You are on page 1of 22

https://www.klamnews.

com
‫‪ pdf.‬بحث كامل عن البطالة كامل متكامل بالمراجع‬

‫‪.‬المقدمة‬
‫البطالة مشكلة اقتصادية‪ ،‬كما هي مشكلة نفسية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وأمنية‪ ،‬وسياسية‪ .‬وجيل الشباب هو جيل العمل واالنتاج‪ ،‬ألنه ‪:‬بحث عن البطالة‬

‫جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة‪ .‬و إن تعطيل تلك الطاقة الجسدية بسبب الفراغ‪ ،‬السيما بين الشباب‪ ،‬يؤدي الى أن ترتد عليه تلك الطاقة‬

‫لتهدمه نفسيا ً مسببة له مشاكل كثيرة‪ .‬وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم الى مشاكل أساسية مع ّقدة‪ ،‬ربما أطاحت ببعض الحكومات‪،‬‬

‫فحاالت التظاهر والعنف واالنتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس المال فهم المسؤولون في نظر العاطلين عن مشكلة البطالة‪ .‬وتؤكد‬

‫االحصاءات أنّ هناك عشرات الماليين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب‪ ،‬وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة‬

‫والحرمان‪ ،‬وتخلف أوضاعهم الصحية‪ ،‬و عجزهم عن تحمل مسؤولية اُسرهم‪ .‬كما تفيد نفس االحصاءات العلمية أنّ للبطالة آثارها السيّئة على‬

‫‪.‬الصحة النفسية‪ ،‬كما لها آثارها على الصحة الجسدية‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬المبحث األول ماهية البطالة‬

‫‪‬‬ ‫المطلب األول تعريف البطالة‬

‫‪.‬المبحث األول ماهية البطالة‬


‫إن من ‪ Unemployed.‬ال شك أنه من المنطقي قبل التوصل إلعطاء تعريف شامل للبطالة البد أوال تحديد مفهوم من هو العاطل عن العمل‬

‫أهم صفات العاطل أنه ال يعمل‪ .‬لكن هذا المفهوم يعتبر غير كاف حيث هناك أفراد ال يعملون ألنهم غير قادرين على العمل و بالتالي ال يمكن‬

‫اعتبارهم عاطلين عن العمل مثل األطفال و المرضى والعجزة و كبار السن و اللذين أحيلوا على التقاعد و هم اآلن يقبضون المعاشات‪ .‬كما أن‬

‫‪ not seeking‬هناك بعض األفراد القادرين على العمل و لكنهم ال يعملون فعال و مع ذلك ال يجوزاعتبارهم عاطلين ألنهم ال يبحثون عن العمل‬

‫‪ ،‬مثل الطلبة اللذين يدرسون في الثانويات و الجامعات و المعاهد العليا ممن بلغوا سن العمل و لكنهم ال يبحثون عن عمل بل يفضلون ‪work‬‬

‫تنمية قدراتهم و مهاراتهم بالدراسة‪ ،‬و لهذا ال يصح ادراجهم ضمن العاطلين‪ .‬كذلك هناك بعض األفراد القادرين عن العمل لكن ال يبحثون عنه‬

‫‪ ،‬ألن جهودهم في البحث عن العمل في الفترة الماضية لم ُتجْ دِ‪ ،‬كما أن االحصاءات الرسمية ال تدرجهم ‪ discouraged‬ألنهم أحبطوا تماما‬

‫ضمن العاطلين‪ .‬و بالمقابل هناك أفراد آخرين قادرين على العمل و لكنهم ال يبحثون عن عمل ألنهم في درجة من الثراء تجعلهم في غنىً عن‬

‫‪.‬العمل‪ ،‬فهؤالء أيضا ال يعتبرون عاطلين‬

‫و من ناحية أخرى هناك بعض األفراد اللذين يعملون فعال ‪ ،‬غير أنهم مع ذلك يبحثون عن عمل أفضل و بالتالي ال يمكن ادراجهم ضمن‬

‫العاطلين‪ .‬و هكذا نستنتج أنه ليس كل من ال يعمل عاطال‪ ،‬و في الوقت نفسه ليس كل من يبحث عن عمل يعد ضمن دائرة العاطلين‪ .‬فحسب‬

‫‪ :‬االحصاءات الرسمية فإن العاطل عن العمل يجب أن يكون عمره يتراوح ما بين ‪ 15‬و ‪ 64‬عاما و أن يتوفر فيه شرطان أساسيان‪ ،‬و هما‬

‫أن يكون قادرا على العمل •‬


‫أن يبحث عن فرصة للعمل •‬

‫كما يجمع االقتصاديون و الخبراء‪ ،‬وحسب توصيات منظمة العمل الدولية على تعريف العاطل بأنه ” كل من هو قادر على العمل‪ ،‬و راغب‬

‫‪).‬فيه‪ ،‬و يبحث عنه‪ ،‬و يقبله عند مستوى األجر السائد‪ ،‬و لكن دون جدوى”‪1( .‬‬

‫المطلب الثاني انواع البطالة‬

‫‪ :‬هناك عدة أنواع للبطالة خاصة تلك التي عرفتها البلدان الرأسمالية و التي نذكر منها‬

‫البطالة الدورية •‬

‫البطالة االحتكاكية •‬

‫البطالة الهيكلية •‬

‫البطالة الدورية‬

‫تنتاب النشاط االقتصادي بجميع متغيراته في االقتصاديات الرأسمالية فترات صعود و هبوط و التي يتراوح مداها الزمني بين ثالث و عشر‬

‫و التي لها خاصية التكرار و الدورية‪ .‬و تنقسم الدورة االقتصادية ‪ Business Cycle‬سنين و التي يطلق عليها مصطلح الدورة االقتصادية‬

‫‪ ،‬و التي من مميزاتها األساسية اتجاه التوظف نحو التزايد‪ ،‬إلى أن ‪ Expansion‬بصورة عامة على مرحلتين ‪ :‬مرحلة الرواج أو التوسع‬

‫أو قمة الرواج‪ ،‬و التي تعتبر نقطة تحول ثم يتجه بعد ذلك النشاط االقتصادي نحو الهبوط بما في ذلك التوظف‪ Peak ،‬تصل إلى نقطة الذروة‬

‫‪.‬و تبعا لدورية النشاط االقتصادي‪ ،‬فإن البطالة المصاحبة لذلك تسمى بالبطالة الدورية ‪ Recession.‬وتسمى هذه المرحلة بمرحلة االنكماش‬

‫البطالة االحتكاكية‬
‫‪ ،‬على أنها تلك البطالة التي تحدث بسبب التنقالت المستمرة للعاملين بين المناطق ‪ Frictional Unemployment‬تعرف البطالة االحتكاكية‬

‫و المهن المختلفة‪ ،‬و التي تنشأ بسبب نقص المعلومات لدى الباحثين عن العمل‪ ،‬و لدى أصحاب األعمال اللذين تتوافر لديهم فرص العمل‪ .‬و‬

‫بالتالي فإن إنشاء مركز للمعلومات الخاصة بفرص التوظف من شأنه أن يقلل من مدة البحث عن العمل‪ ،‬و يتيح لألفراد الباحثين عن العمل‬

‫‪.‬فرصة االختيار بين االمكانيات المتاحة بسرعة و كفاءة أكثر‬

‫البطالة الهيكلية‬

‫‪ ،‬ذلك النوع من التعطل الذي يصيب جانبا من قوة العمل بسبب تغيرات هيكلية تحدث ‪ Structural Unemployment‬يقصد بالبطالة الهيكلية‬

‫في االقتصاد الوطني‪ ،‬و التي تؤدي إلى إيجاد حالة من عدم التوافق بين فرص التوظف المتاحة و مؤهالت و خبرات العمال المتعطلين‬

‫الراغبين في العمل و الباحثين عنه‪ .‬فهذا النوع من البطالة يمكن أن يحدث نتيجة النخفاض الطلب عن نوعيات معينة من العمالة‪ ،‬بسبب الكساد‬

‫الذي لحق بالصناعات التي كانوا يعملون بها‪ ،‬وظهور طلب على نوعيات معينة من المهارات التي تلزم النتاج سلع معينة لصناعات تزدهر‪.‬‬

‫‪.‬فالبطالة التي تنجم في هذه الحالة تكون بسبب تغيرات هيكلية طرأت على الطلب‬

‫كما يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي إلى بطالة هيكلية‪ .‬حيث من النتائج المباشرة للتطور التكنولوجي تسريح العمال و بأعداد كبيرة مما يظطرهم‬

‫للسفر إلى أماكن أخرى بعيدة بحثا عن العمل أو إعادة التدريب لكسب مهارات جديدة‪ .‬باالضافة لألسباب السابقة يمكن أن تحدث بطالة بسبب‬

‫تغير محسوس في قوة العمل و الناتج أساسا عن النمو الديمغرافي و ما ينجم عنه من دخول الشباب و بأعداد كبيرة إلى سوق العمل و ما يترتب‬

‫‪.‬عنه من عدم توافق بين مؤهالتهم و خبراتهم من ناحية‪ ،‬و ما تتطلبه الوظائف المتاحة في السوق من ناحية أخرى‬

‫‪ :‬باالضافة إلى األنواع السالفة الذكر للبطالة‪ ،‬هناك تصنيفات أخرى للبطالة مثل‬

‫‪:‬البطالة السافرة و البطالة المقنعة‬


‫يقصد بالبطالة السافرة‪ ،‬حالة التعطل الظاهر التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة و التي يمكن أن تكون احتكاكية أو هيكلية أو دورية‪ .‬و‬

‫مدتها الزمنية قد تطول أو تقصر بحسب طبيعة نوع البطالة و ظروف االقتصاد الوطني‪ .‬و آثارها تكون أقل حدة في الدول المتقدمة منها في‬

‫الدول النامية‪ .‬حيث العاطل عن العمل في الدول المتقدمة يحصل على إعانة بطالة و إعانات حكومية أخرى ‪ ،‬في حين تنعدم كل هذه‬

‫‪.‬المساعدات بالنسبة للعاطل في الدول النامية‬

‫‪ ،‬فهي تمثل تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال بشكل يفوق الحاجة الفعلية ‪ Disguised Unemployment‬أما البطالة المقنعة‬

‫‪.‬للعمل‪ ،‬أي وجود عمالة زائدة و التي ال يؤثر سحبها من دائرة االنتاج على حجم االنتاج‪ ،‬و بالتالي فهي عبارة عن عمالة غير منتجة‬

‫البطالة االختيارية و البطالة االجبارية‬

‫إلى الحالة التي يتعطل فيها العامل بمحض إرادته و ذلك عن طريق تقديم استقالته ‪ Voluntary Unemployment‬تشير البطالة االختيارية‬

‫عن العمل الذي كان يعمل به‪ .‬إما لعزوفه عن العمل أو ألنه يبحث عن عمل أفضل يوفر له أجرا أعلى و ظروف عمل أحسن‪ ،‬إلى غير ذلك‬

‫‪.‬من األسباب‪ .‬في كل هذه الحاالت قرار التعطل اختياري‬

‫أما في حالة إرغام العامل على التعطل رغم أنه راغب في العمل و قادر عليه و قابل لمستوى األجر السائد‪ ،‬فهذه الحالة نكون أمام بطالة‬

‫اجبارية و مثال على ذلك تسريح العمال كالطرد بشكل قسري… و هذا النوع من البطالة يسود بشكل واضح في مراحل الكساد‪ .‬كما أن البطالة‬

‫‪.‬االجبارية يمكن تأخذ شكل البطالة االحتكاكية أو الهيكلية‬

‫‪.‬المبحث الثاني أثار البطالة‬


‫تمثل البطالة أحد التحديات الكبرى التي تواجه البلدان العربية آلثارها االجتماعية واالقتصادية الخطيرة‪ ،‬ومنذ سنوات والتحذيرات تخرج من‬

‫‪.‬هنا وهناك‪ ،‬تدق ناقوس الخطر من العواقب السلبية لهذه المشكلة على األمن القومي العربي‪ ،‬ومع ذلك فإن معدالت البطالة تتزايد يومًا بعد يوم‬

‫‪:‬و يمكن تلخيص هذه اآلثار في النقاط التالية‬

‫‪.‬المطلب االول اآلثار النفسية و االجتماعية‬

‫ال يوجد شيء أثقل على النفس من تجرع مرارة الحاجة والعوز المادي فهي تنال من كرامة اإلنسان ومن نظرته لنفسه وعلى الخصوص عندما‬

‫يكون الفرد مسئوال عن أسرة تعول عليه في تأمين احتياجاتها المعيشية‪ ،‬فعندما تشخص إليك أبصار األطفال في المطالبة بمستلزمات العيش‬

‫وترى في نظراتهم البريئة استفسارات كثيرة يقف المرء عاجزا ال يدري كيف يرد عليها وبأي منطق يقنعهم بقبول واقعهم المرير‪ ،‬كيف تشرح‬

‫لهم أن رب األسرة عاطل ال عمل لديه وال يقدر على االستجابة لرغباتهم والجوع كافر كما هو معروف؟‪ . . .‬في عالم األطفال هناك الصفاء‬

‫والنقاء والعدالة واإلحسان وليس اإلجحاف وهضم الحقوق‪ ،‬وخصوصا عندما يتعلق ذلك بحق العيش الكريم واللقمة الشريفة دون مذلة مد اليد‬

‫‪.‬لآلخرين‬

‫وتؤكد االحصاءات أنّ هناك عشرات الماليين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب‪ ،‬وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة‬

‫والحرمان‪ ،‬وتخلف أوضاعهم الصحية‪ ،‬أو تأخرهم عن الزواج‪ ،‬وانشاء االُسرة‪ ،‬أو عجزهم عن تحمل مسؤولية اُسرهم‪ .‬كما تفيد االحصاءات‬

‫العلمية أنّ للبطالة آثارها السيّئة على الصحة النفسية‪ ،‬كما لها آثارها على الصحة الجسدية‪ .‬إنّ نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير‬
‫الذات‪ ،‬ويشعرون بالفشل‪ ،‬وأنهم أقل من غيرهم‪ ،‬كما وجد أن نسبة منهم يسيطر عليهم الملل‪ ،‬وأنّ يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة‪ ،‬وأنّ‬

‫البطالة تعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما زالوا في مرحلة النمو النفسي‪ .‬كما وجد أن القلق والكآبة وعدم االستقرار يزداد بين‬

‫العاطلين‪ ،‬بل ويمتد هذا التأثير النفسي على حالة الزوجات‪ ،‬وأنّ هذه الحاالت النفسية تنعكس سلبيا ً على العالقة بالزوجة واألبناء‪ ،‬وتزايد‬

‫المشاكل العائلية‪ .‬وعند األشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني‪ ،‬يقدم البعض منهم على شرب الخمور و تعاطي المخدرات‪ ،‬بل ووجد أن ‪%69‬‬

‫ممن يقدمون على االنتحار‪ ،‬هم من العاطلين عن العمل‪ .‬و نتيجة للتوتر النفسي‪ ،‬تزداد نسبة الجريمة‪ ،‬كالقتل واالعتداء‪ ،‬بين هؤالء العاطلين‪.‬‬

‫باالضافة إلى ضعف االنتماء للوطن‪ ،‬وكراهية المجتمع‪ ،‬وصوال إلى ممارسة العنف واإلرهاب ضده‪ ،‬فضال عما تمثله البطالة من إهدار‬

‫‪.‬للموارد الكبيرة التي استثمرها المجتمع في تعليم هؤالء الشباب ورعايتهم صحيا ً واجتماعيا ً‬

‫‪:‬المطلب الثاني اآلثار األمنية و السياسية‬

‫نالحظ أحيانا بعض الفئات العاطلة و التي يكون قد نفذ صبرها ولم تعد تؤمن بالوعود واآلمال المعطاة لها و هي ترفع شعار التململ والتمرد‪ ،‬و‬

‫مع ذلك ال يمكن لومها ولكن ال يعني ذلك تشجيعها على المس بممتلكات الوطن وأمنه‪ ،‬ولكن البد أن نلتمس لهم العذر‪ ،‬فمقابل مرارة ظروفهم‬

‫هناك شواهد لفئات منغمسة في ترف المادة‪ ،‬ومن الطبيعي أن ينطق لسان حالهم متسائال أين العدالة االجتماعية واإلنصاف؟ كما أن سياسة‬

‫العنف المفرط في مقابل حركة العاطلين ال تخلق إال المزيد من العنف واالضطراب وتفاقم األزمة ‪ .‬فهناك حاجة إلى التعقل وضبط الموقف‬

‫والنظر إلى القضايا من منظور واسع وبعين تقصي األسباب في محاولة لتفهم موقف اآلخرين ‪ ،‬حيث أن مبدأ إرساء أركان الحكم الصالح‬

‫والعدالة االجتماعية تملي على الجميع تكريس حق إبداء الرأي ورفع راية المطالبات بالوسائل السلمية المشروعة‪ ،‬كما أنها تلزم األطراف‬

‫المعنية متمثلة بالحكومة باحترام هذه الحقوق واتساع الصدر لآلراء المختلفة‪ ،‬ألن المواطن في نهاية المطاف ال يطالب إال بحق العيش الكريم‬

‫والحفاظ على كرامته وإنسانيته في وطنه‪ ،‬وهي من جوهر حقوق المواطن والتي يجب على الحكومة أن تكفلها وتحرص عليها‪ ،‬ال أن تتكالب‬

‫‪.‬عليها فتكون هي والقدر مجتمعان على المواطن المستضعف‬

‫‪:‬المطلب الثالث اآلثـار االقتصـاديـة‬


‫‪‬‬ ‫إحدى نتائج ظاهرة البطالة زيادة حجم الفقر‪ ،‬الذي يعتبر ـ أي ً‬
‫ضا ـ من العوامل المشجعة على الهجرة‪ .‬ويقول الخبراء بأن مشكلة‬

‫الهجرة إلى أوروبا تكاد تكون مشكلة اقتصادية باألساس‪ ،‬فبالرغم من تعدد األسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة‪ ،‬إال أن االدوافع‬

‫االقتصادية تأتي في مقدمة هذه األسباب‪ .‬ويتضح ذلك من التباين الكبير في المستوى االقتصادي بين البلدان المصدرة للمهاجرين‪،‬‬

‫والتى تشهد ـ غالبًا ـ افتقارً ا إلى عمليات التنمية‪ ،‬وقلة فرص العمل‪ ،‬وانخفاض األجور ومستويات المعيشة‪ ،‬وما يقابله من ارتفاع‬

‫مستوى المعيشة‪ ،‬والحاجة إلى األيدي العاملة في الدول المستقبلة للمهاجرين‪ ،‬حيث تقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية بما‬

‫‪.‬بين ‪ %15 – 10‬من عدد المهاجرين في العالم‪ ..‬البالغ عددهم ـ حسب التقديرات األخيرة لألمم المتحدة ـ حوالي ‪ 180‬مليون شخص‬

‫‪‬‬ ‫أما فيما يتعلق باآلثار االقتصادية للبطالة على المستوى الكلي فالكل يعرف أن أهم مؤشر في اتجاهات الطلب على العمل هو نموّ‬

‫االنتاج‪ ،‬و بالتالي فإن تباطؤ النموّ االقتصادي يعني ارتفاعا في معدّالت البطالة‪ .‬و هكذا فإن الوضع في المنطقة العربية بصورة عامة‬

‫و منذ التسعينات تلخص في ضعف أداء االنتاج مقارنة بنمو سريع في القوة العاملة‪ .‬كما تبين االحصائيات أن النمو في القوة العاملة‬

‫‪.‬قد فاق الزيادة التي طرأت على فرص التوظيف في المنطقة العربية‬

‫‪‬‬ ‫المبحث الثالث البطالة في الفكر اإلقتصادي وسبل عالجها‬

‫‪‬‬ ‫المطلب االول النظرية االقتصادية و مفهوم البطالة‬


‫‪‬‬ ‫تعتبرالبطالة من أهم التحديات التي واجهت و تواجه اقتصاديات العالم لكونها مشكلة ذات أبعاد تاريخيـة وجغرافية بمقدارارتباطها‬

‫بمراحل التطوراالقتصادي‪ .‬وقد حظي هذا الموضوع باهتمام المفكرين االقتصادييـن على اختالف مذاهبهم و أفكارهم من فترة زمنية‬

‫إلى أخرى‪ .‬ولعّل تنوع أشكال البطالة هو أحـد العناصـر المفسرة لتعدد التحاليل حول فهمها وتفسيرها‪،‬وسوف يتم عرض أهم هذه‬

‫‪ :‬األفكار بشيء من اإليجاز فيما يلي‬

‫‪‬‬ ‫أ‪ -‬البطالة عند الكالسيك ‪ :‬يركز الكالسيك في تحليلهم على المدى الطويل ‪،‬حيث يربطون البطالة بالمشكلة السكانية وبتراكم رأس‬

‫المال والنمواالقتصادي والطاقات اإلنتاجية لالقتصاد‪ .‬كما يرتكزاهتمامهم بالبعد االجتماعي والسياسي للظاهرة االقتصادية‪ ،‬إذ يؤمن‬

‫‪”.‬الكالسيك بمبدأ التوازن العام‪ ،‬الذي يعنى أن “كل عرض سلعي يخلق الطلب المساوي له ” ‪ ،‬أوما يسمى بقانون المنافذ عند “ساي‬

‫‪‬‬ ‫فالتبادل في التحليل الكالسيكي يكون على أساس المقايضة وال مكان للنقود فيه‪ ،‬بمعنى آخـر‪ :‬تسـاوي االدخار واالستثمار واستحالة‬

‫‪.‬حدوث البطالة على نطاق واسع ‪ ،‬ذلك أن التوازن االقتصادي هو توازن التوظيـف الكامل‬

‫‪‬‬ ‫في حين أن البطالة التقليدية تنشأ عن عدم كفاية عرض السلع لكون إنتاج المؤسسات اقـل مـن الطلـب نتيجـة النخفاض معدالت‬

‫األرباح بسبب إرتفاع األجور‪ ،‬وهو ما يعني أن القائمين على خطط االستثمارسوف لن يرفعون من مستوى استثماراتهم القادرة على‬

‫زيادة التشغيل تجنبا لتضخيم التكاليف ‪،‬و تعزى البطالة أيضا في نظر الكالسيك إلى العمل الخاطئ لسوق العمل ‪ ،‬وفي حالة وجودهـا‬

‫فـان آليـة األجور كفيلة باستيعاب اليد العاملة العاطلة‪ ،‬ذلك أن تخفيض هذه األخيرة سيرفع مستوى األرباح‪ ،‬وهوما يشكل حافزا‬

‫لزيادة االستثمار وبالتالي رفع مستوى التشغيل‪ ،‬خصوصا في ظل التنافس على منصب العمل والقبـول بمستوى األجور السائدة‪.‬‬

‫‪ .‬نستنتج من ذلك أن األجورهي عامل أساسي في آليات سوق العمل‪ ،‬إذ أنها تؤثرعلى عرض وطلب العمل في آن واحد‬

‫‪‬‬ ‫ب*‪ -‬البطالة عند النيوكالسيك ‪ :‬لقد اعتمد تحليل النيوكالسيك على نظرية “التوازن العام” الذي يتحقق في سوق السلع والخدمات‬

‫وسوق العمل نتيجة إلرتباط حجم العمالة بالعرض والطلب على العمل‪ .‬ويرتكزهذا التحليل على بعض الفرضيات المستمدة من‬

‫شروط المنافسة التامة (السوق الحرة) ومن أهمها‪ :‬تجانس وحدات العمل‪ ،‬حرية تنقل اليد العاملة ودورالمنافسة في شراء وبيع قوة‬

‫‪.‬العمل مثل‪ :‬بيع وشراء السلع وأن حجم اليد العاملة مرتبط بعرض وطلب العمل في السوق‬

‫‪‬‬ ‫ومهما يكن من أمر فإن النظرية النيوكالسيكية افترضت حالة التوظيف التام‪ ،‬ولم تولي للبطالة اهتمامـا كبيرا بسبب تبنيها لقانون‬

‫“ساي” لألسواق‪ ،‬كما أن فرضية وجود المنافسة التامة ال تتحقق في الواقع‪ ،‬إضافـة إلى أنها اعتبرت أن التغير التكنولوجي هو متغير‬

‫خارجي يتطوربشكل منعزل عن مستوى التطور االقتصادي‪ ،‬لكن الواقع يثبت عكس ذلك إذ أن استخدام التكنولوجيا هو أحد العوامل‬

‫األساسية لإلنتاج ألنه يرفع من حجمـه بأقل التكاليف ‪ ،‬و بالتالي فإن تشغيل اآلالت قد يؤثر على حجم العمالة إذ تحل اآللـة محل‬

‫‪.‬العامل في أحيان كثيرة‬


‫‪‬‬ ‫ج*‪ -‬البطالة في الفكر الماركسي‪ :‬ينتقد الفكر الماركسي النظام الرأسمالي الذي يجزم بأن البطالة هي حالة عرضية‪ ،‬و نادرة الوقوع‬

‫بسبب وجود آلية السوق التي تعيد التوازن بشكل تلقائي عن طريق تفاعل قوى العرض والطلب‪ ،‬وكل بطالـة هـي ناتجة عن‪ :‬الزيادة‬

‫‪ progrès techniques) (les.‬الهامة في حجم السكان كنتيجة حتمية للتطورات التقنية‬

‫‪‬‬ ‫أما بالنسبة للماركسيين فإن األزمات ماهي إال مظهر من مظاهر نقص االستهالك لدى الطبقة العاملة‪ ،‬ألن قيمة األجور ال تتساوى‬

‫وقيمة اإلنتاج‪ .‬أي أن الرأسمالية تنتج أكثر مما تدفع من أجور ومما يزيـد األزمـة تفاقما هو” أن تعمد الرأسمالية بفضل قانون‬

‫إلى إحالل اآلالت محل اليد العاملة‪ ،‬فتلقي بالعمال إلى البطالة‪ ،‬مما )‪ (C/V‬االرتفاع المستمر في التركيب العضوي لرأس المـال‬

‫يعني فقدان العامل لقوة شرائه ” ‪ .‬وعليه فإن “البطالة هي نتيجة لزيادة إنتاجية العمل في األنظمة الرأسمالية للتراكم” ‪ .‬أما بالنسبة‬

‫لحجـم التشغيـل فإنه يرتبط أساسا بمعدل الربح الذي يحققه أرباب العمل‪ ،‬إذ أنهم يحولون دون إنخفاضه من خالل زيادة إنتاجهم الشيئ‬

‫الذي يؤدي إلى فائض في اإلنتاج ‪ ،‬خاصة أن التقدم التقني يتطلب رأسمال أكثر يأكل الجزء المخصـص لألجور‪ .‬وبالتالي فإن العمال‬

‫‪.‬سوف يستمرون في إنتاج رأس المال وتحقيق تراكمه‪ ،‬بمعنى أنهم ينتجون بأنفسهم أداة إحالتهم للبطالة‬

‫‪‬‬ ‫د‪-‬تفسير البطالة عند المدرسة الكينزية‪ :‬يتحقق التوازن عند الكينزيين نتيجة للتوازن في سوق السلع والخدمات‪ ،‬وسوق النقد في آن‬

‫واحد اذ أن الطلب على العمل دالة متناقصة بداللة الدخل‪ ،‬وأن تعظيم األرباح يتطلب تساوي اإلنتاجية الحديـة للعمـل مع معدل األجر‬

‫الحقيقي‪ .‬أي أن انخفاض معدل األجورالحقيقية يمكن أن يتيح ارتفاعا في الطلـب علـى العمـل وبالتالي حجم العمالة‪ ،‬أماعرض العمل‬

‫‪ ،‬ألن العمال يقعون في فخ الوهم النقدي‪ ،‬حيث يعتبرون أن كل زيادة في األجر االسمي هي )‪ (W‬فإنه مرتبط بمعدل األجر االسمي‬

‫زيادة فعلية في مداخيلهم بسبب جهلهـم لمستـوى األسعار‪ .‬وقد وجد كينز أن تطور الرأسمالية يصطدم بتناقضات حادة ال يمكن أن‬

‫‪.‬تزول عفويا مثل البطالة الجماهيرية المتزايدة‪ ،‬وعدم كفاية الطلب على البضائع ‪،‬مما يؤدي إلى عدم تطابقه مع العرض آليا‬

‫‪‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يرفض كينز آلية األجور كسبب للبطالة‪ ،‬ألن انخفاضها سيؤدي إلى انخفـاض دخل العمال‪ .‬وبالتالي انخفاض الطلب‬

‫على السلع مما يعقد مشكلة تصريف السلع باألسواق‪ .‬وعليه فإن سر وجـود البطالة يكمن فيما يلي‪ :‬لقد الحظ كينز أن حالة التوظيف‬

‫الكامل ما هي إال حالة خاصة جدا‪ ،‬وأن الطلب الكلي الفعال هوالمحدد للعرض الكلي‪ ،‬ومن أجل زيادة تشغيل العمال يجب رفع حجم‬

‫‪ .‬هذا الطلب‪ ،‬والذي بدوره ينقسم إلى طلب على السلع االستهالكية وطلب على السلع االستثمارية‬

‫‪‬‬ ‫فالكالسيك و النيوكالسيك ينظران إلى االدخار واالستثمار أنهما وجهان لعملة واحدة والتعادل بينهمـا أمـر بديهي‪ .‬أما كينز فقد أدخل‬

‫العوامل المؤثرة عليهما‪ ،‬وبالتالي فإن كل اختـالل بينهمـا يـؤدي إلـى حـدوث االضطرابات في دورة الدخل القومي مع احتمال وقوع‬

‫الكساد‪ ،‬وفي حالة افتراض أن حجم االدخار أكبـر من حجم االستثمار‪ ،‬فإن الطلب الكلي الفعال سيقل عن العرض الكلي و بالتالي‬

‫يتزايد مخزون السلع و يتراكم‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض األسعار الذي ينتج عنه انخفاض في األرباح وفي الناتج‪ ،‬وبالتالي تتزايد‬

‫‪ .‬الطاقة العاطلة وتحـدث بطالة‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إلى انخفاض الدخل الوطني‬
‫‪‬‬ ‫أما في حالة ما إذا كان حجم االستثمار أكبر من حجم االدخار فإن الطلب الكلي الفعال سيكون أكبر من العرض الكلي‪ ،‬وعليه سوف‬

‫ينخفض مستوى مخزون السلع ‪ ،‬و تتزايد المبيعات ‪ ،‬وترتفع األسعار واألرباح‪،‬وإذا كانت هناك طاقات إنتاجية عاطلة سوف يلجأ‬

‫المنتجون لتشغيلها وهذا االنتعاش في االستثمار يؤدي إلى زيادة في تشغيل عدد العمال وبالتالي تقل البطالة ولرفع مستوى‬

‫االستثمارات يرى كينز ضرورة تدخل الدولة من خالل سياسة استثمارية عامة لتعويض نقص االستثمارات في القطاع الخاص‪،‬‬

‫ويرى أيضا أن نقص االستخدام ليس عارضا‪ ،‬بل ممكنا وغالب الوقوع‪ ،‬وبالتالي يجب استبدال آلية الدخل باألسعار ألن المستثمرين‬

‫هم الذين يتوقعون الطلب الحقيقي‪ ،‬و يقررون بناء توقعاتهم فيما يخص حجم اإلنتاج واليد العاملة الضروريـة للوصول إلى مستوى‬

‫‪ :‬التوظيف الكامل كما يجب‪ ،‬من خالل النقاط الثالثة التالية‬

‫‪‬‬ ‫توظيف كل المدخرات في شكل مشاريع تتيح فرص عمل جديدة‪– ،‬‬

‫‪‬‬ ‫إتاحة الفرصة للمدخرين الستثمار أموالهم في المشاريع‪– ،‬‬

‫‪‬‬ ‫التضحية باالستقرار النقدي وموازنة الدولة في بادئ األمر‪ ،‬العطاء عمل للعاطلين دون التمييز بيـن طبيعة العمل إذا كان منتجا أم –‬

‫‪ .‬ال‬

‫‪‬‬ ‫وفي هذا الصدد يقترح كينز أن يشغل العمال أوقاتهم في أعمال بغض النظر عن مردوديتها إذ أن المهـم حسب رأيه هو أن يتلقوا مدا‬

‫خيل مقابل ذلك‪ ،‬لتمكينهم من االستهـالك الـذي يضمـن تصريـف ما تنتجـه المؤسسات‪ ،‬إذ يقول كينز‪ ” :‬إن من األفضل أن يدفع‬

‫للعمال لقاء حفرهم خنادق في األرض‪ ،‬وردمهـا من أن يبقوا بدون عمل” ‪ .‬ألن الدخل الذي سوف يتم توزيعه علىالعاطلين يرفع من‬

‫مستـوى استهالكهـم‪ ،‬ويحفـز المستثمرين على توسيع مشاريعهم وطلب يد عاملة إضافية الن الدخل كفيل بتعويض الخلل الواقع في‬

‫البداية أي التضخم حسب كينز‪ .‬وعليه فان البطالة الكينزية هي نتيجة لعدم كفاية الطلب الكلي‪ ،‬وبالتالي فإن أرباب العمل في مواجهة‬

‫‪ (Contrainte de débouche ).‬مع قيد التوظيف‬

‫‪‬‬ ‫وإذا كان كينز قد أوضح أثر نمو االستثمارعلى الدخل‪ ،‬فإن الكينزيين الجدد حاولوا تجديد معدل النمو الضروري الذي يجب أن يتحقق‬

‫حتى يمكن تجنب البطالة والوصول إلى مستوى التوظيف الكامل للطاقـات اإلنتاجية والموارد البشرية‪ ،‬انطالقا من نماذج‬

‫النموالكينزية مثل‪ :‬نموذج هارود‪ ،‬كالدور‪ ،‬جـون روبنسون‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬والتي استخدمت أدوات التحليل الرياضي في بناء و تحليل هذه‬

‫النماذج‪ ،‬مع إعطائهم البعـد الزمني أهمية خاصة في تحليل الظواهر االقتصادية‪ .‬وبالتالي فاإلشكالية المطروحة هي‪ ” :‬البحث عن‬

‫‪”.‬المعدل الذي يتعين أن ينمو به الدخل على المدى الطويل للمحافظة على التوظيف الكامل وتجنبالبطالة والكساد‬

‫‪‬‬ ‫هـ – تفسير البطالة وفقا لمنحنى فيلبس ‪ :‬يرتكز اهتمام فيلبس على دراسة وتحليل سوق العمل في االقتصاد اإلنجليزي من خـالل‬

‫دراسـته اإلحصائية للمجتمع البريطاني من ‪ 1861‬حتى ‪ ،1957‬حيث كشف وجود عالقة إحصائية قويـة بيـن نسبـة العاطلين إلى‬

‫إجمالي السكان‪ ،‬ومعدل التغييرفي أجرالساعة للعامل خالل مدة زمنية معينة‪ ،‬بمعنـى أن الفتـرة التي تقل فيها معدالت البطالة ترتفع‬
‫عندها األجور النقدية و العكس صحيح‪ ،‬أو بمعنى آخـر وجـود معـدل ضعيف من البطالة يتناسب مع ارتفاع سريع في األجور‬

‫‪.‬االسمية و العكس بالعكس‬

‫‪‬‬ ‫وعلى هذا األساس تم التوصل إلى وجود دالة متناقصة بين المؤشرين وهو ما يعني ” وجـود عالقة تجريبية عكسية بين معدل ارتفاع‬

‫‪”.‬األجر االسمي ومعدل البطالة‬

‫‪‬‬ ‫بتطويرهذه ‪ R.M-Solow‬وسولو ‪ P. Samuelson.‬وبـول سامويلسـون ‪- -R.Lipsey 1960‬وقد ساهمت أبحاث كل من ر‪.‬ليبسي‬

‫الفكرة‪ ،‬إذ أمكن التوصل إلى وجود عالقة عكسية بين معدل التضخم ومعدل البطالة‪ ،‬وهوما يفسره منحنى فيليبس‪ .‬الذي يمكن من‬

‫‪:‬خالله استخالص مايلي‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬أن ثمن خفض معدل البطالة هو ثمـن ذلك قبول معدل أعلى للتضخم –‬

‫‪‬‬ ‫وعلى هذا األساس أصبحت معظم البرامج االقتصادية للدول الصناعية تختـار النقطة التي تفضلها على منحنى فيلبس وما تشير إليه‬

‫من معدل معين للبطالة ومعدل معين للتضخم‪ ،‬وتقوم بعد ذلك باختيار السياسة النقدية والمالية التي تحدد الطلب الذي يضمن تحقيق‬

‫‪.‬هذين المعدلين المرغوب فيهما‬

‫‪‬‬ ‫لكن ومع بداية السبعينيات لوحظ أن المستوى العام لألسعار ظل يتجه نحو االرتفاع المستمر‪ ،‬في الوقت الذي تتزايد فيه معدالت‬

‫البطالة‪ .‬الشيء الذي شكل انتقادات الذعة لهذا المنحنى وقصوره على تفسير تزامـن البطالة والتضخم معا أوما يسمى بالركود‬

‫‪ (Stagflation) .‬التضخمي‬

‫‪‬‬ ‫و*‪ -‬تفسير البطالة في النظريات النقدية‪ :‬يفسر هذا التيار البطالة الدورية من خالل العوامل النقدية البحتة‪ ،‬وأن عالجها يكمن في‬

‫من )‪ ، (Wiskell‬فيكسل)‪ (Howtrey‬استخـدام أدوات السياسة النقدية‪ ،‬ويضم هذا التيار مجموعة من المفكرين أمثال‪ :‬هوتري‬

‫مدرسة شيكاغو‪ .‬بإعطائهم للنقود أهمية بالغة في النشاط االقتصادي‪ ،‬وأن كل التقلبات التي يعرفهـا االقتصـاد ناتجة عن تغير عرض‬

‫النقود‪ .‬كما أن زيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية على النحو الذي شل من كفاءة آلية األسعارفي سوق العمل‪ ،‬يعتبر من بين‬

‫‪.‬العوامل المفسرة للبطالة في نظرهم‬

‫‪‬‬ ‫ويؤكدون على أن تعطيل زيادة إعانات البطالة تعطل من فاعلية سوق العمل‪ ،‬ألن العمال المستفيدين منها ال يبحثون عن العمل‬

‫‪.‬بجديـة‬

‫‪‬‬ ‫و بالتالي فالبطالة في نظرهم اختيارية وال مكانة للبطالة اإلجبارية في تحاليلهم ويرون أن مواجهة البطالة يكمـن في‪“ :‬عدم تدخل‬

‫الحكومات لحل هذه المشكلة وتركها لكي تحل نفسها بنفسها عبر آليات السوق” يرى فريدمان أنه ال يوجد منحنى فيلبس في شكله‬

‫التقليدي إال في األجل القصير‪ ،‬أما في األجل الطويل فإن هذا المنحنى يأخذ شكال مستقيما عموديا يحدد معدل بطالة طبيعية‪ ،‬ويميز‬

‫‪.‬عدم كفاية السياسة االقتصاديـة لمحاربة البطالة إال في األجل القصير‬


‫‪‬‬ ‫خالل الستينيات وبالتحديد في ‪ .1964‬اذ يفسر اختيار ‪ Beher,Shult‬ح‪ -‬تفسير البطالةوفقا لظرية رأس المال البشري‪ :‬من مؤسسيها‬

‫الوظيفة على أساس الفوائد التي يجنيها العامل من وراءها قصد تحسين إنتاجيته واالستفادة من أكبر دخل ممكن‪ ،‬وبالتالي سيضحي‬

‫األفراد بالوقت الضروري للتكوين من أجل رفع قدراتهم و مؤهالتهم‪ ،‬باعتبار أن سوق العمل يبحث عن اليد العاملة المؤهلة‪ .‬وعليه‬

‫‪.‬فإن االهتمام يرتكز على الوظيفة وليس بمن يشرفون عليها‬

‫‪‬‬ ‫‪ ،‬في ‪ D.B Doernberg , M.Piore‬ط‪-‬تفسير البطالة وفقا لنظرية تجزئة سوق العمل ‪ :‬ترتكز هذه النظرية التي ظهرت على يد‬

‫دراسة ميدانية لسوق العمل األمريكية خالل الستينيات‪ ،‬التي تفسر أن قوة العمل األمريكية تتعرض لنوع من التجزئة علـى أسـاس‬

‫العرق والنوع والسن والمستوى التعليمي‪ .‬وتهدف النظرية الى تفسير ارتفاع البطالة‪ ،‬والكشـف عن أسبـاب ارتفاعها في قطاعات‬

‫معينة ووجود ندرة في عنصر العمل في قطاعات أخرى‪ .‬وعلى هذا األساس تميز النظرية بين خمسة أنواع من أسواق العمل وهي‪:‬‬

‫‪.‬السوق الداخلية‪ ،‬السوق الخارجية ‪ ،‬السوق األولية‪ ،‬السوق الثانوية‪ ،‬و السوق الرئيسية‬

‫‪‬‬ ‫ي‪ -‬نظرية البطالة الهيكلية ‪ :‬ظهرت هذه النظرية لتفسير معدالت البطالة المرتفعة في السبعينيات وزيادة التطورالتقني الـذي طـرأ‬

‫على الصناعة‪ ،‬فقد تعرضت بعض الفئات من العمال لظاهرة التعطل بسبب عدم قدرتها على التوافـق مـع األساليب ‪ ،‬الحديثة في‬

‫الفنون اإلنتاجية‪ .‬في حين ظهر فائض في فرص العمـل في أعمـال و مهـن أخـرى‪ .‬وقد فسرت النظرية عدم التوافق بين فرص العمل‬

‫المتاحة والمتعطلين بمجموعة من األسباب أهمها‪ :‬عدم القدرة على االنتقال بمرونة من مكان آلخر‪ ،‬االعتبارات الشخصية في تفضيل‬

‫‪.‬العمال ‪ ،‬و عدم توفير فرص تدريب مناسبة للعمال حتى يتمكنوا من القيام بأعمال جديدة‬

‫‪‬‬ ‫‪ ،‬كمحاولة لتفسير معدالت البطالة المرتفعة في ‪ E.Malinvand‬ز‪-‬نظرية اختالل التوازن ‪ :‬ظهرت على يد االقتصادي الفرنسي‬

‫الدول الصناعية خالل فترة السبعينيات‪ .‬ويرتكز تحليله للبطالة على سوقين اثنين هما‪ :‬سوق السلع و سوق العمل‪ .‬وتبني هذه النظرية‬

‫فرض جمود األسعار واألجورفي األجل القصير‪ ،‬ويرجع ذلك الى عجزهما عن التغير بالسرعة الكافية لتحقيق التوازن المنشود‪.‬‬

‫ونتيجة لذلك يتعرض سوق العمل لحالة االختالل متمثلة في وجود فائض في عرض العمل عن الطلب‪ ،‬مما يقود إلى البطالة‬

‫‪.‬االجبارية‬

‫‪‬‬ ‫و ال تقتصر النظرية على البحث عن أسباب البطالة في اطار دراسة سوق العمل‪ ،‬وانما تسعى أيضا لتحليلها من خالل دراسة العالقة‬

‫‪:‬بين سوق العمل وسوق السلع‪.‬اذ يمكن أن ينتج عنه نوعين من البطالة هما‬

‫‪‬‬ ‫النوع األول و يتميز بوجود فائض في عرض العمل عن الطلب عليه‪ ،‬ويترتب على ذلك عدم قيام أصحاب العمل أو رجال األعمال‬

‫‪.‬بتشغيل عمالة اضافية لوجود فائض في االنتاج ال يمكنه وهو ما يتطابق مع التحلـيل الكينزي‬
‫‪‬‬ ‫و النوع الثاني في هذه الحالة تقترن البطالة في سوق العمل بوجود نقص في العرض من السلـع عن الطلب عليها‪ ،‬وتكون أسباب‬

‫البطالة في ارتفاع معدل األجور الحقيقية للعمال‪ ،‬مما يدفع المستخدمبن الى عـدم زيادة كل من عرض السلع ومستوى التشغيل بسبب‬

‫‪.‬انخفاض ربحية االستثمارات‪ ،‬وهو ما يتطابـق مع التحليـل الكالسيكي‬

‫‪‬‬

‫‪:‬المطلب الثاني عالج البطالة في الفكر االقتصادي‬

‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬المدرسة التقليديةترى أن الدورة االقتصادية ال تعدو إال أن تكون مجرد ظاهرة نقديـة بحتـة‪ .‬اذ تعـود التقلبات في مستوى النشاط *‬

‫االقتصادي الى درجات التوسع واالنكماش في المعروض من النقود ووسائل الدفع عموما( التسهيالت االئتمانية)‪ .‬وعلى اعتبار أن‬

‫البطالةالسائدة ت كون اختيارية أو احتكاكية‪ ،‬فان األجور كفيلـة برفع الكمية المعروضة من العمل مقارنة بتلك المطلوبة للوصول الى‬

‫‪.‬مستوى التشغيل الكامل‬


‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬المدرسة السيكولوجية إن حدوث التقلبات الدورية في مستوى النشاط االقتصادي سببهـا التقلبـات التي تطرأ على سيكولوجية *‬

‫فئة المنظمين والمستثمرين‪ ،‬من خالل التوقعات حـول آفـاق الربحيـة لفـرص االستثمار المربحة والمتاحة‪ ،‬ذات األثر االيجابي على‬

‫‪.‬احداث مناصب الشغل‬

‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬مدرسة قصور االستهالك‪ :‬ترجع هذه المدرسة حالة االنكماش والركود االقتصادي إلى انكماش حجم الطلب الكلي الفعال في *‬

‫المجتمع‪ ،‬ويرجعون ذلك لضعف القدرة الشرائية لدى الفئات األجرية ومحدودىالدخل‪ ،‬نتيجة لسوء توزيع المداخيل بين الفئات‬

‫‪ .‬المختلفة‪ ،‬وهو ما يؤدي الى انكماش في حجم الطلب الكلي الفعال في المجتمع لما لذلك من أثر على حالة االنكماش والركود‬

‫‪‬‬ ‫د‪ .‬مدرسة المغاالة في االستثمار ‪ :‬ترى أن التوسع المفرط في االستثمار لبعض األنشطة والصناعة بدرجة أكثر تبرره االحتياجات *‬

‫واعتبارات التناسق بين األنشطة المختلفة لالقتصاد‪ ،‬سوف تدفع به ان آجال أو عاجال نحو الركود االقتصادي‪ ،‬كما يمكن أن تحدث‬

‫‪ .‬التقلبات االقتصادية للعملية االنتاجية بسبب االختراعات واالكتشافات الجديدة أوفتح أو فقدان أسواق جديدة‬

‫‪‬‬ ‫هـ‪ -‬مدرسة شيكاغو ‪ :‬ركزت على ضرورة الوصول إلى االستقرار النقدي الذي يتحقق بوجود تـوازن بين نسبة التغير في كمية النقود‬

‫وبين حجم الناتج الحقيقي‪ .‬ويرجعون مصدر اإلفراط في عرض النقـود إلى عجز ميزانية الدولة‪ ،‬والتي يتوجب عليها القضاء عليه‬

‫تفاديا لكل نفقات إضافية مثـل‪ :‬مدفوعـات الحمايـة االجتماعية مما قد يجبر العمال على قبول األعمال التي كانوا يرفضونها بسبب‬

‫‪.‬اإلعانات المقدمـة للبطاليـن‬

‫‪‬‬ ‫وللتأثير على حجم البطالة يقترح رواد هذه المدرسة أن تكتفي الدولة بوظائفها التقليدية دون البحث عن تحقيق التوظيف الكامل‪ .‬وأن‬

‫‪.‬يتم إطالق آليات السوق تعمل عملها الستعادة التوازنات المفقودة خاصة في سوق العمل‬

‫‪‬‬ ‫و‪ -‬مدرسة اقتصاديات العرض ‪ :‬ترجع البطالة إلى نقص قوى العرض وليس قوى الطلب ‪،‬كما فسر ذلك الكينزيون‪ ،‬وترى أن‬

‫الخروج من مأزق البطالة يتم بدفع حركة االستثمارات والعمل على إنعاش الحوافـز التي من شأنها أن تزيد من قوى االدخار‬

‫واالستثمار ومن أجل رفع مستوى االدخارات فقد اقترحوا تخفيض معـدالت الضرائب‪ .‬إال أن هذا الطرح يعني تفاقم عجز ميزانية‬

‫الدولة بسبب انخفاض إيراداتها‪ ،‬وسوف لن يكون له أثـر علـى خفض معدالت البطالة‪ ،‬بدليل البرنامج الذي طبقه الرئيس األمريكي –‬

‫‪.‬ريغان‪ -‬أثناء عهدته الرئاسية‬

‫‪‬‬ ‫ح‪ .‬مدرسة التوقعات الرشيدة ‪:‬اعتمدت هذه المدرسة على النظرة المستقبلية لسير النشاط االقتصـادي على اعتبار أن البطالةفي *‬

‫تحاليلهم اختيارية ‪ ،‬كون آليات سوق العمل تتكيف بسرعة مع كل اختالالت التوازن التي قد تحدث به ( على أن تكون األسعار‬

‫واألجور مرنة‪ ،‬وأن تتوفر كافة المعلومات لبناء التوقعات المستقبلية)‪ .‬فإذا أرادت الدولة رفع معدالت النمو االقتصادي وتخفيض‬

‫معدالت دعم الطلب الكلـي عن طريق زيادة كمية النقود المتداولة فان األفراد سوف يتنبئون بحدوث التضخم‪ ،‬و سيطالبون برفع‬
‫األجور‪ ،‬مما يعني ارتفاع التكاليف ومنه ارتفاع األسعارالتي قد يعجز المستهلك على تحملها‪ ،‬فتسعى المؤسسات إلـى خفـض تكاليفهـا‬

‫‪.‬بالتأثيرعلى اليد العاملة(تسريح العمال )‪ ،‬وعليه فإن هذه السياسة غير فاعلة‬

‫‪‬‬ ‫أما إذا أرادت الدولة محاربة التضخم من خالل تطبيق سياسة انكماشية‪ ،‬سيؤدي ذلك إلى بطء اإلنتاج وزيادة معدالت البطالةولتفادي‬

‫ذلك فإنه يجب أن يكون هناك استقرار في السياسة الحكومية أوال‪ ،‬ثم ثانيـا تقييد دور الدولة في الحياة االقتصادية وترك الحرية‬

‫‪ .‬االقتصادية والمنافسة التامة وآليات السوق تعمـل عملهـا بكل شفافية‪ ،‬مع ضمان المرونة في األجور واألسعار تبعا لحاالت األسواق‬

‫‪‬‬ ‫ط‪ .‬المدرسة المؤسستية ‪ :‬اختلفت في رؤيتها للبطالة‪ ،‬اذ انتقدت التحليل النيوكالسيكي من حيث الفروض‪ ،‬أو منهج التحليل وحتى *‬

‫النتائج المتوصل اليها‪ .‬فلم تعد البطالة أزمة كم بل أزمة كيف وال يمكن حلها بزيادة الطلب الكلي الفعال‪ ،‬خاصة في ظل تزايد الثورة‬

‫التكنولوجية التي أدت إلى تخفيض الطلب علـى األيدي العاملة‪ ،‬نتيجة لما حدث من اعادة هيكلة للعمل( اختفاء العديد من المهن‬

‫‪) .‬والوظائف بال رجعة‬

‫‪‬‬ ‫ويرى عدد من مفكري هذه المدرسة أن الخروج من أزمة البطالة سيكون من خالل التوسع في مجال الخدمات اإلنسانية مثل‪:‬‬

‫‪.‬الخدمات الصحية رعاية المسنين‪ ،‬الترويج والسياحة‪ ،‬األمن الشخصي … الخ‬

‫‪‬‬ ‫ي‪ .‬المدرسة الكينزية الحديثة‪ :‬يرىأنصارهذه المدرسة أن عالج البطالة يكمـن في زيادة معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬حتى ولو كان *‬

‫ذلك بزيادة معدالت التضخم‪ ،‬ق صد االنتقـال مـن مرحلـة الركود إلى مرحة االنتعاش‪،‬الذي يتطلب موارد مالية كبيرة يمكن توفير‬

‫جزءا كبيرا منها عن طريق المدخرات الوطنية والتراكم واإلنتاجية‪ .‬وبما أن احتياجات سوق العمل تتطلب أيدى عاملة مؤهلة‪ ،‬فإنهم‬

‫يقترحون إجراء دورات وبرامج تدريبية وتكوينية لكي تتكيف مع هذه المتطلبات‪ ،‬ويقترحون أيضا الرجوع إلى سياسة األشغال العامة‬

‫‪.‬الكبـرى التي من شأنها خلق فرص عمل أكثر وبالتالي الرفع من مستوى التوظيف والدخل‬

‫‪:‬وجهة نظر الخبراء والمنظمات الدولية‬


‫‪‬‬ ‫‪:‬يشير خبراء منظمة العمل الدولية وعدد من االقتصاديين إلى‬

‫‪‬‬ ‫ضرورة انتهاج سياسة اقتصادية تهدف إلـى رفـع معدالت النمو االقتصادي‪ .‬و خفض تكلفة العمل الذي يرتبط أساسا بتكاليف –‬

‫اإلنتاج‪ ،‬حيث تشكل األجور الجانب األساسي منها‪ .‬مع تعديل ظروف سوق العمل بإلغاء قوانين الحد األدنى لألجور وتعديل نظام‬

‫‪.‬إعانات البطالة والضمان االجتماعي بالشكل الذي يجعل المداخيل التعويضية متوازنة مـع الحاجة إلى تحفيز ميول العمال نحو العمل‬

‫‪‬‬ ‫إلزامية التوسع في سياسة التدريب للعاطلين لتنمية مؤهالتهم ومهاراتهم بما يتالءم ومتطلبات أسواق العمـل والتكنولوجيات –‬

‫الحديثة‪ .‬تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع القطاع غيرالرسمي وتذليل العقبات التـي تواجههـا لضمان وصولها إلى‬
‫األسواق الوطنية والعالمية مثل‪ :‬تسهيل حصولها على االئتمان‪ ،‬نقل التكنولوجيات الحديثة إليها وتوفير المعلومات التي تحتاجها الداء‬

‫‪.‬مهامها‪ ،‬االمتيازات الضريبية… الخ‬

‫‪‬‬ ‫‪.‬تشجيع التقاعد المبكر لتوفير فرص عمل جديدة خلفا للذين أحيلوا إلى التقاعد –‬

‫‪‬‬ ‫تطوير نظام المعلومات المتعلقة بأسواق العمل في اإلستثمار‪ ،‬وتداولها بأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬لتمكيـن طالبـي العمـل والعارضين له من –‬

‫‪.‬االلتقاء في أسرع وقت بالنظر إلى حاجة المستثمر ومؤهالت العمال‬

‫‪‬‬ ‫ويظل االقتراح الذي ينادي بفكرة تقسيم األعمال أكثرها انتشارا‪ ،‬حيث يتم بموجبها توزيع حجم العمل على عدد أكبر من العمال مما‬

‫يؤدي إلى‪ :‬احتفاظ العمال المشتغلين فعال بوظائفهم‪ ،‬وإتاحة فرص تشغيل إضافية جديدة‪ .‬وذلك من خالل تخفيض ساعات العمل‬

‫واألجور‪ ،‬فبدل أن يعمل العمال خمسة أيام في األسبوع‪ ،‬فانه سيخفض أسبوع العمل إلى أربعة أيام مقابل خفض األجور وبالتالي‬

‫‪.‬يمكن تقاسـم األعمال المتاحة لمزيد من العمال‬

‫‪‬‬ ‫المبحث الرابع أسباب البطالة في الجزائر وطرق معالجتها‬

‫‪‬‬ ‫‪ :‬المطلب األول أسباب البطالة‬

‫‪‬‬ ‫تتعدد األسباب التي تؤدي إلى تفشي البطالة ونقص التشغيل في أوساط الفئة النشيطة‪ ،‬خاصة عنصر الشباب بغض النظر عن‬

‫‪:‬مؤهالتهم ومستوياتهم التعليمية والتكوينية‪ ،‬ويمكن أن نجمع هذه األسباب في نقطتين‬

‫‪‬‬ ‫تشمل األولى العوامل الخارجة عن سيطرة الحكومة وهي تلك التي ال تعتبر الحكومة مسؤولة عنها مسؤولية مباشرة‪ ،‬أما الثانية‬

‫‪:‬فتتناول من خاللها األسباب التي تدخل في نطاق سيطرة الحكومة بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬اعتمادا على ما يلي‬

‫‪:‬أهم العوامل الخارجة عن سيطرة الحكومة‬


‫‪‬‬ ‫‪:‬لعل من بين العوامل التي تقف وراء هذه األسباب مايلي‬

‫‪‬‬ ‫باعتبار أن عددا كبيرا من الدول النامية تعتمد في صادراتها الخارجية عن المحروقات التي تشكل الجزء األكبر منها‪ ،‬وبالتالي فإن –‬

‫إيراداتها من العملة الصعبة مرتبطة بشكل أساسي بعائداتها‪ .‬وبما أنه يصعب التحكم بأسعارها بالرغم من مجهودات منظمة األوبيك‬

‫التي تعتبر الجزائر أحد أعضائها‪ ،‬ترتب عن ذلك انكماش االقتصاد الجزائري بشكل خاص والدول المصدرة للنفط بصفة عامة بداية‬

‫من النصف الثاني من الثمانينات‪ ،‬الشيء الذي أدى إلى انخفاض النمو االقتصادي سبب تراجع المصدر األساسي للدخل الوطني‪ ،‬مما‬

‫أثر سلبا على النشاط االقتصادي و فرص التوظيف بالتبعية‪ ،‬وقد كان من الطبيعي أن يؤثر ذلك عكسا على حجم تجارتهاالخارجية‪،‬‬

‫ومن المعروف أيضا أن انخفاض حصيلة الصادرات يكون له آثار انكماشية مضاعفة على مستويات الدخل والعمالة خاصة في‬

‫‪.‬قطاعات التصدير واألنشطة المرتبطة بها‬


‫‪‬‬ ‫تخفيض سعر صرف الدوالر األمريكي في مواجهة العمالت األخرى‪ ،‬الشيء الذي ترتب عليه اضعاف القوة الشرائية للموارد –‬

‫‪.‬المتاحة من العمالت األجنبية‪ ،‬ألن الجزء األكبر منها في شكل دوالر‪ ،‬وبالتالي تقييد قدرتها على االستيراد بتلك العمالت‬

‫‪‬‬ ‫تخفيض سعر صرف الدوالر األمريكي في مواجهة العمالت األخرى‪ ،‬الشيء الذي ترتب عليه إضعاف القوة الشرائية للموارد –‬

‫المتاحة من العمالت األجنبية‪ ،‬ألن الجزء األكبر منها في شكل دوالر‪ ،‬وبالتالي تقييد قدرتها على االستيراد بتلك العمالت‪.‬وما سيتبعه‬

‫هذا من انكماش في دعم الواردات من السلع االستهالكية أو اإلنتاجية‪ .‬وبتعبير آخر تبقى المدفوعات بالدوالر كما هي مقابل أحجام‬

‫متناقصة من الواردات‪ ،‬وأي انخفاض في الكميات المستوردة له تأثير سلبي على حجم اإلنتاج والعمالة في المؤسسات التي تستورد‬

‫‪.‬مستلزمات إنتاجها من الخارج‬

‫‪‬‬ ‫النمو الديمغرافي باعتبار أن هذا العنصر يؤثر مباشرة في زيادة حدة البطالة خصوصا إذا كانت الزيادة في عدد الوظائف ال –‬

‫تتناسب ومعدالت النمو السكانية التي تميل إلى االرتفاع في الدول النامية‪ ،‬فقد أدت الزيادة السكانية إلى تزايد العروض من طالبي‬

‫العمل في سوق العمل الجزائرية‪ ،‬ونظرا الرتباط القضية السكانية بعوامل متباينة يصعب السيطرة عليها لذا اعتبرت من ضمن‬

‫‪.‬العوامل الخارجة عن سيطرة الدولة‬

‫نقص مصادر التمويل إلنعاش وتمويل المشاريع االقتصادية‪ ،‬وهذا راجع لضعف أداء الجهاز اإلنتاجي وضالة االدخار لمختلف األعوان –‬

‫االقتصاديين بسبب انخفاض القدرة الشرائية للعائالت‪ ،‬وكذلك بسبب نظام الفوائد المطبقة في البنوك غير اإلسالمية والذي ال يشجع على‬

‫االدخار ألسباب عقائدية تجنبا لكل أنواع الربا‪ ،‬باإلضافة إلى عدم مرونة التعامالت البنكية في بعض األحيان‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن من بين‬

‫رفع االدخار الوطني لتمويل ‪8):‬في الجزائر لفترة تطبيق برنامج التعديل الهيكلي (‪ « FMI » 9/95‬أهداف التمويل المحدد من طرف‬

‫‪.‬االستثمارات بـ‪ % 5.5:‬من الناتج المحلي الخام وهذا من خالل الحد من نمو االنفاق الجاري‬

‫أزمة المدفوعات الخارجية التي تعرفها الجزائر والتي تمتد جذورها إلى بداية الثمانينات‪ ،‬رغم تأخر تأثيرها على االقتصاد الوطني‪ ،‬فقد –‬

‫بدأت تظهر منذ سنة ‪ 1986‬نتيجة النهيار أسعار النفط من حوالي ‪35‬دوالر عام ‪ 1981-80‬إلى نحو ‪15‬دوالر في مارس ‪ .1986‬إضافة إلى‬

‫مدى تأثير خدمات الديون والشروط القاسية التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية بموجب اإلصالح واإلنعاش االقتصادي‪ ،‬والتي تتميز‬

‫بارتفاع التكلفة االجتماعية وما يصاحبها من تسريح جزئي وجماعي للعمال نتيجة لهيكلة االقتصاد الوطني‪ ،‬وعليه فإن مستويات التشغيل لليد‬

‫‪.‬العاملة تكون في تناقص ويرتفع معدل البطالة آليا‬

‫المبحث الخامـــس واقع البطالة وقياسها‬


‫‪:‬المطلب االول قوة العمل‬

‫يشير مفهوم قوة العمل إلى أولئك القادرين من الناحية الصحية والبدنية على العمل وتبلغ أعمارهم سن العمل ذكورا وإناثا‪ ،‬سواء أكانوا ضمن‬

‫العاملين أو العاطلين‪ .‬وهذا التعريف يخرج بالطبع جميع الملتحقين بالمراحل الدراسية والقائمين باألعمال المنزلية وغير القادرين على العمل‬

‫‪.‬والمحالين على التقاعد أو غير العاملين وال يبحثون عن عمل وليس لديهم االستعداد للعمل‬

‫المطلب الثاني مفهوم التشغيل الكامل‬

‫التشغيل الكامل ‪ 2‬هو نقيض البطالة‪ ،‬بالمفهوم الواسع‪ .‬ولذلك فإن هدف مكافحة البطالة في بلد نام كالجزائر يتعين أن يكون بناء البنية‬

‫‪.‬االقتصادية والمؤسسية الهادفة لتحقيق التشغيل الكامل‬

‫وعلى وجه التحديد‪ ،‬يعنى التشغيل الكامل‪ ،‬توافر “عمل جيد” لكل من يطلب عمال‪ .‬عمل منتج‪ ،‬يوظف الفرد فيه قدراته وإمكاناته‪ ،‬ويحقق فيه‬

‫‪.‬ذاته‪ ،‬وتتوافر له فيه فرص النمو والتطور‪ ،‬تحت ظروف تكون فيها الكرامة اإلنسانية محفوظة‪ ،‬ويكسب منه ما يكفي لتفادي الفقر‬

‫في هذا المنظور‪ ،‬يتضح أن البطالة تعتبر أحد أصناف الفقر‪ ،‬حينما يعرف الفقر حسب تعريف برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬بمعنى قصور‬

‫القدرة اإلنسانية عن الوفاء بأحقيات البشر في حياة كريمة‪ ،‬وبالتالي ينظر إلى البطالة على أنها أحد أسباب الضعف االجتماعي وأنها أحد‬

‫المسببات األساسية للفقر‪ .‬حيث القدرة على العمل تعتبر رأس المال ربما الوحيد‪ ،‬أو األهم‪ ،‬للغالبية العظمى من األفراد في سن العمل والعطاء‪.‬‬
‫ورغم أن أفقر الفقراء ال يطيقون ترف البطالة السافرة‪ ،‬حيث يتعين عليهم التعلق بعمل ما من أجل البقاء‪ ،‬فإن مستوى الرفاه الناتج عن نوع‬

‫األعمال التي يقومون بها‪ ،‬أو ظروف العمل‪ ،‬تكون من التدني بحيث ال يمكن وصفها بأنها أعمال “جيدة”‪ ،‬وتندرج‪ ،‬من ثم‪ ،‬تحت صنف من‬

‫‪.‬أصناف البطالة‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يصبح خلق فرص العمل المنتجة والمكسبة‪ ،‬في المجتمعات التي ينتشر فيها الفقر وتتفاقم بها البطالة وتكون شبكات الحماية‬

‫‪.‬االجتماعية بها نادرة أو معدومة‪ ،‬أهم وسيلة لمكافحة الفقر‪ ،‬والتخلف واالنحراف بوجه عام‬

‫‪:‬المطلب الثالث حجم البطالة ونسبتها‬

‫يتحدد حجم البطالة من خالل احتساب الفارق بين حجم مجموع قوة العمل الجزائرية وحجم مجموع العاملين الجزائريين‪ .‬أما نسبة البطالة‬

‫‪ :‬فتحسب بقسمة حجم البطالة على إجمالي قوة العمل من الجزائريين ذكورا وإناثا مضروبا في مائة‪ ،‬وذلك وفقا للمعادلة التالية ‪7‬‬

‫[ نسبة البطالة = ( عدد العاطلين ) ‪ ( /‬إجمالي القوى العاملة ) ‪] 100‬‬

‫‪:‬ومن األهمية اإلشارة إلى أن نتائج المعادلة السابقة ومخرجاتها تتأثر بعاملين رئيسين‬

‫‪.‬األول ذو عالقة بتحديد العمر الزمني المصرح به رسميا لدخول قوة العمل –‬

‫‪.‬أما العامل الثاني فيتعلق بتحديد فترة االنقطاع عن العمل‪ ،‬التي بموجبها يمكن اعتبار الفرد عاطال عن العمل –‬

‫‪:‬الخاتمة‬
‫نظراً ألهمية تأثير البطالة في البناء االجتماعي للمجتمع‪ ،‬تم التركيز في هذا البحث على تحليل مفهوم البطالة ضمن إطار البناء االجتماعي‪،‬‬

‫‪.‬وذلك من خالل إبراز أهم اآلثار السلبية المترتبة على انتشار البطالة وازدياد نسبتها في المجتمعات‬

‫يرى بعض الباحثين إلى أن هناك آثارا خطيرة للبطالة على مستوى الفرد والمجتمع‪ ،‬فالفرد قد يصاب بأمراض نفسية عديدة‪ ،‬ويمكن أن يلجأ‬

‫إلى تعاطي المخدرات هروبا من الواقع المؤلم‪ ،‬وانتشار الجرائم‪ ،‬وضعف االنتماء للوطن‪ ،‬وكراهية المجتمع‪ ،‬وصوال إلى ممارسة العنف‬

‫‪.‬واإلرهاب ضده‪ ،‬فضال عما تمثله البطالة من إهدار للموارد الكبيرة التي استثمرها المجتمع في تعليم هؤالء الشباب ورعايتهم صحيا ً واجتماعيا‬

‫كما أن عدم وجود قاعدة معلوماتية وطنية للوظائف المطروحة والباحثين عنها أحد مغذيات أزمة البطالة‪ ،‬حيث تؤدي إلى غموض سوق العمل‪.‬‬

‫وبهذا يجب تشجيع على إنشاء شركات خاصة في ميدان التوظيف لملء هذا الفراغ ‪ ،‬ومن هنا تبدو أهمية االستفادة من تجربة بعض الدول‬

‫الغربية في إنشاء بنوك وطنية للتوظيف توفر قواعد معلومات ضخمة للوظائف الشاغرة في القطاعين العام والخاص‪ ،‬يتم تحديثها يوميا‪ ،‬وتكون‬

‫‪.‬متاحة من خالل مواقع إنترنت متخصّصة أو دليل شهري يوزع بمقابل مادي رمزي على الباحثين عن العمل‬

‫وال تقتصر فائدة “بنوك التوظيف” على كونها قناة اتصال بين أصحاب األعمال والباحثين عن العمل فقط‪ ،‬بل إنها تعد أداة جيدة يستطيع من‬

‫‪.‬خاللها الباحثون التعرف عن العمل وعلى طبيعة الوظائف المطلوبة من الشركات‪ ،‬ومن ثم تأهيل أنفسهم بما يتناسب معها‬
‫وفى النهاية‪ ،‬فإن وجود إستراتيجية لمكافحة البطالة يتطلب تغييرات مؤسساتية بعيدة المدى في البنية االقتصادية وربما السياسة تشمل زيادة‬

‫كفاءة سوق العمل ف ي سياق تدعيم تنافسية األسواق عامة وضبط نشاطها‪ ،‬في إطار من سيادة القانون التامة واستقالل للقضاء‪ ،‬وإصالح‬

‫للخدمات الحكومية‪ ،‬وإقامة نظم فعالة لألمان االجتماعي‪ ،‬وإصالح نظم الحكم المحلية عبر مختلف المؤسسات لتصبح معبرة عن الناس بشفافية‬

‫‪.‬ومسؤولة أمامهم بفعالية‪ ،‬ولتمكن من تقوية مؤسسات المجتمع المدني ‪ ،‬حتى يصبح لعموم الناس‪ ،‬وللفقراء خاصة‪8 .‬‬

‫‪.‬مكافحة البطالة إذا‪ ،‬كما تمت اإلشارة إليه سابقا‪ ،‬ليست مشكلة قطاعا معينا ‪ ،‬بل مشكلة مجتمعا كامال‬

‫وبديهي أن مكافحة البطالة تقتضي رفع وتيرة النمو االقتصادي‪ .‬ويتطلب ذلك‪ ،‬زيادة معدالت االدخار واالستثمار‪ .‬فاالدخار المحلى ضعيف إن‬

‫لم نقل منعدما في مجتمعات مازالت غالبية سكانها ال تؤمن حاجياتها األساسية على مستوى مقبول من جهة ونزع الثقة من البنوك من جهة‬

‫أخرى‪ ،‬على حين ينعم مترفوها‪ ،‬وهم قلة قليلة‪ ،‬بأنماط استهالك غير معقولة دونما مسؤولية اجتماعية‪ .‬نرجو من هللا العلي القدير أن ال يعاقبنا‬

‫‪.‬بسبب مترفي هذا البلد‬

‫‪:‬المصادر‬
‫‪ .‬االقتصاد السياسي للبطالة‪ ،‬تحليل ألخطر المشكالت المعاصرة‪ ،‬د‪ .‬رمزي زكي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت ‪.1 1998‬‬

‫‪ .‬د‪.‬رمزي زكي‪ :‬االقتصاد السياسي للبطالة ‪،‬مطابع الرسالة ‪،‬الكويت ‪ ، 1997،‬ص‪183‬‬

‫‪ .‬د‪ .‬إسماعيل سفر وعارف دليلة ‪ ،‬تاريخ األفكار اإلقتصادية‪ ،‬منشورات جامعة حلب سوريا ‪ ،1977‬ص‪576‬‬

‫دانيال أر نولد ترجمة د‪ .‬عبد األمير شمس الدين‪ :‬تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص ‪225‬‬

‫د‪ .‬ليلى‪ .‬أ الخواجة ‪ :‬أسواق العمل في الدول النامية في ظل برنامج اإلصالح االقتصادي ‪ ،‬مجلة مصر المعاصرة ‪ ،‬العدد ‪ ، 431‬مصر ‪،‬‬

‫‪ ،1993‬ص ‪95‬‬

‫‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪96‬‬

‫‪.‬رهام حسن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪63‬‬

‫‪ .‬د‪.‬ليلي الخواجة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص‪104-99‬‬

‫عبد الحميد بدر الدين‪ ،‬حل متاح لمشكلة البطالة في دول الخليج‪7) 2000 ،‬‬

‫نادر فرجاني‪ ،‬البطالة في مصر‪ ،‬األبعاد والمواجهة‪ ،‬مركز المشكاة للبحث‪ ،‬مصر‪2) 1999 ،‬‬

You might also like