You are on page 1of 88

‫القواعد المجالت المؤتمرات الدعم الفني المساعدة‬

‫الرئيسية>حسابك>تحميل ملف‬
‫محددات السوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‬
‫(بحث ميداني على عينة من األسر في محافظة السويس)‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حسين أنور جمعة‬
‫قسم االجتماع ‪ -‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
‫جامعة قناة السويس‬
‫جمهورية مصر العربية‬
‫‪ ‬‬

‫المؤلف‪:‬‬

‫د‪ .‬حسين أنور جمعة‪.‬‬

‫‪ -‬دكتوراه في علم االجتماع عن "دور التعليم الجامعي الديني في إكساب طالب الجامعة القيم الدافعة للتنمية"‬
‫دراسة ميدانية مقارنة على عينة من طالب التعليم الجامعي الديني والعام‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة المنيا‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أستاذ علم اجتماع السكان والتنمية‪ ،‬رئيس قسم علم االجتماع بكلية اآلداب جامعة قناة السويس‬
‫باإلسماعيلية‪.‬‬

‫اإلنتاج العلمي‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬البناء االجتماعي والوعي التخطيطي‪ ،‬دار التيسير للطباعة النشر‪ ،‬المنيا‪ 1999 ،‬م‬

‫‪ -2‬موارد طبيعية أم مواهب إنسانية‪ ،‬دراسة عن الفقر وتدهور الموارد في ريف محافظة المنيا‪ ،‬تحرير‬
‫محمد عاطف كشك‪ ،‬ميريت للنشر والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪ 1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬المجتمع والبيئة‪ ،‬دار التيسير للطباعة النشر‪ ،‬المنيا‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬األسرة والمجتمع والبيئة‪ :‬مفاهيم ومشكالت‪ ،‬دار التيسير للطباعة والنشر‪ ،‬المنيا ‪ 2002‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬أثر التفكك األسري في تضخم مشكلة أطفال الشوارع من الذكور‪ -‬دراسة ميدانية مقارنة لواقع المشكلة‬
‫في مدينتي السويس وبورسعيد‪ ،‬دار أمون للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ 2004‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬السياسات االجتماعية‪ ،‬األسس النظرية والقضايا المعاصرة‪ ،‬دار التيسير للطباعة والنشر‪ ،‬المنيا‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬البحوث‪:‬‬

‫‪ -1‬الخطاب الديني والوعي بمتطلبات العولمة دراسة سوسيولوجية على عينة من النخبة الدينية بمحافظة‬
‫السويس‪ ،‬مؤتمر العلوم اإلنسانية (رؤية مستقبلية) كلية اآلداب ‪-‬جامعة المنيا‪ ،‬أكتوبر ‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل المجتمعية المترتبة على ظاهرة العشوائيات‪ ،‬دراسة سوسيولوجية‪ ،‬مجلة كلية اآلداب ‪ -‬جامعة‬
‫المنيا‪.2003 ‬‬

‫‪ -3‬اإلرهاب الدولي‪ .. .‬األسباب والنتائج تحليل سوسيولوجي لرؤية شريحة من المثقفين لتداعيات سبتمبر‬
‫‪ 2001‬م‪ ،‬مطبوعات وحدة البحوث االجتماعية والبيئية ‪-‬كلية التربية ‪-‬جامعة قناة السويس‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬بطالة ذوي الياقات البيضاء بين المدخالت البنيوية والمخرجات التنموية‪ ،‬تحليل سوسيولوجي لمشكلة‬
‫البطالة بين حملة المؤهالت‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة المنيا‪ 2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬البنية االجتماعية والمسكن الريفي بين التقليد والتحديث‪ ،‬دراسة ميدانية لريف محافظة السويس مجلة‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة قناة السويس‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬األبعاد االجتماعية والثقافية لختان اإلناث "دراسة ميدانية بمدينة اإلسماعيلية‪ ،‬المجلة العربية لعلم‬
‫االجتماع‪ ،‬مركز البحوث ‪-‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬تم تحكيمه وقبوله للنشر في ‪25/11/2013‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬الجرائم األسرية كأحد مظاهر الضعف القيمي بالمجتمع المصري "دراسة تحليلية لصفحة الحوادث‬
‫بجريدة األهرام لعام ‪2012‬م" المجلة العربية لعلم االجتماع‪ ،‬مركز البحوث ‪-‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫‪ 2014‬قبول نشر في ‪2015‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -8‬الهجرة غير المشروعة والحراك االجتماعي‪ ،‬بحث ميداني في قرية مصرية‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية ‪ -‬جامعة المنيا‪ ،‬تم تحكيمه وقبوله للنشر ‪ 2015‬م‪.-‬‬

‫المحتوى‬
‫ملخص‪13----------------------------------------------‬‬

‫الفصل األول‪15-------------------------------------------:‬‬

‫المقدمة‪17-----------------------------------------------‬‬

‫أوالً ‪ -‬إشكالية البحث‪21--------------------------------------‬‬


‫ثانيا ً ‪ -‬أهداف البحث وأهميته‪23----------------------------------‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬تساؤالت البحث‪24--------------------------------------‬‬

‫رابعا ً ‪ -‬اإلجراءات المنهجية للبحث‪25-------------------------------:‬‬

‫‪ -1‬نوع البحث‪25------------------------------------------‬‬

‫‪ -2‬المنهج المستخدم‪25----------------------------------------‬‬

‫‪ -3‬مجاالت البحث‪25----------------------------------------‬‬

‫‪ -4‬أدوات البحث‪28-----------------------------------------‬‬

‫خامسا ً ‪ -‬أساليب تحليل البيانات الميدانية‪29-----------------------------‬‬

‫سادسا ً ‪ -‬التوجه النظري‪30--------------------------------------‬‬

‫سابعا ً ‪ -‬مفاهيم البحث‪43--------------------------------------‬‬

‫هوامش الفصل األول‪47----------------------------------------‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الخصائص المشتركة لسكان العشوائيات ومدي اتصالها بواقع السلوك اإلنجابي‪53--‬‬

‫هوامش الفصل الثاني‪73----------------------------------------‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‪ :‬قراءة تحليلية للبحوث السابقة‪77------‬‬
‫هوامش الفصل الثالث‪97---------------------------------------‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها‪101-------------------------‬‬

‫أوالً ‪ -‬الخصائص االجتماعية للعينة‪103-------------------------------‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬األوضاع واألنماط السكنية ألفراد العينة‪113-------------------------‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬اتجاهات العينة نحو بعض محددات السلوك اإلنجابي‪122-------------------‬‬

‫رابعا ً ‪ -‬واقع السلوك اإلنجابي في مجتمع البحث‪136-------------------------‬‬

‫هوامش الفصل الرابع‪151---------------------------------------‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬نتائج البحث وتوصياته‪155----------------------------‬‬

‫أوالً ‪ -‬اإلجابة على تساؤالت البحث‪155------------------------------‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬نتائج البحث‪161---------------------------------------‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬توصيات ختامية‪166-------------------------------------‬‬

‫المصادر والمراجع‪169-----------------------------------------‬‬
‫ملخص‬
‫يهدف البحث الراهن إلي الكشف عن طبيعة العالقة بين السلوك اإلنجابي وبين مقومات البنية العمرانية‬
‫وأساليب الحياة والعيش في المناطق العشوائية بمدينة السويس‪ ،‬وخصائص السكان االجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫وانطلق البحث من عدة تفسيرات نظرية (إيكولوجية وبيولوجية واجتماعية واقتصادية ‪ -‬ثقافة الفقر‬
‫وغيرها)‪ .‬واعتمد على منهج المسح االجتماعي بالعينة‪ .‬واستخدم صحيفة استبانة بالمقابلة أداة لجمع‬
‫البيانات‪ .‬وكانت وحدة الدراسة األسرة‪ ،‬وتم تحديد حجم العينة بــــ‪ 115‬أسرة من األسر المقيمة بالناطق‬
‫العشوائية بمدينة السويس‪.‬‬

‫وانتهى إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬لعل أهمها استمرار تدني الخصائص السكانية بين األسر المقيمة في‬
‫المناطق العشوائية مثل ارتفاع نسبة األمية‪ ،‬وهو ما يؤكد استمرار التسرب من التعليم واالرتداد لألمية‪،‬‬
‫وانخفاض السن عند الزواج‪ ،‬وتعدد فرص الحمل واإلنجاب المبكر والمتكرر‪ ،‬وارتفاع نسبة الفقراء‪ ،‬حيث‬
‫يتدنى دخل األزواج والزوجات‪ ،‬وأن معظم أفراد العينة يعيشون في مسكن بسيط ال تتعدى مساحته ‪50‬‬
‫مترا‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %86‬وهو ما يؤكد فقر وضيق المسكن لمعظم عينة الدراسة‪ ،‬وزيادة معدالت التزاحم‪،‬‬
‫وهو ما يؤكد انتشار ثقافة االزدحام واالفتقار للخصوصية‪.‬‬

‫وتضمن خمسة فصول‪ :‬األول عن اإلجراءات المنهجية للبحث‪ ،‬والثاني عن الخصائص المشتركة لسكان‬
‫العشوائيات ومدى اتصالها بواقع السلوك اإلنجابي‪ ،‬والثالث ثقافة العشوائيات في ضوء الدراسات الميدانية‪،‬‬
‫والرابع تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها‪ ،‬والخامس النتائج العامة والتوصيات‪..‬‬

‫الفصل األول‬
‫األبعاد النظرية والمنهجية للبحث‬
‫‪  ‬مقدمة عامة للبحث‪.‬‬
‫أوالً ‪ -‬إشكالية البحث‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -‬أهداف البحث‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ -‬تساؤالت البحث‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ -‬اإلجراءات المنهجية للبحث‪:‬‬
‫‪ -1‬نوع البحث‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهج المستخدم في البحث‪.‬‬
‫‪ -3‬مجاالت البحث‪.‬‬
‫أ‪ -‬المجال الجغرافي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجال البشري‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجال الزمني‪.‬‬
‫‪ -4‬أدوات البحث‪.‬‬
‫‪ -5‬أساليب تحليل البيانات الميدانية‪.‬‬
‫خامسا ً ‪ -‬التوجه النظري للبحث‪.‬‬
‫‪ ‬سادسا ً ‪ -‬مفاهيم البحث‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫المقدمة‬
‫تحمل التجمعات العشوائية بين جوانبها عديداً من الظواهر والمشكالت االجتماعية والديموجرافية‬
‫واالقتصادية والصحية التي تؤثر بدورها في تشكيل السلوك اإلنساني لألفراد بصفة عامة‪ ،‬والسلوك‬
‫اإلنجابي بصفة خاصة‪ ،‬وهو ما يؤثر في حجم األسرة‪ ،‬وينعكس على حجم المجتمع وخصائصه ومكانته‬
‫إجماالً‪.‬‬

‫وقد حظيت المناطق والتجمعات العشوائية باالهتمامات العلمية والسياسية واالقتصادية واألمنية وغيرها‪،‬‬
‫على مستوى جميع التخصصات والمجتمعات والتجمعات على نطاق المحافظات والمدن منذ أواخر القرن‬
‫العشرين بعد تفاقم أزمة العشوائيات المتعاقبة ومشكالتها المتجددة‪.‬‬

‫ويعتبر مؤتمر "فانكوفورد" سنة ‪ 1976‬نقطة البداية الرسمية النطالق المجتمع العالمي نحو االهتمام‬
‫بمسائل المأوى والتحضر والمناطق العشوائية البسيطة حينذاك‪ ،‬ولكن بعد مرور عشرين عاما من هذا‬
‫المؤتمر عقدت قمة المأوى الثاني ‪ Habitat 2‬في إسطنبول سنة ‪1996‬م لتعلن للعالم أرقاما ً مخيفة عن‬
‫سكان الحضر‪ ،‬وتفاقم مشكالت المناطق العشوائية‪ ،‬والذين أصبحوا يمثلون أكثر من نصف سكان العالم‪،‬‬
‫ومعظمهم من سكان الدول النامية‪ ،‬وأغلبهم يعيشون في مساكن عشوائية وغير صحية‪ ،‬كما تكشف‬
‫اإلحصاءات أيضا عن أن أكثر من ‪ 2/3‬ثلثي سكان الحضر يقطنون مساكن غير الئقة‪ ،‬حيث ندرة المياه‬
‫النقية والكهرباء والخدمات االجتماعية والصحية واألمنية الالزمة‪ ،‬وقد علق السكرتير العام لمؤتمر هابيتات‬
‫[والى ناداو ‪ ]Wally N, daw‬على هذا الوضع قائالً‪( :‬إننا ال نعيش فقط في عالم أصبح نصف سكانه من‬
‫قاطني المدن‪ ،‬بل إننا نشهد أيضا ً ظاهرة تحضر الفقر أو ما يطلق عليه بالتحضر العشوائي)(‪.)1‬‬

‫وقد أكد ذلك أيضا ً تقرير انسجام المدن سنة ‪ 2009‬الذي أوضح أن أكثر من ثلثي سكان الحضر يقيمون في‬
‫المناطق العشوائية‪ ،‬خاصة في دول أسيا وافريقيا (‪.)2‬‬

‫وتصنف التجمعات العشوائية إلى عدة أنواع (‪:)3‬‬

‫أ‪ -‬المساكن الجوازية مثل‪ :‬العشش واألكواخ وبيوت الصفيح‪ ،‬تلك المساكن‪ -‬إذا صح التعبير ‪ -‬التي يلجأ إلى‬
‫تشييدها الفقراء باستخدام المخلفات الصناعية ومواد البناء الرخيصة‪ ،‬كما تسمى بالمساكن القزمية‪.‬‬

‫ب‪ -‬األحياء المتداعية ‪ ،Slums‬أو األحياء السكنية القديمة في المدن‪ ،‬والتي تعاني من تدهور في المرافق‪،‬‬
‫والخدمات‪ ،‬فضالً عن ارتفاع الكثافة السكانية بها‪ ،‬مع عدم توافر وسائل الصيانة لها‪.‬‬

‫جـــ‪ -‬المناطق الهامشية التي تتألف من مستوطنات غير قانونية أنشأها السكان بطرق عفوية في غيبة وغفلة‬
‫من سلطات التنظيم العمراني‪ ،‬وتدخل في السياق المناطق الجوازية للسكان مثل الجراجات‪ ،‬والمناور‪،‬‬
‫ومداخل العمارات‪ ،‬وأسطح المنازل‪ ،‬ومواقع األمن والحراسة‪ ،‬فضالً عن الخيام‪.‬‬

‫د‪ -‬وهناك ما يسمى "بالحكر" وهي مناطق متناثرة شيدها السكان على أراض مملوكة للدولة يعتمد فيها‬
‫السكن على مهن وأعمال هامشية‪ ،‬وبدون ترخيص‪ ،‬ويندر أن توجد بها شبكة مرافق‪ ،‬وقد انتشر هذا النوع‬
‫من اإلسكان في الفترة الزمنية األخيرة مع تزايد الفجوة بين احتياجات السكان وما يستطيع أن يوفره اإلسكان‬
‫الرسمي الذي تقدمه الدولة‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إسكان الغرفة المستقلة الذي يتمثل في معيشة أسرة كاملة في غرفة واحدة كجزء من وحدة سكنية تشترك‬
‫في منافعها مع أسرة‪ ،‬أو أسر أخرى‪ ،‬وتمارس جميع أنشطتها الحياتية في نفس الغرفة‪.‬‬
‫و‪ -‬إسكان المقابر؛ ويشتمل على المناطق السكنية المتداخلة مع الجبانات‪ ،‬واألجزاء السكنية داخل الجبانات‪،‬‬
‫وسكن أحواش المقابر‪.‬‬

‫وتعتبر المناطق العشوائية الفقيرة من الخدمات‪ ،‬مناطق تمركز الفقراء ذوي المستوى االجتماعي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬والتعليمي المنخفض‪ ،‬نظراً للخصائص العامة التي تميز هذه المناطق سواء على المستوى‬
‫العمراني واالجتماعي‪ ،‬ومن أبرز الخصائص التي تميز هذه المناطق العشوائية من الناحية العمرانية والبيئية‬
‫ما يأتي‪-:)4( ‬‬

‫*‪ -‬رداءة مستوى بناء المساكن في المناطق العشوائية‪ ،‬نظراً لعدم خضوعها ألي نوع من الرقابة‪.‬‬

‫*‪ -‬ضيق الشوارع وتعرجها نتيجة للتقسيم العشوائي الذي يستهدف تحقيق أكبر ربح عن طريق بيع أكبر‬
‫مساحة‪ ،‬دون مراعاة للنسبة المطلوبة للشوارع والخدمات فيها‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى صعوبة وجود‬
‫مواصالت داخلية‪.‬‬

‫*‪ -‬افتقار نسبة كبيرة من هذه المساكن للمرافق والخدمات األساسية‪ ،‬كالمياه والكهرباء‪ ،‬والمجاري‪ ،‬عالوة‬
‫على حرمان هذه المناطق من خدمات النظافة‪.‬‬

‫*‪ -‬تداخل األنشطة التجارية والصناعية مع المناطق السكنية‪ ،‬فتنتشر الورش الحرفية والصناعات اليدوية‪،،‬‬
‫واألسواق التي تمتد على الشارع بوصفها وسيلة لعرض البضائع ومزاولة المهن المختلفة‪.‬‬

‫*‪ -‬افتقار هذه المناطق إلى المساحات الخضراء والمفتوحة‪ ،‬وعدم وجود أي منفذ للسكان وسط هذا التكدس‬
‫العشوائي للمباني والمساكن‪ ،‬فالشارع هو المكان الوحيد لمزاولة كل شيء‪.‬‬

‫*‪ -‬عدم وجود احتياطات أمنية أساسية لمواجهة المشكالت التي تطرأ مثل الحرائق أو األوبئة‪ ،‬التي ترجع‬
‫بصفة أساسية إلى التكدس‪ ،‬وعدم النظافة‪ ،‬وسوء التهوية‪.‬‬

‫وتتباين معدالت انتشار المناطق العشوائية باختالف مصادر المعلومات ونطاق التضخم الحضري في‬
‫العواصم الكبرى واإلقليمية والمراكز الحضرية‪ ،‬وتعدد مستويات النمو على الصعيدين المركزي والمحلى‪،‬‬
‫ومما يزيد من مشكلة التعامل مع العشوائيات عدم توافر بيانات دقيقة عن عدد سكان العشوائيات‬
‫والخصائص األساسية لهم‪ ،‬وهو ما يعوق اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بعملية تطوير العشوائيات‬
‫واالرتقاء بها‪ .‬وقد قامت بعض الدراسات بتقدير عدد سكان العشوائيات‪ ،‬وطبقا لدراسة قامت بها الهيئة‬
‫العامة للتخطيط العمراني وبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬فإن إجمالي حجم سكان قاطني العشوائيات‬
‫بمختلف محافظات الجمهورية قدر بحوالي ‪ 15‬مليون نسمة بنسبة ‪ %19.5‬حسب بيانات التعداد العام‬
‫للسكان في ‪2006‬م مع الوضع في االعتبار أنها تنمو بمعدالت تفوق كثيراً معدالت النمو في المدن الجديدة‬
‫في مصر مما جعلها تمثل أحزمة الفقر التي تهدد األمن الوطني والسالم االجتماعي‪ ،‬حيث تعد البيئة‬
‫الحاضنة للعنف واالنحراف‪ ،‬وتنتشر فيها الكثير من المشكالت االجتماعية التي تفرضها طبيعة المنطقة‬
‫العشوائية‪ .‬وفي سنه ‪ 2008‬قام مجلس الوزراء بدراسة علمية وإجراء حصر شامل للمناطق العشوائية على‬
‫مستوى محافظات ومدن الجمهورية‪ ،‬وأشارت إلى أن عدد المناطق العشوائية يصل إلى [‪ ]1172‬منطقه‪.‬‬
‫ومن بين المصادر ما يميز بين المناطق التي تم تطويرها‪ ،‬وتلك التي في طريقها للتجديد‪ ،‬وأيضا ً المناطق‬
‫التي لم يشملها التطوير بعد؛ مما يعكس الجهود التنموية في تطوير المناطق العشوائية تباعا‪ .‬ويترتب على‬
‫ذلك تباين نسب سكان العشوائيات إلى جملة سكان المدن‪ ،‬وهي تتراوح ما بين ‪ 37‬إلى ‪ %60‬في عدد من‬
‫محافظات الوجه البحري(‪.)5‬‬

‫ولذلك جاءت فكرة هذا البحث ليطبق في مدينة السويس باعتبارها محافظة حضرية وأكثر مدن منطقة القناة‬
‫من حيث حجم السكان وتوزيعهم‪ ،‬وتدني مستوياتها العمرانية واالجتماعية‪ ،‬وتشتتها داخل أحياء أربعة من‬
‫الخمسة التي تنقسم إليها المدينة بشكل يعطي هذا البحث أهمية سواء على المستوى النظري أو التطبيقي‪ .‬وال‬
‫سيما أن هذه المناطق العشوائية المتناثرة بهذه األحياء لم تحظ كثيراً قبل ذلك بالمزيد من البحوث والدراسات‬
‫الميدانية والحضرية الجادة‪ ،‬وأيضا ً لتفاقم مشكالتها الواقعية المتنوعة في ظل تغيرات سياسية واقتصادية‬
‫واجتماعية متالحقة ومؤثرة في بنية المجتمع وسلوك أفراده‪.‬‬

‫أوال ً ‪ -‬إشكالية البحث‪:‬‬


‫يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل القيم واالتجاهات والعادات والمعتقدات وكذا الموروثات االجتماعية‬
‫والثقافية واالقتصادية السائدة في المناطق العشوائية مجتمع البحث والدافعة والمؤثرة في السلوك اإلنجابي‬
‫‪ Reproductive behavior‬إيجابا ً وسلباً‪ ،‬والتي لها عالقة مباشرة ووثيقة بكل من النمو السكاني‬
‫واالستقرار االجتماعي والتقدم االقتصادي‪ ،‬وذلك ابتداء من مرحلة السن عند الزواج وعدد مراته‪ ،‬ومرورا‬
‫بعدد مراحل الحمل والوالدة وسنوات المباعدة بينهما‪ ،‬واالستخدام الفعلي لوسائل تنظيم األسرة وسنوات‬
‫الحماية الالزمة‪ ،‬والمتعلقة والمؤثرة في حجم اإلنجاب العشوائي‪ ،‬ومن ثم في عدد األبناء المرغوب فيهم‪،‬‬
‫وحجم األسرة الفعلي‪ ،‬خاصة أن هناك بعض الدراسات السابقة تؤكد أن اإلنجاب العشوائي أحد أهم األسباب‬
‫والعوامل المؤدية إلى زيادة حجم األسرة والنمو السكاني في المناطق العشوائية عما هو مرغوب فيه‬
‫ومستهدف أسريا ً ومجتمعياً‪ ،‬ولذلك تكتسب العالقة بين السلوك اإلنجابي وطبيعة الحياة والعيش في األحياء‬
‫العشوائية أهمية كبيرة في ضوء الخصائص والسمات الفيزيقية واالجتماعية والثقافية المميزة لسكان هذه‬
‫األحياء‪ ،‬والتي تنعكس على بنود السلوك محل البحث وتسمه بصفات خاصة تؤثر بشدة على اتجاهات‬
‫ومواقف األبوين ذات العالقة باالختيار للزواج والعمر عند الزواج وباإلنجاب والتكاثر ورعاية األبناء وما‬
‫إليها‪.‬‬

‫وهناك مؤشرات أخرى تتصل بنوع العمل‪ ،‬ومستوى التعليم‪ ،‬والدخل‪ ،‬ومتغيرات الحالة السكنية وغيرها‪.‬‬
‫وهي تدل في مجملها على أن السلوك اإلنجابي‪ ،‬وخاصة ما يتصل بالصحة اإلنجابية يرتبط بمظاهر سلبية‬
‫كثيرة ذات عالقة بخصائص العمران وسمات السكان‪ .‬وال يتوقف األمر عند حد السمات الديموجرافية ذات‬
‫العالقة بالتوجهات اإلنجابية‪ ،‬بل يمتد إلى مجمل العالقات وأنماط السلوك االجتماعي‪ ،‬والقيم‪ ،‬والمعايير‬
‫والمعتقدات واألفكار التي تشكل بنية الثقافة‪ ،‬وهي تؤثر بعمق في السلوك اإلنجابي‪ ،‬السيما أن هذا السلوك‬
‫يرتبط بشرائح الفقراء الذين يتمركزون في األحياء العشوائية عادة‪ .‬ومن ثم فإن إشكالية هذا البحث تتحدد في‬
‫التساؤل اآلتي‪:‬‬

‫ما المحددات الرئيسية للسلوك اإلنجابي بالمناطق العشوائية؟ والى أي مدى تؤثر هذه المحددات في تحديد‬
‫مسار هذا السلوك؟‬

‫مبررات اختيار المجال الجغرافي‪:‬‬

‫أما عن اختيار محافظة السويس نطاقا ً جغرافيا ً وبشريا ً للبحث‪ ،‬فإن ذلك يرجع إلى االعتبارات اآلتية‪-:‬‬

‫تدنى مستوى العمران في المناطق العشوائية وتشرذمها ‪ Fragmentation‬بين عدد كبير نسبيا ً من‬
‫الجيوب الحضرية المتباينة في مستويات المعيشة‪.‬‬
‫قصور المعلومات وعدم دقة البيانات اإلحصائية وتضاربها‪ ،‬وضرورة التصنيف ألنماط العشوائيات في‬
‫المدينة‪ ،‬ومن ثم تحديد تأثير كل نمط على طبيعة السلوك االجتماعي ومستوى الحياة الثقافية‪.‬‬
‫زيادة الكثافة السكانية في بعض األحياء ذات االمتداد العشوائي الكثيف مثل حي األربعين الذي تبلغ كثافة‬
‫المناطق المأهولة فيه ‪ 37485.7‬نسمة‪/‬كم‪ .2‬وترتبط الكثافة السكانية بنتائج سلبية على كفاءة المرافق‬
‫وسلوك السكان ومكونات حياتهم الثقافية‪.‬‬
‫تزداد معدالت النمو السكاني وتتراوح داخل األحياء في المدينة ما بين ‪ %2.8 -2.2‬خالل األعوام من بين‬
‫‪ 1996‬حتى ‪2006‬م‪ .‬وال توجد مؤشرات دالة على إمكانية تراجع هذه المعدالت‪ .‬األمر الذي يعني مزيدا‬
‫من الضغوط داخل المناطق العشوائية الفقيرة‪.‬‬
‫زيادة معدالت الخصوبة في مدينة السويس ككل وتجاوزها حد ‪ 3.5‬طفل خالل فترة اإلنجاب المعتادة‪.‬‬
‫تتميز مدينة السويس بزيادة موجات الهجرة الوافدة إليها ‪ ،%0.34‬وتستقطب المناطق العشوائية جزءاً كبيراً‬
‫من هؤالء القادمين الجدد الذين ينتمون إلى مختلف محافظات مصر (‪.)6‬‬
‫وتتعدد اآلراء ذات العالقة بالهجرة واالنتماءات للمدينة والوالء لها الذي ينخفض إلى حد كبير بسبب تباين‬
‫الجماعات الوافدة‪ .‬ويجد الباحث في هذا التباين مطلبا ً ملحا ً لدراسة تأثير الهجرة على السلوك اإلنجابي‪ ،‬كما‬
‫يبدي الباحث تحفظات كثيرة تجاه األرقام والمؤشرات اإلحصائية في وضعها الراهن بسبب تضاربها وعدم‬
‫دقتها‪ .‬وتلك تضيف أهمية كبرى للرصد واإلحصاء الواقعي للمشكلة محل البحث‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬أهداف البحث وأهميته‪:‬‬


‫استهدف هذا البحث رصد وتحليل وتفسير العالقة بين طبيعة وأنماط وخصائص اإلقامة في األحياء‬
‫العشوائية‪ ،‬بما في ذلك سمات السكان من جهة وبين مظاهر وأبعاد السلوك اإلنجابي على اختالف بنودها‬
‫داخل المجال الجغرافي لمدينة السويس من جهة ثانية‪ .‬ويأتي تحقيق هذا الهدف مشفوعا ً بمقترحات واقعية‬
‫قابلة للتطبيق تشارك فيها األجهزة الرسمية والشعبية‪ .‬وينقسم هذا الهدف الشامل إلى أهداف فرعية هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬رصد المحددات االجتماعية والثقافية ألنماط السلوك مع التركيز على نوعية الحياة في إطار السياق‬
‫النظري واألبعاد العلمية لنظرية "لثقافة الفقر"‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوصول إلى مقترحات قابلة للتنفيذ‪ ،‬وتخدم بالدرجة األولى عمليات التخطيط للتنمية األسرية بخاصة‪،‬‬
‫والتنمية المحلية بعامة‪ ،‬ويكون من شأنها الحد من المعوقات والسلبيات التي ترتبط بالسلوك اإلنجابي‪.‬‬
‫وتقترن غالبا بالتكاثر واالنسياق في الحياة األسرية‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬تساؤالت البحث‪:‬‬


‫تبدأ تساؤالت البحث بتساؤل رئيسي هو‪ :‬ما طبيعة العالقة بين السلوك اإلنجابي وبين مقومات البنية‬
‫العمرانية وأساليب الحياة والعيش في المناطق العشوائية‪ ،‬وخصائص السكان االجتماعية والثقافية بمدينة‬
‫السويس؟‬

‫وينبثق عن التساؤل الرئيسي عدة تساؤالت فرعية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬إلى أي مدى تؤثر مكونات البنية العمرانية المتدنية باألحياء العشوائية بالسويس في العادات والتقاليد‬
‫واألعراف المتصلة باإلنجاب؟‬

‫‪ -2‬ما أكثر المكونات الثقافية اتصاالً بأفكار الناس ورؤاهم تجاه تنظيم النسل؟‬

‫‪ -3‬إلى أي مدى تؤثر المتغيرات المتصلة بالدخل‪ ،‬ونوع المهنة‪ ،‬والمستوى التعليمي‪ ،‬والنوع االجتماعي‪،‬‬
‫وغيرها على السلوك اإلنجابي سواء بتفضيل كثرة األبناء أو قلتهم؟‬

‫‪ -4‬ما "القيم" ذات العالقة المباشرة باإلنجاب بين سكان العشوائيات في المدينة؟‬

‫‪ -5‬هل هناك عالقة بين "نوع المولود" وتعدد مرات الحمل‪ ،‬وما داللة ذلك إحصائياً؟‬

‫رابعا ً ‪ -‬اإلجراءات المنهجية للبحث‪:‬‬

‫‪ -1‬نوع البحث‪:‬‬
‫ينتمي هذا البحث للبحوث التفسيرية؛ وذلك ألنه يحاول تفسير السلوك اإلنجابي بالمناطق العشوائية كمتغير‬
‫تابع من خالل مجموعة من المحددات االجتماعية واالقتصادية والديموجرافية كمتغير مستقل‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج المستخدم في البحث‪:‬‬

‫تم استخدام األسلوب المقارن في البحث الراهن للكشف عن محددات السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‬
‫من خالل المقارنة بين األزواج والزوجات محل البحث مع االستعانة بالمسح االجتماعي بالعينة‪.‬‬

‫‪ -3‬مجاالت البحث‪-:‬‬

‫أ) المجال الجغرافي‪:‬‬

‫محافظة السويس‪:‬‬

‫يتمثل المجال الجغرافي للبحث الراهن في محافظة السويس‪ ،‬وهي تقع في حيز جغرافي متميز‪ ،‬إذ يحدها من‬
‫الشمال محافظة اإلسماعيلية‪ ،‬ومن الشمال الشرقي شمال سيناء‪ ،‬ومن الجنوب محافظة البحر األحمر ومن‬
‫الشرق خليج السويس‪ ،‬ومن الغرب محافظة القاهرة والجيزة‪ .‬وتبلغ مساحة محافظة السويس ‪9002.2‬كم‪2‬‬
‫عاصمتها مدينة السويس‪ ،‬وهي محافظة حضرية‪.‬‬

‫أما عن التقسيم اإلداري للمحافظة فهي تنقسم إلى خمسة أحياء هي السويس‪ ،‬األربعين‪ ،‬عتاقة‪ ،‬الجناين‪،‬‬
‫فيصل‪ ،‬ويتوزع السكان على األحياء الخمسة‪ ،‬وبلغ عددهم في عام ‪2010‬م نحو ‪ 559.656‬نسمة يصل‬
‫عدد الذكور ‪ .285‬وعدد اإلناث ‪ 274.232‬نسمة‪ .‬والجدول رقم (‪ )1‬يوضح توزيع السكان على مستوى‬
‫األحياء طبقا ً للفئات العمرية (‪.)7‬‬

‫جدول يوضح توزيع السكان علي مستوي االحياء طبقا للفئات العمرية المختلفة حتي ‪ 30/9/2010‬م‬

‫الفئات العمرية‬
‫قسم‬

‫‪5--‬‬

‫‪-5‬‬

‫‪-10‬‬

‫‪-15‬‬

‫‪-20‬‬

‫‪-25‬‬

‫‪-30‬‬

‫‪-35‬‬

‫‪-40‬‬

‫‪-45‬‬

‫‪-50‬‬

‫‪-55‬‬
‫‪-60‬‬

‫‪-65‬‬

‫‪-70‬‬

‫‪--75‬‬

‫السويس‬

‫ذكور‬

‫‪2084‬‬

‫‪2569‬‬

‫‪2654‬‬

‫‪3197‬‬

‫‪3225‬‬

‫‪2169‬‬

‫‪1541‬‬

‫‪1541‬‬
‫‪1855‬‬

‫‪1855‬‬

‫‪1998‬‬

‫‪1427‬‬

‫‪1028‬‬

‫‪600‬‬

‫‪428‬‬

‫‪371‬‬

‫‪28542‬‬

‫إناث‬

‫‪2002‬‬

‫‪2468‬‬

‫‪2550‬‬
3071

3099

2084

1481

1481

1783

1783

1920

1371

978

576

411

356

27423
‫جملة‬

‫‪4086‬‬

‫‪5037‬‬

‫‪5204‬‬

‫‪6268‬‬

‫‪6324‬‬

‫‪4253‬‬

‫‪3022‬‬

‫‪3022‬‬

‫‪3638‬‬

‫‪3638‬‬

‫‪3918‬‬

‫‪2798‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪1176‬‬

‫‪839‬‬

‫‪727‬‬

‫‪55965‬‬

‫األربعين‬

‫ذكور‬

‫‪12873‬‬

‫‪12171‬‬

‫‪11703‬‬

‫‪12872‬‬

‫‪12872‬‬

‫‪10532‬‬

‫‪8192‬‬
‫‪7021‬‬

‫‪7021‬‬

‫‪6085‬‬

‫‪5622‬‬

‫‪3373‬‬

‫‪2249‬‬

‫‪1574‬‬

‫‪1124‬‬

‫‪1123‬‬

‫‪117024‬‬

‫إناث‬

‫‪12368‬‬

‫‪11693‬‬
11244

12368

12368

10119

7871

6746

6746

5847

5622

3373

2249

1574

1124

1123
‫‪112435‬‬

‫جملة‬

‫‪52541‬‬

‫‪23864‬‬

‫‪22947‬‬

‫‪25240‬‬

‫‪25240‬‬

‫‪20651‬‬

‫‪16063‬‬

‫‪13767‬‬

‫‪13767‬‬

‫‪11932‬‬

‫‪11473‬‬
‫‪6884‬‬

‫‪4590‬‬

‫‪2312‬‬

‫‪2294‬‬

‫‪2294‬‬

‫‪229459‬‬

‫عتاقة‬

‫ذكور‬

‫‪1641‬‬

‫‪1427‬‬

‫‪1284‬‬

‫‪1427‬‬

‫‪1427‬‬

‫‪1570‬‬
‫‪1142‬‬

‫‪928‬‬

‫‪856‬‬

‫‪714‬‬

‫‪571‬‬

‫‪428‬‬

‫‪285‬‬

‫‪143‬‬

‫‪86‬‬

‫‪56‬‬

‫‪14271‬‬

‫إناث‬

‫‪1577‬‬
1371

2134

1371

1371

1508

1097

891

823

686

549

411

274

137

82
‫‪56‬‬

‫‪13712‬‬

‫جملة‬

‫‪3218‬‬

‫‪2798‬‬

‫‪2518‬‬

‫‪2798‬‬

‫‪3358‬‬

‫‪3078‬‬

‫‪2239‬‬

‫‪1819‬‬

‫‪1679‬‬

‫‪1400‬‬
‫‪1120‬‬

‫‪839‬‬

‫‪551‬‬

‫‪280‬‬

‫‪178‬‬

‫‪112‬‬

‫‪27983‬‬

‫فيصل‬

‫ذكور‬

‫‪7495‬‬

‫‪7421‬‬

‫‪7495‬‬

‫‪8163‬‬

‫‪8905‬‬
‫‪6382‬‬

‫‪4824‬‬

‫‪4378‬‬

‫‪4749‬‬

‫‪4230‬‬

‫‪2711‬‬

‫‪2449‬‬

‫‪1633‬‬

‫‪1039‬‬

‫‪742‬‬

‫‪594‬‬

‫‪74210‬‬

‫إناث‬
7201

7130

7201

7843

8556

6132

4635

4207

4563

4064

3565

2352

1569

998
‫‪713‬‬

‫‪571‬‬

‫‪71300‬‬

‫جملة‬

‫‪14696‬‬

‫‪14551‬‬

‫‪14696‬‬

‫‪16006‬‬

‫‪17461‬‬

‫‪12514‬‬

‫‪9459‬‬

‫‪8585‬‬

‫‪9312‬‬
‫‪8294‬‬

‫‪7276‬‬

‫‪4801‬‬

‫‪3202‬‬

‫‪2037‬‬

‫‪1455‬‬

‫‪1165‬‬

‫‪145510‬‬

‫الجناين‬

‫ذكور‬

‫‪6165‬‬

‫‪5754‬‬

‫‪5652‬‬

‫‪5651‬‬
5857

5138

3699

3083

2569

2158

2055

1233

1027

565

360

411

51377
‫إناث‬

‫‪5923‬‬

‫‪5528‬‬

‫‪5430‬‬

‫‪5430‬‬

‫‪5627‬‬

‫‪4926‬‬

‫‪3554‬‬

‫‪2962‬‬

‫‪2468‬‬

‫‪2073‬‬

‫‪1975‬‬

‫‪1185‬‬

‫‪987‬‬
‫‪543‬‬

‫‪346‬‬

‫‪395‬‬

‫‪49362‬‬

‫جملة‬

‫‪12088‬‬

‫‪11282‬‬

‫‪11082‬‬

‫‪11081‬‬

‫‪11484‬‬

‫‪10074‬‬

‫‪7253‬‬

‫‪6045‬‬
‫‪5037‬‬

‫‪4237‬‬

‫‪4030‬‬

‫‪2418‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪1108‬‬

‫‪706‬‬

‫‪806‬‬

‫‪100739‬‬

‫اإلجمالي‬

‫ذكور‬

‫‪30258‬‬

‫‪29342‬‬

‫‪28788‬‬
31310

32572

25791

19398

16951

17050

15042

14186

9048

6314

3985

2786

2603
‫‪285424‬‬

‫إناث‬

‫‪29071‬‬

‫‪28190‬‬

‫‪27659‬‬

‫‪30083‬‬

‫‪31295‬‬

‫‪24779‬‬

‫‪18638‬‬

‫‪18638‬‬

‫‪16383‬‬

‫‪14453‬‬

‫‪13631‬‬

‫‪8692‬‬
‫‪6066‬‬

‫‪8382‬‬

‫‪2676‬‬

‫‪2501‬‬

‫‪274232‬‬

‫جملة‬

‫‪59329‬‬

‫‪57532‬‬

‫‪56447‬‬

‫‪61393‬‬

‫‪63867‬‬

‫‪50570‬‬

‫‪38036‬‬
‫‪33238‬‬

‫‪33433‬‬

‫‪29495‬‬

‫‪27817‬‬

‫‪17740‬‬

‫‪12380‬‬

‫‪7813‬‬

‫‪5462‬‬

‫‪5104‬‬

‫‪559656‬‬

‫ويبلغ عدد السكان في المناطق العشوائية بمحافظة السويس ‪ 58690‬نسمة بنسبة ‪ %10.4‬من تعداد سكان‬
‫المحافظة‪ ،‬موزعين على ‪ 10‬مناطق عشوائية في ‪ 4‬أربعة أحياء (السويس‪ ،‬األربعين‪ ،‬عتاقة‪ ،‬الجناين) من‬
‫جملة خمسة أحياء‪ ،‬حيث يوجد في حي األربعين وحي الجناين ‪ 3‬مناطق لكل منهما‪ ،‬وفي حي السويس‬
‫وحي عتاقة منطقتان لكل منهما (‪.)8‬‬

‫وبالنسبة للشكل الغالب على مباني المناطق العشوائية بالمحافظة فهي عبارة عن عشش‪ ،‬ومبان هيكلية‬
‫خراسانية‪ ،‬ومباني صفيح‪ ،‬وأكشاك خشبية‪ ،‬ومبان من الطوب الدبش‪ ،‬ومبان مسلحة‪ ،‬وتشمل المنطقة‬
‫الواحدة أكثر من نوع‪.‬‬

‫وقد أجري البحث الميداني في منطقة الدريسة (ورش السكة الحديد) وعزبة الصفيح (كفر العرب)‪،‬‬
‫واليهودية (كفر سليم‪ ،‬كفر كامل‪ ،‬عشش شارع النيل‪ ،‬األتكة‪ .‬وهي تعد من المناطق العشوائية الخطرة‬
‫بمجتمع البحث‪ ،‬وتأوي إليها أعداد كبيرة من المهاجرين من المحافظات األخرى‪ ،‬وتظهر كل سمات المناطق‬
‫العشوائية بها‪.‬‬

‫ب) المجال البشري‪:‬‬

‫طبقا ً لخطوات المنهج العلمي واألسلوب اإلحصائي في اختيار العينة‪ ،‬ونظراً للتشابه الشديد بين المناطق‬
‫العشوائية في مجتمع البحث من شكل المباني وسعة الشوارع والمستوى االجتماعي االقتصادي فقد ارتأى‬
‫الباحث أن يكون هناك تمثيل لكل منطقة في عينة الدراسة‪ ،‬وتم اختيار عينة عشوائية بنسبة ‪ %15‬من‬
‫األزواج والزوجات) في كل نمط من هذه األنماط العشوائية كما هو موضح بالبيان اآلتي‪:‬‬

‫بيان بأسماء المناطق العشوائية غير اآلمنة بمحافظة السويس *‬

‫م‬

‫أسم المنطقة‬

‫الحي التابع له‬

‫عدد األسر‬

‫حجم العينة‬
‫‪1‬‬

‫مساكن الدريسة (ورش السكة الحديد)‬

‫حي األربعين‬

‫‪52‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫كفر العرب‪ ،‬عزبة الصفيح‬

‫حي األربعين‬

‫‪158‬‬

‫‪24‬‬

‫‪3‬‬

‫اليهودية (كفر سليم‪ ،‬كفر كامل‪ ،‬عشش شارع النيل)‬

‫حي األربعين‬
‫‪398‬‬

‫‪60‬‬

‫‪4‬‬

‫األتكة‬

‫عتاقة‬

‫‪75‬‬

‫‪11‬‬

‫إجمالي عدد األسر‬

‫‪683‬‬

‫‪103‬‬

‫* مستمد من الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ ،‬فرع السويس‪ ،‬بيان بأسماء المناطق العشوائية غير‬
‫األمنة بمحافظة السويس‪2011 ،‬م‬

‫وروعي في االختيار مدى تمثيل العينة للمجتمع األصلي وفقا ً للضوابط العلمية المتبعة في اختيار العينات‬
‫التي من هذا النوع‪ ،‬وتم تحديد حجم العينة بــــ ‪ 103‬أسرة‪ -‬الزوج والزوجة ‪ ،-‬وبالمراجعة الميدانية‬
‫والمكتبية‪ .‬ولقد تم استبعاد ثالث استبانات بالمقابلة لعدم صالحيتها‪ ،‬ومن ثم أصبحت العينة التي خضعت‬
‫للتحليل اإلحصائي (‪ )100‬زوج وزوجة‪ ،‬وروعي في هذا التمثيل االعتبارات والضوابط المتبعة في اختيار‬
‫العينات من هذا النوع‪ ،‬حيث تعد العينة عينة عشوائية بسيطة‪.‬‬

‫ج) المجال الزمني‪:‬‬

‫امتدت فترة إجراء البحث الميداني من ‪1/7/2011‬م حتى ‪31/12/2011‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬أدوات البحث‪:‬‬

‫اعتمد الباحث على مجموعة من األدوات في جمع مادته النظرية والميدانية‪ ،‬وهذه األدوات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬السجالت اإلحصائية والوثائق ذات الصلة بموضوع البحث التي تحوي بيانات ومعلومات تمثل أهمية‬
‫لموضوع البحث‪ ،‬ومن هذه السجالت اإلحصائية والوثائق التي تم االستناد إليها ما يأتي‪:‬‬

‫* تقديرات السكان لعام ‪ 2011‬م‪.‬‬

‫* كتاب وصف مصر بالمعلومات‪.‬‬

‫* مصر في أرقام الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪.‬‬

‫‪ -2‬االستبانة ‪QUESTIONNAIRE‬‬

‫تم تصميم استبانة متعددة األبعاد لجمع معلومات كمية عن رؤى عينة البحث ومعتقداتهم المتصلة بالزواج‬
‫واإلنجاب والتكاثر وموقفهم من الذكورة واألنوثة‪ ،‬وغيرها‪ .‬ووحدة الدراسة األساسية في هذا البحث تقوم‬
‫على تحليل بيانات األسرة ‪ -‬األزواج وزوجاتهم ‪ -‬المقيمين في مسكن ينتمي إلى أحد األنماط السكنية‬
‫العشوائية السابق اإلشارة إليها تشتمل على بيانات تخص الخصائص العمرانية والديموجرافية واالجتماعية‬
‫والثقافية مع إفراد بنود تحدد العالقة االرتباطية بين أي من هذه الخصائص والسلوك اإلنجابي باعتباره‬
‫متغيراً تابعاً‪ ،‬وتضمنت االستبانة أيضا ً بيانات خاصة باألسرة المعيشية‪ ،‬ووصف تفصيلي للسكن ومساحته‬
‫ومكوناته وحيازته‪ ،‬وكذلك بعض االستفسارات عن عالقة البينة السكنية بالسلوك اإلنجابي‪ ،‬وبعض خدمات‬
‫الصحة اإلنجابية المتاحة بالمناطق العشوائية بمجتمع البحث‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ -‬أساليب تحليل البيانات الميدانية‪:‬‬


‫تم إدخال البيانات الميدانية وتحليلها بواسطة الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية المعروفة بــــ‪SPSS ‬‬
‫وجرى التحليل على مستويين‪ :‬أولهما الجداول البسيطة باالعتماد على النسب المئوية للتوزيع التكراري‬
‫واستخراج بعض مقاييس النزعة المركزية والتشتت حسب ما يقتضيه تحليل الجداول‪ ،‬وثاني هذين‬
‫المستويين ارتبط بالجداول المركبة التي تقارن بين األزواج والزوجات‪ ،‬وهنا اعتمد الباحث على االختبار‬
‫اإلحصائي كا‪ 2‬الذي تنطبق شروطه مع أسلوب اختيار العينة‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ -‬التوجه النظري‪:‬‬


‫يجمع علماء االجتماع على أن السلوك اإلنجابي وما يترتب عليه ليس مجرد عملية بيولوجية محدودة بتلبية‬
‫بعض الحاجات األساسية الالزمة للحياة واستمرارها‪ ،‬أو رصد وتحليل تسارع أو تباطؤ هذا السلوك‪ ،‬ومدى‬
‫ضغطه على الموارد ومؤشرات التنمية بصفة عامة‪ ،‬وإنما يكمن خلف هذه االتجاهات والسلوكيات قيم‬
‫ورغبات وحاجات واقعية للسكان‪ ،‬وهو ما أدى إلى تنوع وتعدد التفسيرات النظرية لهذه العمليات اإلنجابية‬
‫التي تبدأ منذ التفكير في الزواج‪ ،‬وكيفية اختيار شريك الحياة‪ ،‬والسن المناسب للزواج‪ ،‬أو اإلجبار عليه تحت‬
‫تأثير بعض المحددات االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وأيضا ً الرغبة الفعلية في إثبات أحقية الوصول لمرحلة‬
‫األبوة واألمومة والعزوة باألبناء‪ ،‬ومصدراً لألمن عند الحاجة‪ ،‬ولذلك تتواتر مرات الحمل واإلنجاب المبكر‬
‫والمتكرر مما يؤدي إلى عدم الرغبة في تنظيم األسرة‪ ،‬واستمرار اإلنجاب العشوائي‪.‬‬

‫ولما كانت المناطق العشوائية بصفة عامة نتاجا ً حقيقيا ً ألهم أضالع النمو السكاني‪ ،‬وهي الزيادة الطبيعية في‬
‫المواليد‪ ،‬وتزايد تيارات الهجرة الداخلية‪ ،‬وتكدس أعداد الوافدين والنازحين للمدن‪ ،‬ومنها مجتمع البحث الذي‬
‫يعتبر من المناطق الجاذبة للسكان‪ ،‬فإن التوجه النظري في هذا البحث بطبيعة الموضوع وأهدافه والقضايا‬
‫المطروحة قيد المناقشة والتحليل وفي حدود ارتباط الموضوع بالمنهج واتصال المنهج بالتوجه النظري تعين‬
‫على الباحث االستعانة بأكثر األطر النظرية اتساقا ً مع هذا البحث‪ ،‬ويعد التفسير البيولوجي واالقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬و"النظرية األيكولوجية" ‪ Ecological theory‬و"نظرية ثقافة الفقر" ‪Culture of‬‬
‫‪ -poverty‬من أكثر األطر العلمية مالئمة لتحليل العالقة بين السلوك اإلنجابي ومحدداته في المناطق‬
‫العشوائية‪.‬‬

‫ويمكن عرض بعض التفسيرات والنظريات المرتبطة بموضوع البحث على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬التفسير البيولوجي‪:‬‬

‫يعتبر هربرت سبنسر‪ ،‬وسادلر‪ ،‬وكواردوجنين وفردريك دوبلداي والجغرافي جوزيه دي كاسترو من أبرز‬
‫الذين ساهموا في تفسير واستنتاج أن المجتمعات المكتظة بالسكان وتعاني من الفقر ونقص الغذاء ومشكالت‬
‫السكن كالمناطق العشوائية تزداد لديهم أعداد المواليد‪ ،‬وأضاف بيرل أن السلوك اإلنجابي لدى الفقراء ‪-‬‬
‫ريفيين أو حضريين ‪ -‬يمكن أن يكون خاضعا ً لقاعدة ببيولوجية‪ ،‬إذ إنه من المحتمل وجود عالقة مباشرة بين‬
‫قسوة الطبيعة ومعدل التكاثر‪ ،‬أما كاسترو فقد أكد فكرة أن (الفقر وما يرتبط به من نقص في التغذية يؤدي‬
‫إلى زيادة النسل من خالل تأثير نفسي وفسيولوجي‪ ،‬فاألثر النفسي للجوع والحرمان المزمن يجعل إكساب‬
‫غريزة الجنس من األهمية ما تعوض به عاطفيا فقدان شهية الطعام)(‪)9‬‬

‫وتوجد انتقادات كثيرة لهذا التفسير منها ما أشار إليه عالم السكان الشهير الفريد سوفي التي أكد فيها أن نتائج‬
‫التجارب التي أجريت على الحيوان ال تنطبق بالضرورة على اإلنسان‪ ،‬وليس هناك دليل قاطع على أن‬
‫مستويات الخصوبة تنخفض في كل المجتمعات التي تنعم بغذاء مالئم‪ ،‬وأن البالد الغنية ‪-‬الغربية‪ -‬تنجب أقل‬
‫من المجتمعات الفقيرة التي ينقصها الغذاء المالئم‪ ،‬فإن سبب هذا االرتباط اجتماعي وليس بيولوجياً‪.‬‬

‫‪ -2‬التفسير االقتصادي‪:‬‬

‫أشار سدني كونتز في كتابه النظريات السكانية وتفسيراتها االقتصادية إلى أن الخصوبة في أي دولة تختلف‬
‫اختالفا ً عكسيا ً مع الدخل‪ ،‬وهو ماال يتفق مع ما أكده الكسندر كارسوندرز فيما أشار إليه في نظريته عن‬
‫الحجم األمثل للسكان‪ ،‬وإن هناك ثالثة أنواع من الكثافة السكانية (الفيزيقية واإلحصائية واالقتصادية) ويرى‬
‫أن متوسط دخل الفرد إذا كان أخذاً في الزيادة كان هذا مؤشراً على قلة عدد السكان في المجتمع‪ ،‬أما إذا كان‬
‫متوسط الدخل متجها ً نحو الهبوط تدريجيا ً فإن عدد السكان يكون عند حد متزايداً(‪.)10‬‬
‫هذا‪ ،‬باإلضافة إلى تفسيرات كل من جون كلدويل ‪ join Caldwell‬عن تدفق الثورة وتفسيره للسلوك‬
‫اإلنجابي ألنه سلوك إنجابي عقالني متضمن في األهداف االقتصادية المحددة اجتماعياً‪ ،‬وقد ميز بين‬
‫مجتمعين هما‪:‬‬

‫‪ -1‬مجتمع يتصف بمعدالت خصوبة مرتفعة وثابتة حيث ال يكون هناك ناتج اقتصادي صاف يعود بالفائدة‬
‫على األسرة والذي عادة ما يحدث في خانة مستويات الخصوبة المنخفضة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى تدفق الثروة‬
‫من جيل صغار السن إلى جيل كبار السن‪.‬‬

‫‪ -2‬مجتمع تتحكم فيه القوة االقتصادية‪ ،‬وهو يتميز بتدفق عكسي من جيل كبار السن إلى جيل أصغر سناً‪،‬‬
‫ويتضمن هذا التدفق كل الفوائد االقتصادية الحاضرة والمستقبلية طوال فترات الحياة‪.‬‬

‫وبذلك يعتبر كالدويل ممن حاولوا تفسير السلوك اإلنجابي من خالل التحليالت االقتصادية للوصول إلى فهم‬
‫أفضل لألفراد‪ ،‬وهو ما ينطبق على المقيمين ببعض المناطق العشوائية حيث المنافع االقتصادية المتوقعة من‬
‫األبناء‪.‬‬

‫وقد اتفق معه كل من إسترلين ‪ esterlin‬في كتابه عن الخصوبة والتنمية عندما استند إلى ثالثة محددات‬
‫للسلوك اإلنجابي هي‪:‬‬

‫الطلب على األطفال طالما كانت تنشئتهم غير مكلفة‪.‬‬


‫عدد األطفال األحياء باستمرار المنفعة المتوقعة منهم‪.‬‬
‫تكلفة تحديد الخصوبة (الوقت والتكلفة المطلوبة الستخدام وسائل تنمية األسرة)‪.‬‬
‫وأيضا مع تفسير هيرنك ‪ herink‬سنة ‪ 1994‬عندما أكد دور توزيع الدخل على السلوك اإلنجابي والنمو‬
‫السكاني‪ ،‬وقد ارتكز في تفسيره على خمسة متغيرات أساسيه هي (مستوى الخصوبة‪ ،‬مستوى الوفيات‪،‬‬
‫والبناء العمري والنوعي للسكان‪ ،‬ودرجة المساواة في توزيع الدخل‪ ،‬ومتوسط الدخل القومي)(‪.)11‬‬

‫ومن التفسيرات االقتصادية للسلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية متضمنة الزواج المبكر من أجل المنفعة‬
‫االقتصادية‪ ،‬واإلنجاب المبكر والمتكرر من أجل الحصول على القيمة االقتصادية لألطفال‪ ،‬واألبعاد‬
‫االقتصادية الستخدام وإتاحة وسائل تنظيم األسرة بأسعار مقبولة‪ ،‬تفسيرات تربط باقتصاديات المنزل‬
‫الحديث أيضاً‪ ،‬وكذلك ما يرتبط بنظرية ثقافة الفقر التي تعتبر من أكثر التفسيرات النظرية المالئمة لتفسير‬
‫السلوك اإلنجابي العشوائي حيث تحاول هذه النظرية تفسير الخصوبة المرتفعة نسبيا للطبقة الفقيرة في ضوء‬
‫ثالثة أبعاد هي(‪:)12‬‬

‫(أ) القيم والمعايير داخل الثقافة الفرعية التي تؤثر في تفضيل األفراد لحجم معين لألسرة‪ ،‬وفي األهمية التي‬
‫تعطى لدور األبوين المرأة والرجل‪.‬‬

‫(ب) المعايير والمعتقدات التي تؤثر في االتجاهات نحو تنظيم األسرة بصفة عامة‪ ،‬وفي الوسائل المتعلقة‬
‫بتنظيم النسل بصفة خاصة‪.‬‬

‫(ج) األنماط السلوكية الخاصة السائدة بين الزوجين داخل الثقافة الفرعية للطبقة الفقيرة‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذه التفسيرات نجد رينووتر على الرغم من تسليمه بأهمية العوامل البنائية ‪ -‬يفسر كبر حجم‬
‫األسرة بين الطبقات الفقيرة في ضوء االستخدام غير الفعال لوسائل تنظيم األسرة‪ ،‬أو عدم استخدامها‪ ،‬والذي‬
‫يرجعه بدوره إلى عوامل مثل‪ :‬نقص التوجيه نحو المستقبل‪ ،‬والعالقات المنعزلة لألدوار الزواجية‪،‬‬
‫واالعتقاد بأن إنجاب األطفال هو الدور الرئيسي للمرأة‪ ،‬ووجود أنماط معينة للسلوك الجنسي‪ ،‬والفهم‬
‫المحدود لفاعلية الوسائل المتعددة لتنظيم النسل وللجوانب البدنية لمنع الحمل‪ .‬ولذلك يرى رينووتر أن الطبقة‬
‫االجتماعية تمارس تأثيرها أساسا ً من خالل خاصيتين من خصائص األسرة كنسق اجتماعي ‪ -‬وهما اللتان‬
‫تختلفان من ثقافة فرعية طبقية إلى أخرى ‪ -‬األولى تنظيم األدوار الزواجية‪ ،‬والقيم‪ ،‬والممارسات التي تميز‬
‫مختلف الطبقات االجتماعية‪ ،‬والثانية المفاهيم المتصلة باألدوار والقيم والممارسات المصاحبة لها التي تعد‬
‫مالئمة للنساء والرجال في مختلف الطبقات االجتماعية‪.‬‬

‫وقد اهتم جافي وبولجر بتطبيق مفهوم ثقافة الفقر على تنظيم األسرة‪ .‬وتؤكد الدراسات الخاصة بتنظيم‬
‫األسرة االفتراض القائل بأن الصعوبات التي يالقيها الفقراء في تنظيم األسرة ترجع إلى نقص الفرص‬
‫الواقعية لتحقيق التوقعات الخاصة باألسر صغيرة الحجم‪ .‬ولذلك فإن نجاح برامج تنظيم األسرة يتوقف على‬
‫خلق خدمات لم تكن موجودة‪ ،‬أو إزالة المعوقات البيئية عند وجود هذه الخدمات‪ ،‬مثل المسافة واالزدحام‬
‫ورسوم الخدمة‪ ،‬ونقص المعرفة‪ .‬ولهذا فإن تصميم هذه البرامج يجب أن يتم على نحو يجعل الفقراء يقبلونها‬
‫دون ضرورة إحداث تغير عاجل في نسق المعايير‪.‬‬

‫ويهتم أنصار نظرية ثقافة الفقر بمساعدة اآلباء على تحقيق توقعاتهم في المباعدة بين الوالدات وحجم‬
‫األسرة‪ ،‬في حين يتخذ مؤيدو نظرية موقف الفقر مدخالً كميا ً يستند إلى معايير موضوعية مثل العمر‪،‬‬
‫والدخل‪ ،‬ومرتبة األمومة‪ ،‬ومحل اإلقامة‪ .‬وهناك اختالفات أساسية بين النظريتين في تفسير توقعات الفقراء‬
‫ألسر صغيرة الحجم‪ ،‬وفشلهم في تحقيق ذلك‪ .‬فنظرية ثقافة الفقر ترى أن هذه التوقعات تعتبر أساسا ً مهما ً‬
‫لنجاح برامج تنظيم األسرة‪ ،‬في حين تتجاهل نظرية ثقافة الفقر هذه التوقعات‪ .‬ويفسر أصحاب نظرية موقف‬
‫الفقر فشل الفقراء في تنظيم األسرة في ضوء عوامل مثل التوافر الفعلي للخدمات‪ ،‬وعدم توافر المعرفة بها‪،‬‬
‫في حين يركز أشياع نظرية ثقافة الفقر على القيم التي تجعل الفقير يرفض استخدام وسائل تنظيم األسرة‪.‬‬

‫ويرى أصحاب نظرية موقف الفقر أن نجاح برامج تنظيم األسرة يتوقف على استراتيجية نشر الوسائل‪ ،‬مع‬
‫تغيير نظام الرعاية الصحية ليتسق مع خدمات تنظيم األسرة‪ ،‬هذا إلى جانب توفير المعرفة بوسائل تنظيم‬
‫األسرة‪ .‬ويركز أصحاب نظرية ثقافة الفقر على تقديم االستشارة للزوجين مع التأكيد على التربية الجنسية‪،‬‬
‫وإعادة صياغة القيم‪ ،‬وخلق الدوافع لدى الفقراء لممارسة تنظيم األسرة‪ .‬ويركز أصحاب نظرية موقف الفقر‬
‫على بناء شبكة من الخدمات والبرامج القادرة على تقديم الخدمات الحديثة لتنظيم األسرة إلى معظم الفقراء‪،‬‬
‫في حين يرى أصحاب نظرية ثقافة الفقر أن السلوك ال يتغير بسرعة‪ ،‬وأنه ينبغي البدء على مراحل‪.‬‬
‫ويضيف أصحاب نظرية موقف الفقر أن مسؤولية تنظيم األسرة تقع على عاتق المستشفيات والهيئات‬
‫الصحية األخرى‪ ،‬في حين يركز أصحاب نظرية ثقافة الفقر على دور مؤسسات الرعاية االجتماعية‬
‫والمدارس‪.‬‬

‫وإذا كان أصحاب نظرية ثقافة الفقر يرون أن أسلوب معيشة الفقراء يمثل عائقا ً أمام قبولهم لتنظيم األسرة‪،‬‬
‫فإن أصحاب نظرية موقف الفقر يركزون على معوقات مثل المعوقات المالية واإلدارية‪ ،‬بحيث يمكن القول‬
‫إن فشل الفقراء في تنظيم األسرة قد يرجع إلى أسلوب معيشة األطباء والممرضات أنفسهم‪ .‬وإذا كان‬
‫أصحاب نظرية ثقافة الفقر يركزون على االستثارة والتعليم‪ ،‬فإن أصحاب نظرية موقف الفقر يرون أن دور‬
‫هذه السبل في تغيير القيم الثقافية كان ضئيالً‪.‬‬
‫واتخذ غامري من نظرية ثقافة الفقر منطلقا ً نظريا ً في دراسته‪ .‬وقد انعكس ذلك على تحليله للسلوك اإلنجابي‬
‫بين فقراء الحضر في منطقة الكرانتينة باإلسكندرية‪ .‬إذ يربط ظاهرة الزواج المبكر بين الفقراء بظواهر‬
‫أخرى مثل‪ :‬انتشار األمية‪ ،‬وتسرب الذكور من مراحل التعليم‪ ،‬واتجاههم نحو العمل في مرحلة مبكرة من‬
‫العمر‪ ،‬وانخفاض مستوى الطموح عند الشباب؛ مما يجعله يعيش من أجل حاضره فقط‪ ،‬وال يخطط‬
‫للمستقبل‪ .‬كما أن اإلدراك المعرفي للمرأة الفقيرة نحو تفضيلها لزيادة عدد األبناء قد تشكل وفق العوامل‬
‫االجتماعية التي تشتمل عليها طبيعة الحياة االجتماعية داخل منطقة الكرانتينة التي تظهر في العالقات‬
‫االجتماعية داخل األسرة‪ ،‬وكذلك وجود نسق من القيم االجتماعية يسود العالقات األسرية التي تنظر إلى‬
‫األبناء على أنهم ضمان لمستقبل المرأة في حياتها الزواجية‪ .‬ولذلك ال تفكر المرأة في حجم األسرة المفضل‬
‫وخاصة عندما تسيطر على حياتها قوى خارجة عن إرادتها تجعلها تشعر بالتخاذل والعجز عن تغيير البيئة‬
‫والظروف المحيطة والتي تعمل دائما ً ضدها‪ ،‬ولذلك فهي ال تنظر إلى المستقبل وتعجز عن وضع خطط‬
‫ترشيدية إلنجابها‪ ،‬وترى أن موقفها اإلنجابي ما هو إال سلسلة من االستجابات الضرورية للظروف التي‬
‫تعيش فيها‪ .‬وعلى الرغم من ذلك تؤكد المرأة أنها ترغب في ترشيد الخصوبة‪ ،‬ولكنها تجهل األساليب‬
‫العلمية التي يمكن أن تستخدمها في تحقيق رغبتها‪ ،‬وإزاء ذلك تتجه نحو ممارسة العادات الشعبية في ترشيد‬
‫الخصوبة‪.)13( ‬‬

‫ومن هنا كان مدخل "ثقافة الفقر" ‪ Culture of poverty‬من أكثر األطر العلمية مالئمة لتحليل العالقة‬
‫بين السلوك اإلنجابي ومحددات هذه الثقافة التي تنقسم إلى أكثر من سبعين سمة مشتركة بين كل فقراء‬
‫العالم‪ ،‬وصنفها إلى أربع فئات هي(‪-:)14‬‬

‫(‪ )1‬العالقة بين الثقافة الفرعية (ثقافة الفقر) والمجتمع الكبير‪ :‬وتشمل هذه الفئة عالقة الفقراء بالمجتمع‪،‬‬
‫فالفقراء ال يشاركون مشاركة فعالة وكاملة في المجتمع األكبر‪ ،‬وذلك ألن من سماتهم العزلة والخوف‬
‫والشك والالمباالة‪ ،‬كما أنهم من الناحية االقتصادية ‪ -‬يتسمون بانخفاض أجورهم واستخدام األشياء‬
‫المستعملة‪.‬‬

‫(‪ )2‬طبيعة المجتمع المحلي لثقافة الفقر‪ :‬يتمسك المجتمع المحلي ببيئة فيزيقية متأخرة وإسكان غير مناسب‬
‫ومزدحم ونقص وتدهور الخدمات وعدم التنظيم‪.‬‬
‫(‪ )3‬طبيعة األسرة‪ :‬األسرة في ثقافة الفقر حاملة لجميع الصفات السيئة مثل هجر األزواج لألسرة‬
‫واالتحادات الزواجية والعنف وتمركز األسرة حول األم‪.‬‬

‫(‪ )4‬االتجاهات والقيم وبناء الشخصية‪ :‬األفراد الذين ينمون في ثقافة الفقر لديهم شعور بالقدرية واالتكالية‬
‫وعدم احترام الذات واإلحباط‪.‬‬

‫وأوضح "أوسكار لويس" أن الفقر ليس مجرد نقص وحرمان اقتصادي‪ ،‬وسوء تنظيم‪ ،‬وإنما هو طريقة في‬
‫الحياة لها مالمحها الخاصة‪ ،‬وتظهر ثقافة الفقر‪ ،‬وتنمو في مواقف وظروف التغير السريع‪ ،‬والتحضر‪،‬‬
‫والهزيمة في الحروب‪ ،‬وتتضمن ثقافة الفقر خليطا ً من العوامل االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والسياسية‪،‬‬
‫والنفسية(‪ .)15‬وربما يميل بعض أنصار نظرية الفرص الجنائية إلى اإلشارة بأن مسألة الحرمان‬
‫االقتصادي لها تأثيراتها القوية كدافع الرتكاب الجريمة‪ ،‬فهذا الحرمان يدفع الفقراء إلى شعورهم بالمهانة من‬
‫قبل المجتمع مما يكون حافزاً لديهم الرتكاب الجريمة كإجراء انتقامي (‪.)16‬‬

‫وتتضمن هذه الثقافة سمات أخرى‪ :‬حدوثا ً عاليا ً للحرمان األمومي‪ ،‬العدوانية‪ ،‬والبنية الذاتية الضعيفة‪،‬‬
‫اضطرابا ً في الهوية الجنسية‪ ،‬ضعفا ً في ضبط النزوات‪ ،‬توجها ً قويا ً إلى اللحظة الحاضرة‪ ،‬مع قدرة ضعيفة‬
‫نسبيا ً على التخطيط للمستقبل‪ ،‬وانتشاراً واسعا ً لإليمان بتفوق الرجل‪ ،‬وقدرة عالية على احتمال األمراض‬
‫النفسية من كل األنواع‪ ،‬إن أناس ثقافة الفقر هم محدودو التفكير واالهتمام بالتوجه‪ ،‬يعرفون مشاكلهم‬
‫الخاصة فقط‪ ،‬ظروفهم المحلية الخاصة بهم‪ ،‬جيرتهم‪ ،‬طريقتهم الخاصة بالحياة‪ ،‬وعادة ليس لديهم المعرفة‬
‫واإلدراك‪ ،‬واأليديولوجية لرؤية أوجه الشبه بين مشاكلهم ومشاكل نظرائهم في أماكن أخرى من العالم‪،‬‬
‫وليس عندهم إدراك طبقي على الرغم من أنهم حساسون جداً لفوارق المكانة (‪.)17‬‬

‫‪ -3‬التفسير اإليكولوجي‪:‬‬

‫اإليكولوجيا مفهوم واسع‪ ،‬ويقبل االنقسام إلى معاني فرعية متعددة ومتباينة‪ .‬ويقتصر التحليل هنا على‬
‫اإليكولوجية البشرية ومن بين أقسامها إليكولوجية الحضرية التي تبحث في عالقة سكان المدن بالوسط الذي‬
‫يعيشون فيه والتأثير المتبادل بين هذا الوسط ومشكالت المجتمع المحلي‪ .‬وتنسب نظرية اإليكولوجيا‬
‫الحضرية ‪ Urban Ecology‬ابتداء إلى كليفورد شو )‪ Clifford show (1929‬وكالفن شميد ‪Calvin‬‬
‫)‪ ،Schmid (1937‬ثم ماكاي (‪ ،)1942‬وأرنست برجس ‪ Ernst‬وروبرت بارك ‪Robert park‬‬
‫ولويس ممفورد وغيرهم‪ Burgess .‬وترتكز اإليكولوجيا الحضرية إلى األبعاد والحدود اآلتية(‪-:)18‬‬

‫‪ -1‬أن الوسط الحضري ممثالً في انقسام المدينة إلى أحياء وجيوب متعددة ومختلفة المستويات االجتماعية‬
‫االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى التمايز العمراني‪ ،‬ينعكس على سلوك السكان‪ ،‬ويؤثر في نوعية المشكالت التي‬
‫تواجههم‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هناك مناطق حضرية تشكل ضغوطا ً على السكان‪ ،‬وتتميز بخصائص فيزيقية وطبوغرافية وسكانية‪،‬‬
‫وأخالقية وثقافية متدنية يطلق عليها األحياء المتصدعة ‪ Slums‬وأحياء وضع اليد واألكواخ ‪Squatter‬‬
‫‪ areas‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬تزداد في هذه األحياء نسبة الجرائم‪ ،‬وكل أنماط السلوك المنحرف والجانح‪ ،‬بما في ذلك "بؤر اإلجرام"‬
‫‪ Rookeries‬ومناطق توطن الجريمة والجناح ‪ ،Delinquency areas‬كما تنتشر بها عصابات‬
‫النواصي ‪ Street corner Gangs‬وزمر وجماعات السكر والعصيان والتمرد ‪Rebellion‬‬
‫‪ .Groups‬ويسميها البعض بمناطق تفريخ الجريمة‪.‬‬

‫‪ -4‬تعتبر ظاهرة تفكك التنظيم االجتماعي ‪ Disorganization‬أحد المظاهر الشائعة والمشتركة بين معظم‬
‫فئات السكان‪ ،‬ولهذه الظاهرة مكونات مادية واجتماعية وثقافية واقتصادية تساعد على تكرار وتواتر أنماط‬
‫من السلوك المعوق والسلبي وتفسر هذه المظاهر‪ ،‬في رأي كل من وليم توماس ‪William Thomas‬‬
‫وفلوريان زنانيكي ‪ Znaniecki. F‬تكرار السلوك الجانح وأنماط معينة من التشرد بين أسر بعينها‪ ،‬تسكن‬
‫المنازل الضيقة المتداعية‪.‬‬

‫‪ -5‬تعتبر األسرة أكثر الجماعات األولية النمطية في المناطق المذكورة تأثراً‪ ،‬بكل من السمات الفيزيقية‬
‫للحي والموقع السكني ‪ Housing location‬والخصائص المورفولوجية واالجتماعية والثقافية للسكان‪.‬‬
‫ولذلك فإن التصدع األسري ‪ -‬وتلك ظاهرة شائعة في هذه المناطق ‪ -‬بمعناه المادي واالجتماعي انعكاس شبه‬
‫مباشر لهذه الخصائص والمكونات‪.‬‬
‫‪ -6‬يكثر تعرض األطفال في المناطق الحضرية الفقيرة للتشرد بسبب الضغوط المتعددة داخل األسرة‬
‫وخارجها‪ .‬ومن بين هذه الضغوط ضيق المسكن‪ ،‬وعدم توافر الشروط الدنيا للعيش فيه‪ ،‬وتداعي المرافق‬
‫والخدمات األساسية‪.‬‬

‫وتفرض المتغيرات اإليكولوجية الحضرية على األسرة قيوداً أمام التعبير عن الحاجات األساسية المقبولة‬
‫والمتواضعة‪ .‬غير أن عوامل الصد والتحيز في صناعة القرارات الخاصة بتحسين الموقع وظروف العيش‬
‫تؤثر بعمق في التوجيه األسري للصغار‪ .‬وقد توالت عشرات البحوث التي اختصت بمظاهر التفكك‬
‫األسري‪ ،‬الناتج عن الضغوط المحلية الخارجية في الحي والمدينة‪ .‬وعلى سبيل المثال بحث جيرالد ستلز‬
‫‪ Gerald Suttles‬منذ عام ‪1970‬م في مؤلف له عن "النظام االجتماعي في األحياء الفقيرة" تأثير األبعاد‬
‫الجغرافية والثقافية على معتقدات ومعايير وقيم األسرة‪ ،‬وانتهى إلى أن السلوك الجانح في هذه المناطق على‬
‫عالقة وثيقة بتقدير األبوين واألسرة ككل لوجودها ومكانتها المتدنية‪ ،‬وعجزها عن تغيير شروط العيش‪( ‬‬
‫‪.)19‬‬

‫هذا‪ ،‬وتصلح هذه النظرية لتفسير السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‪ .‬وكذلك تفيد في تفسير العالقة بين‬
‫الهجرة من الريف إلى المدن‪ ،‬والسكني في المناطق الحضرية المتصدعة وما يترتب عليها من مشكالت‪.‬‬

‫‪ -4‬التفسير االجتماعي‪:‬‬

‫تتنوع التفسيرات النظرية للسلوك اإلنجابي‪ ،‬فمنها ما يهتم بالهجرة الداخلية والطبقة االجتماعية‪ ،‬ومنها ما‬
‫ركز على المهنة ومحل اإلقامة ومستوى التعليم والقيم واالتجاهات وغيرها‪ ،‬وما ينطبق إلى حد ما على‬
‫تفسير السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية يمكن إيجازه فيما يأتي‪:‬‬

‫ويعد عالم السكان إيزنستادت )‪ esenstadt(20‬من أبرز من اهتموا بالسلوك اإلنجابي للمهاجرين الوافدين‬
‫إلى المدن الحضارية وخاصة على أطرافها‪ ،‬وتحدث عن تباين نمط الحياة داخل المدن‪ ،‬وعالقة ذلك بتكيف‬
‫المهاجرين وذويهم سواء في تفضيل الزواج المبكر واإلنجاب المتكرر تمسكا ً بما نشأوا عليه من قيم وعادات‬
‫يصعب التخلي عنها في األماكن التي تمت الهجرة إليها بسهولة‪ ،‬مما يزيد الكثافة السكانية العالية بهذه‬
‫المناطق وتتمدد عشوائياً‪ ،‬وهو ما ينطبق تماما ً على مجتمع البحث‪ ،‬الذي جذب أعداداً كبيرة من المهاجرين‬
‫الذين يحملون قيما ً وسلوكيات مؤيدة ومحفزة للزواج المبكر والسلوك اإلنجابي غير الرشيد‪ ،‬وذلك في ظل‬
‫ارتفاع القيمة االقتصادية لألطفال وخاصة للذكور‪.‬‬

‫كما أشار أرسين ديمون في نظريته عن االرتقاء االجتماعي ‪ social capillarity‬إلى تناسب الخصوبة‬
‫تناسبا ً عكسيا ً مع االرتقاء االجتماعي‪ ،‬فتقدم الفرد وقوة شخصيته ومقدار ترفه تتناسب تناسبا ً طرديا ً مع‬
‫االرتقاء االجتماعي‪ ،‬وهو يفسر انتقال الفرد أو األسرة من طبقة ألخرى‪ ،‬ومن مكان إلى أخر‪ ،‬وإن فقراء‬
‫المناطق الحضرية ال يمتلكون أصوالً رأسمالية‪ ،‬وال عمل يساعدهم على االرتقاء االجتماعي‪ ،‬ومن ثم‬
‫يستمرون في اإلنجاب لالعتماد عليهم عند العجز والمرض والشيخوخة‪ ،‬ومن ثم ينعكس ذلك على عشوائية‬
‫سلوكهم اإلنجابي على حياتهم بصفة عامة‪.‬‬

‫في حين أشار كنجزلي ديفز إلى المتغيرات الوسيطة للسلوك اإلنجابي ونظريته عن التوازن االجتماعي‬
‫‪ social equilibrium‬ودور النسق القيمي والثقافة التقليدية للفقراء‪ ،‬وكيف يسعون للتكيف مع أوضاعهم‬
‫السكنية واالجتماعية من خالل بعض المتغيرات الوسيطة‪ ،‬وهو ما ال يتفق مع فقراء المناطق العشوائية‬
‫الذين يميلون للزواج المبكر بأقل التكاليف من أجل المنفعة االقتصادية للزوجات واألبناء فيما بعد‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى نفى كارل ماركس وبعض أتباعه من الماركسيين الجدد فكرة التوازن االجتماعي ويرفضون حقيقة‬
‫أن هناك مشكلة أو فائضا ً سكانياً‪ ،‬وإن السلوك اإلنجابي لألفراد قائم وممتد على العالقة بين ظروف الحياة‬
‫المادية وأنماط الفكر المسيطر على األفراد‪ ،‬فالتفاعل الجدلي بين البناء االقتصادي والبناء الفوقي المعياري‬
‫للمجتمع يؤدي إلى تعدد مراحل التطور‪ ،‬ويرجع إلى تزايد بناء األدوار‪ ،‬وتراكم الملكية الخاصة لتزايد‬
‫السكان وحاجاتهم االقتصادية‪ ،‬فالفقر وضعف الدخول لدى الفقراء يدفعهم نحو اإلنجاب في محاولة منهم‬
‫إلضافة دخول جديدة ومحاوالت تغيير الوضع القائم‪ ،‬ويرجع ماركس الفقر باعتباره مرتبطا ً بمشكلة تزايد‬
‫السكان إلى النظام االقتصادي الرأسمالي الذي يعجز عن تشغيل األفراد‪.‬‬

‫كما أجمع عدد كبير من العلماء والباحثين على دور التنشئة االجتماعية والضبط االجتماعي في ترشيد‬
‫السلوك اإلنجابي من عدمه‪ ،‬حيث تلعب ميكانيزمات الضبط االجتماعي دوراً في االمتثال للقيم والعادات‬
‫السائدة والمسيطرة على األفراد‪ ،‬فوسائل التنشئة والضبط االجتماعي في المناطق الفقيرة التي يأوي إليها‬
‫المهاجرون الريفيون وغيرهم تتحقق لها الفاعلية والقوة بفضل ارتكازها على معايير يقرها المجتمع‪ ،‬وبذلك‬
‫تعمل على تحقيق التوازن المطلوب‪ ،‬فالزواج المبكر كأحد محددات السلوك اإلنجابي وما يترتب عليه من‬
‫حمل وإنجاب مبكر ومتكرر يوجهه ويدعمه بعض القيم واالتجاهات والسلوكيات التي يقرها فرد ما أو أسرة‬
‫أو مجتمع ما‪ ،‬وقد يرفضها أخرون‪ ،‬وتتحكم في ذلك وسائل التنشئة االجتماعية والضبط االجتماعي‪ .‬وكما‬
‫يقول تالكوت بارسونز بقدر فاعلية عمليات التنشئة والضبط االجتماعي بقدر ما يحترم الفرد واألسرة تراث‬
‫وسلوكيات مجتمعة‪ ،‬ويمتثل لها حتى ال يصبح مغتربا ً في مجتمعه‪ ،‬وقد أكدت ذلك دراسة مانجو‬
‫)‪ mango(21‬على تأثير (عمليات التنشئة والضبط االجتماعي على السلوك اإلنجابي في بعض األحياء‬
‫الفقيرة في منطقة شيباس بالمكسيك (‪.)22‬‬

‫ويفسر عالم السكان الفرنسي (ألفريد سوفي ‪ )Alfred sauvy‬في كتابه النظرية العامة في السكان‪ :‬السلوك‬
‫اإلنجابي ومدى تأثره باإليديولوجيا السائدة في المجتمع‪ ،‬حيث يذهب إلى أن السلوك يتأثر بالقيم والمعتقدات‬
‫ونمط اإلنتاج السائد في المجتمع‪ ،‬فإذا كان نمط اإلنتاج السائد في المجتمع يتجه في عملياته وأساليبه إلى ما‬
‫يحقق صالح الفئات والطبقات الفقيرة فإن السلوك اإلنجابي في هذه اللحظة يساعد المجتمع في تحقيق أهدافه(‬
‫‪ )23‬وبإمعان النظر في واقع السلوك اإلنجابي لدى فقراء الحضر ساكني المناطق العشوائية نجدهم‬
‫يمارسون سلوكهم اإلنجابي متأثرين بما يحملون ويتوارثون من قيم ومعتقدات اجتماعية واقتصادية وأمنية‬
‫محفزة لسلوكياتهم نحو تفضيل الزواج المبكر‪ ،‬وتشجيع اإلنجاب المبكر والمتكرر دون االقتناع بممارسة‬
‫تنظيم األسرة خاصة أن نمط اإلنتاج لدى هؤالء يدعم زيادة حجم األسرة‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق يمكن استخالص أن البيئة االجتماعية التي يعيش فيها اإلنسان تشكل دوافع وموجهات‬
‫سلوكه بصفة عامة وسلوكه اإلنجابي بصفة خاصة‪ ،‬وأنه يصعب تحديد سبب واحد مباشر للسلوك اإلنجابي‪،‬‬
‫وإنما تتضافر وراء هذا السلوك الشخصي مجموعة من المحددات والموجهات المنبثقة من الواقع‬
‫واالحتياجات الفعلية للسكان في المناطق العشوائية وغيرها‪ ،‬وكما يجمع بعض علماء االجتماع والسكان‬
‫على أن الجماعات الحضرية الفقيرة ذات الدخل والتعليم المنخفض والمسكن المتدني واألعمال الهامشية‪،‬‬
‫والحرفيين واألجراء يسود بينهم إنجاب متزايد وأغلبهم من أصل قروي هاجر للمدن(‪ )24‬وهو ما ينطبق‬
‫على واقع المناطق العشوائية والفئات السكانية بمجتمع البحث‪.‬‬
‫سابعا ً ‪ -‬مفاهيم البحث‪:‬‬
‫تتعدد المفاهيم المستخدمة في البحث‪ ،‬ولعل أهمها السلوك اإلنجابي ‪,Reproductive behavior‬‬
‫وعناصره ومحدداته ومفهوم المناطق العشوائية‪ ،‬وأنماطها السائدة في مجتمع البحث‪ ،‬والقيم‪ ،‬ويمكن إيجازها‬
‫فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬المقصود بالسلوك اإلنجابي ‪:Reproductive Behaviour‬‬

‫يجمع الكثيرون من العلماء والباحثين أمثال رونالد فريدمان وبرتا فريدمان وكريستوقر ولسون ومصطفى‬
‫خلف ويسرى رسالن وعلي جلبي وغيرهم على أن السلوك اإلنجابي هو كل ما يتعلق بالسن عند الزواج‪،‬‬
‫وإنجاب األبناء‪ ،‬والفترة بين المواليد‪ ،‬وعددهم ونوعيتهم‪ ،‬وحجم األسرة‪ ،‬وعدد مرات الزواج‪ ،‬وتنظيم‬
‫األسرة‪.)25( ‬‬

‫والتعريف اإلجرائي للسلوك اإلنجابي في البحث الراهن هو‪" :‬العمليات الفعلية لإلنجاب‪ ،‬وتشمل تفضيل‬
‫السن عند الزواج األول‪ ،‬وعدد مرات وفترات الحمل واإلنجاب‪ ،‬وفترات المباعدة بين كل مولود وأخر‪،‬‬
‫وممارسة الرضاعة الطبيعة‪ ،‬واستخدام وسائل تنظيم األسرة‪ ،‬وحجم األسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬المقصود بالمناطق العشوائية‪:‬‬

‫يكتنف تعريف العشوائيات أو المناطق العشوائية أو السكن العشوائي مشكالت ومعان متعددة اصطالحية‬
‫وقانونية وعمرانية‪ ،‬ومن أبرز الصعوبات والمشكالت اختالف المسميات والتعريفات من مجتمع آلخر‪،‬‬
‫ومن دوله ألخرى‪.‬‬

‫وقد حدد المؤتمر األول لإلسكان العشوائي الذي انعقد سنه ‪ 1994‬أربع صور أساسية للمناطق العشوائية‬
‫هي(‪:)26‬‬

‫‪ -1‬مباني ومنشآت اإلسكان التي تتم بدون ترخيص‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلسكان الذي يتم على أرض غير مخصصة للبناء‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلسكان الذي يتم على أرض مغتصبة أو غير مملوكة لحائزيها‪.‬‬

‫‪ -4‬المباني الواقعة خارج حدود المدينة‪.‬‬

‫وتتصف األحياء العشوائية ‪ -‬أيا ً كان نمطها ‪ -‬سواء أكانت من نوع المساكن القديمة المتداعية ‪ ،Slum‬أم‬
‫مناطق وضع اليد ‪ squatter settlements‬أم التعاريش واألكواخ أم غيرها بارتفاع حجم األسرة‬
‫والكثافة السكانية وغيرها من محددات السلوك اإلنجابي ابتداء باالختيار الزواجي والفحص عند الزواج‪،‬‬
‫والسن األول عند الزواج‪ ،‬مدة الزواج ومراته‪ ،‬ومدى التوافق الزواجي‪ ،‬ثم السن عند الحمل واإلنجاب األول‬
‫والمتابعة الصحية أثناء الحمل وعند الوالدة وبعدها‪ ،‬ثم مدة الرضاعة الطبيعية‪ ،‬ومدى استخدام وسائل تنظيم‬
‫األسرة‪ ،‬والفترة المناسبة والفعلية للمباعدة بين المواليد‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫ويتضمن التعريف اإلجرائي للمناطق العشوائية كل ما تم إنشاؤه بالجهود الذاتية‪ ،‬كالمباني من دور أو أكثر‬
‫أو عشش في غيبة من القانون‪ ،‬ولم يتم تخطيطها عمرانياً‪ ،‬فهي مناطق أقيمت على أراض غير مخصصة‬
‫للبناء‪ ،‬كما وردت في المخططات العامة للمدن‪ ،‬وربما تكون حالة المباني جيدة‪ ،‬ولكن يمكن أن تكون غير‬
‫أمنة بيئيا ً أو اجتماعياً‪ ،‬وتفتقد الخدمات والمرافق األساسية‪ .‬فالمناطق العشوائية هي كل أنماط وسمات السكن‬
‫العشوائي السابقة والقائمة بمجتمع البحث والموزعة على األحياء األربعة بمدينة السويس‪.‬‬

‫‪ -3‬تعريف القيم‪:The Value :‬‬

‫يعرف شوارتز سنة ‪ 1992‬القيم على أنها بمثابة مبادئ إرشادية عامة سواء في حياة األفراد أو الجماعات‬
‫أو المجتمعات‪ ،‬وتستمد أهميتها من خالل تقديمها عدة فوائد لألفراد‪ ،‬منها األنماط المرغوبة من السلوك‪،‬‬
‫وتوجيهات االختيار بين البدائل السلوكية‪ ،‬واألساليب المختلفة لتقييم السلوكيات البشرية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫"تعريفات كال من دون مارتندال" في كتابه عن النظرية االجتماعية ومشكلة القيم ‪ 1974‬وتأكيده على أن‬
‫القيم تمثل القوى الحقيقية التي تشكل االتجاهات‪ ،‬وتعمل تبريرات للسلوك‪ ،‬وكذلك تعريف ميشيل دونكان ‪M‬‬
‫‪ Dunkan‬على أنها حقائق ثابتة في البناء االجتماعي‪ ،‬ومكتسبه ومشتركة‪ ،‬ولها عدة خصائص تلقائية من‬
‫صنع المجتمع‪ ،‬فردية وجماعية‪ ،‬وموضوعية ومترابطة‪ ،‬ومنتشرة‪ ،‬وذات إلزام جمعي‪ ،‬وتعريف كل من‬
‫عبد الهادي الجوهري‪ ،‬وأحمد زايد‪ ،‬وعلي ليلة‪ ،‬وغيرهم حول هذا المعنى (‪.)27‬‬

‫ويحدد الباحث التعريف اإلجرائي للقيم في الدراسة الراهنة بأنها مجموعة التفضيالت والموجهات الفعلية‬
‫للسلوك اإلنجابي التي تتمثل في السعي نحو الزواج المبكر‪ ،‬واإلنجاب المبكر والمتكرر‪ ،‬وتفضيل الذكور‪،‬‬
‫والقيمة والمنفعة االقتصادية لالطفال‪.‬‬

‫‪ -4‬العادات والتقاليد‪Traditions and Customs :‬‬

‫يقصد بالعادات ‪ Customs‬والتقاليد ‪ Traditions‬في البحث الراهن الممارسات الشائعة في مختلف‬


‫جوانب دورة حياة األسرة والخاصة بالسلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية موضوع البحث‪.‬‬

‫الموروثات الثقافية‪:‬‬

‫هي كل القيم والمعتقدات واألفكار والعادات واألفكار والعادات واألعراف المنقولة من السلف إلى الخلف‬
‫عن طريق التوارث االجتماعي والثقافي والمرتبطة بالسلوك اإلنجابي‪.‬‬

‫هوامش الفصل األول‬


‫(‪ )1‬جليلة القاضي‪ ،‬التحضر العشوائي ‪-‬ترجمة منحة البطراي‪ ،‬المركز القومي للترجمة ودار العين للنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪2009 ،‬م‪ ،‬ص ص ‪.19 -18‬‬

‫(‪ )2‬برنامج األمم المتحدة‪ ،‬المستوطنات البشرية (الموئل) تقدير حالة مدن العالم‪2009 ،2008 ،‬م‪.‬‬

‫(‪ )3‬علي الصاوي‪ ،‬قضايا التنمية‪ ،‬العشوائيات ونماذج التنمية‪ ،‬مركز دراسات بحوث الدول النامية‪ ،‬كلية‬
‫االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ )4‬ميشيل فؤاد‪ ،‬النمو العشوائي للمجتمعات السكنية في مصر‪ ،‬ندوة النمو العشوائي وأساليب معالجته‪،‬‬
‫جمعية المهندسين المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ص ‪.6 - 3‬‬

‫(‪ )5‬ليلى محمود نوار وآخرون‪ ،‬العشوائيات داخل محافظات جمهورية مصر العربية –دراسة تحليلية‬
‫للوضع القائم واألساليب المختلفة للتعامل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مجلس الوزراء‪ ،‬مركز المعلومات واتخاذ القرار‪،‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ص‪.177 ‬‬

‫(‪ )6‬الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء والمجلس القومي للسكان ‪ -‬السكان والمقومات االقتصادية‬
‫واالجتماعية بمحافظة السويس ‪ ،2008 ،2004‬ص‪.177 ،‬‬

‫(‪ )7‬انظر‪:-‬‬

‫‪ -‬محافظة السويس الهيئة العامة لالستعالمات‪،‬‬

‫‪ -‬ليلى محمود نوار وآخرون‪ ،‬العشوائيات داخل محافظات جمهورية مصر العربية – دراسة تحليلية للوضع‬
‫القائم واألساليب المختلفة للتعامل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مجلس الوزراء‪ ،‬مركز المعلومات واتخاذ القرار‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.88 ،‬‬

‫(‪ )8‬المرجع السابق ‪.‬ص‪.16 ،‬‬

‫(‪ )9‬مصطفى خلف عبدالجواد‪ ،‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2009 ،‬م‪،‬‬
‫ص ص ‪.77 - 76‬‬

‫(‪ )10‬على عبدالرازق جلبي‪ ،‬علم اجتماع السكان ‪ -‬دار المعرفة الجامعية ‪ -‬اإلسكندرية‪،1993 ،‬‬
‫ص‪ ‬ص‪.96 -95 ‬‬
‫(‪ )11‬ليلى كفافي ‪ -‬علم اجتماع السكان‪ :‬الموضوع والنظرية والمنهج ‪ -‬في (مصطفى خلف عبدالجواد‪ -‬علم‬
‫اجتماع السكان ‪ -‬مرجع سابق) ص ص ‪.42-41‬‬

‫(‪ )12‬انظر‪-:‬‬

‫‪ -‬عزة على كريم‪ ،‬األوضاع االقتصادية واالجتماعية لألسرة في التجمعات العشوائية – في مؤتمر‬
‫العشوائيات بالمركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية مايو ‪ ،2011‬ص ص ‪.12-11‬‬

‫(‪ )13‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫(‪ )14‬ضحى المغازي‪ ،‬سكان المناطق العشوائية بين ثقافة الفقر واستراتيجيات البقاء – دراسة‬
‫أنثروبولوجية‪ ،‬مجلد المجتمع المصري في ظل متغيرات النظام العالمي‪ ،‬الندوة السنوية األولى آلداب‬
‫القاهرة‪ ،‬المطبعة التجارية الحديثة‪ ،‬القاهرة‪1995 ،‬م‪ ،‬ص‪.419-418 ،‬‬

‫(‪ )15‬علية حسين‪ ،‬الفقر واإلعاقة‪ ،‬منظور أنثروبولوجي‪ ،‬مجلد الفقر في مصر‪ ،‬تحرير‪ :‬محمود الكردي‪،‬‬
‫مطبعة جامعة القاهرة‪ ،1999 ،‬ص‪.343 ،‬‬

‫(‪Hannon Lance, Criminal Opportunity Theory and the Relationship )16‬‬


‫‪Between Poverty and Property Crime, Sociological Spectrum, Vol. 22,‬‬
‫)‪.2002, PP (363-381‬‬

‫(‪ )17‬روبيرتس تيمونز وآخر‪ ،‬من الحداثة إلى العولمة ‪ -‬رؤى ووجهات نظر في قضية التطور والتغيير‬
‫االجتماعي‪ ،‬ترجمة‪ :‬سمر الشيشكلى‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬ع ‪ ،309‬الكويت‪ ،‬نوفمبر ‪.2004‬‬

‫(‪ )18‬حسين أنور جمعة‪ ،‬االتجاهات النظرية في تفسير مشكلة أطفال الشوارع ومحمد عبد المعبود‬
‫وآخرون‪ :‬أثر التفكك األسري في تضخم مشكلة أطفال الشوارع من الذكور‪ ،‬دراسة ميدانية مقارنة لواقع‬
‫المشكلة في مدينتي السويس وبورسعيد‪ ،‬دار التيسير‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.108 ،‬‬
‫(‪ )19‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 ،‬‬

‫(‪ )20‬أحمد النكالوي‪ :‬السكان والمجتمع‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.110 -109‬‬

‫(‪Adriana M Á Mango - The New Emerging Adull in Chiaps Mexico: )21‬‬


‫‪Perception of traditional Values and Value Change Among First- generation‬‬
‫‪.Maya University of Adolescent Research Vol 27 (6) - 2012 – PP 663:713‬‬

‫(‪ )22‬أحمد النكالوي‪ :‬السكان والمجتمع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136 -135‬‬

‫(‪Anna C Á Addio and Macro D Á ercole:- Trends and determinants of )23‬‬


‫‪fertility Rats in OECD Countries: The Role of Policies 2005 - PP 31:32 Á‬‬

‫(‪ )24‬عبد المعبود محمد عبد الرسول‪ ،‬تغير القيم والسلوك اإلنجابي‪ ،‬دراسة تتبعية بقرية مصرية‪ ،‬بحث‬
‫منشور في الندوة السنوية لقسم علم االجتماع‪ ،‬المجتمع المصري إلى أين؟‪ ،‬كلية اآلداب جامعة المنيا‪ ،‬ص‪،‬‬
‫أبريل‪.14 ،2011 ‬‬

‫(‪ )25‬عزة كريم‪ ،‬أطفال العشوائيات بين قسوة التهميش وعنف الجريمة‪ ،‬بحث مقدم في‪ :‬ندوة االتجاهات‬
‫الحديثة في وقاية األطفال من االنحراف‪ ،‬وزارة الداخلية (أكاديمية مبارك لألمن) مركز بحوث الشرطة‬
‫القاهرة‪ 2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.4 ،‬‬

‫(‪ )26‬انظر‪:‬‬

‫‪ -‬ليلى محمود نوار وآخرون‪ :‬العشوائيات داخل محافظات جمهورية مصر العربية –مرجع سابق‪ ،‬ص‪،‬‬
‫‪.13‬‬
‫‪ -‬ممدوح الولي‪ ،‬سكان العشش والعشوائيات‪ ،‬الخريطة اإلسكانية للمحافظات‪ ،‬مطابع روزا ليوسف الجديدة‪،‬‬
‫القاهرة‪1993 ،‬ص ص ‪.276-274‬‬

‫(‪ )27‬عبد المعبود محمد عبد الرسول‪ :‬تغير القيم والسلوك اإلنجابي‪ ،‬دراسة تتبعية بقرية مصرية‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.15 ،‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الخصائص المشتركة لسكان العشوائيات ومدى اتصالها بواقع السلوك اإلنجابي‬
‫(‪ )1‬فيما يتصل بالمتغيرات الديموجرافية‬
‫(‪ )2‬التعدي ووضع اليد‬
‫(‪ )3‬التعلق بالمتع سريعة الزوال واإلشباع الحسي المباشر‬
‫(‪ )4‬االختراق االجتماعي‬
‫(‪ )5‬االنسياق والعفوية‬
‫(‪ )6‬االرتباط الشديد بالموقع وضعف الميل للتحول عنه‬
‫(‪ )7‬اختالل نسق الضبط االجتماعي‬
‫‪ )8( ‬فقدان الخصوصية األسرية‬
‫‪ )9( ‬انخفاض مستوى التعليم وارتفاع نسبة األمية‬
‫‪ )10( ‬تردي وضع األنثى والمرأة بخاصة‬
‫‪ )11( ‬زيادة حدة التفكك األسري‬

‫الفصل الثاني‬
‫الخصائص المشتركة لسكان العشوائيات ومدى اتصالها بواقع السلوك اإلنجابي‬
‫يعبر السلوك اإلنجابي عن رؤى األفراد والجماعات حيال كثير من المحددات التي تشكل موقف األسرة‬
‫حيال المسائل المتعلقة بالحمل‪ ،‬والوضع‪ ،‬والرضاعة‪ ،‬والفطام‪ ،‬ورعاية األطفال‪ ،‬وقضايا تنظيم النسل‪،‬‬
‫والتخطيط للحياة األسرية‪ ،‬وغيرها‪ .‬وتدل نتائج البحوث الميدانية على أن سكان المناطق العشوائية يتميزون‬
‫بخصائص ديموجرافية وثقافية واجتماعية لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بمحددات وعناصر السلوك‬
‫اإلنجابي‪ .‬ويمكن إثبات ذلك على النحو اآلتي‪:‬‬

‫(‪ )1‬فيما يتصل بالمتغيرات الديموجرافية‪:‬‬

‫تدل الوقائع الميدانية على أن نمط األسرة الشائع هو نمط األسرة الصغيرة "النووية" المعروف اصطالحيا ً‬
‫باسم األسرة الزواجية‪ ،‬فقد أسفرت نتائج المسح االجتماعي "لمنطقة الحوتية" بمحافظة الجيزة أن نسبة‬
‫األسر ذات الشكل النووي المكون من المبحوث وزوجته وأوالده تبلغ ‪ %81.2‬من إجمالي أفراد العينة‪.‬‬
‫وفى دراسة أخرى عن الطفل بالمناطق العشوائية بالشرابية (‪1998‬م) تأكد نفس الميل اإلحصائي‪ ،‬حيث‬
‫يعيش أطفال التجمعات العشوائية في أسر نووية متكاملة مكونة من األب واألم واإلخوة بنسبة تتراوح ما بين‬
‫‪ %90 ،73.3‬ويتكرر الحال في عزب الهجانة‪ ،‬وعدد من الجيوب المتخلفة عمرانيا ً في منطقة السالم‪،‬‬
‫ويقل من ثم انتشار أنماط األسر الممتدة والمركبة‪ .‬ويكاد يكون هذا هو النموذج العام‪ .‬ويرجع ذلك إلى‬
‫ضغوط الحياة االقتصادية واالجتماعية التي تحد من تعدد الزوجات‪ ،‬كما أن ضيق المسكن ودرجة التزاحم‬
‫تجعل من التجمعات األسرية المختلطة استثناء‪ .‬ولذلك فإن نسبة وجود زوجة االبن أو زوج االبنة‬
‫تقل‪ ‬عن‪.%0.7 ‬‬

‫ويقترن هذا النمط لألسرة بمتغير ديمجرافي أخر‪ ،‬وهو حجم األسرة الذي يعد مؤشراً داالً في تجسيد طبيعة‬
‫الحياة الصعبة وزيادة الكثافة السكانية داخل الحجرات وفراغات المسكن ككل‪ .‬ففي المسح االجتماعي لمنطقة‬
‫الحوتية العشوائية بلغ متوسط حجم األسرة ‪ 5‬نسمة ‪/‬أسرة‪ .‬وهو يتجاوز بكثير المتوسط العام لحجم األسرة‬
‫في معظم المدن‪ .‬والذي يتراوح ما بين ‪ 3.94 ،3.76‬نسمة ‪/‬أسرة‪ .‬في معظم محافظات مصر‪ ،‬كما يزيد‬
‫عن المتوسط العام لجمهورية مصر العربية والبالغ ‪ 4.6‬نسمة ‪/‬أسرة‪ .‬وتشتد الكثافة بالمناطق العشوائية إذا‬
‫علمنا أن أعلى نسبة لألسر هي التي تتكون من خمسة أفراد‪ .‬وتعتبر زيادة حجم األسر من السمات التي‬
‫تتصل بالفقر وانخفاض المستوى االجتماعي االقتصادي في أغلب الدراسات‪ .‬وتنعكس هذه الزيادة على‬
‫األطفال بخاصة‪ ،‬وتفضي إلى نتائج سلبية تتصل باألمية والتسرب الدراسي‪ ،‬فضال عن تدني معدالت التغذية‬
‫والتعرض لألمراض‪ .‬هذا‪ ،‬باإلضافة إلى تداعي أوجه الرعاية االجتماعية بكل صورها(‪.)1‬‬

‫وتأتي معدالت التزاحم التي تعني ما يخص الحجرة الواحدة من عدد األفراد الذين يشغلونها لتضيف خطراً‬
‫أخر يتصل بالشروط الحياتية اليومية التي تجعل من ضيق المكان عامالً طارداً لألطفال معظم ساعات‬
‫النهار‪ ،‬وجزءاً من الليل؛ ليبقى المسكن مجرد مأوى يهرع إليه أفراد األسرة لعدة ساعات‪ .‬وقد بلغت‬
‫معدالت التزاحم في منشأة ناصر ‪ 2.1‬فرد‪ /‬للحجرة‪ 4.4 ،‬فرد‪/‬لألسرة‪ .‬وال تختلف معدالت التزاحم في‬
‫أحواش المقابر عن ذلك؛ حيث تتراوح ما بين ‪ 2.8 -2‬فرد‪/‬للحجرة‪ ،‬كذلك تبلغ معدالت التزاحم في منطقة‬
‫الحوتية ‪ 3.1‬نسمة للحجرة‪ ،‬بينما بلغت معدالت التزاحم على المستوى القومي لجمهورية مصر العربية‬
‫‪ 1.3‬نسمة ‪/‬حجرة‪ .‬وينتج عن ارتفاع معدل التزاحم نتائج أخالقية ومشكالت سلوكية متعددة‪ .‬وترتفع‬
‫معدالت الخصوبة في معظم المناطق العشوائية؛ ففي دراسة لمنطقة المنيرة الغربية اتضح أن ‪ %52‬من‬
‫مفردات مجتمع البحث لديهم أربعة أطفال‪ ،‬و‪ %22‬لديهم خمسة أطفال‪ ،‬وأن نسبة األسر التي لديها أربعة‬
‫أطفال فأكثر تبلغ ‪ ،%82‬وتتراوح معدالت الخصوبة في مناطق عشوائية متعددة مثل الحوتية‪ ،‬وعزبة‬
‫الهجانة‪ ،‬وسكان العشش في بورسعيد ما بين ‪ .3.8-2.7‬وهو يزيد عن معدالت الخصوبة على المستوى‬
‫القومي التي تتراوح ما بين ‪ 2005( ،3.2-2.1‬م)(‪.)2‬‬

‫وترتفع معدالت الطالق ألسباب يرتبط بعضها بالجو النفسي المشحون لألزواج والهروب من مسؤولية‬
‫الصغار كثيري العدد‪ ،‬أو للظروف المعيشية المتدنية التي ال تعطي الزوجة أبسط حقوقها اإلنسانية‪ ،‬وال‬
‫تسمح باالهتمام بالنظافة الشخصية‪ ،‬ويدل على ذلك المظهر العام لألفراد‪ ،‬وهذا ما أكدته دراسة ميدانية‬
‫حديثة سنة ‪2011‬م لعزة كريم عن األوضاع االقتصادية واالجتماعية لألسرة والتجمعات العشوائية‪.‬‬

‫وتعد قضية الهجرة الداخلية من األهمية بمكان في التأثير على نمو المناطق العشوائية ودرجة التزاحم بها‪،‬‬
‫خاصة إذا ما تمركزت مواطن النزوح في المناطق الطاردة من المدن‪ ،‬أو اقترنت ببعض الكوارث أو‬
‫األزمات الطبيعية أو اإلخالء اإلداري‪ .‬ذلك ألن السمات النوعية للسكان تتراكم على نحو معين في مناطق‬
‫الطرد والجذب سواء كانت مناطق ريفية أو حضرية‪ .‬وتدل النتائج الخاصة ببيانات محل الميالد والموطن‬
‫األصلي على نوعية السكان‪ .‬وهذا ما كشفت عنه الدراسات المتعددة في المناطق العشوائية لكل من الحوتية‪،‬‬
‫والدويقة‪ ،‬ومنشأة ناصر‪ ،‬وبعض الجيوب الحضرية في بوالق الدكرور‪ .‬وتمثل الهجرة من المناطق‬
‫الحضرية نسبة كبيرة تتجاوز ‪ %72‬بالمقارنة بالهجرة من المناطق الريفية‪ ،‬وذلك بالنسبة لمعظم المناطق‬
‫العشوائية ذات الطابع الحراكي الشديد‪.‬‬

‫ويعد التركيب العمري النوعي المميز من بين الخصائص الديمجرافية الشائعة في المناطق العشوائية‪ ،‬ومثل‬
‫هذا التركيب على عالقة بتنمية المجتمع‪ ،‬وقد ساعد األفراد على األداء واإلنجاز‪ .‬وتفيد الدراسات التي‬
‫تناولت تحليل الهرم السكاني ببعض المناطق العشوائية في القاهرة والجيزة أن فئة متوسطي العمر (من ‪-15‬‬
‫‪ )59‬تمثل نسبة ‪ %65.6‬من إجمالي سكان المنطقة‪ .‬وتعتبر تلك النسبة أعلى من المتوسط العام للسكان في‬
‫جمهورية مصر العربية وهي ‪ .%59.9‬وال توجد فوارق ذات داللة إحصائية بين نسبة اإلناث بالمقارنة‬
‫للذكور مما يشكل توازنا ً نسبيا ً على مستوى النوع‪ ،‬بيد أن فئة كبار السن مرتفعة نسبيا‪ ،‬وتمثل ‪( %10.7‬‬
‫‪ )1996‬بالمقارنة لسكان مصر‪ ،‬والتي بلغت ‪ %5.2‬بيد أن هذا التركيب العمري الفئوي اقترن بنتائج سلبية‬
‫ومعوقة‪ .‬ويرجع ذلك إلى خصائص السكان‪ ،‬والسيما الخصائص االجتماعية والثقافية والسلوكية المتدنية‬
‫التي اتصلت بالبطالة ونمو قطاع األعمال اليدوية والمهن الهامشية‪ ،‬فضالً عن انخفاض مستوى التعليم‬
‫والتدريب وضعف المشاركة االجتماعية‪ ،‬وغيرها‪ .‬كذلك تضاعف العنف‪ ،‬وارتفعت نسبة التفكك االجتماعي‬
‫واألسري‪ ،‬وزادت نسب التعدي والتجاوز وسائر صور السلوك االنحرافي (‪.)3‬‬

‫(‪ )2‬التعدي ووضع اليد‪:‬‬

‫يتميز سكان المناطق العشوائية بسيادة نزعة التعدي على حقوق الغير‪ ،‬خاصة الحقوق الخاصة باستيطان‬
‫المكان‪ ،‬واستعماله مأوى بأساليب بسيطة وسريعة‪ .‬وأول ما يشغل المكان عدد من األطفال الستدرار‬
‫العطف‪ ،‬وإثارة الشفقة من جانب النظارة‪ ،‬وكل من يرتاد المكان‪ .‬فإذا تحقق قدر من التسامح حيال‬
‫االستيالء‪ ،‬وتحقق قدر من االستمرار واالستقرار في الموقع وجد الحائز في البحث عن كثرة األبناء سبيال‬
‫لتثبيت وضع اليد‪ ،‬وسعى إلى إضافة مساحات جديدة تضاف إلى ما احتكره من أمالك الدولة أو أراضي‬
‫المنافع العامة‪ .‬وقد شاع هذا االتجاه في تشييد العشش واألكشاك في عدد من دول العالم الثالث‪ ،‬ومن بينها‬
‫مصر‪ .‬ويصبح بذلك وضع اليد آلية أساسية في الحيازة غير القانونية للمسكن المشفوعة بإعالة األسرة لعدد‬
‫من األطفال‪ .‬وتتراوح أماكن وضع اليد بهذا األسلوب ما بين ‪ %7‬و‪ ،%38‬وهذا ما انتشر في كراكاس‬
‫عاصمة فنزويال وسنتياجو بشيلي ومانيال بالفلبين وسنغافورة ونيودلهي والقاهرة (‪.)4‬‬

‫ويعتبر متغير الكثافة السكانية عامال فاعال في توطن األراضي الزراعية‪ ،‬وتقسيمها إلى جيوب عشوائية‪.‬‬
‫ويأتي دور التقنين الحكومي بإصدار قرارات تحويل هذه المناطق إلى شياخات واالعتراف الرسمي‪ ،‬بل‬
‫ومدها بالمرافق‪ .‬ومن هنا كان االرتباط بالمكان مانعا ً لفرص التحول عنه وتدعيم عاطفة االنتماء له حتى‬
‫ولو أتيحت البدائل‪ ،‬وتشتمل المحاوالت المتصلة لتثبيت الوضع على المساومات تارة واالستعانة باألساليب‬
‫الباعثة على الشفقة تارة أخرى‪ ،‬واللجوء إلى التحايل والخداع تارة ثالثة‪ ،‬وإقامة مشيدات أكثر ثباتا ً تارة‬
‫رابعة‪ .‬ويبقى المظهر التراجيدي لحال عرى األبناء وصراخهم استثماراً للفاقة الشديدة في االنصراف عن‬
‫المواقع‪.)5( ‬‬

‫ولقد دلت نتائج البحوث المباشرة على أن المظاهر المشار إليها سلفا زادت من فرص االرتباط بالموقع‬
‫وضعف تيار التحول عنه‪ .‬وكثيراً ما ينصرف السكان إلى أحوالهم الحياتية اليومية في دائرة الحراك‬
‫الجغرافي بالمدينة‪ ،‬ثم ال يلبث المسكن أن يمتلئ تماما ً بالسكان‪ .‬ذلك ألن حركة السكان خارج المواقع البد‬
‫أن يناظرها في وقت معلوم كثافة سكانية تبرر الحيازة وتدعم االعتراف الضمني بحقوق الملكية‪ .‬وهو‬
‫اعتراف يسعى القطان إلى الحصول عليه في ظل استمرار نزعة التسامح التي تأتي مشفوعة ببعض أساليب‬
‫المساندة والدعم‪ .‬وتؤكد مواقف بعض أجهزة الدولة ذلك على نحو ما حدث بالنسبة لمنشاة ناصر‪ ،‬والدويقة‪،‬‬
‫وعزبة الهجانة في القاهرة‪ ،‬والجيوب العشوائية في حي المنتزه‪ ،‬وشرق اإلسكندرية‪ .‬هذا وترتكز أيديولوجية‬
‫التعدي إلى طائفة من المعتقدات واألفكار والقيم السائدة لدى بعض شرائح الفقراء حول مضمون الملكية‬
‫العامة التي يرونها مساحات غير محددة المعالم‪ ،‬وال خير في استخدامها ما دامت تكلفة تجهيزها تقع على‬
‫كاهلهم‪ .‬وقد دلت عمليات وضع اليد واالستيالء على عدد كبير من المناطق العشوائية على تنازالت متوالية‬
‫عبر مراحل متعددة من امتداد هذه المناطق‪ .‬ويبرر التنازل عن حق الملكية العامة التسامح حيال االنتفاع‬
‫بالمرافق الذي آل في النهاية إلى التقنين الرسمي (‪.)6‬‬

‫(‪ )3‬التعلق بالمتع سريعة الزوال واإلشباع الحسي المباشر‪:‬‬

‫تفرض شروط اإلقامة وتلمس سبل االستقرار في المناطق العشوائية االنتفاع بكثير من المواد واألشياء‬
‫المهملة من فضالت مواد البناء أينما كان موقعها بغض النظر عن محددات الصالحية وأغراض االنتفاع‪،‬‬
‫وتصبح هذه المكونات أحد معالم التراكم غير المنظم لألشياء التي تضاعف من تلوث المسكن‪ .‬ويتصل هذا‬
‫السلوك في اقتناء األشياء بنزعة وميل شديدين‪ ،‬إلى تفضيل اإلشباع السريع على كل صور االنتفاع المؤجل‬
‫أو المرتقب‪ .‬ويتجلى ذلك في أساليب تلقي المساعدات‪ ،‬وفي شيوع األعمال المؤقتة والمهن الهامشية بين‬
‫الكبار والصغار‪ ،‬كما يفضل األجر اليومي‪ ،‬وأي تعامل لقاء عائد مباشر على الدفع الشهري‪ .‬وينعكس ذلك‬
‫على متطلبات التدريب والتلمذة المهنية التي تقتصر على المهن اليدوية الشاقة‪ .‬ويؤكد هذا الميل وجوده لدى‬
‫األطفال الذين تفضل أسرهم دفعهم للعمالة المبكرة في مقابل تفشي ظاهرة التسرب الدراسي بينهم‪،‬‬
‫وانخفاض مستوى التعليم‪ .‬ففي دراسة ميدانية للطفل في المناطق العشوائية (‪1998‬م) تبين أن زيادة عدد‬
‫المواليد في مناطق الحوتية والشرابية بالقاهرة دفعت األسر إلى تفضيل العمل خاصة بالنسبة لإلناث على‬
‫التعليم‪ ،‬وأن البحث عن العائد المحدود والسريع عن طريق عمل الصغار اقترن بزيادة التسرب وارتفاع‬
‫نسبة األمية‪ .‬وينعكس الميل إلى اإلشباع الحسي المباشر والمتع سريعة الزوال على السلوك اإلنجابي‪ ،‬ممثالً‬
‫ذلك في ضعف اإلقبال على مراكز تنظيم األسرة‪ ،‬واالقتران المتكرر بين االعتقاد في القيمة االقتصادية‬
‫لألطفال‪ ،‬والبحث عن الكثرة في اإلنجاب بوصفها مصدراً للمساندة االقتصادية التي يراها اآلباء قائمة في‬
‫تملك األشياء القديمة التي يجلبها األطفال‪ ،‬وفي العائد السريع من عملهم الهامشي‪ .‬وتكتسب نزعة "التشيىء"‬
‫لدى األسر في المناطق العشوائية‪ ،‬وتتصل غالبا بحيازة البقايا والمهمالت التي يتصل تراكمها بمنافع زائفة‬
‫غالباً‪ .‬وعلى الجانب اآلخر يفضل السلوك الجنسي المقترن بالمعاشرة التي "تثمر" على حد تعبير البعض‪،‬‬
‫والثمرة هنا هي الحمل والتكاثر (‪.)7‬‬

‫(‪ )4‬االختراق االجتماعي‪:‬‬

‫يقصد باالختراق االجتماعي هنا شدة االلتحام والتناوب في المفاهيم والمعتقدات واألفكار وشيوع ظواهر‬
‫تبادل المعلومات واالفتقار الشديد للخصوصية األسرية‪ .‬وحيث تحول المسافات المكانية دون االستقالل‬
‫وحفظ األسرار يصبح الفرد مرآة لآلخر الذي يستوعب أدق تفاصيل العالقات والمعامالت‪ .‬وتبلغ العفوية‬
‫حداً مفرطا ً في العالقة بين الذكر واألنثى‪ ،‬وتناوب الخبرات والتجارب‪ .‬ويترتب على االختراق االجتماعي‬
‫مشكالت عديدة تفضي إلى منازعات مستمرة بين الجيران‪ .‬ومن جانب أخر يقترن االختراق االجتماعي‬
‫بنمو نزعة التقليد والمحاكاة التي تشمل األفكار والمعتقدات والقيم وأنماط السلوك (‪.)8‬‬

‫وتؤكد نتائج البحوث أن التوحد في اتجاهات سكان المناطق العشوائية حيال قضايا الحمل والوضع‬
‫والرضاعة والختان والتكاثر من المظاهر الشائعة‪ .‬سواء بين المراهقات أو غير المراهقات المتزوجات‪.‬‬
‫وليس أدل على ذلك من عامل التقاليد "كما فعل أسالفنا" يمثل ‪ ،%46.8‬بين غير المراهقات‪ %40.9 ،‬بين‬
‫المراهقات بالنسبة لمن أيدوا ختان األنثى‪ ،‬وتبلغ نسبتهم بين عينة البحث ‪ %77.4‬وتلك نسبة ذات داللة‬
‫معنوية عند ‪ ،0.05‬ويؤثر االختراق االجتماعي وسيادة عوامل التقليد والمحاكاة على سلوك المتزوجات‬
‫حيال زواج األقارب‪ ،‬والزواج المبكر‪ ،‬والفترات بين كل مولود وأخر‪ ،‬ورعاية األطفال‪ ،‬وما إليها من‬
‫متغيرات تتصل مباشرة بالسلوك اإلنجابي (‪.)9‬‬
‫(‪ )5‬االنسياق والعفوية‪:‬‬

‫يقصد بموقف االنسياق ‪ Situation of Driftage‬هنا االفتقار إلى تنظيم الحياة األسرية والتواكل والسلبية‬
‫المفرطة حيال السلوك الرشيد‪ ،‬والتخطيط لعمليات اإلنجاب والتكاثر‪ .‬والسيما إذا كانت شروط القيد تحول‬
‫دون الرعاية المتكاملة لألبناء خاصة فيما اتصل من هذه الرعاية بنوعية الحياة واالرتقاء بالنواحي الفارقة‬
‫في التنمية البشرية؛ ذلك ألن االهتمام األول عقب الزواج المفصل في فترة العمر ما بين ‪ 25 -20‬يقترن‬
‫بمتابعة عمليات الحمل خالل العام األول من الزواج لدى الغالبية الكبرى من سكان المناطق العشوائية على‬
‫الرغم من عدم توافر الشروط الضرورية لرعاية األطفال الرضع عند حدودها الدنيا‪ .‬ففي دراسة رائدة‬
‫للصحة اإلنجابية لدى المراهقات المتزوجات بالمناطق العشوائية باإلسكندرية (‪1998‬م) دلت النتائج على‬
‫أن الزوج‪ ،‬ينشغل كثيرا بعملية الحمل الذي يسبب تأخره وجوب الزواج بأخرى‪ ،‬وهو األمر الذي ال تنفعل‬
‫به الزوجة إال بعد مرور أكثر من عام على الزواج‪ .‬ويتأكد التناقض بين نزعة األزواج‪ ،‬الشديدة إلنجاب‬
‫طفل خالل العام األول من الزواج واالفتقار ألي نوع من األعداد المسبق‪ ،‬لذلك في النظرة المحدودة للكفاية‬
‫المعيشية للزوجين‪ ،‬والتي يكتنفها االعتقاد بان قدوم طفل أو أكثر لن يضيف أعباء جديدة‪ .‬فاالعتماد على‬
‫الرضاعة الطبيعية كونها نمطا ً شائعا ً يقدم في رأيهم الفرص المناسبة لتنظيم النسل‪ ،‬ومن المعتقدات الشائعة‬
‫ما يقرن الخطورة الصحية بالنسبة لألم والطفل بالمراحل المتأخرة من العمر التي تتجاوز األربعين‪ ،‬بينما ال‬
‫يمثل زواج المراهقات أدنى أي خطر متوقع‪ .‬وهناك تباين في اآلراء حول مسائل رعاية الحوامل وأماكن‬
‫الوضع تدعم األفكار التقليدية وعقيدة التواكل واإليمان الشديد بالقسمة والحظ والنصيب (‪.)10‬‬

‫وفى بحث عن الطفل في المناطق العشوائية لمناطق الحوتية والشرابية‪ ،‬وهي من الجيوب العشوائية في‬
‫القاهرة بلغت نسبة األسر التي تراوح حجمها ما بين ‪ 6-5‬أفراد ‪ ،%53.3‬وينعكس ذلك على عدد األبناء‬
‫الذي يتراوح ما بين ‪ 9-6‬أفراد في ‪ %33.3‬من عينة البحث‪ .‬ويتأكد نفس الميل في المنيرة الغربية وفي‬
‫مناطق العشش بمدينة بورسعيد‪ .‬األمر الذي يفيد عدم االكتراث بتنظيم األسرة وسيادة نزعة العفوية في‬
‫التفكير واالعتقاد والسلوك‪ .‬ويتناظر مع تلك النزعة شيوع أساليب الالمباالة‪ ،‬وعدم االهتمام بالمعايير التي‬
‫توجه سلوك الطفل‪ ،‬واالفتقار إلى عناصر الضبط األبوي‪ .‬وليس أدل على ذلك من اإلسراف في أساليب‬
‫العقاب البدنية والنفسية بنسبة ‪ ،%46.7‬بينما تتذبذب أساليب اللين والالمباالة ما بين ‪ ،%20 ،15‬ومعنى‬
‫ذلك أن نموذج الضبط االجتماعي من النوع التسامحي المفرط (‪.)11‬‬

‫وتلعب المتغيرات البيئية إيكولوجيا الوسط العمراني العشوائي دوراً مهما في التأثير على الخدمات الصحية‬
‫والسلوك اإلنجابي‪ ،‬وهذا ما يدركه السكان بنسب متفاوتة‪ .‬وفي دراسة للعالقة بين السلوك اإلنجابي‬
‫والمتغيرات البيئية في المناطق العشوائية (‪1999‬م) ضمت أحد عشر بنداً‪ ،‬وشملت آراء الزوجات‬
‫واألزواج اتضح من نتائجها وجود تناقض شديد بين إدراك السكان لخطورة المؤثرات البيئية الضارة‪ ،‬كما‬
‫عبروا عنها بنسب إحصائية دالة‪ ،‬وبين سيادة األفكار والمعتقدات والرؤى ذات االرتداد السلبي التي تزيد من‬
‫حدة التلوث بكل ضرورية‪ ،‬وتأتي قيم "الالمباالة" و‪" ‬األناملية" و"ضعف المشاركة االجتماعية" و "االلتفاف‬
‫حول الذات" في مقدمة العوامل التي تدعم منظومة التناقض الوجداني والقيمي والسلوكي‪ .‬الجدير باإلثبات‬
‫هنا أن هذه المنظومة نفسها أثرت بشدة في خدمات الصحة اإلنجابية ومظاهر السلوك الخاصة بالحمل‬
‫والوضع والرضاعة والرعاية االجتماعية‪ .‬فقد اقترنت أنماط السلوك العفوي حيال البيئة بتفضيل األسر‬
‫كبيرة الحجم بنسبة ‪ %17‬وإذا كانت تلك النسبة ذات داللة محدودة إحصائيا ً فإن أسباب تفضيل اإلنجاب‬
‫لعدد أكبر اعتمدت على المعتقدات الشعبية والفهم التقليدي لقضايا الكثرة‪ .‬وكان لألمية وضعف الوعي‬
‫الصحي االجتماعي فضال عن انخفاض مستوى التعليم بعامة تأثير في سيادة األفكار التقليدية والزائفة أحيانا‬
‫عن الحمل والوضع ورعاية األبناء‪ .‬وفيما يتصل بعادة ختان اإلناث يمثل الفهم الشعبي لموقف الدين من هذه‬
‫العادة أهم موجهات السلوك في هذا الصدد باإلضافة إلى المورث الثقافي‪ .‬وتضعف قيمة المشاركة في‬
‫المحافظة على الصحة البيئية‪ ،‬وال تتجاوز ‪ %6.7‬من مجموعة عينة البحث (‪.)12‬‬

‫وفي تقدير الباحث أن الميل المتزايد لدى سكان العشوائيات نحو االنسحاب وعدم المشاركة‪ ،‬واقتران األداء‬
‫بالعفوية واالنسياق انعكاس لطبيعة الحياة‪ ،‬والعيش لدى الشرائح الدنيا من الفقراء في األحياء العشوائية‪،‬‬
‫وهذا ما أكد عليه تحليل سمات الفقر عند أوسكار لوشى‪ ،‬بيد أن جهود بعض الشرائح حيال بيئتهم خاصة‬
‫مواقع السكنى ال يخلو من مظاهر للتدخل والتحسين واإلحالل والصيانة في حدود اإلمكانات االقتصادية‬
‫المحدودة‪ .‬وهذا ما تؤكده نتائج البحوث في مناطق الدويقة ومنشأة ناصر والعمرانية والحوتية والشرابية‬
‫بمدينة القاهرة (‪.)13‬‬

‫(‪ )6‬االرتباط الشديد بالموقع وضعف الميل للتحول عنه‪:‬‬


‫نشأت ونمت وتضخمت األحياء العشوائية في ظل ظروف اجتماعية اقتصادية طاردة‪ .‬دفعت فنات معينة‬
‫للحياة ضمن جيوب وأحوزة وجيوب عمرانية قبلها السكان‪ ،‬وسعوا إلى العيش المستمر فيها‪ .‬ففي أحد‬
‫البحوث الخاصة بسكنى العشش باإلسكندرية دلت النتائج على أن بداية استيطان هذه المناطق كانت تمثل‬
‫حركة أفقية محدودة النطاق‪ ،‬ولكنها تزايدت تباعا ً بسبب عوامل متعددة‪ .‬وتحول االستيطان المؤقت إلى‬
‫شعور قوي بالعواطف المشتركة لالستقرار والبحث عن مبررات الحيازة المشروعة للموقع‪ .‬وجاء ذلك‬
‫مصحوبا بارتفاع القيم العقارية للتخوم ومناطق وضع اليد‪ ،‬مع بعض التسهيالت المرفقية التي ساهمت فيها‬
‫الدولة بشكل أو آخر‪ .‬وأمام تجاور المناطق العشوائية وامتدادها لمساحات واسعة كان من الضروري صدور‬
‫قرارات تتصل بتقنين الحيازة‪ .‬مما ضاعف من عاطفة االرتباط بالمكان إلى حد المواجهة بين هيئات‬
‫التخطيط والتنمية العمرانية‪ ،‬مع سعي السكان نحو تدعيم البنية العمرانية الهشة والتحول إلى تدعيم القواعد‬
‫الثابتة‪ ،‬وادخال التعديالت المستمرة لتغيير معالم المنطقة‪ ،‬وفرض األمر الواقع‪ .‬لذلك لم تؤد الجهود المبذولة‬
‫من قبل الدولة للمداهمة واإلخالء إال لنتائج محدودة‪ ،‬وفرضت المعية المشتركة وأساليب الدفاع عن المكان‬
‫وجودها بفضل اإلصرار المستمر على البقاء حتى لو توافر البديل‪.‬‬

‫وتفسير ذلك أن التحوالت التي يدخلها الفقراء على طبيعة المكان تمثل احتواء المعطيات البيئية في حدود‬
‫القدرة المتاحة واإلمكانات الضرورية للتغيير‪ .‬فإذا ما تعددت بنود اإلضافة والحذف في البنية العمرانية‬
‫والمرافق زادت عاطفة االرتباط بالمكان‪ .‬وغالبا ً ما تدعم هذه العاطفة الرؤى واألفكار المشتركة بين‬
‫الجيران ووسط العالقات القرابية الوثيقة تلك العالقات التي تدعم اإلحساس بالهوية من خالل زيادة‬
‫الخصوبة والقدرة على زيادة عدد األبناء داخل الموقع‪ .‬فحيث يتحسن المسكن تتزايد الرغبة في البقاء فيه‬
‫والعزوف عن االنتقال إلى أوساط اجتماعية جديدة تتطلب تكيفا من نوع ما‪ ،‬ألن ذلك التكيف المفروض قد ال‬
‫يتحقق‪ ،‬ويكون البديل شعور باالغتراب االجتماعي‪ .‬من أجل ذلك يفضل سكان األحياء العشوائية أن تحل‬
‫التجديدات في عين المكان الموجودين فيه‪ .‬وال سيما أن األلفة مع الجيران بخاصة تحقق نوعا من االلتحام‬
‫واالختراق اللذين تعودت عليهما األسرة (‪.)14‬‬

‫(‪ )7‬اختالل نسق الضبط االجتماعي‪:‬‬

‫تتصل منظومة الضبط االجتماعي اتصاالً مباشراً بطبيعة المكان في عالقته بالسكان‪ .‬وحيث يفرض الموقع‬
‫وسائر المتغيرات الجغرافية شروطا ً ضاغطة شديدة الوطأة‪ ،‬فإن مظاهر االنحراف تتكرر‪ ،‬وتحقق معدالت‬
‫أعلى بسبب تداعي البنية العمرانية والعالقات والقيم‪ .‬وفي بحث العالقة بين المتغيرات البيئية والسلوك‬
‫اإلنجابي في األحياء العشوائية دلت النتائج على أن العالقات غير الشرعية تمثل نسبة تقدر‬
‫بحوالي‪ ،%73.3 ‬ويتناظر مع هذه النسبة ارتفاع عدد اللقطاء بالمنطقة‪ ،‬وتلك نتيجة مثيرة للجدل‪ .‬كما أن‬
‫النضوج المبكر للعالقات الجنسية يمثل نسبة ‪ ،%53.3‬وينتشر الزواج العرفي بنسبة ‪ %60‬مع تمركز‬
‫أوكار اإلدمان بنسبة ‪ ،%66.7‬هذا باإلضافة إلى مظاهر الشذوذ الجنسي (‪.)15‬‬

‫هذا‪ ،‬وتزداد حاالت اإلجهاض التي تتم غالبا وسط غياب تام للرقابة القانونية والصحية واالجتماعية‪ ،‬وقد‬
‫تبين وجود عالقة بين كل من تكرار اإلجهاض وزيادة عدد حاالت إنجاب أطفال ميتين من ناحية وبين‬
‫عزوف المرأة التي سبق أن فقدت جنينها‪ ،‬ويتضاعف احتمال عدم استخدامها‪ ،‬لوسائل تنظيم األسرة بمقدار‬
‫خمسة أضعاف بالمقارنة للمرأة التي أنجبت أطفاالً أحياء‪ ،‬وتمثل نسبة اإلجهاض مضافا ً إليها حاالت األطفال‬
‫الموتى مدى يتراوح ما بين ‪ 13.4-2.46‬حسب نتائج التحليل اللوغاريتمي متعدد االختالف‪.)16( ‬‬

‫إن تقدير الباحث لمنظومة الضبط االجتماعي في عالقتها بالسلوك اإلنجابي يحتوي بنوداً كثيرة في التخطيط‬
‫للحياة األسرية خالل النصف األول من دورة حياة األسرة "فترات الحمل والوضع والرضاعة والعظام"‬
‫عالوة على المعايير والقيم والتقاليد الخاصة بضبط مظاهر االنحراف والشذوذ‪ .‬ولذلك فإن الشروط الحياتية‬
‫الصعبة المفروضة على سكان العشوائيات خاصة األم والطفل تحول دون اتباع األساليب الصحيحة في‬
‫الرعاية والحماية خالل الفترات المشار إليها‪ .‬وباستثناء الفحوص الخاصة بالوقاية من األمراض الوبائية‬
‫التي تقيد السيدات بالتردد على مراكز الرعاية‪ ،‬وتلقى التطعيمات في فترات محددة تبقى رعاية األطفال في‬
‫المناطق العشوائية في أدنى مراتبها من حيث اإلهمال والالمباالة بقواعد النظافة وتعدد مظاهر التلوث التي‬
‫يتعرض لها الرضع بشكل خاص‪ .‬وتكتنف حياة األطفال مجموعة من الممارسات الشعبية والعادات والتقاليد‬
‫ذات المردود السلبي على الحالة الصحية‪ .‬وتكثر األوصاف الشعبية ألعراض األمراض وطرق العالج التي‬
‫تكشف عن تداعي شبه تام للوعي الصحي االجتماعي وقواعد التعامل الصحيح مع األمراض (‪.)17‬‬

‫(‪ )8‬فقدان الخصوصية األسرية‪:‬‬

‫يتصل فقدان الخصوصية األسرية بسمة االختراق االجتماعي في عالقات الجيرة ككل‪ .‬وال شك أن‬
‫الخصوصية األسرية تؤدي إلى ترابط العالقات األسرية‪ ،‬وتماسكها من الداخل‪ ،‬وتدعم القيم األخالقية ذات‬
‫المردود الصحي االجتماعي‪ ،‬وتؤكد الدراسات الميدانية للهوامش الحضرية الحرجة انعدام الخصوصية‬
‫األسرية تقريباً‪ .‬فالتالصق الشديد للعشش من جميع الجهات يتيح فض جميع األستار‪ ،‬وتجعل كل ما يدور‬
‫بداخلها مشاعا بين الجميع‪ ،‬وال يتطلب األمر نوعا من التلصص أو استراق الكالم‪ ،‬وإنما تتحقق رسائل‬
‫االتصال تلقائيا ً بين المتجاورين‪ .‬وال يجد السكان أي نوع من الحرج في الكالم الخادش للحياء‪ ،‬وال تزعجهم‬
‫األوضاع المثيرة للخجل‪ ،‬وعلى العكس مما نراه بين أبناء الطبقات المتوسطة أو حتى كثير من الطبقات‬
‫الفقيرة تفتقر سلوكيات سكان األحياء العشوائية إلى الحياء في تناول بعض الموضوعات بين الذكر واألنثى‪.‬‬
‫ويزيد األمر صعوبة مشاهدة الصغار بالضرورة لما هو معتاد ستره أو حجبهم عنهم في المجتمع من أقوال‬
‫وأفعال‪ .‬وال تجد السيدات حرجا في ممارسة الرضاعة‪ ،‬وهي عارية الصدر‪ ،‬وأكثر من ذلك مشاهدة الكبار‬
‫والصغار للممارسات الجنسية بين الزوج والزوجة في أوقات متكررة‪ .‬هذا باإلضافة إلى ممارسة عمليات‬
‫خلع الثياب واالستحمام داخل وحدة األسرة‪ ،‬وفيما بين األسر‪ .‬ومن الوقائع التي تبرر ذلك نوم الجميع في‬
‫حجرة واحدة على نحو ما ثبت في منطقة الحوتية والشرابية التي تتراوح نسبة من ينامون جميعا ً في غرفة‬
‫واحدة ما بين ‪ .%75،46.7‬وتلعب عمليات التقليد والمحاكاة دوراً مهما لدى الصغار ممن يمارسون أنماطا ً‬
‫من الشذوذ فيما بينهم‪ ،‬هذا باإلضافة إلى االنعكاسات السلبية لفقدان الخصوصية على طبيعة العالقات‬
‫الجنسية التي يصبح "اإلنجاب" هدفا ً رئيساً‪ ،‬بدالً من االستمتاع بالود واأللفة‪ .‬بل مظاهر التستر‪ ،‬وإطفاء‬
‫األنوار‪ ،‬والبحث عن األوقات واألماكن اآلمنة‪ ،‬اقترنت بزيادة الخصوبة على نحو دلت عليه نتائج دراسات‬
‫عشش الصفيح بالجمالية فضال عن تضاعف حدة الترف الجنسي لدى الشباب من جراء تكرار مشاهدات‬
‫األجساد العارية للنساء من ثقوب العشش‪ .‬ومن النتائج الضارة لظاهرة الترف الجنسي تكرار حاالت‬
‫االعتداء الجنسي التي يغلب التستر عليها (‪.)19‬‬

‫(‪ )9‬انخفاض مستوى التعليم وارتفاع نسبة األمية‪:‬‬

‫ترتفع األمية في كل المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية‪ .‬ففي دراسة حديثة (‪2006‬م) لنوعية الحياة‬
‫في عشش الشرابية تبين أن األمية تتراوح في العشش وأماكن اإليواء ما بين ‪ .%48.6 ،43.6‬وهناك نسبة‬
‫تقدر بــــ ‪ %39‬من أطفال سكان المقابر في القاهرة لم يلتحقوا بمدارس قط‪ .‬وتمثل األمية مضافا إليها‬
‫الملمون بالقراءة والكتابة في منطقة الحوتية ‪ %40‬من سكان المنطقة‪ .‬وتتباين نسب الذكور عن اإلناث‬
‫بمقدار الثلثين أحيانا ً بالنسبة لإلناث‪ ،‬وتقل بالمثل معدالت الحاصلين على مؤهالت دراسية لتبلغ ‪ %43‬في‬
‫بعض الدراسات‪ ،‬وتلك نسبة عالية‪ ،‬ومحل تساؤل‪ ،‬حيث أسفرت نتائج بحوث عديدة على أن الحاصلين على‬
‫االبتدائية ال يزيدون عن ‪ %16.8‬واإلعدادية عن ‪ ،%9.6‬وتضاءلت نسبة الملتحقين بالتعليم الثانوي العام‬
‫لتبلغ ‪ %1‬والثانوي الفني ‪ ،%4.8‬ويندر التعليم الجامعي في معظم المناطق العشوائية‪.)20( ‬‬

‫بيد أن بعض المناطق العشوائية مثل الحوتية ترتفع بها نسبة التعليم المتوسط الفني بين الذكور لتصل إلى‬
‫‪ ،%21.2‬بينما تبقى نسبة اإلناث عند ‪ ،%4.9‬ويكتسب التعليم الثانوي الفني أهمية نسبية بالمقارنة بالتعليم‬
‫الثانوي العام الذي تراجع في األونة األخيرة إلى ما يقرب من ‪ .%4.5‬وتلك نسبة تقترب من معدل التعليم‬
‫الجامعي تراوحت ما بين ‪ 4.6‬إلى ‪ .%6.7‬هذا عن الحالة التعليمية لألبناء‪ ،‬أما عن اآلباء فإن نسبة األمية‬
‫بينهم تراوحت ما بين ‪ ،%75-60‬وتقل نسب التعليم بمراحله المختلفة‪ ،‬وتبلغ حدها األقصى في مرحلة‬
‫التعليم الجامعي الذي ينعدم تماما ً بين اآلباء مع وجود نسب ضئيلة جداً للمستويات التعليمية المتوسطة وما‬
‫دونها‪ .‬ويقترن مستوى التعليم بارتفاع معدالت التسرب الدراسي في المرحلة األولى "التعليم األساسي"‬
‫ويقترن التسرب الدراسي بعمالة األطفال في معظم المناطق العشوائية بالدول النامية (‪.)21‬‬

‫(‪ )10‬تردي وضع األنثى والمرأة بخاصة‪:‬‬

‫من بين القضايا المثيرة للجدل وضع األنثى في الدول النامية‪ .‬ويبدو أن األمر يكتسب خصوصية وتفرداً في‬
‫المجتمعات العشوائية حيث تؤدي المرأة دوراً محوريا ً في إدارة الشؤون المنزلية‪ ،‬وتتحمل العبء األكبر من‬
‫مسؤوليات إعاشة األسرة في المناطق الفقيرة وتدنو مكانتها إلى حد كبير بما تنعدم معه العدالة بين النوعين‪،‬‬
‫وقد ترتب على تعدد صور القهر واإلقصاء االجتماعي للمرأة وجود آراء جديدة تتناول ظواهر تأنيث الفقر‪.‬‬
‫بمعنى أن تعدد الضغوط حيال األنثى انتهى بها إلى مستويات متدنية من الحياة والعيش تغاير كثيراً‬
‫مستويات العيش لدى الذكور‪ .‬وال يقتصر األمر على العمل والدخل ومظاهر التمييز ضد المرأة‪ ،‬بل لتجاوز‬
‫ذلك إلى مجال العالقات والمعامالت اليومية‪ .‬وينظر سكان المناطق العشوائية للمرأة بوصفها عائالً أساسيا‬
‫لألسرة لدى بعض الشرائح ومشاركا ً في اإلعالة لدى شرائح أخرى‪ .‬فإذا توفى زوجها‪ ،‬فرضت عليها‬
‫شروط "اإلعالة الكاملة" ‪ Full house hold‬تحت مسمى األمهات المعيالت لألسرة‪ .‬ولذلك اتجهت‬
‫السياسات التنموية اآلن نحو رعاية تلك الفئة (‪.)22‬‬

‫وأكدت التقارير السكانية لألمم المتحدة حالة سكان العالم سنه ‪ 2010‬أن هناك ما يقرب من نصف مليون‬
‫سيدة يمتن سنويا ً نتيجة ألسباب تتعلق بالحمل‪ ،‬وفي مصر بسبب تسمم الحمل واألمراض المصاحبة للوالدة‪.‬‬

‫وتضم عشش الشرابية نسبة كبيرة من (األرامل والمطلقات والمنفصالت) الالتي تبلغ نسبتهن في هذه‬
‫المنطقة ‪ .%52.1‬وال يتوقف األمر عند حدود هذه الفئات‪ ،‬بل إن عمل الزوج أو الرجل بعامة في أعمال‬
‫هامشية تدفع المرأة إلى العمل المنتظم في أغلب األحوال‪ .‬وتالحقها في عملها تصورات ومعتقدات وأفكار‬
‫تعقد من ممارسة دورها حيال األبناء‪ ،‬ويتجه جانب مهم من هذه التصورات نحو الجوانب السلبية ومصدرها‬
‫مفهوم األنوثة والشكوك التي تتصل بمعامالت األنثى مع الذكور والقيود المفروضة على بعض هذه‬
‫العالقات‪ .‬وهناك فئة من األزواج في المناطق العشوائية تركن إلى الكسل اعتماداً على عمل المرأة‪ ،‬ويتكرر‬
‫ذلك بالنسبة للبائعات في األسواق الشعبية‪ ،‬وغالبا ما تتمركز أسباب عمل المرأة في فقدان الزوج أو غيابه‬
‫أو هجره لألسرة أو تمرده على العمل أو دفعه قسراً لزوجته كي تعمل كل الوقت أو بعضه‪ .‬وال يستقل عمل‬
‫المرأة عن مسؤولياتها تجاه رعاية األطفال في حاالت الرضاعة والرعاية الصحية‪ .‬والمثير للجدل أن عمل‬
‫المرأة في المناطق العشوائية ال تحده قيود مثل الحمل أو الرضاعة التي تمثل مسؤوليات مزدوجة بجانب‬
‫العمل المتصل والشاق أحياناً‪ .‬وهنا تختفي فكرة رعاية الحامل والمرضعة تماما ً من السياق الثقافي للمجتمع‬
‫الذي ينظر لكل من المرأة والطفل نظرة منفعية مشوبة بصفة الدونية (‪.)23‬‬

‫(‪ )11‬زيادة حدة التفكك األسري‪:‬‬

‫تزداد حدة المشكالت األسرية كلما زاد حجم األسرة‪ ،‬تبلغ هذه المشكالت حدها األقصى بين األسر التي يزيد‬
‫عدد أفرادها عن خمسة‪ .‬ومن بين هذه المشكالت في األحياء العشوائية ارتفاع عبء اإلعالة‪ ،‬وانخفاض‬
‫مستوى دخل األسرة‪ ،‬وتكرار المنازعات بين الزوجين‪ ،‬وكثرة االحتكاك والتوترات بين الجيران‪ ،‬وزيادة‬
‫معدالت الشغب بين الصغار‪ ،‬وتكرار االعتداء على الممتلكات‪ .‬هذا باإلضافة إلى االفتقار إلى األساليب‬
‫المالئمة في تنشئة الصغار‪ ،‬وضعف نموذج الضبط األسري‪ ،‬وكثرة الطالق على نحو ما دلت عليه الوقائع‬
‫الميدانية في المسح االجتماعي لمنطقة الحوتية بالقاهرة‪.‬‬

‫وتؤثر مشكالت التفكك على الشعور باالنتماء والوالء لألسرة‪ .‬وهذا ما نجده حاضراً في تفوق الوالء‬
‫لجماعة الرفاق التي قد تلبي حاجاته في بيئة أسرية تتصف بالحرمان‪ ،‬وافتقاد الرعاية والحماية‪ ،‬وتؤكد‬
‫قاعدة التناقض وجودها في الميل المستمر لإلنجاب‪ ،‬مع عدم االكتراث برعاية األطفال‪ ،‬وتزايد العوامل‬
‫الطاردة في الوسط األسري العشوائي؛ ألسباب ليست متصلة فقط بمظاهر الفقر المادي‪ ،‬بل أيضا ً فقر الثقافة‬
‫األسرية متمثالً في تداعي القيم والمعايير وتدني الموجهات األخالقية (‪.)24‬‬

‫وتتميز المناطق العشوائية بجاذبية شديدة لألسر الفقيرة التي تعبر عن رضاها عن السكنى‪ ،‬والتوافق مع‬
‫األوضاع اإليكولوجية المتردية بدليل زيادة نسبة حاالت الزواج الحديث وبلوغها ‪ %60‬في منطقة الحوتية‬
‫عالوة على عوامل اإلخالء اإلداري للمساكن اآليلة للسقوط‪ .‬وتتفق هذه النتائج مع ما آلت إليه وقائع بحث‬
‫عشوائيات عزبة الهجانة‪ .‬كما لوحظ أن الرضا عن الحياة يكون مشوبا ً بقيود االضطرار وظروف القسر‬
‫فضالً عن انخفاض مستويات الطموح واإلدراك المحدود للخير‪ .‬وهذه السمات تميز ثقافة الفقراء خاصة‬
‫الطبقات أو الشرائح الدنيا على نحو اشتملت عليه نظرية ثقافة الفقر‪ .‬وكذلك فإن الطابع الذكوري في الفكر‬
‫والشعور والسلوك‪ ،‬وعلى مستوى القيم والمعايير يؤكد وجوده بشدة في المناطق العشوائية كلها‪ .‬حتى‬
‫بالنسبة لنظرة األنثى "األم والزوجة والبنت" التي تتفق رؤاهم على أن الذكر هو صاحب الدور األهم‪،‬‬
‫وينعكس ذلك على ميول األبوين واتجاهاتهما حيال كل مظاهر السلوك اإلنجابي‪ ،‬بل ويمتد التقدير إلى‬
‫متغيرات التعليم والعمل التي تحظى باهتمام كبير لدى األبوين (‪.)25‬‬

‫وعلى الرغم من كبر حجم األسرة في المناطق العشوائية فإن نمط األسرة النووية المتكاملة هو السائد‪،‬‬
‫حسبما دلت عليه نتائج البحوث المباشرة‪ ،‬وذلك بنسبة تتراوح ما بين ‪ %90 ،%81‬ويرجع ذلك إلى‬
‫انخفاض مستويات الدخول‪ ،‬ووقوع معظم هذه األسر تحت خط الفقر‪ ،‬ووجود تناقض أساسي بين القيم‬
‫والمعايير التي تدعم اإلنجاب‪ ،‬وترجح الخصوبة‪ ،‬وبين عبء اإلعالة‪ .‬ذلك العبء الذي يزداد بين األسر‬
‫الفقيرة التي ال تكترث إال قليالً بعمليات ضبط النسل‪ ،‬والتخطيط للرعاية األسرية (‪.)26‬‬

‫هذا‪ ،‬وتؤثر الخصوبة المرتفعة على طبيعة البناء األسري ونوع المشكالت التي تواجهها األسرة‪ .‬وحيث يبلغ‬
‫عدد أفراد األسرة في بعض المناطق العشوائية ما بين ‪ 9-7‬أفراد في ‪ %50‬من عينة الدراسة كما هو الحال‬
‫في منطقة السالم العشوائية تتضاعف الضغوط المعيشية التي جاءت مشفوعة على نحو ما أكدته النتائج‬
‫بضعف الميل إلى استخدام وسائل تنظيم األسرة وارتفاع قيمة اإلنجاب‪ .‬وهذا ما أسفرت عنه نتائج بحث‬
‫منطقة المنيرة الغربية العشوائية‪ ،‬وكذلك عشوائيات مدينة بورسعيد (‪.)27‬‬

‫كما يتصل مفهوم التفكك األسري أكثر ما يكون في المناطق العشوائية بمظاهر سلبية محددة‪ ،‬من بينها‬
‫تراجع دور األب في عمليات الضبط والتنشئة والهروب من مسؤوليات الوفاء بالتزامات األسرة المادية‬
‫وغير المادية‪ ،‬وشيوع صفة االتكال على الزوجة أو المرأة بعامة وسط تبريرات زائفة ومظاهر للتنصل من‬
‫األداء والالمباالة‪ .‬وكثيراً ما يبرر سلوكه بأفكار ومعتقدات مستمدة من الرؤى الشعبية والتصورات غير‬
‫الصحيحة عن النجاح والفشل والجدية والكسل‪ .‬هذا باإلضافة إلى تكرار المواقف السلبية لدى األسر حيال‬
‫البيئة والوسط واألمور المتصلة بالتلوث‪ .‬وتؤكد اللغة والمعامالت المكشوفة وجودها بين أفراد األسرة‬
‫واألقارب والجيران‪ ،‬وتمتد إلى سياق من التجاوزات التي تخدش الحياء أو تجرح الشعور أو تدفع للحرج‬
‫في حاالت كثيرة‪ .‬يأتي ذلك مصحوبا ً بالتطاول والشجار والتمرد واالنحراف‪.‬‬

‫إن مظاهر التنافر والتناقض في التفكير والسلوك من المكونات الرئيسية لسكان األحياء العشوائية‪ .‬وقد دلت‬
‫نتائج البحوث على أن ذلك يعود بالدرجة األولى إلى طبيعة الحياة وأساليب العيش المستمدة من المورث‬
‫الثقافي للفقراء على النحو الذي أحصاه أوسكار لويس ونسبة إلى سكان المناطق المتخلفة من األحياء‬
‫الحضرية في المدن بعامة ومدن العالم الثالث بخاصة‪.‬‬

‫هوامش الفصل الثاني‬


‫(‪ )1‬محمود الكردي‪ :‬العشوائيات في المجتمع المصري رؤية نظرية‪ ،‬المركز القومي للبحوث االجتماعية‬
‫والجنائية‪ ،‬القاهرة‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.169 -166‬‬

‫(‪ )2‬محمود الكردي‪ :‬نوعية الحياة في منطقة عشوائية‪ ،‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ص ‪.127-122‬‬

‫(‪Banerfee A, Glennerster R and Kremer M Á: Randomization in )3‬‬


‫‪Development Economics: Atoolk it’’ forthcoming in Hand book on the‬‬
‫‪,.economic of education, 2006 Vol. 4‬‬

‫(‪ )4‬محمود الكردي‪ ،‬نوعية الحياة في منطقة عشوائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149-147‬‬

‫(‪Case Anne Christina Paxson and Joseph Ableidinger: ‘‘Orphans in )5‬‬


‫‪Africa: parental death, poverty and school Enrollments’’ demography,‬‬
‫‪.(2004) Vol Á 41, No (3) pp. 483-508‬‬

‫(‪ )6‬جرانوتية برنار‪ ،‬العشوائيات السكنية المشكالت والحلول‪ ،‬ترجمة محمد علي بهجت – دار المعرفة‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.32-28‬‬

‫(‪Van de Kaa, Dirk JÁ Post Modern fertility preferences: from changing )7‬‬
‫‪value orientation to new Behavior ‘‘(2001). pp. 290-331 in Global Bulatao‬‬
‫‪.and others‬‬

‫(‪Singh M, ‘‘The Urban poor: slum and pavement Dwellers in the major )8‬‬
‫‪.cities of India’’ Manohar, (1980) pp. 26-29‬‬

‫(‪ )9‬محمد عبد المعبود مرسي‪ :‬مالمح الثقافة الهامشية لبعض سكان األكواخ‪ ،‬دراسة ميدانية مقارنة بين‬
‫منطقتين حضريتين‪ ،‬مؤتمر اإلسكندرية الدولي حول التبادل الحضاري بين شعوب البحر األبيض المتوسط‬
‫عبر التاريخ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1994 ،‬ص ‪.324-288‬‬

‫(‪Darroch F,E end singh s ‘‘Differences in teenage pregnancy Rates )10‬‬


‫‪among five developed countries: The Roles of sexual activity and‬‬
‫‪,contraceptive use’’ fam plan prospect, (2001) vol, 33, No (6) pp, 244-250‬‬

‫(‪ )11‬عال مصطفى وآخرون‪ :‬الطفل في المناطق العشوائية‪ ،‬المركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1998 ،‬ص ‪.188-182‬‬

‫(‪ )12‬المعهد العالي للصحة العامة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40-38‬‬

‫(‪ )13‬محمود الكردي‪ ،‬نوعية الحياة في منطقة عشوائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.166-162‬‬
‫(‪ )14‬السيد الحسيني‪ :‬اإلسكان والتنمية الحضرية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهرة‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.70-54‬‬

‫(‪ )15‬رئاسة مجلس الوزراء‪ ،‬المجلس القومي للسكان "العالقة بين بعض المتغيرات البيئية والسلوك‬
‫اإلنجابي" دراسة ميدانية لمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة‪ ،‬التقرير النهائي ‪1999‬م‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫(‪Rainy D y, Parsons L H, et, ‘‘Compliance with return appointments for )16‬‬


‫‪reproductive health care among adolescent Norplant users’’ F, Adoles‬‬
‫‪,Health, (1995) Vol 16, pp, 385-388‬‬

‫(‪ )17‬محمود الكردي‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.245-244 ،‬‬

‫(‪ )18‬عال مصطفى وآخرون‪ ،‬الطفل في المناطق العشوائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪176 ،‬‬

‫(‪ )19‬على الصاوي‪ :‬العشوائيات ونماذج التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25-22‬‬

‫(‪ )20‬محمود الكردي‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬

‫(‪Yamano Takashi and others ‘‘Working age adult mortality and primary )21‬‬
‫‪school attendance in Rural Kenya’’ economic development and cultural‬‬
‫‪.change, (2005). Vol. 53. No 3. pp. 619-654‬‬

‫(‪ )22‬فؤاد كرم‪ :‬عمالة المرأة في مصر‪ ،‬مالحظات ميدانية سلسلة تقارير الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.15 -13‬‬

‫(‪ )23‬محمود الكردي‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬مرجع سابق‪.198 ،‬‬


‫(‪ )24‬عال مصطفى وآخرون‪ :‬عمالة األطفال في المنشآت الصناعية الصغيرة‪ ،‬المركز القومي للبحوث‬
‫االجتماعية والجنائية‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.173 -171‬‬

‫(‪Kahn J A F Kaplowitz R.A ‘‘the association between Impulsiveness )25‬‬


‫‪and sexual risk behaviors in adolescent and young adult women’’ Journal‬‬
‫‪.of adult health, (2002).Vol. 30, No. 4, pp. 229-232‬‬

‫(‪ )26‬إيمان جالل‪ :‬النمو العشوائي للمدينة دراسة في علم االجتماع الحضري مع التطبيق على امتداد مدينة‬
‫القاهرة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة عين شمس ‪1992‬م‪ ،‬ص ‪.236-234‬‬

‫(‪ )27‬السيد عوض حنفي‪ :‬األحياء الحضرية المتخلفة المكان والسكان ‪ -‬دراسة سوسيولوجية في أحياء‬
‫العشش بمدينة بورسعيد المؤتمر العلمي الثاني للتنمية المتكاملة للمجتمعات الحضرية المتخلفة‪1989 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.438 ‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‬
‫قراءة تحليلية للبحوث السابقة‬
‫أوالً ‪ -‬محددات السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ -‬الخصائص السكانية في المناطق العشوائية وانعكاساتها اإلنجابية‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ -‬مدى استفادة البحث الراهن من الدراسات السابقة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‬
‫قراءة تحليلية للبحوث السابقة‬
‫مقدمة‬
‫يشير مسح التراث السوسيولوجي لظاهرة العشوائيات أن سنة ‪1975‬م تعتبر نقطة بداية دراسة العشوائيات‬
‫في مصر‪ ،‬وأن الفترة من نهاية الثمانينيات وحتى نهاية التسعينيات تعد من أثرى وأعمق فترات الدراسة‬
‫االجتماعية لظاهرة العشوائيات‪ .‬كما استحوذت المدن الكبيرة مثل القاهرة واإلسكندرية النصيب األكثر من‬
‫هذه الدراسات‪ ،‬وذلك يرجع لتزايد عدد المناطق العشوائية بهما‪ ،‬وأيضا تعدد المشكالت الناجمة‪ ،‬وتنوعها‪،‬‬
‫عن تفاقم ظاهرة العشوائيات بمعظم المدن الكبرى بصفة عامة‪.‬‬

‫وباهتمام هذه الدراسة وتعمقها في فهم ودراسة محددات وموجهات السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‬
‫بصفة عامة‪ ،‬والمجتمع البحثي خاصة‪ ،‬فيمكن عرض بعض البحوث السابقة على المستوى المحلي واإلقليمي‬
‫والعالمي‪.‬‬

‫ولسهولة التصنيف والتحليل وإمكانية االستفادة من هذه البحوث في هذه الدراسة الراهنة‪ ،‬ونظراً لتعدد‬
‫وتنوع البحوث المتعلقة بموضوع الدراسة الراهنة كان البد من تصنيفها إلى المحاور الثالثة التالية‪:‬‬

‫أوالً ‪ -‬محددات السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬الخصائص السكانية في المناطق العشوائية وانعكاساتها اإلنجابية‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ -‬مدى استفادة البحث الراهن من الدراسات السابقة‪.‬‬

‫أوال ً ‪ -‬محددات السلوك اإلنجابي في المناطق العشوائية‪:‬‬


‫أ‪ -‬الدراسات‪:‬‬

‫‪  ‬المحلية المباشرة‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة وداد سليمان سنة ‪ 1973‬عن العوامل االجتماعية المؤثرة في الخصوبة بمنطقة الوايلي بالقاهرة(‬
‫‪ .)1‬وقد أجريت على مجموعة من النساء المقيمات في هذه المنطقة السكنية المزدحمة‪ ،‬والتي تضم بعض‬
‫األماكن العشوائية‪ ،‬وقد استهدفت التوصل إلى بعض المحددات والعوامل االجتماعية وعالقتها بالخصوبة‪،‬‬
‫وأيضا ً معرفة العالقة بين اشتغال المرآة الحاضنة والخصوبة وعمل المرأة في بعض األعمال الحرفية‬
‫والخدمية واستخدم وسائل تنظيم األسرة‪.‬‬

‫واستعانت الباحثة بالمنهج التجريبي للمقارنة بين مجموعة الزوجات العامالت (عينة تجريبية) ومجموعة‬
‫غير العامالت (عينة ضابطة)‪ ،‬وقد كانت أهم النتائج تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬أن اشتغال المرأة خاصة خارج المنزل يزيد من عالقاتها ومعرفتها ببعض األمور المتعلقة بحجم األسرة‪،‬‬
‫وتصبح أكثر معرفة بوسائل تنظيم األسرة من غيرها‪.‬‬

‫‪ -‬اتضح أن هناك عدم تطابق بين الحجم المفضل لألسرة والحجم الفعلي دللت في مجموعة الزوجات غير‬
‫العامالت‪ ،‬ودللت الباحثة على ذلك بعدم المعرفة بأنسب الوسائل لتنظيم األسرة‪ ،‬وأيضا لتناقض الدافعية في‬
‫تحديد حجم األسرة التي تعني اختالف المعايير االجتماعية القديمة فيما يتعلق بحجم األسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة يسرى رسالن(‪ )2‬سنة ‪ 1979‬عن‪ :‬السلوك اإلنجابي وعالقته بمستوى التعليم‪ :‬دراسة تطبيقية‬
‫على بندر ومركز محافظة المنيا التي ركزت على العالقة بين السلوك اإلنجابي وعالقته بمستوى التعليم‪،‬‬
‫واعتمد فيها الباحث على منهجي المسح االجتماعي بالعينة والمنهج المقارن‪ .‬وجمعت البيانات الميدانية من‬
‫خالل االستبانة مع الزوجين‪ ،‬وطبقت على مناطق أرض سلطان‪ ،‬وحي األخصاص‪ ،‬وعشش محفوظ بمدينة‬
‫المنيا‪ .‬وجاءت النتائج لتشير إلى أن هناك تأثيراً من جانب التعليم في السلوك اإلنجابي بمتغيراته المختلفة‬
‫مثل (الزواج‪ ،‬مرات اإلنجاب‪ ،‬والمباعدة بين المواليد)‪ .‬كما تبين وجود ارتباط عكسي بين المستوى التعليمي‬
‫للزوجين وحجم األسرة‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة مصطفى خلف عبد الجواد سنة ‪ 1983‬عن الفقر والسلوك اإلنجابي‪ ،‬وقد كانت في إحدى القرى‬
‫(إبوان‪/‬مطاي) ومنطقة عشش محفوظ بمدينة المنيا(‪ .)3‬وهي منطقة حضريه فقيرة جداً‪ ،‬وتمثل نمطا ً‬
‫عشوائيا ً واضحا ً في مدينة المنيا حينذاك‪ ،‬وقد استهدفت الدراسة تعرف أهم األبعاد الديموجرافية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية المرتبطة بالسلوك اإلنجابي‪ ،‬وكذلك تعرف السلوك ومقارنته بين فقراء الريف وفقراء الحضر‪.‬‬
‫وقد استعان الباحث بالمنهج المقارن‪ ،‬واعتمد على استمارة االستبانة بالمقابلة‪ ،‬وكانت أهم النتائج تتمثل في‬
‫ارتفاع القيمة االقتصادية لألطفال بين فقراء الريف والحضر‪ ،‬فالطفل في كليهما مصدر رزق جديد‪ ،‬واضافة‬
‫دخل جديد لألسرة‪ ،‬كما اتضح عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين فقراء الريف والحضر في نمطي‬
‫الخصوبة التراكمية والجارية‪ .‬وكشفت الدراسة أن متوسط عدد المواليد يزيد في المناطق الفقيرة سواء‬
‫الريفية أو الحضرية عما هو مرغوب فيه‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة السيد حنفي عوض سنة ‪ 1988‬عن السلوك اإلنجابي في األحياء المتخلفة (‪ .)4‬وقد أجريت‬
‫الدراسة في بعض أحياء العشش في مدينة بورسعيد‪ .‬وهذه المنطقة بها كثافة سكانية عالية يصاحبها تلوث‬
‫في البيئة‪ ،‬كما أن سكانها يعانون من العزلة‪ ،‬والتصدع األسري‪ ،‬ومشاعر االغتراب في المجتمع العام‪ ،‬وال‬
‫توجد خصوصية بين األزواج واألبناء‪ ،‬وحتى بين بعض الجيران لالشتراك في دورات المياه والمطابخ‪،‬‬
‫ولتجاور وتقارب غرف النوم‪ ،‬وضيق مساحتها‪ .‬وانتهت الدراسة إلى أن الشكل الفيزيقي للمكان لم يكن‬
‫بمنأى عن المؤثرات التاريخية التي أسهمت في بناء أحياء العشش ونموها في بورسعيد‪ ،‬كما انتهت إلى أن‬
‫هذه المنطقة والعشش تعج بكمية من صور الحرمان البشري‪ ،‬وزيادة عدد المواليد في ظل تناهي حاالت‬
‫الفقر المتزايد وتوريث الفقر‪ ،‬والسلوكيات العشوائية واالنحرافية الضارة لكل أفراد المجتمع‪ ،‬وكذلك تظهر‬
‫النتائج حقيقة اتساع الفجوة والخلل االجتماعي واالقتصادي بين الفقراء المقيمين في هذه المنطقة‪ ،‬واألغنياء‬
‫المستفيدين من تطبيق سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ،‬بمدينة بورسعيد‪.‬‬

‫‪ -5‬دراسة محمود جاد سنة ‪ 1985‬عن خصوبة سكنى المقابر بمدينة القاهرة (‪ .)5‬وقد أجريت الدراسة‬
‫على سكنى مقابر الشافعي والقرافة الشرقية بمدينة القاهرة‪ ،‬واستهدفت تعرف أسباب سكنى المقابر‪ ،‬وعالقة‬
‫التضخم الحضري بهذه الظاهرة الخطيرة في اإلسكان‪ ،‬وأيضا ً معرفة الخصوبة الحقيقة لسكنى المقابر‪،‬‬
‫وكذلك تحديد دور الخصائص الديموجرافية والفيزيقية واالقتصادية لسكان المقابر‪ ،‬وهل االتجاهات‬
‫والمعتقدات لسكنى المقابر تؤثر في دافعيتهم للزواج المبكر واإلنجاب المبكر والمتكرر‪ .‬وقد استخدم الباحث‬
‫المنهج التاريخي والمقارن والوصفي والتجريبي واإلحصائي‪ ،‬كما استعان باالستبانة والمالحظة بالمشاركة‬
‫والمقابالت الجماعية‪ ،‬وقد انتهت النتائج إلى أن النمط المعاصر لسكنى المقابر في مدينة القاهرة يرتبط في‬
‫انتشاره وتفاقمه بنشأة التضخم الحضري وتفاقمه في المدينة‪ ،‬وأن األمية وانخفاض مستوى التعليم يعتبر من‬
‫أهم المحددات االجتماعية للسلوك اإلنجابي بين سكان المقابر في المجتمع البحثي‪ ،‬كما جاءت المنفعة‬
‫االقتصادية المتوقعة من األطفال كأهم المحددات الموجهة للسلوك اإلنجابي بين المبحوثين‪ ،‬وأن هناك عالقة‬
‫بين مكان اإلقامة بالمقابر وزيادة عدد المواليد للضمان االجتماعي واألمني‪.‬‬

‫‪ -6‬دراسة عن "تمكين المرأة والسلوك اإلنجابي في الريف الهندي"(‪ ،)6‬وهدفت إلى تعرف تأثير تمكين‬
‫المرأة في الخصوبة واتجاهاتها المستقبلية نحو اإلنجاب واستخدام وسائل منع الحمل‪ .‬ولقد طبقت على (‬
‫‪ )403‬من السيدات المتزوجات في الفئة العمرية (‪ ،)49 -15‬واستخدمت الجماعات البؤرية‪ .‬وكشفت‬
‫النتائج عن وجود تأثير قوي الستخدام وسائل تنظيم األسرة بالمقارنة بمعدل الخصوبة الفعلية‪ ،‬وكذلك النوايا‬
‫المستقبلية بشأن اإلنجاب‪ ،‬ويعد ذلك أحد األدلة الكافية على وجود تأثير للبيئة االجتماعية (الزوج‪ ،‬األسرة)‬
‫في السلك اإلنجابي للمرأة‪.‬‬

‫‪ -7‬دراسة أحمد محمد النوري سنة ‪ 2001‬عن السكن العشوائي بمدينة الخرطوم وانعكاساته الديموجرافية‬
‫والمحددات والعوامل االجتماعية والسكنية المؤثرة في معدالت استخدام تنظيم األسرة‪ ،‬ودراسة الخصائص‬
‫االجتماعية والديموجرافية واالقتصادية وعالقتها بالخصوبة‪.‬‬

‫وقد استخدم الباحث منهج اإلحصاء الوصفي الذي فرضته كمية ومحتوى البيانات المتوافرة سواء كانت‬
‫تعدادات للسكان وخاصة تعداد سنة ‪ ،1993‬باإلضافة إلى تقارير وزارة الشؤون الهندسية بوالية الخرطوم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مسح القواعد األساسية الذي نفذه الجهاز المركزي لإلحصاء سنة ‪ 1999‬بمحافظة أميرة‬
‫بتمويل من صندوق األمم المتحدة‪.‬‬

‫وقد انتهت الدراسة إلى أن المناطق العشوائية بالمجتمع البحثي ليس بها منافع صحية‪ ،‬وتنتشر بها مشكالت‬
‫االزدحام في السكن‪ ،‬وفي الخدمات‪ ،‬ويكثر بها التلوث البيئي‪ ،‬ويرى الباحث أن تدني الخصائص االجتماعية‬
‫كاألمية وانخفاض مستوى التعليم والفقر والمرض ووفيات األطفال من أهم الموجهات الحقيقية للسلوك‬
‫اإلنجابي بالمجتمع البحثي‪ ،‬وهي المناطق العشوائية بالخرطوم (‪.)7‬‬

‫‪ -8‬دراسة المركز الديموجرافي بالقاهرة سنة ‪ 2003‬عن األحياء العشوائية ومشكالتها الديموجرافية(‪.)8‬‬
‫وتستهدف تعرف أهم األوضاع الديموجرافية‪ -‬السلوك اإلنجابي‪ -‬بهذه األحياء العشوائية بمدينة القاهرة‬
‫[الشرابية والحوتية ودار السالم] ومعرفة متوسط حجم األسر بهذه المناطق‪ ،‬وقدمت تحليالً سوسيو‬
‫ديموجرافيا للسكان في هذه األحياء العشوائية‪ .‬وقد خلصت الدراسة إلى أن من أهم مشكالت العشوائيات‬
‫ارتفاع معدالت الخصوبة‪ ،‬فمتوسط عدد األسرة يتراوح ما بين ‪ 13 :7‬فرداً بالنسبة إلى ما يقرب من ‪%70‬‬
‫من األسر بمعظم المناطق‪ ،‬خاصة بالقاهرة في مناطق الشرابية والحوتية ودار السالم‪ ،‬بينما تصل إلى‬
‫‪ 8‬أفراد في منطقة زينهم‪ ،‬كما تتسم األسر في المناطق العشوائية بارتفاع نسبة النساء المعيالت‪ ،‬حيث ترتفع‬
‫نسبة األسر التي تعولها امرأة في بعض المناطق العشوائية إلى ما بين ‪ %25 :33‬من إجمالي األسر‪ ،‬وهذا‬
‫دليل على ارتفاع معدالت الطالق واالنفصال والترمل‪.‬‬

‫كذلك يرتفع معدل النمو السكاني بالمناطق العشوائية ليصل في حي السالم إلى ‪ ،%9.1‬وأيضا في قسم‬
‫البساتين الذي يضم ‪ 12‬منطقة عشوائية‪ ،‬أما في منطقة منشأة ناصر فيصل إلى ‪ ،%9‬هذا باإلضافة إلى‬
‫ضيق المساحات والغرف بهذه المناطق؛ مما يؤدي حتما ً إلى مزيد من الكثافة السكانية الشديدة وما يستتبعها‬
‫من مشكالت أخرى‪.‬‬

‫‪ -9‬دراسة عن تأثير مكانة المرأة في السلوك اإلنجابي بين دولتي تايوان والصين‪ :‬تحليل متعدد المستويات‪( ‬‬
‫‪ .)9‬وهدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على مستويات التعليم‪ ،‬وعمل المرأة من خالل التحليل المتعدد‬
‫وأثرهما في الخصوبة‪ .‬واستخدم الباحث بيانات تعداد ‪ 1990‬للصين‪ ،‬ومسح المعرفة واالتجاهات‬
‫والممارسات لتايوان لعام ‪ .1992‬وتبين من النتائج أن ارتفاع المستوى التعليمي للسيدات يساعد األزواج‬
‫في اتخاذ القرار بشأن ممارسة التعقيم‪ ،‬وأن السيدات الالتي يعملن في مهن دنيا يرتفع لديهن متوسط حجم‬
‫األسرة مقارنة بغيرهن ممن تعملن في المهن العليا‪.‬‬

‫‪ -10‬دراسة محمود الحبيس سنة ‪ 2006‬عن العوامل المؤثرة في الخصوبة البشرية (‪ .)10‬وقد استهدف‬
‫البحث دراسة اتجاهات األسر نحو اإلنجاب بناء على عدد من المتغيرات تم اختيارها‪ ،‬وهي المتغيرات‬
‫االقتصادية [الدخل ومهنة الزوج ومهنة الزوجة] واالجتماعية (المستوى التعليمي للزوج‪ ،‬والمستوى‬
‫التعليمي للزوجة‪ ،‬والديانة) والديموجرافية (العمر عند الزواج األول‪ ،‬واستخدام وسائل منع الحمل‪ ،‬وطول‬
‫مدة الحياة الزوجية‪ ،‬وعدد مرات زواج الزوجة‪ ،‬وجنس المولود)‪ .‬وقد اعتمدت الدراسة على بيانات تم‬
‫جمعها بواسطة االستبانة من عينة بلغت ‪ 312‬أسرة في محافظه مأرب باليمن‪ ،‬وقد انتهت الدراسة إلى أن‬
‫المستوى التعليمي للزوجين ومهنتيهما‪ ،‬واستخدام وسائل منع الحمل والعمر عند الزواج األول وجنس‬
‫المولود على التوالي تعتبر من أهم المحددات الفعلية للسلوك اإلنجابي ‪/‬على حين لم تظهر الدراسة أثراً‬
‫لمتغيرات الدخل على مستوى الخصوبة‪ ،‬كما توصلت الدراسة إلى وجود أثر إيجابي ذي داللة إحصائية‬
‫للمتغيرات [عدد مرات الزواج للزوجة‪ ،‬ومدة الحياة الزوجية والديانة] في مستوى الخصوبة البشرية‪.‬‬

‫‪ -11‬دراسة السيد عيد فرج سنة ‪ 2008‬عن المهنة من سكان العشوائيات (‪ .)11‬وقد أجريت الدراسة في‬
‫المناطق العشوائية بمدينة ديرب نجم بالشرقية [منطقة الفراشة] وقد استهدفت إلقاء الضوء حول اآلثار‬
‫االجتماعية واالقتصادية واألمنية والصحية الناجمة عن السكن العشوائي‪ ،‬وقد استخدمت األسلوب الوصفي‬
‫والمسح االجتماعي‪ ،‬واستعان بالمالحظة ودليل المقابلة‪ ،‬والقياس السوسيومتري‪ .‬وكانت أهم النتائج تتمثل‬
‫في أن معظم أفراد العينة ال يفضلون األسرة صغيرة الحجم‪ ،‬حيث تتفق أو تتصارع اتجاهات الزوجية‬
‫بالنسبة لحجم األسرة‪ ،‬ووفقا ً النتماءاتهم الريفية والحضرية العشوائية‪ ،‬وانتشار نمط األسر الممتدة بالمنطقة‪،‬‬
‫وأن المهن الحرفية والتجارية والزراعية هي األكثر انتشاراً بالمجتمع البحثي‪ ،‬وهي الدافعة للسلوك اإلنجابي‬
‫والرغبة في إنجاب عدد كبير من األوالد خاصة من الذكور للمنفعة االقتصادية المتوقعة والفعلية منهم‬
‫للمشاركة مع آبائهم في نفس األعمال الحرفية والمهنية‪ ،‬خاصة أن معظم أفراد العينة من العاملين في‬
‫الورش والتجارة والزراعة‪.‬‬

‫‪ -12‬دراسة علي السقاف سنة ‪ 2009‬عن الخصوبة وعالقتها ببعض المتغيرات الديموجرافية (‪ .)12‬وقد‬
‫استهدفت الدراسة تحليل العوامل الديموجرافية واالقتصادية واالجتماعية المرتبطة بالخصوبة في اليمن‪،‬‬
‫واستندت الدراسة بشكل أساسي إلى بيانات تعدادي ‪ ،2004 ،1994‬وكذلك المسح اليمني لصحة األسرة‬
‫لعام ‪ ،2003‬وقد استخدمت الدراسة أسلوب تحليل االنحدار المتعدد‪ ،‬وذلك لتعرف العوامل المرتبطة‬
‫بالخصوبة‪.‬‬

‫وتبين أن معدل الخصوبة الكلي ‪ 7.4‬مولود في المتوسط لكل امرأة‪ ،‬وانخفض هذا المعدل ليصل إلى‬
‫‪ 6.1‬مولود ‪ /‬سيده سنة ‪ ،2004‬وفي المقابل انخفض معدل النمو السكاني من ‪ %3.5‬سنة ‪ 1994‬إلى‬
‫‪ %3‬سنة ‪ .2004‬وقد انتهت الدراسة إلى أن أهم محددات الخصوبة تتمثل في العمر عند الزواج األول‪،‬‬
‫مكان اإلقامة وخاصة المزودة بالكهرباء وعدد الغرف‪ ،‬خاصة في األماكن الحضرية الفقيرة‪ ،‬ومعرفة‬
‫القراءة والكتابة‪ ،‬واالستمرار في التعليم والفقر‪ ،‬وكذلك الحصول على بعض الخدمات الصحية التي لها‬
‫عالقة ارتباط داله إحصائيا ً مع الخصوبة بالمجتمع البحثي باليمن‪ ،‬وهذه المتغيرات تفسر ‪ %90‬من‬
‫المتغيرات في الخصوبة‪.‬‬

‫‪ -13‬دراسة عبد المجيد أحمد سنة ‪ 2009‬عن الحضرية والسلوك اإلنجابي (‪ .)13‬وأجريت الدراسة على‬
‫عينتين بمدينة المنيا إحداهما منطقة عشوائية وأخرى بوسط المدينة‪ ،‬وقد اعتمدت على منهج المسح‬
‫االجتماعي بالعينة المنهج المقارن‪ ،‬واستمارة االستبانة بالمقابلة‪ ،‬كأداة لجمع البيانات‪ ،‬وبلغ قوام العينة إلى‪( ‬‬
‫‪ )860‬امرأة متزوجة‪ ،‬موزعة بين منطقتي البحث في وسط وأطراف المدينة ‪ -‬المنيا ‪ -‬وذلك لتحديد نوعية‬
‫العالقة االرتباطية بين الحضرية والسلوك اإلنجابي بوسط وأطراف المدينة‪ .‬وتبين ارتفاع أعداد ونسب‬
‫المواليد األحياء الذكور واإلناث بوسط المدينة وأطرافها‪ ،‬حيث يصل متوسط عدد المواليد األحياء بأطراف‬
‫المدينة مقارنة بوسط المدينة‪ ،‬حيث يصل المتوسط ‪ 3.9‬أطفال لكل سيدة في مقابل ‪ 3.1‬أطفال بوسط‬
‫المدينة‪.‬‬

‫‪ -14‬دراسة بعنوان "تأثير التعليم في الخصوبة في زامبيا (‪ .)14‬بهدف الكشف عن مستويات الخصوبة في‬
‫زامبيا‪ ،‬وكذلك العالقة االرتباطية بين تعليم اإلناث والخصوبة‪ ،‬واعتمدت الدراسة على التعدادات السكانية‬
‫الخاصة بزامبيا فضالً عن البيانات والمنشورات الخاصة بالبنك الدولي واألمم المتحدة وإحصاءات التعليم‪.‬‬
‫وكشفت هذه الدراسة عن تأثير المستوى التعليمي في الطلب على األطفال‪ ،‬فكلما ارتفع المستوى التعليمي‬
‫للزوجين انخفض الطلب على األطفال‪ ،‬كما يؤثر المستوى التعليمي في الخصوبة الفعلية للسن عند الزواج‪.‬‬

‫‪ -15‬دراسة "السن عند الزواج وتأثيره في الخصوبة لمصر خالل الفترة (‪ )15(")2055 – 1999‬وذلك‬
‫بهدف فحص التباينات الديوجرافية واالجتماعية واالقتصادية للعمر عند الزواج األول للسيدات بمصر‪،‬‬
‫وتوضيح المحددات الرئيسية للعمر عند الزواج األول‪ .‬ولقد اعتمدت الدراسة على البيانات الواردة في‬
‫المسح السكاني الصحي (‪ ،)2005 -1995‬واستخدمت المنهجين الوصفي واإلحصائي مع استخدام تحليل‬
‫االنحدار المتعدد‪ .‬وأوضحت النتائج أن تعليم الزوجة ومهنتها يؤثران إيجابيا ً في السن عند الزواج‪ ،‬ومن ثم‬
‫يؤثران عكسيا ً في خصوبة الزوجات‪ .‬كما أن التفاوت في الخصائص الديموجرافية بين األزواج والزوجات‬
‫يؤثر في االتجاهات والقرارات الخاصة بتنظيم األسرة‪ ،‬وحجم األسرة‪ ،‬ونمط الخصوبة السائد في المجتمع‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ -‬الخصائص السكانية في المناطق العشوائية وانعكاساتها اإلنجابية‪:‬‬


‫‪ -1‬دراسة الباحثة البريطانية يونى ويكان ‪ Unni Wikan‬عن الظروف والمشكالت الحياتية لفقراء الحضر‬
‫في أحد أحياء الجيزة الفقيرة‪ ،‬وهو حي بوالق الدكرور (‪ 1969‬م)(‪ )16‬وقد اعتمدت الباحثة فيها على‬
‫طريقة المالحظة بالمشاركة لعينة مكونة من ‪ 17‬أسرة‪ ،‬وتبين من النتائج انتشار مشكلة عدم الخصوصية‬
‫بين سكان المنطقة‪ ،‬وما يترتب عليها من بعض المشكالت االجتماعية األخرى‪ ،‬فضيق األماكن والغرف‪،‬‬
‫وكذا الشوارع والحواري‪ ،‬ال يساعد على إمكانية تحقيق حق الخصوصية في السكن‪ ،‬وفي قضاء الحاجات‬
‫الخاصة والعامة‪ ،‬ولعل هذه المشكلة تمثل أكثر المشكالت التي تواجه جميع المناطق العشوائية في مصر‪،‬‬
‫حتى إنه في عمارات اإليواء التي أقامتها الدولة في بعض المدن الكبرى للقضاء على ظاهرة سكنى العشش‬
‫واألكشاك والمقابر لوحظ أن وجود دورات المياه المشتركة ترتب عليه عدة مشكالت مثل التحرش الجنسي‬
‫وغيره‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة صالح الدين محمود عبد الفتاح سنة ‪ 1988‬عن الخصائص االجتماعية واالقتصادية لسكان‬
‫المناطق الحضرية العشوائية (‪ .)17‬وقد حاول الباحث فيها تحديد العوامل والمحددات الرئيسية التي تساعد‬
‫على استمرار وجود تلك المناطق باإلضافة إلى الوقوف على أهم العوامل التي تساعد على كثير من‬
‫المشكالت بهذه المناطق من أجل وضع الحلول المناسبة لها‪ ،‬ومحاولة التوصل إلى كيفية تطوير هذه‬
‫المناطق‪ .‬وقد استخدم الباحث منهج المسح االجتماعي بطريقة العينة‪ ،‬حيث استعان باالستبانة والمالحظة‬
‫وبعض اللقاءات مع اإلخباريين‪ ،‬وقد كان مجتمع دراسته في منطقة حضرية عشوائية هي [عزبة الهجانة]‪،‬‬
‫وهي في حدود قسم مدينة نصر بمحافظة القاهرة‪.‬‬

‫كما اختار [‪ ]368‬رب أسرة من المقيمين بالمنطقة‪ ،‬وقد أثبتت الدراسة أن غالبية سكان المنطقة تتدنى‬
‫خصائصهم االجتماعية واالقتصادية في حين يرتفع معدل الزواج المبكر والمتعدد بينهم‪ ،‬وذلك ألن معظم‬
‫أفراد العينة وفدوا إلى المنطقة في صورة هجرات من مختلف محافظات الجمهورية بدافع البحث عن فرص‬
‫العمل‪ ،‬وتضم هذه الفرص غالبا ً أعمال حرفية وخدمية‪ .‬وأوضحت النتائج ارتفاع معدل المواليد باألسر‬
‫عامة‪ ،‬واألسر الفقيرة خاصة؛ الستخدام األبناء في بعض األعمال‪ ،‬واستجالب منفعة اقتصادية منهم‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة فرحة مراد سنة ‪ 1990‬عن الخصائص االجتماعية واالقتصادية لألحياء المتخلفة‪ )18(،‬وهي‬
‫من الدراسات التي اهتمت بعرض وتحليل بعض الخصائص االجتماعية واالقتصادية لساكني العشوائيات‪.‬‬
‫وحاولت الباحثة تعرف أهم الخصائص االجتماعية واالقتصادية للمناطق المتخلفة بغرض تعرف على‬
‫الموارد البشرية بها‪ ،‬وقد اختارت الباحثة منطقة عرب الطوايلة التابعة المطرية بمحافظة القاهرة‪ .‬وقد‬
‫استعانت بمنهج المسح االجتماعي بالعينة واستمارة االستبانة‪ ،‬وأيضا اإلخباريين في جميع البيانات‪ ،‬وجاءت‬
‫نتائجها عن النحو اآلتي‪ :‬معظم األسر تعاني من الفقر‪ ،‬وانخفاض وتدني الدخول‪ ،‬وهي ما تمثل إحدى أهم‬
‫الخصائص االقتصادية السائدة في المناطق العشوائية ولها عالقة مباشرة‪ .‬وأظهرت الدراسة انتشار بعض‬
‫الجرائم بالمنطقة مثل السرقة والمخدرات وكثرة المشاجرات‪ ،‬كما تنقصها الخدمات الصحية والتعليمية‬
‫واالجتماعية والثقافية بصورة كبيرة‪ ،‬وهو ما ينعكس على انتشار األمراض ووفيات األطفال‪ .‬كما أوضحت‬
‫الدراسة تدني معظم خصائص سكان المجتمع البحثي‪ ،‬وانتشار سلوكيات االزدحام والعنف بكل أنواعه‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة محمد قطب سليم سنة ‪…1992‬‬

You might also like