You are on page 1of 22

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫إدارة التعليم بمحافظة بيشة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫الحمد هلل الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس وكرم أهل هذا البلد بالبيت العتيق‪ ،‬والصالة‬
‫والسالم على خير البرية المبعوث رحمة للعالمين نبينا دمحم‪ ،‬وعلى آله‪ ،‬وصحبه أجمعين‪،‬‬
‫ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫هناك تحديات كبيرة تواجه األمم المستقلة بأفكارها وثقافاتها وقيمها‪ ،‬ومن أخطر هذه‬
‫التحديات ما يُعرف بثقافة العولمة‪ ،‬والتي تحمل في براثنها‪ ،‬تهديدا لكل المجتمعات‪،‬‬
‫فالعالم في هذه اللحظة أصبح كقرية صغيرة‪ ،‬تكاد أن تكون فيها الحدود الثقافية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية و الدينية متالشية‪ ،‬مما سهل تناقل األفكار والمعتقدات والقيم‪،‬‬
‫مما هدد الخصوصية لكثير من المجتمعات المحافظة‪ ،‬فبعد ذلك ال يبقى ال للمكان وال‬
‫الزمان قدرة على كبح جماح ظاهرة العولمة الثقافية والتربوية‪ ،‬والتأثير على مقومات‬
‫المواطنة واالنتماء عند أفرادها‪.‬‬
‫ولذا ازداد اهتمام المجتمعات الحديثة بالتربية من أجل المواطنة‪ ،‬وشغل فكر العاملين في‬
‫ميدان التربية‪ ،‬وخاصة في العقد األول من القرن الحادي والعشرين الذي اتسم باختالف‬
‫القيم واالتجاهات التربوية‪.‬‬
‫والموطنة اإليجابية ال تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط‪ ،‬ولكن‬
‫حرصه على ممارستها من خالل شخصية مستقلة قـادرة على حسم األمور لصالح الوطن‪،‬‬
‫وحتى تكون الموطنة مبنية على وعي ال بد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة‪،‬‬
‫يتم من خاللها تعريف الطالـب بمفاهيم المواطنة وخصائصها‪ ،‬ويشارك في تحقيق أهداف‬
‫التربية من أجل المواطنة مؤسسات عدة‪ ،‬في مقدمتها‪ :‬المدرسة التي تنفرد عن غيرها‬
‫بالمسؤولية الكبيرة في تنمية المواطنة‪ ،‬وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل كل ما يتصل بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية‪ ،‬والتي تبدأ مـن مرحلة‬
‫العمر األولى ومن ثم عبر مراحل التعليم العام‪.‬‬
‫وسوف يتناول البحث مفهوم المواطنة‪ ،‬كما يستعرض أبعاد شخصية المعلم المختلفة‪،‬‬
‫وأهمية التربية باألهداف لدى النشء‪ ،‬كما يتعرض البحث لمجاالت تربية المواطنة في‬
‫المقررات الدراسية‪ ،‬وكيفية تضمين مفاهيم المواطنة في المقررات الدراسية‪ ،‬وأثر‬
‫المقررات في تنمية االنتماء للوطن‪ ،‬ثم وضع السياسات المقترحة للمعلم في تطوير‬
‫المقرات الدراسة لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫التساؤل الرئيس للمشكلة‪ :‬هل للمعلم دور فاعل في توظيف المقررات الدراسية لتعزيز‬
‫االنتماء للوطن ؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪ .1 :‬ما دور األبعاد الشخصية للمعلم في تنمية االنتماء للوطن؟‬
‫‪2.‬ما أهمية التربية بالمواطنة في صياغة المعلم ألهدافه في المقررات الدراسية؟‬
‫‪3.‬ما أثر المقررات الدراسية في تعزيز االنتماء للوطن؟‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫وصفي تحليلي‪ ،‬جاء عند (أبو سليمان ‪1111‬هـ) البحث الوصفي‪:‬موضوعه الوصف‪،‬‬
‫والتفسير‪ ،‬والتحليل في العلوم اإلنسانية من دينية‪ ،‬واجتماعية وثقافية‪ ،‬ولما هو كائن من‬
‫األحداث التي وقعت لمالحظتها‪ ،‬ووصفها‪ ،‬وتعليلها‪ ،‬وتحليها‪ ،‬والتأثيرات‪ ،‬والتطورات‬
‫المتوقعة‪ ،‬كما يصف األحداث الماضية‪ ،‬وتأثيرها على الحاضر‪ .‬ويهتم أيضا ً بالمقارنة بين‬
‫أشياء مختلفة‪ ،‬أو متجانسة‪ ،‬ذات وظيفة واحدة‪ ،‬أو نظريات مسلّمة‪)11(.‬‬

‫الفصل األول‪:‬مفهوم المواطنة والتأصيل الشرعي لتعزيز االنتماء الوطني‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المواطنة والوطن‪.‬‬


‫مفهوم المواطنة من المفاهيم التي اختلف فيها الباحثين وذلك الختالف المرجعيات الفكرية‬
‫واالتجاهات والقيم‪ ،‬والذي يصعب أن نجد لها تعريفا ً يرضى به كل المختصين في هذا‬
‫المجال‪ ،‬فكل يرى مفهوم المواطنة تبعا ً للزاوية التي يرى منها‪ ،‬أو تبعا ً للهوية التي‬
‫يتحدث عنها‪ ،‬أو تبعا ً لما يريد هو بها‪.‬‬
‫وجاء في دليل المعلم بقوله‪ :‬تنوعت محاوالت تحديد مفهوم التربية الوطنية‪ ،‬لتشعب‬
‫مجاالتها واتساع مضمونها‪ ،‬ومن هذه المحاوالت ما يربط بين التربية الوطنية والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬ومنها ما يهتم بربطها بالقضايا االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬كما أن منها ما يركز‬
‫بصفة خاصة على محددات العالقة بين المواطن وبيئته سواء كانت محددات نظامية‬
‫(قانونية) أو اجتماعية‪)02(.‬‬
‫والمواطنة في اللغة العربية منسوبة إلى الوطن‪ ،‬وهو المنزل الذي يقيم فيه اإلنسان‪،‬‬
‫ويقال الوطن َم َح ُّل اإلنسان (‪ )1‬ويقال َم ْن ِزل اإلقامة وأوطن أقام‪ ،‬واستوطنَهُ‪ :‬اتخذه‬
‫طنا ً يقال أ َ ْو َ‬
‫ط َن فال ٌن‬ ‫وطنا ً(‪ )5‬وجاء في لسان العرب(والجمع أ َ ْوطان)‪ ،‬وأ َ ْو َ‬
‫طنَهُ اتخذه َو َ‬
‫سكَنا ً يقيم فيها وفي التنزيل العزيز‪(( :‬لقد ن َ‬
‫صر ُك ُم هللاُ‬ ‫أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محالً و ُم ْ‬
‫ط َرفَةُ‪ :‬على َم ْو ِط ٍن َي ْخشَى الفَتَى عنده َّ‬
‫الردَى متى ت َ ْعت َ ِر ْك فيه‬ ‫في َم َواطن كثيرة)) وقال َ‬
‫رائص ت ُ ْر َ‬
‫عدِ‪ ،‬وبالرجوع إلى الموسوعة العربية العالمية (‪ ،1991‬ص ‪ )111‬نجد أنها‬ ‫ُ‬ ‫الفَ‬
‫تعرف المواطنة بأنها "اصطالح يشير إلى االنتماء إلى أمة أو وطن"(‪ )0‬وإن التأصيل‬
‫النظري لمفهوم المواطنة واالنتماء يبين أن المواطنة هي الدائرة األوسع التي تستوعب‬
‫مختلف االنتماءات في المجتمع كما أنها تضع من المعايير التي تلزم األفراد بواجبات‬
‫والتزامات معينة تحقق االندماج والتشاركية في تحقيق مصالح األفراد والوطن من ناحية‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى تسمو المواطنة وسبل تكريسها بالمسؤولية العامة واألهداف الوطنية‬
‫التي يمكن تحقيقها من خالل أطر رسمية وبنية واضحة مخطط لها ويتم اإلشراف عليها‬
‫وتقييمها من قبل أجهزة الدولة والمحاسبة على اإلخالل بمبادئها من خالل مؤسسات‬
‫الدولة كل حسب تخصصها وطبيعة عملها‪.‬‬
‫ومما سبق نستخلص تعريفا ً نظريا ً لالنتماء الوطني‪:‬هو اتجاه إيجابي مدعم بالحب‬
‫يستشعره الفرد تجاه وطنه‪ ،‬مؤكدا ً وجود ارتباط وانتساب نحو هذا الوطن – باعتباره‬
‫عضوا ً فيه – ويشعر نحوه بالفخر والوالء‪ ،‬ويعتز بهويته وتوحده معه‪ ،‬ويكون منشغالً‬
‫ومهموما ً بقضاياه‪ ،‬وعلى وعي وإدراك بمشكالته‪ ،‬وملتزما ً بالمعايير والقوانين والقيم‬
‫الموجبة التي تعلي من شأنه وتنهض به‪ ،‬محافظا ً على مصالحه وثرواته‪ ،‬مراعيا ً الصالح‬
‫العام‪ ،‬ومشجعا ً ومسهما ً في األعمال الجماعية ومتفاعالً مع األغلبية‪ ،‬وال يتخلى عنه حتى‬
‫وإن اشتدت به األزمات[‪].9‬‬
‫كما أن للوطن مكانة عالية في النفوس فهو المكان الذي ولدنا فوق ترابه وعشنا تحت‬
‫سمائه‪ ،‬وذقنا األمن واألمان في رحابه‪ ،‬وترعرعنا في كنفه‪ .‬وال شك أن المسئولية تجاه‬
‫مسئولية عظيمة‪ ،‬ومن ذلك الحفاظ على أمنه‪ ،‬وعلى ثرواته وعلى ثقافته كل تلك األمور‬
‫وغيرها مما هو واجب علينا تجاه وطننا نعتبرها مسؤولية عظيمة‪.‬‬
‫ولألوطان في دم كل حر يد سلفت‪ ،‬ودين مستحق[‪]1‬‬
‫وقيل في حب الوطن‪:‬‬
‫بالد ألفناها على كل حالة‪ ...‬وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن‬
‫وتستعذب األرض التي ال هواؤها‪ ...‬وال ماؤها عذب ولكنها وطـن‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم المواطنة من المنظور الشرعي‪.‬‬
‫جاءت النصوص الشرعية من القرآن الكريم تصف الوطنية بألفاظ‪ ،‬منها‪( :‬الوطن)‪،‬‬
‫(المسكن)‪( ،‬الديار)‪( ،‬بلدنا‪)..‬‬
‫علَى َوا ِد النَّ ْم ِل قَالَتْ َن ْملَةٌ يَا أَيُّ َها النَّ ْم ُل ا ْد ُخلُوا‬ ‫ومنه قول هللا تعالى‪َ { :‬حتَّى إِ َذا أَت َ ْوا َ‬
‫ون} (النحل ‪ ،)11‬دلت اآلية على أن‬ ‫شعُ ُر َ‬ ‫س َل ْي َما ُن َو ُجنُو ُدهُ َو ُه ْم َال َي ْ‬
‫سا ِكنَ ُك ْم َال يَحْ ِط َمنَّ ُك ْم ُ‬
‫َم َ‬
‫المسكن‪ ،‬هو مكمن األمن واآلمان و وثبات النفس واستقرارها‪ ،‬فعند ما نادت النملة‬
‫صحبتُها‪ ،‬طالبةً لهم اآلمان من سليمان وجنوده بدخول جحورهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومنه قول هللا تعالى‪{ :‬وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ً واجنبني وبني أن نعبد‬
‫األصنام}‪ .‬وهنا حكى هللا عن خليله إبراهيم‬
‫عليه السالم هذا الدعاء باألمن‪ ،‬والسالم ورغد العيش‪ ،‬لهذا البلد الحرام‪ ،‬ويتضح منه ما‬
‫يفيض به قلب إبراهيم عليه السالم من حب لمستقر عبادته‪ ،‬وموطن أهله‪ .‬والبلد اآلمن‬
‫هو الذي يأمن اإلنسان فيه على ماله وعرضه ونفسه‪.‬وجاء في أيسر التفاسر أن اآلية‬
‫السابقة تضمنت أمر هللا تعالى لرسوله أن يذكر دعوة إبراهيم ربَّه بأن يجعل مكة بلدا ً‬
‫آمناً‪ ،‬يأمن فيه كل من دخله على نفسه وماله‪.‬‬
‫إن النفس والديار عزيزتان على اإلنسان فجاء اقتران حب الدار مع حب النفس في قوله‬
‫س ُك ْم أ َ ِو ْ‬
‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ِديَ ِار ُك ْم َما فَعَلُوهُ ِإ َّال قَ ِلي ٌل‬ ‫علَي ِْه ْم أ َ ِن ْ‬
‫اقتُلُوا أ َ ْنفُ َ‬ ‫تعالى ] َولَ ْو أَنَّا َكت َ ْب َنا َ‬
‫ش َّد تَثْ ِبيتًا [(النساء ‪.)11 -‬فاإلخراج‬ ‫َان َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأ َ َ‬ ‫ون ِب ِه لَك َ‬
‫ظ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَعَلُوا َما يُو َ‬
‫من الديار مساوي ومعادل لقتل النفس‪ ،‬فتشير اآلية إلى أن اإلخراج من الديار‪ ،‬والحرمان‬
‫من الوطن معادل لسفك الدماء‪].1[..‬‬
‫•وجاءت السنة تبيين وتجلي مفهوم المواطنة‪،‬ومنها‪:‬‬
‫سأ َ ْلنَا َها ع َْن ا ْل ِهجْ َر ِة‬
‫ي فَ َ‬ ‫ع َمي ٍْر اللَّ ْيثِ ِّ‬ ‫اح قَا َل ُز ْرتُ عَائِشَةَ َم َع ُ‬
‫عبَ ْي ِد ب ِْن ُ‬ ‫اء ب ِْن أَبِي َربَ ٍ‬ ‫ط ِ‬‫ع َ‬
‫ع َْن َ‬
‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫سو ِل ِه َ‬‫َّللا ت َ َعالَى َو ِإ َلى َر ُ‬ ‫ون َي ِف ُّر أ َ َح ُد ُه ْم ِبدِي ِن ِه ِإلَى َّ ِ‬ ‫فَقَالَتْ َال هِجْ َرةَ ا ْل َي ْو َم ك َ‬
‫َان ا ْل ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ْث‬‫س َال َم َوا ْل َي ْو َم َي ْعبُ ُد َربَّهُ َحي ُ‬ ‫َّللاُ ْ ِ‬
‫اإل ْ‬ ‫سلَّ َم َم َخافَةَ أ َ ْن يُ ْفت َ َن َ‬
‫علَ ْي ِه فَأ َ َّما ا ْل َي ْو َم فَ َق ْد أ َ ْظ َه َر َّ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬
‫شَا َء َولَ ِك ْن ِج َها ٌد َونِيَّةٌ)) (صحيح البخاري) فقَ ْولها‪َ ( :‬ال هِجْ َرة ا ْليَ ْوم)‪ " :‬أي َال هِجْ َرة بَ ْعد‬
‫س َختْ َوأَصْل ا ْل ِهجْ َرة َهجْ ر ا ْل َو َ‬
‫طن‪ ،‬ويتضح هنا‬ ‫اجبَة ِإلَى ا ْل َمدِينَة ث ُ َّم نُ ِ‬
‫ا ْلفَتْح " الَّتِي كَا َنتْ َو ِ‬
‫أن الخروج من الوطن فتنه ال يقدم عليه أحد إال للحاجة أو مضطراً‪ ،‬كما خرج إبراهيم‪،‬‬
‫ولوط عليهما السالم من وطنهم بعد إحراق إبراهيم األصنام‪ ،‬وطرده من البالد‪ .‬وقيل في‬
‫ذلك‪:‬‬
‫غر ُم‬‫طتْ به أوطانُه فهو ُم َ‬ ‫ش َّ‬
‫ريب إذا نَأى و َ‬ ‫وقَ ْد َزعَموا َّ‬
‫أن الغَ َ‬
‫غربتنا التي لها أض َحت األعدا ُء فينا ت َ َح َّك ُم‬‫ب فوق ُ‬ ‫وأي ا ْغترا ٍ‬
‫ُّ‬
‫•وجاء في السنة‪:‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ r‬لمكة‪(( :‬ما‬
‫أطيبك من بلد‪ ،‬وما أحبك إلي‪ ،‬ولو ال أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)) رواه‬
‫الترمذي‪ ،‬وصححه األلباني‪ .‬فهو ‪ r‬يحب مكة حبا ً شديدا ً كره الخروج منها لغير سبب‪ ،‬ثم‬
‫لما هاجر إلى المدينة‪ ،‬واستوطن بها أحبها وألفها كما أحب مكة‪ ،‬بل كان ‪ r‬يدعو أن‬
‫يرزقه هللا حبها كما في صحيح البخاري‬
‫(اللهم حبب إلينا المدينة‪ ،‬كحبنا مكة‪ ،‬أو أشد)‬
‫•وجاء عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬لما قدم رسول هللا ‪ r‬المدينة‪ ،‬وعك أبو بكر‪،‬‬
‫وبالل فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول‪:‬‬
‫كل أمرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نـعله‬
‫وكان بالل إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول‪:‬‬
‫أال ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد‪ ،‬وحـولي اذخر‪ ،‬وجليل‬
‫وهـل أردن يومـا ً مياه مجنة وهـل يبدون لي شامة‪ ،‬وطفيل‬
‫وقال‪ :‬اللهم العن شيبة بن ربيعة‪ ،‬وعتبة بن ربيعة‪ ،‬وأمية بن خلف‪ ،‬كما أخرجونا من‬
‫أرضنا إلى أرض الوباء‪ ،‬ثم قال رسول هللا (اللهم حبب إلينا المدينة‪ ،‬كحبنا مكة‪ ،‬أو أشد)‬
‫رواه البخاري‪ .‬فبالل رضي هللا عنه يتمنى الرجوع إلى وطنه من حبه لهذا الوطن‪،‬‬
‫ويظهر ذلك في مشاعره وأحاسيسه عندما تأخذه الحمى‪ ،‬فيتمنى يوماً‪ ،‬أو ليلة يقضيها‬
‫في الوطن ثم يعقب ذلك بلعن من أخرجوهم من وطنهم‪ .‬قال ابن حجر رحمه هللا تعالى‬
‫((وقوله (كما أخرجونا) أي أخرجهم من رحمتك‪ ،‬كما أخرجونا من وطننا)) ولم ينكر عليه‬
‫الرسول‪ ، r‬بل دعا هللا في تحبيب المدينة لهم[‪].1‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬األبعاد الشخصية للمعلم ودورها في تنمية االنتماء الوطني‪.‬‬


‫إن دور المعلم في تنمية المواطنة لدى الطالب كبير‪ ،‬فهو المحور الرئيسي في العملية‬
‫التربوية والتعليمية‪ ،‬و إن الممارسات اإليجابية للمعلم من أجل تربية المواطنة البد أن‬
‫يساعده في إيجادها عالقات منسجمة في المجاالت المعرفية والمهارية والوجدانية‪.‬‬
‫يذكر (المحرقي ‪0221‬م) في مجال المؤسسات التعليمية‪ ،‬عملية التعلم والتعليم أهم‬
‫عنصر فيها هو (الرأس)‪ ،‬أي العالم المعلم‪ ،‬ألنه منوط به أمران مترابطان ال انفصام‬
‫بينهما‪ :‬التعليم والتربية‪ :‬أي (التدبير والسياسة) ((كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب‬
‫وبما كنتم تدرسون)) (آل عمران – ‪].0[)99‬‬
‫وهنا نبين أن شخصية المعلم لها أبعاد متعدد تختلف عند معلم و آخر‪ ،‬ويختلف تبعا لذلك‬
‫مفهوم المواطنة وروح االنتماء عند العاملين‪ ،‬والتي نوردها في المباحث التالية‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬البعد المعرفي (الثقافي) للمعلم وتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫البعد المعرفي‪ :‬ويقصد به القدرات الفكرية والثقافية‪ ،‬مثل‪ :‬التفكير الناقد‪ ،‬والتحليل‪،‬‬
‫واتخاذ القرارات‪ ،‬وحل المشكالت‪ ...‬وغيرها‪ ،‬حيث أن المواطن الذي يتمتع بهكذا قدرات‬
‫يستطيع تمييز األمور ويكون أكثر عقالنية ومنطقية فيما يقول ويفعل‪ ،‬ويقتضي ذلك‪:‬‬
‫تدريب المعلم على كيفية بلورة المفاهيم المجردة واالتجاهات اإليجابية وربطها‬
‫بالموضوعات المتاحة سواء من المقررات الدراسية أو القضايا والمشكالت المجتمعية‪،‬‬
‫وتمكينه الطالب من ممارسة حقوقهم وااللتزام بسئولياتهم‪.‬‬
‫كما إنه حرص المعلم على ترجمة خبراته اإليجابية إلى ممارسة فعلية في المواقف‬
‫التعليمية المختلفة وأن يكون سلوكه مطابقا ً ألفكاره التي يبثها في عقول التالميذ[‪ .]9‬و‬
‫من سمات المعلم المعزز لالنتماء الوطني‪ ،‬التالي‪:‬‬
‫‪ 1.‬أن يعمل على إشراك جميع التالميذ في عملية التعلم‪ ،‬وعلى إعادة الحيوية للصف‬
‫وتصليح الخطأ الناجم عن التركيبة الهرمية له‪ ،‬والتخلص من النماذج السلبية في النظر‬
‫إلى السلطة الرأسية أو األفقية‪.‬‬
‫‪2.‬وهو الذي يجعل من الوطنية موضوع التقاء لكل التوجهات واألفكار واآلراء التي‬
‫تعكس نوعا ً من التعددية الثقافية والفكرية في المجتمع‪ ،‬وتنمية السلوك االجتماعي‬
‫واألخالقي المسؤول وإيجاد جذور لها في سلوكيات التالميذ‪،‬و يتعامل مع تالميذه‬
‫بموضوعية بغض النظر عن أية أبعاد عشائرية أو اجتماعية أو طائفية[‪].1‬‬
‫‪3.‬وأن يكون لديه سعة ثقافية في الفنون والعلوم واللغات‪ ،‬ويقود التجديد وصناعة‬
‫المجتمع وفقا ً لمقتضيات العصر‪ ،‬وقادر على التعامل مع تجديد الثقافة المحلية والتفاعل‬
‫مع الثقافة العالمية‪ ،‬بدالً من التلقين أو االنبهار والتوقف عند كل جديد‪.‬‬
‫‪ ، 4.‬كما يستطيع التدريس بأساليب منطلقة من منهجية المستقبل‪ ،‬ويمتلك أكثر من لغة‬
‫ويعمل على التوفيق بين اآلراء وبناء وجهة نظر متطورة ومتغيرة‪.‬‬
‫‪5.‬وهو المعلم الذي يهتم بالتفاعل مع الخصوصيات األخرى‪ ،‬ويراعي التعددية الثقافية‬
‫في تدريسه وتقويمه‪ ،‬وأن يكون لدى المعلم الوعي الكامل بالعوامل السياسية والثقافية‬
‫واالجتماعية التي تؤثر على عمله‪.‬‬
‫‪6.‬وهو الذي يكون له دورا ً في نشر ثقافة السالم‪ ،‬وااللتزام بمبادئ العدل والتسامح‬
‫والحوار واالحترام بين أفراد المجتمع والجماعات والشعوب المختلفة بتنوعها العرقي‬
‫والديني والثقافي[‪].11‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬البعد (المهاري) للمعلم وتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫البعد المهاري‪ :‬إن ما تتطلبه مهنة المعلم من كفايات ومسؤليات ومهارات واتجاهات‬
‫وأنماط سلوكية متباينة في التربية من أجل المواطنة يجعلنا نتفق على أن المعلم وراء‬
‫مفهوم المواطنة الواعية‪ ،‬وكان من الطبيعي أن يكون الطالب نتيجة تربوية متميزة نحو‬
‫المواطنة‪ ،‬سيما وأن لل معلم دور كبير في تأكيد مفهوم المواطنة ببعدها المهاري من خالل‬
‫الممارسات اليومية لطالبه‪ ،‬لذلك يقترح التأكيد على آليات ترتقي بمستوى أداء المعلم‪،‬‬
‫من خالل تنمية مهاراته وقدراته وأسلوبه التعليمي حتى يستطيع استثمار المواقف‬
‫اليومية في تنمية المواطنة لدى الطالب‪ ،‬ويقتضي ذلك‪:‬‬
‫‪1.‬تعزز مفاهيم وأبعاد المواطنة عند المعلم (خدمة المجتمع – االنتماء – الحرية –‬
‫المشاركة السياسية‪ )..‬في صورة سلوك يستطيع أن يدرب عليها التالميذ في األنشطة‬
‫الصفية و الالصفية‪.‬‬
‫‪ 2.‬أن يرسخ مفهوم التعاون مع اآلخرين والقيام بالعمل الخيري التطوعي والخدمي‪،‬‬
‫لتكوين طالب أكثر فعالية في الحياة العامة‪.‬‬
‫‪ 3.‬وهو المعلم الذي ينبغي أن يمارس دوره بفعالية وكفاءة في التدريس والتقييم والنمو‬
‫المهني‪.‬‬
‫‪4.‬وعلى المعلم أن يطبق المناهج الدراسية عمليا لكي يساعد على تنمية روح المواطنة‬
‫من خالل الجانب العملي لدى الطالب في جميع المواد و خصوصا في مواد االجتماعيات‬
‫والوطنية‪ ،‬كأن يُؤخذ الطالب إلى األماكن التي توجد بها هذه الدروس‪ ،‬متجسمة بشواهد‬
‫وأعيان‪ ،‬يقف عندها معلما ً وباعثا ً االنتماء لهذا الوطن‪.‬‬
‫‪5.‬وبصفة عامة على المعلم تغير الوضع الراهن للتربية من أجل المواطنة‪ ،‬بتغير طرق‬
‫التدريس الحالية بطرائق تدريس قائمة على المشاركة في تكوين المعرفة وتشكيلها‬
‫واكتشافها‪.‬‬
‫‪6.‬وكونه مشجعا ً لألنشطة الطالبية بالمدارس من خالل تنمية مشاعر االنتماء لدى‬
‫الطالب‪.‬‬
‫‪7.‬مستجليا ً المتغيرات المحلية والعالمية‪ ،‬ومحاوال ً تعريف الطالب بها‪ ،‬وتشجيع تعاملهم‬
‫معها بفكر مبتكر وقادر على التالقي والتواصل بدال من الرفض واالنزواء‪.‬‬
‫‪8.‬كونه قدوة ومثالً أعلى لطالبه في حب وطنه‪ ،‬واالنتماء إليه‪ ،‬ويظهر ذلك في أقواله‬
‫وفي المظاهر السلوكية الدالة[‪].11‬‬
‫‪9.‬مشجعا ً الناشئة على االشتراك في منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في‬
‫المجتمع المحلي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البعد (الوجداني) للمعلم وتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫البعد الوجداني‪ :‬من المفاهيم العامة للوطن البعد الوجداني أو حب الوطن‪ ،‬و الوطنية‬
‫الوجدانية تعني حب المعلم وإخالصه لوطنه والتفاني من أجل خدمته و الذي يشتمل‬
‫االنتماء إلى األرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالمقدرات التاريخية‪ .‬ولعل من أهم‬
‫سمات المعلم المعزز لالنتماء الوطني‪ ،‬التالي‪:‬‬
‫‪ 1.‬قادر على تكوين طالب معتزين بوطنهم وبوالة أمره وبنظامه ومؤسساته االجتماعية‪،‬‬
‫ولديهم القدرة على التضحية بالنفس والمال في سبيل الدفاع عنه‪.‬‬
‫‪2.‬له دور كبير في ترسيخ حب الوطن واالنتماء إليه لدى الطالب‪ ،‬حيث ينمي فيهم‬
‫مشاعر الحب والوالء لهذا الوطن‪ ،‬ويحثهم على الحرص عليه والدفاع عنه ضد كل معتد‬
‫أثيم‪.‬‬
‫‪3.‬حب الوطن والشعور باالنتماء إليه والوالء لـه والوفاء بحقوقه من أهم القيم التي‬
‫يجب أن يمتلكها و يبثها في الطالب ويرسخها في نفوسهم منذ الصغر‪.‬‬
‫‪4.‬قادر على تنمية حب الوطن في نفوس طالبه بخدمته والعمل من أجل تقدمهم‪.‬‬
‫‪5.‬قادرا ً على تنمية التضحية‪ ،‬وفداء الوطن بكل ما هو غال ٍ ونفيس‪.‬‬
‫‪ 6.‬أن يتمكن من غرس حب المحافظة على أمن الوطن وسالمة ممتلكاته في أذهان‬
‫طالبه‪.‬‬
‫‪7.‬مجنبا ً النشء العقاب البدني لحفظ كرامتهم‪ ،‬وهي من مكونات المواطنة األساسية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬دور المعلم في تفعيل مجاالت األهداف التربوية في المقررات‬


‫الدراسية لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫من الطبيعي لكل معلم أن يتضح له معالم الطريق الذي يسلكه‪ ،‬من خالل المعارف‬
‫والخبرات و الممارسات اليومية للتربية والتعليم‪ ،‬بها يستطيع أن يعد العدة من طرائق‬
‫وأساليب تعليمية ووسائل وأنشطة وقوائم تقويم ليحقق أهدافه التربوية والتي منها تنمية‬
‫المواطنة لدى الطالب‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أنه مهما بلغت صعوبة تحديد واختيار األهداف‬
‫وصياغتها سلوكيا فهو عمل ال بد منه‪ ،‬ومقررات بال أهداف يعني نظاما تعليميا عاجزا بال‬
‫توجيه وال نمو‪.‬‬
‫إن على كل معلم أن يعرف أن التربية الوطنية جزء مكمل لسياسة التعليم لكل دولة‪،‬‬
‫وهدف من أهدافها العريضة‪ ،‬وإذا كان لها منهجها ومعلموها‪ ،‬فإن أي معلم مهما كان‬
‫تخصصه‪ ،‬له دور في التربية الوطنية للنشء‪ ،‬فإذا ما وعى المعلمون أهداف التربية‬
‫الوطنية جيدا‪ ،‬فإنه بإمكانهم العمل على تحقيق تلك األهداف من خالل دروس المواد‬
‫الدراسية التي يقومون بتدريسها‪ ،‬سواء كانت تلك المادة القرآن الكريم‪ ،‬أو اللغة العربية‪،‬‬
‫أو العلوم أو الرياضيات‪ ،‬أو غيرها من المواد[‪].02‬‬
‫إن من واجبات المعلم‪ ،‬صياغة األهداف التعليمية والسلوكية اإلجرائية اليومية بما‬
‫يتناسب ومتطلبات المقررات الدراسية‪ ،‬في مراعاتها وترسيخها لألبعاد المختلفة لحب‬
‫الوطن واالنتماء إليه لدى الطالب‪ ،‬فدور مربي الوطنية هو بلورة المفاهيم المجردة‬
‫واالتجاهات اإليجابية وربطها بواقع حياة الطالب من خالل المقررات الدراسية‪ ،‬والقضايا‬
‫والمشكالت اليومية‪.‬ويشارك في تحقيق أهداف التربية من أجل المواطنة‪ ،‬مؤسسات كثيرة‬
‫ومن أهمها‪:‬‬
‫‪‬األسرة‪ :‬وهي المجتمع الصغير داخل البيت‪ ،‬يكتسب منها اتجاهاتها وقيمها نحو‬
‫المواطنة‪.‬‬
‫‪‬المجتمع‪ :‬وهي األسرة الكبيرة خارج البيت‪ ،‬بما فيه من مؤسسات مدنية‪ ،‬واجتماعية‬
‫محلية‪.‬‬
‫‪‬المدرسة‪ :‬وذلك من خالل كل ما يتصل بالعملية التربوية والتعليمية‪.‬‬
‫•خطوات اختيار األهداف الوطنية في المقررات الدراسية‪:‬‬
‫الخطوة األولى‪ :‬يجب على لمعلم وقبل تحضير دراسة‪ ،‬وضع خطة التدريس وكتابتها في‬
‫كراس التحضير‪.‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬أن يحول األهداف التعليمية إلى أهداف سلوكية في ضوء المحتوى‬
‫الدراسي‪ ،‬متضمنا على أقل تقدير هدفا ً واحدا ً لتنمية المواطنة لدى الطالب‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬التفكير في الطرق واألساليب التدريسية والوسائل واألنشطة التعليمية‬
‫التي تحقق هذه األهداف‪.‬‬
‫وقد اختار (بلوم وزمالؤه) تصنيفا لألهداف التعليمية في مجاالت ثالثة هي‪:‬‬
‫المجال المعرفي ‪ -0‬المجال الوجداني ‪ – 1‬المجال المهاري (النفس حركي)‬
‫وفي ما يلي وصف لكل مجال و تضمينه التربية من أجل المواطنة‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مجال األهداف المعرفية لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫األهداف المعرفية‪:‬هي األهداف األكثر شيوعا ً في أنظمتنا التعليمية وبنظرة ناقدة لهذه‬
‫األنظمة نجد أنها موجهة نحو اكتساب الطالب المعرفة أو المعلومات أكثر من تنمية‬
‫قدرات التعامل مع هذه المعرفة‪)01(.‬‬
‫•األساليب التي تساعد المعلم في تكوين وتنمية الجوانب المعرفية لتعزيز االنتماء‬
‫للوطن‪.‬‬
‫‪1.‬تكوين المعلومات الجديدة‪ ،‬حول المواطنة‪.‬‬
‫‪2.‬العمل على تنمية المهارات الفكرية والملكات اإلبداعية لدى الطالب لتحقيق النمو‬
‫العقلي لديهم‪.‬‬
‫‪3.‬تنمية مهارات اتخاذ القرار والحوار واحترام الحقوق و الواجبات لدى الطالب‪.‬‬
‫‪4.‬تعريف الناشئة بمؤسسات بلدهم‪ ،‬ومنظماته الحضارية‪.‬‬
‫‪5.‬أن يكونوا مواطنين مطلعين وعميقي التفكير يتحلون بالمسؤولية‪ ،‬ومدركين لحقوقهم‬
‫وواجباتهم‪.‬‬
‫‪6.‬تعزيز نموهم الثقافي‪ ،‬وان يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم‪.‬‬
‫‪7.‬تنمية القيم االجتماعية‪ ،‬والمعارف المدنية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مجال األهداف المهارية لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫األهداف المهارية (النفس حركية)‪ :‬تعد هذه األهداف من األهداف المركبة‪ ،‬وتتطلب تآزرا ً‬
‫حركيا ً ونفسيا ً وعصبياً‪ ،‬واالستجابة الحركية مثل‪ :‬الكتابة‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والمحاورة‪،‬‬
‫والنجارة‪..‬‬ ‫الكمبيـوتر‪،‬‬ ‫واستخدام‬ ‫والطبـاعة‪،‬‬ ‫والرسـم‪،‬‬ ‫والجري‪،‬‬ ‫والسباحة‪،‬‬
‫والنطق[‪].01‬‬
‫•األساليب التي تساعد المعلم في تكوين وتنمية الجوانب المهارية لتعزيز االنتماء‬
‫للوطن‪.‬‬
‫‪1.‬االهتمام بالجانب الجمالي للمدرسة بإنشاء الحدائق المدرسية‪.‬‬
‫‪2.‬تنمية مهارات اتخاذ القرار والحوار واحترام الحقوق و الواجبات لدى الطالب‪.‬‬
‫‪3.‬تشجعهم على لعب دور ايجابي في مدرستهم وفي مجتمعهم وفي العالم[‪].19‬‬
‫‪ 4.‬توعية الناشئة بضرورة المحافظة على مرافق الوطن العامة‪ ،‬كالثروة المائية‪،‬‬
‫والطرقات‪ ،‬والمنشآت العامة‪ ،‬ومؤسسات الدولة‪ ،‬باعتبارها ملك للجميع‪ ،‬و ثروة وطنية‪.‬‬
‫‪5.‬تطوير مهارات المشاركة والقيام بأنشطة ايجابية ومسؤولة‪.‬‬
‫‪6.‬من خالل البرامج واألنشطة المتنوعة الصفية وغير الصفية‪.‬‬
‫‪ 7.‬التمثيل ولعب األدوار‪ ،‬في تقمص بعض الشخصيات التاريخية التي اتسمت باتجاهات‬
‫وقيم في المواطنة والوطنية‪.‬‬
‫‪ 8.‬الممارسات الفعلية لبعض األعمال الوطنية‪ ،‬كالمشاركة في المناسبات الوطنية‪،‬‬
‫وتنظيف الشواطئ‪.‬‬
‫‪9.‬المناقشات والمناظرات حول مفهوم وضرورة المواطنة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مجال األهداف الوجدانية لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫األهداف الوجدانية‪ :‬يقصد باألهداف الوجدانية أنها األهداف المرتبطة بالقيم المستمدة من‬
‫العقائد والتقاليد‪ ،‬وتقوم على ربط المعلومات التي تقدم للمتعلم بوجدانه لكي يسلك سلوكا ً‬
‫وجدانيا ً تجاه األشخاص أو األشياء أو الموضوعات‪ ،‬وتتعلق هذه األهداف باآلراء‬
‫والميول وأوجه التقدير والمواقف أو االتجاهات والقيم وأساليب التكيف في الحياة[‪].01‬‬
‫تأتي أهمية تربية المواطنة الوجدانية من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس‬
‫و الشعور بالواجب تجاه المجتمع‪ ،‬وتنمية الشعور باالنتماء للوطن واالعتزاز به‪ ،‬كما أن‬
‫أهداف تربية المواطنة ال تتحقق بمجرد تسطيرها وإدراجها في الوثائق الرسمية‪ ،‬بل إن‬
‫تتحقق من خالل بلورتها كعقيدة وميول وجدانية يؤمن بها الطالب ويعيش من أجلها‪.‬‬
‫•األساليب التي تساعد المعلم في تكوين وتنمية الجوانب الوجدانية لتعزيز االنتماء‬
‫للوطن‪.‬‬
‫‪ 1.‬الشعور بأهمية هذه البالد ومكانتها العظيمة والخاصة‪ ،‬حيث إنها تضم أعظم البقاع‪،‬‬
‫وأشرفها عند المسلمين‪ :‬مكة المكرمة‪ ،‬والمدينة المنورة‪.‬‬
‫‪2.‬إثارة القصص الوطنية‪ ،‬وعقد األمسيات الشعرية‪.‬‬
‫‪3.‬القدوة وضرب المثل من خالل وطنية المعلم‪.‬‬
‫‪ 4.‬استثمار البيئة واألماكن لتنمية االستجابات الوطنية‪ ،‬بتعريف الناشئة بمؤسسات‬
‫بلدهم‪ ،‬ومنظماته الحضارية‪.‬‬
‫‪5.‬غرس حب النظام واالتجاهات الوطنية‪ ،‬واألخوة والتفاهم والتعاون بين المواطنين‪.‬‬
‫‪6.‬واحترام النظم والتعليمات‪ ،‬وواجبات المواطنة‪،‬بتنمية الحس والشعور بالواجب تجاه‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪7.‬غرس روح الوالء‪ ،‬واالنتماء‪.‬‬
‫‪8.‬تعزيز اإلحساس بمشكالت المجتمع‪ ،‬والمساهمة في حلها‪.‬‬
‫‪9.‬المحافظة على استقرار وتماسك المجتمع‪.‬‬
‫‪10.‬تنمية احترام النظم والتعليمات‪ ،‬واالتجاهات الوطنية‪.‬‬
‫•أهمية تحديد األهداف السلوكية لتعزيز االنتماء الوطني‪:‬‬
‫تظهر أهمية تحديد المعلم ألهدافه السلوكية واإلجرائية عند إعداده للدروس اليومية‬
‫لتعزيز االنتماء الوطني‪ ،‬بالفوائد التالية‪:‬‬
‫‪1.‬تسهل على المعلم صياغة أهداف التربية بالمواطنة وتحقيقها‪.‬‬
‫‪2.‬تجعل المعلم يقوم بعملية تحليل المحتوى الدراسي للمقررات واستنتاج أهداف التربية‬
‫بالمواطنة‪.‬‬
‫‪3.‬تكشف للمعلم األساليب التدريسية المناسبة مثل‪ :‬طرائق التدريس‪ ،‬الوسائل‬
‫التعليمية‪،‬األنشطة المناسبة لتعزيز المواطنة‪.‬‬
‫‪4.‬تؤدي إلى تحقيق وطنية أعمق‪ ،‬ألن جهود المعلم والمتعلم ستتركز حول تحقيق أهداف‬
‫مقصودة‪ ،‬بدال من أن تبدد أو توجه لتحقيق نتائج سلبية ال تخدم مقاصد التربية‬
‫بالمواطنة‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬السياسات المقترحة في تطوير المقررات الدراسية لتعزيز االنتماء‬


‫الوطني‪.‬‬
‫إنه من الضروري تمكين الربط بين المضمون النظري في المقررات الدراسية وتطبيقاتها‬
‫العملية‪ ،‬لكونها أساسا في تنمية المواطنة من خالل الممارسة‪ ،‬فمن الواجب انعكاس‬
‫المعارف واألفكار النظرية إلى ممارسات تربوية داخل البيئة التربوية على نحو يتجاوز‬
‫الحدود واألفكار المعرفية‪ ،‬تستمر وتتعدى الحدود المدرسية متمثلة بتعامالت النشء مع‬
‫المجتمع الخارجي و الخدمات الوطنية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ ::‬أثر المقررات الدراسية في تعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫هل للمقررات الدراسية أهمة بكونها وسيلة من وسائل التربية من أجل المواطنة وتعزيز‬
‫روح الوطنية؟ يكاد يتفق خبراء التربية و المختصين في المناهج الدراسية على أن‬
‫المقررات الدراسية ولما فيها من مفهوم واسع يتجاوز األفكار المعرفية وحدودها‬
‫الدراسية الضيقة إلى مكونات المواطنة األساسية قد تكون أساسا َ في تكوين االتجاهات‬
‫والقيم ومجاالت المعرفة والمهارات المجتمعية والوجدانية‪.‬‬
‫وأن أهداف التربية بالمواطنة ال تتحقق بمجرد تسطيرها وإدراجها في الوثائق الرسمية‪،‬‬
‫بل إن تحقيق األهداف يتطلب ترجمتها إلى إجراءات عملية وتضمينها المناهج والكتب‬
‫الدراسية‪ .‬يقول (المحرقي ‪0221‬م) حتى تكون المواطنة مبنية على وعي البد أن تتم‬
‫بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة‪ ،‬يتم من خاللها تعريف الطالب المواطن بالعديد من‬
‫مفاهيم المواطنة وخصائصها‪ ،‬مثل‪ :‬مفهوم الوطن‪ ،‬والحكومة‪ ،‬والنظام السياسي‪،‬‬
‫والمجتمع‪ ،‬والشورى‪ ،‬والمشاركة السياسية وأهميتها‪ ،‬والمسؤولية االجتماعية وصورها‪،‬‬
‫والقانون‪ ،‬والدستور‪ ،‬والحقوق والواجبات‪ ،‬وغيرها من مفاهيم المواطنة وأسسها‪...‬‬
‫وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خالل المناهج الدراسية التي تبدأ في مراحل العمر‬
‫الصغرى‪ ،‬وتستمر حتى بقية المراحل العمرية[‪].0‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إثراء المعرفة (الثقافة) الوطنية لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫إن إثراء المعرفة والثقافة الوطنية لدى النشء ضرورة حتمية في تنمية روح المواطنة‬
‫وتعزيز االنتماء للوطن‪ ،‬مما يجعل المتعلم واعي لألبعاد المختلفة ولما هو مطلوب منه‬
‫كعضو فاعل في هذا الوطن الكبير‪.‬‬
‫وجاء عند (النصار ‪1101‬هـ) أن تشجيع المتعلمين على بناء المعرفة الشاملة للتنوع‬
‫واالختالف التي تتميز به الدولة‪ ،‬ومحاولة فهم هذا التنوع‪ ...،‬تبدو الرغبة في القضاء‬
‫على التمييز العنصري‪ ،‬وفي إبراز العمق واألصالة في الهوية المحلية‪ ...،‬من خالل‬
‫تطوير مستوى التعاون والعمل الجماعي بين األفراد‪ ،‬وفي احترام قيم اآلخرين‪ ،‬وتقدير‬
‫فنونهم‪ ،‬وتأكيد أهمية الثقافة المحلية في توحيد األمة[‪ ،]15‬لذا كان على صانعي‬
‫المقررات الدراسية تضمين األهداف التربوية والتعليمية في المقررات الدراسية‪ ،‬لألسباب‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪1.‬إبراز خصائص المملكة العربية السعودية الدينية‪ ،‬ومكانتها الرفيعة باعتبارها القلب‬
‫النابض للعالم اإلسالمي‪ ،‬وقبلتهم‪ ،‬ومنها بدأ نور اإلسالم يشع سناه في أصقاع العالم‪.‬‬
‫‪2.‬إيقاظ معاني الغيرة‪ ،‬والفداء والمروءة في نفوس الطالب على مكتسبات الوطن بحيث‬
‫يشعر أن كل ما في الوطن هو ملك له‪ ،‬ولغيره‪ ،‬وال يسمح له‪ ،‬أو لغيره بالعبث بمقدرات‬
‫الوطن‪.‬‬
‫‪3.‬تفعيل غاية التعليم في المملكة على شكل برامج عملية نافعة‪ ،‬والعمل على جعل‬
‫سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية المرجعية لترسيخ االنتماء الوطني وحفز‬
‫المربين إلى تعميقه‪ ،‬وذلك لسالمة اتجاهاتها‪ ،‬ومنطلقاتها‪.‬‬
‫‪ 4.‬ربط ما يقدم للطالب سواء في المواد الدراسية‪ ،‬أو األنشطة والبرامج بواقع الطالب‬
‫الذي يعيشونه‪.‬‬
‫‪5.‬تحذير الطالب من األفكار الهدامة التي يبثها مروجوها عبر القنوات المختلفة والتي‬
‫تؤدي إلى زعزعة االنتماء الوطني في النفوس‪ ،‬وخصوصا ً أن هذا العمر تتكون فيه‬
‫االتجاهات والقيم ويمكن ذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬استضافة العلماء الموثوق في علمهم لبيان المنهج الصحيح في تلقي األفكار والموقف‬
‫الصحيح منها‪.‬‬
‫‪ ‬إقامة برنامج حواري مع الطالب للوصول إلى الشبهات التي تساور عقله‪ ،‬والسعي إلى‬
‫إبطالها[‪].1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬األنشطة الملموسة والرمزية في مؤسسة التعليم لتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫إن األنشطة والممارسات الطالبية المختلفة يمكن أن تسهم في ترجمة مفاهيم المواطنة‬
‫المجردة إلى سلوك ومنهج حياتي يتعايش معه الطالب في وقائع حياته اليومية‪ ،‬فإذا وفّقنا‬
‫في هذا األمر سيترجم مفهوم المواطنة سلوكا ً عملي بدال ً من كونه مجموعة معارف‬
‫تُحشى فيها أذهان الطالب‪ ،‬ولقد لوحظ افتقار األنشطة الطالبية إلى آليات تنمية مشاعر‬
‫االنتماء‪ ،‬ويرجع ذ لك إلى قصور تفاعل التكوينات الطالبية مع المجتمع والبيئة المحيطة‪،‬‬
‫وقصور قدرة القائمين على الحياة الطالبية في استجالء المتغيرات المحلية والعالمية‪،‬‬
‫ومحاولة تعريف الطالب بها‪ ،‬وتشجيع تعامله معها بفكر مبتكر وقادر على التنقيح‬
‫والتواصل بدال من الرفض واالنزواء‪ ،‬لذا يُقترح وسائل لتنمية روح المواطنة من خالل‬
‫األنشطة الطالبية التالية‪:‬‬
‫‪1.‬االحتفاء بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها اليوم الوطني بشكل يشعر الشباب بقيمتها‬
‫ودالالتها[‪].12‬‬
‫‪2.‬أن يقيم المسابقات ذات الجوائز المادية والمعنوية لتشجيع الطالب على كتابة‬
‫الموضوعات والقصص التي تؤكد على حب الوطن والتضحية من أجله بكل غا ٍل و نفيس‪.‬‬
‫‪3.‬أن يتمكن من تعريف طالبه بحقوقهم وواجباتهم‪ ،‬وتأكيد حقهم في المساواة‬
‫االجتماعية والسياسية والفرص المتكافئة‪ ,‬وتدريبهم على ذلك‪ ،‬من خالل أساليب متعددة‬
‫مثل مجلس إدارة الفصل‪ ،‬وانتخابات مجلس المدرسة الطالبي‪.‬‬
‫‪4.‬أن يتمكن من توعية الطالب بالمشكالت والصعاب التي تواجه وطنهم‪ ،‬وإحساسهم‬
‫بمسئوليتهم في مواجهتها‪ ،‬والتماس الحلول اإليجابية لها متعاونين وشركاء في البذل‬
‫والعطاء‪.‬‬
‫‪5.‬أن يمتلك القدرة على األسلوب العلمي المنطقي في تثبيت المعاني الوطنية‪ ،‬ومواجهة‬
‫مشكالت وقضايا الوطن[‪].11‬‬
‫‪6.‬اختيار بعض الدروس العلمية مما له شأن بموضوع المواطنة الصالحة وواجب‬
‫الطالب تجاهها‪ ،‬وإلقائها أثناء فسحة الفطور‪ ،‬ويعدها كالً من المعلمون والطالب‪.‬‬
‫‪7.‬إقامة مسابقات ثقافية‪ ،‬وبحوث تُعنى بتنمية حب الوطن لدى الطالب‪.‬‬
‫‪8.‬دمج الطالب في مجتمعهم عن طريق زيارات منسقة للدوائر الحكومية‪ ،‬ومؤسسات‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬وإيضاح أن الطالب جزء من هذا المجتمع الكبير له ما له من واجبات‪،‬‬
‫وعليه ما عليه من حقوق‪.‬‬
‫‪9.‬إقامة معارض دورية تبين إنجازات الوطن‪ ،‬وعالقتها المباشرة بالطالب‪.‬‬
‫‪10.‬العناية بمرافق المدرسة‪ ،‬وتشمل‪ :‬تهيئة المصلى المدرسي‪ ،‬صيانة المعامل‪ ،‬صيانة‬
‫الحدائق‪ ،‬صيانة الكتب المدرسية والعناية بها والعناية بالفصول الدراسية‪ ،‬وتفعيل دور‬
‫الطالب في نشاط المدرسة[‪].1‬‬
‫‪11.‬إشراك الطالب في أنشطة مدرسية تقدم خدمات اجتماعية للمجتمع المحلي‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬واقع المقررات الدراسية وتعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫إذا أردنا أن نخدم المواطنة عبر المقررات الدراسية يجب أن تكون عناصر تنمية روح‬
‫المواطنة واالنتماء الوطني‪،‬مبثوثة في المقررات الدراسية وال يخصص لها مادة واحدة‬
‫كما هو حاصل اآلن‪ ،‬وإن عرض أجزاء من أهداف المواطنة من خالل مادة التربية‬
‫الوطنية أو الجغرافيا جيد‪ ،‬لكنه ال يكفي في تحقق المواطنة في نفوس النشء‪ ،‬وظهورها‬
‫بعد ذلك في السلوك‪ ،‬بل البد من صناعة محيط دراسي واسع تزرع وتترعرع فيه مفاهيم‬
‫المواطنة وأبعادها المختلفة‪ ،‬حتى تكون إحساسا وسلوكا كامنا في مكونات النشء‪ ،‬و‬
‫يحس من خالله بدفء الوطن‪ ،‬ومكانة في المجتمع‪ ،‬ولديه دور يقوم فيه ورأي يستعان‬
‫به ويستثمر في صناعة القرار وبناء الوطن‪.‬‬
‫ويالحظ بصفة عامة على الوضع الراهن للتربية من أجل المواطنة في التعليم العام‪ ،‬أن‬
‫هناك تركيزا في اتجاه واحد‪ ،‬وهو تقويم المعارف للطالب بشكل سردي غير تحليلي‪،‬‬
‫وعلى الطالب فقط استيعاب المعارف و حصد أعلى الدرجات‪ ،‬حيث أن االمتحان هو‬
‫كون‬
‫المعيار األساسي لالنتقال من مرحلة إلى أخرى‪ ،‬من مراحل التعليم العام‪ ،‬وهذا ال يُ ّ‬
‫مواطن يتحمس ويشارك لخدمة المجتمع و ضع األفكار المفيدة‪ ،‬للنهوض بالوطن ورفعة‬
‫مكانته‪.‬‬
‫و قد تم تحليل محتوى بعض المقررات الدراسية بالتعليم العام‪ ،‬وهي مواد التربية‬
‫اإلسالمية و االجتماعيات‪ ،‬والتربية الوطنية للمرحلتين المتوسطة والثانوية‪ ،‬وعلم‬
‫االجتماع للمرحلة الثانوية‪ ،‬وفق تحليل محتوى المواضيع المفهرسة للمقررات وكان من‬
‫أهم نتائج هذا التحليل ما يلي‪ :‬المقررات الدراسية بالمرحلتين المتوسطة و الثانوية‬
‫ضُمنت قدرا ً قليالًًً عن المواطنة‪ ،‬كما ينقص المقررات الدراسية الكثير من المعارف‬
‫الثقافية و المواقف التعليمية‪ /‬والممارسات العملية اليومية للمواطنة‪ ،‬حيث تفتقد‬
‫محتويات الكتاب المدرسي لكثير من مكونات المواطنة‪ ،‬وإن وجدت فغالبا ً ما تكون‬
‫ضمنيا‪ ،‬عدا مقرر التربية الوطنية في كال المرحلتين حيث لوحظ إفراد مواضيع تنمية‬
‫المواطنة لدى الطالب بشكل يتناسب ومضمون مقررات التربية الوطنية للمرحلتين‬
‫المتوسطة والثانوية‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫إذا نظرنا إلى واقع المقررات الدراسية ودورها في تنمية روح المواطنة لدى الطالب‬
‫وجدنها تفتقد إلى المقومات األساسية‪ ،‬التي البد على القائمين عليها‪ ،‬من إعادة صياغتها‬
‫لتتواكب مع متطلبات التغيرات المحلية والعالمية‪ ،‬والتي يمكن أن نعدد منها التالي‪:‬‬
‫‪1.‬تطوير المناهج التربوية وتفعيلها بما يحقق تعزيز االنتماء الوطني‪.‬‬
‫‪ 2.‬تحديد أوجه السلبيات واإليجابيات في المقررات الدراسية في التعليم العام‪ ،‬وتلك التي‬
‫تعزز االنتماء الوطني وتنمية روح المواطنة‪.‬‬
‫‪ 3.‬حضور التواصل بين الطالب من جهة والمعلمين من الجهة األخرى‪ ،‬ليتمكن النشء‬
‫من تصور المثل األعلى الذي يتوقون إليه‪ ،‬ويستلهمون منهم القيم اإلنسانية التي تؤدي‬
‫إلى تكوين مشاعر االنتماء الوطني‪.‬‬
‫‪ 4.‬تضمين خطط اإلدارة المدرسية القيم الوطنية المرغوب تعزيزها في الطالب‪ ،‬لتزيد‬
‫اللحمة والمودة والتفاعل مع مجتمعهم‪ ،‬ضمن الفعاليات والمناسبات المدرسية المختلفة‪.‬‬
‫‪5.‬تعزيز قيم الحوار في المقررات الدراسية‪ ،‬باحترام الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬وتعلم فنون‬
‫اإلنصات واالستماع‪.‬‬
‫‪ 6.‬تكامل كافة مؤسسات المجتمع المدني مع المؤسسة التعليمية إلحياء مفهوم المواطنة‬
‫و تنمية روح االنتماء‪.‬‬
‫‪ 7.‬يجب إدخال مفهوم التربية من أجل المواطنة في جميع المقررات الدراسية و جميع‬
‫المراحل التعلم العام إن أمكن‪.‬‬
‫‪ 8.‬ال يركز على مادة دراسية معرفية بعينها في تنمية روح المواطنة وتعزيز االنتماء‬
‫الوطني‪ ،‬أو أن تحدد مرحلة عمرية دون غيرها‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫نخلص إلى أنه يجب على المعلم أن يهتم بتطوير أربعة جوانب تُعزز االنتماء الوطني لدى‬
‫الطالب‪ ،‬وهي‪ :‬المعرفة‪ ،‬والقيم والميول واالتجاهات الوجدانية‪ ،‬والمهارات‪ ،‬والمشاركة‬
‫االجتماعية‪ .‬و ذلك من خالل تضمينها في األهداف السلوكية التي يصوغها المعلم عند‬
‫إعداد الدروس اليومية للمقررات الدراسية‪ ،‬ويراعي في تنفيذها اختيار األساليب‬
‫والطرائق التدريسية المناسبة‪.‬‬
‫المراجع والمصادر‪:‬‬
‫‪[1].‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫(" ‪[2].‬المحروقي‪ ،‬ماجد بن ناصر بن خلفان (‪ )0221‬دور المناهج الدراسية في تحقيق أهداف تربية‬
‫المواطنة‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى ورشة عمل (المواطنة في المنهج المدرسي) مسقط‪ ،‬وزارة التربية‬
‫والتعليم)‪.‬‬
‫‪[3].‬اللقاء الرابع لرؤساء أقسام التوعية اإلسالمية في إدارات التربية والتعليم إدارة محافظة الخرج‬
‫والمنعقد في ‪1105/1/1‬هـ)‬
‫‪[4].‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين (‪ .)1991‬لسان العرب‪( ،‬الطبعة الثالثة)‪ ،‬المجلد الخامس‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صاد‬
‫‪[5].‬آبادي‪ ،‬الفيروز (‪1129‬هـ)‪.‬القاموس المحيط‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪[6].‬الرازي‪ ،‬دمحم بن أبي بكر بن عبد القادر‪ )1911( ،‬مختار الصحاح‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان‪.‬‬
‫‪[7].‬مرجع سابق رقم (‪).1‬‬
‫ي الكبير‪( ،‬الطبعة األولى)‬
‫‪[8].‬الجزائري‪ ،‬أبي بكر‪1101( ،‬هـ‪0225 -‬م)‪ ،‬أيسر التفاسير لكالم العل ّ‬
‫لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العصرية‪.‬‬
‫‪[9].‬العامر‪ ،‬عثمان بن صالح (‪1101‬هـ)‪ ،‬أثر االنفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب‬
‫السعودي‪ ،‬دراسة مقدمة للقاء السنوي الثالث عشر لقادة العمل التربوي بالباحة‪.‬‬
‫‪[10].‬اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري‪1105(،‬هـ)‪(،‬قضايا الشباب‪ ،‬الواقع والتطلعات) البيان‬
‫الختامي والتوصيات‪ ،‬المنطقة الشرقية‪.‬‬
‫‪[11].‬الحميد‪،‬عبد الكريم بن صالح‪1101(،‬هـ‪0221 /‬م) العولمة وآليات تطوير المناهج وانعكاساتها‬
‫على طرق وأساليب التدريس‪،‬دراسة مقدمة لندوة العولمة وأوليات التربية‪.‬‬
‫‪[12].‬العصيمي‪ ،‬خالد بن دمحم‪،‬المتغيرات العالمية المعاصرة وأثرها في تكوين المعلم‪،‬دراسة مقدمة لـ‬
‫(اللقاء السنوي الثالث عشر‪ -‬جستن)‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪[13].‬العنزي‪،‬بشرى بنت خلف‪1101(،‬هـ)‪ ،‬تطوير كفايات المعلم في ضوء معايير الجودة في التعليم‬
‫العام‪،‬دراسة مقدمة للقاء السنوي الرابع عشر (جستن)‪،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬القصيم‪.‬‬
‫‪[14].‬النصـار‪ ،‬صالح بن عبدالعزيز‪1101( ،‬هـ)‪ ،‬دور المناهج المدرسية في "جنوب أفريقيا" في‬
‫التحول من العنصرية إلى الديمقراطية‪ ،‬دراسة مقدمة إلى ندوة‪" :‬بناء المناهج‪ :‬األسس‬
‫والمنطلقات"‪،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪[15].‬وثيقة‪ :‬برنامج العمل (ملتقى) كلنا األردن‪).0229( :‬‬
‫‪[16].‬مجلة البيان – العدد ‪ 01‬ذو الحجة ‪1121‬هـ أغسطس ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪[17].‬عيوري‪ ،‬وآخرون (‪0225‬م)‪ ،‬دور المدرسة األساسي في تنمية قيم المواطنة لدى التالميذ‪،‬‬
‫دراسة‪ ،‬اليمن‪.‬‬
‫‪[18].‬أبو سليمان‪ ،‬عبد الوهاب إبراهيم‪1111-1115( ،‬هـ)‪،‬كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات‬
‫العربية والتاريخية‪(،‬الطبعة األولى) السعودية‪ ،‬جدة‪ ،‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪[19].‬عبد الباقي‪ ،‬دمحم فؤاد‪1121( ،‬هـ)‪ ،‬المعجم المفهرس أللفاظ القرآن الكريم‪( ،‬الطبعة الثانية)‬
‫القاهرة‪ ،‬دار الحديث‪.‬‬
‫‪[20].‬دليل المعلم (‪1100/1101‬هـ)‪ ،‬وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪[21].‬سالم‪ ،‬مهدي محمود (‪1119‬هـ)‪ ،‬األهداف السلوكية تحديدها‪-‬مصادرها‪-‬صياغتها‪-‬‬
‫تطبيقاتها‪(،‬الطبعة الثانية)‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫‪[22].‬يحيى‪ ،‬حسن عايل و سعيد المنوفي (‪1101‬هـ)‪ ،‬المدخل إلى التدريس الفعال‪( ،‬الطبعة الثالثة)‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬الدار الصولتية‪.‬‬
‫‪[23].‬نبيه‪ ،‬نسرين عبد الحميد‪0221( ،‬م)‪ ،‬مبدأ المواطنة بين الجدل والتطبيق‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مركز اإلسكندرية للكتاب‬

You might also like