Professional Documents
Culture Documents
أنواع الحرف في بالد المغرب من خالل كتاب المعيار المعرب للونشريسي المتوفي عام 941هـ
م.م .حارث علي عبـد اهلل أ.د .كريم عاتي لعيبي الخزاعي
Types of Crafts in Morocco Mentioned in Al-Mua'arab Al-lunsherici's the
Scale
Prof. Dr. Kareem Ati Lea'abi Al-Kuzayi Asst. Lect. Harith Ali Abdullah
Abstract
Crafts reflect the development of the society. Accordingly, this research studies the
crafts in Morocco and how these crafts were founded and developed. These crafts were set up
in a small shop ran by a single craftsman or a family or number business associates or these
crafts are established at homes. But some crafts needed to be established in special places
outside the cities for they produced bad smells like tanning.
المقدمة:
تعكس الحرف في أي مجتمع درجة تطوره ونموه ،وعلى هذا األساس قمنا في تناول موضوع بحثنا هذا المتمثل
بأهم الحرف التي انتشرت في المغرب من خالل كتاب المعيار المعرب للونشريسي.
فضالً عن ذلك تطرق البحث إلى األسس التي كان يعتمد عليها في إقامة هذه الحرف ،حيث كان المعتاد فيها هو
حانوت يديره صانع واحد أو عائلة أو عدد من الشركاء ،وقد تقام هذه في البيوت أو في األزقة أو تخصص لها أماكن
خاصة سواء في داخل المدن أو خارجها ،والسيما الحرف الني ينتج منها روائح كريهة كالدباغة.
وقد وضع الونشريسي شروط وضوابط على اصحاب الحرف عند إنشاء هذه الحوانيت بحيث ال تضر الساكنين
بجوارها ،ألن مضرتها كبيرة والسيما لمن يجاورها لكثرة الجالسين فيها وانكشافهم على أهل الدار المقابلة لهم.
وتطرقنا في هذا البحث إلى اصناف الصناع وما أشار له الونشريسي إلى أنواع عدة من الحرف المختلفة من
خالل كتابه المعيار المعرب مثل الفرانون والبزازون والخياطون والبناءون والعطارون والجزارون والدباغون والخرازون
واإلسكافية والحطابون واألطباء.
وجرت العادة في بالد المغرب على أن يعين القاضي أو المحتسب أمين للحرفة الذي يدعى بـ (الرئيس) أو
(العريف) أو (المقدم) أو (األمين) لحل مشاكلهم والخالفات التي تقع بينهم.
أولا -الحـرف:
تعكس الصناعات والحرف في أي مجتمع درجة تطوره ونموه ،وعلى هذا األساس قد صنف الصنائع حسب
فائدتها بالشكل اآلتي-:
أ -الصنائع الضرورية للمجتمع -:كالفالحة والبناء والخياطة والتجارة والحياكة(.)1
()2
ب -صنائع للجمال والزينة(الكمالية) -:كصناعة الحرير والوشي ،وصناعة العطر وغيرها.
()3
وهم الذين يعملون بأبدانهم وأدواتهم في وكان أهل المغرب يطلقون على من يعمل في الصناعات لفظ(الصناع)
إنتاج مصنوعاتهم المختلفة ،ويعيشون من بيع ما ينتجون()1والشيء المعتاد في الصناعة هو حانوت يديره صانع واحد أو
عائلة أو عدد من الشكاء ،وقد يعمل الصانع في بيته(.)2
()1
ابن لدنن ،عب ان ،انننن م بن وامن،ب بتن اع انمافن،ت ان اننن ننل رنر تم انننننه انانبنن ون كررنننحق ون ب ع ان ن ع ا اننب را ن لد ن
شاربةب سه ز ر ب با انفكنب(ب ن ت2001-م)ب ج1ب ص508ب إل اع انصفرب سرئ إل اع انصنفر لن ع ان نرمب وةاننب انب ا لانر ب
(انهك1887-،م)ب ج1ب ص30؛ ان رحنيب ا ضرع االقفصربتبب ص.95
()2
إل اع انصفرب سرئ إل اع انصفرب ج1ب ص.30
()3
انسن ةلب تبن ان ،ام وامنن ،بن تبنل وامنن،ب نل باه اناسننابب را ن ب ج.بنيب ن فننل بن كسنر ب(بر تي1931-م)ب ص62؛ان نتسننلب تبن
فر ى تح ت نت ر ا ،ني انمغننهب زا ة ا قنر اننارس ت م ،ب تا ىب ( ت914حـ1508/م )ب انمن ر انمننه انجروع انمغنه
ان ننن ع ان،تك ننبب ( انمغنننه 1981 -م )بج8ب ص221ب 323ب 328؛ ننا اننن،ت و سننىب انك ننرا االقفصننربي ننل انمغنننه السن ول لن
ان نع انسربس انهجنيبا1ب (با ان ن ق 1983 -م )ب ص.215
412
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
وكانت تتركز جميع الصنائع والحرف باستثناء المهن التي تتطلب مواقع خاصة في حوانيت حول السوق المركزي
()3
ولكل صناعة من هذه الصناعات أحياء خاصة بها ،تتخذ عادة اسم أو على طول الشوارع الرئيسية التي تؤدي إليه
الحرفة التي توجد فيها ،كما تؤدي إليها أبواب خاصة ،تعرف غالباً باسم الحرفة القريبة منها ،فكان هناك في المدن المغربية
باب الدباغين ويوجد بين مراكش وتونس ،ويؤدي إلى الحارة التي يشتغل فيها الناس بالدباغة(.)4
وأحياناً كانت تقام هذه الحوانيت في األزقة()5أو تغلق من حياطين المساجد وتكون هذه الحوانيت محسبة لهذه
المساجد يتم إيجارها من المسؤول عن الحبس( ،)6حيث نالحظ إن أغلب أصحاب الحرف في مدينة مراكش كانت حوانيتهم
محاطة بمسجد أبي يوسف ،ألنه كان من العادة أن تكون األسواق للمسجد الجامع ،الرتباطها به وظيفياً من جهة ،وألن
المسجد الجامع غالباً ما يكون في المركز الرئيسي للمدينة ،فمن الطبيعي أن تكون األسواق قريبة منه لشدة ازدحام الناس
في مثل هذه األماكن( ، )7وحتى النساء الالتي يعملنه في مجال الصناعة كان لهن حوانيت خاصة بهن ،يعملنه بها ،حيث
لم تكن الصناعة مقت صرة على الرجال فقط ،بل كان بينهم عدد كبير من النساء يعملنه في مختلف الصناعات وخاصة
صناعة الغزل والنسيج(.)8
وقد وضع الونشريسي شروطاً وضوابط على أصحاب الحرف ،عند إنشاء هذه الحوانيت ،بحيث ال تضر
بالساكنين بجوارها ،ألن مضرتها كبيرة وخاصة لمن يجاورها لكثرة الجالسين فيها ،وانكشافهم على أهل الدار المقابل لهم(.)9
وقد أشار الونشريسي ،إلى انتشار عادة كراء الحوانيت للممارسة الصناعة فيها ،حيث سئل ابن لبابه (ت314هـ-
927م)عن الرجلين يتكاريان (يؤجران) حانوتاً على أن الكراء بينهما مناصفة ،فأراد أحدهما أن يدخل فيها المتاع أكثر من
صاحبه ،ولعل أحدهما إسكافي واآلخر حجام ،فيكون اإلسكافي كثير المتاع ،فأجاب ال يجوز ذلك إال يرضى صاحبه ،فإن
لم يرض حجزوه بنصفين أو على حصة كراء كل واحد منهما(.)10
وهنا ثالثة أصناف من الصناع في بالد المغرب ،األول الصانع الخاص ،وهو الذي يقوم مالك العمل باستئجار
عمال يشتغلون تحت إشرافه ،والثاني الصانع المشترك ،وهو ليس بأجير عند رب العمل وانما يجلس للعمل ويخدم كل من
()11
والثالث الصانع المتجول مثل صانع األواني الحديدية أو الخشبية المخروطة ،وينتقل من بلد إلى آخر يقوم إليه حاجته
()12
. حسب العرض والطلب
وجرت الع ادة عند أهل المغرب أن يعين القاضي أو المحتسب أمين الحرفة الذي يدعى بالرئيس أو العريف أو
المقدم أو األمين ،وواجبه حل المشكالت بين أهل صنعته ومساعدة الدولة في كشف أساليب مكرهم وغشهم ومراقبة اإلنتاج
()1
إل اع انصفرب سرئ إل اع انصفرب ج1ب ص 31ب ان ،يب ا ،انناتاب رر تم اننناق االقفصنربي نل ان ننع اننابنع انهجننيب ون نا ب اسنرت
ان ،ة انننب بب (ب ن ت-ب.ت)ب ص.100
()2
ان نتسننننلب انمن ننننر انمننننننهب ج8ب ص326ب 92ب 453ب 457ب ج6ب ص257 -256ب ج10ب ص125؛ ج9ب ص19ب 12ب 13ب 21ب
56ب ان ،يب رر تم اننناق االقفصربيب ص.115
()3
ان اا ننلب نننتق ننررلب تسن اق بن ب انمغنننه ون ان نننع انسننربس فننى هرتننب ان نننع انفرسننع انهجنننيب (بغنن،اب2008 -م)ب ص69-68؛ سن زي
تبرظبب انا رة االقفصنربتب االتفمر نب نل انمغننه ا قصنى ون رمنرم انفنفا فنى ق نرم ان ،ننب انفر م نب( 296-92حنـ909-711/م)ب ت ن نب
ب ف اه (غ ن وك ة)ب ترونب ان رحنة-ونه ،اناا ث ان ،اسرت ا نت بب 1996مب ص.146
()4
و سى ن ار ب اناساب انمذحا ب ل انمغنه الس ول ره رة حرب ان ن ب ان ك ب ندةار ب انك نب (انجاائن 1971-م)ب ص.82-81
()5
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.55
()6
انمص ،فسهب ج7ب ص472-481؛ ج9ب ص.31-30
()7
نتق ررل نن ال ان اا لب انك را االقفصربي ل انمغنه ل ان نع انثرنث اننابع ندهجنةب سرنب ورتسف ن (غ ن وك ن ة)ب تروننب بغن،ابب
د ب اآلباهب ص.73
()8
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص457ب ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب ص.251
()9
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.454-453
()10
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.235
()11
وام ،تب االتفرعب ان،ا انف س ب ندك ننب (رن ي1986 -م)ب رضم انصكرعب را ر ب ف ان كرع انمن،ا لبب تبل دل اناس ب
ص.75
()12
ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب ص 75ب ان اا نلب ننتق نررل ننانلب انك نرا االقفصنربي نل انمغننه لن ان ننع انثرننث
اننابع ندهجنةب ص.164
413
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
()1
وهذا ما أشار إليه الونشريسي في إحدى النوازل التي وجودته ،ولهذا يتعين أن يكون من أهل العلم والحذق في مهنته
()2
عرضت على الفقيه عيسى بن عالل (823هـ1420-م) عن رجل كان أميناً لحرفة الخ ارزين.
خرج عنهم ولم يعد أميناً على أهل حرفته ،بسبب خالف وقع بينهم ،فحلف أال يرجع عليهم أميناً إال إذا رضيته
جماعته ووافقت عليه ،ورجع بعد أن وافق على رجوع ناس من الجماعة المذكورة ،وبقى آخرون رافضين رجوعه ،الذين
وافقوا على رجوعه هم وجوه الجماعة وأهل الحل والعقد ،وسئل الفقيه هل يبرر ذلك األمين في يمينه بموافقة هؤالء على
رجوعه ،ويحمل مراده بالجماعة على من يعتبر من وجوههم ،أيلزمه الحنث في اليمين ،ألن لفظ الجماعة يشمل الجميع،
والحنث يقع بأقل األشياء ،والسيما وأكثر أحكام األمين تكون على المستضعفين من الجماعة ،لذلك فرضاهم به وموافقتهم
عليه أمر الزم ،فأجاب :بأن الحنث الزم لذلك األمين ألن الجماعة كلها لم توافق عليه()3ويتضح لنا من خالل هذه النازلة
أن لكل طائفة من الصناع أميناً يتم اختياره من قبل أهل حرفته وموافقتهم عليه.
()4
األجراء ويحافظ على وكان األمين يشرف على إنتاج الصناع ،كما كان حريصاً على أن يعطي األجير أجرته
()5
العالقات بينهم ويمنع الغش في الصنعة واالستبداد بالعمال الحرفين.
وكان جميع الصناع في بالد المغرب منتظمين في طوائف حرفية ،باستثناء النساء اللواتي كن يعملن في البيوت،
()6
ألنه ليس باإلمكان معرفة وتحديد متى بدأ نظام طوائف الحرف.
وقد أشار الونشريسي إلى ملكيات أصحاب الصناعات والحرف من المعادن(المناجم) ،ومن األرحاء والمطاحن
واألفران ومعاصر ومناسج واآلالت الالزمة للصناعة.
فأورده في إحدى النوازل إلى شركاء في أحد المعادن (المناجم) كانوا يستعينون في استغالل ذلك المنجم بعدد
()8 ()7
الذي كان يستخرج من ومن المعادن المهمة أشار إليها الونشريسي هو الملح كبير من العمال مقابل أجر معين
صحراء المغرب ،حيث كان لقوم بصحراء المغرب معدن(منجم)ملح يستخرجونها من تحت األرض ويقطعونها ألوحاً كألواح
الرخام ،وكانوا يتاجرون ،بألواح الملح ،ويختلف ثمنه باختالف أنواعه من حيث الكبر والصخر ،حين كانوا يحملونه من بلد
إلى آخر ،وال غنى لجميع بالد المغرب عنها( )9وبعض المناجم كانت ملكيتها فردية(.)10
()11
أو تكون بعض أما الرحي فكان يشترك أكثر من واحد في ملكية هذه الرحي ويقتسمون ريعها مناصفتاً
المطاحن والرحي ومعاصر الزيتون ملكيتها لشخص واحد(.)1
()1
ن فل بن كسنر ب وك ن ضنم ن ث سنرئ ت ،نسن ب نل اناسن ب انمافسن ب ا ب ا ،عب وام ،ب ت م،ب سرنب ل ان ضرم اناسابب را
وةانب انمنه ،انندمل انفن سل نآل ر ان نق بب(ان رحنة1955-م)ب ص24؛ انس ةلب تب ا،ام وام ،ب تبل وام،ب ل باه اناسنابب را ن
ج .بيب ن فل بن كسر ب ( بر تي1931-م)ب ص 9؛ ب ر شب إبناح ق ان رب يب إسنهرورت نل انفنر تم االقفصنربيب وك ن ات منربة تروننب
ب ت بب نرسب نل صنن بكنل وننت ب رنتمنب ن ال زتنربةب نن برالشنفنا ونع ونسسنب و الي إسمر ب (ب 1997 -م)ب ص 58؛ ن ر
1967 -م)ب ص144-124؛ نا انن،ت و سنىب انك نرا االقفصنربي بنرنمغنهب ص216؛ و سنى ن كد ندةار ب انك نب( ب نن ت -تن
ن ار ب اناساب انمذحا ب ل ب ب انمغنهب ص.82
()2
ان ننازت حن وافننن نل ن ننب لننز انجدن ب بنرنم ناز ل ر فهننر -غننا و فدفنب -ب ن ا ون انجدنن ،ت انكفنرع .مننر هب وامن،ب قننرو س
انمصةدارت االقفصربتب ل اناضر ة الس و بب ا1ببا ان ن قب( ب ن ت 1993 -م )ب ص.189
()3
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج4ب ص.94-93
()4
سننكل انن ،ان حننرهب قننرت ن اناضننر ة انننب ننب ب نت ننبب وكفاننب انمكننر ب (ر ن ي1965-م)ب ج1ب ص58؛ و سننى ن اننر ب اناسنناب سن
انمذحا ب ل ب ب انمغنه انننبلب ا1ب ان ن ب ان ك ب ندك ن انف زتعب (انجاائن)1971-ب ص.39
()5
و سى ن ار ب اناساب انمذحا ب ل ب ب انمغنهب ص.39
()6
- ب ت بب رس ل صنن بكنل وننت ب رنتمنب ن ال زتنربةب نن برالشنفنا ونع ونسسنب نن كد ندةار نب انك ننب( ب نن ت -تن ن ر
1967م)ب ص.139
()7
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص8ب .818
()8
رع سكرع انمغنه ت و ع برسف ناج انمدا و وكرتق ون كب ذنك بافن ت فرق ند ر إن ه ق تسف نج ت ةع مر ر ةع اناجنر ةب قن ،رنن،بت
ت ا ه مكنه انمدنا اننونربي انمدنا ا بن ح ا منن تفن ا ن بكم نرت ا ننة نل بن ب انانبننب نرع انمدنا تفادن تتضنري نل بننح اناا ننات
سنن ،زغدن انمسفك نرت ل ب ب انانبن ت كرم انص ف ب ك ا ب ب ضرم وكفظمب .وجه ب مؤلف االسفاصر ل جرئ ا وصر ب را
انن ،انام نن،ببا ان ننن ع انث ر ننب اننروننبب ( بغنن،اب1986 -م )ب ص214؛ ان ن زاعب الحسننب بننب مح نند رننف ت نت ننرب رنتمننب وامنن ،جننل
وام ،ا لضنب ا2ب انمغنه الس ولب ( ب ن ت1983-م)ب ج2ب ص.280
()9
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب .137-136
()10
انمص ،فسهب ج5ب ص.139
()11
انمص ،فسهب ج8ب 92ب 172ب 294ب ج5ب ص.236
414
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
وكان أصحاب هذه الملكيات يلجأون في بعض األحيان إلى تأجير آالتهم الصناعية إلى صناع آخرين ،وكان
هناك ثالث أنواع من الكراء (إيجار) األول أن يكون األمر معلوماً واألجل معلوماً ،وهذا ما أشار إليه الونشريسي عندما
سئل القاضي أبو عبد اهلل بن سراج (848هـ1444/م) عن أهل صنعة الحياكة وذلك أنهم كانوا يكثرون المناسج ومن
النيادين على عمل معلوم وأجرة معلومة من غير أجل ،فمنعوا من ذلك وقالوا ال يجوز الكراء إال ألجل معلوم وأجرة
()4 ()3 ()2
أو كمية تعصر أو تطحن والثاني أن بفرض رب اآللة على الصانع مبلغاً من المال على كل قطعة نسيج معلومة
()5
وقسم من أصحاب هذه الملكيات كانوا يقومون في تسليم والثالث أن تكون أجرة الكراء نصف الدخل أو ثلثه أو ربعه
آالتهم الصناعية لمن يجلس فيها بخمس ما يكسب منها ،حيث ذكر الونشريسي بأنهم كانوا يسلمون الرحي من يجلى فيها
بخمس ما يكسب( ،)6وكانت المهن وراثية عن اآلباء واألجداد لألبناء ،فغلبت الوراثة في الصنائع وكل صانع يفضل حرفته
()7
حتى إن االشتغال بها يبدأ من من ُذ الصغر حيث أُنتسب الكثير من سكان المغرب إلى الحرفة التي على جميع الحرف
()11 ()10 ()9
وغيرها. والجزار والحصري يمارسونها فنجد لقب الوراق( )8والدباغ والخياط
()12
وكان أكثر الصناع والحرفيين ينتجون السلع الالزمة لالستهالك المحلي ،ومن أجل سد حاجات مواطنيهم.
وقد أشار الونشريسي إلى العديد من أنواع الحرف المختلفة منها-:
-1الفرانون:
غذاء أساسياً ،وكان عمل األفران في بالد المغرب يقتصر
ً ولهذه الحرفة أهميتها في حياة المجتمع إذ يعد الخبز
على خبز ما تعمله األسر من عجين جاهز ،ويظهر إن الناس كانوا يعجنون الدقيق في منازلهم ،حيث تقوم النسوة في
تحضير العجين ثم يحملونه بعد ذلك إلى الفران ليخبزه لهم ،بعد أن تكون كل أسرة قد ختمت األرغفة بطابع خاص يحول
دون اختالط مع خبز اآلخرين ،بعد ان يتسلمها الفران يجعل بين يديه سالالً يضع فيها أطباق العجين ويميزها لكي ال
يختلط عليه أطبا ق عجين الناس فيعطي العجين إلى غير صاحبه ،فإذا حان وقت تسليم الخبز ازدحم الفرن باألوالد والخدم
والنساء للحصول على أرغفة الخبز وحملها إلى بيوتهم( ،)13وكان يعمل الخبز أيضاً في المنازل ،حيث كان أكثر الناس
يميلون إلى عمل الخبز في بيوتهم ،حيث ال يرغب بعضهم إلى أكل الخبز المصنوع في السوق(.)14
()15
وكان أصحاب األفران يلجؤون وقد ذكر الونشريسي بأنه كان يمنع النصارى من عمل الخبز وبيعه في األسواق
إلى الغش والتدليس في صناعتهم ،كلجوء صاحب الفرن إلى نقص وزن الخبز ،أو يقوم صاحب الفرن بخلط القمح الجيد مع
()1
انمص ،فسهب ج5ب ص256ب ج9ب ص.59
()2
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص223؛ ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب ص.214
()3
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.295
()4
انمص ،فسهب ج8ب ص.294-293
()5
ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب .214
()6
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص.461
()7
انصندبب را ن إ سنرع إل اع انصفرب سرئ إل اع انصفرب ص 35ب انمنا لب اب ا ،انمدنك ا صنر يب اننذت انفكمدنب نكفنربل انم رن
ص 198؛ ابن سنن ،انمغنبنلب انمغننه نل دنى انمغننهب ا4ب را ن بنـ شن قل ضن فب با ارسب با انث ر بب(ب ن ت-ب.ت)ب ان سق ا
انمنر ب (ان رحنة-ب.ت)ب ج2ب ص321؛ ا ان،ت و سىب انك نرا االقفصنربيب ص216؛ انن ،يب ان ،انناتناب رنر تم انننناق االقفصنربي
ل ان نع اننابع انهجنيبون ا ب اسرت ان ،ة انننب بب ( ب ن ت – ب .ت )ب ص.116
()8
اب ا بر ب تب ا ،ام وام ،ب تبل بكنن ان ضنر لب انفكمدنب نكفنره انصندبب را ن إبنناح ق الب نر يب با انكفنره انننبلب(ب نن ت1989-م)ب
225؛ وجه ب االسفاصر ب ص188؛ ب ر شب إسهرورت ل انفر تم االقفصربيب ص58؛ ان اا لب انك را االقفصربيب ص.164
()9
ش قل ض فب با انمنر ب (ان رحنة -ب.ت)ب ج2ب ص440ب .21 اب سن ،ب تبل اناس دل ب و سىب انمغنه ل دى انمغنهب ا4ب را
()10
انجنذ ي تبل دل وكص انناتاي س نة ا سفرذ ت ذ بب به ر ق ننرت ا ئمنب انفنر م ب را ن وامن ،رون سن ب وامن ،ان ،انهنربي
شن نةب وةانب اال فمربب ( ان رحنة 1954 -م )ب ص.88
()11
اب سن ،ب انمغنه ل دى انمغنهب ص.355
()12
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.127 ن ر
()13
كن ع( ل انفننناث االقفصننربي ابن اللن ةب وامنن ،بن ت منن،ب ونننرنق ان نابننب ننل ت كننرم اناسننابب وك ن ة ضننم ن ث فن ننل اناسننابب ران
الس ول)ب با انا،ا نبب( ب نن ت)1986-ب ص131؛ ان نتسنلب انمن نر انمنننهب ج8ب ص 322؛ ن رن ن ب نرس نل هن ،بكنل وننت ب
ص128؛ اناكنب لرن ،ب ا ،انكنتق ب وام ب انك را االقفصربي ل ا ،ني ل ه ،الور ةب ا1ب وكفاب انمدك ا ،انناتناب ( اننتنر –
1993م)ب ص.215
()14
اب الل ةب ونرنق ان نابب ل ت كرم اناسابب ص128؛ انس ةلب باه اناسابب ص 26ور بن،حر.
()15
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص.69-68
415
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
الرديء ،واذا وجد المحتسب غشاً عند أهل األفران والحوانيت يخرجهم من السوق ،وان تكرر هذا الفعل من الخباز يطرد من
السوق ،وال يترك في األسواق من تكررت الخيانة منه والسرقة(.)1
وقد أفتى الفقهاء في الخبز المغشوش أو الناقص أن يكسر ويتصدق به(.)2
وأحياناً تنشأ خالفات بين الفران وأصحاب الخبز ،حيث يحترق الخبز في الفرن فيدعي الفران أن هذا الخبز لفالن
()4 ()3
وفي بعض األوقات يرسل الناس العجين إلى فإذا تلف الخبز عند الفران ضمنه (أي يخسره) وقال صاحبه ليس خبزي
الفران عن طريق الحمالين فينشأ الخالف بين أصحاب هذا العجين والفران ،حيث يدعي الفران بعدم وصول العجين له،
()5
وفي بعض األحيان يضيع الفران خبز شخص وكان إذا فقد عند من قام في توصيله إلى الفرن فهو ليس بضامن له
ويعوض له بخبز غيره وهذا غير جائز(.)6
واعتاد بعض أصحاب األفران أن ال يتركوا الخبز حتى ينضج ،ثم يطرحوه في األسواق وفي هذه الحالة يجب
على صاحب السوق أن يمنع بيعه في األسواق ،ويؤدب الفران وصاحب الحانوت(.)7
وكان المحتسب في تونس ومدينة تلمسان يتغاضى عن أصحاب األفران ألنهم يؤدون له الرشاوى ،ومن ثم ال
()8
يستطيع تأديبهم حفظاً لمصالحه الخاصة.
وقد أشاره الونشريسي في إحدى النوازل إلى المعاملة في األفران على األيام ،كفرن يكون محبساً على المسجد
فيتفق إمامه والفران على حظ معلوم منه باأليام(.)9
ووجدت صناعة الخبز في مدن المغرب وكان على أنواع حسب صنف الحبوب المستخدمة في صناعته مثل خبز
القمح والشعير وخبز البلوط وخبز حسب األس(.)10
وكان أصحاب الدور المجاورة لهذه األفران ،منزعجون من وجود األفران المجاورة لهم ،ألنهم كانوا يتأذون من
الدخان الخارج منها ،وغالباً ما كان أصحاب هذه الدور يشتكون عند الفقهاء من أضرار الدخان الناتج عن هذا األفران،
فأمروهم بأن يعمل صاحب الفرن أنبوباً في أعلى الفرن ،ليخرج الدخان من أعاله فال يضر بذلك بمن يجاوره ،واال منع من
()11
بناء فرن داخل األحياء السكنية.
-2البزازون:
()12
وقد اشتهرت أسواق بالد هو تاجر الثياب وعموم المنسوجات ،وبائع البز يسمى(البزاز) ،وحرفته تسمى (الب اززة)
المغرب بالتخصص بهذه المهنة ،ومما يدل على ذلك ،ما أشاره إليه الونشريسي في إحدى نوازله بوجود سوق خاص بهم،
حيث سئل أبو العباس الغبريني(ت 714هـ1314/م) عمن له حانوت بمدينة يكريه (يؤجره) منذ واحد وعشرين عاماً لشخص
يبيع البز ،وهذا الحانوت المذكور يقع مقابل سوق الب اززين بمسافة أربعة أذرع ،ولم يغير عليه في المدة حال المذكورة مغير،
()1
ن ث سنرئ ضنم انمص ،فسهب ج6ب 411-410ب 416ب 488؛ اب ا ،اننؤ ب ت م ،ب ا ،امب ل باه اناساب انمافس ب وك ن
ت ،نس ب ل باه اناساب انمافس ب انمنه ،انندمل نآل ر ان نق بب (ان رحنة)1955-ب ص.90
()2
ان نتسنننلب انمن نننر انمنننننهب ج6ب ص488؛ اند منننلب فنننر ى ان ن ن م اند منننلب ص89؛ ابن ن اننن ،انننننؤ ب نننل باه اناسنننابب ص90ب
انجنس فلب من ب ثمرع ب اننارسب سرنب ل اناسابب وك ن ضنم ن ث سنرئ نل باه اناسناب انمافسن ب انمنهن ،انندمنل انفن سنل
نآل ر ان نق بب (ان رحنة)1955-ب ص.115
()3
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب .320
()4
انمن،ا لب ف ان كرع ك ،رضم انصكرعب ص.82
()5
ان نتسلب انمن ر انمننب ج8ب ص.322
()6
انمص ،فسهب ج6ب ص.291
()7
و سى ن ار ب اناساب انمذحا ب ل ب ب انمغنهب ص.55
()8
انمص ،فسهب ص.55
()9
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.235
()10
انمص ،فسهب ج8ب ص411؛ اب انن امب فره انف بب ص259ب 251؛ اب الل ةب ونرنق ان نابب ل ت كرم اناسنابب ص128؛ ابن بسنرمب
كن اع( ل انفنناث االقفصننربي السن ول)ب با وامن ،بن ت من،ب هرتننب اننرانب ننل دن اناسننابب وك ن ضننك ن ث فن نل اناسنناب ران
انا،ا بب( ب ن ت)1988-ب ص.329
()11
رعب انم فاي ون تبكنرم تحن إبناح ق ا ب ر يب با انكفره انمصنيب (ان رحنة1989-م)ب ص166؛ اب ان كلب قضرة قن ابب ا2ب را
وام ب دل وكلب (ان رحنة)1994-ب ص.190 ا ،نيب را
()12
مر هب قرو س انمصةدارت االقفصربتبب ص.90-89
416
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
ث م قام عليه أحد الب اززين من أهل السوق ومنع صاحب الحانوت من كرائه ( وقد اشتهرت أسواق بالد المغرب بالتخصص
بهذه المهنة ،ومما يدل على ذلك ،ما أشاره إليه الونشريسي في إحدى نوازله بوجود سوق خاص بهم ،حيث سئل أبو العباس
الغبريني(ت 714هـ1314/م)عمن له حانوت بمدينة يكريه (يؤجره) منذ واحد وعشرين عاماً لشخص يبيع البز ،وهذا
الحانوت المذكور يقع مقابل سوق الب اززين بمسافة أربعة أذرع ،ولم يغير عليه في المدة حال المذكورة مغير ،ثم قام عليه
أحد الب اززين من أهل السوق ومنع صاحب الحانوت من كرائه(إيجاره) ،حيث زعم إن شاغل الحانوت يلتقي بالذين يجلبون
البضائع إلى للسوق البز قبل وصولهم إليه ويمنع من يأتي للشراء من هؤالء الجالبين من أهل السوق ،وهذا ما يسبب ألهل
السوق الضرر ،فهل يمنع من بيع البز في هذا الحانوت أو ال يمنع لقربه من السوق المذكور وجرى عادته في هذه المدة.
فأجاب الغبريني :له أن يعمر الحانوت المذكور وال يحل له أن يلتقي الجالبين للسوق المذكور حتى يصلوا إلى
السوق يبيعونه ،يمنع من ذلك أشد المنع ،وأما كونه يبيع ممن يأتي للشراء من أهل السوق المذكور قبلهم فال حجة في ذلك
()1
وال يمنع منه.
-3الخياطون:
هو المترف لحرفة قص وتفصيل وخياطة المالبس على مختلف أشكالها ،ويستعمل في حرفته اإلبرة والمقص،
()2
ولها أهمية كبيرة في حياة المجتمع ،وكان للخياطين رئيس وهي من الحرف القديمة التي كانت منتشرة في بالد المغرب
()3
وقد أشار الونشريسي إلى وجود هذه المهنة ،حيث منع الخياطين من أـخذ بقايا منهم يرعى مصالحهم إلى ويقوم بأمرهم
القماش عند قيامهم في تفصيل المالبس عندهم ،وكذلك الخرقات التي تقع من البراويالت والتقصيص من الثياب ،فتكون
()4
وكانوا يعتمدون في خياطتهم على القماش المصنوع محلياً ،وان هذه هي لصاحب الثياب وال يجوز للخياطين من أخذها
األسر الفقيرة تقوم نسائهم في خياطة أقمشتهم في البيت ،أما أصحاب اليسار كانوا يذهبون إلى الخياطين والخياطات
لخياطة مالبسهم(.)5
()6
وكان للخياطين عريف خاص بهم يسمى عريف الخياطين.
-4البناءون:
()7
حرفة البناء هي أول صنائع العمران الحضري وهي ضرورية لهذا العمران .
وقد ازدهرت هذه الحرفة بشكل كبير في المغرب ،حيث شهد توسعاً في البناء والعمران ،فكانوا البناءون يقومون
()9 ()8
وبناء الصوامع وكذلك بناء الدكاكين في األسواق في بناء عدد كبير من المساجد والمدارس القناطر والبيوت الخاصة
لرصد العدو()10وقد نشطت بناء الحصون واألسوار الدفاعية في بالد المغرب أبان العصر المرابطي ،ومن المنشآت
العسكرية التي أنشئت قصر تزركين الذي يقيم فيه والي المرابطين ،وقلعة تاكرارت التي كانت تنزل بها جيوشهم ،كما تعد
إنشاء الحصون ،حتى أن حصناً بنى في ليلة واحدة فسمي ببرج ليلة(.)11
()1
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج9ب ص.73-72
()2
اب انصغ نب تلار ا ئمب اننسنفم ب ص68ب ابن لدن ،عب انناننب ج1ب ص517-516؛ إلن اع انصنفرب سنرئ إلن اع انصنفرب ج1ب ص29ب
مر ةب قرو س انمصةدارت االقفصربتبب ص .205
()3
اناكنب انك را االقفصربيب ص.216
()4
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص.429
()5
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.134 ن ر
()6
اناكنب انك را االقفصربيب ص.221
()7
اب لد ،عب اننانب ج1ب ص.509
()8
انص ن ةب انن ،انمدننك انم ن ان نتسننلب انمن ننر انمننننهب ج1ب ص14ب ج7ب ص103ب ج8ب ص44ب 435ب ج10ب ص251؛ اب ن رننر
ان ،انهنربي انفنرزيب با انغننه السن ولب (ب نن ت1987-م)ب ص86ب برلوروب(رر تم انمغنه ا ،ني نل هن ،انم ن،ت ب ا3ب را ن
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.130 ن ر
()9
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.455
()10
انمص ،فسهب ج7ب ص148ب 149ب 204ب .205
()11
صنن انمننابة ب ب ر شب إبناح ق ان رب ي .و ةن ا ن از ابن انانرج وصن ،ت،تن ،نل رنر تم انمجنر ان نن ي بنرنمغنه ا ن،ني لن
ضم فره اناربتب انمغنب ب ان انفر تمب ا1ب وك ات د ب اآلباه انند م ال سر بب (اننبرا1989 -م)ب ص.55 وك
417
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
وكذلك بناء المدن ،حيث بنيت مدينة فاس الجديدة بكاملها بما في ذلك تحصيناتها ،كان من عمل هؤالء
البناءون(.)1
وقد استخدم أهل المغرب أربع مواد أساسية في البناء وهي(الحجارة ،والطوب ،واللبن ،واألجر)( .)2وكان جماعة
من الصناع تزود السوق بهذه المواد األساسية ،فمن هؤالء صانعو اآلجر ،ومنهم صانعوا الفخار المتعدد األنواع ،الذين
كانوا ينتجون األقنية لجلب المياه وتفريغها ويصنعون القرميد للسطوح ،والزليج لتسليط العرصات والغرف وتزين األجزاء
السفلى من الجدران ،والكالسون الذين كان لديهم أفران على مقربة من المواد الخام الالزمة لصنع الكلس ،والنجارون الذين
كانوا يهيئون الحواجز الكبيرة للسقوف والسطوح عند الحاجة ،من الخشب ،والحدادون الذين كانوا يصنعون شبك النوافذ
()3
واإلقفال وغيرهم.
وكذلك استعمل أهل هذه الحرفة الطين والتبن في البناء حيث كانوا يعملون ما يسمى بـ(الطوب) وكان يعتمد على
صناعة هذه الطوب على األيدي العاملة حيث يقومون في مزج الطين مع التبن ثم يقوم بعد ذلك بعمل هذه الطوب ،ثم
()4
يتركونها تتعرض إلى أشعة الشمس وبعد أن تجف يستعملونها في البناء
وقد أورده الونشريسي العديد من النوازل التي تخص مهنة البناءون ،حيث سئل أحد الفقهاء عمن أستأجر بناء
أثناء النهار فعنعه المطر من استكمال البناء فهل يأخذ هذا البناء أجرته كاملةً عن هذا اليوم أو ال؟ فأجاب بأنه له حساب
ما عمل ،أما باقي اليوم فال ،ثم أورده رأياً آخر يرى أن للبناء أجرة اليوم كاملةً ،ألن بسبب عدم استكماله العمل ليس
()5
منه.
-5العطارون:
()6
وقد عرفت بالد المغرب وهم الذين يعملون في إنتاج المواد العطرية واالتجار بها كالمسك والزعفران ونحوهما
صناعة العطور ،والتخصص بها ،وكان لهم سوق خاص بهم يسمى العطارين( .)7وقد أورده الونشريسي في إحدى نوازله
بخصوص هذه المهنة عندما ما سئل الفقيه ابن زرب (ت381هـ991-م) عن دابة كانت ماشية في سوق العطارين تحت
فارس فطارت صخرة من تحت حافرها فكسرت أنية عطر لها قيمة ،فأجاب ال ضمان على الراكب (أي يخسر اآلنية ويدفع
()8
وتدل هذه النازلة على انتشار هذه المهنة في المغرب ،وكانت العطور لهل قيمة وغالية الثمن .وكان العنبر ثمنها)
()9
يستخدم كمادة أساسية في صناعة بعض العطور ،وذلك لطيب رائحته ،وكذلك خلطه بمواد أخرى.
-6الجزارون:
()10
وقد ذكر الونشريسي أشار إليهم الونشريسي كثي اًر في كتاب المعيار ،ويعرف الجزارون أحياناً باسم (القصابون)
أنه جرى في أسواق بالد المغرب بأن يقتصر ذبح ما يباع في األسواق من األغنام واألبقار وغيرهما من الماشية على
شخص واحد ،وكان على الج ازرين أن يدفعوا له أجرة عن عدد الرؤوس التي يتم ذبحها ،وحتى سلخ األبقار يمنع أصحابها
()1
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.131 ن ر
()2
ب با وكفانب انا نرةب ( ب نن ت 1992 -م )ب ص70ب و كن ب ت ،تنهب تغنا نب قن ب تبنل ان رسنق وامن ،بن دنل انكصن الب رن ة ا اب
الس م انا نتب فى وكفصف ان نع اناربي نب رنتمب إبناح ق ل يب وك ات زا ة انث ر بب (بو 196-م)ب ج4ب ص.538
()3
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.132-131 ن ر
()4
دل ان ربلب ان،ا انف س بب (ر ي1968-م)ب ص.200 تب انننهب ا رت دمرم ت نت ب ر يب را
()5
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.229
()6
اب ا ،اننؤ ب ل باه اناساب انمافس ب ص.87-86
()7
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب .235
()8
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.325
()9
انننبلب ا3ب با اآل نرق انج،تن،ةب ( انمغننه و ان نع انثر ل إنى ان نع ان رويب رنتمب إسمر نمار ببب و تيب الس م ل وج،ه ا
1990-م )ب ص282ب .287
()10
ننبب تب ن بكننن وامنن ،بن منننب رننر تم ا ففننر ا نن،نيب ا2ب را ن إبننناح ق ا ب ننر يب انكرشننن ع با انكفننره انننبننلب با انكفننره ابن ان
انداكنر لب (ان نرحنة-ناكنرع1989 -م) ؛ ابن نذا يب ا من ،بن وامنن ،انمنا نلب انا نرع انمغننه ننل تلانر ا ن،ني انمغننهب ا3ب را ن ج.
سك العب ن فل بن كسر ب با انث ر ب ( ب ن ت 1983 -مب ج2ب ص.142
418
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
()1
وقد أعاب الفقهاء تعين الذباح على الج ازرين، من سلخها ،مع أنهم يحسنون سلخها ،فيقتصر الذبح عليه وال يذبح غيره
واختياره من أهل الدين يدعه مستحسنة ،وعادة مستقبحة ،لكن فيها تشبه باليهود القاصرين الذبح على حزأنهم(.)2
()3
وكان عدد حوانيت وتركزت حوانيت أصحاب هذه الحرف في بالد المغرب في وسط المدن ،وفي األحياء
()4
أما المسالخ التي كانت تقام فيها عملية الذبح ،فتكون على مقربة من األنهار الج ازرين في مدينة فاس نحو األربعين
()5
وكان القريبة من المدن ،والهدف من ذلك هو حاجتهم المستمرة للمياه ،حيث يحتاجونها في غسل اللحوم وتنظيف الذبائح
يمنع الذبح في األسواق إال في القصاري (المـسلخ)(.)6
ويجب أن يكون الجزار من أهل الدين والفضل ،وأن يستعمل سكينة كبيرة وحادة ،ويتوارى عنها إذا قدمها إلى
الذبح( ،)7ويجب أن ال يذبح يهودي لمسلم(.)8
وقد أورده الونشريسي في إحدى نوازله التي تخص الج ازرين ،حيث سئل فقيه ابن القاسم (ت408هـ1017/م) عن
الجزار الذي يكون عنده اللحم السمين واللحم المهزول فيخلطهما جميعاً ويبيعها بوزن واحد مختلطين ،والمشتري يرى فيه من
()9
يسيره نحو الخمسة والستة ونحو ما المهزول والسمين ،غير أنه ال يعرف وزن هذا من هذا ،فقال :أما أن كانت أرطال
يشتري الناس بالدراهم والدرهمين فال يرى بذلك يائساً ،وأما أن كانت األرطال الكثيرة مثل العشرين والثالثين ونحو ذلك ،فال
()10
غير في ذلك ،ألن ذلك من الغرر وأرى أن يمنع الج ازرين من مثل هذا ألنه من الغش ،وال يحل مثل ذلك لهم
وكان من أساليب غش الج ازرين أنهم يقومون بنفخ اللحم ،وكان هذا مكروه عند أهل العلم ،وقد نهوا عنه أشد
()11
وكذلك نهى الجزارون عن خلط لحم النهي ،واذا عاوده الجزار على هذا العمل ،يقومون بطرده واخراجه من السوق
()12
الضأن بلحم المعز وبيعه ،وأمروهم بأن يجعلوا كل واحد على حده ،ويباع بسعر مختلف عن اآلخر.
وفي مدينة تلمسان ،كان الجزار يخلط مع اللحم شيئاً من الكرش أو المصران أو الشحم ،على قدر كثيرة الثمن
وقلته ،وعلى حسب حال المشتري ،فإذا كان يخشى بأسه أُضيف اللحم شيء قليل من البطن أو قد ال يزيد له شيء ،أما
الفقير المستضعف فتزداد له مع اللحم ،مقادير كثيرة من الكرش وتعتبر في الوزن( ،)13لذلك كانوا يؤمرون الج ازرين بأن
يفرقوا بين لحم البطون والرؤوس ،ويجب أن يكون سعر اللحم على حده ،وسعر لحم البطون على حدة أخرى ،ألن اللحم
()14
ونهى الج ازرين من خلط يباع رطلين بدرهم ،أما لحم البطون ستة أرطال بدرهم ،فلذلك ال يجوز خلط اللحم بالبطون
()15
.وكان أهل المغرب يفضلون لحم الضأن، الفؤاد مع اللحم ،وكذلك منع خلط لحم البطون مثل المصران والكرش والدوارة
()16
. ويلي ذلك لحم البقر ثم لحم الماعز ،أما لحم الجمل فكان يؤكل في األحياء الفقيرة
-7الدباغون:
()1
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج11ب ص.126-125
()2
انمص ،فسهب ج11ب ص.127-126
()3
ب انمص ،انسرب ب ص.130-129 ن ر
()4
انمص ،فسهب ص.130
()5
ب انمص ،انسرب ب ص130؛ اناكنب انك را االقفصربيب ص.219 ن ر
()6
اب ا ،عب سرنب ل ان ضرم اناسابب ص.43
()7
اب ا ،اننؤ ب ل باه اناساب انمافس ب ص93ب اب ا ،عب سرنب ل ان ضرم اناسابب ص.44
()8
اب ا ،عب سرنب ل ان ضرم اناسابب ص.49
()9
ل انم ز ع به تتضريب ح تسر ي اآلع 12ت ق نبب ز نب ن ت ق نب 12ب حمنريب قن، الفدف ل و ،ا ه س انمكرع اناورعب برلف انن
ن ن ن وكة ننب بن ن لننرص بهننرب مننث ي انن ن انفرسننل سنناب إنننى و،تكننب ننرس بننرنمغنهب ننرع ننل ان نننع اننابننع ننن انمن بي تسننر ي
ت ق ب 21ب حمنري تي(336ب حمنريب 1108.8تناونريب تكظنن منر هب قنرو س انمصنةدارت االقفصنربتبب ص250ب 252ب 253ب 16ت ق ب
دل برشر وار ب انم ااع ل ا ق سب ا زاعب انمةانب ا و نتب ب القب(وصن1892-م)ب ص 57ور بن،حر.
()10
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص141ب اب ا ،اننؤ ب ل باه اناساب انمافس ب ص.93
()11
ان نتسننلب انمن ننر انمننننهب ج6ب ص141ب ابن انن ،عب ننل باه اناسنناب انمافسن ب ص94ب و سننى ن اننر ب اناسنناب انمذحا ننب ننل ب ن ب
انمغنهب ص.33
()12
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص141ب اب ا ،اننؤ ب ل باه اناساب انمافس ب ص.93
()13
و سى ن ار ب اناساب انمذحا ب ل ب ب انمغنهب ص.54
()14
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص431ب اب ا ،اننؤ ب اناساب انمافس ب ص.93
()15
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص.431
()16
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.130 ن ر
419
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
()1
وقد كانت مهنة الدباغة من المهن المستهجنة بنظر الناس ،وذلك نتيجة هو المحترف لحرفة دباغة الجلود
()3 ()2
وقد اشاره الونشريسي إلى ألنه يقوم بإزالة النتن والرطوبات النجسة من الجلد للرائحة الكريهة المتصلة بهذه الصنعة
()4
وكان أصحاب هذه المهنة وجود هذه المهنة في بالد المغرب وكان لديهم صبيان يساعدوهم في مهنتهم ويشرفون عليهم
يعدون الجلود للصنع ،وكانت هذه من جلود الخراف والماعز واألبقار باإلضافة إلى جلود الغزالن والجمال وينقسم الدباغين
في بالد المغرب إلى أربع فئات اختصت كل منها بنوع معين من هذه الجلود(.)5
وقد أورده الونشريسي في إحدى نوازله التي تخص أصحاب هذه الحرفة ،بقيام رجل في شراء من دباغ ثالثين
()6
زوجاً مفصلة بثالثين دينا اًر على أن يتم عملها.
()7
وكان لهؤالء أما المدابغ فكانت تقام على ضفاف األنهار ،وذلك لحاجتهم المستمرة للمياه لغسل الجلود وتنظيفها
الدباغين أسواق خاصة بهم ،وكان ال يسمح لهم بإقامة هذه األسواق في داخل المدن ،بل كانت تقام في خارج أسوارها،
ألنها كانت تنبعث منها روائح كريهة(.)8
كانت هذه المهنة تحتاج إلى أعداد كبيرة من العمال فمنهم من يعمل على إزالة الشعر عن الجلد ،وقسم يعدون
المسحوق الالزم للدباغة ،والقسم اآلخر يعمل في صبغ الجلد ،واذا اكتملت دباغة الجلود انتقلت إلى أصحاب الحرف
المختلفة ليصنعوا منها أشياء متنوعة( ،)9وشاع انتساب المهن ألسماء األشخاص الذين يعملون في هذه الحرفة مثل قولهم
()10
وكانت دباغة الجلود من أهم الحرف التقليدية في مدينة على أبو مطرف عبد الرحمن بن فاخر المعروف بابن الدباغ
فاس حيث كانت تشتهر بجلودها الممتازة(.)11
-8الخرازون:
هو محترف حرفة خزر الجلود بالمخرز وخياطتها ألغراض مختلفة بخيوط من الجلد أو الكتان ،واشتغل هؤالء في
()12
وقد اشاره الونشريسي في إحدى نوازله إلى حرفة صناعة األحذية وخرزها ،ومن ذلك استمدوا تسميتهم بهذا االسم
الخ ارزين عندما سئل أحد الفقهاء عن الخف الذي يعمله الخراز من مثل هذا النعال الص اررة ،هل ينهى الخرازون عن
عملها؟ فإن النساء يستعملنها عامدات لذلك ،فيلبسنها ويمشين بها في األسواق ومجامع الناس وربما كان الرجل غافل
فيسمع صرير ذلك الخف فيرفع رأسه ،فقال أرى أن ينهى الخرازون عن عمل الخفاف الص اررة ،فإن عملوها بعد النهي
عليهم العقوبة ،وأرى أن يمنع النساء من لبسها ،فإن لبسنها بعد النهي رأيت أن تشق خ ارزة الخف ويدفع إليه ،وأرى عليها
األدب بعد النهي(.)13
وتدل هذه النازلة على انتشار هذه المهنة في أسواق بالد المغرب ،وأشهر صناعتهم هي الخفاف( ،)14وكان بعض
الخ ارزين يلجأ إلى الغش في ترويج بضاعته ،فمنهم من يعمد إلى تغليظ حواشي النعل قبل خرزه ،وقد نهاهم الفقيه ابن
حبيب عن ذلك وأوصى بمنعهم عن هذا العمل(.)15
()1
مر هب قرو س انمصةدارت االقفصربتبب ص.290
()2
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص253؛ ان ،يب رر تم اننناق االقفصربيب ص.131
()3
مر ةب قرو س انمصةدارت االقفصربتبب ص.290
()4
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص.253
()5
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.133 ن ر
()6
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص.257
()7
ان اا لب تس اق ب ب انمغنهب ص.75-74
()8
انمص ،فسهب ص.69
()9
ب رس ل ه ،بكل ونت ب ص.134-133 ن رن
()10
اب سن ،ب انمغنه ل دى انمغنهب ج2ب ص.440
()11
و سى ن ار ب اناس ب انمذحا ب ل ب ب انمغنهب ص.81
()12
نتسننلب انمن ننر انمننننهب ج2ب ص362ب اناكنننب انك ننرا االقفصننربيب ص219؛ مننر هب قننرو س انمصننةدارت االقفصننربتبب ص189؛ ان
ج8ب ص.323
()13
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص.420
()14
انمص ،فسهب ج8ب ص.323
()15
اب ا ،اننؤ ب ل باه اناساب انمافس ب ص.103
420
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
-9السكافي:
هو الذي يقوم في إصالح األحذية ورقعها برقع من الجلد ،وذكرهم الونشريسي بأنهم كانوا يمارسون هذه المهنة في
()2 ()1
وكانت وكان العامة من أهل األندلس يطلقون على اإلسكافي اسم الخراز حوانيت خاصة بهم وكانوا كثيري المتاع
لهؤالء حوانيت أو البيوت التي يتخذونها مكان المزاولة هذه المهنة يضرب بها المثل فيقال " بيت االسكافي فيه من كل جلد
()3
رقعة ،ومن كل أدم قطعة".
-10الحطابون:
وهو الذين يقومون في جمع الحطب وبيعهُ في األسواق ،وقد ذكر الونشريسي إلى قيام البعض من أهالي بالد
المغرب في االختصاص هذه الحرفة حيث كان من يزاول هذه المهنة ،يقوم في بيع الحطب على دوابهم ،وكان من عادتهم
()4
أن يجعلوا ألنفسهم حزمة من الحطب في مؤخر الحمل لهم.
-11األطباء:
من المهن المهمة وذلك الرتباطها بحياة اإلنسان والذين يعملون في هذه الحرفة كانوا يتمتعون بمكانة وعلو شأن
()5
بهذا الصدد "أن الصحة ال تحفظ إذا انحرفت ،وال ترد إذا انصرفت ،إال بين الناس ،ويذكر لنا لسان الدين بن الخطيب
بصناعة الطب ،التي لها النظر في حفظ الجسوم ،والسير من تقدير الدواء لها والغذاء على المحدد والمرسوم ،"....وما
يشهد لهذه المهنة بعلو الشأن ورفعة المكان ،قول الرسول " العلم علمان علم األديان ،وعلم األبدان" .فكان أصحاب هذه
()6
المهنة يقومون في حفظ الصحة لإلنسان ودفع المرض عنه.
()7
وقد أشار الونشريسي إلى انتشار مزاولة هذه المهنة في بالد المغرب ،حيث سئل أحد الفقهاء عن رجل شكا إلى
الطبيب أذى بركبته ،فقال له الطبيب ،أكويك في الركبة وتفيق ،فأتفق معه بأجرة معلومة ودفعها إلى الطبيب وانصرف عنه
ليرجع إليه الشاكي فيطويه ،ثم بدا له وسأل الطبيب ليرد له األجرة فأمتنع الطبيب من ذلك واحتج الشاكي بأن الكي ال
يجوز؟ فأجاب :الكي جائز النبي ( )كوى سعيد بن ز اررة واكتوى ابن عمر للقوة فإن كان الكي الذي ذكرت ذكر عدده
()8
وآلته فاألجرة الزمة واال لم تلزم.
وقد مارس اليهود هذه المهنة في بالد المغرب حيث ذكر الونشريسي في إحدى نوازله عندما سئل أحد الفقهاء عن
()9
طبيب يهودي جعلت عنده أمه ليطيبها فضاعت عنده؟ فأجاب الفقيه بأن عليه الضمان.
()10
وكان محترفها يحمل لقب(الحجام) ،وكانت لهم حوانيت خاصة ويرتبط بهذه الحرفة ،حرفة أخرى هي الحجام
()11
بهم يزاولون بها هذه المهنة.
()1
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص235؛ ان ،يب رر تم اننناق االقفصربيب ص.131
()2
اناب نن،يب تب ن بكننن وامنن ،ب ن اناس ن ب ا ننرت انكانن ت اندغ ن ت ب را ن وامنن ،تب ن انفض ن إبننناح قب با انمنننر ب (ان ننرحنة1973-م)ب
ص192؛ اناكنب انك را االقفصربيب ص.219
()3
ان ،يب رر تم اننناق االقفصربيب ص.131
()4
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج6ب ص167ب ج2ب ص301ب ج8ب ص.443
()5
وام ،ا ،ام فرعب وكفاب ان ر جلب (ان رحنة1980-م)ب ج1ب ص37ب .38 تار ب انكفره جنب انمكفرهب ا1ب را
()6
اب لد ،عب اننانب ج1ب ص508ب 520ب .521
()7
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج10ب ص.17
()8
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص286ب .287
()9
انمص ،فسهب ج8ب ص.319
()10
نب ان،و تنب ان،ق نب إننى وكنرع اناجروب حل تع ت م اناجرم تجذه ان،م انفرس ،ا لن ا ب اسنةب انمانرتق انم ضن ب دنى تدن ،انمانفجق ون ا
انمارتق انم ت بة دى انجد،ب برنفرنل حل راجن ق انن،م نل انكنق انك نف انمكرسن ان ئن برنصناب ومنر ت فضنل اسنف ناته إع نرع رسن،يا ت زائن،ايب
دى و فدف ت ا هنرب اناجرونب رنكل تتضري إلناج ان،م و انجسق ب نا انجد،ب اناجروب و ان سرئ ان ،تمب انفل ر رسف ،م نن ج ا ونا
ك ،انننه ق،تمب ث رع اهق و فصنيا دى اناجر وب انكل رف بننح انا نرئش انكاررنرتب قن ،تونن انكانل وامن )(،ق ونه دنى اال ففنرع
بهذه انةنت ب انن ت ب ب اسف ،وهر انكال() ند قرتب و انن،ت ،ون ا وننا ب تكظنن انا نلب تمنر وامن،ب انم سن ب انندم نب نل اناجرونبب ا1ب
تنفننر ندك ننن انف زتننعب (وصننن2010-م)ب ص13ب ا ونن ب شننه ،انن ،انام نن ،منننب اناجروننب سننكب ب امب ا1ب ا وننب ندك ننن انف زتننعب (تنن،ة-
2009م)ب ص32-31ب انجاائنننيب تبننل انن ،اناننر ي انن ،انام نن ،ب ن ت منن ،اننننني ا شنننيب إب ن م انفهروننب بف ائنن ،اناجروننبب ا1ب وكفاننب انفنقننرع
(الور ات 2002-م)ب ص20ب ان هنيب ودفل ب س ان ن ،يب اناجروب دق شفرمب ا1ب با انما ،ب (ب 2006-م)ب ص.20
()11
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.235
421
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
()1
أما عن أجرتهم التي كانوا يتقاضونها مقابل ما وكان أصحاب هذه المهنة يمارسون عملية ختن األطفال
()2
وهذا يدل يقد مونه من خدمات ،فقد سئل أحد الفقهاء عن اجرة الحجام بال سوم أكانت حالل لهم أو ال؟ فأجاب ذلك جائز
على أن أجرة أصحاب هذه الحرفة غير محددة.
ويتضح لنا من خالل نوازل الونشريسي أنه تم حصر كل صنعة في سوق خاص بهم ،مثل سوق الب اززين وسوق
()3
العطارين وسوق الج ازرين وسوق الخ ارزين.
()4
بل شهدت الحرف تنظيمات مهنية فلم يقتصر تنظيم هذه الحرف عند تعين أمين الحرفة أو الرئيس أو العريف
محدوته ،فهناك أستاذ الحرفة ،ومنزلته أدنى من منزلة العريف أو الرئيس وغالباً ما يمتلك أستاذ الحرفة حانوتاً أو أكثر
يمارس فيه عمله ،ثم يأتي بعد أستاذ الحرفة هم الصناع وهو الصبي أو األجير ويعمل هذا لدى األستاذ في حانوته لقاء
أجر معلوم ،وقد يستمر الصبي في عمله مدة طويلة ويكتسب من أستاذه الخبرة الكافية وبإمكانهم فتح حوانيت خاصة بهم
والعمل المستقل ثم يكون أستاذاً للصنعة فيما بعد ،أو أنه يكتفي بالعمل لدى األستاذ بصفة مؤقتة ثم يمضي لشأنه بعد ذلك،
وأدنى مرتبة الحرفة هم المبتدئين الذين ينتسبون إلى الحرفة وال يزالون في مرحلة التعليم ويسميهم الونشريسي بـ(المتعلم)(،)5
وأن معلمي الصنائع كانوا يطغون على عمالهم ،فإذا ما اكتشفت الدولة غشاً في صنعة ،أو عمل الصانع عمل على غير
()6
االتفاق المتفق عليه مع أحدهم أدعى أنه من فعل عماله فيعرضهم للضرب والهوان.
ويشير الونشريسي إلى أن هؤالء المتعلمين أو الصبيان كانوا في بعض األحيان ال يقومون في إتقان أعمالهم بدقة
تامة كما يفعل أستاذ الحرفة ،فقد سئل الفقيه ابن لبابه (ت314هـ927/م) ،عن رجل دبغ جلوداً فأدخل المتعلم معه له جلداً
()7
فإذا هو جيفة ؟ فأفتى ابن لبابه بأن الجلد إذا دبغ فقد طهر وأما الميتة فال تباع وال تشترى.
كان أهل الحرف يتمي زون بلباس مختلف خاص بهم ،بل أن أهل الصنعة الواحدة قد يتميزون بلباس مختلف من
()8
منطقة إلى أخرى.
أما عن األحوال العامة ،المادية منها واالجتماعية ألهل الحرف ،فلم تكن مرضية فيما يبدو ،إذ عاش هؤالء حياة
قاسية مليئة بالمتاعب وغلب عليها البؤس والعوز الشديدين فكانت حياتهم حياة تعب ونكد ،وكانوا يتقاضون أجورهم باليوم
()9
أو على حسب إنتاجهم ،وكانت هذه اإلجور التي يتقاضونها ال تسد احتياجات معيشتهم اليومية.
الخاتمة:
اتضح لنا من خالل البحث ما يأتي:
-1ازدهار العديد من الحرف في بالد المغرب وهذا مما يدل على مدى درجة تطور ونمو مجتمع بالد المغرب من
خالل هذه الحرف التي زاولها.
-2توجد ضوابط عدة وشروط كانت تفرض على أصحاب الحرف عند إنشاء الحوانيت الخاصة بهذه الحرف ،بحيث
كانت من الشروط األولى عند إنشائها بانها ال تضر بالساكنين بجوارها.
()1
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص.344
()2
انمص ،فسهب ج8ب ص.260
()3
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج9ب ص73-72ب ج8ب ص325ب ج11ب ص127-126ب ج6ب ص.420
()4
ان نتسننلب انمن ننر انمننننهب ج1ب ص 185ب ننا اننن،ت و سننىب انك ننرا االقفصننربي ننل بنن ب انمغنننهب ص216ب و سننى ن اننر ب انك ننرا
االقفصربيب ص.21
()5
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص 235ب اب ان ة ب نسنرع انن،ت ب رنر تم اسنار ر السن و ب ت (ت منر ا ن م ن م ب تنع قان اال نف
ونن ودنن السنن م)ب ا2ب را نن ن فنننل بن كننر ب با انك نن ب (ب نننن ت1956-م)ب ص16-15؛ اناكنننب انك نننرا االقفصنننربيب ص221؛
ان ،يب رر تم اننناق االقفصربيب ص.108-107
()6
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج8ب ص222-221؛ ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب ص.217
()7
ان نتسلب انمن ر انمننهب ج5ب ص.253
()8
ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل انمغنهب ص.216
()9
ب ص 109؛ انم نيب ت م ،ب وامن ،انفدمسنر لب فنم انةا ن ون غصن ا ،نسنل انن ن ب را ن إ سنرع انرسب ق بر ةا اب
با ررب ب (ب ن ت1988-م)ب ج3ب ص553؛ ا ان،ت و سىب انك را االقفصربي ل ب ب انمغنهب ص217ب اناكنب لرنن ،بن ان ،انكننتق
ب ن منن بب انك ننرا االقفصننربي ننل ا نن،ني ننل صننن االوننر ة 316 -138حننـ928-755/مب ا1ب وةا ننرت وكفاننب انمدننك انن ،انناتنناب
(اننتر 1993 -م)ب ص222؛ س زي تبرظبب انا رة االقفصربتبب ص.146
422
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
-3كان يعين القاضي أو المحتسب أمين للحرفة ،يكون مسؤول عنهم ويح ــل مشاكلهم والخالفات التي كانت تنشأ
بينهم.
-4حوانيت الحرفيين التي كانوا يزاولون فيها حرفهم المختلفة كانت تقام أما فـي داخل أسوار المدن ،أو في خارجها.
المصادر والمراجع
.1ابــن األبــار ،أبــو عبــد اهلل محمــد بــن أبــي بكــر القضــاعي ،التكملــة لكتــاب الصــلة ،تحقيــق :إب ـراهيم اإلبيــاري ،دار الكتــاب
العربي(،بيروت1989-م).
.2ابن اإلخوة ،محمد بن أحمـد ،معـالم الق اربـة فـي أحكـام الحسـبة ،منشـورة ضـمن ثـالث كتـب فـي الحسـبة ،تحـت عنـون(في
التراث االقتصادي اإلسالمي) ،دار الحداثة( ،بيروت.)1986-
.3ابــن الخطيــب ،لســان الــدين ،تــاريخ اســبانيا اإلســالمية أو(أعمــال األعــالم فــيمن بويــع قبــل االحــتالل مــن ملــوك اإلســالم)،
ط ،2تحقيق :ليفي بروفناك ،دار الكشوف( ،بيروت1956-م).
.4ابــن القوطيــة ،أبــو بكــر محمــد بــن عمــر ،تــاريخ افتتــاح األنــدلس ،ط ،2تحقيــق :إبـراهيم األبيــاري ،الناشــرون :دار الكتــاب
العربي ،دار الكتاب اللبناني( ،القاهرة-لبنان1989 -م).
.5ابن بسام ،محمد بن أحمد ،نهاية الرتبة في طلب الحسبة ،منشور ضنت ثالث كتب في الحسبة تحت عنوان(في التراث
االقتصادي اإلسالمي) ،دار الحداثة(،بيروت.)1988-
.6ابن حوقل ،أبي القاسم محمد بن علي النصيبي ،صورة األرض ،دار مكتبة الحياة( ،بيروت 1992 -م).
.7ابــن خلــدون ،عبــد الــرحمن بــن محمــد ،دي ـوان المبتــدأ والخبــر فــي تــاريخ العــرب والبربــر ومــن عناصــرهم مــن دون الشــأن
األكبر ،تحقيق :خليل شحادة ،سهيل زكار ،دار الفكر(،بيروت2001-م).
.8ابن سعيد المغربي ،المغرب في حلى المغرب ،ط ،4تحقيق بـ شوقي ضيف ،دار المعارف( ،القاهرة-د.ت).
.9اب ــن س ــعيد ،أب ــي الحس ــن عل ــي ب ــن موس ــى ،المغ ــرب ف ــي حل ــى المغ ــرب ،ط ،4تحقي ــق :ش ــوقي ض ــيف ،دار المع ــارف،
(القاهرة -د.ت).
.10ابن صاحب الصالة ،عبد الملك المن باإلمامة (تاريخ المغرب واألندلس في عهـد الموحـدين ،ط ،3تحقيـق :عبـد الهـادي
التازي ،دار الغرب اإلسالمي( ،بيروت1987-م).
.11ابــن عبــد الــرؤوف ،أحمــد بــن عبــد اهلل ،فــي آداب الحســبة والمحتســب ،منشــور ضــمن ثــالث رســائل أندلســية فــي آداب
الحسبة والمحتسب ،المعهد العلمي لآلثار الشرقية( ،القاهرة.)1955-
.12ابن عبدون ،محمد بن أحمد ،رسالة في القضاء والحسبة ،تحقيق :ليفـي بروفنسـال ،منشـور ضـمن ثـالث رسـائل أندلسـية
في الحسية والمحتسب ،مطبعة المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية( ،القاهرة1955-م).
.13ابــن عــذاري ،احمــد بــن محمــد المراكشــي ،البيــان المغــرب فــي أخبــار األنــدلس والمغــرب ،ط ،3تحقيــق :ج .ســكوالن ،وليفــي
برفنسال ،دار الثقافة (بيروت 1983 -م) ،ج ،2ص.142
.14أبو العرب ،طبقات علماء أفريقية وتونس ،تحقيق :علي الشابي ،الدار التونسية( ،تونس1968-م).
.15إخوان الصفا ،رسائل إخوان الصفا وخالن الوفاء ،مطبعة نخبة األخبار( ،الهند1887-م).
.16الدوري ،عبد العزيز ،تاريخ العراق االقتصادي في القرن الرابع الهجري ،مركز دراسات الوحدة العربية( ،بيروت-د.ت).
.17إخـوان الصــفا ،رسـائل إخـوان الصــفا ،ص ،35المراكشــي ،ابــن عبــد الملــك األنصــاري ،الــذيل والتكملــة لكتــابي الموصــول
والصلة ،تحقيق :إحسان عباس ،دار الثقافة(،بيروت-د.ت).
.18األمين ،شهيد عبد الحميد عمر ،الحجامة سنة ودواء ،ط ،1األمة للنشر والتوزيع( ،جدة2009-م).
423
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
.19بوتشيش ،إبراهيم القادري .مخطـوط نـوازل ابـن الحـاج مصـدر جديـد فـي تـاريخ المجـال القـروي بـالمغرب واألنـدلس خـالل
عصــر الم ـرابطين ،منشــور ضــمن كتــاب الباديــة المغربيــة عبــر التــاريخ ،ط ،1منشــورات كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية،
(الرباط1989 -م).
.20بوتشيش ،إبراهيم القادري ،إسهامات في التاريخ االقتصادي ،منشورات عمادة جامعة موالي إسماعيل( ،بال1997 -م).
.21الجرسيفي ،عمر بن عثمان بن العبـاس ،رسـالة فـي الحسـبة ،منشـور ضـمن ثـالث رسـائل فـي آداب الحسـبة والمحتسـب،
المعهد العلمي الفرنسي لآلثار الشرقية( ،القاهرة.)1955-
.22الج ازئــري ،أبــي عبــد البــاري عبــد الحميــد بــن أحمــد العــري األشــري ،إبــالغ الفهامــة بفوائــد الحجامــة ،ط ،1مكتبــة الفرقــان
(اإلمارات 2002-م).
.23الجــؤذري أبــي علــي منصــور العزيــزي ســيرة األســتاذ جوذروبــة وبــه توقيعــات األئمــة الفــاطميين ،تحقيــق :محمــد كامــل
حسين ،محمد عبد الهادي شعيرة ،مطبعة االعتماد ( ،القاهرة 1954 -م ).
.24حسين حسني عبد الوهاب ،ورقات عن الحضارة العربية بأفريقية ،مكتبة المنار( ،تونس1965-م).
.25الخزاعي ،كريم عاتي ،أسواق بالد المغرب من القرن السادس حتى نهاية القرن التاسع الهجري( ،بغداد2008 -م).
.26الخشــني ،قضــاة قرطبــة ،ط ،2تحقيــق :إبـراهيم األبيــاري ،دار الكتــاب المصــري( ،القــاهرة1989-م).ابــن حيــان ،المقتــبس
من أبناء أهل األندلس ،تحقيق :محمود علي مكي( ،القاهرة.)1994-
.27ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب ،ط ،1تحقيق :محمد عبد اهلل كتان ،مكتبة الخانجي( ،القاهرة1980-م).
.28الزبيــدي ،أبــو بكــر محمــد بــن الحســن ،طبقــات النحــويين واللغــويين ،تحقيــق :محمــد أبــو الفضــل إب ـراهيم ،دار المعــارف،
(القاهرة1973-م).
.29الزكي ،جمال محمد ،الموسوعة العلمية في الحجامة ،ط ،1ألفا للنشر والتوزيع( ،مصر2010-م).
.30السقطي ،أبو عبد اهلل محمد بن أبي محمد ،في آداب الحسبة ،تحقيق ،ج.بس ،وليفي بروفنسال(،باريس1931-م).
.31السقطي ،أبو عبداهلل محمد بن أبي محمد ،في آداب الحسبة ،تحقيق :ج .بس ،وليفي بروفنسال ( ،باريس1931-م).
.32سوزي أباظة ،الحياة االقتصادية واالجتماعية في المغرب األقصى من تمام الفتح حتى قيام الدولة الفاطمية (296-92
هـ909-711/م) ،أطروحة دكتوراه (غير منشورة) ،جامعة القاهرة-معهد البحوث والدراسات األفريقية1996 ،م.
.33الشهري ،ملفي بن حسن الوليدي ،الحجامة علم وشفاء ،ط ،1دار المحدثين( ،بال2006-م) ،ص.20
.34عــز ال ــدين موس ــى ،النشــاط االقتص ــادي فــي المغــرب اإلســالمي خ ــالل الق ــرن الس ــادس الهج ــري،ط( ،1دار الش ــروق -
1983م).
.35عز الدين موسى ،النشاط االقتصادي في بالد المغرب ،ص ،217البكر ،خالد بن عبد الكريم بن حمود ،النشاط
االقتصادي في األندلس في عصر االمارة 316 -138هـ928-755/م ،ط ،1مطبوعات مكتبة الملك عبد العزيز،
(الرياض1993 -م).
.36عــز الــدين موســى ،النشــاط االقتصــادي ،ص216؛ الــدوري ،عبــد العزيــز ،تــاريخ الع ـراق االقتصــادي فــي القــرن ال اربــع
الهجري،مركز دراسات الوحدة العربية ( ،بيروت – د .ت ).
.37عمــاره ،قــاموس المصــطلحات االقتصــادية ،ص ،253 ،252 ،250علــي باشــا مبــارك ،المي ـزان فــي األقيســة واألوزان،
المطبعة األميرية بوالق(،مصر1892-م).
.38عماره ،محمد ،قاموس المصطلحات االقتصادية في الحضارة اإلسالمية ،ط،1دار الشروق (،بيروت 1993 -م).
.39كريم عاتي لعيبي الخزاعي ،النشـاط االقتصـادي فـي المغـرب خـالل القـرن الثالـث وال اربـع للهجـرة ،رسـالة ماجسـتير (غيـر
منشورة) ،جامعة بغداد ،كلية اآلداب.
424
آب2015/م مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية واإلنسانية /جامعة بابل العدد22/
.40لمبــارد ،مــوريس ،اإلســالم فــي مجــده األول مــن القــرن الثــاني إلــى القــرن الخــامس ،ترجمــة :إســماعيل العربــي ،ط ،3دار
اآلفاق الجديدة ( ،المغرب 1990-م ).
.41لوتور نو ،فاس في عهد بني مرين ،ص128؛ البكر ،خالد بن عبد الكريم بن محمود ،النشـاط االقتصـادي فـي األنـدلس
في عهد اإلمارة ،ط ،1مكتبة الملك عبد العزيز ( ،الرياض – 1993م).
.42لوتورنو ،روجية ،فاس في عصر بني مرين ،ترجمة نقوال زيـادة ،نشـر باالشـتراك مـع مؤسسـة فـرنكلين للطباعـة والنشـر(،
بيروت-نيويورك1967 -م).
.43لوتورنو ،روجية ،فاس ،في عصر بني مرين ،ترجمة نقوال زيادة ،نشر باالشتراك مع مؤسسـة فـرنكلين للطباعـة والنشـر(،
بيروت-نيويورك1967 -م).
.44مجهــول ،مؤلــف االستبصــار فــي عجائــب األمصــار ،تحقيــق :ســعد زغلــول عبــد الحميــد،دار الشــؤون الثقافيــة العامــة( ،
بغداد1986 -م ).
.45المعداني ،،أبي علي الحسن بن رحال ،كشف القناع عن تضمين الصـناع ،تحقيـق :محمـد أبـو االجفـان ،الـدار التونسـية
للنشر( ،تونس1986 -م).
.46المقري ،أحمد بن محمد التلمساني ،نفخ الطبيب من غصن األندلسي الرطيب ،تحقيق :إحسان عباس ،دار صادر،
(بيروت1988-م).
.47موســى لقبــال ،الحســبة المذهبيــة فــي المغــرب اإلســالمي نشــأته وتطورهــا ،الشــركة الوطنيــة للطباعــة والنشــر( ،الج ازئــر -
1971م).
.48موسى لقبال ،الحسبة المذهبية في بالد المغرب العربي ،ط ،1الشركة الوطنية للنشر والتوزيع( ،الجزائر.)1971-
.49ميكــل ،أندريــه ،جغرافيــة اإلســالم البش ـرية حتــى منتصــف القــرن الحــادي عشــر ،ترجمــة إب ـراهيم خــوري ،منشــورات و ازرة
الثقافة( ،دمشق196-م).
.50الوزان ،الحسن بن محمد ،وصف أفريقيا ،ترجمة :محمد حجي ومحمـد األخضـر ،ط ،2المغـرب اإلسـالمي( ،بيـروت-
1983م).
.51الونشريسـي ،أبـو العبـاس أحمـد بـن يحيـى ( ،ت914هــ1508/م ) ،المعيـار المعـرب والجـامع المغـرب عـن فتـاوى أهــل
أفريقيا واألندلس والمغرب ،و ازرة األوقاف والشؤون الدينية ( ،المغرب 1981 -م).
425