Professional Documents
Culture Documents
جون ديوي بحث
جون ديوي بحث
الصفحة المحتوى
01 المقدمة
تعد البراغماتية من أبرز التيارات الفلسفية التربوية وأكثرها أهمية فى القرن العشرين .وقد
نشأت هذه الفلسفة في الواليات المتحدة األمريكية ،ونبغ في صوغها عدد من كبار المفكرين
األمريكي والسيما شارل بيرس ووليم جيمس وجون ديوي.
ويعد جون ديوي أكثر ،رواد هذه الفلسفة نبوغا وأهمية وتجسد هذه الفلسفة الجديدة الروح
الفكرية والعقائدية للمجتمع األمريكي في القرن العشرين .فالبراغماتية تعبر عن طبيعة
المجتمع األمريكي المهاجر المغامر الحالم بالثروة والمجد .فالبيئة األمريكية تمجد العمل
وانتهاز الفرص والنجاح وكسب المال ،وقد انعكست هذه القيم في معالم الفلسفة البراغماتية
الجديدة تمجيدا لمبادئ النجاح والقوة والثروة.
جون ديوي الذي استطاع بعبقرتيه التاريخية أن يؤسس لفكر تربوي يوصف بأكثر الفلسفات
التربوية انتشارا وأهمية في عصره ،وفي هذا البحث القصير أردنا أن نستجلي رؤية جون
ديوي للعملية التربوية وذلك بطرح األشكال التالي :ما هو تصور ديوي للتربية ؟ وماهي
أهدافها ؟ لإلجابة عن هذه اإلشكالية سنتبع خطة البحث التالية :
1
التعريف بجون ديوي ):Dewey John (1859—1952 .1
يعد "جون ديوي" من أبرز مؤسسي الفلسفة البرجماتية و أحد ثالثة قHHاموا بتطويرهHHا ،ولHHد
Burlingtonوالي HH Hة ف HH Hيرمونت " في الوالي HH Hات المتح HH Hدة االمريكي HH Hة بمدين HH Hة "بورلنجت HH Hون"
" Vermontك HHانت دراس HHته االبتدائي HHة في مدينت HHه و ك HHانت دراس HHته الجامعي HHة بجامع HHة واليت HHه
أيضا .
وعHHام 1894تHHولى رئاس HHة قس HHم الفلسHHفة بجامعHHة ش HHيكاغو ، Chicagoانتق HHل عHHام 1904إلى
جامعة كولومبيا Columbiaحتى تقاعده عام . 1930
نال "ديوي" شهرة فائقة كفيلسوف مفكر ومصلح تربوي كبير ال في (و ،م ،األمريكية) وحHHدها
بل في جميع أنحاء العالم ،وقHHد دفعت هHHذه الشHHهرة كثHHيرا من البلHHدان المتقدمHHة لدعوتHHه ليحاضHHر
في جامعاهHHHا وليسHHHاعدها في تنظيم تعليمهHHHا .دعتHHHه اليابHHHان محاض HHرا 1919وجامع HHة طوكي HHو
الملكيHHة .كمHHا دعتHHه جمهوريHHة الصHHين محاضHHرا لسHHنتين "جامعHHة بكين" .وكHHذلك تركيHHا مسHHاعدا
على إعHHHادة تنظيم تعليمهHHHا وقHHHد ظHHHل "ديHHHوي" في نشHHHاط علمي دائب ح HHتى ت HHوفي في 1جويلي HHة
.1952
من أبHH Hرز أعمالHH Hه في الميHH Hدان الHH Hتربوي انشHH Hاؤه لمدرسHH Hته النموذجيHH Hة في مدينHH Hة شHH Hيكاغو سHH Hنة
،1896وقHHد اتخHHذ "جHHون ديHHوي" من هHHذه المدرسHHة االبتدائيHHة النموذجيHHة حقال لتجربHHة نظرياتHHه
وآرائHH Hه التقدميHH Hة في التربيHH Hة ،وفي سHH Hنة 1902ضHH Hمت هHH Hذه المدرسHH Hة لكليHH Hة التربيHH Hة بجامعHH Hة
شيكاغو لتكون مدرسة تطبيقيHHة تجريبيHHة لهHHا .و قHHد "حHHاول ديHHوي" أن يقيم بHHرامج هHHذه المدرسHHة
و إدارتهHH Hا على مبHH Hادئ الفلسHH Hفة البراغماتيHH Hة الي من بينهHH Hا :وجHH Hوب االتصHH Hال و التعHH Hاون بين
المدرس HHة و ال HHبيت ،وج HHوب اتص HHال خ HHبرات التالمي HHذ في المدرس HHة يخ HHبراهم خ HHارج المدرس HHة،
2
وجوب جعل األطفHال يتعلمHون عن طريHق خHبرتهم و نشHاطهم الHذاتي ،و وجHوب احHترام ميHول
التالميHذ و حاجHاهم و حHريتهم في التعبHHير عن أنفسHHهم إلى غHHير ذلHك من المبHHادئ الي سHHنتعرف
عليها أكثر في األسطر المقبلة .
وقHHد كHHان له HHذه المدرسHHة أثHHر ب HHالغ في التمهي HHد للتربي HHة التقدمي HHة الي س HHادت أمريك HHا في النصHHف
األول من القHHرن العشHHرين ،كمHHا كHHان لهHHا فضHHل كبHHير في إقنHHاع اآلبHHاء بأهميHHة المبHHادئ التربويHHة
التقدمية ،وبإمكانية تطبيقها وقد شHجع "ديHوي" مدرسHته هHذه إنشHاء العديHد من المHدارس التقدميHة
الخاصة في أمكنة متعددة في الواليات المتحدة.
3
فكر جون ديوي : .2
ت HHأثر دي HHوي بفلس HHفة "هيج HHل" المثالي HHة وقب HHل بكث HHير من عناص HHرها ،كم HHا ت HHأثر بنظري HHة التط HHور
"لداروين" التي استولت على إعجابه لما وجده فيها من توجه تجريبي و تأثر بأفكار "روسو" ،
1
كما تأثر ب "تشارلز بيرس "و " وليام جيمس" المؤسسين للمذهب البراغماتي .
تصوره للكون وطبيعة اإلنسان:
العالم ليس ثابتا جامدا وال نظاما مغلقا ،وهذا يعني أنه عبارة عن عمليHHة ديناميكيHHة من التغHHير
والتطور المستمر ،فميزة الحياة األساسية هي التغير و .طبقا إليمان "ديوي" بمبدأ الواحدية
) ( MonismفقHHد ذهب الى القHHول بHHأال فصHHل بين الجسHHم والعقHHل والHHروح ،فطبيعHHة اإلنسHHان
وحHHدة متكامل HHة ال فص HHل بين جوانبهHHا الجس HHمية والعقليHHة والروحيHHة أيضHHا ؛ علم الت HHاريخ يعتم HHد
على علم الجغرافيHHا وعلم الجغرافيHا يعتمHHد على علم التHHاريخ ،فاألحHداث االجتماعيHة والتاريخيHHة
الHHتي تمثHHل الجHHانب اإلنسHHاني وتكHHون الجHHانب األكHHبر من مبHHاحث علم التHHاريخ ،تحHHدث من غHHير
شHHك على األرض وتتHHأثر بظHHواهر الطبيعHHة الHHتي هي موضHHوع الدراسHHات الجغرافيHHة ،ال سHHيما
2
الجغرافية الطبيعية.
تصوره للمعرفة:
المصدر األساسي للمعرفHHة اإلنسHانية هHHو الخHبرة والنشHHاط الHHذاتي للفHHرد :فبمعرفHة الفHHرد يكتسHب
عن طري HHق خبرت HHه وتفاعل HHه م HHع عناص HHر البيئ HHة المحيط HHة ب HHه ،وعن نش HHاطه وكفاح HHه من أج HHل
البقاء ومن أجل التغلب على المشاكل التي تواجهHHه في الحيHHاة .ومن ثم فالمعرفHHة الحقيقيHHة هي
1
-عبد المنعم الحفني :موسوعة الفلسفة و الفالسفة ،مكتبة مدبولي ،الطبعة الثانية ،القاهرة ، 1999،ص 616
2
-عمر محمد التومي الشيباني :تطور النظريات واألفكار #التربوية – الدار العربية للكتاب ،الطبعة الرابعة ،طرابلس ليبيا ، 1987 ،ص 339
4
الHHتي تسHHاعد الفHHرد على تكHHييف بيئتHHه وتطويعهHHا لخدمHHة أغراضHHه وإ رضHHاء حاجاتHHه ،وال قيمHHة
لمعرفة ال يمكن
استعمالها أو تطبيقها في الحياة ،كذلك ال قيمة لمعHHارف الماضHHي إذا لم تسHHاعد على فهم وحHHل
مشHHاكل الحاضHHر ولم تسHHاعد على التنبHHؤ بالمسHHتقبل ولم تعHHط معHHنى لهHHذا المسHHتقبل وإ ذا فHHالخبرة
1
عنده تتوقف على أربعة مبادئ :-األداتية ،الوظيفية ،إمكانية التطبيق ،االستمرار.
تصوره القيم األخالقية:
القيم األخالقية أمور إنسانية تنبع من صميم الحياة التي يعيشها اإلنسان وليسHHت أخالقHHا متعاليHHة
تفHH Hرض على اإلنسHH Hان فرضHH Hا من جهHH Hة عليHH Hا ،المصHH Hدر األساسHH Hي للقيم األخالقيHH Hة هي الخHH Hبرة
والتجربHHة ،فHHالفرد يكتسHHب قيمHHه األخالقيHHة وضHHميره األخالقي عن طريHHق خبرتHHه وتفاعلHHه مHHع
البيئHHة المحيطHHة بHHه المتمثلHHة في أخالق المجتمHHع ،فهي ال تنبHHع من الHHذات أو الضHHمير أو العقHHل،
لكنها تكتسب نتيجة تفاعل الفرد.
وتعتHHبر أعمHHال الفHHرد أخالقيHHة إذا سHHاعدت على نمHHوه الكامHHل ،وعلى النهHHوض بHHالمجتمع وحHHل
مشاكله ،وعلى تحقيق المصلحة العامة.
ويHHترتب على اإليمHHان بHHأن األخالق ظHHاهرة اجتماعيHHة ،أننHHا إذا شHHئنا تحسHHين األخالق فعلينHHا أن
نعHHدل النظم االجتماعيHHة وأن نحسHHن تربيHHة الفHHرد ،وفي هHHذا يقHHول ديHHوي " :إذا ك##انت م##وازين
األخالق منحطة فذلك ناشئ من نقص التربية #التي يتلقاها الفرد
2
في تفاعله مع بيئته #االجتماعية"
فما مالمح التربية البراغماتية كما رسمها "ديوي ؟
التربية عند جون ديوي : .3
أفكاره المتعلقة بمعنى التربية وطبيعتها : أ.
1
-عمر محمد التومي الشيباني :تطور النظريات واألفكار #التربوية ،مرجع سابق ،ص 340
2
-أحمد فؤاد األهواني :جون ديوي – دار المعارف بمصر ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،1968 ،ص 136.
5
التربية هي الحياة نفسها و ليست مجرد إعHHداد للحيHHاة ،فهي مرتبطHHة بشHHؤون الحيHاة أشHHد
ارتباط .
التربي HH Hة عملي HH Hة نم HH Hو مم HH Hا يتطلب مراع HH Hاة ش HH Hروط النم HH Hو وش HH Hروط التعلم (البيولوجي HH Hة
والنفسية)
التربية عملية اكتساب للخبرة وهذا يعني مراعاة شروط اكتساب الخHHبرة ( تفاعHHل الفHHرد
مع البيئة االجتماعية(
التربي HHة عملي HHة اجتماعي HHة فال ب HHد أن تتض HHمن تف HHاعال اجتماعي HHا ،تتم في ج HHو ديمق HHراطي
وجو اجتماعي صالح .
وتتلخص نظرية "ديوي" التربوية كما صورها في مقاله المطول (عقيدتي التربية :)1897 ،
التربية ظاهرة طبيعية في الجنس البشري وبمقتضاها يصبح الفرد وريثا لما حصHHلته اإلنسHانية
من حضHH H Hارة ،تتم هHH H Hذه التربيHH H Hة ال شHH H Hعوريا ،عن طريHH H Hق المحاكHH H Hاة بحكم وجHH H Hود الفHH H Hرد في
1
2
المجتمع ،ومنه تنتقل الحضارة من جيل إلى آخر
التربيHHة المقصHHودة تقHHوم على العلم بنفسHHية الطفHHل من جهHHة ومطHHالب المجتمHHع من جهHHة أخHHرى،
3
فالتربية ثمرة علمين هامين هما علم النفس وعلم االجتماع.
أفكاره المتعلقة بأهداف التربية: ب.
الهدف األعلى للتربية #:تحقيق استمرارية التربية ،بأن تساعد الفHHرد على أن يسHHتمر في تربيتHHه
مما يؤدي إلى نموه ،تعلمه ،تكيفه مع بيئته وحياته.
أهHHداف التربيHHة تنبHHع من داخHHل التربيHHة ال من خارجهHHا ،أي تنبHHع من حاجHHات التلميHHذ وخبراتHHه
ونشاطاته،
أو على األقل يشترك في تحديدها في ضوء خبراته السابقة و حاجاته.
1
-جون ديوي :التربية في العصر الحديث ،ج ، 1ترجمة :عبد العزيز عبد المجيد ،محمد حسين المخزنجي ،مكتبة النهضة المصرية ،د ط ،
القاهرة ،1949،ص 17
2
-المرجع نفسه ،ص 17
3
-المرجع نفسه 19
6
التربيHHة التقدميHHة تقHHوم على التأكيHHد على أهميHHة اشHHتراك المتعلم في تكHHوين األهHHداف الHHتي توجHHه
نHH Hواحي نشHH Hاطه في عمليHH Hة التعلم بحيث يكHH Hون تعHH Hاون التلميHH Hذ إيجابيHH Hا في بنHH Hاء األهHH Hداف الHH Hتي
تتضمنها دراسته ويمكن تمثل هذه الفكرة في أنهHا تنطلHHق من دافعيHة لHHدى المتعلم تبتHHدئ بنزعHة
تصHHطدم بعHHائق يحHHول دون إشHHباع تلHHك النزعHHة إشHHباعا مباشHHرا ممHHا يجعلهHHا تتحHHول إلى رغبHHة
تصل برؤية واضحة إلى الهدف الحق ،والنزعة أو الرغبة في حد ذاتهما – كما يوضح ديوي
-ليسا هدفا.
أما الهدف :يكون عبارة عن غاية منظورة تتضمن التبصر بالعواقب التي ستترتب عن العمل
وفق النزعة.
والتبصر :#يعتمHHد على إعمHHال الHHذكاء في مالحظHHة الظHHروف والمالبسHHات الموضHHوعية HذلHHك أن
هذا التبصر يرتبط بشكل مباشر بتحقق النتائج أو عدم تحققها.
النت ##ائج :ال تHH Hترتب على مجHH Hرد وجHH Hود النزعHH Hة والرغبHH Hة وإ نمHH Hا تتم بتفاعلهمHH Hا مHH Hع الظHH Hروف
المحيطة وهذا يعني أننا حين نقوم بالمالحظة فإننHا نقHف وننظHر وننصHت ( ممارسHة المالحظHة
شرط من شروط تحول الترعة إلى هدف لكن المالحظة غير كافيHHة وحHHدها إذ ال بHHد من شHHرط
آخر هو فهم مغزى ما نراه ونسمعه ونلمسه)
والمغزى :يتكون من النتائج التي سوف تترتب على العمل حسب ما نراه
مثال :مغ HHزى اللهب ليس في بريق HHه ب HHل في قدرت HHه على أن يح HHرق وهي النتيج HHة ال HHتي ت HHترتب
على لمسه ،ونحن ال نستطيع إدراك النتائج إال بسبب وجود الخبرات السابقة.
و تكوين الهدف عملية معقدة تتطلب :
وجود دوافع ورغبة لدى المتعلم .1
مالحظته للظروف والمالبسات الموضوعية المحيطة به. .2
معرفته لما حدث في الماضي فيما يشمل هذا الموقف الذي بين يديه. .3
7
عملي HHة الرب HHط بين م HHا الحظ HHه وبين م HHا س HHترجعه ،ومحاول HHة ترجم HHة اله HHدف إلى خط HHة .4
1
وطريقة للعمل.
وي HHذكر ج HHون دي HHوي في كتاب HHه "الديمقراطي #ة #والتربي##ة" ثالث HHة م HHوازين لأله HHداف التربوي HHة
الصحيحة أو السليمة:
يجب أن يؤسHHس الهHHدف أو الغHHرض الHHتربوي على أوجHHه النشHHاط الHHداخلي للتلميHHذ وعلى .1
حاجاته.
إمكانيHHة ترجمHHة الهHHدف إلى أعمHHال وخHHبرات دراسHHية تقHHوم على نشHHاط المتعلم وتسHHاعده .2
على تفتح مواهبه واستعداداته.
يجب اعتبHHار األهHHداف على أنهHHا أمHHور تقريبيHHة وليسHHت أمHHورا نهائيHHة ،كمHHا يجب الربHHط .3
2
بين األهداف ووسائلها.
وعلى الHH Hرغم من أن "ديHH Hوي" لم يسHH Hع إلى تقسHH Hيم أهHH Hداف التربيHH Hة إلى أهHH Hداف عامHH Hة وأخHH Hرى
خاصة ،ذلك أنه كHان يHرى أن التربيHHة ليس لهHا أي هHHدف خHارج عن عمليHة التربيHHة نفسHHها ،أي
أنه لم ير للتربية غرضا غير تحقيHHق نفسHHها كاسHHتمرار للخHHبرة ونموهHHا ... ،فإنHHه قHHد أشHHار إلى
جملة من األهداف واألغراض التربوية في كتابه "الديمقراطية والتربية" وهي كالتالي :
مس HHاعدة الف HHرد على النم HHو الكام HHل المتكام HHل لشخص HHيته وعلى تفتح اس HHتعداداته وطاقات HHه
وتنميتها.
مساعدة الفرد على التكيف المستمر مع بيئتHHه االجتماعيHHة والطبيعيHHة وتزويHHده بHHالخبرات
التي يتطلبها هذا التكيف.
إعHHداد الفHHرد للحيHHاة المسHHتقبلية ،لكن من غHHير إهمHHال لمتطلبHHات حياتHHه الحاضHHرة (التربيHHة
عملية نمو :اإلمكانيات الحاضرة متطورة في تقدم مستمر)
إعداد للفرد ليكون قادرا على السيطرة على متطلبات الحياة المتأخرة(.
1
-محمد لبيب النجيحي :مقدمة في فلسفة التربية ،دار النهضة العربية ،الطبعة الثانية ،بيروت ، 1992 ،ص ص 100 – 97
2
-عمر محمد التومي الشيباني :تطور النظريات واألفكار التربوية ،مرجع سابق ،ص . 353
8
إعادة بناء الخبرة االجتماعية وتحسين المجتمع وتطويره
خاتمة :
نستنتج في األخير أن التربية في نظر "ديوي" عملية نمHو وتفتح لشخصHHية الفHHرد ،وهي في
الوقت نفسه عملية اجتماعية تهدف إلى تطوير المجتمع وتحسينه ولما كانت التربية كHذلك ،
1
فقد رفض "ديوي" رأي أولئك الذين يقولون بأن على المدرسة أن تتكيف مع األوضHاع السHائدة
في المجتم HHع ،وال تح HHاول تط HHوير المجتم HHع وتعي HHد بن HHاءه وتنظيم HHه .ففي نظ HHر "دي HHوي" أن من
يحملHHون هHHذا التفكHHير قHHد فHHاتهم إدراك أن من أبHHرز ممHHيزات المجتمHHع الHHديمقراطي Hهي اإليمHHان
ب HH Hالتطور والتحس HH Hن المس HH Hتمرين ،وأن المدرس HH Hة وس HH Hيلة من أهم الوس HH Hائل إلص HH Hالح المجتم HH Hع
وتحسينه وإ عادة بنائه .
كما أن التربية عند جون ديوي ليست كما يعتقد الكثير إعداد للحياة ،بل هي الحياة في حHد
ذاتها .
1
-عمر محمد التومي الشيباني :تطور النظريات واألفكار #التربوية ،مرجع سابق ،ص . 354
9
قائمة المصادر والمراجع :
المصادر :
جون ديوي : Hالتربية في العصر الحديث ،ج ،1ترجمة :عبد العزيز عبد المجيد ،محمد حسين
المخزنجي ،مكتبة النهضة المصرية ،د ط ،القاهرة .1949،
المراجع :
أحمد فؤاد األهواني : Hجون ديوي – دار المعارف بمصر ،الطبعة الثانية ،القاهرة .1968 ،
عمر محمد التومي الشيباني :تطور النظريات Hواألفكار Hالتربوية – الدار العربية للكتاب ،الطبعة الرابعة،
طرابلس ليبيا . 1987 ،
محمد لبيب النجيحي :مقدمة في فلسفة التربية ،دار النهضة العربية ،الطبعة الثانية ،بيروت . 1992 ،
الموسوعات :
عبد المنعم الحفني :موسوعة الفلسفة و الفالسفة ،مكتبة مدبولي ،الطبعة الثانية ،القاهرة . 1999،
10