Professional Documents
Culture Documents
الاستاذة رؤى وحيد عبد الحسين مفهوم النمو والتطور-1 (Muhadharaty)
الاستاذة رؤى وحيد عبد الحسين مفهوم النمو والتطور-1 (Muhadharaty)
__________________________________
النمو :هو عبارة عن تغيرات كمية تتضمن الزيادة في الطول والوزن والحجم وتغيرات في
االعضاء الداخلية وزيادة عدد المفردات اللغوية وزيادة مادة الدماغ والتي ينجم عنها زيادة في
التعلم والتفكير والتذكر .
اما التطور (هو يتضمن اجراء تغير نوعي باتجاه التقدم نحو النضج وتكامل البنيان والوظائف,
ويش مل به ذا المع نى الزي ادة في المه ارات الحركي ة ل دى الطف ل من خطوات ه الغ ير واثق ة الى
الكف اءة العالي ة في االلع اب الم اهرة في المراهق ة ومن الغ ير االس تقرار الفس يولوجي الى
االستقرار الفسيولوجي .
وإ ن النمو والتطور هما من أهم العمليات الحيوية التي تتم في مرحلة الطفولة حيث تبدأ مرحلة
النمو من لحظة لقاح البيضة وتستمر خالل المرحلة الجنينية داخل الرحم وبعد الوالدة خالل
مرحلة الطفولة وبانتهاء مرحلة البلوغ ،ويترافق النمو مع نضج الوظائف الحيوية ألعضاء
الجسم ,اما التطور فيرتبط بصورة كبيرة بالجهاز العصبي المركزي ويعني اكتساب وظائف
ومه ارات بص ورة تدريجي ة م ع تق دم العم ر ،وال يتعل ق التط ور باكتس اب مه ارات حركي ة
فحس ب ك الزحف والجل وس والمش ي وال ركض ب ل يتعل ق أيض ا باكتس اب مه ارات اجتماعي ة
وعاطفية ونفسية وفكرية .
وي ؤدي النم و الى النض ج وه و اكتم ال تك وين أج زاء الجس م وأعض ائه مث ل القلب والرئت ان
والعض الت والعظ ام واألعص اب ووص ولها الى أقص ى حجم له ا ،ويختل ف األطف ال كث يرا في
سرعة ومع دل نموهم ونضجهم ،فقد يالح ظ طفالن متم اثالن في حجم الجسم لكنهم ا يص الن
الى مرحلة النضج في وقت مختلف وهذا يعزى الى عوامل داخلية وعوامل خارجية .
ثانيا النضج والتعلم -:
يقصد بالنضج هو تفتح الخصائص المحتملة الظهور عند الفرد والتي تنجم عن اإلمكانات التي
اكتسبها الفرد عن طريق الوراثة ,كما يعرف انه اي تغير مع العمر في ظروف التعلم التي
تعتمد مبدئياً على عوامل النمو العضوي اكثر من اعتمادها على تمرين او خبرة سابقة .
اما جزويل فيعرف النضج (بأنه ظهور الوظائف والقدرات والمهارات بدون تأثير او تدريب
او خبرة) ,وهذا يعني ان النضج يمكن اعتباره المكون الداخلي لمصطلح النمو االكثر عمومية.
اما التعلم هو التطور الذي ينجم عن التمرين والجهد الذي يبذله الفرد.
ومم ا الش ك في ه ان الطف ل يكتس ب خالل التعلم الكف اءة في استخدام امك انتهم المورث ة وعلى
اي حال يجب ان تكون لهم فرص للتعلم ,فالطفل المتقدم في نمو جهازه العضلي العصبي على
س بيل المث ال ق د يك ون ل ه اس تعداد ع ال لألداء العض لي ولكن اذا ح رم من ف رص التم رين
والتدريب المنظم فسوف لن تنمو إمكاناته الوراثية .
وتنجم بعض انواع التعلم من التمرين او التكرار القليل لفعل ما وذلك يحدث تغيرا في سلوك
الف رد لف ترة م ا وق د يتك ون التعلم من التقمص ال ذي يح اول الف رد خالل ه ان يب ني اتجاه ات
االشخاص الذين يعجب بهم ويحبهم وقيمهم ودوافعهم وسلوكهم .
في بحث علمي ح ديث ق ام ب ه العلم اء وأظه روا من خالل ه نت ائج مبه رة لعملي ة التعلم عن د
األطفال ،فقد تبيَّن أن األطفال يولدون ولديهم القليل من المعلومات التي تساعدهم على اكتساب
معلومات إضافية ،على عكس بقية المخلوقات مثل الحشرات والحيوانات.
ف الجرادة مثالً تُخل ق وفي دماغه ا ك ل المعلوم ات الالزم ة لممارس ة مهامه ا ف وراً ،فهي ليس ت
بحاج ة لتعلم الط يران ،ولن تحت اج من يعلمه ا االص طياد وليس ت بحاج ة لمعرف ة الع دو من
الصديق ,إنما تكون هذه المعرفة مخزنة في خاليا دماغها من قبل أن تولد ولكن الطفل الذي
ُيحرم التعلّم لسبب ما فإنه سيتعرض لمشاكل في النمو والعقل واإلدراك ,وهناك أطفال يولدون
ول ديهم مش كلة م ا في بعض أج زاء ال دماغ ،ه ذه المش كلة ت ؤدي إلى ع دم الق درة على اكتس اب
معلومات جديدة ،وبالتالي يصاب الطفل بمرض التوحد أو غيره ...وبالنتيجة ال يكون إنساناً
سوياً.
بل إن إبداع اإلنسان وذكاءه وقدراته العقلية تعتمد على حجم المعلومات المكتسبة أثناء طفولته،
وبالت الي يمكن أن نلخص اكتش اف العلم اء بنقط تين ،وه ذا اكتش اف جدي د لم يكن ألح د علم ب ه
قبل مجيء القرن الحادي والعشرين:
-1يول د الطف ل وليس لدي ه أن ن وع من المعرف ة باس تثناء قدرت ه على الرض اعة من ث دي أم ه،
وه ذه معلوم ة ض رورية ج داً اكتس بها من خالل مص األص ابع وه و في ال رحم ،ول وال ه ذه
المعلومة لهلك النسل البشري بالكامل.
-2إن مص ادر التعلم عند اإلنس ان هي السمع والبص ر ،أم ا ال دماغ فيق وم بمعالج ة المعلوم ات
وتخزينه ا ،وعن د ح دوث أي مش كلة في الس مع أو البص ر ف إن الطف ل ينم و نم واً غ ير ط بيعي
وتك ون معرفت ه أق ل .فمثالً الطف ل األص م ال يس تطيع التعلم مث ل الطف ل ال ذي يس مع جي داً...
وهكذا.
يؤكد العلماء أن األطفال ُيخلقون وهم ال يملكون أي نوع من أنواع المعرفة ،حيث يبدأ الطفل
ف ور والدت ه باكتس اب المعلوم ات عن طري ق الس مع والبص ر وتخزينه ا في دماغ ه ومعالجته ا
وتعلم مهارات جديدة باستمرار.
-3جمي ع الكائن ات الحي ة ابت داء من الفيروس ات م روراً بع الم الحش رات وح تى الحيوان ات
مزودة بكل المعلومات الضرورية لضمان استمرار
والطيور واألسماك ...جميعها تُخلق وهي َّ
حياتها ،فالنملة ال تحتاج لمن يعلمها جمع الطعام مثالً.
ه ذه حق ائق علمي ة ال ينكره ا ملح د وال جاه ل ،وال يمكن ألح د أن ي دعي أن ه ذه المعلوم ات
كانت متوافرة زمن حياة النبي الكريم (في القرن السابع الميالدي) ،بل جميع العلماء يؤكدون
أنها اكتشافات حديثة جداً .ولذلك فإن وجود مثل هذه المعلومات في كتاب مضى على نزوله
السر وأخفى.
أربعة عشر قرناً ،يدل داللة قطعية على أنه منزل من رب العالمين الذي يعلم ّ
فالحقيقة العلمية األولى تحدث عنها القرآن ولخصها لنا بكلمات قليلة وبليغة ،يؤكد لنا أننا نحن
البشر نولد وال نعلم شيئاً ،ثم نكتسب هذه المعلومات فيما بعد من خالل السمع والبصر والدماغ
الس ْم َع
ون َش ْيًئا َو َج َع َل لَ ُك ُم َّ ون أ َّ ِ
َخ َر َج ُك ْم ِم ْن ُبطُ ِ
(واللَّهُ أ ْ
ُمهَ ات ُك ْم اَل تَ ْعلَ ُم َ والقلب ،يق ول تع الىَ :
ون) [النحل ...]78 :سبحان اهلل ،هذه حقيقة علمية يتحدث عنها َّ ِ
ص َار َواأْل َ ْفئ َدةَ لَ َعل ُك ْم تَ ْش ُك ُر َ
َواأْل َْب َ
َخ َر َج ُك ْم ِم ْن ُبطُ ِ
ون (واللَّهُ أ ْ
العلم اء الي وم ،ولكن الق رآن أش ار إليه ا بمنتهى الوض وح بقول هَ :
ون َش ْيًئا). أ َّ ِ
ُمهَات ُك ْم اَل تَ ْعلَ ُم َ
العجيب في ع الم األطف ال أن المول ود يب دأ من ذ اللحظ ة األولى ب التعلم ،فه و يم يز بين الوج وه
أم ه ،والطف ل ال ذي يع اني نقص اً أو إهم االً في تلقي المعلوم ات فإن ه يك ون في
وبخاص ة وج ه ّ
مستوى أقل من األطفال الذين تلقّوا تعليماً أفضل ...إذاً الطفل بحاجة لمصدر خارجي للتعلم.
ص َار
الس ْم َع َواأْل َْب َ
(و َج َع َل لَ ُك ُم َّ
كذلك فإن اآلية أشارت إلى وسيلة التعلم لدى األطفال في قولهَ :
َواأْل َ ْفئِ َدةَ) ف األذن والعين وس ائل ض رورية الكتس اب العلم ،أم ا القلب وال دماغ فهي وس ائل
ان العالقة بين النضج والتعلم عالقة تأثير متبادل وال ينفصمان في عملية النمو وذلك يعني من
الناحي ة العملي ة ان اي محاول ة للفص ل الكام ل بينهم ا تك ون غ ير ذات ج دوى ,فكلت ا العملي تين
حيويت ان في النم و النفس ي الط بيعي لإلنس ان وعلى ه ذا االس اس ف النمو ه و نت اج للتفاع ل بين
العوامل الوراثية من جهة وبين عناصر البيئة االجتماعية والثقافية من جهة اخرى .
واخ يرا ف أن التفاع ل بين النض ج كإمكاني ات وراثي ة وبين التعلم كعوام ل اجتماعي ة وحض ارية
للبيئة ,هذا التفاعل يتمثل بالجوانب التالية =: