Professional Documents
Culture Documents
477
العدد (6102 )94
واالبداع ،وتحقيق نجاحات أو إنجازات ميمة أو ضرورية لو .وبصفة عامة تعد جودة الحياة في
حد ذاتيا متغي ارً يكون لو إنعكاسات إيجابية عمى حياة الفرد ،فإدراك الفرد وتقييمو لجودة حياتو
بصورة إيجابية او بمستوى مرتفع في جميع مراحل عمره تكسبو القدرة عمى تفيم المواقف المختمفة
وحل األزمات وتحقيق التوافق االجتماعي مع مجتمعو وعدم التخوف من المرحمة التي يعيشيا ،
واإلقبال عمى الحياة أكثر من الذي يدرك او يقيم جودة حياتو بصورة سمبية او بمستوى منخفض .
بناءا عل ذلك اصبح لزاما االىتمام بتييئة الظروف المادية واالجتماعية العضاء ىيئة التدريس
في الجامعة وعموم المجتمع ومؤسساتو ،وكذلك االىتمام بدراسة الجوانب النفسية والشخصية ليم
بما يضمن تكيفيم االيجابي واستمرار عطاءىم وابداعيم العممي والتربوي واالجتماعي ،وىذا ما
اكدتو دراسة ( خميس ) 0212بوجود عالقة ارتباطية بين جودة الحياة وعالقتيا بالرضا الوظيفي
وقمق المستقبل لدى المعممات (.خميس ، 0212 ،ص ، ) 160كما ظير في بحث ليتمان (
) Leitman,1999العالقة بين االتزان االنفعالي وجودة الحياة ،اي ان الفرد الذي يتمتع بجودة
الحياة يمتمك شخصية متزنة تصدر عنيا استجابات متسقة مع طبيعة المواقف المختمفة ،كما انيا
تمتمك القدرة عمى مواجية كل ماىو جديد ،حيث تتصف بالمرونة ،ولدييا القدرة عمى التحكم في
انفعاالتيا ، ) Leitman,1999,p:181( .ومن جانب آخر فإن مستوى جودة الحياة لدى الفرد
يرتبط بالدرجة األساس بالعوامل الثقافية والحضارية والجغرافية المحيطة بالفرد ( .عزب : 0220 ،
، ) 676فيذه المحددات ىي التي تؤثر وبدرجة كبيرة فى توجيو وتشكيل حياة الفرد وادراكاتو ،
والتي تؤثر عمى تفكيره وقناعاتو وبالتالي طريقة ونوع تقييم جوانب حياتو اليومية ،وىذا مايتوفر
في عينة البحث الحالي ،فباإلضافة الى تنوعيا العممي ،نجد انيا تتميز بالتنوع الثقافي
بسبب تنوع جنسياتيم وبمدانيم وىو ما يمثل حالة إستثنائية واإلجتماعي والنفسي والسموكي
إيجابية إثرائية يمكن إستثمارىا واإلفادة منيا في دراسة جودة الحياة ،فكميات جامعة عمر المختار
تضم أعضاء ىيئة تدريس من دول :ليبيا ،العراق ،مصر ،األردن وغيرىا من الدول العربية ،
وأضيف ال ييا في السنوات األخيرة جنسيات غير عربية كاليند والفمبين وفرنسا .وكنتيجة ليذا
التنوع يجد الباحث نماذج من الشخصيات والسموكيات والثقافات المختمفة ،التي تعد فرصة ثمينة
لمباحث السيكولوجي وغيره من المتخصصين في العموم السموكية إلستثمارىا وتوظيفيا في دراسة
وفيم السموك اإلنساني عامة وجوانبو النفسية والعقمية والشخصية خاصة .ومثمما يقال تمثل ىذه
الحالة أرض خصبة إلجراء المزيد من البحوث التي يمكن أن تتوصل الى نتائج عممية تشكل
إضافات الى التراث السيكولوجي والمكتبة النفسية كما أنيا من الممكن أن تمقي الضوء عمى جوانب
إنسان ية ميمة ليذه الشريحة التربوية إلستثمارىا في تفعيل التواصل والتفاعل اإليجابي والبناء من
قبل أمانات وادارات الجامعة ،لقد وجد الباحث أن أفضل استثمار ليذا التنوع الثقافي والحضاري
478
العدد (6102 )94
إلعضاء ىيئة التدريس في جامعة عمر المختار /درنة ،ىو دراسة جودة الحياة دراسة ثقافية
مقارنة ،وعمى حد عمم الباحث لم تجر دراسات سابقة ضمن ىذا النوع من الدراسات المقارنة .
وتتمخص مشكمة البحث الحالي في التساؤل الرئيسي اآلتي :
ىل توجد فروق ذات داللة احصائية بين عينات ( المميبين والعراقيين والمصريين ) في
مستوى جودة الحياة لدييم .
ويتفرع عن ىذا التساؤل تساؤالت فرعية ىي :
– 1ىل توجد فروق ذات داللة احصائية بين متوسط العينة ككل عمى مقياس جودة الحياة
والمتوسط الفرضي لممقياس .
- 0ىل توجد فروق ذات داللة احصائية بين عينتي الذكور واالناث في مستوى جودة الحياة .
أهويت البحث :
إن تحسين جودة الحياة لدى اإلفراد ىدف أسمى يسعى لو الجميع عمى مستوى االفراد او
عمى مستوى الدول او المؤسسات ،وان االىتمام بدراسة جودة الحياة وتحسينيا ورفع مستواىا
يساىم في توجو الفرد بايجابية وتفاؤل وفاعمية نحو حياتو واآلخرين والحياة عامة ،كما يساىم في
اكتشاف الجوانب االيجابية لمشخصية وتنميتيا ،والتمتع بالصحة النفسية والتوافق االيجابي ،
ويرى فرانك ( )Frank, 0222أن جودة الحياة ىي حسن إمكانية توظيف إمكانيات اإلنسان العقمية
واإلبداعية واثراء وجدانو ليتسامى بعواطفو ومشاعره وقيمو اإلنسانية ،وتكون المحصمة ىي جودة
الحياة وجودة المجتمع ويتم ىذا من خالل األسرة والمدرسة والجامعة وبيئة العمل ومن خالل التركيز
عمى ثالثة محاور ىامة ىي :التعميم والتثقيف والتدريب ، )Frank, 0222,p:24 ( .وان االىتمام
بالجوانب العممية واالكاديمية والمادية العضاء ىيئة التدريس في الجامعة يجب أن يرافقو إىتمام
بالجوانب االنسانية واإلجتماعية والنفسية ليم .والذي يمكن أن يكون أحد أسباب تحقيق جودة
التعميم والنيوض بالمستوى العممي والتربوي لمجامعة ،ألن التدريسي الجامعي وميما تنوعت
شياداتو وزادت خبراتو العممية ،تبقى سماتو الشخصية وأسموب حياتو والقيم التي يعتنقيا ويؤمن
بيا وقناعاتو ىي الموجيات والدوافع النفسية التي تحدد سموكة وعطاءه وتفانيو في مجال عممو
التعميمي والتربوي ،وان معرفة وفيم ىذه السمات والدوافع والحاجات النفسية يحقق ليم الكثير ،
خاصة وان مينة التدريس في الجامعة ليست مينة سيمة فيي تتطمب أن يتمتع أصحابيا بمميزات
شخصية ونفسية تؤىميم لمقيام بالدور المنوط ليم عمى أكمل وجو ،ويكون باستطاعتيم تحقيق
االىداف العممية والتربوية والسموكية لمعممية التعميمية الجامعية ،وىذا ما دعا الباحث لمقيام بيذه
الدراسة كخطوة في ىذا الطريق ،وكإضافة لما سبقو من بحوث ودراسات في ىذا الجانب المعرفي
479
العدد (6102 )94
والعممي ،والذي نعتقد أنو جدير بالبحث والدراسة واالىمية ،وتتجمى اىمية البحث الحالي بالجوانب
اآلتية :
-ينتمي ىذا البحث إلى عمم النفس االيجابي والذي ييدف الى تنمية واستثمار طاقات وقدرات
األشخاص والوصول بيا الى الصحة النفسية والتوافق السميم وتحقيق جودة الحياة .
-حداثة مفيوم جودة الحياة ،واىتمام العمماء والباحثين في الغرب بيذا المفيوم في حين تفتقر
المكتبة العربية لألبحاث والدراسات في ىذا المجال .
-ان دراسة مفيوم جودة الحياة من المنظور النفسي يكتسب أىمية كبيرة نتيجة اقتناع العمماء
والباحثين في تخصص عمم النفس بأىمية ىذا المفيوم وأىمية النتائج المتحققة من دراستو .
-أصبحت الجودة ىدفا لمدراسة والبحث باعتبارىا الغاية او اليدف النيائي ألي برنامج ييدف إلى
خدمة الفرد والمجتمع .
إن معرفة مستوى جودة الحياة لدى أعضاء ىيئة التدريس في الجامعة في ثالث دول عربية -
لكل منيا ثقافة وأساليب حياتية واجتماعية وسياسية وجغرافية ،سوف يساعد في إلقاء الضوء
عمى مستوى جودة الحياة لدى أعضاء ىيئات التدريس في الجامعات العربية.
أهذاف البحث:
بناء مقياس جودة الحياة لدى اعضاء ىيئة التدريس . .1
قياس مستوى جودة الحياة لدى اعضاء ىيئة التدريس. .0
التعرف عمى الفروق في جودة الحياة المفضمة بين اعضاء ىيئة التدريس في الجامعة تبعا .3
لمتغير البمد الذي ينتمون اليو ( ليبيا ،العراق ،مصر ) .
التعرف عمى الفروق في جودة الحياة بين اعضاء ىيئة التدريس في الجامعة تبعا لمتغير .4
النوع ( ذكور ،اناث )
فروض البحث :
أوالً – توجد فروق ذات داللة احصائية بين متوسط عينة البحث عمى مقياس جودة الحياة
والمتوسط الفرضي لممقياس .
ثانيا -توجد فروق ذات داللة احصائية بين عينتي الذكور واالناث في مستوى جودة الحياة .
ً
ثالثًا -توجد فروق ذات داللة احصائية بين عينات ( المميبين والعراقيين والمصرين ) في مستوى
جودة الحياة .
434
العدد (6102 )94
يتحدد البحث الحالي بالتعرف عمى الفروق في مستوى جودة الحياة لدى عينات ( ليبية ،
عراقية ،مصرية ) من اعضاء ىيئة التدريس في جامعة عمر المختار /درنة ومن كال الجنسين
لمعام الدراسي . 0211 – 0212
تحذيذ الوصطلحبث :
سيقوم الباحث بتحديد مصطمح جودة الحياة وكما يأتي :
– 1تعريف جودة الحياة وفقا لمنظمة الصحة العالمية : ) 1998 ( WHO
عند محاولة تعريف جودة الحياة غالبا ما يشار الى تعريف منظمة الصحة العالمية ()1998
بوصفو من اكثر التعريفات توضيحا لممضامين العامة ليذا المفيوم ،إذ ينظر فيو إلى جودة الحياة
بوصفيا ( :إدراك الفرد لوضعو في الحياة في سياق الثقافة وأنساق القيم التي يعيش فييا ومدى
تطابق أو عدم تطابق ذلك مع :أىدافو ،توقعاتو ،قيمو ،واىتماماتو المتعمقة بصحتو البدنية ،حالتو
النفسية ،مستوى استقالليتو ،عالقاتو االجتماعية ،اعتقاداتو الشخصية ،وعالقتو بالبيئة بصفة
عامة ) WHOQOL Group, 1998) .
- 0يعرف كالً من (عبد الفتاح ،وحسين ) 0226 ،جودة الحياة بأنيا ( :االستمتاع بالظروف
ال
المادية في البيئة الخارجية ،واإلحساس بحسن الحال واشباع الحاجات والرضا عن الحياة ،فض ً
عن إدراك الفرد لقوى ومتضمنات حياتو وشعوره بمعنى الحياة ،إلى جانب الصحة الجسمية
االيجابية ،واحساسو بمعنى السعادة ،وصوالً إلى عيش حياة متناغمة متوافقة بين جوىر اإلنسان
والقيم السائدة في المجتمع ( .عبد الفتاح ،وحسين ،0226،ص)191
- 3وترى كاورل رايف وآخرون أن جودة الحياة النفسية تتمثل في ( :اإلحساس اإليجابي بحسن
الحال كما يرصد بالمؤشرات السموكية التي تدل عمى :ارتفاع مستويات رضى المرء عن ذاتو وعن
حياتو بشكل عام ،سعيو المتواصل لتحقيق أىداف شخصية مقدرة وذات قيمة ومعنى بالنسبة لو،
استقالليتو في تحديد وجية ومسار حياتو ،واقامتو واستمراره في عالقات اجتماعية إيجابية متبادلة
مع اآلخرين ،كما ترتبط جودة الحياة النفسية بكل من اإلحساس العام بالسعادة والسكينة والطمأنينة
النفسية) .)Ryff,etal,2006,PP :85–95( .
- 0يشير ىانشيزوم وكاناكواك ) ) 0221 () Hanshizume & Kanagwak,الى جودة
الحياة بانيا ( :درجة شعور الفرد بالسعادة النفسية Psychological Happinessالناتجة من
رضاه بظروف حياتو اليومية ).
– 6التعريف النظري لمباحث :يتبنى الباحث تعريف منظمة الصحة العالمية ،كونو اقرب التعريفات
الى توجيات البحث كما انو اكثرىا شمولية لجوانب جودة الحياة المدروسة في البحث الحالي.
- 6التعريف االجرائي :
434
العدد (6102 )94
يعرف الباحث جودة الحياة تعريفا اجرائيا :بانيا رضا عضو ىيئة التدريس عن جوانب
يقيم بيا جودة حياتو والتي يتم قياسيا من خالل الدرجة التي
الحياة التي يعيشيا وفقا لمعايير ّ
يحصل عمييا عمى مقياس جودة الحياة المعد في البحث الحالي .
اإلطبر النظري :
أوالً :هذخل جودة الحيبة Quality of Life :
الجودة لغة :تعني الجيد واألجود وىو نقيض الردئ ،واجدت الشئ اي صار جيد
بين الجودة ،وقد اجاد جودة واجاد :اي
( ابن منظور ، 0212،ص ، ) 136ويقال ىذا الشئ ّ
أتى بالجيد من القول والفعل ( تاج العروس ، 0220 ،ص ، ) 78والجودة كما ورد في قاموس
( اكسفورد ) ) :الدرجة العالية من النوعية او القيمة ( .والجودة من الكممات التي اصبحت متداولة
كثي ار في السنوات االخيرة ،والجودة اليوم قيمة وىدف تسعى لموصول اليو او تحقيقو مختمف
المجتمعات والحكومات والمؤسسات واالفراد عمى اختالف توجياتيا واستراتيجياتيا ،فالجميع يسعى
الى تحقيق الجودة او الوصول الييا لذلك نجد اليوم جودة االنتاج وجودة التعميم وجودة االداء
وجودة الحياة وغيرىا الكثير ،والتي يبذل الكثير في سبيل تحقيقيا او الوصول الييا ،وىي االسرع
نموا واىتماما في مختمف العموم والتخصصات خالل القرن الحادي والعشرين ولمعظم دول العالم .
لقد حظي مفيوم جودة الحياة باىتمام كبير ،فمع بداية الثمانينات وما تالىا في التسعينات
بدأ الظيور السريع لثورة الجودة وتأكيدىا جودة المنتجات وجودة المخرجات ونظام ادارة الجودة
آيزو( ،)ISOحيث اطمق بداية عمى الجانب المادي والتكنولوجي ،ثم تعددت استخداماتو وشممت
مجاالت وتخصصات كثيرة حتى اصبح يكتسب معناه من المجال الذي يستخدم فيو ،وىكذا اصبحت
جودة الحياة مقياسا لمدى رفاىية االفراد والمجتمعات والشعوب ودخول معايير الجودة وتطبيقاتيا في
العديد من المجاالت :الصناعة ،الزراعة ،االقتصاد ،الطب ،التعميم والسياسة ،واالجتماع والدراسات
النفسية ،وكان أحد نواتج تمك الثورة ىي زيادة االىتمام البحثي بدراسة مفيوم جودة الحياة في
المجاالت السابقة .اما في عمم النفس فيو يعد من المفاىيم الحديثة نسبيا ،حيث تم تبني ىذا
المفيوم في مختمف فروع عمم النفس النظرية منيا والتطبيقية ،عندما بدأت الدراسات السيكولوجية
بدراسة وتحديد المتغيرات المؤثرة عمى جودة حياة االنسان ،وظيور مايسمى جودة الحياة النفسية ،
حيث ان جودة الحياة سيكولوجيا ىي :تعبير عن االدراك الذاتي لتمك الجودة ،فالحياة بالنسبة
لإلنسان ىي ما يدركو منيا ( .االشول،0226،ص. )11
إن جودة حياة الفرد تشير الى قدرة الفرد عمى التعايش مع نفسو ومجتمعو بشكل سميم مما
يمنحو القدرة عمى أداء دوره كامال نحو نفسو وأسرتو ومجتمعو ،ويجب عمينا ىنا أن نفرق بين
الشئ نفسو مفيوم جودة الحياة ومصطمح مستوى المعيشة ألن اإلثنين ال يعنيان بالضرورة
فمستوى المعيشة ىو مجرد تقييم لمثروة المادية او تحقيق الثروة والوضع الوظيفي لمشخص في
437
العدد (6102 )94
المجتمع وعمى الرغم من تأثيرىما عمى جودة الحياة إال أن جودة الحياة تتضمن عوامل أكثر أىمية
منيا كالصحة الجسدية والصحة النفسية والعالقات اإلجتماعية والحالة العامة لمشخص .وتحقيق
التوازن في مختمف جوانب الحياة التي يحياىا االفراد ،ففي دراسة مطر ( ) 0223في مجال
عالقة جودة الحياة بمستوى الدخل ،أظيرت نتائج الدراسة المشار إلييا أن مستوى الدخل ال يؤدي
دو ار كبي ار في مستوى السعادة اليومية ،بالرغم من أن أغمب الناس يتصور أنو لو كان لدييم مزيدا
من المال سيكون لدييم الكثير من األشياء الممتعة ،حيث وجد أن ذوي الدخل لدييم أقل ارتباط
بالسعادة المحظية من مجمل جودة الحياة وكونيم لدييم الكثير من الضغوط و التوتر.
ثبنيب :سيكولوجيت جودة الحيبة :
لقد تطور اىتمام عمم النفس في السنوات األخيرة بالموضوعات التي تؤكد عمى الجوانب
النفسية والسموكية االيجابية لدى االفراد والتي تغطي جوانب كثيرة ،والذي بدأ االىتمام بيا منذ فترة
قريبة ،وتبمور من خالل دعوة العالم مارتن سيمجمان Martin Seligmanعام ، 1998
الرئيس السابق لمرابطة النفسية االمريكية ( ) APAومؤلف كتاب العجز المتعمم ،والذي يدعو الى
عمم النفس اإليجابي ، Positive Psychologyوىو مجال معاصر ييتم بدراسة الخصائص
اإليجابية ونواحي القوة لدى اإلنسان بغرض مساعدة األفراد عمى إصدار السموكيات المنتجة،
واإلسيام في النمو الشخصي والمجتمعي ،والصحة النفسية .
إن ىذا التوجو الجديد يحاول ان يستثمر أبحاث ودراسات عمم النفس ليجعل حياة الناس
تتوجو نحو الصحة النفسية والسعادة والتفاؤل واشاعة الحب والعدالة االجتماعية ،بدال من التركيز
فقط عمى موضوعات االضطرابات والمشاكل وسوء التوافق واإلمراض النفسيةSeligman (.
، ) ,2002,p:12وان مفيوم جودة الحياة ينتمي إلى ما يعرف بعمم النفس االيجابي ويرتبط بو
انسجاما مع اىمية النظرة االيجابية في حياة اإلفراد ،والى كل ما يؤدي الى تحسين جودة حياتو
والتي تتمثل في :تحسين توظيف قدراتو العقمية واإلبداعية واثراء الجوانب النفسية والوجدانية لو
واشباع وتحقيق دوافعو وحاجاتو ،ويرتبط مفيوم جودة الحياة في أدبيات المجال بمفيوم جودة
الحياة النفسية ،Psychological Well-beingفقد أصبح موضوع جودة الحياة أو جودة الحياة
النفسية في السنوات األخيرة بؤرة تركيز الكثير من البحوث والدراسات ،ويؤكد ( دينير ،وآخرون
يقدر الناس مختمف جوانب
)1999،أن جودة الحياة النفسية ترتبط بمحاولة رصد :كيف يدرك أو ّ
حياتيم النفسية؟ وعمى سبيل المثال ،إلى أي مدى يشعر الناس بقدرتيم عمى السيطرة عمى حياتيم
الشخصية؟ إلى أي مدى يشعر الناس بأن لحياتيم الشخصية معنى وقيمة؟ إلى أي مدى يشعر
ومشير إلى أن ىذا المنظور
ًا الناس بامتالكيم لعالقات اجتماعية إيجابية متبادلة مع اآلخرين ،
يسمى منظور جودة الحياة النفسية ويؤسس الى ما يعرف بالصحة النفسية اإليجابية بدالً من
433
العدد (6102 )94
التركيز عمى الخمل أو المرض النفسي األمر الذي يتسق مع توجيات عمم النفس اإليجابي.
( ، )Diener& etal.1999,PP. 276-302ويمكن تحديد الجوانب السيكولوجية في مفيوم جودة
الحياة من بعض التعريفات التي أوردىا ( كاظم ،والبيادلي ،) 0227 ،وقدميا الباحثون في ىذا
المجال :
- 1القدرة عمى تبني أسموب حياة يشبع الرغبات واالحتياجات لدى الفرد (Karen, 1994) .
(Dodson, 1994). - 0الشعور الشخصي بالكفاءة الذاتية واجادة التعامل مع التحديات
- 3السعادة والرضا عن الذات والحياة الجيدة ).(Andalman, , & etal, 1999
- 0رقي مستوى الخدمات المادية واالجتماعية التي تقدم ألفراد المجتمع( .عبد المعطي)0226 ،
- 5االستمتاع بالظروف المادية في البيئة الخارجية واإلحساس بحسن الحال ،واشباع الحاجات،
والرضا عن الحياة ( .عبد الفتاح وحسين) 0226 ،
- 6شعور الفرد بالرضا والسعادة والقدرة عمى إشباع حاجاتو من خالل ثراء البيئة ورقي الخدمات
التي تقدم لو في مختمف مجاالت الحياة ( .منسي وكاظم) 0226 ،
ثبلثًب :أبعبد جودة الحيبة :
ينقسم العمماء والباحثين في دراسة وتحديد وتعريف مفيوم جودة الحياة الى عدة
اتجاىات ،فيرى البعض منيم ان مفيوم جودة الحياة ىو مفيوم متعدد االبعاد ومتعدد الجوانب ولو
مداخل كثيرة عند التعريف وعند القياس ،فيرى (روزن )Rosen,1995،و() Widar&Ek,2003
ان جودة الحياة تتضمن اربعة ابعاد اساسية ،في حين قدم كال من (فيمس وبيري
) Felce&Berry,1995،نموذجا لجودة الحياة يتضمن خمسة ابعاد اساسية ،بينما تؤكد
(مجدي ) 0229 ،الى ان ىناك ثالثة ابعاد لجودة الحياة (.الينداوي ،0211،ص ، ) 39ويركز
آخرون عمى مدخل واحد ،كالمدخل الموضوعي لجودة الحياة ،نظ ار لكونو يتضمن مجموعة من
المؤشرات القابمة لممالحظة والقياس المباشر ،مثل اوضاع العمل ومستوى الدخل والعالقات
االجتماعية والعمر ...الخ ،ومن اصحاب المدخل الواحد من يؤكد عمى البعد الذاتي والذي يمثل
تصورات وادراكات الفرد لعالم الخبرة الذي يتفاعل معو ،وىو االساس عندىم لفيم حدود القياس
الموضوعي ،وأن تحسن البعد الموضوعي لجودة الحياة ال يعني بالضرورة تحسنا لنوعية الحياة،
وال يدل عمى أن المجتمع انتقل إلى حالة أفضل ،أو أن األفراد قد أصبحوا أكثر سعادة ورضا عن
()Taylor & Bogdan, 1990 حياتيم( .صالح ،1992،ص ، )68وفي ىذا المعنى يؤكد
إلى أن جودة الحياة ىي خبرة ذاتية ليس ليا معنى إال من خالل إدراك الفرد ومشاعره وتقييماتو
لخبراتو الحياتية ،ولذا تكمن جودة الحياة داخل الخبرة الذاتية لمشخصTaylor & Bogdan, ( .
)1990,p: 11ويؤكد ىذا المعنى فريك وآخرون ) ، (Vreeke, etal, 1997حيث يشيرون إلى أن
434
العدد (6102 )94
"وجود المعايير والقيم الخارجية ال يكون ليا معنى إال في سياق ما تمثمو من أىمية وقيمة بالنسبة
لمفرد نفسو ،بمعنى آخر أن المؤشرات الخارجية لجودة الحياة ال قيمة وال أىمية ليا في ذاتيا ،وقد
اوضح بولينك وآخرون ( ) Bowling&etal , 2002ان المؤشرات الذاتية ىي اكثر اىمية في
تحديد جودة الحياة من المؤشرات الموضوعية ،فالجوانب السيكولوجية ( الذاتية ) تعد من العوامل
التنبؤية الميمة لتحديد جودة الحياة ، ) Bowling&etal , 2002,p:370 ( .ويؤكد بعض
الباحثين بان جودة الحياة ىي تعبير عن االدراك الذاتي لتمك الجودة ،فالحياة وجودتيا بالنسبة
لمفرد ىي مايدركو منيا (.االشول ،0226 ،ص ،) 93ويرى جميمان وايستربورك وفراى ()0220
أن تحميل نتائج الدراسات السابقة في مجال جودة الحياة يفضي إلى التأكيد عمى أن جودة الحياة
بالمعنى الكمي أو العام تنظم وفقًا لميكانيزمات داخمية ،وبالتالي يتعين عمى الباحثين التركيز عمى
المكونات الذاتية لجودة الحياة .
نتيجة لذلك تم تبني االتجاه التكاممي من قبل بعض الباحثين في تحديد ابعاد جودة الحياة ،
كنموذج ايفانس ( ) Evans,1994وىو نموذج بني عمى الوجية التكاممية لالطر النظرية ،حيث
يتضمن مكونات داخمية ومكونات خارجية المصدر وتشمل بمجموعيا خصائص الشخصية بابعادىا
االنفعالية والمكونات المعرفية ( .مشري،0210،ص ، )032وان ىذا االتجاه يؤكد ان جودة الحياة
تتكون من بعدين رئيسيين اساسيين لكل منيما مؤشرات معينة ويمكن ان يتضمنا معظم جوانب
الجودة وىما ( :البعد الذاتي ،والبعد الموضوعي ) ،وقد اشار الى ىذا االتجاه مجموعة كبيرة من
الباحثين ،منيم:
- 1تتحدث (صالح ) 1992،أنو خالل العقدين األخيرين ظير نوعان من المؤش ار ت لجودة
الحياة:
أ -المؤشرات الموضوعية :ويالحظ أن المتحمسين ليذا النوع من المؤشرات ىم اإلحصائيون
والعاممون بأجيزة الدولة والعمماء والمنظمات الدولية الميتمة بالتنمية وتشمل (السكان ،والمكانة
االجتماعية ،والعمل ،والدخل وتوزيعو ،والمواصالت ،واإلسكان ،والتعميم،والصحة)
ب -المؤشرات الذاتية :وتيتم بتقييم جودة الحياة كما يدركيا ويستجيب ليا األفراد وما تحققو ليم
من إشباعات ،ومن ثم مدى شعورىم بالرضا أو السعادة ،وبالتالي فسعادة الناس ورضاىم أو
تعاستيم وسخطيم ىو أفضل مؤشر لجودة الحياة( .صالح، 1992 ،ص) 68
-0يقرر كال من ( كومينزو،وماك كيب )Cummins & McCabe,1990 ،أن اي مقياس
لجودة الحياة يجب ان يتضمن المؤشرات الموضوعية ، Objective Indicatorsوالمؤشرات
الذاتية ، Subjective Indicatorsكما يرى الباحثان انو وعمى الرغم من ان كال المؤشرات
الموضوعية والذاتية ترتبط ارتباطا قويا بجودة الحياة ،اال انو من الممفت لمنظر ان االرتباط بين
435
العدد (6102 )94
البعدين يعد ارتباطا ضعيفا ،وربما يعود ذلك الى ان البعدين يستعرضان مجموعتين مختمفتين من
البيانات ) Cummins & McCabe1994,p:265) .
- 3تعد تصورات فينتيجودت وآخرون ( ) Ventegodt , etal ,0223من أىم التصورات التي
طرحت لتحديد أبعاد جودة الحياة في إطار التوفيق بين البعد الذاتي والبعد الموضوعي ،إذ صاغوا ما
يعرف بمتصل جودة الحياة quality-of-life spectrumوطرحوا في ضوئو ما يعرف بالنظرية
التكاممية لجودة الحياة the integrative quality-of-life (IQOL) theoryوالذي يؤكد أن
Existential Quality of Lifeوفقًا جودة الحياة أو ما يطمق عميو "جودة الحياة الوجودية
لرؤية فينتيجودت وآخرون ( )0223تتضمن بعدين:
(أ) البعد الذاتي : Subjective Quality of Life
ويتضمن أبعاد فرعية تتمثل في :الرفاىية الشخصية واإلحساس بحسن الحال ،الرضا عن الحياة،
السعادة ،الحياة ذات المعنى.
(ب) البعد الموضوعي :Objective Quality of Life
ويتضمن أبعاد فرعية تتمثل في :عوامل موضوعية (مثل المعايير الثقافية ،إشباع االحتياجات،
تحقيق اإلمكانيات ،السالمة البدنية ) ( .ابو حالوة ، 0212،ص ) 60
- 4يرى منسي وكاظم ( )0226إن الشعور بجودة الحياة يمثل أم ارً نسبياً ،ألنو يرتبط ببعض
العوامل الذاتية Subjectiveمثل المفيوم االيجابي لمذات ،والرضا عن الحياة وعن العمل ،والحالة
االجتماعية ،والسعادة التي يشعر بيا الفرد ،كما يرتبط ببعض العوامل الموضوعية Objective
مثل اإلمكانيات المادية المتاحة ،والدخل ،ونظافة البيئة ،والحالة الصحية ،والحالة السكنية
والوظيفية ،ومستوى التعميم ،وغير ذلك من العوامل التي تؤثر في الفرد (.منسي وكاظم 0226 ،
,ص) 60
- 6اقترح (أبوسريع ،وآخرون )0226،نموذجاً لتفسير وتقدير جودة الحياة يعتمد عمى تصنيف
المتغيرات المؤثرة في تشكيل جودة الحياة موزعة عمى بعدين متعامدين :
أ -يشمل البعد األفقي قطبي توزيع محددات جودة الحياة حسب كمونيا داخل الشخص أو خارجو،
Internality vs. وتسمى "بعد المحددات الشخصية الداخمية في مقابل المحددات لخارجية"
. externality dimension
ب -يمثل البعد الرأسي توزيع تمك المحددات وفق أسس قياسيا وتقدير مدى تحققيا ،والتي تتوزع
ما بين أسس ذاتية يقدرىا الفرد من منظوره الشخصي كما يدركيا ويشعر بيا ،إلى أسس موضوعية
تشمل االختبارات والمقاييس ومقارنة الشخص بغيره أو بمتوسط جماعتو المعيارية ،أو اعتمادا عمى
معايير كمية وكيفية أخرى مثل المالحظة ومقاييس التقدير ،ويسمى "بعد الذاتية في مقابل
436
العدد (6102 )94
الموض وعية
الشكل ( :)1تصور أبو سريع وآخرون ( )0226لتصنيف محددات جودة الحياة في حياة الطالب
وفق موقعيا(داخمية وخارجية) وطريقة قياسيا (ذاتية وموضوعية) ( .كاظم ،والبيادلي0227 ،
،ص ) 70
ًب :قيبس جودة الحيبة : رابع
يواجو الباحثون في مجالي عمم النفس والقياس النفسي صعوبات في تحديد مفيوم اجرائي
لجودة الحياة وقياسو بطريقة موضوعية ،ويتوقف القياس الجيد لجودة الحياة عمى الوصف الدقيق
لمحياة الجيدة ،والتعرف عمى مستويات الجودة .ويشير كند ( ) Kind,1994ان ىناك مشكالت
عديدة لقياس جودة الحياة ،ومن اىم ىذه المشكالت ىي صعوبة تحديد مفيوم جودة الحياة ،او
عدم وجود معايير واضحة ومحددة لقياس ىذا المفيوم ،ويؤكد كاتشنج( ) Katsching,1997
عمى ان المقاييس المتاحة لجودة الحياة تعتمد في تقويميا عمى محكي التقدير الذاتي والتقدير
الموضوعي ليذه الجودة ( .منسي ،وكاظم ، 0226ص ،) 60ويرى كال من ( كرينمي وكرينبرك،
) Greenley &Greenberg ,1997ان غالبية الجيود التي بذلت لقياس جودة الحياة ،تتضمن
اعتبار المفيوم متعدد األبعاد ،ويتضمن إدراك الفرد لمرضاعن الحياة ولذلك فيو يقاس من وجية نظر
الفرد ،ويطمق عميو جودة الحياة الذاتية )، ( SQOLبينما خصائص الموقف الذي يعيش فيو الفرد،
يمكن قياسيا بصورة موضوعية ،ويطمق عمييا جودة الحياة الموضوعية )، ( OQOLإال أن العديد
من الدراسات تركز عمى أىمية الجوانب الذاتية في قياس جودة الحياة ،وبعض الدراسات تيمل تماما
الجوانب الموضوعية ) ، (Greenley& Greenberg,1997,p:245كما اكد بعض الباحثين انو
عند قياس جودة الحياة ،فانو من الميم تقييم العالقة ما بين الثقافة والعوامل الديموغرافية وبين
437
العدد (6102 )94
جودة الحياة الن االدراك والتقييم لجودة الحياة ذا ارتباط وثيق مع الحدود الثقافية والديموغرافية
والتي تختمف من مجتمع آلخر.
خبهسًب :دراسبث سببقت :
سيقوم الباحث ىنا باستعراض الدراسات التي امكن الحصول عمييا والتي اجريت عمى اعضاء
ىيئة التدريس في الجامعة اوالدراسات المقارنة لجودة الحياة حص ار ،وىي :
-1دراسة عباس والزاممي (:)0226
عنوان الدراسة:التطوير التنظيمي وجودة حياة العامل.
أىداف الدراسة :معرفة دور التطوير التنظيمي في جودة حياة العامل.
عينة الدراسة :تم اختيار عينة من أعضاء ىيئة التدريس في كميتي الزىراء (كمية خاصة) ،وكمية
التربية بجامعة السمطان قابوس (كمية حكومية) ،وتكونت العينة من 30فردا.
أدوات الدراسة :توصل الباحثان من خالل األدب النظري الخاص بالموضوع إلى بناء أداة تتضمن
( )32فقرة تمثل مؤشرات جودة حياة العمل ،موزعة عمى ستة مجاالت ،ىي:الرضا عن العمل،
وااللتزام التنظيمي ،والضمان الوظيفي ،واالستقاللية،و المشاركة في اتخاذ الق اررات ،والقدرة عمى
األداء .وتم توزيع استبيان عمى أفراد العينة بعد التحقق من صدقو الظاىري وثباتو وفقا لطريقة
معامل (الفا كرونباخ) حيث بمغ (.)2.96
نتائج الدراسة :أظيرت النتائج اتفاق أعضاء ىيئة التدريس جميعيم عمى أىمية التطوير التنظيمي
في جودة حياة العمل ،وقد رتبوا مجاالت االستبيان الستة وفقا ألىميتيا كما يأتي :مستوى األداء،
االلتزام التنظيمي ،المشاركة في اتخاذ القرار ،الرضا عن العمل الضمان الوظيفي ،االستقاللية .ولم
تظير أية فروق دالة بين أفراد العينة في ترتيب األبعاد تعزى لمتغير الفئة العمرية ( اقل من
32سنة 32-سنة فأكثر ) بينما ظيرت فروق دالة وفقا لممؤىل الدراسي لصالح حممة الدكتو اره في
عدد من األبعاد ،وفي ضوء النتائج وضع الباحثان مجموعة من التوصيات( .محمد ، 0216 ،
ص) 010-013
– 0دراسة ( كاظم ،والبيادلي:)0227 ،
العمانيين والميبيين "دراسة ثقافية مقارنة"
عنوان الدراسة :جــودة الحياة لدى طمبة الجـامعة ُ
أىداف الدراسة :استيدفت الدراسة معرفة مستوى جودة الحياة لدى طمبة الجامعة في كل من سمطنة
عمان والجماىيرية الميبية ،ودور متغير البمد ( ليبيا ،عمان) ،والنوع (ذكر ،أنثى)،والتخصص
الدراسي.
عينة الدراسة :تم اختيار عينة عشوائية حجميا ()022طالبا وطالبة من طمبة الجامعة الميبيين
والعمانيين بواقع ( ) 180ليبيا و ( ) 018عمانيا .
438
العدد (6102 )94
أدوات الدراسة :طبق مقياس جودة الحياة لطمبة الجامعة ( منسي ،وكاظم ) 0226
نتائج الدراسة :أشارت النتائج بشكل عام إلى أن مستوى جودة الحياة كان مرتفعا في بعدين من
أبعاد الجودة ومنخفض في ُبعدين أيضاً ،ىما :جودة الصحة النفسية وجودة الجانب العاطفي .كما
أشارت النتائج إلى وجود تأثير دال إحصائياً في متغير البمد ،والنوع ( .كاظم ،والبيادلي،0227 ،
ص.) 87-67
- 3دراسة لواساكي ( : ) Lwasski, 0227قام لواساكي بدراسة عينات من ثقافات مختمفة في
آسيا والشرق األوسط ،واقترح بعض العوامل التي قد تؤدي إلى تحسين جودة الحياة منيا :التعميم
والتنمية البشرية والتواصل االجتماعي والثقافي ،والبحث عن معنى في الحياة ،واليوية وتقدير الذات
والمشاعر االيجابية المرتبطة بالتفاؤل والسعادة ىى :الحياة الجيدة والتنعم والرضا عن الحياة وجودة
الحياة نتاج لمصحة النفسية الجيدة مع التأكيد عمى أىمية تحسين جودة الحياة كيدف لبرامج
الصحة النفسية)Lwasski,2007,pp:233-264( .
- 0دراسة (نعيسة : )0210 ،
عنوان الدراسة :جودة الحياة لدى طمبة جامعتي دمشق وتشرين .
أىداف الدراسة :التعرف عمى مستوى جودة الحياة لمطمبة حسب متغيرات المحافظة ،النوع،
التخصص.
عينة الدراسة :بمغ عدد افراد العينة ( )362طالبا وطالبة من الجامعتين ،بواقع ( )182لكل
جامعة .
أدوات الدراسة :تم استخدام مقياس جودة الحياة لطمبة الجامعة من إعداد( .منسي ،وكاظم)0226،
نتائج الدراسة :مستوى متدني من جودة الحياة الجامعية لدى طمبة الجامعتين ،ظيور التأثير
المشترك لممتغيرات الديمغرافية الثالثة معا :البمد ( المحافظة ) ،النوع( ذكر ،انثى ) ،والتخصص
( عموم نظرية ،عموم تطبيقية ) في جودة الحياة ( ،نعيسة ، 0210،ص)145
– 5دراسة ( شيخي : ) 0210 ،
عنوان الدراسة :طبيعة العمل وعالقتيا بجودة الحياة
أىداف الدراسة :الكشف عن طبيعة العالقة التي تربط بين جودة الحياة وطبيعة العمل عند األستاذ
الجامعي ،والتعرف عمى مستويات جودة الحياة المدركة عند األستاذ الجامعي .
جامعيا من كال الجنسين ومن أربع كميات.
ً عينة الدراسة :تكونت عينة الدراسة من ( )122استاذا
أدوات الدراسة :صممت الباحثة استبيان يقيس مصادر طبيعة العمل ،واستخدمت مقياس جودة
الحياة لمنظمة الصحة العالمية والمترجم من طرف د احمد حساين .
439
العدد (6102 )94
نتائج الدراسة :توجد عالقة ارتباطية بين مصادر العمل الخاصة باالستاذ الجامعي وجودة الحياة
بمختمف مجاالتيا ،التوجد فروق ذات داللة إحصائية في مصادر طبيعة العمل تعزى لمتغير النوع
ما عدا بعدي الحوافز والترقية ( .شيخي ، 0210،ص ) 171-1
هنبقشت الذراسبث :
من خالل االطالع عمى الدراسات واألبحاث السابقة وجد الباحث ما يأتي :
– 1إن معظم الدراسات ركزت عمى قياس مستوى جودة الحياة وتأثير عدد من المتغيرات مثل
متغير النوع والتخصص والبمد ،وان اغمب المقاييس التي استخدمت تضمنت بعدين أساسيين
احدىما البعد الذاتي والثاني البعد الموضوعي ،وىذا يتفق مع تبني البحث الحالي االتجاه التكاممي
قي دراسة جودة الحياة وكذلك تحديد المقياس المعد في البحث الحالي بيذين البعدين .
– 0اشترك البحث الحالي في بعض جوانبو مع بعض الدراسات السابقة في التعرف عمى مستوى
جودة الحياة وكذلك التعرف عمى الفروق بين عينات الدراسات وفقا لمتغير البمد (دراسة مقارنة) ،
كما تقاطع مع دراسات اخرى بالنسبة لطبيعة عينة البحث كونيا لم تجر عمى اعضاء ىيئة التدريس.
إجراءاث البحث :
أوالً :مجتمع البحث وعينتو :
يشتمل مجتمع البحث الحالي عمى جميع أعضاء ىيئة التدريس في جامعة عمر
المختار/درنة في ليبيا لمعام الدراسي ، 0211 – 0212من الذكور واالناث لمختمف االختصاصات
والدرجات العممية والكميات .
عينة البحث :تم اختيار عينة عشوائية من اعضاء ىيئة التدريس من اربع كميات في جامعة عمر
المختار /درنة وبمغت ىذه العينة ( ) 012تدريسيا جامعيا يحممون شيادة الدكتوراة والماجستير
وفي تخصصات عممية وانسانية مختمفة ودرجات عممية مختمفة ولكال الجنسين ويتوزعون عمى
ثال ثة بمدان او جنسيات ىي ( :ليبيا ،العراق ،ومصر ) وكما موزعة في جدول ( : ) 1
جدول ()1
توزيع أفراد عينة البحث حسب بمدانيم ومتغير النوع
444
العدد (6102 )94
444
العدد (6102 )94
لغرض الحصول عمى فقرات مقياس جودة الحياة المعد في البحث الحالي ،قام الباحث
بالخطوات:
أ– بعد االطالع عمى االطار النظري لجودة الحياة واألدبيات والمقاييس ذات العالقة ،وجد الباحث
ان جودة الحياة تنقسم الى قسمين رئيسيين ىما جودة الحياة الموضوعية ( الخارجية ) وجودة
الحياة الذاتية ( الداخمية ) ،وعميو قرر الباحث ان المقياس سيتضمن بعدين أو مجالين رئيسيين
ىما ( :البعد الذاتي والبعد الموضوعي ) التي تم توضيح أىميتيما في اإلطار النظري ،كما تم
وضع تعريف عام لكل منيما ،واعتماد ذلك في جمع وصياغة الفقرات .
ب– تم توجيو سؤالين مفتوحين الى عينة تتألف من ( ) 06تدريسيا يتضمنان ذكر اىم جوانب
جودة الحياة الذاتية واىم جوانب جودة الحياة الخارجية ( الموضوعية )
ج– االطالع عمى االختبارات المقاييس العربية واألجنبية المتوفرة ذات العالقة واالستفادة منيا قدر
اإلمكان في جمع وصياغة وتركيب الفقرات عمى وفق أسس ومناىج عمم النفس في بناء وتصميم
المقاييس النفسية وىي :مقياس منظمة الصحة العالمية ( ) WHOQOL , 1998 ,pp: 5-27
،ومقياس جودة الحياة لطمبة الجامعة ( منسي وكاظم ،0226،ص ،)77ومقياس جودة الحياة
لممسنين (بشرى إسماعيل احمد ،)0229،ومقياس جودة الحياة )Hudnall ( (ProQOL
),2009
د -نتيجة لالجراءات السابقة امكن جمع ( ) 60فقرة بصيغتيا االولية موزعة عمى مجالين)06 ( ،
فقرة لمجال البعد الذاتي و( ) 07فقرة لمجال البعد الموضوعي ،وقد روعي في صياغتيا ان تكون
سيمة ومباشرة ومعبرة عن فكرة واحدة وان التقبل اكثر من تفسير واحد ،كما تم وضع خمسة بدائل
اجابة لمفقرات ىي ( :تنطبق عمي تماما ،تنطبق عمي بدرجة كبيرة ،تنطبق عمي بدرجة متوسطة،
تنطبق عمي بدرجة قميمة ،التنطبق عمي ) ،وتعطى الفقرات االيجابية عند التصحيح الدرجات (، 6
، ) 1 ، 0 ، 3، 0اما الفقرات السمبية تعطى ( . ) 3،0،6 ،0 ،1
– 0صالحية الفقرات :
بعد صياغة فقرات مقياس جودة الحياة البالغ عددىا ( )60فقرة ،عرضت بصيغتيا األولية عمى
مجموعة من الخبراء المختصين في عمم النفس والقياس التربوي والنفسي في كمية اآلداب والعموم
وكمية التربية جامعة عمر المختار /درنة(*) ،لمعرفة ارائيم حول صالحية الفقرات ،إذ يذكر ايبل
Ebelأن أفضل وسيمة لمتأكد من صالحية الفقرات ىي قيام عدد من الخبراء المختصين بتقرير
صالحيتيا لقياس الصفة التي وضعت من أجميا( ) Ebel , 1972 ,P :140لغرض ذلك وضعت
447
العدد (6102 )94
فقرات مجال البعد الذاتي وتعريفو ومجال البعد الموضوعي وتعريفو في استمارة خاصة وطمب منيم :
الحكم عمى صالحية الفقرات ،صالحية المجال الذي تنتمي إليو الفقرة ،تحديد الفقرات االيجابية
والفقرات السمبية ،وأية مالحظة أخرى ،وبعد جمع آراء الخبراء وتحميميا ،تم اإلبقاء عمى الفقرات
التي بمغت قيمتيا الجدولية ( )3.80فأكثر باستخدام مربع كاي (كا )0عند مستوى داللة ()2.26
وبدرجة حرية واحد ،كما جرى تعديل في صياغة بعض الفقرات ،وحذفت الفقرات تسمسل()11،18
في مجال البعد الذاتي وحذفت الفقرات تسمسل ( )7،16،01في مجال البعد الموضوعي كانت قيميا
اقل من الجدولية فأصبح المقياس يتكون من ( ) 07فقرة .
443
العدد (6102 )94
جدول ()0
عينو التطبيق االستطالعي لمقياس جودة الحياة
المجموع اناث ذكور البمد الكمية
6 3 3 ليبيا
5 0 3 اآلداب والعموم
5 0 3 العراق
مصر
3 1 0 ليبيا
3 1 0 التربية
3 1 0 العراق
مصر
05 12 15 المجموع
نتيجة ليذا اإلجراء تبين ان فقرات المقياس وتعميماتو واضحة لعينة البحث ،وان الوقت
المستغرق لإلجابة تراوح مابين ( ) 02 – 16دقيقة وبمتوسط مقداره ( ) 18دقيقة .
– 6التطبيق األساسي لممقياس عمى عينة البحث :
بعد أن تم تحديد مجتمع البحث واختيار عينة البحث ،وجمع وصياغة فقرات المقياس ،واعداد
إستمارة البحث التي تتضمن مقياس جودة الحياة والتعميمات ,وبعد تطبيقو في التجربة
االستطالعية ،والتأكد من وضوح وفيم متطمبات اإلجابة ،قرر الباحث تطبيق مقياس جودة الحياة
تدريسيا وتدريسية خالل العام
ً المعد في البحث الحالي عمى عينة البحث األساسية والبالغة ()012
الدراسي ( 0212ـ ، ) 0211لتحقيق أىداف البحث الحالي ،وبعد االنتياء من التطبيق ،تم
تصحيح إجابات أفراد العينة وتثبيت درجة كمية لكل استمارة ،قام الباحث بالخطوات التالية لتحقيق
أىداف البحث .
– 6التحميل اإلحصائي لفقرات المقياس :
أوضح ايبل ( ) Ebel ,1972ان تحميل الفقرات ىو اجراء ييدف الى االبقاء عمى الفقرات
الجيدة في االختبار ) ، (Ebel, 1972, p. 392) .ويعد اسموبا المجموعتين المتطرفتين (القوة
التمييزية ) وعالقة درجة الفقرة بالدرجة الكمية لممقياس ( االتساق الداخمي ) اجرائين مناسبين في
عممية تحميل الفقرات ،وعميو قام الباحث بتحميل فقرات المقياس وعمى النحو اآلتي :
) ( Contrasted group أ -أسموب المجموعتين المتطرفتين :
لحساب القوة التمييزية لمفقرات قام الباحث باإلجراءات اآلتية :
– 1رتبت االستمارات تنازليا من اعمى درجة إلى أوطأ درجة .
444
العدد (6102 )94
. ) 1.98 القيمة التائية الجدولية بدرجة حرية ( )112ومستوى داللة ( )2.26ىي ( (*)
445
العدد (6102 )94
446
العدد (6102 )94
معامل ارتباط بيرسون الستخراج العالقة االرتباطية بين درجة كل فقرة مع الدرجة الكمية لممقياس ،
لعينة البحث البالغة ( ) 012تدريسيا ولمفقرات المميزة والبالغة ( ) 00فقرة ولقد اشارت نتائج
التحميل الى ان جميع معامالت اال رتباط لفقرات المقياس المعد في البحث الحالي كانت ذات داللة
،والجدول ( )0يوضح ذلك . (*)
احصائية عند مستوى داللة ()2.26
جدول ()0
معامالت ارتباط فقرات مقياس جودة الحياة بالدرجة الكمية لممقياس
قيمة معامل قيمة معاممة قيمة معاممة
الفقرة الفقرة الفقرة
االرتباط االرتباط االرتباط
0.64 29 0.55 15 0.66 1
2.38 30 0.49 16 0.44 0
0.67 31 0.56 17 0.45 3
0.58 32 0.54 18 0.55 4
0.58 33 0.62 19 0.61 5
0.71 34 0.51 20 0.48 6
0.49 35 0.69 21 0.53 7
0.45 36 0.47 22 0.52 8
0.49 37 0.38 23 0.62 9
0.58 38 0.62 24 0.39 12
0.52 39 0.42 25 0.45 11
0.47 40 0.56 26 0.63 10
0.47 41 0.58 27 0.65 13
0.56 42 0.41 28 0.67 14
بناء عمى ما أظيرتو نتائج التحميل باستعمال التحميل االول والثاني ،الخطوات ( أ و ب )
ً
تم حذف ( ) 6فقرات واصبح المقياس بصورتو النيائية يتضمن ( ) 00فقرة .
القيمة التائيـة لمداللـة المعنويـة لمعـامالت االرتبـاط الجدوليـة لمعامـل االرتبـاط بدرجـة حريـة ( ) 028عنـد (*)
447
العدد (6102 )94
448
العدد (6102 )94
449
العدد (6102 )94
باستخدام االختبار التائي لعينة ومجتمع ،ظير ان ىناك فرقا بين المتوسطين ولصالح
المتوسط الفرضي ،وكما موضح في جدول (. )6
جدول ()6
االختبار التائي لعينة ومجتمع لتدريسي الجامعة عمى مقياس جودة الحياة
454
العدد (6102 )94
الحسابي ( )111بانحراف معياري ( ،) 8.67وباستخدام االختبار التائي كانت النتائج كما موضحة
في جدول (. ) 7
جدول ()7
االختبار التائي لعينة واحدة الختبار داللة الفروق بين متوسطي جودة الحياة
والمتوسط الفرضي لممقياس لدى عينة الذكور وعينة االناث
مستوى درجة القيمة القيمة المتوسط االنحراف متغير
المتوسط
الداللة الحرية المحسوبة الجدولية الفرضي المعياري الجنس
2.21 169 2.57 -00.47 106 10.36 124 ذكور
2.21 39 0.72 -12.74 106 8.67 111 إناث
يظير من جدول ( )7ان متوسط عينة الذكور ومتوسط عينة االناث اقل من المتوسط الفرضي
لممقياس وبمستوى داللة ( ، ) 2.21مما يشير الى ان انخفاض مستوى جودة الحياة لدى العينتين
،اما بالنسبة لمفروق بين العينتين فنجد ان متوسط االناث اعمى من متوسط الذكور مما يشير الى
ان مستوى جودة الحياة لدى االناث اعمى من مستوى جودة الحياة لدى الذكور ،ولمتأكد من داللة
في ىذا الفرق قام الباحث باستخدام االختبار التائي لعينتين مستقمتين فكانت النتيجة كما
جدول(. )8
جدول ()8
االختبار التائي لداللة الفروق بين متوسطي عينة الذكور وعينة اإلناث عمى مقياس جودة الحياة
مستوى درجة القيمة القيمة االنحراف متغير
المتوسط
الداللة الحرية المعياري المحسوبة الجدولية الجنس
10.36 124 ذكور
2.21 028 2.57 3.18
8.67 111 إناث
بالنظر إلى جدول ( )8نجد ان الفرض الثاني لمبحث قد تحقق حيث نجد ان ىناك فرقا ذا داللة
إحصائية بين متوسط عينة الذكور ومتوسط عينة اإلناث لصالح عينة اإلناث وبداللة إحصائية عند
مستوى ( ، ) 2.21ان ارتفاع مستوى جودة الحياة لدى عينة اإلناث يمكن ان يكون بسبب نوعية
األدوار االجتماعية التي تقوم بيا والمتطمبات الحياتية الممقاه عمى عاتقيا ونوعية التوجيات
واالىتمامات مما يجعل تقييميا لمستوى جودة الحياة اعمى من الذكور ،وفي ىذا المجال تشير
دراسة رايف ( ))Ryff, 1998إن النساء لديين قدرة عمى اإلحساس بجودة الحياة إذا توفرت لين
ظروف بيئية اجتماعية جيدة ( ،)Ryff,1998 , p:16كما أظيرت نتائج دراسة فالزون Flazon
454
العدد (6102 )94
;1989في ىذا المجال إلى أن المعممين الذكور ىم أكثر معاناة من المعممات اإلناث (.حميمة
، 0212،ص ، )1كما توصمت دراسة (جودة ) 0212إلى وجود فروق دالة في مستوى جودة
الحياة تعزى لمتغير النوع .
ثالثًا -توجد فروق ذات داللة إحصائية بين عينات ( الميبين والعراقيين والمصرين ) في مستوى
جودة الحياة :
لغرض التحقق من الفرض الثالث لمبحث ،قام الباحث بحساب المتوسط واالنحراف المعياري لكل
عينة من عينات البحث الثالث ( الميبية والعراقية والمصرية ) ومقارنتيا بالمتوسط الفرضي
لممقياس ،فكانت النتائج كما موضحة في جدول (. )9
جدول ()9
االختبار التائي لعينة ومجتمع لتدريسي الجامعة عمى مقياس جودة الحياة وفقا لمتغير البمد
مستوى درجة القيمة القيمة المتوسط االنحراف متغير
المتوسط
الداللة الحرية المحسوبة الجدولية الفرضي المعياري البمد
2.21 82 2.60 -14.67 106 11.72 126 الميبيون
2.21 66 2.60 -10.84 106 14.75 120 العراقيون
2.21 61 2.60 -8.28 106 10.57 113 المصريون
بالنظر إلى جدول ( )9نجد ان متوسطات جودة الحياة لممجموعات الثالث ادنى من
المتوسط الفرضي لممقياس ،وباستخدام االختبار التائي لعينة ومجتمع ،ظير ان الفروق بين
المتوسطات جميعيا دالة وعند مستوى ( ) 2.21ولصالح المتوسط الفرضي لممقياس ،وتتفق ىذه
النتيجة مع نتيجة العينة ككل حيث كان المتوسط عمى المقياس ادنى من المتوسط الفرضي ،وىذا
يشير ايضا إلى أن إفراد عينة كل بمد لدييا مستوى منخفض من جودة الحياة ،ولمتعرف عمى
داللة الفروق بين متوسطات المجموعات الثالث ،استخدم الباحث تحليل التباين أحادى االتجاه (
،)One-Way ANOVAوباستخدام ( )spssفكانت النتائج كما موضحة في جدولي ( 12و)11
جدول ()12
اختبار تحميل التباين األحادي لمتعرف عمى داللة الفروق بين مجموعات البحث
المتغيرات مصدر التباين مجموع المربعات درجات متوسط مجموع النسبة الفائية مستوى
الحرية المربعات )(F الداللة
بين المجموعات 3417.492 0 1708.746 10.112 2.21
مقياس
داخل المجموعات 34978.322 027 168.977
جودة الحياة
الكل 38395.814 029
457
العدد (6102 )94
يتضح من جدول ( )12أن ىناك فروقا دالة عند مستوى ( )2.21بين اجابات مجموعات
أفراد العينة ( الميبيون ،العراقيون ،المصريون ) ،عمى مقياس جودة الحياة المعد في البحث الحالي،
ولمتعرف اين تكمن ىذه الفروق الدالة استخدم الباحث اختبار( شفيو ) Scheffeلعمل مقارنات
متعددة ،فكانت النتائج كما موضحة في جدول ( ) 11
جدول ()11
اختبار شفيو الختبار داللة الفروق بين مجموعات عينة البحث عمى مقياس جودة الحياة
تبعا لمتغير البمد( الميبيون ،العراقيون ،المصريون )
مستوى الداللة الخطأ المعياري الفروق بين المتوسطات المجموعات
0.169غير دال 2.14667 4.06283 الميبيون
2.19353 *-6.18319
0.05دال العراقيون
المصريون
0.169غير دال 2.14667 -4.06283
(*)
العراقيون
2.29074 -10.24603
0.01دال الميبيون
المصريون
0.05دال 2.19353 *6.18319 المصريون
2.29074 *10.24603
0.01دال الميبيون
العراقيون
بالنظر إلى جدول ( )11نجد أن الفرض الثالث لمبحث قد تحقـق جزئيـا حيـث نجـد ان ىنـاك
فروقــا دالــة إحصــائيا عنــد مســتوى ( )2.26بــين أعضــاء ىيئــة التــدريس ( الميبيــون والمصــريون )
لصالح المصرين ،حيث ان متوسط المصريون ىو( ) 113بينما متوسـط الميبيـون ( ،) 126كمـا
نجـــد ان ىنـــاك فروقـــا دالـــة احصـــائيا عنـــد مســـتوى ( ) 2.21بـــين العـــراقيين والمصـــريين لصـــالح
المصــريين حيــث ان متوســط العـراقيين ىــو ( ) 120بينمــا متوســط المصــرين ىــو( ، ) 113فــي
حــين لــم يظيــر فرقــا ذا داللــة إحصــائية بــين عينتــي ( الميبيــة والعراقيــة ) ،وىــذه النتيجــة تتفــق مــع
دراسة ( كاظم والبيـادلي ) 0227،حيـث أشـارت نتـائج اليـدف األول لمدراسـة إلـى تفـاوت المسـتوى
في جودة الحياة بين الطمبة العمانيين والميبيين؛ حيث كان مستوى جوانب الجودة السـتة تتـراوح بـين
المستوى المنخفض إلى المستوى المرتفع لدى طمبة البمدين ،كما ان ىذه الفروق بين عينات البحث
عمـى مقيـاس جــودة الحيـاة المعــد فـي البحـث الحــالي تتسـق مــع بعـض األطـر النظريــة لجـودة الحيــاة
الفروق بين المتوسطات ذات الداللة عند مستوى داللة (. )0.01 , 2.26 (*)
453
العدد (6102 )94
والتي تؤكد ان مستوى جودة الحياة لدى الفرد يـرتبط بالدرجـة األسـاس بالعوامـل الثقافيـة والحضـارية
والجغرافية المحيطة بالفرد ( .عزب ، ) 676 : 0220 ،فيذه المـدخالت ومـا تتضـمنو مـن نمـاذج
قيمية ىي التي تؤثر بدرجة كبيرة فى توجيـو وتشـكيل حيـاة الفـرد وادراكاتـو ،والتـي تـؤثر عمـى تفكيـره
وقناعاتو وبالتالي طريقة ونوع تقييم جوانب حياتو اليومية ،وجودة الحياة التي تتحدد من خالل ىذه
الجوانب والخصائص والعمميـات المتداخمـة التـي قـد توجـد لـدى ابنـاء المجتمـع الواحـد ،والتـي تتمثـل
بالمؤشــرات الموضــوعية ،مثــل العمــل ،التغذيــة ،التعمــيم ،الصــحة واإلســكان والتــرابط االجتمــاعي
وحرية الرأي والتعبير والراحة ،كما تتمثل بالمؤشرات الذاتية مثل التوافق والسعادة والثقـة والمسـؤلية
والتعــاون ،وىــي قضــايا ميمــة لكــل األشــخاص الــذين يعيشــون فــي البمــد وفــي مراحــل مختمفــة عبــر
السنين ،وعمى الرغم من ان جودة الحياة تنصرف الى العمميات المشتركة لدى االفراد ،اال انو يظير
تفــاوت فــي مســتوى جــودة الحيــاة تبعــا الخــتالف العوامــل المســاىمة فــي تحقيــق تمــك الجــودة ،وان
المؤشرات الموضـوعية والذاتيـة لـدى افـراد المجتمـع المصـري ربمـا تختمـف عـن المؤشـرات لـدى افـراد
المجتمع العراقي والميبي والتي ادت الى ظيور الفروق بينيمـا ولصـالح عينـة المصـريين ،فـي حـين
ان التشابو بين المجتمع الميبي والعراقي في المؤشرات قد يكون وراء عدم وجود فرق بينيمـا ،وانـو
مــن الصــعوبة بمكــان تقــديم تفســيرات مقنعــة لنتــائج الفــرض الثالــث فــي ظــل شــحة ونــدرة الدراســات
الســابقة فــي ىــذا المجــال ،فالموضــوع بحاجــة إلــى المزيــد مــن الدراســات لتكــوين اطــر نظريــة يمكــن
االستناد إلييا في مثل ىكذا ابحاث ومقارنات عبر ثقافية .
التوصيبث والوقترحبث -:
بناءا عمى نتائج البحث يوصي الباحث بما يأتي :
ً
عموما وألعضاء ىيئة التدريس في
ً –1تييأة الظروف المادية والنفسية واالجتماعية إلفراد المجتمع
الجامعة بشكل خاص لتأثيرىم القوي والفعال في تطور المجتمع وتقدمو.
-0االىتمام بإجراء الدراسات النفسية واإلجتماعية العضاء ىيئة التدريس في الجامعة لمتعرف
عمميا عمى سماتيم وخصائصيم النفسية والسموكية ،واستثمار ىذه النتائج في النيوض بالحياة
ً
الجامعية.
وتحقيق الجودة والتطوير التي تسعى الى تحقيقو كل مؤسسة تربوية.
-3مشاركة أعضاء ىيئة التدريس بدور فعال في اتخاذ الق اررات في المجالس الحكومية المختمفة .
كما يقترح :
-1نقترح إجراء دراسات أخرى عمى اعضاء ىيئة التدريس في الجامعة لمتعرف عمى خصائص
نفسية أخرى .كالدافعية أو االبداع الفكري او الرضا عن العمل .
-0إجراء دراسات مقارنة في جودة الحياة بين عينات عربية وعينات غير عربية أو غير إسالمية.
454
6102 )94( العدد
إلنيا ممكن ان تزودنا بمعمومات عن مجتمعات الوطن. إجراء دراسات مقارنة لمتغيرات أخرى-3
. العربي األخرى وىذا بدوره يخمق فرصا لمتواصل والتفاعل البناء
Abstract
The current study aims at identifying of the differences of life
quality level for the academic instructors at Omar Al-Mukhtar
University / Libya according to the city variable that the instructor
belong to ( Libya, Iraq, Egypt ), and also according to gender Variable
(Male - Female),To achieve the aims of study ,the researcher chose a
sample consists of (210) instructors ( 170 males and 40 females) from four
colleges at Omar Al- Mukhtar University/ Darna . The researcher built
the scale of life quality which consists of (42) items in last version . The
researcher has conducted the validity and reliability of the scale. and by
using Analysis of Variance via (SPSS program). The research reaches the
following results :
1-The life quality of the instructors was low with Statistically significant .
2-There were differences in life quality according gender and the favorite
of females with Statistically significant (0.01).
3-There were differences in life quality between samples (Egyptian-
Libyan , Egyptian- Iraqi – and for the favorite of the Egyptian sample,
and there was no statistical significance differences in the( Libyan –
Iraqi group).
In light of the results, the researcher presents some recommendations
and suggestions.
: الوصبدر
. الجزء الثالث, دار صادر, بيروت. لسان العرب. )1978( ابن منظور
جامعة، كمية التربية. جود الحياة المفيوم واإلبعاد. )0212( محمد السعيد، ابو حالوة
. المؤتـمر العممي السنوي لكمية التربية،االسكندرية
وقائع. نوعية الحياة من المنظور االجتماعي والنفسي والطبي.)0226( عادل عز الدين، األشول
. جامعة الزقازيق مصر. اإلنماء النفسي والتربوية لإلنسان العربي:المؤتمر العممي الثالث
مجمة العموم، ورقمة، الجزائر. بحث جودة الحياة في العالم العربي. )0216( مسعودي، امحمد
. 02 العدد، االنسانية واالجتماعية
ادارة الجمعية، مجمة الجودة. ) جودة الحياة ( مفيوم شامل. )0226( زكريا عمي، الجوىري
. العدد السابع، المصرية لمجودة
) مصادر الضغوط المينية لالستاذ الجامعي وعالقتو بالرضا0212 ( قادري، حميمة
455
العدد (6102 )94
منسي ،محمود عبد الحميم ،وعمي ميدي كاظم( . )0226مقياس جودة الحياة لطمبة الجامعة .
وقائع ندوة عمم النفس وجودة الحياة ،جامعة السمطان قابوس ،مسقط .
نعيسة ،رغداء عمي ( . )0210جودة الحياة لدى طمبة جامعتي دمشق وتشرين .دمشق ،مجمة
456
6102 )94( العدد
الدعم االجتماعي وعالقتو بمستوى الرضا عن جودة. )0211( محمد حامد إبراىيم، الينداوي
جامعة، التربية, رسالة ماجستير غير منشورة. الحياة لدى المعاقين حركيا بمحافظات غزة
. األزىر
Anastasia, A.(1976).psychology testing . Macmillan company .new
York.
Bowling, A. & Banister, D. & Sutton, S & Evans,( 2002). A
multidimensional model of life in order . Aging and mental
Healthy.
Cummins, R. A. & McCabe, M. P. (1994): The comprehensive Quality
of life Scale ( com Qol ) : Instrument development and
psychometric
evaluation on college staff and students; Education &psychological
Measurement.vol.(54) .issue(2).
Diener, E, Suh, E.M, Lucas, R.E, & Smith, H.L. (1999). Subjective
well- being: Three decades of progress. Psychological Bulletin
Eble, R. L. (1972).Theory and practice of Psycological testing . New
Jersey : Prentice Haling.
Greenley, J. R. & Greenberg, J. T. (1997): Measuring Quality of life:
A disorders in practical survey Instrument; Social Work,Vol.3
Hudnall , Stamm,B ,2009. Professional Quality of Life Scale
http://www.innovativeeducators.org/v/vspfile/04_26_pro_ql.pdf.
Leitman, J., (1999) Can City Quality of Life Indicators Be Objective
Relevant?,Towards Participatory Tool For Sustaining Urban
Development. Local Environment,Vol. 4 (2).
Lwassk, y.(2007). Lisure and Quality of life in an international and
multicultural context: what are major pathoways linking leisure to
Quality of life . social Indicators Research 82(2) .
MacCab, V., (1994) Measuring Quality Of Life; Lancet, Vol. 342
Nunnaly, J.C. (1978) : Psychometric Theory, New York : Mc Graw Hill
companies Inc .
Ryff,C, Love,G., Urry,H., Muller, D., Rosen_Kranz.M., Friedman.E.,
Davidson.R,& Singer.B.(2006). Psychological Well-Being and Ill-
Being: Do They Have Distinct or Mirrored Biological Correlates?.
Psychotherapy Psychosomatics,
Seligman , M.E. ( 2002 ). Authentic Happiness Using the New Positive
Psychology to realize Your Potential for Lasting Fulfillment, New
York .
Stanly & Hopkinns (1972) : Educational and psychological ,
Measurement New York , Jersay printice-Hall, Frannsella
457
العدد (6102 )94
ممحق ()1
مقياس جودة الحياة بصورتو النيائية
جامعة عمر المختار /درنة
كمية االداب والعموم /قسم العموم السموكية
زميمتي ...زميمي ...عضو ىيئة التدريس في الجامعة
تحية طيبة :
نضع بين يديك مجموعة من الفقرات التي تمثل بعض الجوانب النفسية واالجتماعية والحياتية التي تتفاعل معيا
في حياتك اليومية ،لذا ارجو قراءة ىذه الفقرات بصورة دقيقة واألجابة عنيا بموضوعية بحيث تعكس فعالً ما تشعر
بو حيال ىذا الموضوع وذلك بوضع عالمة ( √ ) تحت البديل المناسب وامام كل فقرة من فقرات المقياس وحسب
الدرجة التي تنطبق عميك درجة .
ال تترك أية فقرة دون أجابة وان تختار بديل واحد فقط لكل فقرة وأن اجاباتك عنيا ستكون سرية وتستخدم
ألغراض البحث العممي فقط فال داعي لذكر األسم.
المثال التالي يوضح طريقة األجابة ،فعميك قراءة الفقرات في المقياس ومن ثم ضع أشارة( √ ) تحت البديل الذي
تشعر بانو ينطبق عميك ويمثمك وكما يأتي :
تنطبق تنطبق
ال تنطبق عمي عمي تنطبق عمي تنطبق عمي
الفقرة ت
عمي ابدا بدرجة بدرجة بدرجة كبيرة تماما
قميمة متوسطة
انا غير مستمتع بالحياة من
√
حولي
الباحث
458
العدد (6102 )94
ال تنطبق تنطبق عمي تنطبق عمي تنطق عمي تنطبق ت
الفقرات
عمي ابدا بدرجة قميمة بدرجة بدرجة كبيرة عمي
متوسطة تماما
ال اشعر ان حياتي ذات مغزى 1
مستوى الخدمات االجتماعية التي تقدم لي غير مرضية 0
المكان الذي اعمل فيو يتيح لي فرص تطوير االداء 3
459
العدد (6102 )94
464