهوم االختصاص القضائي الدولي‬

‫يشمل مفيوم االختصاص القضائي الدولي مجموعة من التعاريف ‪ ،‬ويقتضي أن نبين من ناحية المقصود‬
‫من ىذا االصطالح وبيان طبيعة قواعد االختصاص القضائي الدولي لما تتميز بو من خصائص لكونيا‬
‫تنظم منازعة دولية خاصة‪.‬‬

‫وىذه النقاط نتعرض لكل منيا في مطمب مستقل‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫تعريف االختصاص القضائي الدولي‬

‫حضي االختصاص القضائي الدولي بعدة تعريفات فقيية فضال عن التعريف المغوي‪ ،‬والتي نتولى بيانيا‬
‫في اآلتي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف المغوي واالصطالحي‪.‬‬

‫االختصاص لغة‪ :‬مصدر الفعل اختص‪ ،‬يقال اختص بو يختص بو أفرده دون غيره وىو عكس‬
‫تعميمو‪ ،‬أما اصطالحا فإن لو عدة معان في القانون‪ ،‬حيث يقصد بو في القانون الدولي العام بأنو مظاىر أو‬
‫معالم أىمية أو صالحية الدولة بأن تتخذىا أعماال وفقا لمقانون‪ ،‬يمكن أن تباشرىا بصورة مشروعة ويقصد بو‬
‫أيضا صالحية أو قوة إحدى السمطات الثالث في الدولة الواحدة أي ما تتمتع بو الدول من االختصاصات‬
‫الثالث التشريعية‪ ،‬التنفيذية‪ ،‬القضائية‪ ،‬وقد اُستخدم مصطمح االختصاص لبيان كيفية استعمال المحاكم‬
‫لمسمطة المخولة ليا في أمور محددة‪ ،1‬وفي اصطالح النظام القضائي ىو توزيع الميام بين المحاكم والييئات‬
‫القضائية المختمفة عن طريق بيان حصتيا من المنازعات والمسائل التي يخول ليا الفصل فييا ومنح الحماية‬
‫القضائية بشأنيا‪.2‬‬

‫‪ 1‬سٓى خهف ػجذ‪ ،‬االخزظبص انمضبئً انذٔنً نهًذبكى انٕطٍُخ‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬دار انجبدٌخ َبشزٌٔ ٔيٕسػٌٕ‪ ،‬ػًبٌ‬
‫‪، 2013،‬ص‪.32‬‬

‫‪ 2‬طبنخ جبد انًُشالٔي‪ ،‬االخزظبص انمضبئً انذٔنً‪ ،‬انًُبسػبد انخبطخ انذٔنٍخ ٔاالػززاف ٔانزُفٍذ انذٔنً نألدكبو‬
‫األجُجٍخ‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار انجبيؼخ انجذٌذح‪ ،‬اإلسكُذرٌخ‪ ،2008 ،‬ص‪. 23‬‬

‫‪5‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫ويقصد باصطالح االختصاص القضائي بالمنازعات الخاصة الدولية مجموعة القواعد التي تحدد‬
‫اختصاص محاكم الدولة بنظر المنازعات التي تحتوي عمى عنصر أجنبي بالمقابمة لمحدود التي تباشر فييا‬
‫محاكم الدول األخرى سمطتيا القضائية ‪ ،‬فقواعد االختصاص القضائي الدولي في دولة معينة تعني الحاالت‬
‫التي تؤول االختصا ص لمحاكميا في المنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي فقط دون أن تبين الحاالت‬
‫التي ينعقد فييا االختصاص لمحاكم الدول األخرى في المسائل التي تجعل من المحاكم الوطنية تدفع بعدم‬
‫‪1‬‬
‫اختصاصيا‪.‬‬

‫ولما كانت الدولة تمارس سمطتيا القضائية عن طريق محاكميا كان المقصود باالختصاص القضائي‬
‫الدولي ىو تحديد الحدود التي تمارس فييا محاكم دولة معينة مياميا القضائية بالمقابمة لمح ُدود التي يباشر‬
‫‪2‬‬
‫فييا قضاء الدول األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي‪.‬‬

‫لم يعرف أي من التشريعات المقارنة االختصاص القضائي الدولي تاركة ىذه المسألة لمفقو الذي ساىم‬
‫بدوره في وضع تعريفات عديدة من بينيا ‪ :‬أن قواعد االختصاص القضائي الدولي ىي مجموعة القواعد التي‬
‫تبين حدود والية المحاكم في ما يخص العالقات القانونية ذات العنصر األجنبي إزاء محاكم الدول األجنبية‬
‫‪3‬‬
‫التي تنازع ىذا االختصاص‪.‬‬

‫غير أن بعض الفقياء يعبرون عن االختصاص القضائي الدولي لمحاكم دولة معينة باصطالح‬
‫االختصاص العام لمحاكم الدولة وىذا عمى عكس االختصاص الخاص ليذه األخيرة‪ ،‬أي نصيب كل منيا‬
‫من اختصاص القضاء وبعد أن تحدد قواعد االختصاص العام حدود ىذه الوالية من النظرية الدولية أي تُجاه‬
‫محاكم الدول األخرى بالنسبة لممنازعات المشتممة عمى عنصر أجنبي‪ ،‬إال أن اصطالح االختصاص‬
‫الدولي يعتبر أوضح في الداللة عمى العنصر األجنبي في الخصومة التي يتحدد بشأنيا ىذا‬
‫القضائي َ‬
‫االختصاص‪.4‬‬

‫‪ 1‬طبنخ جبد انًُشالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 24‬‬


‫‪2‬ػشانذٌٍ ػجذهللا‪ ،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص‪ ،‬رُبسع انمٕاٍٍَ ٔرُ بسع االخزظبص انمضبئً انذٔنٍٍٍ‪ ،‬انطجؼخ انزبسؼخ‪ ،‬انجشء انثبًَ‬
‫‪ ،‬انٍٓئخ انًظزٌخ انؼبيخ نهكزبة‪ ،‬انمبْزح‪ ،1987 ،‬ص‪.605‬‬
‫‪ٔ3‬سبو رٕفٍك ػجذهللا انكزجً‪ ،‬اػزجبراد انؼذانخ فً رذذٌذ اخزظبص انمضبئً انذٔنً‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار انجبيؼخ انجذٌذح‬
‫‪،‬اسكُذرٌخ‪ ، 2011،‬ص‪. 15‬‬
‫‪ 4‬ػشانذٌٍ ػجذهللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 607‬‬

‫‪6‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫والواقع ىو أن مسألة البحث عن المحكمة المختصة دوليا يجب أن تتمتع باألسبقية في العرض قبل‬
‫مسألة تنازع القوانين ‪ ،‬فقبل أن يحدد القاضي المعروض أمامو النزاع ما ىو القا نون الواجب التطبيق عمى‬
‫الخصومة ‪ ،‬يجب عميو أوال أن يبحث عن مدى اختصاصو من عدمو لمنظر في النزاع وذلك باعتبار موضوع‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫تنازع االختصاص مسألة أولية‬

‫الدولي تأثير تساىم من خاللو في تحديد‬


‫كما يرى بعض الفقياء أن لقواعد االختصاص القضائي َ‬
‫القانون الواجب التطبيق‪ ،‬ويتمثل دور قواعد االختصاص القضائي الدولي في تكييف القضية باالعتماد عمى‬
‫مضمون قواعد اإلسناد الوطنية أو بالرجوع لقانون القاضي باعتبا هر مرجعا‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫طبيعة االختصاص القضائي الدولي‬

‫تتسم قواعد االختصاص القضائي الدولي بمجموعة من الخصائص تميزىا وتتميز في أنيا قواعد قانونية‪،‬‬
‫وطنية‪ ،‬مادية أو موضوعية وقواعد مفردة الجانب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد قانونية ممزمة‪.‬‬

‫المتعارف عميو دوليا أن ضبط حاالت اختصاص محاكم دولة معينة بالنزاع المشتمل عمى عنصر أجنبي‬
‫والمعروض أماميا يتم وفق قواعد االختصاص القضائي الدولي في ىذه الدولة‪ ،‬وال تختمف ىذه القواعد عن‬
‫العام ‪ ،‬فإذا كانت ىذه األخيرة تفصل موضوعيا في النزاع أي أن ليا غاية‬
‫غيرىا من قواعد القانون بمفيومو َ‬
‫محددة وواضحة رغبتيا تمكن المشرع من تحديد الحاالت التي يؤول فييا االختصاص لممحاكم الوطنية‬
‫المشتممة عمى عنصر أجنبي أي تيدف في النياية عمى الحرص عمى تحقيق االستقرار القانوني لمعالقات‬
‫والروابط الخاصة الدولية‪. 3‬‬

‫وأن االختصاص القضائي الدولي يرتبط تماما مع سيادة الدولة‪ ،‬وأن ىذا االختصاص يتوقف تحديده‬
‫عمى ارتباط عناصر العالقة القانونية بتمك الدولة‪ ،‬من خالل سمطتيا القضائية وعن طريق األحكام التي‬
‫تصدر باسميا سواء كان ىذا االرتباط شخصيا أو إقميميا‪ ،‬وفي حالة انتفاء ىذه الصفة يصبح الحكم مجرد‬
‫حبر عمى ورق وال يحظى بأي قيمة تنفيذية في الخارج‪.4‬‬

‫‪1‬ػهً ػهً سهًٍبٌ ‪ ،‬يذكزاد فً انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي‪ ،‬انطجؼخ انثبٍَخ‪ ،‬دٌٕاٌ انًطجٕػبد انجبيؼٍخ‪ ،‬انجشائز‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.6‬‬
‫‪2‬يبجذ انذهٕا ًَ‪،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص ٔأدكبيّ فً انمبٌَٕ انكٌٕزً‪( ،‬د ط)‪ ،‬يطجٕػبد جبيؼخ انكٌٕذ‪ ،‬انكٌٕذ‪،1974 ،‬‬
‫ص‪.388‬‬
‫‪ 3‬طبنخ جبد انًُشالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪4‬ػجذ انكزٌى يًذٔح ‪ ،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص رُبسع انمٕاٍٍَ‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬دار انثمبفخ نهُشز ٔانزٕسٌغ‪ ،‬ػًبٌ‪2005،‬‬
‫‪،‬ص‪. 248‬‬

‫‪7‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد وطنية‪.‬‬

‫تنفرد كل دولة بتحديد قواعد االختصاص الدولي لمحاكميا في المنازعات المتضمنة عنصر أجنبي‪،‬‬
‫فقواعد االختصاص الدولي ال ترتبط كأصل عام رغم ما توحي بو تسم يتو بقواعد القانون الدولي العام‪ ،‬وانما‬
‫كل دولة من أجل تحقيق أىدافيا االجتماعية واالقتصادية التي تسعى إلييا من خالل سياستيا التشريعية‬
‫تضع جممة من القواعد التي تحدد اختصاص محاكميا دوليا‪ ،‬إذن األمر ىنا ال يختمف من ىذه الناحية لما‬
‫‪1‬‬
‫ىو عميو الحال بالنسبة لقواعد االختصاص الداخمي لممحاكم ‪.‬‬

‫وقيام كل دولة بتحديد قواعد االختصاص الدولي لمحاكميا لما تمميو تمك الحالة الراىنة في عجز‬
‫المجتمع الدولي عن وضع معايير موحدة لالختصاص القضائي الدولي من أجل ربط سائر العالقات القانونية‬
‫وأنظمتيا لمختمف الدول‪ ،‬وما دام أن المجتمع الدولي يفتقد ليذا التنظيم فمن البدييي أن تبادر كل دولة إلى‬
‫‪2‬‬
‫وضع القواعد التي تحدد اختصاص محاكميا الخاصة ذات الطبيعة الدولية‪.‬‬

‫كما أن المحاكم الوطنية في سبيل تطبيق ىذه القواعد تقوم بإعمال القانون الوطني عمى اإلجراءات‬
‫القضائية وبموجب ىذا اإلعمال يستوي أطراف الدعوى أمام المحاكم سواء كانوا وطنيين أم أجانب‪ ،‬ألن‬
‫‪3‬‬
‫قاضي النزاع في ىذه الحالة سيطبق قانونو بغض النظر عن صفة المتنازعين‪.‬‬

‫ويترتب عمى وطنية قواعد تنازع االختصاص القضائي الدولي أن التكييفات األساسية لتفعيميا تخضع ىي‬
‫أيضا لمقانون الوطني‪ ،‬فمثال إذا كانت قواعد االختصاص القضائي في الجزائر قد عقدت لوالية المحاكم‬
‫الجزائرية لما يكون المدعى عميو في الجزائر‪ ،‬فإن تحديد مفيوم الموطن يكون وفقا لمقانون الجزائري‪.4‬‬

‫ومع ذلك إذا كانت الوطنية تميز مصادر قواعد القانون الدولي الخاص وما اتصل من ىذه القواعد‬
‫باالختصاص القضائي الدولي‪ ،‬إال أن ىذا المبدأ ليس مطمقا‪ ،‬فيناك من قواعد القانون الدولي الخاص ما‬
‫ينصاع إلى مبادئ القانون الدولي العام ‪ ،‬بمعنى يجب عمى الدولة أن تمتزم بموجب قواعد القانون الدولي العام‬
‫نزوال عمى ضرورات التعايش المشترك بين الدول‪.5‬‬

‫‪ْ 1‬شبو ػهً طبدق‪ ،‬رُبسع االخزظبص انمضبئً انذٔنً‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار انًطجٕػبد انجبيؼٍخ‪ ،‬اإلسكُذرٌخ‪ ،2002 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 2‬طبنخ جبد انًُشالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 42‬‬
‫‪ 3‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص‪ ،‬دهٕل انُشاػبد انذٔنٍخ انخبطخ‪( ،‬د ط)‪ ،‬انذار انجبيؼٍخ‪،‬‬
‫ثٍزٔد‪،1993، ،‬ص‪. 405‬‬
‫‪ 4‬اػزاة ثهمبسى‪،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي‪ ،‬انطجؼخ انخبيسخ‪ ،‬انجشء انث بًَ‪ ،‬دار ْٕيخ نهطجبػخ ٔانُشز ٔانزٕسٌغ‪،‬‬
‫انجشائز ‪ 2008،‬ص‪. 12‬‬
‫‪ْ5‬شبو ػهً طبدق ‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 7‬‬

‫‪8‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫وأن الحل النيائي لمنزاع سيختمف كذلك من دولة إلى دولة و ىذا ما يالحظ في مدى تأثير االختصاص‬
‫القضائي عمى االختصاص القانوني ‪ ،‬فعندما يعرض عمى المحاكم الوطنية نزاع يشتمل عمى عنصر أجنبي‬
‫أي ذو طابع دولي تمجأ المحكمة إلى قواعد اإلسناد في قانونيا الوطني‪.1‬‬

‫‪.‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مادية‬


‫أو موضوعية ‪Règles matérielles ou substantiels‬‬ ‫‪.‬‬

‫تتميز ىذه القواعد أيضا بأنيا ليست قواعد تنازع وانما ىي قواعد مادية أو موضوعية تقتصر عمى‬
‫الحاالت التي ينعقد فييا االختصاص لممحاكم الوطنية في المنازعات ذات الطابع الدولي دون تحديد لتمك‬
‫التي تكون داخمة في اختصاص المحاكم األجنبية‪ ،‬وىذه الصفة تميزىا عن قواعد تنازع القوانين‪.2‬‬

‫وتتولى قواعد االختصاص القضائي الدولي تحديد ما إذا كانت المحاكم الوطنية مختصة أو غير مختصة‬
‫بالنظر في النزاع المشتمل عمى عنصر أجنبي‪ ،‬دون تحديد القانون الذي يعين المحكمة المختصة وىذا ما‬
‫يميزىا عن قواعد اإلسناد المعتمدة في حل مشكمة تنازع القوانين‪ ،‬وانما تشير فقط إلى القانون المطبق عمييا‬
‫من بين جممة القوانين‪ ،‬وعمى ىذا االعتبار ال تعتبر قواعد تنازع االخ تصاص القضائي الدولي قواعد إسناد‪،‬‬
‫وانما تعتبر قواعد مادية ىدفيا بيان الحاالت التي يكون فييا القضاء الوطني مختص بالنظر في المنازعات‬
‫المتضمنة عنصر أجنبي‪.3‬‬

‫ومن جية أخرى يعتبر بعض الفقياء أن ا لقواعد المحددة لالختصاص القضائي الدولي قواعد غير مباش ةر‬
‫بمعنى أنيا ال تحل بنفسيا المسألة القانونية محل النزاع بل تقتصر عمى تحديد المحكمة الوطنية التي تتولى‬
‫حل ىذا النزاع‪.4‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مفردة الجانب‬

‫عمى عكس ما تتميز بو قواعد تنازع القوانين لكونيا ثنائية الجانب‪ ،‬المتمثل دورىا في تعيين القانون‬
‫األجنبي الواجب التطبيق عمى العالقة القانونية المشتممة عمى عنصر أجنبي‪ ،‬فإن قواعد تنازع االختصاص‬
‫القضائي الدولي ىي قواعد مفردة الجانب‪ ،‬لكونيا تبين اختصاص المحاكم الوطنية دون اختصاص المحاكم‬
‫األجنبية‪ ،‬وال تتعدى ذلك إلى منح االختصاص لمقضاء األجنبي‪ ،‬أي تقتصر فقط عمى بيان ما إذا كان‬
‫القضاء الوطني مختص أو غير مختص‪ ،‬وتبرير ذلك ىو أن قواعد تنازع االختصاص القضائي الدولي قريبة‬

‫‪ْ1‬شبو ػهً طبدق‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪،‬ص‪.7‬‬


‫‪ 2‬طبنخ جبد انًُشالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 45‬‬
‫‪3‬اػزاة ثهمبسى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 3‬‬
‫‪4‬دفٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انُظزٌخ انؼبيخ فً انمبٌَٕ انمضبئً انخبص انذٔنً‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬يُشٕراد انذهجً انذمٕلٍخ ‪ ،‬ثٍزٔد‬
‫‪ ،2009‬ص‪. 23‬‬

‫‪9‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫من القانون العام‪ ،‬وانما الدول بمفيوم السيادة ال تق بل أن يكون اختصاص محاكميا محدد من طرف مشرع‬
‫أجنبي‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عميو‬
‫يتحدد االختصاص القضائي الدولي وفق جممة من الضوابط التي تسيطر عمى تحديده وتمثل نوعا من‬
‫المعايير التي يمكن لممشرع الوطني أن يسترشد بيا‪.‬‬

‫وبالمقابل ترد عمى االختصاص الق ضائي الدولي بعض القيود في صورة استثناءات سنتولى من خالل‬
‫ىذا المبحث عرض تمك النقاط كل منيا في مبحث مستقل‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي‬

‫تنفرد كل دولة بتحديد الحاالت التي ينعقد فييا االختصاص لمحاكميا الوطنية‪ ،‬وبالنظر لمقوانين المقارنة‬
‫لمختمف الدول نجد أن ىنالك مجموعة من القواعد التي تم تبنييا لتنظيم االختصاص القضائي الدولي عمى‬
‫النحو اآلتي بيانو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضابط جنسية المدعى عميو‬

‫يفيد ىذا الضابط انعقاد االختصاص لمحاكم الدولة التي يحمل المدعى عميو جنسيتيا‪ ،‬وىو عبا ةر عن‬
‫ضابط شخصي وغير إقميمي ألنو يعتد فيو بصفة الشخص دون االعتداد باإلقميم‪ ،‬ويتميز أيضا كونو قانوني‬
‫ألنو يقوم عمى فكرة قانونية‪ ،‬إضافة لكونو عام ال يقتصر عمى فئة معينة من المنازعات‪.2‬‬

‫وقد اختمفت مواقف الدول حول األخذ بيذا الضابط‪ ،‬فعمى سبيل المثال يعتبر القانون الالتيني والجرماني‬
‫أن االختصاص القضائي الدولي لممحاكم الوطنية تبرر ثبوتو رابطة الجنسية عمى الوطنيين وعمى التزاماتيم‬
‫الناشئة‪ ،‬وعمى عكس ذلك فالقانون االنجميزي والقانون األردني ال يعتمدان عمى ىذا الضابط لالختصاص إال‬
‫إذا كان لموطني موطنا أو مكان إقامة في دولة المحكمة‪.3‬‬

‫‪ 1‬اػزاة ثهمبسى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 10‬‬


‫‪2‬دفٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 54‬‬
‫‪3‬يًذٔح ػجذ انكزٌى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 250‬‬

‫‪10‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫وأمثمة التشريعات التي أخذت بمعيار جنسية المدعى عميو كضابط النعقاد االختصاص لمحاكميا نجد‬
‫المشرع الجزائري باالعتماد عمى نصوص المواد ‪ 14‬و‪ 14‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية باعتبار‬
‫الجنسية الجزائرية ضابط لالختصاص القضاء الجزائري‪.1‬‬

‫إضافة لمتشريع الفرنسي مادة (‪ 41‬مدني) وقانون المرافعات المصري (م ‪ )42‬والقانون المبناني المادة‬
‫(‪ 471‬م‪.‬م) و يستند اختصاص المحاكم الوطنية بناء عمى ىذا الضابط وفق اعتبار سياسي يتمثل في الدور‬
‫األساسي لقضاء الدول في إقامة العدل بين رعاياىا‪ ،‬وتختص أيضا بالفصل في المنازعات التي يكون‬
‫مواطنييا طرفا فييا حتى ولو كان محل إقامتيم بالخارج وذلك باعتباره أحد الحقوق األساسية المقررة‬
‫لمخصم‪.2‬‬

‫وقد تعرض ىذا الضابط إلى انتقادات مما أدى بالقضاء في بعض الدول التي تتبنى جنسية المدعى عميو‬
‫كضابط لعقد اختصاص محاكميا إلى التخفيف من أث هر وذلك بعدم النظر إليو عمى أنو ضابط متعمق بالنظام‬
‫العام‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ضابط موطن المدعى عميو‬

‫يعتبر ىذا الضابط من أكثر الضوابط شيوعا ومن أىم المبادئ التي يقوم عمييا كل من االختصاص‬
‫القضائي الدولي واالختصاص الداخمي لممحاكم وبناءا عميو يكون عمى المدعي أن يسعى لمحكمة المدعى‬
‫عميو وتكمن الحكمة من وراء تقرير ىذا المبدأ أن األصل ىو براءة ذمة المدعى عميو إلى أن يثبت العكس‬
‫وفي ظل ىذا االفتراض يكون من المرىق انتقال المدعى عميو إلى محكمة المدعي‪ ،‬كما أن دفاع المدعى‬
‫عميو عن نفسو يكون أسيل أمام المحاكم األجنبية ‪ ،‬كما أن االعتماد عمى قوة نفاذ األحكام يكون أسيل في‬
‫المحاكم الوطنية عمى عكس المحاكم األجنبية‪.4‬‬

‫وعميو فضابط موطن المدعى عميو كأساس الختصاص المحاكم الوطنية في ما يتعمق بالنازعات ذات‬
‫العنصر األجنبي لو أىمية خاصة ألن الدولة التي ستقوم بإصدار الحكم في مواجية المدعى عميو ستكون‬
‫ىي األكثر تأىيال وأقدر الدول عمى إلزامو بو‪ ،‬نظ ار لوجود الرابط الوثيق بين تمك الدولة و المدعى عميو‬
‫والمتمثل في توطنو عمى أرضيا ‪ ،5‬كما يحقق ىذا االمتياز لصالح المدعي أيضا لما يوفره لو من ضمانات‬
‫أكبر لتنفيذ الحكم في موطن المدعى عميو عندما يكون صادر من محكمة ىذا الموطن‪.6‬‬

‫‪1‬اػزاة ثهمبسى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 324‬‬


‫‪2‬دفٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪3‬انًزجغ َفسّ‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪4‬ثذر انذٌٍ ػجذ انًُؼى شٕلً‪ ،‬دراسبد فً انمبٌَٕ انذٔنً انخبص (د ط)‪ ( ،‬دد و ٌ)‪ ،1990 ،‬ص‪. 70‬‬
‫‪5‬دف ٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 57‬‬
‫‪6‬يذًذ ٔنٍذ انًظزي ‪ ،‬انٕجٍش فً شزح انمبٌَٕ انذٔنً انخبص‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬دار انثمبفخ نهُشز ٔانزٕسٌغ‪ ،‬ػًبٌ‪،‬‬
‫‪،2009‬ص‪. 300‬‬

‫‪11‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬ضابط موقع المال‬

‫يقصد بيذا الضابط عقد االختصاص لمحاكم الدولة التي يوجد بيا المال سواء كان عقار أو منقول فينشأ‬
‫من خاللو رابط بين النزاع المتعمق بيذه األموال واقميم الدولة‪.1‬‬

‫ويتميز ىذا الضابط بكونو ضابط موضوعي ألنو يكتفي بو وحده دون الرجوع إلى أشخاص الخصوم‪،‬‬
‫واقميمي أل نو يتحدد عن طريق إقميم الدولة وواقعي ألنو يعتد بالواقع دون إعمال أي خاصية قانونية‪ ،‬وىو‬
‫ضابط خاص ألنو يقتصر عمى فئة معينة من المنازعات وىي تمك المتعمقة بالمال‪.2‬‬

‫والمبرر األساسي النعقاد االختصاص لمحكمة موقع المال يتمثل في كون محاكم دولة الموقع ىي‬
‫األنسب من غيرىا في النظر بالدعاوى المتعمقة بالمال محل النزاع‪ ،‬ومن جية أخرى فيي األمثل عمى ضمان‬
‫تنفيذ آثار الحكم الصادر من محاكميا نظ ار لوجود المال محل النزاع فوق إقميميا‪.3‬‬

‫و يكون ىذا االختصاص مبني و ذلك باعتبار أن المال يدخل ضمن سيطرة المحكمة ألنو تابع إلقميميا‬
‫سواء ما إذا كانت دعوى متعمقة بعقار أو منقول أو مع نوي (براءة اختراع‪ ،‬اسم تجاري) وينتج في ىذه الحالة‬
‫التالزم بين كل من االختصاص التشريعي والقضائي وسواء ما تعمق األمر بدعوى عينية أو شخصية أو‬
‫مختمطة‪.4‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬ضابط محل مصدر االلتزام أو محل تنفيذه‬

‫عمى أساس ىذين الضابطين ينعقد االختصاص لمحاكم الدولة التي ينشأ بيا االلتزام أيا كان مصدره أو‬
‫لممحكمة التي يوجد بيا محل التنفيذ من خالل ما يعبر عنو مكان نشوء االلتزام بمختمف أنواعو سواء كان‬
‫تصرفا قانونيا أم واقعة مادية‪.5‬‬

‫بالنسبة لمحل مصدر االلتزام يؤول االختصا ص لمحاكم التي ينشأ بيا االلتزام‪ ،‬أي محكمة محل إبرام‬
‫التصرف القانوني أو محكمة وقوع الفعل‪ ،‬أما في ما يتعمق بمحل التنفيذ فينعقد االختصاص لمحاكم الدولة‬
‫التي يوجد بيا محل التنفيذ‪ ،‬وىذان الضابطان موضوعيان ألنيما يكفيان لعقد االختصاص بصرف النضر‬
‫عن أشخاص الخصوم و ىما إقميميان ألنيما يتحددان بمراعاة إقميم الدولة و ىما خاصان ألًَٓب ٌمزظزاٌ ػهى‬

‫إَٔاع يؼ ٍُخ يٍ انًُبسػبد ًْ رهك انًزؼهمخ ثبالنزشاو‪.6‬‬

‫‪ 1‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼ بل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 441‬‬
‫‪2‬ػشانذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 646‬‬
‫‪3‬دفٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪ ،‬ص‪. 59‬‬
‫‪4‬يًذٔح ػجذ انكزٌى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪5‬يذًذ ٔنٍذ انًظزي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪6‬ػشانذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.646‬‬

‫‪12‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫وأن الدولة وعن طريق محاكميا تختص بالنظر في التصرف القانوني والفعل الضار لطالما نشأ بيا‬
‫االلتزام‪ ،‬كون االلتزام قد نشأ في دولة معينة أو نفذ فييا مما يفيد بوجود رابط بين االلتزام والدولة‪ ،‬الذي يبرر‬
‫من خاللو عقد االختصاص لمحاكميا ويكون حكميا نتيجة ليذه الصمة وتعبي ار عن ىذه العالقة‪.1‬‬

‫و السبب الذي من اجمو يتقرر اختصاص محاكم الدولة التي نشا فييا االلتزام أو نفذ عمى إقميميا يرجع‬
‫باألساس إلى عامل االرتباط الجدي الذي يتوافر بين تمك الدولة و االلتزام‪ ،‬فيأتي اختصاص محاكميا معبرا‬
‫عن ىذا الرابط‪.2‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬ضابط الخضوع اإلرادي أو قبول والية القضاء‬

‫وفق ىذا الضابط يمكن عقد االختصاص لمحاكم الدولة متى صرح الخصوم صراحة أو ضمنا بقبوليم‬
‫لمخضوع لو‪ ،‬ويمعب دور األطراف دو ار ايجابيا وذلك في إطار القانون الدولي الخاص لما تمعبو ىذه اإلرادة‬
‫من دور في إطار تنازع القوانين وخاصة إذا ما تعمق األمر بااللتزامات التعاقدية‪ ،‬حيث تمعب إرادة األطراف‬
‫الصريحة أو الضمنية دو ار أساسيا في تحديد القانون الواجب التطبيق عمى العقد والسماح لألطراف بسمب‬
‫االختصاص من محكمة واعطاءه إلى محكمة أخرى ‪ ،‬مثال ذلك اإلرادة المتمثمة في المجوء إلى التحكيم وىو‬
‫ما يسمح لألطراف سواء بشرط تحكيم أو عن طريق المشارطة في منح سمطة الفصل في النزاع لممحكمين‬
‫التي تكون قد نشأة فعال بصدد االلتزامات المبرمة بينيم‪ ،‬ففي كمتا الحالتين‪ ،‬حالة الخضوع االختياري أو‬
‫المجوء إلى التحكيم يتم سمب االختصاص من المحكمة المختصة أصال و جمبو إما إلى محكمة أخرى كما‬
‫ىو األمر في الحالة األولى أو إلى المحكمين كما ىو األمر في الحالة الثانية‪.3‬‬

‫ولكي يعد االتفاق صحيح وجب توفر رابط وثيق بين إقميم الدولة التي وقع االختيار عمى محاكميا وبين‬
‫النزاع‪ ،4‬تجنبا لمغش نحو القانون‪.5‬‬

‫‪ 1‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪2‬دفٍظخ انسٍذ انذذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪57‬‬
‫‪3‬انًزجغ َفسّ ‪ ،‬ص‪58‬‬
‫‪4‬يذًذ ٔنٍذ انًظزي‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪،‬ص‪301‬‬
‫‪ٌ5‬ظٓز انغش َذٕ انمبٌَٕ ‪ ،‬ػُذيب ٌمٕو أدذ األطزاف ثزغٍٍز اإلرادي فً ضبثظ اإلسُبد انذي ٌزذذد ثًمزضبِ انمبٌَٕ انٕاجت‬
‫انزطجٍك ‪.‬اَظز ‪:‬طالح انذٌٍ جًبل انذٌٍ ‪،‬انمبٌَٕ انذٔنً انخبص ‪،‬انجُسٍخ ٔ رُبسع انمٕاٍٍَ ‪ ،‬انطجؼخ األٔنى ‪ ،‬دار انفكز‬
‫انجبيؼً‪ ،‬اإلسكُذرٌخ ‪ ،2008،‬ص‪. 359‬‬

‫‪13‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬ضابط االرتباط‬

‫بموجب ىذا الضابط ينعقد االختصاص القضائي لمحاكم الدولة لمنظر الطمبات المرتبطة بالدعوى‬
‫األ صمية بحيث أن ىذه الطمبات ما كانت لتدخل في اختصاصيا لو أنيا قدمت إلييا بدعوى مستقمة‪.1‬‬

‫و تكون الغاية لعقد االختصاص في ىذه الحالة عمى أساس تحقيق حسن سير العدالة و تفادي صدور‬
‫أحكام متعارضة في الخصومة الواحدة ‪ ،2‬ويعتبر االرتباط ضابط شخصي ألنو يتحدد بمراعاة موقف‬
‫الخصوم في الدعوى القائمة أمام المحكمة‪ ،‬وىو عام أل نو يشمل عدة أنواع من الدعاوى وال يقتصر فقط عمى‬
‫نوع معين وأخي ار ىو ضابط قانوني ألنو يقوم عمى فكرة قانونية‪.3‬‬

‫الفرع السابع ‪ :‬ضابط تالفي إنكار العدالة‬

‫تمنح ا لمحاكم الوطنية في بعض األوقات اختصاصيا بنظر المنازعات الدولية الخاصة عمى الرغم من‬
‫عدم توفر أي ضابط من الضوابط السابقة وذلك تجنبا إلنكار العدالة‪ ،‬فقد يحدث إذا ما أخذنا بعين االعتبار‬
‫الضوابط األصمية كضابط جنسية المدعى عميو أو موطنو أن ال يكون ىنا القاضي الوطني مختص بالفصل‬
‫في النزاع‪ ،‬وكما قد تكون محاكم الدول األج نبية غير مختصة بالفصل في النزاع في حالة عدم وجود صمة‬
‫حقيقة بين النزاع والقضاء‪.4‬‬

‫ونتيجة لذلك تكون العالقة ذات العنصر األجنبي بدون قاضي مختص لمفصل فييا وتجنبا ليذا الوضع‬
‫ولحماية الحقوق المكتسبة‪ ،‬يعترف أغمب التشريعات في دول بانعقاد االختصاص القضائي الدولي لممحكمة‬
‫في ىذه الحالة بناءا عمى ضابط تالفي إنكار العدالة‪.5‬‬

‫الفرع الثامن ‪ :‬ضابط النظام العام‬

‫مفاد ىذا الضابط أنو إذا كان موضوع النزاع يتداخل مع مفيوم النظام العام في الدولة‪ ،‬فإنو يجب‬
‫استبعاد لمقانون األج نبي الواجب التطبيق عمى المنازعة‪ ،‬و تغييره بقانون القاضي وتكون الدولة عن طريق‬
‫محاكميا ىي األجدر بحماية واحترام نظاميا العام‪ ،‬وينضم إلى ىذا الضابط الفكرة المستمدة من التدابير‬
‫الوقتية و اإلجراءات التحفظية و يستند إلى االعتبارات المتعمقة بالبوليس و األمن المدني‪.6‬‬

‫‪1‬يذًذ ٔنٍذ انًظزي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪302‬‬


‫‪ 2‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 442‬‬
‫‪3‬انًزجغ َفسّ‪ ،‬ص ‪. 442‬‬
‫‪4‬دفٍظخ انسٍذ دذاد‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪5‬انًزجغ َفسّ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫‪ 6‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪ ،‬ص ‪442‬‬

‫‪14‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫ويثار الدفع بالنظام العام إذا ما تعمق بالمصالح الحيوية والقيم الجديرة بالحماية وعمى القاضي أن‬
‫يتفح ص العالقات ذات العنصر األجنبي وأن يتجرد من إحالل آرائو الخاصة‪ ،‬وأن يكون متفيما لدور قاعدة‬
‫اإلسناد ومتفتح عمى القانون األجنبي‪. 1‬‬

‫المطمب الثاني‬
‫القيود الواردة عمى االختصاص القضائي الدولي‬

‫سبق وأن رأينا أن المشرع الداخمي يتولى بحرية تحديد حدود والية القضاء الوطني لنظر المنازعات‬
‫الخاصة الدولية من خالل تحديد الضوابط التي ينعقد عمى أساسيا االختصاص الدولي لممحاكم الوطنية‪.‬‬

‫ويعتبر تنظيم االختصاص القضائي الدولي مسألة متعمقة بالنظام العام لتعمقو بالسيادة ولكل دولة الحرية‬
‫في تنظيم اختصاص محاكميا عمى المستويين الداخمي والدولي دون قبول أو تدخل خارجي من ىيئة أو دولة‬
‫أجنبية وليا أن توسع ىذا االختصاص أو تضيقو أو تغييره تبعا لم ا يتماشى مع مصالحيا الوطنية وال ترد‬
‫عمى حريتيا في ذلك سوى القيود التي ترتضييا لنفسيا بإرادتيا واختيارىا في المعاىدات واالتفاقيات الدولية‬
‫التي تصادق عمييا وتمتزم بيا‪ ،‬وتمنح ال حصانة القضائية لمدول األجنبية ورؤساء الدول األجنبية والبعثات‬
‫الدبموماسية األجنبية واخراجيا من نطاق اختصاص قضائيا وقوانينيا‪.‬‬

‫ىذا وتختمف الحصانة القضائية وحدودىا باختالف األشخاص الذين يتمتعون بيا‪.‬‬

‫سنتولى دراسة الحصانة القضائية بالنسبة لألشخاص المتمتعين بيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدول األجنبية‬

‫يرى البعض أن األساس القانوني لمحصانة ىو مبدأ سيادة الدولة بينما يرى الجانب اآلخر أن األساس‬
‫ىو العرف الدولي القائم عمى فك ةر المجاممة الدولية تجنبا لما قد يثير خضوع تصرفات دولة أمام محاكم دولة‬
‫أخرى من تعكير مجرى العالقات بينيم‪ ،‬والدولة التي تتمتع بالحصانة في ىذا المفيوم ىي كل دولة تتمتع‬
‫بالشخصية الدولية والمعتبرة كذلك من وجية نظر القانون الدولي العام أن تكون صاحبة سيادة‪.2‬‬

‫كما يرى بعض الفقياء أن ىذه الحصانة تتخذ أساسيا من فكرة المجاممة الدولية ‪ ،‬وىو ما يعمل تسميتيا‬
‫"الحصانة الدبموماسية " وىو ما يعمل أيضا إمكانية التنازل عنيا‪ ،‬وعندما قررت محكمة النقض الفرنسية ىذه‬
‫الحصانة في حكم أصدرتو في ‪ 44‬جانفي ‪ 4211‬أسستو عمى‪ " :‬مبدأ استقالل الدول ىو من مبادئ المسممة‬
‫في القانون الدولي العام‪ ،‬وىو ما يمنع أن تتم مقاضاتيا أمام محاكم دولة أخرى‪ ،‬وأن حق الدولة في الفصل‬

‫‪1‬انطٍت سرٔرً ‪ ،‬دراسبد فً انمبٌَٕ انذٔنً انخبص انجشائزي‪( ،‬د ط) ‪ ،‬دار ْٕيخ نهطجبػخ ٔ انُشز ٔ انزٕسٌغ ‪ ،‬انجشائز‬
‫‪ ، 2010،‬ص ص ‪. 107،108‬‬
‫‪ 2‬سبيً ثذٌغ يُظٕر ‪،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل ‪،‬انًزجغ انسبثك ‪،‬ص ص ‪. 540 ، 539‬‬

‫‪15‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫في المنازعات التي تتعمق بتصرفاتيا ىو حق مرتبط ووثيق بسيادتيا‪ ،‬ال تستطيع دولة أخرى القيام بو دون‬
‫المساس بعالقتيما‪ ،‬وىذه الحجج جميعا تقوم عمى فكرة واحدة ىي استقالل الدولة وسيادتيا"‪.1‬‬

‫وفي اإلعفاء القضائي الممنوح لمدول األجنبية قد يكون مطمقا يمنع مقضاتيا بصورة عامة أو مشروطا‬
‫يمنع مقضاتيا نسبيا‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعفاء القضائي المطمق الممنوح لمدول األجنبية‬

‫يتضمن اإلعفاء القضائي المطمق الممنوح لمدول األجنبية ذات سيادة إعفاء مطمقا من والية محاكم الدول‬
‫األخرى في جميع المجاالت ومؤسساتيا العامة ومصالحيا وبعثتيا الدبموماسية ومقارتيا في الخارج وذلك وفق‬
‫األسباب اآلتية ‪:‬‬

‫‪ - 4‬تتساوى الدول الصغيرة والكبيرة في السيادة واالستقالل‪ ،‬فال تممك محاكم دولة أخرى حق محاكمتيا دون‬
‫إذن منيا احتراما لسيادتيا وعدم جواز خضوعيا لسيادة دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ - 4‬الحكم الصادر من محكمة دولة ضد دولة أخرى ال يمكن تنفيذه وال يحوز عمى قوة التنفيذ في الدولة‬
‫المحكوم عمييا‪ ،‬وفي استعمال القوة لتنفيذه يؤدي لتوتر العالقات الدولية وتيديد السمم واألمن الدوليين‪.‬‬

‫‪ - 3‬الشخص المتعاقد مع أية دولة يفترض في عممو المسبق بتمتع تمك الدولة بالحصانة القضائية فإن تعاقده‬
‫اإلرادي مع الدولة يعتبر تنازل عن حقو في مقاضاة الدولة في حالة حصول أي نزاع‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء القضائي النسبي الممنوح لمدول األجنبية‬

‫يرى جانب من الفقو الحديث ضرو ةر التفرقة والتمييز بين شخصية الدولة المدنية وشخصيتيا السياسية في‬
‫ما يتعمق بالتمتع بالحصانة القضائية وبالتالي التفرقة بين نوعية من األعمال التي تقوم بيا الدولة من أعمال‬
‫سيادية وغير سيادية فالدولة عند تصرفيا بموجب شخصيتيا السياسية عند القيام بعمل سيادي تكون مشمولة‬
‫باإلعفاء القضائي‪ ،‬أما عند قياميا بأعمال عادية غير سيادية استنادا لشخصيتيا المدنية‪ ،‬فال تكون مشمولة‬
‫باإلعفاء القضائي ‪ ،4‬وىذا ما استقر عميو القضاء الفرنسي عمى عدم تمتع الدولة األجنبية بالحصانة القضائية‬
‫في الدعاوى التي ترفع ضدىا في كل ما يتعمق بنشاطيا التجاري‪ ،‬ويؤيد جان ب من الفقو الفرنسي ىذا القضاء‬
‫ويرى أن الحصانة القضائية تزول عند مباشرة أعمال تجارية كما يرى الفقو الفرنسي أن ضابط "مباش ةر‬
‫األعمال التجارية" أفضل من الضابط المبني عمى ال تفرقة بين أعمال السمطة العامة والسمطة الخاصة أي‬
‫األعمال العادية التي تنزل الدولة بموجبيا إلى مرتبة األفراد وزوال الحصانة بالنسبة لألعمال الخاصة عمى‬

‫‪1‬ػشانذٌٍ ػجذهللا ‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪ ،‬ص ‪. 760‬‬


‫‪2‬انًزجغ َفسّ ‪ ،‬ص‪. 760‬‬
‫‪3‬غبنت ػهً انذأدي ‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ص ‪. 303 ، 302‬‬
‫‪4‬انًزجغ َفسّ‪ ،‬ص ‪. 305‬‬

‫‪16‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫عكس أعمال السمطة العامة‪ ،‬وزوال الحصانة في ما يتعمق باألعمال التجارية معناه التخمي عن فك ةر‬
‫المجاممة الدولية التي تقوم عمييا الحصانة القضائية‪ ،‬كما يمكن التنفيذ عمى أموال الدولة األجنبية في‬
‫الحاالت التي ال تتمتع بيا الدولة بالحصانة القضائية‪ ،‬و إن كانت ىذه المسالة محل خالف عند الفقو و‬
‫القضاء في فرنسا بسبب اختالف وجيات النظر في وسائل التنفيذ‪.1‬‬

‫و يمخص مما تقدم أن مبدأ حصانة الدول األجنبية مقرر في القانون الدولي العام‪ ،‬و لكن حدود ىذه‬
‫الحصانة تختمف في أوروبا عنيا في بالد االنجمو ‪-‬األمريكية‪ ،‬و ىي حدود يرسميا الفقو و القضاء و أحيانا‬
‫المشرع كما انو من المقرر أيضا في ىذه البالد و تمك جواز التنازل عن ىذه الحصانة فتقبل الدول األجنبية‬
‫والية القضاء عمى أساس الخضوع سواء بان ترفع دعوى او بان ترفع عمييا الدعوى‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رؤساء الدول األجنبية‬

‫حسب القواعد المقررة في العرف الدولي يتمتع رؤساء الدول األجنبية بالحصانة القضائية‪ ،‬وتعتبر ىذه‬
‫القاعدة من قواعد القانون الدولي العام وتقوم ىذه الحصانة وفقا لمرأي الراجح ففي فرنسا عمى فكرة المجاممة‬
‫لشخص رئيس الدولة وليس فك ةر سيادة الدولة واستقالليا في العائمة الدولية‪ ،‬و ىي أحدث الوجود وأضيق في‬
‫نطاقيا من الحصانة القضائية التي يتمتع بيا المبعوثون الدبموماسيون‪ ،‬ولعل السبب في ىذا االختالف ىو‬
‫األساس الذي تقوم عميو كل منيما ففي حصانة رئيس الدولة المجاممة لشخصو‪ ،‬وفي حصانة الممثمين‬
‫‪3‬‬
‫الدبموماسيون فالعبرة ىنا بمبدأ استقالل الدولة و سيادتيا‪.‬‬

‫ويذىب الفقو الفرنسي وبعض الفقو المصري إلى اعتبار حصانة رئيس الدولة تقتصر عمى شخصو فال‬
‫تمتد إلى أفراد أسرتو عمى عكس الحال بالنسبة لممبعوثين الدبموماسيون‪.4‬‬

‫فرؤساء الدول األجنبية يتمتعون بحصانة قضائية مطمقة بحيث إذا ارتكب أحدىم جريمة في إقميم دولة‬
‫أخرى فال يجوز إلقاء القبض عميو أو التحقيق معو أو تفتيش محل إقامتو‪ ،‬إال أن إعفاء رؤساء الدول من‬
‫اختصاص القضاء المدني موضع خالف‪.5‬‬

‫وأنو يتعين التمييز ما بين التصرفات التي يمارسيا بوصفو رئيس دولة وال تصرفات المتعمقة بحياتو‬
‫الخاصة وأن ىذه األخي ةر ال تدخل في نطاق الحصانة‪ ،‬وعمى العكس من ذلك تسري في انجمت ار في ما يتعمق‬
‫بحصانة الدول األجنبية وحصانة رؤسائيا قواعد واحدة وىي الحصانة المطمقة عند الفقو والقضاء‪ ،‬باستثناء‬
‫االتجاه الفقيي الحديث الذي استبعد المال من نطاق الحصانة عندما ال يكون مخصصا ألغراض عامة‪ ،‬و‬

‫‪1‬ػش انذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 767‬‬


‫‪2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬انًزجغ َفسّ‪.‬‬
‫‪ 4‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 545‬‬
‫‪5‬غبنت ػهً انذأدي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪.311‬‬

‫‪17‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬
‫من المقرر في فرنسا و انجمت ار جواز تنازل رئيس الدولة عن الحصانة و شكمت ىذه المسالة خالف في شان‬
‫ضرورة موافقة الدولة عمى ىذا التنازل‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المبعوثون الدبموماسيون‬
‫يقصد بتعبير " المبعوث الدبموماسي " رئيس البعثة أو أحد موظفييا ويتمتع الدبموماسيون‪ 2‬بالحصانة‬
‫‪.‬‬ ‫القضائية وأساس ذلك توطيد العالقات بين الدول ‪.‬‬
‫والثابت أن المصدر التاريخي لمحصانة ىو القانون العرفي الدولي وفي مرحمة الحقة من تطورىا التاريخي‬
‫‪3‬‬
‫تدخل القانون اإلتفاقي الدولي عن طريق أحكام عامة نظمتيا اتفاقية فيينا لمعالقات الدبموماسية لسنة ‪4194‬‬
‫أما األحكام األخرى التي يتم ذكرىا أو تنظيميا باالتفاقية فإنيا تبقى خاضعة لنفس األحكام العرفية السائدة‬
‫‪4‬‬
‫سابقا‬
‫والمبعوثون الدبموماسيون ىم األشخاص الذين يمثمون دوليم لدى حكومات الدول األخرى وغالبا ما تدرج‬
‫أسمائيم في قائمة المبعوثين بو ازرة الخارجية التي يتبعونيا‪.5‬‬
‫أما عن مدى ىذه الحصانة فيرى القضاء الفرنسي إطالقيا‪ ،‬ولم يتقبل ما رآه بعض الفقياء من التميز بين‬
‫التصرفات التي يباشرىا المبعوث الدبموماسي بصفتو ممثل الدولة وتمك التي يباشرىا كسائر األفراد مما أدى‬
‫بعض الفقياء الفرنسيين إلى الحد من إطالق ىذه الحصانة معممين رأييم عمى أساس فكرة الخطأ الجسيم‬
‫‪ faute lourde‬لممبعوث الدبموماسي مما ترتب عنو سقوط الحصانة القضائية‪.6‬‬
‫أوال‪ :‬الحصانة القضائية المقيدة لممبعوث الدبموماسي‬
‫ذىب بعض الفقياء إلى أن الحصانة القضائية المدنية التي ينتفع بيا المبعوث الدبموماسي‪ ،‬ال تشمل‬
‫األعمال التي يؤدييا بصفة رسمية‪ ،‬أما إذا زاول أعمال أخرى ال عالقة ليا بالوظيفة الرسمية كأعمال‬
‫التجارية ‪ ،‬أو تممك عقارات أو منقوالت لمصمحتو الشخصية‪ ،‬فإن المنازعات المترتبة عنيا تخضع الختصاص‬
‫محاكم الدولة المضيفة ألن الحصانة القضائية في ىذه الحالة قررت عمى سبيل االستثناء‪ ،‬ويجب أن ال‬
‫تتجاوز الغاية التي وضعت من أجميا وىي مساعدة المبعوث الدبموماسي عمى القيام بعممو عمى أكمل وجو‪.7‬‬
‫وقد أخذت بذلك الحكومة الفرنسية في عام ‪ ،4774‬والمحكمة التجارية في باريس‪ ،‬ومحكمة النقض االيطالية‬
‫في قرارىا الصادر بين عام ‪ ،4141‬و‪. 4144‬‬

‫‪1‬ػش انذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.771‬‬


‫‪2‬اَظز َض انًبدح ‪ْ(1‬ـ) يٍ ارفبلٍخ فٍٍُب نسُخ ‪ 1961‬نزذذٌذ إطبر انؼاللبد انذثهٕيبسٍخ ثٍٍ انذٔل انًسزمهخ انًجزيخ فً ‪18‬‬
‫أفزٌم ‪. 1961‬‬
‫‪ْ 3‬شبو خبنذ‪ ،‬انمبٌَٕ انمضبئً انذٔنً‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬دار انفكز انجبيؼً‪ ،‬اإلسكُذرٌخ‪ ، 2012،‬ص ‪. 419‬‬
‫‪4‬يًذٔح ػجذ انكزٌى‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪277‬‬
‫‪ 5‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 545‬‬
‫‪6‬ػش انذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك ‪ ،‬ص ‪. 775‬‬
‫‪ 7‬سٍٓم دسٍٍ انفزالٔي‪ ،‬انذظبَخ انذثهٕيبسٍخ‪ ،‬انطجؼخ األٔنى‪ ،‬دار ٔائم نهُشز‪ ،‬ػًبٌ‪ ،2010،‬ص ص ‪.135،137‬‬

‫‪18‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬

‫كما ذىبت إلى عدم تمتع المبعوث الدبموماسي بالحصانة القضائية في ما يتعمق بأعمالو الشخصية وىذا‬
‫ما بنت عميو محكمة استئناف بروكسل في قرارىا الصادر عام ‪.4194‬‬
‫إن أثر الحصانة القضائية المقيدة في األمور المدنية كان معمول بو حتى عام ‪ 4171‬بالنسبة لموظفي األمم‬
‫المتحدة وموظفي محكمة العدل الدولية ‪ ،‬حيث يتمتع ىؤالء بالحصانة القضائية المدنية في إقميم الدول‬
‫األعضاء بحسب حجم األعمال ووظائفيم الرسمية‪. 1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحصانة القضائية المطمقة‬
‫ذىب جانب آخر من الفقو بضرورة منح المبعوث الدبموماسي الحصانة القضائية المدنية المطمقة‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن أعمالو الرسمية أو أعمالو الخاصة ليتسنى لو القيام بوظيفتو عمى النحو الصحيح‪ ،‬وىذا دون‬
‫التميز بين رئيس البعثة الدبموماسية أو أعضائيا اآلخرين‪ ،‬وبدون التفرقة بين أنواع الحصانة القضائية‬
‫باعتبار أن ىذه األخي ةر ثم ةر حرية التصرف التي يجب توفيرىا لممبعوث الدبموماسي تكريسا لمبدأ سيادة الدولة‬
‫المستقمة ‪.2‬‬
‫وقد كان من المكرس في القانون االنجميزي أن الحصانة القضائية لممبعوثين الدبموماسيون مطمقة تشمل‬
‫حتى األعمال الخاصة التي يباشرونيا بما فييا األعمال التجارية‪ ،‬وذلك قبل العمل بتشريع االمتيازات‬
‫الدبموماسية الصادر في سنة ‪ 4191‬المتعمق باتفاقية فيينا‪ ،‬والذي نتج عنو التخمي عن الحصانة القضائية‬
‫المطمقة إلى الحصانة المقيدة‪ ،‬كما أيد الفقو اال يطالي ىذه الحصانة بصورة مطمقة واستثنى منيا الدعاوى‬
‫العينية العقارية المتعمقة بعقار في إيطاليا‪.3‬‬
‫وقد ذىبت بعض المحاكم الفرنسية إلى تأييد الحصانة القضائية المدنية المطمقة لممبعوث الدبموماسي‪،‬‬
‫مبررين موقفيم في أن المبادئ المتعارف عمييا في قانون الشعوب‪ ،‬أن المبعوثين الدبموماسيون لحكومة‬
‫أجنبية ال يخضعون لقضاء البمد المضيف وأن ىذا المبدأ يستند إلى المجرى الطبيعي لألمور‪.4‬‬

‫‪ 1‬سٍٓم دسٍٍ انفزالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.138‬‬


‫‪2‬انًزجغ َفسّ‪ ،‬ص ص ‪. 141،140‬‬
‫‪3‬ػش انذٌٍ ػجذ هللا‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.774‬‬
‫‪ 4‬سٍٓم دسٍٍ انفزالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪19‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬القناصل‬


‫إلى جانب المبعوث الدبموماسي ىناك القنصل الذي تعتبر وظيفتو أضيق نطاق من وظيفة المبعوث‬
‫الدبموماسي ألنو غالب ما يكون دوره متعمق باألحوال الشخصية والمسائل التجارية مما يجعمو أقل تمتعا‬
‫بالحصانة‪ ،‬و لكن في نفس الوقت نوعية عممو تتطمب نوع من الحرية لممارسة وظيفتو وبالتالي يجب منحو‬
‫اإلعفاء القضائي في أعمالو الرسمية التي يؤدييا في الدولة المضيفة‪ ،‬وقد أقرت اتفاقية فيينا لمعالقات‬
‫‪1‬‬
‫القنصمية لعام ‪ 4193‬مبدأ احترام القنصل وحمايتو ومنع اتخاذ أي إجراء ضد شخصو وحريتو وكرامتو‪.‬‬
‫وعميو ال يخضع الموظفون و المستخدمون القنصمين الختصاص المحاكم في الدول المضيفة بالنسبة‬
‫لألفعال الناتجة عن أدائيم لميمتيم القنصمية ‪ ، 2‬إال أن االتفاقية أجازت استدعاء القنصل من طرف المحكمة‬
‫المدنية أو الجزائية لإلدالء بشيادة لشاىد أو د فاع بخالف المبعوث الدبموماسي‪ ،‬ولكن بشرط عدم استعمال‬
‫وسائل العنف ضده في حالة امتناعو من الحضور‪.‬‬
‫ولإلشارة وخالفا لما ىو مقرر لممبعوث الدبموماسي فقد ال ي شارك القنصل امتيازاتو الواسعة أفراد عائمتو أو‬
‫‪3‬‬
‫حاشيتو‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬الهيئات والمنظمات الدولية‬
‫إن ظيور المنظمات الدولية واالىتمام بمنح موظفييا حصانة يعود إلى القرن التاسع عشر‪ ،‬وفي القرن‬
‫العشرين ظيرت عصبة األمم وذلك بازدياد النشاط الدولي في إنشاء الييئات والمنظمات الدولية مثل عصبة‬
‫األمم وتم النص في ميثاقيا عمى الحرص بأن يتمتع ممثمي الدول وأعضاء العصبة وموظفييا بالحصانة‬
‫الممنوحة لمدبموماسية عند أداء مياميم‪.4‬‬
‫وتتمتع المنظمة في أراضي كل من أعضائيا باالمتيازات و الحصانات األساسية لبموغ أىدافيا‪ ،‬وعمى أن‬
‫ممثمي دول أعضاء المنظمة وموظفييا يتمتعون أيضا باالمتيازات والحصانات التي تقتضييا ممارستيم‬
‫لمياميم لدى المنظمة باستقالل تام‪.5‬‬
‫وان ا لموظفين الدوليين الذين يعممون ويعينون بقرار من المنظمة الدولية يتمتعون بحصانة نسبية فيي‬
‫قاصرة عمى مياميم الرسمية فقط‪.6‬‬
‫وعادة ما يتم النص عمى قصر نطاق الحصانة فيما يتعمق بالميام والتصرفات التي تنجز بقصد تحقيق‬
‫أىداف ومصمحة المنظمة الدولية‪.7‬‬

‫‪1‬غبنت ػهً انذأدي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ص ‪. 324 ،323‬‬


‫‪2‬اَظز نُض انًبدح ‪ 1/43‬يٍ ارفبلٍخ فٍٍُب نهؼاللبد انمُظهٍخ سُخ ‪. 1963‬‬
‫‪3‬غبنت ػهً انذأدي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 325‬‬
‫‪4‬إثزاٍْى يالٔي‪"،‬دظبَخ انًٕظفٍٍ انذٔنٍٍٍ "‪ ،‬يجهخ انفكز‪ ،‬جبيؼخ يذًذ خٍضز‪ ،‬ثسكزح‪ ،‬انؼذد انثبنث‪،2013،‬ص ‪.238‬‬
‫‪5‬اَظز َض انًبدح ‪ 105‬يٍ ارفبلٍخ ايزٍبساد ٔدظبَبد االيى انًزذذح نؼبو ‪.1946‬‬
‫‪6‬اثزاٍْى يالٔي‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص‪. 239‬‬
‫‪ 7‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 544‬‬

‫‪20‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬المشروعات العامة األجنبية‬


‫تشارك الدولة في العصر الحديث في تفعيل النشاط االقتصادي عن طريق المشروع العام‪ ،‬كما قد تتدخل‬
‫أيضا في المجال التجاري واالقتصادي وذلك عن طريق تأميم المشروعات الخاصة الممموكة لألفراد وتحويميا‬
‫إلى ممكية جماعية‪ ،‬وتخضع ىذه األخيرة لسيطرة الدولة عمييا‪ ،‬فوق كونيا تتمتع بشخصية قانونية مستقمة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن ىنا ثار تساؤل عن مدى إمكان تمتع المشروع العام بالحصانة القضائية أمام القضاء األجنبي‪.‬‬
‫فمن الناحية األولى‪ :‬ذىب بعض أحكام القضاء الفرنسي إلى أن تمتع المشروع العام األجنبي بالشخصية‬
‫القانونية يمزم عدم تمتعو بالحصانة القضائية وأساس ىذا النظر أن المشروع العام ىنا أصبح كيانا منفصل‬
‫عمى الدولة األجنبية‪ ،‬رغم أن ىذا األ خير أن الدولة ىي التي أنشأتو‪ ،‬وأن رأس مالو يخص الدولة وتتحمل‬
‫خسائره‪ ،‬إال أن تمتعو بالشخصية االعتبارية المستقمة‪ ،‬يفيد انفصالو عمى الدولة وىذا ما نراه عندما رفض‬
‫القضاء الفرنسي االعتراف بالحصانة لمبنك العقاري لمممكة النرويج عمى أساس ىذا البنك كان يتمتع‬
‫‪2‬‬
‫بشخصية قانونية مستقمة عن الدولة‪.‬‬
‫ومن ناحية ثانية ‪ :‬أن الصفة التي يتمتع بيا المشروع األجنبي‪ ،‬فيكون لو حق التمسك بالحصانة‬
‫القضائية حتى ولو كانت لو شخصيتو القانونية المستقمة بو‪ ،‬متى قياميم عمى التصرف بناءا عمى أمر‬
‫حكومتو وىذا ما قضت بو محكمة النقض الفرنسية حيث قالت بامتداد الحصانة إلى العقود ابرميا مشروع‬
‫‪3‬‬
‫عام أمريكي عمى أساس أن ىذا المشروع كان يتصرف بناء عمى تعميمات ولحساب حكومتو‪.‬‬
‫و يرى الفقو المصري انو إذا كا ن المشروع العام داخال ضمن اإلطار المكون ألجيزة الدولة األجنبية أي‬
‫يعد بمثابة مرفق من مرافقيا‪ ،‬فانو يندمج في شخصية الدولة و يعامل كما تعامل الدولة و تتقرر لو الحصانة‬
‫القضائية وفقا لممعيار الذي تتقرر بو حصانة الدولة‪ ،‬و من ثم إذا اعتبر المشروع العام مرفقا من مرافق‬
‫الدولة األجنبية سرت عميو أحكام الحصانة القضائية التي تسري بالنسبة لمدولة التابعة ليا‪ ،‬و ان لم يعتبر‬
‫كذلك تتم معاممتو معاممة المشروعات الخاصة و يخضع لوالية القضاء الوطني‪. 4‬‬

‫‪ 1‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ص ‪. 543 ،542‬‬
‫‪ْ2‬شبو خبنذ‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ص ‪. 415 ، 414‬‬
‫‪ 3‬سبيً ثذٌغ يُظٕر‪ ،‬ػكبشخ ػجذ انؼبل‪ ،‬انًزجغ انسبثك‪ ،‬ص ‪. 543‬‬
‫‪4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.544‬‬

‫‪21‬‬
‫األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي ‪.............................................................‬‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫تعتمد أغمب التشريعات عمى مبادئ أساسية ينعقد بموجبيا االختصاص القضائي الدولي لممحاكم‪ ،‬وأن‬
‫الدولة تممك حرية تحديد اختصاص محاكميا بالمنازعات المتضمنة عنص ار أجنب يا وفقا لالعتبارات التي‬
‫تختارىا‪ ،‬كون تحديد االختصاص القضائي في كل دولة يتعمق بالسيادة وىذا ما يضفي عمييا طابعا خاصا‬
‫يميزىا عن قواعد االختصاص الداخمي ‪ ،‬إضافة لكونيا قواعد وطنية ساىم المشرع الوطني في صنعيا‪،‬‬
‫ومفردة الجانب حيث تسعى فقط عمى تحديد الحاالت التي يختص القضاء الوطني بالنظر فييا‪.‬‬
‫إال أن حرية الدولة في تحديد اختصاصيا القضائي الدولي غير مطمقة حيث يرد عمييا بعض‬
‫االستثناءات والقيود التي وضعتيا االتفاقيات واألعراف الدولية ‪ ،‬أو لما يفرضو التعايش المشترك بين الدول‬
‫ففي ىذه الحالة تعتبر المحاكم الوطنية غير مختصة بالنسبة لممنازعات التي تتعمق باألشخاص الذين‬
‫يتمتعون بالحصانة القضائية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫االختصاص القضائي‬
‫الدولي‬
‫للمحاكم الجزائرية‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية‬


‫األصل العام فان المشرع الوطني هو الذي يقوم بتحديد حاالت اختصاص المحاكم الوطنية فيما يتعلق‬
‫بنظر المنازعات الدولية الخاصة‪ ،‬وذلك بالنظر للصفة الوطنية التي تتميز بها قواعد االختصاص القضائي‬
‫الدولي‪ ،‬وهذا ما استقرت عليه اغلب تشريعات الدول في تفعيل مبادئ عامة تتبعها كضوابط لتحديد‬
‫اختصاص محاكمها‪.‬‬

‫وعلى غرار المشرع الفرنسي الذي اعتمد على الجنسية كمعيار لتحديد اختصاص قضائه‪ ،‬بنى المشرع‬
‫الجزائري اختصاص محاكمه على أساس ضابط الجنسية الجزائرية بغض النظر عن المركز القانوني للمتمتع‬
‫بها سواء كان مدعي أو مدعى عليه وهذا حسب ما نصت عليه المادة ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫المبحث األول‬
‫انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية‬
‫تعتبر الجنس ية ضابط الختصاص القضاء الوطني وذلك لكونها رابطة قانونية وسياسية تربط الفرد‬
‫بالدولة‪ ،‬وتختص المحاكم الوطنية بناء عليها بالفصل في المنازعات التي يكون مواطنيها أطراف فيها حتى‬
‫ولو كان مكان إقامتهم بالخارج‪.‬‬
‫وهذا ما اعتمده المشرع الجزائري من خالل نصوص المواد ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية في ما يتعلق بالمنازعات المتضمنة عنص ار أجنبي‪.‬‬
‫ويتضح من خال ل هاتين المادتين أن المحاكم الجزائرية تختص بالنظر في الدعوى متى كان المدعي أو‬
‫المدعى عليه جزائريا بغض النظر عن مكان نشوء العالقة القانونية‪.‬‬
‫ومن خالل المطلب األول نتطرق لمضمون ضابط الجنسية و نتولى في المطلب ال ثاني بيان شروط إعمال‬
‫هذا الضابط‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫مضمون ضابط الجنسية‬
‫تعتبر الجنسية كضابط في تحديد االختصاص القضائي للمحاكم الوطنية ومن خاللها سنتناول في ما‬
‫يلي بيان مضمون ضابط الجنسية من خالل مفهومها‪ ،‬أنواعها والتنازع االيجابي والسلبي الخاص بها في ظل‬
‫‪1‬‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مضمون ضابط الجنسية‬


‫ينعقد االختصاص القضائي بنظر المنازعات الخاصة الدولية للمحاكم الجزائرية على أساس الجنسية‬
‫والتي تعد ضابط لالختصاص القضاء الوطني من خالل ربطها ألشخاص النزاع بدولة القاضي المختص‬
‫بنظره وهو ما أشارت إليه المادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي منحت االمتياز‬
‫للطرف الوطني عندما مكنته من اللجوء إلى المحاكم الجزائرية للفصل في المنازعات التي يكون أطرافها‬
‫وطنيين أو أجانب ‪.2‬‬
‫أوال‪ :‬األشخاص الذين يستفيدون من االمتياز المقرر في المادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‬
‫وفقا للمادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري يكفي أن يكون أحد أطراف‬
‫الدعوى متمتعا بالجنسية الجزائرية ليستفيد من االمتياز المقرر له بمقتضاهما في عقد االختصاص للمحاكم‬

‫‪1‬طبقا لألمر ‪ 01/05‬المؤرخ في ‪ 2005/02/27‬المعدل والمتمم لقانون الجنسية الجزائرية المؤرخ في ‪. 1970/12/15‬‬
‫‪ 2‬سمية كمال‪ ،‬تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬
‫إشراف يوسف فتيحة‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪ ،2016- 2015‬ص‬
‫ص ‪ 62‬و‪. 63‬‬

‫‪24‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫الجزائرية‪ ،‬ويعتد بالصفة الجزائرية في أحد أطراف الدعوى وقت رفعها‪ ،‬فال يؤثر بالتالي لالستفادة من هذا‬
‫االمتياز أن يكون أحد أطراف الدعوى أجنبيا وقت نشوب الحق المتنازع عليه إذا كان متمتع بالجنسية‬
‫الجزائرية وق ت رفع الدعوى‪.1‬‬
‫ويستوي أن يكون الطرف الجزائري في الدعوى شخصا طبيعيا أو شخصا معنويا‪ ،‬وتعد الصفة الجزائرية‬
‫ألحد أطراف الدعوى كافية لالستفادة من هذا االمتياز‪ ،‬بمعنى وجود شرط آخر إضافي يعد غير ضروري‬
‫كأن يشترط فيه أن يكون له موطن في الجزائر‪ ،‬وأن يكون لخصمه موطن فيها ‪ ،‬كما يشترط في النزاع أن‬
‫يكون له ارتباط من حيث الموضوع بالجزائر‪.2‬‬
‫بصرف النظر أيضا عن نوع الدعوى ما إذا كانت دعوى غير مالية كدعاوى حالة األشخاص وأهليتهم أو‬
‫دعوى مالية كدعوى عينية أو دعوى مختلطة‪ .3‬وهو ما أخذت به المحاكم الفرنسية أيضا حيث أسندت‬
‫االختصاص للمحاكم الفرنسية بناء على اعتبار وحيد وهو الجنسية الفرنسية للمدعي أو المدعى عليه‪ ،‬أما‬
‫الدعاوى العينية العقارية فال تختص بها المحاكم الفرنسية إال إذا كان العقار واقعا في فرنسا‪ ،‬فإذا كان واقعا‬
‫في بلد أجنبي تدفع بعدم اختصاصها ولو كان المدعي أو المدعى عليه فرنسيا ويبدو أن ذلك استثناء من‬
‫القاعدة الواردة بالمواد ‪ 14‬و‪4 15‬مما يفهم منه خضوع العقار لقانون البلد الذي يقع به و تختص محاكمه‬
‫بالدعاوى العينية العقارية فيه‪.5‬‬

‫ثانيا ‪ :‬متى يلجأ إلى االمتياز المقرر بموجب المادتين ‪ 41،42‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫يترتب عن هذا االمتياز حالتين األولى تتمثل في عقد القواعد العادية لالختصاص القضائي الدولي‬
‫للمحاكم الجزائرية‪ ،‬أما في الحالة الثانية قد ال يعقد االختصاص لها‪.6‬‬
‫بالنسبة للحالة األولى‪ :‬المتمثلة في عقد االختصاص للقضاء الجزائري‪ ،‬فإن الطرف الجزائري ال يمكنه‬
‫االعتماد على النصين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬ذلك ألنه من غير المنطقي اللجوء‬
‫إلى هذه النصوص‪ ،‬بينما القواعد العامة كافية للوصول إلى نفس النتيجة وهي اختصاص المحاكم الجزائرية‬
‫إضافة لذلك فإنه في حالة إعمال القضاء الجزائري هذا االمتياز لتفعيل اختصاصه دون القواعد العادية‬
‫لالختصاص القضائي الدولي فإن الحكم الذي يصدره قد ال يمتلك حظوظا كبيرة لتنفيذه في بلد الطرف‬
‫األجنبي على أساس مبدأ المعاملة بالمثل‪.7‬‬

‫‪ 1‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 39‬‬


‫‪ 2‬المرجع نقسه‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ 3‬الطيب زروتي‪ ،‬المرجع ال سابق‪ ،‬ص ‪. 325‬‬
‫‪ 4‬اَنظر نصوص المواد ‪ 14،15‬من القانون المدني الفرنسي المتعلقة بتحديد اختصاص القضاء الفرنسي على أساس معيار‬
‫الجنسية ‪.‬‬
‫‪ 5‬عزالدين عبدهللا ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 618‬‬
‫‪ 6‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪25‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫وهذا ما استقر عليه القضاء الفرنسي في الدعاوى التي يكون طرفاها أجنبيين‪ ،‬فقد جرى القضاء الفرنسي في‬
‫بداية األمر خالل النصف األول من القرن التاسع عشر على عدم اختصاص المحاكم الفرنسية للنظر فيها‪. 1‬‬

‫وهذا ما تمسكت به المحاكم الفرنسية من خالل نصوص المواد ‪ 14‬و‪ 15‬من القانون المدني الذي ال‬
‫يسمح إال بعقد اختصاص هذه المحاكم بالدعوى التي يكون أحد أطرافها فرنسيا‪ ،‬ألن هذه االخيرة أنشأت‬
‫ألداء العدالة بالنسبة للفرنسيين ‪ ،2‬فالقضاء كان يرفض لفترة طويلة النظر في النزاعات بين األجانب عند‬
‫اللجوء إلى الجنسية كمعيار اختصاص سلبي‪.3‬‬

‫أما بالنسبة للحالة الثانية‪ ،‬وهي التي ال تعقد فيها قواعد االختصاص القضائي الدولي العادية االختصاص‬
‫للمحاكم الجزائرية‪ ،‬فإنه في هذه الحالة يمكن الرجوع واالعتماد على نصوص المواد ‪ 42، 41‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية المانحة االمتياز لصالح الطرف الجزائري‪ ،‬وهذا ما عمل به القضاء الفرنسي‬
‫لتأسيس اختصاص محاكمه في ما يتعلق بدعاوى الطالق على اعتبارات القواعد العادية لالختصاص‬
‫القضائي الدولي ال تعقد االختصاص للمحاكم الفرنسية‪. 4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم الجنسية في ظل التشريع الجزائري وفقا لألمر ‪. 01/05‬‬
‫سنتطرق من خالل هذا الفرع لتعريف الجنسية (أوال) ثم بيان أنواعها (ثانيا)‪ ،‬ونعالج التنازع اإليجابي‬
‫والسلبي للجنسية (ثالثا)‪ ،‬في ظل أحكام األمر ‪ 01/05‬المعدل والمتمم لقانون الجنسية الجزائرية لعام ‪.1970‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف الجنسية ‪.‬‬
‫يعرف بعض الفقهاء الجنسية " بأنها المعيار األساسي في تحديد ركن الشعب في الدولة للتفريق بين‬
‫الوطني واألجنبي‪ ،‬فهي بهذا التعريف رابطة قانونية وسياسية بين الفرد والدولة التي ينتمي إليها هذا األخير‪،‬‬
‫وتصبغ عليه صفة الوطني فمن ينتس ب لدولة من الدول يسمى "وطنيا" ومن ال ينتسب إليها فهو "أجنبي"‪.5‬‬
‫وتتكون الجنسية من ثالث عناصر أساسية‪ :‬الدولة المانحة للجنسية‪ ،‬الفرد المتحصل عليها‪ ،‬والرابطة بين‬
‫الفرد ودولته‪.6‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء في تعريف الجنسية ‪ ،‬هناك من غلب الجانب القانوني فيها معتمدا على ما ينشأ عنها‬
‫من التزامات متبادلة بين الفرد والدولة‪ ،‬وهناك من رجح الجانب السياسي فيها على اعتبار التبعية السياسية‬
‫على المستوى الداخلي والدولي‪ ،‬وهناك من راعى فضال عما سبق الرابط الروحي في عالقة الفرد بالجنسية ‪.7‬‬

‫‪ 1‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.618‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 618‬‬
‫‪ 3‬سامي بديع منصور] وآخرون‪ ، [....‬القانون الدولي الخاص االختصاص القضائي الدولي وأثار األحكام األجنبية في لبنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2009 ،‬ص ‪. 119‬‬
‫‪ 4‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬
‫‪ 5‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في الفقه والتشريع الجزائري‪( ،‬د ط)‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Yvon loussouarm,Pierre Bourel,D roit international privé ,4 eme edition ,Dalloz , Paris , 1993,p‬‬
‫‪543.‬‬
‫‪ 7‬الطيب زروتي‪ ،‬الوسيط في الجنسية الجزائرية‪( ،‬د ط) ‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002،‬ص ‪. 18‬‬

‫‪26‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫فالجنسية ليست عالقة تعاقدية بل هي عالقة تنظيمية ينشئها المشرع بقرار من جانبه و يتكفل بوضع‬
‫قواعدها و له مطلق الحرية في تعديلها بما يتفق و المصالح العليا للبالد‪،‬أما دور الفرد فيها قاصر على‬
‫الدخول في هذه العالقة إذا ما توافرت فيه الشروط المطلوبة‪ ،‬فالمبدأ األساسي الذي يطبع مختلف القواعد في‬
‫مادة الجنسية هو حرية كل دولة في وضع تنظيم خاص لجنسيتها كنتيجة حتمية لمبدأ السيادة و يترتب عن‬
‫ذلك نتيجتان‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬انفراد كل دولة في تشريع جنسيتها بوضع نظام قانوني لها يائم أوضاعها و تحديد المبادئ التي‬
‫تكتسب الجنسية على أساسها ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬عدم حق أي دولة في التدخل في تشريع الجنسية سواها‪ ،‬فحريتها تنحصر في تنظيم جنسيتها دون‬
‫‪1‬‬
‫تجاوز حرية الدول األخرى‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع الجنسية‬
‫قسم المشرع الجزائري الجنسية إلى نوع ين‪ ،‬أصلية والتي تقوم ع لى رابطة الدم أصال وعلى رابطة اإلقليم‬
‫استثناءا‪ ،‬ومكتسبة بفضل القانون أو بالتجنس‪.‬‬
‫‪ - 1‬الجنسية الجزائرية األصلية بالنسب‬
‫بأن الجنسية األصلية تثبت‬ ‫‪2‬‬
‫َبين المشرع الجزائري من خالل نص المادة السادسة من قانون الجنسية‬
‫للولد المولود من أب جزائري‪.‬‬
‫أ ‪ -‬الولد المولود من أب جزائري‪:‬‬
‫حسب نص المادة السادسة تثبت الجنسية الج ازئرية للولد المولود من أب جزائري‪ ،‬إال أن تطبيق هذا‬
‫النص يستوجب توافر شرطين‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط األول‪ :‬أن يكون األب متمتعا بالجنسية الجزائرية وقت والدة طفله‪ ،‬إن الوقت الذي يعتد فيه‬
‫بالجنسية التي يحملها األب هو وقت ميالد طفله فإذا كانت جنسيته التي يحملها في هذا الوقت جزائرية‬
‫ثبتت البنه الجنسية الجزائرية األصلية‪ ،‬أما إذا كانت أجنبية في هذا الوقت فال يتمتع ابنه بالجنسية‬
‫الجزائرية األصلية ‪.3‬‬

‫و يبقى متمتعا االبن بالجنسية الجزائرية األصلية حتى و لو توفي األب قبل ميالد الطفل ‪ ،‬و ال يؤثر في‬
‫ذلك كون أمه مثال أجنبية ألن الولد يعتبر دائما مولودا ألب جزائري‪.4‬‬

‫‪ 1‬سامي بديع منصور‪ ،‬عكاشة عبد العال‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.624‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة السادسة "يعتبر جزائريا الولد المولود من أب جزائري أو أم جزائرية " بموجب األمر ‪ 86- 70‬المؤرخ في ‪17‬‬
‫شوال عام ‪ 1390‬الموافق لـ ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪ ،1970‬المتضمن قانون الجنسية الجزائرية المعدل والمتمم باألمر ‪01/05‬‬
‫‪ 3‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 179‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.180‬‬

‫‪27‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫أما عن مكان والدة الطفل فال يشترط فيه أن يكون في إقليم الجزائر فحتى ولو ولد بالخارج فإنه تثبت له‬
‫الجنسية الجزائرية األصلية ألن حسب نص المادة السادسة من قانون الجنسية لم تشترط الوالدة على إقليم‬
‫الجزائر‪.1‬‬
‫‪ -‬الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الطفل ثابت النسب ألبيه الجزائري‬
‫بالرجوع إلى أحكام النسب في القانون الج ازئري بوصفه مختص ببيان أحكامه‪ ،‬والنسب الذي ينقل‬
‫الجنسية لالبن في هذا الفرض هو النسب الشرعي الناتج عن زواج قائم حقيقة أو حكما وهذا ما تناولته نص‬
‫المادة ‪ 41‬من قانون األسرة الجزائري ‪ ، 2‬وأساس ثبوت النسب في هذه الحالة هو الزوجية أو قاعدة الولد‬
‫الفراش‪.‬‬
‫أما في ما يخص إثبات ن سب االبن إلى وقت الحق على الميالد فانه من الممكن أن يثبت النسب وقت‬
‫الميالد أو بعده ألنه إث بات كاشف للجنسية و ليس منشأ لها‪.3‬‬
‫ب ‪ -‬الولد المولود من أم جزائرية‬
‫أصبح المشرع الجزائري بعد التعديل الطارئ على نص المادة السادسة بموجب األمر ‪ ،4 01-05‬يثبت‬
‫الجنسية الجزائرية لكل من ينحدر من أم جزائرية دون شرط آخر‪ ،‬والمشرع الجزائري في هذا الجانب اعتمد‬
‫على مجموعة من الحجج واألسباب أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬معالجة مشكلة انعدام الجنسية إذ المولود من أم جزائرية أو ب أجنبي غادر اإلقليم الجزائري ولم يسعى إلى‬
‫تسوية وضعية ابنه على جنسيته‪.5‬‬
‫‪ -‬المساواة بين المرأة والرجل‪ ،‬وهذا ما استندت عليه جل التشريعات المقارنة بالرجوع لالتفاقيات والمعاهدات‬
‫الدولية باعتبار أن هذه المساواة ال تتعارض مع األسس العامة والمعتقدات التي يقوم عليها المجتمع ‪.6‬‬
‫أما بالنسبة للشروط الواجب توفرها لثبوت الجنسية من أب جزائري يجب أن تتوفر ذات الشروط أيضا في‬
‫حالة الجنسية بالنسب ألم جزائرية ويكفي لحمل الجنسية الجزائرية عن طريق األم يجب أن تكون األم‬
‫جزائرية بغض النظر عن كون األب مجهول أو عديم الجنسية أو صاحب جنسية أجنبية‪ ،‬حسب نص المادة‬
‫السادسة فإن ربط ثبوت الجنسية األصلية بالنسب ألم جزائرية لم يعلق على شرط إضافي‪ ،‬وال يؤثر مكان‬
‫الميالد في ثبوت الجنسية لالبن‪.7‬‬

‫‪ 1‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 41‬من قانون األسرة الجزائري "ينسب الولد ألبيه متى كان الزواج شرعيا و لم ينفه بالطرق الشرعية "من‬
‫قانون رقم ‪ 09- 05‬المؤرخ في ‪ 04‬مايو سنة ‪. 2005‬‬
‫‪ 3‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 179‬‬
‫‪ 4‬كانت المادة السادسة من قانون الجنسية الجزائري قبل تعديل األمر ‪ 86- 70‬بموجب األمر ‪ 01- 05‬تتضمن حالتين للجنسية‬
‫الجزائرية األصلية للنسب من جهة األم و هما ‪ :‬الولد المولود من أم جزائرية و أب مجهول‪ ،‬والولد المولود من أم جزائرية و‬
‫أب عديم الجنسية ‪.‬‬
‫‪ 5‬صالح الدين بوج الل ‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف ‪،2‬‬
‫‪ ،2014/2013‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 6‬عبد المنعم حافظ السيد‪ ،‬أحكام تنظيم الجنسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬إسكندرية ‪ ، 2012 ،‬ص‪. 170‬‬
‫‪ 7‬صالح الدين بوجالل‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪28‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫‪- 2‬الجنسية الجزائرية األصلية بالميالد على اإلقليم الجزائري‬


‫اقتصر المشرع الجزائري في منح الجنسية الجزائرية على أساس حق اإلقليم بموجب حالتين ‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬حالة الولد المولود في الجزائر من أبوين مجهولين وهي حالة اللقيط الذي وجد باإلقليم‬
‫الجزائري و كان حديث الوالدة‪ ،‬فيمنح المولود الجنسية الجزائرية األصلية بموجب الميالد في الجزائر تفاديا‬
‫‪.‬‬ ‫النعدام الجنسية‪.‬‬
‫غير أن قانون الجنسية الجزائرية مثله مثل أغلب التشريعات ا لمقارنة في العالم ينص على أن هذا الولد يفقد‬
‫الجنسية الجزائرية بأثر رجعي في حال ثبوت نسبه خالل قصره إلى أحد األبوين‪.1‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬الولد المولود من أب مجهول وأم مسماة في شهادة الميالد دون ثبوت جنسيتها‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة نكون أمام حالة عرفت فيها األم اسما ثم اختفت ففي هذه الحالة ال يكون االبن بإمكانه االستفادة من‬
‫حكم الفقرة األولى من المادة السابعة ‪ ،2‬والتي تشترط جهالة األب واألم معا‪ ،‬إال أن المشرع الجزائري تدخل‬
‫‪3‬‬
‫مانحا إ ياه الجنسية الجزائرية األصلية وذلك تجنبا لحالة انعدام الجنسية ‪.‬‬
‫‪- 3‬الجنسية المكتسبة‬
‫تضمن قانون الجنسية الجزائري ثالث طرق الك تساب الجنسية الجزائرية وهي ‪ :‬الزواج‪ ،‬التجنس‪،‬‬
‫واالسترداد ‪.‬‬
‫أ ‪-‬اكتساب الجنسية بالزواج‬
‫تنص المادة التاسعة مكرر‪ 4‬من قانون الجنسية الجزائرية أنه يمكن اكتساب الجنسية الجزائرية عن طريق‬
‫الزواج وفقا للشروط اآلتية‪:‬‬
‫* أن يكون الزواج قانوني وقائم فعليا منذ ثالث سنوات على األقل‪ ،‬من تاريخ تقديم طلب الجنسية‪.‬‬
‫* اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالجزائر مدة عامين على األقل‪ :‬وجوب توفر هذا الشرط مع االستمرارية بدون‬
‫انقطاع لمدة عامين كاملين على األقل على أن تكون اإلقامة مشروعة وفقا للت نظيمات السارية المفعول‬
‫بالنسبة إلقامة األجانب في الجزائر‪.‬‬
‫* التمتع بحسن السيرة و السلوك ‪ :‬حاول المشرع الجزائري من خالل هذا الشرط أن يتفادى منح الجنسية‬
‫الجزائرية لمن كانت سيرته سيئة دون أن يبين أداة إثبات حسن السيرة تلك‪.5‬‬

‫‪1‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 12‬‬


‫‪2‬تنص الفقرة األولى من المادة السابعة " يعتبر من الجنسية الجزائرية بالوالدة في الجزائر الولد المولود من أبوين مجهولين"‪.‬‬
‫‪ 3‬صالح الدين بوجالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 4‬تنص المادة التاسعة مكرر "يمكن اكتساب الجنسية الجزائرية بالزواج من جزائري أو جزائرية ‪".....‬‬
‫‪ 5‬صالح الدين بوجالل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 15‬‬

‫‪29‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫* إثبات الوسائل الكافية للمعيشة ‪ :‬إ ن إثبات وجود الوسائل الكافية للمعيشة تعود لتقدير سلطة و ازرة العدل ‪،‬‬
‫غير أن الواقع العملي في الجزائر يثبت وجود تلك الوسائل المعيشية غير شهادة عمل أو نسخة من السجل‬
‫التجاري أو أي شهادة أخرى تثبت مصدر المعيشة‪.1‬‬

‫ب ‪-‬التجنــــس‬
‫ميز المشرع الجزائري في التجنس بين حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬والم تمثلة في التجنس العادي وتمثل هذه الطريقة الحالة األكثر شيوعا لجواز حصول‬
‫األجنبي على الجنسية الجزائرية وهي حالة مقررة في كل النظم القانونية إال أنها مختلفة الشروط في‬
‫التشريعات المقارنة وطبقا للقانون الجزائري الذي يشترط توفر الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫*اإلقامة المعتادة والمنتظمة بالجزائر لمدة ‪ 7‬سنوات على األقل‬
‫*اإلقامة في الج ازئر وقت التوقيع على مرسوم التجنس‪.‬‬
‫*بلوغ طالب التجنس سن الرشد في القانون الجزائري‪.‬‬
‫*إثبات حسن السي ةر والسلوك وعدم الحكم بعقوبة مخلة بالشرف‪.‬‬
‫*إثبات الوسائل الكافية للمعيشة ‪.‬‬
‫*سالمة الجسد والعقل واثبات االندماج في المجتمع الجزائري‪.2‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬المتمثلة في التجنس الخاص نصت عليه المادة ‪ 11‬من قانون الجنسية الجزائرية‪ ،‬وله ثالث‬
‫صور ‪:‬‬
‫* يجوز منح الجنسية الجزائرية مع إعفاء شروط التجنس المنصوص عليها في المادة العاشرة ‪:‬‬
‫للشخص األجنبي الذي قدم خدمات استثنائية للجزائر و لم تحدد نوع الخدمات‪ ،‬فقد تكون في المجال العلمي‬
‫أو االقتصادي أو العسكري ‪.‬‬
‫* وكذلك األجنبي المصاب بعاهة أو مرض من جراء عمل قام به خدمة للجزائر أو لفائدتها‪.‬‬
‫* وفي حالة وفاة األجنبي وكان في إمكانه أثناء حياته أن يدخل في الحالة األولى المذكورة أعاله ولم يفعل‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن لزوجته وأوالده أن يطلبوا بعد وفاته تجنسه وفي نفس الوقت يطلبون حقهم بالتجنس وهذه الصو ةر‬
‫تكيف بأنها من اآلثار الجماعية‪.3‬‬
‫ج ‪-‬استرداد الجنسية‬
‫يشترط السترداد الجنسية الجزائرية توافر الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫أن يكون طالب االسترداد جزائريا أصيال قبل فقدها بأي سبب من أسباب الفقد‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقامة العادية و المنتظمة في الجزائر لمدة ‪ 8‬أشهر على األقل بتاريخ تقديم طلب االسترداد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬صالح الدين بوجالل ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪ 2‬الطيب زروتي ‪ ،‬القان ون الدولي الخاص الجزائري علما وعمال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الفسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2010 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.102‬‬

‫‪30‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫تقديم طلب االسترداد يفصح فيه المعني باألمر عن رغبته في استرداد الجنسية الجزائرية التي كان يتمتع‬ ‫‪-‬‬
‫بها سابقا‪.1‬‬

‫ثالثا التنازع االيجابي والسلبي للجنسيات‬

‫يكون التنازع بين الجنسيات ايجابيا لما يكون الشخص متمتعا بأكثر من جنسية‪ ،‬ونكون أمام تنازع سلبي‬
‫للجنسيات في الحالة التي ال يعتبر فيها الشخص رعية ألي دولة من الدول‪.‬‬

‫أ ‪-‬التنازع اإليجابي للجنسيات‬

‫يحصل التنازع اإليجابي للجنسيات عندما تدعي دولتان أو أكثر السيادة على شخص واحد و تعتبره من‬
‫‪2‬‬
‫جنسيتها مما يؤدي إلى حصول حالة تعدد الجنسيات‬

‫فقد تتوافر في شخص أسباب التمتع بجنسية أكثر من دولة واحدة فيكون الشخص هنا متمتعا بأكثر من‬
‫جنسية واحدة وفقا ألحكام قانون دولتين‪ 3‬يثير تعدد الجنسيات في الدول التي تخضع األحوال الشخصية‬
‫لقانون الجنسية مشكلة تحديد من بين الجنسيات التي يتمتع بها الشخص الجنسية التي يعتد بها لتحديد‬
‫القانون الواجب التطبيق على النزاع‪.4‬‬

‫ونجده أيضا في مجال تنازع االختصاص القضائي الدولي كما تكون محاكم الدولة مختصة بالنظر فقط‬
‫في المنازعات التي يكون احد إطرافها من وطنييها‪،‬مما يطرح مشكلة تحديد الجنسية التي يعتد بها من بين‬
‫الجنسيات التي يحملها الشخص لعقد االختصاص أو عدم عقده لها‪.5‬‬

‫و في المج ال الدولي يطرح تعدد الجنسيات مشكلة الحماية الدبلوماسية التي تلتزم بها الدولة نحو وطنييها‬
‫في الخارج فهل بإمكان الدولة التي يحمل الشخص جنسيتها بسط حمايتها الدبلوماسية عليه في دولة يحمل‬
‫أيضا جنسيتها‪6‬؟‪.‬‬

‫‪ 1‬الطيب زروتي ‪ ،‬القان ون الدولي الخاص الجزائري علما وعمال ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 2‬غالب علي الداودي القانون الدولي الخاص الجنسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2011‬ص ‪.272‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه ص ‪272‬‬
‫‪ 4‬إعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.160‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫ب التنازع السلبي للجنسيات‬

‫ينشئ التنازع السلبي للجنسيات عندما تتخلى قوانين الجنسية في معظم الدول عن شخص معين فال‬
‫يعتبر من وطنيي أي دولة و يقع في الالجنسية ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع قوانين على جنسية‬
‫‪1‬‬
‫هذا الشخص‬

‫فمن األسباب التي تجعل الشخ ص عديم الجنسية منذ ميالده نذكر سببين‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن يوجد الشخص في إقليم دولة تمنح جنسيتها على حق الدم دون حق اإلقليم‪ ،‬ومن أبوين يحمالن‬
‫دولة ال تأخذ بحق الدم في ثبوت جنسيتها للشخص و إنما بحق اإلقليم فبالنسبة للدولة التي ولد على‬
‫إقليمها ال تثبت له جنسيتها ألنها تأخذ بحق الدم وحده دون حق االقليم‪.2‬‬
‫‪ - 2‬أن يولد الشخص من أبوين مجهولين في دولة ال تأخذ بحق اإلقليم في ثبوت جنسيتها ‪ ،‬وهذا الفرض‬
‫قليل الحدوث في الواقع‪ ،‬ألن جل التشريعات التي تأخذ بحق الدم في منح جنسيتها األصلية تمنح‬
‫جنسيتها للمولود من أبوين مجهولين كما هو الحال في التشريع الجزائري الذي يمنح الجنسية‬
‫الجزائرية لمجهول األبوين إذا ولد في الجزائر‪.3‬‬

‫و من األسباب التي تجع ل الشخص عديم الجنسية بعد ميالده‪ :‬أن يكون مثال متمتعا بجنسية دولة‬
‫معينة عند ميالده ‪ ،‬ثم تسقط هذه الدولة جنسيتها عنه قي إحدى مراحل حياته كعقوبة له‪ ،‬و منها‬
‫أيضا أن تفقد المتزوجة بأجنبي جنسيتها وفقا لقانونها الوطني دون أن تدخل في جنسية زوجها‪ ،‬كما‬
‫أيضا أن يفقد الشخص جنسيته التي يتمتع بها بسبب دخوله قي جنسية دولة أخرى‪،‬ثم يتعرض من‬
‫طرفها لسحبها منه‪.4‬‬

‫ففي حالة انعدام الجنسية ال يوجد تنازع بين القوانين على جنسية هذا الشخص‪ ،‬و إنما يوجد مركز سلبي‬
‫ناشئ عن تخلي قوانين جميع الدول عنه وال بد لقاضي الموضوع أن يعين قانون يحكم نشاطه‪ ،‬خاصة في‬
‫قضايا أحواله الشخصية‪ ،‬حيث يطبق القاضي على مسائل عديم الجنسية قانون موطنه أو محل إقامته‪،‬‬
‫باعتبا هر اقرب القوانين الى الشخص صلة‪.5‬‬

‫‪ 1‬غالب علي الداودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.278‬‬


‫‪ 2‬إعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.173‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬غالب علي الداودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.278‬‬

‫‪32‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط إعمال ضابط الجنسية وفقا للمادتين ‪ 41‬و ‪. 42‬‬

‫يفهم من نصوص المواد ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري أن المشرع اشترط أن‬
‫يكون المدعي أو المدعى عليه وطنيا ( الفرع األول ) وأن يكون موضوع النزاع تنفيذ التزامات تعاقدية (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شرط أن يكون المدعي أو المدعى عليه وطنيا‬

‫منح القانون االختصاص للقضاء الوطني متى كان المدعي أو المدعى عليه وطنيا‪ ،‬وهذا إعماال لمبدأ‬
‫الحق في اللجوء إلى القضاء‪ ،‬حيث اعت بر المشرع من خالل المواد ‪ 41‬و‪ 42‬أن للطرف الجزائري امتياز‬
‫اللجوء للمحاكم الجزائرية مهما كان مكان إبرام التصرف ومهما كان الضابط الذي من خالل ه تطبق القواعد‬
‫‪1‬‬
‫العادية لالختصاص‪ ،‬فاالختصاص الذي يقوم على الجنسية يزيح كل اختصاص مبني على معايير أخرى ‪.‬‬

‫فالدعاوى المرفوعة من طرف جزائري على أجنبي أو المرفوعة على جزائري من طرف أجنبي تختص‬
‫المحاكم الجزائرية بالنظر والفصل فيها‪ ،‬فيكون معيار االختصاص الجنسية الجزائرية ألحد أطراف الدعوى‬
‫بغض النظر عن موطنهم‪.2‬‬

‫وهذا ما أخذ به الفقه االيطالي والفرنسي على اعتبار توافر الصفة الوطنية وحدها في المدعى عليه تكون‬
‫كافية حتى تختص المحاكم الوطنية بالنظر في الدعاوى التي ترفع إليها‪ ،‬فضابط تحديد االختصاص في هذه‬
‫الحالة إذن هي الصفة الوطنية وحدها ‪ ،‬مثال ذلك تختص المحاكم االيطالية بالدعاوى التي ترفع على‬
‫االيطالي سواء كان المدعي ايطاليا أم أجنبيا‪ ،‬واذن فالمحاكم االيطالية تختص بالمنازعات فيما بين‬
‫‪3‬‬
‫االيطاليين مادام الواحد منهم مدعى عليه‬

‫‪ 1‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.631‬‬

‫‪33‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫كما بنى القضاء الفرنسي قواعد االختصاص القضائي لمحاكمه استثناءا إلى المادتين ‪ 15، 14‬من‬
‫القانون المدني بالنسبة للدعاوى التي يكون المدعي أو المدعى عليه فرنسيا على اعتبار شخصي‪ ،‬أو كما‬
‫سماه بعض الفقهاء الفرنسيين اعتبار سياسي‪1،‬وفي المقابل ومن خالل نص المادة ‪ 28‬من قانون المرافعات‬
‫المدنية والتجارية المصري‪ ،2‬متى كان الشخص مصري الجنسية انعقد االختصاص للمحاكم المصرية دون‬
‫اقتضاء أي أمر آخر‪ ،‬فال يشترط أن يكون هذا الشخص متوطنا في مصر أو مقيم فيها‪ ،‬أو أن يكون قد أبرم‬
‫‪3‬‬
‫التزامه بها أو أن يكون هذا االلتزام واجب التنفيذ فيها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شرط أن يكون موضوع النزاع تنفيذ التزامات تعاقدية‬

‫األصل حسب تفسير المادتين ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تبين أن الدعاوى التي‬
‫تشتملها تقتصر على االلتزامات التعاقدية فقط‪ ،‬لكن حسب التفسير الموسع ال يكون القضاء مقيدا بهذه‬
‫الدعاوى وال يكون ملزما بذلك وهذا أمر منطقي باعتبار أن الغاية من النصين هو حماية الطرف الجزائري‬
‫وأن االختصاص هو الجنسية الجزائرية فلماذا تقتصر الحماية على نوع معين من الدعاوى التي يكون‬
‫موضوعها التزامات التعاقدية المالية ‪.4‬‬

‫كاستثناء لم يلتزم القضاء الفرنسي بهذا التفسير حسب نصوص مواد ‪ 15 ، 14‬من القانون المدني و‬
‫عمم تطبيقهما على جميع االلتزامات ‪ ،‬سواء كانت تعاقدية أو غير تعاقدية ‪ ،‬بل و طبقهما حتى على‬
‫الدعاوى الغير مالية ‪ ،‬باعتبار أن االمتياز المقرر في المادتين مبني على الجنسية و ليس على طبيعة النزاع‬
‫فقصره بالتالي على االلتزامات التعاقدية دون غيرها ليس له ما يبرر‪.5‬‬

‫و لم يستثن القضاء الفرنسي من هذا التعميم في التطبيق إال الدعاوى العين ية العقارية ‪ ،‬و الدعاوى‬
‫المتعلقة بطرق التنفيذ المعمول بها في الخارج ‪ ،‬و يبرر هذا االستثناء في كون المادتين متعلقتين بسيادة‬
‫‪6‬‬
‫الدولة األجنبية مما يجعل األحكام الصادرة بشأنها في الخارج ال تنفذ فيها‬

‫‪ 1‬سامي بديع منصور‪ ،‬عكاشة عبد العال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.450‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 28‬من قانون المرافعات المدنية و التجارية المصري "تختص محاكم الجمهورية بنظر الدعوى التي ترفع على‬
‫المصري ولو لم يكن له موطن أو محل إقامة في الجمهورية وذلك فيما عدا الدعاوى العقارية المتعلقة بعقار واقع بالخارج " من‬
‫قانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 1986‬بإصدار قان ون المرافعات المدنية والتجارية‪.‬‬
‫‪ 3‬سامي بديع منصور‪ ،‬عكاشة عبد العال ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.450‬‬
‫‪ 4‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 5‬اعراب بلقاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬

‫وعليه وجب أن يشمل اختصاص المحاكم الجزائرية على جميع الدعاوى التي يكون المدعى أو المدعى‬
‫عليه الجزائري جزء منها‪ ،‬سواء كانت دعاوى شخصية أو أحوال عينية‪ ،‬في ما يتعلق باألحوال الشخصية‬
‫‪1‬‬
‫كدعوى بطالن الزواج أو التطليق أو بنفقة زوجية أو بنفقة مطلقة أو بثبوت النسب‬

‫وكذلك الدعاوى في مواد األحوال العينية مدنية أو تجارية سواء كانت الدعوى شخصية أو عينية أو‬
‫مختلطة حتى ولو كان مصدر االلتزام أو محل تنفيذه أو موقع المال خارج الجزائر‪ ،‬ومنها الدعوى التي‬
‫يرفعها مستأجر العقار المتمثلة في تسليم العقار المؤجر‪ ،‬والدعاوى التي يرفعها المؤجر مطالبا سداد أجرة‬
‫‪2‬‬
‫العقار‪ ،‬والدعوى التي يرفعها بائع العقار مطالبا تسديد الثمن باعتبارها دعوى شخصية منقولة‬

‫إذ يعتبر ضابط االختصاص المستمد من الجنسية ضابطا عاما غير محصور بنوع معين من الدعاوى‬
‫باإلضافة عدم تقيده بمكان نشوء الن ازع وهو ضابط قانوني‪ ،‬و غير إقليمي‪ ،‬وعام ‪ ،‬يجب توفره وقت رفع‬
‫الدعوى وال تتعلق بالقانون المطبق على موضوعه‪ ،‬فيستوي أن يكون القانون الواجب التطبيق هو القانون‬
‫الجزائري أو القانون األجنبي ‪.3‬‬

‫‪ 1‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 73‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 74‬‬

‫‪35‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫تقيم ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي‬
‫على الرغم من اعتماد جل التشريعات المقارنة على معيار الجنسية في تحديد والية محاكمها في ما‬
‫يتعلق بالمنازعات الدولية الخاصة إال أنها أضفت عليها الطابع االختياري بحيث يجوز ألطراف الدعوى من‬
‫خالله التنازل عنه كونه غير مرتبط بالنظام العام‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى انقسم الفقه بين معارض ومؤيد العتماد معيار الجنسية على جملة من الحجج‬

‫وعليه سنتولى في المطلب األول تحديد طبيعة ضابط الجنسية‪ ،‬وسنتطرق في المطلب الثاني لبيان‬
‫االيجابيات والسلبيات والحلول البديلة المقترحة لهذا المعيار‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬طبيعة ضابط الجنسية‬

‫سنتولى من خالل ما يفهم من نصوص المواد ‪ 42 ،41‬بيان الطابع االختياري المتياز الجنسية الجزائرية‬
‫في (الفرع األول ) والتنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية (الفرع الثاني) وآثار التنازل عن هذا االمتياز (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اختصاص امتياز الجنسية الجزائرية اختصاص اختياري‬

‫اقترنت المادتين ‪ 42، 41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بعبارة " يجوز" وهذا ما ينشأ عليه من‬
‫قاعدتين متعلقتين بالنظام العام حيث يجوز لألطراف االتفاق على مخالفتهما بسبب أنهما تمنحان للطرف‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري امتياز إن شاء استعمله وأن شاء تخلى عنه‪.‬‬

‫ويتضح إذن أن اختصاص امتياز الجنسية الجزائرية هو اختصاص اختياري مما يترتب عنه عدم‬
‫التطبيق التلقائي للمادتين ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬فقد ترفع الدعوى أمام القضاء‬
‫الجزائري اعتمادا على معيار موضوعي آخر‪ ،‬ولو أن المشرع الجزائري لم يستند على معايير أخرى‪ ،‬أو ترفع‬
‫‪2‬‬
‫أمام قضاء دولة أخرى إذا كان االختصاص مؤسس قانونا وفي صالح أطراف الدعوى‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ما دام االختصاص اختياريا‪ ،‬يجوز للمتقاضيين اختيار جهة قضائية أو تحكيمية أجنبية‬
‫ولكن مع وجوب التأكد من النوايا الحسنة والمشروعة ألطراف الدعوى ومالئمة االختيار مع الظروف‬
‫‪3‬‬
‫الموضوعية للنزاع‪ ،‬واال اُستبعد بسبب الغش نحو القانون‬

‫‪ 1‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪ 2‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.326‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫وهذا ما عمل به القانون الفرنسي على أنه يجوز للفرنسي بوصفه مدعيا أن يتنازل عن اختصاص‬
‫المحاكم الفرنسية المقررة لصالحه في المادة ‪ 14‬مدني و يقبل اختصاص محكمة أجنبية ‪ ،‬ويتم هذا التنازل‬
‫بإرادته وحده‪ ،‬إذن هذا االمتياز مقرر له إذ أن هذه المادة تقول " يمكن أن ترفع الدعوى على األجنبي "كما‬
‫أن االختصاص المقرر فيها هو عند القضاء من قبيل االختصاص المحلي وهذا يجوز التخلي عنه‪ ،‬كذلك‬
‫يجوز التنازل عن االختصاص المقرر في المادة ‪ ،15‬ولكن هذا التنازل ال يتم إال باتفاق المدعى عليه‬
‫الفرنسي والمدعي األجنبي أو الفرنسي ألن االختصاص مقرر لصالح االثنين‪.1‬‬

‫وفي محاولة للتقريب بين قواعد االختصاص القضائي الدولي و قواعد االختصاص المحلي‪ ،‬ذهب‬
‫القضاء الفرنسي إلى القول بأنه ليس للمحاكم الفرنسية أن تقضي بعدم اختصاصها من تلقاء نفسها‪ ،‬وقد‬
‫كان هذا المنهج نتيجة طبيعية لكون أن القضاء الفرنسي كان حتى لسنة ‪ 1958‬ال يسمح للقاضي أن يقضي‬
‫بعدم اختصاصه بنظر الدعوى سواء بالنسبة لالختصاص المحلي أو النوعي‪ ،‬ألنهما كانا خاضعين لنظام‬

‫موحد بالنسبة لصالحية القاضي في الدفع بعدم اختصاصه من تلقاء نفسه في األحوال التي يكون فيها هذا‬
‫االختصاص متعلق بالنظام العام‪.2‬‬

‫لكن بعد ذلك غير المشرع الفرنسي موقفه من قواعد االختصاص القضائي الدولي و عمل على تقريبها‬
‫من قواعد االختصاص النوعي و ذلك بتقرير الطبيعة اإللزامية لها‪.3‬‬

‫أما في مصر فنظ ار لكون قواعد االختصاص القضائي الدولي للمحاكم المصرية ذات طبيعة واحدة فهي‬
‫قواعد االختصاص العام‪ ،‬فقد اتجه الفقه المصري إلى اعتبارها جميعا من النظام العام و رتب على ذلك‬
‫االعتراف لها بالصيغة اإلجبارية ومن ثم عدم الجواز بالتنازل عنها‪.4‬‬

‫كما قسم البعض األخر قواعد االختصاص القضائي الدولي إلى قسمين‪ ،‬قواعد تتعلق بحاالت‬
‫االختصاص األصلي و أخرى تتعلق باالختصاص الجوازي‪:‬‬

‫فقواعد االختصاص األصلي‪ :‬هي الحاالت التي يكون فيها االختصاص وجوبيا أو إلزاميا‪ ،‬وهي متعلقة‬
‫بالنظام العام‪.‬‬

‫أما قواعد االختصاص الجوازي‪ :‬ففيها يثبت للمحاكم الوطنية الفصل في النزاع‪ ،‬و لكنها ليست متعلقة‬
‫بالنظام العام‪.5‬‬

‫‪ 1‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.620‬‬


‫‪ 2‬بلغيث عمارة‪" ،‬االختصاص الجوازي لضابط الجنسية في القانون الدولي الخاص"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،2016 ،‬جامعة عنابة‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫أما في ما يتعلق بالواقع العملي في الجزائر‪ ،‬فان المحكمة العليا درجت على انه ليس للقاضي الجزائري‬
‫أن يتخلى عن االختصاص المقرر في بالمادتين ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬لصالح‬
‫قضاة أجانب‪ ،‬فرغم استعمال المشرع للفظ "يجوز‪ "...‬أسوة بما هو عليه الحال في القانون الفرنسي إال أن‬
‫التطبيق العملي لهذين النصين يفهم منه اتجاه نية المشرع إلى إضفاء قواعد االختصاص القضائي الدولي‬
‫استنادا لمبدأ سيادة الدولة الشخصية على رعاياها‪ ،‬باعتبار انه ال يجوز للقاضي أن يحكم من تلقاء نفسه كما‬
‫هو الحال في االختصاص المحلي‪.1‬‬

‫الفرع الثانــي‪:‬التنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية‬

‫إن الطبيعة االختيارية لقواعد االختصاص المعمول بها في المادتين ‪ 42 ،41‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬قد دفعت المشرع الجزائري إلــى تكرار "يجوز" أكثر من مرة في المادة الواحدة بمعنى أن‬
‫المدعي الجزائري يملك الحق في التخلي عن االختصاص المعقود للمحاكم الجزائرية بمقتضى المادة ‪ 41‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬كما أن للمدعى عليه الحق في التنازل عن االمتياز المقرر لمصلحته‬
‫بمقتضى المادة ‪ 42‬من نفس القانون و من ثم فإن هذا النص غير متعلق بالنظام العام ألنه ليس مقرر‬
‫لحماية مصلحة عامة‪.2‬‬

‫ذ لك أن هذا االمتياز يستند إلى أساس سياسي هو مجرد تمتع المدعي بالجنسية الجزائرية و من ثم فهو‬
‫يملك بإرادته التنازل عن هذا االمتياز وعقد االختصاص لمحاكم دولة أخرى خاصة وأن هذا االختصاص‬
‫يعتبر مخالفا لقاعدة االختصاص العادية أو التقليدية المتعارف عليها التي تعقد االختصاص لمحكمة موطن‬
‫المدعى عليه فال يمكن إجبار المدعي الجزائري على التمسك بهده القاعدة االستثنائية في مواجهة المدعى‬
‫عليه األجنبي‪ ،‬بل يجب أن تُترك له حرية االختيار بين قاعدة االختصاص المبني علي جنسية المدعي وتلك‬
‫التي تقوم على موطن المدعي عليه‪.3‬‬

‫الفرع الثالث أثار التنازل عن إمتياز الجنسية الجزائرية‬

‫يترتب على تنازل الخصم الجزائري عن التمسك بالمادة ‪ 41‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية سواء‬
‫كان التنازل صريحا أو ضمنيا‪َ ،‬ف ْقد إمتياز التقاضي الذي قررته له المادة في اختصام المدعى عليه األجنبي‬
‫أمام المحاكم الجزائرية‪. 4‬‬

‫‪ 1‬بلغيث عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.85‬‬

‫‪38‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫وكذلك األمر بالنسبة للمدعي عليه الجزائري ‪ ،‬إذا تخلى صراحة أو ضمنيا عن التمسك باالمتياز المقرر‬
‫لمصلحته بمقتضى المادة ‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬إذ ال يجوز له بعد ذلك أن يتمسك‬
‫باختصاص المحاكم الجزائرية المبني على تلك المادة ‪.1‬‬

‫وينتج عن ذ لك أنه على الخصم الذي يريد الدفع بعدم اختصاص المحاكم الجزائرية لسبق التنازل عن هذا‬
‫االختصاص من طرف الخصم الذي يحق له استعمال رخصة التنازل‪ ،‬أن يتمسك بهذا الدفع قبل إبداء أي‬
‫دفاع في موضوع الدعوى و ينبني على ذ لك أنه ليس للمحاكم الجزائرية أن تحكم بعدم اختصاصها من تلقاء‬
‫نفسها و يرجع ذلك للطبيعة الجوازية لقواعد االختصاص القضائي الدولي المعمول بها في المادتين ‪42، 41‬‬
‫والتي يجوز التنازل عنها بإرادة الخصوم‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫ا يجابيات وسلبيات ضابط الجنسية والحلول البديلة والمقترحة‬

‫إختلف الفقه الفرنسي بين معارض و مؤيد العتماد ضابط الجنسية‪ ،‬من خالل بيان إيجابيات (الفرع‬
‫األول) وسلبيات (الفرع الثاني) هذا المعيار و منهم من حاول اقتراح حلول بديلة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ايجابيات ضابط الجنسية‬

‫أيد الفقهاء الفرنسيون المعاصرون إبقاء المواد ‪ 14 ،13‬من القانون المدني الفرنسي مع تحديد حكمهما‬
‫اللجنة الفرنسية للقانون الدولي الخاص في اجتماعها سنة ‪ ،1936‬ويتمثل تأييدها في أن تحديد االختصاص‬
‫القضائي الدولي ال يتأثر بالعوامل القانونية فحسب‪ ،‬بل يخضع لما تقضي به المالئمة‪.3‬‬

‫وما دام أداء العدالة واجب على الدولة نحو وطنيها تباشره بواسطة محاكمها‪ ،‬و مادام الوضع الراهن‬
‫للنظام الدولي ال يكفل األفراد أداء العدالة بواسطة محاكم أخرى غير محاكم بالدهم‪ ،‬فإنه أبواب محاكم الدولة‬
‫يجب أن تضل مفتوحة أمام مواطنيها حتى يلجئون إليها إذ ا أجحف في حقهم القضاء الذي تم اللجوء إليه‬
‫خارج بالدهم و خاصة في مسائل الحالة‪ ،‬ال تي يكون في تقاضي الفرنسيين في الخارج عدم خضوعها للقانون‬
‫الفرنسي إذا ما قضت قاعدة اإلسناد في المحكمة األجنبية المطروح عليها النزاع بتطبيق قانون أخر‪.4‬‬

‫‪ 1‬بلغيث عمارة ‪ ،‬ص‪.85‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.724‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫وليست قاعدة المدعي يتبع المدعى عليه التي يخشى من إهدارها المشرع الفرنسي بحكم المادة ‪14‬‬
‫بقاعدة مقدسة‪ ،‬فكثي ار ما خرج عليها المشرع و كثي ار ما جاء عليها القضاء‪ ،‬فإبقاء المادتين إذن أمر الزم في‬
‫التشريع الفرنسي على أن تقنن بجانبها القواعد التي وضعها القضاء‪ ،‬ومع وضع ما يلزم لحكمها من حدود‪.1‬‬

‫كما يرى األستاذ "زروتي" بأنه مادام النظام الدولي ال يكفل لألفراد أداء العدالة بواسطة محاكم أخرى غير‬
‫محاكم بلدانهم ‪ ،‬فيكون من الضروري على الدولة كفالة وطنييها بوساطة محاكمها‪.2‬‬

‫كما تعتبر قواعد االختصاص المبني على أساس الجنسية قواعد غير مألوفة تقرر امتياز للطرف الوطني‬
‫يتم االعتماد عليها في حالة عدم إمكانية االختصاص وفق الضوابط العادية‪.3‬‬

‫وفي األخير قد تم تبرير اختصاص القضاء الوطني بناءا على جنسية المدعي بأن الوطنيين يطلبون‬
‫دائما العدالة أمام محاكمهم ألن المحاكم في الدول األج نبية ال تمنح الضمانات الكافية وهذا ما يجب أن‬
‫يكون في منح الثقة للمحاكم الوطنية وعدم التشكيك فيها‪. 4‬‬

‫وهذا ما برره الفقه في فرنسا بإنعقاد االختصاص لهذا الغرض على أساس أن القاضي الفرنسي هو القاضي‬
‫الطبيعي بالنسبة للفرنسيين‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات ضابط الجنسية‬

‫انتقد رجال الفقه الفرنسي المشرع و القضاء الفرنسيين ‪ ،‬فقال بعضهم أن هذين األخيرين عالجا قواعد‬
‫االختصاص القضائي الدولي كما يعالج االختصاص المحلي باعتمادها على اعتبار من أشخاص الخصوم‬
‫وكان الواجب من الناحية التشريعية‪ ،‬أن تعالج هذه القواعد كما يعالج االختصاص النوعي فتبنى على أساس‬
‫طبيعة المنازعة ونوعها‪.6‬‬

‫وقال الجانب اآلخر منهم أن المشرع تجاهل بحكم المادة ‪ 14‬مدني قاعدة عامة من قواعد االختصاص و‬
‫هي قاعدة المدعي يتبع المدعى عليه ما دامت هده المادة تسمح للمدعي الفرنسي أن يجلب المدعى عليه‬
‫األجنبي أمام المحاكم الفرنسية ‪ ،‬ثم علل جانب من الفقه حججهم بانتقادهم للمشرع الفرنسي على أساس‬
‫التحيز و محاباة الفرنسيين‪.7‬‬

‫‪ 1‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.624‬‬


‫‪ 2‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ 3‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ 5‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 6‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.622‬‬
‫‪ 7‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫وفي الحقيقة إن امتياز الجنسية في القانون الجزائري وفي القانون الفرنسي‪ ،‬يكمن عيبه في تشخيص‬
‫االختصاص القضائي الدولي تشخيصا غير متوازن وعدم كفايته أو عدم شموله لكافة صور التنازع‪.1‬‬

‫وقد يكون التنازل عن االمتياز صريحا بذكر بند صريح في العقد‪ ،‬أو ضمنيا بأن يقبل الطرف الجزائري‬
‫اختصاص محكمة أجنبية وعدم تزاحم اختصاصها واختصاص المحكمة الجزائرية‪ ،‬فيتخلى عن تمسكه‬
‫باالمتياز الممنوح له عند رفع دعواه أمام محكمة أجنبية‪ ،‬أو عندما يكون مدعى عليه أمام محكمة أجنبية‬
‫فيقدم طلباته ودفوعه الموضوعية‪ ،‬و يعتبر حضوره قرينة على تنازله‪ ،‬لكنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات‬
‫العكس‪.2‬‬

‫كما يترتب على الطابع الجوازي للمادتين أن القاضي ال يمكنه أن يثير تطبيقهما من تلقاء نفسه‪ ،‬عن‬
‫طريق التمسك باختصاصه ‪3‬على أساس الجنسية إذا رفع المدعي دعواه بدون االستناد عليه وكان‬
‫االختصاص مبنيا على سبب آخر غير الجنسية‪.4‬‬

‫فاالختصاص القضائي الدولي للمحاكم الفرنسية المؤسس على المادتين ‪ 15، 14‬له طابع احتياطي‬
‫بالمقارنة مع القواعد العادية لالختصاص الدولي ‪ ،‬حيث قررت الغرفة المدنية األولى لمحكمة النقض في قرار‬
‫لها صادر بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر‪، 1985‬أن المادة ‪ 14‬التي تمنح االختصاص للمحاكم الفرنسية للمدعي ال‬
‫تطبق إال اذا لم يتحقق أي معيار اختصاص إقليمي في فرنسا ‪ ،‬فبمجرد أن يتوفر ضابط االختصاص لقاعدة‬
‫عادية لالختصاص القضائي الدولي من المستحيل أن يتم االستناد إلى المادتين ‪.515 ،14‬‬

‫وتكمن هذ ه االنتقادات خاصة في حالة جنسية المدعي الذي يمكنه اللجوء إلى محاكم دولته في غياب‬
‫ك ل ارتباط للمنازعة مع دولته‪ ،‬بالرغم من اعتبا هر حقا طبيعيا‪ ،‬لهذا فإن هذا االختصاص غير منصف ألنه ال‬
‫يأخذ بع ين االعتبار مصلحة المدعى عليه وانما يراعي مصلحة المدعي‪ ،‬بسبب انتمائه السياسي لدولة‬
‫القاضي وليس باعتبا هر الطرف الضعيف في العالقة القانونية‪ ،‬وهذا ما يعتبر تحيز من جانب القضاء لحماية‬
‫الوطنيين ضد األجانب‪.6‬‬

‫لهذا يدعو بعض الفقه إلى إلغاء المواد التي تتضمن قاعدة االختصاص على أساس معيار الجنسية‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫و يمكن القول أن القاعدة معتمدة لمصلحة الطرف الوطني ما دام أنه يحمل جنسية الدولة التي يلجأ لقضائها‬

‫‪ 1‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.329‬‬
‫‪ 2‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 3‬رغم ان المشرع قد استجاب أيضا ألحد مبادئ االختصاص القضائي المقررة في التشريعات المقارنة والتي تقوم على مجرد‬
‫ارتضاء الخصوم لوالية المحاكم الوطنية‪ ،‬إال أن بناء االختصاص الدولي لهده المحاكم على هذا األساس وحده ال يمنع القاضي‬
‫من التخلي عن اختصاصه انظر‪ :‬هشام علي صادق المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.90، 89‬‬
‫‪ 4‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.75 ،74‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ 7‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫فتقرير االختصاص لمحاكم الدولة استنادا إلى كون المدعى عليه وطنيا منتقد من الجانب النظري على‬
‫أساس انه ُيقيم نوع من التفرقة )‪ ،(Discrimination‬في المعاملة بين الوطنيين واألجانب كما انه يواجه‬
‫عقبات عملية تتمثل في عدم إمكانية كفالة أثار الحكم في الدولة التي أصدرته وذلك في حالة انعدام أي صلة‬
‫حقيقية بين المدعى عليه الوطني و دولته التي أصدرت الحكم‪ ،‬وانعدام الرابطة الجدية بين المدعى عليه‬
‫ودولته يتحقق في حالة عدم وجود موطن أو محل إقامة له‪.1‬‬

‫ويبدو من غير المالئم ال تمسك بتلك االع تبارات السياسية وخاصة أن هذه االعتبارات السياسية قد فقدت‬
‫الكثير من أهميتها مع ظهور المفاهيم الحديثة لالختصاص القضائي الدولي‪ ،‬فالعمل باعتبار جنسية المدعي‬
‫أصبح عديم الفائدة حيث أنه لم يعد يواكب اال تجاه الغالب في القانون المقارن‪ ،‬فلم يعد أداء العدالة واجبا‬
‫على الدولة تؤديه نحو وطنييها‪ ،‬وانما أصبح واجبا عليها تؤديه في إقليمها بهدف توفير األمن والسكينة بغض‬
‫‪2‬‬
‫النظر عن جنسية المتقاضين‬

‫واضافة لجملة االنتقادات التي وجهها الفقه الختصاص المحاكم الوطنية على أساس جنسية المدعى عليه‬
‫أنه يتنافى مع مبدأ جوهري متمثل في مبدأ قوة نفاد األحكام وفعاليتها الدولية فهو ضابط قليل الجدوى وال‬
‫يصلح لوحده في تحديد االختصاص القضائي الدولي‪.3‬‬

‫لكن وبالرغم من االنتقادات الموجهة لهذا المعيار إال أن القاعدة مقررة قانونا فهي قاعدة وضعية ُوجب‬
‫على القاضي أن يطبقها وان يحدد من خاللها اختصا ص المحكمة على هذا الضابط وحده ‪ ،‬وهي مقر ةر في‬
‫أغلب التشريعات و خاصة منه العربية‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحلول البديلة أو المكملة لضابط الجنسية‬

‫يرى األستاذ "زروتي" أن حل اإلشكالية السابقة لضابط الجنسية وعدم كفايته يعتمد على حلين‪:‬‬

‫األول توثيق اجتهاد قضائي جزائري يوسع اختصاص القضاء الجزائري للمنازعات الدولية ذات العالقة‬
‫بالنظام القانوني الجزائري‪ ،‬دون استناد على جنسية الطرفين وحدها‪.5‬‬

‫ومن ثم يتحقق مبدأ الفعالية ألحكام القضاء وفي المقابل ترسيخ اجتهاد قضائي مؤداه التخلي الختصاص‬
‫قضاء أجنبي في حالة كون النزاع يمس في محتواه اختصاص الدولة األخرى واال اصطدم القرار الجزائري‬

‫‪ 1‬هشام علي صادق‪ ،‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 2‬سهى خلف عبد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 58‬‬
‫‪ 3‬سمية كمال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.329‬‬

‫‪42‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫بالمحاكم األجنبية بغاية تنفيذه‪ ،‬وأساس هذا الحل في حالتي االختصاص الجالب والسالب فهو تفعيل مبدأ قوة‬
‫النفاذ‪.1‬‬

‫والحل الثاني يقتضي تدخل المشرع إلعمال نصوص خاصة باالختصاص القضائي الدولي على غرار‬
‫الضوابط المعتمدة في التشريعات الحديثة و لكن الظاهر أن المشرع الجزائري لم يأخذ بعين االعتبار عيوب‬
‫امتياز الجنسية و قصوره و إال لما نقل من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية نفس األحكام في قانون‬
‫اإلجراءات المدنية القديم‪.2‬‬

‫والظاهر أن القضاء الجزائري عمل بنفس المنهج ‪ ،‬فعمم مجاالت اختصاص القضاء الداخلي عمال‬
‫بالمادتين ‪ 40 ،39‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على االختصاص القضائي الدولي ‪ ،‬فأصبح يكتفي‬
‫بانطواء النزاع على صلة تسمح بالربط اإلقليمي لمحكمة جزائرية كموقع العقار ومكان تنفيذ االلتزام أو موطن‬
‫المتوفى أو مقر الشخص المعنوي‪ ،‬وهذا بغض النظر عن الجنسية التي يحملها طرفي العالقة‪.3‬‬

‫واذا كانت بعض معايير االختصاص الداخلي ال تثير إشكالية م ثل المنازعات العينية العقارية ومنازعات‬
‫األشغال العمومية و الصفقات اإلدارية والمحجوزات ألن تركيز النزاع دائما يمكن أن تحدد من خالله الجهة‬
‫المختصة وطنية كانت أم أجنبية‪ ،‬فإن بعض المنازعات األخرى يصعب ربطها دوليا من دلك اختصاص‬
‫موطن الزوجية‪ ،‬ومحل إقامة الدائن بالنفقة ومكان ممارسة الحضانة‪ ،‬ألن األمر يتعلق بتقرير وقائع وليس‬
‫حقوقا‪.4‬‬

‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن القضاء الفرنسي عمد إلى تبني الحل األول بالنظر لما كان يعانيه من نقص‬
‫تشريعي في معايير اختصاصه دوليا ‪ ،‬و قام بتقريب قواعد االختصاص القضائي الدولي من قواعد‬
‫االختصاص الداخلي معتمدا على التوسيع في تفسير أحكام المادتين ‪ 59‬و‪ 420‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫الفرنسي‪ ،‬فأقر في بداية األمر اختصاصه في دعاوى األجانب األكثر قبوال واألقوى أساسا‪ ،‬فقبل أوال‬
‫اختصاص القضاء الفرنسي واختصاص القضاء األجنبي في الدعاوى العينية العقارية إذا كان العقار موجودا‬
‫في بلد أجنبي ولو كان أحد األطراف فرنسيا‪. 5‬‬

‫وأسس اختصاص القضاء الفرنسي بالنسبة للفعل الضار الواقع في فرنسا على فكرة قوانينه البوليسية‬
‫مد اختصاص القضاء‬
‫والسالمة العامة بغض النظر عن جنسية المتضرر أو المتسبب في الضرر‪ ،‬كما َ‬
‫الحالة‪.6‬‬
‫الفرنسي لألجانب بشأن المواد التجارية والتعاقدية المدنية وكذا دعاوى َ‬

‫‪ 1‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 330‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 331‬‬
‫‪ 4‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪330‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬

‫‪43‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫ومن جهة أخرى يتوقف االختصاص على تكييف النظام القانوني المعمول به مثال في ميراث العقار‪ ،‬هنا‬
‫يرجع فيه االختصاص إلى موطن المتوفى الذي هو عادة مكان افتتاح التركة‪ ،‬وفي حالة وجود العقار في‬
‫المورث‪ ،‬فينفذ الحكم الصادر بشأن العقار بوصفه جزءا من التركة‪ ،‬أما إذا كان العقار‬
‫إقليم الدولة مقر وفاة ُ‬
‫في الخارج فالحكم الصادر بالتصفية ال يمكن تنفيذه ألن الحق العيني عقاري يخضع الختصاص قانون‬
‫وقضاء موقعه‪ ،‬إذا االختالف في تكييف موضوع النزاع يؤدي إلى تباين في االختصاص القضائي‬
‫والتشريعي‪.1‬‬

‫ومن هنا ُيالحظ أنه رغم الصعوبات تقريب االختصاص القضائي الدولي من االختصاص الداخلي‪ ،‬إال‬
‫أن اللجوء غلى هذا اإلجراء حتمي في النظم القانونية التي لم تقرر قواعد خاصة باختصاص قضائها دوليا‬
‫النظم التي أقرت أحكام غير كافية كالقانون الفرنسي والجزائري‪.2‬‬
‫كالمغرب‪ ،‬أو ُ‬

‫‪ 1‬الطيب زروتي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.332‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية ‪.........................................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‬

‫الجنسية كرابطة قانونية وسياسية تربط الفرد بدولته‪ ،‬إضافة لكونها تلعب دو ار مهما في القانون الدولي‬
‫الخاص فهي تربط أطراف الن ازع بدولة القاضي‪ ،‬وتعتبر كضابط الختصاص القضاء الوطني‪.‬‬

‫كما أعتمد المشرع الجزائري على الجنسية وحدها كضابط الختصاص محاكمه ورتب عن التمتع بها جملة‬
‫من االمتيازات المقررة سواء للمدعي أو للمدعى عليه إال أن هذا المعيار تعرض للنقد من طرف جانب من‬
‫الفقه الفرنسي‪ ،‬باعتبار أن هذا الضابط يهدف إلى محاباة المتمتعين بالجنسية الفرنسية‪ .‬ودعا البعض منهم‬
‫إلى إلغاء المواد التي تتضمن قاعدة االختصاص على أساس الجنسية‪ ،‬كما يرى البعض األخر بأن ضابط‬
‫الجنسية وحده غير كاف لتحديد والية المحاكم بالمنازعات المتضمنة عنص ار أجنبيا‪ ،‬وهذا ما يالحظ في‬
‫القانون الجزائري والفرنسي وهناك من أقترح حلوال بديلة لضابط الجنسية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪...............................................................................................‬‬

‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫وفي األخير وبعد أن تم التطرق في هذه الدراسة إلى مفهوم االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬التي تنفرد كل‬
‫دولة من خالله ب تحديد اختصاص محاكمها فيما يتعلق بالنزاعات المشتملة على عنص ار أجنبي‪ ،‬استطعنا‬
‫تسجيل جملة من النتائج أهمها‪:‬‬

‫‪ )1‬تعتبر قواعد االختصاص القضائي الدولي مظهر من مظاهر سيادة الدولة و هذا لما تتميز به كونها‬
‫قواعد وطنية ‪ ،‬فالمحاكم لمعرفة مدى اختصاصها تلجأ لقواعد االختصاص الوطنية كأصل عام و‬
‫كاستثناء قد تستند إلى قواعد االختصاص األجنبية‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تنازع االختصاص بين محاكم‬
‫عدة ُدول نتيجة اختالف القواعد التنظيمية المتعلقة بالنظام القانوني لكل دولة ‪.‬‬
‫‪ )2‬على خالف قواعد تنازع القوانين ‪ ،‬تعتبر قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مفردة الجانب‬
‫يقتصر دورها في بيان ما إذا كان القاضي الوطني ُمختص أو غير مختص للنظر في النزاع دون أن‬
‫تتمادى إلى عقد اختصاص القضاء األجنبي‪.‬‬
‫‪ )3‬اعتمد الفقه في القانون الدولي الخاص على تحديد مجموعة من الضوابط العامة التي تسترشد بها‬
‫الدول عند قيامها بتحديد الحاالت التي تكون فيها محاكمها مختصة بالنظر في المنازعات المشتملة‬
‫على عنصر اجنبي وقد اعتمد الفقه في التفرقة بين أنواع هذه الضوابط على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ضوابط اختصاص المحاكم التي تقوم على أساس ارتباط أطراف النزاع بالدولة‪ ،‬وهذا ما اعتمده‬
‫المشرع الجزائري عن طريق األخذ بالج نسية كمعيار تحديد اختصاص محاكمه‪ ،‬أو ضوابط‬ ‫ُ‬
‫االختصاص التي تقوم على ارتباط موضوع النزاع بالدولة كما أضاف الفقه الخضوع االختياري‬
‫وحسن سير العدالة كضابطين إضافيين في تحديد والية المحاكم‪.‬‬
‫‪ )4‬رغم أن المشرع ا لوطني لديه ما يكفي من الحرية في تحديد اختصاص محاكمه‪ ،‬إال أنه وفقا لما‬
‫تقتضيه مصالح ال ُدول تحت مبدأ التعايش المشترك وانتماء الدولة إلى الجماعة الدولية وما يعرف‬
‫بالعرف الدولي ‪ ،‬يصبح هنا المشرع على قدر من االلتزام بهذه القواعد مما يؤدي إلى إعفائه من‬
‫ا لنظر في بعض المنازعات التي تتعلق باألشخاص المعفيين من والية القضاء الوطني‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يجوز للمحاكم الوطنية مقاضاة دول أخرى أو األشخاص المتمتعين بالحصانة القضائية على غرار‬
‫رؤساء الدول األجنبية والمبعوثين الدبلوماسيين وذلك عمال بمبدأ سيادة الدول‪.‬‬
‫‪ )5‬تختص المحا كم الجزائرية بنظر المنازعات الدولية الخاصة متى كان أحد أطراف النزاع يحمل‬
‫الجنسية الجزائرية وذلك من خالل نصوص المواد‪ 41‬و‪ 42‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫الموضوعة لمصلحة الطرف الوطني في اللجوء للقضاء الوطني في المنازعات المتضمنة عنص ار‬
‫أجنبي‪ ،‬ومنح من خاللها المشرع امتيا از للطرف الوطني للجوء للقضاء الجزائري سواء كان مدعي أو‬
‫مدعى عليه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫خاتمـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪...............................................................................................‬‬

‫أن المشرع الجزائري قد ساير التشريعات المقارنة في كيفية تحديد اختصاصه من عدمه بنظر‬
‫الم نازعات المتضمنة عنص ار أجنبيا‪ ،‬وعليه ينبغي على فقهاء القانون الدولي الخاص بصفة خاصة المزيد‬
‫من االجتهادات والتوسع حول الموضوع والتي تبقى قليلة في الفقه العربي عموما والفقه الجزائري‬
‫خصوصا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫والمراجع‬
‫المصادر والمراجع‪..........................................................................‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬أوال قائمة المصادر‪:‬‬


‫‪ ‬المعاهدات الدولية‬
‫‪ ‬اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية المبرمة في ‪ 18‬أفريل ‪.1961‬‬
‫‪ ‬اتفاقية فيينا للعالقات القنصلية المبرمة في ‪ 24‬أفريل ‪.1963‬‬
‫‪ ‬ثانيا النصوص التشريعية‬
‫‪ - 1‬األمر رقم ‪ 86-70‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر ‪ 1970‬يتضمن قانون الجنسية‬
‫الجزائرية‪ ،‬معدل و متمم باألمر رقم ‪ 01- 05‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 11- 84‬المؤرخ في ‪ 09‬يونيو ‪ 1984‬يتضمن قانون األسرة المعدل و‬
‫المتمم‪.‬‬
‫‪ - 3‬قانون المرافعات رقم ‪ 13‬المؤرخ في ‪ 7‬ماي ‪ 1986‬المتعلق بإصدار قانون‬
‫المرافعات المدنية والتجارية المصري‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا قائمة المراجع‬
‫‪ ‬الكتب باللغة العربية‬

‫‪ .1‬اعراب بلقاسم‪،‬القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪. 2008،‬‬
‫‪ .2‬بدر الدين عبد المنعم شوقي‪ ،‬دراسات في القانون الدولي الخاص‪(،‬د ط)‪( ،‬دد م ن)‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪ .3‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬النظرية العامة في القانون القضائي الخاص الدولي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪.2009‬‬
‫‪ .4‬سامي بديع منصور‪،‬عكاشة عبد العال‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬حلول النزاعات الدولية‬
‫الخاصة‪( ،‬د ط)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1993 ،‬‬
‫‪ .5‬سامي بديع منصور ]وآخرون‪ ،[….‬القانون الدولي الخاص واالختصاص القضائي الدولي‬
‫وآثار األحكام األجنبية في لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.2009،‬‬
‫‪ .6‬سهى خلف عبد‪ ،‬االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫البادية ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪.2013،‬‬

‫‪48‬‬
‫المصادر والمراجع‪..........................................................................‬‬

‫‪ .7‬سهيل حسين الفتالوي‪ ،‬الحصانة الدبلوماسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫عمان‪.2010،‬‬
‫‪ .8‬صالح جاد المنزالوي‪،‬االختصاص القضائي الدولي بالمنازعات الخاصة الدولية واالعتراف‬
‫والتنفيذ الدولي لألحكام األجنبية‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫‪ .9‬صالح الدين جمال الدين‪ ،‬القانون الدولي الخاص ‪،‬الجنسية و ت نازع القوانين ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2008،‬‬
‫‪ .11‬الطيب زروتي‪ ،‬الوسيط في الجنسية الجزائرية‪( ،‬د ط) ‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر‪.2002،‬‬
‫‪ .11‬الطيب زروتي‪،‬دراسات في القانون الدولي الخاص الجزائري (د ط) ‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪. 2010،‬‬
‫‪ .12‬الطيب زروتي‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزائري علما وعمال ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة‬
‫الفسيلة‪ ،‬الجزائر‪.2010،‬‬

‫‪ .13‬عبد الحفيظ بن عبيدة‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب في الفقه والتشريع الجزائري‪،‬الطبعة‬


‫الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2005،‬‬
‫‪ .14‬عبد الكريم ممدوح‪ ،‬القانون الدولي الخاص تنازع القوانين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪. 2005،‬‬

‫‪ .15‬عبد المنعم حافظ السيد‪ ،‬أحكام تنظيم الجنسية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪،‬اإلسكندرية ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ .16‬عزالدين عبدهللا‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬تنازع القوانين وتنازع االختصاص القضائي‬
‫الدوليين‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪.1987 ،‬‬
‫‪ .17‬علي علي سليمان‪ ،‬مذكرات في القانون الدولي الخاص الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .18‬غالب علي الداودي القانون الدولي الخاص الجنسية الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان ‪.2011‬‬
‫‪ .19‬ماجد الحلواني‪،‬القانون الدولي الخاص وأحكامه في القانون الكويتي‪( ،‬د ط)‪ ،‬مطبوعات‬
‫جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪.1974 ،‬‬

‫‪49‬‬
‫المصادر والمراجع‪..........................................................................‬‬

‫‪ .21‬محمد وليد المصري‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الدولي الخاص الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ .21‬هشام خالد‪ ،‬القانون القضائي الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 2012،‬‬
‫‪ .22‬هشام علي صادق‪ ،‬تنازع االختصاص القضائي الدولي‪( ،‬د ط)‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002،‬‬
‫‪ .23‬هشام علي صادق‪ ،‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬

‫‪ .24‬وسام توفيق عبدهللا الكتبي‪ ،‬اعتبارات العدالة في تحديد اختصاص القضائي الدولي‪( ،‬د‬
‫ط)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬اإلسكندرية‪.2011،‬‬
‫‪ .25‬صالح الدين بوجالل‪ ،‬محاضرات في مادة الجنسية ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف ‪.2014/2013 ،2‬‬

‫‪ ‬الكتب باللغة الفرنسية‬


‫‪1- Yvon loussouarn,PierreBourel.,Droit international privé 4emeédition‬‬
‫‪,Dalloz , Paris , 1993.‬‬
‫‪ ‬رابعا المقاالت‬
‫‪ - 1‬ابراهيم ماالوي‪"،‬حصانة الموظفين الدوليين"‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد الثالث‪.2013 ،‬‬
‫‪ - 2‬بلغيث عمارة‪ ،‬االختصاص الجوازي لضابط الجنسية في القانون الدولي الخاص‪،‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة عنابة‪.2016 ،‬‬

‫‪ ‬خامسا الرسائل العلمية‬

‫‪ - 1‬سمية كمال‪ ،‬تطبيق قانون القاضي على المنازعات الدولية الخاصة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬إشراف يوسف فتيحة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سنة ‪.2016– 2015‬‬

‫‪50‬‬
‫الفهرس‬
‫الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ‪..............................................................................................‬‬

‫الفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫أ‬ ‫إهداء‬
‫ب‬ ‫شكر وعرفان‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة لالختصاص القضائي الدولي‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪5‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي واالصطالحي‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد قانونية ملزمة‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد وطنية‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مادية أو‬
‫موضوعية‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬قواعد االختصاص القضائي الدولي قواعد مفردة الجانب‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي والقيود الواردة عليه‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحديد ضوابط االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ضابط جنسية المدعى عليه‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ضابط موطن المدعى عليه‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬ضابط موقع المال‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬ضابط محل مصدر االلتزام أو محل تنفيذه‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الخامس ‪ :‬ضابط الخضوع اإلرادي أو قبول والية القضاء‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬ضابط االرتباط‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع السابع ‪ :‬ضابط تالفي إنكار العدالة‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثامن ‪ :‬ضابط النظام العام‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الواردة على االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الدول األجنبية‬
‫‪16‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلعفاء القضائي النسبي الممنوح للدول األجنبية‬
‫‪16‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلعفاء القضائي المطلق الممنوح للدول األجنبية‬

‫‪51‬‬
‫الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ‪..............................................................................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رؤساء الدول األجنبية‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬المبعوثون الدبلوماسيون‬
‫‪18‬‬ ‫أوال‪ :‬الحصانة القضائية المقيدة للمبعوث الدبلوماسي‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحصانة القضائية المطلقة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬القناصل‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬الهيئات والمنظمات الدولية‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬المشروعات العامة األجنبية‬
‫‪22‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪23‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬االختصاص القضائي الدولي للمحاكم الجزائرية‬
‫‪24‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬انعقاد االختصاص للمحاكم الجزائرية على أساس ضابط الجنسية‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مضمون ضابط الجنسية‬
‫‪24‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مضمون ضابط الجنسية‬
‫‪24‬‬ ‫أوال‪ :‬األشخاص الذين يستفيدون من االمتياز المقرر في المادتين ‪ 41‬و‪ 42‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫‪25‬‬ ‫ثانيا‪ :‬متى يلجأ إلى االمتياز المقرر بموجب المادتين ‪ 41،42‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مفهوم الجنسية في ظل التشريع الجزائري وفقا لألمر‬
‫‪01/05‬‬
‫‪26‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف الجنسية‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أنواع الجنسية‬
‫‪27‬‬ ‫‪ - 1‬الجنسية الجزائرية األصلية بالنسب‬
‫‪27‬‬ ‫أ ‪ -‬الولد المولود من أب جزائري‬
‫‪28‬‬ ‫ب ‪ -‬الولد المولود من أم جزائرية‬
‫‪29‬‬ ‫‪- 2‬الجنسية الجزائرية األصلية بالميالد على اإلقليم الجزائري‬
‫‪29‬‬ ‫‪- 3‬الجنسية المكتسبة‬
‫‪29‬‬ ‫أ ‪-‬اكتساب الجنسية بالزواج‬
‫‪30‬‬ ‫ب ‪-‬التجنـ ــس‬
‫‪30‬‬ ‫ج ‪-‬استرداد الجنسية‬
‫‪31‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التنازع االيجابي والسلبي للجنسيات‬
‫‪31‬‬ ‫أ ‪-‬التنازع اإليجابي للجنسيات‬

‫‪52‬‬
‫الفه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ‪..............................................................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫ب التنازع السلبي للجنسيات‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬شروط إعمال ضابط الجنسية وفقا للمادتين ‪ 41‬و ‪42‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شرط أن يكون المدعي أو المدعى عليه وطنيا‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬شرط أن يكون موضوع النزاع تنفيذ التزامات تعاقدية‬
‫‪36‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تقيم ضابط الجنسية كمعيار لثبوت االختصاص القضائي الدولي‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طبيعة ضابط الجنسية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختصاص امتياز الجنسية الجزائرية اختصاص اختياري‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثانــي‪:‬التنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثالث أثار التنازل عن امتياز الجنسية الجزائرية‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ايجابيات وسلبيات ضابط الجنسية والحلول البديلة والمقترحة‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ايجابيات ضابط الجنسية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات ضابط الجنسية‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الحلول البديلة أو المكملة لضابط الجنسية‬
‫‪45‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪46‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪48‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫‪51‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪53‬‬

You might also like