Professional Documents
Culture Documents
رسالة في إبطال مذهب الوهابية
رسالة في إبطال مذهب الوهابية
ﲜﲝﲞﲟ
وأعراضهم.
الرسالة لم ُتنْشر إلى يومنا هذا ،فيما أعلم ،وهذا في الحقيقة هو الذي
وهذه ِّ
واضح
ٌ بحسب ُوسعي وطاقتي؛ إذ هي ٌ
دليل النص ال َق ِّي ِم ْ
حملني على إخراج هذا ِّ
أن ال ُع ْثمان ِّيين ـ أسال َفنا ـ زم َن فتنة الخوارج الوهاب َّية وطغيانهم وعصيانهم،
على َّ
ٍ
بإعجاب عن اهتمام السالطين والمؤرخ المشهور عبد الرحمن الجبرتي رحمه اهلل يتك َّلم
ِّ (((
والسنن المحمد َّية وتعظيم العلماء ،وأهل الدين،
العثمانية« :بإقامة الشعائر اإلسالم َّيةُّ ،
فتحصنت
َّ والتمسك في األحكام والوقائع بالقوانين والشرائع،
ُّ وخدمة الحرمين الشريفين،
دولتهم وطالت مدَّ تهم ،وهابتهم الملوك وانقاد لهم الممالك والمملوك»« .عجائب اآلثار»
(.)38 /1
6
ٍ
بمحضر لم يجتنبوا مناظرة الوهاب َّية؛ بل ناظروهم وجادلوهم بالعلم والحكمة
من أعيان العلماء رجا َء أنَّهم يرجعون عن عقيدتهم الزائغة وما أحدثوا من البدع
ِ
والضاللة ،ولكنَّهم لألسف الشديد مثل َس َلفهم الخوارج الطاغية ُّ
أصروا على
ِ
وفسادهم. الخروج( )1والضاللة ولم يرجعوا ُّ
قط عن ُب ْغيهم ُ
علي كرم اهلل وجهه وعن غيره أنَّه حمل قوله تعالى﴿ :ﮓ ﮔ
وصح عن س ِّيدنا ٍّ
َّ
[الكهف: ﮕ ﮖ ﮗ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾
تمردين المك ِّفرين لأل َّمة ُ
المحمد َّية. الم ِّ
]103على الخوارج ُ
الوهاب َّية هم خوارج العصر بال ِم ْر َي ٍة ،ف ُقدوتهم ِ وال يخفى َّ
أن هؤالء الطائفة َّ
النجدي الذي يك ِّفر األ َّمة المحمد َّية مثل أسالفه الخوارج ،حتَّى
ُّ الوهاب
اب ُن عبد َّ
أن بعضقت َّ
نصه« :فإذا تح َّق َ الصحابة كفروا ،وهو يقول ما ُّ بأن بعض َّ يصرح َّ
إنَّه ِّ
ٍ
كلمة قالوها على وجه الروم مع الرسول ﷺ كفروا بسبب الصحابة الذين غزوا َّ َّ
أن الذي يتك َّلم بالكفر أو يعمل به خوف ًا من نقص ٍ
مال ،أو لك َّ المزح واللعب ،تب َّين َ
ممن يتك َّلم بكلمة يمزح بها» .اﻫ(.)2 ٍ ٍ
أعظم َّ
ُ ألحد، جاه ،أو مدارا ًة
فهذا الرجل ظ َّن َّ
أن الذين قال اهلل تعالى عنهم﴿ :ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
وأصغر
ُ الصحابة ،وقد ارتدُّ وا بكالمهم هذا!!
ﮗ﴾ [التوبة ]66 :ظ َّن أنَّهم من َّ
ِ
طالب عل ٍم يعلم َّ
أن المقصودين من اآلية هم بعض المنافقين ،ال بعض الصحابة،
جمعون على ذلك(.)1والمفسرون م ِ
ُ ِّ
أن هذا إضاف ًة إلى تكفيره لأل َّمة المحمد َّية يك ِّفر َ
بعض الفقهاء وأعجب منه َّ
رحمهم اهلل تعالى أيض ًا ،فيقول بعد ما ذكر اآلية الكريمة﴿ :ﯘ ﯙ
واألئمة من بعده
َّ فسرها رسول اهلل
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ﴾ [التوبةَّ :]31 :
سماه اهلل شرك ًا ،واتِّخاذهم أرباب ًا ،ال أعلم بين
تسمونه الفقه ،وهو الذي َّ
بهذا الذي ُّ
المفسرين في ذلك اختالف ًا(.)2
ِّ
احتج بها الخصم عي َن َّ
الشرك! َّ كتب الفقه التي
نقول :ليت شعري كيف تكون ُ
أن واحد ًا إذا قال آلخر« :يا
وكيف يتجاسر على التَّكفير بصريح العبارة؟ أليس يعلم َّ
فيمن ِقيلت
كافر ،فهي إ َّما أن تكون صدق ًا َ
بالضرورة ٌ أن أحدهما َّ كافر» ،فمعنى ذلك َّ
ممن قالها ،فيكون قائ ُلها هو ِ
الكافر.
ُ له ،وإ َّما كذب ًا َّ
العلمة أحمد بن علي الق َّباني()3إذ قال وهو يخا ُطبه :فيا أ ُّيها
الشيخ َّ
فرحم اهلل َّ
جميع هذه األ َّمة
َ القطعي الذي ك َّف َ
رت ُّ الضالل ِ
واإلضالل ،هذا الدَّ ليل المجتهدُ في َّ
الكذاب عندكم بِنَواحي أخذتَه من بقايا صح ِ
ف ُم َس ْي ِل َمة َّ وخواصها ،هل ْ به ،عوا ِّمها
ُ ُ َ ِّ
قالت به علماؤنا(.)4
مما جاءت به شريعتُنا ،وال ْ ال َيمامة؟! َوإِ َّل فهذا ليس َّ
((( راجع تعليق المح ِّقق عبد الرازق النقشبندي على «نحت حديد الباطل» (ص.)118 :
((( «الدُّ رر السن َّية» (.)59 /2
((( والق َّبانـي رحمـه اهلل مـن المعارضيـن األوائـل لدعـوة ابـن عبـد الوهـاب ،وكان ح ًّيا سـنة
الشـيخ اإلمام البحـر الم َّطلع (1157ﻫ) ،وقـد أثنـى عليـه َّ
العلمـة الحبيـب علوي بقولـهَّ :
علـى العلـوم ،ال ُقـدوة أحمـد بن علـي القبانـي« .مصبـاح األنـام» (ص.)79 :
((( «كشف الحجاب» مخطوط ( 17ـ ب).
8
(/3المحرم1439/ﻫ)
***
((( «ر ُّد المحتار» ( ،)400 /6فانظر إلى قول العلَّمة ابن عابدين رحمه اهلل تعالى« :واستباحوا
السنَّة ،وانظر إلى قوله:
أن الوهاب َّية ليسوا من أهل ُّ قتل أهل السنة» ،فهذا منه ٌ
دليل على َّ
«عساكر المسلمين».
ِّ
ترجمة المؤلف
اسمه وكنيته ُ
وأ ْسرته:
نـور الديـن ،واحـدٌ مـن ال ُقضـاة ِ
البارزين في هـو السـ ِّيد علـي َزا َده محمـد ُ
()1
الدَّ ولـة ال ُعثمان َّيـة ،واشـت ُِهر بكُنيـة «علي زا َده» نسـب ًة إلى جـدِّ ه القاضي َّ
السـ ِّيد علي
ِ
الخاص والعـا ِّم بالعلم
ِّ ـي ،وكان الجـدُّ َمعروفـ ًا ومشـهور ًا بيـن األر ِزنْجان ِّ
األ ْعـرج ْ
درسـ ًا وقاضيـ ًا ،وولده ِ ِ
والفضـل والغنـى ،وأبوه مصطفـى أ َفنْدي علـي زاده ،كان ُم ِّ
صاحب
ُ واألب واالبـن ت َْر َجم لهـم
ُ مدرسـ ًا ،والجـدُّ
آسـاف مصطفـى أفنـدي كان ِّ
«سـجل ُعثمانـي» محمـد ُث َر َّيا.
***
نفسـه ،وأحمـد ِر ْف ْ
عت فـي « َد ْو َحـة النُّقباء» ((( وصـف شـاني زاده فـي «تاريخـه» (َ )108 /2
بالسـيادة.
(ص )94 :جـدَّ ه علـي األ ْعرج ِّ
10
تو َّلى رحمه اهلل َّأوالً قضاء َسالنِ ْك ـ في ال ُيونان اليوم ـ ثم ُب ُروسا و َأ ِد ْرنَه،
والشام والقاهرة على التَّرتيب ،وبهذا وصل إلى َمنْصب من بالد العاصمة سابق ًاَّ ،
« َم ْو َل ِو َّيت( )1بالد الخمسة» ،والمرا ُد من البالد الخمسة ما تقدَّ م من البالد المذكورة،
مناصب ال َقضاء عند ال ُعثمان ِّيين ،وبالتَّالِي َّ
إن وأما «المو َلويت» وهي تُطلق على أعلى ِ
َ ْ َّ َّ
أفضل ال ُقضاة وأحسنُهم علم ًا وتجرب ًة ِ
ودراي ًة. ُ أصحاب هذا َّ
الشأن
وبعد ذلك تو َّلى َقضاء مكَّة سنة (1210ﻫ) ،ومن وظيفته هناك على ما أفاده
الشارح رحمه اهلل إصدار الحجاج وإمضاء الو ِ
ثائق. ُ َ ُ ُ َّ َّ ُ
ـزل مـن من ِْصبـه سـنة ثـم تن َّقـل قاضيـ ًا إلـى اسـتانبول سـنة (1215ﻫ) ،و ُع ِ َّ
(قاضي ال َع ْسـكَر) في األناضول سـنة (1221ﻫ) وهو ِرئاسـة (1215ﻫ) ،ثـم نُصـب ِ
َّ ِّ َ
ـزل مـن منصبـه سـنة (1223ﻫ) ،ون ُِفـي إلـى بلـدة الم ْملكـة ال ُعثمان َّيـة ،و ُع ِ
ُقضـاة َ
ب (قاضي العسـكر) في ِ
ـي ون ُِّص َ
الحجة ُعف َ
َّ السـنة في شـهر ذي ُوتاه َيـه ،وفي نفس َّك ْ
ُروم إِ ِيلـي ،وفي شـهر ربيـع اآلخر سـنة (1227ﻫ) ُع ِزل عـن منصبـه( ،)2و ُأ ْجبِر على
ِ
اإلقامـة فـي بلد مانيسـيا إلـى أن تو ِّف َ
ـي رحمه اهلل في جمـادي اآلخر سـنة (1230ﻫ)
الموافـق سـنة ( 1815م)(.)3
ُ
***
مبسوطة ،مثل ِ
«حك َْمت» ٍ ((( «مولويت» ُتكْتب في الرسم اإلمالئي في اللغة العثمانيةٍ ،
بتاء ُ َّ َّ َ ْ ِّ
«وفاة» «معافاة». ِ
«وفات» « ُمعافات» ،واألصل فيها في اللغة العربية «حك َْمة» َ َ
(( ( للزيادة راجع «تاريخ شاني زاده» (.)108 /2
راجع «تاريخ عاصم أفندي» (ِ ،)52/1
و«س ِج ِّلي ُعثماني» محمد ُث َر َّيا (،)1268/4 ِ (((
و«موسوعة البروسا» (.)1267 /4
ُ (،)325/1( ،)305 /1( ،)1159/4
11 ترجمة المؤلف
المؤرخ شاني زاده فيهُ :قدرتُه العلم َّية ُم َس َّل َم ٌة ،ال س َّيما في الفقه والفرائض،
ِّ وقال
وهو ُمشار إليه بال َبنان(.)3
((( هو عطا ُء اهلل محمد بن محمد شريف بن أسعد بن أبي إسحاق إسماعيل أ َفنْدي (ت:
1137ﻫ) بانِي جامع إسماعيل أفندي (آغا)ُ ،ولِد في إستانبول سنة (1173ﻫ) الموافق
محمد شريف ،وأتَّم ِدراسته األولى َّ نشأ على طلب العلم فقرأ على والده لـ (1760م)َ ،
درس ًا وهو ابن اثني عشر عام ًا ،و ُع ِّين قاضي ًا في مكَّة
ُوقادي ،فصار ُم ِّ
ِّ في ُم ْصطفى أفندي الت
ثم تو َّلى من ِْصب ِ ِ
ثم في إستانبول ،ونال ِرياسة نَقيب األشرافْ ،
وأصبح قاض َي ال َع ْسكرَّ ، َّأوالً َّ
السلطان سليم الثالث القائل
أصدَ ر أثنا َء ذلك لفصل ُّشيخ اإلسالم في الدولة العثمان َّية ،وقد ْ
ـجبر ِ ِ
بالنِّظام الجديد فتواه المشهور« :كل سلطان يدخل نظامات اإلفرنج وعوائدهم و ُي ْ
يخة الرع َّية على اتِّباعها ال يكون صالح ًا للملك» ،وصار هذا سبب ًا لعزله عن َمن ِْصب ْ
المش َ َّ
ُوزل ِحصار ،ومرقدُ ه ُق ْر َب جامع ال َعتيق ،وله من
بعد زمن ،وتُو ِّفي سنة (1223ﻫ) في ك َ
تحتوي فتاواه ،وله بعض التآليف األخرى.سمى بـ «فتاوى عطاء اهلل» ْ
الم َّ
التآليف فتاوى ُ
راجع «تاريخ شاني زاده» ( 66/2ـ ِ ،)70
و«سج ِّلي ُعثماني» (.)335/1
((( «تاريخ عاصم أفندي» (.)52/1
((( «تاريخ شاني زاده» (.)108/2
12
الرسالة:
أهم َّية هذه ِّ
والرسالة ذات ِق ٍ
يمة رغم ِص َغ ِر حجمها من حيث إنَّها ت ِ
ُظه ُر المناظر َة الها َّمة ِّ
المستُورة المنس َّية ،التي َج َر ْت بين ُمم ِّثل خالفة الدَّ ولة ال ُعثمان َّية ،و ُم َّمثلو عبد العزيز
حرم المبارك سنة الوهابي(( )1ت 1218ﻫ) ،زم َن والية َّ
الشريف غالب في واحد ُم َّ ِّ
(1210ﻫ)(.)2
السنَّة ،والخوارج الوهاب َّية َع ْبر التَّاريخ معلو ٌم ،فقد وو ُقوع ُ
المناظرة بين أهل ُّ
المؤرخ والفقيه المشهور أحمد جودت باشا في «تاريخه»َّ :
أن الدولة العل َّية ِّ حكى
ٍ
مناظرة مع المدرسين آدم أفندي؛ ألجل العثمان َّية سنة (1218ﻫ) أرسلت من كبار
ِّ
الوهاب َّية ،وحصل َب ْينَه وبين سعود بن عبد العزيز مناظر ٌة قصير ٌة في الخيمة ومعه
جماع ٌة من الناس(.)3
تتضمن ُصورة المناظرة التي َج َر ْت ِ
مستق َّل ٌة ولكن لم ُتنْشر ـ فيما أعلم ـ رسال ٌة
َّ
تعتبر رسال ُة علي زاده هذه
َ الضاللة الوهاب َّية؛ ولذا ينبغي أن
بين ال ُعثماني َّين وأهل َّ
فريد ًة في بابها(.)4
وأهميتهـا ُم ْج ِم ً
لا ِّ يتحـدَّ ث َّ
الشـارح عطـا ُء اهلل أفنـدي عـن هـذه المناظـرة
الموافق سـنة ُ
فيقـول رحمـه اهلل :وذلـك كان في سـنة عشـرة ومئتيـن وألـف ،وهو ُ
الرسـالة ـ حرسـه وأبقاه ـ قاضيـ ًا ببلد اهلل الحرام، صاحب ِّ
ُ (1796م) ،وكان إذ ذاك
مجلس فـي َم ْح َض ٍر من
ٌ فأرسـل عبـدُ العزيـز المذكـور جماعتَه مـن علمائه ،و ُع ِقـد
المباحثـة عـن ُشـ َبههم الفاسـدة ،وب َّين فسـا َد
علمـاء مكَّـة فأجـاب حفظـه اهلل عنـد ُ
األجوبـ َة إلـى عبـد العزيز ،ولكنَّـه أعرض عـن قبول ِ
ثـم كتـب ْ أقوالهـم الكاسـدةَّ ،
الحـق ،وبقي فـي ضاللـه القديم(.)1
ِّ
ٍ
مناظـرة بعدهـا سـنة (1211ﻫ)، هـذا ،وبعـض مصـارد الوهاب َّيـة تشـير إلـى
ليناظر
َ يبعث إليـه عالمـ ًا
الشـريف غالـب من عبـد العزيـز أن َ
فهـم يقولـون :طلـب َّ
الشـريف من أرباب الشـريف غالب علمـا َء الحرم َّ الشـريف ،فجمع َّ علمـاء الحـرم َّ
ٍ
يومئذ المذاهـب األربعـة مـا عدا الحنابلـةَ ،ف َو َق َع ْ
ـت بين علماء الحـرم ـ ومقدِّ ُمهـم
الش ُ
ـيخ عبـد الملـك القلعـي الحنفـي ـ وبيـن َح َمـدْ بـن ناصـر مناظر ٌة فـي الـكالم َّ
ٍ
وبمشـهد عظي ٍم الشـريف غالب، مجالـس عديدة ،بحضـرة والي مكَّـة َّ عظيمـ ٌة فـي
َ
أن َحمـد بـن ناصـر َغ َل َ
ـب ،وقالـوا :فقـد سـألهم ثلاث مـن أهـل مكَّـة ،وزعمـوا َّ
َ
مسائل .
الصالحين؟
األولى :ما قولكم فيمن دعا نب ًّيا أو ول ًّيا أو غيرهم من َّ
يصل ،ولم ُي ِّ
زك ،هل يكون مؤمن ًا؟ الثانيةَ :من قال :ال إله إال اهلل ولم ِّ
((( «شرح رسالة رد الوهابي» ( 1ـ ب) ،وراجع أيض ًا «تاريخ عاصم أفندي» (.)52 /1
14
***
(( ( قال عنه أحمد جودت باشا« :اجتمع قضاة العسكر وأهل الشورى في بيت الفتوى بأمر
الوهاب َّية ،هل هو في الحقيقة عداوة للشريف غالب
السلطان سليم الثالث؛ لتحقيق شغب َّ
أو هو يهدف إضالل الخلق وإفسادهم؟ وقال قاضي العسكر شمس الدين أفندي في هذا
عظيم؛ لقهر هؤالء األشقياء ،وأ َّما أهل الشورى فلم يوافقوا
ٌ جهز ٌ
جيش االجتماع :ال بدَّ من أن ُي َّ
عليه؛ بل أجمعوا أن يرسلوا آدم أفندي من كبار العلماء ليناظر الوهاب َّية بالمباحثة العلم َّية».
16
***
سبب ضاللته:
سبب ضاللِه وإضالله:
والمح ِّققون من أهل العلم قد ب َّينوا َ
منهم :إبراهيم فصيح صاحب « ُعنوان المجد» إذ قال« :إنَّه كان في ِصغره
ِ
مطالعة الكتب بدون المطالعة لكتب التفسير والحديث والعقائد ،وأظ ُّن كثر َة كثير ُ
َ
التعصب الذي شاع عنه؛ َّ
فإن سبب ِ
واألخذ عنهم ،هو ِ
مراجعة العلماء األساتيذ،
ُّ ُ
ِ
ومخالفة الجمهور، الـمهالِك، ِ ُ العلم بالتل ِّقي،
واالستقالل في الرأي ُي ْوق ُع في َ
وخرق اإلجماع»(.)1 ِ
َ
الرجل إلى صت ،هل سبق هذاوتفح َ
َّ لت
لنظرت وتأ َّم َ
َ الر ِدي ُء
ولوال التقليد َّ
المقتَدَ ى بهم في ِ
والمتوسل برسول اهلل ﷺ أحدٌ من العلماء ُ
ِّ القول بكفر المستغيث
أمور الدِّ ين()1؟
اليماني ،صاحب «سبل السالم» (ت: ُّ محمد بن إسماعيل ،األمير َّ ومنهم:
وس ْف ِك الدماء،
المحمد َّية َ
َّ لما بلغه ما عليه اب ُن عبد الوهاب من إ ْك َفار األ َّمة
1182ﻫ) َّ
وسمى كتابه« :إرشاد ذوي األلباب إلى ب األموال ،رجع عن تأييده ،ور َّد عليه َّ ون َْه ِ
حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب» ،ومن جملة ما قال هنا :فرأينا أحوا َله ـ أي :ابن عبد
ِ ٍ َ
الشريعة شطر ًا ،ولم ُي ْمعن الن َ
َّظر ،وال قرأ على ف من َّ رجل َع َر َ أحوال الوهاب ـ
طالع بعض ًا من
َ نهج الهداية ،ويد َّله على العلوم النافعة ،ويف ِّق َهه فيها ،بل
َمن يهديه َ
الشيخ أبي الع َّباس ابن تَيم َّية ،ومؤ َّلفات تلميذه ابن ال َق ِّيم الجوز َّية ،وق َّلدهما
مؤ َّلفات َّ
يحرمان التَّقليد(.)2 ٍ
من غير إتقان ،مع أنَّهما ِّ
***
***
20
المحاربات والغزوات:
ٍ
خمس الشريف غالب سنة الشريف سرور ،تو َّلى إمارة مكَّة أخوه َّفلما تو ِّفي ََّّ
ِ
وقت ذاك من ق َب ِل ُّ
السلطان سليم الثالث ،فاستاذنوه ومئتين وألف ،وكان هو النَّائب َ
في الحج فأبى ،وتهدَّ دهم بالركوب عليهم ،فجهز عليهم جيش ًا في سنة ٍ
ألف ومئتين َ ِّ
خمس عشرة واقعة(.)1
َ فاستمرت إلى سنة (1213ﻫ) وحصل في أثنائها
َّ وخمسة،
ريف َّإل مسالمتُهم والدخول في المؤرخ الجبرتي فهو يقول :لم يسع َّ
الش َ ِّ وأ َّما
محمد الع َّباس حلمي باشا في «الرحلة الحجاز َّية»« :كان
َّ طاعتهم ،ويؤ ِّيده ما قاله
لشرهم ،ويتظاهر لهم بما يوافق مذه َبهم».
الوهاب ِّيين اتِّقا ًء ِّ َّ
الشريف غالب ُيمالئ َّ
وفـي سـنة (1221ﻫ) انتهبـوا وأخـذوا مـا فـي الحجـرة َّ
الشـريفة مـن جميـع
ٍ
بثمـن ،وطـردوا قاضـي مكَّـة والمدينـة(.)1 جوهـرات ،وكانـت ال تُقـدَّ ر
الم َ
ُ
مصر َّ
والشام، َ الح َّجاج ،وأهل مكَّة إلىالسنة حضر جماع ٌة من ُ ففي تلك َّ
وتوجهوا إلى دار السلطنة
َّ الوهاب َّية من كثرة القتل والن َّْهب،
وأخبروا بما وقع لهم من َّ
السلطان محمود رحمه اهلل شرهم ،فأصدر موالنا ُّبالسلطان المع َّظم من ِّ
يستغيثون ُّ
الجيوش، ِ
فجه َز عليهم ُ
محمد علي باشا بقتالهمَّ ،
َّ أمره للورزير بمصر المحروسة َ
الشيخوج َع َل أمير ًا ـ ب َف ْرمان سلطاني ـ ولدَ ه طوسون باشا ،وجعل معه من العلماء َّ
َ
محشي «الدُّ ر المختار» ،وقات َلهم حتَّى أخرجهم
والسيد أحمد ال َّط ْحطاوي ِّ
المهديَّ ،
الجيوش المصر َّية إلى قتالهم في ديارهم ،وسار مع بعضَ ثم بعثمن الحرمينَّ ،
ولما وصلت البشائر إلى مصر ٍ
الجيوش حتَّى استأصلهم سنة ألف ومئتين وعشرينَّ ،
محمد علي باشا
المنورة وجدَّ ة ومكَّة ،أمر َّ
َّ باستيالء العساكر المصر َّية على المدينة
مبشر ًا إلى الحضرة السلطان َّية بهذا الفتح المبين،
بتزيين القاهرة خمس َة أ َّيا ٍم ،وأرسل ِّ
فكان ذلك يوم ًا مشهود ًا في استانبول.
الشريفمحمد علي باشا على َّ
َّ وفي سنة تس ٍع وعشرين ومئتين وألف َق َب َض
مصر ،ومنها إلى سالنِيك،
ثم أرسله مع أوالده إلى َ غالب وأوالده مع جميع أمالكهَّ ،
حسب األوامر
َ الشريف غالب، الشريف َيح َيى بن سرور وهو ابن أخي َّوو َّلى مكانَه َّ
السلطان محمود الثاني إلى والي مكَّة الجديد
نص خطاب ُّ
السلطان َّية ،كما يفهم من ِّ
ُّ
لطاني
ِّ الشريف يحيى بن سرور ،وقد جاء فيه قوله :أصبح معلوم ًا لدى جانبنا ُّ
الس َّ
ريف غالب بن مساعد قد َس َل َك مسلك ًا ُيخالِف السابقَّ ،
الش َ بأن َس َل َفكُم َ
أمير مكَّة َّ َّ
خاص ٍة عدم وقوفه ضدَّ َّ
ٍ
وبصورة ُمقتض َيات اإلمارة ،إضاف ًة إلى طمعه وتَقا ُع ِسه،
الخارجين (الوهابيين)(.)2
(( ( للزيادة راجع «تاريخ جودت» ( ،)123/8و« عيون اآلثار في تراجم األخبار» (.)596 /3
نقال عن «أشراف مكة» (ص.)199 : ((( «خروج الوهابية على الخالفة العثمانية» (صً )37 :
َّ ُّ
وصف النسخ الخطية
الرسالة
مجرد ِّ
محمد أفندي ،أ َّما َّ
َّ الرسالة ِض ْم َن شرح عطاء اهلل
نص ِّ
ولكن ُّ
فبحثت عنها في مكتبات استانبول فلم أجد لها سبيالً.
ِ
الرسالة تسمية الرسالة إلى ال ُّلغة العثمانية قد َّ
سمى شرح هذه ِّ و ُمترجم هذه ِّ
الوهاب َّية» كما سيجيء.
الرد على الخوارج َّ
كاملة بـ«األجوبة الهادية في َّ
يلتبس أحدُ هما باآلخر بعالمة «قال»
َ الشرح عن الرسالة؛ َّ
لئل والشارح م َّيز َّ
َّ
كل موض ٍع عبار َة فكتبت في ِّ
ُ للشرح ،وفي اعتنائه ذلك يقول: للمتن ،وبـ«أقول» َّ
ثم أتبعتُها بكلماتِي َصون ًا لها عن أن َّ
يختل ُحسن نظامها .اﻫ. الرسالة بتمامهاَّ ،
ِّ
الرسالة، ِ
جم َعه من شرح ِّ
رت ْ حر ُ
وتَنتهي هذه المخطوطة بقوله( :هذه آخر ما َّ
السلطنة السنِ َّية ،والحمدُ هلل على
محمد عطاء اهلل النَّقيب بدار َّ
َّ السيد
وأنا الفقير َّ
محمد خير األنام ،وعلى آله وصحبِه ال َب َررة
َّ والسالم على س ِّيدناوالصالة ََّّ التَّمام،
23 وصف النسخ الخطية
أضعف ِ
العباد صدقي زاده أحمد رشيدَ ،عفا اهلل تعالى عنهما آمين ،يا ُ ِ
الكرام ،ن ََم َقه
الـمقابلة).
(تم ُُمعين) .اﻫ .وجاء في الحاشية اليسرىَّ :
الشرح ت َْرجم ٌة ُعثمان َّي ٌة ،اسمها «ترجمة األجوبة الهادية في َّ
الرد و ُيوجد لهذا َّ
على الخوارج الوهابية» ،ولها نُسخ ٌة محفوظ ٌة في مكتبة جامعة استانبول ِ
تحمل َّ
محمد عارف. ِ
مدرس زاده َّ الرقم ( ،)5865والمترجمِّ : َّ
ذات الرقم ( ،)5866المر ُموزة الثانية :من َم ْحفوظات مكتبة جامعة استانبولُ ،
بـ(ت) ،وتقع هذه المخطوطة في ( )38ورقة ،وهي ِض ْمن َّ
الشرح ،ولكن ُم ِّي َزت
محمد عطاء اهلل أفندي ،ولم ُيذكَر
بالخط األحمر عن شرح َّ ِّ رسال ُة علي زاده َّ
محمد
في النُّسخة اسم م ِ
ترجم هذا الشرح ،وال النَّاسخ وال تاريخ النَّسخ. ُ
َّصرف في ترتيب هذه المخطوطة، ونص الناسخ على وجود بعض التغيير والت ُّ َّ
وإصالح ٍ
فائدة، اإلطناب بال السؤال خالف ًا ألصلها ،وت َْر ُك وهو ُ
ُ َ عقيب ُّ
َ إتيان الجواب
الم ِّخل بالمعنى(.)1
اإليجاز ُ
سجل هذه نقطة ،وهي َّ ِ
ٍ
أن موق َع جامعة استانبول َّ و َي ْح ُسن أن ُننَ ِّبه هنا على
النُّسخة بعنوان« :تقويم التعديل» ً
خطأ.
***
اسم الرسالة:
الوهاب َّية» ُّ
يدل عليه ما ذكره شاني اسم هذه الرسالة« :رسال ٌة في إبطال مذهب َّ
زاده في «تاريخه» ،ومحمد طاهر أفندي في «عثمانلي مؤلفلري» يعني :المؤ ِّل َفين
سجل في الورقة
العثمانيين ،عند ترجمتهما للشارح عطاء اهلل أفندي ،ويؤ ِّيد هذا ما ِّ
***
الرسالة:
نسبة ِّ
المؤر ُخ عاصم أفندي،
ِّ الرسالة إلى المؤ ِّلف صحيح ٌة ،قد َّ
صرح بذلك إن نسب َة ِّ
َّ
والمؤرخ شاني زاده، مفصالً، َ
أصول هذه المناظرة َّ ِ
مترجم «القاموس» ،وقد ب َّين
ِّ
نص على ومحمد طاهر عند ذكرهما ترجمة َّ
الشارح محمد عطاء اهلل أفندي ،وكذا َّ
الناسخ في مخطوطة (ت) ،ويبدو هذا األمر من ال َّلوحة األولى من الجهة
ُ ذلك
اليسرى من األصل أيض ًا.
***
عملي في التحقيق:
قمت بنسخ المخطوط ِ
معتمد ًا على نسخة (أ). 1ـ ُ
المهمة.
َّ َ
فروق النسخ أثبت
2ـ ُّ
ذكرت بعض ًا من شرح ِّ
الرسالة في التعليق. ُ 3ـ
النص.
قمت بتخريج اآليات في ِّ
4ـ ُ
قمت بعزو األحاديث إلى الكتب الحديثية.
5ـ ُ
***
ﲜﲝﲞﲟ
***
26
[المسألة األولى]
(( ( بل ذكر الشوكاني في «البدر الطالع» ( :)6/2ومن جملة ما يبلغنا عن صاحب نجد ـ أي:
ٍ
جماعة. سفك د ِم َمن لم يحضر الصال َة في
َ ُّ
يستحل سعود بن عبد العزيز ـ أنَّه
بكي رحمه اهلل في «فتاواه» ( )210/2يقول في ح ِّقه« :وهذا الرجل ُ
كنت ر َد ْد ُت الس ُّ
((( اإلمام ُّ
وقوع الطالق إذا حلف
َ السفر لزيارة المصطفى ﷺ ،وفي إنكاره
َ عليه في حياته في إنكاره
ممن ُيعتمد عليه في ٍ
نقل ينفرد به؛ لمسارعته إلى ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنَّه ليس َّ بهَّ ،
ِ
وخروجه عن الحدِّ جد ًا ،وهو بحث ُينشئه؛ لخلطه المقصود بغيره، ٍ النقل لفهمه ،وال في
بشيخ ،ولم يرتض في العلوم ،بل يأخذها بذهنه مع ٍ كان مكثر ًا من الحفظ ،ولم َّ
يتهذب
اإلعراض عن النظر في
َ ثم بلغني من حاله ما يقتضي ب ٍ
كثيرَّ ، جسارته واتساع خياله ،وش َغ ٍ
وحبِ َس بإجماع المسلمين، كالمه جمل ًة ،وكان ُ
الناس في حياته ا ْبتُلوا بالكالم معه للر ِّد عليهُ ،
ثم مات».
ووالة األمور على ذلك َّ
السنَّة ،وال
اإلئمة ،و ُمقتَدى أهل ُّ
الشارح« :هو ـ أي أحمد بن حنبل ـ رضي اهلل عنه إما ُم َّ ((( قال َّ
ألن أقواله مض ُبوط ٌة من ُقول ٌة في الكتب
أصل له؛ َّ كذ ٌب ال َأن نسبة هذا القول إليه ِ
شك في َّ َّ
المدونة في مذهبِه ،وأصحا ُبه أعرف بأقوالِه من غيرهم.
َّ
27 المسألة األولى
[المسألة الثانية]
أحد ِ
غيـر اهلل تعالى اسـتمداد ًا واستشـفاع ًا ،كما يجـوز دعـاء ٍ الثانيـة :أنَّـه ال
ُ ُ
()1
جوب
الــم ْح َ
يخ َ والش َ
اس رضي اهلل عنهماَّ ، رسول اهلل ﷺ ،واب َن ع َّب ٍ
َ يد ُعو ُ
أهل مكَّة
رسـول اهلل( ،)2ويا ابـ َن ع َّب ٍ
ـاس ،ويا محجـوب) ،و َمن َ َ
المدفـون هنـاك ،بقولهـم( :يـا
غيـر اهلل تعالى كما يد ُعـو َ
أهل م َّك َة فهو ُ
رسـول اهلل ،ويد ُعو َ قـال :ال إلـه َّإل اهلل َّ
محمد
ُ
حالل المـال والدَّ م. ()3
كافـر
ٌ
الموسويَّ :
أن في سنة أربع وثمانين َ الشارحُ ( :ذ ِكر في «تاريخ ُّ
الشرفا» البن ح ْيدر ((( قال َّ
السيد عبد الرحمن المحجوب ،وهو ِ
والمعارفَّ ، الجليل َع َلم العلوم
ُ السيد
وألف ،تُوفي َّ
تبرك به. مدفون بم َّك َةُ ،
وقبره ُيزار و ُي َّ ٌ
بنـص كتـاب اهلل ،منهـا قوله تعالـى﴿ :ﮔﮕ شـك َّ
أن ُّ
الشـهدا َء أحيـا ٌء فـي قبورهـم ِّ (( ( ال َّ
ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ﴾ [آل عمـران ،]169 :قـال المح ِّق ُ
ـق ابـ ُن
كمـال باشـا في تفسـير هذه اآليـة« :نفى عنهـم المـوت َّأوالً بطريق أبلغ ،حيث نهـى عن ظ ِّن
ٍ
داللة فـأي
ثـم أكَّـد بإثبات مـا به بقـا ُء الحيـاة وهو الـرزقُّ ،
ثـم أثبـت كونَهـم أحيـاءَّ ،
ذلـكَّ ،
أوضـح من ذلـك؟» اﻫ.
«الشهادة حاصل ٌة له ﷺ على ِّ
أتم خاوي رحمه اهلل في «القول البديع» (صَّ :)351 :
ُّ الس
وقال َّ
ٍ
مسعود وغيرهما رضي اهلل عنهم أنَّه صرح ابن ع َّب ٍ
اس وابن الوجوه؛ ألنَّه شهيد ُّ
الشهداء ،وقد َّ
ﷺ مات شهيد ًا » .اﻫ.
الحي،
َّ الحي
ُّ النبي ﷺ من قبره كما ينادي
ُّ بأس بأن ينا َدى
فإذا علمت حياة الك َُّمل فال َ
حالكبار من ح َّفاظ السنَّة َ
النبي ﷺ ٌ الحي ،ولذا نادى َّ
ِّ الحي منُّ و ُيست ََمدَّ منه كما َيستمدُّ
والسخاوي
ُّ الذهبي
ُّ الجوع ،وهم ابن المقرئ ،وال َّطبري ،وأبو الشيخ على ما ذكره اإلمام
الشفاعة. حي في قبرهَّ ،
وأن له َّ وغيرهما؛ لعلمهم أنَّه ُّ
الطحاوي رحمه اهلل:
ُّ أن أهل القبلة ال ُت َك َّفر ،قال اإلمام خالف ما أجمع عليه ُ
أهل السنَّة من َّ ُ (( ( هذا
30
واسـتد َّلوا عليهـا بظواهـر النُّصوص أيضـ ًا ،منها قولـه تعالى﴿ :ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾ [الجـن ،]18 :فقـد نهـى عـن أن ُي ِ
شـر َك بـه أحـدٌ فـي الدُّ عاء،
فمـن لم ُيوجد
فرض ،وجـز ٌء من اإليمانَ ، ُ
وترك الحـرام ٌ الحرمـة،
والنهـي يقتضـي ُ
ُ
غيـر اهلل معتقد ًا إباحـ َة دعائه.
فيـه التَّـرك كان كافـر ًا ،وال سـ َّيما إذا دعا َ
ومنها :قوله تعالى﴿ :ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ
ثم العبادةَ، فذكَر الدَّ عا َء َّأوالً َّ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ [غافرَ ،]60 :
باألول أن ُيرا َد بالعبادة الدَّ عا ُء المذكور َّأوالً ،فد َّلت اآلي ُة
َّ اآلخ ِر و ُم ْق َ
تضى ارتباط َ
رك فيه شرك ًا في العبادة ،وإنَّه ٌ
كفر. الش ُ
أن الدعا َء عبادةٌ ،فيكون ِّ على َّ
بشير رضي اهلل عنه قال :قال ومنها :ما رواه أبو داود والترمذي عن الن ِ
ُعمان بن ٍ ُّ َ
ِ
ثم قرأ﴿ :ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ رسول اهلل ﷺ« :الدُّ عا ُء ُهو العبا َدةُ»َّ ،
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ ([ )1غافر ،]60 :فقد ب َّين
الشرك في الدُّ عاء شرك ًا في العبادة. ﷺ بالحديث واآلية َ
كون الدَّ عاء عبادةً ،فيكون ِّ
الترمذي عن ٍ
أنس رضي اهلل عنه قال :قال رسول اهلل ﷺ: ُّ ومنها :ما رواه
يجوز دعاء ٍ
أحد ِ
غير اهلل. وخالصها ،فكيف «الدُّ عاء م ُّخ ِ
العبا َدة»()2؛ أيِ :س ُّرها
ُ ُ ُ ُ ُ ُ
ِ
بجحود ما أدخله فيه» .اﻫ .حتَّى َّ
إن ابن تيم َّية قدوتَهم رجع عن «وال يخرج العبد من اإليمان َّإل
الذهبي في «سير أعالم النبالء» (:)88 /15 ُ
تلميذه آخر أ َّيامه على ما حكاه تكفير أهل القبلة ِ
ُّ
ِ
«كان شيخنا ابن تيم َّية في آخر أ َّيامه يقول :أنا ال أك ِّفر أحد ًا من األ َّمة ،ويقول :قال ُّ
النبي ﷺ« :ال
ٍ يحافظ على الوضوء َّإل
مسلم».
ٌ بوضوء فهو الصلوات
َ مؤمن»َ ،
فمن الزم ٌ
والترمذي في «السنن» ( ،)2969وابن ماجه في
ُّ ((( أخرجه أبو داو َد في « السنن» (،)1474
«السنن» ( ،)3828وأحمد في « المسند» ( ،)18432ك ُّلهم من حديث النعمان بن َب ٍ
شير.
«السنن» ( ،)3371وال َّط ُّ
براني في «المعجم األوسط» (،)3196 الترمذي في ُ
ُّ ((( ْ
أخرجه
كالهما من حديث أنس بن ٍ
مالك.
31 المسألة الثالثة
[المسألة الثالثة]
يجوز بناء المقابِر ،وإنشاء ِ
القباب ،وإيقا ُد ال َقناديل فيها، ُ الثالثة :أنَّه ال
ُ َ
رات]( )1عليها ،وال زيارتها ،كما ورد النَّهي على ما عند الصدقات ،و[الن ُُّذ ُ و َع ْر ُض َّ
رسول اهلل ﷺَ « :لعن زائِ ِ
رات َ السنن ،عن أبي هرير َة رضي اهلل عنه من َّ
أن
َ أصحاب ُّ
والس ُرج»( )2وكذا ال يجوز ت َْزيي ُن المساجد حتَّى ِ ال ُق ِ
المساجد ُّ والمتَّخذين عليها َ بور ُ
الكل لم يكن في عهده ﷺ ،وقد روى ألن َّ الحر ِم الشريف بالسرج وال َق ِ
ناديل()3؛ َّ ُّ ُ
أحدَ ث الشيخان وأبو داو َد عن عائش َة رضي اهلل عنها قالت :قال رسول اهلل ﷺَ :
«م ْن ْ َّ
في ْأم ِرنا هذا ما ليس منه فهو َر ٌّد»(.)4
والصواب النُّذور.
((( هكذا في كلتا النَّسختينَّ ،
ان في «الصحيح» (،)3179 ((( أخرجه ابن أبي شيب َة في «المصنَّف» ( ،)7631واب ُن ح َّب َ
والبيهقي في «السنن الكبرى» ( )7206ك ُّلهم من حديث ابن ع َّب ٍ
اس. ُّ
ٍ
حجر في «الفتح» أن زيارة القبور مشروع ٌة للرجال ،وأ َّما النَّسا ُء فقال اإلمام ابن
اتَّفقوا على َّ
(« :)24 /4واختُلف في النِّساء فقيل :دخلن في ُعموم اإلذن وهو قول األكثر ،ومح ُّله ما
ُ
حديث الباب ،وموضع الدَّ اللة منه أنَّه ﷺ لم ُينْكر على المرأة الجواز
َ إذا ُأ ِمن َْت الفتن ُة ويؤ ِّيد
للرجال والنِّساء عائش ُة، َ
اإلذن على عمومه ِّ وممن حملحجةَّ ، وتقريره َّ
ُ ق ُعو َدها عند القبر،
عبد الرحمن فقيل :لها أليس قدفروى الحاكم من طريق ابن مليك َة أنَّه رآها زارت قبر أخيها ِ
َ ُ َ
ثم أمر بزيارتها.
َّبي ﷺ عن ذلك؟ قالت :نعم نهىَّ ، نهى الن ُّ
البيضاوي في «تفسيره» ( )75 /3عند قوله تعالى﴿ :ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ُّ ((( قال اإلمام
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ﴾ [التوبة« :]18 :ومن عمارتها تزيينها بالفرش ،وتنويرها
بالسرج».
ُّ
البخـاري فـي «الصحيـح» رقم الحديـث ( ،)2697ومسـلم فـي «الصحيح» رقم
ُّ ((( أخرجـه
الحديـث ( )1718كالهمـا مـن حديـث عائشـ َة رضـي اهلل عنها.
32
تصور فائـدة في نفسأن فـي ذلك من اإلسـراف ما ال يخفـى ،وال ُي َّ وهـذا مـع َّ
أج ِ
ـر العمـل فائـد ٌة للم ِّيـت ،وال ُيتو َّقـف ذلـك ِ ِ
زيـارة ال ُقبـور( ،)1وإن كان فـي ه َبـة ْ
الزيارة.
علـى ِّ
تم َّسكاتهم فيها ،ف ْلنَذكُر األجوب َة
أصول َمسائلهم وأ ْقوى ُم َ ولما َّ
تلخص إلى ُهنا ُ َّ
التي َس َبق الوعدُ بذكرها ،وعلى اهلل الت ُ
َّعويل في الهداية إلى سواء السبيل.
***
النص؛ َّ
ألن ٌ
استدالل في مقابلة ِّ تصور فائد ٌة في نفس زيارة القبور) ((( قال َّ
الشارح :وقولهم( :ال ُي َّ
نصوص بعضها في زيارة القبور مطلق ًا ،وبعضها في زيارته ﷺ بخصوصها
ٌ الزيارة ورد فيها
كما سيجي ُء.
ُ ُ
الجواب عن المسألة األولى
ُ
وهي مسألة اإليمان من حيث العمل
ً ُ
[العمل ليس جزءا من اإليمان]
تعليق
َ فمنع مالزمته َّأوالً؛ َّ
ألن األول للمسألة األولىُ :فأما الجواب عن الدَّ ليل َّ
َّ
كون التَّصديق إيمان ًا ُمعتبر ًا شرع ّي ًا ُم ْث ِمر ًا ِ
دخول الجنَّة بالتَّصديق مع العمل ال َينْفي َ
لدخول الجنة ،وإنَّما يقتضي أن يكون الدُّ خول ثمر َة اإليمان مع العمل أيض ًا( ،)1وجاز
الشيء الواحد باعتبار َّ
الذات واألوصاف ثمر َة أمرين وأكثر ،كالتَّمر( )2فإنَّه َ
يكون َّ أن
عند أهل العقل والنظر ُمستندٌ من حيث ن ْف ُسه إلى النَّخلة ،ومن حيث لونُه إلى القمر،
ومن حيث حالوتُه إلى َّ
الشمس.
لوصه
وخ ُ ُ
اإليمـانُ ، نفـس الدُّ خـول ثمـر ُة التَّصديق الذي هـو
فكذلـك نقولُ :
الم َ
ؤاخـذات ُ
خـول الخالـص عـن ُ ؤاخـذات ُ
األخرو َّيـة ثمـر ُة العمـل ،فالدُّ الم َ
عـن ُ
مثال ثمرة التَّصديق الشارح رحمه اهلل« :وحاصل الكالم تجويز أن يكون دخول ٍ
زيد ً ((( وقال َّ
ٍ
وبكر ثمرة التَّصديق مع العمل». فقط ،ودخول ٍ
عمرو
الشارح ما مفاده« :أورد س َّلمه اهلل تعالى مثال التَّمر ترغيم ًا ألنُوفهم ،حيث يقولون
((( قال َّ
بتوسيط َّ
الشمس والقمر في إيجاد بعض صفات التمر في حين ال يقولون بتوسيط األنبياء
عليهم الصالة والسالم بين اهلل وبين عباده بطريق َّ
الشفاعة فيما يسألون اهلل من قضاء
الحاجات وعفو السيئات.
34
ثمـر ُة اإليمـان مع العمل( ،)1واهللُ سـبحانه لكمـال رأفته بعباده ح َّثهـم على الدُّ خول
مواضع من كتابـه العزيز الهادي إلـى ال َّطريق
َ لصنـوف النِّ َعم فـي
الخالـص الجامـع ُ
األقو م.
َ
***
ٌ
[معارضة على الدليل]
ُ
العمل في «كون العمل ثمر ًة ُدنيو َّي ًة لإليمان باعتبار َّ
أن اإليمان يترتَّب عليه ُ ((( قال َّ
الشارح:
صحة العمل مشروط ٌة بتقدُّ م اإليمان، الدُّ نيا ،وق َّلما ُّ
ينفك اإليمان عن جنس العمل ،وكذلك َّ
ُ
دخول فكذلك ثمرته ،وقوله( :المفيدة في الثمرة األخرو َّية )...المراد بالثمرة األخرو َّية
َ
المؤاخذات. الجنَّة ،و(بالوصف النافع) ُ
الخلوص عن
36
ْ ُ
نصوص في ذلك]
ٍ [ذكر
نصها:
(( ( ورد في نُسخة (ت) زيادةٌُّ ،
َ
إيمان اليأس، ويسمى
َّ النص واإلجماع على َّ
أن اإليمان ال ينفع عند ُمعاينة العذاب، (ومنهاُّ :
ٍ
حينئذ. َ
مجال لألعمال وال خفا َء في َّ
أن ذلك هو التصديق واإلقرار؛ إذ ال
ِ النصـوص الدالة علـى َّ
أن اإليمان والمعاص َي قـد يجتمعان كقوله تعالـى﴿ :ﮉﮊﮋ ُّ ومنهـا:
ﮌﮍﮎﮏﮐ﴾ [البقـرة ،]178 :وقولـه تعالـى﴿ :ﭑﭒﭓﭔﭕﭖ﴾
37 الجواب عن المسألة األولى
َّ َ َ َّ َ ْ
[من مات على التوحيد دخل الجنة]
حو َل رسول اهلل مسلم عن أبي هرير َة رضي اهلل عنه قالُ « :كنَّا ُقعود ًا ْ ٌ ومنها :ما رواه
رسول اهلل ﷺ ِم ْن َب ْي ِن أ ْظ ُه ِرناَ ،فأ ْب َط َأ عليناُ وعمر في َن َف ٍر ـ فقام ُ ﷺ ـ َم َعنا أبو ٍ
بكر
َ
رسول اهلل جت أبت َِغي فخ ِشينا أن ُي ْق َت َطع ُدونَنا ف َف ِز ْعنا َف ُق ْمناُ ،ف ُكن ُْت َّأول َم ْن َف ِزع َف َخ َر ُ
َ
أجدُ له باب ًا؟ فلم ِ
أجدْ ، ﷺ ،حتَّى أت ْي ُت حائط ًا لألنصار لبني الن ََّّجارَ ،فدُ ر ُت به هل ِ
ْ
حائط من بِ ْئ ٍر ِ ٍ ٍ
فدخلت على رسول اهلل ُ فاح َت َف ْز ُت
خار َجةْ ، دخل في َج ْوف يع َي ُ فإذا َربِ ٌ
لتُ :كن َْت رسول اهلل ،قال« :ما شأنُك»؟ ُق ُ َ لت :نعم يا ﷺ ،فقال« :أبو هريرة»؟ ف ُق ُ
أت عليناَ ،ف َخ ِشينا ْ
أن ُت ْق َت َطع ُدونَناَ ،ف َف ِزعنا َف ُكن ُْت َّأول َم ْن َف ِزع بين أ ْظ ُهرنا َف ُق ْم َت فأ ْب َط َ
ورائي ،فقال: َفأتي ُت هذا الحائط ،فاح َت َف ْز ُت كما يحت َِف ُز ال َّثع َلب ،وهؤالء النَّاس من ِ
َ ْ ْ ْ
يت ِم ْن وراء هذا «يا أبا هريرة» وأ ْعطانِي نع َليه ،فقال« :اذهب بنَع َلي ها َتينَ ،فمن ِ
لق َ َ ْ َ ْ ْ َّ ْ ْ ْ ُ
َيقن ًا بها ق ْل ُبه ف َب ِّشره بالجنَّة» فكان َّأول من ِلقيني عمر أن ال إله اهلل مست ِ ط َي ْشهدُ ْ الحائِ ِ
ُ ْ
يترسول اهلل ﷺ ،ب َع َثنِي بهماَ ،م ْن ِلق ُ ِ فقلتَ :ه ِ
اتان َن ْعال ُ اتان النَّعالن؟ [فقال] ما َه ِ
فضربني عمر بين َثدْ َي َّي َف َخ َر ْر ُت بش ْرتُه بالجنَّةَ ، يش َهد أن ال إله َّإل اهلل ُم ْست َِيقن ًا قل ُبه َّ ْ
فرج ْع ُت إلى رسول اهلل ﷺ َفأ ْج َه ْش ُت بالبكاء ارج ْع يا أبا هريرةََ ، إلستِي ،فقالِ :
ْ
عمر وإذا هو على أ َث ِري ،فقال رسول اهلل ﷺ« :ما لك يا أبا هريرة؟» ُ
قلت: ِ
وركبني ُ َ
إلستِي فقال: فضرب بين ثدْ َي َّي ضرب ًة َخ َر ْر ُت ْ عمر ،فأخ َب ْرتُه با َّلذي ب ْعثتَنِي به َ يت َ ِلق ُ
[األنعـام ،]82 :وقولـه تعالى﴿ :ﮙﮚﮛﮜﮝ﴾ [الحجـرات ،]9 :وقوله تعالى﴿ :ﮍ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗ﴾ [األنفال ]5 :اﻫ .وزاد ابن َّ
الصفار رحمه اهلل
متفرقة ،وقد جرى النسـخ في شـريعتهم ،وال يجوز
والرسـل ِّ
شـرائع األنبيـاء ُّ
َ آخ َـر ،وهيَّ :
أن وجهـ ًا َ
النسـخ في اإليمان) .بتصـرف «تلخيص األدلـة » (ص.)505 :
38
ـت ليلـ ًة مـن خرج ُ ذر رضـي اهلل عنـه قـالْ : الشـيخان عـن أبـي ٍّ ومنهـا :مـا رواه َّ
إنسـان ،قال :فقلـت :إنَّه ٌ يم ِشـي وحـده[ ،و]ليـس معـه ُ
رسـول اهلل ﷺ ْ ال َّليالـي ،فـإذا
ـت فرآني، ظـل القمـر ،فال َت َف َ أمشـي فـي ِّ فجعلـت ِ شـي معـه أحـدٌ ،قـال:
ُ َيكْـره أن َي ْم َ
ذر َت َعا َلـ ْه» قال: ِ
ذر ،جعلنـي اهلل فـدا َءك ،قـال« :يا أبـا ٍّ«مـن هـذا؟» فقلت :أبـو ٍّ فقـالَ :
ِ
المق ُّلون يـوم القيامة َّإل َمـن أعطاه اهللُ رين هـم ُ المكث َ
«إن ُفمشـيت معـه سـاع ًة ،فقـالَّ : َ
وعمل فيه خيـر ًا» قال: خيـر ًاَ ،فنَ َفـح( )3فيه عـن يمينه ،وعن ِشـماله وبين يديـه ووراءهِ ،
َ َْ
حو َلـه ِحجارةٌ، ِ
شـيت معـه سـاع ًة ،فقال لـي« :اجلـس ههنا»َ ،فأ ْج َلسـني فـي َقـا ٍع ْ ُ فم َ
الحرة حتَّـى ال أراه ،ف َلبِث
أرجـع إليك» ،فانْط َل َق فـي َّ
َ فقـال لـي[« :اجلِـس] ههنا حتَّى
((( هكذا في (أ) و(ت) ولعل الصواب بإثبات حرف الجر (في)
ومسلم في «الصحيح» ( .)31أورد الحديث
ٌ البخاري في «الصحيح» (،)6443
ُّ ((( أخرجه
المرة الرابعة:
المصنَّف مع التَّصرف .فكالم المؤلف« :وزاد مع التِّرمذي في أخرى في َّ
«على رغم أبي ذر»» لم أجده بهذه األلفاظ في «سنن التِّرمذي» ،ولكن أخرجه بهذه الزيادة
(أتيت
ُ ذر رضي اهلل عنه ،وتمام الحديث:
البخاري في «الصحيح» ( )5827من حديث أبي ٍّ
ُّ
نائم ،ثم أتيتُه وقد استي َقظ فقال« :ما َمن عبد قال :ال إله َّإل اهلل
ثوب أبيض ،وهو ٌ
َّبي ﷺ وعليه ٌ
الن َّ
سرق .قال« :وإن زنى وإن سرق». مات على ذلك َّإل َدخل الجنة» ُ
قلت :وإن زنى وإن َ ثم َ
ذر» اﻫ.
قلت :وإن زنى وإن سرق .قال« :وإن زنى وإن سرق على َرغْم أنف أبي ٍّ
واألئمة
َّ نصها( :انعقا ُد اإلجماع من الصحابة والتابعين
ورد في نسخة (ت) هنا زياد ٌة ُّ
أن مرتكب الكبيرة من غير استحالل أنَّه مؤم ٌن ،وال يحكم بكفره َّإل المجتهدين َّ
كالسجود للصنم ،وإلقاء المصحف في باالستحالل ،أو بما ُّ
يدل عليه استخفاف ونحوه ُّ
الشارع جعل ذلك عالم ًة للتكذيب. القا ُذورات ،والتَّلفظ بكلمة الكفر ،ونحو ذلك؛ َّ
ألن َّ
40
يعـم على الجـوارح وليس المـراد منه العمل الشـارح مـا َّ
ملخصه« :المـرا ُد من العمل ما ُّ (( ( قـال َّ
سـبب لدخـول الجنَّـة ،وقـد سـبق أنَّه ال
ٌ أن العمـل ُ
فمدلـول الحديـث َّ الصالـح كمـا زعمـوا،
محـل النزاع ،قـال ابن َم َلك في «شـرح المشـارق»:
ِّ نـزاع فـي ذلك ،فلا دالل َة للحديـث على
َ
ٍ
عمـل كان سـ ِّيئ ًا أو حسـن ًا ،فعلـى هذا «أدخلـه اهللُ الجنَّـة علـى مـا كان مـن العمـل» يعنـيَّ :
أي
الحديـث ٌ
دليـل عليهم ال لهـم .اﻫ. ُ
«من قال :ال إله َّإل اهلل دخل الجنَّة وإن زنى وإن سرق» الذي أخرجه
ذرَ : َ
حديث أبي ٍّ على َّ
أن
بالشهادة بدون العمل. َ
دخول الجنَّة َّ الص َّحة ،وقد ع َّلق َّ
الشيخان في غاية ِّ
((( وفي نُسخة (ت) فهذا الحديث ُّ
يدل على ُمدَّ عانا ،وعلى خالف ُمدَّ عاهم.
41 الجواب عن المسألة األولى
ِ
المساجدَ إنَّما وقوع الدَّ عاء بعد ﴿ﭸ)﴾ َّ
ألن ُ الشارح :والقرين ُة في هذه اآلية ((( قال َّ
فالمنهي هنا هو دعاء العبادة
ُّ ُبنيت ألَ ْن ُي ْع َبد اهلل تعالى و ُيدعى فيها ،على وجه العبادة .اﻫ.
فيسمى دعاء في
َّ الذي هو السجود والركوع ونحوهما ،وأ َّما النِّداء ألهل القبور والغائبين
اللغة ،ولكن ليس هو دعاء العبادةَّ ،
فإن اهلل ذكر في كتابه هذا الدعاء الذي بمعنى النداء
ونسبه إلى المخلوقات كقوله تعالى﴿ :ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ
غيره كأن يقول :يا أهلل، إن اآلي َة ٌ
نهي عن أن ُيدعى مع اهلل ُ ﮃ﴾ [النور .]63 :وقال البعضَّ :
يدع َّإل اهلل.
ال لم ُوالمتوسل بالعالِم مث ً
ِّ ويا فالن،
43 الجواب عن المسألة الثانية
كل ٍ إ ْذ ما ُّ
ستجاب بخالف العبادة؛ فإنَّها مستجاب ٌة؛ أيُ :م ٌ
ثاب عليها؛ ولذا قال ٌ دعاء ُم
ِ
ب لكم»(.)1 ضاوي رحمه اهلل في تفسيره« :اع ُبدُ وني ُاث ْ
ُّ ال َب ْي
ُ ُّ
[المعنى الصحيح لحديث «الدعاء هو العبادة»]
المفسر محمود اآللوسي رحمه اهلل عند تفسيره هذه اآلية (« :)96 /24اعبدوني ُأثِ ْبكم، ِّ ((( قال
الثوري أنَّه قيل لهُ :ا ْد ُع اهلل ٍ
وجماعة .وعن ٍ
ومجاهد والض ِ
حاك على ما روي عن ابن ع َّب ٍ
اس َّ
ِّ
أن الدُّ عاء بال ِّلسان ترجمة عن طلب الباطن، «إن ترك الذنوب هو الدُّ عاء ،يعنيَّ :تعالى فقالَّ :
الحق بلسان
َّ التوجه وترك المخالفة ،فمن ترك ُّ
الذنوب فقد سأل ُّ لصحة
َّ يصح
ُّ وأنَّه إنَّما
ٍ
بسائل ،وإن دعاه سبحانه االستعداد ،وهو الدُّ عاء الذي يلزمه اإلجابة ،و َمن ال يتركها فليس
مرة ،وما ذكر مؤ ِّيد لتفسير الدُّ عاء بالعبادة» .اﻫ
ألف َّ
ثان في إبطال ُمدَّ عى الخصم ،هذا على تقدير أن يكون الدُّ عاء بمعناه في اآلية ((( هذا وجه ٍ
الشارح رحمه اهلل :ومفا ُده أن يكونوالحديث ،وال يكون مجاز ًا عن العبادة كما تقدَّ م ،قال َّ
ال في معنى الدُّ عاء بطريق المجاز ،وال يلزم من هذا َّإل أن
لفظ العبادة ـ أي في اآلية ـ مستعم ً
والمجازي عالقة ومناسبة اﻫ .يعني :إطالق لفظ العبادة وإرادة
ِّ الحقيقي
ِّ يكون بين المعنى
معنى الدعاء في اآلية ال يوجب كون أحدهما عين اآلخر كما في سائر المجازات.
العيني رحمه اهلل في «عمدة القاري» ( )276/22عند
ُّ آخر وهو ما قاله اإلما ُم
وهنا وج ٌه ُ
عاء هو العبادة» أي :الدُّ عاء من أعظم العبادة،
توجيه الحديث ،وقد نسبه إلى الجمهور« :الدُّ ُ
ِّرمذي
ُّ الحج ،وركنُه األكبر ،ويؤ ِّيده ما رواه الت
ِّ «الحج َعرف ُة» أيُ :مع َظم
ُّ فهو كالحديث اآلخر
واجب غيره،
ٌ حج ،فليس عليه عاء ُم ُّخ العبادة» .اﻫ ،فهل َمن وقف ب َعر َف َة َّ من حديث ٍ
أنس «الدُّ ُ
الحج؟!
ِّ أعظم أركان
ُ أم المعنى أنَّه
الشارح/15( :أ)« :لم َّا قرأ ﷺ اآلية بعد الحديث حصلت اإلشارة إلى َّ
أن الدُّ عاء المذكور ((( قال َّ
في الحديث هو الدُّ عاء الذي ذكر في اآلية ،ونسب إليه تعالى بقوله﴿ :ﭟ)﴾ ورتَّب
44
يصح
ُّ اللم في الدُّ عاء للعهد والأن َّ
وأما الجواب عن دليلها الرابع :فهو َّ
َّ
ٍ
ألحد ُم َّخ العبادة ،وال َ يكون نداء ٍ ِ
االستغراق والجنسَّ ،
قائل به، أحد َ ُ وإل يلزم أن
القلبي إليه
ُّ الطلبي
ُّ فالمرا ُد :الدُّ عاء المعهود ،يعني :دعاء اهلل تعالى ،وحقيقتُه :التَّوجه
ِ
وبمثله ُيجاب عن الثالث ،كما َأش ْرنا. تعالى ،فهذا هو الذي كان ُم َّخ العبادة،
قول أهل مك َة( :يا رسول اهلل( ،)1ويا ابن ع َّب ٍ
اس ،ويا محجوب) أن َ
َفما قالوا :من َّ
نافع للعبد ،وهو الذي عليه االستجابة ،وذكر الوعيد للمستكبرين عنه ،ف ُع ِلم أنَّه دعا ٌء ٌ
كامل ٌ
يصح حمل العبادة عليه ،كما وقع في الحديثَّ ،
وإل فمطلق الدُّ عاء ال يقال في شأنه هو العبادة. ُّ
هذا على تقدير أن يكون الدُّ عاء بمعناه في اآلية والحديث ،وعلى هذا ال حاجة إلى أن تكون
االستجاب ُة في اآلية مجاز ًا عن اإلثابة بل يكون بمعناه الحقيقي.
ٌ
شرك أكبر) ،وهذا وكل ٍ
دعاء عبادةٌ ،وعباد ُة غير اهلل تعالى ((( وأ َّما قولهم( :يا رسول اهلل دعا ٌءُّ ،
أي ٍ
دليل بالضرورة ال يحتاج إلى ِّ ـ يعني :كون عبادة غير اهلل شرك ًا ـ ٌ
أمر معلو ٌم من الدَّ ين َّ
رسول اهلل ،ويا ابن ع َّب ٍ
اس) هو عباد ٌة لغير اهلل تعالى!! فلم َ وبرهان ،وأ َّما دعواهم َّ
بأن (يا
فمن ا َّدعى فعليه البيان في معرض الميدان؟ بل هم محجوجون
السلفَ ،
يقل به أحدٌ من َّ
الشفاعة َّ
إن الخلق بينما هم في البخاري في حديث َّ
ُّ بالسنَّة وعمل المتوارث ،منها ما روى
ُّ
أن الخلق لم يستغيثوابمحمد » ...وجه الدَّ اللةَّ :
َّ هول القيامة «استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم
ٍ
وحاجة ال يقدر دفعها َّإل اهلل تعالى ،وهل ينقلب ِّ
الشرك ٍ
ومحنة باهلل أوالً وهم في أشدِّ ك ٍ
ُربة َّ
الكوثري إذ قال :و َمن أحاط خبر ًا بأحاديث َّ
الشفاعة َّ توحيد ًا يوم القيامة؟! فرحم اهلل اإلما َم
الرهيبَّ ،
وأن َمن أخذ بيده نجا من أن استيقن أنَّه عليه السالم َمال ُذ الخلق ح ّق ًا في ذلك اليوم َّ
الشافع المش َّفع ألهل المحشر .اﻫ. ِتز َّل قدمه ،وأنَّه هو َّ
َ
إمكان للتعويل عليها؛ لذلك ٍ
ضعيفة ال طائل تحتها ،وال ٍ
بطرق تمسك المبتدعون وهنا َّ
أعرضنا عن ذكرها صفح ًا.
45 الجواب عن المسألة الثانية
ُّ
[إثبات جواز التوسل في ضوء النقل]
واالستمداد :إنَّه قد روى ثم يقال في إبطال المسألة الثانية النافِ ِية للتوسل ِ
ُّ َّ ُ
النبي َيف رضي اهلل عنه قالَّ :
«إن رج ً عثمان بن حن ٍ
َ
رير ال َبصر أتى َّ
ال َض َ ُ الترمذي عن
ُّ
خير وإن ِشئ َ
ْت َص َب ْر َت ،وهو ٌ عو ُتْ ، «إن ِشئ َ
ْت َد ْ ﷺ ،فقالُ :ا ْد ُع اهلل أن يعافِ َيني ،فقالْ :
دعو بهذا الدُّ عاء :ال َّل َّ
هم إنِّي الوضو َء ،و َي َ
توضأ فـ ُيحسن ُ لك» قال :فا ْد ُعه ،فأ َمره أن َي َّ
هت بك إلى ر ِّبي توج ُ ٍ أسأ ُلك،
محمد إنِّي َّ
الرحمة ،يا َّنبي َّ
محمد ِّ
وأتوجه إليك بنب ِّيك ََّّ
في حاجتي هذه لتُقضى لي ،ال َّل َّ
هم َف َش ِّف ْعه َّ
في(.)1
السنَّة المعتبرة،
مخرج في كتب ُّ
صحيح َّ
ٌ الترمذي في «السنن» ( ،)3578والحديث
ُّ (( ( أخرجه
الزجاجة في فوائد صالة والعلمة المح ِّقق عبد اهلل بن الصدِّ يق الغماري رحمه اهلل ِ
«م ْصباح ُّ َّ
ِّ
العتراض. الحاجة» يخرج الحديث ويذكر ُطرقه ويجيب ما أوردوا من ِ
َ ُ ُ ِّ
توسل
صريح في أنَّه إنَّما َّ
ٌ تنبيه :وقد يقول بعض الجهلة من الوهاب َّية َّ
إن حديث األعمى
التوسل
ُّ ستجاب وليس فيه ٌ
دليل ٌ بدعاء النبي ﷺ ،والحديث على حذف المضاف ،ودعاؤه ُم
بالذوات ،والجواب هذه الدعوى باطل ٌة من وجوه ُّ
أهمها لو كان دعاء الرسول وحده هو
للرجل و َلكان يكفي أن يدعو
َّبي ﷺ هذا الدعاء َّ
المقصود كما ظنُّوا فما الفائدة في تعليم الن ِّ
أن َّبي عليه الصالة والسالم كما فعل ذلك كثير ًا مع َمن كان يسأله الدعاءُّ ،
يدل عليه َّ له الن ُّ
ٍ
تأويل ،وكيف أي
التوسل به ﷺ ال يحتمل َّ
ُّ توس ٌل به ،وهو ٌّ
نص في النبي ﷺ ع َّلمه دعا ًء هو ُّ
َّ
هت بك»؟ .للزيادة راجع «رفع
توج ُ
«أتوجه إليك» ،و«إنِّي َّ
َّ التوسل به ﷺ وفيه:
ُّ يحتمل غير
التوسل باألنبياء والصالحين» (ص.)93 :
ُّ المنارة»( .ص ،)23 :و«دالئل المح ِّبين في
47 الجواب عن المسألة الثانية
محمدٌ ﷺ( ،)2ولو كان دعا ُء غير اهلل ﴿ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ﴾ [اإلسـراءَّ ]57 :
()1
َّبـي) ُّ
وكل َم ْن صـل في صالتـه ،بقوله( :أ ُّيهـا الن ُّ كل ُم ٍّ
ـرك و َك َفـر ُّ ِشـرك ًا وكفـر ًاْ ،
ألش َ
نـا َدى أحـد ًا مثـل (يا أبِـي ،ويا ولـدي ،ويـا َر ُج ُل).
***
((( هكذا في (أ) و(ت) وفي «إرشاد الساري إلى مناسك المال على القاري » لحسين بن على
الوسيل َةَّ :
بالذريعة وفسر َ
المكي (ص﴿ )709 :ﯕ ﯖ ﯗ﴾ [المائدةَّ ،]35 :
محمدٌ ﷺ.
َّوصل إلى صاحب الشريعة .اﻫ .وهو َّ
بالت ُّ
التوسل بسائر أصحاب ال ُقبور من الصحابة
ُّ جواز
ُ نصها( :وأ َّما
((( ورد في نُسخة (ت) هنا زياد ٌة ُّ
والتَّابعين و َمن عداهم من ُصلحاء المسلمين فهو أيض ًا ُيستن َبط من النُّصوص الواردة في
عصر من غير ٍ
نكير؛ اقتدا ًء بمن تقدَّ م ٍ كلإجماع األ َّمة في ِّ
ُ بالنبي ﷺ ،وعلى ذلك
ِّ التَّوسل
ٍ
خلف إلى يومنا هذا. سلف ًا عن
48
ـاس رضي اهلل األصحاب رضـي اهلل عنهم في االستسـقاء بالع َّب ٍ
ُ ()1
توسـل
وقـد َّ
الحـي أشـدُّ َغ ْير َّيـ ًة هلل، ٍ
فـارق ،بـل عنـه( ،)2و َف ْر ُقهـم بيـن األحيـاء واألمـوات بلا
ُّ
ٍ
بشيء ،واالستغاثة تقرب إليه
«توسل إلى فالن بكذا» إذا َّ
التقرب إلى الغير ،يقالَّ :
التوسل فهو ُّ
ُّ (((
معناه طلب الغوث ،والدُّ عاء معناه النداء ،وطلب اإلقبال ،يقال« :دعا فالن ًا» إذا ناداه ،فإذا
تالعب واحد ،وهل هذ َّإلٍ كانت هذه الحقائق متباين ًة كما ترى ،فكيف يصح إرادتُها في ٍ
لفظ
ٌ ُّ
بالنُّصوص؟ ينظر« :الر ُّد المحكم» (ص.)23 :
عمر ب َن الخ َّطاب رضي اهلل أخرج البخاري في «الصحيح» ( )1010عن أنس بن ٍ
مالك َّ
أن َ َّ ُّ ((( ْ َ
نتوسل إليك بنب ِّينا
(اللهم إنَّا كنَّا َّ
َّ استَسقى بالع َّباس بن عبد الم َّطلب ،فقال: عنه كان إذا َق َحطوا ْ
فاس ِقنا) .قال :ف ُي ْس َقون.
بعم نب ِّينا ْ
نتوسل إليك َّ
ِ
فت َْسقينا وإنَّا َّ
وكاني ـ ال َتنْس كونه سلف ّي ًا ـ في «الفتح الر َّباني» ( )290/1في توجيه حديث ُّ وقال َّ
الش
ُوهم من اختصاص صالة
نصه« :فأ َّما ما ت ِّ
األعمى الذي تقدَّ م ،وتوجيه هذا الحديث ما ُّ
َّوهم ما أبعده عن فهم الحديث ،وعن
الحاجة والتَّوسل بالنَّبي ﷺ في حال حياته ،فهذا الت ُّ
التخصيص بهذه التَّخ ُّيالت الفاسدة لجاز في أكثر األحاديث
ُ َقوانين أهل العلم فإنَّه لو َّ
صح
ُوهم أيض ًا
خاص في حياته ﷺ ،ومن أين لنا أنَّه عا ٌّم بعد مماته؟ ونحو هذا ما ت ِّ
ٌّ ْ
أن ُيقال :هذا
بالحي دون الم ِّيت؛
ِّ َّوسل بالع َّباس بن عبد الم َّطلب رضي اهلل عنه أنَّه يجوز الت ُّ
َّوسل في الت ُّ
ٍ ألن الميت الذي قد صار ِ
رهين ًا في التُّراب ليس
توسل بما له من الجاه والكرامة بأهل أن ُي َّ َّ ِّ
الحي
َّ بحسب الواقعة بعيدٌ في النَّظرَّ ،
فإن دليل ،بل ْتخصيص بال ٍ
ٌ وال َّثواب! وهذا كما أنَّه
تأخر ﷺ ،أو يجوز منه الغفلة والخطأ ،فأ َّما الم ِّيت الذي غفر اهلل له ما تقدَّ م من ذنبه وما َّ
َّوسل إنَّما هو بتلك المنزلة ا َّلتي ِ ُ
منازل رفيعة ،فإنَّه ال يجوز منه ما ُذكر ،والت ُّ المق ُطوع َّ
بأن لهم
الشخص في الحقيقة التي نالها من ر ِّبه تعالى. لذلك َّ
التوسل به فأي مان ٍع لنا من ٍ ٍ أن َمن ع َّل َمنا
وحاصل األمرَّ :
ُّ بطريق صحيحة منزلتَه عند ر َّبه تعالى ُّ
49 الجواب عن المسألة الثانية
***
(إن هذه المسألة من الفروع الفقه َّية لالجتهاد فيها مسا ٌغ وإن كانت مختلف ًا
((( وفي نسخة (ت)َّ :
فيها في مذهبنا لكن المختار الجواز).
وقال َّ
الشارح/11( :أ) (يعني :يسوغ مخالفتنا لهم ومخالفتهم لنا إذا كان بناء على االجتهاد
الصادر عن أهله).
نصه( :قال في «تنوير األبصار» وشرحه«الدر المختار»« :وال
((( ورد في نُسخة (ت) ما ُّ
بأس به ،وهو المختار كما في كراهية
يجصص وال يط َّين وال يرفع عليها بنا ٌء ،وقيل :ال َ
َّ
بأس بالكتابة ،إن احتيح إليها ،حتَّى ال يذهب
«السراجية» (ص ،)322 :وفي جنائزها ال َ
ِّ
متهن») .اﻫ.
األثر وال ُي َ
البزدوي رحمه اهلل تعالى :ولو
ُّ األئمة
َّ «السراجية» بما يلي« :قال الشيخ اإلمام فخر
وعبارة ِّ
احتيج إلى العالمة حتى ال يذهب األثر ،وال ُيمتَهن ال بأس به»( .ص.)133 :
وع َّلل ذلك ابن عابدين رحمه اهلل في «حاشيته» ( )170 /3بقوله« :ألن النهي عنها وإن
51 الجواب عن المسألة الثالثة
فالمحافظ ُة على االمتِهان بقدر اإلمكان ال بأس به ،وهي :قد تكون بوضع ال َعالمة
ُ
اليسيرة ،وقد تكون بإحاطته بالشبابيك(ِ )1
والحيطان؛ ليبقى أثر الحفظ على مرور
الزمان( ،)2وقد تكون بوضع ال ُق َّب ِة(...............................................)3
اك ،وهو النافِذة تُشـ َبك بالحديد ،أو الخشـب ،والنافذة مطلقـ ًا .ينظر « :المعجم
((( جمـع ُشـب ٍ
َّ
الوسيط».
((( وفي (ت)( :ليبقي األثر فيحفظ بمرور الزمان).
(( ( كال ُم المصنِّف يشعر الجواز مطلق ًا ،وليس كذلك ،كما ُيفهم من كالم المح ِّقق ابن عابدين
اختار جوازه» .اﻫ.
َ (« :)170/3وأ َّما البنا ُء عليه فلم َأر من
للزينة،
يحرم لو ِّ ٍ
أسطر« :وال يرفع عليه بناء؛ أيُ : يعني :مطلق ًا ،فإنَّه رحمه اهلل قد قال قبل
ويكره لو لإلحكام بعد الدفن ،وأ َّما قبله فليس ٍ
بقبر« ،إمداد» ،وفي «األحكام عن جامع
الفتاوى» ،وقيل :ال ُيكره البناء؛ إذا كان الم ِّيت من المشايخ ،والعلماء والسادات» .اﻫ.
ويؤ ِّيد هذا الكالم ما أورده اب ُن الم َلك في «شرح مصابيح السنة» (« :)365 /2وقد
السلف البناء على ُقبور ال ُعلماء المشهورين ،والمشايخ المع َّظمين ليزورها الناس
أباح َّ
ويستريحوا إليها بالجلوس» .اﻫ.
بأن المصنِّف رحمه اهلل لم يقصد َّإل البناء للمشايخ والعلماء؛ َّ
ألن الكالم ويمكن أن يجاب َّ
النبي ﷺ:
تمسك به المخالفون من رواية أبي اله َّياج في «صحيح مسلم» عن ِّ فيهم ،وأ َّما ما َّ
ِ
أرجحها
ُ تدع ت ْمثاالً َّإل َط َم ْستَه وال َق ْبر ًا ُم ْش ِرف ًا َّإل َّ
سويته» ،فقد ذكروا فيها وجوه ًا «أن ال َ
ْ
وجهان:
أحدها :ما ذهب إليه َّ
العلمة أحمد ال ُغماري في «إحياء المقبور» (ص« :)47 :من أنَّه ﷺ
أراد قبور المشركين التي كانوا يقدِّ سونها في الجاهلية وفي بالد الك َّفار ،بدليل ذكر التماثيل
معها» .اﻫ.
الكوثري رحمه اهلل في «مقاالته» (ص« :)127 :من َّ
أن ترك العمل ُّ والثانية :ما ذكره اإلمام
النيسابوري في «مستدركه» َّ
أن ُّ بالحديث مدى ال ُقرون ع َّل ٌة قادح ٌة في الترك ،فقد ذكر الحاكم
عمل األ َّمة على خالف تسوية القبر» .اﻫ.
53 الجواب عن المسألة الثالثة
الزيادة حول هذا الموضوع ،فليرجع «إحياء المقبور» ألحمد الغماري ،و«كشف
ومن أراد ِّ
الستور» لسعيد ممدوح ،ومقالة الكوثري «بناء مساجد على القبور» ضمن «مقاالت
الكوثري».
وأئمة اإلسالم شرق ًا وغرب ًا كما هو معلو ٌم ،وفي
((( لم يزل الناس يبنون على مقابر الصالحين َّ
ذلك تعظيم حرمات اهلل ،واجتالب مصلحة عباد اهلل؛ النتفاعهم بزيارة أوليائه ،ودفع مفسدة
المشي والحفر وغير ذلك ،والمحافظة على تعيين قبورهم وعدم اندراسها ،ولو وقعت
المحافظة من األمم المتقدِّ مة على قبور األنبياءلم تندرس« .ر ٌّد على مذهب الوهابيين»
(ص )298 :ضمن «الرد على الوهاب ِّية في قرن التاسع عشر».
نصـه«( :تجريـد الصحاح السـتَّة» فـي الحديثَّ ،
للشـيخ اإلمام تعليـق ُّ
ٌ ((( ورد فـي نسـخة (أ)
ٍ
خمـس وثالثين وخمسـمئة، الس َر ُق ْسـطِي ،المتو َّفـى في سـنة
َرزيـن بـ ُن معاويـ َة ال َع ْبـدَ ري َّ
كـذا أسـامي الكتب).
البخاري في «الصحيح» ( )1390من حديث هشام بن ُع ْروة عن أبيه.
ُّ ((( أخرجه
«والغرض من هـذا النَّقل َّ
أن قبره ﷺ تحت السـقف، ُ الشـارح مـا َّ
ملخصـه (/17ب): قال َّ
ولـه حيطـان وك َّلمـا احتيـج إلـى التعميـر والتجديـد كان َّ
يعمـر ويجدَّ د مـن قديـم الزمان،
54
ِ بم ْح ٍ ِ ِ
العلماء، ضر من أعالم لوك ال ُقرون السابقة َيزيدون في البِناء َ
ثم ما زال ُم ُ
َّ
ولم ُينكروه ،بل استحسنوه.
***
حكمي في
ٍّ ٍ
بانعكاس كانت ت َُذكِّرها؛ لعدم أهل اإليمان باآلخرة فيها؛ ألن التذكُّر
المزور هو الع َّلة الغائ َّي ُة في التحقيق ِّ
للزيارة(....................................،)1 َ
َّ َّ
[جواب الوهابية]
حضرة َّ
الشريف( :)1ال ٍ
كثيرة ،كتبوا إلى ْ ٍ
زيادة ولما ورد إليهم هذه األجوبة مع
َّ
ٍ
جواب وسؤال ،فإنَّا أهل االجتهاد( ،)2وأهل اإلصابة يل وقال ،وإلىَلتفت إلى ِق ٍ
ن ِ
وهذا :صورة ُخالصة ما جرى في سابق الزمان ،أخذتُها معي حين ُّ
الرجوع إلى
التصوير
ُ جمتها ُأخرى ،واليوم َّ
صورتها بعينها ،وكان ذلك مرةً ،وت َْر ْ الوطنَّ ،
لخصتها َّ
المباركة ،سن َة سبع عشر َة ومئتين وألف(.)4 ِ
في خامس ذي الح َّجة ُ
«مكتوباته» ( :)55 /3وما يفعلونه من ذبح الحيوانات المنذورة للمشايخ عند قبور المشايخ
المنذور لهم جعله الفقهاء أيض ًا في الروايات الفقه َّية داخ ً
ال في الشرك.
وقال :فينبغي االجتناب عن هذا العمل أيض ًا؛ لكون شائبة الشرك فيه اﻫ .ـ فال تنجح تلك
الطائفة َّ
بأن ذلك من خصائصهم ،كال بل الذي من خصائصهم هو المسارعة إلى تبديع
الناس ،وإنكار ما لم يعلموا أصله بمتابعة الوسواس».
والشريف آنذاك هو َّ
الشريف غالب بن مساعد ،وقد تقدَّ م نبذ ٌة من ترجمته. َّ (((
الوهاب الذي هو
اني رحمه اهلل في «كشف الحجاب» ( 18ـ أ) ـ وهو يقصد ابن عبد َّ ((( قال الق َّب ُّ
يار ُمسيلمة َّ
الكذاب ،وما أفاد الناس بد ٍ جتهد يكون ِ
ٍ عجيب من ُم ٍ غير
قدوتهم ـ« :هذا القول ُ
ِ ِ
لسواد وجهه في الدنيامن ُعلومه الزاخرة ا َّلتي بلغ بها ُرتب َة الجتهاد المطلق َّإل ما كان سبب ًا َ
أخرجت للنَّاس عنخير أ َّم ٍة ِ
واآلخرة ،وهي ُخروج جميع هذه األ َّمة المحمد َّية التي هي ُ
ِر ْبقة اإلسالم ،ودخو ُلها في ُزمرة ُع َّباد األوثان واألصنام.
العناد فما لكم من ٍ
واد وال بالد!» ((( في نسخة (ت) ،وفي نسخة (أ)« :فإن ب ِليتم إلَّ ِ
ُ
((( وفي نسخة (ب)« :هذا خالصة ما جرى في سابق ،أخذتها معي حين الرجوع إلى الوطن
الحجة المباركة ،من سبعة عشر بعد
َّ وصورتها بعينها ،وكان ذلك التصوير في خامس ذي
َّ
المئتين وألف.
فهرس المراجع
3ـ إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور ،ألحمد
الغماري ،مكتبة القاهرة ،الطبعة الرابعة (2008م).
6ـ البداية والنهاية ،البن كثير ،تحقيق عبد اهلل المحسن التركي ،الطبعة األولى
(1998م).
9ـ تفسير النسفي ،لعبد اهلل النسفي ،تحقيق الشيخ مروان ،دار النفائس
(2009م) ،لبنان.
10ـ تفسير البيضاوي ،لناصر الدين أبي الخير عبد اهلل بن عمر البيضاوي،
إعداد محمد عبد الرحمن المرعشلي ،دار إحياء التراث العربي ،الطبعة األولى،
لبنان.
11ـ تفسير روح المعاني ،لمحمود اآللوسي ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة اآلولى
(2010م) ،بيروت.
12ـ تفهيم العباد ،للشيخ قاسم نعيم الحنفي ،الطبعة األولى(2013م) ،دار
النور ،عمان.
السالمي ،الطبعة األولى (2017م)،
ِّ 13ـ التمهيد في بيان التوحيد ،ألبي شكور
مركز البحوث اإلسالمي ،استانبول.
14ـ تلخيص األدلة لقواعد التوحيد ،ألبي إسحاق الصفار ،تحقيق هشام
إبراهيم ،دار السالم ،الطبعة األولى (2010م) ،القاهرة.
محمد ،لعبد الحي ال َّلكنوي ،تحقيق تقي الدين
15ـ تعليق الممجد على مو َّطأ َّ
الندوي ،دار القلم (1992م) ،دمشق.
16ـ تهذيب التهذيب البن حجر العسقالني ،مؤسسة الرسالة.
17ـ حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي ،لشهاب الدين الخفاجي دار
الصادر ،بيروت.
18ـ خروج الوهابية على الخالفة العثمانية ،لياسين بن علي ،مجلة الزيتونية
(2014م).
63 فهرس المراجع
19ـ خالصة الكالم في بيان أمراء البلد الحرام ،ألحمد زيني دحالن ،مكبتة
الحقيقة ،استانبول (2006م).
20ـ اإلخنائية ،البن تيمية ،تحقيق أحمد بن مونس دار الخراز الطبعةاألولى
(2000م).
لمحمـد بـن عبد الوهـاب ،جمع
َّ 21ـ الـدرر السـنية فـي األجوبـة النجد َّيـة،
محمد قاسـم ،الطبعـة السادسـة (1996م).
عبـد الرحمـن بـن َّ
22ـ دالئل المح ِّبين في التوسل باألنبياء والصالحين ،ألبي صهيب فتحي بن
سعيد القاهرة (2011م).
23ـ رد المحتار ،البن عابدين ،تحقيق عبد المجيد طعمة الحلبي ،الطبعة
الثالثة2011( ،م) دار المعرفة ،لبنان.
24ـ ر ٌّد على مذهب الوهابية ،للطيب بن كيران ،ضمن الرد على الوهابية في
القرن التاسع عشر ،دار الطليعة ،الطبعة األولى (2008م) ،لبنان.
لمحمد ع َّباس حلمي باشا ،الطبعة الثانية (1329ﻫ)،
َّ 25ـ الرحلة الحجازية،
مطبعة الجمالية ،مصر.
لمحمد بن عبد الوهاب ،تحقيق صالح بن فوزان،
َّ 26ـ الرسائل الشخصية،
الرياض.
27ـ السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ،لمحمد بن عبد اهلل النجدي
الحنبلي ،مكتبة اإلمام أحمد ،الطبعة األولى (1989م).
28ـ الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين ،لعبد اهلل بن الصديق
الغماري ،الطبعة الثانية1900( ،م).
64
29ـ رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة ،لمحمود سعيد ممدوح،
المكتبة األزهرية للتراث.
30ـ سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية ،إلبراهيم
السمنودي ،مطبعة جريدة اإلسالم ،مصر.
32ـ سنن الترمذي ،ألبي عيسى محمد بن سورة ،تحقيق أحمد محمد شاكر،
مطبعة مصطفى الباني الحلبي.
33ـ سنن ابن ماجه ،ألبي عبد اهلل محمد بن يزيد القزويني ،تحقيق محمد فؤاد
عبد الباقي ،دار إحياء التراث العربي.
34ـ السنن الكبرى ألبي بكر البيهقي ،تحقيق محمد عبد القادر عطا ،دار
الكتب العلمية ،لبنان.
35ـ سير أعالم النبالء ،لشمس الدين أحمد الذهبي ،تحقيق شعيب األرناؤوط،
مؤسسة الرسالة ،الطبعة األولى (1982م).
36ـ شرح رسالة الوهابي ،لشيخ اإلسالم عطاء اهلل أفندي ،مخطوطة من
مح ُفوظات مكتبة ُّ
السليمان َّية قسم بغدادلي وهبي ،ذات الرقم (.)2504
37ـ شفاء السقام في زيارة خير األنام ،لتقي الدين السبكي ،تحقيق حسين
محمد علي شكري ،دار الكتب العلمية ،الطبعة األولى (2008م) ،لبنان.
38ـ شرح العقيدة الطحاوية ،لعبد الغني الغنيمي ،دار البيروتي2005( ،م).
65 فهرس المراجع
39ـ شرح مصباح السنة ،البن ملك الرومي ،تحقيق نور الدين طالب ،دار
النوادر ،الطبعة األولى (2012م).
40ـ صحيح ابن حبان ،تحقيق شعيب األرناؤوط ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة
الثانية (1993م) ،لبنان.
42ـ صحيح مسلم ،لمسلم بن الحجاج ،تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي
(1954م) ،دار إحياء التراث العربي ،لبنان.
43ـ عجائب اآلثار في التراجم واألخبار ،لعبد الرحمن حسن الجبرتي ،دار
الجيل ،بيروت.
44ـ عمدة القاري شرح صحيح البخاري ،لبدر الدين العيني ،دار التراث
العربي ،لبنان.
45ـ عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد ،إلبراهيم فصيح بن
السيد البغدادي ،دار الحكمة ،الطبعة األولى (1998م).
46ـ فتح الباري ،البن حجر العسقالني ،تحقيق أبو قتيبة ،دار طيبة ،الطبعة
األولى (2005م) ،الرياض.
47ـ الفتح الرباني من فتاوى اإلمام الشوكاني ،تحقيق أبو مصعب محمد
صبحي ،مكتبة الجيل الجديد ،صنعاء.
48ـ فتاوى السبكي ،ألبي الحسن تقي الدين السبكي ،دار المعرفة ،لبنان.
66
49ـ الفتـاوى السـراجية ،لسـراج الديـن أبـي محمـد ،دار الكتـب العلميـة
(2011م) ،لبنـان.
50ـ القول البديع في الصالة على الحبيب الشفيع ،لمحمد السخاوي ،تحقيق
محمد عوامة ،دار المنهاج ،الطبعة الثانية (2007م).
51ـ الكاشف عن حقائق السنن ،لشرف الدين الحسين الطيبي ،تحقيق عبد
الحميد هنداوي ،الطبعة األولى (1997م).
52ـ كشف األستار عن زوائد البزار ،لنور الدين الهيثمي ،تحقيق حبيب
الرحمن األعظمي ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة األولى.
53ـ كشف الحجاب عن وجه ضالالت ابن عبد الوهاب( ،مخطوط) من
محفوظات مكتبة بايزيد في بلدة استانبول تحت رقم (.)3404
55ـ كشاف القناع عن اإلقناع ،لمنصور بن يونس البهوتي ،وزارة العدل في
المملكة العربية السعودية ،الطبعة األولى (2000م).
57ـ مسند أحمد بن حنبل ،تحقيق شعيب األرنؤط ،مؤسسة الرسالة ،الطبعة
األولى (1999م) لبنان.
58ـ مشاهير علماء نجد وغيرهم ،لعبد الرحمن بن عبد اللطيف ،دار اليمامة،
الطبعة الثانية (1394ﻫ).
67 فهرس المراجع
59ـ معجم األوسط ،ألبي القاسم الطبراني ،تحقيق أبو معاذ وأبو الفضل ،دار
الحرمين (1995م) ،القاهرة.
60ـ مصباح األنام وجالء الظالم ،للحبيب علوي بن أحمد ،المطبعة العامرة
(1325ﻫ).
61ـ المصنف ،البن أبي شيبة ،تحقيق محمد عوامة ،شركة دار القبلة،
ومؤسسة علوم القرآن ،الطبعة األولى (2006م) ،لبنان.
62ـ المطالب العالية من العلم اإللهي ،لفخر الدين الرازي ،تحقيق أحمد
حجازي السقا ،دار الكتاب العربي ،الطبعة األولي (1987م) ،لبنان.
63ـ معرفة السنن واآلثار ،ألبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ،تحقيق عبد
المعطي ،أمين قلعجي ،دار القتيبة ،الطبعة األولى ،القاهرة.
65ـ مفاتيح الغيب ،لفخر الدين الرازي ،دار الفكر ،الطبعة األولى (1981م)،
لبنان.
66ـ النبراس ،لعبد العزيز الفرهاري ،دار ياسين ،المعتني أوقان قدير يلماز،
الطبعة األولى (2012م).
67ـ نحـت حديـد الباطـل و َبـر ُده بأدلـة الحـق الذابـة عـن صاحـب البـردة،
لـداود بـن سـليمان النقشـبندي ،تحقيق السـيد الفاضـل عبد الـرزاق النقشـبندي،
دار جوامـع الكلـم.
68
68ـ وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ،لنور الدين السمهودي ،تحقيق محمد
محي الدين عبد الحميد ،دار الكتب العلمية ،لبنان.
***
Türkçe Kaynakça