Professional Documents
Culture Documents
الترجمة وظيفة انسانية -بول ريكور
الترجمة وظيفة انسانية -بول ريكور
ملخص Résumé
Cet article est une réflexion, sur la
يتّخذ هذا المقال من مكانة الترجمة في فكر "بول
ريكور" ( )Paul Ricœurموضوعا له .هذا place de la traduction dans la pensée
المنظّر الكبير في مجال التأويل و الهرمينوطيقا أخذ de Paul Ricœur. En effet, Ce théoricien
على عاتقه التفكير الفلسفي حول الترجمة مرك از
على تأويل النصوص. de l'interprétation et de
النص محور
ّ تعدّ مسألة "أمانة/خيانة" تجاه مقصد l’herméneutique a élaboré une
نص ما مكتوب
هذا التفكير الريكوري حيث أن نقل ّ philosophie de la traduction, comme un
داخل لغة هدف أخرى ،يصطدم بإشكالية إعادة
صياغة المعنى .و قد جعل ريكور من مقوله processus de reconstruction du sens; et
"التكافؤ بال هوية" مفتاح ترجمة وظيفية ذات بعد cela à travers une reconstruction de
ثقافي حضاري فكان لكل عصر تأويالته الخاصة
;l’unité plurielle du discours humain
مكررة لنصوص
به ،وهذا ما فتح المجال لترجمات ّ
تعدّ من عيون الفكر اإلنساني. (l’hospitalité langagière).
مدخل:
لقد بدأ "بول ريكور" ( )Paul Ricœurرحلته مع الترجمة ممارسة سنة ،3991وذلك بترجمته لكتاب
الفيلسوف الظاهراتي "أدموند هوسرل" ( )Edmond Husserlالموسوم بـ " :أفكار رئيسة لفلسفة ظاهراتية "
( .)Idées directrices pour une philosophie phénoménologiqueوهي األفكار التي فتحت
يعب من المعين الظاهراتي لفلسفة "هوسرل" ،و ليفرز في نهاية المطاف ،فرعا يانعا من شجرة
شهية "ريكور" ألن ّ
الهيرمينوطيقا ( ، )3()Herméneutiqueبه عرف "ريكور" في فرنسا ،وقد جعل " ريكور" النص ( )Texteمدا ار
للفهم ،وفهم الذات على الخصوص ()La Compréhension de soi؛ عندما تقف هذه الذات أمام نص
اآلخر في لغته.
شد اهتمام " ريكور" إلى عالم الترجمة ،و ما يحوم حولها من قضايا لسانياتية
ويمكن إضافة عامل آخرّ ،
وفلسفية ،وهو اشتغاله بترجمات اإلنجيل المختلفة .و هي الترجمات التي أثيرت في أثرها إشكاالت ،تتمحور جلّها
حول مسألتي الفهم( )Compréhensionو التأويل ( .)interprétationومعلوم أن ترجمات اإلنجيل هذه
هي :الترجمة اإلغريقية ،من العبرية المعروفة بالسبعينية ( .)La septanteوكذا الترجمة الالتينية للقديس جيروم
33
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
( )Saint Jérômeالمعروفة بالفولقايت ( .)Vulgateوتضاف إليها الترجمة األلمانية لـ" لوثر" (.)Luther
وهي الترجمات التي عدها "ريكور" ،من عيون ترجمات اإلنجيل .فلقد استطاع "لوثر" من خاللها – حسب رأي
ريكور ،-أن يخلق بها ومن خاللها اللغة األلمانية من جديد .وقد اعتبر "ريكور" ،أن مثل هذا العمل القيم الذي
قدمه "لوثر" ،لم يكن ليحصل عليه لمجرد "إنشاء مماثالت ( ،)Comparablesعن طريق ترجمة اإلنجيل إلى
األلمانية فحسب ،بل لكونه جعل اإلنجيل ألمانيا ( .)2( )Germaniser la Bibleإ ْذ أصبغ " لوثر" على
لكأن اإلنجيل قد كتب بها أصال.
ترجمته لإلنجيل ،الروح األلمانية بعينها ،حتى ّ
ولم يكن " ريكور" و هو صاحب الفكر النقدي الهرمينوطيقي أن يدع تعامله مع عالم الترجمة ،دون أن يكون
له فيه تأثير أو بصمة من تفكير في مجال ما يزال حينها ،بك ار في مجالي الفكر و الدراسات الترجمية الحديثين.
يتبصر من خالل ممارسته الترجمية "مسلكا" ( ،)1يربط به بين التنظير والممارسة في مجال
ّ ولقد حاول "ريكور" أن
تشدد المنظّرين أمثال "هومبولدت"
العمل الترجمي .فلطالما كانت الصلة مقطوعة بين المجالين ،و ذلك بفعل ّ
المجن للترجمة ،كونها
ّ ( ،)3311-3171( )Humboldtهذا األخير الذي رفع لواء الداعين إلى قلب ظهر
عملية متعذرة الوقوع إلى حد االستحالة .وهذا بسبب تباين اللغات و استحالة تقاطع مجاالتها اللسانياتية .ذلك أن
" اختالف اللغات يوحي بالتنافر الجذري ،الذي من شأنه أن يجعل الترجمة مستحيلة ألول وهلة"(.)4
قر
وبينما في الطرف المقابل كان "ريكور" يرى خالف ما جزم به "هومبولدت" من قبل ،ذلك أن الواقع نفسه ُي ّ
رحالون ،و سفراء و جواسيس... بأن النشاط الترجمي ،قديم قدم العالقات اإلنسانية نفسها .فلقد وجد تجار و ّ
يقومون -بحكم عملهم -بعملية الترجمة ،مع شعوب تختلف عنهم في اللغة .بينما نجد أن االهتمام بالترجمة،
تنظير وممارسة ،وهو" علم الترجمة " ( ،)traductologieوليد اهتمامات الفالسفة
ا باعتبارها علما مستقال بذاته
والمفكرين ،وعلماء اللغة ...وكل قد ساهم في بناء أسس هذا العلم بحسب رؤيته للموضوع ،أو بما يمليه عليه
تخصصه العلمي .و فيما يتعلق ب "ريكور" فإنه تناول من جهته الفعل التُّرجمي ( ،)Le traduireمن زاوية
هيرمينوطقية صرفة ،وقد تجسد ذلك في اهتمامه بالنص من منظور تواصلي ،و أداته في ذلك ،ما يسميه
" ريكور"" :التكافؤ بال هوية" (.)l'équivalence sans identité
.1الترجمة تواصل! و لكن..
-1.1الترجمة و التواصل :
ينظر "ريكور" إلى الترجمة على أنها عملية تواصلية باألساس ،تتمثّل في عمليتي التلقي و التبليغ .فالترجمة
عنده ،تلعب دور الوساطة ( )médiationلتمرير رسالة ما من نسق لسانياتي إلى آخر .و مثل هذه الوساطة
الموكولة للفعل الترجمي "هي المفارقة عينها،التي هي سبب وجود الترجمة و نتيجتها في اآلن نفسه"(.)1
وال يخفى في هذا الصدد ،التأثير الواضح لمفهوم التواصل عند "رومان جاكسبون ()Roman Jakobson
على منظور "ريكور" للترجمة ،باعتبارها عملية تواصلية ،أو نتاجا لها .حيث يرى "ريكور" في الترجمة أنها لقاء
مع اآلخر .و هذا ما نلمسه فيما استفادة "ريكور" من خطاطة جاكبسون اللسانية( ،)7و لكن بشيء من التعديل
( )1
فإنه ال
لتتالءم مع نظريته في التأويل .فإذا كان التواصل "يفترض إرسال رسالة من مرسل إلى مرسل إليهّ ، "..
مناص لهذا المفهوم -و هو موظف في النشاط الترجمي -من أن يتعرض لشيء من التعديل ،وهذا ليتالءم مع
طبيعة العمل الترجمي نفسه.
34
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
أن هذه األخيرة ،ليست مجرد تواصل
وعلى هذا األساس ،تتضح طبيعة الترجمة عند " ريكور" ،و هي ّ
لسانياتي أو لغوي بسيط ،بل هي ذات طبيعة متعددة ،من حيث المشارب و الوظائف .حيث تتقاطع في فضائها
مستويات عدة :نفسية ،اجتماعية ،ثقافية و حتى فلسفية.
-1.1أنـواع الترجمة:
وقبل الخوض في عرض بعض مالمح نظريته في الترجمة ،يتقدم "ريكور" بخطوة منهجية ،تتمثل في حصر
مجال الدراسة .وبهذا الصدد نجده يميز بين نوعين رئيسين من النشاط الترجمي هما" :الترجمة الداخلية"
( )traduction interneو الترجمة الخارجية ( .)3( )traduction externeاألولى هي تلك التي تتم في
إطار اللغة الواحدة .و أما الثانية فتتطلب على األقل متكلمين بلغتين مختلفتين.
( )9
: و مثل هذا التصور في تصنيف أنواع الترجمة نجده عنده "جاكبسون" حيث ذكرها في ثالث مستويات
-الترجمة الضمن لغوية ( :)traduction intralingualالتي تتمثل في تأويل عالمات لسانياتية ،بواسطة
عالمات أخرى من اللغة نفسها .يجمعها في ذلك مبدأ الترادف التقريبي ( principe de la synonymie
.)approximative
-الترجمة البينلغوية ( :)traduction intérlingualو هي التي يتم في مستواها ،تأويل عالمات لسانياتية في
لغة ما بواسطة عالمات لسانياتية من لغة أخرى.
-الترجمة البينسيميائية ( :)traduction intersémiotiqueو تتمثل في تأويل عالمات لسانياتية بواسطة
أنساق ( )Systèmesعالمات غير لسانياتية ،كالرموز ،الصور...الخ
و لعل عدم تخصيص "ريكور" الحديث عن الفرع الثالث ،فألنه يعتبره منضويا عنده ،تحت النوعين األول
و الثاني(.)31
.1قضيـة "األمانة"" /الخيانة":
إن مهمة الوساطة التي انتُدب لها المترجم ،ال يراها "ريكور" بالمهمة السهلة .فالمترجم في واقع مهمته ،يعمل
على " خدمة سيدين :األجنبي في مؤلفه ،و القارئ في رغبة التملك ليده )33( "..و المترجم بين فهم المؤلف في
أثره ،والقارئ في تلقيه للعمل المترجم ،يجد نفسه محاص ار بمفارقة ،ال يكاد يخرج منها ،وان جاهد نفسه بروح
تنغص عليه عمله.
األمانة ( )Fidélitéفي التلقي و التبليغ ،فإن شبهة من الخيانة ( )trahisonما تفتأ ّ
وفي هذا الشأن ،يلتمس "ريكور" مخرجا من هذا المأزق ،من المنظور الهيمينوطيقي عنده :فاإلشكال القائم
في شبهة الوقوع في الخيانة التي تتهّدد المترجم ،وان ظل يحرص على التمسك باألمانة ،مصدره تمسك المترجم
في الغالب بالمظهر الشكلي للغة ،وبتعبير آخر ،مراعاته لقواعد اللغتين؛ لغة المصدر ( )langue sourceولغة
الهدف ( .)langue cibleبينما يعزب عنه الواقع الخارج لسانياتي ( )extralinguistiqueلكال اللغتين ،و هو
واقع الممارسة .ومن ثمة يرى " ريكور" أن الترجمة في واقعها ترجمات ( ،)pluralité de la traductionتبعا
أن هذا األمر قائم حتى
لتعدد اللغات ،اإليحاءات ،المرجعيات ،رؤى العالم ،التقاليد و الثقافات .ويعتبر " ريكور" ّ
ّ
على صعيد اللغة الواحدة؛ فالكاتب وهو ُي ْقدم على كتابه نص معين ،يكتشف في نهاية األمر أن الكتابة قد أخذت
بيده إلى إنتاج نص مختلف أو على األقل ليس ذلك الذي كان يجول في خاطره عند شروعه في فعل الكتابة،
35
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
أي أنه انتقل من حالة كتابة نص ،إلى حالة نص الكتابة ،أو " نص النص " .فما بالك بترجمة نص مكتوب بلغة
معينة ،و العمل على إعادة كتابته ( )réécritureبلغة أخرى مغايرة ؟
ويكمن حل اإلشكال عند " ريكور" حينئذ في القبول بواقع الترجمة المتعددة للنص الواحد .ولتصبح الترجمة
وفق هذا التصور عملية إعادة بناء الوحدة المتنوعة للخطاب اإلنساني .و هو ُيضفي عليها بعدا أخالقيا قائما
على حسن ضيافة لغوية ( )l’hospitalité langagièreبين اللغات.
()32
ليناقش من خاللها الفعل الترجمي في وقد وجد "ريكور" في هذا الطرح ما يعضد به ثنائيته "أمانة/خيانة"
ُب ْعديه اللغوي و األخالقي .غير أن "ريكور" وقد قدم فكرة أن الترجمة خطوة اإلنسان نحو لقاء إنسان آخر ،فهي
بهذا الملمح بمثابة تواصل بين اإلنسان( ،)communication interhumaineالتي تجمع األنا و اآلخر في
فضاء واحد ،يسوده أخالقيات حسن الجوار واالحترام المتبادل ،مثل يحدث أو من المفترض حدوثه بين الجيرة
المتحضرين .أو ليست اللغة بمثابة مسكن لإلنسان؟
-1.1اللغة مسكن اإلنسان :
يسترفد "ريكور" لمناقشة مسألة األمانة/الخيانة ،شيخ المترجمين و أحد الهيرمنوطقيين الكبار البارزين ،وهو:
" ف .شاليرماخر" ( .)3314-3173( )F.Schleirmacherحيث توصل "ريكور" من تحليله ألعمال
"شاليرماخر" ،وبالخصوص ترجماته آلثار أفالطون ( ،)Platonإلى استخالص معادلة ،يستهدي بها المترجمون
في أعمالهم الترجمية ،و هي عبارة "شاليرماخر" الشهيرة ،التي يرسم فيها عمل كل مترجم ،وهي " :اقتياد القارئ
إلى المؤلف ،و اقتياد المؤلف إلى القارئ.)31(".
فالمترجم – وهذا هو نشاطه -يضع لغتين أجنبيتين على صعيد واحد ،يضمهما حيز مشترك .و هذا ما
يجعل الترجمة عند "شاليرماخر" متصلة اتصاال شديدا بفعل التفكير ( )l'acte de penserفي حد ذاته( )34وهو
و قارئه ،يسكنان اللغة نفسها ،وهي اللغة بعينها التي
إن المؤلف األجنبي
ما ذهب إليه "ريكور" عند قوله ّ " :
يسكنها المترجم ذاته "( .)31فهذا الكالم – على ظاهره -يشي بالخط الفكري المنتهج من لدن "ريكور" في تصوره
للترجمة.
وكون اللغة "مسكن" الكائن البشري ( ،)De-seinفإن وضعها هذا هو الذي يجعلها ضميمة للفكر البشري؛
حيث ترتبط بوجود وكينونة اإلنسان نفسه ،بل ال ُي ُّ
عد من المبالغة ،القول :إن اللغة هي الكينونة اإلنسانية بعينها.
وتعد فكرة أن "اللغة مسكن اإلنسان" ،من القضايا األساس في الفكر الهرمينوطيقي .و من الطبيعي أن تتأكد
المسألة عندما يتعلق األمر بالترجمة حيث عالقة لغة بلغة أخرى و من ثم يصبح " التفكير في طبيعة الترجمة،
وطبيعة اللغة ذا أهمية قصوى لدى المنظرين في حقل الترجمة ال ألنه يشير بالضرورة إلى ضرب مختلف من
المقاربات ،ولكن ألنه يعمق و يوسع اإلطار التصوري الذي نوظفه في التعريف بهذا الحقل على وجه
التحديد"(.)37
فأن تكون اللغة بمثابة السكن ( ، )demeureفمعنى هذا؛ أن اللغة قد خرجت عن كونها مجرد وسيلة للتكلم،
لتصبح هي اإلنسان ذاته؛ يسكنها و تسكنه .و ليقول حينئذ ،هذا اإلنسان ،الكائن البشري" :أنا اللغة و اللغة أنا"،
()31
فإن اللغة هي حياة
واللغة في هذه الحالة هي التي " تتكلم اإلنسان ،ال هو الذي يتكلمها" .و بتعبير موجزّ ،
اإلنسان ،وهي موته في اآلن نفسه .ومن هذه الزاوية ينظر "ريكور" إلى واقع اختالف اللغات ،على أنه عامل
36
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
قوي ،وسبب بارز لوجود الترجمة ،بهدف تحقيق التواصل البشري فك ار وحضارة .فاللغة و األلسن والترجمة هي
قوام سيرورة بناء المعنى وتشكيله.
وقد اعتبر "ريكور" ،أن مثل هذا التصور الذي وضعه للترجمة ،يشكل مصد ار أساسيا لنماء اللغات اإلنسانية
واثرائها .وهذا بفعل ما تحمل ه هذه اللغات اإلنسانية ،من تجارب و تصورات مختلفة ،تنتقل بفعل المثاقفة من لغة
إلى أخرى ،بله من ثقافة إلى أخرى .فاللغات اإلنسانية عند "ريكور"" ،ال تختلف فيما بينها تبعا الختالف طريقة
()33
لعل هذا ما
كل منها في تقطيع الواقع فحسب ،بل في إعادة تشكيل هذا الواقع في مستوى الخطاب أيضا ".و ّ
يدل على مدى قوة العالقة الجدلية بين اللغة و الواقع من جهة ،و بين اللغة ومستعمليهما من جهة األخرى.
وليس من مهمة المترجم حينئذ – حسب " بول ريكور" ،-البحث في نقل المعنى بحرفيته من لغة إلى لغة
أخرى ،بقدر ما يكمن دوره في السعي إلى تيسير عملية الفهم و التواصل بين الشعوب .وهذا انطالقا من مبدأ أن
فهم الذات لنفسها في وجودها ،يستند أساسا إلى فهم هذه الذات نفسها لآلخر في وجودها .و لعل أهم صورة من
صور وجود اإلنسان هي اللغة نفسها؛ حيث أنها ليست في مظهر من مظاهرها إال تعبير عن وجود اإلنسان بقوة
في هذا العالم .وقد أحسن " ريكور" بتشبيه اللغة – لغة األم -بالجسد إال أنها جسد كالمي()corps verbale؛
فكما أن اإلنسان يكتشف أجساد اآلخرين انطالقا من جسده ،ومن ثمة يزداد معرفة بجسده هو ،كذلك العالقة بين
اللغات األجنبية واللغة األم ،فهذه األخيرة و هي الجسد الكالمي ،ال تحبس اإلنسان ضمن حدودها بقدر ما تجعله
ينفتح نحو اللغات األخرى ليزداد بذلك غنى بمعرفة لغته فضال عن اللغات األخرى .وبهذا جعل " ريكور" اللغات
كلها على صعيد واحد ،ليس للغة فضل على أخرى ،متجاو از بذلك النظرية العرقية في الترتيب المتعالي للغات.
وبشكل ضمني يرسم "ريكور" بهذا الفهم والتصور للعالقة بين اللغات منهجا وهدفا للترجمة ،حيث جعل منها
أداة للحوار الفكري ،و الحضاري ،تنمي التواصل السلمي بين بني البشر .ولـ" تغدو الترجمة و الحال هذه ،اللحظة
المفضلة إلعادة بناء الوحدة الجامعة لتعدد الخطاب اإلنساني ،فاتحة بذلك السبيل ألخالق الضيافة اللغوية
ُ
()39
و هذا ما يبرر حسب "ريكور" الترجمات المتكررة لألعمال اإلنسانية ". (l’hospitalité langagière
الخالدة عبر عصور متعاقبة .و لكل عصر ترجمته القائمة على فهم العمل بحسب التجارب الفكرية واإلدراكية
لذلك العصر .و هذا طبعا بالمعنى التاريخي و االنطلوجي و االبسموتوجي(.)21
إنّ الترجمة ،وهي عملية تأويل وتفسير ) (interprétationهي التي تباشر فهم النص ومساءلته ،بوساطة
فعل القراءة .وهو فعل هيرمينوطيقي باألساس .وعليه فالمناص لـ " قراءة نص ما من أن تُصطنع على الدوام
داخل طائفة ،داخل تقاليد ،أو داخل تيار فكري حي ،الذي يطور المسلمات ()présupposés
. [ المفترضات] و االقتضاءات (") éxigences
)(21
ولهذا ينتظر "ريكور" من المترجم أن يمسك بخيوط النسيج النصي للعمل المزمع ترجمته ،بحيث يقف في اآلن
نفسه،على جدلية انغالق النص على نفسه ضمن بناء لغوي من جهة و انفتاحه على مرجعه الذي يسمح بتجاوزه
بتحيين إلى دالالت جديدة يسمح بها السياق من جهةأخرى .وهي العلمية التي يسميها علماء النص
النص( ،)actualisation du texteوهي الخطوة األولى و األساس نحو تأويل النص وتفسيره عند " ريكور "
أي التي تُرجع للنص أشياءه .فما موقع الترجمة من تأويل النص ،أو باألحرى ما موقعها النص وأشيائه؟
.3الترجمة و "شيء" النص:
37
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
.1.3النص و النصية عند "ريكور":
يعتبر "ريكور" النص من جانبين هما :البعد اللغوي أو اللسنياتي و البعد الداللي .فأما البعد اللغوي ،فقد
استند فيه "ريكور" على نظرية "بنفنيست" ( )E.Benvenisteحول "الكليات اللغوية" القائلة بأن "اللغة تعتمد على
نوعين من العمليات ،و هما االندماج في كليات أكبر ،و كذا االنقسام إلى األجزاء المكونة .حيث يتولد المعنى من
()22
و من هذا التصور نحصل على الوحدات اآلتية :الفونيم ،اللكسيم العملية األولى ،و الشكل من العملية الثانية
( ،)Lexèmeالجملة ،و النص .علما أن الوحدة األعلى ،ال تعني مجموع الوحدات الدنيا ،بل هي شكل مميز في
حد ذاته( .)21و أما البعد الداللي ،فيتمثل في النظر إلى النص على أنه كل متكامل .و هو بهذا ،ذو استقاللية
فيما يتضمنه من رؤى ،و تصورات ،يطلق عليها "ريكور" "شيء النص ( )24( ،)La chose du texteحينا
وعالم النص ( )21()Le monde du texteحينا آخر .حيث "يتكلم النص عن عالم ممكن وعن طريقة ممكنة
يوجد بها المرء ذاته فيه و أبعاد هذا العالم يفتحها النص و يفضحها معا النص نفسه"(. )27
كل خطاب مثبت بواسطة
سم نصا ّ
ولكن ما النص الذي يعنيه "ريكور" ؟ يجيبنا "ريكور" معرفا النص بقولهُ ":لن ّ
الكتابة ( )21( " )l'écritureأو بتعبير آخر ،النص خطاب مكتوب؛ و الكتابة هي عماد النص و شرط وجود
الخطاب مرقوما أو مسط ار .و لكن الكتابة التي يزعمها "ريكور" المنشئة لعالم النص بداية و نهاية ،هي الكتابة
األثر ( ،)traceالكتابة الخط(.)23
ويناقش "ريكور" مفهومه للكتابة الذي هو مفتاح نظريته للنص ،عن طريق مقارنة يعقدها بين الكتابة والكالم.
فعلى منوال مقولة "هـ.ج .جادامير" (" ،)H.G. gadamerالكائن البشري يتكلم" يرى " ريكور" أنه يمكن نسج
عبارة "الكائن البشري يكتب" بل "ينكتب" .فالكتابة بهذا الطرح صنو الكالم ،ال تقييد له فحسب ،كما يعتقد هذا
الرأي كثير من الناس .ذلك "أن التثبيت بالكتابة يحدث مكان الكالم نفسه أو بدال منه"( .)29حيث يرى "ريكور"
أن الكالم و الكتابة ،و إن كانا يشتركان في نقطة أساس ،و هي إرسال رسالة ما ،فإن فارقا جوهريا يفصل بينهما
ّ
وهو " ما تجلبه الكتابة من التنائي ( ،)distanciationيفص ل الرسالة عن متكلمها ،وعن مقامها المبدئي
وعن المرسل إليه األولي( .)11بيد أن الموقف الكالمي الحواري تتعاضد فيه هيئاته ( instances de la
.)13( )parole
فإذا كان األمر كذلك بين الكالم و الكتابة ،ففيم الكتابة فاعلة بالخطاب ،و ما شأن هذا األخير بها و الحال
()12
أن الكتابة تحررت ،من
أن الخطاب نشاط لغوي ألفراد مندرجين في سياقات معينة ؟ .يرى "ريكور" ّ
أننا نعلمّ ،
()11
تحتل مكان الكالم نفسه .و هو ما يعد عقدا لميالد النص" ومن
ّ كونها مجرد نسخ لعالمات الكالم و أخذت
المبرر العملي ،لعالقة الكتابة بالخطاب .فـ"الخطاب يعتبرّ هذا فالكتابة معنية أصال ،بالقصد ()l'intention
قصدا للقول و الكتابة تسجيال مباش ار لهذا القصد"( )14و تعتبر الكتابة بهذا استبداال للحوار الشفوي.
.1.3النص الكتابة/النص القراءة:
إنّ اهتمام "ريكور" بالكتابة دون الكالم يدخل ،من باب اهتمامات الرجل الفلسفية ..فالكتابة و هي نسق من
()11
بحاجة إلى آلية تفك رموزها بحثا اآلثار ( )tracesتضمن للخطاب دوامه و للنص ديمومته ما بقيت الكتابة
أن العالقة " الكتابة-القراءة " مخصوصة ،حيث أن عن ذلك القصد ،و هذه اآللية هي القراءة ( .)Lectureبيد ّ
المْنتج
غيابا يحصل للمؤلف ساعة قراءة ما كتب ،و غيابا يحدث للقارئ وقتما كتب ما يق أر .و هكذا يغدو " النص ُ
38
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
احتجابا مزدوجا للقارئ و المؤلف ،و بهذه الكيفية يصبح بديال لعالقة الحوار التي تربط تواصل أحدهما يسمع
اآلخر"(.)17
موضع به "ريكور" النص ال يخلو من إثارة إشكاالت عدة ،سواء على الصعيد
غير أن هذا التشخيص الذي ْ
اللسانياتي ،أو الفلسفي و الهيرمينوطقي .و لعل مصدر تلك اإلشكاالت ،هو قضية المعنى ( )sensوالداللة
( .)Significationأو ما يمكن أن نطلق عليهما :المعنى اللفظي للنص و القصد الذهني للمؤلف .و لندع
"ريكور" يعالج اإلشكال من زاويته حيث يقول " :إن قدرة الخطاب على اإلحالة إلى الذات المتكلمة في الخطاب
المنطوق سمة بديهية ،ألن المتكلم ينتمي إلى سياق القول المتبادل]…[ لكن قصد المؤلف و معنى النص
يكفان عن التطابق و التمازج في الخطاب المكتوب]…[ و هكذا تفلت وظيفة النص من األفق المحدود الذي
يعيشه مؤلفه ،و يصبح النص يعني [ بفعل القراءة] أكثر مما كان يعنيه المؤلف حين كتبه "(.)11
ف"ريكور" بهذا الطرح ،يؤسس مبدأ أساسا و جوهريا قامت عليه تأويليته النصية ،و هو مبدأ "االستقالل
()13
الداللي للنص" ،حيث يغدو التأويل " حالة خاصة من الفهم ،الفهم حين يطبق على تعبيرات الحياة المكتوبة "
()19
. ويصبح الفهم حينئذ كتابة (ثانية) لقراءة أو على حد تعبير بارت " كتابة القراءة " ()Ecrire la lecture
.4حدود الترجمة عند "ريكور" :
1.4حلم الترجمة الكاملة:
حمال أوجه ،ال يقف عند معنى واحد بعينه .فهو و الحال هذه " يتكلم يتجلى لنا النص مما سبق عرضه ،أنه ّ
()41
فإن االعتقاد في إمكانية وجود ترجمة
ولذا ّ عن عالم ممكن ،و عن طريقة ممكنة ،يوجه بها المرء ذاته فيه "
أن المعنى الذي تصب الترجمة عليه تامة أو حرفية ( )Traduction littéraleأمر غير وارد مطلقا .ذلك ّ
اهتمامها ،ال ينبثق من اللفظ في حد ذاته ،بل هو نتاج حوار اللفظ مع الموقف و الفكر و الوجود .و على هذا ال
ينظر "ريكور" إلى اللغة " بوصفها وسيلة تعبير أو إبالغ ،بل بوصفها الوجود و التجلّي.)43( "...
وكون اللغة بهذا البعد الهيرمينوطيقي ،هي "اللغة الخالصة" ( )langage purو النص في هذه الحالة في
أن للمترجم دورا ،غير ذلك الذي ُيناط به في العادة ،وهو أن
تجاوز سرمدي لمقصد صاحبه .و عليه يرى "ريكور" ّ
يلعب دور الوسيط ( )médiateurبين الك اتب و القارئ ،وهو بهذا يضطلع بدور محوري بين الثقافات
والحضارات االنسانية .وهذا ما يجعل " الترجمة تأبى أن تكون مجرد عملية نقل من لغة إلى لغة ،إلى أن تكون
عامل تأسيس النطولوجيا فهم الكائن [ البشري] في التاريخ "( .)42هذا الكائن البشري الذي ال يتوقف عن فعل
الفهم؛ فهم العالم ،و فهم نفسه .فحدود الترجمة إذا ليست قيودا ،بقدر ما هي انعتاق نحو تحقيق الوظيفة العملية
للنصوص ،ضمن التفاعل الحضاري اإلنساني ،الذي يعد بوابة الهيرمينوطقيا نحو العالمية.
1.4التكافؤ بال هوية ()l'équivalence sans identité
أهم عامل دفع بعلم الترجمة ( )traductologieإلى التطور ،هو البحث المقارن في التغيرات لعل ّ
ّ
واالختالفات القائمة بين الترجمة و األصل .وهو البحث المتمثل في مقدار مستوى تكافؤ ()l’équivalence
نص الوصول ( ،)texte d’arrivéeقياسا بنص االنطالق ( .)texte de départفكم من حبر سال في هذه
القضية ،وكم من صفحات ُدبجت في منا قشاتها منذ سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا ،و إن شهدت الوتيرة
مسا ار تنازليا.
39
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
ويعرف التكافؤ ( )équivalenceبأنه "عالقة التماثل الموضوعة في "الخطاب" بين "وحدتي ترجمة"
( )unités de traductionللغات مختلفة حيث تصبح الوظيفة الخطابية مماثلة أو مماثلة تقريبا"( .)41فالتكافؤ
أو التماثل يتموقع في الخطاب ،و من ثم وجد فيه "ريكور" ضالته لبلورة نظريته في الترجمة .و بما أن تحقيق
فإن المماثلة بالتقريب هي التي تصبح عملية ،بل وظيفية
المماثلة بشكل كامل متعذر لألسباب المذكورة آنفاّ ،
( .)fonctionnelleذلك أن " الفارق يستحيل تجاوزه بين ما هو خاص و ما هو أجنبي"( .)44و الحال أن
التكافؤات ،لم تُوضع إال لتتماثل -بالتقريب -مع " معنى" نص االنطالق ( ،)texte de départو هذا مع
معرفة ُمحيطة ،باللغة و الوقائع التي يستند إليها نص االنطالق ،إضافة إلى مراعاة تحقيق شروط التواصل
ووظائفه لدى نص الوصول (.)41()texte d’arrivée
وعلى هذا الفهم للترجمة من حيث طبيعتها ،ووظيفتها دلف " بول ريكور" إلى الحديث عن إشكالية ثنائية:
أن هذه القضيةأمانة/خيانة باعتبارها معضلة عملية ،قائمة في قلب الممارسة الترجمية ذاتها .ويرى " ريكور" ّ
صادرة عن عوز لمعيار موثوق فيه ،و هو ما يطلق عليه في أوساط المترجمين بـ" المعنى نفسه " المتواجد فوق
()47
أن هذا " المعنى نفسه" متعذر الوقوع ،تبقى الترجمة الجيدة عند
وبين نص األصل ونص الوصول .و لكن بما ّ
"ريكور" ،هي التي يكفيها الحصول على" تكافئ ُمفترض ،غير مؤسس على هوية لمعنى قابل للبرهنة عليه،
بالهوية (.)41( ".)identité
تكافؤ ُ
ويريد "ريكور" بكلمة " هوية " في هذا المجال المماثالت التي لها " قرابات ثقافية تخفي في طياتها الطبيعة
الحقيقية للتكافئ"( )43و يكون لتلك المماثالت في لغة االستقبال أو لنقل في ثقافة االستقبال التأثير الفكري والثقافي
نفسه ،وهذا ما يطلق عليه " المقارنة البناءة " ( .)49( )comparatisme constructifو هكذا يصبح معنى
التكافئ بال هوية الذي اقترحه "ريكور" متالئما مع نظريته في التأويل.
وبما أنه قد ُعفي عن مصادر تلك المماثالت أو "التكافؤات" األصلية ،و لذلك أصبحت ميراثا إنسانيا مشتركا،
فقد فقدت جراء هذا هويتها األصلية ،و غدت ملكا مشاعا لإلنسانية جمعاء ،ويحق للمترجمين جميعهم تبنيها
على حد سواء .و لهذا يدعو "ريكور" إلى إنجاز مسرد ( )Glossaireلكل "التكافؤات بال هوية" تلك.
ومن بين العقبات التي تعترض طريق المترجم أيضا التكافؤ التصوري (،)équivalence conceptuelle
وهي العقبة التي تُنسب في غالب األحيان إلى النص المصدر( .)texte sourceحيث يتعين على المترجم،
الحرص على نقل" واقع " هذا النص من بناءات ثقافية وأيديولوجية...،الخ .وباختصار ،هوية النص المصدر التي
عد من أكبر الرهانات التي يطلب من المترجم أن يأخذها في الحسبان ،و التي تعكس بقليل أو بكثير حجم تُ ُّ
مسؤوليته األخالقية في عمله التُّرجمي.
وباقتراحه لفكرة " التكافؤ بال هوية " ،يكون "بول ريكور" قد فتح بابا يسمح بالتواصل بين مختلف ثقافات
وحضارات العالم قديمها و حديثها .متجاو از بذلك فكرة تعالي و هيمنة ثقافات على أخرى أو لغات على أخرى تبعا
للنظرية العرقية الذائعة الصيت حينها .و إذا كان فهم اآلخر "األجنبي" عند " ريكور " ،دافعا للقاء الثقافات ،فإن
فهم الذات الذي يتم بوساطة فعل الترجمة ،هو التغذية الراجعة ( )feed backالتي يتلقاها المترجم في الوقت
نفسه .و تلك هي إذا نظرية ال"سكوبو" ( ،)Skoposالتي تنظر إلى الترجمة على أنها إحدى العناصر األساس
للدينامية الثقافية المحققة للتواصل البين ثقافي (.)communication interculturelle
40
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
خاتمـة:
ولعل أهم فكرة خرج بها "ريكور" ،هي عبارته الشهيرة " الضيافة اللغوية" ()hospitalité langagière
ّ
أن متعة السكن في لغة اآلخر ،تعوض بمتعة التي هي عنده واحة المترجم ،التي يجد فيها سعادته .حيث " ّ
استقبال كالم األجنبي في البيت الخاص )11( ".فالمترجم الجيد عند "ريكور" هو من ال يقنعه السكن في لغة
واحدة ،بل يجد سعادته في استضافة لغة اآلخر ،و يسمح له بالتعبير عن ذاته ،و بلغته.
كما يمكن للمترجم في الجهة المقابلة أن يعبر عن ذاته بلغة اآلخر .وبهذا نقل "ريكور" قضية الترجمة من
إشكالية ثنائية" القابل للترجمة /المتعذر ترجمته"( ،)traduisible/ intraduisibleوهي إشكالية فكرية وفلسفية
بالماهية والجوهر ،إلى حقل عملي وتطبيقي مشهود وملموس بل و معيش؛ وهو بناء المماثالت
( .)construction des comparablesولتصبح الترجمة وفق هذا التصور ذات توجه عملي ممارساتي ،بدال
من أن تبقى تراوح مكانها ،في ميدان الطروحات النظرية.
وان كان" بول ريكور" لم يرسم خريطة لترجمة تطبيقية ،فحسبه ،أنه عالج الموضوع بفكر علمي و عملي ،فتح
به مجاال خصبا وواعدا لترجمة وظيفية تخدم اإلنسانية .و لقد كانت آراؤه النظرية ومقترحاته العملية بمثابة الخطوة
النوعية التي ساهمت في خلق بعد جديد للوساطة بين الثقافات اإلنسانية التي جعلها أقدس مهمة للترجمة وأنبل
البعد" ( )l'auberge du lointainكما كان يحلو لفقيد
رسالة للمترجمين .و حسبه أنه أعاد ترتيب بيت " مقام ُ
الترجمة أنطوان بيرمان إطالقه على الترجمة.
الهـوامـش و إإلحاالت:
1- voir : Paul Ricœur, du texte à l'action essais d'herméneutique II Paris, ed du seuil 1986.
و هذا الكتاب تكملة للكتاب األول المرسوم بـ":صراع التأويالت"-
"le conflit des interprétations essais d'herméneutique I Paris, ed du seuil 1969.
2- Paul Ricœur, sur la traduction. Paris, ed Bayard, 2004 pp 66.67.
3- Ibid p 53.
4- Ibid pp 53.54.
5- Ibid p 53.
6- voir Jean Dubois et autres. Linguistique et science du langage. Paris, larousse. 2007. pp 94.97.
7- Roman Jakobson. Essais de linguistique générale. Paris, ed de minuit, 1963 p 79.
8 - Paul Ricœur, op cit p 46.
9 - Roman Jakobson op cit 1963 p 79.
10- Paul Ricœur, op cit pp48.49.
11- Paul Ricœur, op cit p 09.
12- Ibid.
13- Ibid.
14- voir F.Schleimacher. des différentes méthodes du traduire Trad Française, Paris. Ed
seuil.1999.
15- Paul Ricœur,op cit p 09.
-11إدوين غينتسلر .في نظرية الترجمة :اتجاهات معاصرة .ترجمة سعد عبد العزيز مصلوح .بيروت لبنان .المنظمة العربية
للترجمة ط 2111 3صص .141.143
41
2132 عدد -13سبتمبر التواصل في اللغات والثق افة واآلداب
-11يحبذ "هيدجر" ( )Heifegerبهذا الصدد استخدام مصطلح "كالم" ( )paroleبدال من لفظة "لغة" باعتبار أن الكالم يحمل
بصمات متكلمه و منه يأخذ الخطاب ( )discoursمفهوما ممي از لدى معشر الهرمينوطيقيين أمثال "جادامير"" ،ريكور"" ،نوكو"
صاحب مقولة "الوجود في اللغة".
18- Paul Ricœur, op cit p 54.
11- Voir, Paul Ricœur, op cit pp.19-20, et 42-43.
-20ينظر للتوسع "الهرمينوطيقا و الترجمة" في "الهرمينوطيقا و الفلسفة" (نحو مشروع عقل تأويلي) لـ عبد الغني بارة .منشورات
االختالف/الجزائر-الجزائر -الدار العربية للعلوم تاشرون .بيروت-لبنان .ط ،2113 3ص .331-311وكذلك" :الترجمة
الهرمينوطيقا" لمصطفى العريصة ،في":الترجمة في اآلداب و العلوم اإلنسانية (الواقع واآلفاق) .منشورات كلية اآلداب و العلوم
اإلنسانية أكادير 3999صص .13،17
21- Paul Ricœur, Le conflit des interprétaions , Paris, éd du Seuil,1969, p.7.
-21بول ريكور :نظرية التأويل-الخطاب و فائض المعنى-المركز الثقافي العربي المغرب/بيروت لبنان .ط 2111 3ص.12
-13ينظر – م ،ن .ص ،ن.
24- Paul Ricœur, du texte à l'action, Paris, ed du seuil, 1986, pp 140-145.
25- Ibid, pp 125-129.
-14بول ريكور :نظرية التأويل ،مرجع سابق ،ص.341
21- Paul Ricœur, op cit p 154
-ينظر :
Roland Barthes, de l'œuvre du texte" Bruissement de la langue. Paris édition du seuil 1984. pp 71-
80.
-12ينظر :عبد الغني بارة ،الهرمينوطيقا و الفلسفة ،مرجع سابق ،ص .172
21- Paul Ricœur, du texte à l'action op cit p 154.
33- Ibid p 140.
31- Ibid p 155.
-31ينظر مادة "الخطاب" ( )discoursلـدومينيك مانغونو ،المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب .ترجمة :محمد يحياتن،
منشورات االختالف ط 2113 3الجزائر ص .13
33- Paul Ricœur, op cit p 156.
34- Ibid.
35- voir Paul Ricœur, "Herméneutique philosophique et Herméneutique biblique" in du texte à
l'action op cit pp 133.148
31- Paul Ricœur, op cit p 155.
31- Ibid. pp 154-155.
32- Ibid. pp 159-162.
31- Roland Barthes : Bruissement de la langue. Édition du seuil, Paris. 1984- pp 33. 56.
-43بول ريكور" :نظرية التأويل" ،مرجع سابق ،ص.341
-41عبد الغني بارة :الهيرمينوطيقا و الفلسفة ،مرجع سابق ،ص .319
-41المرجع نفسه ص .313
43- Jean Delisle et autres : Terminologie de la traduction (équivalence p 36).
44- Paul Ricœur : sur la traduction, op cit p 62.
45- Voir, Ibid.
41- Ibid 60.
41- Ibid 60.
42- Ibid p 62.
41- Ibid p 63.
@50- Ibid p 21.]31111223173913171[+
42