You are on page 1of 104

‫جامعة أحمد دراية أدرارــ الجزائر‬

‫كمية العموم االقتصادية‪ ،‬التجارية‪ ،‬وعموم التسيير‬


‫العموم التجارية‪:‬قسم‬

‫مذكرة مقدمة ضمف متطمبات نيؿ شيادة الماستر‬


‫ميداف عموـ اقتصادية والتسيير وعموـ تجارية‬
‫شعبة ‪ :‬مالية‬
‫تخصص ‪ :‬مالية المؤسسة‬

‫أجيزت ونوقشت عمنا يوـ ‪ 2016/05/23 :‬عمى الساعة ‪15:45‬‬


‫لجنة المناقشة ‪:‬‬
‫األستاذ ىاللي أحمد جامعة أدرار‪ .......................................‬مشرفا‬
‫األستاذة أقاسـ حسنة جامعة أدرار ‪ ......................................‬رئيسا‬
‫األستاذ بكادي مسعود جامعة أدرار ‪ .............................‬مناقشا ومقر ار‬
‫إعداد الطالبتين ‪:‬‬
‫‪ o‬سعيدي أمػينة‬
‫‪ o‬بجي ػف يمينة‬

‫السنة الجامعية‪2016-2015 :‬م‬


‫احلّذ اهلل اٌزُ ىذأا ٌنٌس اٌعٍُ ً ِْضٔا تاٌعمً اٌزُ ّنري طشّمنا ‪,‬احلّذ اهلل‬

‫اٌزُ أعطأا ِٓ ٌِجثاخ سمحرو اإلسادج ً اٌعضديح إلمتاَ ىزا اٌعًّ ًحنّذن‬

‫ّا سب محذا ٍّْك مبماِه ً جالٌه اٌعظُْ ‪.‬‬

‫ٔرمذَ تىً ِعأِ اٌشىش ً اٌرمذّش اىل أسرارٔا ادلششف ىاليل أمحذ‬

‫ًاٌزُ واْ سنذا‪ ,‬دًْ أْ ٔنسَ ادلؤطش سمش أمحذ اٌزُ‬

‫واْ ىٌ األخش سنذا تاجمليٌداخ اٌمّْح اٌيت تذذلا ِعنا خالي فرتج اٌرتتص ًوً‬

‫ٌِظفِ اٌصنذًق اٌٌطين ٌٍرٌفري ًاإلحرْاط ‪.‬‬

‫ًاخريا ٌٔد اْ ٔشىش وً ِٓ ساعذٔا ِٓ لشّة أً تعْذ يف إجناص ىزه‬

‫ادلزوشج‪.‬‬
‫ـ إىل ِٓ وشِيّا اهلل يف وراتو احلىُْ‪ ,‬تعذ تسُ اهلل اٌشمحٓ‬

‫اٌشحُْ " ًال ذمً ذلّا أف ًال ذنيشاما ًلً ذلّا لٌال وشديا "‬

‫إىل ِٓ محٍرين ًىنا عٍَ ًىٓ ًسيشخ عٍِ اٌٍْايل ألتٍغ ادلعايل إٌْه أِِ احلنٌٔح ّا أ‬

‫طْة سحْك يف اٌٌجٌد حفظه اهلل ًأطاي يف عّشن‪.‬‬

‫إىل اٌزُ ال أٔسَ فضٍو عٍِ دلا لذِو يل ألسٍ اٌنٌس‪ ,‬إىل ِٓ واْ ٌو اٌفضً يف‬

‫سعاّيت ًذعٍِّْ إىل ِٓ ىٌ ادلثً األعٍَ تاٌنسثح يل أتِ حفظه اهلل ًأطاي يف عّشن‬

‫إىل ِٓ ىُ سنذُ ًذاج سأسِ‪ ،‬إىل ِٓ شاسوـٌِٔ احلْاج حٌٍىا ً ِشىا‪ ،‬إىل ًصاي احملثح‬

‫أخــــــــٌاذِ األعـــضاء حفظـــــــىُ اهلل * وشديح ‪ ,‬زلّذ ‪ ,‬تششٍ* إىل ٌٔس حْاذِ أخــــــِ‬

‫اٌغايل*عــذٔــــــــــــاْ*‬

‫إىل وً ِٓ حيًّ ٌمة سعْذُ ‪ ,‬عثّاْ‪ ,‬تٓ جشاد‪ ,‬صاًُ ‪.‬‬

‫إىل أغصاْ عائٍيت جذذاُ اٌغاٌْرني أطاي يف أعّاساما‪ ،‬إىل جــذُ اٌغايل أطـــاي اهلل‬

‫يف عّشه‪ ،‬إىل أعّاِِ ًعّاذِ ‪,‬أخٌايل ً أتناءىُ وً تامسو‬

‫إىل خــــاٌرــِ *ششّفح*ًاتنريا اٌغاٌْح صىشج اٌشتْع *دعـــــــــاء*‬

‫إىل وً صذّماذِ اٌيت عمعرين مهُ احملثح ً األٌفح فرْــح ‪ ,‬ىــاجش ‪ ,‬أِْنـــح‪ ،‬أمســــــــاء ‪ ,‬سمحح ‪ ,‬عـــــائشح‪.‬‬

‫إىل وً اٌصذّماخ اٌيت ًسعيٓ لٍيب ًمل ذسعيٓ ًسليت‪.‬‬

‫إىل اٌيت أجنضخ ِعِ ىزه ادلزوشج * ديْنح*‬

‫إىل وً ِٓ ساىُ ِعنا يف إعذاد ىزا اٌثـث ادلرٌاضع‬

‫إىل األســــــــاذزج األفــــــــاضـً ًوً ِشــــــاخيِ ًِــــــــعٍِّ وال ِنيُ تاســـّو‬

‫إىل وً طٍثح اٌسنح اٌثأْح ِاسرت ِاٌْــــح ادلؤسسح دفـــــــعح‪6102‬‬

‫ًيف األخري أدعٌا اهلل أْ ٌّفمنا إىل ِا فْو اٌصالح ً اٌششاد ً أْ ٍّيّنا حة اخلري إٔو لشّة رلْة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أىذُ مثشج جيذُ ادلرٌاضع إىل ِٓ سمسد اٌثسّح عٍَ شفيت ‪ً ،‬حضنرين يف صغشُ‬

‫ًوربُ ‪ ،‬إٌْه ّا ِٓ أدِعد عْنان ًفشح لٍثه ألجٍِ ‪ ،‬إٌْه ّا أمهَ صٌسج سمسيا اإلٌو يف راوشذِ ‪،‬‬

‫إٌْه «أِِ احلنٌْ» أطاي اهلل يف عّشىا ًأداِيا ِفخشج حلْاذِ ‪.‬‬

‫إىل اٌزُ أضاء يل دستِ إىل ِسرمثٍِ‪ ،‬إىل ِٓ متنْد أْ ّشأِ يف ىزه ادلنضٌح‬

‫ِٓ اٌعٍُ إىل سًح «أتِ اٌغايل» سمحو اهلل‪.‬‬

‫إىل ذيٌط األًِ اٌيت أششلد يف لٍيب اٌزّٓ ذمامسد ِعيُ احلْاج ًشاسؤٌِ األفشاح ًاألحضاْ‬

‫إىل ِٓ ال ذىرًّ فشحيت إالّ مهُ أخٌاذِ ‪ :‬خذجيح ‪ ،‬صىْح ‪ ،‬صىشاء ‪ ،‬وشديح‪.‬‬

‫إىل تسّح لٌٍتنا أخِ اٌغايل "سضـٌاْ"‬

‫إىل اٌزُ أٔاس دستِ تٌجٌده ًحصذ األشٌان ٌّْيذ يل طشّك اٌعٍُ خايل اٌعضّض«عثذ اٌٌاحذ » ًإىل‬

‫صًجرو«وشديح »‬

‫إىل اٌربعّني اٌصغريّٓ " حزّفح ًزلّذ خباسُ"‬

‫إىل أغصاْ عائٍيت جذذاّا اٌغاٌْرني‪ً ،‬أعّاِِ ًعّاذِ‪ ،‬أخٌايل ًخاٌيت ًأتنائيُ والً تامسو‪.‬‬

‫إىل اٌيت عمعرين مها األٌفح ًاٌصذالح سيشخ ِعِ يف إجناص ىزا اٌعًّ صذّميت اٌغاٌْح « أِْنح»‬

‫إىل أصذلاء ًصِالء اٌذساسح‪.‬‬

‫إىل األساذزج األفاضً ًوً ِشاخيِ ًِعٍِّ والً تامسو‪.‬‬


‫فهرسة المحتىي‬

‫الصفحة‬ ‫الموضــــــــوع‬

‫إىداء‬

‫كممة الشكر‬

‫فيرس المحتويات‬

‫قائ ػ ػ ػػمة الجداوؿ‬

‫قائ ػ ػ ػػمة المالحؽ‬

‫أ ــــ د‬ ‫مقدمة عامػ ػ ػ ػػة‬

‫‪6‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬النظام المصرفي في الجزائر‬

‫‪7‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬إتجاهات إصالح النظام المصرفي في الجزائر‬

‫‪7‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬النظاـ المصرفي الجزائري في عيد اإلستعمار‬

‫‪9‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬النظاـ المصرفي الجزائري غداة اإلستقالؿ‬

‫‪9‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬اإلصالحات المصرفية‬

‫‪14‬‬ ‫المبحث الثانـــي ‪ :‬الرقابة البنكية في الجزائر وأليات التسيير‬

‫‪14‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬اإلطار القانوني والتنظيمي لمرقابة البنكية في الجزائر‬

‫‪18‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬القواعد والمعايير اإلحت ارزية المطبقة عمى البنوؾ‬

‫‪25‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬جيود بنؾ الجزائر في تدعيـ أليات اإلشراؼ والرقابة البنكية‬

‫‪32‬‬ ‫الفصل الثانـــــي ‪ :‬البنك المركزي وتسيير المخاطر‬

‫‪33‬‬ ‫المبحــــث األول ‪ :‬مركزية المخاطر‬


‫فهرسة المحتىي‬

‫‪33‬‬ ‫المطمب االوؿ ‪ :‬ماىية القواعد اإلحت ارزية‬

‫‪35‬‬ ‫المطمب الثان ػػي‪ :‬نشأة القواعد اإلحت ارزية‬

‫‪36‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬التعريؼ بمركزية المخاطر وأىميتيا في التسيير‬

‫‪40‬‬ ‫المبحث الثانــــي ‪ :‬أنواع هيئات الرقابة المسيرة من طرف البنك المركزي‬

‫‪40‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬مركزية المخاطر ومركزية عوارض الدفع‬

‫‪43‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬جياز مكافحة إصدار الشيكات بدوف مؤونة‬

‫‪45‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬مركزية الميزانيات‬

‫‪47‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬اإللتزام بالمعايير المصرفية الدولية في تسيير المخاطر‬

‫‪47‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬ماىية إدراة المخاطر المصرفية‬

‫‪52‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفؽ إتفاقية بازؿ ‪1‬‬

‫‪57‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفؽ إتفاقية بازؿ ‪ 2‬و‪3‬‬

‫‪62‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬واقع تطبيق مركزية المخاطر في البنوك التجارية ( حالة الصندوق‬
‫الوطني لمتوفير واإلحتياط)‬

‫‪63‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الصندوق الوطني لمتوفير واإلحتياط‬

‫‪63‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬نشأة وتطور الصندوؽ الوطني لمتوفير و اإلحتياط‬

‫‪63‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬دراسة الييكؿ التنظيمي لمصندوؽ الوطني لمتوفير واإلحتياط‬

‫‪68‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬كيفية إجراء عممية الرقابة عمى وكالة أدرار‪CNEP‬‬
‫فهرسة المحتىي‬

‫‪71‬‬ ‫المبحث الثانـــي ‪ :‬ألية اإلستفادة من مركزية المخاطر عمى مستوى البنك‬

‫‪71‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬طبيعة المعمومات الصادرة مف البنؾ إلى مركزية المخاطر‬

‫‪73‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬طبيعة المعمومات الواردة مف مركزية المخاطر إلى البنؾ‬

‫‪73‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬فعالية مركزية المخاطر في البنك‬

‫‪73‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬تطور نسب تحصيؿ الديوف في البنؾ قبؿ تطبيؽ مركزية المخاطر‬

‫‪76‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬تطور نسب تحصيؿ الديوف في البنؾ بعد تطبيؽ مركزية المخاطر‬

‫‪79‬‬ ‫خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتمة‬

‫‪82‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المالحؽ‬

‫ممخص الدراسة‬
‫قائمة االشكال والجداول‬

‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫‪55‬‬ ‫رزنامة التحديد التدريجي لمحد األدنى لكفاية‬ ‫‪01‬‬


‫رأس ماؿ البنوؾ في الجزائر سنة‪1991‬‬

‫‪56‬‬ ‫رزنامة التحديد التدريجي لمحد األدنى لكفاية‬ ‫‪02‬‬


‫رأس ماؿ البنوؾ في الجزائر سنة‪1994‬‬

‫‪74‬‬ ‫تطور نسب تحصيؿ الديوف خالؿ سنة ‪2015‬‬ ‫‪03‬‬

‫‪76‬‬ ‫تطور نسب تحصيؿ الديوف خالؿ األشير‬ ‫‪04‬‬


‫األولى لسنة ‪2016‬‬
‫قائمة االشكال والجداول‬

‫قائـــــمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪66‬‬ ‫الييكؿ التنظيمي لمصندوؽ الوطني لمتوفير‬ ‫‪01‬‬


‫واالحتياط‬

‫‪75‬‬ ‫تطور نسب التحصيؿ ونسب الديوف المتعثرة في‬ ‫‪02‬‬


‫الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط خالؿ سنة‬
‫‪2015‬‬

‫‪77‬‬ ‫تطور نسب التحصيؿ ونسب الديوف المتعثرة في‬ ‫‪03‬‬


‫الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط خالؿ األشير‬
‫األولى لسنة ‪.2016‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫عممت الجزائر جاىدة بعد االستقالؿ عمى إقامة جياز مصرفي جديد‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ أىداؼ السياسة‬
‫االقتصادية العامة في إطار التخطيط المركزي ومع بروز شعارات جديدة كالعولمة‪ ،‬اقتصاد السوؽ‪،‬‬
‫االستثمار األجنبي‪ ...‬وجدت البنوؾ الجزائرية نفسيا مجبرة عمى مسايرة التطورات الدولية‪ ،‬وذلؾ بالقياـ‬
‫بإصالحات جذرية تتماشى مع متطمبات المحيط االقتصادي الجديد‪.‬‬

‫وقد شيدت األعماؿ المصرفية لدى البنوؾ التجارية تطو ار كبي ار عبر السنيف‪ ،‬إذ وصمت في‬
‫اقتصاديات دوؿ العالـ إلى درجة كبيرة مف التطور والتعقيد‪ ،‬حيث يعتبر ىذا القطاع مف أرقى النشاطات‪،‬‬
‫وبما أف الودائع ىي المصدر الرئيسي ألمواؿ البنوؾ التجارية‪ ،‬فإف القروض ىي االستخداـ الرئيسي لتمؾ‬
‫األمواؿ‪ ،‬وعممية منح االئتماف ىي الخدمة الرئيسية التي تقدميا ىذه البنوؾ‪ .‬وذلؾ مف أجؿ دفع عجمة التنمية‬
‫االقتصادية وتحقيؽ التقدـ والرقي‪ ،‬باعتبار أف تقدـ أي دولة يقاس بمدى فعالية جيازىا المصرفي وكفاءتو‪.‬‬

‫ورغـ األىمية التي تكتسي البنوؾ إال أنيا تتعرض لمخاطر كبيرة عند منحيا لمقروض مما يؤؤدي إلى‬
‫عدـ تحقيؽ األىداؼ المرجوة واعاقة التنمية االقتصادية‪ ،‬فالقروض والمخاطر وجياف لعممة واحدة‪ ،‬فال يمكف‬
‫إيجاد قرض دوف احتماؿ حدوث مخاطر ولو كانت ضئيمة‪ ،‬إذ أصبح مف الضروري فرض رقابة عمى منح‬
‫االئتماف ووضع إجراءات رقابية لمتخفيؼ مف حدة خطر القروض وادارتيا بطريقة سميمة بما يضمف تحقيؽ‬
‫أىداؼ البنؾ‪ ،‬وفي ىذا اإلطار انصب اىتماـ ىيئات الرقابة الدولية (لجنة بازؿ لمرقابة الدولية)‪ ،‬حيث‬
‫أصدرت الكثير مف الوثائؽ اإلرشادية إلدارة المخاطر المصرفية كوضع الحد األدنى لكفاية رأس الماؿ‬
‫لمواجية خطر االئتماف‪ ،‬دوف أف نيمؿ الدور الفعاؿ الذي تمنحو سمطات الرقابة عمى المستوى المحمي‪،‬‬
‫ونخص بالذكر دور البنؾ المركزي كمراقب‪ ،‬إذ يفرض عميو أف يكوف تنظيمو محكـ مف خالؿ اإلدارة‬
‫المتمكنة واليياكؿ والوسائؿ المتطورة‪ ،‬والى جانب التنظيـ اإلداري وبالحديث عف الييئات الرقابية التي‬
‫أنشأتيا سمطات الرقابة ألجؿ القضاء عمى المخاطر وتحقيؽ المالءة لدى البنوؾ‪ ،‬والتي يعتبر البنؾ المركزي‬
‫كفيؿ بإدارتيا وتسييرىا سوؼ يكوف اىتمامنا حوؿ مركزية المخاطر‪ ،‬والتي تعتبر مصمحة لمركزة المخاطر‬
‫تكمؼ بالقياـ لدى كؿ بنؾ وكؿ مؤسسة مالية بجمع معمومات حوؿ المقترضيف لفائدة مصمحة البنؾ في‬
‫التقميؿ مف حدة الخطر اإلئتماني‪.‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة عامة‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫إف تطبيؽ نظاـ مركزية المخاطر يؤدي إلى توفير معمومات حوؿ العميؿ كيويتو والضمانات المأخوذة‬
‫فضال عف وضعيتو المالية مع البنوؾ األخرى‪.‬‬

‫مف ىذا المنطمؽ تتجمى معالـ إشكالية دراستنا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫إلى أي مدى يساىـ تطبيؽ نظاـ مركزية المخاطر في الحد مف مخاطر القروض البنكية؟‬

‫ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية تمت االستعانة باألسئمة الفرعية التالية‪:‬‬

‫_ لماذا أخضع النظاـ المصرفي في الجزائر لتمؾ التغييرات؟‬

‫_ىؿ لمبنؾ المركزي دور في التخفيض مف حدة المخاطر االئتمانية؟‬

‫_ىؿ تتجسد فعال مرتكزات مركزية المخاطر في البنؾ محؿ الدراسة؟‬

‫فرضيات الدراسة‬

‫مف أجؿ اإلجابة عمى إشكالية الدراسة واألسئمة الفرعية ثـ وضع الفرضيات التالية‪:‬‬

‫_خضع النظاـ المصرفي في الجزائر إلى عدة تغييرات لمواكبة التطورات التي شيدتيا الساحة المصرفية‬
‫الدولية‪.‬‬

‫_ إف لمبنؾ المركزي دور كبير في التقميؿ مف مخاطر االئتماف باعتباره يشرؼ عمى البنوؾ التجارية ويسير‬
‫الييئات الرقابية التي بدورىا تساىـ في تجنب الخطر االئتماني‪.‬‬

‫_ يقوـ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط بمسايرة مبادئ مركزية المخاطر‪.‬‬

‫‌ب‬
‫مقدمة عامة‬

‫أهمية الدراسة‬

‫تنبع أىمية ىذه الدراسة مف كوف أف نظاـ مركزية المخاطر يوفر قاعدة بيانات ومعمومات حوؿ الزبائف‬
‫والعمميات اإلقتراضية‪ ،‬مما يساىـ في اتخاذ القرار التمويمي السميـ‪ ،‬والذي بدوره يؤدي إلى التخفيض مف‬
‫خطر القروض البنكية‪ ،‬كما يساىـ ىذا النظاـ أيضا في تحقيؽ المالءة لدى البنوؾ‪ .‬ويستمد أىميتو مف كونو‬
‫يحقؽ االستقرار النقدي‪ ،‬الشيء الذي يعكس إيجابا في تحقيؽ التنمية االقتصادية مما يزيد الثقة العالمية في‬
‫االقتصاد القومي‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫لمموضوع أىداؼ متعددة نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ ‬التعرؼ عمى نظاـ مركزية المخاطر والمبادئ التي يقوـ عمييا‬


‫‪ ‬محاولة القضاء عمى خطر االئتماف الذي ييدد البنوؾ‬
‫‪ ‬الدور الذي يؤديو تطبيؽ مركزية المخاطر في مدى تحقيؽ سالمة ق اررات التمويؿ في البنؾ‬
‫‪ ‬معرفة الفوائد التي تعود عمى البنؾ واالقتصاد جراء تطبيؽ ىذا النظاـ (مركزية المخاطر)‬

‫صعوبات الدراسة‬

‫واجيتنا عدة صعوبات أثناء دراسة ىذا الموضوع نذكر منيا‪:‬‬

‫_نقص المراجع التي تتناوؿ الموضوع‬

‫_حداثة تطبيؽ نظاـ مركزية المخاطر في البنؾ محؿ الدراسة‬

‫_ ندرة الدراسات السابقة في الموضوع‬

‫مجال الدراسة‬

‫الحدود المكانية‪ :‬الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط بأدرار‪.‬‬

‫الحدود الزمنية‪2015/01/01 :‬إلى غاية‪.2016/03/31‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة عامة‬

‫المنهج المتبع‬

‫لمعالجة اإلشكالية المطروحة واثبات صحة أو عدـ صحة فرضيات الدراسة‪ ،‬اتبعنا المنيج الوصفي‬
‫التحميمي قصد تحميؿ البيانات ومعطيات الجداوؿ والمنيج المقارف الستعمالو في مقارنة المعطيات قبؿ تطبيؽ‬
‫نظاـ مركزية المخاطر وبعده‪.‬‬

‫هيكمة الدراســـــة‬

‫اعتمدنا في ىذه الدراسة عمى خطة مف ثالث فصوؿ كاألتي‪:‬‬

‫أما الفصؿ األوؿ بعنواف النظاـ المصرفي في الجزائر تضمف مبحثيف عمى التوالي‪ :‬المبحث األوؿ تحت‬
‫عنواف اتجاىات إصالح النظاـ المصرفي في الجزائر‪ ،‬والثاني كاف بعنواف الرقابة البنكية في الجزائر وآليات‬
‫التسيير‪.‬‬

‫والفصؿ الثاني كاف بعنواف البنؾ المركزي وتسيير المخاطر‪ ،‬احتوى عمى ثالث مباحث كالتالي‪ :‬فاألوؿ‬
‫تحدث حوؿ مركزية المخاطر والثاني تضمف أنواع الييئات المسيرة مف طرؼ البنؾ المركزي‪ ،‬أما الثالث‬
‫يدور حوؿ االلتزاـ بالمعايير المصرفية الدولية في تسيير المخاطر‪.‬‬

‫أما الفصؿ األخير تحدث حوؿ واقع تطبيؽ مركزية المخاطر في البنوؾ التجارية (حالة ‪ )CNEP‬اندرج تحتو‬
‫ثالث مباحث‪ ،‬أما األوؿ تحدث عف تقديـ عاـ حوؿ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪ ،‬والثاني آلية‬
‫االستفادة مف مركزية المخاطر عمى مستوى البنؾ‪ ،‬أما األخير فقد استوفى فعالية مركزية المخاطر في البنؾ‪.‬‬

‫‌د‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫تمهـيد‬

‫كاف النظاـ المصرفي في الجزائر امتدادا لمنظاـ الفرنسي بكؿ خصائصو ومقوماتو‪ .‬فقبيؿ االستقالؿ‬
‫كانت بنية النظاـ المصرفي الجزائري تتضمف شبكة ىامة مف البنوؾ التجارية‪ ،‬وبعض بنوؾ األعماؿ‬
‫ومؤسسة إلعادة الخصـ‪ .‬وبعد االستقالؿ ورثت الجزائر ىذا النظاـ لكنو ضؿ تابعا لفرنسا ونتج عف ذلؾ‬
‫تغيير مكاف البنوؾ وتوقؼ أخرى نيائيا عف العمؿ‪ ،‬باإلضافة إلى ىجرة رؤوس األمواؿ و اإلطارات المؤىمة‬
‫لتسيير البنوؾ وسحب الودائع مف طرؼ المعمريف‪ .‬ىذا ما جعؿ السمطات العمومية الجزائرية تيتـ بإنشاء‬
‫جياز مصرفي يتماشى ونموذج التنمية االقتصادية ويضمف تمويمو‪.‬‬

‫وقد كانت البداية سنة ‪ 1966‬بتأميـ البنوؾ األجنبية ليتشكؿ بذلؾ الجياز المصرفي الجزائري‪ ،‬واحتفظ‬
‫ىذا األخير بييكمو كما ىو إلى غاية بداية الثمانيات أيف أعيد النظر في تنظيمو ووظائفو تماشيا مع‬
‫اإلصالحات االقتصادية المكثفة‪ .‬فتـ إنشاء بنوكا وفروعا جديدة‪ ،‬كما تـ إدخاؿ تغييرات جديدة في ىيكؿ‬
‫الجياز المصرفي نتج عنيا إعادة تنظيـ نشاطو‪ ،‬وظيور بنوؾ جديدة أجنبية وخاصة استعدادا لمدخوؿ‬
‫إلى اقتصاد السوؽ‪.‬‬

‫ولما كاف النشاط المصرفي مف النشاطات اليامة والحيوية التي ليا ارتباط وثيؽ الصمة بالنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬فإف التشريعات الحديثة لمختمؼ الدوؿ قد أولت اىتماما كبي ار لمنشاط المصرفي مف خالؿ‬
‫تنظيمو ومراقبتو واإلشراؼ عميو‪.‬‬

‫وفيما يمي سوؼ نتطرؽ بشيء مف التفصيؿ حوؿ التطورات التي شيدىا النظاـ المصرفي الجزائري وكذا‬
‫الرقابة البنكية في الجزائر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫المبحث األول‪ :‬اتجاهات إصالح النظام المصرفي في الجزائر‬


‫يتمثؿ النظاـ المصرفي ألية دولة في نمط مف التنظيـ‪ ،‬والذي يعمؿ عمى التحويؿ الفردي لمختمؼ أشكاؿ‬
‫النقود فيما بينيا‪ ،‬كما يسعى إلى تحقيؽ التوازف بيف مختمؼ الوحدات المالية ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة ىنا إلى أف مكونات الجياز المصرفي تختمؼ مف بمد ألخر حسب درجة التقدـ االقتصادي‬
‫بوجو عاـ‪ ،‬ونوع التنظيـ الذي تعمؿ في ظمو مختمؼ وحدات النظاـ المصرفي وعموما‪ ،‬فإف أي نظاـ مصرفي‬
‫‪1‬‬
‫ال بد أف يشتمؿ عمى بنؾ مركزي‪ ،‬والبنوؾ بمختمؼ أنواعيا‪ ،‬باإلضافة إلى مؤسسات مالية أخرى‪.‬‬
‫ونظ ار ليذا االختالؼ في مكونات الجياز المصرفي‪ ،‬فقد ارتأينا التطرؽ في ىذا المبحث مباشرة إلى النظاـ‬
‫المصرفي الجزائري‪ ،‬مف خالؿ التعرؼ عمى مختمؼ مراحؿ تطوره في ظؿ اإلصالحات المالية التي مر بيا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬النظام المصرفي الجزائري في عهد االستعمار‬
‫قبؿ سنة ‪1849‬لـ يكف في الجزائر أية ىيئة قرض بأتـ معنى الكممة‪ ،‬فاالقتصاد الجزائري كاف يعتمد‬
‫وسائؿ بدائية‪ ،‬وكانت الثروة األساسية آنذاؾ ىي الزراعة‪ ،‬وحتى أف أوؿ مؤسسة مصرفية في الجزائر والتي‬
‫تقررت بالقانوف الصادر في‪19‬جويمية‪ 1843‬لـ تكف إال مجرد فرع تابع لبنؾ لفرنسا‪ ،‬وقد كانت سنة‬
‫‪2‬‬
‫‪1848‬بداية إلصدار ىذا الفرع لمنقود‪ ،‬ولكف سرعاف ما توقؼ عف نشاطو وتـ إلغائو في نفس السنة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ىذه المؤسسة المصرفية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1836‬كانت ىناؾ مبادرة قاـ بيا أحد رجاؿ األعماؿ‬
‫ويسمى"تريكو" مف مدينة بوردو‪ ،‬وتمخصت ىذه المبادرة في إنشاء بنؾ الجزائر‪ ،‬غير أف مشروعو ىذا اصطدـ‬
‫بعدة عراقيؿ‪ ،‬إال أنو أصر عمى مبادرتو لمدة ‪ 13‬سنة حتى سنة ‪ ،1849‬أيف لبت الحكومة الفرنسية آنداؾ‬
‫طمبو بضرورة إنشاء بنؾ في الجزائر‪ ،‬حيث تـ إنشاء "المصرؼ الوطني لمخصـ" بالجزائر‪،‬‬
‫)‪(comptoir national d’escompte‬واقتصر نشاطو عمى االئتماف‪ ،‬غير أنو لـ ينجح نظ ار لنقص‬
‫اإليداعات‪ ،‬بعد ذلؾ تـ إنشاء "بنؾ الجزائر بموجب القانوف الصادر بتاريخ ‪ 04‬أوت ‪ ،1851‬و باشر‬
‫عممياتو بتاريخ ‪ 1‬نوفمبر‪.1851‬‬
‫كما تـ بموجب ىذا القانوف السماح لبنؾ الجزائر بإنشاء وكاالت في الجزائر‪ ،‬وبموجب‬
‫مرسوـ"‪ Beylical‬في ‪ 08‬جانفي ‪ 1904‬تـ السماح لبنؾ الجزائر بالعمؿ في تونس‪ .‬وبيذا تـ إنشاء بنؾ‬
‫الجزائر وتونس‪ ،‬وىذا بسبب مروره بأزمة مف سنة‪1880‬حتى ‪ ،1900‬نظ ار إلفراطو في منح القروض‬

‫‪1‬‬
‫بخراز يعدؿ فريدة‪ « ،‬تقنيات وسياسات التسيير المصرفي »‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪2‬شاكر القزويني‪ « ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك »‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،1992 ،2‬ص ‪. 49‬‬

‫‪6‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫الزراعية والعقارية بضغط مف المعمريف‪ .‬وقد تـ تأميـ بنؾ الجزائر في ‪ ،1946‬وظؿ يعمؿ إلى غاية ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪ 1962‬ليرثو البنؾ المركزي الجزائري بعد ذلؾ مباشرة‪.‬‬
‫إف نشأة النظاـ المصرفي الجزائري كانت عبارة عف امتداد لمنظاـ المصرفي االستعماري‪ ،‬فالبنوؾ‬
‫والوكاالت التي نشأت آنداؾ في الجزائر كانت تابعة "لممجمس الوطني لمقرض "و"بنؾ فرنسا"‪ ،‬وىذا بالرغـ‬
‫مف وجود "المجمس الجزائري لمقرض"و"بنؾ الجزائر وتونس"‪ ،‬كما أف إدارة ورقابة النشاط المصرفي كانت‬
‫انعكاسا لمق اررات الصادرة بفرنسا‪.‬‬
‫وقد أدى نمو بعض األنشطة التحويمية في الجزائر إلى ضرورة إنشاء واستقرار بعض البنوؾ فييا‪ ،‬ومف‬
‫بينيا ‪ Crédit Lyonnais‬سنة ‪société Général ،1878‬سنة ‪ ،1914‬الشركة المارسيمية لمقرض‬
‫الصناعي والتجاري‪ ،‬وبنؾ "‪ Worms‬وشركائو‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة ىنا إلى أنو كاف بالجزائر قبؿ االستقالؿ ما يعادؿ ‪ 409‬فرعا لمبنوؾ التجارية‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪1‬‬
‫إلى بنوؾ األعماؿ ومنشآت إعادة الخصـ وبنوؾ التنمية وبنوؾ االئتماف الشعبي‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬النظام المصرفي الجزائري غداة االستقالل‬
‫غداة االستقالؿ كاف بالجزائر ما يقارب ‪ 20‬بنكا‪ ،‬ففي الخمس سنوات األولى لالستقالؿ كانت البنوؾ‬
‫ميتمة بمصالح االستعمار‪ ،‬كما أف قروضيا كانت محددة فقط بالقروض قصيرة األجؿ وبتحويالت األمواؿ‪،‬‬
‫مما انعكس سمبا عمى االقتصاد الوطني‪ ،‬وىذا ما ولد لدى سمطات البالد الوعي بضرورة التدخؿ السريع‬
‫إلنقاذ الوضعية‪ ،‬فتمت إعادة تنظيـ النظاـ المصرفي والمالي وذلؾ عمى عدة مراحؿ‪ .‬ففي ‪ 20‬أوت ‪1962‬‬
‫تـ فصؿ "الخزينةالعامة الجزائرية" عف " الخزينة العامة الفرنسية"‪ ،‬وفي ‪ 13‬ديسمبر ‪ 1963‬تـ إنشاء "البنؾ‬
‫المركزي الجزائري"‪ ،‬وذلؾ بموجب القانوف رقـ (‪ ،)144-62‬ويعد أوؿ مؤسسة نقدية تأسست في الجزائر‬
‫المستقمة‪ .‬وحسب قانوف تأسيسو‪ ،‬فإف البنؾ المركزي ىو بنؾ البنوؾ‪ ،‬وىذا ما يجعمو مسؤوال عف السياسة‬
‫النقدية واإلقراضية‪ ،‬كما يعتبر بنؾ الدولة وىذا ما يحتـ عميو أف يقدـ ليا التسييالت مف خالؿ إعطاء‬
‫تسبيقات لمخزينة‪ ،‬أو إعادة خصـ سندات مكفولة مف طرفيا‪ .‬ورغـ أف النصوص قد وضحت ىذه‬
‫المسؤوليات‪ ،‬إال أف الوقائع أثبتت عدـ فعالية سمطة البنؾ المركزي‪ ،‬والتي تسمح لو بتحقيؽ ىذه المياـ‬
‫‪2‬‬
‫ميدانيا‪ ،‬حيث أف كؿ مف البنؾ المركزي والبنوؾ التجارية كانت تحت سمطة و ازرة المالية‪.‬‬

‫‪1‬نفس المرجع أعاله‪، ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪2‬الطاىر لطرش‪ « ،‬تقنيات البنوك »‪ ،‬ط‪ ،2‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003،‬اص ‪.186‬‬

‫‪7‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫ونظ ار ليذه األوضاع‪ ،‬فقد استدعى النظاـ المصرفي إدخاؿ مجموعة مف اإلصالحات والتي سيتـ‬
‫التطرؽ إلييا في العنصر الموالي‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اإلصالحات المصرفية‬
‫شيد الجياز المصرفي الجزائري عدة إصالحات نوردىا في ما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلصالح المالي لسنة‪1970‬‬
‫مف أجؿ تكريس شروط تحقيؽ التخطيط المالي‪ ،‬وبمراعاة الخيارات السياسية الجديدة لمجزائر‪ ،‬ومف أجؿ‬
‫مراقبة دقيقة لمتدفقات النقدية‪ ،‬أوكمت السمطات الجزائرية‪-‬ابتداء مف ‪-1970‬البنوؾ لتسيير ومراقبة العمميات‬
‫المالية لممؤسسات العمومية‪ ،‬وىذا ما أدى إلى ضرورة إعادة تنظيـ كؿ اليياكؿ المالية لمدولة‪ .‬وفي ىذا‬
‫‪1‬‬
‫اإلطار تـ اتخاذ عدة إجراءات‪ ،‬نوجزىا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيـ إجراءات السحب عمى المكشوؼ لممؤسسات العمومية في إطار تمويؿ االستغالؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيـ المياـ الخاصة بإنجاز االستثمارات اإلنتاجية المخططة لمقطاع العمومي‪ ،‬ما بيف كتابة الدولة‬
‫لمتخطيط وو ازرة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريؼ نمط تمويؿ استثمارات المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور المنشآت المالية في تعبئة االدخار الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬التوطيف اإلجباري لممؤسسات العمومية في مختمؼ البنوؾ‪ ،‬وتعريؼ أنماط التسوية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديدمعدالت الفائدة عمى مستوى البنؾ المركزي‪ ،‬وىذا بعد إخطار المجمس الوطني لمقرض‪.‬‬
‫إف إصالح سنة ‪ ،1970‬والرامي إلى إنشاء إطار يسمح لمقطاع البنكي بالتحكـ‪-‬أكثر مما مضى‪-‬في مجموع‬
‫‪2‬‬
‫التدفقات النقدية التي تمر بو‪ ،‬طرح مجموعة مف الفجوات والتناقضات منيا‪:‬‬
‫‪ -‬إف نظاـ تمويؿ االستغالؿ المؤسس سنة ‪1970‬يحمؿ ضمنيا صعوباتو الخاصة‪ ،‬ويتجمى ذلؾ في الدور‬
‫الممنوح لمقطاع البنكي‪ ،‬الذي يؤدي إلى شروط تحقيؽ غير متطابقة مع المحيط االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات التسويؽ وتحصيؿ الديوف وانجاز االستثمارات‪ ،‬أدت في معظـ الحاالت إلى استحالة استرداد‬
‫القروض مف المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات تحصيؿ الذمـ بيف المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-AmmourBenhlima : « Le systéme bancaire Algérien (Textes  réalité)»,Editions Dahlab,Alger,pp16-19.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-Ammour Benhlima Op.Cit,PP20-23‬‬

‫‪8‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬المشاكؿ المطروحة والمتعمقة بمساىمة المؤسسات العمومية في ميزانية الدولة‪ ،‬وايداع أقساط اإلىتالؾ‬
‫واالحتياطات في الخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تدخؿ الخزينة العمومية مف جديد في تمويؿ استثمارات المؤسسات عمى شكؿ مساىمات نيائية‪.‬‬
‫‪-2‬اإلصالح المالي والنقدي سنة ‪1986‬‬
‫وجاء بموجب القانوف رقـ(‪)12-86‬الصادر بتاريخ‪19‬أوت ‪ ،1986‬والمتعمؽ بنظاـ البنوؾ والقرض‪،‬‬
‫ويتمثؿ ىدفو األساسي في تحديد إطار قانوني مشترؾ لنشاط كؿ مؤسسات القرض ميما كانت طبيعتيا‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وأىـ النقاط التي تطرؽ ليا ىذا القانوف ما يمي‪:‬‬
‫_تعريؼ نشاط مؤسسات القرض‪ ،‬والمتمثؿ في استقباؿ رؤوس أمواؿ األفراد‪ ،‬عمميات اإلقراض‪ ،‬إصدار‬
‫وتسيير وسائؿ الدفع وتقديـ النصائح‪ .‬وحسب ىذا القانوف تـ تقسيـ مؤسسات القرض إلى قسميف ىما‪ :‬بنوؾ‬
‫ومؤسسات القرض المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬دور البنؾ المركزي الجزائري في القياـ بالمياـ التقميدية لمبنوؾ المركزية‪ ،‬والمتمثمة في حؽ اإلصدار‪ ،‬تنظيـ‬
‫الدورة النقدية‪ ،‬مراقبة توزيع القروض عمى االقتصاد وتسيير احتياطات الصرؼ‪....‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬نظاـ اإلقراض‪ ،‬حيث حدد ىذا القانوف تعريؼ القرض وطبيعتو واليدؼ منو‪.‬‬
‫‪ -‬اإلطار المؤسساتي لإلدارة والمراقبة‪ ،‬فبموجب ىذا القانوف تـ تأسيس "المجمس الوطني لمقرض"ولجنة مراقبة‬
‫العمميات البنكية"التي عوضت"المجنة التقنية لمبنوؾ"‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات مع العمالء‪ ،‬حيث اىتـ ىذا القانوف بتأميف الحماية لمودائع وضمانيا‪ ،‬كما وردفي ىذا القانوف بأف‬
‫أي شخص بإمكانو فتح حساب كما اشترط في القرض الممنوح لممؤسسات أف تخدـ األىداؼ المحددة في‬
‫المخطط الوطني لمقرض‪.‬‬
‫‪-3‬قانون عام‪1988‬‬

‫(‪-26‬‬ ‫إف القانوف رقـ (‪ )06-88‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المعدؿ و المتمـ لمقانوف رقـ‬
‫‪ )12‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬أوت ‪ 1986‬أعاد تعريؼ ىيكؿ مؤسسات القرض والبنؾ المركزي الجزائري حتى‬

‫‪1‬حورية حمني‪ « ،‬آليات رقابة البنك المركزي عمى البنوك التجارية وفعاليتها »‪ ،‬رسالة الماجستير في العموـ االقتصادية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪، ،2006 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪9‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫تتماشى مع القانوف التوجييي لممؤسسات العمومية‪ .‬وحسب أحكاـ ىذا القانوف‪ ،‬فإف المؤسسة البنكية تدمج‬
‫‪1‬‬
‫ضمف الفئة القانونية لممؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬وأىـ النقاط التي تطرؽ ليا القانوف ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر البنؾ كشخصية معنوية تجارية ذات رأس ماؿ‪ ،‬وتخضع لمبدأ االستقاللية المالية والتوازف المحاسبي‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز ودعـ دور البنؾ المركزي الجزائري في تسيير وسائؿ السياسة النقدية‪ ،‬خاصة ما يتعمؽ بتحديد‬
‫شروط البنوؾ والتي تتضمف وضع سقوؼ إلعادة الخصـ المفتوحة لمؤسسات القرض‪ ،‬وىذا دائما في إطار‬
‫المبادئ المسطرة مف قبؿ المجمس الوطني لمقرض‪.‬‬
‫‪ -‬فتح المجاؿ لممؤسسات المالية غير البنكية في الحصوؿ عمى أسيـ وسندات مساىمة في العوائد الصادرة‬
‫عف مؤسسات تعمؿ في الداخؿ والخارج‪.‬‬
‫‪ -‬السماح لمؤسسات القرض والمؤسسات المالية األخرى بالمجوء إلى الجميور لغرض االقتراض‪ ،‬أو طمب‬
‫ديوف خارجية في الحدود القانونية‪.‬‬
‫‪-4‬قانون النقد و القرض لعام ‪1990‬‬
‫لقد صدر القانوف رقـ(‪ )10-90‬المؤرخ في ‪ 14‬أفريؿ ‪ 1990‬والمتعمؽ بالنقد و القرض في ظروؼ تميزت‬
‫بتغيرات عامة في المجاؿ االقتصادي‪ ،‬وانقالبات اجتماعية سياسية‪ .‬وقد جاء ىذا القانوف ليعمؿ عمى‬
‫تحسيف صورة القطاع البنكي الذي يعتبر المحرؾ والمنشط لكؿ القطاعات االقتصادية األخرى‪ .‬وذلؾ بتدعيمو‬
‫واعادة مكانتو باعتباره قطاعا حساسا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و أىـ األىداؼ التي سعى ىذا القانوف لتحقيقيا ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬رد االعتبار لبنؾ الجزائر باعتباره بنؾ البنوؾ و بنؾ الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬فصؿ السمطة النقدية عف السمطة التنفيذية‪ ،‬وىذا بإنشاء مجمس النقد والقرض‬
‫‪ -‬فتح المجاؿ البنكي لمقطاع الخاص واألجنبي‪ ،‬وتشجيع االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬خمؽ نظاـ بنكي فعاؿ قادر عمى استقطاب وتوجيو الموارد‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء المجنة البنكية المسؤولة عف حراسة ومراقبة مؤسسات القرض‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حد نيائي لكؿ تدخؿ إداري في القطاع المالي ‪.‬‬
‫‪ -‬السعي إلى تخفيض خدمات الديوف‪ ،‬وادخاؿ منتوجات مالية جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تطيير الوضعية المالية لمؤسسات القطاع العمومي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪IBID,PP78-79.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪, M.Lacheb,«Droit Bancaire»,Imprimerie moderne des arts graphiques ,Alger,2001.PP34-35‬‬

‫‪10‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬تنويع مصادر تمويؿ المتعامميف االقتصادييف والمؤسسات‪ ،‬مف خالؿ إنشاء سوؽ مالي‪.‬‬
‫ومف أجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ‪ ،‬فإنو مف الضروري القياـ بإعادة تنظيـ الجياز المصرفي‪ ،‬ومف المفروض‬
‫القياـ بتحميالت قانونية‪-‬سياسية واقتصادية‪ ،‬ليذا الغرض‪-‬وحسب ىذا القانوف‪-‬فقد تـ تحديد دور ىياكؿ بنؾ‬
‫الجزائر‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد ىياكؿ رقابة البنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪-5‬تعديل قانون النقد والقرض سنة‪2001‬‬
‫لقد صادؽ المجمس الوطني الشعبي(‪ ) APN‬في ‪ 24‬مارس ‪ 2001‬عمى األمر رقـ (‪)01_01‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 27‬فيفري ‪ 2001‬مف طرؼ رئيس الجميورية‪ ،‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف رقـ (‪)10-90‬‬
‫‪1‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 14‬أفريؿ ‪ 1990‬والمتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬حيث أدخمت عميو التعديالت األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتـ تعيف المحافظ ونوابو بموجب مرسوـ رئاسي غير محدد المدة‪ ،‬كما يتـ عزليـ بموجب مرسوـ رئاسي‬
‫أيضا في أي وقت تراه رئاسة الجميورية مناسبا‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد عمى فصؿ مجمس إدارة بنؾ الجزائر عف مجمس النقد والقرض‪ ،‬حيث كاف ىذا األخير يتمتع‬
‫بصالحيات سمطتيف باعتباره سمطة إدارية وسمطة نقدية‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع تشكيمة مجمس النقد والقرض بصفتو سمطة نقدية مف سبعة أعضاء معنييف مف المختصيف في‬
‫مجاؿ االقتصاد والقرض والنقد‪.‬‬
‫وتيدؼ ىذه التعديالت إلى السماح بالتنسيؽ بيف السمطة التنفيذية ومحافظ بنؾ الجزائر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الفصؿ بيف مجمس اإلدارة والسمطة التنفيذية‪ .‬إال أف النواب المعارضيف اعتبروا أف ذلؾ سيؤدي إلى‬
‫تقميص استقاللية بنؾ الجزائر‪ ،‬وىذا راجع لمصالحيات المعطاة لرئيس الجميورية إلنياء مياـ وعزؿ المحافظ‬
‫ونوابو في أي وقت‪ ،‬بعدما كانت مدة تعيينو محددة بست سنوات لممحافظ وخمس سنوات لنوابو‪.‬‬
‫‪-6‬قانون النقد والقرض الجديد لسنة ‪2003‬‬
‫لقد تمت مراجعة قانوف النقد والقرض نظ ار لألوضاع االقتصادية والمالية الجديدة التي عرفتيا الجزائر‪،‬‬
‫والتي تميزت بما يمي‪:‬‬
‫‪-‬النمو السريع لعدد المتعامميف االقتصادييف المحمييف واألجانب‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع المجاؿ البنكي و المالي‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ ظيور عدة بنوؾ ومؤسسات مالية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرتفاع السريع لممديونية الخارجية‪ ،‬وضرورة تسييرىا‪.‬‬

‫‪1‬ػ=‪90_10) du 14 Avril 1990« relative à ) modifiant et complétant la loi n= ,du 27fèvrier 2001(01_01)Ordonnance n‬‬
‫»‪. JORA N= 14 du 28 février 2001 , la monnaire et au crédit‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف أحكاـ األمر (‪ )11-03‬الصادر في‪ 26‬أوت ‪ 2003‬والمتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬قد‬
‫أدخمت تغييرات والتي تيدؼ إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع صالحيات مجمس النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور المجنة البنكية‪ ،‬ودعـ استقالليتيا‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء لجنة مشتركة بيف بنؾ الجزائر وو ازرة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف األمف واالستقرار المالي‪.‬‬
‫‪ -‬التشديد في العقوبات المفروضة عمى المخالفيف لمقوانيف واألنظمة التي تحكـ النشاط المصرفي‪.‬‬
‫‪ -‬منع تمويؿ المؤسسات التي تعود ممكيتيا لمالكي ومسيري البنوؾ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬إنشاء قواعد وميكانيزمات تسمح بالتسيير الفعاؿ لممديونية العمومية لفائدة االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪IBID‬‬

‫‪12‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة البنكية في الجزائر وآليات التسيير‬


‫إف ضماف فعالية الوساطة المصرفية يستوجب القياـ بمراقبة مستمرة عمى أعماؿ ونشاطات البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬خاصة تقيدىا بالمعايير اإلحت ارزية‪ ،‬مجاميعيا النقدية والمالية واجراءاتيا الخاصة بالتسيير‬
‫ومتابعة المخاطر‪ ،‬وتبقى الغاية مف ذلؾ تفادي آثار المخاطر المحتممة بما في ذلؾ المخاطر التنظيمية‬
‫) ‪ )Risques systémtiques‬المترتبة عف سوء التسيير وااللتزامات المعتبرة‪ ،‬وطبعا حماية مصالح المودعيف‬
‫المستثمريف والمحافظة عمى الصحة المالية لممؤسسات المصرفية‪ ،‬وصوال إلى إيجاد جياز مصرفي سميـ‪ ،‬وعميو‬
‫إف االىتماـ باستقرار النظاـ المالي والمصرفي يتطمب تقوية نشاط الرقابة المصرفية‪ ،‬ووضع أجيزة خاصة تسمح‬
‫بدفع البنوؾ والمؤسسات المالية عمى احتراـ القواعد والمعايير المصرفية خصوصا االحت ارزية منيا‪ ،‬وتندرج في‬
‫ىذا اإلطار الجيود المتواصمة التي يبذليا بنؾ الجزائر في المجاؿ التنظيمي ورقابة النشاط المصرفي مند صدور‬
‫قانوف النقد والقرض‪ ،‬ىذا األخير الذي وضع األحكاـ القانونية والترتيبات التنظيمية الخاصة بنشاط الرقابة‬
‫واإلشراؼ المصرفي بالج ازئر‪ ،‬وعمؿ عمى إيجاد آليات وىيئات خاصة لمراقبة البنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫ولإلحاطة بواقع الرقابة المصرفية في الجزائر‪ ،‬سنحاوؿ مف خالؿ ىذا الفصؿ توضيح اإلطار القانوني والتنظيمي‬
‫لمرقابة المصرفية في بالدنا‪ ،‬ثـ استعراض أىـ المعايير والقواعد االحت ارزية المطبقة عمى البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية الخاضعة لرقابة بنؾ الجزائر‪ ،‬وأخي ار سنقؼ عند تمؾ الجيود التي يبذليا ىذا األخير في سبيؿ تدعيـ أطر‬
‫الرقابة واإلشراؼ عمى البنوؾ بما يتناسب والمعايير الدولية‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬اإلطار القانوني والتنظيمي لمرقابة البنكية في الجزائر‬
‫لقد أدخؿ قانوف النقد والقرض (‪ )90-10‬المعدؿ والمتمـ تغيرات جذرية في طريقة تشغيؿ القطاع المالي‬
‫عامة والمصرفي عمى وجو الخصوص‪ ،‬وأوجب تنظيـ المينة المصرفية وتأطير نشاطات البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية وعممياتو‪ ،‬وجعميا خاضعة لمرقابة مف طرؼ ىيئة ذات سمطة إدارية وقضائية تمثؿ بنؾ‬
‫الجزائر وتعمؿ تحت إشرافو‪ ،‬وىي المجنة المصرفية ذات الصالحيات المطمقة في إجراء عمميات التدقيؽ‬
‫والتفتيش والمراقبة عمى مختمؼ أعماؿ المؤسسات المصرفية والمالية‪ ،‬كما عزز ىذا القانوف جياز الرقابة‬
‫ودعـ آلياتو بإقرار إنشاء مصمحة ذات أىمية بالغة في الرقابة عمى المخاطر المصرفية والمتمثمة في مركزية‬
‫المخاطر وفي ما يمي تفصيؿ في أدوار ومياـ ىذه الييئات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪1‬ـ المجنة البنكية كسمطة رقابية عمى النشاط المصرفي‬


‫إف المجنة المصرفية ىي السمطة المكمفة بالرقابة عمى أعماؿ البنوؾ والمؤسسات المصرفية في الجزائر‪،‬‬
‫وتكتسب ىذه السمطة بناءا عمى ما أوكؿ إلييا مف مياـ و صالحيات بعد صدور القانوف (‪،)10-90‬‬
‫وتدعمت ىذه السمطة بشكؿ واضح بعد صدور األمر (‪ )11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعمؽ بالنقد‬
‫‪1‬‬
‫والقرض‪ ،‬الذي عزز اإلطار التشريعي والقانوني لمرقابة المصرفية بالجزائر‪.‬‬
‫‪ 1-1‬تعريف المجنة البنكية‬
‫طبقا لممادة ‪ 143‬مف قانوف النقد والقرض (‪ )90-10‬المعدؿ و المتمـ تنشأ لجنة مصرفية مكمفة‬
‫بمراقبة حسف تطبيؽ القوانيف واألنظمة التي تخضع ليا البنوؾ و المؤسسات المالية‪ ،‬وبمعاقبة المخالفات‬
‫المثبتة‪ ،‬وطبقا ألحكاـ المادة ‪ 106‬مف األمر( ‪ )11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعمؽ بالنقد‬
‫والقرض‪ ،‬فإف المجنة تتكوف مف ستة أعضاء يعينوف مف طرؼ رئيس الجميورية لمدة ‪ 05‬سنوات وىـ‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظ رئيسا‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثة ‪ 03‬أعضاء يختاروف بحكـ كفاءاتيـ و خبرتيـ في المجاؿ المصرفي و المالي و المحاسبي‪.‬‬
‫‪ -‬قاضياف ‪ 02‬منتدباف مف المحكمة العميا تتخذ ق اررات المجنة المصرفية باألغمبية و في حالة تساوي عدد‬
‫األصوات‪ ،‬ويكوف صوت الرئيس مرجحا‪ ،‬كما زودت المجنة بأمانة يحدد مجمس إدارة بنؾ الجزائر صالحياتيا‬
‫و كيفيات تنظيميا وعمميا‪.‬‬
‫‪ 2-1‬مهـــام المجنة البنكية‬
‫كمفت المجنة البنكية مند تأسيسيا بمجموعة المياـ المنصوص عمييا في المادة ‪ 105‬مف األمر‬
‫(‪ )11-03‬و المتعمقة بجوانب الرقابة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة عمى احتراـ القوانيف واألنظمة‪ :‬حيث تقوـ المجنة بمراقبة مدى احتراـ البنوؾ والمؤسسات المالية‬
‫لألحكاـ التشريعية والتنظيمية الموضوعة حيز التطبيؽ‪ ،‬آخذة في ذلؾ – إلى جانب قواعد التشريع‬
‫المصرفي‪ -‬بأحكاـ القانوف التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة عمى شروط االستغالؿ‪ :‬حيث تفحص المجنة شروط استغالؿ البنوؾ و المؤسسات المالية‪ ،‬وتسير‬
‫عمى نوعية وضعياتيا المالية بناء عمى مختمؼ الوثائؽ والتقارير المعدة مف طرؼ فرؽ التفتيش ومحافظي‬
‫الحسابات‪.‬‬

‫‪1‬ػ موسى مبارؾ أحالـ‪ « ،‬آلية رقابة البنك المركزي عمى أعمال البنوك في ظل المعايير الدولية»‪ ،‬دراسة حالة بنؾ الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في عموـ‬
‫التسيير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ص‪.’147. 146,‬‬

‫‪14‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ ‬السير عمى احتراـ قواعد حسف سير المينة‬


‫‪ ‬إخضاع محافظي حسابات البنوؾ والمؤسسات المالية لمرقابة والمعاقبة عمى اإلختالالت التي يتـ معاينتيا‪.‬‬
‫‪ ‬تعايف عند اقتضاء المخالفات التي يرتكبيا أشخاص يمارسوف نشاطات البنوؾ والمؤسسات المالية دوف‬
‫‪1‬‬
‫أف يتـ اعتمادىـ‪ ،‬وتطبؽ عمييـ العقوبات التأديبية دوف المساس بالمالحقات األخرى الجزائية والمدنية‪.‬‬
‫‪ 3-1‬صالحيات المجنة البنكية‬
‫تصنؼ صالحيات المجنة المصرفية إلى صنفيف‪ :‬صالحيات تخص صفتيا كسمطة إدارية وأخرى‬
‫‪2‬‬
‫كسمطة قضائية كما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬صالحيات المجنة المصرفية كسمطة إدارية‪ :‬تتمتع المجنة بسمطة تنظيـ وتطبيؽ الرقابة‪ ،‬ومف ثـ‬
‫وبمقتضي المادة ‪ 109‬مف األمر (‪ ) 11-03‬فإنو يخوؿ ليا أف تطمب مف البنوؾ و المؤسسات المالية جميع‬
‫المعمومات واإليضاحات واإلثباتات الالزمة لممارسة ميمتيا‪ .‬ويمكف أف تطمب مف أي شخص معنى تبميغيا‬
‫بأي مستند وأي معمومة وال يحتج أماميا بالسر الميني‪ ،‬وحسب ما جاء في المادة ‪108‬مف نفس األمر فإف‬
‫و‬ ‫بنؾ الجزائر مكمؼ بتنظيـ ىذه المراقبة لحساب المجنة بواسطة أعوانو‪ ،‬بناء عمى الوثائؽ‬
‫المستندات أو في مراكز البنوؾ و المؤسسات المالية‪.‬‬
‫ويمكف لمجنة أف تكمؼ بميمة أي شخص يقع عميو اختيارىا‪ ،‬ويمكف أف توسع المجنة تحرياتيا طبقا‬
‫لممادة(‪ )110‬إلى المساىمات والعالقات المالية بيف األشخاص المعنيوف الذيف يسيطروف بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة عمى بنؾ أو مؤسسة مالية‪ ،‬والى الفروع التابعة ليما وفي إطار اتفاقيات دولية‪ ،‬ومف الممكف أف‬
‫تتوسع أعماؿ مراقبة المجنة المصرفية إلى فروع الشركات الجزائرية المقيمة في الخارج‪ ،‬وأخي ار تبمغ نتائج‬
‫المراقبة الميدانية التي تجرييا عمى مستوى البنوؾ والمؤسسات المالية إلى مجالس إدارة فروع الشركات‬
‫الخاضعة لمقانوف الجزائري‪ ،‬والى ممثمي فروع الشركات األجنبية في الجزائر كما تبمغ إلى محافظي‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫‪ -‬صالحيات المجنة المصرفية كسمطة قضائية‬
‫حددت المواد (‪ ) 114 -112 –111‬مف األمر ( ‪ )11-03‬مجموعة مف التدابير والعقوبات التي‬
‫تتخذىا المجنة كييئة قضائية‪ ،‬فإذا أخمت إحدى المؤسسات الخاضعة لرقابة المجنة بقواعد حسف سير المينة‬
‫يمكف لمجنة أف توجو ليا تحذي ار بعد إتاحة الفرصة لمسيري ىذه المؤسسة لتقديـ تفسيراتيـ‪ ،‬ويمكف أف تدعو‬

‫‪1‬ػ نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪2‬ػ محفوظ لعشب‪ ،‬القانون المصرفي‪ ،‬المطبعة الحديثة لمفنوف المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪ ،‬ص‪.51 ،48‬‬

‫‪15‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫أي بنؾ أو مؤسسة مالية عندما يبرر وضعيتو‪ ،‬ليتخذ في أجؿ معيف كؿ التدابير التي مف شأنيا أف تعيد أو‬
‫تدعـ توازنو المالي أو تصحح أساليب تسييره واذا أخؿ بنؾ أو مؤسسة مالية بأحد األحكاـ التشريعية أو‬
‫التنظيمية المتعمقة بنشاطو‪ ،‬ولـ يذعف ألمر أو لـ يأخذ في الحسباف التحذير يمكف لمجنة أف تقضي بإحدى‬
‫العقوبات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنذار‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬المنع مف ممارسة بعض العمميات وغيرىا مف أنواع الحد مف ممارسة النشاط‬
‫‪ -‬التوقيؼ المؤقت لمسير أو أكثر مع تعييف قائـ عمى اإلدارة مؤقتا أو عدـ تعيينو‬
‫‪ -‬إنياء مياـ شخص أو أكثر مف ىؤالء األشخاص أنفسيـ مع تعييف قائـ عمى اإلدارة مؤقتا أو عدـ تعيينو‪.‬‬
‫‪ -‬سحب االعتماد‪.‬‬
‫فضال عف ذلؾ يمكف المجنة أف تقضي إما بدال عف ىذه العقوبات المذكورة أو إضافة عقوبة مالية إلييا‪،‬‬
‫تكوف متساوية عمى األكثر لرأسماؿ األدنى الذي يمزـ البنؾ أو المؤسسة المالية بتوفيره‪ ،‬وتقوـ الخزينة‬
‫بتحصيؿ المبالغ الموافقة ويخوؿ ليا أف تعيف قائما مؤقتا باإلدارة تنقؿ لو كؿ السمطات الالزمة إلدارة أعماؿ‬
‫المؤسسة المعينة أو فروعيا في الجزائر وتسييرىا‪ ،‬ويحؽ لو إعالف التوقؼ عف الدفع وأخي ار يمكف المجنة أف‬
‫تضع قيد التصفية‪ ،‬وتعيف مصؼ لكؿ مؤسسة تمارس بطريقة غير قانونية العمميات المخولة لمبنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬أو كؿ بنؾ أو مؤسسة مالية خاضعة لمقانوف الجزائري بما فييا فروع البنوؾ‬
‫‪1‬‬
‫والمؤسسات المالية األجنبية العاممة في الجزائر‪ ،‬التي تصبح قيد التصفية و تقرر سحب االعتماد منيا‪.‬‬
‫‪-2‬تنظيم عمميات التفتيش والمراقبة عمى البنوك والمؤسسات المالية‬
‫تنظـ المجنة المصرفية برامج عمميات المراقبة التي تقوـ بيا تحت إشراؼ بنؾ الجزائر معتمدة عمى‬
‫تصريحات البنوؾ ( إبالغ البيانات)‪ ،‬فيما يتعمؽ بعمميات المراقبة عمى الوثائؽ والمستندات‪ ،‬وعمى مياـ‬
‫التفتيش التي تجري بصفة منتظمة عمى مستوي البنوؾ والمؤسسات المالية فيما يتعمؽ بالمراقبة في عيف‬
‫المكاف‪ ،‬وىذا بفضؿ فرؽ التفتيش الخاصة التابعة لممديرية العامة لممفتشية العامة ببنؾ الجزائر ‪Direction‬‬
‫)‪ ،)Générale de l’inspection Générale‬والمكمفة بالقياـ بكؿ عمميات المراقبة والتفتيش لصالح‬
‫المجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪16‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-1-2‬الرقابة عمى الوثائق‬


‫تخضع البنوؾ والمؤسسات المالية لرقابة مستمرة عمى الوثائؽ والمستندات التي ترسؿ بانتظاـ إلى المجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬والتي تبيف الوضعية المالية الشيرية لمبنؾ أو المؤسسة المالية الحسابات السنوية‪ ،‬وضعية‬
‫الصرؼ‪ ،‬التصريح االحترازي‪...‬الخ باإلضافة إلى فحص تقارير الرقابة والمراجعة الداخمية والخارجية‬
‫وتدقيؽ الحسابات‪ ،‬نظ ار لكثافة شبكة البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬وقصد التكفؿ بتدعيـ الرقابة عمى الوثائؽ‬
‫والمستندات‪ ،‬فقد تـ إنشاء مصمحة أو ىيئة مختصة عمى مستوي المديرية العامة لمتفتيش في سنة ‪،2001‬‬
‫تأخذ عمى عاتقيا ميمة الرقابة عمى الوثائؽ ومكمفة بالتأكد مف صحة المعمومات المالية والبيانات المقدمة مف‬
‫طرؼ البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬ومدى احتراميا لمقواعد االحت ارزية والتزاميا باألنظمة المصرفية السارية‬
‫التطبيؽ‪ ،‬وتسير عمى احتراـ آجاؿ تبميغ المعمومات والوثائؽ وعرضيا بما يتناسب مع نماذج التقديـ وصيغو‬
‫المحددة مف طرؼ بنؾ الجزائر‪ ...‬الخ‪ ،‬ترسؿ تقارير الرقابة عمى الوثائؽ إلى المجنة المصرفية لمتابعتيا‬
‫‪1‬‬
‫وقد ينجر عمى الرقابة عمى الوثائؽ والمستندات رقابة في عيف المكاف‪.‬‬
‫‪-2-2‬الرقابة في عين المكان‬
‫في إطار اإلجراءات التنظيمية وزيادة عمى الرقابة التي تتـ عمى أساس تصريحات البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية المرسمة إلى بنؾ الجزائر‪ ،‬فإف المجنة تنظـ خرجات ميدانية عف طريؽ إرساؿ فرؽ‬
‫التفتيش التابعة لممديرية العامة لمتفتيش‪ ،‬سواء إلى مقرات البنوؾ أو فروعيا‪ ،‬وتندرج ىذه الرقابة سواء في‬
‫إطار برنامج سنوي تضعو المجنة المصرفية يخص الرقابة الميدانية الشاممة عمى مختمؼ جوانب النشاط‬
‫والمتعمقة أساسا بتسيير القروض والتجارة الخارجية والتنظيـ المحاسبي والمعموماتي‪ ،‬وكذا تقييـ الييكمة المالية‬
‫(تقييـ نظاـ تسيير المخاطر‪ ،‬وضعية االلتزامات والصرؼ‪ ،‬نسب المالءة والسيولة‪...‬الخ)‪ .‬أو قد تكوف ىذه‬
‫المياـ الرقابية و التفتيشية ظرفية أو دورية حسب ما يتطمبو األمر في حالة حدوث مخالفات أو تجاوزات‬
‫تخص فرع معيف مف النشاط المصرفي‪ ،‬وتسمح عمميات الرقابة الشاممة في عيف المكاف التي تقوـ بيا‬
‫المصالح المختصة لبنؾ الجزائر بصفة اعتيادية –وىي مياـ طويمة المدى – عمى وجو الخصوص مف‬
‫التحقؽ مف شرعية العمميات المصرفية المنجزة‪ ،‬وحسف التسيير واالحتراـ الصارـ لمقواعد المينية مف طرؼ‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬والتأكد مف مطابقة المعطيات المصرح بيا لبنؾ الجزائر مع المعطيات المحصؿ‬
‫عمييا والتي تمت مراقبتيا في عيف المكاف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫_ ‪Banques d’Algèrie_Evolution économique et monétaire en Algérie /Chapitre :Système bancaire :Evaluation et‬‬
‫‪16renforcement de la supervision- Rapport 2002_ www.bank_of Alegria.dz/docs/rapport 02 .htm_14 /02/20‬‬

‫‪17‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫وترفع تقارير التفتيش إلى المجنة المصرفية التي تقوـ بدورىا بإبالغ مضموف ىذه التقارير‪ ،‬بعد الدراسة‬
‫والتفحص إلى محافظي حسابات البنوؾ والمؤسسات المالية لمتعميؽ عمييا‪ ،‬وتقديـ التفسيرات‬
‫والتوضيحات المطموبة أو اتخاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة‪ ،‬وعند االقتضاء تصدر المجنة األوامر‬
‫‪1‬‬
‫والعقوبات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬القواعد و المعايير االحترازية المطبقة عمى البنوك‬
‫باعتبار النشاط المصرفي ىو أحد العناصر األساسية لدوراف وتشغيؿ االقتصاد‪ ،‬فإف البنؾ المركزي‬
‫ىو المتحكـ الرئيسي في ىذا النشاط حيث يسعي دوما إلى المحافظة عمى استقرار النظاـ المالي‬
‫والمصرفي‪ ،‬وتفعيؿ دور الوساطة المالية لمبنوؾ والحد مف المخاطر التي تواجييا‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ إرساؿ‬
‫قواعد ومعايير تدخؿ ضمف إطار متطمبات الرقابة البنكية‪ .‬وقد خوؿ القانوف (‪ )10-90‬لمجمس النقد‬
‫والقرض كسمطة نقدية إصدار مختمؼ األحكاـ واألنظمة المصرفية التي تتعمؽ ‪ ″‬باألسس والنسب التي تطبؽ‬
‫عمى المؤسسات المصرفية والمالية ال سيما تمؾ التي تخص تغطية وتوزيع المخاطر والسيولة والمالءة ‪.″‬‬
‫وقد شرع في تطبيؽ ىذه القواعد والمعايير االحت ارزية ابتداء مف أوؿ جانفي ‪ ،1992‬حسب أحكاـ النظاـ‬
‫رقـ(‪ )09-91‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 1991‬المتعمؽ بتحديد القواعد االحت ارزية لتسيير البنوؾ والمؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫المالية‪.‬‬
‫وسنحاوؿ فيما يمي توضيح القواعد االحت ارزية المطبقة عمى البنوؾ والمؤسسات المالية اعتمادا عمى‪:‬‬
‫في‬ ‫‪ -‬النظاـ رقـ (‪ )09-91‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت ‪ 1991‬المعدؿ والمتمـ بالنظاـ رقـ (‪ )04-95‬المؤرخ‬
‫‪ 20‬أفريؿ ‪ 1995‬والمتعمؽ بتحديد القواعد االحت ارزية لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫(‬ ‫‪ -‬تعميمة بنؾ الجزائر رقـ(‪ )94-74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬والتي عوضت سابقتيا رقـ‬
‫‪ )91-34‬المؤرخة في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1991‬والمتعمقة بتحديد القواعد االحت ارزية لتسيير البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪-1‬قاعدة رأس المال األدنى‬
‫يأتي تحديد رأس الماؿ األدنى الواجب تحريره عند تأسيس أي بنؾ أو مؤسسة مالية في الجزائر‬
‫عمى رأس القواعد االحت ارزية المطبقة في الجزائر‪ ،‬وبموجب النظاـ رقـ (‪ )01-90‬المؤرخ في ‪ 4‬جويمية‬
‫‪ 1990‬والمتعمؽ بالحد األدنى لرأس ماؿ البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬حددت قاعدة رأس الماؿ كما يمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪IBID‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 44‬مف القانوف ‪ 10-90‬المتعمؽ بالنقد و القرض‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫▪ بالنسبة لمبنوؾ‪ 500 :‬مميوف دينار جزائري‪ ،‬دوف أف تقؿ ىده القيمة عف ‪% 33‬مف األمواؿ الخاصة‪.‬‬
‫▪ بالنسبة لممؤسسات المالية‪ 100 :‬مميوف دينار جزائري‪ ،‬دوف أف تقؿ ىده القيمة عف ‪%50‬مف األمواؿ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫ولكف بعد صدور األمر (‪ )11-03‬المتعمؽ بالنقد والقرض تـ تعديؿ قاعدة رأس الماؿ األدنى بموجب‬
‫والمؤسسات‬ ‫النظاـ رقـ (‪ )01-04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬المتعمؽ بالحد األدنى لرأس ماؿ البنوؾ‬
‫المالية العاممة في الجزائر كما يمي‪:‬‬
‫▪ ممياريف وخمسة مائة مميوف دج (‪2.500.000.000‬دج) بالنسبة لمبنوؾ المشار إلييا في المادة ‪ 70‬مف‬
‫األمر( ‪.)11-03‬‬
‫▪ خمسة مائة مميوف دج ( ‪500.000.000‬دج) بالنسبة لممؤسسات المالية المعرفة في المادة ‪71‬‬
‫مف األمر( ‪.)11-03‬‬
‫وتطبؽ ىذه الشروط عمى البنوؾ والمؤسسات المالية الجزائرية العمومية أو الخاصة‪ ،‬وكذا عمى فروع‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية األجنبية العاممة في الجزائر‪ ،‬والتي يتواجد مقرىا الرئيسي بالخارج‪ .‬وأعطيت‬
‫لمجموعة البنوؾ والمؤسسات المالية التي يقؿ رأس ماليا عف الحد األدنى المقرر ميمة سنتيف ابتداء‬
‫مف تاريخ صدور النظاـ الجديد‪ ،‬ويترتب عف عدـ الخضوع ليذه القاعدة بعد انتياء المدة المحددة سحب‬
‫الترخيص المعتمد مف طرؼ مجمس النقد والقرض‪ ،‬وىذا طبقا ألحكاـ المادة ‪ 95‬مف األمر (‪)11-03‬‬
‫‪1‬‬
‫المتعمؽ بالنقد والقرض‪.‬‬
‫ومباشرة بعد صدور القواعد الجديدة المحددة لرأس الماؿ األدنى لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬شرعت بعض‬
‫‪2‬‬
‫البنوؾ إلى رفع رأس ماليا بعد الحصوؿ عمى موافقة مجمس النقد والقرض منيا‪:‬‬
‫_ ‪ :Société Générale Algérie‬ارتفع رأس ماليا مف ‪ 500.000.000‬دج إلى ‪2.119.800.000‬‬
‫دج _‪ :Arab Bank Algérie‬ارتفع رأس مالو مف ‪ 607.800.000‬دج إلى ‪ 1.075.100.000‬دج‬
‫إلى‬ ‫‪ -‬بنؾ التنمية المحمية ‪ :BDL‬ارتفع رأس مالو مف ‪7.140.000.000‬دج‬
‫‪ 13.390.000.000‬دج‪.‬‬
‫_‪ :NATEXIS Algérie‬ارتفع رأس مالو مف ‪ 500.000.000‬دج إلى ‪ 1.000.000.000‬دج‪.‬‬

‫‪ 1‬ػ ػالمادة ‪ 04‬مف النظاـ ‪ ،04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس‪ 2004‬المتعمؽ بتحديد رأس الماؿ األدنى والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Banque d’Algérie_Communiqué du Conseil de la Monnaie et du Crédit du 07/03/2004.‬‬

‫‪19‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬ثـ في ‪ 17‬جويمية ‪ ،2004‬وافؽ مجمس النقد والقرض عمى طمب الزيادة في رأس ماؿ كال ‪Paribas El‬‬
‫‪( Djazair BNP‬مف ‪500‬مميوف دج إلى ‪ 01‬مميار دج) و‪(Arab Bank‬مف ‪ 713‬مميوف دج إلى ‪1,787‬‬
‫‪1‬‬
‫مميار دج)‪.‬‬
‫‪ -‬نسب المالءة والسيولة‬
‫أوجب بنؾ الجزائر مف خالؿ النظاـ (‪ )09-91‬بتحديد القواعد االحت ارزية –في المادة الثانية منو‪-‬‬
‫ضرورة التزاـ البنوؾ واحتراميا لبعض النسب و المقاييس الخاصة‪ ،‬بالتسيير والموجية لضماف سيولتيا‬
‫وقدرتيا عمى الوفاء تجاه المودعيف والغير‪ ،‬وكذا توازنيا المالي‪ .‬ويتعمؽ األمر بثالثة أنواع مف النسب‪:‬‬
‫األولى تخص تغطية المخاطر )‪ ،)Ratio de Couverture de Risque‬الثانية تخص توزيع المخاطر‬
‫)‪ (Ratio de Division de Risque‬والثالثة تتعمؽ بنسبة السيولة (‪.)Ratio de Liquidité‬‬
‫‪ 1-2.‬نسبة تغطية المخاطر‬
‫توافقا مع مقررات لجنة بازؿ لمرقابة البنكية فيما يخص تطبيؽ معيار كفاية رأس الماؿ بالبنوؾ الذي‬
‫أصدرتو المجنة سنة ‪ (1988‬اتفاؽ بازؿ )‪ ،‬أو ما أطمؽ عميو بنسبة كوؾ‪ ،‬ألزـ بنؾ الجزائر جميع البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية التي تمارس نشاطيا في الجزائر باحتراـ نسبة كفاية أو مالءة رأس الماؿ المحددة‬
‫ب ‪ ،% 8‬وتعني ىذه النسبة أف األمواؿ الخاصة الصافية ( األمواؿ الخاصة القاعدية ‪ +‬األمواؿ الخاصة‬
‫التكميمية ) ألي مؤسسة مصرفية أو مالية ال بد أف تغطي عمى األقؿ ‪ %8‬مف المخاطر المحتممة أي‬
‫القروض والتوظيفات األخرى‪ ،‬المرجحة حسب درجة المخاطر(‪.)%100 ،%20 ،%5 ،%0‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 3‬مف التعميمة( ‪) 94-74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬والمتعمقة بتحديد القواعد‬
‫االحت ارزية أف التزاـ البنوؾ بيذه النسبة( نسبة كوؾ ) يكوف تدريجيا و عمى مراحؿ‪ ،‬حيث أوجب عمى البنوؾ‬
‫والمؤسسات العاممة في الجزائر مف تاريخ إصدار قانوف النقد والقرض ‪ 10-90‬أف تعمؿ عمى جعؿ ىذه‬
‫النسبة مساوية عمى األقؿ إلى‪:‬‬
‫‪ % 4 -‬ابتداء مف ‪1995‬‬
‫‪ % 6-‬ابتداء مف نياية ‪1997‬‬
‫‪ % 7-‬ابتداء مف نياية ‪1998‬‬
‫‪ % 8-‬ابتداء مف نياية ‪1999‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Banque d’Algérie_Communiqué du Conseil de la Monnaie et du Crédit du 17/07/2004.‬‬

‫‪20‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫يتـ حساب نسبة المالءة في السنة‪ ،‬األولى في ‪ 30‬جواف و الثانية في ‪ 31‬ديسمبر مف كؿ سنة‪ ،‬غير أنو‬
‫يمكف لمجنة البنكية أف تطمب مف أي بنؾ أو مؤسسة مالية التصريح بيذه النسبة في تواريخ أخرى حسب‬
‫‪1‬‬
‫احتياجات الرقابة والتفتيش التي تجرييا‪.‬‬
‫‪ -2‬نسبة توزيع المخاطر‬
‫تسمح ىذه النسبة بوضع حدود قصوى لمقروض الممنوحة لمقترض واحد أو مجموعة مف المقترضيف في‬
‫قطاع أو نشاط معيف مف منطقة جغرافية ‪...‬ٳلخ وىذا تجنبا ألي تركيز لممخاطر مع نفس الزبوف أو مع نفس‬
‫المجموعة مف الزبائف‪.‬‬
‫●الفقرة ‪ ″‬أ ‪ ″‬مف المادة ‪ 02‬مف النظاـ( ‪) 09-91‬الصادر في ‪ 14‬أوت ‪ 1991‬المعدؿ و المتمـ و‬
‫المتعمؽ بالقواعد االحت ارزية‪ ،‬تنص عمى أنو‪ ″‬يجب أف يحترـ كؿ بنؾ و مؤسسة مالية النسبة القصوى بيف‬
‫مجموع المخاطر التي يتعرض ليا كؿ واحد منيما بسبب عممياتو مع المستفيد ذاتو ومبمغ صافي أموالو‬
‫الخاصة‪ ″‬ىذه النسبة محددة مف التعميمة رقـ (‪ )94-74‬الصادرة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬ب ‪ %25‬عمى أف‬
‫يجري االلتزاـ بيا ابتداء مف ‪ 01‬جانفي ‪.1995‬‬
‫●وفقا لممادة ‪ 02‬مف النظاـ( ‪) 09-91‬السابؽ الذكر فقد ورد في الفقرة ‪ ″‬ب‪ ″‬أف كؿ بنؾ أو مؤسسة‬
‫مالية ممزميف باحتراـ النسبة القصوى بيف المخاطر التي يتعرض ليا كؿ واحد منيما مف جية‪ ،‬بسبب عممياتو‬
‫مع المستفيديف الذيف تحصموا عمى قروض تتجاوز نسبة معينة مف صافي األمواؿ الخاصة‪ ،‬ومبمغ األمواؿ‬
‫الخاصة الصافية مف جية أخرى‪ .‬و عميو فقد اشترط أف ال تتجاوز نسبة المخاطر المحتممة (القروض) مع‬
‫نفس المجموعة مف الزبائف نسبة ‪ ،%15‬مف مجموع األمواؿ الخاصة الصافية واذا تـ تجاوز ىذا الحد‬
‫فإنو يشترط أف ال يتعدي المبمغ اإلجمالي لممخاطر ‪ 10‬مرات مبمغ األمواؿ الخاصة الصافية لمبنؾ أو‬
‫المؤسسة المالية‪.‬‬
‫وتطبيقا لممادة ‪ 07‬مف النظاـ( ‪) 09-91‬المتعمقة بإلزاـ البنوؾ و المؤسسات المالية بمتابعة وتصنيؼ‬
‫الحقوؽ عمى الزبائف‪ ،‬حسب درجة المخاطرة وتكويف مؤونات لتغطية مخاطر القروض فإف التعميمة رقـ‬
‫(‪ )94-74‬قد حددت في المادة ‪ 17‬منيا األحكاـ المتعمقة بيذا األمر‪ ،‬حيث صنفت الحقوؽ عمى الزبائف إلى‬
‫مجموعتيف‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 13‬مف تعميمة بنؾ الجزائر رقـ ‪ 94-74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬و التي عوضت سابقتيا رقـ ‪ 91-34‬المؤرخة في ‪14‬نوفمبر ‪1991‬‬
‫و المتعمقة بتحديد القواعد االحت ارزية لتسيير البنوؾ و المؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬المجموعة األولى‪ :‬ىي الحقوؽ الجارية وىي تمؾ التي يكوف استردادىا أكيد عند تاريخ استحقاقيا‪،‬‬
‫وتخصص ليا مؤونة عامة سنوية تقدر مف ‪ % 1‬إلى ‪ % 3‬ىي مؤونة ذات طابع احتياطي تدرج ضمف‬
‫األمواؿ الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬المجموعة الثانية‪ :‬ىي الحقوؽ المصنفة وىي ثالثة أنواع‬
‫‪ -‬حقوؽ ذات مشاكؿ قوية وتكوف ليا مؤونة بحوالي ‪%30‬‬
‫‪ -‬حقوؽ خطرة جدا وتكوف ليا مؤونة بحوالي ‪% 100‬‬
‫‪ -‬حقوؽ مشكوؾ في تحصيميا وتكوف ليا مؤونة بحوالي ‪% 100‬‬
‫‪– 3-2‬نسبة السيولة‬
‫تعرؼ ىذه النسبة بالعالقة بيف عناصر األصوؿ السائمة في األجؿ القصير وعناصر الخصوـ قصيرة‬
‫األجؿ وتيدؼ إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ضماف قدرة البنوؾ والمؤسسات عمى دفع الودائع ألصحابيا في أية لحظة‬
‫‪ -‬قياس ومتابعة خطر السيولة لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬بحيث تكوف ىذه األخيرة مستعدة لتسديد ديونيا‬
‫في آجاؿ استحقاقيا‬
‫‪-‬ضماف قدرة البنوؾ والمؤسسات المالية عمى تقديـ القروض‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب المجوء إلى البنؾ المركزي لتصحيح وضعية خزينة البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬وتحسب ىذه النسبة‬
‫مف خالؿ العالقة التالية‪:‬‬
‫نسبة السيولة = ( األصوؿ السائمة في األجؿ القصير ‪ /‬الخصوـ المستحقة في األجؿ القصير) ≥‪%100‬‬
‫وتحدد العناصر المكونة ليذه النسبة وفؽ ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عناصر األصوؿ السائمة في األجؿ القصير‪ :‬الصندوؽ‪ ،‬البنؾ المركزي‪ ،‬الحساب الجاري البريدي‪ ،‬الخزينة‬
‫العمومية‪ ،‬سندات الخزينة‪ ،‬حسابات البنؾ لدى المراسميف ( المحمييف واألجانب)‪ ،‬مدينوف متنوعوف‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر الخصوـ المستحقة في األجؿ القصير‪ :‬حسابات الزبائف‪ ،‬الحسابات العادية بالدينار الجزائري‬
‫وبالعمالت الصعبة‪ ،‬حسابات مستحقة لمقبض‪ ،‬دائنوف متنوعوف‪ ،‬حسابات دائنة ألجؿ‪ ،‬سندات الصندوؽ‬
‫‪1‬‬
‫تعيدات بالقبوؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬معايير وقواعد احترازية أخرى‬

‫‪1‬‬
‫نقس المرجع أعاله‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫باإلضافة إلى قاعدة رأس الماؿ األدنى ونسب المالءة والسيولة‪ ،‬فقد أقر بنؾ الجزائر تطبيؽ معايير‬
‫وقواعد احت ارزية أخرى أىميا‪:‬‬
‫‪ 1-3‬مستوى االلتزامات الخارجية لمبنوك‬
‫في إطار تحديد الشروط المالية المتعمقة بعمميات االستيراد‪ ،‬فقد ألزـ بنؾ الجزائر جميع البنوؾ بالحفاظ‬
‫بصورة دائمة ومستمرة عمى مستوى التزاماتيا الخارجية بالتوقيع ‪Engagements extérieurs par‬‬
‫‪signatur‬‬
‫‪1‬‬
‫عمى أف ال يتجاوز ىذا المستوي أربع ‪ 04‬مرات مبمغ أمواليا الخاصة‪.‬‬
‫‪ 2-3‬مستوى القروض الممنوحة لممسيرين والمساهمين في البنوك‬
‫تطبيقا ألحكاـ المادة ‪ 168‬مف قانوف النقد والقرض وبموجب المادة الرابعة مف التعميمة‬
‫( ‪ )99-02‬المؤرخة في ‪ 07‬أفريؿ ‪ 1999‬المتعمقة بتحديد شروط ومستويات القروض الممنوحة مف طرؼ‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية لمسيرييا والمساىميف فييا‪ ،‬فإنو يتعيف عمى ىذه المؤسسات أف تحرص عمى أف‬
‫ال تتجاوز نسبة القروض الممنوحة لممديريف والمساىميف نسبة ‪ %20‬مف مبمغ األمواؿ الخاصة الصافية‪.‬‬
‫ويجب أف تخضع ىذه القروض لترخيص مسبؽ مف طرؼ مجمس اإلدارة‪ ،‬الذي بدوره يحدد شروط منحيا‬
‫وتبمغ ىذه القروض أيضا إلى محافظ بنؾ الجزائر ويصرح بيا إلى مركزية المخاطر‪.‬‬
‫‪ 3-3‬وضعية الصرف‬
‫تطبيقا ألحكاـ المادة ‪ 06‬مف النظاـ( ‪) 08-95‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1995‬المتعمؽ بسوؽ الصرؼ‪،‬‬
‫وبغرض مراقبة وتسيير مخاطرة الصرؼ الناتجة عف احتكاـ البنؾ أو المؤسسة المالية عمى حقوؽ وديوف‬
‫بعمالت أجنبية‪ ،‬فقد أوجب بنؾ الجزائر عمى كؿ البنوؾ والمؤسسات المالية العاممة في الجزائر تحديد‬
‫وضعيات الصرؼ بانتظاـ فباإلضافة إلى تحديد الوضعية اإلجمالية لمصرؼ والتي تمثؿ الفرؽ بيف مجموع‬
‫الحقوؽ بالعمالت األجنبية ومجموع الديوف بالعمالت األجنبية‪ ،‬البد مف تحديد وضعية الصرؼ تجاه كؿ‬
‫عممة أجنبية عمى حدى وىنا يمكف التمييز بيف وضعيتيف‪:‬‬
‫‪ -‬يكوف البنؾ أو المؤسسة المالية في وضعية صرؼ قصيرة عندما تكوف حقوقو مف العممة األجنبية ‪x‬‬
‫أقؿ مف ديونو منيا‪.‬‬
‫‪-‬يكوف البنؾ أو المؤسسة المالية في وضعية صرؼ طويمة عندما تكوف حقوقو مف العممة األجنبية ‪x‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 02‬مف التعميمة رقـ( ‪) 94-68‬المؤرخة في ‪ 25‬اكتوبر ‪ 1994‬المحددة لمستوي االلتزامات الخارجية لمبنوؾ و المؤسسات ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫أكبر مف ديونو منيا‪.‬‬


‫وعميو جاءت تعميمة بنؾ الجزائر رقـ( ‪) 95-78‬المؤرخة في ‪ 26‬ديسمبر ‪ 1995‬لتحديد القواعد‬
‫المتعمقة بوضعيات الصرؼ والشروط التي يجب أف تحترـ مف طرؼ البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬بخصوص‬
‫‪1‬‬
‫ىذا الشأف ويتعمؽ باحتراـ النسبتيف التاليتيف‪:‬‬
‫‪-‬وضعية الصرؼ الطويمة أو القصيرة لكؿ عممة أجنبية تقسيـ األمواؿ الخاصة الصافية أصغر أو يساوي‬
‫‪.%10‬‬
‫‪ ( Maximum(-‬مجموع وضعيات الصرؼ الطويمة لكؿ العمالت األجنبية‪ ،‬مجموع وضعيات الصرؼ‬
‫قصيرة األجؿ لكؿ العمالت األجنبية)÷األمواؿ الخاصة الصافية]≤‪.%30‬‬
‫‪ 4-3‬نظام ضمان الودائع البنكية‬
‫لقد تـ وضع الجياز التنظيمي والقانوني لنظاـ ضماف الودائع البنكية في الجزائر‪ ،‬الذي ييدؼ إلى‬
‫حماية مصالح المودعيف في حالة توقؼ بنكيـ عف الدفع‪ ،‬بموجب القانوف رقـ( ‪) 10-90‬المتعمؽ بالنقد‬
‫والقرض المادة ‪ 170‬والذي أكده األمر رقـ ‪ 11-03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعمؽ بالنقد‬
‫والقرض في المادة ‪ 118‬منو‪ ،‬وبموجب ىذه القوانيف تـ تأسيس شركة ضماف الودائع البنكية في شير ماي‬
‫‪ 2003‬مف قبؿ بنؾ الجزائر بصفتو عضو مؤسس‪ ،‬بموجب القانوف وتعد البنوؾ المساىمة الوحيدة فييا‪،‬‬
‫وطبقا لما جاء في النظاـ رقـ( ‪) 03-04‬المؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬المتعمؽ بنظاـ الودائع البنكية فإنو‬
‫يجب عمى جميع البنوؾ بما فييا فروع البنوؾ األجنبية االنخراط في نظاـ ضماف الودائع البنكية‪ ،‬وأف تعمؿ‬
‫عمى الحفاظ عمى تساوي حصصيا في رأس ماؿ شركة ضماف الودائع البنكية حتى في حالة تعديمو‪،‬‬
‫وينحصر التمويؿ المالي لصندوؽ ضماف الودائع البنكية الذي تسيره ىذه الشركة في المنح التي تدفعيا سنويا‬
‫مجمؿ البنوؾ إلى شركة ضماف الودائع البنكية‪ ،‬وىذا منذ صدور األمر( ‪ ) 11-03‬وعميو تمزـ البنوؾ بدفع‬
‫عالوة تحسب عمى أساس المبمغ اإلجمالي لمودائع بالعممة الوطنية المقيدة في ‪ 31‬ديسمبر مف كؿ سنة‪ ،‬وقد‬
‫حددىا مجمس النقد والقرض بالنسبة ‪ %0,35‬لسنة ‪ ،2003‬كما حدد النظاـ ( ‪ ) 03-04‬السابؽ الذكر في‬
‫المادة ‪ 08‬منو سقؼ التعويضات التي يستفيد منيا المودع الواحد عمى مستوى البنؾ الواحد في حالة توقؼ‬
‫‪2‬‬
‫بنكو عف الدفع ب ‪ 600.000‬دج ميما كاف مبمغ وعممة الودائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 03‬مف التعميمة رقـ ‪ 78‬ػ ‪ 95‬المؤرخة في ‪ 26‬ديسمبر ‪ 1995‬لتحديد القواعد المتعمقة بوضعيات الصرؼ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 02‬مف التعميمة رقـ )‪ 04:‬ػ ‪ ):04‬المؤرخة في ‪ 22‬جويمية ‪ 2004‬المتعمقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة لمدفع إلى صندوؽ ضماف الودائع‬
‫البنكية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫المطمب الثالث‪ :‬جهود بنك الجزائر في تدعيم آليات اإلشراف والرقابة البنكية‬
‫تندرج في إطار تدعيـ اإلشراؼ والرقابة عمى البنوؾ جممة الجيود المعتبرة التي يقوـ بيا كؿ مف مجمس‬
‫النقد والقرض وبنؾ الجزائر والمجنة البنكية في ىذا المجاؿ‪ ،‬مف خالؿ إقامة إطار تنظيمي ىاـ تـ تدعيمو‬
‫االحترزية والرقابة الداخمية بالبنوؾ‪ ،‬وتوجب جيود الجزائر في تنظيـ‬
‫ا‬ ‫منذ سنة ‪ 2001‬في شقيو الرقابة‬
‫جيازىا البنكي باعتراؼ دولي‪ ،‬فقد حظيت في ‪ 30‬جواف ‪ 2003‬بقبوؿ طمب انضماميا إلى بنؾ التسويات‬
‫الدولية لتكوف ثاني دولة عربية بعد المممكة العربية السعودية‪ ،‬وثاني دولة افريقية بعد جنوب إفريقيا مما يسمح‬
‫ليا باالستفادة مف الخبرة الطويمة لبنؾ التسويات الدولية في مجاؿ الرقابة واإلشراؼ عمى البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬وقد ارتكزت تمؾ الجيود حوؿ المحاور التالية‪:‬‬
‫‪-1‬تعزيز نشاطات الرقابة الميدانية ونظام اإلنذار‬
‫ابتداء مف سنة ‪ 2001‬باإلضافة إلى العمميات األخرى لمرقابة‪ ،‬شرع في عمميات الرقابة الشاممة في‬
‫عيف المكاف و ىكذا اتسمت السنوات األخيرة بتدعيـ وىيمنة ىذا النوع مف الرقابة‪ ،‬ىذا واف كانت مياـ الرقابة‬
‫الشاممة طويمة المدى وتتطمب تجنيد فرقة كاممة‪ ،‬فإنو قد تـ خالؿ السنوات (‪)2003 ،2002 ،2001‬‬
‫القياـ بيذا النوع مف الرقابة في ثالثة عشر بنؾ وفي مؤسسة مالية واحدة‪.‬‬
‫وسمح وضع نظاـ جديد لممراقبة عمى المستندات‪ ،‬اعتبا ار مف نياية ‪ 2002‬وتعزيزه خالؿ عاـ ‪ 2003‬بترسيخ‬
‫نظاـ إنذار دائـ‪ ،‬حيث شيدت السنوات األخيرة تطو ار سريعا لمرقابة عمى الوثائؽ والمستندات بناء عمى طريقة‬
‫نظامية تمثمت ىذه الرقابة فيما يقارب ثالثة مائة و خمسوف (‪ )350‬عممية خالؿ سنة ‪ 2002‬فقط‪ .‬ويعمؿ‬
‫نظاـ اإلنذار الدائـ عف طريؽ الييئات التقنية المختمفة لبنؾ الجزائر‪ ،‬التي ليا معامالت مع البنوؾ التجارية‬
‫‪1‬‬
‫وىو يتماشى مع آلية كشؼ الصعوبات التي تعرفيا البنوؾ عمى أساس التصريحات المقدمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف المجنة البنكية قد سبؽ وأف قضت بمجموعة مف العقوبات تخص‪:‬‬
‫‪ -‬وضع المؤسسة المالية ‪Bank Union‬تحت الغدارة المؤقتة في أفريؿ ‪1997‬‬
‫‪ -‬منع المؤسسة المالية ‪Union Bank‬مف ممارسة عمميات التجارةالخارجية في ماي ‪.1999‬‬

‫‪1‬محمد لكصاسي « التطورات االقتصادية والنقدية في الجزائر»‪ ،‬لسنة ‪،2003‬مداخمة محافظ بنؾ الجزائر أماـ المجمس الشعبي الوطني ‪22‬‬
‫أكتوبر‪ www.bank-of-algeria.dz/communicat/02.htm_2003‬ػ ػ ػ ‪.2004/03/12‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Commission Bancaire Note d’information sur la Supervision bancaire en Algérie_08 Février 2004_ www.bank-‬‬
‫‪ofalgeria.dz/Communique. Htm_14/02/2016.‬‬

‫‪25‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫وضع المؤسسة المالية)‪Algerian International Bank (A.I.B‬تحت إدارة متصرؼ مؤقت‬ ‫‪-‬‬
‫في جانفي ‪.2002‬‬
‫‪ -‬التوقيؼ المؤقت لمسير بالبنؾ التجاري والصناعي الجزائري‪ ،‬باإلضافة إلى عقوبات مالية قدرت‬
‫بخمسة مالييف دج دفعت إلى الخزينة العمومية و ذلؾ في ماي ‪.2000‬‬
‫كما أف الجيود التي بذلت خالؿ الفترة ‪ 2003-2001‬لتعزيز فعالية نظاـ الرقابة‪ ،‬قد سمحت لبنؾ الجزائر‬
‫والمجنة البنكية بفضؿ نظاـ السير واإلنذار أف يتحرؾ بسرعة خاصة أماـ تدىور الوضعية االحت ارزية لبنكيف‬
‫خاصيف في سنة ‪ 2003،‬ومف ثـ اتخاذ التدابير واإلجراءات التحفظية المالئمة ‪.‬‬
‫بالفعؿ فقد تسنى لبنؾ الجزائر في إطار ميامو الخاصة بالمراقبة بأف يالحظ مخالفات لألحكاـ القانونية‬
‫والتنظيمية التي تضبط النشاط المصرفي‪ ،‬ومف بينيا مخالفات ترتب عنيا رفع دعوى لدى المحاكـ وقد تمزـ‬
‫‪1‬‬
‫عمى المجنة البنكية إصدار عقوبات شديدة ضد ىذيف البنكيف تمثمت في‪:‬‬
‫‪ -‬وضع بنؾ الخميفة (‪ ) El Khalifa Bank‬تحت اإلدارة المؤقتة في مارس ‪ ،2003‬و تبع ىذا اإلجراء‬
‫بسحب االعتماد مف طرؼ المجنة البنكية في ماي ‪ 2003،‬ووضعو قيد التصفية بعد التوقؼ عف الدفع‪ .‬جاء‬
‫ىذا اإلجراء بعد إثبات مخالفات عديدة تخص تنظيـ الصرؼ وتحويالت رؤوس األمواؿ‪ ،‬وعدـ احتراـ القواعد‬
‫المحاسبية والمينية الذي تزامف مع اختالؿ الييكؿ المالي لمبنؾ‪ ،‬والضعؼ الكبير في السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬سحب اعتماد البنؾ التجاري والصناعي الجزائري)‪ )B.C.I.A‬في شير أوت ‪ 2003‬ووضعو قيد التصفية‪،‬‬
‫بعد التوقؼ عف الدفع بسبب تراكـ عدـ الشرعية في المعامالت والمخالفات التي تـ إثباتيا خالؿ عمميات‬
‫الرقابة المختمفة‪ ،‬وبروز المشكمة الخطيرة لمشيكات والكمبياالت المطيرة‪ ،‬وكذا مخالفة تنظيـ الصرؼ‬
‫المالحظة والمسجمة في محاضر أودعت لدى العدالة باإلضافة إلى تدىور الوضعية المالية لمبنؾ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنو بعد إصدار ىذه العقوبات الشديدة ضد ىذيف البنكيف وتعزيز نظاـ اإلنذار الدائـ‬
‫عرفت الساحة البنكية استق ار ار مف جديد‪.‬‬
‫مع نياية ‪ ،2004‬كشفت تقارير الرقابة والتفتيش عمى تقيد البنوؾ والمؤسسات المالية التي تمارس‬
‫نشاطيا في الجزائر بنسبة كفاية رأس الماؿ( نسبة المالءة) ‪ ،%8‬إال أنو يبقي بعض المؤونات لمواجية‬
‫‪2‬‬
‫الحقوؽ المصنفة مف قبؿ البنوؾ تستمزـ تدقيقا إضافيا قد يؤدي إلى تخصيص مؤونات إضافية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪IBID.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mohamed GHERNAOUT_Crises financières et faillites des banques algériennes : Du choc pétrolier de 1986‬‬
‫‪Grand Alger)banques EL KHALIFAet B .C.I.A Edition G.A.L à la liquidation des‬ػ ػ ػ‪,Alger,2004. ( lèvres‬‬

‫‪26‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫في األخير وفي إطار مياـ المراقبة تـ إثبات عدة مخالفات لتنظيـ الصرؼ وألحكاـ األمر( ‪) 96-22‬المؤرخ‬
‫في ‪ 09‬جويمية ‪ ،1996‬المتعمؽ بالعقوبات الناجمة عف مخالفات تشريع وتنظيـ الصرؼ وتحويالت رؤوس‬
‫األمواؿ مف والى الخارج‪ ،‬وعميو فقد ترتب عمى عمميات المراقبة التي قاـ بيا المفتشوف المؤىموف لبنؾ الجزائر‬
‫خالؿ سنة ‪ 2003‬والتي مست أكثر مف ‪ 35000‬ممؼ عمى مستوى البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬تحرير‬
‫‪ 42‬محض ار بخصوص المخالفات ألحكاـ تنظيـ الصرؼ المطابقة لعدد ‪ 3497‬ممؼ أثبتت فييا المخالفات‬
‫وىو ما يعادؿ ‪ %10‬مف الممفات التي خضعت لممراقبة‪ ،‬وتمثمت ىذه المخالفات بعدـ التقييد باإلجراءات‬
‫التنظيمية وعدـ الترحيؿ والتصريحات المزيفة‪.‬‬
‫وتطبيقا لألحكاـ القانونية اتخذ بنؾ الجزائر خالؿ عاـ ‪ 2003‬اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ 33 -‬شكوى مقدمة أماـ الجيات القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬سحب رقـ تسجيؿ واحد مف وكالة توطيف عمميات التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬إرساؿ ‪ 09‬محاضر خاصة بالمخالفات لتقديـ شكوى لو ازرة المالية تطبيقا لألمر رقـ( ‪.)96-22‬‬
‫‪ -2‬تدعيم أنظمة الرقابة الداخمية بالبنوك‬
‫تعتبر الرقابة الداخمية في البنوؾ جزءا أساسيا وأولويا مف الرقابة الشاممة‪ ،‬ونظ ار ألىميتيا أصبحت كؿ مف‬
‫إدارات البنوؾ والمدققيف الخارجييف والسمطات النقدية والرقابة تولييا عناية خاصة‪ ،‬باعتبارىا خط الدفاع األوؿ‬
‫في منع وتحجيـ المخاطر واألخطاء التي يمكف أف يتعرض ليا البنؾ وتستند ىذه الرقابة ابتداء عمى وضع‬
‫قواعد وضوابط أساسية تحكـ سير عمؿ البنؾ‪ ،‬وفي ىذا اإلطار تعتبر أنظمة الرقابة الداخمية في كؿ بنؾ‬
‫أو مؤسسة مالية مف األدوات الرقابية اليامة‪ ،‬باعتبارىا إجراء احترازي ييدؼ مف خالؿ الوسائؿ واإلجراءات‬
‫المتبعة إلى التأكد مف الصحة المحاسبية وحماية أصوؿ البنؾ ورفع كفاءة الموظفيف‪ ،‬وتشجيعيـ عمى التمسؾ‬
‫بالسياسات المرسومة‪.‬‬
‫والبد مف اإلشارة في ىذا المجاؿ إلى أف الرقابة الداخمية تحقؽ فوائد عديدة منيا عمى سبيؿ المثاؿ‪:‬‬
‫‪ -‬كشؼ المخالفات والنواقص‪.‬‬
‫‪ -‬مرجع إرشادي لعمميات البنؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تقميؿ التكمفة و الخسائر‪.‬‬
‫‪ -‬تقميؿ أعماؿ التدقيؽ و كذلؾ الوقت الضائع‪.‬‬
‫‪ -‬تحسيف نوعية التقارير المالية‪.‬‬
‫وكما ىو معموـ فإف الرقابة الداخمية في البنوؾ تنقسـ إلى نوعيف‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬رقابة واقية لمنع وتقميؿ المخالفات واألخطار واألخطاء التي يمكف أف يتعرض ليا البنؾ‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة كاشفة وىي الكتشاؼ المخالفات واألخطاء‪ ،‬ومف ثـ معالجتيا وتعديؿ الضوابط لمنع وقوع مثؿ‬
‫ىذه األمور ومصدر ىذه الرقابة وبشكؿ أساس التدقيؽ الداخمي والمطابقات الحسابية والمراجعة‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية والمالية‪.‬‬
‫وعميو توافقا مع مبادئ بازؿ الخمسة والعشريف لمرقابة البنكية الفعالة‪ ،‬وبالتحديد المبدأ الرابع عشر‬
‫المتعمؽ بالرقابة الداخمية لمبنوؾ‪ ،‬فقد أصدر بنؾ الجزائر النظاـ رقـ (‪)03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪2002‬‬
‫وتحديد‬ ‫المتضمف المراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬وىذا بيدؼ تعزيز ىذا النوع مف الرقابة‬
‫أطرىا وقواعدىا التنظيمية كحد أدنى مف الضوابط الواجب احتراميا مف طرؼ البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬مع‬
‫وطريقة‬ ‫اإلشارة إلى ضرورة تناسب ىذا النظاـ مع طبيعة نشاط ىذه المؤسسات وحجميا( عدد فروعيا‬
‫توزيعيا الجغرافي)‪ ،‬باإلضافة إلى وجوب التالؤـ مع طبيعة مختمؼ المخاطر التي تتعرض ليا‪.‬‬
‫وقد تمحور النظاـ(‪ )03-02‬حوؿ مستمزمات ومتطمبات نظاـ الرقابة الداخمية الواجب وضعو حيز التطبيؽ‬
‫‪2‬‬
‫عمى مستوى جميع البنوؾ والمتمثمة في النقاط الخمسة الرئيسية التالية‪:‬‬
‫▪ نظاـ الرقابة عمى العمميات واإلجراءات الداخمية‪.‬‬
‫▪ التنظيـ المحاسبي ومعالجة المعمومات‪.‬‬
‫▪ أنظمة قياس المخاطر والنتائج‪.‬‬
‫▪ أنظمة الرقابة والتحكـ في المخاطر‪.‬‬
‫▪ نظاـ المعمومات والتوثيؽ‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة ىنا أف مساىمة مدققي حسابات البنوؾ والمؤسسات المالية ضعيفة جدا‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫يخوؿ فيو اإلطار التشريعي المتعمؽ بالنقد والقرض دو ار ىاما لمدققي الحسابات فيما يخص الرقابة البنكية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلؾ فإف الرقابة الداخمية عمى مستوى البنوؾ والمؤسسات المالية ال تزاؿ في مرحمة وضع‬
‫اإلطار التنظيمي المقرر مف طرؼ مجمس النقد والقرض سنة ‪ 2002‬حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدعيم شروط اعتماد البنوك وممارسة المهنة البنكية‬

‫‪1‬‬
‫المجنة العربية لمرقابة البنكية «الرقابة الداخمية في المصارف»‪ ،‬ورقة مف سمسمة البحوث و الدراسات المتخصصة –صندوؽ النقد العربي‪-‬أبو‬
‫ظبي‪.1994-‬‬
‫‪2‬النظاـ رقـ( ‪)03-02‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 2002‬المتضمف المراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫في إطار تعزيز صحة وصالبة النظاـ المصرفي ومف أجؿ ضماف وساطة مالية أكثر نجاعة‪ ،‬لصالح‬
‫نمو أقوى ومستداـ فإف اإلطار القانوني الجديد المتعمؽ بالنقد والقرض وبالتناسؽ مع ىذه األىداؼ‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬قد دعـ الشروط المطموبة لدخوؿ القطاع المصرفي وحدد قواعد صارمة لممارسة األنشطة‬
‫البنكية توافقا مع مبادئ بازؿ األساسية لمرقابة البنكية الفعالة‪ ،‬الشيء الذي يعد في حد ذاتو إجراءا ىاما‬
‫ومعتب ار بالنسبة لرقابة البنوؾ‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار عمؿ بنؾ الجزائر عمى إصدار نظاـ جديد يحدد الحد األدنى الجديد لرأسماؿ البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية ( النظاـ رقـ (‪ )01-04‬المؤرخ في ‪ 14‬مارس ‪ )2004‬الذي تـ مضاعفتو بخمس‬
‫مرات‪ ،‬ومف جية أخرى فقد تـ ضماف متابعة خاصة لمبنوؾ المنشاة حديثا في حيف تـ تعزيز تقييـ طمبات‬
‫الترخيص بإنشاء البنوؾ مف قبؿ مجمس النقد والقرض سنتي ‪ 2002‬و ‪ ،2003‬إذ تـ رفض نحو عشرة‬
‫‪1‬‬
‫طمبات خاصة بالترخيص بإنشاء بنوؾ أو مؤسسات مالية‪.‬‬
‫وفي نفس السياؽ تـ توطيد شروط تقديـ الحسابات الذي يمثؿ األساس القانوني األىـ لتحسيف وسالمة‬
‫التصريحات االحت ارزية‪ ،‬ولرقابة البنوؾ وىو ما يشكؿ أيضا قاعدة لمرقابة عمى الوثائؽ والمستندات ويسمح‬
‫‪2‬‬
‫بالتقييـ واإلطالع السريع عمى الوضعية المالية الخاصة بكؿ بنؾ بما فييا المالءة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Commission Bancaire Note d’information sur la Supervision bancaire en Algérie_Op.Cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪IBID.‬‬

‫‪29‬‬
‫النظام المصرفي في الجزائر‬ ‫الفصل االول‬

‫خالصة الفصل‬

‫عرؼ الجياز المصرفي مند االستقالؿ تغييرات ىيكمية وتحوالت كبيرة‪ ،‬نظ ار لما شيدتو الساحة الوطنية مف‬
‫أحداث سياسية وظروؼ اقتصادية أفرزتيا المخمفات االستعمارية والتوجيات اإلستراتيجية لمبالد‪ .‬فقد مر بعدة‬
‫مراحؿ أظيرت ىذا الجياز كأداة يتعذر االستغناء عنيا في عممية اإلصالح والتقويـ االقتصادي‪ ،‬حيث أنو‬
‫مر بعدة إصالحات فرضتيا في بداية األمر إرادة االنفصاؿ واالستقالؿ عف التبعية المالية لممستعمر‬
‫والرغبة في إقامة جياز مصرفي يخدـ المصالح االقتصادية الوطنية‪ ،‬وفي فترة الحقة االمتثاؿ إلى إرادة‬
‫القيادة السياسية مف خالؿ المخططات التنموية‪ ،‬وأخي ار اإللزاـ بالقواعد التسييرية والتنظيمية المالئمة لتفعيؿ‬
‫دور ىذا الجياز ومؤسساتو‪ ،‬والذي أممتو مقتضيات االقتصاد الحر‪.‬‬

‫فقد بقي ىذا الجياز لعدة سنوات تحت سمطة اإلدارة المركزية التي قمصت مف أدائو وفرص تطوره‪ ،‬رغـ‬
‫اإلصالحات االقتصادية المتعاقبة كاإلصالح المالي في السبعينات ثـ اإلصالحات الييكمية في الثمانيات‪.‬‬
‫فسجؿ بذلؾ تدىو ار مف مرحمة ألخرى‪ ،‬إلى غاية صدور قانوف النقد والقرض الذي أعاد النظر في ىيكؿ‬
‫النظاـ المصرفي الجزائري‪.‬‬

‫وفي ضوء القناعة بأىمية وجود إطار رقابي كفئ لضماف استقرار وسالمة القطاع المصرفي‪ ،‬تـ تحديد‬
‫اإلطار العاـ لمرقابة المصرفية االحت ارزية وتدعيـ األطر القانونية والتنظيمية التي تحكـ أعماؿ البنوؾ مف‬
‫خالؿ إلزاـ البنوؾ باحتراـ مجموعة مف المعايير والقواعد االحت ارزية واإلشرافية بما يتوافؽ والممارسات الدولية‬
‫المعموؿ بيا‪ ،‬ووضع لجنة مصرفية مكمفة بتنظيـ عمميات رقابة و تفتيش دائمة عمى مستوى البنوؾ و‬
‫المؤسسات المالية سواء عمى الوثائؽ أو في عيف المكاف‪.‬‬

‫وتندرج في إطار تدعيـ آليات اإلشراؼ والرقابة المصرفية مجموعة الجيود المعتبرة التي يبذليا بنؾ‬
‫الجزائر‪ ،‬فيما يخص تكثيؼ نشاطات الرقابة الميدانية وتعزيز نظاـ اإلنذار وتوطيد شروط اعتماد البنوؾ‬
‫والممارسة المينية المصرفية خاصة بعد صدور األمر(‪ )11-03‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التأكيد عمى تطوير أنظمة الرقابة الداخمية بالبنوؾ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫يرتبط النشاط البنكي ارتباطا وثيقا بإدارة المخاطر‪ ،‬بؿ تعد ىذه األخيرة قي صمب الوظيفة البنكية‪ ،‬لذلؾ‬
‫نجد أف البنؾ المركزي يسعى دائما إلى التحوط ضد المخاطر والتقميؿ مف أثارىا‪ ،‬وفي ىذا الصدد فيو يعتمد‬
‫عمى التشريعات البنكية‪ ،‬وتنظيماتو المنظمة لمنشاط‪ ،‬أو ما يعرؼ بإتباع القواعد االحت ارزية‪ ،‬وترتبط ىذه‬
‫األخيرة إما بمستوى وطني محمي‪ ،‬فنجد لكؿ دولة قواعدىا المنظمة لنشاطيا البنكي الخاص بيا‪ ،‬واما أف‬
‫تأخذ طابع دولي مف خالؿ الييئات والمنظمات العالمية‪.‬‬

‫ولعؿ أىـ المعايير العالمية لتسيير المخاطر ما أصدرتو لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية في اتفاقياتيا‪ ،‬ومنذ‬
‫ذلؾ الحيف تسعى غالبية األنظمة المصرفية العالمية االلتزاـ بما جاءت بو ىذه المجنة‪ ،‬نظ ار ألىميتيا وما‬
‫تتيحو مف أمف وسالمة لألنظمة المصرفية مف تأثيرات األزمات المالية والمصرفية العالمية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫بقدر ما يعتبر دور بنؾ الجزائر ميـ وحاسـ في رسـ السياسة النقدية لمبمد وتنظيـ العمؿ المصرفي داخؿ‬
‫القطاع‪ ،‬بقدر ما يطرح موضوع استقاللية ىذا البنؾ أىمية بؿ يعتبر ىذا األخير مف أساسيات أي نظاـ‬
‫مصرفي ناجح يؤدي دوره عمى أكمؿ وجو‪ ،‬واف كاف بنؾ الجزائر يمارس ميامو بدرجة استقاللية ميمة وجيدة‬
‫تسمح لو برسـ وتنفيذ السياسة النقدية التي يعدىا‪ ،‬يتضاعؼ دوره إلى إرساء قواعد رقابية صارمة‪ ،‬وكذا‬
‫حماية المودعيف وضماف االستقرار المالي لمبمد خصوصا خالؿ السنوات األخيرة‪ ،‬بعد ما شيد القطاع‬
‫المصرفي مف أزمات عديدة سواء ما تعمؽ بالبنوؾ الخاصة‪ ،‬والتي أفرزت نياية القطاع المصرفي الخاص ذا‬
‫الرأس الماؿ الخاص‪ ،‬أو حتى ما تعمؽ بالبنوؾ العمومية عمى غرار فضائح البنؾ الوطني الجزائري وبنؾ‬
‫التنمية المحمية وبنؾ الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬

‫والسؤاؿ المطروح الذي نحاوؿ اإلجابة عميو ىو ىؿ يساىـ بنؾ الجزائر في إرساء قواعد مصرفية فعالة‬
‫يمتزـ بيا جميع متعاممي القطاع بما يضمف استق ارره؟‬

‫المطمب األول‪ :‬ماهية القواعد االحترازية‬

‫تعد مراقبة المخاطر ضرورة طبيعية وميمة بالنسبة لمبنؾ لما ليا مف تأثيرات عمى نشاطو واستمرار يتو‬
‫وأدائو‪ ،‬وىو ما اضطر العديد مف البنوؾ والمؤسسات المالية لوضع التنظيـ الذي يسمح ليا بالتنبؤ بالخطر‬
‫والمراقبة في نفس الوقت‪ ،‬ولـ يقتصر األمر عند ىذا الحد بؿ تعداه لتبني سمطات المراقبة في الدوؿ السير‬
‫عمى وضع التنظيمات ومراقبة تنفيذىا قصد ضماف سالمة النظاـ المالي والمصرفي‪ ،‬وىو ما يطرح عدة‬
‫صعوبات وتحديات أىميا التوفيؽ بيف وضع الحدود والقيود المنظمة لمنظاـ المصرفي‪ ،‬وبيف ترؾ الحرية‬
‫الضرورية لمبنوؾ والمؤسسات المالية لمتوسع في نشاطيا‪ ،‬كما يجب عند وضع القواعد والتنظيمات البنكية‬
‫‪1‬‬
‫مراعاة العديد مف النقاط مف بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬تطبيؽ التنظيمات عمى جميع المؤسسات المصرفية والمالية‪.‬‬

‫‪ -‬حجـ المؤسسات المصرفية والمالية‪.‬‬

‫‪ -‬درجة تنوع وتخصص ومركزية ىذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪1‬جدايني ميميي‪ « ،‬دور استقاللية بنك الجزائر في تفعيل تطبيق القواعد االحترازية »‪ ،‬المؤتمر العممي الدولي الثاني حوؿ إصالح النظاـ المصرفي‬
‫الجزائري في ظؿ التطورات العالمية الراىنة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ ،‬أياـ ‪ 12-11‬مارس ‪.2008‬‬

‫‪33‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬مراعاة نشاط بعض المؤسسات عمى المستوى الدولي‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة المؤسسات األجنبية العاممة بالقطاع المحمي‪.‬‬

‫مف جانب أخر تظير صعوبة تحقيؽ التوافؽ في درجة تقبؿ الخطر‪ ،‬بمعنى ما يظير خطر ال يمكف تحممو‬
‫بالنسبة لبعض البنوؾ‪ ،‬يعد مقبوال لبنوؾ أخرى مما يجعؿ تنظيـ الخطر ومراقبتو بإصدار القواعد والتنظيمات‬
‫القانونية عممية صعبة يجب أف تأخذ بعيف االعتبار جميع النقاط السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم القواعد االحترازية‪ :‬وتسمى كذلؾ بقواعد الحذر‪ ،‬وىي مجموعة مف المقاييس التسييرية التي يجب‬
‫احتراميا مف طرؼ البنوؾ التجارية وذلؾ مف أجؿ الحفاظ عمى أمواليا الخاصة‪ ،‬وضماف مستوى معيف مف‬
‫السيولة ومالءتيا المالية تجاه المودعيف‪.‬‬

‫‪-2‬أهداف القواعد االحترازية‪ :‬تيدؼ القواعد االحت ارزية بشكؿ أساسي إلى ضماف سالمة النظاـ المالي‬
‫والمصرفي عمى وجو الخصوص‪ ،‬بشكؿ يمكنو مف تفادي الوقوع في األزمات النقدية والمالية التي تؤثر عمى‬
‫االستقرار االقتصادي الكمي لمبمد‪.‬‬

‫إف القواعد االحت ارزية تضمف تسويؽ الخدمات المصرفية‪ ،‬استقرار القطاع‪ ،‬وحماية المودعيف‪ ،‬واستم اررية‬
‫ميكانيزمات الدفع‪ ،‬ونستطيع تجميع ىذه األىداؼ في محوريف ىما‪:‬‬

‫أ – حماية المودعين‪ :‬خصوصية الييكمة لمبنؾ تتمثؿ في أف نسبة معتبرة مف حجـ ودائعيا تعود لصغار‬
‫المودعيف الذيف تنقصيـ في الغالب المعمومات الضرورية والكافية حوؿ الوضعية المالية لمبنؾ‪ ،‬ومف ىنا‬
‫توجب عمى القواعد االحت ارزية أف تكوف في حماية مصالح ىؤالء المودعيف بوضع قواعد لمسيولة التي تمزـ‬
‫البنوؾ االحتفاظ بحجـ معيف مف السيولة لدييا تواجو بو طمبات السحب مف الزبائف‪ ،‬كما تفرض القواعد‬
‫االحت ارزية عمى البنوؾ تأميف الودائع بيدؼ ضماف التسديد لممودعيف في حالة إفالس البنؾ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحفاظ عمى استقرار النظام المالي‪ :‬تمكف القواعد االحت ارزية مف التنبؤ بالخطر النظامي وتمكف مف‬
‫تفادي تأثير أزمة إفالس أي بنؾ عمى مجموع النظاـ المالي‪ ،‬وىذا بوضع قواعد لممالءة‪ ،‬وتسيير فعاؿ‬
‫‪1‬‬
‫لمخطر العاـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع أعاله‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة القواعد االحترازية‬

‫تزامف نشوء القواعد االحت ارزية مع ظيور األزمات البنكية والمالية بداية مف القرف التاسع عشر في الدوؿ‬
‫الصناعية الكبرى وىي‪ :‬إنجمترا‪ ،‬فرنسا‪،‬ألمانيا‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية فقد خمفت ىذه األزمات عدة أثار‬
‫سمبية تفاوتت مف بمد ألخر‪ ،‬إال أف ما شيدتو الواليات المتحدة األمريكية أدى إلى إضعاؼ القطاع البنكي‬
‫بشكؿ فرض ضرورة وجود قواعد وضمانات تسمح بممارسة نشاط بنكي يساىـ في النمو االقتصادي‪.‬‬

‫وتوقفت القواعد االحترازية الخاصة برأس الماؿ في الواليات المتحدة األمريكية عمى اتفاقية إنشاء البنوؾ‪،‬‬
‫والتي حددت رأس ماؿ أدنى مقدار بػ‪100.000‬دوالر‪ 1.‬لكف ورغـ ىذه المحاوالت قصد حماية مساىمي‬
‫البنوؾ المودعيف بفرض حد أدنى لرأس الماؿ وتخصيص االحتياطات‪ ،‬إال أنيا لـ تحقؽ األىداؼ المرجوة‬
‫منيا بالشكؿ المطموب‪ ،‬وىو ما دفع إلى تغيير شروط إنشاء لبنوؾ باالستغناء عف نظاـ االتفاقيات المحددة‬
‫لرأس الماؿ فقط‪ ،‬بضرورة مرور كؿ مشروع إنشاء بنؾ عمى وكالة الدولة لممراقبة ليتـ تسجيؿ اسـ البنؾ‬
‫وعنوانو‪ ،‬وأسماء مسئوليو وىو األمر الذي أعطى معنى أخر لممراقبة البنكية وفسح المجاؿ لقواعد تمس‬
‫مباشرة القطاع البنكي وتيدؼ في ذلؾ لحمايتو‪.‬‬

‫وخالؿ سنوات الستينات انصب اىتماـ البنوؾ األمريكية بتسيير جانب خصوميا في ظؿ قواعد‬
‫تنظيمية تقييدية( عمى مستواىا المحمي) تبعا لتأثيرات انييار بورصة ووؿ ستريت سنة ‪ 1929‬التي لـ تسمح‬
‫ليا بالتوسع داخؿ الواليات المتحدة األمريكية والتنويع مف نشاطيا‪ ،‬ىذا ما دفع البنوؾ األمريكية باالنحراؼ‬
‫عف القواعد المسيرة ليا‪ ،‬وتطوير نشاطيا الدولي وبالضبط في لندف المتميزة آنذاؾ بتنظيـ حر وسمس بدوف‬
‫قيود‪ ،‬وىو ما نتج عنو إنشاء سوؽ األوفشور( سوؽ األورو‪ -‬دوالر) بمندف بدخوؿ بنوؾ أجنبية أخرى تبعا‬
‫لمبنوؾ األمريكية‪ ،‬وقد شيدت ىذه الفترة تعدد العمميات البنكية بداية مف سنوات السبعينات خصوصا في‬
‫الدوؿ الصناعية والتي تصادفت مع التغيرات الكبيرة في الصرؼ ومعدالت الفائدة‪.‬‬

‫ونظ ار النتقاؿ النظاـ النقدي الدولي في سنة‪ 1971‬مف نظاـ صرؼ ثابت إلى النظاـ الحر‪،‬‬

‫ىو ما دفع البنوؾ إلى القياـ بعمميات المضاربة في سوؽ الصرؼ نتج عنيا خسائر كبيرة لفروع البنوؾ‬
‫العاممة بسوؽ لندف‪ ،‬فأعمنت عدة بنوؾ إفالسيا بتسجيميا لخسائر كبيرة‪ ،‬كما تعاظمت نتيجة لذلؾ مخاطر‬
‫القرض وعدـ استقرار في أسعار األصوؿ المالية‪ ،‬وفى ظؿ ىذه األوضاع دفعت البنوؾ البريطانية السمطات‬
‫النقدية لمتدخؿ عمى المستوى الدولي بواسطة محافظ بنؾ انجمت ار " ‪ "lord Richardson‬الذي اقترح في‬

‫‪1‬‬
‫‪p14. la maissence de la fivrier2004,: d et hicham chetioui, « histoire longue» Olivier Brossar‬‬

‫‪35‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدورة الشيرية لمحافظي البنوؾ المركزية إنشاء لجنة تكمؼ بمراقبة البنوؾ التي ليا نشاط دولي‪ ،‬وتسمى ب"‬
‫لجنة بازؿ‪ 1".‬تحت إشراؼ بنؾ التسويات الدولي(‪ )BRI‬المكمؼ بتشجيع التعاوف بيف البنوؾ المركزي لمدوؿ‬
‫األعضاء فيو فيما يخص التنظيـ البنكي‪ ،‬وقد تـ التركيز عمى ثالثة نقاط أساسية‪:‬‬

‫‪-‬تحديد القواعد القصوى لمتوسع الصناعي أيف انييار مؤسسة قد يكوف لو تأثيرات خارجية عمى المحيط‪،‬‬
‫ومنح ىذه القواعد الطابع العالمي ( ممزمة لمجميع)‪.‬‬

‫‪-‬توحيد الجيود في مجاؿ تأميف الودائع والحد األدنى لرأس الماؿ لألصوؿ المرجحة بمخاطرىا‪.‬‬

‫‪-‬تأسيس مراقبة فعالة مف طرؼ السمطات المحمية لكؿ بمد‪ ،‬وتوفير االنسجاـ والحوار الضروري مع‬
‫المقرضيف المحمييف مف أجؿ تأميف النظاـ المصرفي في وقت األزمات المالية الدولية‪.‬‬

‫لقد شيدت سنوات الثمانينات مف القرف العشريف ميالدا حقيقيا لمقواعد االحت ارزية ذات طابع عالمي‪،‬‬
‫بالرغـ مف أنيا بالدرجة األولى البنوؾ الدولية النشاط‪ ،‬ولـ يتسف ذلؾ إال مف خالؿ سنوات طويمة مف العمؿ‬
‫المتواصؿ والتكيؼ الدائـ مع كؿ المتغيرات الجديدة التي تمس القطاع البنكي والمالي بشكؿ عاـ‪ ،‬فيي تمثؿ‬
‫بذلؾ محصمة مسار طويؿ مف الممارسة والتجربة المالية‪ ،‬األمر الذي يفسر األىمية الكبيرة والحساسة لدورىا‬
‫الفعاؿ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التعريف بمركزية المخاطر وأهميتها في التسيير‬

‫تمتزـ البنوؾ والمؤسسات المالية تطبيقا لممادتيف ‪97‬و‪98‬مف األمر رقـ‪ 11-03‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪،‬‬
‫باحتراـ ضوابط التسيير اليادفة إلى ضماف سيولتيا وقدرتيا عمى الوفاء تجاه الغير‪ ،‬ال سيما تجاه المودعيف‬
‫وكذا ضماف توازنيا المالي‪ ،‬ويجب عمييا بشكؿ خاص أف تحترـ نسب تغطية وتوزيع المخاطر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف بمركزية المخاطر‬

‫ينظـ ويسير بنؾ الجزائر مصمحة مركزة المخاطر‪ ،‬التي تكمؼ جمع أسماء المستفيديف مف القروض‬
‫وطبيعة وسقؼ القروض الممنوحة والمبالغ المسحوبة‪ ،‬والضمانات المعطاة لكؿ قرض مف جميع البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬كما ال يجوز منح أي قرض دوف أف يكوف البنؾ أو المؤسسة المالية قد تحصؿ مف‬
‫مركزية المخاطر عمى المعمومات المتعمقة بالمستفيديف مف القرض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1997,Economia paris ,« mondilisatinon et domaine économique» ,Marie chaude E sposito et martime Azeuls‬‬
‫‪p: 90.‬‬

‫‪36‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أطمؽ عمييا المشرع تسمية مخاطر المؤسسات واألسر‪ ،‬فقسـ مركزية المخاطر إلى قسميف‪ ،‬منيا مركزية‬
‫مخاطر األسر التي يسجؿ لدى بنؾ وكؿ مؤسسة مالية ىوية المستفيديف مف القروض‪ ،‬طبيعة وسقؼ‬
‫القروض الممنوحة وكذا الضمانات المأخوذة و ىو ما يسمى بالمعطيات اإليجابية‪ ،‬ومبمغ االستعماالت‬
‫‪1‬‬
‫ومبمغ القروض غير المسددة وىو ما يطمؽ عميو بالمعطيات السمبية‪.‬‬

‫تكمؼ مركزية المخاطر عمى مستوى بنؾ الجزائر‪ ،‬بجمع ومعالجة وحفظ المعمومات حوؿ القروض‬
‫البنكية واعادتيا إلى المؤسسات المصرحة‪ ،‬كما تقوـ شيريا بمركزية التصريحات وتعد وتضع في متناوؿ‬
‫كؿ مؤسسة مصرحة نتائج عمميات المركزة المدونة‪ ،‬في تقارير القرض المتعمقة بزبائنيا عف طريؽ اإلطالع‬
‫عمى بعد‪.‬‬

‫تستعمؿ نتائج المركزية مف طرؼ المؤسسات المقرضة في إطار منح وتسيير قروض زبائنيا‪ ،‬وال يمكف‬
‫استعماؿ ىذه المعمومات لغير ىذا الغرض‪ ،‬وىي مسئولة عف دقة ووضوح وتناسؽ المعمومات التي ترسميا‬
‫إلى مركزية المخاطر‪ ،‬وىي أيضا مسئولة عف الحماية والحفظ واإلرساؿ الداخمي لممعطيات‪ ،‬وكذا أجاؿ‬
‫االحتفاظ بيذه المعطيات والتي ال يجب أف تقؿ عف‪ 05‬سنوات‪.‬‬

‫يبدأ سرياف ىذه المدة مف تاريخ انقضاء الديف بالنسبة لممعطيات اإليجابية وابتداء مف تاريخ التصريح‬
‫بعارض الدفع‪ ،‬ويتعيف عمى البنوؾ والمؤسسات المالية مانحة القروض أف تستشير مركزية المخاطر قبؿ‬
‫منح قرض لزبوف جديد‪ ،‬كما عمييا أف تعمـ زبائنيا مف مؤسسات وأفراد عند التصريح بيـ ألوؿ مرة إلى‬
‫مركزية المخاطر بعدـ تسديد القرض‪.‬‬

‫إف البنوؾ والمؤسسات المالية ممزمة باالنخراط في مركزية المخاطر وعمميا‪ ،‬والتي تطمع بميمة‬
‫التعرؼ عمى األخطار المصرفية وعمميات القرض االيجاري‪ ،‬التي تتدخؿ فييا أجيزة القرض فتجمعيا‬
‫وتبمغيا‪ ،‬ويجب عمى أجيزة القرض التي تمارس نشاطيا في التراب الوطني‪ ،‬أف تحترـ قواعد عمميا احتراما‬
‫التي دقيقا‪ ،‬وتعمف عف المساعدات التي تمنح لزبائنيا‪.‬‬

‫ال يمكف لجياز القرض أف يقدـ أي قرض خاضع لإلعالف لزبوف جديد دوف أف يستشير مقدما مركزية‬
‫األخطار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ‪ 138-07‬المؤرخ في ‪ 2007-05-19‬يحدد مياـ مركزية المخاطر وتنظيميا وتسييرىا‪ ،‬العدد‪.33‬‬

‫‪37‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر‪ ،‬فإف وجودىا يسمح بتحقيؽ غايات متعددة‪ ،‬كمراقبة‬
‫ومتابعة نشاطات المؤسسات المالية‪ ،‬معرفة مدى العمؿ الذي تقوـ بو في مجاؿ الخضوع لمعايير وقواعد‬
‫العمؿ‪ ،‬قواعد االحتراز الخاصة التي يحددىا بنؾ الجزائر‪ ،‬منح البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬فرصة القياـ‬
‫بمفاضالت بيف القروض المتاحة بناء عمى معطيات سميمة نسبيا‪ ،‬تركيز المعمومات المرتبطة بالقروض ذات‬
‫‪1‬‬
‫المخاطر في خمية واحدة ببنؾ الجزائر‪ ،‬مما يسمح بتسيير أفضؿ لسياسة القرض‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية التسيير بنظام مركزية المخاطر‬

‫تيدؼ أنظمة مركزية المخاطر بالبنوؾ المركزية ومؤسسات النقد إلى مساعدة البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية في اتخاذ القرار االئتماني المالئـ مف خالؿ تزويدىا بمجموع التزامات أي مف عمالئيا تجاه الجياز‬
‫المصرفي‪ .‬وفي ىذا اإلطار توفر البنوؾ المركزية البيانات المجمعة التي تخص بوجو عاـ مختمؼ أنواع‬
‫التسييالت االئتمانية وىوية العمالء‪.‬‬

‫ومف أجؿ أف تؤدي ىده الخدمة الغرض منيا‪ ،‬يجب أف تمتزـ البنوؾ بتقديـ البيانات المتعمقة بيوية‬
‫‪2‬‬
‫العمالء والتسييالت االئتمانية وفؽ النماذج المصممة ليدا الغرض وبصفة دورية‪.‬‬

‫وبالنظر ألىمية ىذا النظاـ في الرقابة عمى البنوؾ‪ ،‬فقد أقر قانوف النقد والقرض إنشاء مصمحة لمركزية‬
‫المخاطر تدعى" مركزية المخاطر" تنظيـ وتسير مف طرؼ بنؾ الجزائر وتكمؼ بجمع أسماء المستفيديف مف‬
‫القروض وطبيعة القروض الممنوحة وسقفيا والمبالغ المسحوبة والضمانات المعطاة لكؿ قرض مف جميع‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية وبالتالي تحديد كؿ مخاطر القروض‪ ،‬وأوجب عمى كؿ المؤسسات المصرفية‪،‬‬
‫االنخراط في ىذه المصمحة وتزويدىا بالمعمومات المذكورة‪ ،‬وقد وضع بنؾ الجزائر النظاـ رقـ‪ 01-92‬المؤرخ‬
‫في ‪ 1992/03/22‬الذي ينظـ سير مركزية المخاطر وتمويميا مف قبؿ البنوؾ والمؤسسات المالية التي ال‬
‫تتحمؿ سوى تكاليفيا المباشرة‪.‬‬

‫وعميو ال تمنع القروض مف طرؼ البنؾ التجاري‪ ،‬إال بعد حصوؿ ىذا األخير عمى كؿ المعمومات‬
‫الخاصة بالمستفيديف مف القرض مف مركزية المخاطر‪ ،‬ليتمكف مف إعادة تمويؿ خزينتو‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية ليذه المصمحة‪ ،‬فإف وجودىا يسمح بتحقيؽ غايات متعددة نذكر منيا‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بوحفص جالب نعناعة‪« ،‬الرقابة االحترازية وأثرها عمى العمل المصرفي بالجزائر»‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة البميدة‪،2‬ص‪،‬ص‪124،123.‬‬
‫‪2‬المجنة العربية لمرقابة المصرفية‪ ،‬مركزية المخاطر‪ ،‬ورقة مف سمسمة البحوث والدراسات المتخصصة‪ ،‬صندوؽ النقد العربي‪ ،‬أبوظبي‪..1998،‬‬

‫‪38‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تركيز المعمومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خمية واحدة عمى مستوى البنؾ المركزي يسمح‬
‫بتسيير سياسة القرض بطريقة أفضؿ وأنجع‪.‬‬

‫‪-‬مراقبة ومتابعة نشاطات البنوؾ والمؤسسات المالية مف خالؿ معرفة مدى خضوع ىذه األخيرة إلى معايير‬
‫‪1‬‬
‫وقواعد الحذر التي يحددىا بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موسى مبارؾ أحالـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬

‫‪39‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع هيئات الرقابة المسيرة من طرف البنك المركزي‬

‫تتأكد السمطة الشرعية ألي بنؾ مركزي مف خالؿ تحكمو وسيطرتو عمى نشاطات البنوؾ ومختمؼ‬
‫مؤسسات الوساطة المصرفية العاممة ضمف الجياز المصرفي لمبمد‪ .‬وتتجسد ىذه السمطة مف خالؿ وظيفتو‬
‫الرقابية واإلشرافية عمى أعماؿ ىذه المؤسسات‪ ،‬كونو السمطة النقدية األولى ذات الصالحيات المطمقة في ىذا‬
‫المجاؿ وىو ما تنص عميو معظـ تشريعات الدوؿ في العالـ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مركزية المخاطر ومركزية عوارض الدفع‬

‫فيما يمي سوؼ نتطرؽ إلى ما نص عميو البنؾ المركزي بخصوص مركزية المخاطر ومركزية عوارض الدفع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫يعتبر ىذا الجياز مف بيف األجيزة التي استحدثيا اإلصالح المصرفي سنة‪ 1990‬والغرض منو ىو‬
‫محاولة بنؾ الجزائر مف أف يجمع كؿ المعمومات التي تحسف مف قدرة النظاـ البنكي عمى التقميؿ مف‬
‫المخاطر المتزايدة نتيجة الوضع االقتصادي الجديد الذي يتسـ بحرية المباردة وقواعد السوؽ في العمؿ‬
‫‪1‬‬
‫البنكي‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار استحدث قانوف النقد والقرض رقـ ‪ 10-90‬بموجب مادتو (‪ )160‬ىذا الجياز سمي‬
‫''بمركزية المخاطر" وقد أكد األمر رقـ‪ 11-03‬المتعمؽ بالنقد والقرض ىدا المسعى في مادتو(‪ )98‬التي‬
‫تنص الفقرة األولى منيا عمى ما يمي‪:‬‬

‫''ينظـ بنؾ الجزائر ويسير مصمحة مركزية المخاطر" تدعى" مركزية المخاطر" تكمؼ بجمع أسماء‬
‫المستفيديف مف القروض وطبيعة القروض الممنوحة وسقفيا والمبالغ المسحوبة‪ ،‬والضمانات المعطاة لكؿ‬
‫قرض‪ ،‬مف جميع البنوؾ والمؤسسات المالية"‪.‬‬

‫ونجد أف معظـ البنوؾ المركزية في العالـ تتوفر عمى مصمحة مركزية المخاطر‪ ،‬ففي فرنسا مثال أنشئت‬
‫‪2‬‬
‫بيا ىذه المركزية بموجب قرار صادر عف المجمس الوطني لمقرض في عاـ ‪.1946‬‬

‫وباإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر‪ ،‬فإنيا تقوـ بمراقبة ومتابعة نشاطات البنوؾ‬
‫التجارية‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بقواعد الحذر في التسيير وتركيز المعمومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر‬
‫في خمية واحدة عمى مستوى بنؾ الجزائر‪ ،‬مما يسمح لو ذلؾ بتسيير أفضؿ لسياسة القرض‪ ،‬ولقد أصدر‬

‫‪1‬‬
‫إقرشاح فاطمة‪« :‬المركز القانوني لمجمس النقد والقرض»‪ ،‬رسالة ماجستير في قانوف العمؿ‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫تيزي وزو‪ ،2002/2003 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪p: , 1991, paris, 3ém edition, «banque et bourse Edition montchrestien»,Dejuglart michel et ippolito benjamin‬‬
‫‪. 23‬‬

‫‪40‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مجمس النقد والقرض نظاـ رقـ ‪ 01-92‬الذي حدد فيو كيفية تنظيـ وعمؿ مركزية األخطار‪ 1.‬وطبقا‬
‫لممادة(‪ )2‬مف ىذا النظاـ‪ ،‬مركزية المخاطر تضطمع بميمة التعرؼ عمى األخطار المصرفية وعمميات‬
‫القرض التجاري التي تتدخؿ فييا أجيزة القرض وتجمعيا وتبمغيا‪.‬‬

‫ويقع عمى عاتؽ البنوؾ التجارية التي تمارس نشاطيا عمى التراب الوطني التزاـ االنضماـ إلى مركزية‬
‫‪2‬‬
‫األخطار‪ ،‬وأف تحترـ قواعد عمميا احتراما دقيقا‪.‬‬

‫وال يمكف ألية مؤسسة قرض بما فييا البنوؾ التجارية أف تقدـ أي قرض خاضع إلعالف لزبوف جديد دوف‬
‫أف تستشير مسبقا مركزية األخطار‪ 3.‬ومف الواضح أف مثؿ ىذه األجراء ييدؼ إلى كشؼ وتدارس األخطار‬
‫المرتبطة بالقروض‪ ،‬ومنح البنوؾ التجارية المعمومات الضرورية المرتبطة بالقروض والزبائف التي تشكؿ‬
‫مخاطر محتممة‪.‬‬

‫ووفقا لمقتضيات المادة(‪ )98‬مف األمر ‪ 11-03‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪'' ،‬ال تجعؿ فقط إجبارية انخراط‬
‫البنوؾ التجارية في مركزية األخطار فحسب‪ ،‬بؿ أنو ال يمكف منح أي قرض‪ ،‬إال إذا تحصمت البنوؾ مف ىذه‬
‫المصمحة عمى المعمومات الخاصة بالمستفيديف وبطبيعة وسقؼ القروض الممنوحة ومبمغ االستعماالت‪ ،‬وكذا‬
‫الضمانات المقدمة عف كؿ قرض''‪ ،‬ومما يجب اإلشارة إليو في ىذه اإلطار أف الزبوف لو حرية التصرؼ‪،‬‬
‫لمسماح لبنكو باستشارة مركزية المخاطر في المعمومات الخاصة بو‪ ،‬كـ يجب أف يعمـ أنو في حالة رفضيا‬
‫وعدـ موافقتو عمى قياـ البنؾ‪ ،‬باستشارة ىذه المصمحة‪ ،‬فإنو ال يستفيد مف القرض‪.‬‬

‫وينطبؽ ىذا اإلجراء عمى القروض التي يساوي مبمغيا اإلجمالي أو يفوؽ ‪ 2000.000.00‬دج‪ ،‬فالبنوؾ‬
‫مطالبة دوريا بتصريح القروض المقدمة لزبائنيا وحددت ميمة التصريح لدى ىذه المصمحة بشيريف بعد أف‬
‫‪4‬‬
‫كانت ‪ 03‬أشير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مركزية عوارض الدفع (عدم التسديد)‬

‫في المحيط االقتصادي والمالي الجديد الذي يتميز بالتغير وعدـ االستقرار‪ ،‬تقوـ البنوؾ التجارية‬
‫بأنشطتيا في منح القروض لمزبائف‪ ،‬وأثناء ذلؾ مف المحتمؿ أف تحدث بعض المشاكؿ عمى مستوى استرجاع‬
‫ىذه القروض‪ ،‬وبالرغـ مف أف ذلؾ يرتبط بالمخاطر المينية لنشاط البنوؾ التجارية‪ ،‬ورغـ أف ىناؾ مركزية‬

‫‪1‬‬
‫نظاـ رقـ‪ 01- 92‬مؤرخ في‪ 22/03/1992‬يتضمف تنظيـ مركزية األخطار وعمميا‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،08‬مؤرخ في‪.7/02/1993‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬مف النظاـ رقـ‪ ،01-92‬نفس المرجع أعاله‪ ،‬وىو ما أكدتو المادة(‪ )98‬مف األمر ‪ ،11-03‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة (‪ )8‬مف النظاـ رقـ ‪ ،01-92‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪p: , 2004, L Alger». A.edition G G hernaout. M : «Crises financiers et faillites et des banques algériennes :4‬‬
‫‪29.‬‬

‫‪41‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لممخاطر عمى مستوى بنؾ الجزائر تعطي مسبقا معمومات خاصة ببعض أنواع القروض والزبائف‪ ،‬إال أف‬
‫‪1‬‬
‫وجودىا ال يمغي بشكؿ كمي كؿ أوجو المخاطر المرتبطة بيذه القروض‪.‬‬

‫ولذلؾ أنشأ بنؾ الجزائر مركزية لممبالغ غير المدفوعة‪ ،‬بموجب النظاـ رقـ‪ 02-92‬المؤرخ في‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1992/03/22‬المتضمف تنظيـ مركزية لممبالغ غير المدفوعة وعمميا‪.‬‬

‫وقد نصت عمييا المادة(‪ )98‬في فقرتيا األخيرة مف األمر رقـ ‪":11-03‬ينظـ بنؾ الجزائر مركزية‬
‫لممخاطر ومركزية لممستحقات غير المدفوعة"‪.‬‬

‫كما ألزـ النظاـ المذكور أعاله الوسطاء المالييف‪ ،‬بما فييـ البنوؾ التجارية باالنضماـ إلى مركزية المبالغ غير‬
‫المدفوعة‪ 3.‬وذلؾ ليس إال بإعطاء ىذه األخيرة فعالية اكبر‪ ،‬وتحويميا إلى وسيمة رقابية يتمتع بيا بنؾ الجزائر‬
‫في مواجية البنوؾ وتقويـ مركزية عوارض الدفع بتنظيـ المعمومات المرتبطة بكؿ الحوادث والمشاكؿ التي‬
‫‪4‬‬
‫تظير عند استرجاع القروض أو تمؾ التي ليا عالقة باستعماؿ وسائؿ الدفع‪.‬‬

‫وطبقا لممادة(‪ )03‬مف النظاـ رقـ‪ 02-92‬تتمثؿ ميمة ىذه المركزية في‪:‬‬

‫‪-‬تنظيـ بطاقية مركزية لعوارض الدفع‪ ،‬وما قد ينجـ عنيا وتسييرىا‪ ،‬وتتضمف ىذه البطاقية كؿ الحوادث‬
‫المسجمة بشأف مشاكؿ الدفع أو تسديد القروض‪.‬‬

‫‪ -‬نشر قائمة عوارض الدفع وما يمكف أف ينجـ عنيا مف متابعات‪،‬وذلؾ بطريقة دورية وتبميغيا إلى الوسطاء‬
‫المالييف أو إلى أية سمطة أخرى معنية‪.‬‬

‫وبيدؼ تمكيف مركزية المبالغ غير المدفوعة مف انجاز مياميا عمى أكمؿ وجو ألزـ النظاـ المذكور‬
‫أعاله المؤسسات المصرفية ومنيا البنوؾ التجارية وغيرىا مف الوسطاء المالييف إعالـ ىذه المركزية بكؿ‬
‫عوارض الدفع التي تط أر عمى القروض الممنوحة‪ ،‬وكذا عمى وسائؿ الدفع الموضوعة تحت تصرؼ زبائنيـ‬
‫‪5‬‬
‫وتقديـ كؿ المعمومات المتعمقة بذلؾ‪.‬‬

‫وعميو فكؿ بنؾ تجاري يمكنو الحصوؿ عمى كشوؼ حوادث عدـ الدفع المصرح بيا باسـ صاحب نفس‬
‫الحساب‪ ،‬مما يسمح لو بتقديـ وضعية زبائنو الدائميف أو العارضيف‪ ،‬كما أف كؿ فرع يحرر مف جيتو مرة في‬
‫الشير عمى األقؿ قائمة حوادث عدـ الدفع المحصمة باسـ المدينيف الموجديف بناحتيو‪ ،‬وترسؿ القائمة لكؿ‬
‫‪1‬‬
‫لطرش الطاىر‪ « ،‬مكانة السياسة النقدية ودورها في المرحمة االنتقالية إلى اقتصاد السوق في الجزائر»‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة في عموـ التسيير‪،‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬المدرسة العميا لمتجارة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪2‬‬
‫نظاـ رقـ‪ 02-92‬مؤرخ في ‪ 22/03/1992‬يتضمف مركزية لممبالغ غير المدفوعة وعمميا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،08‬مؤرخ في ‪.07/02/1993‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر المادة(‪ )1‬مف النظاـ رقـ ‪ ،02-92‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫تدريست كريمة‪« ،‬النظام القانوني لمبنوك في القانون الجزائري»‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2003 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪5‬‬
‫انظر المادة(‪ )04‬مف النظاـ رقـ ‪ ،02-92‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البنوؾ المتواجدة بيذه الناحية الستغالليا في منح القروض‪ ،‬وغيرىا ولتمكينيا مف الحصوؿ عمى معمومات‬
‫حوؿ األشخاص سيئي النية‪ ،‬أو ممف ليـ سوابؽ مع بنوؾ أخرى يرغبوف التعامؿ معيا مما يمكف ىذه البنوؾ‬
‫‪1‬‬
‫مف تفادي مخاطر منح القروض‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إليو أنو بمقتضى القانوف رقـ ‪ 02-05‬المؤرخ ؼ‪2005 /2/6‬المعدؿ والمتمـ لألمر‬
‫رقـ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ،1975/9/26‬والمتضمف القانوف التجاري‪ ،‬يتوجب عمى البنوؾ والييئات المالية‬
‫المؤىمة قانونا‪ ،‬وقبؿ تمكيف زبائنيا مف الحصوؿ عمى دفتر الشيكات أف تطمع فو ار وبصفة مباشرة عمى فيرس‬
‫‪2‬‬
‫مركزية عوارض الدفع لبنؾ الجزائر‪.‬‬

‫وتبعا لذلؾ أصبح عمى عاتؽ البنوؾ التجارية االتصاؿ بيذه المركزية إجراء إلزامي قبؿ أي قرار يمكف‬
‫اتاذه في مجاؿ تسميـ الصكوؾ لمزبائف‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار يتـ إعالـ المجنة المصرفية بكؿ المخالفات ألحكاـ التنظيمات المسيرة لمركزية عوارض‬
‫الدفع‪ ،‬التخاذ اإلجراءات التأديبية الالزمة‪ ،‬وفقا لنص المادة(‪ )114‬مف األمر رقـ‪ 11-03‬المتعمؽ بالنقد‬
‫‪3‬‬
‫والقرض‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونة‬

‫إذا كانت مركزية عوارض الدفع تيتـ بتجميع المعمومات المرتبطة بمشاكؿ الدفع الخاصة بالقروض‬
‫وبأدوات الدفع‪ ،‬فإف جياز مكافحة إصدار الشيكات بدوف مؤونة ( بدوف رصيد) جاء ليدعـ قواعد ضبط‬
‫العمؿ بأحد أىـ وسائؿ الدفع وىي الشيؾ‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ رقابتو الستعماالت ىذه الوسيمة في إطار‬
‫العمميات المصرفية‪.‬‬

‫وقد تـ إنشاء ىذا الجياز بموجب النظاـ رقـ‪ 03-92‬المؤرخ في ‪ 4.1992/3/22‬ويعمؿ الجياز عمى‬
‫تجميع ومركزة المعمومات المتعمقة بعوارض دفع الشيكات لعدـ وجود رصيد أو عدـ كفايتو‪ ،‬والقياـ بتبميغ‬
‫ىذه المعمومات إلى الوسطاء المالييف المعنييف بما فييـ البنوؾ التجارية بغرض االطالع عمييا واستغالليا‬
‫‪5‬‬
‫السيما عند تسميـ دفتر الشيكات األوؿ لزبائنيـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعدوني معمر‪« ،‬الحماية القانونية ضد المخاطر البنكية في ظل التحول نحو اقتصاد السوق( دراسة حالة الجزائر)»‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪،‬‬
‫فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2005،‬ص ‪.85‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر المادة (‪ )526‬مكرر مف األمر رقـ‪ 59-76‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ‪ 02-05‬مؤرخ‬
‫في‪ ،6/2/2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،11‬مؤرخ في ‪.9/2/2005‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر المادة(‪ )05‬مف النظاـ رقـ ‪ ،02-92‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر النظاـ رقـ‪ 03-92‬مؤرخ في ‪ ،22/03/1992‬يتعمؽ بالوقاية ومكافحة إصدار الشيكات بدوف مؤونة‪ ،‬الجيدة لرسمية‪ ،‬العدد‪ ،8‬مؤرخ في‬
‫‪.7/2/1993‬‬
‫‪5‬‬
‫لطرش الطاىر‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.342:‬‬

‫‪43‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث يجب عمى كؿ الوسطاء المالييف االطالع عمى سجؿ مركزية عوارض الدفع لبنؾ الجزائر قبؿ‬
‫تسميـ دفتر الشيكات األوؿ لمزبوف‪.‬‬

‫كما يجب عمى كؿ الوسطاء المالييف الذيف وقعت لدييـ عوارض الدفع لعدـ كفاية الرصيد أو عدـ‬
‫وجوده أصال‪ ،‬أف يصرحوا بذلؾ‪ ،‬وبالضبط إلى مصمحة مركزية عوارض الدفع‪ ،‬حتى يمكف استغالليا‬
‫‪1‬‬
‫وتبميغيا إلى الوسطاء المالييف اآلخريف وذلؾ خالؿ األياـ األربعة التي تمي تاريخ تقديـ الشيؾ‪.‬‬

‫ويتمتع الوسطاء المالييف عف تسميـ دفتر الشيكات لكؿ زبوف اتخذ بشأنو إجراء منع إصدار الشيكات مف‬
‫طرؼ وسطاء مالييف آخريف‪ ،‬ويجب عمييـ أف يطمبوا نماذج الشيكات التي لـ يكف قد تـ إصدارىا‪ ،‬وينطبؽ‬
‫مع إصدار شيكات عمى كؿ الحسابات الجارية أو حسابات الشيكات التي قد يحتفظ بيا الزبوف المعني لدى‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫وعميو فإف جياز مكافحة إصدار الشيكات بدوف مؤونة تتمثؿ ميمتو في‪:‬‬

‫‪-‬تنظيـ وتسيير الفيرس المركزي لعوائؽ الدفع وكؿ المتابعات الخاصة بيا‪.‬‬

‫‪ -‬النشر الدوري لقوائـ إعاقات الدفع مع كؿ المتابعات الخاصة بيا عمى كؿ الوسطاء المالييف وعمى كؿ‬
‫مف ييمو األمر‪.‬‬

‫وبالمقابؿ يمتزـ الوسطاء الماليوف بفحص الفيرس المركزي لمشيكات غير المدفوعة عند فتح حساب‬
‫معيف‪ ،‬وعند تسميـ دفاتر الشيكات بالنسبة لمعمالء الجدد‪ ،،‬وكذا العمالء الذيف طبؽ ضدىـ الحظر البنكي‬
‫مف قبؿ‪.‬‬

‫إذف مف المالحظ أف إنشاء جياز مكافحة إصدار الشيكات بدوف مؤونة‪ ،‬باإلضافة إلى وظيفتو اإلعالمية‬
‫ييدؼ أيضا وضع آليات لمرقابة عمى استعماؿ واحد مف أىـ وسائؿ الدفع الشائعة االستعماؿ في االقتصاد‬
‫‪3‬‬
‫المعاصر بغية تطوير استعماليا‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مركزية الميزانيات‬

‫‪1‬‬
‫انظر المادة (‪ )526‬مكرر مف األمر رقـ‪ 59-76‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ‪ ،02-05‬المرجع‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بورايب أعمر‪« ،‬الرقابة العمومية عمى الهيئات والمؤسسات المالية في الجزائر»‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع اإلدارة المالية‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪3‬‬
‫شيخ عبد الحؽ‪« ،‬الرقابة عمى البنوك التجارية»‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.148‬‬

‫‪44‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أنشأت مركزية الميزانيات لدى بنؾ الجزائر‪ ،‬بيدؼ توزيع القروض التي تمنحيا البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬وقصد تعميـ استعماؿ طرؽ موحدة في التحميؿ المالي الخاص بالمؤسسات ضمف النظاـ‬
‫‪1‬‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫ولقد حدد النظاـ رقـ‪ 07- 96‬المؤرخ في ‪ 1996/07/03‬تنظيـ ىذه المركزية وسيرىا‪ 2.‬حيث تمتزـ‬
‫‪3‬‬
‫البنوؾ التجارية وكذا المؤسسات المالية باالنضماـ إلى مركزية الميزانيات وتحترـ قواعد سيرىا وعمميا‪.‬‬
‫وتكممة الدور الذي تقوـ بو مركزية المخاطر‪ ،‬فإف مركزية الميزانيات وطبقا لنص المادة(‪ )02‬مف النظاـ رقـ‬
‫‪ 07-96‬المذكور أعاله تتمثؿ ميمتيا في جمع المعمومات المحاسبية والمالية ومعالجتيا ونشرىا‪ ،‬والمتعمقة‬
‫بالمؤسسات التي تحصمت عمى قرض مالي مف بنوؾ ومؤسسات مالية وشركات اعتماد إيجاري الذي يخضع‬
‫إلى تصريح لمركزية المخاطر لبنؾ الجزائر‪ ،‬ويكوف وفقا لمشروط المحددة في المواد(‪ )9( ،)8( ،)7‬مف‬
‫النظاـ السالؼ الذكر‪.‬‬

‫وحرصا عمى إتماـ ميمة مركزية الميزانيات عمى أحسف ما يراـ‪ ،‬ألزـ النظاـ رقـ ‪ 07-96‬كؿ مف البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬وشركات االعتماد اإليجاري أف تزود ىذه المركزية بكافة المعمومات المحاسبية التي‬
‫‪4‬‬
‫تتعمؽ بالسنوات الثالث األخيرة لزبائنيا مف المؤسسات وفقا لنموذج موحد يضعو بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫ويجب أف تتضمف ىذه المعمومات المحاسبية والمالية الميزانية وجدوؿ حسابات النتائج والبيانات الممحقة‬
‫وىو ما نصت عميو المادة(‪ )05‬مف النظاـ رقـ‪.07-96‬‬

‫بعد االنتياء مف معالجة المعمومات المحاسبية والمالية الخاصة بزبائف البنوؾ والمؤسسات المالية تقوـ مركزية‬
‫الميزانيات بإرساؿ نتائج التحميؿ إلى ىذه األخيرة إلدراجيا ضمف ممؼ فردي خاص بكؿ مؤسسة عمى حدى‪.‬‬

‫كما يمكف لكؿ مف البنوؾ التجارية وكذا المؤسسات المالية وشركات االعتماد اإليجاري استشارة مركزية‬
‫الميزانيات فيما يتعمؽ بالمؤسسات التي تـ تعييف محؿ إقامتيا حديثا‪ ،‬ولكف شريطة وجود اتفاؽ تكتبو ىذه‬
‫‪5‬‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫وحسب نص المادة(‪ )09‬مف النظاـ ‪ 07-96‬تعد النتائج التي يقوـ بنؾ الجزائر بإبالغيا فيما يتعمؽ‬
‫بمركزية الميزانيات جد سرية ومخصصة لمبنوؾ والمؤسسات المالية وشركات االعتماد اإليجاري‪ ،‬وكذا‬

‫‪2004, Alger, les presses de l’imprimerie, la nouvelle réglemenation»,systéme algerien «le, 1 Sadeg abdelkrim‬‬
‫‪p : 70 .,‬‬
‫‪2‬‬
‫نظاـ رقـ ‪ 07-96‬مؤرخ في ‪ 3/7/1996‬يتضمف تنظيـ مركزية الميزانيات وسيرىا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،64‬مؤرخ في ‪.27/10/1996‬‬
‫‪3‬‬
‫انظر المادة(‪ )03‬مف النظاـ رقـ ‪ 07-96‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر المادة (‪ )04‬مف النظاـ رقـ ‪ ،07-96‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫انظر المادة (‪ )07‬و(‪ )02‬مف النظاـ رقـ ‪ ،07-96‬نفس المرجع أعاله‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المؤسسة المعنية‪ ،‬ولكف حسب نص المادة(‪ )02‬مف نفس النظاـ فإف مركزية الميزانيات تقوـ بمعالجة ىذه‬
‫المعمومات ونشرىا‪ ،‬وىذا تناقض‪ ،‬فعبارة" النشر" تحتاج إلى تفسيرات فما طبيعة ىذا النشر؟‬

‫مما سبؽ ذكره نالحظ أف مركزية الميزانيات تشكؿ وسيمة مف وسائؿ رقابة بنؾ الجزائر عمى البنوؾ‪،‬‬
‫حيث تعمؿ ىذه المركزية عمى إقامة عالقات تشاوريو دائمة بيف ىذه البنوؾ وبنؾ الجزائر وذلؾ عمى ‪03‬‬
‫مستويات تفاديا لوقوع أي خطر تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬اعتماد طرؽ تحاليؿ مالية موحدة عمى مستوى البنوؾ ‪.‬‬

‫‪ -‬تقدير مالءة الزبوف‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬وضع معايير لتصنيؼ الديوف المصرفية طبقا لقواعد الحذر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االلتزام بالمعايير المصرفية الدولية في تسيير المخاطر‬

‫عمى واقع اليزات التي عرفتيا بعض البنوؾ الجزائرية الخاصة كبنؾ الخميفة‪ ،‬والتي تسببت في مخاطر‬
‫كبيرة مست عمؽ المنظومة المصرفية‪ ،‬وفي ظؿ غياب ثقافة مصرفية وغياب االحتراؽ‪ ،‬وعدـ رغبة البنوؾ‬
‫الخاصة في العمؿ ضمف نطاؽ المخاطر‪ ،‬كاف لزاما عمى البنؾ المركزي أف يفرض عمى البنوؾ التجارية‬
‫العمؿ بقواعد احت ارزية عالمية ( نصوص اتفاقيات بازؿ) والتي مفادىا التسيير الحسف لمبنوؾ و التقميؿ مف‬
‫المخاطر قدر اإلمكاف‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ماهية إدارة المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫إف السمة األساسية التي تحكـ نشاط ىي كيفية إدارة المخاطر وليس تجنبيا‪ ،‬وىنا يأتي دور الفكر‬
‫المحاسبي والمالي المعاصر مف خالؿ توصيؼ تمؾ المخاطر وقياسيا واإلفصاح عنيا بالشكؿ الذي يمكف‬
‫مستخدمي القوائـ المالية مف الحكـ عمى مدى قدرة البنؾ عمى زيادة عمى إدارة المخاطر والسيطرة عمييا‪ ،‬ومف‬
‫ثـ تمكيف ىؤالء المستخدميف مف التنبؤ بالمخاطر الكمية والنوعية التي يمكف أف يتعرض ليا البنؾ مستقبال‬
‫واتخاذ الق اررات المتعمقة بمعامالتيـ مع البنؾ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم إدارة المخاطر المصرفية وأهدافها‬

‫ترتكز الصناعة المصرفية عمى فف إدارة المخاطر‪ ،‬وبدوف المخاطر تقؿ األرباح أو تنعدـ‪ ،‬فكمما قبؿ‬
‫البنؾ أف يتعرض لقدر أكبر مف المخاطر‪ ،‬نجح في تحقيؽ جانب أكبر مف األرباح‪ ،‬ومف ىنا تأتي أىمية‬

‫‪1‬‬
‫ضويفي محمد‪« ،‬عالقة البنك المركزي بالبنوك التجارية»‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1999،‬‬
‫ص ‪.115‬‬

‫‪46‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اكتشاؼ المصرفيف لمخاطر عمميـ ليس لتجنبيا بؿ لمعمؿ عمى احتوائيا بذكاء لتعظيـ العائد عمى‬
‫االستثمارات الذي ىو في النياية المقياس الحقيقي لمنجاح‪.‬‬

‫وعمى ذلؾ فإف حسف إدارة المخاطر يشمؿ المرور بأربعة مراحؿ أساسية‪:‬‬

‫‪ -‬تعريؼ المخاطر التي يتعرض ليا العمؿ المصرفي‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة عمى قياس تمؾ المخاطر بصفة مستمرة مف خالؿ نظـ معمومات مالئمة‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار المخاطر التي يرغب البنؾ في التعرض ليا‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة اإلدارة لتمؾ المخاطر وقياسيا بمعايير مناسبة واتخاذ الق اررات الصحيحة في الوقت المناسب لتعظيـ‬
‫العائد مقابؿ تحجيـ المخاطر‪ ،‬وىو جيد متواصؿ ال ينتيي ويمثؿ صميـ العمؿ المصرفي‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهومها‬

‫تعرؼ إدارة المخاطر المالية عمى أنيا‪ ":‬تحديد‪ ،‬تحميؿ والسيطرة االقتصادية عمى المخاطر التي تيدد‬
‫األصوؿ المالية لممؤسسة أو المستثمر وبصفة أخرى‪ ،‬فإف إدارة المخاطر ىي تعييف مختمؼ حاالت التعرض‬
‫لممخاطر وقياسيا ومتابعتيا واداراتيا"‪ 1.‬بمعنى آخر إدارة المخاطر عبارة عف منيج أو مدخؿ عممي لمتعامؿ‬
‫مع المخاطر عف طريؽ توقع الخسائر العارضة المحتممة وتصميـ وتنفيذ إجراءات مف شأنيا أف تقمؿ إمكانية‬
‫حدوث الخسارة أو األثر المالي لمخسائر التي تقع إلى الحد األدنى‪.‬‬

‫وعميو فإف إدارة المخاطر ىي نظاـ متكامؿ وشامؿ لتييئة البيئة المناسبة واألدوات الالزمة ودراسة‬
‫المخاطر المحتممة وتحديدىا وقياسيا وتحديد مقدار أثار المحتممة عمى أعماؿ المصرؼ وأصولو وايراداتو‬
‫ووضع الخطط المناسبة لما يمزـ ويمكف القياـ بو لتجنب ىذه المخاطر أو لكبحيا والسيطرة عمييا وضبطيا‬
‫لمتخفيؼ مف آثارىا إف لـ يكف القضاء عمى مصادرىا‪.‬‬

‫فيي نظاـ شامؿ متكامؿ‪ ،‬بمعنى أنو يشمؿ جميع أعماؿ المصرؼ وجميع المعامالت والوسائؿ‬
‫المستخدمة فأنواع المخاطر المختمفة قد يقع في أي مفصؿ منيا وتأثير المشكمة حاؿ حدوثيا قد يصيب كامؿ‬
‫المصرؼ وأعمالو‪.‬‬

‫ونتيجة لذلؾ ال بد أف تعني إدارة المخاطر بكؿ عناصر العمؿ والنشاط‪ ،‬وبمستويات مختمفة متوازنة‬
‫أحيانا ومتقاطعة أحيانا أخرى الكتشاؼ أي خطر وتممسو مع بدايات حدوثو‪ ،‬وبالتالي معالجتو معالجة فعالة‬
‫تشترؾ فييا المستويات المختمفة في المصرؼ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد وىيب الراوي‪« ،‬إدارة المخاطر المالية»‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪47‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتييئة البيئة المناسبة‪ ،‬تعني وجود أىداؼ وسياسات واستراتيجيات واجراءات واضحة‪ ،‬مكتوبة معروفة‬
‫مف قبؿ العامميف‪ ،‬باإلضافة إلى تعميمات ونماذج ونظـ كافية لقياس وتسجيؿ المخاطر ومراقبتيا‪ ،‬وكذلؾ‬
‫السيطرة عمييا‪ ،‬وعميو فإف اإلدارة الفعالة لممخاطر وجدت لتقوـ بثالثة وظائؼ متماسكة مع بعضيا‪.‬‬

‫وظيفة وقائية‪ :‬لموقاية مف المخاطر المتوقعة أو التي يمكف توقعيا قبؿ حدوثيا‪.‬‬

‫وظيفة اكتشافيه‪ :‬تكشؼ المشاكؿ حاؿ حدوثيا والتعرؼ عمى النتائج غير المرغوب بيا‪ ،‬ودراسة مدى شدة‬
‫تأثيرىا‪.‬‬

‫وظيفة تصحيحية‪ :‬لتدارؾ أثار المخاطر المكتشفة وتالفييا والعمؿ عمى عدـ تكرارىا‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف إدارة المخاطر المالية‬


‫‪1‬‬
‫تتمثؿ أىداؼ إدارة المخاطر المالية فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬المحافظة عمى األصوؿ الموجدة لحماية مصالح المستثمريف‪ ،‬المودعيف‪ ،‬والدائميف‪.‬‬

‫‪ -‬إحكاـ الرقابة والسيطرة عمى المخاطر في األنشطة أواألعماؿ التي ترتبط بالػأوراؽ المالية والتسييالت‬
‫االئتمانية وغيرىا مف أدوات االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد العالج النوعي لكؿ نوع مف أنواع المخاطر وعمى جميع مستوياتيا‪.‬‬

‫‪ -‬العمؿ عمى الحد مف الخسائر وتقميميا إلى أدنى جد ممكف وتأمينيا مف خالؿ الرقابة الفورية أو مف خالؿ‬
‫تحويميا إلى جيات خارجية‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد الدراسات قبؿ الخسائر أو بعدىا وذلؾ بغرض منع أو تقميؿ الخسائر المحتممة مع تحديد أية مخاطر‬
‫يتعيف السيطرة عمييا واستخداـ األدوات التي تعود إلى دفع حدوثيا‪ ،‬أو تكرار مثؿ ىذه المخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬حماية االستثمارات وذلؾ مف خالؿ حماية قدرتيا الدائمة عمى توليد األرباح رغـ أي خسائر عارضة‪.‬‬

‫‪ -‬أف إدارة المخاطر والتخطيط الستم اررية العمؿ ىما عمميتيف مربوطتيف مع بعضييما البعض وال يجوز‬
‫فصميما‪ ،‬حيث أف عممية إدارة المخاطر توفر الكثير مف المدخالت لعممية التخطيط الستم اررية العمؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تقوـ إدارة المخاطر بوضع تقارير دورية بشأف حجـ المخاطر التي يتعرض ليا االستثمار‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪48‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومنو يمكف القوؿ أف كؿ أىداؼ إدارة المخاطر تندرج تحت عممية البحث عف جميع المخاطر ودراستيا‬
‫وتحديد أثارىا وطرؽ السيطرة عمييا‪ ،‬والعمؿ عمى إيجاد طرؽ جديدة فاعمة ومناسبة لمتخفيؼ منيا وحميا‬
‫ومعالجتيا‪.‬‬

‫‪3‬ـــــ أساليب إدارة المخاطر المالية‬


‫‪1‬‬
‫ىناؾ عدة تقنيات إلدارة المخاطر المالية‪ ،‬تختمؼ باختالؼ نوع الخطر‪ ،‬نذكرىا فيما يمي‪:‬‬

‫أ‪-‬تحاشي أو تفادي المخاطرة‪ :‬يتـ تحاشي المخاطرة عندما يرفض الفرد أو المنظمة قبوليا حتى ولو لمحظة‪،‬‬
‫ألف التعرض لممخاطرة غير مسموح لو بأف يدخؿ حيز الوجود‪ ،‬ويتحقؽ ذلؾ عف طريؽ مجرد عدـ القياـ‬
‫بالعمؿ أو االستثمار المنشئ المخاطرة فإذا أراد عدـ المخاطرة يفقد مدخراتو في مشروع فيو مجازفة عميو أف‬
‫يختار مشروعا ينطوي عمى مخاطرة أقؿ واذا أرادت تحاشي المخاطرة المرتبطة بحيازة ممكية ال يشتري‬
‫األمالؾ بؿ استئجارىا بدال مف ذلؾ واذا كاف مف المحتمؿ أف يكوف استخداـ منتج ما( المقصود ىنا منتوج‬
‫مالي‪ :‬سيـ أو سند) محفوفا بالمخاطرة فال يمجأ لذلؾ‪.‬‬

‫وبعد تفادي المخاطرة أحد أساليب التعامؿ مع المخاطرة ولكنو تقنية سالبة وليست ايجابية وليذا السبب‬
‫يكوف أحيانا مدخال غير مرضي لمتعامؿ مع مخاطر كثيرة فمو استخداـ تفادي المخاطر بشكؿ مكثؼ‬
‫لحرمت المؤسسات أو المستثمريف مف فرص كثيرة لتحقيؽ الربح ولربما عجزوا عف تحقيؽ أىدافيـ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقميل المخاطرة‪ :‬يمكف كذلؾ إدارة المخاطر المالية مف خالؿ تقميميا وذلؾ بطريقتيف‪:‬‬

‫األولى مف خالؿ منع المخاطرة والتحكـ فييا ومثميا في ذلؾ برامج السالمة وتدابير منع الخسارة سوى أمثمة‬
‫لمحاوالت التعامؿ مع المخاطرة عف طريؽ منع حدوث الخسارة أو تقميؿ فرص حدوثيا وىو نفس الشيء‬
‫بالنسبة لممخاطرة المالية‪.‬‬

‫بعض التقنيات يكوف اليدؼ منيا منع حدوث الخسارة عمى حيث أف البعض األخر يكوف اليدؼ منو‬
‫التحكـ في شدة الخسارة إذا وقعت‪ ،‬ويقاؿ أف منع الخسارة ىو الوسيمة األكثر مرغوبة لمتعامؿ مع المخاطرة‬
‫فإذا أمكف القضاء تماما عمى احتماؿ الخسارة فإف المخاطرة سيتـ القضاء عمييا أيضا‪ ،‬ومع ذلؾ فإف منع‬
‫حدوث الخسارة يمكف أيضا أف يكوف مدخال لمتعامؿ مع المخاطرة فميما حاولت واجتيدت في المحاولة لف‬
‫تستطيع أبدا أف تمنع جميع الخسائر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلؾ فإنو في بعض األحياف قد يكمؼ منع الخسائر أكثر‬
‫مف الخسائر نفسيا‪.‬‬

‫والمخاطرة يمكف أيضا تقميميا بشكؿ إجمالي مف خالؿ استخداـ قانوف األعداد الكبيرة فعف طريؽ دمج‬
‫عدد كبير مف وحدات التعرض يمكف التوصؿ لتقديرات دقيقة بشكؿ معقوؿ لمخسائر المستقبمية لمجموعة ما‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫شعباف فرج‪« ،‬العمميات المصرفية وادارة المخاطر»‪ ،‬دروس موجية لطمبة الماستر‪ ،‬جامعة البويرة‪ ، 2014 ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪49‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبناءا عمى ىذه التقديرات يمكف لمنظمة مثؿ شركة تأميف أف تفترض إمكانية حدوث خسارة نتيجة لمثؿ ىذا‬
‫التعرض وال تواجو بعد احتماؿ الخسارة نفسيا‪.‬‬

‫ت‪ -‬االحتفاظ بالمخاطرة‪ :‬ربما يكوف االحتفاظ بالمخاطرة األسموب األكثر شيوعا لمتعامؿ مع المخاطرة‬
‫فالمنظمات تواجو عددا غير محدود تقريبا مف المخاطر وفي معظـ األحواؿ ال يتـ القياـ بشيء حياليا وعندما‬
‫ال يتـ اتخاذ إجراء ايجابي لتفادي المخاطرة أو تقميميا أو تحويميا يتـ بذلؾ االحتفاظ باحتماؿ الخسارة الذي‬
‫تنطوي عميو تمؾ المخاطرة واالحتفاظ بيذه األخيرة قد يكوف شعوريا أو ال شعوريا ويتـ االحتفاظ الشعوري أو‬
‫الواعي بالمخاطرة عندما ال يتـ إدراؾ المخاطرة فيتـ استيفاؤىا ال شعوريا وفي ىذه الحاالت يحتفظ الشخص‬
‫المعرض لممخاطرة بالعواقب المالية لمخسارة المحتممة دوف إدراؾ أنو يفعؿ ذلؾ‪.‬‬

‫كما قد يكوف االحتفاظ بالمخاطرة طوعيا أو غير طوعيا ويتميز االحتفاظ الطوعي بالمخاطرة بإدراؾ‬
‫وجود المخاطرة ووجود اتفاؽ أو موافقة ضمنية عمى تحمؿ الخسائر ذات الصمة ويتـ اتخاذ قرار االحتفاظ‬
‫بمخاطرة ما طوعية ألنو ال توجد بدائؿ أخرى أكثر جاذبية‪ ،‬أما االحتفاظ غير الطوعي بالمخاطرة فيحدث‬
‫عندما يتـ االحتفاظ الشعوريا بالمخاطرة وأيضا عندما ال يكوف باإلمكاف تحاشي المخاطرة أو تحويميا أو‬
‫اإلقالؿ منيا‪.‬‬

‫واالحتفاظ بالمخاطرة أسموب مشروع لمتعامؿ مع المخاطرة بؿ أنو يكوف في بعض الحاالت الطريقة‬
‫األفضؿ‪ ،‬ويجب عمى كؿ منظمة أف تقرر أي المخاطر يجب أف تحتفظ بيا وأييا ينبغي عمييا أف تتفادىا أو‬
‫تحوليا بناءا عمى ىامش االحتماالت الخاص بيا أو قدرتيا عمى تحمؿ الخسارة‪ ،‬فالخسارة التي قد تكوف‬
‫كارثة مالية بالنسبة لمنظمة ما أو مستثمر وقد يسيؿ تحمميا بالنسبة ألخرى أو مستثمر أخر وكقاعدة عامة‬
‫‪1‬‬
‫فإف المخاطرة التي ينبغي االحتفاظ بيا ىي تمؾ التي تؤدي إلى خسائر معينة صغيرة نسبيا‪.‬‬

‫ث‪ -‬تحويل المخاطرة‪ :‬مف الممكف نقؿ أو تحويؿ المخاطرة مف شخص إلى أخر أكثر استعداد لتحمميا‬
‫ويمكف استخداـ أسموب التحويؿ في التعامؿ مع كؿ مف المخاطر ومف األمثمة الممتازة الستخداـ تقنية‬
‫التحويؿ لمتعامؿ مع المخاطر التحوط فيو وسيمة مف وسائؿ تحويؿ المخاطر المالية ويتـ بالشراء والبيع مف‬
‫أجؿ التسميـ المستقبمي لألصوؿ المالية الجاري التعامؿ بيا‪ ،‬و يقوـ المتعامموف والمعالجوف وفقا لو ( التحوط)‬
‫بحماية أنفسيـ مف حدوث تراجع أو انخفاض في سعر السوؽ بيف وقت شرائيـ لمنتج مالي ما ووقت بيعيـ‪،‬‬
‫وىو عبارة عف تزامف البيع والشراء بغرض التسميـ الفوري مع الشراء أو البيع بغرض التسميـ المستقبمي‪.‬‬

‫وغالبا ما يتـ تحويؿ المخاطرة مف خالؿ عقود‪ ،‬وبعد اتفاؽ ‪ harmless hold‬الذي يتحمؿ بمقتضاه‬
‫شخص مسؤولية شخص آخر عف الخسارة مثاال لمثؿ ىذا التحويؿ‪ .‬عمى سبيؿ المثاؿ أيضا يمكف تحويؿ‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪50‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخاطرة عف طريؽ التأميف‪ ،‬ففي مقابؿ دفع مبمغ محدد(قسط التأميف) يسدده أحد الطرفيف‪ ،‬يوافؽ الطرؼ‬
‫الثاني عمى تعويض الطرؼ األوؿ حتى مبمغ معيف عف الخسارة المحددة الجائزة الحدوث‪.‬‬

‫ج‪ -‬اقتسام المخاطرة‪ :‬يعد اقتساـ المخاطرة حالة لتحويؿ المخاطرة وىو أيضا صور االحتفاظ بالمخاطر‬
‫وعندما يتـ اقتساـ المخاطرة يتـ تحويؿ احتماؿ الخسارة مف الفرد إلى المجموعة‪ ،‬ومع ذلؾ فاالقتساـ أحد‬
‫صور االحتفاظ الذي يتـ في ظمو االحتفاظ بالمخاطرة المحولة إلى المجموعة إلى جانب مخاطر أفراد‬
‫المجموعة اآلخريف‪ ،‬ويعد التأميف أداة أخرى تيدؼ لمتعامؿ مع المخاطرة مف خالؿ االقتساـ حيث أنو إحدى‬
‫‪1‬‬
‫خصائص وسيمة التأميف ىي اقتساـ المخاطرة بواسطة أفراد المجموعة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقية بازل‪1‬‬

‫تأسست لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية تحت مسمى‪ :‬لجنة األنظمة المصرفية والممارسات الرقابية‪ ،‬مف‬
‫طرؼ محافظي البنوؾ المركزية لدوؿ المجموعات العشرة مع نياية ‪1974‬تحت إشراؼ بنؾ التسويات الدولية‬
‫بمدينة بازؿ بسويسرا‪ ،‬ويقتصر أعضاؤىا عمى مسئوليف مف ىيئات الرقابة المصرفية ومف البنوؾ المركزية‬
‫لمدوؿ الصناعية الكبرى منيا‪ :‬بمجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا ‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬الياباف‪ ،‬ىولندا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬السويد‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بريطانيا‪ ،‬أسبانيا‪ ،‬لوكسمبورغ والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف لجنة بازل لمرقابة المصرفية وأهدافها‬

‫لجنة بازؿ ىي استشارية فنية ال تستند إلى اتفاقية دولية وانما أنشئت بمقتضى قرار مف محافظي البنوؾ‬
‫المركزية لمدوؿ الصناعية‪ ،‬تجتمع ىذه المجنة أربع مرات سنويا وتساعدىا فرؽ عمؿ مكونة مف فنييف لدراسة‬
‫مختمؼ جوانب الرقابة عمى البنوؾ‪ ،‬استطاعت ىذه المجنة أف تساىـ بقدر كبير في إعطاء إطار دولي لمرقابة‬
‫المصرفية وايجاد فكر مشترؾ بيف البنوؾ المركزية في دوؿ العالـ المختمفة يقوـ عمى التنسيؽ بيف مختمؼ‬
‫السمطات الرقابية والتفكير في إيجاد آليات لمواجية المخاطر التي تتعرض ليا البنوؾ إدراكا منيا بأىمية‬
‫وخطورة القطاع المصرفي‪ ،‬وبذلؾ أصبحت ىذه المجنة تمثؿ حجر األساس لمتعاوف الدولي في مجاؿ الرقابة‬
‫‪3‬‬
‫المصرفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر عمى شبكة االنترنت الموقع ‪WWW.arablaw.org/download/ banking_instr_capital_ jo .doc :‬‬
‫‪3‬‬
‫زبير عياش‪ « ،‬فعالية رقابة البنك المركزي عمى البنوك التجارية»‪ ،‬رسالة ماجستير في العموـ االقتصادية‪ ،‬تخصص مانجمنت المؤسسة‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬المركز الجامعي العربي بف مييدي‪ ،‬أـ البواقي‪ ،2007-2006،‬ص ‪.79‬‬

‫‪51‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف لجنة بازل‬

‫تعتبر لجنة بازؿ منذ إنشائيا ممتقى التعاوف لمدوؿ األعضاء في مجاؿ الرقابة البنكية‪ ،‬فيي تيدؼ بشكؿ‬
‫عاـ وعمى المستوى الدولي‪ ،‬إلى تعزيز نوعية الرقابة البنكية وذلؾ مف خالؿ تحديد ثالثة محاور لمتدخؿ‬
‫‪1‬‬
‫ىي‪:‬‬

‫ػ ػ ػ ػ تبادؿ المعمومات حوؿ الممارسات الوطنية لمرقابة‬

‫ػ ػ ػ ػ تحسيف فعالية التقنيات المستخدمة في مراقبة النشاط البنكي العالمي‬

‫ػ ػ ػ ػ ػ تحديد المعايير االحت ارزية الدنيا‬


‫‪2‬‬
‫وبالتالي يمكف إيجاز أىداؼ لجنة بازؿ في النقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫ػ ػ ػ ػ المساىمة في تقوية استقرار النظاـ المصرفي الدولي وخاصة بعد تفاقـ أزمة المديونية الخارجية في الدوؿ‬
‫النامية بسبب توسع البنوؾ الدولية خاصة األمريكية منيا التي تورطت في ديوف منفردة أو معدومة في دوؿ‬
‫أمريكا الالتينية وأسيا وافريقيا مما اضطرىا إلى إسقاط الديوف أو توريقيا‪.‬‬

‫ػ ػ ػ ػ إزالة مصدر رئيسي لممنافسة غير المتكافئة بيف البنوؾ في األسواؽ الدولية‪ ،‬والمتمثؿ في الفروؽ في‬
‫المتطمبات الرقابية الوطنية بشأف رأس الماؿ المصرفي‪ ،‬ما دفع لجنة بازؿ إلى التأكيد عمى ضرورة توافر‬
‫العدالة والتناسؽ في تطبيؽ نسب كفاية رأس الماؿ‪.‬‬

‫ػ ػ ػ ػ العمؿ عمى إيجاد آليات لمتكيؼ مع التغيرات المصرفية العالمية وفي مقدمتيا العولمة المالية‪ ،‬بما في ذلؾ‬
‫التشريعات والموائح والمعوقات التي تحد مف اتساع وتعميؽ النشاط المصرفي لمبنوؾ عبر أنحاء العالـ في‬
‫ظؿ الثورة التكنولوجية والمعرفية‪.‬‬

‫ػ ػ ػ ػ تحسيف األساليب الفنية لمرقابة عمى أعماؿ البنوؾ وتسييؿ عممية المعمومات حوؿ تمؾ األساليب بيف‬
‫السمطات النقدية المختمفة‪.‬‬

‫ما يمكف استخالصو في األخير أف لجنة بازؿ المصرفية الدولية عممت منذ تأسيسيا عمى إقرار معيار‬
‫دولي موحد لكفاية رأس الماؿ لمداللة عمى مكانة المركز المالي لمبنؾ ويقوي ثقة المودعيف فيو مف جية‪،‬‬
‫وتقميؿ المخاطر التي تتعرض ليا البنوؾ مف جية أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اتفاقية بازل‪1‬‬

‫‪genése et , balell, n: 73 volume4_2003, Revue d’Economie Financiére, «De Cooke à Bazele 2»,1Armand pujal‬‬
‫‪pp: 65-66.,enjeux‬‬
‫‪2‬‬
‫نجار حياة‪« ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقيات بازل»‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪ 2014،‬ص ‪.94‬‬

‫‪52‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوؿ مساير التفاقية بازؿ ‪ 1‬في المنظومة المصرفية الجزائرية‪ ،‬كانت بصدور التنظيـ رقـ‪ 10-90‬بتاريخ‬
‫‪ 1990/7/4‬والمتعمؽ بنسبة الحد األدنى لرأسماؿ البنوؾ والمؤسسات المالية العاممة في الجزائر حيث جاء‬
‫في مادتو الرابعة ما يمي‪ ":‬ينبغي أف تمثؿ األمواؿ الخاصة المحددة عمى ىذه النحو( أي بعد تحديدىا في‬
‫‪1‬‬
‫المواد السابقة)‪ ،‬نسبة تغطية األخطار ال تقؿ عف ‪.%8‬‬

‫ثـ صدر بعد ذلؾ التنظيـ رقـ‪ 09-91‬بتاريخ ‪ 1991/14‬المحدد لقواعد الحيطة والحذر في تسيير‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬حيث نص في مادتو الثانية عمى وجوب وضع حد أدنى لمنسبة بيف مبمغ األمواؿ‬
‫الخاصة لمبنؾ‪ ،‬والمبمغ الذي يمثؿ مجموع األخطار التي يواجييا مف خالؿ عممياتو‪ ،‬ولكف لـ يحدد ىذه‬
‫‪2‬‬
‫النسبة كما في التنظيـ السابؽ‪ ،‬بؿ أشار إلى أنيا ستحدد الحقا بتعميمة مف طرؼ بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫كما أشار بنوع مف التفصيؿ إلى مكونات رأس الماؿ األساسي والتكميمي‪ ،‬وكذا العناصر التي تشكؿ مخاطر‬
‫ويجب احتسابيا في مقاـ النسبة‪ ،‬قبؿ أف يتـ تعديؿ بعض ىذه‪ ،‬المكونات بموجب التنظيـ رقـ‪04-95‬‬
‫الصادر بتاريخ‪ 1995/04/20‬المعدؿ والمتمـ لمتنظيـ رقـ ‪ 09-91‬الصادر في‪ 1991/08/14‬المحدد‬
‫‪3‬‬
‫لقواعد الحيطة والحذر في تسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫جاءت بعد التنظيـ رقـ‪ 09-91‬التعميمة رقـ‪ 91-34‬بتاريخ ‪1991/11/14‬والمتعمقة بتحديد قواعد‬
‫الحيطة والحذر لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬لتحدد الحد األدنى لنسبة األمواؿ الخاصة لمبنؾ إلى‬
‫مجموع أخطاره في مادتيا الثالثة بػ‪ ،% 8‬وذلؾ توضيحا لما ورد في التنظيـ رقـ ‪ ،09-91‬وتأكيد لما ورد‬
‫في التنظيـ رقـ‪ ،01-90‬وذلؾ بوضع رزنامة لموصوؿ بنسبة كفاية رأس الماؿ بالتدريج إلى‪ ،%8‬كما حددتيا‬
‫‪4‬‬
‫النسبة العالمية أي نسبة بازؿ‪ ،‬وذلؾ وفؽ الجدوؿ األتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سميماف ناصر‪ ،‬أدـ جديدي‪ « ،‬تأهيل النظام المصرفي الجزائري في ظل التطورات العالمية الراهنة»‪ -‬أي دور لبنك الجزائر‪ ،‬المجمة الجزائرية‬
‫لمتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،2‬جواف ‪ ،2015‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة‪ 2‬مف التنظيـ رقـ‪ 09-91:‬الصادر بتاريخ‪ 14/08/1991‬والمحدد لقواعد الحيطة والحذر في تسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادر عف‬
‫بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫راجع مواد التنظيـ رقـ‪ 04-95 :‬الصادر بتاريخ ‪ 20/04/1995‬المعدؿ والمتمـ لمتنظيـ رقـ‪ 09-91:‬الصادر في‪ 14/08/1991:‬المحدد لقواعد‬
‫الحيطة والحذر في تسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة‪ 3 :‬مف التعميمية رقـ‪ 94-74 :‬الصادر بتاريخ ‪ 29/11/1994‬والمتعمقة بتحديد قواعد الحيطة والحذر لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫الصادرة عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم(‪ :)01‬رزنامة التحديد التدريجي لمحد األدنى لكفاية رأس مال البنوك في الجزائر سنة‪1991‬‬

‫النسبة‬ ‫التاريخ أو األجؿ‬


‫بػػػػ ‪%‬‬
‫‪4‬‬ ‫نياية شير‬
‫ديسمبر‪1992‬‬
‫‪5‬‬ ‫نياية‬
‫شيرديسمبر‪1993‬‬
‫‪8‬‬ ‫نياية شير‬
‫جويمية ‪1995‬‬
‫المصدر‪ :‬التعميمية رقـ‪ 91-34‬الصادرة في‪.1991/11/14 :‬‬

‫ويبدو أف البنوؾ العاممة في الجزائر لـ تتمكف مف مواكبة ىذه الرزنامة‪ ،‬مما اضطر بنؾ الجزائر بعدىا‬
‫إلى إلغاء ىذه التعميمة‪ ،‬وتعويضيا بإصدار تعميمية أخرى‪ ،‬تبدأ بنفس الحد األدنى لمتعميمية السابقة‪ ،‬ولكف‬
‫تبدأ( أي الثانية) مف حيث تنتيي األولى‪ ،‬مف حيث األجؿ أو التاريخ‪ ،‬وبأريحية أكبر في تمديد أجؿ االنتياء‬
‫وسنوات المرحمة االنتقالية‪.‬‬

‫نعني ىذا التعميمة رقـ‪ 94-74‬الصادرة في ‪ 1994/11/29‬والمتعمقة بتحديد فواعد الحيطة والحذر‬
‫لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬والتي جاءت لتفصيؿ وتوضيح كيفية تطبيؽ التنظيـ السابؽ‪.‬‬

‫لقد حددت التعميمة رقـ ‪ 94-74‬الصادرة في ‪ 1994/11/29‬معظـ المعدالت المتعمقة بقواعد الحيطة‬
‫والحذر ‪ les régles prudentielles‬المعرفة عالميا‪ ،‬وأىميا تمؾ المتعمقة بكفاية رأس الماؿ‪ ،‬فقد فرضت‬
‫ىذه التعميمية عمى البنوؾ االلتزاـ بنسبة مالءة لرأس الماؿ أكبر أو تساوي‪ % 8‬تطبؽ بشكؿ تدريجي‪،‬‬
‫وجددت آخر أجؿ لذلؾ نياية ديسمبر ‪ ، 1999‬وذلؾ وفؽ المراحؿ اآلتية‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجدول رقم(‪ :)02‬رزنامة التحديد التدريجي لمحد األدنى لكفاية رأس المال البنوك في الجزائر سنة‬
‫‪1994‬‬
‫النسبة ب‬ ‫التاريخ أو األجؿ‬
‫(‪(%‬‬
‫‪4‬‬ ‫نياية شير‬
‫جواف‪1995‬‬
‫‪5‬‬ ‫نياية شير‬
‫ديسمبر‪1996‬‬
‫‪6‬‬ ‫نياية شير‬
‫دبسمبر‪1997‬‬
‫‪7‬‬ ‫نياية شير‬
‫دبسمبر‪1998‬‬
‫‪8‬‬ ‫نياية شير‬
‫دبسمبر‪1999‬‬

‫المصدر‪ :‬التعلٌمٌة‌رقم‪‌94-74‬الصادرة‌فً‪.1994/11/29‌:‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 5‬مف التعميمية السابقة كيفية حساب رأس الماؿ الخاص لمبنؾ في جزئو األساسي‬
‫بينما حددت المواد ‪ 6‬و‪ 7‬العناصر التي تحتسب ضمف رأس الماؿ التكميمي لمبنؾ‪ ،‬مجموع ىذيف الجزأيف‬
‫يشكؿ رأس الماؿ الخاص لمبنؾ مع‪ ،‬توضيحات أكبر في ممحؽ التعميمة‪ ،‬بينما بينت المادة ‪ 9‬منيا مجموع‬
‫العناصر التي يتوفر فييا عنصر المخاطرة‪ ،‬ثـ صنفتيا المادة ‪ 11‬وفؽ أوزاف المخاطرة الخاصة بيا وىذا‬
‫بالنسبة لعناصر الميزانية‪ ،‬أما بالنسبة لمعناصر خارج الميزانية فقد قسمتيا نفس المادة إلى أربع فئات حسب‬
‫درجة مخاطرتيا‪ ،‬مع تبياف مكونات كؿ فئة في ممحؽ التعميمة‪ ،‬وكؿ ذلؾ بطريقة مشابية لما ورد في مقررات‬
‫‪1‬‬
‫بازؿ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫راجع مواد التعميمية رقـ‪ 94-74 :‬الصادر بتاريخ ‪ 29/11/1994‬والمتعمقة بتحديد قواعد الحيطة والحذر لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادرة‬
‫عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومف خالؿ التعميمية السابقة‪ ،‬يالحظ بالنسبة التفاقية بازؿ‪ 1‬تأخر تطبيقيا مف طرؼ البنوؾ الجزائرية‬
‫إلى نياية سنة ‪ ،1999‬بينما حددت لجنة بازؿ أخر أجؿ لتطبيقيا بنياية سنة ‪ ،1992‬كما أف ىذه المجنة‬
‫منحت لمبنوؾ فترة انتقالية منيا ثالث سنوات لاللتزاـ بمعيارىا‪ ،‬بينما منحت التعميمة السابقة لمبنوؾ الجزائرية‬
‫فترة تصؿ إلى خمس سنوات لتطبيؽ ىذا المعيار‪ ،‬بعد أف منحتيا التعميمة السابقة والممغاة فترة ثالث سنوات‬
‫ونصؼ وفشمت في ذلؾ‪ ،‬ويبدو أف ىذا التأخر في التطبيؽ كاف بسبب الفترة االنتقالية التي يمر بيا االقتصاد‬
‫الجزائري نحو اقتصاد السوؽ الحر في تمؾ الفترة‪ ،‬والتطبيؽ المتدرج لإلصالحات االقتصادية منذ بداية‬
‫التسعينات مف القرف الماضي‪.‬‬

‫وبالنسبة لتعديالت بازؿ ‪ ،1‬فمـ يسايرىا التنظيـ االحترازي في الجزائر في الموعد المحدد وىو سنة‬
‫‪ 1998‬أو بعدىا بقميؿ‪ ،‬ال مف حيث إضافة شريحة ثالثة لرأس الماؿ في بسط النسبة الخاصة بحساب كفاية‬
‫رأس الماؿ‪ ،‬وال مف حيث إدراج مخاطر السوؽ في مقاـ تمؾ النسبة مع مخاطر االئتماف‪.‬‬

‫لكف تجدر اإلشارة ىنا‪ ،‬إلى أف بنؾ الجزائر أصدر التنظيـ رقـ‪ 03-02‬بتاريخ ‪2002/11/14‬‬
‫والمتضمف المراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬والذي يجبر البنوؾ والمؤسسات المالية عمى تأسيس‬
‫أنظمة لممراقبة الداخمية تساعدىا عمى مواجية مختمؼ المخاطر االئتمانية‪ ،‬السوقية والتشغيمية‪ ،‬ىذه األخيرة‬
‫يسمييا بالعممياتية‪ ،‬وبالنسبة لمخاطر السوؽ فيو يعرفيا في مادتو الثانية بػ " خطر معدؿ( دوف توضيح‬
‫لطبيعة ىذا المعدؿ)‪ ،‬خطر تقمب أسعار سندات الممكية‪ ،‬خطر تسوية‪ -‬بمقابؿ وخطر الصرؼ"‪ ،‬وال يشير‬
‫بوضوح إلى خطر تقمبات أسعار السمع‪ ،‬بينما يشير إلى خطر معدؿ الفائدة كنوع مستقؿ مف المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫ويصفو باإلجمالي‪.‬‬

‫وبالتالي فإف تنظيـ االحتراز في الجزائر‪ ،‬ومف خالؿ ىذا التنظيـ يعترؼ بما يسمى بمخاطر السوؽ‪،‬‬
‫ولكف دوف أف يدرجيا في حساب كفاية رأس الماؿ مف خالؿ تعميمة تفصيمية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقية بازل‪ 2‬و‪3‬‬

‫سوؼ نرى في ىذا المطمب مدى التزاـ البنوؾ الجزائرية باتفاقيتي بازؿ ‪ 2‬و‪.3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اتفاقية بازل‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة‪ 2:‬مف التنظيـ رقـ‪ 03-02:‬الصادر بتاريخ‪ 14/11/2002:‬والمتضمف المراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادرة عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما ورد سابقا فإف التنظيـ رقـ‪ 03-02:‬الصادر بتاريخ‪ 14/11/2002:‬والمتضمف المراقبة الداخمية‬
‫لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادرة عف بنؾ الجزائر‪ ،‬يشير إلى مخاطر التشغيؿ ( الخطر العممياتي كما‬
‫يسميو في النسخة العربية) ويعرفو في مادتو الثانية بػ" خطر ناجـ عف نقائص تصميـ وتنظيـ وتنفيذ إجراءات‬
‫القيد في النظاـ المحاسبي ويشكؿ عاـ في أنظمة اإلعالـ الخاصة بمجموعة األحداث المتعمقة بعمميات البنؾ‬
‫أو المؤسسة المالية المعنية"‪ 1.‬ويالحظ عمى ىذا التعريؼ أنو ال يشير بوضوح إلى األحداث الخارجية لمبنؾ‪.‬‬
‫كما يالحظ عمى تنظيـ‪ ،‬أنو يعترؼ بمخاطر التشغيؿ منذ أف كانت اتفاقية بازؿ‪ 2‬قيد اإلثراء والمناقشة‪،‬‬
‫وقبؿ أف تصدر في صيغتيا النيائية في يونيو‪ /‬جواف‪ ،2004‬ولكف ال يدرجيا في مقاـ النسبة الخاصة‬
‫بحساب كفاية رأس الماؿ مف خالؿ تعميمة تفصيمية‪ ،‬تمؾ النسبة التي بقيت تحسب حسب طريقة بازؿ‪.1‬‬
‫وتنفيذا لما ورد في التنظيـ السابؽ‪ ،‬فقد طبقت السمطة النقدية والمالية في الجزائر برنامج"‬
‫أمسفا‪ – AMSFA‬دعـ عصرنة القطاع المالي الجزائري ‪Appui à la modernisation Secteur‬‬
‫‪ " financier Algérien‬في إطار برنامج" ميدا‪ "MEDA‬الذي تنفذه بالشراكة مع االتحاد األوربي كما أشرنا‬
‫سابقا‪ ،‬وقد تمكنت في إطار ىذا البرنامج مف تأسيس نظـ لممراقبة الداخمية لعدد مف البنوؾ خاصة العمومية‬
‫منيا‪ 2.‬ومف المعموـ أف تطوير أنظمة الرقابة الداخمية لمبنوؾ‪ ،‬تعد إحدى مكونات ركف مف األركاف الثالثة‬
‫األساسية التفاقية بازؿ ‪.2‬‬
‫كما أصدر بنؾ الجزائر بعد ذلؾ‪ ،‬التنظيـ رقـ‪ 03-11‬بتاريخ ‪ 24/05/2011‬والمتعمؽ بمراقبة مخاطر‬
‫ما بيف البنوؾ‪ ،‬والذي يحث البنوؾ عمى إنشاء نظاـ مراقبة داخمية لمنح القروض واالقتراض مف البنوؾ‬
‫خاصة تمؾ التي تمت في السوؽ النقدية‪ ،‬بحيث يتـ تحديد حد أقصى المقدمة والقروض والمتحصؿ عمييا‪،‬‬
‫وشروط كؿ عممية‪ ،‬بالشكؿ الذي يمكف مف توظيؼ التمويالت المتحصؿ عمييا مع مراعاة إجراءات إدارة‬
‫‪3‬‬
‫المخاطر وتسيير السيولة‪.‬‬
‫ويمكف اعتبار ىذا التنظيـ تكممة لما ورد في التنظيـ رقـ‪ 03-02‬المشار إليو سابقا‪ ،‬والذي يجبر البنوؾ‬
‫عمى إنشاء أنظمة لممراقبة الداخمية‪ ،‬في محاولة لمسايرة اتفاقية بازؿ ‪.2‬‬
‫وبتاريخ‪ 28/11/2011‬أصدر بنؾ الجزائر التنظيـ رقـ ‪ 08-11‬المتعمؽ بالمراقبة الداخمية لمبنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬وىو ال يختمؼ كثي ار عف التنظيـ رقـ‪ 03-02‬سنة ‪ ،2002‬إال أنو يشير ىذه المرة‬

‫‪1‬‬
‫التنظيـ أعاله‪ ،‬نفس المادة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مجمة بعثة المجنة األوربية بالجزائر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر‪ -‬نوفمبر‪ ،2004 ،‬ص‪.08:‬‬
‫‪3‬‬
‫راجع التنظيـ رقـ‪ 03-11‬بتاريخ ‪ 24/05/2011‬والمتعمؽ بمراقبة مابيف البنوؾ‪،‬والصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بوضوح إلى أف مخاطر سعر الفائدة جزء مف المخاطر السوؽ‪ ،‬وأف األحداث الخارجية جزء مف مخاطر‬
‫‪1‬‬
‫التشغيؿ‪.‬‬
‫ويوضح بشكؿ أكبر طرؽ قياس كال النوعيف مف المخاطر‪ ،‬ولكف دوف صدور تعميمة تفصيمية تدرجيما‬
‫ضمف حساب نسبة كفاية رأس الماؿ‪ ،‬كما يشير ىذا التنظيـ في األخير إلى أنو يمغي أحكاـ التنظيـ رقـ‬
‫‪ 03-02‬الصادر بتاريخ ‪ 14/11/2002‬والمتضمف المراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬إلى أف‬
‫صدر التنظيـ رقـ‪ 01-14‬والذي أدرج في حساب مقاـ النسبة كال مف مخاطر السوؽ ومخاطر التشغيؿ كما‬
‫سنرى الحقا‪ ،‬والذي يعتبر مسايرة التفاقية بازؿ‪ 2‬في ىذا الجانب‪ ،‬ولبازؿ‪ 3‬في جوانب أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة‪ 2:‬مف التنظيـ رقـ‪ 08-11:‬الصادر بتاريخ‪ 28/11/2011 :‬والمتعمؽ بالمراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادرة عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اتفاقية بازل ‪3‬‬


‫لـ يرد لحد اآلف أي تنظيـ أو تعميمة تبيف حساب معدؿ بطريقة مشابية لما ورد في اتفاقية بازؿ‪ ،3‬لكف‬
‫مع ذلؾ تجب اإلشارة إلى أف التنظيـ رقـ‪ 01-14‬المؤرخ في ‪ 16/02/2014‬والمتضمف نسب المالءة‬
‫المطبقة في البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬نص عمى رفع نسبة المالءة مف ‪ 8‬إلى ‪ %9,5‬ابتداء مف أوؿ‬
‫أكتوبر‪ ،2014‬عمى أف يغطي رأس الماؿ األساسي( أو القاعدي كما يسميو) كال مف مخاطر االئتماف‬
‫والسوؽ والتشغيؿ بنسبة‪ %7‬عمى األقؿ‪ ،‬إضافة إلى فرض تكويف ىامش بنسبة‪ %2.5‬مف األمواؿ الخاصة‬
‫القاعدية لمبنؾ سماه " وسادة أماف" وخوؿ التنظيـ لمجنة المصرفية منح ميمة لمبنوؾ لمتطبيؽ التدريجي ليذه‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات‪ ،‬كما خوليا أيضا فرض نسبة مالءة أكبر إذا اقتضى األمر ذلؾ‪.‬‬
‫ويالحظ ىنا أف ىذا التنظيـ يأخذ مف بازؿ ‪ 2‬إدراج كؿ مف مخاطر السوؽ والتشغيؿ في نسبة كفاية‬
‫رأس الماؿ إضافة إلى حساب ترجيحات مخاطر االئتماف حسب تنقيط وكالة ستاندرد آند بورز‪ ،‬ويأخذ مف‬
‫بازؿ ‪ 3‬رفع النسبة اإلجمالية ولكف ليس إلى‪ %10.5‬كما تنص عميو االتفاقية بؿ أقؿ‪ ،‬إضافة إلى فرض‬
‫اليامش الذي تسميو االتفاقية باحتياطي الحفاظ عمى رأس الماؿ ‪ ،‬ويبدو أف األمر يحتاج كالعادة إلى تعميمة‬
‫تفصيمية لكيفية تطبيؽ ىذا التنظيـ‪ ،‬والذي أشار إلى أنو يمغي التنظيـ رقـ‪ 09-91‬المؤرخ في‬
‫‪.14/08/1991‬‬
‫أيضا وقبؿ ذلؾ‪ ،‬كاف بنؾ الجزائر قد أصدر التنظيـ رقـ ‪ 04-11‬بتاريخ ‪ 24/05/2011‬والمتضمف‬
‫تعريؼ وقياس وتسيير ورقابة خطر السيولة‪ ،‬وأوجب فيو عمى البنوؾ وضع نسبة مساوية لػ‪ %100‬عمى‬
‫األقؿ في األجؿ القصير( عمى أف توضيح تعميمة الحقة مكونات النسبة)‪ ،‬كما أوجب عمييا وضع مؤشرات‬
‫‪2‬‬
‫تسمح بقياس وتسيير ومراقبة السيولة‪ ،‬واعتبرىا ضمف مؤشرات الحيطة والحذر‪.‬‬
‫وقد ورد نفس التأكيد في التنظيـ رقـ ‪ 08-11‬بتاريخ ‪ 20/11/2011‬والمتعمؽ بالمراقبة الداخمية‬
‫لمبنوؾ والمؤسسات المالية في مادتو رقـ‪ 50‬السالؼ ذكره‪ ،‬ومف المعموـ أف اتفاقية بازؿ ‪ 3‬تدعو البنوؾ إلى‬
‫وضع نسبيتيف لقياس السيولة ومراقبتيا‪ ،‬األولى عمى المدى القصير‪ ،‬والثانية عمى المدى الطويؿ كما أسمفنا‪،‬‬
‫ولـ يرد في ىذيف التنظيميف ما يشير إلى أف تكويف المؤشرات المذكورة يكوف طبقا لما ورد في اتفاقية بازؿ‬
‫‪ ،3‬رغـ كوف التنظيميف صد ار بعد أف تـ نشر الصيغة النيائية لتمؾ االتفاقية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫راجع المواد‪2:‬و‪3‬و‪4‬و‪6‬و‪ 7‬مف التنظيـ رقـ‪ 01-14‬الصادر بتاريخ‪ 16/02/2014 :‬والمتضمف نسب المالءة المطبقة في البنوؾ والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫الصادر عف بنؾ الجزائر‬
‫‪2‬‬
‫راجع المواد‪3 :‬و‪15‬و‪ 17‬مف التنظيـ رقـ ‪ 04-11‬الصادر بتاريخ ‪ 24/05/2011‬والمتضمف تعريؼ وقياس وتسيير ورقابة خطر السيولة ‪ ،‬الصادر‬
‫عف بنؾ الجزائر‬

‫‪59‬‬
‫البنك المركزي وتسيير المخاطر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪.‬‬

‫نظ ار لممخاطر التي تتعرض ليا البنوؾ التجارية أثناء قياميا بتأدية وظائفيا فقد استدعى األمر وضع آليات‬
‫فعالة لمرقابة المصرفية مف طرؼ البنؾ المركزي‪ ،‬وفي ىذا اإلطار انشأ ىذا األخير ىيئات رقابية متمثمة‬
‫في ‪ :‬مركزية المخاطر‪ ،‬مركزية عوارض الدفع‪ ،‬جياز مكافحة اصدر الشيكات بدوف رصيد ومركزية‬
‫الميزانيات‪ ،‬وقد فرض عمى البنوؾ التجارية االنضماـ إلييا حيث تساعدىـ عمى االستقرار والتقميؿ مف‬
‫المخاطر التي تواجييا‪.‬‬

‫إف الجزائر_ وكغيرىا مف الدوؿ _ سعت لتطبيؽ ما جاءت بو اتفاقيات بازؿ لمرقابة المصرفية قصد الخروج‬
‫مف دائرة التخمؼ وتحقيؽ التنمية االقتصادية وعمى ىذا األساس نجد أف البنوؾ الجزائرية التزمت بتطبيؽ‬
‫االتفاقية األولى لبازؿ لكف كاف ىناؾ نوع مف التأخير في تطبيقيا‪ ،‬وقد أصدر البنؾ المركزي نظاـ يجبر‬
‫البنوؾ عمى تأسيس أنظمة لمرقابة الداخمية تساعدىا عمى التصدي لممخاطر التي تواجييا‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫مسايرة لما جاء في نصوص اتفاقيات بازؿ‪.‬‬

‫وفيما يخص اتفاقيتي بازؿ الثانية والثالثة لـ تصدر أي تعميمة واضحة تنص عمى تطبيقيا مف طرؼ البنوؾ‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫تمهيــــــــــــــــــــــــــــــــد‬

‫ذكرنا سالفا أف مخاطر القروض البنكية مف شأنيا أف تيدد استقرار المصارؼ‪ ،‬وقد حاوؿ الصندوؽ الوطني‬
‫لمتوفير واالحتياط أف يعالج ىذا اإلشكاؿ مف خالؿ سياساتو التي يفرضيا عمى زبائنو‪ ،‬لكف وبالرغـ مف ىذا‬
‫إال أف الصندوؽ لـ يستطع القضاء عمى ىذه المخاطر االئتمانية بشكؿ نيائي‪ ،‬وفي ىذا الصدد سعى‬
‫الصندوؽ إلى تبني نظاـ مركزية المخاطر‪ ،‬ىذا األخير الذي جاء بو البنؾ المركزي كوسيمة لمرقابة عمى‬
‫أعماؿ البنوؾ‪ ،‬كما يوفر ىذا النظاـ دعما حقيقيا لمبنوؾ مف خالؿ تزويدىـ بنظاـ معمومات شامؿ ومتكامؿ‬
‫حوؿ زبائنيـ‪.‬‬

‫وسوؼ نحاوؿ في ىذا الفصؿ معرفة انعكاسات تطبيؽ ىذا النظاـ عمى البنؾ محؿ الدراسة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫)‪CNEP‬الفصل الثالث‪ :‬واقع تطبيق مركزية المخاطر في البنوك التجارية(حالة‬

‫المبحث األول‪ :‬الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬

‫تعتبر الرقابة األداة المسيرة والمنظمة في أي مؤسسة عمومية‪ ،‬فمف خالليا تتضح لنا الفجوة في‬
‫عممية التسيير وكيفية التخمص منيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نشأة وتطور الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬

‫‪ -1‬نشأة الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬

‫تأسس بالمرسوـ رقـ (‪ ) 64227‬الصادر في ‪10‬أوت‪ ،1964‬ويتمثؿ دوره في جمع المدخرات‬


‫الصغيرة وتوزيع القروض عمى البناء والجماعات المحمية وتمويؿ بعض العمميات ذات المنفعة الوطنية‪.‬‬
‫وبالموازاة مع المياـ األساسية الموكمة إلى الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪ ،‬فقد تـ تكريسو بموجب‬
‫مقرر في ‪ 19‬فيفري ‪ 1971‬مف و ازرة المالية كبنؾ لمسكف‪ ،‬وقد تـ تعزيز ىذا التكريس بالتعميمية الصادرة‬
‫عف مديرية الخزينة لو ازرة المالية في ‪ 27‬أفريؿ ‪ ،1971‬والتي تمزـ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‬
‫‪1‬‬
‫بالمشاركة في تمويؿ مختؼ برامج السكف الجماعي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تشكيالت الصندوق‪ :‬يتشكؿ حاليا مف نوعيف ىما‪:‬‬

‫‪ -‬فروع متصمة بالمركز الرئيسي في العاصمة وىي ‪ 206‬وكالة‪.‬‬

‫‪-‬مكاتب بريد تقوـ بجمع المدخرات لحساب الصندوؽ وقد ألحقت مراكز اإلدخار الموجودة في مكتب‬
‫البريد عاـ ‪ ،1964‬وبذلؾ أصبح ىذا األخير منفردا في ميدانو أي جمع اإلدخارات الفردية ‪.‬‬

‫والصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط يدار مف قبؿ مجمس اإلدارة ولو مدير ومراقب عاـ‪ ،‬كما أنو عضو‬
‫في االتحاد الدولي لصناديؽ التوفير‪ ،‬ويدير‪ 3‬أنواع مف الموارد وىي‪:‬‬

‫‪ -‬أمواؿ االدخار‬

‫‪ -‬أمواؿ الييئات المحمية‬

‫‪-‬أمواؿ منتسبي الييئات المحمية والمستشفيات‬

‫‪ 1‬حورية حمني‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.17:‬‬


‫‪ /‬زيارة يوـ ‪ 2016/03/03‬عمى الساعة ‪2ar/www.cnepbanque.dz//http :. 16:06‬الموقع‬
‫الرسمي لمصندوؽ الوطني‬

‫‪62‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫وعميو تأتيو الموارد مف القطاع الخاص والقطاع العاـ وشبو عاـ‪ ،‬إال أنو يشتير بكونو مستودع المدخرات‬
‫الصغيرة لألفراد‪ ،‬ويتبع الصندوؽ عدة سبؿ لتشجيع االدخار عمى النطاؽ الشعبي مف بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬فتح فروع عديدة‬

‫قبوؿ الحد األدنى لإليداع (‪10‬دج) وحددت قيمة الحد األدنى لمسنوات األخيرة ب ‪ 1500‬دج‬

‫‪ -‬تشجيع االدخار المدرسي‬

‫‪-‬اإلعالنات والتوجيو (اإلشيار)‬

‫‪ -‬تكريس يوـ وطني لالدخار(‪ 31‬أكتوبر)‪.‬‬

‫‪ -2‬تطور الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬


‫‪1‬‬
‫مر الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط في تطوره بعدة مراحؿ ىي‪:‬‬

‫تـ تأسيس الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط في ‪ 10‬أوت ‪ 1964‬عمى أساس شبكة صندوؽ التضامف‬
‫لمواليات والبمديات الجزائرية وتتمثؿ ميامو في جمع التوفير‪ .‬حيث أف أوؿ وكالة لمصندوؽ الوطني لمتوفير‬
‫واالحتياط افتتحت أبوابيا يوـ ‪1‬مارس‪ 1967‬بتممساف‪.‬‬

‫‪ 1964-1970-1-2‬جمع التوفير في الدفاتر‬

‫خالؿ الفترة ما بيف ‪1964‬و‪ ،1970‬كاف يتمثؿ نشاط الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط فقط في جمع‬
‫التوفير في الدفتر مع منح قروض اجتماعية‪.‬‬

‫‪-2-2‬عشرية ‪ 80‬الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط في خدمة الترقية العقارية‬

‫خصصت لمصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط مياـ أخرى‪ ،‬يتعمؽ األمر بالقروض العقارية الموجية‬
‫لمخواص وذلؾ مف أجؿ بناء سكنات وتمويؿ السكف الترقوي وذلؾ حصريا لصالح الموفريف‪،‬‬
‫‪31‬ديسمبر‪ ،1988‬ثـ بيع ‪ 11.590‬مسكف في إطار بموغ الممكية‪ .‬اتخذ الصندوؽ الوطني لمتوفير‬
‫واالحتياط سياسة تنويع القروض الممنوحة‪ ،‬السيما لصالح أصحاب الميف الحرة‪ ،‬عماؿ قطاع الصحة‬
‫والنقؿ‪.‬‬

‫‪ /‬زيارة يوـ ‪ 2016/03/04‬عمى الساعة ‪1ar/www.cnepbanque.dz//http :. 16:06‬الموقع‬


‫الرسمي لمصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫وضع قانون النقد والقرض‪1990 _3_2‬‬

‫الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط الرائد في جمع التوفير بالجزائر وذلؾ نظ ار ألىمية مبالغ موارد‬
‫التوفير التي تـ جمعيا بالنسبة ؿ ‪ 135‬وكالة موجودة وذلؾ إلى غاية ‪ ،1990/12/31‬مجموع ‪ 82‬مميار‬
‫دج (مف بينيا ‪ 34‬مميار دينار عمى دفاتر التوفير العممة الصعبة)‪ .‬قيمة القروض الممنوحة لمخواص إلى‬
‫غاية نفس التاريخ قدرت ب ‪ 12‬مميار جزائري لمجموع ‪ 80.000‬قرض‪.‬‬

‫‪ -4-2‬أفريل ‪ 1997‬أصبح الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط– بنكا‬

‫‪06‬أفريؿ ‪ ،1997‬غير الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط نظامو األساسي بحصولو عمى ترخيص‬
‫كبنؾ‪ ،‬أصبح الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط – بنكا‪ ،‬أيضا يمكنو القياـ بكؿ العمميات البنكية ماعدا‬
‫عمميات التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ 31 -5-2‬ماي ‪ ،2005‬تمويل االستثمارات في قطاع العقار‬

‫قررت الجمعية الغير عادية في ‪31‬ماي ‪ 2005‬بإعطاء الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط – بنؾ‬
‫إمكانية تمركز أكثر في تمويؿ البنيات التحتية والنشاطات المرتبطة بالبناء‪ ،‬السيما إلنجاز أمالؾ عقارية‬
‫ذات طابع ميني‪ ،‬إداري وصناعي‪ ،‬أيضا البنايات التحتية الفندقية‪ ،‬الصحية‪ ،‬الرياضية ‪ ،‬التربوية والثقافية‪.‬‬

‫‪ 28 -6-2‬فيفري ‪ 2007‬إعادة تمركز اإلستراتيجية لمصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط ‪-‬بنك‬

‫قررت الجمعية العامة العادية ؿ‪ 28‬فيفري ‪ 2007‬المرتبطة بإعادة تمركز اإلستراتيجية لمبنؾ السماح‬
‫بما يتعمؽ بالقروض العقارية لمخواص‪.‬‬

‫‪ -‬القروض الرىنية المقررة بالنصوص القانونية السارية المفعوؿ لدى البنؾ‬

‫‪ -‬القروض االستيالكية‬

‫كما تـ قرار منح القروض بصفة األولوية وأساسية لمموفريف‪ ،‬وبصفة ثانوية لمغير موفريف بما يتعمؽ بتمويؿ‬
‫الترقية العقارية‪ ،‬فتـ السماح ليـ باقتناء أراضي لبناء السكنات و إنجاز برامج السكف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫البرامج المختارة لمتمويؿ ىي البرامج الموجية حصريا لمموفريف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‌نفس‌المرجع‌أعاله‪‌2012/03/04‌،‬زٌارة‌على‌الساعة ‌‪‌ .12:‌02‬‬

‫‪64‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫المطمب الثاني‪ :‬دراسة الهيكل التنظيمي لمصندوق الوطني لمتوفير و االحتياط وكالة أدرار‬

‫‪-1‬الهيكل التنظيمي لمصندوق الوطني لمتوفير و االحتياط‬

‫وكالة أدرار لمصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط يقسـ الوكاالت‪ C‬و ‪ B‬و ‪ A‬إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫حسب موقعيا وحسب وظائفيا‪ ،‬و تتبع في الترتيب اإلداري لشبكة وسط وىراف وىي تتبعيا حتى في بعض‬
‫المصالح‪ ،‬مثؿ مصمحة المستخدميف ألف عدد العماؿ في وكالة أدرار قميؿ جدا‪ ،‬وأيضا مف حيث المراقبة فإف‬
‫وكالة أدرار تراقب مف شبكة وسط وىراف مف حيث تحصيؿ الزبائف و متابعتيـ‪ ،‬لكف في التعميمات و الموائح‬
‫‪1‬‬
‫التنظيمية فإنيا ترجع لمقر الوكالة الرئيسي في الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)01‬الييكؿ التنظيمي لوكالة الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط لوالية أدرار‬

‫المصدر‪ :‬معمومات مقدمة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‬

‫‪65‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫‪-1‬اقبمي عبد القادر‪ ،‬سقر العيد ‪ ،‬دور الصندوق الوطني لمتوفير و اإلحتياط في تعبئة مدخرات االفراد ‪،‬‬
‫تقرير تربص ‪ ،‬جامعة ادرار‪ ،2003 ،‬ص‪.7‬‬

‫‪ -‬مهام المصالح‪:‬‬

‫تتكوف وكالة الصندوؽ الوطني لمتوفير و االحتياط لوالية أدرار مف عدة مصالح نذكرىا و نمخص‬
‫‪1‬‬
‫مياميا في ما يمي‪:‬‬

‫‪-1-2‬مهام المدير‪ :‬تتمثؿ في ما يمي‪:‬‬

‫‪-‬المسير العاـ لموكالة‪ ،‬يراقب عمؿ المصالح‪ ،‬يمارس السمطة السميمة عمى جميع موظفي‬
‫الوكالة‪ ،‬تنظيـ السير اإلداري‪ ،‬يأمر بصرؼ السحوبات الكبيرة‪ ،‬اإلمضاء عمى كافة عقود الوكالة‪،‬‬
‫يرأس لجنة القرض‪.‬‬

‫‪-2-2‬مهام السيكريتارية‬

‫‪-‬تنظيـ المواعيد و المقابالت واالجتماعات‪ ،‬حفظ المستندات و األوراؽ الخاصة‪ ،‬كتابة المذكرات والتقارير‪،‬‬

‫تنظيـ عممية مقابالت الزبائف و التصرؼ بمباقة‪ ،‬تنظيـ األعماؿ اإلدارية‪ ،‬معالجة البريد الصادر و الوارد‪،‬‬

‫‪-3-2‬مهام مصمحة االدخار‬

‫‪-‬تحصيؿ القروض‪ ،‬القياـ بكؿ العمميات اليومية لمبنؾ‪ ،‬حساب الفوائد عمى مدخرات األفراد‪ ،‬متابعة حاسوبات‬
‫األفراد‪ ،‬حواالت بنكية‪ ،‬فتح الحسابات الجارية لمتجار واألشخاص العادييف‪ ،‬فتح حسابات التوفير‪ ،‬تعامالت‬
‫المالية‪ ،‬بيع أسيـ الشركات المطروحة لالكتتاب العاـ‪ ،‬تحصيؿ األمواؿ مف المدخريف‪.‬‬

‫‪-4-2‬مهام مصمحة القرض‬

‫‪ -‬استالـ ممفات القروض‪.‬‬

‫‪ -‬معاينة الممفات ‪.‬‬

‫ثـ ينعقد مجمس يسمى بمجمس منح القروض يحضره مدير الوكالة بصفة رئيس المجمس ورئيس مصمحة‬
‫القرض ورئيس مصمحة المنازعات ورئيس مصمحة التحصيؿ ثـ يقوموف ب‪:‬‬

‫دراسة الممفات والمصادقة عمييا _‬

‫‪-1‬مقابمة شخصية مع السيد مدير وكالة الصندوؽ الوطني لمتوفير و اإلحتياط بادرار يوـ ‪‌ .2016/03/15‬‬

‫‪66‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫‪ -‬تحرير العقود‬

‫‪ -‬دفع األمواؿ ( منح القروض)‪.‬‬

‫‪-5-2‬مهام مصمحة التحصيل‬

‫‪-‬المتابعة الدائمة لمقروض في التحصيؿ‪ ،‬العقوبات لممتأخريف في التسديد‪ ،‬التحصيؿ الكمي‪.‬‬

‫‪ -6-2‬مهام مصمحة المنازعات‬

‫‪-‬المراقبة القانونية‪ ،‬التمثيؿ القانوني لمكمية‪ ،‬الدفاع عف الوكالة أماـ القضاء في حاالت المنازعات‪،‬‬

‫المتابعة القانونية لممتأخريف عف التسديد‪ ،‬المحافظة عمى ممفات الزبائف‪ ،‬معالجة ممفات الشركة‪،‬‬

‫منح وثيقة سدود الديوف‪.‬‬

‫‪ -7-2‬مهام مصمحة المحاسبة‬

‫‪ -‬مراقبة الحسابات‪ ،‬ترصيد الحسابات‪ ،‬مراقبة اليومية المحاسبية‪ ،‬تقوـ بمراقبة الموجودات ( العممة‬
‫نقدا‪ ،‬و القيـ المنقولة)‪ ،‬تسيير األرشيؼ‪ ،‬غمؽ اليومية و فتحيا بواسطة اإلعالـ اآللي‪.‬‬

‫‪ CNEP‬المطمب الثالث‪ :‬كيفية إجراء عممية الرقابة عمى و كالة أدرار‬

‫يخضع الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط وكالة أدرار إلى نوعيف مف المراقبة مراقبة خارجية‪ ،‬وأخرى‬
‫‪1‬‬
‫داخمية نوضحيا مف خالؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬المراقبة الخارجية‪ :‬يراقب الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط مف طرؼ‪:‬‬

‫‪ -1-1‬شبكة وسط وهران‪ :‬حيث تقوـ ىذه الشبكة بمراقبة الوكالة مرة كؿ ‪ 3‬أشير لمدة أسبوع كامؿ‪ ،‬إذ تراقب‬
‫كؿ مصمحة عمى حدى‪.‬‬

‫‪-‬مصمحة القرض‪ :‬تراقب ممفات متفرقة مف ممفات طالبي القروض‪.‬‬

‫‪ -‬مصمحة االدخار‪:‬المكمؼ مف طرؼ ىذه الشبكة يراقب عمؿ مسير مصمحة االدخار يوما كامال‪.‬‬

‫‪ -‬مصمحة التحصيل‪ :‬تكمف مراقبة شبكة وسط و ىراف لمصمحة التحصيؿ في النقاط التالية‪:‬‬

‫ىؿ ىناؾ متابعة لمممفات مف طرؼ مسير مصمحة التحصيؿ؟‬

‫‪1‬‬
‫‌مقابلة‌شخصٌة‌مع‌السٌد‌مدٌر‌وكالة‌أدرار‌ٌوم‌‪‌12/03/2012‬على‌الساعة‪‌ .14:00‬‬

‫‪67‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫ىؿ الرىف يرفع عف مسددي القروض؟ و مباشرة بعد انتياء العميؿ مف تسديد الديف‪.‬‬

‫‪ -‬مصمحة المنازعات‪ :‬تنظر الشبكة ىؿ ىناؾ تسوية ومتابعة قضائية لمعمالء عف تسديد القروض‪.‬‬

‫‪ -‬مصمحة المحاسبة‪ :‬تراقب الشبكة ما يمي‪:‬‬

‫فاتورة الشراء‪ ،‬دفتر اليومية‪ ،‬ىؿ الحسابات مرصدة؟ و بالنسبة لمحسابات المرصدة ىؿ ىناؾ ما يقابميا في‬
‫الصندوؽ؟‬

‫تراقب تصريحات الضماف االجتماعي‪ :‬ىؿ يقوـ المحاسب بيا في نفس الوقت؟ و ىؿ ىناؾ ترصيدات؟‬

‫‪ -2-1‬المفتشية‪ :‬يراقب الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط مف طرؼ المفتشية الجيوية وىو تابع لموكالة‬
‫أدرار‪ ،‬لمفتشية غرداية ‪ CNEP‬إذ تقوـ ىذه المفتشية بزيارة مفاجئة ؿ‬

‫تراقب مف خالؿ ىذه الزيارة ممفات تختارىا عشوائيا انطالقا مف آخر تاريخ راقبت فيو الوكالة‪ ،‬و تقوـ بمراقبة‬
‫كؿ المصالح بما فييـ المدير‪.‬‬

‫‪ -2‬المراقبة الداخمية لمصندوق الوطني لمتوفير و االحتياط وكالة أدرار‪ :‬و يقوـ بذلؾ السيد مدير وكالة‬
‫أدرار‪ ،‬و ذلؾ مف خالؿ مراقبة عمؿ المصالح و يكوف ذلؾ كاآلتي‪CNEP:‬‬

‫‪ -1-2‬مصمحة السكرتارية‬

‫‪-‬مراقبة السجالت اليومية‪ ،‬الوقوؼ عمى عمميات التسجيؿ النشغاالت المواطنيف و الشكاوي إف وجدت‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مصمحة االدخار‬

‫‪ -‬السير عمى تسجيؿ عمميات فتح الحسابات و ذلؾ مف خالؿ مراقبة ممفات فتح الحسابات‪ ،‬مراقبة رصيد‬
‫الصندوؽ‪ ،‬الموافقة عمى المدفوعات أو المسحوبات التي تفوؽ قيمة ‪10000.00‬دج‪،‬‬

‫مراقبة ممفات التأميف عمى الحياة و المصادقة عمييا‪ ،‬والترخيص بالتحويالت البنكية بيف األفراد‪،‬‬

‫إعادة الدفاتر الضائعة‪ ،‬المصادقة عمى تحويالت غرفة المقاصة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬مصمحة القرض‬

‫‪-‬يقوـ بالمصادقة عمى وثائؽ الممفات‪ ،‬مراقبة مصداقية الممفات‪ ،‬إمضاء العقود مع الزبائف‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫إمضاء عقود اإليداع‪ ،‬و المصادقة عمى صرؼ األمواؿ في حسابات األفراد‪ ،‬اإلمضاء عمى الرىوف لضماف‬
‫‪1‬‬
‫المبالغ المقدمة‪.‬‬

‫‪ -4-2‬مصمحة التحصيل‬
‫‪-‬إمضاء االعتذارات و االستدعاءات‪ ،‬مراقبة عممية التحصيؿ‪ ،‬اإلمضاء عمى وثائؽ رفع‬
‫الرىف في حالة السداد‬
‫‪ -5-2‬مصمحة المنازعات‬
‫يكوف الممثؿ القانوني لموكالة يتحمؿ القانونية و لو سمطة الضبط و المصادقة عمى أي‬
‫إجراء قانوني تكوف الوكالة طرفا فيو‪.‬‬

‫‪_ 6_2‬مصمحة المحاسبة‬

‫المصادقة العامة لكؿ الوثائؽ ميما كانت طبيعتيا وميما كاف المبمغ الذي تحصمو‪،‬‬
‫باإلمضاء في السجالت و اإلمضاء عمى الشيكات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‌نفس‌المرجع‌أعاله‪‌ .‬‬

‫‪69‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آلية االستفادة من مركزية المخاطر عمى مستوى البنك‬

‫سوؼ نتطرؽ في ىذا المبحث إلى طبيعة المعمومات المرسمة مف مركزية المخاطر لمبنؾ وكيفية عممو‬
‫بمبادئيا ومدى االستفادة منيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬طبيعة المعمومات الصادرة من البنك إلى مركزية المخاطر‬

‫في إطار تحديث مشروع مركزية المخاطر‪ ،‬والتي بادر إلييا البنؾ الجزائري في شير سبتمبر ‪ ،2014‬تـ‬
‫إنشاء مركز أخطار المؤسسات واألسر(‪ )CREM‬والمؤسس بطرؽ جديدة لمتشاور‪ ،‬وىذا مف أجؿ تجييز‬
‫البنوؾ والمؤسسات المالية بوسيمة تمكف مف تقييـ ديوف طالبي القروض لمختمؼ أنواع التمويالت‪ ،‬وكذا‬
‫تجنب المديونية المفرطة مف طرؼ ىؤالء‪.‬‬

‫ىذه الطرؽ الجديدة لمتشاور التي تـ تجميعيا في واجية (الويب) يوفرىا بنؾ الجزائر لمبنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية‪.‬‬

‫ويوضح ىذا الدليؿ(انظر الممحؽ رقـ ‪)1‬كيفية استخداـ واجية التشاور لمركزية أخطار المؤسسات‬
‫واألسر(‪.)CREM‬‬

‫ويقوـ البنؾ بإرساؿ المعمومات إلى مركزية المخاطر وفؽ ما يمي‪:‬‬

‫ـ الوجه‪( 1‬صفحة البداية) ‪:‬يجب عمى المستخدـ تسجيؿ اسـ الزبوف وكذلؾ كممة السر ثـ ينقر عمى زر‬
‫اتصؿ‪ ،‬وطبعا كممة السر خاصة شخصية لكؿ مستخدـ‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تدمج مراجعة الحسابات إلى الواجية مف طرؼ خدمات البنؾ الجزائري‪ ،‬التي تسمح بمتابعة نشاط‬
‫كؿ مستخدـ خاصة لتجنب أي تجاوز محتمؿ أو خطا استعماؿ مف طرؼ المستخدميف‪ ،‬خاصة تمؾ التي‬
‫تتعمؽ بجناح خصوصية المعمومة المتوفرة عمى مستوى مركزية المخاطر واألسر‪.‬‬

‫ـ الوجه الثاني (الصفحة الرئيسية)‪ :‬تسمح بالدخوؿ إلى جناحيف مختمفيف األوؿ يتعمؽ بالمدينيف مف طرؼ‬
‫البنؾ (الزبائف)‪ ،‬والثاني يتعمؽ بتقارير القروض لطالبي االئتماف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مالحظة‪ :‬يسمح فقط لممستخدميف المكمفيف بإعداد تقارير في مركزية المخاطر بالوصوؿ إلى جناح المراقبة‪.‬‬

‫‪1‬معمومات مقدمة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫ـ الوجه الثالث‪ :‬جناح المدينيف (جناح البحث البسيط لممديف)‪.‬‬

‫ػ يسمح ىذا األخير بإجراء بحث حوؿ زبوف عمى مستوى قاعدة الزبائف المصرح بيا مف طرؼ البنؾ فقط‬
‫وينقسـ ىذا البحث إلى نوعيف بحث بسيط وبحث متقدـ‪.‬‬

‫ػ يكوف البحث ممكنا فقط إذا كاف المستخدـ يدرؾ معرفات العالقة ( ‪_ NIF‬المفتاح المتوسط)‪.‬‬

‫ويسمح البحث المتقدـ بالولوج إلى معايير بحث متعددة‪ ،‬ويتوجب عمى المستخدـ تفضيؿ ىذا االختيار خالؿ‬
‫التشاور في مركزية المخاطر‪.‬‬

‫ـ الوجه الرابع‪ :‬جناح البحث التقدـ الخاص بالمديف‪.‬‬

‫يكوف بتقديـ معايير البحث مف طرؼ المستخدـ‪ ،‬تظير النتائج بعد النقر عمى زر ''بحث''‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬إلعادة االطالع عمى المعمومات المخزنة المتعمقة بمعايير البحث المقدمة سابقا‪ ،‬يجب التوجو إلى‬
‫األعمى يسا ار في قائمة النتائج‪.‬‬

‫يجب أف يتأكد المستخدـ مف المراقبة واإلطالع الجيديف لكؿ النتائج لتجنب وقوع أي حذؼ محتمؿ‪.‬‬

‫ـ الوجه الخامس‪ :‬نتائج البحث المتعمقة بالمديف‪.‬‬

‫إف اختيار المديف (زبوف ما في حالتنا ىذه) يرجح ظيور الواجية في الزاوية المحددة مف طرؼ ىذا األخير‬
‫(االسـ والمقب‪ ،‬كذلؾ يجب أف يكوف الشخص المعرؼ معمنا في أعمى يسار الصفحة )‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬بالنقر عمى نتائج أخرى تظير الواجية لمنتائج التالية‪.‬‬

‫ـ الوجه السادس‪ :‬صفحة رئيسية متعمقة بمديف محدد‪.‬‬

‫وبنقرة جديدة أخرى عمى زر ''تفاصيؿ حوؿ المديف'' تظير النتائج المشار إلييا المخزنة والمتعمقة بالمديف‬
‫‪1‬‬
‫المحدد سابقا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬طبيعة المعمومات الواردة من مركزية المخاطر إلى البنك‬

‫‪1‬معمومات مقدمة مف طر ؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫بعد إرساؿ البنؾ المعمومات إلى مركزية المخاطر والمتعمقة بالمؤسسات واألسر تقوـ المركزية بمساعدة البنؾ‬
‫بمنح معمومات حوؿ الزبائف طالبي القروض( بالقبوؿ أو الرفض ) وذلؾ بالنظر إلى وضعية الزبوف أوال وكذا‬
‫الضمانات الممنوحة مف طرفو وتتـ ىذه العممية مع كؿ الزبائف حتى واف كاف الزبوف يقترض مف البنؾ ألوؿ‬
‫مرة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فعالية مركزية المخاطر في البنك‬

‫تعتبر مركزية المخاطر مف أىـ الييئات الرقابية التي يشرؼ عمييا البنؾ المركزي‪ ،‬ويمزـ البنوؾ التجارية‬
‫بالعمؿ بمبادئيا قصد الحفاظ عمى مالءتيا المالية‪ ،‬حيث ليا دور كبير في التخفيض مف نسب تعثر الديوف‬
‫ميما بمغت قيمتيا‪ .‬إذ سنقوـ في ىذا المبحث بتوضيح أىميتيا ومدى مساىمتيا في التقميص مف مخاطر‬
‫القروض لدى البنوؾ التجارية‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطور نسب تحصيل الديون في البنك قبل تطبيق مركزية المخاطر‬

‫سنقوـ في ىذا المطمب بتحميؿ إحصائيات لتطور نسب التحصيؿ في البنؾ قبؿ تطبيؽ مركزية المخاطر‪،‬‬
‫باالعتماد عمى معطيات لسنة ‪ ،2015‬وفي ىذا الصدد يقوـ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط بمنح‬
‫قروض لمفئات التالية‪ ( :‬انظر الممحؽ ‪)3‬‬

‫ػ قرض بناء لممدخريف(‪)PIP‬‬

‫ػ قرض شراء مسكف لممدخريف(‪)PCI‬‬

‫ػ قرض بناء مسكف عادي لغير المدخريف(‪)POC‬‬

‫ػ تمويؿ شراء مسكف لشخص مدخر(‪)CBEP‬‬

‫ػ تمويؿ شراء مسكف لشخص غير مدخر(‪)POCBEP‬‬

‫ػ قرض تييئة مسكف(‪)AMENAGEMENT‬‬

‫ػ قرض توسيع مسكف(‪)EXTENTION‬‬

‫ػ قرض تعمية مسكف(‪)SURELEVATION‬‬

‫‪1‬‬
‫ػ قرض شراء قطعة أرض (‪.)ACHAT DE TERRAIN‬‬

‫‪1‬معمومات مقدمة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫وفيما يمي سنوضح مجموع القروض ليذه الفئات حسب األشير (خالؿ سنة ‪ ،)2015‬كما سنبيف نسب‬
‫التحصيؿ ونسب الديوف المتعثرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الوحدة‪ :‬دج‬ ‫الجدول رقم (‪ :)03‬تطور نسب تحصيل الديون خالل سنة ‪.2015‬‬

‫نسبة الديون‬ ‫نسبة‬ ‫المبالغ المحصمة المبالغ الغير‬ ‫مبالغ القروض‬


‫المتعثرة‬ ‫التحصيل‬ ‫محصمة‬
‫‪14.66%‬‬ ‫‪85.34% 26,314,044 153,159,176 179,473,220‬‬ ‫جانفي‬
‫‪15.08%‬‬ ‫‪84.91% 26,141,324 147,113,455 173,254,779‬‬ ‫فيفري‬
‫‪14.30%‬‬ ‫‪85.70% 26,150,237 156,678,233 182,828,470‬‬ ‫مارس‬
‫‪14.23%‬‬ ‫‪85.77% 25,982,227 156,628,302 182,610,529‬‬ ‫أفريل‬
‫‪14.45%‬‬ ‫‪85.55% 26,068,000 154,390,349 180,458,349‬‬ ‫ماي‬
‫‪13.79%‬‬ ‫‪86.21% 26,214,312 163,882,577 190,096,889‬‬ ‫جوان‬
‫‪13.48%‬‬ ‫‪86.52% 25,930,695 166,455,788 192,386,483‬‬ ‫جويمية‬
‫‪13.42%‬‬ ‫‪86.58% 26,156,102 168,818,233 194,974,355‬‬ ‫أوت‬
‫‪13.21%‬‬ ‫سبتمبر ‪86.79% 26,104,092 171,494,313 197,598,405‬‬
‫‪13.00%‬‬ ‫‪87.00% 26,121,560 174,763,536 200,885,096‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪12.82%‬‬ ‫‪87.18% 26,093,163 177,435,893 203,529,056‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪12.73%‬‬ ‫ديسمبر ‪87.27% 26,242,257 179,936,408 206,178,665‬‬
‫المصدر‪ :‬وثائؽ مقدمة مف الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‬

‫‪1‬معمومات مقدمة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫الشكل رقم (‪ :)02‬تطور نسب التحصيل ونسب الديون المتعثرة في الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬
‫خالل سنة ‪2015‬‬

‫‪100‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬ ‫نسبة‌التحصٌل‌‬
‫‪40‬‬ ‫نسبة‌الدٌون‌المتعثرة‌‬
‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطالبتيف‪ ،‬بناءا عمى المعطيات المقدمة مف طرؼ الصندوؽ‪.‬‬

‫التحميل‬

‫مف خالؿ الجدوؿ رقـ(‪ )03‬الذي يمثؿ تطور نسب تحصيؿ الديوف في البنؾ خالؿ سنة ‪ 2015‬نالحظ أف‬
‫نسب التحصيؿ كانت مرتفعة مقارنة بنسب تعثر الديوف والتي كانت منخفضة‪ ،‬وىو ما يعكسو الشكؿ رقـ‪.02‬‬

‫حيث أف نسبة التحصيؿ في شير جانفي كانت ‪ 85.34%‬لتصبح في شير فيفري‪ 84.91%‬أي أنيا‬
‫انخفضت بنسبة‪ 0.43%‬لترتفع في شيري مارس وأفريؿ عمى التوالي ‪.85.77% ،85.70%‬ثـ تعود‬
‫لتنخفض بشكؿ طفيؼ في شير ماي‪ ،‬ومنذ ىذا الشير شيدت ارتفاعا مستم ار إلى غاية شير ديسمبر‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتعثر الديوف فقد كانت نسبتيا ‪ 14.66%‬في شير جانفي‪ ،‬لتشيد ارتفاعا في شير فيفري نتيجة‬
‫االنخفاض في التحصيؿ‪ ،‬كما أنيا انخفضت في شيري مارس وأفريؿ بالنسب التالية ‪14.23% ،14.30%‬‬
‫لترتفع في شير ماي إلى‪ 14.45%،‬لتشيد انخفاضا في األشير المتبقية‪.‬‬

‫ويرجع السبب الحقيقي لالرتفاع في نسب التحصيؿ إلى فرض عقوبات مف طرؼ البنؾ عمى الزبائف الذيف‬
‫يتأخروف في التسديد كالرفع في معدالت الفائدة‪ . . .‬الخ‪ .‬األمر الذي يدفع بالزبائف إلى تسديد أقساطيـ في‬

‫‪75‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫آجاليا المحددة‪ ،‬أما بالنسبة لالرتفاع في نسب تعثر الديوف الذي شيده شير فيفري وماي فقد يعود إلى‬
‫أسباب خاصة بالزبائف كالعسر المالي مثال‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطور نسب تحصيل الديون في البنك بعد تطبيق مركزية المخاطر‬

‫بدأ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط االعتماد عمى نظاـ مركزية المخاطر في ‪ ،2016/01/01‬والجدوؿ‬
‫التالي يوضح إحصائيات تطور نسب التحصيؿ بعد تطبيؽ ىذا النظاـ‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬تطور نسب تحصيل الديون خالل األشهر األولى لسنة ‪.2016‬‬

‫نسبة الديون‬ ‫نسبة‬ ‫المبالغ الغير‬ ‫المبالغ المحصمة‬ ‫مبالغ القروض‬


‫المتعثرة‬ ‫التحصيل‬ ‫محصمة‬
‫‪12.57%‬‬ ‫‪87.43% 26,251,398 182,604,359‬‬ ‫‪208,855,755‬‬ ‫جانفي‬
‫‪12.41%‬‬ ‫‪87.59% 26,260,438 185,339,462 211,599,900‬‬ ‫فيفري‬
‫‪12.33%‬‬ ‫‪87.67% 26,420,858 187,868,074 214,288,932‬‬ ‫مارس‬
‫المصدر‪ :‬وثائؽ مقدمة مف طرؼ الصندوؽ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫الشكل رقم(‪ :)03‬تطور نسب التحصيل ونسب الديون المتعثرة في الصندوق الوطني لمتوفير واالحتياط‬
‫خالل األشهر األولى لسنة ‪2016‬‬

‫‪100‬‬

‫‪90‬‬

‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬ ‫نسبة‌التحصٌل‌‬
‫نسبة‌الدٌون‌المتعثرة‌‬
‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫جانفً‌‬ ‫فٌفري‌‬ ‫مارس‌‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطمبة بناءا عمى معطيات الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط‪.‬‬

‫التحميل‬

‫مف خالؿ الجدوؿ رقـ (‪ )04‬الذي يوضح نسب تطور التحصيؿ لألشير األولى مف سنة ‪ ،2016‬نالحظ أف‬
‫نسب التحصيؿ كانت مرتفعة مقارنة بنسب تعثر الديوف‪ ،‬وىو ما يبينو الشكؿ رقـ(‪.)03‬‬

‫أما بالنسبة لنسب التحصيؿ كانت في ارتفاع مستمر خالؿ األشير الثالثة األولى مف سنة ‪ ،2016‬في حيف‬
‫أف نسب الديوف المتعثرة كانت في انخفاض مستمر خالؿ ىذه األشير مف نفس السنة‪ ،‬وذلؾ بتبني البنؾ‬
‫لنظاـ مركزية المخاطر‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫والع تطبيك مركزية المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫(حالة الصنذوق الوطني للتوفير واالحتياط )‬

‫خالصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الفصـــــــــــــــــــــــــــــل‬

‫يوفر نظاـ مركزية المخاطر قاعدة معمومات ميمة حوؿ الزبائف‪ ،‬مما جعؿ البنؾ يتخذ القرار التمويمي السميـ‪،‬‬
‫وىو ما يؤدي إلى انخفاض المخاطر االئتمانية لديو‪.‬‬

‫وقد استطاع الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط أف يقمص قدر اإلمكاف مف مخاطر القروض البنكية‪ ،‬وىو‬
‫ما شيده االنخفاض المستمر لنسب الديوف المتعثرة لديو‪ ،‬نتيجة اعتماده لنظاـ مركزية المخاطر‪ ،‬وبالرغـ مف‬
‫أف ىذا األخير حديث التطبيؽ إال انو كاف ذو فعالية كبيرة وىو ما يبيف نجاعتو‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫إف الطبيعة الخاصة لمنشاطات المصرفية المختمفة والمعايير التي تحكميا والعائد الذي تسعى لتحقيقو البنوؾ‬
‫التجارية‪ ،‬جعؿ ىذه األخيرة يغمب عمييا طابع المخاطرة والذي بدوره يؤثر عمى عوائدىا المالية‪.‬‬

‫إف ىذه المخاطر التي يتعرض ليا البنؾ باتت تيدد استق ارره وتحد مف تحقيؽ أىدافو‪ ،‬لكف البنوؾ لـ تقؼ‬
‫عاجزة أماـ ىذا األمر‪ ،‬إذ أصبحت تؤمف أمالكيا بأخذ ضمانات مف العميؿ لكف ىذه األخيرة لـ تعد سبيال‬
‫كافيا لمحاربة خطر القروض‪ ،‬لذا أصبحت الدوؿ تسعى لتطبيؽ التعميمات الصادرة مف طرؼ ىيئات الرقابة‬
‫الدولية (لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية) حيث وضعت ىذه األخيرة توصيات اتخذت كمعايير دولية لمرقابة‬
‫المصرفية بيدؼ الحفاظ عمى االستقرار في النظاـ المالي وضماف كفاءة النظاـ المصرفي وحماية المودعيف‪.‬‬

‫ويمعب البنؾ المركزي دو ار ىاما في الحفاظ عمى استقرار البنوؾ التجارية‪ ،‬والحد مف مخاطر االئتماف مف‬
‫خالؿ اإلشراؼ والرقابة عمييـ‪ ،‬وفي ىذا اإلطار فيو يعمؿ عمى تسيير الييئات الرقابية عمى البنوؾ في‬
‫الدولة كمركزية المخاطر‪ ،‬ىذه الييئة التي جاءت لتنظـ عممية االقتراض في البنوؾ حيث قسمت إلى قسميف‬
‫عمى التوالي‪ :‬مركزية مخاطر المؤسسات ومركزية مخاطر األسر‪ ،‬وىي تفرض عمى البنوؾ جمع المعمومات‬
‫عمى المستفيديف كاليوية‪ ،‬الضمانات‪ ...‬إلخ‪ .‬وقصد معرفة إف كاف الشخص يستطيع اإلقراض مف البنؾ واف‬
‫كاف ألوؿ مرة‪.‬‬

‫نتائـــــــــــــج الدراســـــــة‬

‫حاولنا في ىذه الدراسة معالجة اإلشكالية التي تدور حوؿ مدى مساىمة مركزية المخاطر في الحد مف‬
‫مخاطر القروض البنكية‪ ،‬حيث اتخذنا الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط نموذجا لمدراسة‪ ،‬وكي نجيب عمى‬
‫اإلشكالية المطروحة و إثبات صحة أو نفي الفرضيات الموضوعة خمصت الدراسة إلى مجموعة مف النتائج‬
‫كما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬يساىـ نظاـ مركزية المخاطر في الحد مخاطر القروض البنكية وىو ما أكد تحميؿ‬
‫البيانات المقدمة مف طرؼ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط جراء مسايرتو ليذا‬
‫النظاـ‪.‬‬
‫‪ ‬خضع النظاـ المصرفي في الجزائر إلى عدة تغييرات وىذا نتيجة لمتحوالت التي طرأت‬
‫عمى الساحة المصرفية الدولية و انعكاسات العولمة والدخوؿ في مجاؿ المنافسة وتحقيؽ‬
‫كفاءة النظاـ وىو ما يثبت صحة الفرضية األولى‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ ‬يمعب البنؾ المركزي دو ار ميما في التخفيض مف مخاطر االئتماف لدى البنوؾ التجارية‪،‬‬
‫كونو يمارس دور اإلشراؼ والرقابة عمييـ مف خالؿ سياساتو وفرض االنضماـ لممصالح‬
‫والييئات الرقابية التي يشرؼ عمييا وىو ما يعكس صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬يقوـ الصندوؽ الوطني لمتوفير واالحتياط بإتباع مبادئ المركزية ما جعؿ الديوف المتعثرة‬
‫تنخفض باستمرار وىذا انعكاس لصحة الفرضية الثالثة‪.‬‬
‫‪ ‬إف المعمومات التي يوفرىا نظاـ مركزية المخاطر تؤدي بالبنؾ إلى اتخاذ القرار التمويمي‬
‫السميـ مما يخفض مف المخاطر االئتمانية لدى البنؾ‪.‬‬
‫‪ ‬بعد تطبيؽ البنؾ لنظاـ مركزية المخاطر بدأت الديوف المتعثرة تنخفض باستمرار مقارنة‬
‫بالديوف المتعثرة قبؿ تطبيؽ النظاـ التي شيدت تذبذبا ضئيال‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسبة تحصيؿ الديوف في البنؾ مما يبيف انخفاض المخاطر االئتمانية لديو‪.‬‬

‫توصــــيات الدراسة‬

‫_عمى البنؾ أف يعمؿ عمى تجسيد مبادئ الييئات األخرى التي جاء بيا البنؾ المركزي (مركزية‬
‫عوارض الدفع‪ ،‬مكافحة إصدار الشيكات‪ ،‬مركزية الميزانيات )‪ .‬ليتحوط أكثر ضد المخاطر‬
‫االئتمانية‪.‬‬

‫_العمؿ عمى إثراء الدراسات فيما يخص ىذا الموضوع‪ ،‬وزيادة األبحاث فيو‪.‬‬

‫_يجب عمى كافة البنوؾ التجارية الجزائرية تجسيد مرتكزات ىذا النظاـ حتى يكوف أكثر كفاءة‪.‬‬

‫_ يجب عمى البنوؾ الجزائرية االلتزاـ باتفاقيات بازؿ الثالث لمرقابة المصرفية لتحقيؽ الكفاءة‬
‫والفعالية في النظاـ المصرفي‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع‬

‫قائـــــــــــمة المراجــــــــــــــع بالمغـــــــــة العربــــــــــــــية‬

‫أوال ‪ :‬الكتـــــــــــــــــــــــــب‬

‫‪ .1‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬الجزائر ‪.2003‬‬
‫‪ .2‬الطاىر لطرش‪ ،‬مكانة السياسة النقدية ودورىا في المرحمة االنتقالية الى اقتصاد السوؽ في الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .3‬بخراز يعدؿ فريدة‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيير المصرفي‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .4‬جميؿ الزيدانيف‪ ،‬أساسيات في الجياز المالي‪ ،‬المنظور العممي‪ ،‬الطبعة ‪ ،1‬دار وائؿ لمطباعة والنشر‪ ،‬عماف‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ .5‬خالد وىيب الراوي‪ ،‬ادارة المخاطر المالية‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عماف‪.2009 ،‬‬
‫‪ .6‬شاكر قزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوؾ‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة ‪.1992 ،2‬‬
‫‪ .7‬شعباف فرج‪ ،‬العمميات المصرفية وادارة المخاطر‪ ،‬دوروس موجية لطمبة الماستر‪ ،‬جامعة البويرة‪.2014 ،‬‬
‫‪ .8‬محفوظ لعشب‪ ،‬القانوف المصرفي‪ ،‬المطبعة الحديثة لمفنوف المطبعية‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسائــــــــــــــــــــــــــــــــــــل والمذكــــــــــــــــــــــــــرات‬

‫‪ .1‬اقرشاح فاطمة‪ ،‬المركز القانوني لمجمس النقد والقرض‪ ،‬رسالة ماجستير في قانوف العمؿ‪ ،‬فرع قانوف‬
‫االعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2003 ،‬‬
‫‪ .2‬بورايب اعمر‪ ،‬الرقابة العمومية عمى الييئات والمؤسسات المالية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪،‬‬
‫فرع االدارة المالية‪،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .3‬تدريست كريمة‪ ،‬النظاـ القانوني لمبنوؾ في القانوف الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف‬
‫االعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2003 ،‬‬
‫‪ .4‬حورية حمني‪ ،‬اليات رقابة البنؾ المركزي عمى البنوؾ التجارية وفعاليتيا‪ ،‬رسالة ماجستير في العموـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪.2006 ،‬‬
‫‪ .5‬زبير عياش‪ ،‬فعالية رقابة البنؾ المركزي عمى البنوؾ التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير في العموـ االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص مانجمنت المؤسسة‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬المركز الجامعي العربي بف مييدي‪ ،‬اـ البواقي‪.2007 ،‬‬
‫‪ .6‬سعدوني معمر‪ ،‬الحماية القانونية ضد المخاطر البنكية في ظؿ التحوؿ نحو اقتصاد السوؽ (دراسة حالة‬
‫الجزائر)‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف االعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .7‬شيخ عبد الحؽ‪ ،‬الرقابة عمى البنوؾ التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف االعماؿ‪ ،‬غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة احمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.2010 ،‬‬
‫‪ .8‬ضويفي محمد‪ ،‬عالقة البنؾ المركزي بالبنوؾ التجارية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف االعماؿ‪ ،‬غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .9‬موسى مبارؾ احالـ‪ ،‬الية رقابة البنؾ المركزي عمى اعماؿ البنوؾ في ظؿ المعايير الدولية‪ ،‬حالة بنؾ‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫نجار حياة‪ ،‬ادارة المخاطر المصرفية وفؽ اتفاقيات بازؿ‪ ،‬اطروحة دكتوراه‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.10‬‬
‫فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪.2014 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬التقارير والدراســـــــــــــات والبحوث المتخصصة‬

‫‪ .1‬المجنة العربية لمرقابة البنكية‪ ،‬الرقابة الداخمية في المصارؼ‪ ،‬ورقة مف سمسمة البحوث والدراسات‬
‫المتخصصة‪ ،‬صندوؽ النقد العربي‪ ،‬ابوظبي‪.1994 ،‬‬
‫‪ .2‬المجنة العربية لمرقابة المصرفية‪ ،‬مركزية المخاطر‪ ،‬ورقة مف سمسمة البحوث والدراسات التخصصة‪ ،‬صندوؽ‬
‫النقد العربي‪ ،‬ابوظبي‪.1998 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬المجــــــــــــــــالت والدوريــــــــــــــــــــات‬

‫‪ .1‬بوحفص جالب نعناعة‪ ،‬الرقابة االحت ارزية وأثرىا عمى العمؿ المصرفي في الجزائر‪ ،‬مجمة المفكر‪،‬العدد ‪،11‬‬
‫جامعة البميدة ‪.2‬‬
‫‪ .2‬سميماف ناصر‪ ،‬ادـ حديدي‪ ،‬تاىيؿ النظاـ المصرفي الجزائري في ظؿ التطورات العالمية_اي دور لبنؾ‬
‫الجزائر_المجمة الجزائرية لمتنمية االقتصادية‪ ،‬العدد‪ ،2‬جواف ‪.2015‬‬
‫‪ .3‬مجمة بعثة المجنة االروبية بالجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،4‬اكتوبر_نوفمبر‪.2004،‬‬

‫خامــــسا ‪ :‬القوانين‪ ،‬األوامر‪ ،‬األنظمة والتعميمات الصادرة عن بنك الجزائر‬

‫‪ .1‬القانوف ‪ 10_90‬الصادر في ‪ 1990/04/14‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪.‬‬


‫‪ .2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 08-11‬المؤرخ في ‪ 2007/05/19‬يحدد مياـ مركزية المخاطر وتنظيميا وتسييرىا‪،‬‬
‫العدد ‪.33‬‬
‫‪ .3‬النظاـ رقـ ‪ 01-04‬المؤرخ في ‪ 2004/03/14‬المتعمؽ بتحديد الحد االدنى لرأسماؿ البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية العاممة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .4‬النظاـ رقـ ‪ 08-11‬الصادر في ‪ 2011/11/28‬والمتعمؽ بالمراقبة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪،‬‬
‫الصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫‪ .5‬النظاـ رقـ ‪ 01-14‬الصادر في ‪ 2014/02/16‬والمتضمف نسب المالءة المطبقة في البنوؾ والمؤسسات‬
‫المالية‪ ،‬الصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .6‬النظاـ ‪ 04-11‬الصادر في ‪ 2011/05/24‬والمتضمف تعريؼ وقياس وتسيير ورقابة خطر السيولة‪،‬‬


‫الصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫‪ .7‬النظاـ رقـ ‪ 03/02‬المؤرخ في ‪ 2002/11/14‬المتضمف الرقابة الداخمية لمبنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ .8‬النظاـ ‪ 01-92‬المؤرخ في‪ 1992/03/22‬يتضمف تنظيـ مركزية االخطار وعمميا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ 64‬مؤرخ في ‪.1993/02/27‬‬
‫‪ .9‬النظاـ ‪ 01-92‬المؤرخ في ‪ 1992/03/22‬يتضمف مركزية لممبالغ غير المدفوعة وعمميا‪.‬‬
‫النظاـ ‪ 03-92‬المؤرخ في ‪ 1992/03/22‬يتعمؽ بالوقاية ومكافحة اصدار الشيكات بدوف مؤونة‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،64‬مؤرخ في ‪.1993/02/27‬‬
‫النظاـ رقـ ‪ 07/96‬مؤرخ في‪1996/07/03‬يتضمف مركزية الميزانيات وسيرىا‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫العدد‪ ،64‬مؤرخ في ‪.1996/10/27‬‬
‫النظاـ رقـ ‪ 09-91‬الصادر في ‪ 1991/08/14‬المحدد لقواعد الحيطة والحذر في تسيير البنوؾ‬ ‫‪.12‬‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادر عف بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫النظاـ رقـ ‪ 04-95‬الصادر في ‪ 1995/04/20‬المعدؿ والمتتـ لمتنظيـ رقـ ‪ 09-91‬الصادر في‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ 1991/08/14‬المحدد لقواعد الحيطة والحذر في تسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪ ،‬الصادر عف بنؾ‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫النظاـ ‪ 03-11‬الصادر في ‪ 2011/05/24‬والمتعمؽ بمراقبة مابيف البنوؾ‪ ،‬الصادر عف بنؾ‬ ‫‪.14‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫التعميمة رقـ ‪ 94-74‬المؤرخة في‪ 1994/11/29‬والتي عوضت سابقتيا رقـ‪ 91-34‬المؤرخة في‬ ‫‪.15‬‬
‫‪ 1991/11/14‬والمتعمقة بتحديد القواعد االحت ارزية لتسيير البنوؾ والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫التعميمة رقـ‪ 94-68‬المؤرخة في ‪ 1994/10/25‬المحددة لمستوى االلتزامات الخارجية لمبنوؾ‬ ‫‪.16‬‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫التعميمة رقـ ‪ 04-04‬المؤرخة في‪ 2004/07/22‬المتعمقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة الدفع الى‬ ‫‪.17‬‬
‫صندوؽ ضماف الودائع البنكية‪.‬‬
‫التعميمة رقـ ‪ 95-78‬المؤرخة في ‪ 1995/12/26‬لتحديد القواعد المتعمقة بوضعيات الصرؼ‪.‬‬ ‫‪.18‬‬

‫سادســــــــــــــــا‪ :‬الممتقيات والمؤتمــــــــــــــــرات‬

‫‪ .1‬جدايني ميمي‪ ،‬دور استقاللية بنؾ الجزائر في تفعيؿ تطبيؽ القواعد االحت ارزية‪ ،‬المؤتمر العممي الدولي‪ 2‬حوؿ‬
‫اصالح النظاـ المصرفي الجزائري في ظؿ التطورات العالمية الراىنة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪-11 ،‬‬
‫‪.2008/03/12‬‬

‫سابـــــــــــــعا‪ :‬مواقـــــــــــــــــع االنترنت بالعربية‬

‫‪84‬‬
‫لائمة المصادر والمراجع‬

www.arablaw.org/downlond/banking instr capital- :‫ انظر عمى شبكة االنترنت الموقع‬.1


.jo.doc

‫قائمـــــــــــــــــــــة المراجــــــــــــــــع بالمغة الفرنسية‬

1.ouvrages

Ammour , benhlima, le systéme bancaire Algérien(textes et réalité), Edition .1


Dahlab, Alger .
Dejuglart michel et ippolitto benjamin, Banque et bourse, édition Montchrestien, .2
3ém edition, paris, 1991.
banques algérinnes edition G.A.L Alger, 2004. .3
Marie claude Esposito et Martine Azeulos, mondialisation et domaine .4
économique, Economica paris , 1997.
Mohamed Gharnout, Crises financiéres et faillites des .5
banques algériennes : Du choc pétrolier de
1986 à la liquidation des banques Elkhalifa et B.C.I.A, Edition G.A.L(Grand
.Alger. Livres), Alger, 2004.
M. lacheb, Droit Bancaire, imprimerie modren des arts grafiques ;Alger, 2001. .6
Sadeg abdelkrim, le systéme algérien, la nouvelle réglemenation, les preses de .7
l’imprimerie, Alger, 2004.

2.Rapports, Seminaires, Communiques

Banque d’Algérie, Communiqué du Conseil de la Monnaie et du crédit du .1


07/03/2004.
Banque d’Algérie, Communiqué du Conseil de la Monnaie et du crédit du .2
17/07/2004.
Olivier Brossar et hicham chetioui, Histoire longue : la maissence de la fivrier .3
2004.
Ordonnance n : (01-01) du 27/02/2001 modifiant et complètant la loi n : (90- .4
10) du14/04/1990 relative à la monnaire et au crédit, JORA n : 14 du
28/04/2001.

85
‫لائمة المصادر والمراجع‬

3. Revues Journaux

Armand pujal, de cooke à bazel 2,revue d’Economic financiére, n : 73,volume .1


4/2003,bellal, genése et Enjeux.

IV.Sites Internet

Banque d’algérie Evolution économique et monétaire en Algérie/chapitre : .1


systéme bancaire : Evaluation et renforcement de la supervition-Rapport 2002-
www.bank-ofAlgéria.dz/docs/Rapport 02.htm-14/02/0/2005.
Commission Bancaire Not d’information sur la suppervition bancaire en Algérie- .2
08/04/2004- www.bank of algeria dz/Communique.Htm-14/02/2005.

86
‫ملخص البحث‬

‫تعتبر القروض المصرفية مف أىـ األنشطة لدى البنوؾ التجارية‪ ،‬وىي بذلؾ تساىـ في خدمة االقتصاد وتطوره‪ ،‬وبالرغـ مف ىذا الدور‬
‫الذي تؤديو القروض إال أنيا تتعرض لمخاطر تحوؿ دوف تحقيؽ أىداؼ البنؾ مف جية‪ ،‬واعاقة التنمية االقتصادية مف جية أخرى‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطار ونتيجة لمتغييرات الجذرية التي حدثت في الجياز المصرفي‪ ،‬أنشأ البنؾ المركزي‬

‫مركزيات لالستعالـ تشكؿ قواعد لممعمومات تخدـ المصارؼ‪ ،‬مما يساعدىا عمى تقييـ أفضؿ لمخاطر القروض التي تتعرض ليا‪.‬‬

‫وقد خمص ىذا البحث إلى مجموعة مف األىداؼ أىميا التعرؼ عمى نظاـ مركزية المخاطر‪ ،‬وكذا محاولة التقميؿ مف مخاطر‬
‫االئتماف في البنوؾ التجارية‪.‬‬

‫إف إشكالية بحثنا تتمحور حوؿ مدى مساىمة مركزية المخاطر في الحد مف مخاطر القروض البنكية‪.‬‬

‫والتي حاولنا معالجتيا مف خالؿ فصميف نظرييف‪ ،‬تجسد األوؿ حوؿ‪ :‬النظاـ المصرفي ومختمؼ اإلصالحات التي مر بيا‪ ،‬واآلخر‬
‫حوؿ‪ :‬البنؾ المركزي وتسيير المخاطر‪ ،‬أما الفصؿ التطبيقي تمت معالجتو مف خالؿ معرفة واقع تطبيؽ مبادئ مركزية المخاطر في‬
‫البنوؾ التجارية (حالة ‪ )CNEP‬وانعكاساتيا عمى الصندوؽ جراء التسيير بيا والعمؿ بقواعدىا‪ ،‬وقد خمص البحث إلى جممة مف النتائج‬
‫أىميا‪:‬‬

‫‪ ‬يقوـ الصندوؽ بتجسيد مبادئ مركزية المخاطر ما جعؿ الديوف المتعثرة تنخفض باستمرار‪.‬‬
‫‪ ‬أف المعمومات التي يوفرىا نظاـ مركزية المخاطر تؤدي بالصندوؽ إلى اتخاذ القرار التمويمي‬
‫السميـ مما يخفض المخاطر االئتمانية لديو‪.‬‬

‫‪88‬‬

You might also like