Professional Documents
Culture Documents
net/publication/296827169
ﺳﻨﺔ12 وﺣﺘﻰ4 اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺪى اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ
CITATIONS READS
0 3,199
1 author:
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Abdrabo Moghazy Soliman on 10 March 2016.
جامعة الكويت
مت دعم هذا البحث عن طريق األحباث جبامعة الكويت ،رقم املنحة #OP02/07
حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية – احلولية الرابعة والثالثون – 4141هـ 3144 /
8
املؤلف:
-دكتوراه الفلسفة يف علم النفس – ختصص علم نفس االجتماعي والشخصية – عام – 3991
جامعة أبردين.
– 3التفاؤل والتشاؤم :املفهوم ،القياس ،املتعلقات ( )3991الكويت :جامعة الكويت – جلنة التأليف
والتعريب والنشر ،جملس النشر العلمي.
– 2املخاوف املرضية عند طلبة اجلامعة الكويتيني ( .)2003حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية.
احلولية ،23الرسالة ،351جامعة الكويت.
– 2الفروق يف االكتئاب بني طالب وطالبات اجلامعة .)2001( .دراسات عربية يف علم النفس ،جملد
،2العدد ،3ص ص .231 – 393
– 1قياس التفاؤل والتشاؤم لدي طلبة اجلامعة ((دراسة ثقافية مقارنة بني الطلبة الكويتيني والعمانيني))
( .)2001ابالشرتاك مع علي مهدي كاظم ،جملة العلوم الرتبوية والنفسية ،جملد ،9عدد ،4ص ص
.313 – 301
– 1املشكالت الصحية لدى الطلبة العمانيني والكويتيني :دراسة ثقافية مقارنة .)2009( .ابالشرتاك
مع علي مهدي كاظم :جملة دراسات اخلليج واجلزيرة العربية ،عدد ،312سنة ،15ص ص – 51
.94
اجلوائز العلمية:
– 3جائزة الدولة التشجيعية يف الفنون واآلداب والعلوم االجتماعية واإلنسانية لعام ،2000يف جمال
العلوم االجتماعية – جائزة الرتبية وعلم النفس – عن كتاب ((التفاؤل والتشاؤم :املفهوم والقياس
واملتعلقات))( .اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب – وزارة اإلعالم الكويت).
– 2جائزة اإلنتاج العلمي يف جمال العلوم االجتماعية واإلنسانية لعام ( 2002مؤسسة الكويت للتقدم
العلمي – الكويت).
– 1جائزة أفضل حبث لعام 2004يف جمال اإلنسانيات عن حبث ((سلوك تدخني السجائر لدى طلبة
جامعة الكويت :دراسة يف شخصية املدخنني)) املنشور يف حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية –
الرسالة 131احلولية 25لعام ( 2005 – 2004مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – الكويت).
املؤلف:
-دكتوراه يف علم النفس املعريف عن أطروحيت ((اختاذ القرار املعقد بواسطة احلاسوب :التحقق املعريف يف
وحدات العناية املركزة)) جامعة أبردين ،اململكة املتحدة2005 ،م.
-أستاذ علم النفس املعريف املشارك ،قسم علم النفس ،كلية الرتبية ،جامعة أم القرى اململكة العربية
السعودية.
اإلنتاج العلمي:
أوال – الكتب:
سومراسومر (مرتجم) ،ترمجة عبد ربه مغازي سليمان ،)2001( ،مناهج البحث يف علم النفس .رقم
اإليداع بدار الكتب املصرية 1322/2030؛ الرتقيم الدويل؛ .X – 311244-911
مايرز (مرتجم) ،ترمجة عبد ربه مغازي سليمان ،هبة هبي الدين ربيع ،ونشوي زكي حبيب،)2001( ،
مقدمة يف علم النفس ،طنطا :مصر رقم اإليداع بدار الكتب املصرية 1321/2030؛ الرتقيم الدويل؛
.1-1245-31-911
اثنيا – األحباث:
سليمان عبد ربه مغازي ،واألنصاري بدر حممد( ،قيد النشر) ،ثنائية اللغة وقدرات الذاكرة العاملة لدي
األطفال الكويتيني ،اجمللة الرتبوية ،جملس النشر العلمي ،جامعة الكويت.
دور الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية – املكانية يف التحصيل،)2030( . عبد ربه مغازي،سليمان
.13-44 ،)4( 11 ) جملة العلوم االجتماعية (الكويت.الدراسي لدى تالميذ التعليم األساسي
أتثري الكتابة التعبريية على حتسني ذاكرة األحداث،)2030( . انصر، عبد ربه مغازي واملويزري،سليمان
.331 – 11 ،)3( 9 ، جملة دراسات عربية يف علم النفس،اليومية لدى طالب اجلامعة
اضطراب الوظائف التنفيذية أثناء الدورة الشهرية،)2001( رانيا حممد، والفار، عبد ربه مغازي،سليمان
.201-323 ،15 ، مصر، جملة حبوث كلية اآلداب جامعة املنوفية،للمرأة
Soliman, A.M., Gadelrab, H.F. & Elfar, R.M (2013). Working Memory
Subsystems are Imqaired in Chronic Drug Dependeuts. Acta
Neuropsychiatrica, 25 (1),144 – 154.
احملتوى
تكافؤ البطارية يف قياس مفهوم الذاكرة العاملة لدى اإلانث والذكور 55 .......
ملخص
تعد الذاكرة العاملة واحدة من أكثر املفاهيم نشاطا يف البحوث السلوكية ،واملعرفية العصبية ،والتصوير
املغناطيسي للم على مدار العقود األربعة املاضية ،ومع ذل مازالت الدراسات العربية يف هذا اجملال
تفتقر إىل األدوات املقننة على البيئة العربية ،ومن مث الدراسات االستكشافية والتجريبية ،وخباصة عند
األطفال.
والدراسة الراهنة أجريت على عينة قوامها 3021طفال وطفلة من الكويتيني ترتاوح أعمارهم بني 4إىل
32سنة ،هبدف استكشاف طبيعة أداء األطفال الكويتيني من الذكور واإلانث يف كل من الذاكرة
العاملة اللفظية والبصرية – املكانية ،ابستخدام بطارية حاسوبية تقيس الذاكرة العاملة وفقا للنموذج
املتعدد املكوانت لباديلي وهيتش ( .)3914وأشار التحليل العاملي التوكيدي املتعدد إىل أن بطارية
املهام املستخدمة حققت أعلى درجة من تكافؤ القياس بني عينيت الذكور واإلانث؛ وأن مفهوم الذاكرة
العاملة وفقا للنموذج املتعدد املكوانت ،له املعىن نفسه والبناء العاملي نفسه عند التطبيق على عينة
اإلانث وعينة الذكور ،وأشارت النتائج إىل وجود فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث يف كل األعمار
املتضمنة عموما يف مجيع مهام الذاكرة العاملة بنوعيها والدرجات الكلية ،ويتفوق الذكور على اإلانث يف
الفرتة من 5 – 4سنوات يف الذاكرة العاملة البصرية – املكانية فقط ،وتتضح هذه الفروق بشكل دال
يف عمر 32 – 30سنة.
الكلمات املفتاحية :الذاكرة العاملة – مكوانت الذاكرة العاملة – الفروق بني الذكور واإلانث – تكافؤ
القياس.
مقدمة
يتفق معظم الباحثني على أن االختالفات بني البشر أمر حتمي ،وحىت إذا تساوي الذكور واإلانث يف
مواردهم املعرفية ،فإهنم يستجيبون للمثريات بشكل خمتلف .فهذه الفروق ترجع إىل عوامل جينية،
وهرمونية ،وبيئية واليت ال تعكس ابلضرورة ميزة ألحد اجلنسني على اآلخر .فالفروق اجلنسية يف امل
البشري تعكس فروقا يف التعلم ،واإلدراك واالنتباه واختاذ القرارات واملدخالت احلسية ،وذل بناء على
أن الذكور واإلانث يستخدمون مناطق خمتلفة يف امل لتشفري املعلومات يف الذاكرة إلجراء العمليات
املعرفية املختلفة ).(zaidi, 2010
واحدة من أهم العمليات املعرفية اليت هلا دور ابرز يف عملية التعلم هي الذاكرة العاملة ،واليت يتفق غالبية
الباحثني على تعريفها أبهنا حلقة الوصل بني املدخالت احلسية وبني قواعد املعلومات يف الذاكرة طويلة
املدى .فهي تشري إىل نسق من العمليات املعرفية املتداخلة واملتكاملة وظيفيا واملنفصلة تشرحييا ،تقوم
ابالحتفاظ ابملعلومات اللفظية والبصرية – املكانية ومعاجلتها وصيانتها ،لفرتة ال تتعدي بضع ثوان أثناء
تنفيذ األنشطة املعرفية املعقدة مثل :الفهم ،وحل املشكالت ،واختاذ القرارات ،والتخطيط ،والتفكري،
وحل املسائل احلسابية؛ انظر:
'Cepeda. & Munakata. 2009' Brocki. Randall. Bohlin. & Kerns. 2008
Conlin & Gathercole. 2006).
وأثبت عدد كبري من الدراسات ،الدور املهم الذي تلعبه الذاكرة العاملة يف عملية التعلم أثناء الطفولة
'(Alloway. 2007' Alloway. 2009' Alloway & Passolunghi. 2011
Blackwell. Cepeda. & Munakata. 2009' Brocki. Randall. Bohlin & Kerns.
،)2008' Conlin & Gathercole. 2006مؤكدة على العالقة بني سعة الذاكرة العاملة والتحصيل
الدراسي للتالميذ يف املراحل االبتدائية خاصة تعلم الرايضيات ،واللغات األجنبية ،وتعلم القراءة ،واللغة
األم ) ،(De Smedt. Et al. 2009' Nevo & Breznitz. 2011' Swanson. 1994من
انحية ،والعالقة بينها وبني الكثري من االضطراابت النمائية ،واالضطراابت اللغوية عند األطفال
& Lehmann ،Alloway & Archibald. 2008' Alt. 2011واالضطراابت العقلية
،Hasselhorn. 2007' Yeo. Hill. Campbell. Vigil. & Brooks. 2000إضافة إىل
اضطراب التوحد أو الذاتوية 'Gokcen. Bora. Erermis. Kesikci. & Aydin. 2009
Rhodes. Riby. ،Koczat. Rogers, Pennington. & Ross, 2002وزملة داون
،Fraser. & Campbell. 2011وكذل الفروق الفردية يف الذاكرة العاملة لدى األطفال مزدوجي
اللغة .Abu-Rabia & Siegel. 2002' Da fontoura & Siegel. 1995
وعلى الرغم من الدراسات الكثرية اليت أجريت على الذاكرة العاملة وتناولت النوع والعمر بوصفهما
متغريات فارقة موضوع الفروق يف األداء يف املهام املعرفية بنوعيها اللفظية والبصرية – املكانية ،مازال
حوله جدل كثري؛ فعلى حني ترى الدراسات النفسعصبية وجود فروق جوهرية بني الذكور واإلانث يف
تنشيط أماكن خمتلفة يف امل أثناء أداء وظائف معرفية حمددة؛ مثال ،(Tang et al. 2010) :فإن
الدراسات السلوكية ختتلف فيما بينها يف تباين واجتاهات الفروق يف النوع عرب العمر يف األداء على مهام
الذاكرة العاملة؛ مثالKaufman. 2007' Lynn' & lrwing. 2008' Vuontela et al. ( :
،2003سليمان ،)2030وإن كان القليل من الدراسات السلوكية ،استخدم بطارايت شاملة لقياس
الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية.
والدراسة الراهنة تسعى إىل الكشف عن الفروق الفردية يف األداء على مهام الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية – املكانية والتنفيذية ،من خالل األداء على ست مهام شاملة ،لكل من ختزين املعلومات
(اللفظية والبصرية-املكانية) ،ومعاجلتها وذل على عينة كبرية – مقارنة ابلدراسات املعرفية على األطفال
– من اجلنسني – عرب جمموعات عمرية ،من أربع سنوات ،وحىت اثنيت عشرة سنة ،ويتوقع الباحثان ،أن
يكون للدراسة الراهنة تطبيقات تربوية فيما يتعلق ابلفشل يف التحصيل الدراسي املرتبط بفئات عمرية
املراحل العمرية على الذاكرة العاملة بنوعيها؛ اللفظية حمددة ،وكذا وصف وتفسري طبيعة أداء تل
والبصرية-املكانية ومن انحية سيكون هلا تطبيقات يف جمال التشخيص والتدخل لدى األطفال ذوي
العجز اللغوي احملدد ،واألطفال ذوي العجز العام يف الوظائف التنفيذية من خالل إلقاء الضوء على
طبيعة األداء يف مهارات الذاكرة العاملة خالل مراحل الطفولة من هناية الطفولة املبكرة وحىت هناية
الطفولة املتأخرة ،ابإلضافة إىل املسامهة يف الرتاث النفسي السابق يف علم النفس املعريف بتوضيح الفروق
الفردية بني الذكور واإلانث عرب فئات عمرية متتد من أواخر مرحليت الطفولة املبكرة ،وحىت هناية مرحلة
الطفولة املتأخرة.
لقد أصبحت الذاكرة العاملة أحد النقاط األساسية للبحث يف العلوم العصبية واملعرفية؛ فقد شهدت
دراسة الذاكرة العاملة تطورات متعددة وسريعة ،وخباصة يف العقد األول من القرن احلادي والعشرين،
يف أعداد األحباث املنشورة يف اجملالت العاملية ،والكتب األكادميية وفصول الكتب، ويتجلى ذل
واملقاالت العامة حول الذاكرة العاملة ،فالذاكرة العاملة هي منظومة معقدة تتسم – كما وصفها ((أالن
ابديل)) – ابلتمييز بني العمليات املسؤولة عن التخزين والعمليات املسؤولة عن معاجلة املعلومات.
فاالحتفاظ ابملعلومات يبدو حمكوما ابملوضوعات اليت يتم فيها ختزين وتسميع املعلومات ،وتل
العمليات ليست فردية من حيث تكوينها؛ فهي تتباين مع نوع الشفرة اليت يتم االحتفاظ هبا ،وهذا
التباين ينعكس يف آليات امل اليت يتم تنشيطها عن طريق األنواع املختلفة من املعلومات (لفظية أو
بصرية-مكانية) ،وأيضا عن طريق أتثري تلف مناطق معينة يف امل على أنواع حمددة من القصور يف
الذاكرة العاملة.
وكيفية إجناز مهمة معينة من قبل الذاكرة العاملة تعتمد على خصائص املهمة املعرفية ،وعلى نوع
املعلومات اليت يتم معاجلتها (لفظية أو بصرية-مكانية) .والعمليات التنفيذية اليت تقوم ابلتنسيق بني
املعلومات ابختالف أنواعها ،هلا آليات متعددة؛ مثل :الكف ،والفصل ،وإعادة التوجيه والتنظيم .ويبدو
أن القاسم املشرتك بني هذه اآلليات هو :احلاجة إىل حتديد موضع مكاين ،أو حتويل االنتباه بني
التمثيالت املتبادلة بشكل متعاقب ).(Baddeley & Logie. 1999
وفيما يتعلق ابلضبط والتحكم للمعلومات داخل الذاكرة العاملة وتنظيمها سواء كانت معلومات لفظية
أو بصرية أو مكانية ،وأي معلومات حنتاج إليها يف حلظة ما ،فإهنا عملية معقدة وصعبة جدا ،فمثال يتم
التحكم يف هذه املعلومة عن طريق املنفذ املركزي للذاكرة العاملة ،وهو بناء مستقل بنفسه؛ فكما أشار
ابديل فإن فكرة عملية التحكم Control Processداخل الذاكرة العاملة كانت موجودة يف منوذج
أتكينسون وشيفرين ( ،)3921للذاكرة البشرية عموما ،وكانت املعلومات تقتصر على العمليات اليت
تشرتك يف عملية احلفظ الصرف .ولكن وفقا لباديل وهيتش ( ،)3914فإن الذاكرة العاملة تعترب أكثر
توجيها وتنظيما لعملية معاجلة املعلومات ،حيث يشار إليها أبهنا مساحة العمل العقلية أو سبورة العقل
البشري ،واليت تتعلق ابملعاجلة النشطة أو التخزين املؤقت ).(Baddeley & Logie. 1999
لقد ظهرت فكرة الفصل بني مفهوم الذاكرة طويلة -املدى والذاكرة قصرية -املدى الذي اقرتحه
((هب)) عام ،3949وقدم كل من ((براون)) عام 3951و((بيرتسون)) عام 3959دليال عصبيا
يؤكد على أن املعلومات اليت حيدث هلا تسميع ذايت تظل نشطة ،أما املعلومات اليت مل يتم تسميعها ذاتيا
فتفقد وتتالشى يف ثوان معدودة ) ،(Baddeley, 1992ويعد النموذج الذي اقرتحه كل من
وحلل ذل التناقض قدم ((ابديل وهيتش)) عام ( )3914منوذج الذاكرة العاملة متعدد املكوانت ،الذي
افرتضا فيه تقسيم منظومة الذاكرة قصرية -املدى الوحدوية إىل ثالثة مكوانت فرعية ،مفرتضني أهنا تعمل
مجيعا بشكل سيمفوين ،أو تكاملي ألداء كثري من الوظائف املعرفية كما يوضح – شكل رقم (.)3
تستخدم الذاكرة العاملة مبعان خمتلفة عن طريق اجتاهات متباينة يف كل من العلوم العصبية السلوكية
وسلوك احليوان ،كما ترتبط يف دراسات سلوك احليوان بتجربة ((متاهة األذرع املتشعبة)) ،وفيها يتم وضع
فأر جائع يف متاهة متعددة التشعيبات ،ويبحث عن الطعام املوضوع عند هناية كل ذراع يف املتاهة ،فإذا
كان احليوان لديه ذاكرة عاملة قوية ،ميكنه تذكر األذرع اليت قام بزايرهتا من قبل ،والعكس إن كان لديه
ذاكرة عاملة فقرية؛ ألنه يتم إخفاء الطعام على األذرع اليت زارها بشكل متكرر ،ومن مث فإن تعريف
الذاكرة العاملة إجرائيا وفق هذه التجربة خيتلف عن الذي يستخدمه علماء النفس املعرفيون ،فهو هنا
ميثل قدرة احليوان على تتبع موضعه يف املتاهة & Miyake. Friedman. Rettinger. Shah.
.Hegarty. 2001
واالختالف هنا فيما يقصد ابلذاكرة العاملة يف العلوم املعرفية يتمثل يف جانبني:
اجلانب األول :أن هناك فصال واضحا بني كل من الذاكرة العاملة مبفهومها الذي سبق اإلشارة إليه من
حيث تضمنها معاجلة املعلومات واالحتفاظ هبا ،وبني الذاكرة قصرية -املدى ،واملعروفة بتخزين
املعلومات لفرتة قصرية من الوقت دون معاجلتها ،وهذا هو الفرق الذي طال اجلدل حىت اآلن حوله يف
علم النفس ،خاصة يف العامل العريب؛ حيث حيدث تداخل لدى الكثري من الباحثني – غري املتخصصني
– بني مفهوم الذاكرة العاملة ومفهوم الذاكرة قصرية -املدى .والكتب اليت تعرض هلذين املفهومني
تتناقض وتتضارب فيما بينها؛ ففي بعض األحيان يناقش الفرق بني الذاكرة قصرية -املدى والذاكرة
العاملة ،ويف بعض األحيان حيدث تداخل بني املفهومني عند تعريف كل منهما؛ ففي احلقيقة إذا افرتضنا
أننا طلبنا من شخص ما أن حيتفظ برقم تليفون أو رقم هاتف لبضعة من الوقت كأن نقول له
( )0541121254مث نطلب منه تكرارها لفرتة معينة فإن هذا يكون مبثابة احتفاظ يف الذاكرة قصرية-
املدى ،أما إذا طلبنا من الطفل التعرف على هذه املعلومات أبن ثالثة األرقام األوىل هي مفتاح شركة
اجلوال ،وثالثة األرقام الثانية هي مفتاح املنطقة الىت يعيش فيها ،وثالثة األرقام األخرى هي رقمه اخلاص،
فإنه يسهل عليه عندئذ تذكرها ،وتتداخل هنا أيضا مع مفهوم الذاكرة طويلة -املدى اخلاصة بذاكرة
املعاين.
اجلانب الثاين :هناك تناقض واضح بني الباحثني يف جمال علم النفس املعريف ،والعلوم العصبية،
والسلوكية ،والعلوم األخرى ذات العالقة بني مفهوم الذاكرة العاملة بوصفها ((جهاز وحدوي)) ،الذي
شاع استخدامه يف أمريكا الشمالية والدول اليت تتبعها يف دراسة علم النفس ،ومفهوم الذاكرة العاملة
كنموذج متعدد املكوانت ،والذي يشاع استخدامه يف بريطانيا والدول اليت تتبع نظريتها يف دراسة الذاكرة
العاملة بناء على نظرية أو منوذج ((ابديل وهيتش)) يف الذاكرة العاملة ،الذي افرتضا فيه أن الذاكرة
العاملة تتضمن ثالثة مكوانت رئيسية :هي :املكون الصويت ،واملكون البصري -املكاين ،واملنفذ املركزي،
واملكون الرابع اجلديد الذي أطلق عليه ابديل :احلاجز العرضي ،أو الرف املؤقت (Baddeley.
).2000
لقد كان موضوع ما إذا كانت الذاكرة العاملة جهاز وحدوي أو متعدد األنظمة ،مصدرا للجدل
واخلالف يف دراسات الذاكرة العاملة بني بعض الباحثني الذين اعتقدوا أن الذاكرة العاملة هي وحدة كلية
أو سعة عقلية عامة وخاصة يف أمريكا الشمالية ،وبني الباحثني الذين اعتربوا أن الذاكرة العاملة منوذج
متعدد املكوانت أو األنظمة ،كما هو االجتاه عند ابديل وزمالئه يف أورواب وحتديدا يف اململكة املتحدة
).(Baddeley & Logie' 1999
ويف إطار التوجه الذي يرى الذاكرة العاملة على أهنا جمموعة من العمليات املعرفية املختلفة ،فإن هناك
مبالغة من بعض الباحثني الذين يفرتضون أن هناك عددا كبريا من العمليات الفرعية داخل الذاكرة
العاملة ،وبعض الباحثني كانوا متحفظني بشكل نسيب ،مفرتضني فقط عددا قليال من األجهزة أو النظم
اليت تعرف ابألجهزة حمددة اجملال مثل :اجلهاز الفرعي للتخزين ،ومعاجلة املعلومات البصرية ،واجلهاز
الفرعي الذي يقوم مبعاجلة املعلومات البصرية -املكانية ،وجهاز املنفذ املركزي ( 'Baddeley. 1981
Baddeley. 1978. 1982' Baddeley, Cuccaro. & Egstrom. 1975' Baddeley.
،)3915 ،Thomson. & Buchananمن انحية أخرى ،ابلغ عدد من الباحثني يف افرتاض مفاهيم
نظرية أخرى أو تفرعات كثرية للذاكرة العاملة تتعلق بتشفري ومتثيل املعلومات مثل املعلومات السمعية،
واحلركية ،واملعجمية ،واملعنوية ،والنحوية ...إخل ( McAfoose & Baune. 2009 Piskulic,
.)Olver. Norman. & Maruff. 2007
ويقوم منوذج ابديل وهيتش ( Baddeley. Allen. & Hitch. 2011' Baddeley & Hitch.
،)1993' Baddeley & Hitch. 1994على افرتاض وجود ثالثة مكوانت رئيسية هي :املكون
اللفظي واملكون البصري -املكاين واملنفذ املركزي ،واملكون الرابع الذي أشار إليه ابديل رغم أن الدراسات
األمبرييقية على هذا املكون قليلة ،ولكن هناك أدلة جتريبية على وجوده ،وهو يعرف ابلرف املرجأ املؤقت
(.)Baddeley. 2000' Baddeley. Et al. 2011
ويف احلقيقة ،ميكننا اكتشاف أو تصنيف خصائص الذاكرة العاملة عن طريق القراءة الناقدة لكل
املقاالت املنشورة يف جمالت علم النفس املتخصصة ،ويف الكتب الدراسية واألكادميية ،الىت تعرض
للنماذج املختلفة للذاكرة العاملة ( & Rende. Ramsberger. & Miyake. 2002' Shah
،)Miyake. 1999وبصفة عامة ميكننا القول :إن االتفاق حول مفهوم الذاكرة العاملة بني الباحثني
أكثر من االختالف ،وهذا ما جعلها أكثر النظرايت العلمية إاثرة للتساؤالت البحثية ،واألكثر نشاطا يف
العلوم املعرفية ،والعلوم السلوكية يف العقود األربعة األخرية.
هناك العديد من النماذج اليت تقوم بتفسري وشرح مفهوم الذاكرة العاملة بعضها يتعارض مع البعض،
وبعضها يتفق ضمنيا ،ولكن مجيعها تدور يف حمور أن الذاكرة العاملة هي ذل البناء النظري الذي يقوم
النماذج :النموذج متعدد املكوانت لباديلي ولوجي ابالحتفاظ ابملعلومات ومعاجلتها ،ومن أمثلة تل
) ،(Baddeley & Logie. 1999ومنوذج العمليات املتضمنة للذاكرة العاملة (،)Cowan. 1999
ومنوذج الذاكرة العاملة واالنتباه املنظم (،)Engle. Tuholski. Laughlin. & Conway.1999
ومنوذج البناء املعريف للذاكرة العاملة ( ،)Young & Lewis. 1999والنموذج احلاسويب للذاكرة
العاملة ،ومنوذج SOARاملعريف والذاكرة العاملة اإلنسانية ( ،)Young & Lewis. 1999ومنوذج
الذاكرة العاملة طويلة -املدى ( ،)Ericsson. 1999ومنوذج العمليات املعرفية املتداخلة ( Barnard.
،)1999والنموذج البيولوجي للذاكرة العاملة (.)O>Reilly. Braver. & Cohen. 1999
ويتبىن الباحثان يف الدراسة الراهنة النموذج املتعدد املكوانت للذاكرة العاملة ،الذي اقرتحه كل من ابديلي
ولوجي عام ،3999الذي يعد منوذجا معدال من النموذج األصلي الذي اقرتحه كل من ((ابديلي
وهيتش)) عام .3914
طور كل من ((ابديلي ولوجي)) ( )Baddeley & Logie. 1999هذا النموذج ،وقدما تعريفا عاما
للذاكرة العاملة؛ أبهنا تتضمن عددا من املكوانت الوظيفية للمعرفة ،اليت تسمح لألفراد بتمثيل بيئتهم
هبدف عقليا ،اليت تتضمن حفظ واسرتجاع املعلومات عن املاضي القريب ،واخلربات السابقة ،وذل
اكتساب املعرفة ،وحل املشكالت ،وتكوين وتنظيم األهداف ،والعمل على الوصول إليها ،واإلطار العام
هلذا النموذج يتضمن جمموعة من املكوانت الفرعية املتخصصة للمعرفة ،اليت تقوم ابالحتفاظ ابملعلومات،
ومعاجلتها ،وصيانتها كل حبسب نوعها (لفظية ،أم بصرية ،أم بصرية-مكانية) وعلى الرغم من أن هذا
النموذج احتفظ ابإلطار العام للنموذج األصلي الذي اقرتحه ابديلي وهيتش عام ،3914فإنه يضيف
عددا من التغريات اخلاصة بوظيفة املنفذ املركزي للذاكرة العاملة ( Alloway, 2009' Baddeley.
( )2006' Baddeley. 2010' Baddeley & Hitch. 1974انظر الشكل .)2
وأحد أهم املناهج املستخدمة يف التفرقة بني الذاكرة العاملة والذاكرة قصرية -املدى هو منهج املهام
املزدوجة الذي أشار إليه "ابديل وهيتش" ( allen Baddeley. & Hitch, 2006' Baddeley.
& Hitch. & Allen. 2009' Mclean & Hitch 1999' Towse. Cowan. Hitch.
)Horton. 2008' Towse, Hitch. Hamilton. & Pirrie. 2008والذي استخدمه ابديل
وزمالؤه يف بداية دراستهما للذاكرة ،فكانوا يطلبون من الشخص أن يقوم أبداء مهمتني يف ذات الوقت،
على افرتاض أنه إذا كانت كل مهمة تتطلب عملية معرفية غري األخرى فإن الشخص سيقوم أبداء
املهمتني بنجاح ،أما إذا كانت املهمة تتطلب نفس املورد املعريف أو العملية املعرفية ،فسوف يضعف أداء
الفرد يف كال املهمتني ،فإذا كانت املهمة الثانوية تعطل املهمة األساسية ،كأن يطلب من الشخص أن
يتذكر سلسلة من األرقام ،ويقوم إبعادهتا ابلعكس فإذا كانت هذه املهمة تتطلب فقط املكون اللفظي
للذاكرة العاملة ،أما إذا طلبنا منه أداء مهمة أخري تتطلب نفس املكون اللفظي فإن أداء الفرد سيضعف
يف املهمة األساسية بتداخل أدائه على املهمة الثانية ،أما إذا كان لكل منهما عملية معرفية مستقلة،
سوف ال يتأثر األداء يف اإلطالق ،وكما سبق اإلشارة إىل أن هذا املنهج أثبت بنجاح أن الذاكرة العاملة
تتكون من نظم فرعية متخصصة ،كل منها يقوم ابالحتفاظ بنوع معني أو خمتلف من املعلومات بعضها
معلومات لفظية ،وبعضها معلومات بصرية – مكانية.
شكل ( )2النموذج الرابعي املعدل لنموذج ابديلي وهيتش )(Revos & Baddeley, 2006
وفيما يلي ،يعرض الباحثان للمكوانت األربعة للذاكرة العاملة ،بشيء من التفصيل ،واملتمثلة يف مكون
تنفيذي شريف ،ومكونني خدميني ،ومكون رابع يقوم ابلتنسيق بينها وبني الذاكرة طويلة -املدى.
املنفذ املركزي:
أشار ابديل وزمالؤه إىل املنفذ املركزي أو املدير التنفيذي للذاكرة العاملة -ابعتباره جهازا انتباهيا – يقوم
ابلتنظيم بني املكون اللفظي واملكون البصري -املكاين واسرتجاع املعلومات املناسبة من الذاكرة طويلة-
املدى وتوظيفها يف السياق احلايل ،وكف أو كبت املعلومات غري املناسبة حىت ال تعوق األداء يف املهمة
الراهنة ).(Baddeley. Et al, 2001' Tam. Et al. 2010
وشبه ابديل املكون التنفيذي (املنفذ املركزي) للذاكرة العاملة بسيمفونية الذاكرة العاملة؛ فهو يقوم بضبط
العمل داخل الذاكرة العاملة ،ويقوم بربط املعلومات احلالية ابملعلومات املخزنة يف الذاكرة طويلة -املدى،
كما أنه أيضا مسؤول عن عمليات كف املعلومات غري املرغوبة أثناء أداء املهام املعرفية املعقدة اليت
تتطلب اسرتجاع املعلومات من الذاكرة طويلة -املدى ،وربطها ابملوقف الراهن .ومن انحية أخري يقوم
الرف ابملرجأ املؤقت ابلتنسيق والتناغم بني املكون اللفظي ،واملكون البصري -املكاين ،وكذل
).(Baddeley. 2010' Baddeley. et al. 2009
ورغم أن املنفذ املركزي ،هو األكثر تعقيدا ،أو األكثر تشابكا مع عمليات معرفية أخرى نتيجة طبيعة
وظيفته ،فإنه يعترب األقل دراسة ،واستكشافا من املكوانت األخرى للذاكرة العاملة ،فهو يشكل حلقة
الوصل بني عمليات اإلدراك ،واالنتباه ،وعمليات ما قبل التعلم ،وله دور جوهري يف عمليات تعلم
املواقف اجلديدة ،وكذل تعلم ضبط املواقف الديناميكية املعقدة.
لقد أصبح بوسع الباحثني يف هذا اجملال حتديد وظيفتني للمكون املركزي للذاكرة العاملة (Baddeley.
)1998, 2002' Baddeley, Allen, & Hitch؛ الوظيفة األوىل :تتمثل يف تركيز االنتباه على
املعلومات اجلديدة نسبيا ،وحماولة توفري مساحة من الذاكرة العاملة حلفظ ومعاجلة وختزين املعلومات
اجلديدة ،والوظيفة الثانية :يقوم فيها بتوزيع املتبقي من االنتباه على ابقي العناصر املوجودة يف املوقف،
كما يقوم بتحويل االنتباه بني املثريات يف املوقف نفسه؛ لذل عندما ختتلف وتتباين أنواع املثريات يف
موقف ما ،فإنه يتوقع أن يقع الفرد يف عدد كبري من األخطاء ،خاصة إذا كانت لديه سعة حمدودة
للذاكرة العاملة ) ،(Baddeley & Logie, 1999ويوجد عدد ال أبس به من الدراسات اليت تناولت
إمكانية انغماس املنفذ املركزي للذاكرة العاملة يف عمليات معرفية وديناميكية معقدة مثل :دراسة
"سليمان" ) ،(Soliman, 2005اليت أشارت إىل دور حموري للمكون املركزي للذاكرة العاملة يف
عمليات اختاذ القرارات الطبية املعقدة يف بيئة العناية املركزة ألطفال حديثي الوالدة ،ويف دراسة أخرى
توصل الباحث نفسه إىل أن املنفذ املركزي للذاكرة العاملة يقوم بدور مهم أيضا يف قيادة السيارات يف
عالقة جد وطيدة إبدراك املوقف املواقف املعقدة ،اليت تتطلب عمليات تعلم ظاهري وابطين ،وكذل
).(Soliman, 2010
كما أشارت دراسة الفار ( ،)2001إىل أن املنفذ املركزي من العوامل املعرفية املهمة اليت تلعب دورا
حيواي يف احلفاظ على وعي ويقظة السائقني أثناء قيادة السيارة ،وأن هناك فروقا دالة إحصائيا بني
املستجدين واخلرباء فيما يقوم املنفذ املركزي بدور مهم يف إدراك املوقف يف البيئات الديناميكية املعقدة
وصناعة القرار .وقام ابديل وزمالؤه بدراسة املنفذ املركزي ابستخدام منهج املهام الثنائية أو املهام املزدوجة
) ،(Repov & Baddeley, 2006واليت سبق اإلشارة إليها يف السطور السابقة.
واحلقيقة أن مفهوم املنفذ املركزي للذاكرة العاملة الذي طرحه كل من ابديل وهيتش ( )3914يف
منوذجيهما متعدد املكوانت للذاكرة العاملة ،أطلق قضية جدلية معروفة ابسم القزم املتعملق ،واليت تشري
إىل عملية مبسطة ميكن أن تكرب وتتعقد لدرجة أهنا تشري إىل مفهوم الذاكرة العاملة ،أو تشري إىل القيام
أبداء أو عمليات الذاكرة العاملة ككل ،وذل ابعرتاف ابديل نفسه ،فعندها سوف يعترب املنفذ املركزي
هو البديل الذي ميكن أن نعزو كل املفاهيم أو النظم الطرفية التابعة له؛ كاحملزن الصويت ،والرسام
البصري -املكاين للذاكرة العاملة؛ فاملنفذ املركزي هو :املفهوم النظري الذي يرتبع على قمة هرم الذاكرة
العاملة واالنتباه ،والذي يف كل مرة يقوم بتنفيذ وأداء عمليات الذاكرة العاملة دون احلاجة إىل منظومة
لفظية ،أو أخرى بصرية -مكانية ،ومن مث تكمن صعوبة حتديد موقع املنفذ املركزي للذاكرة العاملة،
ولكن يفرتض جدال أبنه يقوم على ضبط وتنظيم املعلومات داخل الذاكرة العاملة & (BaddeleY
).Logie, 1999
وهو املكون اخلدمي األول يف منوذج ابديلي وهيتش ،ويعد هذا املكون أبسط مكوانت الذاكرة العاملة،
وأجرى عليه عدد ال أبس به من الدراسات هبدف استكشافه & Baddeley, Gathercole,
Papagno, 1998' Gathercole, Willis, Emslie, & Baddeley, 1992' Lee
،Swanson & Sachse-Lee, 2001وترجع أمهية املكون اللفظي ،يف ارتباطه ابلعديد من
العمليات املعرفية املعقدة؛ مثل :الفهم القرائي ،القدرة احلسابية ،والطالقة اللفظية ،واقرتح ابديلي وزمالؤه
تقسيم هذا املكون إىل جزأين بناء على نتائج دراسات ابستخدام وسائل تصوير امل ؛ مثل :االستثارة
املغناطيسية الرتددية ( Duzel, Hufnagel, Helmstaedter, & Elger, 1996' Hamidi,
Tononi, & Postle. 2008' Hong, Lee, Kim, Kim, & Nam, 2000' Mottaghy,
تقنيات تصوير امل ابستخدام البوزيرتون ( Clark. Et al, 2003' Haut, ،)et al.. 2000وكذل
،)et al, 2000' Jennings, van der Veen, & Meltzerوتقنيات التصوير املغناطيسي للم
( ،)Diaz, et al' Koppelstaetter, et al, 2008' Lange, et al, 2005هذان اجلزءان مها:
املكرر اللفظي ،ويقع يف منطقة الكالم اجلبهية ،مثل :منطقة (بروكا) ابلتلفيفة اجلبهية األمامية للم
( ،)Feredoes & Postle, 2007 a, 2007bويتم فيه ختزين املعلومات السمعية ،والقائمة على
الكالم يف شكل بواقي ذاكرة ،وتتالشي تلقائيا خالل اثنيتني أو ثالث ،ما مل يتم تسميعها ذاتيا
فإن املكون اللفظي ابستخدام التسميع الذايت ،دون التكرار اللفظي للمعلومات املخزنة؛ وعلى ذل
للذاكرة العاملة يقدم تفسريا لعدد من الظواهر املعرفية اليت عجزت الذاكرة قصرية -املدى عن تفسريها؛
مثل :أتثري التشابه ،وأتثري طول الكلمة ،والكبح اللفظي ،وحتويل الرتميزات البصرية إىل صوتية.
ففي أتثري طول الكلمة ،Word Length Effectميكن االحتفاظ بعدد من الكلمات لفرتات طويلة
عن طريق التسميع الذايت املستمر ،ومع ذل فإنه بزايدة املدة يتم الوصول لنقطة يتالشى عندها البند
األول من سلسلة املعلومات من الذاكرة قبل أن يتم معاجلة البند األخري ،وذل بسبب السعة احملدودة
للذاكرة؛ فالكلمات القصرية يتم االحتفاظ هبا واسرتجاعها بسهولة ،مقارنة ابلكلمات الطويلة؛ وذل ملا
تتطلبه الكلمة من وقت ،لعمل آلية التسميع الذايت لتخزينها ،وصيانتها ،ومن مث تكون أكثر عرضة
للتالشي والنسيان ( Hulme, et al.. 2006' Jacquemot, Dupoux & Bachoud-Lévi,
،)2011وتوصلت نتائج دراسة الذاكرة العاملة إىل أن طول الكلمة يؤثر يف استدعائها أو حفظها
وأيضا يف نطقها؛ وقد مت تفسري حدوث ذل أبن هناك كلمات تتجاوز السعة التجهيزية املتاحة؛ ولذل
إىل أن الصعوبة اليت عاىن يكون جتهيزها بطيئا ،ومن مث الوقوع يف األخطاء .ويشري الباحثون يف ذل
منها املشاركون واملشاركات يف تعلم وحفظ هذه الكلمات ميتد ويستمر حىت عند قراءهتا مستقبال
(.)Hulme, et al., 2006' Jacquemot, et al., 2011
وينسحب األمر نفسه على أتثري التشابه ،Similarity effectفسالسل احلروف املتشاهبة يتم
اسرتجاعها بشكل أضعف من احلروف غري املتشاهبة يف الصوت ،وابملثل فتشابه الصوت مؤثر أيضا
ابلنسبة للكلمات غري املرتابطة ،فالكلمات املتشاهبة يف احلروف أو األصوات قد تتداخل مع بعضها ،مما
يصعب حفظها ،واسرتجاعها ،نتيجة لصعوبة عملييت "الرتميز والتخزين" ،وأن سرعة استدعاء الكلمات
املتماثلة أو املتشاهبة صوتيا تتصف ابلصعوبة والبطء ،مقارنة ابستدعاء الكلمات غري املتشاهبة ،أو غري
املتماثلة بصرف النظر عن التشابه يف املعىن ( Baddeley & Dale, 1966' Tam, Jarrold,
،)Baddeley, & Sabatos – DeVito, 2010أما عملية الكبح الصويت أو اللفظي فتوصل إليها
"ابديلي ،وزمالؤه" عندما طلبوا من املشاركني يف التجارب تكرار حروف عدمية املعىن؛ مثل( :انع – أب
– مأ) بصوت مرتفع كانت تعوق عملية التخزين يف املخزن املؤقت من املكون اللفظي ،نتيجة انشغال
املكرر الصويت يف تكرار تل الكلمات عدمية املعىن ،ومن مث الفشل يف احلفاظ على املعلومات املوجودة
يف املخزن املؤقت ( Baddeley, 1986' Baddeley, et al, 1998' Baddeley & Logie,
،)1999وكذل "حتويل الرتميز البصري إىل صويت؛ فعندما يطلب من املشاركني قراءة نص مكتوب،
فهذه املعلومات رغم أهنا مقدمة يف صورة بصرية ،فإنه يتم ترميزها داخل املكون اللفظي على شكل
أصوات لتكون إحدى مهام املكون اللفظي للذاكرة العاملة ،وليس املكون البصري -املكاين ( Düzel,
.)et al., 1996' Tma, et al., 2010
واجلزء الثاين هو املخزن اللفظي أو الصويت ،ويقع يف املنطقة اخلفية القصوى للقشرة اجلدارية للم
( .)Logie, Venneri, Sala, Redpath, & Marshall, 2003' Tam, et al 2010ويقوم
بتخزين املعلومات اللفظية ،اليت غالبا ما تتالشى ما مل يقم التكرار الذايت بوظيفته كاملة ،من خال صيانة
املعلومات وحتديثها ،ورغم أن هذا املكون يفسر العديد من املعاجلات اخلاصة ابألصوات وابلكالم
واكتساب اللغة ،فإن هناك تداخال مؤثرا بني التكرار الصويت واللوحة البصرية-املكانية ،ويالحظ هنا دمج
بني وظيفتني ملكونني يفرتض أهنما يعمالن بشكل مستقل نسبيا ،غري أن أتثري أي من املكونني على
اآلخر ليس مانعا ،كما أهنما ال يتعاوانن تعاوان كامال ،حبيث يؤدي إىل زايدة يف سعة مدى الذاكرة ألي
منهما (.)Baddeley. 2000b' Baddeley, et al., 1998
وهو املكون اخلدمي الثاين يف منوذج ابديلي ووهيتش ،ويقوم هذا املكون ابالحتفاظ ابلصور والوجوه
واألماكن ،وكذل معاجلتها ،وقدم "لوجي وزمالؤه" أدلة على انقسام املكون البصري – املكاين يتضمن
كال من املخزن السليب املؤقت ،واحملرر الداخلي ،ونظرا لكرب حجم املثريات البصرية -املكانية ،وتداخلها
فإهنا تتطلب جمهودا أكرب من املنفذ املركزي؛ حيث إنه يقوم ابإلشراف عليها ،وأشار الباحثون إىل أن
املعلومات البصرية واملعلومات املكانية رغم ارتباطها فإهنا تعاجل بشكل منفصل داخل الذاكرة العاملة،
ولكن حتت إشراف املنفذ املركزي ( & Nakahachi, et al., 2010' Rowe, Hasher,
،)Turcotte, 2008وتوجد بياانت أظهرهتا الدراسات الكهروفسيولوجية على الثدييات الرئيسة ،أن
هناك خالاي معينة يف القشرة األمامية اجلبهية Prefrontal Cortexتنشط بشكل انتقائي أثناء أداء
مهام الذاكرة العاملة البصرية -املكانية ).(Zago & Tzourio – Mazoyer, 2002
ويظهر التصوير العصيب الوظيفي أن القشرة األمامية اجلبهية تنشط أيضا لدى البشر أثناء أداء مهام
الذاكرة العاملة املكانية جبانب تنشيط القشرة اجلدارية ،وهناك بعض املؤشرات على التنشيط الفارق بني
نصفي امل ،مع استخدام أكرب بصورة نسبية لنصف امل األيسر يف مهام الذاكرة العاملة اللفظية،
ونصف امل األمين يف مهام الذاكرة العاملة املكانية (،)Smith, Stackman, & Clark, 1996
ميكن رؤية زايدة يف التنشيط على كال جانيب امل مع تزايد متطلبات املهمة ،مما يتطلب ومع ذل
حدوث استخدام وظيفي من املناطق املتقابلة على كال اجلانبني ( Smith, Jonides, & Koeppe,
.)1996' Smith & Bayen, 2005' Smith, et al, 1996
واملعلومات البصرية-املكانية ميكن افرتاضيا معاجلتها عن طريق مكون مكاين ملخزن التسميع اللفظي؛ أي
من خالل التسميع املتكرر ،ويتوسطها تسميع ذايت حلركات العني ،وهذا االقرتاح يدعمه التنشيط يف
األجزاء اجلبهية للعني ،أو القريبة منها أثناء أداء مهام الذاكرة العاملة املكانية ( Hempel, et al.,
.)2004
وهو املكون الرابع للذاكرة العاملة ،الذي يفرتض "ابديلي" أنه يرتبط بعدد كبري من املناطق املخية
الرتباطه ابلعديد من العمليات املعرفية اليت تنشط عندما يقوم ابلربط بني املعلومات اللفظية والبصرية-
املكانية ،واملعلومات املخزنة يف الذاكرة طويلة املدى ،والعمليات التنفيذية املرتبطة ابملنفذ املركزي ،الذي
يقوم ابإلشراف على عملية ربط املعلومات (.)Baddeley, 2000
وهنا يتفق ابديلي وعدد من الباحثني على أن املنطقة األكثر احتماال أن تكون موقعا للمكون الرابع
(الرف املرجأ احللقي) يف امل ،هي منطقة قرن أمون ( Hippocamqus Baddeley. et al.,
،)2011واليت من املعروف أهنا تقوم بوظيفة ربط املثري ابملعلومات اخلاصة ابلسياق املناسب له
) ،(Squire, 2004فهو مبثابة اآللية ذات السعة احملدودة ،اليت تعمل على دمج املعلومات ،واليت أتيت
من عدة مصادر خمتلفة ابستخدام شفرات ختزينية ،تعمل بوصفها قامسا مشرتكا بني املكوانت الفرعية
(املكون اللفظي ،املكون البصري -املكاين) ،والذاكرة طويلة املدى (.)Baddeley. 2000
بدأت أوىل حماوالت البحث يف األسس العصبية للذاكرة العاملة يف الثلث األول من القرن العشرين
عندما توصل "جاكوسني ونيسني" ( ،)Jacobsen & Nissen. 1937إىل وجود ارتباط بني الفص
اللحاين اجلبهي ،Prefrontal Cortexوالذاكرة العاملة املكانية يف م القردة.
مث جاءت بعد ذل حماوالت "فوسرت" ( )Fuster, 1973عندما قام بتسجيل نشاط اخلالاي العصبية
(النريونز) يف منطقة الفص اللحائي اجلبهي عند القردة عندما يقومون أبداء مهمة املطابقة اآلجلة
،Delayed Matching Taskووجد أن اخلالاي العصبية اليت تلفت أو أنفقت أثناء فرتة التأجيل
ارتبطت مبحاوالت القردة التمثيل العقلي (تصور) ،أماكن وجود الطعام يف التجربة ،وهي مهمة قياس
الذاكرة العاملة املكانية ،ويف سلسلة دراسات اتلية وجد أن فرتة التأجيل ارتبطت بشكل قوي ابخلالاي
العصبية املوجودة يف مناطق خمتلفة مثل القشرة اجلدارية اخللفية ،Posterior Parietal Cortex
واملهاد ،Thalamusواملذنبة ،Caudateوالكرة الشاحبة .Globus Pallidus
وفيما يتعلق ابألسس البيولوجية للذاكرة العاملة ،فإهنا ترتبط بنتائج الدراسات العصبية حول الذاكرة
العاملة ،مثل دراسات تلف امل ،والنتائج اليت اشتقت من التصوير العصيب املغناطيسي واملقاييس
الكهروفسيولوجية ودراسات احليوان وخباصة الرئيسيات ،أظهرت كيفية إجراء عمليات الذاكرة داخل امل
البشري ( Curtis, sun, Miller.& D>Esposito, 2005' Daumann, Fimm,
Willmes, Thron, & Gouzoulis-Mayfrank, 2003' DeYoung, Shamosh,
Green, Braver,& Gray. 2009' Fusar-Poli et al., 2010' Goldstein et al.,
2005' Hashimoto, Backer, Tassone, Hagerman, & Rivera, 2011' Hautzel,
Mottaghy, Specht, Müller. & Krause, 2009' Karlsgodt et al, 2007' Kim et
.)al, 2011
فالدراسات السلوكية على مرضي تلف امل ،والذي يطلق عليه أحياان علم النفس العصيب املعريف،
والتصوير العصيب مثل الرسوم السطحية اليت تقوم بقذف البوزيرتون وتصوير الرنني املغناطيسي الوظيفي،
والرسوم الكهروفسيولوجية علي عينات بشرية مثل جهود امل الكهربية املرتبطة ابلفعل ،ودراسات
احليواانت وجراحة استئصال أجزاء من امل ودراسة أتثري ذل على األداء يف بعض مهام الذاكرة العاملة،
وكذل تسجيالت اخللية املفردة ومنذجة الظواهر الفسيولوجية العصبية ،مثل :احملاكاة التوصيلية.
وتشري الدراسات إىل أدلة ذات صدق تالزمي مرتفع ،تفيد ابرتباط أماكن حمددة من امل بصيانة
وحتديث املعلومات حىت يف غياب املالحظات املدركة ،فقد دعمت تقنيات الرنني املغناطيسي أبدلة قوية
على التشريح الوظيفي للمناطق املخية املختلفة وارتباطها أبداء الكثري من املهام املعرفية؛ مما أسهم يف
تعديل فهمنا عن الكثري من العمليات املعرفية خاصة التنفيذية ،وارتباطها ابللحاء ،ودعمت دراسات
كثرية ابلتصوير العصيب ارتباط مناطق حمددة يف القشرة املخية قبل األمامية ابلعديد من العمليات املعرفية
العليا مثل التخطيط وصناعة القرار ،وحل املشكالت ،والوظائف التنفيذية األخرى ،واليت يستمر منوها
حىت مرحلة املراهقة ،وهو ما يفسر تطور كفاءة الذاكرة العاملة مع العمر من الطفولة املتوسطة إىل املراهقة
).(wilde et al, 2011
وأشارت بعض الدراسات اليت تستخدم تقنيات قذف البوزيرتون والرنني املغناطيسي يف تصوير امل ،إىل
أن موارد الذاكرة العاملة سواء كانت لفظية ) ،(Wilde, et al., 2011وبصرية (Collette & Van
) ،Der Linden. 2002ومكانية ،وتنفيذية ( ،)Krivitzky et al., 2011وبصرية-مكانية
) (Kojima et al, 2009يقع معظمها يف القشرة املخية قبل األمامية ابمل ،فهذه املنطقة مسؤولة عن
معظم العمليات العقلية يف الكائنات البشرية ،والشكل ( )1يوضح املواضع املخية للمكوانت الفرعية
للذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،والتنفيذية.
= 2الكاتب الداخلي (اجلدار العلوي األمين واألمين قبل احلوكي واألمين األمامي)
وأشارت الدراسات التجريبية اليت تبحث يف مواضع التلف لدى املرضى ابستخدام التصوير العصيب
املغناطيسي على األسوايء -يف عالقتها ابألداء يف املهام واالختبارات السلوكية -أن املكوانت الثالثة
الرئيسة للذاكرة العاملة تقع يف مناطق خمتلفة ولكن حمددة ابمل ( Germeys, De Graef, Van
)Eccelpoel, & Verfaillie, 2010' Lehnert & Zimmer. 2006' Schneider, 1999
(انظر شكل .)1
ويبدو أن األمر واضح ابلنسبة للمخزن الصويت ،الذي أشارت الدراسات اخلاصة بتلف امل إىل أنه يرتبط
ابملنطقة الصدغية اجلدارية اليسرى ( 'Kasahara et al., 2011' Krivitzky. Et al., 2011
)Slovarp. Azuma.& Lapointe. 2012وهذا ما عززته دراسات التصوير العصيب املغناطيسي
الدراسات منطقة بروكا ابعتبارها موقعا مكوان املخزن الصويت فيما بعد؛ حيث حددت تل
(.)Fiebach, Schlesewsky, Lohmann, Von Cramon, & Friederici, 2005
وأشارت الدراسات التجريبية – اليت أجريت على املرضى ذوي التلف يف أماكن حمددة يف امل -إىل
انفصال املناطق املخصصة لتخزين املعلومات اللفظية واملناطق األخرى مسؤولة عن اسرتجاع املعلومات
نفسها فوفقا خلريطة برودمان للم (انظر شكل ،)4فإن املنطقة 44هي املسؤولة عن ختزين املعلومات
إن املنطقتني ،2و 40مها املسؤولتان عن اسرتجاع املعلومات بصفة عاملة ،من انحية أخرى ،أشارت
الدراسات إىل أن املناطق ،40و 44هي املرتبطة ابملكون اللفظي للذاكرة العاملة أما املناطق ،2و،39
و ،40و 41فهي املسؤولة عن املكون البصري-املكاين للذاكرة العاملة ،واحملدد أماكنها يف اجلزء األمين
من القشرة املخية ( & Fiebach, et al, 2005' Koelsch et al., 2009' Marvel
.)Desmond, 2010 Santi & Grodzinsky, 2007
والدراسات اليت حاولت التحقق من أي املواقع املخية املرتبطة ابلذاكرة العاملة وأين تقع – استخدمت
مهمة "ن – السابقة" – واليت يقوم فيها املشاركون برؤية عدد من املثريات ،مث يطلب منهم حتديد املثري
الذي سبق أن رأوه قبل "ن" من املثريات ،فهذه املهمة تقوم بتنشيط الفص اجلبهي األمامي يف جانيب
امل ،والفص السفلي واجلداري ،ووجدت أدلة تصوير عصبية تفيد بزايدة التنشيط يف كال اجلانبني يف
املناطق اجلبهية الصدغية عندما يطلب من املشاركني توليد عشوائي لألرقام؛ كأن يطلب منهم العد من 3
إىل 9بشكل عشوائي وبصوت مسموع وبفاصل زمين معني بني كل رقم وآخر (Callicott et al.,
).1998
أثبت عدد كبري من البحوث والدراسات يف جمال علم النفس املعريف الدور املهم الذي تلعبه الذاكرة
العاملة يف عملية التعلم ،والتحصيل الدراسي ،أثناء الطفولة ( 'Alloway, 2007' Alloway. 2009
'Alloway & Passolunghi, 2011' Blackwell, Cepeda, & Munakata, 2009
،)Brocki, Randall, Bohlin, & Kerns, 2008' Conlin & Gathercole, 2006وهذه
الدراسات تناولت العالقة بني سعة الذاكرة العاملة ،واإلجناز املدرسي،أو األكادميي للتالميذ يف املراحل
االبتدائية خاصة ،تعلم الرايضيات ،واللغات األجنبية ،وتعلم القراءة ،واللغة األم ( De smedt. Et al.,
.)2009' Nevo & Breznitz., 2011' Swanson. 1994
ويتفق الباحثون على أن الذاكرة العاملة تلعب دورا حموراي يف عملية التحصيل الدراسي يف مساعدة
التالميذ يف تعلم املواد الدراسية يف مراحل الدراسة املختلفة؛ فمهام احلياة اليومية تتطلب االحتفاظ
ابملعلومات ،ومعاجلتها أثناء أداء األنشطة املدرسية املختلفة ،مثالGropper & Tannock, ( :
'2009' Rathbone. 1999' Rogers, Hwang, Toplak,Weiss, & Tannock, 2011
،)Swanson. 1994فالتلميذ الذي لديه قصور يف مهارات الذاكرة العاملة يفشل يف استيعاب
التعليمات اليت يطلبها منه املدرس ،ومن مث يتخلف عن ابقي زمالئه – فالقصور يف مهارات الذاكرة
إىل قصور يف التحصيل الدراسي ،خاصة فيما يتعلق ابلرايضيات ،اللغات العاملة يؤدي بال ش
األجنبية ،اللغة األم ،القراءة والكتابة (سليمان.)2030 ،
إن األطفال الذين يعانون من صعوابت تعلم ،دائما يفشلون يف التعرف على الكلمات ،اهلجاء ،والفهم
اللغوي ) ،(Lee Swanson & Howell, 2001مثة حبث جديد يقرتح أن الذاكرة قصرية-املدى
ليست وحدها املسؤولة عن الفشل يف تعلم القراءة كما كان معروفا من قبل يف الرتاث النفسي،خاصة منو
القراءة عند األطفال ،فالذاكرة قصرية-املدى هنا هي جزء من عملية معرفية أمشل ،تتضمن ختزين ومعاجلة
األلفاظ تعرف ابملكون اللفظي للذاكرة العاملة (.)Passolunghi & Siegel, 2001
إن العالقة بني الذاكرة العاملة والرايضيات ختتلف ابختالف العمر الزمين لألطفال ،وصعوبة املهمة
الرايضية نفسها .ويف حقيقة األمر فإن هذه العالقة ،تتجلي بوضوح يف املهام اللفظية اليت يطلب من
التالميذ القيام هبا ) ،(Thevenot & Oakhill. 2005aفقد وجد "بول وسكريف" ( )2003يف
دراسة هلما أن هناك عالقة قوية بني سعة الذاكرة العاملة والقدرة احلسابية يف الطفولة ،وهذه العالقة أيضا
دالة يف مرحلة الرشد ،ولكن غري دالة يف مرحلة املراهقة ( .)Reuhkala, 2001ومع ذل ،فمع التقدم
يف العمر والنمو هناك عوامل أخرى؛ مثل :معرفة األرقام ،واألعداد ،ومعرفة االسرتاتيجيات تؤثر يف
القدرات احلسابية أكثر من الذاكرة العاملة (.)Thevenot & Oakhill. 2005
يبدو من الواضح أن الذاكرة العاملة تلعب دورا مهما يف تعلم املهارات الرايضية يف األعمار الصغرية،
وليس يف األعمار األكرب ) ،(Gersten, Jordan,& Flojo, 2005هناك دليل جديد يف الرتاث
النفسي يقرتح أن سعة الذاكرة العاملة منبئ مهم ابلعجز يف األداء احلسايب أو الرايضي يف املراحل األوىل
من التعليم ،وأيضا هناك أدلة تقرتح أبن الفشل يف تعلم الرايضيات مرتبط بشكل مؤكد ابلعجز يف
الذاكرة العاملة ) ،(Bull & Scerif, 2001' Geary, 1990كما أن ويلسون وسوانسون ()2003
وجدا أن العجز يف مهارات الذاكرة العاملة مرتبط بشكل دال إحصائيا ابلفشل يف تعلم املهارات
احلسابية اجلديدة ،كذل أشار ابحثون آخرون إىل أن درجات األطفال على الذاكرة العاملة تستطيع أن
تقرتح دراسات أخري أن متيز بني األطفال ذوي املهارات احلسابية ،وبدون املهارات احلسابية ،كذل
درجات األفراد على الذاكرة العاملة ترتبط بشكل دال إحصائيا ابلقدرة على حل املسائل احلسابية
).(Lee Swanson & Sachse-Lee, 2001
الصعوابت األكثر شيوعا هنا هي اإلخفاق يف األداء يف مهام الذاكرة العاملة اليت تتضمن سواء األرقام،
أو املفردات .فالفشل يف املهام احلسابية يتسم ابالستمرارية ،ويقرتح عدم حتسن يف هذه املهارات مع
التقدم يف العمر مما يشري إىل ارتباطه بعمليات معرفية وعصبية.
من انحية أخرى ،تشري دراسات أخرى يف هذا املضمون إىل أن املهارات احلسابية أو الرايضية ترتبط
ابلذاكرة العاملة البصرية-املكانية ) ،(Passolunghi & Siegel, 2001هذه العالقة وجدت مع
الذاكرة العاملة البصرية بشكل واضح يف القدرة على التشفري عند حل املسائل احلسابية املقدمة بصراي
والعمليات احلسابية ،اليت تتضمن أرقاما كثرية كضرب مثال Logie, Gilhooly. & ( 911 × 255
.)Wynn. 1994
أحد التفسريات احملتملة يف هذا اإلطار ،تقول أبن األطفال الذين لديهم قصور أو عجز يف الذاكرة
العاملة البصرية-املكانية لديهم قصور يف االحتفاظ ابألرقام اليت يروهنا على السبورة ،وعجز يف اسرتجاع
املعلومات احلسابية الالزمة من الذاكرة طويلة-املدى ) ،(Heathcote, 1994وعلى النقيض من ذل ،
فإن دور املخزن اللفظي للذاكرة العاملة ينحصر يف االحتفاظ بعدد حمدود من األرقام أثناء عملية
احلساب ذهنيا أكثر من املهارات احلسابية العامة (.)Fürst & Hitch, 2000
وتلخيصا نقول :إنه يف ضوء الرتاث السابق الذي انقشناه آنفا أن الذاكرة العامة (لفظية وبصرية-
مكانية) تلعب دورا مهما يف تعلم األنشطة املدرسية ،مثل :التعليمات اليت يعطيها املدرسون للتالميذ يف
الفصول أثناء تعلم مادة معينة .وقدرتنا على قياس مكوانت الذاكرة العاملة يف سن مبكرة (أربع سنوات
ونصف) متكننا من التنبؤ مبا سوف يكون عليه مستوي التحصيل الدراسي لدى هؤالء األطفال يف
املستقبل وحتديد وتشخيص العجز لدي هؤالء التالميذ ميكننا من وضع خطط وقائية للتصدي للفشل
يف التحصيل الدراسي الناتج عن القصور يف الذاكرة العاملة.
بصفة عامة ،يتفق معظم الباحثني على أن الذاكرة العاملة مبثابة حلقة الوصل أو املرتجم بني املدخالت
احلسية وبني قواعد املعلومات يف الذاكرة طويلة-املدى .فهي تشري إىل نسق من العمليات املعرفية
املتداخلة واملتكاملة وظيفيا ،واملنفصلة تشرحييا ،تقوم ابالحتفاظ ابملعلومات اللفظية والبصرية-املكانية،
ومعاجلتها وصيانتها ،لفرتة ال تتعدى بضع ثوان أثناء تنفيذ األنشطة املعرفية املعقدة مثل :الفهم ،وحل
املشكالت ،واختاذ القرارات ،والتخطيط ،والتفكري ،وحل املسائل احلسابية؛ انظرAlloway. ( :
2007' Alloway. 2009' Alloway & Passolunghi. 2011' Blackwell. Cepeda.
& & Munakata. 2009' Brocki, Randall. Bohlin. & Kerns. 2008' Conlin
.)Gathercole, 2006
الذاكرة العاملة :هي جمموعة من العمليات املعرفية اليت تقوم بتخزين ،ومعاجلة املعلومات اللفظية
والبصرية-املكانية ،وميكن قياسها من خالل أداء األفراد على مهام تتطلب االحتفاظ ابملعلومات اللفظية
والبصرية-املكانية ومعاجلتها.
الذاكرة العاملة اللفظية :متوسط درجات األطفال على ثالث مهام لقياس ختزين املدخالت اللفظية،
ومعاجلتها يف الذاكرة كما تقاس ابألداء يف مهام الذاكرة العاملة اللفظية.
الذاكرة العاملة البصرية-املكانية :متوسط درجات األطفال يف ثالث مهام لقياس ختزين املدخالت
البصرية-املكانية ،ومعاجلتها يف الذاكرة كما تقاس ابألداء يف مهام الذاكرة العاملة البصرية -املكانية
(سليمان.)2030 ،
الدراسات السابقة:
تعددت الدراسات اليت تناولت الذاكرة العاملة ومواردها عند األطفال هبدف استكشاف طبيعة العالقة
املتغريات وبني عدد من املتغريات املعرفية األخرى؛ مثل :الذكاء العام ( Burgess. Gray. بني تل
،)Conway, & Braver, 2011' Hornung, Brunner, Reuter, & Martin, 2011
وحل املشكالت ( Lee Swanson, 2011' Swanson & Sachse-Lee, 2001' Zheng,
ويف السطور التالية ،سيعرض الباحثان فقط للدراسات اليت تناولت متغريات تتعلق ابلفروق الفردية؛ مثل:
النوع ،والعمر ،الرتباطها ابملشكلة البحثية يف الدراسة الراهنة.
قام على ( ،)2004بدراسة على ( )312طفال وطفلة يف سن ما قبل املدرسة ،مستخدما مهمتني؛
إحدامها :لقياس الذاكرة العاملة ،واألخرى :لقياس الذاكرة قصرية-املدى ،فقد أوضحت النتائج وجود
فروق يف األداء يف كل من الذاكرة العاملة ،والذاكرة قصرية-املدى لصاحل األعمار الزمنية األكرب ،وأن
الذاكرة العاملة والذاكرة قصرية -املدى تسهمان يف تعلم املهارات املعرفية.
وقام كل من "ألواي ،جاثر كول ،وبيكرنج" ) ،(Alloway et al., 2006بدراسة البنية العاملية
للذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية وقصرية املدى اللفظية والبصرية-املكانية ،لدى األطفال يف
أعمار بني 4و 33سنة ،مت تطبيق بطارية مهام تقيس أربعة مكوانت خمتلفة للذاكرة لتحديد العمليات
املعرفية املتضمنة يف الذاكرة العاملة .وأشار التحليل العاملي التوكيدي ،إىل أن مكون املعاجلة املتضمن يف
مهام الذاكرة العاملة كان مدعوما بعامل عام من موارد الذاكرة العاملة ،بينما جوانب التخزين تعتمد على
مصادر لفظية وبصرية مكانية حمددة اجملال .هذا النموذج متسق بدرجة كبرية عرب مرحلة الطفولة ،رغم
وجود بعض األدلة على أن العالقات بني البنية العاملية البصرية-املكانية حمددة اجملال وبنية املعاجلة
أن كعامل عام ،كانت أكثر استقرارا لدى الفئة العمرية من 2 – 4سنوات .وتقرتح البياانت كذل
مجيع مكوانت الذاكرة العاملة موجودة منذ سن أربع سنوات.
وقام " هيل ،وآخرون" ) (Hale. Et al. 2011بدراسة الفروق العمرية يف األداء يف مهام الذاكرة
اللفظية واملكانية-املعقدة والبسيطة ،-على عينة من الراشدين (ن = )111من سن ،20وحىت 19
ابستخدام ثالث مهام ذات مدى بسيط ،وست مهام لفظية ومكانية معقدة املدى، سنة ،وذل
وأجريت التحليالت اإلحصائية ابستخدام التحليل العاملي التوكيدي ،وأشارت النتائج إىل أن البنية
العاملية لقدرات الذاكرة العاملة كانت أكثر متاثال لدى الفئات العمرية األصغر ولدى املسنني ،ولكن مل
تظهر أية أدلة على االرتباط ابلسن ،كما أشارت النتائج إىل اخنفاض األداء يف املهام املكانية ،مقارنة
ابألداء يف املهام اللفظية نتيجة للتقدم يف العمر ،وكان األداء يف مهميت املدى البسيط واملدى املعقد
ينحدر مع التقدم يف العمر نفسه ابملعدل.
من انحية أخرى – لدراسة اجلانب البيوكيميائي ،وأتثريه يف كفاءة الذاكرة العاملة – قام "ساتكليف
ومارشال ونيل" ) (Sutcliffe. Marshall & Neill. 2007بدراسة جتريبية لدراسة أتثري كل من
النوع والدورة اجلنسية يف الذاكرة العاملة كما تقاس مبهميت NORالبصرية واملكانية ،وذل على عينة
من الفئران الذكور واإلانث ،وأشارت النتائج إىل أن الفئران الذكور أدوا بشكل أفضل من اإلانث يف
مهمة الذاكرة العاملة البصرية ،ولكن أظهر الذكور تفوقا يف الذاكرة املكانية عن اإلانث ،وأشارت النتائج
أيضا إىل حدوث حتسن واضح يف األداء يف كل من الذاكرة العاملة البصرية والذاكرة العاملة املكانية عند
نزول مستوايت الربوجسرتون واإلسرتوجني إىل أدىن معدل هلما ،وأشارت النتائج عموما إىل أتثر الذاكرة
العاملة ابإلفرازات اهلرمونية ،وأن النوع عنصر مهم جدا يف التصميمات التجريبية للذاكرة العاملة.
والستكشاف دور النوع يف األداء يف مهام الذاكرة العاملة فقد قام "كوفمان" (،)Kaufman, 2007
بدراسة على عينة قوامها مائة طفل وطفلة هبدف دراسة الفروق بني الذكور واإلانث يف القدرات املكانية
مستعينا بعدد من املهام اليت تقيس القدرات املكانية والذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،وتوصلت
نتائجه إىل وجود فروق جوهرية بني الذكور واإلانث يف كل املهام اليت تقيس القدرات املكانية ،عالوة
على مقاييس الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،ومتضمنة فروقا نوعية يف كل من القدرات املكانية
والذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،عالوة على كل من مكوين املعاجلة املكانية واللفظية ،ولكن مل يكن
هناك فروق دالة إحصائيا بني اجلنسني يف الذاكرة العاملة اللفظية ،وال يف الذاكرة املكانية قصرية-املدى.
واتفقت نتائج كوفمان مع كل من "لني وايرونج" ) (Lynn & Irwing, 2008يف دراسة شاملة-
هلما ابستخدام منهج التحليل التجميعي ،-حيث قاموا ببحث الفروق بني الذكور واإلانث يف عدد من
االختبارات اليت تقيس قدرات عقلية ،وأشارت نتائج التحليالت إىل أن الذكور بصفة عامة يتفوقون على
اإلانث يف اختبار مدى األرقام من مقياس ويكسلر للراشدين ،وكذل احلال يف مرحلة املراهقة ،بينما
يتفوق اإلانث على الذكور يف املهمة نفسها ابلنسبة ملقياس األطفال ،وأشارت هذه النتائج إىل أن
السبب يرجع إىل أن مقياس مدى األرقام هو املسؤول عن هذه الفروق ألنه مقياس للذاكرة املباشرة
وليس لسعة الذاكرة العاملة غري املباشرة.
وللتأكيد على األسس العصبية لألداء على مهام الذاكرة العاملة فقد قام "اتنج وايفانز ونج وزمالؤهم"
) (Tang et al. 2010بدراسة هبدف حبث أمهية الشبكة اجلدارية األمامية يف األداء يف عدد من
اختبارات الذكاء اليت تقيس الذاكرة العاملة واستكشاف دور للفروق بني الذكور واإلانث يف توظيف
تل الشبكات يف األداءات املعرفية املختلفة؛ ومنها الذاكرة العاملة ،وأجريت الدراسة على عينة قوامها:
40مشاركا :منهم 23ذكرا ،و 39إاناث ،وقاموا أيضا ابختيار العينة ابستخدام تقنيات ،fMRI ،DTI
وأشارت النتائج إىل وجود تنشيط عام يف امل أثناء األداء يف مهام الذاكرة العاملة ،وكان األداء على
مهمة ن – السابقة مرتبطا بشكل إجيايب مع التنشيط عند اإلانث ،ولكن ارتبط بشكل سليب عند
الذكور.
وأتكيدا على نتائج اتنج وزمالئه فقد قام "ليجباك ،ووكروسلي وفريابن " ( & Lejbak, Crossley,
)Vrbancic, 2011بدراسة ابستخدام تقنيات تصوير الرنني الوظيفي املغناطيسي هبدف استكشاف
دور النوع يف األداء يف عدد من املهام الرئيسة للذاكرة العاملة ،اليت تتطلب عبئا إضافيا على الذاكرة
العاملة ،ابستخدام بطارية ملهام ن – السابقة ابلتصوير املغناطيسي للم ،وأجريت تل الدراسة على
عينة قوامها 11من الذكور ،ومثلهم من اإلانث ،وأشارت النتائج إىل أن الذكور كانوا أكثر دقة من
اإلانث يف األداء يف املهام املستخدمة،خاصة ما يقيس منها القدرات املكانية ،والبصرية ،وذاكرة األشياء
بينما تساوى الذكور واإلانث يف األداء يف املهام اليت تقيس الذاكرة العاملة البصرية ،ولكن مل تشر النتائج
إىل وجود فروق دالة إحصائيا يف الذاكرة العاملة اللفظية.
قام كل من "سبي ،وإرنست ،وبرون وزمالئهم" ) (Speck et al., 2000بدراسة طبيعة تنشيط امل
أثناء األداء يف مهام الذاكرة العاملة ،وأجريت الدراسة على عينة قوامها سبعة عشر مشاركا؛ منهم :تسعة
ذكور ،ومثاين إانث ،وطلبوا من املشاركني األداء على أربعة مهام للذاكرة العاملة ،وقاموا بتصوير امل
لديهم أثناء األداء وأشارت النتائج إىل وجود تنشيط يف القشرة يف الفص اجلبهي اجلانيب )،(LPFC
والقشرة اجلدارية ) ،(PCوكان هذا التنشيط متوازاي عند كال النوعني ،وأشارت النتائج إىل وجود تنشيط
مزدوج مع سيطرة اجلانب اليمني علي عينة الذكور،بينما أشارات النتائج إيل أن اإلانث كن أكثر دقة من
الذكور ،ولكن أبطأ منهم قليال ،ولكن بشكل ملحوظ ،وأشارت النتائج إىل وجود فروق دالة إحصائيا
بني الذكور واإلانث يف التنظيم الوظيفي يف امل فيما يتعلق أبداء املشاركني يف الذاكرة العاملة.
وقام كل من "فنهم ونتيال وآخرون" ) (Virve Vuontelaetal. 2003بدراسة هدفت إىل تعرف
أتثري كل من النوع والعمر على كل من الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية على عينة من األطفال
األسوايء يف سن املدرسة ،وذل ابستخدام مهمة ن -السابقة ،وتوصلت النتائج إىل أن الذاكرة العاملة
اللفظية والبصرية-املكانية تنمو بوصفها دالة للعمر ،مما يشري إىل منو الوظائف املخية املسؤولة عن هذه
العمليات ،كما أشارت النتائج إىل وجود فروق بني الذكور واإلانث يف الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-
املكانية ،اليت تشري إىل عدم نضج لدى الذكور يف املرحلة العمرية من 30 : 2سنوات ،وأشارت النتائج
إىل أن الذاكرة العاملة اللفظية تنمو وتنضج بشكل أسرع وأكرب من الذاكرة العاملة البصرية-املكانية.
ويف البيئة العربية قام سليمان ( )2030بدراسة هدفت إىل استكشاف األداء يف عدد من مهام الذاكرة
العاملة يف التنبؤ ابلتحصيل الدراسي ،واستكشاف الفروق بني الذكور واإلانث ،واستكشاف العالقة بني
األداء يف مهام الذاكرة العاملة ،والعمر ،وقد قام الباحث بتطبيق بطارية تتضمن ست مهام لقياس األداء
يف الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية على عينة قوامها 331( 212طفال و 329طفلة) من
األطفال املصريني يف سن املدرسة ،وكشفت النتائج أن األداء يف مهام الذاكرة العاملة يزداد بوصفه دالة
للعمر ،وأن أداء اإلانث أفضل من الذكور ،كما أوضحت النتائج أيضا أن هناك ارتباطا إجيابيا داال بني
األداء يف مهام الذاكرة العاملة لفظية وبصرية-مكانية والتحصيل الدراسي ،وهذه االرتباطات تتباين
بتباين املهام والنوع (ذكور – إانث) والعمر.
يتضح من عرض الدراسات السابقة أن السواد األعظم منها أجرى على عينات غريبة وأمريكية ،وعدد
قليل جدا على عينات عربية (مثالك على2004 ،؛ سليمان ،)2030 ،وإن كانت الدراسة األوىل متت
ابستخدام مهمة واحدة لقياس الذاكرة العاملة ،وتعتمد فقط على معاجلة وختزين سعة األرقام ،واملعروف
أن األداءات املعرفية عموما جيب أن تقاس أبكثر من مهمة أو أكثر من اختبار؛ ألنه من الصعب وجود
مهمة جتمع بني قياس املعاجلة اللفظية والبصرية-املكانية-تشفريا ،وختزينا ،ومعاجلة ،واسرتجاعا – وإن
وجد فسوف تقيس ربط أو تغليف املعلومات ،أكثر منه قياسا لكفاءة الذاكرة العاملة (Sanchez,
).2008
وبصفة عامة ،فإن القراءة الناقدة لتل الدراسات تشري إىل وجود فروق فردية ملحوظة يف األداء يف مهام
الذاكرة العاملة بنمطيها اللفظية والبصرية-املكانية ،فقد أشارت الدراسات السلوكية إىل وجود فروق بني
الذكور واإلانث عموما يف األداء على مجيع مهام الذاكرة العاملة ،وأن الذكور يف معظم األحيان كانوا
أكثر تفوقا عن اإلانث ،وخباصة ما يتعلق ابملهام البصرية أو املكانية أو البصرية-املكانية ،مثال:
دراساتHornung. Et al., 2011' Kaufman. 2007' Richard Lynn & Paul ( :
،)Irwing. 2008ورغم ذل أشارت بعض الدراسات إىل عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني الذكور
واإلانث يف الذاكرة العاملة اللفظية ،مثال :دراسات ،)Kaufman, 2007( :وإن كانت قد أشارت
إىل وجود فروق دالة إحصائيا يف مكون املعاجلة اللفظية وبصفة عامة أشار عدد كبري من الدراسات
السابقة إىل أن الذاكرة العاملة بنمطيها اللفظية والبصرية-املكانية تنمو بوصفها دالة للعمر الزمين ،وأن
طبيعة األداء يف مهامها حساس للطبيعة النمائية للعقل البشري؛ مثال (' Tang, et al. 2010
سليمان.)2030 ،
من انحية أخرى ،دعم عدد كبري من الدراسات ،األسس العصبية للوظائف املخية املتعلقة ابلذاكرة
العاملة ،وأظهرت تل الدراسات فروقا فردية يف تنشيط بعض املناطق املخية أثناء األداء يف مهام الذاكرة
العاملة؛ مثال :دراسات ،)Lejbak et al. 2011' Tang et al. 2010( :وجدير ابلذكر أن أدلة
جتريبية على احليواانت دعمت دور البناء البيوكيميائي يف األداء يف مهام الذاكرة العاملة موضحة العالقة
العكسية بني مستوى هرموانت األنوثة ابألداء يف مهام الذاكرة العاملة البصرية والذاكرة العاملة املكانية
).(Sutcliffe, et al. 2007
إن الدراسات السابقة أشارت إىل وجود فروق فردية كبرية يف األداء يف مهام الذاكرة العاملة بنمطيها ،وأن
العمر الزمين منبئ قوي ابألداء يف املهام املختلفة اليت تقيس الذاكرة العاملة ،وأن الذكور أكثر تفوقا من
اإلانث خاصة يف الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،وأن األداء على مجيع املهام مرتبط بتنشيط يف مناطق
حمددة ابمل ،وأن اهلرموانت تؤثر بشكل فعال يف األداء نفسه ،وأن معظم الدراسات السابقة قامت إما
على فئة عمرية معينة؛ مثال :األطفال ما قبل املدرسة وفئة أربع سنوات.
وبناء على ما تقدم ،فإن الدراسة الراهنة حتاول معاجلة بعض اإلخفاقات يف الدراسات السباقة فيما يتعلق
ابألدوات ،وحجم العينة ،ومتثيلها؛ حيث إن الدراسة قامت على عينات أكثر متثيال؛ حيث تراوحت
أعمار العينة بني 4و 32سنة ،كما تنوعت األدوات املستخدمة بني مهام تقيس الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية-املكانية معتمدة على معاجلات ،وتشفريات تتعلق ابأللفاظ ،واألرقام ،والقدرات البصرية،
والقدرات املكانية ،والقدرات البصرية -املكانية ،وحترص األدوات نفسها على توافر عنصر الوظائف
التنفيذية يف قياس الذاكرة العامة.
فروض الدراسة:
-تتباين درجات األطفال على مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،بتباين الفئات
العمرية ،والنوع ،ويوجد تفاعل دال إحصائيا بني النوع (ذكور /إانث) ،وبني الفئات العمرية
األربع.
-توجد فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث يف األداء على مهام الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية -املكانية عرب الفئات العمرية األربع.
املنهج واإلجراءات:
أجريت الدراسة على عينة قوامها 3021من األطفال الكويتيني ،ترتاوح أعمارهم بني 4715إىل
33711سنة ،حبيث متثل حمافظات الكويت الست ،ومت توزيع العينة كما يتضح من اجلدول ( )3على
احملافظات على النحو اآليت:
العينة
احملافظات
اجملموع %من العينة ذكور إانث %من عينة اإلانث
314 31 92 31 92 األمحدي
مبارك
321 32 12 31 12
الكبري
321 31 11 32 14 العاصمة
325 32 12 32 11 اجلهراء
324 32 12 32 12 حويل
315 32 13 31 94 الفروانية
%53من العينة %49من العينة 3021 300 523 اجملموع
وروعي يف العينة أن يكونوا من األطفال الكويتيني والكويتيات ألب وأم كويتيني ،ويعيشون بشكل
مستدمي يف دولة الكويت ،ويتحدثون اللغة العربية بوصفها اللغة األم ،وحيققون معدالت متوسطة أو
مرتفعة يف التحصيل الدراسي ،كما تشري السجالت املدرسية ،ومت استبعاد األطفال مزدوجي اللغة،
األطفال ذوي اإلعاقة العقلية ،واحلركية ،واألطفال ومدارس اللغات ،ومدارس التعليم اخلاص ،وكذل
مجيعهم من أبناء الطبقة املتوسطة يف اجملتمع الكوييت ،ويعيشون يف أسر مستقرة اجتماعيا حسب تقرير
املدارس اليت شاركت يف الدراسة (انظر جدول .)2
ومت تقسيم العدد النهائي للعينة عرب الفئات العمرية كما يلي :الفئة من ،5 – 4ن = 309( 223
إانث ،و 332ذكرا)؛ الفئة من 1 – 2ن = 322( 233أنثي ،و 19ذكرا)؛ الفئة من 9 – 1ن
= 311( 229إانث ،و 302ذكور)؛ الفئة من ،32 – 30ن = 350( 152أنثي ،و 202من
الذكور) ،والعينة من 32 – 4ن = 509( 3021إانث ،و 534ذكرا).
اثنيا – األدوات:
استخدم الباحثان البطارية اآللية ملهام الذاكرة العاملة لألطفال إعداد ،(Alloway, 2007) :واليت
سبق تعريبها وتقنينها على عينة قوامها ( )200طفل وطفلة مصريني يف مرحليت التعليم األساسي
(سليمان،)2030 ،وفيما يلي يتناول الباحثان وصف البطارية وخصائصها السيكومرتية.
قام الباحثان حبساب اخلصائص السيكومرتية للبطارية اآللية ملهام الذاكرة العاملة لألطفال على عينة
قوامها 500طفل وطفلة يف مدارس حكومية خاصة مبحافظات الكويت الست ،ويف هذه البطارية
يقوم احلاسب اآليل أوتوماتيكيا بتقدمي املنبهات وتصحيح الدرجات آليا (انظرAlloway, ( :
)2007وتتضمن البطارية يف صورهتا املصرية ست مهام تقيس كال من الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية-املكانية (سليمان.)2030 ،
وتشمل :مهام التذكر السمعي ،والعد ،وتذكر األرقام ابلعكس ،وذل على النحو اآليت:
ويف هذه املهمة ،يسمع الطفل سلسلة من العبارات ،وعليه أن يقرر إذا ما كانت العبارة صحيحة أو
غري صحيحة ،ويف هناية احملاولة يذكر الطفل آخر كلمة يف كل عبارة ابلرتتيب الصحيح .يبدأ
االختبار جبملة واحدة ،وتزداد لتصل إىل جمموعة من ست مجل ،ويوجد درجتان هلذا االختبار( :أ)
حيصل الطفل على درجة عندما جييب بصواب أو خطأ على كل مجلة ويشار إىل الدرجة على أهنا
درجة الدقة( ،ب) حيصل الطفل على درجة عند تذكره للكلمة األخرية يف كل مجلة .ويوجد سببان
العتبار إجابة الطفل غري صحيحة( :أ) أن يتذكر الطفل كلمة غري موجودة ابجلملة األصلية ،مثال:
"يبيض – أقطان" بدال من "يبيض – أسنان"( ،ب) ال يتذكر الطفل الكلمات ابلرتتيب الصحيح،
مثال " :يبيض – أسنان" بدال من "أسنان – يبيض" .تسجل كراسة اإلجاابت ،اإلجابة الدقيقة
(صواب أو خطأ) والكلمة األخرية يف كل مجلة جيب تذكرها ،ودرجة الفرد على مهمة االستدعاء
السمعي = جمموع درجاته الصحيحة يف حتديد اإلجابة +درجاته يف التذكر.
ويف هذه املهمة ،يقدم للطفل عدد من الدوائر واملثلثات ،مث يقوم حبساب عدد الدوائر ،وعليه أن
يتذكر عدد الدوائر فقط يف السلسلة على التوايل ،يبدأ االختبار مبجموعة حماوالت من صف واحد،
وتزداد اجملموعة حىت سبعة صفوف من الدوائر واملثلثات (انظر شكل .)4ويوجد درجتان هلذا
االختبار( :أ) حيصل الطفل على درجة على حساب العدد الصحيح للدوائر املوجودة يف الصف
الدرجة على أهنا درجة "الدقة"( ،ب) حيصل الطفل على درجة لتذكر العدد ويتم اإلشارة لتل
بطريقة صحيحة يف السلسلة ،ويوجد سببان العتبار اإلجابة غري صحيحة (أ) يتذكر الطفل رقما مل
يكن موجودا يف السلسلة األصلية( ،ب) ال يتذكر الطفل األرقام ابلرتتيب الصحيح ويسجل يف
كراسة اإلجابة عدد الدوائر يف كل صف ابلرتتيب الذي جيب أن يتم تذكرها به ،ودرجة الفرد على
مهمة العد = جمموع درجاته الصحيحة يف العد +درجاته يف التذكر.
ويف هذه املهمة ،يسمع الطفل سلسلة من األرقام،وجيب عليه تذكر تل السلسلة برتتيب عكسي،
يبدأ االختبار مبجموعة من رقمني ،وتتزايد جملموعة من سبعة أرقام.
ولكي حيصل الطفل على الدرجة الصحيحة لكل حماولة ،جيب تذكر الرقم العكسي الصحيح،
ويوجد سببان العتبار اإلجابة غري صحيحة( :أ) يتذكر الطفل رقما مل يكن موجودا يف السلسلة
األصلية( ،ب) ال يتذكر الطفل األرقام ابلرتتيب العكسي الصحيح يف السلسلة األصلية ،وتسجل
كراسة اإلجابة سلسلة من األرقام ابلرتتيب الذي قاله القائم ابلتجربة ،وجيب على الطفل تذكر تل
السلسلة ابلرتتيب العكسي ملا يتم تدوينه على بيان الدرجات ودرجة الفرد على مهمة استدعاء
األرقام ابلعكس = جمموع األرقام العكسية اليت يستطيع الفرد تذكرها ابلرتتيب الصحيح.
وتشمل :مهام استدعاء الشكل املختلف ،واألراجوز ،واملدى املكاين ،وذل علي النحو اآليت:
ويف هذه املهمة ،يشاهد الطفل ثالثة أشكال يف صف ،وجيب عليه أن حيدد الشكل املختلف من
بينها ،ويف هناية كل حماولة يتذكر الطفل مكان الشكل املختلف وابلرتتيب الصحيح من خالل
اختيار املربع الصحيح على الشاشة ،يبدأ االختبار مبجموعة من شكلني وتتزايد جملموعة من سبعة
أشكال ،انظر شكل (.)5
شكل ( )1منوذج للمثريات اليت تقدم لألطفال يف اختبار استدعاء الشكل املختلف ومكان
حتديد اإلجابة
يوجد درجتان هلذا االختبار( :أ) حيصل الطفل على درجة عندما يشري إىل الشكل املختلف
بـ"درجة الدقة"( ،ب) حيصل الطفل على درجة عندما يتذكر الوضع الصحيح ،ويشار إىل ذل
الصحيح للشكل املختلف ،ويوجد سببان العتبار اإلجابة غري صحيحة( :أ) أن يشري الطفل إىل
املوقع اخلطأ( ،ب) ال يتذكر الطفل أماكن األشكال املختلفة ابلرتتيب الصحيح ،وتسجل كراسة
اإلجابة مكان الشكل لكي يتم تذكره ،ويتم تزويد بيان الدرجة ابستخدام األرقام لتحديد كل
مكان ،ودرجة الفرد على مهمة استدعاء الشكل املختلف= جمموع درجاته الصحيحة يف حتديد
اإلجابة +درجاته يف اإلشارة إىل املكان الصحيح.
شكل ( )1منوذج للمثريات اليت تقدم لألطفال يف اختبار األراجوز الشكل املختلف ومكان حتديد
اإلجابة
ويف هذه املهمة ،يرى الطفل صورة لشكلني لألراجوز ،وحيدد الطفل إذا ما كان األراجوز ذو القبعة
الزرقاء ميس الكرة يف اليد نفسها؛ مثل :األراجوز ذي القبعة الصفراء ،مث يتم استدارة شكل األراجوز
ذي القبعة الزرقاء ،ويف هناية كل حماولة جيب على الطفل تذكر موقع كل كرة ابلرتتيب الصحيح ،وذل
ابإلشارة إىل صورة ذات ست نقاط؛ مثل :البوصلة .يبدأ االختبار بسلسلة من جمموعة واحدة من
األراجوزات ،وتتزايد إىل سبعة جمموعات من األراجوزات ،انظر شكل ( .)2ودرجة الفرد على مهمة
األراجوز = جمموع درجاته الصحيحة يف حتديد اإلجابة +درجاته يف اإلشارة إىل املكان الصحيح.
ويف هذه املهمة ،يرى الطفل صورة مكونة من شكلني ،حيث يكون الشكل انحية اليمني عليه نقطة
محراء ،وحيدد الطفل إذا ما كان الشكل انحية اليمني هو الشكل
شكل ( )3منوذج للمثريات اليت تقدم لألطفال يف اختبار املدى املكاين ومكان حتديد اإلجابة
نفسه ،أو عكس الشكل انحية اليسار ،يتم استدارة الشكل ذي النقطة احلمراء ،مث يطلب من الطفل
ابإلشارة إىل صورة ذات ثالث تذكر مكان كل نقطة محراء على الشكل ابلرتتيب الصحيح ،وذل
نقاط؛ مثل :البوصلة .يبدأ االختبار مبجموعة واحدة من األشكال ،وتتزايد إىل جمموعة من سبعة
أشكال ،انظر الشكل ( ،)1ودرجة الفرد على مهمة املدى املكاين = جمموع درجاته الصحيحة يف حتديد
اإلجابة +درجاته يف اإلشارة إىل املكان الصحيح.
مت التحقق من الكفاءة القياسية (الصدق والثبات) للبطارية على النحو اآليت:
وقبل إجراء التحليل العاملي التوكيدي ،مت التحقق من اعتدالية توزيع الدرجات بعزل القيم املتطرفة
،Ouliersعرب خاصية االستكشاف يف برانمج املعاجلات اإلحصائية يف العلوم االجتماعية SPSS
.™31ومت إجراء االختبارات أحادية ومتعددة التباين ،الختبار اعتدالية توزيع الدرجات إلمجايل
( )424طفل وطفلة ،ابلنسبة لكل فئة عمرية على حدة ،حيث مت حساب قيم ،Mahalanobis D2
لكل درجات مهام الذاكرة العاملة ،ومت استبعاد الدرجات اليت درجة احتماليتها < ،07003ومت حساب
قيم التفلطح وااللتواء للدرجات ومت استبعاد الدرجات األقل من 3-واألكرب من 3+؛ وأصبحت العينة
بعد استبعاد الدرجات ،املتطرفة ( )400طفل وطفلة.
وللتحقق من البناء العاملي للبطارية ،مت افرتاض منوذج بنائي يضم عاملني كامنني؛ أحدمها :للذاكرة
وفقا للنموذج متعدد العاملة اللفظية ،واآلخر :للذاكرة العاملة البصرية-املكانية (شكل ،)1وذل
املكوانت للذاكرة العاملي لباديلي وهيتش ( ،)3914اللذين فصال فيه بني املكوانت اللفظية والبصرية-
املكانية للذاكرة العاملة؛ حبيث يقاس كل عامل منهم من خالل ثالث مهام فرعية.
وللتحقق من مالئمة البياانت للنموذج املقرتح ،مت استخدام برانمج Amosالنسخة 31بطريقة
ابستخدام مؤشرات املالءمة املختلفة، األرجحية العظمى ،Maximum Likelihoodوذل
ابإلضافة إىل مربع كاي ،واعتمد الباحثان على مؤشرات املالءمة األكثر انتشارا بني الباحثني يف جمال
النمذجة البنائية ،وهي:
– 3جذر متوسط مربع اخلطأ التقاريب Root Mean Square Error of Approximation
RMSEA
ولكي يشري كل من قيم مربع كاي ومؤشرات املالءمة إىل مالءمة النموذج للبياانت ،فالبد أن تكون
نقيمة مربع كاي غري دالة وكل من قيم مؤشرات املالءمة مؤشر املالءمة املقارن ،ومؤشر املالءة غري
املعياري ،ومؤشر املالءمة املقارن ≥ ،90أما قيمة مؤشر جذر متوسط مربع اخلطأ التقاريب فيجب أن
تكون ≤ .071
أشارت التحليالت ابستخدام أسلوب التحليل العاملي التوكيدي ،إىل أن قيمة مربع كاي = 1713وهي
غري دالة إحصائيا مما يشري إىل جودة مالءمة البياانت للنموذج املقرتح ذي العاملني ،وكذل جاءت قيم
مؤشرات املالءمة األخرى أعلى من درجة القطع املتعارف عليها فكانت قيمة مؤشر ،0799 = CFI
ومؤشر ،0799 = IFIومؤشر ،0791 = NNFIأما مؤشر ،0703= RMSEAوهي أقل من درجة
القطع املتعارف عليها وهي ،0701مما يؤكد على جودة مالءة البياانت للنموذج ،الذي يشري إىل وجود
عاملني كامنني؛ مها :الذاكرة العاملة اللفظية ،والذاكرة العاملة البصرية-املكانية تتشبع عليهم درجات
املهام الست ،وأشارت التحليالت إىل وجود ارتباط قوي بني كل من العاملني الكامنني ،الذي وصل إىل
0711مما يشري إىل وحدوية الذاكرة العاملة بوصفها مفهوما عما ،ويتضح من اجلدول ( )1أن هناك
أتثريات قوية للمهام على كل من عاملي الذاكرة العاملة اللفظية والذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،انظر
شكل ( )9الذي يعرض مللخص النموذج الفعلي.
جدول ( )4أتثري املهام الفرعية الست للذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية على العاملني
الكامنني
ش
شكل ( )8منوذج افرتاضي ،ذو عاملني للذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية
مت التحقق من الصدق التقاريب للبطارية من خالل حساب معامل االرتباط على مهام الذاكرة العاملة
اللفظية الثالث ومهام الذاكرة العاملة البصرية-املكانية الثالث ،وبني عدد من املهام املعروفة للذاكرة
العاملة ،وهي ذاكرة اجلمل (ذاكرة عاملة لفظية) ،واملدى البصري لألرقام (ذاكرة عاملة بصرية-مكانية)
ومهمة سرتوب (ذاكرة عاملة تنفيذية) ،وذل بعد تطبيق األدوات على عينة قوامها ( )20طفال وطفلة
يف عمري الثامنة والتاسعة ،وأشارت النتائج كما يتضح من جدول ( ،)4إىل وجود ارتباط إجيايب دال
إحصائيا ،بني مهام الذاكرة العاملة الست وبني مهام الذاكرة العاملة األخرى.
جدول ( )1قيم معامل ارتباط بريسون بني املهام الست واملهام األخرى للذاكرة العاملة اللفظية
نظرا للرتاث السابق حول وجود فروق جوهرية الذكور – واإلانث يف األداء على مهام الذاكرة العاملة
اللفظية والبصرية-املكانية ،فقد جاء هذا اإلجراء هبدف التحقق من كفاءة البطارية يف قياس الذاكرة
العاملة بشكل متوازن لدى عينة الذكور وعينة اإلانث.
مت استخدام التحليل العاملي التوكيدي ،الختبار ما إذا كانت بطارية االختبارات ،أو املهام املستخدمة
بناء على ما تقيس مفهوم الذاكرة العاملة ابلكفاءة نفسها يف كل من عينيت الذكور واإلانث .وذل
ونظرا ألن معظم التحليالت اليت تستخدم التحليل العاملي التوكيدي ،تتم على عينات كبرية ،فغالبا ما
تكون دالة ،ولذل يستخدم عددا من مؤشرات املالءمة ذوات نقاط القطع املعيارية ،اليت إذا انطبقت
يكون النموذج مالئما للبياانت ،وهذه املؤشرات هي :مؤشر املالءمة غري املعياري Non-Normed
،Fit Indexومؤشر املالءمة التزايدي ،Incremental Fit Indexومؤشر املالءمة املقارن
Comparative Fit Indexوجذر متوسط مربع اخلطأ التقاريب Root Mean Square Error
،of Approximationومت التحقق من مالءة البياانت للنموذج عرب اجملموعتني ،من خالل عدة
مراحل:
مت توصيف منوذج افرتاضي يضم متغريين كامنني مرتابطني؛ مها :الذاكرة العاملة اللفظية ،والبصرية-املكانية
تتأثر مبهام الذاكرة العاملة الست؛ بواقع ثالث درجات لكل عامل كامن ،كما يف النموذج االفرتاضي يف
شكل (.)30
أشارت النتائج إىل تشبع مفردات البطارية الست على العاملني الكامنني ،حبيث تتشبع كل ثالث
مفردات على عامل واحد ،ويتضح من الشكل أيضا املالءمة النموذج االفرتاضي مع بياانت عينة
اإلانث ،وعينة الذكور كل على حدة ،انظر شكل ( )33مللخص النموذج الفعلى مع بياانت عينة
اإلانث ،وشكل ( )32مللخص النموذج الفعلي مع بياانت عينة الذكور.
وتشري النتائج الواردة يف جدول ( )5والشكل ( )33إىل مالءة النموذج املقرتح لبياانت عينة اإلانث
بشكل جيد؛ حيث جاء قيمة مربع كاي غري دالة إحصائيا رغم كرب حجم العينة ،كما جاءت مجيع
مؤشرات املالءمة لتشري إىل حسن املطابقة بني البياانت والنموذج.
قيمة املؤشر يف عينة الذكور قيمة املؤشر يف عينة اإلانث مؤشر املالءمة
35725 20712 كاي2
0791 4712 قيمة مربع كاي /درجات احلرية
مؤشر املالءمة غري املعياري
0799 0791
NNFI
0799 0799 مؤشر املالءمة املقارن CFI
جذر متوسط مربع اخلطأ التقاريب
0703 0701
RMSEA
اثنيا – اختبار مالءمة النموذج علي لعينة الذكور ،وجاءت قيم مربع كاي ومجيع قيم مؤشرات املالءمة
عند درجات القطع املطلوبة.ويالحظ يف جدول ( ،)2الذي يوضح مقارنة النماذج عرب اجملموعتني ،أيضا
زايدة درجات احلرية يف النموذج الثاين مبعدل 1درجات والنموذج الثالث مبعدل 2درجات ،وذل
نتيجة زايدة القيود على هذه النماذج ،وجاءت مجيع قيم أتثريات الدرجات الفرعية مؤثرة يف العوامل
الكامنة بشكل كبري.
ومما سبق ميكننا أن نستنتج وجود متاثل بني عينة اإلانث وعينة الذكور فيما يتعلق ابلشكل ،وبعد إضافة
قيد تساوي تشبعات املفردات املتماثلة على العوامل املتماثلة يف كل من عينة اإلانث وعينة الذكور بناء
علي تقدير املؤشرات (البارامرتت) ابستخدام طريقة األرجحية العظمى Maximum likelihood
فتشري النتائج إىل مالءمة النموذج الثاين للبياانت يف كال العينتني؛ حيث جاءت قيمة مربع كاي غري
دالة ،ومجيع مؤشرات املالءمة عند درجة القطع املتعارف عليها.
كما جاءت نسبة مربع كاي لدرجة احلرية أقل من درجة القطع املطلوبة ،ما يشري إىل تكافؤ العينتني يف
التشبعات لدرجة يعتمد عليها ،والختبار مدى تكافؤ العينتني يف أخطاء القياس ،فإضافة إىل قيد تكافؤ
التشبعات اليت مت اختبارها ،مت إضافة قيد تكافؤ تقديرات القياس ،ومت اختبار ذل يف النموذج الثالث،
وأشارت النتائج إىل مالءمة البياانت للنموذج .انظر جدول ( ،)2حيث جاءت قيمة مربع كاي غري
جاءت قيم مؤشرات املالءمة عند درجة القطع املطلوبة ،وعند مقارنة النموذج الثالث دالة ،وكذل
ابلنموذج الثاين يتضح زايدة قيمة كاي ،وكذل درجات احلرية كنتيجة لزايدة القيود على النموذج ،وهو
ما يؤكد على جودة النموذج ،وكذل تشري هذه املقارنة إىل تكافؤ التشبعات وأخطاء القياس يف عينيت
اإلانث والذكور.
شكل ( )44النموذج الفعلي لعاملني للذاكرة العاملة على بياانت عينة اإلانث
شكل ( )43للنموذج الفعلي لعاملني للذاكرة العاملة على بياانت عينة الذكور
جدول ( )1قيم مؤشرات املالءمة للنماذج املستخدمة يف اختبار فروض تكافؤ القياس
كا÷2د مصدر
RMSEA CFI IFI NNFI حد كا2 النموذج
ح التكافؤ
متاثل
0.03 .944 .960 .970 1.20 20 23.91 منوذج3
الشكل
متاثل منوذج
0.03 .995 .964 .965 1.11 23 25.44
التشبعات 2
متاثل تباين
0.02 .995 .964 .965 0.99 29 28.60 منوذج1
اخلطأ
متال تباين
0.02 .991 .952 .975 2.07 16 33.14 طابرتاو منوذج4
العوامل
د كا ÷2د
∆CFI ∆IFI كا∆2 مقارنة النماذج
ح∆ ح∆
∆RMSEA ∆NNFI
النموذج األول مقابل
0.00 0.001 0.004 0.005 0.09 3 1.53
النموذج الثاين
النموذج الثاين مقابل
0.00 0.001 0.004 0.005 0.09 3 1.53
النموذج الثالث
النموذج الثالث مقابل
0.00 0.004 0.012 0.01 1.08 13 4.54
النموذج الرابع
للتحقق من ثبات املهام املتضمنة يف البطارية مت حساب الثبات بطريقتني( :أ) طريقة إعادة التطبيق،
حيث مت تطبيق البطارية على عينة قوامها 55طفال وطفلة أعمارهم بني الثامنة والتاسعة ،من الكويتيني
األسوايء ،ومت إعادة التطبيق بعد فاصل زمين قدره 35يوما ،وأشارت التحليالت إىل أن املقاييس الفرعية
والدرجات الكلية للبطارية هلا درجة ثبات عالية ميكن االعتماد عليها (انظر جدول ( ،)1ب) وطريقة
االتساق عن طريق حساب قيم معامل ألفا – كرونباخ.
جدول ( )3معامالت الثبات بطريقيت إعادة التطبيق واالتساق ،ملهام الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية-املكانية
اثنيا – النتائج:
يف هذا اجلزء سيقوم الباحثان بعرض نتائج الدراسة وفقا لعرض الفروض ،ونستهلها بعرض لإلحصاء
الوصفي وطبيعة أداء أفراد العينة وفقا للعمر والنوع (جداول ،1و ،9و ،)30مث نتبعه بعرض لإلحصاء
الوصفي ألداء العينة وفقا للفئات العمرية من ،5-4ومن ،1-2ومن ،9-1ومن .32-30
جدول ( )8متوسط درجات أفراد العينة وفقا للعمر ابلسنني والنوع (ذكور – إانث)
30723 32794 1724 1733 35719 33791 35701 1741 12 إانث
30
31791 35720 31730 30753 31705 32719 31731 30793 12 ذكور
30743 32714 9722 1753 31712 30791 35720 9725 23 إانث
33
35724 35792 35723 32729 39702 32712 39754 32709 25 ذكور
32722 34711 33753 1721 31722 32791 31711 9719 51 إانث
32
31719 34751 34712 33732 32721 31721 31721 33795 24 ذكور
جدول ( )9متوسط درجات أفراد العينة وفقا للفئات العمرية (أربع فئات عمرية) والنوع
الذاكرة
الشكل األرقام االستدعاء العمر
الذاكرة العاملة املدى املكاين األراجوز العد ن النوع
املختلف ابلعكس السمعي ابلسنني
اللفظية
2742 1751 3720 3752 4721 2721 4751 1743 309 إانث
4-5
1741 4705 2710 2711 5721 2711 4722 1713 332 ذكور
2711 2713 4719 4714 1721 5719 1790 4750 322 إانث
2–1
5724 1724 4724 1712 1703 2701 1799 4725 19 ذكور
1719 30713 1714 2710 33712 9733 32701 1710 311 إانث
1-9
30704 32701 1791 2790 34701 30722 34754 1721 302 ذكور
33724 31755 30705 1721 35715 333791 32733 9712 350 إانث
30 - 32
34744 35725 34701 33723 31719 32711 31711 33751 202 ذكور
جدول ( )41اإلحصاء الوصفي ألداء أفراد العينة يف مهام الذاكرة العاملة وفقا للفئات العمرية
الذاكرة العاملة الذاكرة العاملة املدى املكاين األراجوز الشكل األرقام العد االستدعاء الفئات العمرية
البصرية- اللفظية املختلف ابلعكس السمعي
املكانية
2795 1713 3795 2735 4719 2752 4751 1752 م 4-5
27012 2712 27312 27431 27540 2751 27211 2713 ع
5722 2791 4711 4709 1759 5791 1712 4752 م 2-1
2721 2721 17225 27910 27121 2722 17233 1731 ع
9711 33710 1714 2715 32714 9722 31734 1731 م 1-9
47301 1712 47141 17111 57531 1711 571 4703 ع
31701 34712 32711 9794 31702 32743 31743 30722 م 30 - 32
5700 4725 27215 47920 27329 4721 .591 .409 ع
1750 9791 1723 2711 33742 1710 33711 1721 م 4 - 32
5754 5753 27224 47910 27141 5731 27112 4725 ع
نتائج الفرض األول ونصه "تتباين درجات األطفال على مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية -املكانية،
بتباين الفئات العمرية ،والنوع ،ويوجد تفاعل دال إحصائيا بني النوع (ذكور /إانث) ،وبني الفئات
العمرية األربع يف املهام الست والدرجة الكلية لكل من الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية".
للتحقق من صحة هذا الفرض إحصائيا ،مت اختبار التصميم اإلحصائي ابستخدام حتليل التباين املتعدد
:1 × 5 × 2 MANOVAالنوع ( × )2الفئات العمرية ( × )5مهام الذاكرة العاملة والدرجة الكلية
حتديد اجتاه الفروق ابستخدام اختبار توكي HSDللتحقق من داللة الفروق بني ( .)1ويتبع ذل
اجملموعات عن طريق املقارانت املتعددة.
أوال – الفروق بني الفئات العمرية يف األداء على مهام الذاكرة العاملة:
يتضح من النتائج الواردة يف جدول ( ،)33وجود فروق دالة إحصائيا بني الفئات العمرية األربع يف
درجات األطفال يف مجيع مهام الذاكرة العاملة ،إضافة إىل الدرجة الكلية للذاكرة العاملة اللفظية والذاكرة
العاملة البصرية-املكانية .ويتضح أيضا من البياانت الوصفية الواردة يف اجلداول ( ،1و ،9و ،)30أن
الفروق جاء يف اجتاه العينات األعلى يف الفئة العمرية ،مما يؤكد على الطبيعة النمائية للذاكرة العاملة؛
(انظر الشكل ،)31والذي يوضح الدرجات املعيارية ألداء أفراد العينة على مهام الذاكرة العاملة الست،
وحساسيتها للنمو عرب العمر الزمين.
وأشارت النتائج الواردة يف اجلدول نفسه ،إىل أن هناك فروقا دالة إحصائيا عموما بني األطفال الذكور
واإلانث ،مبعين أن الذكور أدوا بشكل أفضل من اإلانث يف مجيع مهام الذاكرة العاملة ،ويتضح أيضا أن
هناك تفاعال داال إحصائيا ،بني كل من النوع (ذكور – إانث) وبني الفئات العمرية (أربع فئات عمرية)
يف مجيع مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،ما عدا مهميت استدعاء الشكل املختلف وإعادة
األرقام ابلعكس ،وهذا بدوره يشري إىل أن الفروق يف أداء األطفال يف مهام الذاكرة العاملة ،يتباين تبعا
للفئات العمرية ،ولكن هذا التباين يتأثر ابلنوع مبعين أن الذكور واإلانث مل خيتلف يف املرحلتني األوليني
( 5-4و ،)1-2بينما اختلفا يف األداء يف املرحلتني التاليتني ( 9-1و ،)32-30وعلى اجلانب اآلخر،
تبقي االختالفات يف األداء عرب الفئات العمرية األربع اثبتة ،وال تتأثر ابلنوع فيما يتعلق مبهميت إعادة
11
األرقام ابلعكس بوصفه اختبارا لقياس الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،وتشري النتائج الواردة يف اجلدول
( )32إىل وجود عالقة إجيابية دالة إحصائيا بني مجيع مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية
والدرجات الكلية مما يشري إىل وحداوية مفهوم الذاكرة العاملة واشرتاك مكوانهتا الفرعية يف مجيع
خصائصها.
جدول ( )44نتائج حتليل التباين املتعدد للنوع × الفئات العمرية × مهام الذاكرة العاملة
العاملة
البصرية-
املكانية
327294 3035 321147210 االستدعاء اخلطأ
السمعي
237510 3035 239047341 العد
327323 3035 321027111 األرقام
ابلعكس
227503 3035 221117112 الشكل
املختلف
347202 3035 344357100 األراجوز
207939 3035 232127541 املدى
املكاين
337515 3035 331517592 الذاكرة
العاملة
اللفظية
347034 3035 342247441 الذاكرة
العاملة
البصرية-
املكانية
3022 131017144 الذاكرة
العاملة
البصرية-
املكانية
13
متثل ( )44أداء أفراد العينة يف مهام الذاكرة العاملة الست عرب املراحل العمرية األربع
اثنيا – املقارانت املتعددة بني الفئات العمرية يف األداء على مهام الذاكرة العاملة:
يتضح من النتائج الواردة يف جدول ( )31أن هناك فروقا دالة إحصائيا بني مجيع الفئات العمرية ،كما
أشارت نتائج حتليالت اختبار توكي ،HSDوهذا يعين أن مقارنة أي فئة عمرية ،بفئة من الفئات
العمرية األخرى أشارت إىل وجود فروق دالة بينهما ،وكما يتضح من اجلدول نفسه ،فإن األطفال يف
الفئة 1-2أدوا بشكل أفضل من األطفال يف الفئة من ،5-4أما األطفال يف الفئة العمرية من 1-1
فقد أدوا بشكل أفضل من أقراهنم يف الفئتني 5-4و ،1-2وابملثل األطفال يف الفئة 33-30أدوا
بشكل أفضل من أقراهنم يف الفئات العمرية الثالث األصغر ،وذل يف مجيع مهام الذاكرة العاملة اللفظية
والبصرية-املكانية ،والدرجات الكلية ،واألمر نفسه ينسحب على الفئة العمرية من .32-30
19
نتائج الفرض الثاين ونصه "توجد فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث يف األداء على مجيع مهام
الذاكرة العاملة والدرجة الكلية عرب الفئات العمرية األربعة.
استخدمت سلسلة من اختبار (ت) لداللة الفروق بني املتوسطات بني الذكور واإلانث ،يف ست مهام
للذاكرة العاملة ابإلضافة إيل درجتني كليتني ،واحدة للذاكرة العاملة اللفظية ،واألخرى للذاكرة العاملة
البصرية-املكانية .وأشارت النتائج املعروضة يف جدول ( )31الذي يوضح قيم (ت) وجدول ( )9الذي
يوضح متوسطات أداء أفراد العينة يف املهام الست والدرجة الكلية على الذاكرة العاملة اللفظية
33
والبصرية-املكانية ،إىل أنه يف الفئة العمرية من 5-4سنوات ،قد أظهر الذكور تفوقا على اإلانث يف كل
من الدرجة الكلية على الذاكرة العاملة البصرية -املكانية واملهام الفرعية اليت تقيسها ،ولكن مل تشر
التحليالت إىل وجود فروق يف الذاكرة العاملة اللفظية ،وال املهام الفرعية اليت تقيسها .أما يف الفئة
العمرية من 1 – 1فقد أشارت النتائج إىل وجود فروق دالة إحصائيا تعود إىل النوع يف مجيع مهام
الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية -املكانية ما عدا مهمة العد اليت تقيس الذاكرة العاملة اللفظية.
وابملثل يف الفئة العمرية من 32 – 30سنة ،عدا مهمة إعادة األرقام ابلعكس .أما يف الفئة العمرية من
9 – 1فقد أشارت التحليالت إىل وجود فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث يف مهام العد،
واستدعاء األرقام ابلعكس ،والشكل املختلف ويف الدرجة الكلية للذاكرة العاملة اللفظية ،والبصرية-
املكانية ،يف حني مل تشر التحليالت إىل وجود فروق دالة إحصائيا يف كل من مهام االستدعاء السمعي،
واملدى املكاين ،واألراجوز بوصفها مهاما لقياس الذاكرة العاملة البصرية-املكانية.
مهام الذاكرة
الداللة حجم التأثري قيمة ت الفئات العمرية
العاملة
االستدعاء
غري دالة 30. 103.
السمعي
غري دالة 02. 252. العد
غري دالة 03. 37912 األرقام ابلعكس
أقل من 30 02. 27955 الشكل املختلف
أقل من 30 35. 17953 األراجوز 5–4
أقل من 50 30. 27441 املدى املكاين
الذاكرة العاملة
غري دالة 03. 37559
اللفظية
الذاكرة العاملة
أقل من 30 34. 17123
البصرية-املكانية
االستدعاء
غري دالة 0703 141.
السمعي 2–1
أقل من 50 32. 27451 العد
34
الذاكرة العاملة
أقل من 30 13. 27251
البصرية-املكانية
املناقشة:
هدفت الدراسة الراهنة إىل استكشاف أداء عينة كبرية من األطفال الكويتيني من اجلنسني يف عدد من
مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،والتحقق من تكافؤ القياس بني عينات من الذكور
واإلانث ،وأن بطارية املهام املستخدمة تقيس املفهوم نفسه ابلكفاءة نفسها لدى اجملموعتني ،وأشارت
النتائج بصفة عامة إىل وجود فروق دالة إحصائيا بني الذكور واإلانث من كل األعمار عموما يف مجيع
مهام الذاكرة العاملة بنوعيها والدرجات الكلية يف اجتاه الذكور ،ويتفوق الذكور على اإلانث يف الفرتة من
5-4سنوات ،يف الذاكرة العاملة البصرية-املكانية فقط ،وتضح هذه الفروق بشكل دال يف عمر -30
32سنة.
وتتفق هذه النتيجة مع الدراسات السابقة ،فيما يتعلق بوجود فروق بني الذكور واإلانث يف األداء يف
مهام الذاكرة العاملة عموما مثل :دراسات ( 'Kaufman, 2007' Lynn & Lrwing, 2008
،Vuontela et al., 2003سليمان .)2030فعلى سبيل املثال يف الدراسة اليت قام هبا كوفمان
توصل إىل وجود فروق جوهرية بني الذكور واإلانث يف كل املهام اليت تقيس القدرات املكانية ،عالوة
على مقاييس الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،ومتضمنة فروقا بني اجلنسني يف كل من القدرات املكانية
والذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،عالوة على كل من مكوين املعاجلة املكانية واللفظية ،ومن انحية أخري
تتفق هذه النتيجة مع بعض الدراسات السابقة اليت تشري إىل تفوق الذكور علي اإلانث يف األداء يف
املهام البصرية-املكانية للذاكرة العاملة مثال :دراسات ( Lynn & lrwing, 2008' Sutcliffe,
)Marshall, & Neill. 2007حيث أشارت دراسة ستكليف وزمالئه إىل أن الذكور أدوا بشكل
أفضل من اإلانث يف الذاكرة العاملة البصرية .وأشارت النتائج أيضا إىل حدوث حتسن واضح يف األداء
يف كل من الذاكرة العاملة البصرية والذاكرة العاملة املكانية عند نزول مستوايت الربوجسرتون
واإلسرتوجني إىل أدين معدل هلما.
31
بينما أشارت دراسة لني وايرفن ( )2001إىل أنه بصفة عامة يظهر الذكور حتسنا يف األداء يف مهام
الذاكرة العاملة البصرية-املكانية غري أن هذا التفوق خيتلف يف مرحلة املراهقة ،وهو ما أشارت إليه نتائج
دراسة لني وايرفن فيما يتعلق بتأثري إفراز هرموين لكل من الربوجيسرتون واإلسرتوجني ،حيث يرتبط األداء
على مهام الذاكرة العاملة عكسيا مع اخنفاض معدالت اإلفراز.
وميكن تفسري هذه النتيجة يف ضوء ما توصلت إليه الدراسات السابقة يف تفوق الذكور على اإلانث يف
القدرات املكانية عموما ،ومن مث ينعكس على األداء يف املهام اليت تقيس الذاكرة العاملة ،حيث إن
طبيعة املهام اليت استخدمت يف الدراسة الراهنة لقياس الذاكرة العاملة البصرية-املكانية تتطلب تشفري
معلومات مكانية متضمنة يف الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،فمثال يف مهمة استدعاء الشكل املختلف
فالطفل يشاهد ثالثة أشكال يف صف ،وجيب عليه أن حيدد الشكل املختلف من بينها ،ويف هناية كل
حماولة يتذكر الطفل مكان الشكل املختلف وابلرتتيب الصحيح ،ويبدأ االختبار مبجموعة من شكلني،
املهمة تتطلب تشفري املعلومات البصرية اليت تتعلق ابلشكل وتتزايد جملموعة من سبعة أشكال ،فتل
املختلف ،مث تشفري املعلومات اخلاصة مبكان وموقع الشكل املختلف ،مث تتطلب عملية ربط بني
املعلومات البصرية واملكانية ،وهو ما يعرف يف أحباث الذاكرة العاملة ابل_ Bindingأو تغليف
املعلومات ،ومن احملتمل بناء على ذل أن تكون الفروق يف القدرات املكانية هي املسؤولة عن الفروق يف
األداء يف مهام الذاكرة العاملة البصرية-املكانية.
جدير ابلذكر أن الدراسة اليت قام هبا ) ،(Sutcliffe, et al., 2007واليت توصلت إىل ارتباط بني
اخنفاض أداء إانث الفئران يف مهام الذاكرة العاملة البصرية والذاكرة العاملة املكانية مبستوايت هرموين
الربوجسرتون واإلسرتوجني تعضد النتيجة السابقة ،وتؤكد على دور وسيط حمتمل للنشاط الكيميائي
للجسم يف كفاءة األداء يف مهام الذاكرة العاملة .وتتسق النتيجة نفسها مع ما أشارت إليه دراسة كل من
) (Sandstrom.Kim. & Wasserman. 2006يف أن معدل التستسرتون يقوم بدور وسيط يف
تيسري األداء يف مهام الذاكرة العاملة.
وعموما واتساقا مع الدراسات التجريبية اليت أجريت ابستخدام تقنيات الرنني املغناطيسي الوظيفي أثناء
األداء يف مهام الذاكرة العاملة ،فإن هناك اختالفات واضحة يف التنشيطات اليت يظهرها التصوير املخي
الفروق عند الذكور ،وعند اإلانث ،مما جعل الباحثني يطرحون عددا من التفسريات احملتملة لتل
31
اجلنسية بناء على أسس بيولوجية ،فمنطقة حصان البحر يف امل ترتبط على طول اخلط ،وتلعب دورا
ميسرا يف التعلم املكاين ،وقد أظهرت دراسات على الراشدين أن هذه املنطقة حيدث فيها تنشيط أثناء
الدورة اجلنسية ،وأن األداء يف املهارات املكانية والبصرية يرتفع مع اخنفاض هرموانت األنوثة ،وينخفض
عند ارتفاع مستوايت اهلرموانت نفسها ،وأشار عدد آخر من الدراسات إىل ارتباط هذا النشاط اهلرموين
لكل من الربوجسرتون واإلسرتوجني برتكيزات كل من اإلنزميات والناقالت العصبية وثيقة الصلة بكل من
معاجلة املعلومات وختزينها .وهذه الناقالت نفسها ومحض اجلاما امينوبوتريري ،GABAاسيتيل كولني،
واجللواتمات (.)Williams, Barnett, Meck, 1990
وعلى اجلانب اآلخر ،تتعارض هذه النتيجة مع عدد من الدراسات السابقة اليت أشارت إىل أن اإلانث
يؤدين أفضل من الذكور يف الذاكرة العاملة البصرية-املكانية ،مثال :دراسات ( ..Speck et al.,
،2001 2000' Vuontela, et alسليمان )2030وهذا التناقض ميكن تفسريه يف ضوء الفئات
العمرية اليت أجريت عليها الدراسة ،فمعظم املهام املستخدمة يف قياس الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-
املكانية ،يف تل الدراسات اعتمدت على فئة عمرية واحدة أو اثنتني ،وهذا كان من مربرات دراستنا
قام الراهنة يف تناول أعمار امتدت لتشمل مرحليت الطفولة املتوسطة واملتأخرة ،وللتحقق من ذل
الباحثان بتقسيم العينة على أساس العمر ابلشهور إىل فئات ،مدة كل منها سنتان ،هبدف التحقق من
حساسية األداء على الذاكرة العاملة للعمر الزمين ،وجاءت نتائج الدراسة احلالية متسقة مع غالبية
الدراسات السابقة ،مثال ،Vuontela et ea., 2003( :سليمان .)2030
الفروق إىل النوع بشكل كبري ،حيث إن الباحثني يف هذه وجدير ابلذكر ،أنه ابإلمكان إرجاع تل
الدراسة عمدا إىل التحقق من كفاءة القياس للمهام املستخدمة يف عينيت الذكور واإلانث ،وتوصلت
حتليالت النمذجة البنائية ابستخدام التحليل العاملي التوكيدي املتعدد إىل أن بطارية االختبارات
املستخدمة حققت أعلى درجة من تكافؤ القياس بني عينيت الذكور واإلانث ،حيث أشارت التحليالت
إىل تكافؤ بني العينتني يف الشكل ،وتشبع العوامل وتكافؤ تباين أخطاء القياس وتكافؤ ارتباطات
العوامل .وأن مفهوم الذاكرة العاملة وفقا للنموذج متعدد املكوانت ،له املعين نفسه ،والبناء العاملني
نفسه ،عند التطبيق على عينة اإلانث وعينة الذكور.
33
إن الدراسة الراهنة هلا العديد من التطبيقات يف تعرف الفروق يف النوع يف األداء يف مهام الذاكرة العاملة،
وأهنا تسهم يف الرتاث العريب والعاملي إبلقاء مزيد من الضوء على الفروق العمرية والفروق يف النوع يف
األداء يف مهام الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-املكانية ،وتعترب دراسة شاملة يف استكشاف أداء أطفال
الكويت يف الذاكرة العاملة ،وتوافر بطارية متكاملة لقياس كل من الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية-
املكانية.
ومتتد تطبيقات هذه الدراسة إىل تصنيف التالميذ يف مرحلة ما قبل املدرسة من الذين يعانون قصور يف
الذاكرة العاملة ،الذي يتنبأ بقصور يف التحصيل الدراسي يف كل من القراءة ( Swanson, 1994' De
)2000 ،jJong, 1998 Bull & Scerif, 2001' Mayringer & Wimmerوفهم
النصوص املكتوبة واملنطوقة وفهم اللغة عموما ( & Nation, Adams, Bowyer – Crane,
)Snowling 1999واألطفال الذين يعانون صعوابت التعلم ،ومعدالت اإلخفاق والتسرب املدرسي،
وخباصة يف مرحليت الطفولة املتوسطة واملتأخرة ( Alloway, Gathercole, Willis, & Adams,
.)2005
وأخريا ميكن القول إن تعميم نتائج الدراسة الراهنة حمدودة بعدد من احملددات وفق ما أييت:
ب – حمدودة خبصائص األطفال أحاديي اللغة (يتحدثون اللغة العربية بوصفها اللغة األم ويدرسون اللغة
اإلجنليزية بوصفها لغة أجنبية).
د – حمدودة خبصائص األطفال من الطبقة الوسطي يف اجملتمع الكوييت ،ويدرسون يف املدارس احلكومية.
ويقرتح الباحثان إجراء املزيد من الدراسات على الذاكرة العاملة على النحو اآليت:
أ – إجراء دراسات طولية تتبع أداء األطفال من عمر أربع سنوات ،حيت هناية مرحلة املراهقة على
الذاكرة العاملة أبنواعها (لفظية ،وبصرية-مكانية ،وتنفيذية).
38
ب – إجراء دراسات هتدف إىل حبث دور هرموانت الذكور واألنوثة يف تفسري كفاءة الذاكرة العاملة
لدى الذكور.
ج – إجراء دراسات تتناول البنية العاملية للذاكرة العاملة يف البيئة العربية ،من الطفولة وحيت الشيخوخة،
فيما يتعلق ابلذاكرة العاملة اللفظية ،والذاكرة العاملة البصرية املكانية ،والذاكرة العاملة التنفيذية.
د – مقارنة بينية الذاكرة العاملة لدى فئات خمتلفة من األطفال ذوي االضطراابت النمائية ومقارنتها
ابألطفال األسوايء.
39
املراجع
املكانية يف التحصيل- دور الذاكرة العاملة اللفظية والبصرية.)2030( ،عبد ربه مغازي سليمان
.13-44 ،)4( 11 ،) جملة العلوم االجتماعية (الكويت.الدراسي لدى تالميذ التعليم األساسي
الذاكرة العاملة وفعالية الذات وعالقتهما حبل.)2005( وأمحد حسن عاشور،رضا عبد هللا أبو سريع
،1 ، جملة الطفولة العربية.املشكالت الرايضية اللفظية والتحصيل الدراسي لدى تالميذ املرحلة االبتدائية
.12
الذاكرة العاملة والذاكرة قصرية األمد كمنبئات ابملهارات املعرفية لدى.)2004( مجال حممد علي
52-11 ،1 ، جملة دراسات الطفولة.األطفال
Collette, F., & Van Der Linden, M. (2002). Brain Imaging of the
Central Executive Component of Working Memory. Neuroscience
and Biobehavioral Reviews, 26(2), 105-125.
Conlin, J. A., & Gathercole, S. E. (2006). Lexicality and
Interference in Working Memory in Children and in Adults.
Journal of Memory and Language, 55(3), 363-380.
Constantinidou, F., Danos, M. A., Nelson, D., & Baker, S. (2011).
Effects of Modality Presentation on Working Memory in School-
age Children: Evidence for the Pictorial Superiority Hypothesis.
Child Neuropsychology: A Journal on Normal and Abnormal
Development in Childhood and Adolescence, 17(2), 173-196.
Conway, A. R. A., Kane, M. J., Bunting, M. F., Hambrick, D. Z.,
Wilhelm, O., & Engle, R. W. (2005). Working Memory Span
Tasks: A Methodological Review and User's Guide. Psychonomic
Bulletin and Review, 12(5), 769-786.
Cowan, N. (1999). An Embedded-processes Model of Working
Memory. In A. Miyake & P. Shall (Eds.), Models of Working
Memory: Mechanisms of Active Maintenance and Executive
Control. Cambridge: Cambridge University Press.
Cui, J., Gao, D., Chen, Y., Zou, X., & Wang, Y. (2010). Working
Memory in Early-School-Age Children with Asperger's Syndrome.
Journal of Autism and Developmental Disorders, 40(8), 958-967.
Curtis, C. E., Sun, F. T., Miller, L. M., & D'Esposito, M. (2005).
Coherence between fMRI Time-series Distinguishes Two Spatial
Working Memory Networks. Neurolmage, 26(1), 177-183.
Daneman, M., & Carpenter, P. A. (1980). Individual Differences in
Working Memory and Reading. Journal of Verbal Learning and
Verbal Behavior, 19,450-466.
Daumann, J., Fimm, B., Wilhnes, K., Thron, A., & Gouzoulis-
Mayfrank, E. (2003). Cerebral Activation in Abstinent Ecstasy
(MDMA) Users during a Working Memory Task: A Functional
Magnetic Resonance Imaging (fMRI) study. Cognitive Brain
Research, 16(3), 479-487.
De Fockert, J. W. (2005). Keeping Priorities: The Role of Working
Memory and Selective Attention in Cognitive Aging. Science of
Aging Knowledge Environment: SAGE KE.
de Jonge, P., & de Jong, P. F. (1996). Working Memory,
Intelligence and Reading Ability in Children. Personality and
Individual Differences, 21(6), 1007-1020.
De Smedt, B., Janssen, R., Bouwens, K., Verschaffel, L., Boets, B.,
& Ghesquiere, P. (2009). Working Memory and Individual
Differences in Mathematics Achievement: A Longitudinal Study
81
Hulme, C., Neath, I., Stuart, G., Shostak, L., Surprenaiit, A. M., &
Brown, G. D. A. (2006). The Distinctiveness of the Word-Length
Effect. Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory,
and Cognition, 32(3), 586-594.
Imbo, I., & Vandierendonck, A. (2007). The Development of
Strategy Use in Elementary School Children: Working Memory
and Individual Differences. Journal of Experimental Child
Psychology, 96(4), 284-309.
Jacobsen, C. F., & Nissen, H. W. (1937). Studies of Cerebral
Function in Primates. TV. The Effects of Frontal Lobe Lesions on
the Delayed Alternation Habit in Monkeys. Journal of Comparative
Psychology, 23(1), 101-112.
Jacquemot, C., Dupoux, E., & Bachoud-Levi, A.-C. (2011). Is the
Word-length Effect Linked to Subvocal Rehearsal? Cortex, 47(4),
484-493.
Jennings, J. R., van der Veen, F. M., & Meltzer, C. C. (2006).
Verbal and Spatial Working Memory in Older Individuals: A
Positron Emission Tomography Study. Brain Research, 1,177-1,89-
189
Kaganovich, N., Wray, A. H., & Weber-Fox, C. (2010). Non-
linguistic Auditory Processing and Working Memory Update in
Pre-school Children who Stutter: An Electrophysiological Study.
Developmental Neuropsychology, 35(6), 712-736.
Karlsgodt, K. H., Glahn, D. C., van Erp, T. G. M., Thennan, S.,
Huttunen, M., Manninen, M., et al. (2007). The Relationship
between Performance and fMRI Signal during Working Memory in
Patients with Schizophrenia, Unaffected Co-twins, and Control
Subjects. Schizophrenia Research, 89(1-3), 191-197.
Kasahara, M., Menon, D. K., Salmond, C. H., Outtrim, J. G.,
Tavares, J. V. T., Carpenter, T. A., et al. (2011). Traumatic Brain
Injury Alters the Functional Brain Network Mediating Working
Memory-. Brain Injury, 25(12), 1170-1187.
Kaufman, S. B. (2007). Sex Differences in Mental Rotation and
Spatial Visualization Ability: Can they be Accounted for by
Differences in Working Memory Capacity? Intelligence, 35(3),
211-223.
Kim, K. K., Byun, E., Lee, S. K., Gaillard,'W. D., Xu, B., &
Theodore, W. H. (2011). Verbal Working Memory of Korean-
English Bilinguals: An fMRI Study. Journal of Neurolinguistics,
24(1), 1-13.
88
Author:
Dr. Abdrabo Moghazy Soliman
PhD in Cognitive Psychology. Dissertation title” Computerization and
Complex Decision Making: A Cognitive Investigation in the Domain of
Intensive Care” University of Aberdeen. Aberdeen. UK. 2005.
Associate Prof. of Cognitive Psychology Department of Psychology
Umm Al-Qura University, Makah. Saudi Arabia
Publications:
A. Books:
Soliman. A. M_. Logie R.H.. & Flin. R.H. (2006). Readings in Cognitive
Psychology. El-Khouiy Cor. Publications: ISBN: 977-17-S643-1:
2010/7165
B. Articles:
1. Alansari. B. M. & Soliman. A. M. (2012). Measurement Invariance
of Working Memory Measures across Two Arab Cultures. Perceptual &
Motor Skills: Learning & Memory. 115, 1-17.
2. Alansari. B. M & Soliman. A. M. (In Press). Bilingualism and
Working Memory Abilities among Kuwaiti Children. Journal of
Educational Sciences, Academic Publication Council - Kuwait
University.
3. Alansari. B. M. & Soliman. A. M. (In Press). The Structure of
Working Memory among 4-12 Years Old Kuwaiti Children. Journal of
Educational and Psychological Sciences. Bahrain University.
4. Soliman, A. M (2010). Exploring the C entral Executive in
Situation Awareness. Psychological Reports. 106. 1, 1-14.
5. Soliman. A. M. (2010). The Role of Visio-spatial and Verbal
Working Memory in Academic Performance among Pupils in Basic
Education. Journal of Social Sciences: Academic Publication Council
Kuwait University, 3S (4). 44-71
99
Scientific Awards:
1. State Incentive Award in the arts, literature and social sciences and
humanities in 2000. in the social sciences -Award of Education and
Psychology -for the book “ Optimism and Pessimism: Concept and
Measurement and Correlates." National Council for Culture, Arts and
Letters - Kuwait Ministry of Information.
2. Award of Scientific Production in the field of social sciences and
humanities for 2002 Kuwait Foundation for the Advancement of Science
-Kuwait.
3. Best Search for 2004 in the field of humanities search “ the
Behavior of Cigarette Smoking among the Students of Kuwait
University: A Study in Personal Smokers”* published in the Annals of
Arts and Social Sciences -Monograph 317 Yearbook 25 for the year
2004-2005 .Kuwait Foundation for the Advancement of Science -Kuwait.
Monogragh 387
عزيزي القارئ:
يسر أسرة حترير حوليات اآلداب والعلوم االجتماعية أن ترحب بكم وتتقدم لكم أبطيب التحيات،
شاكرين لكم سلفا تعاونكم من أجل تطوير احلوليات؛ وذل من خالل إجابتكم عن هذه األسئلة:
ال نعم – 31هل تقرأ احلوليات فقط إذا كان موضوعها له عالقة بتخصص ؟
ال نعم – 34هل تقرأ احلوليات فقط إذا كنت ستستعني مبادهتا كمرجع لبحث؟
.............................................................................................
.............................................................................................
.............................................................................................
View publication stats