Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني:
القصة القصيرة :مفهومها و عناصرها
المبحث األول :مصطلح القصة القصيرة
أوال :المصطلح:
المفهوم اللغوي :ان لفضة قصة ليست من االلفاظ الجديدة التي دخلت اللغة أ-
العربيةحديثا ،و انما ورد ذكرها في التراث االدبي و العلمي القديم ،و ان كنا نؤكد
ان مدلولها المعنوي و الفني فتطرأ عليه تغيرات كثيرة نتيجة االتصال بالثقافات
1
األجنبية .
فمادة (قصص) في لسان العرب المحيط تعني تتبع اثر الشيء ،و يقال :
قصيه "
قصص الشيء اذا تتبعت اثره شيئا بعد شيء و منه قوله تعالى " وقالت ألخته ّ
[سورة القصص ]11 :أي اتبعي اثره و يجوز باللين :فقصت قصا ،
و القصة :الخبر وهو القصص و قصى علي خبره يقصه قصا و قصصا و القصص
تكسير القاف :جمع القصة التي تكتب :
و تقصص كالمه :حفظه ،وتقصص الخبر :تتبعه ،و القصة :االمر و الحديث ،
واقتصصتF
رويته على وجهه ،و القاص :الذي يأتي بالقصة على وجهها كأنه تتبيع معانيها و
الفاظها و في القاموس المحيط للغبروز ابادي معاني كثيرة لكلمة قص :متفقة في
معظمها مع ماورد في لسان العرب المحيط و منها "قص اثره قصا و قصيصا " تتبعه
ابن المنظور ،لسان العرب المحيط :اعداد و تصنيف يوسف خياط ،الجزء الخامس ،دار الجيل بيروت – دار 1
و الخبر أ علمه :فارتدا على اثرهما قصصا [سورة الكهف ] 64 :أي رجعا في
1
الطريق الذي سيلقاه
وجاء لفظ (القصة ) في المجند في اللغة العربية المعاصرة :قصة :ج قصص و
قصاص كل خصلة من الشعر :شعر مقدم الرأس ، Fقصة :ج قصاص :حكاية نثرية
طويلة تستمد من الخيال او الواقع او منهما معا ،و تبنى على قواعد معينة من الفن
الكتابي "قصص الف ليلة و ليلة " ،رواية ،خبر او حديث يتصف باألمانة و الدقة
:قصة اسفاره :حادثة غريبة ،قصة التصدق :شأن ما قصته ؟ خبرا ،روى قصة
2
مرضه :قصة هذا اآلمر أن : ....موضوعه و محتواه
اقصوصة :ج اقاصيص ،حكاية قصيرة ،سرد حادث بطريقة ممتعة ،
قصصي :راو القصة ،قاص ،له طابع القصة ،و القاص سبقت القصة و يرويها –
قص ما حدث .اقتضى .تتبع اثر فالن
3
و القصة لغة " أحدوثة شاقة ،مروية او مكتوبة يقصد بها االقناع ،او اإلفادة"
و بهذا المفهوم الداللي فإن القصة تروي حدثا بلغة أدبية راقية عن طريق الرواية أو
الكتابة و يقصد بها اإلفادة او خلق متعة ما في نفس القارئ عن طريق اسلوبها و
4
تضافر احداثها و اجوائها التحليلية و الواقعية
الفيروز ابادي مجد الدين محمد بن يعقوب :القاموس المحيط (ط )2شركة مكتبة و مطبعة مصطفى بامي 1
المنجد في اللغة العربية المعاصرة ،الطبعة الثانية ،دار المشرق بيروت صفحة 2001- 1170م 2
3د جبور عبد النور :المعجم االدبي ،دار العلم الماليين ،بيروت 1889مادة (قص)
4شربيط احمد شربيط ،تطور البيئة الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة 1985-1947صفحة 16
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
اذن من خالل هذه التعاريف التي بين يدينا يجتمع لنا ان مفهوم القصة لغة هو اقتفاء
األثر و تتبعه ،و ايراد الخبر و نقله للغير ،و هي أيضا تشمل الرواية و السرد و
االخبار .
و القصة عند الكاتب اإلنجليزي " تشارلتون :ان لم تصور الواقع فانه ال يمكن ان
1
تعد فنا
اما الناقد اإلنجليزي ولتر الن فيرها اكثر األنواع األدبية فعالية في عصرنا الحديث
بالنسبة للوعي األخالقي ،فهي عن طريق فكرتها و فنياتها تمكن من جنب القارئ الى
عالمها ،فتبسط الحياة اإلنسانية امامه بعد ان اعادت صياغتها من جديد ،و هي في
صورتها العامة عند "فورستر حكاية فحسب تتابع احداثها في حلقات مثلما تسلسل
2
فترات االنسان
1ه ب تشارب ،فنون االدب تعريب الدكتور زكي نجيب مد ،لجنة التأليف و النشر و الترجمة ،مصر ، 1959 ،
ص 160
2د .محمد زغلول سالم ،دراسات في القصة العربية الحديثة ،أصولها اتجاهاتها اعالمها ،منشأة المعارف
اإلسكندرية بال تاريخ ،ص 03
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
1د-السعيد الورقي ،اتجاهات القصة القصيرة في االدب العربي المعاصر في مصر (د.ط) دار المعرفة الجامعية
1999ص 33
يوسف الشاروني ،دراسات في الرواية و القصة القصيرة ،مكتبة األنجلو المصرية القاهرة 1967ص 294 2
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
و بعد النص القصصي اليوم اساسا في كل حركة ادبية تقوم داخل أي مجتمع و
يعود تقدم فن القصة على معظم الفنون " الكناية " ،االخرى الى قدرتها الكبيرة على
استيعاب الحياة االنسانية بأحداثها االليمة و المفرحة و بتطلعاتها الى تصدير حياة
االنسان في ادق تصرفاته و ارق أحاسيسه .
" القصة القصيرة لم تأخذ مفهوما فنيا اال حينما اخذت تروي وجود النشاط و الحركة
في حياة االنسان و ذلك حينما وجه الناس اهتمامهم الى اجزاء الحياة وتفضيالتها
اهتماما يحول التافه الى شيء ذو وزن و شأن ،و اخذوا يستعيضون بمطالعة اوجه
1
الحياة المألوفة كما تقع كل يوم "
و بمفهوم اخر " تمثل حدثا صغيرا يدور في زمن محدد و مكان ضيق و اشخاص
محدودة .و هذا الحدث البد ان يكون متكامال له بداية ووسط و نهاية ،يرتبط بعضها
ببعض .تقوم بينها عالقة عضوية و هي اكثر االنواع االدبية زواجا و شيوعا و
2
القصة القصيرة كالقصة تماما في اكتمال عناصرها و قيامها على عناصر فنية "
كما يقول رشاد رشدي في التفريق بين القصة و الرواية " الرواية تعتمد على التجميع
بينما تعتمد القصة القصيرة على التركيز ،الرواية تصور النهر من المنبع الى
المصب ،اما القصة القصيرة فتصور دوامة واحدة على سطح النهر ،الرواية تعرض
الشخص من شانه الى زواله او مماته وهي تروى او تفسر حوادث حياته من حب ن
مرض ،و صراع ..اما القصة القصيرة
1السعيد Eالورقي ،اتجاهات القصة القصيرة في األدب العربي المعاصر ،في عصر دار المعرفة الجامعية ،ص 13
2علي مصطفى صبح ،من االدب الحديث في ضوء المذاهب األدبية Eو النقدية ديوان دار المريخ للنشر و ديوان
المطبوعة الجامعية بالجزائر ،الرياض 1985- 1406 ،م ص 127
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
3
فتكتفي بقطاع من هذه الحياة علمية منها ،موقف معين او لحظة معينة"
و من اهم ميزاتها لدينا :الوحدة :وهي اساس جوهري من اسس بناء القصة القصيرة
و تشمل وحدة الدافع ،وحدة الهدف ،ووحدة الحدث ووحدة االنطباع و لدينا التركيز
ويكون في كل شيء وهو اهم مميز للقصة القصيرة Fو ان كان عنصر التركيز بلزم
ان يكون مقوما من المقومات الرئيسية لهذا النوع من القصة الن القصة القصيرة تتلقى
اثرها ككل و في الحال و السرعة .فال بد من كونها مكثفة و مركزة جدا (اسبد قضبا
)233-1999فنستطيع القول ان القصة القصيرة Fتدور على محور واحد في خط
يسير واحد ،و ال تشمل من حياة اشخاصها اال فترة محدودة او حادثة خاصة او حالة
شعورية معينة ،وال تقبل التشعب و االستطراد الى مالبسات كل حادث و ظروف كل
شخصية ،
فان القصة القصيرة كانت و التزال اقرب الفنون االدبية الى روح العصر ،ألنها
انتقلت بالقص من التعميم الى التخصيص ،و ال تناول الحياة او الشخصية الكاملة بكل
حوادثها و ظروفها بل تصور جانبا واحدا فنيا من جوانب حياة الفرد ،او زاوية من
زواياه او انها تستخدم كل االجناس االدبية
3رشاد رشدي ،فن القصة القصيرة مكتبة األنجلو المصرية ،ملتزم الطبع و النشر ،المطبعة الفنية الحديثة 1970
ص 114
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
-1طريقة الترجمة الذاتية (سرد غير مباشر طرق صوغ الحدث ب-
-2طريقة السرد المباشر
-1المعنى ج -عناصر الحدث
-2الحبكة
-3
الدور ( :رئيسية /ثانوية / 1مفهومها .IIالشخصية :
معارضة )
البناء( :المسطحة الثابتة /النامية 2تصنيفها من حيث
المتنورة )
.IIIالزمان و المكان
اللغة .IV
عناصر القصة القصيرة :
مما يجبر ذكره ان هناك اختالف واضح بين المختصين في هذا المجال حول ما يتعلق
بتحديد عناصر القصة القصيرة ،بناء على التصور الخاص بكل منهم حول ما هيتها ،
و اركانها و ما الى ذلك من امور مرتبطة بهذا النوع من الفنون األدبية ،و من هنا
كان و ال بد من ذكر العناصر التي تم االتفاق على ضرورة و جودها في أي قصة
قصيرة و هي على النحو التالي :
-1الحدث :هو مجموعة االفعال و الوقائع مرتبة ترتيبا سيسا ،تدور حول
موضوع عام ،وتصور الشخصية و تكشف عن صراعها مع الشخصيات االخرى ،و
تحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على اربعة اسئلة :كيف و اين ومتى و لماذا
وقع الحدث ؟ و يعرض الكاتب الحديث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات
كلية او جزئية ،فالراوي قد يكون كلي للعلم ،او محدودة ،و قد يكون بصيغة (االنا)
السردي فقد ال يكون في القصة راو و انما يعتمد الحديث عندئذ على حوار
الشخصيات و زمان و المكان و ما ينتج عن ذلك من صداع يطور الحدث و يدفعه الى
االمام او يعتمد على الحديث التخيلي .
" و لقد اتضحت مالمح الحدث القصصي على يد الكاتب الفرنسي (موسيان) لتأثره
باالتجاه الواقعي الجديد ،و الذي يرى ان الحياة تشكل من لحظات منفصلة و كانت
القصة كتابة حدث واحد ال ينفصل فيما سبقه في زمن واحد او في ما بعده ،
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
و قد سار اغلب الكتاب بعد موسيان على نهجه و اعتبرو ركن الحدث عنصرا متميزا
للقصة ،وحافظوا علىه كأساس فني ال ينبغي تجاوزه ،ومن اشهر كتاب القصة التي
تتضح في كتاباتهم هذه الحامية :انطوان تيشكون و كاتريل مانسفليه و لويجي
براند للو . 1ومن اهم العناصر التي يجب توفرها في الحدث القصصي Fهو عنصر
(التشويق) و فائدة هذا العنصر تكمن في اثارة اهتمام الملتقى –و شده من بداية
العمل القصصي Fالى نهايته او به تسري في القصة روح نابضة بالحياة و
2
العاطفية
وكذا عنصر (زمن الحدث) من اهم العناصر في الحدث القصصي ،وهو يتألف من
مجموعة ازمنة ( :زمن الحبكة ،و زمنالقصة ،وزمن العمل القصصي نفسه ثم زمن
4
معنى و اال ظل و حتى يبلغ الحدث درجة االكتمال فانه يجب ان يتوفر على 3
قرائته)
ناقصا و كذلك جملة المميزات التي تريد من الحدث قوة و تماسكا كالتغيير عن نفوس
الشخصيات وحسن التوقيع واالنتظام في حبكة شديدة الترابط و ان يكتسب صفة
السيمة والتالحق .
كماانه توجد طرق فنية لبناء الحدث القصصي و طرائق لصوغه اهمها :
-1طرق بناء الحدث :
ليتعمل كاتب القصة القصيرة ثالثة طرق لبناء احداث قصصهم خصوصا كتاب القصة
التقليدية و تتضح كل طريقة من خالل الحديث كاالتي :
الطريقة التقليدية :اقدم طريقة ،وتمتاز باتباعها التطور السببي المنطقي حيث يندرج -1
القاص بحدثه من المقدمة الى العقدة فالنهاية .
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية للقصة الجزائرية ،المعاصرة ص 22 1
صبري حافظ ،الخصائص البنائية لألقصوصة :مجلة (فصول) (مقال) عدد 4القاهرة سنة 1982 3
اليا الحاوي ،في النقد و االدب ،دار الكتاب اللبناني بيروت ص 85 4
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
-2الطريقة الحديثة : Hيشرح القاص فيها يعرض حدث قصته من لحظة المازم ،او
كما سميتها بعضهم (العقدة) ثم يعود الى الماضي او الى الخلف ليروي بداية حدث
قصته ،مستعينا بلك ببعض الفنيات و االساليب كتيار الالشعور و المتاجاة و الذكريات
1
.
-3طريقة االرتجاع الفني ( :االخطف خلفا) :بدا الكاتب فيها بعرض الحدث في
نهايته ثم يرجع الى الماضي ليسرد القصة كاملة ،و قد استعملت هذه الطريقة قبل ان
تنقل الى االدب القصصي في مجاالت تعبيرية اخرى كالسنيما ،وهي اليوم موجودة
2
في الرواية "البولوسية " اكثر من غيرها من االجناس االدبية
-2طرق صوغ الحدث
هناك طرق كثيرة سيعلمها الكاتب القصة لعرض االحداث ان تكتفي باهماه مثل :
أ -طريقة الترجمة الذاتية :يلجا الخاص فيها لسرد احداث بلسان شخصي من
شخصيات قصته ،مستخدما ضمير المتكلم ،و يقدم الشخصيات من خالل و جهة
نظره الخاصة :فيحللها تحليال نفسيا متقمصا لشخصية البطل ،و لهذه الطريقة عدة
عيوب من بينها :االحداث ترد على لسان القاص الذي يتحكم ايضا في مسار نمو
الشخصيات ،ومنه انها تجعل القرء انهم يعتمد ،ان االحداث المكروية و قم وقعت
للقاص ،و انها تمثل تجارب حياته فعال ،خاصة اذا وقع في اقناع القراء بذلك عنة
طريق و سائله الفنية. 3
ب -طريقة السرد المباشر :تبدوا هذه الطريقة ارحب و انجح من الطريقة السابقة و
فيها يقدم الكاتب االحداث في ضيغته ضمير الغائب و تتيح هذه الطريقة الجرية للكاتب
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية للقصة الجزائرية المعاصرة 1947 ،م – 1985ص 23 1
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية للقصة الجزائرية المعاصرة 1975-1948 ،ص 23 3
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
لكي يحلل شخصياته ،و افعاله تحليال دقيقا و عميقا ،ثم انها ال توهم القارئ بان
احداثها عبارة عن تجارب ذاتية و حياتية ،وانما هي من صميم االنشاء الفني
ج -الطريقة الثالثة :يعتمد القاص في هذه الطريقة على الوثائق على الوثائق و
1
الرسائل والمذكرات في اثناء معالجته الموضوع الذي يدير قصته حوله
عناصر الحدث
يوجد الحدث القصصي عنصران اساسيان هما المعنى و الحبكة و سنعرض لهما -
بإيجاز
المعنى :عنصر اساسي في القصة و جزء ال يتجزأ من الحدث ،ولذلك فان الفعل -1
و الفاعل ،او الحوادث و الشخصيات يجب ان تعمل على خدمة المعنى من اول
القصة الى اخرها ،فان لم تفعل ذلك ،كان المعنى دخيال على الحدث ،وكانت القصة
فالقصة الفنية تشمل بالمعنى الجيد الذي يخدم االنسان ،و 2
بالتالي مختلفة البناء
يطوره ،و ما كل معنى يلقى الترحيب عند المتلقين او النقاد ،و بال ريب فان المعنى
الجيد سيشارك في انشار النص القصصي Fومن ثمة فان دوره يكون اعمق اثرا و
3
االدبي اكثر عمال على تغيير الظواهر المتوانة من طرف النص
الحكاية :هي مصطلح ادبي وقعة المجرى العام الذي تجرى فيه القصة و تستسيل -2
بأحداثها على هيئة متنامية ،متسارعة ،ويتم هذا بتظافر كل عناصر القصة جميعا ،
و هي الطريقة التي يتم بها سرد االحداث ،وقع التأكيد فيها على االسباب و النتائج كما
2د .رشاد رشدي ،فن القصة القصيرة ،ص ، 57انظر أيضا أحمد الحسني في القصة بالمغرب ص 37
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية للقصة الجزائرية المعاصرة 1985 – 1947 ،ص 24 3
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
يجب ترتيب االحداث للوصول الى التأثير المقصود لدى القارئ من خالل الحبكة و
هي "سلسلة من االفعال التي تصمم بعناية و تشابك صالتها وتتقدم عبر صراع قوي
بين االضداد الى ذروة و انفراج " . 1
و من خاللها يتعرف القارئ على االجواء التي تدور فيها القصة :ثم التوتر و التعقيد
اثر حادث معين حتى يصل الى النهاية او ما يشابه الحل وهو ذروة االنفراج
ومن وظائف الحبكة اثارة الدهشة في نفس القارئ في حين ان الحكاية ال تبدوا ان
تكون اثارة لحب االستطالع لديه ،و من حب االستطالع و اثارة الغرابة و الدهشة
فرق كبير ن من حيث التأثير الفني .
و األحداث في الحبكة يجب ان تكون مرتبطة بمبدأ السيسية ،بالرغم من ان بعض
القاصين يعتمدون على عناصر اخرى في رسم االحداث المفاجئة ،كاستلهام تدخالت
عامل الصدفة ،وهذه وسائل ننتجها الذوق الفني الرفيع ،و يلجأ اليها القاصون
2
السطحيون ذو الضعف الفني
و الحكاية نوعان :
يعتمد فيها تسلسل االحداث -1
يعتمد فيها على الشخصيات ،و ما ينشأ عنها من افعال ،و ما يدور في صدورها -2
من عواطف ،و ال يجيئ الحدث هنا لذاته ،بل لتفسير الشخصيات التي تسيطر
على االحداث ،حسب رغبتها و طاقتها ، 3هذا فيما يخص الحدث و عنصرين
االساسيين و في ما يلي حديث عن الخبر و عناصره في العمل القصصي .
اجزاءه منذ البداية و الوسط حتى النهاية
د.علي شلق ،نجيب محفوظ في مجهولة للعلوم (ط) دار المسيرة بيروت 1974ص 18 2
و البداية :هي الشيء الذي يفترض عدم وجود شيء سابق لكنه يتطلب االستمرار
و الوسط :يعترض وجود سابقة ،و استمرارية الحبكة جيدة البناء ال يمكن ان تبدا او
1
تنتهي اعتسافا لما يريده الكاتب ،و الحبكة هي تقليد او محاكاة حدث كامل
-2الشخصية :للشخصية مكانة هامة في عضوية القصة القصيرة ،باعتبارها
نموذجا مقصودا اختياره ،و هي موطن االهتمام االول للكاتب فتبدا القصص بالغالب
بتقديم الشخصية ثم تخلص الى االحداث التي تخدم الشخصية في االطار الذي اراد
فهي " :صاحبة الفعل و الدافعة الى الحدث و هي مصدر 2
الكاتب تقديمها خالله
المشاعر التي تمثل لباب القصة االساسي .وهي "مجموع ما يقال عنها بواسطة جمل
3
متفرقة في النص او بواسطة تصريحاتها و اقوالها و سلوكها
و لقد اقترن ظهور الشخصية في القرن 19م بأطر و نظم اجتماعية معينة اذ أن
لتصور ان الفرد و اتجاهاته و كذا اهواءه البصمة الواضحة في تطورها .
فيجب على القاص ان يتقن اختيار الشخصيات بسبب قصرها و محدودية الزمان و
المكان فيها .لذا فان رسم الشخصية يحتاج الى الجهد و البراعة و الخبرة و يجرد
تودورفق الشخصية من محتواها الداللي و يتوقف عند وظيفتها .
النحوية فيجعلها بمثابة الفاعل في العبارة السردية : 4متغيرتها قضية لسانية ال
تخرج عن االطار اللغوي ،و السيل الى التعرف عليها هو العالمات الضرورية التي
1د صالح رزق ،القصة القصيرة ،دراسة نصية لتطوير الشكل الفني ،ط ،2001 3دار الغريب الطباعة و النشر
والتوزيع القاهرة
فؤاد قنديل ،فن الكتابة القصة ،الدار المصرية اللبنانية ط 2008 2ص 134 2
3حميد لحميداني ،مبنية Eالنص السردي ،من منظور النقد االدبي ،المركز الثقافي العربي للطباعة و النشر و
التوزيع ط ، 2000 ، 3 ،ص 51
4حسن بحراوي ،بنية الشكل الروائي ،الفضاء الزمن الشخصية ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ط 2
2009ص 213
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
يقدمها السرد علما تقدمنا في قراءة النص ،و تتعدد الشخصية السردية بتعدد
1
الهواجس االهواء و المذاهب و االيديولوجيات و الثقافات و الحضارات و
فتعنوا بنية ديناميكية لكونها تقتضي الحركبة البعيدة عن الثبات المخلي الكامن ،كما
تعد عنصرا حامال إليديولوجيا تكشف عن االنتماء الفكري وفق سير و نمو االحداث
كما ان الشخصية قادرة على تقمص االدوار المختلفة .فهي المكون الرئيسي للسرد
باإلضافة الى الحدث بحيث و بواسطتها يمكن تعرية اي نقص و اظهار اي عيب
يعيشه افراد المجتمع ،و الشخصية سمات و مقومات اساسية اهمها :
أ -السن و الوظيفة االجتماعية ،الجنس ،و غيرها
ب -جوانب مادية ( كالمال و الجسم ) جوانب معنوية (كالثقافة و العقيدة )
ج -مجموعة االحوال و االوضاع التي تختلف من شخص الى اخر .
و الشخصية نوعان
-1شخصية رئيسية :و تعرف ايضا بالمتورة و هي ذات صبغة فعالة ،و تتسم
بالوظيفة ،و تمتلك الطابع الديناميكي الحركي المفعل لألحداث ،و المحقق للرتابة تارة
او التأزم تارة اخرى ،كما تسمى بالكثيفة ايضا :ألنها تمثل Hعالما معقدا تنمو في
2
ثناياه رواية ذات مالمح معينة الى حد التناقض
اذن فالشخصية الرئيسية هي الشخصية التي يصطفيها القاص لتصور ما أراد التعبير
عنه من مشاعر و احاسيس و تتمتع الشخصية الفنية المحكم بنائها باستقاللية في
الراي ،فبرز وظيفة الشخصية الرئيسية هي تجسيد معنى الحدث القصصي لذلك فهي
صعبة البناء و طريقها محفوف بالمخاطر.
عبد المالك مرتاض ،فن نظرية الرواية ،بحث في تقنيات السرد ،عالم المعرفة 73 ، 1998 ، 1
اذا فالشخصية الرئيسية هي المنشط االساس للجانب الفكري ،و الثقافي للقصة
القصيرة لكونها تتضمن عدة وجوه ووظائف تؤهلها للتعبير عن الحدث و االفصاح
عن دقائقه .
-2شخصية ثانوية :تسمى بالمسطحة لكونها ثابتة ،و ال يحدث لسلوكها السردي
في المتخيل اي تغير يكسب البيئة القصصية Fضالال تستدعي التأمل او االستنطاق اذ
يمكن االستغناء عنها اثناء عملية التأويل ،لكن قد تعتمد كسبر عبور االحداث في
القصة القصيرة فتفاعل مع االحداث و تؤثر فيها و تأثر من جهة اخرى و الشخصية
المساعدة ( الثانوية في القصة ) تشارك في نمو الحدث القصصي Fو بلورة معناه و
االسهام في تصوير الحدث تصويرا كافيا .
-3الشخصية المعارضة :تمثل القوى المعارضة في النص القصصي ،وتقف في
طريق الشخصية الرئيسية او الشخصية المساعدة – و تحاول قدر جهدها عرقلة
مساعيها ،و نقد ايضا شخصيته قوية .ذات فعالية في القصة ،و في بيئة حدثها ،الذي
يعظم شانه كلما اشتد الصراع فيه بين الشخصية الرئيسية و القوى
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
و القوة المعارضة و تظهرها فكرة الكاتب الفنية في الوصف و تصوير المشاهد التي
تمثل هذا الصراع 1و يمكن التمييز بين نوعين من الشخصيات في االدب القصصي و هما
كاآلتي
ا -الشخصية المسطحة ( الثابتة /السلبية )
هي تجسيد العادة في المقام االول ،اما الشخصية الدرامية فتفيض الشخصية اسيرة
العادة ،انها االستثناء الدائم .انها تحطم العادة او تتحطم من اجلها العادة انها تحيل
طبيعتها الحقيقية الى (العادة) الدرامية بينما ال تفعل الشخصية المسطحة ذلك اال
بطبيعتها المفتعلة ،و على احسن وجه شيء كان حقيقيا
ثم لم يعد ذلك كذلك و الشخصية الدرامية كالمها حقيقة فعال و كالم الشخصية
المسطحة مظهريا او رمزي 2اذا فهي شخصية Hبسيطة Hال تتطور و ال تتبدل في
عواطفها و مواقفها و اطروحتنا تبقى ثابتة من بداية القصة و وسطها حتى نهايتها
و تجني على سجية واحدة او فكرة واحدة او تصور واحد يشكل كاريكاتوري مضخم
3و هي شخصية عادية ال تنمو داخل العمل الفني .حيث ال يمثل اال حضورا مساعدا
لنمو القصة عندما تأتي قاصرة حتى فن تمثيل الشخصية المصورة في الواقع
فيكون لها دور ثانوي في العمل القصصي حيث "تولد مكتملة على الورق ال تعتبر
احداث طبائعها ،او مالمحها ،و ال تزيد و ال تنقص من مكوناتها الشخصية و هي
تقام عادة حول فكرة ،او صفة كالجشع و حب المال التي تبلغ حد البخل او االنانيةH
المفرطة 4.و ميزة هذا النوع من الشخصيات هو سهولة وضعها في العمل القصصي،
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ، 1965-1947 ،ص 33 1
2ينظر موير ،ادوين ،بناء الرواية ،ترجمة إبراهيم الصريفي ،دار المصرية للتأليف و النشر القاهرة 1965 ،ص
139
محسن بن ضياف ،يونس ادريس ،كتاب القصة القصيرة ،دار سالمة الطباعة و النشر ،تونس ، 1985ص 89 4
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
فهي ال تحتاج الى عمل و اهتمام كبير ،و يجب ان ال تتناقض مع الطرح العام الذي
يريده المبدع
و االعتماد عليها فقط يقلل من إمكانية تطور العمل األدبي و بقية في الغالب في دائرة
العكس الفوتوغرافي بعيدا عن الصياغة الفنية الخالقية
ب -الشخصية النامية ( المتحورة)
قسم "فورستر" الشخصيات الى مغلقة و مسطحة بالنظر الى موقف الشخصية اما
الشخصية المغلقة فهي شخصية مركبة ال تستقر على حال و ال يمكن التنبؤ بمصيرها و
تفاجئ القارئ بما لم يتوقعه منها ،و تؤثر في غيرها تأثيرا يتضح من خالل سلوك تلك
الشخصيات و هي نامية متطورة تنيل من موقف آلخر تتطور حسب االحداث ،و ال
1
يكتمل تكوينها حتى تكتمل القصة.
و تكتشف شيئا فشيئا خالل سرد القصة اما الشخصية المسطحة فهي شخصية راكدة ال
تتغير و ال تتبدل في سيماتها طول النص تبقى ثابتة على حالها ،و يتحدث فورستر عن
الشخصية المتحورة (النامية) و يميزها بسمتي االدهاش و االمتاع ،هل هي قادرة على
اثارة الدهشة فنيا بطريقة مقنعة فاذا لم تدهشنا تعتبر مسطحة و اذا لم تقنع كانت
شخصية مسطحة تحاول ان تبدو مستديرة 2و هي التي تتضح للقارئ كلما تقدمت في
القصة و تفاجئه بما تغني به من جوانبها و عواطفها االنسانية ،و هي شخصية
مغامرة و شجاعة و كذا معقدة .تؤثر و تتأثر بغيرها ،و تمتاز الشخصية
المتحورة النامية بالتحوالت المفاجئة التي تطرا عليها داخل البنية الحكائية الواحدة.
بنظر فورستر ،اركان الرواية ،ترجمة موسى عاصي ،مراجعة ،سهر الفيصل بيروت ،1994 ،ص 96 2
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة 1985 – 1947ص 34 1
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
ان يعطي مقاطع تصويرية للصفات الداخلية النفسية حتى يقدم صورة مكتملة ووافية
في بناء الشخصية دون اشراك و مساعدة القارئ
-2الطريقة التمثيلية : Hطريقة غير مباشرة يمنح القاص فيه حرية الشخصية اكثر
للتعبير عن نفسها و كل ما يختلج بداخلها من افكار و عواطف و ميول .مستخدما
ضمير المتكلم ،كما ان شخصية القاص تتنحى جانب لتفسح المجال الشخصية األدبية
1
لتقوم بوظيفتها الفنية بعيدا هن اية تأثيرات خارجية
و في هذه الطريقة ال يذكر القاص تعريفات جاهزة لشخصياته بل يضع على القارئ
عبء استنتاج صفات تلك الشخصيات من خالل اقوال االخرين او سلوكها و زرد
افعالها فالراوي هنا ال يعطينا مميزات الشخصية بشكل مباشر وانما القارئ اعتمادا
على قدراته التحليلية ووجهة نظره ان ينكشف هذه الصفات من خالل احداث النص
القصصي Fو يمكن الكشف عن هذه الطريقة من خالل :
اقوال الشخصية وحوارها :فيلجأ القاص ألسلوب الحوار إلخبارنا عن نفسية و
عقلية احد الشخوص و يكون ذلك (بنعتها ) بأن يكلف القاص شخصا يتكلم عنها
و هكذا تكون الشخصية التصميمية بمثابته الناطق باسم المؤلف ،و االسلوب االخر
لإلخبار عن الشخصية هو ان يتكلم احد الشخوص عن شخصية اخرى و يقدم حكما
2
اخالقيا عنها
سلوك الشخصية ( افعالها و ردود افعالها ) :احسن طريقة للكشف عن الشخصية
تكون عن طريق الفعل الدرامي الدال ،واذا راينا حادثة كاشفة توضح لنا الشخصية
الدرامية توضيحا اكثر ثباتا من قدر من الوصف الجهيد
الزمان و المكان
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة 1985 – 1947ص 34 1
عبد هللا عدنان ،النقد التطبيقي و التحليلي ،دار الشؤون الثقافية ،بغداد ط 1986 ، 1ص 70 2
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
و 1
الزمان :و هو لحمو الحدث و ملح السرد و صنو الحيز ،و قوام الشخصية " .1
الزمان احد االعمدة الفنية المهمة في البناء السردي للقصة ن اذ انه يمثل الرابط الفني
االساس من العناصر الفنية في القصة ،و باألخص بناء الحدث و اساقه و رسم
الشخصيات و بواعثها ،فالشخصية ال ينفصل عنها الزمن اال في الدراسة و التحليل اذ
ال بد من زمان تتحدث و تحرك و تفكر خالله الشخصيات .و الزمان من أركان
القصة الذي يؤثر و يتأثر باألركان األخرى للقصص بوصفه حقيقة مجردة ال تظهر
إال من خالل مفعولها مع العناصر األخرى ،و يؤدي دورا كبيرا بوصفه احد العناصر
المحكمة في صياغة شكل القصة و تحديد إطارها الخارجي و ترصيص بناءها الداخلي
و الزمن ..........بالحدث و الشخصية و ال يمكن دراسته بمعزل عنهما كونه عنصر
هام في اي عمل قصصي و يتفرد بميزة جوهرية مفادها "انه من المهم رؤية و تفكير
العالم من خالل تنوع المضامين و تزامنها 2".و يقسم تودوروف الزمن الى 03اقسام:
ا -زمن القصة :الزمن :الزمن الخاص بالعمل التخيلي
3
زمن الكتابة :و يظهر من خالل السرد و هو مرتبط بعملية االنجاز و التلفظ ج-
ج -زمن القراءة :الزمن الضروري Fلقراءة النص
و قد نادي تودوروف بالغاء بعض القيم الستوسيو – نفسية التي قد تتضمنها مختلف -
البيانات الزمنية ،اال انه قد اغفل السباق الزمني الخارجي ،و الذي قد يؤهل لمسك
السيولة الزمنية يد القلم نحو النص ،و تناسي أيضا بتقنية اقتران الزمن
1رشاد رشدي ،فن القصة القصيرة ،مكتبة األنجلو المصرية ،مصر ،ط 1964 ، 2ص 55
لزمن االنسان ،و يندرج ضمن احد تقسيماته كزمن القراءة و "المساحة الزمنيةH
يمكن استيعابها على القصة مع تعدد امكانية او تغيرها حسب الحوادث ....شريطة
1
ان ال تقتصر على عدد معين من الشخصيات و االحداث "
-2المكان :يؤدي المكان دورا مهما في البناء القصصي Fكونه عنصرا فاعال في
القصة ،فهو المكان الذي تجرى فيه االحداث ،وتتحرك من خالله الشخصيات و قد
يكزن مراد القاص في عمله ،وهو بمثابة العمود الفقري الذي يربط اجزاء العمل ،
فال يمكن تجاوز اكتمان في العمل الفني ألنه يعمق صلة الواصل Fبين القارئ و النص ،
مما يجعل القارئ يشارك الكاتب في بحثه عن المكان و استعادة الذات و الهوية و
2
لذلك يعد المكان حاض الوجود االنساني و شرطه الرئيسي
ويرى باشالر ان المكان ال يمكن ان يبقى مكانا ال مباليا ،ذا ابعاد هندسية و حسب ،
بل هو المكان قد عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط ،بل لكل ما في الخيال من
تحيز3و العمل االدبي حين يفتقد المكانية فهو يفتقد الخصوصية وبالتالي يفتقد
و باستطاعة المكاتب ان يوظف المكان لتجسيد االفكار و الرموز و الحقائق 4
اصالته
المجردة و بالتالي تقريبها من الواقع المعيش .
و يحتل المكان قيمة مؤثرة في بنية العمل االدبي .تتوضح من خالل الكشف عن
االبعاد الثالثة المكان :البعد الجمالي ،البعد الداللي ،البعد االيديولوجي و المكان
ليس فقط بناء خارجيا مرئيا او حيزا مهددا المساحة و ال تركيا من عزف
2ينظر ،محادين عبد الحميد ،جدلية المكان و الزمان و لإلنسان في الرواية الحديثة بيروت ،المؤسسة العربية
الدراسات و النشر 2001ص 20
3ينظر باشالر غاستوف ،جمليات المكان ،ترجمة غالب حليا ،بغداد ، Eدار الحرية الطباعة ، 1988 ،ص 31
و نوافذ بل هو كيان من الفعل و المحتوي على تاريخ ما ،او المنظمة ابعاده بتواريخ
الضوء و الظلمة ،فيؤكد محمد يوسف نجم ان للمكان اهمية كبيرة في العمل
القصصي Fفيقول " :فال بد لكل قصة ان تبدا في مكان معين او تنتهي Hعند نهاية
وهو عنصر محوري في تشكيل العمل القصصي الرتباطه بالعناصر 1
معينة" H
البنائية االخرى من زمان و شخصيات و احداث ،و دخوله في عالقات متعددة مع المكونات
السردية من لغة و حوار ووصف ،فال نفهم دور المكان اال من خالل ارتباطه بجميع
عناصر البناء القصصي –و المكان اطار محدد لخصوصية اللحظة الدرامية و الحدث
ال يكون اال في مكان محدد بحيث من شخصيات في زمان معين ،و هنا يكشف المكان عن
وظيفته االساسية حيث يشير نوع المكان االختيار خاص الخلفيات التي تقصد الكاتب
الدرامي اجزاء احداثه و صراعه عليها .
و يظهر المكان بأنماط متعددة يختص كل واحدة منها بوظيفة معينة ،فتتكون ايجابية
تلميحية ،او مباشرة تصريحية فيتنقل بتلك من وضعية السكون و الثبات على الكينونية
المكانية المقترنة بحركة الحدث اللصيقة بالشخصية داخل القصة القصيرة ، ،و قد
اختلف النقاد و الدراسون في ضبط التسمية ،فمنهم من اثر اسم الحيز ،و منهم من
اطلق عليه اسم الموقع ،و هناك من اسماه بالفضاء ،اال ان هناك اختالف بين كل
من المكان و الفضاء :فالفضاء " :اوسع من المكان ،وهو مجموع االمكنة التي
تقوم عليها سيرورة الحكي " 2فهي عالقة الجزء من الكل وكالهما شرط اساسي
لوجود االنسان ،و امر ضروري لتوفر باقي العناصر السردية للقصة القصيرة .
1د .محمد يوسف نجم فن القصة ،دار بيروت للطباعة و النشر بيروت ، 1955 ،ص 33
2روز ماري شاهين ،قراءات متعددة Eللشخصية ،دراسة تطبيقية على شخصيات نجيب محفوظ ،دار مكتبة الهالل ،
ط ، 1995 ،1ص 41
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
ا -مكان مفتوح : Hهو حيز مكاني خارجي ال تحده حدود ضيقة ،و تشكل فضاء رجيا
و غالبا ما يكون لوحدة طبيعية في الهواء الطلق
ب -مكان مغلق :نقيض االول ،فيصبح بذلك حيزا داخليا و تحده حدود ضيقة كما
يقاس بغيره من األماكن التي ترتبط باألحداث و الشخصيات و سيكولوجيتاها ارتباطا
وثيقا.
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
اللغة :
مفهومها :اللغة ال مؤسسة ال وجود لها اال في نطاق تاريخي مضبوط .و هي نتاج
اجتماعي لملكة اللسان .و تواضعات ملحة والزمة يتبناها الجسم االجتماعي لتسهيل
ممارسة هذه الملكة لدى االفراد ،و هي اداة تواصلية تفاعلية تمكن الفرد من الدخول
في عالقات و تفاعالت اجتماعية مختلفة ،و يحددها سوسير من خالل التقابل
االجتماعي و الفردي ،ومن خالل التقابل بين الذاكرة و االبداع ،و التقابل بين الشفرة
و االستعمال .يقول ابن الحيز في تعريفه اللغة هي :اصوات يعبر بها كل قوم من
اغراضهم " 1و تعد اللغة مرأة واسعة للفكر االنساني حيث ابتعدت لخصائص عديدة
فيها من مجرد اعتبارها شكال تعبيريا ثابتا و محدودا لصيف الحقيقة فقط ،بل
تقذف بذلك الى االستحواذ على البعض الجوانب اللصيقة بالبعد الغير محسوس
.فتجاوزت بذلك فكرة غيها مجرد :نظام اجتماعي مهمتها االولى الربط بين
العمليات لإلنسانية و العمليات الخارجية الى احتواءها االشعاعات الفكرية و العاطفية
اذن فاللغة له دور هام في ايصال مضمون العمل السردي ،و التعبير عن الوقائع 2
التي تفعلها الشخصية او يحتويها المكان وفق ترتيب زمني معين ،وتتميز اللغة
و الدقة ،االقتصاد للقصة القصيرة سيمات فنية عديدة تتمثل في "السالمة النحوية
و نقد سمة التكثيف ،او كما يسميها البعض بالثقة من 3
و التكيف والشاعرية"
ابرز المميزات التي تنفرد بها لغة القصة القصيرة ،و هذا ما تقاطعت به كل
المجموعات القصصية المروية كحكم مبدئ معياره الحجم و الشكل الموجز الذي يميل
1امال مسعودي ،حداثة السرد و البناء في رواية ذاكرة الماء لواسيني االعرج مذكرة الماجيستر جامعة محمد بو
ضياف المسيلة 2009- 2008ص 47
2سلية إبراهيم ،نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة مكتب عزيب القاهرة ،مصر ،د ط ،دـ ـت
ص 23
على التكيف فتساعد على استشعار الموقف و استطاف النصوص المستدعاة على تباين
مصادرها
المبحث الثاني :اصول القصة القصيرة في االدب الغربي :
القصة القصيرة :من حيث هي شكل فني له خصوصيته و تميز مالمحه ،فن مستحدث
ال يكاد يجاوز عمره في اآلداب االوروبية و االمريكية التي سبقت اليه قرن و نمط
من الزمنان .ففي المانيا كان هو فمان .اول من بدا لنشر اقاصيصه المثيرة فيما بين (
1814م1821 -م) وهي الو.م.أ بعد نشر كاتب االصول التسجيلية (ايرفنج عام
1819وسنة 1820م نقطة بداية على الطريق الطويل للقصة القصيرة في امريكا .
وسرعان ما بدأت قصص "ادجار االن بوا و "ناثا نيين هوتورن" االولى في الظهور
سنة 1832م وما بعدها .و هذان هما الكاتبان اللذان اصبحا مع ايرقبح افضل كتاب
1
االول من ق 19م ،اما في روسيا فقد تحول 2 القصة القصيرة في امريكا خالل
كانباط الكبيران " الكسندر يونتكين و نيكوالي حوحول " في الوقت ذاته تقريبا ،عن
كتابة الروايات و المسرحيات الى كتابة القصة القصيرة و تشكل اهتمامهم خاللها
بتفاصيل الحياة العادية صدمة حادة في مواجهة ما كان دائما من قصص خيالي و
خرافي لكتاب القصة االلمان و األمريكيين االوائل " 1و في حوالي سنة 1830بدا
بروسييه Hميريميه – اونوريه دي بلزاك – تيوفيل
ثالثة من الكتاب الفرنسين هم :
2
جوتبير Hفي ارساء تقاليد مميزة األقصوصة استمرت سائدة طوال القرن الماضي
الد.صالح رزق ،القصة القصيرة دراسة لتطور الشكل الفني دار 1
يرجع النقاد الغربيون اصول القصة القصيرة في االدب الغربي الحديث الى النماذج
القصصية Fاالولى التي ظهرت في ق 14م بعنوان الديكامرون Decameronعلى
يد الكاتب االيطالي " بوكاشيوجيوفياني ( 1313م1365-م) فقد كان يروي خبرا ثم
يشرع في تفصيله الى ان يشد انتباه القارئ او السامع اليه ،ثم بعدها اهتم الكتاب
بتركيزهم على وقائع مثيرة الى ان ينهوا قصصهم بحالة واحدة من الحاالت الثالث (
1
الموت او الفراق او الزواج )
و ضلت هذه المالمح تمثل القصة القصيرة Fالى ان جاء الفرنسي غي دي موسبان (
1
الثاني من القرن 19و اعطى مفهوما جيدا مغايرا 2 1850م1893-م) في
وقد اكد موسيان ان دور 2
للواقع الحياتي التي اهتمت به القصة قبله بتصويرها
القصة يقتصر فقط على تصوير حدث دون باالهتمام بما قبله او بعده ،وبقي
هذا التفكير مستقرا في ادبيات الكاتب القصصية حتى بعد موت موبسان و يمكن للباحث ان
3
يرى اثره في كتابات كاترين ماسنفليد و ارسنت همجواي و لويجي براندللو
فقد تغيرت القصة القصيرة على يد "موبسان" تغييرا كبيرا في الشكل الفني و في
التجربة و مدارها كذلك .فقد تحولت من مجرد حكاية تروي خبرا الى شكل فني يقدم
بتصوير الخبر و تفضيله و تتابع مراحل تعود من لحظة االثارة حتى لحظة االشباع
ثم االهتمام بما وراء الحدث من ابعاد تتخطى مجرد الحدوتة
شريط احمد شريط ،تطور البيئة الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة ص 17 1
2رشاد رشدي فن القصة القصيرة (ط )2دار العودة بيروت ،1965ص 13-12
3رشاد رشدي فن القصة القصيرة (ط )2دار العودة بيروت ،1965ص 14
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
و الى جانب واقعية ج يدي موسسان و تاثيرها الواضح على القصة القصيرة .كانت
هناك واقعية تشيكوف في قصصه القصيرة في شكها االقرب الى اللقطات القصيرةF
السريعة المركزة التي تهتم بلحظات الحياة العابرة ومن تزخر به من مشاعر انسانية
فناضه ،ومن حسن متدفق باإلنسان .
و بنهاية القرن 19م حدث تغير كبير تمثل في مختلف المجاالت سواء العلمية االدبية ،
االجتماعيات ،السياسية فكان العام في حالة حركة و تغير دائم و تطور مطرد ال
يعرف السكوت .
و استطاعت القصة القصيرة ان تكون اكثر االشكال االدبية قدرة على احتواء هذه
المتغيرات خالل هذا القرن ،وقد حدث صراع بين فكري الواقعية االشتراكية و بين
واقعية تشيكوف .
و الواقعية االشتراكية تدعو الى حرية الكاتب ما به حتى بعد اعماله الفنية غابات في
1
ذاتها ألنها تخدم مثاله الذي يحيله
و كان "مكسيم جوركى" حلقة وصل بين واقعية تيشكوف وبين الواقعية االشتراكية فقد
كان جوركي يثور على تصوير عفن الحياة فحسب ،وتلبث هذه الثورية ان تحولت
الى رؤية ايجابية تسلم بموضوعية Fلإلنسان و بان االدب ال يمكن اال ان يكون خادما
2
له
و كذلك فقد اثرت هذه المتغيرات على نفسية االنسان ،فزاد التمرد لديه على الوضع
الذي يعيشه و موقفه االنساني .فتعمل على محاولة اثبات ذاته .
السعيد الورقي ،اتجاهات القصة القصيرة في االدب العربي المعاصر في مصر ص 17 2
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
ازاء عوامل اليأس و مظاهر الموت ،االمر الذي دفع به الى القلق و فقدان الحافز ،
والشعور بعبث الحماية وتفاهمها والالجدوى في الحياة و قد ظهر هذا كله في القصة
القصيرة فيما عرف باتجاهات الالوعي و باالتجاهات الوجودية .
و تلتقي القصة الوجودية مجموع قصة الالوعي في انهما يعبران عن ازمة االنسان
و يخلفان في الشكل ،ذلك ان القصة الوجودية تهتم بالموقف الذي تراه من 1
المقهور
خالل الحدث ،سيما قصة الالوعي تعنى اكثر بالشكل اكثر الذي يركز على حس
الداخل و االعماق و هي تقف على معاداة العقل ومعاداة الواقع المألوف باحثة عن
الخالص لإلنسان
و القصة كمفهوم ادبي قد مرت بمراحل من التطور حتى انتهى الى النحو الذي تلمسه
ونقراه في حياتنا المعاصرة .مع نضج و تمايز في انواعه و مضامنه فحين تتفحص
ظهورها عند اليونان نرى ان المالمح اليونانية القديمة بما احتويته من عناصر
قصصية كانت اساسا لظهور هذا الجنس االدبي ،و من ثم اتضح جنس القصة في
القرن الثاني قبل الميالد في االدب اليوناني ،اذا كانت القصة آنذاك ذات طابع ملحمي
فكانت حافلة بالمغامرات النفسية و تاللسجير و االمور الخارقة ،ويتمثل النموذج العام
ألحداث قصص ذلك العهد في افتراق حسيسي تقوم االخطار المروعة و العقبات حدا
فاصال بينهما ،ويلفتان منها بطرق تفوق المألوف ،ثم تخدم القصة ختاما سعيدا
بالتقاء الحبيبين .
د .السعيد الورقي اتجاهات القصة القصيرة في االدب العربي المعاصر في مصر ص 17 1
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
نستنتج من اوردناه سابقا ان الغرب عرف فن القصة بأنواعها منذ القدم لكنها لم تكن
ناضجة كفاية و مع مرور الوقت و الزمن بدأت تأخذ شكلها الكامل الوافي ،حيث
تطور مفهومها و اصبحت مقرا للقراء و المؤلفين يعبرون عن ما يحتويهم و ما
يوجعهم بصورة ابداعية ال يزال بريقها متوهجا الى وقتنا الحالي.
" ثم حرص الخلفاء الراشدون على االهتمام بالقصص .فعمر بن الخطاب اذن لقاص
بان يقص على الناس يوما في االسبوع و امر بترجمة قصص العدل ،و السياسة ،و
اذن كمان لقاص ان يقص على الناس يومين في االسبوع ،و اجاز على بن ابي طالب
للحسن البصري ان يقص في المسجد ،وفي عهد الدولة االموية اجاز معاوية القص
لجماعة من القصاصين –كما انه اصطفى شيخا من شيوخ القصص – و امر بتدوين
3
ما يرويه ثم اتخذه قاصا له "
و قد تطور المبدأ القصصي Fفي عهد بني امية على يد الكاتب الكبير "عبد اهلل بن
المقفع " فقد نقل نصوصا من اللغة الفارسية ذات اصول هندية تتمحور حول السلطان
4
و الرعية و العمل و الظلم و نشرها بين الناس تحت عنوان "كليلة و دمنة "
و بعد ذلك تطورت القصة شكال و مضمونا بين النوادر و الحكايات و االخبار و
السيرو المقامات
و اوحى هذا التراث القصصي لبعض الدارسين العرب المحدثين بأن يبدوه اصوال فنية
و (مصدرية ) مصادر الفن القصصي العربي الحديث ،و رفعوا مكانته االدبية و
الفنية في بعض االحيان على كثير من االعمال القصصية المعاصرة ،يقول يوسف
الشاروني ":لقد عرف التراث العربي المجموعات القصصية التي تمتاز عن كثير من
مجموعاتنا المعاصرة ،بانها كانت تندرج تحت موضوع واحد ،مثل كتاب البخالء
1
"للحافظ" (255-160ه) و المكافأة و حسن العقبى للتنوخي (374-337ه)
وكذلك فن المقامات التي تعتبر احد االشكال القصصية التي حاول العرب احياءها في
بداية عصر النهضة و هو شكل قصصي ظهر في القرن 4ه على يد بديع الزمان
العثماني
و قصص المقامات قصص واقعية ناقدة تصور تحوالت المجتمع و ازماته و من ناحية
شكلها القصصي تقترن ببطل محتال (كري) ذكي و راوي او سارد مصاحب للبطل .
كما تتميز بلغتها المسجوعة واضحة االيقاع و اشهر نماذجها :بديع الزمان الهنداني
ومقامات الحريري
و هي تدور حول موضوعات معينة شائعة سهلة الفهم – كما انه يهدف بالدرجة
االولى الى جوانب تعليمية .فلما ظهرت فكرة احياء التراث االدبي مع فجر النهضة
الحديثة طول بعض االدباء تطوير شكله .ومن هؤالء الشيخ ناصيف اليازجي الذي
سعى الى احياء فن المقامة و كان ثمار مجموعة كتابه :
1يوسف الشاروني ،القصة القصيرة نظريا و تطبيقيا ن سلسلة الهالل عدد 316القاهرة 1977ص 38
طبيعة النفس عند ديكارت و ختالفها عن الجسد الفصل الثاني
" مجمع البحرين " الذي نشره عام 1856م ن و حافظ فيه على الخصائص الفنية
1
للقامة ،غريب اللفظ ،ومهملة الى موضوعاتنا كالنصب و االحتيال
ثم ظهر بعض الكتاب حاولوا خلق مدرسته عربية نثرية تعتمد على قص غرائب
الصدق و عجائب االحداث على نمط المقامات مراعين القواعد الفنية االنشاء العربي
القديم من امثال :المويلحي – صاحب كتاب حديث عيسى بن هشام ،والشاعر حافظ
ابراهيم الذي الف كتاب ليالي سطيح اللذان يعتبران من اصول الفن القصصي
القديم .
وفي ضوء الحديث عن نشأة القصة القصيرة يرى جميهرة من االدباء النقاد و الكتاب
الفني قالوا ان فن القصة في االدب العربي الحديث تعود اصوله الى فن القصة في
االدب العربي فيقول الدكتور محمد طه الحاجري " القصة في االدب العربي
الحديث عند هؤالء النقاد امر يبدع .ال ميراث له يمد البيه و األصل في االدب
العربي القديم يمكن ان ينسب له بصورة ما ،و انما هو تقليد محض لتلك الفن عتد
األوروبيين صدرنا بهن عنهم – كما صدرنا بكثير من علمهم و أنماط فنونهم .2
و كذا من قال بهذا الراي أمثال :محمد تيمور ،و محمد طه لشين ،الدكتور محمد
حسين هيكل ،و الدكتور طه حسين ،الدكتور محمد سليم زغلول الذين يرون ان
االدب العربي اخذ الفن القصصي من االدب الغربي عبر مراحل ثم انطلق الفن
القصصس Fيتطور و يستلم معالم القصة و قواعدها
شريط احمد شريط ،تطور البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة 1975-1947 1
بتطور الحياة االدبية آنذاك ،و اطالع الرواء على نماذج القصصية الغربية حتى بدأت
تتكون لدى المبدعين العرب رؤية واضحة عن قواعد هذا الفن و تقنياته ،و ذهب
البعض للقول بان الفن القصصي Fبمضامينه و محتواه و وأساليبه و موضوعاته يرجع
بأصول ثابتة إلى االدب العربي دون نزاع ،و لكنها كشكل ادبي محدد المعالم واضح
القسمات لديه منهجه و اصوله فإنها تعود
الى التراث القصصي Fالغربي الحديث 1و نحن نقف الى جانب هذا الراي المنطقي اذا لو
لم تكن الطرق الفنية ممهدة و االذواق مستعدة لقراءة هذا الفن ،لما عرفت القصة
العربية الحديثة
هذا التطور السريع ...فال عيب ابدا اذا اقرنا باستفادتنا من فن القصص الغربي ،و
اخذنا بعناصر فنه القصصي اذا استجابت بناتنا اليها و اتسعت التعبير عن امالنا و
رغباتنا و صراعنا الحضري او لم يستفد الغرب نفسه من التراث اليوناني القديم و من
التراث العربي العلمي و االدبي في عصور نهضته 2و من بين النصوص التي ظهر في
كتابتها الطابع الغريي لدينا رواية زنبب ( ) 1912الدكتور محمد حسين هيكل و قال
3
الحديثةو كذا عنها شوقي ضيف انها اول عمل فني متكامل افاد فنيات القصة العربية
. تأتي تجربة توفيق الحكيم الرائدة عودة الروح بعد تجربة الدكتور هيكل
و من رواد القصة العربية األوائل " :جرجي زيدان ' رائد القصة التاريخية " و جبران
رائد األقصوصة و "ميخائل نعيمة " الذي تكفل عند عناصر االقصوصة الفنية و
الصفة الغالبة على األستاذ "محمد تيمور" و هو كاتب القصة القصيرة. F
و اما بعد ذلك فالقصة قد لبت احتياجات أيديولوجية اختلفت عن المرحلة األولى التي
كانت متأثرة بالكتابة الغربية ،و طريقة بناء القصة الموباسانية و القصة الروسية لدى
تشخيوف ،و من هنا بدا التغيير و التطور في القصة العربية ،خاصة في مصر ،فقد
حاول المصريون في ظل هذه األجواء احياء التراث العربي و احياء مجدهم فأقبلوا
على كتابة القصة مستخدمين أساليب الفنون القصصية القديمة كالمقامات و الحكايات
االجتماعية .
و لكن لم يحتج كتاب القصة القصيرة الى القصص المترجمة ألنهم كانوا متعلمين
باألدب األجنبية و لذلك نستطيع القول ان الترجمة لم تؤثر كثيرا في نشأة القصة
القصيرة العربية و انما كان التأثر المباشر في تلك الفترة عن طربق االتصال
المباشر باألدب األجنبي و ان التغيرات الهائلة التي تحدث االن و التي تظهر في
انتشار ثقافة العولمة ،مع تغيرات ثقافية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية تظهر
كثيرا في القص الحديث و الذي يعتبر انعكاسا واضحا لها