You are on page 1of 27

‫الحبس اﻻحتياطي في مصر‬

‫إجراء أم عقوبة‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫اعداد ‪ :‬طارق حسين‬


‫مراجعة وتحرير ‪ :‬محمد عمران ومروة بلقاسم‬

‫تصميم‪ :‬ايمان السعدي‬


‫يونيه ‪2018‬‬

‫الفهرس‬

‫‪03‬‬ ‫المقدمة‬ ‫‪.I‬‬

‫‪05‬‬ ‫‪ .1‬التطور التاريخي للحبس اﻷحتياطي‬

‫‪06‬‬ ‫‪ .2‬المصطلحات الرئيسية‬

‫‪08‬‬ ‫اﻻطار القانوني لمؤسسة الحبس اﻹحتياطي‬ ‫‪.II‬‬

‫‪08‬‬ ‫الدستور المصري‬ ‫أ‪.‬‬

‫‪09‬‬ ‫ب‪ .‬شروط الحبس اﻻحتياطي في قانون اﻻجراءات الجنائية‬

‫‪10‬‬ ‫ت‪ .‬الجرائم الذي يحظر فيها الحبس اﻻحتياطي‬

‫‪11‬‬ ‫ث‪ .‬الحد اﻻقصى للحبس اﻻحتياطي‬

‫‪12‬‬ ‫ج‪ .‬الحبس اﻻحتياطي في جرائم امن الدولة‬

‫‪13‬‬ ‫ح‪ .‬التظلم على امر الحبس اﻻحتياطي‬

‫‪14‬‬ ‫خ‪ .‬الحبس اﻻحتياطي بعد اﻻحالة‬

‫‪15‬‬ ‫د‪ .‬معاملة المحبوسين احتياطيا داخل اماكن اﻻحتجاز‬

‫‪15‬‬ ‫ذ‪ .‬بدائل الحبس اﻻحتياطي في القانون‬

‫‪17‬‬ ‫المعاهدات والتوصيات الدولية بشأن بدائل الحبس اﻻحتياطي‬ ‫ر‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫الحبس اﻻحتياطي وتأثيره المادي واﻻجتماعي و تأثيره المباشر علي المجتمع‬ ‫‪.III‬‬

‫‪24‬‬ ‫التعويض عن فترة الحبس اﻻحتياطي‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪ .1‬اﻷساس القانوني للتعويض عن الحبس اﻻحتياطي‬

‫‪24‬‬ ‫‪ .2‬شروط التعويض عن الحبس اﻻحتياطي‬

‫‪25‬‬ ‫‪ .3‬تفعيل الية التعويض‬

‫‪26‬‬ ‫التوصيات‬ ‫‪.V‬‬

‫‪2‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .I‬مقدمة‬
‫أصبحت مساءلة "الحبس اﻻحتياطي في مصر" كموضوعٍ بحثي‪ ،‬ذات أهمية لخطورته على حرية اﻷفراد‪ ،‬خاصة بعد إفراط‬
‫القضاء المصري في إستخدام الحبس اﻻحتياطي من بعد ‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬ليتحول إلى ما يشبه نوعا من العقوبة‪ .‬تغصّ السجون‬
‫المصرية اليوم بالمحبوسين إحتياطيًا علي ذمة تحقيقات أو محاكمات دون صدور أحكام ضدهم‪ ،‬وقد تطول فترة الحبس اﻻحتياطي‬
‫إلى سنوات قبل أن يعرض أمر المحبوس أمام قاض موضوعي‪ ،‬على الرغم من أن أقصى مدة حبس إحتياطي يسمح بها القانون‬
‫لغير المحكوم عليهم هي ‪ 24‬شهرًا كما سنوضح ﻻحقًا‪.‬‬

‫رصدت تقارير حقوقية أكثر من ألف حالة لمحبوسين إحتياطيين تخطت المدة القصوى للحبس اﻻحتياطي وذلك وفي أربع محافظات‬
‫فقط‪ ،‬ومنهم الصحفي والباحث هشام جعفر الذي تجاوز مدة العامين في الحبس اﻻحتياطي دون أن تحال قضيته‪ ،‬ورغم ذلك تم‬
‫تجديد حبسه ﻷربع مرات بعد انقضاء المدة القانونية وبعد مرور عامين على حبسه‪ .‬ينضم إليه الباحث إسماعيل اﻹسكندراني الذي‬
‫تمت إحالة قضيته للنيابة العسكرية بعد عامين كاملين من حبسه احتياطيًا لعدم اﻻختصاص‪ .‬تشير تقارير وإحصائيات المنظمات‬
‫الحقوقية المصرية والدولية الى ان حاﻻت الحبس اﻻحتياطي وصلت لعددٍ لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر‪.‬‬

‫اﻷصل في الحبس اﻹحتياطي هو أنه إجراء قانوني تتخذه سلطة التحقيق أو المحكمة المختصة‪ ،‬لضمان التحفظ على المتهم في‬
‫مكان آمن لحين الفصل في الدعوى واﻻتهامات المنسوبة إليه من جهة‪ ،‬وضمان عدم العبث بأدلة القضية أو التأثير على شهود‬
‫الواقعة أو اﻹضرار بالمجتمع من جهة أخرى‪.‬‬

‫ففي ظل الممارسات اﻷخيرة تحول الحبس اﻹحتياطي من إجراء تحفظي إلى عقوبة سياسية وهو ما يعكس فشل المؤسسات اﻷمنية‬
‫في بناء قضايا تستحق نظرها أمام قاض موضوعي‪ ،‬ويعكس من جانب آخر إستسهال إنتهاك القانون دون أي رادع‪.‬‬

‫يعد الحبس اﻻحتياطي أحد أخطر اﻹجراءات القانونية بإعتباره يمس الحرية الشخصية للفرد وعندما تطرق إليه فقه القضاء وصفه‬
‫بأنه أبغض اﻹجراءات القانونية‪ ،1‬ﻹنه إجراء يميل إلى قرينة اﻹدانة عن البراءة‪ ،‬واﻷصل في اﻻنسان البراءة حتى إثبات التهمة‪.‬‬

‫وبناءًا على ماسبق سوف نحاول من خﻼل هذه الورقة البحثية أن نقوم بدارسة الحبس اﻻحتياطي لﻺجابة عن التساؤﻻت التالية‪:‬‬

‫ما هو تعريف الحبس اﻻحتياطي؟‬ ‫‪‬‬

‫ما هي أهم جوانبه؟‬ ‫‪‬‬

‫هل هو إجراء احترازي أم عقوبة؟‬ ‫‪‬‬

‫ما هي البدائل التي كفلها القانون للحد منه؟‬ ‫‪‬‬

‫حيثيات حكم القضاء اﻹداري بشأن اﶈبوس احتياطيًا لﱰشح لس الﻨواب ‪ ،‬الﺴبﺖ‪ 12 ،‬ﺳبتﻤﱪ ‪2015‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫كيف تم تناوله في النصوص الدولية ؟‬ ‫‪‬‬

‫ما هي أهم توصيات النصوص الدولية للتقليل منه ومن استخدامه في أبكر مراحل النظر في الدعاوى؟‬ ‫‪‬‬

‫هل هناك ضرورة للتوجه للبدائل اﻷخرى؟‬ ‫‪‬‬

‫كما تهدف هذه الورقة الى أن توضح للقارئ المهتم والمتخصص باﻹضافة للمتلقي غير المتخصص معرفة تأثير الحبس اﻻحتياطي‬
‫على حياة اﻷفراد المحبوسين إحتياطيًا وعائﻼتهم‪ ،‬واﻵثار المترتبة عليه مجتمعيًا وماديًا‪ .‬وذلك من خﻼل مقابلتين‪ ،‬اﻷولى مع أسرةِ‬
‫احد المحبوسٍين إحتياطيًا والذي ﻻ يزال قيد الحبس اﻻحتياطي حتى اﻵن‪ .‬والثانية مع مواطنٍ قضى مدة عامين في الحبس‬
‫اﻻحتياطي ومن ثم تمّ تبرئته بعد ذلك‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .I‬التطور التاريخي للحبس اﻻحتياطي‬

‫تبدأ قصة الحبس اﻹحتياطي في القانون المصري حين صدر قانون اﻹجراءات الجنائية عام ‪ 1950‬والذي تكفل بتنظيم أحكام‬
‫الحبس اﻻحتياطي‪ .‬طرأت على هذا القانون عدة تعديﻼت عبر السنوات منها المرسومٍ بقانون رقم ‪ 353‬لسنة ‪ 1952‬والذي تم‬
‫بمقتضاه العدول عن نظام "قاضي التحقيق" والذي كان ساري قبل صدور قانون اﻹجراءات الجنائية‪.‬‬

‫مع صدور دستور عام ‪ 1971‬حدثت العديد من التعديﻼت لتتناسب القوانين مع أحكام الدستور وتضمنت هذه التعديﻼت قانون رقم‬
‫‪ 37‬لسنة ‪ ،1972‬وكذلك إلغاء محاكم أمن الدولة المنشأة بالقانون رقم ‪ 105‬لسنة ‪ 1980‬بموجب القانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪2003‬‬
‫الذي أجرى تعديﻼت مهمة على أحكام الحبس اﻻحتياطي‪.‬‬

‫أعطيت المادة ‪ 206‬مكرر‪ 2‬بعد تعديلها‪ ،‬للنيابة العامة درجة رئيس نيابة الحق في الحصول على سلطة قاضي التحقيق في تحقيق‬
‫الجنايات إلى جانب اﻻختصاصات المقررة للنيابة العامة وكانت تلك التعديﻼت في محاولة لترسيخ مبادئ قانونية للحفاظ على‬
‫حقوق اﻹنسان وأستمر المشرع المصري في محاوﻻته وأدخل على قانون اﻹجراءات الجنائية تعديﻼت كبيرة ﻷحكام الحبس‬
‫‪3‬‬
‫اﻻحتياطي وأحدث ذلك في القانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬وفي عام ‪. 2013‬‬

‫أثناء فترة حكم الرئيس اﻻنتقالي عدلي منصور تم تعديل قانون اﻹجراءات الجنائية وذلك بإعطاء الحق لمحكمتي النقض واﻹحالة‬
‫‪4‬‬
‫بالتحرر من قيود مدة الحبس اﻻحتياطي في حالة المتهمين المحكوم عليهم باﻹعدام أو المؤبد‪.‬‬

‫‪ 2‬الﱵ أﺿاﻓﻬا القاﻧون اﻻﺧﲑ اﱃ أحكام الباب الﺮابﻊ ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ الﺬي ﻳﻨﻈم أحكام التﺤقيﻖ ﲟﻌﺮﻓﺔ الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ‬
‫‪ 3‬ﺳﺮي ﳏﻤود ﺻيام‪ " ،‬اﳊبس اﻻحتياطﻲ ﰲ التشﺮﻳﻊ اﳌﺼﺮي‪ :‬ﰲ ظل الضﻤا ت اﳌﺴتﺤدثﺔ لقاﻧون رﻗم ‪ 145‬لﺴﻨﺔ ‪ ،" 2006‬ص ‪ 13‬القاﻫﺮة ‪ :‬دار الشﺮوق‪. 2007 ،‬‬
‫‪ 4‬اﳌادة ‪ 143‬ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ‬

‫‪5‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .1‬المصطلحات الرئيسية‬

‫العقوبة القانونية‬ ‫‪‬‬

‫هي جزاء وعﻼج يفرض بأسم المجتمع على شخص مسؤول جزائيًا عن‬
‫جريمة ارتكبها بناء على حكم قضائي مبرم صادر عن محكمة مختصة وهي جزاء‬
‫ينطوي على اﻹيﻼم او الحرمان من حق الحياة أو الحرمان من الحرية أو الحرمان‬
‫من مباشرة بعض الحقوق أو الحرمان من المال‪ .‬واستنادًا لمبدا شرعية الجرائم‬
‫والعقوبات ﻻ بد لفرض عقوبة ما من وجود جريمة نص القانون على عقاب‬
‫مرتكبيها وﻻ بد من وجود تناسب بين الجريمة والجزاء ويجب ان تهدف العقوبة‬
‫إلى اشعار المجرم بذنبه وﻹصﻼحه وتأهيله وليس لﻼنتقام أو الثأر منه وهذا‬
‫يسمى بالردع الخاص ولكن إذا لم يتحقق الردع الخاص وجب على القضاة‬
‫التشدد في اﻷحكام‪ .‬كما ان العقوبة تهدف إلى إشعار أفراد المجتمع بأن العقاب ينتظرهم إذا ما أقدموا على ارتكاب فعل يشكل‬
‫جريمة وهذا ما يسمى بالردع العام‪.5‬‬

‫اﻻجراء‬ ‫‪‬‬

‫تدبير أو خطوة تُتﱠخذ ﻷمر ما إجراءات احتياطيﱠة‪/‬تحفﱡظيﱠة‪ :‬تدبير وقائيّ‪ ،‬احتراز‪ ،‬اتﱢقاء‪ ،‬حذر‪ ،‬حيطة‪ ،‬إجراءات‬
‫وقائيﱠة‪/‬أمنيﱠة‪/‬إداريّة‪/‬تجاريّة‪.6‬‬

‫الحبس اﻻحتياطي‬ ‫‪‬‬

‫لم يضع المشرع المصري تعريفًا واضحًا للحبس اﻻحتياطي في قانون اﻻجراءت الجنائية المصري حيث يتعارض هذا اﻻجراء مع مبدأ‬
‫اﻷصل في اﻻنسان البراءة ويجب تطبيقه في أضيق الحدود‪ ،7‬لكن أجتهد الفقهاء في وضع تعريف للحبس اﻻحتياطي وفي كتاب‬
‫أصدرته مكتبه الشروق عن الحبس اﻻحتياطي في التشريع المصري لرئيس محكمة النقض اﻷسبق سري صيام وقدمه رئيس‬
‫مجلس الشعب اﻷسبق أحمد فتحي سرور‪ ،‬أعتبر أن الحبس اﻻحتياطي ينبغي أﻻ يتحول بحال إلى عقوبة‪ ،‬أو تدبير إحترازي هو في‬
‫مصاف العقوبات‪ ،‬وذلك إلتزامًا بقواعد الشرعية الدستورية التي ﻻ تجيز توقيع عقوبة‪ ،‬إﻻ بحكم قضائي وبعد محاكمة عادلة تتوافر‬
‫فيها للمتهم فيها ضمانات الدفاع عن نفسه‪ ،‬كما يجب أﻻ يخرج عن طبيعته اﻹستثنائية‪ ،‬أو عن أهدافه التي حصرها الدستور في‬
‫ضرورة وصون أمن المجتمع وفي مقدمه نفس الكتاب ذكر الدكتور أحمد فتحي سرور بانه طبقًا ﻷحكام محكمة النقض من قواعد‬
‫للعدالة بأنه ﻻ يضير العدالة إفﻼت مجرم من العقاب بقدر ما يضيرها اﻻفتئات على حريات الناس وحبسهم دون وجه حق‪.8‬‬

‫‪ 5‬ﻣوﻗﻊ اﻻﺳتاذ ﻓﺆاد ﻋبد اﳌﻨﻌم أﲪد ‪،‬ﻣﻔﻬوم الﻌقوبﺔ وأﻧواﻋﻬا ﰲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌقارﻧﺔ ‪https://goo.gl/jWZtfp ، 2011/10/19،‬‬
‫‪ 6‬اﳌﻌاﱐ ‪ ،‬ﺗﻌﺮﻳﻒ و ﻣﻌﲎ اﺟﺮاءات ﰲ ﻣﻌﺠم اﳌﻌاﱐ اﳉاﻣﻊ ‪ ،‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻻﺟﺮاء‪https://goo.gl/XXBisZ ،‬‬
‫‪ 7‬اﳌدوﻧﺔ ‪ ،‬طارق ﻋبد الﻌال ‪ ،‬اﳌبادرة اﳌﺼﺮﻳﺔ للﺤقوق الشﺨﺼيﺔ ‪ ،‬ﺗﻌدﻳﻼت ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ واﳊبس اﻻحتياطﻰ ‪ 11 ،‬ﻣارس ‪https://goo.gl/ok4ETi ،2018‬‬
‫‪ 8‬أﳝﻦ الﺼياد‪ ،‬الشبكﺔ الﻌﺮبيﺔ ﳌﻌلوﻣات حقوق اﻻﻧﺴان‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ 25 ،‬ﺳبتﻤﱪ ‪https://goo.gl/X6qPTH ،2016‬‬

‫‪6‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫كما وضحت التعليمات العامة التي تصدر للنيابات أن الحبس اﻻحتياطي إجراء له عدة أغراض مثل سﻼمة التحقيق اﻻبتدائي وضمان‬
‫سﻼمة المتهم وعدم التأثير على الشهود او هروب المتهم نفسه‪.9‬‬

‫كذلك طالبت نفس تلك التعليمات بمراعاة النظر في ظروف المتهم وأهله اﻻقتصادية والمادية واﻻجتماعية إﻻ أنها تركت ذلك‬
‫للسلطة التقديرية ﻷعضاء النيابات‪.10‬‬

‫كما أعتبرت محكمة القضاء اﻻداري في أحد احكامها حول أحقية المحبوسين إحتياطيًا ممارسة حقوقهم الدستورية بالترشح لمجلس‬
‫النواب في حيثيات حكمها‪ ،‬أن الحبس اﻻحتياطى ليس عقوبة وإنما هو إجراء من إجراءات التحقيق‪ ،‬وفى ذلك وصفت الحبس‬
‫اﻻحتياطى بأنه “من أبغض اﻹجراءات القانونية لﻺنسان لترجيحه قرينة اﻹدانة على قرينة البراءة والعكس هو الصحيح ﻷن اﻷصل‬
‫‪11‬‬
‫فى اﻹنسان البراءة"‬

‫‪ 9‬الﻔﺮع اﳊادي ﻋشﺮ ﻣﻦ التﻌليﻤات الﻌاﻣﺔ الﱵ ﺗﺼدر للﻨيا ت ب‪/‬القبض واﳊبس اﻻحتياطﻰ واﻹﻓﺮاج‪ ،‬ﻧﺼﺖ اﳌادة ‪ 381‬ﻋلﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳊبس اﻻحتياطﻲ ﻧه“إﺟﺮاء ﻣﻦ إﺟﺮاءات التﺤقيﻖ غاﻳته‬
‫اﳊيلولﺔلﺔ دون ﲤكيﻨه ﻣﻦ اﳍﺮب أو الﻌبث دلﺔ الدﻋوى أو التأثﲑ‬
‫ﺿﻤان ﺳﻼﻣﺔ التﺤقيﻖ اﻻبتداﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ اﳌتﻬم ﲢﺖ ﺗﺼﺮف اﶈقﻖ وﺗيﺴﲑ اﺳتﺠوابه أو ﻣواﺟﻬته‪ ،‬كلﻤا اﺳتدﻋﻰ التﺤقيﻖ ذلك واﳊيلو‬
‫ﻋلﻰ الشﻬود أو دﻳد ا ﲏ ﻋليه أو اﻻﻧتقام ﻣﻨه و دﺋﺔ الشﻌور الﻌام الثاﺋﺮ بﺴبب ﺟﺴاﻣﺔ اﳉﺮﳝﺔ”‪.‬‬
‫‪ 10‬ﻧﺼﺖ اﳌادة‪ 387‬ﻣﻦ ذات التﻌلﻤيات‪” :‬ﻋلﻰ اﻋضاء الﻨيابﺔ ﻣﺮاﻋاة ظﺮوف ﻣا ﻳﻌﺮض ﻋليﻬم ﻣﻦ القضا واﻣﻌان الﻨﻈﺮ ﰲ ﺗقدﻳﺮ ظﺮوف ﻣدى لزوم حبس اﳌتﻬﻤﲔ احتياطيا وﻋليﻬم ﻋلﻰ وﺟه‬
‫اﳋﺼوص ﻣﺮاﻋاة ظﺮوف اﳌتﻬم اﻻﺟتﻤاﻋيﺔ واﻻرﺗباطات الﻌاﺋليﺔ واﳌاليﺔ وﺧطورة اﳉﺮﳝﺔ واﻻﻣﺮ ﰲ ذلك ﻣﱰوك لﻔطﻨتﻬم وحﺴﻦ ﺗقدﻳﺮﻫم‬
‫‪ 11‬الوﻓد‪ ،‬القضاء اﻹداري‪ :‬اﳊبس اﻻحتياطﻲ ﻻﳝﻨﻊ حﻖ الﱰشح لس الﻨواب‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ 12 ،‬ﺳبتﻤﱪ ‪https://goo.gl/YHZrwT ،2015‬‬

‫‪7‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .II‬اﻻطار القانوني لمؤسسة الحبس اﻹحتياطي‬


‫أ‪ .‬الدستور المصري‬

‫‪8‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫حمل الدستور المصري بين مواده المواد )‪ (96 ،55 ،54‬والتي تأكد علي أن حرية اﻷفراد حق وﻻ يجوز المساس بها وأحقية‬
‫المقبوض عليه في تبليغ أسرتة وحقة في حضور محاميه التحقيق وحذر وأكد علي أنه ﻻ يجوز ترهيب المقبوض علية بأي شكل من‬
‫اﻷشكال أو تعذيبه أو المس من كرامته أو حبسه في أماكن غير ﻻئقة انسانيًا وصحيًا ومراعاة ظروف اﻷشخاص ذوي اﻹعاقة‪ ،‬كذلك‬
‫ضمانات المحكمة العادلة واﻷمن لجميع اﻷطراف سواء المتهمين أو المبلغين أو الشهود كذلك المجني عليهم‪.‬‬

‫كما وضعت المادة ‪ 54‬أسس دستورية في التعامل مع الحبس اﻻحتياطي كالتالي‪" :‬ينظم القانون أحكام الحبس اﻻحتياطى‪ ،‬ومدته‪،‬‬
‫وأسبابه‪ ،‬وحاﻻت استحقاق التعويض الذى تلتزم الدولة بأدائه عن الحبس اﻻحتياطى"‪.12‬‬

‫ب‪ .‬شروط الحبس اﻻحتياطي في قانون اﻻجراءت الجنائية‬

‫وضع قانون اﻻجراءت الجنائية شروطًا يجب أن تكون متوفرة لحبس المتهم إحتياطيًا وإذا لم تتوفر تللك الشروط تنتفي الصفة‬
‫القانونية للحبس اﻻحتياطي علي أعتبار أن هذا اﻻجراء هو أحد اخطر اﻻجراءت القانونية‪.‬‬

‫ففي المادة ‪ 134‬التي تم أستبدالها بالقانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬أجاز القانون لقاضى التحقيق بعد استجواب المتهم أو فى حالة‬
‫هربه إذا كانت الواقعة جناية أو جنحة معاقبًا عليها بالحبس لمدة ﻻتقل عن سنة‪ ،‬والدﻻئل عليها كافية‪ ،‬أن يصدر أمرًا بحبس‬
‫المتهم إحتياطيًا‪ ،‬وذلك إذا توافرت إحدى الحاﻻت أو الدواعى اﻵتية‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا كانت الجريمة فى حالة تلبس‪.‬‬


‫‪ .2‬الخشية من هروب المتهم‪.‬‬
‫‪ .3‬خشية اﻹضرار بمصلحة التحقيق سواء بالتأثير على المجنى عليه أو الشهود‪ ،‬أو العبث فى اﻷدلة أو القرائن المادية‪ ،‬أو‬
‫بإجراء إتفاقات مع باقى الجناة لتغيير الحقيقة أو طمس معالمها‪.‬‬
‫‪ .4‬توقى اﻹخﻼل الجسيم باﻷمن والنظام العام الذى قد يترتب على جسامة الجريمة‪.‬‬
‫‪ .5‬إذا كان ﻻ يوجد للمتهم محل إقامة ثابت ومعلوم وكان محبوس علي ذمة جناية أو جنحة يعاقب عليها بالحبس‬

‫كما أكد القانون أيضًا على وجوب أن يسمع قاضي التحقيق أقوال النيابة العامة ودفاع المتهم قبل أن يصدر قراره سواء بإخﻼء‬
‫سبيل المتهم أو إصدار قرار بالحبس‪ ،‬ونص علي ذلك في المادة ‪ 136‬المستبدلة بالقانون ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬التي تعتبر "انه يجب‬
‫على قاضى التحقيق قبل أن يصدر أمر بالحبس أن يسمع أقوال النيابة العامة ودفاع المتهم‪ ،‬ويجب أن يشتمل أمر الحبس على بيان‬
‫الجريمة المسندة إلى المتهم والعقوبة المقررة لها‪ ،‬واﻷسباب التى بنى عليها اﻷمر‪ .‬ويسري حكم هذه المادة على اﻷوامر التى‬
‫تصدر بمد الحبس اﻹحتياطى‪ ،‬وفقًا ﻷحكام هذا القانون"‪.‬‬

‫وأعطي قانون اﻻجراءت الجنائية للنيابة العامة الحق في أي وقت من اﻻوقات أثناء سير الدعوي أن تطلب حبس المتهم احتياطيًا إذا‬
‫‪13‬‬
‫رأت ضرورة حبسه‬

‫‪ 12‬ﳎلس الﻨواب اﳌﺼﺮي‪ ،2013 ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬اﳌادة ‪ ،96 ،55 ،54‬ﻣﻦ الدﺳتور اﳌﺼﺮي‪https://goo.gl/pm4gH9 ،‬‬
‫‪ 13‬ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ اﳌادة ‪ " 137 -‬للﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ ﰱ أى وﻗﺖ أن ﺗطلب حبس اﳌتﻬم إحتياطيا"‪https://goo.gl/Rw5xW4 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫كما أكد القانون على أنة ﻻ "يودع بالسجن المتهم الصادر بحقة أمر بحبس المتهم أحتياطيًا إﻻ بصورة من أمر الحبس الي مأمور‬
‫السجن وأن يوقع المأمور علي اﻷصل باﻻستﻼم وأيضًا أعطي الحق للنيابة العامة ولقاضي التحقيق أن يأمر بمنع اﻻتصال عن‬
‫المحبوس احتياطيًا في أي وقت دون منعة عن اﻻتصال بمحاميه‪ ،‬كما أيضًا حذر علي مأمور السجن بأن يسمح ﻷي شخص من‬
‫السلطة التنفيذية باﻹلتقاء بالمحبوس احتياطيًا إﻻ بأمر مكتوب من النيابة العامة ونظم القانون تلك اﻷمور في المواد التالية من‬
‫قانون اﻷجراءت الجنائية"‪.14‬‬

‫المادة ‪" - 138 -‬يجب عند إيداع المتهم السجن بناء على أمر الحبس أن تسلم صورة من هذا اﻷمر إلى مأمور السجن بعد توقيعه‬
‫على اﻷصل باﻹستﻼم"‬

‫المادة ‪) - 139 -‬معدلة بالقانون رقم ‪ 37‬لسنة ‪ – 1972‬الجريدة الرسمية – عدد رقم ‪ 39‬مكرر صادر فى ‪ (1972/9/28‬فتعتبر أنه‬
‫"يبلغ فورا كل من يقبض عليه أو يحبس احتياطيا بأسباب القبض عليه أو حبسه‪ ،‬ويكون له حق اﻻتصال بمن يرى إبﻼغه بما وقع‬
‫واﻻستعانة بمحام‪ ،‬ويجب إعﻼنه على ووجه السرعة بالتهم الموجهة إليه‪ .‬وﻻ يجوز تنفيذ أوامر الضبط واﻹحضار وأوامر الحبس بعد‬
‫مضى ستة أِشهر من تاريخ صدورها ‪ ،‬مالم يعتمدها قاضى التحقيق لمدة أخرى"‪.‬‬

‫المادة ‪) - 140 -‬معدلة بالمرسوم بقانون رقم ‪ 353‬لسنة ‪ (1952‬تنص على أنه "ﻻ يجوز لمأمور السجن أن يسمح ﻷحد من رجال‬
‫السلطة باﻻتصال بالمحبوس داخل السجن إﻻ بأذن كتابى من النيابة العامة ‪ ،‬وعليه أن يدون فى دفتر السجن اسم الشخص الذى‬
‫سمح له بذلك ووقت المقابلة وتاريخ ومضمون اﻹذن "‬

‫المادة ‪) - 141 -‬معدلة بالمرسوم بقانون رقم ‪ 353‬لسنة ‪ (1952‬فتذهب الى أنه " للنيابة العامة ولقاضى التحقيق فى القضايا التى‬
‫يندب لتحقيقها فى كل اﻷحوال أن يأمر بعدم إتصال المتهم المحبوس بغيره من المسجونين وبأﻵ يزوره أحد وذلك بدون إخﻼل‬
‫بحق المتهم فى اﻹتصال دائما بالمدافع عنه بدون حضور أحد"‪.‬‬

‫ت‪ .‬الجرائم الذي يحظر فيها الحبس اﻻحتياطي‬

‫نص القانون رقم ‪ 96‬لسنة ‪ 1996‬مادة ‪ 41‬على انه "ﻻ يجوز الحبس اﻻحتياطى فى الجرائم التى تقع بواسطة الصحف اﻻ فى‬
‫الجريمة المنصوص عليها فى المادة ‪ 179‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫والمادة ‪ 43‬التي نصت على انه "ﻻ يجوز القبض على الصحفى بسبب جريمة من الجرائم التى تقع بواسطة الصحف إﻻ بأمر من‬
‫النيابة العامة‪ ،‬كما ﻻ يجوز التحقيق معه أو تفتيش مقر عمله لهذا السبب إﻻ بواسطة أحد أعضاء النيابة العامة‪ .‬ويجب على النيابة‬
‫العامة أن تخطر مجلس النقابة قبل إتخاذ إجراءات التحقيق مع الصحفى بوقت كاف‪.15‬‬

‫بالرغم من أن القانون حظر حبس الصحفيين إحتياطيًا في الجرائم المتعلقة بعملهم اﻻ إنه في تقرير صادر عن لجنة الحريات بنقابة‬
‫الصحفيين عام ‪ 2015‬بعنوان "صحفيون تحت مقصلة الحبس واﻹعتداءات" تقرير لحريات الصحفيين عن أوضاع المهنة في ‪2015‬‬
‫ورصدت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين حتى بداية فبراير ‪ 2016‬استمرار حبس أكثر من ‪ 27‬صحفيًا في قضايا متنوعة‪ ،‬ما يقرب‬

‫‪ 14‬ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ اﳌادة ‪https://goo.gl/KRrCoH ،141 ،140 ،139 ،138‬‬


‫‪ 15‬ﻗاﻧون رﻗم ‪ 96‬لﺴﻨﺔ ‪https://goo.gl/m8e1bp ،1996‬‬

‫‪10‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫من ‪ 20‬منها تتعلق بالمهنة بخﻼف صدور أحكام غيابية وأولية بالحبس في مواجهة ‪ 7‬صحفيين فيما تم إحالة ‪ 8‬صحفيين للجنايات‬
‫بسبب ممارستهم لعملهم بسبب بﻼغات من وزير العدل آنذاك المستشار أحمد الزند‪.16‬‬

‫ث‪ .‬الحد اﻻقصي للحبس اﻻحتياطي‬

‫فى جميع اﻷحوال ﻻيجوز أن تجاوز مدة الحبس اﻹحتياطى فى مرحلة التحقيق اﻹبتدائى وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث‬
‫الحد اﻷقصى للعقوبة السالبة للحرية‪ ،‬بحيث ﻻتتجاوز ستة أِشهر فى الجنح‪ ،‬وثمانية عشر شهرًا فى الجنايات‪ ،‬وسنتين إذا كانت‬
‫العقوبة المقررة للجريمة هى السجن المؤبد أو اﻹعدام‪ ،‬وقد أضاف المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت قرارًا‬
‫جمهوريًا بالقانون رقم ‪ 83‬لسنة ‪ 2013‬بتعديل بعض أحكام قانون اﻹجراءات الجنائية الصادر بالقانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪1950‬‬
‫وهو ما جعل لمحكمة النقض واﻷحالة الحق في تجديد حبس المتهم احتياطيًا ‪ 45‬يوم قابلة للتجديد دون التقييد بالمدد‬
‫السابقة‪.17‬‬

‫وضع المشرع حدًا أقصى للحبس اﻻحتياطي في القانون رقم ‪ 45‬لسنه ‪ 2006‬الذي يعتبر أنه إذ لم ينته التحقيق يستوجب اﻻفراج‬
‫المتهم أو التمديد له قبل إنتهاء اﻵجال على أﻻ تزيد مدة التمديد عن ‪ 45‬يومًا‪.18‬‬

‫أما فى مواد الجنح يجب اﻹفراج حتمًا عن المتهم المقبوض عليه بعد مرور ثمانية أيام من تاريخ إستجوابه إذا كان له محل إقامة‬
‫معروف فى مصر وكان الحد اﻷقصى للعقوبة قانونًا ﻻيتجاوز سنة واحدة ولم يكن عائدًا وسبق الحكم عليه بالحبس أكثر من‬
‫"‪.19‬‬
‫سنة‬

‫وﻻيجوز أن تزيد مدة الحبس اﻹحتياطى على ثﻼثة أشهر‪ ،‬مالم يكن المتهم قد أعلن بإحالته إلى المحكمة المختصة قبل إنتهاء‬
‫هذه المدة‪ ،‬ويجب على النيابة العامة فى هذه الحالة أن تعرض أمر الحبس خﻼل خمسة أيام على اﻷكثر من تاريخ اﻹعﻼن باﻹحالة‬
‫على المحكمة المختصة وفقًا ﻷحكام الفقرة اﻷولى من المادة )‪ (151‬من هذا القانون ﻹعمال مقتضى هذه اﻷحكام‪ ،‬وإﻻ وجب‬
‫اﻹفراج عن المتهم‪ ،‬فإذا كانت التهمة المنسوبة إليه جنائية فﻼ يجوز أن تزيد مدة الحبس اﻹحتياطى على خمسة شهور إﻻ بعد‬
‫الحصول قبل إنقضائها على أمر من المحكمة المختصة بمد الحبس مدة ﻻتزيد على خمسة وأربعين يوما قابلة للتجديد لمدة أو‬
‫مدد أخرى مماثلة‪ ،‬وإﻻ وجب اﻹفراج عن المتهم‪.‬‬

‫وقد أضاف المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت قرارًا جمهوريًا بالقانون رقم ‪ 83‬لسنة ‪ 2013‬بتعديل بعض أحكام‬
‫قانون اﻹجراءات الجنائية الصادر بالقانون رقم ‪ 150‬لسنة ‪ 1950‬وهو ما جعل لمحكمة النقض واﻹحالة الحق في تجديد حبس‬

‫‪ 16‬ﻧقابﺔ الﺼﺤﻔيﲔ ‪" ،‬ﺻﺤﻔيون ﲢﺖ ﻣقﺼلﺔ اﳊبس واﻻﻋتداءات" ﺗقﺮﻳﺮ ﳊﺮ ت الﺼﺤﻔيﲔ ﻋﻦ أوﺿاع اﳌﻬﻨﺔ ﰲ ‪ ،2015‬ﻣﺼﺮ‪https://goo.gl/mWPMmv ،07 - 02 - 2016 ،‬‬
‫‪ 17‬ﻗﺮار ﲨﻬوري لقاﻧون رﻗم ‪ 83‬لﺴﻨﺔ ‪ 2013‬بتﻌدﻳل بﻌض أحكام ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ الﺼادر لقاﻧون رﻗم ‪ 150‬لﺴﻨﺔ ‪1950‬ﻓلﻤﺤكﻤﺔ الﻨقض وﶈكﻤﺔ اﻹحالﺔ إذا كان اﳊكم ﺻادرا‬
‫ﻹﻋدام أو لﺴﺠﻦ اﳌﺆبد أن ﻣﺮ ﲝبس اﳌتﻬم احتياطيًا ﳌدة ‪ 45‬ﻳوﻣا ﻗابلﺔ للتﺠدﻳد دون التقيد ﳌدد اﳌﻨﺼوص ﻋليﻬا ﰱ الﻔقﺮة الﺴابقﺔ‬
‫ﻳوﻣا ﻋلﻰ حبس اﳌتﻬم‪ ،‬وﻣﻊ ذلك ﳚوز لقاﺿﻰ التﺤقيﻖ ﻗبل إﻧقضاء ﺗلك اﳌدة‪ ،‬وبﻌد ﲰاع أﻗوال الﻨيابﺔ‬ ‫حتﻤا ﲟضﻰ ﲬﺴﺔ ﻋشﺮ ً‬ ‫اﳌادة ‪ 142‬ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ "ﻳﻨتﻬﻰ اﳊبس اﻹحتياطﻲ ً‬
‫‪18‬‬

‫ﻳوﻣا‬
‫ﻣددا ﳑاثلﺔ ﲝيث ﻻﺗزﻳد ﻣدة اﳊبس ﰱ ﳎﻤوﻋه ﻋلﻰ ﲬﺴﺔ وأربﻌﲔ ً‬ ‫أﻣﺮا ﲟد اﳊبس ً‬
‫الﻌاﻣﺔ واﳌتﻬم‪ ،‬أن ﻳﺼدر ً‬
‫‪ 19‬ﻗاﻧون ‪ 45‬لﺴﻨﺔ ‪ 2006‬ﻣادة ‪ 143‬ﻧﺼﺖ ﻋلﻰ أﻧه "إذا ﱂ ﻳﻨته التﺤقيﻖ ورأى القاﺿﻰ ﻣد اﳊبس اﻹحتياطﻰ ز دة ﻋلﻰ ﻣاﻫو ﻣقﺮر ﰱ اﳌادة الﺴابقﺔ وﺟب ﻗبل اﻧقضاء اﳌدة الﺴالﻔﺔ الﺬكﺮ إحالﺔ‬
‫ﻳوﻣا إذا إﻗتضﺖ ﻣﺼلﺤﺔ التﺤقيﻖ‬
‫ﻣددا ﻣتﻌاﻗبﺔ ﻻﺗزﻳد كل ﻣﻨﻬا ﻋلﻰ ﲬﺴﺔ وأربﻌﲔ ً‬
‫اﻷوراق إﱃ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨح اﳌﺴتأﻧﻔﺔ ﻣﻨﻌقدة ﰱ غﺮﻓﺔ اﳌشورة لتﺼدر أﻣﺮﻫا بﻌد ﲰاع أﻗوال الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ واﳌتﻬم ﲟد اﳊبس ً‬
‫ذلك أو اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﳌتﻬم بكﻔالﺔ أو بﻐﲑ كﻔالﺔ وﻣﻊ ذلك ﻳتﻌﲔ ﻋﺮض اﻷﻣﺮ ﻋلﻰ الﻨاﺋب الﻌام إذا إﻧقضﻰ ﻋلﻰ حبس اﳌتﻬم إحتياطيًا ثﻼث شﻬور وذلك ﻹﲣاذ اﻹﺟﺮاءات الﱴ ﻳﺮاﻫا كﻔيلﺔ لﻺﻧتﻬاء ﻣﻦ‬
‫التﺤقيﻖ"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫المتهم إحتياطيًا ‪ 45‬يوم قابلة للتجديد دون التقييد بالمدد السابقة‪ ،20‬وهو ما أعتبرته الكثير من المنظمات الحقوقية المحلية‬
‫واﻻقليمية والدولية أطﻼق ليد السلطة القضائية في الحبس اﻻحتياطي كما أعتبرت أن ذلك يهدد العدالة‪.21‬‬

‫ويتضح لنا ان المشرع وضع حدًا أقصى للحبس اﻻحتياطي في مراحل التحقيق اﻻبتدائي وسائر مراحل الدعوى الجنائية في الجنح ‪6‬‬
‫أشهر و‪ 18‬شهرًا في الجنايات واذا كانت العقوبة المقررة هي اﻻعدام فيكون الحد اﻷقصى هو سنتين‪.‬‬

‫بالرغم من أن النص القانوني واضح إﻻ انه بعد عام ‪ 2013‬نﻼحظ انتهاكًا واضحًا للقانون من بعض الدوائر القضائية التي ﻻ تنفذ‬
‫صحيح القانون‪.‬‬

‫فبحسب المبادرة المصرية في تقرير لها عن وجود أكثر ‪ 1464‬شخصًا على اﻷقل في السجون المصرية ممن تتجاوز الحد اﻷقصي‬
‫من الحبس اﻻحتياطي دون أن يخلي سبيلهم وقد تعدت مدة حبسهم اﻻحتياطي المدة القانونية‪ ،‬بالمخالفة للمادة ‪ 143‬من قانون‬
‫اﻹجراءات الجنائية‪ ،‬وطالبت المبادرة المصرية الحكومة بالتقدم إلى المحكمة الدستورية بطلب تفسير للمواد القانونية المتعلقة‬
‫‪22‬‬
‫بالحبس اﻻحتياطي ﻹنهاء معاناة المئات من المحبوسين تعسفي‪‬ا و إخﻼء سبيلهم‬

‫ج‪ .‬الحبس اﻻحتياطي في جرائم أمن الدولة‬

‫أعطى المشرع للنيابة العامة سلطات إضافية في جرائم أمن الدولة وهي سلطات قاضي التحقيق بجانب مهام النيابة ويكون لهم‬
‫فضﻼً عن ذلك سلطة محكمة الجنح المستأنفة منعقدة في غرفة المشورة المبينة في المادة ‪ 143‬من قانون اﻹجراءات الجنائية‪،‬‬
‫كذلك المواد المتعلقة بقانون العقوبات فيما يخص الجرائم المضرة بأمن الحكومة من جهة الخارج والجنايات والجنح المضرة‬
‫بالحكومة من جهة الداخل‪ ،‬وجنايات المفرقعات‪ ،‬وجرائم إختﻼس المال العام والعدوان عليه والغدر بشرط أﻻ تزيد مدة الحبس في‬
‫كل مره عن خمسة عشر يومًا ونصت على هذا المادة ‪ 206‬من القانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬من قانون اﻹجراءت الجنائية‪.23‬‬

‫وقد أختص المشرع الجنايات من هذه الجرائم دون الجنح فوسع من سلطة أعضاء النيابة العامة بدرجة رئيس نيابة على اﻷقل فى‬
‫تحقيقها بما فيها سلطة اﻷمر بالحبس اﻻحتياطى فأعطاهم سلطة قاضى التحقيق‪ ،‬ومعنى ذلك أنه ليس ما يمنع من أن يكون‬
‫ﻷعضاء النيابة دون درجة رئيس نيابة سلطة تحقيق هذه الجنايات ولكن فى حدود سلطات النيابة العامة دون قاضى التحقيق وإن‬
‫لم يكن التحقيق قد أنتهى مع المحبوس إحتياطيًا يجب أن يفرج عنه‪ ،‬فنصت المادة ‪ 143‬فقرة أخيرة من قانون اﻹجراءات الجنائية‬
‫المستبدلة بالقانون رقم ‪ 145‬لسنة ‪ 2006‬على أنه "ﻻ يجوز أن تزيد مدة الحبس اﻻحتياطى على ثﻼثة أشهر‪ ،‬ما لم يكن المتهم قد‬

‫ﻗﺮار ﲨﻬوري لقاﻧون رﻗم ‪ 83‬لﺴﻨﺔ ‪ 2013‬بتﻌدﻳل بﻌض أحكام ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ الﺼادر لقاﻧون رﻗم ‪ 150‬لﺴﻨﺔ ‪1950‬ﻓلﻤﺤكﻤﺔ الﻨقض وﶈكﻤﺔ اﻹحالﺔ إذا كان اﳊكم ﺻادرا‬ ‫‪20‬‬

‫ﻹﻋدام أو لﺴﺠﻦ اﳌﺆبد أن ﻣﺮ ﲝبس اﳌتﻬم احتياطيًا ﳌدة ‪ 45‬ﻳوﻣا ﻗابلﺔ للتﺠدﻳد دون التقيد ﳌدد اﳌﻨﺼوص ﻋليﻬا ﰱ الﻔقﺮة الﺴابقﺔ‬
‫‪ 21‬اﳌبادرة اﳌﺼﺮﻳﺔ للﺤقوق الشﺨﺼيﺔ‪ ،‬ﺗﻌدﻳﻼت ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ ﺗثﲑ القلﻖ بشأن ﲢول اﳊبس اﻻحتياطﻲ إﱃ حبس ﻣطلﻖ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺳبتﻤﱪ ‪https://goo.gl/2aPb3A ،2013‬‬
‫ﳏبوﺳا احتياطيا ﻋلﻰ اﻷﻗل ﻷكثﺮ ﻣﻦ ﻋاﻣﲔ ﳌﺨالﻔﺔ للقاﻧون ﰲ ‪ ٤‬ﳏاﻓﻈات‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﻣاﻳو‬
‫اﳌبادرة اﳌﺼﺮﻳﺔ للﺤقوق الشﺨﺼيﺔ‪ ،‬اﳊبس اﻻحتياطﻲ ﻣﻦ إﺟﺮاء احﱰازي إﱃ ﻋقوبﺔ ﺳياﺳيﺔ‪ً ١٤٦٤ ،‬‬
‫‪22‬‬

‫‪https://goo.gl/EGYwCh ،2016‬‬
‫‪ 23‬ﻳكون ﻷﻋضاء الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ ﻣﻦ درﺟﺔ رﺋيس ﻧيابﺔ ﻋلﻰ اﻷﻗل ـ ﻹﺿاﻓﺔ إﱃ اﻹﺧتﺼاﺻات اﳌقﺮرة للﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ ـ ﺳلطات ﻗاﺿﻰ التﺤقيﻖ ﰲ ﲢقيﻖ اﳉﻨا ت اﳌﻨﺼوص ﻋليﻬا ﰲ اﻷبواب اﻷول والثاﱏ‬
‫ﻣكﺮرا والﺮابﻊ ﻣﻦ الكتاب الثاﱏ ﻣﻦ ﻗاﻧون الﻌقو ت‪ .‬وﻳكون ﳍم ﻓضﻼً ﻋﻦ ذلك ﺳلطﺔ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨح اﳌﺴتأﻧﻔﺔ ﻣﻨﻌقدة ﰲ غﺮﻓﺔ اﳌشورة اﳌبيﻨﺔ ﰲ اﳌادة ‪ 143‬ﻣﻦ ﻫﺬا القاﻧون ﰲ ﲢقيﻖ اﳉﺮاﺋم اﳌﻨﺼوص‬
‫ً‬
‫ﻋليﻬا ﰲ القﺴم اﻷول ﻣﻦ الباب الثاﱏ اﳌشار إليه بشﺮط أﻻ ﺗزﻳد ﻣدة اﳊبس ﰲ كل ﻣﺮﻩ ﻋﻦ ﲬﺴﺔ ﻋشﺮ ﻳوًﻣا ‪،‬وﺟﺮاﺋم الباب اﻷول ﻣﻦ الكتاب الثاﱏ ﻣﻦ ﻗاﻧوً وﺟﺮاﺋم الباب اﻷول ﻣﻦ الكتاب الثاﱏ ﻣﻦ‬
‫ﻗاﻧون الﻌقو ت اﳌشار إليﻬا ﻫﻰ اﳉﻨا ت واﳉﻨح اﳌضﺮة ﻣﻦ اﳊكوﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﳋارج وﺟﺮاﺋم الباب الثاﱏ ﻣﻦ الكتاب الثاﱏ ﻣﻦ ﻗاﻧون الﻌقو ت ﻫﻰ اﳉﻨا ت واﳉﻨح اﳌضﺮة ﳊكوﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ الداﺧل‪،‬‬
‫ﻣكﺮرا وﺟﺮاﺋم الباب الﺮابﻊ ﻣﻦ الكتاب الثاﱏ ﻣﻦ ﻗاﻧون الﻌقو ت ﻫﻰ ﺟﺮاﺋم اﺧتﻼس اﳌال الﻌام والﻌدوان ﻋليه والﻐدر‬
‫وﺟﺮاﺋم الباب الثاﱐ ﻣﻦ ﻗاﻧون الﻌقو ت ﻫﻰ ﺟﻨا ت اﳌﻔﺮﻗﻌات‪ً ،‬‬

‫‪12‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫أعلن بإحالته إلى المحكمة المختصة قبل انتهاء هذه المدة فإذا كانت التهمة جنحة وكان التحقيق معه بشرط قد انتهى وأحيل إلى‬
‫المحكمة فيظل محبوسًا أن تعرض النيابة العامة أمر الحبس خﻼل خمسة أيام على اﻷكثر من تاريخ اﻹعﻼن باﻹحالة على المحكم‬
‫ﻷحكام الفقرة اﻷولى من المادة ‪ 151‬المختصة وفقًا من القانون وإﻻ وجب اﻹفراج عن المتهم‪ .‬فإذا كانت التهمة المنسوبة إليه‬
‫جناية‪ ،‬فﻼ يجوز أن تزيد مدة الحبس اﻻحتياطى على خمسة شهور إﻻ بعد الحصول قبل انقضائها على أمر من المحكمة قابلة‬
‫للتجديد لمدة أو لمدد أخرى مماثلة‪ ،‬وإﻻ وجب اﻹفراج عن المتهم‪ .‬وفى جميع اﻷحوال ﻻ يجوز أن تجاوز مدة الحبس اﻻحتياطى فى‬
‫مرحلة التحقيق اﻻبتدائى وسائر مراحل الدعوى الجنائية ثلث الحد اﻷقصى للعقوبة السالبة للحرية‪ ،‬بحيث ﻻ يتجاوز ستة أشهر فى‬
‫الجنح وثمانية عشر شهرًا فى الجنايات‪ ،‬وسنتين إذا كانت العقوبة المقررة للجريمة هى السجن المؤبد أو اﻹعدام" ومع ذلك‪،‬‬
‫فلمحكمة النقض ولمحكمة اﻹحالة‪ ،‬إذا كان الحكم صادرًا باﻹعدام‪ ،‬أن تأمر بحبس المتهم قابلة للتجديد لمدة خمسة وأربعين‬
‫يومًا احتياطيًا دون التقيد بالمدد المنصوص عليها فى الفقرة السابقة"‪.‬‬

‫ح‪ .‬التظلم علي أمر الحبس اﻻحتياطي‬

‫الحبس اﻻحتياطي من أخطر اﻻجراءات ﻻنه يمس حرية اﻻشخاص وﻷن اﻷصل في اﻻنسان البراءة وقد نصت تعليمات النائب‬
‫العام للنيابات علي أهمية التقليل من استخدام الحبس اﻻحتياطي كإجراء كما جاءت المادة ‪ 54‬من دستور ‪ 2014‬لتوضح أن‬
‫الدستور كفل أهمية وضع آلية للتظلم علي قرارت الحبس اﻻحتياطي أمام القضاء‪.‬‬

‫وﻻ يجوز تنفيذ أوامر الضبط واﻹحضار وأوامر الحبس بعد مضى ستة أِشهر من تاريخ صدورها‪ ،‬مالم يعتمدها قاضى التحقيق لمدة‬
‫أخرى ولم يكن المشرع ينظم التظلم علي أمر الحبس اﻻحتياطي وكان يوجد تناقض بين الدستور الذي كان يأكد علي أحقيه‬
‫المحبوس احتياطيًا في التظلم علي أمر حبسه وقانون اﻻجراءات الجنائية‪ 24‬حتي تدخل المشرع ﻻول مرة في قانون رقم ‪ 45‬لسنه‬
‫‪ 2006‬بتعديل بعض مواد قانون اﻻجراءات الجنائية وأضاف فقره للمادة ‪ 164‬من قانون اﻻجراءات الجنائية وكان نصها كاﻻتي‪:‬‬
‫للمتهم أن يستأنف اﻷمر الصادر بحبسه إحتياطيًا أو بمد هذا الحبس كما أضاف فقره أخري في المادة ‪ 205‬من قانون اﻻجراءات‬
‫الجنائية والتي نصت علي‪ :‬للقاضي الجزئى أن يقدر كفالة لﻺفراج عن المتهم كلما طلبت النيابة العامة اﻷمر بإمتداد الحبس‬
‫وتراعى فى ذلك أحكام المواد من ‪ 146‬إلى ‪.150‬‬

‫المادة ‪ 205‬من قانون اﻻجراءات الجنائية الفقره الثانيه "وللمتهم أن يستأنف اﻷمر الصادر بحبسه إحتياطيًا أو بمد هذا الحبس من‬
‫القاضى الجزئى أو محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة‪ ،‬وللنيابة العامة إذا إستلزمت ضرورة التحقيق أن تستأنف‬
‫اﻷمر الصادر من القاضي الجزئى أو من محكمة الجنح المستأنفة فى غرفة المشورة باﻹفراج عن المتهم المحبوس إحتياطيًا" وقد‬
‫نصت المادة ‪ 166‬من قانون اﻻجراءات الجنائية المعدله في القانون ‪ 45‬لسنه ‪ 2006‬علي أن‪" :‬يكون ميعاد اﻹستئناف عشرة أيام‬
‫من تاريخ صدور اﻷمر بالنسبة إلى النيابة العامة ومن تاريخ إعﻼنه بالنسبة إلى باقى الخصوم‪ ،‬عدا الحاﻻت المنصوص عليها في‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 164‬من هذا القانون‪ ،‬فيكون ميعاد إستئناف النيابة ﻷمر اﻹفراج المؤقت أربعة وعشرين ساعة‪ ،‬ويجب‬
‫الفصل في اﻹستئناف خﻼل ثمانية وأربعين ساعة من تاريخ رفعه‪ ،‬ويكون إستئناف المتهم في أى وقت‪ ،‬فإذا صدر قرار برفض‬
‫إستئنافه‪ ،‬جاز له أن يتقدم بإستئناف جديد كلما انقضت مدة ثﻼثين يومًا من تاريخ صدور قرار الرفض"‬

‫‪ 24‬اﻻﻫﺮام‪ ،‬ﰲ اﳊبس اﻻحتياطﻲ‪ :‬ﻣﻈاليم ﻋلﻲ ذﻣﺔ اﻹﻓﺮاج ﰲ ﳎلس الشﻌب ﻣشﺮوع ﻗاﻧون ﻳﻨاﻗﺶ ﺗﻌارض أحكام اﳊبس اﻻحتياطﻲ ﻣﻊ الدﺳتور‪ ،‬ﻧوﻓﻤﱪ‪ ،2001‬ﻣﺼﺮ‪،‬‬
‫‪https://goo.gl/7WENKR‬‬

‫‪13‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫وقد حدد القانون الجهات التي تنظر التظلم علي أمر الحبس اﻻحتياطي فاذا كان القرار بأمر الحبس اﻻحتياطي صادرًا عن قاضي‬
‫التحقيق او محكمة الجنح فينظر اﻻستئناف أمام محكمة أعلي وهي محكمة جنح مستأنف وإذا كان القرار بأمر الحبس اﻻحتياطي‬
‫صادر من محكمة جنح مستأنف فينظر التظلم علي أمر الحبس اﻻحتياطي أمام محكمة الجنايات‪.25‬‬

‫وإذا كان الذى تولى التحقيق مستشارًا عملًا بالمادة ‪ 65‬فﻼ يقبل الطعن فى اﻷمر الصادر منه إﻻ إذا كان متعلقًا باﻹختصاص أو بأن‬
‫ﻻ وجه ﻹقامة الدعوى أو بالحبس اﻹحتياطى أو بمده أو باﻹفراج المؤقت‪ ،‬ويكون الطعن أمام محكمة الجنايات منعقدة فى غرفة‬
‫المشورة‬

‫وفى جميع اﻷحوال يتعين الفصل فى الطعن فى أوامر الحبس اﻹحتياطى أو مده أو اﻹفراج المؤقت‪ ،‬خﻼل ثمانية وأربعين ساعة من‬
‫تاريخ رفع الطعن‪ ،‬وإﻻ وجب اﻹفراج عن المتهم‪ ،‬وتختص دائرة أو أكثر من دوائر المحكمة اﻹبتدائية أو محكمة الجنايات لنظر‬
‫اﻹستئناف أوامر الحبس اﻹحتياطى أو اﻹفراج المؤقت المشار إليهما فى هذه المادة‪ ،‬وعلى غرفة المشورة عند إلغاء اﻷمر بأﻻ وجه‬
‫ﻹقامة الدعوى أن تعيد القضية معينة الجريمة المكونة لها واﻷفعال المرتكبة ونص القانون المنطبق عليها وذلك ﻹحالتها إلى‬
‫المحكمة المختصة‪ 26‬وتكون القرارات الصادرة من غرفة المشورة فى جميع اﻷحوال نهائية"‪.‬‬

‫خ‪ .‬الحبس اﻻحتياطي بعد اﻻحالة‬

‫أكد قانون اﻹجراءت الجنائية على أن الحبس اﻻحتياطي بعد إحالة القضية إلى محكمة الجنح أو الجنايات تكون هي المختصة‬
‫‪27‬‬
‫بإخﻼء سبيله إذا كان محبوسًا أو حبسه أذا كان مخلي سبيله‬

‫وفي حالة الحكم بعدم اﻹختصاص تكون محكمة الجنح المستأنفة منعقدة فى غرفة المشورة هى المختصة بالنظر فى طلب‬
‫اﻹفراج أو الحبس إلى أن ترفع الدعوى إلى المحكمة المختصة‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 380‬من قانون الﻺجراءات الجنائية علي أن‪:‬‬
‫"لمحكمة الجنايات فى جميع اﻷحوال أن تأمر بالقبض على المتهم وإحضاره‪ ،‬ولها أن تأمر بحبسه احتياطيًا‪ ،‬وأن تفرج عنه بكفالة أو‬
‫بغير كفالة عن المتهم المحبوس احتياطيًا"‪.28‬‬

‫‪ 25‬ﺗﻨﺺ اﳌادة ‪ 167‬ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ اﳌﻌدلﺔ ﰲ القاﻧون ‪ 45‬لﺴﻨه ‪ 2006‬ﻋلﻲ حﻖ اﳌتﻬم ﰲ التﻈلم ﻋلﻲ أﻣﺮ حبﺴﺔ احتياطيًا‪" :‬ﻳﺮﻓﻊ اﻹﺳتﺌﻨاف أﻣام ﳏكﻤﺔ اﳉﻨح اﳌﺴتأﻧﻔﺔ ﻣﻨﻌقدة ﰱ‬
‫غﺮﻓﺔ اﳌشورة إذا كان اﻷﻣﺮ اﳌﺴتأﻧﻒ ﺻادرا ﻣﻦ ﻗاﺿﻰ التﺤقيﻖ ﳊبس اﻹحتياطﻰ أو ﲟدﻩ‪ ،‬ﻓإذا كان اﻷﻣﺮ ﺻادرا ﻣﻦ ﺗلك اﶈكﻤﺔ‪ ،‬ﻳﺮﻓﻊ اﻹﺳتﺌﻨاف إﱃ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨا ت ﻣﻨﻌقدة ﰱ غﺮﻓﺔ اﳌشورة‪ ،‬وإذا‬
‫ﺻادرا ن‬ ‫ٍ‬
‫كان ﺻادرا ﻣﻦ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨا ت ﻳﺮﻓﻊ اﻹﺳتﺌﻨاف إﱃ الداﺋﺮة اﳌﺨتﺼﺔ‪ ،‬وﻳﺮﻓﻊ اﻹﺳتﺌﻨاف ﰱ غﲑ ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت أﻣام ﳏكﻤﺔ اﳉﻨح اﳌﺴتﻨأﻧﻔﺔ ﻣﻨﻌقدة ﰱ غﺮﻓﺔ اﳌشورة إﻻ إذا كان اﻷﻣﺮ اﳌﺴتأﻧﻒ ً‬
‫ﺻادرا ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﶈكﻤﺔ ﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﳌتﻬم ﻓﲑﻓﻊ اﻹﺳتﺌﻨاف إﱃ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨا ت ﻣﻨﻌقدة ﰱ غﺮﻓﺔ اﳌشورة وﻋلﻰ غﺮﻓﺔ اﳌشورة ﻋﻨد إلﻐاء اﻷﻣﺮ ﻻ وﺟه ﻹﻗاﻣﺔ الدﻋوى‬ ‫ﻻوﺟه ﻹﻗاﻣﺔ الدﻋوى ﰱ ﺟﻨاﻳﺔ أو ً‬
‫أن ﺗﻌيد القضيﺔ ﻣﻌيﻨﺔ اﳉﺮﳝﺔ واﻷﻓﻌال اﳌكوﻧﺔ ﳍا وﻧﺺ القاﻧون اﳌﻨطبﻖ ﻋليﻬا وذلك ﻹحالتﻬا إﱃ اﶈكﻤﺔ اﳌﺨتﺼﺔ‬
‫‪ 26‬اﳌادة ‪ 139‬و‪ 164‬و‪ 166‬و‪ 167‬ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪https://goo.gl/nA4b5m ،‬‬
‫ﳏبوﺳا أو حبﺴه إن كان ﻣﻔﺮﺟا ﻋﻨه ﻣﻦ اﺧتﺼاص اﳉﻬﺔ اﶈال إليﻬا‪ .‬وﰱ حالﺔ‬
‫ﺗﻨﺺ اﳌادة ‪ 151‬ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ ﻋلﻰ أﻧه "إذا أحيل اﳌتﻬم إﱃ اﶈكﻤﺔ ﻳكون اﻹﻓﺮاج ﻋﻨه إن كان ً‬
‫‪27‬‬

‫اﻹحالﺔ إﱃ ﳏكﻤﺔ اﳉﻨا ت ﻳكون اﻷﻣﺮ ﰱ غﲑ دور اﻹﻧﻌقاد ﻣﻦ اﺧتﺼاص ﳏكﻤﺔ اﳉﻨح اﳌﺴتأﻧﻔﺔ ﻣﻨﻌقدة ﰱ غﺮﻓﺔ اﳌشورة‪.‬‬
‫‪ 28‬ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ‪ ،‬اﳌادة ‪ ،380‬ﻣﺼﺮ‪https://goo.gl/YunSPT ،‬‬

‫‪14‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫د‪ .‬معاملة المحبوسين احتياطيًا داخل أماكن اﻹحتجاز‬

‫نصت ﻻئحة السجون على خصوصية حالة المحبوس أحتياطيًا في المعاملة حيث أنه غير مدان ونصت اللوائح علي أحقية‬
‫المحبوس أحتياطيًا في إرتداء مﻼبسة وأن يقيم المحبوسين أحتياطيًا في أماكن منفصلة عن غيرهم من المتهمين التي تم‬
‫أدانتهم بأحكام قضائية وأن ﻻ يجوز أن تفرض علي المحبوسين أحتياطيًا تشغيلهم إﻻ بناء علي طلب منهم وأحقية المحبوس‬
‫أحتياطيًا في زيارة أسبوعية ونظمت ﻻئحة السجون معاملة المحبوس أحتياطي في المواد ‪.2924 ،15 ،14‬‬

‫كذلك نصت أيضًا المادة ‪ 40‬من قانون مصلحة السجون على أنه "للنائب العام أو المحامى العام ولمدير عام السجون أو من ينيبه‬
‫أن يأذنوا لذوى المسجون بزيارته فى غير مواعيد الزيارة العادية‪ ،‬إذا دعت لذلك ضرورة"‬

‫إﻻ أن المادة ‪ 404‬من تعليمات النائب العام للنيابات نصت على أنه "يجوز للنيابة أن تمنع اتصال المحبوس بغيره من المحبوسين‬
‫أو زيارة أحد له وذلك بدون إخﻼل بحق المتهم في اﻻتصال دائمًا بمحاميه على إنفراد وفى هذه الحالة يجب ان تأذن النيابة كتابة‬
‫‪30‬‬
‫بهذه المقابلة سواء كانت بناء على طلب المتهم أو طلب المحامى الوكيل عنه أو المحامى الذى إنتدبته المحكمة للدفاع عنه"‬

‫ذ‪ .‬بدائل الحبس اﻻحتياطي في القانون‬

‫بالرغم من اﻹنتقادات الدولية والحقوقية بسبب زيادة استخدام الحبس اﻻحتياطي بعد التعديل الذي أجراه المستشار عدلي‬
‫منصور في مصر في عام ‪ 2013‬والذي مد فترات الحبس اﻻحتياطي لفترات قد تصل إلى عامين بسبب التعديل الذي أجراه في‬
‫المادة ‪ 143‬من قانون اﻻجراءت الجنائية في فقرتها اﻷخيرة‪.31‬‬

‫المادة ‪ 14‬من قانون تنظيم السجون يقيم المحبوسون احتياطيًا فى اماكن منفصله عن اماكن غيرهم من المسجونين ويجوز التصريح للمحبوس احتياطيًا باﻻقامة فى غرفة مؤثثه‬
‫‪29‬‬

‫مقابل مبلغ ﻻ يجاوز ‪ 150‬ملي ًما يوميًا وذلك فى حدود ما تسمح به اﻻماكن والمهمات بالسجن وفق ما تبينه الﻼئحه الداخلية"‬
‫المادة ‪ 15‬من قانون تنظيم السجون "للمحبوسين احتياطيًا الحق فى ارتداء مﻼبسهم الخاصه وذلك ما لم تقرر ادارة السجن مراعاه للصحه او للنظافه او لصالح اﻻمن ان يرتدوا‬
‫المﻼبس المقررة لغيرهم بين المسجونين" ‪.‬‬
‫المادة ‪ 24‬من قانون تنظيم السجون على انه "ﻻيجوز تشغيل المحبوسين احتياطيًا والمحكوم عليهم بالحبس البسيط اﻻ اذا رغبوا فى ذلك"‬
‫نقابة المحامين ‪،‬النيابة العامة‪ ..‬القبض والحبس اﻻحتياطى واﻹفراج المادة ‪ ،404‬مصر‪https://goo.gl/x2b415 ،‬‬
‫‪30‬‬

‫موسوعة القانون المشارك الجامعية‪ ،‬القانون رقم ‪ 45‬لسنه ‪ 2006‬بشأن تعديل قانون اﻻجراءات الجنائية‪ ،‬مصر‪https://goo.gl/BRyqVU ،‬‬
‫‪31‬‬

‫‪15‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫وقد أثار ذلك التعديل الكثير من اﻹنتقادات حيث أعتبرت بعض المنظمات الحقوقية المصرية أن ذلك التعديل يعتبر بمثابة حبس‬
‫مفتوح تحت مسمى الحبس اﻻحتياطي‪ ،‬وأصدرت عدة جهات حقوقية وجهات إنتقادت ﻻذعة لمصر وأعتبروا أن تعديل القانون‬
‫الغرض منه هو التنكيل بالمعارضين السياسيين وبالرغم من تلك اﻹنتقادات المستمرة ﻻستخدام الحبس اﻻحتياطي إﻻ أن‬
‫السلطات القضائيه تتوغل بشكل كبير في استخدام الحبس اﻻحتياطي بالرغم من أن قانون اﻹجراءت الجنائية قد وضع بدائل‬
‫للحبس اﻻحتياطي في المادة ‪ 201‬من قانون اﻻجراءت الجنائية التي نصت على ما يلي‪" :‬يصدر اﻷمر بالحبس من النيابة العامة من‬
‫وكيل نيابة على اﻷقل وذلك لمدة أقصاها أربعة أيام تالية للقبض على المتهم أو تسليمه للنيابة العامة إذا كان مقبوضًا عليه من‬
‫قبل ويجوز للسلطة المختصة بالحبس اﻹحتياطى أن تصدر بدلًا منه أمرا بأحد التدابير اﻵتية‪:‬‬

‫‪ .1‬إلزام المتهم بعدم مبارحة مسكنه أو موطنه‬

‫‪ .2‬إلزام المتهم بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة فى أوقات محدودة‬

‫‪ .3‬حظر ارتياد المتهم اماكن محددة‬

‫‪16‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫فإذا خالف المتهم اﻹلتزامات التى يفرضها التدبير‪ ،‬جاز حبسه إحتياطياً‪.‬‬

‫ويسرى فى شأن مدة التدبير أو مدها والحد اﻷقصى لها وإستئنافها ذات القواعد المقررة بالنسبة إلى الحبس اﻹحتياطى‪.‬‬

‫وﻻ يجوز تنفيذ أوامر الضبط واﻹحضار وأوامر الحبس الصادرة من النيابة العامة بعد مضى ستة أِشهر من تاريخ صدورها مالم‬
‫تعتمدها النيابة العامة لمدة أخرى"‪.32‬‬

‫ر‪ .‬المعاهدات والتواصيات الدولية بشأن بدائل الحبس اﻻحتياطي‬

‫تطرقت المعاهدات الدولية ﻷهمية أستخدام بدائل الحبس اﻷحتياطي وأوصت على أهمية فرض بدائل للحبس اﻻحتياطي‬
‫وأستخدامها في أبكر مراحل الدعوى‪ ،‬ويمكن تعريف العقوبات البديلة بأنها مجموعة من التدابير التي تحل محل عقوبة السجن‪،‬‬
‫وتعمل على تطبيق سياسة منع الحرية ومن العقوبات البديلة إخﻼء السبيل المشروط واهتمت القوانين والمعاهدات الدولية‬
‫بالتوعية باهمية تطيبيق العقوبات البديلة قبل محاكمات اﻻشخاص باعتبار ان الحبس اﻻحتياطي من اﻻجراءات التي تهدر حرية‬
‫اﻻفراد دون ان يكون تمت أدانتهم بشكل رسمي بمقتضى حكم قضائي‪.‬‬

‫وتطرقت العديد من المعاهدات الدولية الى أهمية أستخدام بدائل الحبس اﻷحتياطي وهي‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬العهد الدولي للحقوق اﻻقتصادية واﻻجتماعية من خﻼل المادة ‪ 9‬التي تنص على أنه‬

‫‪" .1‬لكل فرد حق في الحرية وفى اﻷمان على شخصه‪ .‬وﻻ يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفًا‪ .‬وﻻ يجوز حرمان أحد‬
‫من حريته إﻻ ﻷسباب ينص عليها القانون وطبقًا لﻺجراء المقرر فيه‪.‬‬

‫‪ .2‬يتوجب إبﻼغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب هذا التوقيف لدى وقوعه كما يتوجب إبﻼغه سريعًا بأية تهمة توجه‬
‫إليه‪.‬‬

‫‪ .3‬يقدم الموقوف أو المعتقل بتهمة جزائية‪ ،‬سريعًا إلى أحد القضاة أو أحد الموظفين المخولين قانونًا مباشرة‬
‫وظائف قضائية‪ ،‬ويكون من حقه أن يحاكم خﻼل مهلة معقولة أو أن يفرج عنه‪ .‬وﻻ يجوز أن يكون احتجاز‬
‫اﻷشخاص الذين ينتظرون المحاكمة هو القاعدة العامة‪ ،‬ولكن من الجائز تعليق اﻹفراج عنهم على ضمانات‬
‫لكفالة حضورهم المحاكمة في أية مرحلة أخرى من مراحل اﻹجراءات القضائية‪ ،‬ولكفالة تنفيذ الحكم عند‬
‫اﻻقتضاء‪.‬‬

‫‪ .4‬لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف أو اﻻعتقال حق الرجوع إلى محكمة لكي تفصل هذه المحكمة دون إبطاء‬
‫في قانونية اعتقاله‪ ،‬وتأمر باﻹفراج عنه إذا كان اﻻعتقال غير قانوني‪.‬‬

‫‪ .5‬لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني حق في الحصول على تعويض"‬

‫‪ 32‬اﻻﻫﺮام‪ ،‬ﻗﺮار ﲨﻬورى بتﻌدﻳل ﻣدة اﳊبس اﻻحتياطﻰ ﰱ ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ‪ ،2013 - 9 ،‬ﻣﺼﺮ‪https://goo.gl/BRyqVU ،‬‬

‫‪17‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫أما المادة ‪ 10‬فتنص على أنه‪:‬‬

‫‪ .1‬يعامل جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية‪ ،‬تحترم الكرامة اﻷصيلة في الشخص اﻹنساني‪.‬‬

‫‪ .2‬يفصل اﻷشخاص المتهمون عن اﻷشخاص المدانين‪ ،‬إﻻ في ظروف إستثنائية‪ ،‬ويكونون محل معاملة على حدة تتفق مع‬
‫كونهم أشخاصًا غير مدانين‪،‬‬

‫‪ .3‬يفصل المتهمون اﻷحداث عن البالغين‪ .‬ويحالون بالسرعة الممكنة إلى القضاء للفصل في قضاياهم‪.‬‬

‫‪ .4‬يجب أن يراعى نظام السجون معاملة المسجونين معاملة يكون هدفها اﻷساسي إصﻼحهم وإعادة تأهيلهم اﻻجتماعي‪.‬‬
‫ويفصل المذنبون اﻷحداث عن البالغين ويعاملون معاملة تتفق مع سنهم ومركزهم القانوني"‪33‬‬

‫ثانيا‪ :‬الميثاق العالمي لحقوق اﻷنسان ‪:‬‬

‫ينص على أن كلُّ شخص متَّهم بجريمة يُعتبَر بريئًا إلى أن يثبت ارتكابُه لها قانونًا في محاكمة علنية تكون قد‬ ‫‪‬‬
‫وُفِّرت له فيها جميعُ الضمانات الﻼزمة للدفاع عن نفسه‬

‫ثالثا‪ :‬المجلس اﻻقتصادي اﻻجتماعي لﻸمم المتحدة ‪:‬‬

‫في قراره رقم ‪ 53‬لسنه ‪ 2013‬الذي أوصى في المادة ‪ 13‬منه الدول بـأن تـسعى‪ ،‬عنـد اﻹقتـضاء‪ ،‬إلى الحـد مـن إكتظـاظ‬
‫الـسجون والحـبس اﻻحتيـاطي وأن تـشجع علـى زيـادة إمكانيـة اللجـوء إلى آليات العدالة والدفاع القانوني وأن تعزز بدائل‬
‫السجن مثـل فـرض غرامـات والخدمـه المجتمعيـة والعدالـة اﻹصـﻼحية والمراقبـة اﻹلكترونيـة وأن تـدعم بـرامج التأهيـل‬
‫وإعـادة اﻹدمــاج‪ ،‬وفقًا لقواعــد اﻷمم المتحدة الدنيا النموذجية للتدابير غــير اﻻحتجازية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قواعد اﻷمم المتحده النموذجية للتدابير غير اﻻحتجازية وأحتوت تلك القواعد على مجموعة من المبادئ اﻷساسية لتعزيز‬
‫استخدام التدابير الغبر احتجازية‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻻ يُستخدم اﻻحتجاز السابق للمحاكمة في اﻹجراءات الجنائية إﻻ كمﻼذ أخير‪ ،‬ومع إيﻼء اﻻهتمام الواجب للتحقيق في الجرم‬
‫المدعى ولحماية المجتمع والمجني عليه‪.‬‬

‫‪ .2‬بغية توفير مرونة أكبر بما يتفق مع طبيعة الجرم ومدى خطورته‪ ،‬وشخصية الجاني وخلفيته‪ ،‬ومقتضيات حماية المجتمع‪،‬‬
‫وﻹجتناب استخدام عقوبة السجن بﻼ داعٍ‪ ،‬ينبغي أن يوفر نظام العدالة الجنائية طائفة عريضة من التدابير غير‬
‫اﻻحتجازية‪ ،‬بدءاً من التدابير السابقة للمحاكمة حتى التدابير الﻼحقة ﻹصدار الحكم‪ .‬وأما عدد وأنواع التدابير غير‬
‫اﻻحتجازية المتاحة فينبغي أن يحدد على نحو يبقي على إمكانية اﻻتساق في اﻷحكام‪.‬‬

‫‪ 33‬ﺟاﻣﻌﺔ ﻣﻨيﺴو ‪،‬الﻌﻬد الدوﱄ اﳋاص ﳊقوق اﳌدﻧيﺔ والﺴياﺳيﺔ‪ ،‬اﳌادة ‪ 23 ،10 ، 9‬ﻣارس ‪ ،1976‬اﻻﻣم اﳌتﺤدة‪https://goo.gl/yRzBtw ،‬‬

‫‪18‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .3‬تُستخدم بدائل اﻻحتجاز السابق للمحاكمة في أبكر مرحلة ممكنة‪ .‬وﻻ يدوم اﻻحتجاز السابق للمحاكمة فترة أطول مما‬
‫يستوجبه تحقيق اﻷهداف المذكورة في المادة‪ ،‬وتتوخى في تنفيذه اﻻعتبارات اﻹنسانية واحترام الكرامة التي فُطر عليها‬
‫‪34‬‬
‫البشر‬

‫‪ 34‬اﻻﻣم اﳌتﺤدة‪ ،‬ﻗواﻋد اﻷﻣم اﳌتﺤدة الﻨﻤوذﺟيﺔ الدﻧيا للتدابﲑ غﲑ اﻻحتﺠازﻳﺔ ‪ -‬ﻗواﻋد طوكيو ‪ ،‬الﻔﺼل الثاﱐ التدابﲑ الﺴابقﺔ للﻤﺤاكﻤﺔ ‪ ،1 ،2 ،6‬دﻳﺴﻤﱪ ‪،1990‬‬
‫‪https://goo.gl/tLTBkg‬‬

‫‪19‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫الحبس اﻻحتياطي وتأثيره المادي واﻻجتماعي و تأثيره المباشر علي المجتمع‬ ‫‪.III‬‬

‫تم إجراء مقابلة مع أسرة الصحفي محمود أبو زيد شوكان‬


‫المحبوس احتياطيًا منذ ‪ 2013/8/14‬منذ فض اعتصام رابعة‬
‫العدوية حيث كان يؤدي عمله كمصور صحفي‪ 35‬والذين اكدوا‬
‫على إنهم هم والمحامين تقدموا بكل ما يفيد أنه يعمل مصور‬
‫صحفي وتقدمت نقابة الصحفيين بعده بﻼغات للمطالبة‬
‫باﻻفراج عنه ولم تأتي كل هذا المحاوﻻت بأي ثمار ايجابية‪،‬‬
‫ومازال محبوس حتي اللحظة الحالية ينتظر مصيره وسط‬
‫جلسات متتالية ﻷكثر من ‪ 400‬شخص كما أنه طوال فتره حبس‬
‫شوكان إحتياطيًا تكبدت الكثير من المصاريف المادية حيث‬
‫تزوره اﻷسره أسبوعيًا ومع طول فترة حبسه احتياطيًا وزيادة‬
‫اﻷسعار أصبح اﻷمر يمثل عبئًا كبيرًا علي اﻷسرة‪ ،‬حيث أن تكلفة‬
‫الزيارة كانت تتكلف في بداية اﻷمر ما يقرب من ‪ 1500‬جنيه الي‬
‫‪ 2000‬جنيه مصري أي ما يوازي من )‪ 85‬دوﻻر إلى ‪ 115‬دوﻻر(‬
‫حتي نستطيع ان نغطي كافة إحتياجات شوكان داخل السجن‬
‫ورغم أن حال اﻻسرة ميسور بعض الشئ إﻻ أن بعد زيادة اﻷسعار أصبحت الزيارات تتكلف ما يمكن أن يصل ضعف المبلغ سالف إلى‬
‫الضعف‪ ،‬وذلك أصبح مكلف حيث أننا في بعض اﻷحيان لجئنا‬
‫وأضطرت اﻷسرة إلى الذهاب مرتين فقط في الشهر لزيارة‬
‫شوكان وليس أربع مرات كما هو مقرر قانونًا ومتبع من اﻷسرة‪،‬‬
‫ويمكن أن نكون كنا أكثر حظًا فعندما نزور شوكان كثير ما رأينا‬
‫الكثير من اﻷسر يزرون ذويهم دون أن يحملوا أي شئ من‬
‫اﻹحتياجات اﻷساسية بسبب حالتهم اﻻجتماعية والكثير من اﻷسر‬
‫كانت تأتي من محافظات بعيدة كالصعيد واﻻقاليم فكانت تزور‬
‫ذويهم مرة كل شهر أو أثنين‪.‬‬

‫كما كانت تواجهنا عدة معوقات فأحيانًا نواجه أشياء ليس لها‬
‫عﻼقة بالقانون كمثال منع اﻷقﻼم والجرائد والمجﻼت برغم انه ﻻ‬
‫يوجد ما يمنع دخول تلك اﻷشياء في ﻻئحة مصلحة السجون ومن الناحية اﻻجتماعية كانت اﻷسره محظوظه أن جميع المحيطين بنا‬
‫يعرفون شوكان وطريقة تفكيرة وإنه ﻻ يهمة في الحياة غير عمله الصحفي فتلك المعطيات ساعدتنا بأننا وجدنا دعم كبير من‬
‫المحيطين بنا‪ ،‬ولكن في حقيقة اﻷمر تأثرت اﻷسره نفسيًا بشكل كبير‪ ،‬وكان في بداية اﻷمر يكون لدينا أمل قبل جلسات تجديد‬
‫حبس وأستمر اﻷمل علي مدار عامين حيث كان يتم تجديد حبسه في كل جلسه يأتي لنا اﻷمل أنه سينال حريته ومع تجديد حبسه‬

‫ﻣﻨﻈﻤﺔ الﻌﻔو الدوليﺔ ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ :‬بﻌد أربﻌﺔ أﻋو ٍام وﻻ ﻳزال شوكان رﻫﻦ اﻻحتﺠاز ‪ ،‬لﻨدن ‪ ،‬أغﺴطس ‪https://www.amnesty.org/ar/documents/mde12/6903/2017/ar/ ، 2017‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪20‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫ينتهي اﻷمل بكابوس أنه سيتمر حبسه ومع إحالة القضية ومع اﻹحباطات المتكررة عندما يتحدث أحد افراد اﻷسره علي إنه من‬
‫الممكن أن يخلى سبيله في الجلسة القادمة يقاطع آخر الحديث بأنه ﻻ أمل وحتمًا سنتنظر مصيره في جلسة النطق بالحكم أمام‬
‫كثير من التفكير هل من الممكن أن يتم الحكم عليه وهو صحفي؟ هل من الممكن أن تزداد معاناة اﻷسرة ﻷكثر من ذلك؟ دائمًا ما‬
‫نفكر متي سينتهي هذا الكابوس المسمى بالحبس اﻻحتياطي وأصبح اﻻنتظار واﻷمل بالنسبة لنا قاتل‪.‬‬

‫كذلك أصبحت اﻻسرة متشككة بدرجة كبيرة في‬


‫منظومة العدالة فكيف لمنظومة العدالة أن تحبس‬
‫صحفيًا طوال هذه الفترة أنا وأسرتي وأقاربنا ننتظر‬
‫جميعًا اللحظة الذي ينزاح فيها ذلك الكابوس من علي‬
‫عاتقنا وأزدادت مأساة اﻷسرة عندما علمنا بمرض‬
‫شوكان داخل السجن وتقدمت اﻷسرة بكثر من‬
‫الطلبات حتي يتم عﻼجه وتم تحويله في مستشفي‬
‫السجن الذي لم يجد فيه أي رعاية ﻹفتقارها للحد‬
‫اﻷدني من إنها يصح أن تسمى مستشفي وفي كثير‬
‫من اﻷحوال عند نحضر جلسات شوكان يأتي الينا‬
‫شعور بأن ما يحدث هو ليست جلسة محاكمة ولكن‬
‫هو صراع سياسي بين طرفين ﻻ دخل لنا به فشقيقي‬
‫صحفي كان يؤدي عمله ليس إﻻ‪ ،‬ولم يكن له أي‬
‫إنتماءات سياسية سواء كان مؤيد أو معارض هو كل‬
‫ما يهمه أن يؤدي عمله فقط‪.‬‬

‫وفي أحد الزيارات حكي لنا عن أنه يوجد جماعات متطرفة تحاول أن تعبث بعقول الشباب وتملئ عقولهم بالكراهية وأفكار مسمومة‬
‫بسبب ما يتعرضون له من ظلم وهم في بداية عمرهم ولكن شوكان بعيد كل البعد عن كل تلك الترهات‪ ،‬أم عن شعور شوكان‬
‫فكل يوم عليه يخشي شوكان أن يفقد اﻷمل في منظومة العدالة فشوكان مازال يملك اﻷمل أن ينال حريته وفي أحد جلسات‬
‫محاكمته تحدث شوكان للقاضي عن قصته وعن أنه مصور صحفي نزل بناء علي تعليمات من عمله وخطاب من وزارة الداخلية بأنه‬
‫تدعو جميع المصورين والصحفيين بتغطية فض اعتصام رابعة العدوية وأنه تم القبض علية بشكل عشوائي وأكد علي تقديم‬
‫المحامين خطاب من جهه عمله تأكد عمله الصحفي‪ ،‬وفي أحد رسايل شوكان بعد مرور ‪ 1000‬يوم على حبسه احتياطيًا قال فيه ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫» ها هي ضريبة أنني أعمل كمصور‪ ..‬أدفع ثمنها من عمري‪ ،‬لكني واثق من الفرج ومتفائل بالمستقبل" أسألكم ببساطة اﻵن وقد‬
‫عرفتموني ﻻ تديروا ظهوركم‪ ،‬أنا مصور صحفي ولست مجرمًا‪ ..‬أنا محمود أبو زيد‪ ..‬شوكان‪« 36‬‬

‫تم إجراء مقابلة أخري مع محمد حسانين الذي تمت تبرئته هو وزوجته آية حجازي بعد ثﻼث سنوات من الحبس اﻻحتياطي‪ 37‬في‬
‫القضية المعروفة إعﻼميًا باسم "معتقلي بﻼدي" التي تعود أحداثها إلى إلقاء القبض عليهم في مايو ‪. 2014‬‬

‫ويتحدث حسانين على الضرر النفسي الذي وقع على العائلة قائلًا أن العائلة على مدار فترة الحبس اﻻحتياطي قبل إحالة القضية‬
‫كانت تتعلق باﻷمل في كل جلسة تجديد والذي ينتهي الي كابوس كبير وحتي بعد إحالة القضية كان يتجدد اﻷمل في كل جلسة‬
‫بإعتبار اننا غير مدانين ولكن الجلسات كانت تنتهي بتأجيﻼت طويلة اﻷمد وتعرف اﻷسرة إنهم سيظلون مستمرين في تلك‬
‫الدوامة‪ ،‬ويحكي علي تضرره النفسي ﻷنه كان يرى زوجته كل جلسة تجديد ولكن بعد إحالة القضية إلى محكمة الجنايات ظل ﻷكثر‬
‫من ‪ 8‬شهور ل ايراها كما أن كل جلسة أمام محكمة الجنايات كانت تؤجل ‪ 6‬شهور كل جلسة‪ .‬في تلك الفترة وحتى الجلسة التي‬
‫تم تبرئتهما فيها كانت فترة صعبة وكان الضرر النفسي فيها كبير ﻹنه لم يعرف أي شيء عن زوجته‪ .‬إلى جانب التكاليف المادية‬
‫خﻼل الزيارات فكل سجن له عدد معين من الزيارات يوميًا‪ ،‬كان على اﻻسرة أن تذهب إلى السجن في ساعة مبكرة في الصباح مع‬
‫أذان الفجر حتي تضمن مكانها في الزيارة ولم يكن يوجد مكان مخصص ﻹنتظار اﻷهالي فكانوا ينتظرون أمام بوابات السجن‬
‫لساعات طويلة تصل أحيانًا إلى تسع ساعات تحت أشعة الشمس‪ ،‬وفي البرودة والصقيع حتى يتمكنوا من زيارتهما لمدة دقائق‬

‫‪ 36‬الﻌﺮﰊ اﳉدﻳد ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ :‬شوكان ﳜﺮج ﻣﻦ القﻔﺺ وﳛكﻲ للقاﺿﻲ ﻗﺼته‪ ،‬القاﻫﺮة‪ ،‬ﻣاﻳو ‪https://goo.gl/BSLXJB ،2016‬‬
‫‪ 37‬ﻣﺼﺮاوي‪ ،‬آﻳﺔ حﺠازي وﷴ حﺴاﻧﲔ‪ ..‬حلم ﺧﺮ ‪ 3‬ﺳﻨوات ﰲ اﳊبس )ﺗﺴلﺴل زﻣﲏ(‪ ،‬القاﻫﺮة ‪ ،‬أبﺮﻳل ‪https://goo.gl/LnDJBj ،2017‬‬

‫‪22‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫معدودة في مخالفة لﻼئحة السجون التي تنص علي أن الزيارة ساعة كاملة ولكن كانت الزيارات دائمًا تكون لمدة من ‪ 15‬دقيقة‬
‫الى ‪ 25‬دقيقة على أقصى تقدير‪.‬‬

‫وتطرق حسانين للحديث عن منظومة العدالة‬


‫وكيف يراها بعد طول فترة حبسه احتياطيًا‬
‫فيقول أنه دائمًا ما كان ينظر هو وكل‬
‫الناس الى القضاء باعتباره مؤسسة محايدة‬
‫وانه مؤسسة تحقق العدالة‪ ،‬ولكن تلك‬
‫النظرة اهتزت كثيرًا بعد حبسه طول تلك‬
‫الفترة وفي كثير من جلسات تجديده كان يرى‬
‫أحد رجال اﻷمن يدخل إلى غرفة النيابة قبل‬
‫أن تبدأ جلسات التجديد‪ ،‬وأنه دائمًا ما كان‬
‫يعتبر ذلك خللًا ﻷن الداخلية كانت الخصم‬
‫المباشر لهما في اﻻدعاءات كما أنه في أحد‬
‫الجلسات كان يريد أن يوضح شيئًا للمحكمة وعند بداية الكﻼم قال ان السيسي‪ ...‬و قبل أن يواصل الحديث ثار القاضي عليه‪:‬‬
‫ﻻ تتحدث اسمه المشير عبد الفتاح السيسي‪ .‬ولم يجعله يكمل الكﻼم‪ ،‬ويقول حسانين ليس معنى ذلك أن المنظومة كلها غير‬
‫محايدة ولكن منظومة القضاء التي من المفترض أن تحقق العدالة أصبح فيها الكثير من الخلل الذي يجب أن يعالج‪.‬‬

‫كما تطرق حسانين عن فرص العمل المدني في مصر بإعتبار أنه كان من مديري مؤسسة بﻼدي التي تعمل في المجتمع المدني‬
‫المصري علي تأهيل اﻷطفال بأن العمل المدني في مصر يواجه الكثير من التضييق والتشويه المستمر وإجراءات تعسفية كبيرة‬
‫والمنع من السفر والتحفظ على اﻷموال‪.‬‬

‫وأشار حسانين في حديثة الى أن التوسع في الحبس اﻻحتياطي وفيه أصبح شديد الخطورة على المجتمع نفسه فتوجد جماعات‬
‫متطرفة داخل السجن‪ 38‬كل جماعة تحاول أن تستقطب الشباب إليها وأن احساس الشباب بالظلم يجعلهم عجينة لينه في أيدي‬
‫وأن الدولة من المفترض أن تقوم بمراجعات سياسية وذلك حدث مرة واحدة طوال فترة حبسه‪ ،‬وكان‬ ‫‪39‬‬
‫تلك الجماعات‬
‫يوجد إستجابة من المعتقلين حيث أن كل فرد يريد أن يتخلص من السجن ولكن تلك المراجعات لم تأت بثمارها‪.‬‬

‫وقد أعتبر حسانين أنه أحسن حظًا من الكثيرين الذين يقبعون خلف القضبان لمدد طويلة تحت مسمى الحبس اﻻحتياطي‬
‫وينتظرون مصيرهم ويقول حسانين أن نظرة المجتمع له‪ :‬وإن قسمنا المجتمع إلى شريحتين اﻷولى‪ :‬هي المؤيدة لثورة يناير‬
‫والتحول الديمقراطي ومؤمنة بحقوق اﻹنسان فهذه الشريحة تنظر له هو وزوجته بإعتبارهما قدما تضحيات في محاوﻻتهما إنقاذ‬
‫أطفال الشوارع التي أنتهت بسجنهما طول تلك الفترة‪ ،‬أما الشريحة الثانية التي تؤيد النظام الحالي فينظرون لهما على أنهما‬
‫عميﻼن يتلقيان تمويﻼت خارجية ضد مصلحة البلد بالرغم ان مصحلة تلك البلد هي في أن يكون هناك مجتمع مدني قوي يساعد‬
‫الدولة علي التقدم الى اﻻمام‪.‬‬

‫‪ 38‬ﻗﻨطﺮة‪ ،‬ﻧشاط "داﻋﺶ" ﰲ الﺴﺠون اﳌﺼﺮﻳﺔ ‪ -‬ﻣﻔﺮﺧﺔ ﳉﻬادﻳﲔ ﺟدد‪ ،‬القاﻫﺮة‪https://goo.gl/NL2JUA ،2017 ،‬‬
‫‪ 39‬الشﺮوق‪ ،‬ﻫﻨا »طﺮة«‪ ..‬ﻣﺮكز حكوﻣﻰ لتﺠﻨيد »الدواﻋﺶ«‪ ،‬القاﻫﺮة‪ 21 ،‬أبﺮﻳل ‪https://goo.gl/vBH6gX ،2016‬‬

‫‪23‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫التعويض عن فترة الحبس اﻻحتياطي‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪ .1‬اﻷساس القانوني للتعويض عن الحبس اﻻحتياطي‬

‫أغفل القانون حتى عام ‪ 2006‬صراحة أحقية المحبوس إحتياطيًا بالتعويض عن فتره حبسه إحتياطيًا إذا صدر له حكم ببراءته‪،‬‬
‫وبصدور القانون رقم ‪ 45‬لسنه ‪ 2006‬أرسي مبدأ إلزام الحكومة بالتعويض عن فترة الحبس اﻻحتياطي سواء معنويا أو ماديًا‪ ،‬وذلك‬
‫من خﻼل طلب النيابة العامة أو المتهم نفسه أو أحد ورثته‪.40‬‬

‫‪ .2‬شروط التعويض عن الحبس اﻻحتياطي‬

‫و من هذا النص المشار إليه يتضح لنا أن هناك عدة شروط يجب توفرها للحكم بالتعويض ومن بينها‬

‫أن يكون المتهم قد سبق حبسه احتياطيًا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يكون قد صدر حكمًا باتًا بالبراءة‪ ،‬أو صدر أمر بأﻻ وجه ﻹقامة الدعوى الجنائية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يقدم طلب من النيابة العامة أو من المتهم أو من أحد الورثة للقيام بالنشر‪ ،‬ويكون النشر بناء على موافقة‬ ‫‪‬‬
‫النيابة العامة في حالة صدور أمر بأﻻ وجه ﻹقامة الدعوى الجنائية‪.41‬‬

‫‪ 40‬اﳌادة ‪ 312‬ﻣكﺮر ﻣﻦ ﻗاﻧون اﻻﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ ﻋلﻲ أن "ﺗلتزم الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ بﻨشﺮ كل حكم ت بﱪاءة ﻣﻦ ﺳبﻖ حبﺴه إحتياطيا‪ ،‬وكﺬلك كل أﻣﺮ ﺻادر ن ﻻوﺟه ﻹﻗاﻣﺔ الدﻋوى اﳉﻨاﺋيﺔ ﻗبله ﰱ‬
‫ﺟﺮﻳدﺗﲔ ﻳوﻣيتﲔ واﺳﻌﱴ اﻹﻧتشار ﻋلﻰ ﻧﻔقﺔ اﳊكوﻣﺔ‪ ،‬وﻳكون الﻨشﺮ ﰱ اﳊالتﲔ بﻨاء ﻋلﻰ طلب الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ أو اﳌتﻬم أو أحد ورثته وﲟواﻓقﺔ الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ ﰱ حالﺔ ﺻدور أﻣﺮ ن ﻻوﺟه ﻹﻗاﻣﺔ الدﻋوى‪.‬‬
‫وﺗﻌﻤل الدولﺔ ﻋلﻰ أن ﺗكﻔل اﳊﻖ ﰱ ﻣبدأ التﻌوﻳض اﳌادى ﻋﻦ اﳊبس اﻹحتياطﻰ ﰱ اﳊالتﲔ اﳌشار إليﻬﻤا ﰱ الﻔقﺮة الﺴابقﺔ وﻓقا للقواﻋد واﻹﺟﺮاءات الﱴ ﻳﺼدر ا ﻗاﻧون ﺧاص"‪.‬‬
‫‪ 41‬ﺳلطات الﻨيابﺔ الﻌاﻣﺔ وﻣأﻣوري الضبﻂ القضاﺋﻲ ﰲ ﻗاﻧون اﻹﺟﺮاءات اﳉﻨاﺋيﺔ‪ ،‬د‪.‬ﻋﻼء زكﻲ ﻣﺮﺳﻲ‪ ،‬ص ‪503‬‬

‫‪24‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫‪ .3‬تفعيل الية التعويض‬

‫من خﻼل هذا النص يتضح أن المشرع حدد التعويض اﻷدبي عن الحبس اﻻحتياطي ونص علي أهمية التعويض المادي من‬
‫خﻼل إصدار قانون خاص وحتي هذه اللحظة وﻷكثر من ‪ 12‬عامًا لم يصدر قانون ينظم كيفية وآلية التعوبض المادي عن الحبس‬
‫اﻻحتياطي‪ ،‬بالرغم أن نص قانون اﻻجراءات الجنائية صريح وأن المادة ‪ 54‬من الدستور تنص أيضًا في أحد فقراتها علي أنه "ينظم‬
‫القانون أحكام الحبس اﻻحتياطى‪ ،‬ومدته‪ ،‬وأسبابه‪ ،‬وحاﻻت إستحقاق التعويض الذي تلتزم الدولة بأدائه عن الحبس اﻻحتياطي‪ ،‬أو‬
‫‪42‬‬
‫عن تنفيذ عقوبة صدر حكم بات بإلغاء الحكم المنفذة بموجبه‪.‬‬

‫‪ 42‬ﺻوت اﻷﻣه‪ ،‬ﺧﱪاء ﻗاﻧون‪ :‬ﻻ ﻳوﺟد ﺗﻨﻈيم لتﻌوﻳضات اﳊبس اﻻحتياطﻰ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬أبﺮﻳل ‪https://goo.gl/7vzA12 ،2017‬‬

‫‪25‬‬
‫يونيه ‪2018‬‬

‫التوصيات‬ ‫‪.V‬‬

‫‪ .1‬من المهم التاكيد على المبدأ الدستوري الذي ينص على أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته‪.‬‬

‫‪ .2‬يوصى كذلك بأستخدام بدائل الحبس اﻻحتياطي في أبكر مراحل التحقيق المادة ‪ 201‬من قانون اﻻجراءت الجنائية‪:‬‬

‫منع المتهم من مزاولة أنشطة معينة‪.‬‬ ‫▪‬

‫إلزام المتهم بعدم مغادرة مسكنه أو موطنه‪.‬‬ ‫▪‬

‫إلزام المتهم بأن يقدم نفسه لمقر الشرطة في أوقات محددة‪.‬‬ ‫▪‬

‫حظر إرتياد المتهم أماكن محدد‪.‬‬ ‫▪‬

‫نظرًا ﻷن هذه البدائل تقوم بنفس الدور المنتظر من الحبس اﻻحتياطي وتؤكد في ذات الوقت على المبدأ الدستوري قرينة‬
‫البراءة‪.‬‬

‫‪ .3‬مما ﻻ شك فيه أن من اهم اﻷضرار الواقعة على المحبوس احتياطيًا هو الضرر المادي الناتج عن حبس المتهم إحتياطيًا‪،‬‬
‫مما يحتم على المشرع إقرار تعويض مادي عادل يتناسب مع الضرر المادي الذي يقع على المحبوس إحتياطيًا لتخفيف أثر‬
‫الضرر المادي الواقع عليه‪ .‬لذلك من الضروري ان يصدر المشرع تشريعًا خاصًا ينظم عملية التعويض ومستحقيه خاصة‬
‫وأنه ﻻ يوجد أي مبرر لعدم إصداره حتي هذه اللحظة‪.‬‬

‫‪ .4‬من المهم ايضًا التفكير في استحداث بدائل جديدة للحبس اﻻحتياطي كالسوار اﻻلكتروني‪ ،‬وهو ما يؤكد على مبدأ‬
‫قرينة البراءة الذي نص عليه الدستور المصري‪ ،‬وهو نظام تم استخدامه في عده بلدان وتم إقراره في الجزائر قبل‬
‫سنتين‪.‬‬

‫‪ .5‬من الضروري الحد من توسع النيابة العامة في استخدام الحبس اﻻحتياطي واﻻلتزام بشروطه وصوره المنصوص عليها‬
‫في القانون‪.‬‬

‫‪ .6‬من المهم أيضًا عدم اﻻعتماد على تحريات اﻷمن الوطني وتحريات المباحث كدليل في إصدار أمر بالحبس اﻻحتياطي‬
‫حيث أن محكمة النقض أقرت أن تحريات اﻷمن الوطني ﻻ تعد دليلًا كافيًا وفي أحد احكامها ذهبت المحكمة الى أن‬
‫"التحريات ﻻ تصلح وحدها ﻷن تكون دليﻼً بذاتها أو قرينة بعينها على الواقعة المراد إثباتها" وأشارت إلى أنه "يمكن‬
‫للمحاكم أن تعول في تكوين عقيدتها على التحريات بإعتبارها معززة لما ساقته من أدلة‪ ،‬وليس كدليل وحيد"‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like