Professional Documents
Culture Documents
Liv Rawid Nfifakh
Liv Rawid Nfifakh
عبد الرحيم تمحري و محمد رويض "ديداكتيكية النص الفلسفي :النظرية والتطبيقات".
1
ارتب-اط الكت-اب به-دف مس-بق -متمث-ل في التق-ييم ،تق-ييم األس-تاذ للتالمي-ذ ،وتق-ييم -1
األستاذ لنفسه هل حقق أهداف الدرس أم ال ،ويظهر -هذا التقويم في اإلنشاء الفلسفي عادة.
محاول--ة عقلن--ة ال--درس الفلس--في وض--بطه على ك--ل المس--تويات وتجنب التلقائي--ة -2
واالرتجال ،وتتجلى -هذه العقلنة في تسطير أهداف محددة وضبط الوسائل الكفيلة لتحقيقها.
هذا العنصر ينصب على التدريس انطالقا من األهداف نظرا لس--يطرة بي--داغوجيا -3
األهداف في هذه الفترة ،ولترشيد ال--درس الفلس--في من جه--ة ثاني--ة ،لكن الترك--يز على الت--دريس
باألهداف قد عرف مشكلتين في الكتابات المغربية ترجع األولى إلى االنتقائي--ة في التع--اطي -م--ع
عناصر التدريس باألهداف وترجع -الثانية إلى غياب المرجعية النظرية في بعض الكتابات.
ترتب--ط ج--ل الكتاب--ات بمحاول--ة التط--بيق على النص--وص الفلس--فية لتق--ريب المنهج -4
النظري -وتجسيد خطواته .ويمكن في هذا المستوى استحضار -مجموعة من األمثلة منها طريق--ة
المقاربة الفلسفية والتي تقوم على مراحل ثالثة في التعام--ل م--ع النص الفك--ري – الفلس--في وهي
مستوى -التحليل ثم ال-تركيب فالنق-د ،والمث-ال الث-اني يع-ود لجمعي-ة مدرس-ي الفلس-فة وتق-وم ه-ذه
الطريقة عمليا على محورين ،األول يخص المحتوى الفكري للنص :فكرته األساس--ية ،التسلس--ل
المنط-ق ألفك-اره ،أدوات البره-ان المس-تعملة في-ه ،االفتراض-ات واالس-تنتجات ،والث-اني -يخص
شكل النص :مصطلحاته الفلسفية ،والكلمات المفاتيح ،وعناصر -تقسيمه.
وهناك أخيرا طريقة فرانس روالن أو الدراسة المنظمة للنص ،وتقوم عمليا على ثالث
خطوات :الخطوة األولى :االستعداد للدراسة المنظمة وتجيب على أسئلة ثالثة :صاحب النص،
زمن كتابته ،وطبيعته .والخطوة الثانية :وتح--دد الس--ؤال ال--ذي يجيب عن--ه المؤل--ف ،وأطروح--ة
النص ،ثم األطروح--ة المض--ادة .والخط--وة الثالث--ة :وتق--وم أساس--ا على إب--راز األهمي--ة الفلس--فية
للنص.
ومن خصائص الكتابات بالمغرب ك--ذلك يوج--د ن--وع من التعقي--د النظ--ري ويتجلى -5
ذلك بوضوح في خاصيتي -استهداف التقويم من جهة وعقلنة اإلنشاء الفلسفي من جهة ثانية.
ويس--تنتج المؤلف--ان في نهاي--ة ه--ذا المح--ور -أن الكتاب--ة المغربي--ة ح--ول المنهج في تحلي--ل النص
الفلسفي تنتهي دائما بعدم الرضى عم-ا تم إنج-ازه واألم-ل دائم-ا في إيج-اد مب-ادرات أخ-رى نقدي-ة له-ذه
األعمال لعلها تقترب من المنهج الميسر التطبيق واألكثر -فعالي-ة في تحلي-ل النص-وص الفلس-فية ب-التعليم
الثانوي -بالمغرب ،وهذا ا قاد المؤلفان إلى المحور الثاني الخاص بالتعليق على حضور المنهج بالوثائق
الرسمية.
المحور الثاني:
2
تم افتتاح هذا المحور بالتذكير -بصعوبة العثور على كل الوثائق الرسمية الخاص--ة به--ذا المج--ال
والتي لها دور سلبي على البحث العلمي في هذا الموضوع ،وق--د قس--م الباحث--ان تل--ك الوث--ائق - -اعتم--ادا
على البعد الزمني لها – إلى سبعة مراحل:
-1المرحلة األولى :من االستقالل إلى .1982-1971
سيتم االقتصار على مقرر الباكالوريا -تخصص آداب عصرية .وتميزت هذه الفترة بالفصل بين
الفلسفة والفكر اإلسالمي -على مستوى -الكتاب المدرسي -المقرر ،ومما يالحظ في هذه الف--ترة ه--و غي--اب
المنهج في تحليل النصوص الفلسفية وذلك لغياب تلك النصوص تقريبا في الكتب المقررة.
-2مقرر 1980-1979للسنة السادسة ثانوي:
لقد أصبحت مادة الفلسفة مقررة على السنة السادسة ثانوي ألول مرة وتم في--ه دمج الفلس--فة م--ع
الفكر اإلسالمي ،لكن سيطر كذلك المنظور -السابق للتعامل مع النصوص.
-3مقرر الفلسفة لسنة 1979لقسم الباكالوريا:
لم يختلف هذا المقر رعن سابقه إال في أمر واحد وهو دمج الفكر اإلسالمي ،الفلس--فة في مق--رر
واحد ،لكن سيطر عليه كذلك غياب المنهجية العلمية للتعامل مع النص الفلسفي.
-4مقرر نصوص الفكر اإلسالمي والفلسفة لسنة 1980لقسم الباكالوريا:
لقد تم فيه االعتماد على التدريس بالنص--وص -العتب--ارات متع--ددة ،أم--ا عن طريق--ة التحلي--ل فلم
يقدم المشرف على المقرر إال وعدا في ذلك .ولم يتحقق ذلك الوعد أبدا.
-5المذكرات الوزارية لسنوات.90-89-88-1987 :
في س--نة 1987تم إح--داث نظ--ام األكاديمي--ات ،وفي ه--ذه الف--ترة إلى ح--دود 1990تم ت--ذييل
الدروس بالنصوص -بشكل منعزل عن الدروس من جهة ،واعتبر الرجوع إليها أمرا غير ملزم من جهة
ثانية .أما طريقة التعامل مع تلك النصوص فهذا أمر الزال غائبا عن تلك المذكرات كلها.
-6مقررات الفكر اإلسالمي والفلسفة لسنوات :1992-1991
ألول مرة تضمنت المقررات مجموعة من النص--وص باعتباره-ا ص--لب ال-درس وتم ب--الموازاة
مع ذلك مناهج للتعامل مع النصوص بطريقة مفصلة نسبيا لكن ما يالحظ عليها هو أنها غ--ير كافي--ة من
جهة وغير واضحة بما يكفي من جهة أخرى مما استدعى صدور -كراسة التوجيهات الخاصة بالمادة.
3
واستنتج المؤلفان من هذا السرد أن التقدم والتط--ور -في المج-ال ال-تربوي -ب-المغرب ج--د بطيء،
أم--ا على مس--توى المنهج فإن--ه لم يتن--اول إلى ح--د اآلن بالجدي-ة المطلوب-ة ،وأم-ا االجته--ادات الشخص--ية
الزالت طاغية في التعامل مع النص الفلسفي ،وهذا م--برر ك--اف الجته--اد الك--اتبين وه--و م--ا س--يبرز في
القسمين التاليين من الكتاب.
القسم الثاني:
لقد افتتح المؤلفان هذا القسم بتمهيد يوضحان فيه الخطوط العريضة لمحاور -هذا القسم معتبرين
أن تحديد النص الفلسفي جزء من عمل أعم هو تحديد هوية النص بصفة عام--ة ،ومن هن--ا فإنهم--ا قس--ما
هذا القسم إلى أربعة محاور:
المحور األول :تحديد مفهوم النص.
يختص هذا المحور ليس بتحديد النص ،ب-ل بالعالق-ة بين النص والخط-اب ،وبين-ا أن النق-اش لم
يحسم بعد في ما يميز النص عن الخطاب ،فبينما -يعتبر بعض الباحثين النص والخطاب أمرا واحدا ف--إن
البعض اآلخر يعتبر النص متميزا عن الخطاب من حيث المجال ،فالنص مرتب--ط ب--الحكي بينم--ا يرتب--ط
الخطاب بالمكتوب.
المحور الثاني :النص الفلسفي ،هويته ومعاييره.
قد عرضا الباحثان صعوبة تحديد هوية النص ومعايير -تحديده ،وحددا منظورات -ثالثة لمقارب--ة
مفهوم النص ،المنظور ال--ذي يحي--ل إلى المرجعي--ة الفلس--فية للنص الفلس--في ،أي أن النص الفلس--في ه--و
منتوج ،والمنظور -الذي يحيل إلى المرجعية المدرسية ،ثم أخيرا المنظور الذي يعتمد من هو فلسفي م--ع
ما هو تربوي -في ال--وقت نفس--ه ،ومن هن--ا ف--إن مس--ألة تحدي--د النص الفلس--في يعت--بر عمال إش--كاليا ،وق-د-
عرض المؤلفان تصورين -اثنين لماهية النص الفلسفي:
التصور األول:
ي--رى ه--ذا التص--ور أن النص الفلس--في ل--ه مع--ايير وخص--ائص -تجعل--ه متم--يزا عن غ--يره من
النصوص ،وقد حددت هذه المعايير -فيما يلي:
-النص الفلسفي مزدوج -المظهر إذ يربط بين اللغة والفكر.
-رفض المعايير الخارجية في تحديد النص الفلسفي كالمؤلف مثالث ،ومن هنا يمكن العثور
على نصوص فلسفية في غير مؤلفات الفالسفة.
-ال يمكن الحديث عن لغة فلسفية ،وال يمكن الحديث عن استعمال فلسفي للغة.
-إن النص الفلس-في ليس منتج-ا للمف-اهيم ،ألن الفلس--فة ال تب--ني مف-اهيم خاص-ة به-ا بق-در م-ا
تستعمل المفاهيم السائدة بطريقة نقدية تعيد إنتاج تلك المفاهيم من جديد.
4
-النص الفلسفي ال يتميز عن غيره من النصوص بكونه يحتكر موضوعا خاصا به.
يلخص هذا التصور إلى أن ما يم--يز النص الفلس--في ينبغي البحث عن--ه داخ--ل ه--ذا النص نفس--ه
باعتباره منتوجا ال نصا مقروء ومدرسا .إن القول الفلسفي إذن حول قول تساؤلي ص--ادر عن الدهش--ة،
وهو في الوقت نفسه قول برهاني ومفاهيمي.
التصور الثاني:
هذا التصور ينطلق في تحديد للنص الفلسفي من مقارنته بالنص األدبي ف--إذا ك--ان للنص األدبي
خصائص--ه ف--إن للنص الفلس--في ك--ذلك خصائص--ه .والمعي--ار -األس--اس للتمي--يز -بين النص ه--و األس--لوب
والوسيلة المعتمدة في كل نص ،فإذا انت البالغة هي وسيلة األدب فإن المنطق هي وس--يلة الفلس--فة ومن
هنا كان لزاما على طالب الفلسفة البدء بالمنطق ،كما كان الزما على طالب األدب البدء بتهذيب لسانه.
لكن ما يؤخذ على هذا التص--ور -ه--و بع--ده عن الواق--ع األدبي والفلس--في مع--ا ،إذ نج--د كث--يرا من
األبحاث الفلسفية صيغت بطريقة أدبية كالخطابة والشعر-.
إن هذا األمر ليوضح مدى صعوبة مقاربة مفهوم النص الفلسفي ،وأن المنظورين -مع--ا ال يمكن
األخذ بما توصال إليه .وأم--ام ه--ذا الوض--ع اخت--ار المؤلف--ان االنطالق من نظري--ات متع--ددة لعله--ا ت--وفي
بالمراد ،وهذه النظريات -هي المبسوطة في المحور الثالث.
المحور الثالث:
تناول الباحثان في هذا المح-ور نظري-تين اثن-تين ح-ول النص بص-فة عام-ة ومن-ه يس-تفاد النص
الفلسفي ،وهما:
-1نظرية جوليا كرستيفا:
إن النص – حسب جوليا كرستيفا – وحدة قابلة للتولي--د ،فه--و إذن منح--در من نص--وص أخ--رى
مقيما بذلك عالقات متعددة مع نص--وص س-ابقة ،وال-دور -نفس-ه يلعب--ه م-ع النص--و الالحق-ة ،ف-النص إذن
تناص ،ومن هنا فإن نص المؤلف محكوم بسلطة نصوص السابقين ،ومن هنا فال يمكن اكتش--اف مع--نى
النص إال بع--د اكتش--اف العالق--ات ال--تي يقيمه--ا م--ع النص--وص األخ--رى ،ويعت--بر التن--اص ه--و تع--الق
النصوص :تعالق ظاهريا بواسطة نقل أقوال الغير حكايتها وشرحها -والتعليق عليها..إلخ ،وهنا ال يدخل
النص الجديد في حوار مفتوح مع النصوص األخرى -.وهناك تع--الق ب--اطني ،وه--و ال--ذي يقيم نوع--ا من
الحوار الضمني -مع النصوص األخرى.
إذن إذا كان النص تناصا ف-إن رص-د النص-وص ال-تي تس-كن النص الجدي-د تبقى مس-ألة ص-عبة
تستدعي مجهودات كبيرة.
-2نظرية بول ريكور-:
5
إن من أهم مميزات النص – عند ريكور – هو كونه أمرا ثابت--ا .وم--ا جعل--ه ك--ذلك ه--و الكتاب--ة،
فالنص يتميز بكونه إذن شيء مكتوب .وهذا ما يجعل من النص وجودا مستقال عن وجود كاتبه ومنفتحا
على القارئ ومقاصده من جهة وعلى نصوص أخرى من جه--ة ثاني--ة ،وه--ذا م--ا جع--ل النص ال يم--وت
بموت كاتبه بخالف الكالم الذي يستدعي وجود المتكلم.
المحور الرابع:
يعتبر هذا المحور هو الجزء األساس لعمل الكاتبين في الش--ق النظ--ري ب--ل وه--و المح--دد ك--ذلك
للجزء العملي ،فهو تركيب لكل التفاصيل السابقة ،وبالتالي -فهو إنتاج مركز لماهي--ة النص بص--فة عام--ة
والنص الفلسفي بصفة خاصة ثم أخيرا المنهجية المقترحة لمقاربة وتحليل هذا النص الفلسفي.
أ-تحديد مفهوم( النص:
لقد تم تحديد النص بصفة عامة من خالل عناصره المكونة ل--ه ،وق--د ح--ددت ه--ذه العناص-ر -في
عنصرين اثنين :عنصر بنيوي ،ويشمل ثالث بنيات :بنية داللية وبنية نصية ثم بني--ة ثقافي-ة واجتماعي-ة.
وهناك عنصر إنتاجي من خالل التفاعل الحاصل بين كل البنيات المكونة للعنصر األول البنيوي.
ب -تحديد مفهوم النص الفلسفي:
لق--د تع--رض الباحث--ان للص--عوبات -الجم--ة ال--تي يمكن تجاوزه--ا في س--بيل تحدي--د هوي--ة النص
الفلسفي ،ومن هنا فقد وضعا -مجموعة من المالحظة الضرورية لمحاولة كل تحديد للنص الفلسفي منه--ا
أن معايير التمييز تبقى نسبية بل إن تلك المعايير (التساؤل ،استعمال المف--اهيم ،البرهاني--ة..إلخ) ال تخل--و
من إش--كال وال تع--بر إال عن وجه--ة نظ--ر فلس--فية واح--دة ،ومن هن--ا وجب التمي--يز بين النص الفلس--في
باعتباره إنتاجا كليا وبين كونه نصا مدَرسا ،أو بمعنى آخر التمييز بين الفلسفي والبيداغوجي.
وبعد كل ه--ذه المالحظ--ات ح--ددا النص الفلس--في باعتب--اره نص--ا مكتوب--ا مكون--ا من ع--دة بني--ات
داللية ،مفاهيمية ،نحوية ،وصرفية ،ويتفاعل نصيا مع مع نصوص أخرى وهو نص مفتوح على سياقه
التاريخي-.
6
المستوى -اإلشكالي ،بمع--نى تق--ديم ع--ام للنص على اعتب--ار أن تق--ديم النص الفلس--في ال يمكن أن
يكون إال إشكالي ،وفي هذا المستوى -ينبغي القيام بما يلي:
-تقديم النص بموقعته ضمن محاور -المقرر.
-تحديد إشكالية النص في عالقتها بالدرس.
الخطوة الثانية :المستوى -الداللي.
وفيها -يتم:
-تحديد بنية النص الداللية انطالقا -من لغته ومفاهيمه.
-فتح دالالت النص على معانيه العميقة.
الخطوة الثالثة :المستوى -التناصي.
وفيها -يتم:
-تحديد جنس التناص (تاريخي – ديني – علمي – فلسفي.)...
-تحديد شكل التناص (داخلي – خارجي – -معاصر – غير معاصر.)...
-تحديد آلية التناص (معارضة – نقد – تحويل – تضمين.)...
الخطوة الرابعة :مستوى التأويل.
وفيها -يتم الكشف عن مقصدية النص.
الخطوة الخامسة :مستوى النقد – التقييم.
وفيها -يتم الكشف عن منطق النص الداخلي والخارجي.
وبعد تحديد مفه--وم النص بص-فة عام-ة وتحدي--د مفه-وم النص الفلس--في بص--فة خاص--ة واق--تراح
المنهجية المناسبة لكل خطواتها -العملية لتحليل ومقاربة النص الفلسفي خص--ص الباحث--ان القس--م الث--الث
واألخير -لتحليل مجموعة من النصوص من مقررات الفكر اإلسالمي والفلسفة.
إنجاز محمد انفيفخ
مع تحيات موقع تفلسف
tafalsouf.com
7