Professional Documents
Culture Documents
إطار مقترح لتبني الحوكمة في القطاع العام
إطار مقترح لتبني الحوكمة في القطاع العام
البسامﺍﻟﻌﺎﻡ
محدﺍﻟﻘﻄﺎﻉ
ﻓﻲعبداهلل بسام بن
ﺍﻟﺤﻮﻛﻤﺔ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
يف القطاع العام السعودي؛ حيث متت االستفادة من نتائج املؤرشات والتجارب الدولية واإلقليمية املتميزة يف بناء اإلطار
املقرتح؛ مع مراعاة أن يكون هذا اإلطار قابال للتطبيق ،ويتالءم مع البيئة السعودية.
الكلامت املفتاحية :احلوكمة يف القطاع العام ،كفاءة وفاعلية األداء احلكومي ،اململكة العربية السعودية ،رؤية اململكة
2030م.
مستخلص الدراسة :تقديم اخلدمات العامة بكفاءة وفاعلية يتطلب مستوى معينا من احلوكمة الرشيدة ،كام أن حتقيق
مستهدفات اخلطط االسرتاتيجية يقتيض تعزيز جودة األداء احلكومي ،وحماربة الفساد؛ كعنارص أساسية من عنارص
احلوكمة .وبالنظر يف نتائج املؤرشات والتجارب واملامرسات الدولية؛ نجد أن الدول تتباين يف حتديد معايري احلوكمة
املهمة لتعزيز مستويات التنمية االقتصادية والبرشية؛ بحيث تتناسب هذه املعايري مع الرتكيبة االقتصادية والتنظيمية
حتول اقتصادي وإداري يف ظل رؤية 2030؛ مما يتطلب تعزيز
متر اململكة العربية السعودية بمرحلة ّ
للدولة .باملقابلّ ،
حوكمة القطاع العام كقطاع مهم يف حتقيق أهداف الرؤية .ويقدّ م هذا املقال إطارا مقرتحا لتبنّي مفهوم وعنارص احلوكمة
يف القطاع العام السعودي؛ حيث متت االستفادة من نتائج املؤرشات والتجارب الدولية واإلقليمية املتميزة يف بناء اإلطار
املقرتح؛ مع مراعاة أن يكون هذا اإلطار قابال للتطبيق ،ويتالءم مع البيئة السعودية.
175
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 176
يكون هذا اإلطار قابال للتطبيق يف األجهزة احلكومية السعودية. وتشري األدبيات إىل وجود عالقة إجيابية بني حتقيق
وللوصول إىل هذا اإلطار ،تم استعراض أهم األدبيات ،وأبرز مستويات متقدمة يف مؤرشات احلوكمة وبني تعزيز مستويات
نتائج املؤرشات والتجارب اإلقليمية والدولية املتميزة؛ التنمية البرشية واالقتصادية .كام أن التنمية املستدامة تتطلب
الستخالص أبرز املعايري التي يمكن تبنّيها لتعزيز مستويات تعزيز خمرجات القطاعات املختلفة املكونة للدولة؛ (القطاع
احلوكمة وفق معايري حمددة .أيضا ،يقدم هذا املقال بعض العام ،والقطاع اخلاص ،والقطاع غري اهلادف للربح) .وعليه،
التوصيات ملواجهة التحديات التي قد تواجه تطبيق معايري فإن تبنّي عنارص مثل تعزيز جودة الترشيعات ،وسيادة القانون،
احلوكمة يف القطاع العام السعودي. واملساءلة واملحاسبة ،تُعدّ حماور مهمة لتحقيق تنمية شاملة
ومستدامة ،باإلضافة إىل مساعدة االقتصاد املحيل ملواجهة
احلوكمة يف القطاع العام األزمات االقتصادية؛ وذلك كنتيجة لتعزيز اجلودة املؤسساتية،
يعترب األخذ بمبادئ احلوكمة من قبل احلكومات مطلبا وتعزيز االستقرار اإلداري واالقتصادي.
شعبيا ودوليا قبل أن يكون مطلبا تنظيميا أو ترشيعيا؛ حيث إن ومتر اململكة العربية السعودية بمرحلة حتول اقتصادي
ّ
تقديم اخلدمات العامة بجودة عالية ُيعدّ أحد األهداف الرئيسية وإداري يف ظل رؤية 2030؛ مما يتطلب تعزيز حوكمة القطاع
للحكومات .كام أن غياب مشاركة املنظامت غري احلكومية العام كقطاع مهم يف حتقيق أهداف ومستهدفات الرؤية؛ حيث
(قطاع خاص وقطاع غري هادف للربح وأفراد) يف عملية صنع تركز الرؤية عىل ثالثة عنارص أساسية :جمتمع حيوي ،اقتصاد
السياسات العامة ،يعد أحد أهم األسباب لتدين مستوى مزدهر ،وطن َط ُموح .لذا ،اشتملت الرؤية عىل عدد من
اخلدمات وعدم حتقيق اخلطط احلكومية ألهدافها .ويف نفس الربامج واملبادرات بحيث تركز يف جمملها عىل حتقيق الكفاءة
السياق ،نجد أن الناخبني الذين خيتارون حكوماهتم ،يعتمدون والفاعلية يف األداء احلكومي ،وتعزيز مسامهة القطاع اخلاص يف
عىل نتائج أداء احلكومات يف اختيار وانتخاب مرشح دون آخر. االقتصاد املحيل ،ورفع مستوى التنوع يف االقتصاد السعودي.
لذا فإن حتقيق مستويات متقدمة يف مؤرشات احلكم الرشيد هذا املقال يستعرض واقع احلوكمة يف اململكة ،والتحديات التي
يساهم يف تعزيز جودة األداء احلكومي ،وتلبية احتياجات تواجه تبنّي عنارص ومعايري احلوكمة الرشيدة يف القطاع العام.
األفراد واملنظامت غري احلكومية بكفاءة وفاعلية. كام يقدم هذا املقال إطار مقرتح لتبنّي مفهوم وعنارص احلوكمة
ومن جهة أخرى ،تدعم املنظامت الدولية تبنّي احلكومات يف القطاع العام السعودي ،وذلك باالستفادة من التجارب
ملبادئ احلوكمة يف القطاع العام كأداة مهمة يف حتقيق التنمية الدولية واإلقليمية املتميزة يف هذا املجال ،مع مراعاة أن يكون
وحماربة الفقر والسيطرة عىل الفساد .أيضا ،املؤسسات الدولية هذا اإلطار قابال للتطبيق ويتالءم مع البيئة السعودية.
املانحة كالبنك الدويل وصندوق النقد الدويل ،باإلضافة إىل فبعد استعراض األدبيات والدراسات اخلاصة باحلكومة،
الدول املانحة مثل الواليات املتحدة األمريكية ودول االحتاد يتناول هذا املقال العالقة بني موضوعات مهمة ،مثل
األورويب ،كل هذه اجلهات تشرتط مستوى معينا من جودة الديمقراطية ،واإلدارة املحلية ،واحلكومة اإللكرتونية،
احلكم لدى الدول املستفيدة لكي حتصل تلك الدول عىل وعالقتها بتعزيز مستويات احلكم الرشيد يف القطاع العام.
املساعدات املالية وغري املالية ( (IMF, 2010; World Bank, أيضا ،هذا املقال يسعى إىل اخلروج بإطار عام للحوكمة؛ بحيث
177 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
املستفيدين من اخلدمات العامة يف إدارة شؤون الدولة؛ بحيث .1991كام أن منظامت املجتمع املدين واملنظامت الدولية املهتمة
يكون اهلدف من املشاركة حتسني مستوى اخلدمات العامة بحقوق اإلنسان تدعم تبنِّي مبادئ احلوكمة؛ مثل تعزيز
Birkland, والرقابة عىل أداء احلكومة (البسام1438 ،هـ؛ الشفافية ،واملشاركة واملساءلة كأداة يف سبيل تفعيل مبادئ
.)2006 العدل واملساواة بني أفراد املجتمع .وأخريا ،يتم تقديم احلوكمة
ووفقا ،لـ ) ،Kaufmann et. al. (2009فإن احلوكمة يف القطاع العام باعتبارها طريقة فعالة إلدارة شؤون الدولة
"تشمل املامرسات املؤسسية التي تطبقها السلطات يف بلد ما" تتصف بالديناميكية ،وهتتم بالنتائج واملخرجات مقارنة
( .)p. 10لذا يعترب ) de Ferranti, et al. (2009أن احلوكمة باألسلوب التقليدي يف اإلدارة الذي يعاب عليه اجلمود
متثل "الطريقة التي يساهم هبا املسؤولون احلكوميون والرتكيز عىل اإلجراءات أكثر من الرتكيز عىل النتائج ( Kettl,
واملؤسسات (احلكومية وغري احلكومية) يف رسم السياسات .)2000; Rhodes, 1997لذلك يعتقد كثري من اخلرباء أن
العامة وتوفري املنتجات واخلدمات العامة" ،وهي بذلك "تشري احلوكمة هي األسلوب األكثر كفاءة وفاعلية لتقديم خدمات
إىل جودة العالقة بني األفراد واحلكومة لضامن التمثيل عالية اجلودة للمستفيدين ،وضامن حقوق اإلنسان ،وتطبيق
والفاعلية والعدل واملساواة" ) .(p. 8ويف نفس السياق ،تقدم مبادئ العدالة بني أفراد املجتمع لضامن حتقيق مستويات متقدمة
األمم املتحدة ثامنية عنارص للحوكمة الرشيدة؛ وهي :أن تكون من التنمية االقتصادية والبرشية عىل املدى الطويل.
إدارة شؤون الدولة تشاركية ،يتم إقرار الترشيعات باألغلبية،
تطبيق قواعد املساءلة ،والشفافية ،فعالة وذات كفاءة ،تتصف
بالعدالة واملساواة بني أفراد املجتمع ،وأخريا أن يتم تطبيق ملاذا احلوكمة؟
تنفيذ احلكومة لربناجمها اإلداري ،أي االلتزام بتطبيق القانون األساسية التي تنظم إدارة شؤون الدولة من قبَل احلكومة
( .(UNESCAP, 2009ويف اململكة العربية السعودية ،ورغم واملنظامت غري احلكومية (منظامت املجتمع املدين ،املنظامت غري
التوجهات احلكومية واألنظمة والترشيعات ذات العالقة، اهلادفة للربح ،األفراد)؛ فهي بذلك تتالىف القصور يف النظريات
والتي تدعم تبنّي وتطبيق مفهوم وعنارص احلوكمة ،إال أن اإلدارية األخرى التي حتاول رسم العالقة بني احلاكم
تطبيق احلوكمة يف اململكة مازال أقل من املأمول؛ وذلك وفق واملحكوم ،وبني املنظامت احلكومية وغري احلكومية .وعىل
املؤرشات املحلية اإلقليمية والدولية (البسام1438 ،هـ). الرغم من تعدّ د التعاريف للحوكمة يف القطاع العام؛ إال أهنا يف
جمملها تركز عىل تعزيز مشاركة األفراد واملنظامت غري احلكومية
احلوكمة والتنمية االقتصادية يف عملية صنع السياسات العامة واختاذ القرارات والرقابة عىل
يف الثامنينيات امليالدية من القرن املايض ،متت عملية األداء احلكومي ،نحو تقديم خدمات عامة ذات جودة عالية،
ختصيص الكثري من املشاريع والربامج احلكومية يف كثري من وتلبي تطلعات وحاجات املستفيدين .لذا ،فإن مفهوم احلوكمة
الدول ،كل ذلك أدى إىل أن الغالبية العظمى من اخلدمات، يتبنّى تغيري دور احلكومة من املؤثر الوحيد يف صنع وتنفيذ
وخاصة يف الدولة املتقدمة صناعيا وتنظيمياُ ،تقدّ م من قبَل السياسات العامة ،واختاذ القرارات إىل واحد من الالعبني.
قطاعات غري حكومية؛ سواء بشكل مبارش أو غري مبارش .هذا فباإلضافة إىل دور احلكومة كمن ِّفذ للسياسات العامة ،يشارك
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 178
القطاع العام يكمن يف مواجهة األزمات االقتصادية املتكررة، التحول يف تقديم اخلدمات أثار الكثري من التساؤالت عن
والتي كان آخرها األزمة االقتصادية العاملية يف عام 2008م، الدور احلقيقي للحكومات ،ومدى مقدرهتا عىل حماسبة مقدمي
( ;Kim, 2000 وذلك سعيا للتقليل من آثار تلك األزمات اخلدمة ،وحتديد املسؤولية جتاه املستفيدين من تلك اخلدمات يف
.)Stiglitz, 2010ويف دراسة البسام (2014م) عن العالقة بني ظل األسلوب التقليدي لإلدارة ،ومن هنا ُأعيد الرتكيز عىل
ّ
احلوكمة الرشيدة والنمو االقتصادي يف اململكة ،خلصت أمهية تبنّي مفهوم ومبادئ احلكم الرشيد ( ;Hammack, 2002
الدراسة إىل رضورة تبنّي اململكة لعنارص احلوكمة الرشيدة إذا .)Kettl, 2000وطبقا للبنك الدويل (2003م) فإن تأثري غياب
ما أرادت الوصول إىل تنمية مستدامة وشاملة ،وحتقيق احلكم الرشيد ال يقترص فقط عىل التأثري السلبي عىل أداء القطاع
االستقرار االقتصادي .كام أن العديد من نتائج الدراسات احلكومي ،وإنام يصل هذا التأثري إىل القطاع اخلاص؛ ألن "إدارة
سجل مستويات منخفضة يف
أشارت إىل أن الدول التي ُت ّ احلكم تساهم يف رسم السياسات وتطبيقها ،وهذه السياسات
مؤرشات احلوكمة كانت أكثر تأ ُّثرا باألزمات من الدول ذات ّ
وجذاب لالستثامر من ُحتدِّ د بدورها وجود مناخ أعامل سليم
;Albassam, 2013 املستويات اإلجيابية يف احلكم الرشيد عدمه" (البنك الدويل2003 ،م ،ص.)10 .
) .)Alkire, 2010أيضا ،يف 2015م أ ّقرت األمم املتحدة هدفا ومن جهة أخرى ،فإن زيادة التأثري االقتصادي واالجتامعي
عاما للخمسة عرش عاما القادمة ،هذا اهلدف العام يتمحور للمنظامت غري اهلادفة للربح والقطاع اخلاص يف االقتصاد
حول التنمية املستدامة ،ولتحقيق هذا اهلدف تم تبنّي العديد من املحيل والدويل أ ّدى إىل رضورة إرشاك القطاعات غري احلكومية
األهداف الفرعية؛ مثل :التنمية البرشية واالقتصادية ،وتعزيز يف إدارة شؤون الدولة .فمثال تو ّفر املنظامت غري احلكومية
كفاءة األداء احلكومي ،كل هذه األهداف ال يمكن الوصول وظائف لرشحية كبرية من القوى العاملة يف الدول ،باإلضافة إىل
إليها بكفاءة وفاعلية إال بعمل مشرتك بني مقدّ م اخلدمة الدور السيايس املتزايد هلذه املنظامت .فمثال ،عدد املنظامت غري
واملستفيدين منها ).(United Nations, 2015 اهلادفة للربح يف العامل 1.4مليار منظمة يف 2014م ،ويتوقع أن
تصل إىل 2.5مليار منظمة يف 2030م؛ ففي اهلند وحدها يبلغ
أمهية احلوكمة والديمقراطية
عدد املنظامت غري اهلادفة للربح 3.3مليون منظمة .كام أن
ُيعدّ موضوع الديمقراطية واملشاركة السياسية ،وأثرها عىل
املنظامت غري اهلادفة للربح تستوعب %8من القوى العاملة يف
التنمية؛ من أكثر املواضيع التي تم التي تم مناقشتها يف العديد
أسرتاليا ،و %3يف أمريكا ،وتساهم هذه املنظامت بام نسبته %5.3
من الدراسات والبحوث والنقاشات العامة ،وخاصة يف الدول
األمريكي (nonprofitaction, من الناتج املحيل اإلمجايل
النامية .باملقابل ،فإن حتديد مفهوم وعنارص املشاركة السياسية
) .2018هذا الدور املتصاعد للمنظامت غري احلكومية نتج عنه
وشكل وحجم مشاركة املنظامت غري احلكومية واألفراد يف
تكوين جمموعات ضغط عىل احلكومات واملؤسسات الترشيعية
إدارة شؤون الدولة عىل املستوى الوطني واملحيل ختتلف
( )lobbiesإلقرار نظام أو تبني سياسة عامة حمددةّ .
كل ذلك
باختالف الرتكيبة السياسية واالقتصادية واالجتامعية لكل
أدى إىل أمهية إرشاك املنظامت غري احلكومية كرشيك ف ّعال يف
دولة .وتتعدد أشكال املشاركة فقد تكون عن طريق االنتخاب
إدارة شؤون الدولة ).(Hammack, 2002
املبارش أو التمثيل اجلزئي للمواطنني بوجود ممثلني ألفراد
أيضا ،أحد األسباب التي تدعم تبنّي مبادئ احلوكمة يف
179 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
اإلرشايف؛ مما يضعف من الدور الرقايب والترشيعي هلذه الشعب يف دائرة صنع القرار (مثل الربملانات ،واملجالس
املجالس (البسام1438 ،هـ؛ .)Alkadry, 2015ويف حتليله الترشيعية) .أيضا ،املشاركة قد تتمثل يف تعيني احلكومة ملمثلني
لتجربة املجالس املحلية والبلدية يف اململكة ودورها يف التنمية للشعب يف املجالس الترشيعية؛ كطريقة لتفعيل مشاركة األفراد
املحلية ،أشار الشيحة (1434هـ) إىل أن تعزيز دور هذه املجالس يف إدارة شؤون الدولة (مثل جمالس الشعب والشورى).
يتطلب منحها سلطات تنفيذية ،باإلضافة إىل تعزيز الالمركزية ويف ظل نموذج احلوكمة يف القطاع العام فإن األفراد
اإلدارية يف أعامل تلك املجالس .لذا ،يعتقد ) Kettl (2000أن واملنظامت غري احلكومية تشارك بشكل ف ّعال يف الرقابة عىل أداء
إرشاك املنظامت غري احلكومية يف إدارة شؤون الدولة أضحى احلكومة عن طريق املسامهة يف تكوين النقابات واملجالس
أمرا ال بد منه إذا ما أرادت احلكومات تقديم خدمات تل ّبي املحلية وتقييم األداء احلكومي والرقابة عىل مدى حتقيق
حاجات ومتطلبات املستفيدين من تلك اخلدمات ،وذلك احلكومة ألهدافها وخططها ،وهو ما ُيعدّ تفعيال لشكل من
نتيجة للدور املتزايد -اقتصاديا (مثل توفري الوظائف) وسياسيا de Ferranti et al., 2009; Grindle, أشكال الديمقراطية
(التأثري يف عملية صنع القرار) -للمنظامت غري احلكومية؛ وهو ) .)2007ويعرف ) Neumayer (2003احلوكمة عىل أهنا
ما يؤكد عىل أن تفعيل مشاركة األفراد واملنظامت غري احلكومية "الطريقة التي يتم هبا متكني ُصنّاع السياسات من اختاذ
يف إدارة شؤون الدولة هو الطريق األمثل نحو تعزيز خمرجات القرارات ،والطريقة التي يتم هبا صنع وتطبيق السياسات،
العمل احلكومي. ودعم احلكومة حلق املواطنني باملشاركة" ( .)p. 8وتوصلت
دراسة حول العالقة بني طبيعة النظام السيايس (ديمقراطي أم
احلوكمة واإلدارة املحلية غري ديمقراطي) من جهة وبني جودة احلكم والشفافية والنمو
تعترب اإلدارة املحلية والالمركزية اإلدارية مفاهيم مهمة االقتصادي من جهة أخرى ،شملت 141دولة خالل الفرتة
ومتالزمة ملفهوم احلوكمة يف القطاع العام واحلكم الرشيد؛ من 1950م1990-م ،إىل وجود عالقة إجيابية بني درجة
حيث تساهم االقتصادات املحلية ومؤسسات األعامل املتوسطة املشاركة السياسية من قبَل املواطنني وبني حتقيق مستويات
والصغرية ،تساهم بشكل كبري يف التنمية االقتصادية املحلية. متقدمة يف التنمية البرشية واالقتصادية .ووفقا لنتائج الدراسة،
فمثال ،يف تقرير ملنظمة التعاون االقتصادي والتنمية لعام كلام كانت املشاركة تضم أغلب أفراد املجتمع واملنظامت غري
2017م ،فإن املنشأة الصغرية واملتوسطة تستوعب 70من احلكومية ،وتشمل املستويني الوطني واملحيل ،كلام أثر ذلك
القوى العاملة يف الدول األعضاء يف املنظمة؛ أما يف الدول إجيابا عىل مستوى تطور جودة احلكم ،وحتقيق مستويات
الناشئة ،فتساهم املنشأة الصغرية واملتوسطة بام نسبته %33من ( Przeworski, et al., متقدمة يف مؤرشات التنمية املستدامة
إمجايل الناتج املحيل ،و %45من القوى العاملة يف هذه الدول .)2000
) .(OECD, 2017لذا فإن أغلب اخلطط التنموية للعديد من ويف اململكة تم تبنّي العديد من أشكال املشاركة يف إدارة
الدول النامية هتتم بتطوير أداء اإلدارات املحلية للمدن واملناطق شؤون الدولة عىل املستوى الوطني مثل جملس الشورى ،وعىل
إداريا واقتصاديا واجتامعيا؛ وذلك اعرتافا من تلك الدول املستوى املحيل؛ مثل إقرار أنظمة املجالس البلدية واملحلية ،إال
بأمهية االقتصاد املحيل عىل مستوى املناطق كعامل مهم يف حتقيق أن الدور الذي تؤديه هذه املجالس يطغى عليه اجلانب
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 180
الرغم من كل ذلك؛ إال أن مشاركة اإلدارات املحلية يف صنع التنمية عىل مستوى الدولة بشكل عا ّم ،باإلضافة إىل املسامهة يف
السياسات العامة يف اململكة ما يزال أقل من املأمول (الشيحة، التنمية املحلية .كام سعت بعض الدول إىل حتويل الكثري من
1434هـ؛ منتدى الرياض االقتصادي2018 ،م) .ويف دراسة الصالحيات من اإلدارة املركزية إىل إدارات حملية ،حتى إن
ملنتدى الرياض االقتصادي يف 2011م ،أشارت نتائج الدراسة متخصصة يف التنمية
ّ بعض الدول النامية أنشأت وزارات
إىل أن غياب املسامهة الفاعلة (املشاركة) لإلدارات املحلية يف املحلية؛ مثل دول مرص واملغرب ،بل إهنا أصبحت سمة ورشطا
إدارة شؤوهنا نتيجة لضعف مستويات الالمركزية ،وعدم للنمو االقتصادي املتوازن والشامل؛ كام يف الصني واهلند
وضوح العالقة بني اإلدارة املحلية واإلدارة املركزية (الوزارة (البسام1438 ،هـ) .ويعتقد ) de Ferranti et al. (2009أن تبنّي
مثال) ،وغياب التمكني للمنظامت عىل املستوى املحيل يف مفاهيم ومبادئ احلوكمة بدال من األسلوب التقليدي يف اإلدارة
اململكة ،كل ذلك ساهم يف ضعف خمرجات خطط التنمية من ق َبل الدول واملنظامت الدولية جاء كنتيجة لعدم قدرة
املتوازنة يف اململكة (منتدى الرياض االقتصادي2018 ،م). احلكومات عىل أداء األعامل نيابة عن مواطنيها ،وبالتايل مل تعد
قادرة عىل تلبية احتياجاهتم ومتطلباهتم بالشكل املناسب خاصة
احلوكمة واحلكومة اإللكرتونية يف املناطق واملدن البعيدة عن املدن الكربى .كام أن األفراد
يف السنوات األخرية أصبح هناك تزايد يف الطلب عىل بشكل عام واملنظامت املحلية لدهيا الدراية الكافية بمتطلبات
اخلدمات العامة؛ نتيجة لزيادة عدد السكان ،وارتفاع مستوى املجتمع املحيل.
تطور تكنولوجي؛ مما أدى إىل
صاحبَه ُّ
َ الوعي لدى األفراد إن تزايد الدور الذي يساهم فيه االقتصاد عىل املستوى
السعي احلثيث من قبَل اجلهات العامة واخلاصة إىل حماولة املحيل يف الناتج املحيل اإلمجايل والدورة االقتصادية بشكل عام؛
االستفادة من هذا التطور بتسخري اإلمكانات لتطوير األداء من توفري وظائف وتعزيز االستخدام األمثل للموارد املتاحة؛
احلكومي واخلدمات املقدمة ،والتي من أبرزها تبنّي العديد من كل ذلك أدى إىل رضورة تفعيل دور اإلدارة املحلية ،وتعزيز
الدول ملفهوم ومبادئ احلكومة اإللكرتونية واحلكومة الذكية. مشاركتها يف صنع السياسات العامة عىل املستوى الوطني؛
إن مفهوم التعامالت اإللكرتونية ينتج عنه تعزيز مبادئ مثل كعنرص أسايس يف تعزيز مستويات احلكم الرشيد يف اململكة.
الشفافية يف إدارة شؤون اجلهاز احلكومي مثل اإلعالن عن وعىل الرغم من إقرار العديد من األنظمة واالسرتاتيجيات يف
الوظائف ،وطرح املشاريع العامة؛ كام يساهم تبنّي احلكومة اململكة ،مثل نظام املناطق يف 1412هـ ،واالسرتاتيجية
اإللكرتونية يف رفع مستوى أداء اخلدمة املقدمة من قبَل اإلدارة العمرانية الوطنية يف 1421هـ ،وإصدار العديد من القرارات؛
(اجلهاز احلكومي) ،ورسعة إنجازها ،وتبسيط اإلجراءات مثل إنشاء اجلامعات واملدن االقتصادية يف أكثر من منطقة؛
والقضاء عىل البريوقراطية ،وسهولة الرقابة وزيادة اإلتقان يف حيث كان اهلدف األسايس من هذا التوجه احلكومي يكمن يف:
العمل ،وتوفري اجلهد والوقت وترشيد النفقات والتكاليف )1تعزيز التنمية املتوازنة والشاملة يف خمتلف مناطق اململكة؛ )2
اإلدارية .ومما سبق يتضح التوافق الكبري بني مبادئ احلوكمة يف تعزيز مسامهة االقتصاد املحيل (املناطق) يف النمو االقتصادي
القطاع العام والنتائج املستهدَ فة من تبنّي مفهوم احلكومة الوطني؛ )3االستفادة من امليزة النسبية لكل منطقة يف خلق
اإللكرتونية؛ حيث إن تطبيقات احلكومة اإللكرتونية ،وما تبعها الوظائف ،وتعزيز التنمية االقتصادية ) ،(MEP, 2019وعىل
181 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
سبق يتضح التطابق بني متطلبات وأهداف احلوكمة الرشيدة من حكومة ذكية؛ هي أدوات مهمة ومساعدة نحو حتقيق
واحلكومة اإللكرتونية. مستويات متقدمة من احلكم الرشيد (جودة احلكم).
(يّس) أبرز
ويف اململكة العربية السعودية ُي َعدّ برنامج ّ وبدراسة العديد من احلاالت لتعامالت حكومية لدول
اخلطوات التي اختذهتا اململكة يف سبيل تفعيل احلكومة ومدن تسجل مستويات متقدمة يف احلوكمة الرشيدة (مثل
اإللكرتونية وتبنّي التعامالت اإللكرتونية بني األجهزة دراسة ) Kettani et. al. (2008عىل مدينة فاس املغربية،
واملنظامت احلكومية وغري احلكومية واألفراد .حيث صدرت Andhra ودراسة ( Mooji (2003التي تم تطبيقها عىل مدينة
(يّس) يف
املوافقة عىل برنامج التعامالت اإللكرتونية احلكومية ّ Pradeshيف اهلند ،ودراسة ) Pathak et. al. (2007التي
1424هـ ،ومن َثم َتم إنشاء البوابة الوطنية (سعودي) يف أجريت عىل دولة إثيوبيا) نتائج هذه الدراسات وغريها تؤكد
(يّس2018 ،م) .وعىل
1427هـ كأحد خمرجات هذا الربنامج ّ عىل أن احلوكمة هي "الدعم والتحفيز اإللكرتوين للحكومة
الرغم من اجلهد الواضح للربنامج يف تفعيل التعامالت الرشيدة" ( ،)Basu, 2004, p. 109وخاصة يف الدول النامية
اإللكرتونية ،باإلضافة إىل دور بعض األجهزة احلكومية مثل والدول األقل تطورا .وعىل الرغم من السعي احلثيث لعدد من
وزارة الداخلية ووزارة املالية يف تفعيل احلكومة اإللكرتونية، الدول لالستفادة من التقدم التكنولوجي وتطبيقات احلوكمة
إال أن مستوى وحجم التعامالت اإللكرتونية ما يزال بحاجة اإللكرتونية ،إال أنه يمكن ذكر عدد من األسباب التي قد تؤدي
إىل تطوير ،وخاصة فيام يتعلق بتعزيز ودعم الشفافية ،ومدى إىل عدم حتقيق احلكومة اإللكرتونية والتعامالت اإللكرتونية يف
توفر وضوح وسالسة اإلجراءات إلكرتونيا؛ سعيا لتفعيل دور الدول النامية ألهدافها ،ومنها )1 :غياب القوانني التي تضمن
احلكومة اإللكرتونية كأداة للوصول إىل حوكمة العمل التطبيق األمثل ملبادئ احلكومة اإللكرتونية ،أو أن القوانني
احلكومي. معتمدة ،لكن ال يتم تطبيقها بشكل كامل؛ )2عدم وجود رغبة
حقيقية من قبَل متّخذ القرار يف بعض الدول النامية لالستفادة
واقع تطبيق احلوكمة يف القطاع العام يف اململكة من تطبيقات احلكومة اإللكرتونية؛ وذلك إما لغياب فهم دقيق
منذ إطالق أول خطة مخسية يف عام 1970م ،واململكة للنتائج اإلجيابية لتب ّني مبادئ احلوكمة ،أو رغبة يف حتقيق
تسعى إىل تعزيز مستويات التنمية البرشية واالقتصادية يف مصالح شخصية؛ )3ضعف البنية التحتية يف كثري من الدول،
الدولة؛ حيث تضمنت كل اخلطط اخلمسية أهدافا مثل زيادة وخاصة يف الدول النامية ،باإلضافة إىل التكلفة العالية ،كل ذلك
معدل التنوع االقتصادي ،وتبنّي برامج لتطوير املوارد البرشية، تسبّب يف عدم إتاحة خدمة اإلنرتنت للجميع ،وبجودة عالية؛
ّ
كل ذلك هبدف الوصول إىل تنمية مستدامة وشاملة يف اململكة. )4كام أن نسبة اجلهل اإللكرتوين (عدم معرفة استخدام
وخالل العقود املاضية ،تبنّت اململكة العديد من الربامج تطبيقات احلاسب اآليل واألجهزة الذكية) لألفراد يف بعض
(يّس) يف 1424هـ ،وذلك لتفعيل
احلكومية؛ مثل برنامج ّ الدول النامية .كل ذلك ُي ْفقد احلكومة اإللكرتونية فاعليتها،
احلكومة اإللكرتونية والتعامالت اإللكرتونية بني األجهزة ويقلل من عدد املستفيدين من تلك اخلدمات ،وبالتايل يؤثر
واملنظامت احلكومية وغري احلكومية واألفراد ،نحو تعزيز سلبا عىل حتقيق تلك الدول لنتائج إجيابية يف مؤرشات احلوكمة
الشفافية واملساءلة واملحاسبة .كام يعد إقرار أنظمة؛ مثل نظام () .Dada, 2006; Pathak, et. al., 2007; Riley, 2003مما
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 182
وعىل الرغم من تبنّي تلك الربامج واملشاريع وإقرار مكافحة الفساد وإنشاء هيئة مكافحة الفساد يف عام 1428هـ
األنظمة؛ فإن مستوى األداء احلكومي يف املؤرشات الدولية أحد الوسائل التي تبنتها اململكة لتعزيز مكافحة الفساد يف
مازال أقل من املأمول؛ مثل نتائج اململكة يف مؤرش احلوكمة القطاع العام؛ وذلك بإنشاء جهاز رقايب متخصص .كام أن إقرار
الدويل ،ومؤرش الشفافية الدويل .أيضا ،مستوى الشفافية مدونة أخالقيات الوظيفة العامة يف 1437هـ يعد بمثابة ميثاق
اخلاص بإجراءات العمل الداخيل يف العديد من األجهزة عمل للموظف احلكومي ،ويساهم يف تعزيز خمرجات األجهزة
احلكومية غري واضحة وغري معلنة ،بل إن بعض األجهزة ليس احلكومية .أما عىل مستوى تعزيز مشاركة األفراد يف إدارة
لدهيا إجراءات عمل داخلية معتمدة ومطبقة .أيضا ،خمرجات شؤون الدولة ،فإن تفعيل جملس الشورى ،وإقرار أنظمة مثل
العمل احلكومي متفاوتة بني األجهزة احلكومية مما أثر عىل االنتخابات البلدية ،وإنشاء املجالس املحلية ،كلها خطوات
األداء العام .فمثال ،هناك تطور ملحوظ يف أداء قطاعات مهمة يف تعزيز تطبيق مبادئ احلكم الرشيد .ويف اجلانب
خدمية؛ مثل اإلدارة العامة للجوازات ،ووزارة العدل ،يف حني التنظيمي ،فإن إقرار نظام احلكم يف 1412هـ ونظام املناطق يف
أن جهات خدمية أخرى ،مثل الربيد السعودي ما زالت تتلمس 1414هـ ،تعد أدوات مهمة يف تعزيز االستقرار اإلداري
الطريق نحو تقديم خدمة متميزة .ومن أبرز األسباب هلذا والتنظيمي يف اململكة؛ حيث ُيالحظ أنه عىل الرغم من عدم
التفاوت بني اجلهات احلكومية :ضعف تطبيق مبادئ احلوكمة وجوة جهة مركزية أو خطة موحدة لتفعيل احلوكمة يف القطاع
يف القطاع العام (البسام1438 ،هـ). العام؛ إال أن القرارات احلكومية واألنظمة الصادرة تشري إىل
السعي نحو تفعيل مبادئ احلكم الرشيد.
رؤية 2030واحلوكمة
أيضا ،فإن تبنّي احلوكمة وأدواهتا أضحى الشغل الشاغل
وإداري هيدف إىل حتقيق
ّ اقتصادي
ّ حتول
متر اململكة بمرحلة ُّ
للعديد من اجلهات احلكومية يف اململكة عىل كافة املستويات،
أهداف التنمية املستدامة ،وخلق اقتصاد متنوع قائم عىل املعرفة،
وخاصة األنظمة املالية العامة .فمثال ،تُعدّ امليزانية العامة القلب
وذلك وفق رؤية اململكة .2030ويف سبيل ذلك ،هتدف الرؤية
النابض للعمل احلكومي؛ لذا ،فإن العديد من األنظمة
إىل تعزيز تطبيق مبادئ املحاسبة واملساءلة ،وذلك سعيا إىل
احلكومية املالية؛ مثل نظام إيرادات الدولة ،ونظام املراجعة
االستخدام األمثل للموارد ،وحتقيق مستويات متقدمة من
الداخلية ،ونظام املشرتيات واملنافسات احلكومية ،تم حتديثها
التنوع االقتصادي .كام أن تعزيز أداء وخمرجات العمل
سعيا إىل تعزيز مفاهيم احلوكمة ،مثل الشفافية واملساءلة
احلكومي يعد عنرصا مهام يف تنفيذ مبادرات الرؤية؛ وذلك
واملحاسبة .كام أن تبنّي بعض األجهزة احلكومية ملامرسات مثل
املرشع واملراقب لتنفيذ مستهدفات
ّ باعتبار القطاع العام هو
طلب رأي املختصني يف نظام جديد أو الئحة معينة ،يعترب تطبيقا
وخطط الرؤية ،2030ومتابعة نتائجها .وعليه ،تعد احلوكمة
ملبادئ املشاركة من قبَل املستفيدين يف إعداد وإقرار األنظمة.
أحد مرتكزات هذا التحول ،وأهم األدوات التي تساهم يف
باملقابل ،فإن أنظمة أخرى مثل أنظمة االستثامر ،ونظام امليزانية
الوصول إىل أهداف ومستهدفات اخلطط االسرتاتيجية للدولة
العامة مل يشمله التحديث والتطوير الذي يعزّ ز املحاسبة
(البسام2019 ،م؛ .)Aldukheil, 2017
واملساءلة ،ويضمن حتقيق الكفاءة والفاعلية يف إدارة املال العام
(البسام2019 ،م؛ .)Aldukheil, 2017
183 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
مستوى متقدم يف مؤرشات احلوكمة الرشيدة يف القطاع العام، حيث انطلقت رؤية اململكة ،2030وبرنامج التحول
وضعف خمرجات أداء األجهزة احلكومية ،وعدم حتقيق اخلطط 2020يف شهر أبريل من عام 2016م .وركّزت الرؤية عىل
االسرتاتيجية للدولة ألهدافها (البسام2019 ،م؛ Aldukheil, تعزيز آلية عمل وخمرجات األداء احلكومي بام يضمن تقديم
.)2017لذا ،يسعى هذا املقال إىل تقديم إطار عام للحوكمة اخلدمات العامة بكفاءة وفاعلية .وعىل الرغم من تعدُّ د برامج
يساعد األجهزة احلكومية وشبه احلكومية يف تبنّي وتطبيق الرؤية عند إطالقها ،إال أن الرتكيز يف النسخ املعدلة من الرؤية
مبادى احلوكمة .كام يقدم هذا اإلطار آلية لتقييم األداء كان عىل برامج تدعم إدارة املالية العامة بكفاءة وفاعلية؛ مثل
للمنظامت وحتديد مدى حتقيق هذه املنظامت ملتطلبات احلوكمة. برنامج "حتقيق التوازن املايل" ،و"تطوير أداء املالية العامة"،
وذلك بتبنّي خمرجات حمددة ومستهدفات يمكن قياسها وفق
اإلطار العام املقرتح للحوكمة يف القطاع العام
مؤرشات تقيس األداء ،وحتدد أماكن اخللل .وللوصول إىل
هذا املقال يسعى إىل تقديم إطار مقرتح للحوكمة يف القطاع
ذلك ،تم تبنّي حوكمة الرؤية كأهم عنرص نحو حتقيق أهداف
العام؛ بحيث يتضمن جمموعة من األسس واملعايري التي يرتكز
الرؤية .وتركّز حوكمة الرؤية عىل تفعيل مبادئ املحاسبة
عليها تطبيق احلوكمة يف األجهزة احلكومية (وحدات القطاع
واملساءلة عن طريق حتديد املسؤولية عن تنفيذ برامج الرؤية يف
العام) باململكة ،وبام يتفق مع طبيعة العمل داخل هذه
األجهزة احلكومية .أيضاُ ،يعدّ اعتامد مؤرشات قياس ملخرجات
الوحدات ،ويتسق مع خطط اململكة ورؤيتها وتوجهاهتا
الربامج أحد الطرق التي تؤدي إىل تعزيز فاعلية الربامج.
االسرتاتيجية .وبناء عىل نتائج املؤرشات الدولية واإلقليمية،
وتشمل حوكمة الرؤية األجهزة احلكومية ،باإلضافة إىل
وبالنظر يف األدبيات ،وباالطالع عىل جتارب الدول ونتائج
حوكمة عمل جملس الشؤون االقتصادية والتنمية باعتباره
تطبيق الدول املتقدمة يف احلوكمة (البسام1438 ،هـ؛ 2014م؛
اجلهاز املرشف عىل تنفيذ الرؤية .كام أن إنشاء أجهزة مثل مركز
;Aldukheil, 2017; Alkadry, 2915 الشيحة1434 ،هـ؛
قياس أداء األجهزة العامة "أداء" ُيعدّ مؤرشا عىل توجه اململكة
Basu, 2004; Dada, 2006; Rlley, 2003; World Bank,
) ،2019يمكن حتديد املعطيات األساسية التي تدعم تقديم إطار نحو تعزيز كفاءة وفاعلية األجهزة العامة يف اململكة (رؤية
عام مقرتح للحوكمة يف القطاع العام السعودي ،ومنها: اململكة العربية السعودية 1437 ،2030هـ).
-أمهية احلوكمة كأحد املحاور الرئيسية التي يرتكز عليها إن مستهدفات برامج رؤية اململكة ،2030وبرنامج
نجاح تطبيق اخلطط االسرتاتيجية والرؤية ،وحتقيق التحول 2020؛ تعد خطوة مهمة نحو التحول إىل االقتصاد
احلكومة ألهدافها بكفاءة وفاعلية. املعريف ،وحتويل القطاع العام إىل عمل مؤسسايت يتسم بالكفاءة
-عدم وجود ُأسس ومعايري حمددة يمكن االعتامد عليها يف والفاعلية .ورغم اجلهود املبذولة ،يظل مستوى تطبيق مبادئ
تطبيق احلوكمة يف األجهزة احلكومية يف اململكة. ومفاهيم وعنارص احلوكمة يف اململكة أقل من املأمول؛ حيث إن
-حاجة إىل تطوير أداء القطاع العام السعودي كأحد أهداف غياب إطار عام يشمل ُنظام وآليات حمددة ومعايري وإجراءات
رؤية اململكة 2030؛ ملا هلذا القطاع من أمهية يف حتقيق النمو قابلة للقياس ،ويمكن تطبيقها لعنارص احلوكمة ،وعدم وجود
والتنمية االقتصادية. جهة مركزية ترشف عىل تبنّي األجهزة احلكومية واملؤسسات
-حاجة القطاع العام باململكة إىل تعزيز العمل احلكومي؛ من العامة لعنارص احلوكمة ،كل ذلك ساهم يف عدم الوصول إىل
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 184
-توفري آلية واضحة وحمددة وعادلة وموضوعية للمساءلة وتوجه سري العمل داخل وحداته
ّ خالل معايري حمددة حتكم
واملحاسبة عن مدى تنفيذ اخلطط واألهداف العامة بالشكل الذي يؤدي إىل حتقيق االستخدام األمثل للموارد،
بالكفاءة والفاعلية املطلوبة ،وتعزيز مبدأ الشفافية يف العمل وتعزيز مبدأ الكفاءة يف اإلنفاق العام ،وزيادة درجة الفاعلية
احلكومي. والكفاءة يف األداء ،وحتسني جودة اخلدمات العامة ،وحتقيق
-تعزيز كفاءة وفاعلية األجهزة احلكومية يف القطاع العام. الرقابة الفاعلة ذات الكفاءة التي تساعد يف رفع مستويات
-توفري بيئة تنظيمية مستقرة ،قابلة للتطور بالشكل الذي الشفافية واملساءلة ،والسيطرة عىل الفساد ،وحتقيق العدل
يدعم خطط وأهداف وتوجهات القطاع العام واملساواة يف تقديم اخلدمات العامة لكل فئات املجتمع دون
االسرتاتيجية. متييز.
-تعزيز جودة األنظمة واللوائح ،وبام يتالءم مع احتياجات
السعي إىل االستفادة من جتارب الدول املتميزة يف تبنّي
وتطلعات املتعاملني مع القطاع العام.
وتطبيق معايري احلوكمة يف القطاع العام ،والتي حققت تطورا
-تعزيز مبدأ الكفاءة يف اإلنفاق العام .وذلك بتوفري اآللية
ملموسا يف مستوى األداء واخلدمات التي يقدّ مها هذا القطاع
املالئمة التي يمكن من خالهلا حتسني استخدام املوارد املالية
يف توجيه االقتصاد بشكل عام.
واالقتصادية ،وحتقيق عوائد تتناسب مع حجم اإلنفاق
احلكومي. نتائج متوقعة لتطبيق اإلطار املقرتح
-ضامن التزام وحدات القطاع احلكومي بتحقيق األهداف ير ّكز اإلطار املقرتح عىل تقديم معايري حمددة لتطبيق
املوكلة هلا وفق الربنامج الزمني املخطط له ،مع مراعاة احلوكمة يف األجهزة احلكومية ،مع حتديد للنتائج واألهداف
اشرتاطات اجلودة ،واستغالل املوارد البرشية واالقتصادية املتوقع حتقيقها إذا ما تم تطبيق هذه املعايري .لذا ،من املهم
نحو حتقيق هذه األهداف. استعراض املتطلبات الواجب توفرها لنجاح التطبيق .وبناء عىل
-تعزيز ومتكني وتطوير آليات الرقابة املالية واإلدارية بام نتائج املؤرشات الدولية واإلقليمية ،وبالنظر يف األدبيات،
يضمن اكتشاف أوجه القصور ونقاط الضعف يف أداء وباالطالع عىل جتارب الدول ونتائج تطبيق الدول املتقدمة يف
وحدات القطاع العام ،ومعاجلتها أوال بأول. 1434هـ؛ جمال احلوكمة (البسام1438 ،هـ؛ 2014م؛ الشيحة،
-املساعدة يف حتقيق العدالة واملوضوعية يف تطبيق األنظمة Aldukheil, 2017; Alkadry, 2915; Basu, 2004; Dada,
) ،2006; Rlley, 2003; World Bank, 2019يمكن
واللوائح عىل كافة املتعاملني مع القطاع العام.
استعراض أبرز النتائج املتوقعة من تبنّي وتطبيق معايري احلوكمة
نطاق وحتديات ومتطلبات تنفيذ وتبنّي املعايري يف القطاع العام السعودي كام ييل:
كافة األجهزة احلكومية من وزارات وأجهزة حكومية -إجياد وتعزيز ثقافة املشاركة والوالء املؤسيس والتمكني
ومؤسسات عامة معنية بتطبيق هذه املعايري .ونظرا لرتكيبة للعمالء الداخليني واخلارجيني؛ بحيث يصبح كل فرد أو
وطبيعة النظام الترشيعي واإلداري يف اململكة ،وعىل الرغم من منظمة رشيكا أساسيا يف حتقيق التوجهات احلالية
الدور اإلرشايف الذي تقوم به بعض اجلهات الرقابية مثل ديوان واملستقبلية للدولة.
185 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
مع ويتسق اململكة، والعمالء بأمهية تطبيق مبادئ املراقبة العامة (ينحرص دور اجلهات الرقابية اإلرشافية برفع
توجهات اململكة املستقبلية. احلوكمة.
التقارير لصاحب الصالحية فقط) ،إال أن جملس الوزراء هو من
كام أن إنشاء وتفعيل هيئة أو عدم وجود نظام فعال لتحفيز
يضم للحوكمة مركز املسؤولني عىل املشاركة يف .4 يامرس الدور الترشيعي (السلطة الترشيعية) والدور الرقايب
متخصصني يف هذا املجال، تطبيق مبادئ احلوكمة. التنفيذي (صالحية إقرار األنظمة واختاذ القرارات) ،وعليه فقد
بأعامل القيام ويتوىل يف الوضع احلايل؛ فإن تطبيق
يكون من املناسب أن يتوىل جملس الوزراء متابعة مدى تبنّي
اإلرشاف واملتابعة الالزمة بعض أو كل مبادئ احلوكمة يف
لتطبيق وتقويم املامرسات القطاع العام وعىل األجهزة اجلهات احلكومية لعنارص احلوكمة ،وأن يرشف املجلس بشكل
.5
احلوكمة يف وحدات القطاع احلكومية له صفة اختيارية مبارش عىل أعامل اجلهة املقرتح إنشاؤها (هيئة أو مركز
العام ،ونرش الفكر احلوكمي وليست إلزامية مما ُيضعف من
اإلدارية املستويات يف
احلوكمة).
نتائج التطبيق.
املختلفة هبذه الوحدات؛ من عدم وجود جهة مركزية لتطبيق وبناء عىل نتائج املؤرشات الدولية واإلقليمية ،وبالنظر يف
خالل تبني أدلة إجرائية ومتابعة تطبيق احلوكمة يف .6 األدبيات ،وباالطالع عىل جتارب الدول ونتائج تطبيق الدول
واضحة ومفهومة للجميع؛ القطاع العام.
كل ذلك يساهم يف تعزيز املتقدمة يف جمال احلوكمة ،وبعد حتليل واقع تطبيق احلوكمة يف
تطبيق احلوكمة يف القطاع السعودية (البسام1438 ،هـ؛ 2014م؛ الشيحة1434 ،هـ؛
العام .باإلضافة إىل أمهية Aldukheil, 2017; Alkadry, 2915; Basu, 2004; Dada,
مشاركة املسؤولني والعمالء ندرة املتخصصني يف جمال ) ،2006; Rlley, 2003; World Bank, 2019يمكن القول:
.7
الداخلني واخلارجيني يف احلوكمة يف القطاع العام.
إن تبني وتطبيق معايري احلوكمة يف اململكة يواجه عددا من
اقرتاح التصورات الالزمة
إلنجاح تطبيق فكر احلوكمة التحديات؛ ويستعرض اجلدول ( )1أبرز هذه التحديات
يف القطاع العام. ووسائل معاجلتها.
املصدر :من إعداد املؤلف.
واجلهات التي تط ّبق عليها تلك املعايري .كام تم حتديد اجلهات احلوكمة ،يمكن من خالهلا تبسيط مفهوم احلوكمة ،وتيسري
املعنية بالتطبيق واملرجعية يف التطبيق واجلهات املرشفة عىل مشاركة كافة املنظامت واألفراد عىل اختالف مواقعهم
التطبيق يف تلك الدول .وباإلضافة إىل حتقيق هذه الدول لنتائج التنظيمية ومستوياهتم اإلدارية يف حتقيق اهلدف من تبنّي
إجيابية يف مؤرشات احلوكمة ،فإهنا تتبنى إجراءات عمل وآليات معايري للحوكمة يف القطاع العام ،مع رضورة اعتامد خطة
حمددة تساهم يف حوكمة القطاع العام يف تلك الدول ،وهو ما تم زمنية للتنفيذ.
التطرق إليه يف اجلدول رقم ( .)2كام تم استعراض اجلهات -أيضا ،قد يكون من املناسب ربط الدعم احلكومي
املسؤولة عن تطبيق عنارص احلوكمة يف هذه الدول ،واجلهات (خمصصات امليزانية) لألجهزة احلكومية بمدى التزام
املستهدفة يف تطبيق عنارص احلوكمة؛ وذلك للخروج بتصور األجهزة بتطبيق معايري احلوكمة؛ مما يساهم يف تعزيز تبنّي
مقرتح عن اجلهة التي من املمكن أن يوكل إليها تطبيق مبادئ األجهزة احلكومية لتلك املبادئ.
احلوكمة يف اململكة. -تكثيف احلمالت التوعوية الداعمة لتعزيز مفهوم ومبادئ
احلوكمة ،عىل أن يرشف عليها خمتصون يف هذا املجال.
منهجية إعداد املعايري
إن االطالع عىل األدبيات واستعراض أبرز املؤرشات
والتجارب اإلقليمية والدولية ُيعتَرب عنرصا مهام يف حتديد
عنارص ومعايري اإلطار العام املقرتح للحوكمة يف القطاع العام
السعودي .لذا ،فلقد تم االطالع عىل أبرز التجارب اإلقليمية
والدولية يف جمال تطبيق احلوكمة يف القطاع العام من دول حتقق
مستويات متقدّ مة يف مؤرشات احلوكمة؛ مثل أسرتاليا
وسنغافورة .أيضا ،تم استعراض جتارب دول تتشابه اقتصاديا
واجتامعيا وسياسيا مع اململكة؛ مثل األردن واملغرب؛ وذلك
للخروج بإطار عام قابل للتطبيق ويتالءم مع البيئة املحلية .وكام
هو مبني يف اجلدول ( ،)2تم استعراض أبرز سامت تلك
التجارب من حيث عنارص احلوكمة ومعايريها وآلية التطبيق
187 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
سنة التطبيق
مالحظات
والتي تطبق عن التأكد اسرتشادية عنارص /معايري احلوكمة املعتمدة م
(استبانة، الدولة
عليها من تطبيق /إلزامية
مقابلة)...،
املعايري املعايري
قامت األجهزة تقارير إلزامية ،وتم مكتب 1980 سبعة عنارص هي:
-1التوجه بالعميل (التأكيد عىل أن هدف
أسرتاليا احلكومية ُترفع من فرضها من املراجعة
املنظامت احلكومية األساسية هو تقديم
بتطبيق واملؤسسات كل جهاز خالل القومي
خدمات يرىض عنها اجلمهور).
املعايري العامة. حكومي جمموعة ANAO -2العمل بفاعلية يف إطار وظائف وأدوار
ويستخدم يف
بشكل إىل جملس قوانني أمهها: تنظيمية حمددة.
ذلك نامذج -3إرساء ونرش قيم الثقافة التنظيمية املرتبطة
مرحيل؛ بداية الوزراء؛ the CAC
Act, للمتابعة باحلوكمة.
من إصدار تقارير Financial
checklists -4اتباع منهج الشفافية يف اختاذ القرارات
Manage-
معايري ترفع إىل وإدارة املخاطر.
ment and
احلوكمة، املجلس Accounta -5توفري القدرات املادية والبرشية والبنية
-bility التحتية الالزمة لتطبيق احلوكمة.
وانتهاء الترشيعي Act 1997
-6املشاركة. أسرتاليا 1
بإصدار (جملس (FMA
Act) and -7املساءلة واملحاسبة.
األدلة النواب). Public
Service وتم وضع متطلبات ال بد من توافرها لنجاح
اإلجرائية هلا. Act 1999 تطبيق املعايري هي:
)(PS Act -1قيادة فعالة +ثقافة عامة +نظم اتصال
فعالة.
-2إنشاء جلان تنظيمية ترشف عىل التطبيق.
-3آليات واضحة لتطبيق املساءلة دون متييز.
ُ -4نظم شاملة إلدارة املخاطر.
ُ -5نظم فاعلة للتخطيط االسرتاتيجي وتقييم
وتوجيه األداء.
ُ -6نظم وسياسات ولوائح حمدثة و َمر َنة.
-7أدوار تنظيمية حمددة.
اعتمدت القطاع تقارير إلزامية. تم اعتامد 1996 ستة عنارص أساسية:
-1اجلدارة.
سنغافورة احلكومي ُترفع من مؤرشات
-2التجانس الديني والعرقي .التحكم يف
بشكل واملؤسسات كل جهاز لقياس مدى
الفساد (احلكومة النظيفة).
أسايس عىل العامة. حكومي التزام -3سيادة القانون. سنغافورة 2
ثقافة إىل جملس األجهزة -4الشمولية (تقديم كافة اخلدمات للجميع
بال استثناء).
االستثامر يف الوزراء؛ احلكومية
-5االهتامم بالبيئة.
رأس املال تقارير بتطبيق مبادئ
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 188
البرشي ترفع إىل احلوكمة مع ومنها تم صياغة متطلبات كاالستثامر يف رأس
املال البرشي ،والعدالة ،والكفاءة والفاعلية،
إلنجاح املجلس وجود نامذج
والتطوير التنظيمي ،والتحول إىل احلكومة
تطبيق معايري الترشيعي للمتابعة.
الذكية.
احلوكمة؛ (جملس
حيث تقوم النواب).
الدولة
باإلرشاف
عىل تنظيم
دورات
تدريبية يف
جمال
احلوكمة
واإلدارة
العامة.
تقوم جلنة اجلهات مركز إلزامية. تقارير دورية 1996 ستة معايري أساسية:
-1القيادة.
احلوكمة احلكومية. (جلنة ُترفع إىل مركز
-2العالقة مع األطراف أصحاب املصلحة.
بتقديم للحوكمة احلوكمة
-3إدارة املخاطر.
الدعم الالزم ) تابعة التابع لرئاسة -4املحاسبة واملساءلة.
لوحدات ملكتب جملس الوزراء -5التخطيط االسرتاتيجي.
-6الرقابة والتوجيه.
القطاع العام رئيس من اجلهات ،
لتطبيق جملس مع املراجعة
معايري الوزراء. الدورية من
3
احلوكمة، قبل اجلهاز ماليزيا
وذلك بناء الرقايب
عىل تقارير الوطني.
دورية يتم
من خالهلا
تقييم مستوى
أداء وحدات
القطاع العام
والتزامها
189 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
بتطبيق
معايري
وآليات
احلوكمة.
وفقا للتقارير كافة وزارة إلزامية، تقارير دورية 1994 مخسة عنارص أساسية:
-1الكفاءة والفاعلية.
احلكومية األجهزة اخلدمة وصدر بشأهنا من األجهزة
-2سيادة القانون.
املعلن عنها؛ احلكومية. العامة. عدد من احلكومية إىل
-3املحاسبة واملساءلة ،وتشمل:
فإن إعطاء القوانني رئاسة جملس الرقابة. ▪
صفة اإللزام منها: الوزراء. الشفافية. ▪
تقييم األطراف أصحاب املصلحة لألداء ▪
لتطبيق Public أيضا،
Service واخلدمة.
معايري األجهزة جنوب
Act of -4املشاركة.
4
احلوكمة كان
1994 as
الرقابية عىل -5العدالة واملساواة. إفريقيا
amended
أحد أسباب by Act املستوى
30 of
نجاح هذا 2007 الوطني جتمع
التطبيق عىل Public البيانات
Service
أرض Amendm وترفع تقارير
ent Act,
الواقع. 2007 إىل اجلهات
(Act 30 الترشيعية.
)of 2007
اجلهات احلكومة إلزامية تقارير دورية 2013 أبرز املعايري:
-1فاعلية أداء احلكومة.
احلكومية/ (السلطة من األجهزة
-2السيطرة عىل الفساد.
القطاع التنفيذية) احلكومية إىل
-3املساءلة.
العام . رئاسة جملس -4سيادة القانون. دول
الوزراء. -5جودة الترشيعات. خمتارة
أيضا، من
أمريكا
األجهزة
الالتينية 5
الرقابية عىل
(شييل،
املستوى كولومبيا
الوطني جتمع املكسيك
،البريو)
البيانات
وترفع تقارير
إىل اجلهات
الترشيعية.
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 190
الرتكيز أكرب األحزاب احلكومة إلزامية تقارير دورية 2013 أبرز العنارص:
-1الشفافية يف التعامالت عىل املستوى
عىل العملية االنتخابية، (السلطة من األجهزة
احلكومة.
السياسية القطاع التنفيذية) الرقابية
-2حرية التعبري.
والديمقراط العام. . و ُتنَاقش من -3املشاركة يف عملية اختاذ القرارات.
ية من الرتكيز قبل اجلهات -4حماربة الفساد. الربازيل 6
عىل الترشيعية
العمليات (الربملان).
اإلدارية
احلكومية.
يطبق عىل املؤسسات وزارة إلزامية تقارير دورية 2014 أبرز العنارص:
-1تشكيل جملس اإلدارة.
املؤسسات العامة. املالية. من األجهزة
-2تقييم أداء املجلس.
العامة التي احلكومية إىل
-3استقاللية املراقب (املراجع) اخلارجي.
تُدار من قبَل رئاسة جملس -4تفعيل إدارة املخاطر.
جملس الوزراء. -5العالقة مع األجهزة احلكومية األخرى.
-6اعتامد اخالقيات العمل.
اإلدارة. أيضا،
-7تفعيل املسؤولية االجتامعية.
األجهزة
جاميكا 7
الرقابية عىل
املستوى
الوطني جتمع
البيانات
وترفع تقارير
إىل اجلهات
الترشيعية.
تركز املؤسسات جلان إلزامي يف تقارير دورية 2008 أبرز املعايري:
-1املحاسبة واملساءلة
احلكومة عىل العامة متخص
ّ بعض من األجهزة
-2الشفافية ونرش املعلومة.
ثالث عنارص (القطاع صة البنود/ احلكومية
-3العالقة مع املؤسسات العامة األخرى
أساسية يف العام). ترشف ودليل وتقرير عام (التنسيق).
املغرب 8
تعزيز األداء عليها إرشادي يف موحد من -4جودة األداء.
-5حقوق املستفيدين ومعاملتهم العادلة
يف القطاع وزارة بنود أخرى. وزارة
-6املسامهة يف االقتصاد الوطني.
احلكومي االقتصاد االقتصاد
والعام وهي: واملالية واملالية،
191 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
إصدار تم كافة وزارة اسرتشادية تقارير ُترفع 2014 سبعة عنارص هي:
-1االلتزام بالنزاهة والقيم األخالقية وسيادة
دليل ممارسة األجهزة تطوير من جملس
القانون.
احلوكمة يف احلكومية. القطاع اإلدارة/
-2االنفتاح وإرشاك األطراف ذات العالقة.
القطاع العام الوزير -3حتديد النتائج املرجوة لتحقيق التنمية
العام-وهو (حاليا من املختص. املستدامة.
-4وضع اإلجراءات الالزمة لتحقيق النتائج
دليل مهام
التي تم حتديدها. األردن 10
إرشادي. رئاسة
-5بناء القدرات املؤسسية والقيادية وقدرات
جملس موظفي الدوائر احلكومية.
الوزراء). -6إدارة املخاطر واألداء من خالل رقابة
داخلية فاعلة وإدارة حمكمة للاملية العامة.
-7تطبيق املامرسات اجليدة يف جمال الشفافية
وتقديم التقارير وصوال إىل تطبيق فعال
للمساءلة.
اعتامد تم كافة جلنة إلزامية تقارير دورية 2013 سبعة عنارص:
-1الترشيعات واألنظمة.
عام إطار األجهزة تنفيذية من األجهزة
-2اهليكل التنظيمي.
ودليل احلكومية. عليا. احلكومية إىل
-3املسؤولية.
البحرين 11
إجراءات رئاسة جملس -4الرقابة الداخلية واخلارجية.
للحوكمة يف الوزراء. -5اإلفصاح والشفافية.
-6املساءلة.
القطاع العام.
-7املبادئ األخالقية والقيم.
نظام حوكمة مجيع جملس إلزامية تقارير ترفع 2011 أحد عرش عنرصا:
-1تشكيل املجلس وآلية اختيار أعضائه.
جمالس املؤسسات الوزراء. من جملس
-2عضوية املجلس.
يف اإلدارة االحتادية اإلدارة/الوز
-3حتديد مشاركة عضو املجلس يف املجالس
اهليئات والرشكات ير املختص. االحتادية.
واملؤسسات التابعة هلا. -4اجتامعات املجلس.
اإلمارات
-5آلية عمل املجلس.
والرشكات (احلوكمة 12
-6مسؤوليات واختصاص املجلس. االحتادية)
الربحية وغري
-7استقاللية عضو املجلس.
الربحية التي -8جلان املجلس.
تتبع تنظيميا -9جلنة التدقيق واملخاطر.
-10نظام اإلفصاح والشفافية.
للحكومة
-11تقييم أداء املجلس.
االحتادية.
يشتمل - املجالس املجلس إرشادية/ تقارير ُترفع 2011 ستة عنارص: إمارة
13
إطار واللجان التنفيذي إلزامية من جملس ديب
193 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
احلوكمة عىل التابعة إلمارة اإلدارة وفق -1عملية صنع القرار يف املجالس واللجان
التابعة حلكومة ديب.
لوائح حلكومة ديب ديب إطار عام تم
-2آلية املشاركة يف عملية صنع القرار.
تنظيمية حتديده
-3حتقيق االتساق يف تشكيل وأداء املجالس
حلوكمة باملرسوم واللجان ،من خالل توحيد القواعد
املجالس الصادر من واإلجراءات واألنظمة املتعلقة بسري
عملها.
واللجان، حاكم ديب
-4تعزيز مبدأ املساءلة يف املجالس واللجان
دليل
من خالل شفافية خمرجات األداء ،وضامن
إرشادي النزاهة واحليادية لكافة أعضاء املجالس
لتنظيم عمل واللجان.
-5تقييم أداء املجلس.
املجالس
-6حتقيق أهداف خطة ديب 2021م يف "أن
واللجان.
تكون ديب مدينة عاملية رائدة".
باإلضافة إىل ذلك فإن تطبيق احلوكمة عىل
-وفقا مستوى األجهزة احلكومية يف ديب تم حتقيقه من
خالل برنامج ديب لألداء احلكومي املتميز؛
للتقارير
والذي تضمن 5معايري أساسية هي:
الصادرة من
-1القيادة.
املجلس -2االسرتاتيجية.
التنفيذي -3املوارد البرشية.
-4الرشاكة وااللتزام املجتمعي واملوارد.
إلمارة ديب؛
-5العمليات واخلدمات.
فإن تطبيق
وال يمكن تطبيق هذه املعايري إال من خالل
معايري حوكمة العمل احلكومي الذي وضعت له إمارة
احلوكمة ديب 10متطلبات (حمددات) أساسية:
أحدث نقلة
-1إعداد نظام فعال ومتكامل مدعوم
بقوانني وسياسات لتطبيق عنارص
نوعية حقيقية
احلوكمة املؤسسية عىل كافة
يف األداء
املستويات ،ويف كافة أعامل اجلهة
واملفاهيم احلكومية.
واملامرسات -2شفافية األنظمة والتعليامت وختفيض
واألساليب مستوى الغموض والقابلية للتأويل فيها.
-3جتنب وجود تعارض مصالح أو إساءة
اإلدارية
استخدام السلطة.
املطبقة يف
-4االلتزام بالقوانني والتعليامت الرسمية
القطاع النافذة.
احلكومي، -5تطبيق معايري أخالقيات العمل املهني
واملساءلة.
وتم ذلك
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 194
املصدر :املجلس التنفيذي-حكومة ديب2018 ،م؛ جملس الوزراء-اإلمارات العربية املتحدة2018 ،م؛ هيئة الترشيع والرأي القانوين-البحرين2018 ،م؛ اهليئة
الوطنية ملكافحة الفساد-تونس2018 ،م؛ وزارة إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية-املغرب2018 ،م؛ وزارة تطوير القطاع العام-األردن2019 ،م؛ APSC,
.2018; MFPS, 2018; PRB, 2018; PMOS, 2018; PSA, 2018; OECD, 2018; UNDP, 2018; World Bank, 2018
كام أن برامج الرؤية 2030مثل برنامج تنمية القدرات البرشية، معايري احلوكمة يف القطاع العام
يساهم يف تعزيز كفاءة وفاعلية األداء احلكومي ،كأحد ركائز إن أبرز ما يميز مفهوم ومبادئ احلوكمة أهنا تقدم إطارا عاما
احلوكمة يف القطاع العام .أيضا ،االستقرار التنظيمي ،وسيادة قابال للتعديل والتطوير وفقا للبيئة االقتصادية واالجتامعية
القانون ،وجودة األنظمة واللوائح؛ كلها عنارص أساسية يف للمملكة .وعليه ،سعت اململكة إىل تعزيز مفهوم احلوكمة يف
تعزيز حوكمة القطاع العام يف اململكة ،وجزء من برامج الرؤية القطاع العام وذلك بالرتكيز عىل حتقيق مبادئ الشفافية
،2030مثل برنامج تنمية القدرات البرشية ،وبرنامج تطوير واملحاسبة واملساءلة ،مثل إنشاء هيئة مكافحة الفساد (نزاهة).
195 بسام البسام :إطار مقرتح لتبنّي العوملة يف القطاع العام
واهلدف من اختياره .ويشمل اإلطار املقرتح عىل تسعة عنارص القطاع املايل .هذه الربامج وغريها من برامج الرؤية 2030
أساسية وستة ومخسني معيارا ملدى تطبيق األجهزة احلكومية تساهم بشكل مبارش وغري مبارش يف تطبيق عنارص احلوكمة يف
للحوكمة يف القطاع العام السعودي. القطاع العام السعودي للوصول إىل تطبيق حقيقي لعنارص
وبعد اعتامد هذه املعايري ال بد من وضع آلية للتطبيق، احلوكمة.
ووضع خطة تنفيذية ،وإقرار نموذج مفصل وحمدد لكل معيار وبناء عىل ما تم استعراضه من متطلبات تبنّي احلوكمة يف
لتحديد مدى التزام اجلهاز احلكومي بتلك املعايري .وللتطبيق كل جتربة من التجارب السابقة (جدول ( ،))2وبناء عىل نتائج
املناسب ،والذي حيقق األهداف املرجوة؛ ال بد من اعتامد تقييم املؤرشات الدولية واإلقليمية ،وبالنظر يف األدبيات ،وباالطالع
لكل معيار من معايري احلوكمة بشكل يضمن القياس الدقيق عىل جتارب الدول ونتائج تطبيق الدول املتقدمة يف جمال
لكل جهاز حكومي .بحيث يتم تبنّي مقياس مخايس مثال ،يظهر احلوكمة ،وبعد حتليل واقع تطبيق احلوكمة يف اململكة (البسام،
مستوى ودرجة حتقيق كل عنرص من العنارص وكل معيار من ;Aldukheil, 2017 1438هـ؛ 2014م؛ الشيحة1434 ،هـ؛
املعايري يف كل جهاز حكومي ،وعىل مستوى الدولة بشكل عام ;Alkadry, 2915; Basu, 2004; Dada, 2006; Rlley, 2003
،)World Bank, 2019تم استخالص عنارص رئيسية ومعايري
(نموذج متابعة) .أيضا ،ال بد من مراعاة طبيعة عمل اجلهاز
للحوكمة قابلة للتطبيق يف القطاع العام السعودي ،وتتالءم مع
والقطاع الذي ينتمي إليه عند تطبيق هذه املعايري ،فمثال
الرتكيبة الترشيعية واالقتصادية يف اململكة ،وتتوافق مع أهداف
القطاعات اخلدمية ختتلف عن القطاعات غري اخلدمية .لذا،
وحمددات الرؤية 2030؛ حيث تم االعتامد عىل أربعة عنارص
يمكن تبنّي اإلطار املقرتح (جدول ( ))3كإطار عام ،ومن َثم
رئيسية عند بناء اإلطار املقرتح ،ويف اختيار عنارص ومعايري
يتم وضع معايري خاصة بكل قطاع حكومي (مثل القطاع
احلوكمة يف القطاع العام يف اململكة ،هذه العنارص تتمثل يف أن
الصحي أو التعليمي) ،وليس لكل جهاز ،وذلك بناء عىل
تكون تلك املعايري )1 :قابلة للقياس )2 ،قابلة للتطبيق)3 ،
اخلطط االسرتاتيجية لكل قطاع .باملقابل ،يقرتح أن يتم مجع
تتالءم مع البيئة النظامية والتنظيمية للقطاع العام وألجهزة
البيانات ومتابعة التنفيذ من قبل جهة مركزية (مركز أو هيئة
احلوكمة يف اململكة )4 ،تتوافق مع متطلبات ومستهدفات رؤية
للحوكمة) تكون مسؤولة عن تطبيق احلكومة يف القطاع العام
اململكة .2030ويوضح اجلدول ( )3عنارص ومعايري احلوكمة
السعودي.
يف القطاع العام ،مع رشح مبسط لسبب اختيار كل عنرص،
-حتديد مدى وجود وتفعيل لقاءات واجتامعات دورية القرارات ،حتديد آلية اعتامد القرارات ،حتديد آلية
مع العمالء أو املستفيدين من اخلدمات؛ للمشاركة يف تنفيذ القرارات.)...،
عملية اختاذ القرارات. -3اعتامد آلية واضحة ملشاركة العمالء يف صياغة األنظمة
-حتديد مدى االستفادة من التغذية العكسية الواردة من واللوائح.
العمالء (مثل التعامل مع املقرتحات). -4وجود آلية ملشاركة العمالء يف الرقابة عىل تنفيذ
القرارات واخلطط.
-5مدى تطبيق معايري املشاركة.
حتديد مدى فاعلية األداء داخل الوحدات احلكومية من -36يوجد خطة اسرتاتيجية معتمدة لدى اجلهة.
خالل:
-37مؤرشات أداء اخلطة االسرتاتيجية معتمدة.
-متابعة نسب حتقيق األهداف بشكل دوري. فاعلية األداء .7
-38توجد آلية ملتابعة اخلطط االسرتاتيجية ملتابعة تنفيذ
-استبيان آراء العمالء ومنسويب اجلهة حول جودة
اخلطط بشكل دوري.
اخلدمات املقدمة.
جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية) ،مج ( ،)28ع ( ،)2ص ص 2019( ،203-175م1441/هـ) 198
-قياس مدى اتساق األهداف املحققة مع اخلطط -39توجد إدارة متخصصة ملتابعة تنفيذ أهداف اخلطة
التشغيلية واالسرتاتيجية املعتمدة. االسرتاتيجية واملؤرشات.
(املخرجات).
اجلهة.
قياس وتقييم مستوى كفاءة األداء باجلهات احلكومية من
خالل: -46لدى اجلهة خطة مالية معتمدة لإليرادات
-عقد مقارنات التكلفة والعائد بني برامج ومشاريع واملرصوفات املخصصة مليزانية اجلهة.
اجلهاز.
University of Notre Dame. Retrieved 09-11-2011 Administration and Policy in the Middle
from East, (pp. 173-188). Springer: New York, USA.
http://kellogg.nd.edu/publications/workingpapers Australian Public Service Commission (APSC).
/WPS/272.pdf. (2018). Building Better Governance. Retrieved 3-
Mimicopoulos, M., Kyj, L., & Sormani, N. (2007). 6-2018 from https://www.apsc.gov.au/building-
Public Governance Indicators: A Literature better-governance
Review. New York, NY: United Nations Basu, S. (2004). E‐government and Developing
publications. Countries: An Overview. International Review of
Ministry of Finance & Public Service (MFPS). Law, Computers & Technology, 18(1), 109-132.
(2018). Public Sector Governance. Retrieved 9-6- Birkland, T. A. (2006). Lessons of Disaster: Policy
2018 from Change After Catastrophic Events. Washington,
http://www.mof.gov.jm/documents/documents- D.C.: Georgetown.
publications/document-centre/category/76- Dada, D. (2006). The Failure of E-government in
public-sector-governance.html Developing Countries: A Literature Review. The
Mooij, J. E. (2003). Smart Governance? Politics in Electronic Journal of Information Systems in
the Policy Process in Andhra Pradesh, India. Developing Countries, 26 (7), 1-10.
Overseas development institute (ODI) (working de Ferranti, D., Jacinto, J., Ody, A., & Ramshaw, G.
paper No.228). Retrieved 11/9/2015 from (2009). How to Improve Governance: A New
http://www.odi.org/sites/odi.org.uk/files/odi- Framework for Analysis and Action. Washington,
assets/publications-opinion-files/2464.pdf D.C: Brookings Institution Press.
Neumayer, E. (2003). The Pattern of Aid Giving: The Denhardt, J. V., & Denhardt, R. B. (2007). The New
Impact of Good Governance on Development Public Service: Serving, not Steering. Armonk,
Assistance. New York, NY: Rutledge. NY: M.E. Sharpe.
Nonprofitaction. (2018). Facts and Stats about NGOs Grindle, M. (2007). Good Enough Governance
Worldwide. Retrieved 10/2/2018 from Revisited. Development Policy Review, 25 (5), p.
http://nonprofitaction.org/2015/09/facts-and- 553-574.
stats-about-ngos-worldwide/ Haftel, Y., & Thompson, A. (2006). The
Pathak, R., Singh, G., Belwal, R., & Smith, R. (2007). Independence of International Organizations:
E-governance and Corruption-developments and Concept and Applications. Journal of Conflict
Issues in Ethiopia. Public Organization Resolution, 50 (2), 253-275.
Review,7(3), 195-208. Hammack, D. (2002). Nonprofit Organizations in
Presidency of the Republic of Brazil (PRB). (2018). American History: Research Opportunities and
How the Government Works. Retrieved 8-6-2018 Sources. American Behavioral Scientist, 45 (11),
from http://www.brazil.gov.br/government/how- P. 1638- 1674.
the-government-works International Monetary Fund (IMF). (2010, October
Prime Minister's Office Singapore (PMOS). (2018). 13). World Economic Outlook (WEO): Recovery,
About Us. Retrieved 4-6-2018 from Risk, and Rebalancing. Retrieved 03-11-2012
https://www.pmo.gov.sg/ from
Przeworski, A., Alvarez, M., Cheibub, J. & Limongi, http://www.imf.org/external/pubs/ft/weo/2010/02
F. (2000). Democracy and Development: Political /index.htm.
Institutions and Well-Being in the World, 1950- Kaufmann, D., Kraay, A. and Mastruzzi, M. (2009).
1990. Cambridge, United Kingdom: Cambridge Governance matters 2009: Learning From Over a
University Press. Decade of the Worldwide Governance Indicators.
Public Service and Administration (PSA). (2018). Retrieved 2/10/10 from
Public Service Legislation. Retrieved 5-6-2018 http://info.worldbank.org/governance/wgi/index.
from http://www.dpsa.gov.za/legislation.php asp.
Rhodes, R. (1997). Understanding governance: Kettani, D., Moulin, B., Gurstein, M., & El Mahdi, A.
Policy Networks, Governance, Reflexivity and (2008). E-government and local good
Accountability (Public Policy & Management). governance: a pilot project in Fez, Morocco. The
Berkshire, UK: Open University Press. Electronic Journal of Information Systems in
Riley, C. G. (2003). The Changing Role of the Citizen Developing Countries, 35 (1), 1-18.
in the E-governance & E-democracy Kettl, D. F. (2000). The Transformation of
Equation. London: Commonwealth Centre for e- Governance: Globalization, Devolution, and the
Governance. Retrieved 11/9/2015 from Role of Government. Public Administration
http://www.tanzaniagateway.org/docs/Changing_ Review, 60 (6), 488-497.
role_of_the_citizen_in_the_E-governance_E- Kim, K. S. (2000). The 1997 Financial Crisis and
democracy_equation_2003.pdf Governance: The Case of South Korea. The Helen
Stiglitz, J. (2010). The Stiglitz Report: Reforming the Kellogg Institute for International Studies
International Monetary and Financial Systems in (Working Paper No. 272), Norte Dame, IN:
)هـ1441/م2019( ،203-175 ص ص،)2( ع،)28( مج،)جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية 202
United Nations. (2015). Sustainable Development the Wake of the Global Crisis. New York, NY,
Goals. Retrieved 30/9/2015 from The New Press
http://www.un.org/sustainabledevelopment/devel The Organisation for Economic Co-operation and
opment-agenda/ Development (OECD). (2019). Integrity for Good
World Bank (1991). Managing Development: The Governance in Latin America and the Caribbean
Governance Dimension. (Discussion Paper From Commitments to Action: From
34899). Washington, DC.: The World Bank. Commitments to Action. OECD Publishing,
Retrieved 06/26/2011 from http://www- Paris: France.
wds.worldbank.org/external/default/WDSConten The Organisation for Economic Co-operation and
tServer/WDSP/IB/2006/03/07/000090341_20060 Development (OECD). (2017). Enhancing the
307104630/Rendered/PDF/34899.pdf. Contributions of SMEs in a Global and
World Bank. (2018). Better Governance for Digitalised Economy. Retrieved 2/10/2018 from
Development in the Middle East and North Africa https://www.oecd.org/mcm/documents/C-MIN-
Enhancing Inclusiveness and Accountability. 2017-8-EN.pdf
Retrieved 24-6-2018 from United Nations Development Program (UNDP).
http://web.worldbank.org/archive/website01418/ (2018). Arab Hyman Development Report 2016.
WEB/IMAGES/271460PA.PDF Retrieved 23-6-2018 from
World Bank. (2108). Worldwide Governance https://www.undp.org/content/dam/rbas/report/A
Indicators. Retrieved 5/15/2108 from HDR%20Reports/AHDR%202016/AHDR%20Fi
http://info.worldbank.org/governance/wgi/#home nal%202016/AHDR2016En.pdf
. United Nations Economic and Social Commission for
Asia and the Pacific (UNESCAP). (2009). What
is Governance? Retrieved 02/10/2011 from
http://www.unescap.org/pdd/prs/ProjectActivitie
s/Ongoing/gg/governance.pdf.
203 )هـ1441/م2019( ،203-175 ص ص،)2( ع،)28( مج،)جملة جامعة امللك سعود (العلوم اإلدارية
Keywords:
Vision 2030, public sector, good governance, Saudi Arabia
Abstract:
Governance effectiveness, control of corruption, and rule of law among other governance
factors, are important tools to have efficient and effective public services, and to achieve
goals of nations’ strategic plans. Furthermore, it is essential for governments to decide the
dimensions of governance that need to be in place to reach sustainable development, which
are compatible with the economic and social structure of the country. The Kingdom of Saudi
Arabia is undergoing an economic and administrative transition in light of Vision of 2030,
wherein public sector plays an important role in achieving the objectives of the vision. Thus,
this article provides a framework for enhancing the performance of the Saudi public sector.
This proposal is based on the outcome of the global and regional indicators, and the analysis
of distinguished countries' experiences in adopting good governance practices; where the
proposal is in line with the needs of the Saudi economy and to fulfill the objectives of the
Kingdom Vision 2030.