You are on page 1of 4

‫الدعوة والمنهج‬

‫تنزيه الدعوة من الغرض‬

‫إن ادلعاة ينبغي أال يكون يف دعوامه ما ميكن أن يكون أساس ًا إلهتاهمم به ‪ ،‬ذكل ما يعين‬
‫تزنيه ادلعوة من الغرض ‪.‬ذكل ما يفهم من قول الرسل ألقواهمم " ما أسألمك عليه من‬
‫أجر"‪.....................‬‬

‫مهمة الداعية‬

‫وإ ن بيان احلقيقة هو هممة ادلاعية وليس هممته فرضها يف الواقع ‪.‬تكل هممة من يدعومه‬
‫"لست علهيم مبسيطر" " أفأنت تُكره الناس حىت يكونوا مؤمنني "‪ .‬فبيان أن الترشيع هلل‬
‫واحلمك هلل ال يعين أن ادلعاة مطالبون‪ b‬إبقامة حمك هللا ‪.‬إمنا هو واجب املسلمني لكهم‬
‫والترشيع اإلساليم البد أن يقوم يف قلوب املسلمني قبل أن يقام يف دوةل ‪ ،‬فيجب أن‬
‫توجد الرغبة دلى املسلمني لفعل ذكل بعد أن يسود منط التفكري القرآين فهيم ‪ .‬وحماوةل‬
‫إجياد هذه الرغبة قبل إصالح العقل وحتريره من األواثن وسدنهتا خطر عىل ادلين وادلنيا‬
‫‪.‬‬
‫ومل تكن ادلعوة إىل هللا يف يوم من األايم دعوة سياسية ‪.‬إن ادلعوة إىل هللا تعين ادلعوة‬
‫إىل هللا وليس إىل احلمك السيايس أو أي يش ٍء من ظاهر احلياة ادلنيا ‪.‬ادلعوة إىل هللا‬
‫تعين ادلعوة إىل عبادته وحده واخلضوع هل وحده ‪ ،‬وطاملا خلت توجهيات ادلعاة من‬
‫توجيه الناس إىل حب احلقيقة واملوت يف سبيلها فلن تقرتب من حقيقة ادلعوة فالتوايص‬
‫ابحلق هو أحد موانع اخلرس‪.‬ذكل بأن هللا هو احلق ‪ ،‬وأن هللا خلق الساموات واألرض‬
‫ابحلق وأن هللا أنزل القرآن ابحلق وابحلق نزل ‪ ،‬ذلكل فإن ادلعوة إىل هللا جوهرها‬

‫‪1‬‬
‫وروهحا هو ادلعوة إىل احلق ‪،‬واحلق كام يف الكتاب كام يف الكون ‪ .‬ادلعوة إىل احلق ‪،‬‬
‫حبه وادلفاع عنه واكتشاف السبيل املؤدي إليه وذكل بتطبيق وبيان مهنج التفكري يف‬
‫الكتاب والسنة‪....‬فأين ادلعوة إىل احلامكية اليت نراها اليوم من هذه احلقيقة ؟ إن ادلعوة‬
‫إىل احلامكية هبذه الطريقة يه أثر من آاثر ولعنا ابلظاهر ومعق السطحية يف التفكري اليت‬
‫نعاين مهنا ‪.‬وطاملا اكنت عقولنا معطةل مغيبة مقيدة فلن تستطيع‪ b‬اكتشاف احلق واخلري يف‬
‫أموران لكها وبذكل نكون نطالب الناس مبا ليس فينا ‪.‬‬
‫إن جمرد بيان مهنج التفكري ال يكفي بدون السعي إىل إجياد البيئة اليت متكن املسلمني من‬
‫تطبيقه ‪ ،‬واألمر يستدعي‪ b‬مسامهة امجليع‪ .‬وعلينا أن ننزتع أنفسنا من عبودية اإلنامتء لغري‬
‫احلق إن أردان أن نعرف معىن اإلسالم حق ًا وأن يعرف اإلبداع طريقه إلينا وإ ال فلن‬
‫خنرج من هذه احللقة املفرغة ‪.‬‬
‫إن احلمك مبا أنزل هللا ينبغي أن يبدأيف داخلنا فالتغيري اخلاريج ينبغي أن يكون مؤسس ًا‬
‫عىل التغيري ادلاخيل ‪:‬‬
‫( إن هللا ال يغري ما بقوم حىت يغريوا ما بأنفسهم )‬
‫كيف حنمك مبا أنزل هللا يف داخلنا ؟ ابتباع مهنج التفكري يف القرآن والسنة ‪.‬هذا هو‬
‫اجلواب ‪ .‬إذا أردان أن حنمك مبا أنزل هللا علينا أن نفكر كام أنزل هللا ‪.‬إن بيان العقلية‬
‫العلمية اليت ورد تفصيل صفاهتا وترصفاهتا يف القرآن والسنة يه اليت حتمك مبا أنزل هللا ‪.‬‬
‫والعقلية اجلاهلية أو الغري علمية واليت تنتج الرشك والكفر والنفاق بشقيه األكرب واألصغر‬
‫يه اليت ال ميكهنا أن حتمك مبا أنزل هللا ‪.‬‬
‫إن إقامة دوةل القرآن يف األرض أمر جيب أن يكون تبع ًا لسنن هللا يف التغيري ‪.‬فبدون‬
‫حترير عقول املسلمني من األوهام لن تقوم دوةل القرآن ‪.‬‬
‫البدء ابلعقل أو ًال ‪ ،‬وما دام العقل ال يفكر بطريقة سلمية ‪،‬مكب ٌ‪b‬ل ابإلرهاب الفكري‬
‫وابمجلود الفكري وابلهوس ابألشخاص ومبظاهر األمور واألشياء فإن لك ما يقوم به‬
‫‪2‬‬
‫معىن‬
‫مفصريه الفشل إن تفكري املسمل اليوم يف الغالب تفكري بدايئ متخلف ال يدرك ً‬
‫لسنن هللا يف التغيري وما دمنا كذكل فلن تقوم لنا قامئة ‪.‬‬
‫إن احلمك مبا أنزل هللا ال يعرف ابلشلكيات وإ منا بروح النظام وهو النظام اذلي يريب‬
‫الناس ويعيهنم عىل اخلضوع هلل وحده وليس لسلطة سواه وهو يعين أن احلمك جيب أن‬
‫يكون مؤسس ًاعىل احلق والوالء هل ألن الوالء هلل يعين الوالء للحق‪ ،‬ويعين أيض ًا أنه‬
‫مؤسس عىل حتقيق اخلري للفرد واجملمتع ‪ ،‬ذكل ألن ما أنزل هللا هو احلق وأن ما أنزل هللا‬
‫هو اخلري ‪:‬‬
‫(قالوا ماذا أنزل ربمك قالوا احلق )‬
‫( وقيل لذلين اتقوا ماذا أنزل ربمك قالوا خري ًا )‬
‫هذا هو املعىن اجلوهري للحمك مبا أنزل هللا ‪ ،‬وإ قامة احلدود جمرد مظهر من مظاهره‬
‫املتنوعة ‪.‬‬
‫فادلعوة إىل احلمك مبا أنزل هللا يه ادلعوة إىل اخلضوع هلل وحده ادلعوة إىل احلق واخلري ‪.‬‬

‫الهوس باألشخاص‬

‫امليل إىل عبادة األشخاص – وهو أحد صفات العقلية اجلاهلية اليت يصدر مهنا الرشك‬
‫والكفر والنفاق – هو اذلي يؤدي إىل اهجاض حركة أي داعية ‪ ،‬فيقدَّس الشخص‬
‫وتصبح أفاكره من طقوس عبادته فتفقد تأثريها ومرونهتا وجتمد احلركة أوتنحرص يف‬
‫دائرة مغلقة‪.‬‬
‫لقد آن لهذا الهوس ابألشخاص أن ينهتي ‪ .‬قال عيل – ريض هللا عنه – " التعرف احلق‬
‫ابلرجال اعرف احلق تعرف أههل"‬

‫‪3‬‬
‫إننا يف خرسان ما دمنا نتواىص ابلرجال ‪ ،‬اقرأ لهذا وال تقرأ ذلاك ‪ ،‬خذ من هذا وال‬
‫تأخذ من ذاك ‪ .‬إىل مىت نظل ندعو إىل خلق أصفار ‪ .‬حنن يف خرسان ألننا ال نتواىص‬
‫ابحلق اجملرد عن الوالء لأل شخاص ‪.‬‬
‫(والعرص إن اإلنسان لفي خرس إال اذلين آمنوا ومعلوا الصاحلات وتواصوا ابحلق وتواصوا‬
‫ابلصرب )‬
‫احلق اذلي ال يُعرف ابلرجال ولكن يعرف بذاته فاحلق ال حيتاج إلثبات ذاته ألحد ولك‬
‫إنسان حمتاج إىل احلق إلثبات ذاته ‪.‬‬

‫الكبائر العقلية‬

‫وبدل أن نتواىص ابحلق واحلقيقة أصبحنا نتواىص ابإلرهاب الفكري جتاه أفاكر معارضةملا‬
‫نعتقده وابمجلود الفكري أكسلوب وقاية مهنا وبأشخاص وأفاكرمه بدل أن نتواىص ابلعقل‬
‫اذلي تقوده إرادة احلق‪ ،‬وأصبحنا نهتم ابلعقالنية ! لك من خياطبنا ابلعقل وأكن بني العقل‬
‫وادلين قطيعة وهذا من اإلرهاب الفكري ومعلوم أن اإلرهاب الفكري ليس من شمي‬
‫املسلمني فقد علمنا القرآن أن اجلاهلية يه اليت ابتدعت هذا األسلوب دفاع ًا عن خرافاهتا‬
‫‪ .‬وقد هناان هللا عن امجلود الفكري وبني لنا أنه اكن سبب الكفر ‪:‬‬
‫(وكذكل ما أرسلنا يف قرية من نذير إال قال مرتفوها إان وجدان آابءان عىل أمة وإ ان عىل‬
‫آاثرمه مقتدون )‬
‫هذه يه بعض الكبائر العقلية اليت أوقعتنا يف متاهة يرى البعض أهنا الرصاط املستقمي‪:‬‬
‫الهوس ابألشخاص ‪ ،‬الهوس ابلظاهر ‪ ،‬اإلرهاب الفكري ‪ ،‬امجلود الفكري‬

‫‪4‬‬

You might also like