You are on page 1of 58

‫األربـعـون النبويـة‬

‫في‬

‫األحكام السياسية‬

‫تصنيف‬
‫أ‪.‬د‪ .‬حاكم المطيري‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪k‬‬
‫‪2‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪G‬‬
‫احلمد هلل وحده وصىل اهلل ىلع من ال نيب بعده حممد انليب اهلادي األم ن وىلع ل ه وصبه جعمع ن‬

‫وبعد‪...‬‬

‫فهذا كتاب (األربعون بابا انلهوية يف األحاكم السياسية) ‪-‬خمترص من كتايب (السنن انلهوية يف األحاكم‬
‫السياسية)‪ -‬وهو فريد يف باب إذ لم جقف فيما جلف من كتب األربعينيات احلديثية ىلع من عم ع جربع ن‬
‫حديثا يف باب اإلمامة‪ ،‬م ع جهمية موضوع ‪ ،‬فرجيت رضورة تأيلف جزء يف هذا الفن –بعد اقرتاح من‬
‫األربع ن‬ ‫الشيخ عهد العزيز الوهييب فك اهلل جهره بتأيلف كتاب يف السياسة العرعية ىلع نم‬
‫انلووية‪ -‬يقرب إىل طلهة العلم يلبفظوه ويتدارسوه‪ ،‬ويلهعثوا هذه السنن انلهوية يف األمة‪ ،‬واليت يه‬
‫جحوج ما تكون إيلها ايلوم‪...‬‬
‫وقد رجيت جن جربع ن حديثا قد ال حتي بهذا األصل العظيم من جصول اإلسالم فجعلتها جربع ن بابا‬
‫يف جربعة فصول‪ ،‬تلضم جصول السنة انلهوية يف باب اإلمامة وسياسة األمة‪ ،‬وترعمت للك باب بما ينه‬
‫ىلع ما حتت ‪ ،‬وجوردت من اآليات القرلنية ما يناسب لك باب‪ ،‬وجضفت إيلها بعض السنن عن اخللفاء‬
‫الراشدين‪ ،‬وعىس جن ييرس اهلل قريها انتخاب جربع ن حديثا منها تشتمل ىلع جصول األحاكم وجمهات‬
‫هذا ابلاب‪.‬‬
‫وقد جوردت جسانيدي إىل جمهات كتب السنة يف مقدمة األصل (السنن انلهوية يف األحاكم السياسية)‪.‬‬
‫هذا وجسأل اهلل جن نكون ممن يدخل يف عموم قو ه صىل اهلل علي وسلم‪( :‬من سن سنة حسنة فل‬
‫ججرها)‪...‬‬

‫‪f‬‬

‫‪3‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفصل األول‪ :‬حقيقة توحيد اهلل يف امللك واحلكم والطاعة والوالية‪:‬‬

‫‪ -1‬باب في وجوب توحيد اهلل في الملك اسما وحقيقة وعدم اإلشراك به ونفي الملك عمن سواه‪ :‬‬
‫ُْ ْ‬ ‫َ َ َ ُ ََّ ُ َ‬ ‫ُ ْ ُ ََّ َ َ َ َ ْ‬
‫ك﴾‪ ،‬وقال تعاىل عن نفس ‪:‬‬ ‫َشيك هيف المل ه‬ ‫ه‬ ‫ ه‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ل‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫ض‬‫ه‬ ‫ر‬ ‫ات واأل‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬هلله ملك السمو ه‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُّ َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُ َ َ َُّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ َ ُ ْ َ َُّ‬ ‫َََ َ‬
‫يم﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬قل يا أيها انلََّاس إ ه هن َرسول اهلله إ ه ْيلكم‬ ‫احلق ال إه ه إهال هو رب العر هش الك هر ه‬ ‫﴿فتعاىل اهلل الملهك‬
‫اس ‪ .‬إ َ هه َّ‬ ‫هك انلََّ‬ ‫َ‬ ‫الَ ُه َو﴾‪ ،‬وقال‪َ ﴿ :‬ر َّب انلََّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ً ََّ َ ُ ُ ْ ُ ََّ َ َ َ َ ْ‬
‫اس﴾‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫انلَ ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬ ‫اس‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫إ‬
‫ه ه‬ ‫ ه‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫ض‬‫ه‬ ‫ر‬ ‫ات واأل‬
‫عمهيعا اَلهي ه ملك السمو ه‬
‫اهلل ُه َو ال ْ َو َُّ‬
‫ل﴾ ‪.‬‬ ‫﴿فَ ُ‬
‫ه‬

‫‪ .1‬عن جيب هريرة وابن عمر ريض اهلل عنهما عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬يقهض اهلل تهارك وتعاىل‬
‫األرض يوم القيامة‪ ،‬ويطوي السماء بيمين ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬جنا امللك! جين ملوك األرض؟)‪ ،‬ولفظ ابن عمر‪( :‬جنا‬
‫امللك! جين اجلهارون؟ جين املتكربون؟) رواه ابلخاري ومسلم‪ )1(.‬‬
‫َ‬
‫هك انلََّ ه‬
‫اس﴾‪.‬‬ ‫وجورده ابلخاري يف كتاب اتلفسري حتت باب قو ه تعاىل‪﴿ :‬مل ه‬
‫‪‬‬
‫‪ .2‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬جغيظ رجل ىلع اهلل يوم القيامة وجخهث رجل تسىم‬
‫ملك األمالك‪ ،‬ال ملك إال اهلل)‪ ،‬ويف رواية‪( :‬جخىن األسماء يوم القيامة عند اهلل رجل تسىم ملك األمالك)‪.‬‬
‫رواه ابلخاري ومسلم‪)2(.‬‬

‫‪ .3‬عن عمر بن عبسة ريض اهلل عن ‪ ،‬عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬ال قيل‪ ،‬وال ملك‪ ،‬وال قاهر‪ ،‬إال‬
‫اهلل)‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫قال انلووي‪( :‬وهلذا قال انليب صىل اهلل علي وسلم (إىل هرقل عظيم الروم)‪ ،‬ولم يقل ملك الروم‪ ،‬ألن ال ملك‬
‫(‪)4‬‬
‫ ه‪ ،‬وال لغريه‪ ،‬إال حبكم دين اإلسالم)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -2‬باب في توحيد اهلل في الربوبية والطاعة والحكم واألمر المطلق شرعا وقدرا‪ :‬‬
‫ك ُم إالََّ هلله﴾‪ ،‬وقال‪َ ﴿ :‬وال ي ُ ْعر ُك يف ُح ْكم ه َج َح ًدا﴾ ويف قراءة‪َ ﴿ :‬وال ت ُ ْعرك﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬جالَ َ هُ‬
‫َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬إ ه هن احل‬
‫َه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َْ َُ‬ ‫ْ‬
‫َُ َْ َ ُ‬
‫اره ْم َو ُرههانه ْم ج ْربابا﴾ وقال‪﴿ :‬وال‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عركون﴾ وقال‪﴿ :‬اَتذوا جحه‬
‫ُ‬
‫م‬
‫َ‬
‫َ ْ َ ْ ُ ُ ُ ْ ََّ ُ ْ ُ ْ‬
‫ل‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬‫وه‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ع‬‫ط‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫اخلَلْ ُق َواألَ ْم ُ‬
‫ر‬
‫ْ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ ََّ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ َ ً‬
‫يتخه ذ بعضنا بعضا ج ْربابا﴾‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ 2114‬و‪9116‬و ‪ ، 2814‬من حديث أيب هريرة موصوال‪ ،‬ومن حديث ابن عمر معلقا‪ ،‬وصحيح مسلم ح رقم ‪4212‬‬
‫و‪ 4211‬واللفظ هل‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ ،9421‬وصحيح مسلم ح رقم ‪.4128‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد يف املسند ‪ 812/2‬بإسنادين أحدهما صحيح‪ ،‬والقيل هو امللك يف لغة أهل ايلمن‪ ،‬وأقيال ايلمن ملوكهم‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر رشح انلووي لصحيح مس ل م ح رقم ‪.1228‬‬

‫‪4‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ .4‬عن ابن عهاس جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال ملعاذ بن جهل ح ن بعث إىل ايلمن‪( :‬إنك تقدم ىلع قوم‬
‫جهل كتاب‪ ،‬فليكن جول ما تدعوهم إيل عهادة اهلل – ويف رواية‪ :‬جن يوحدوا اهلل تعاىل ‪ -‬فإن هم جطاعوا َللك‪،‬‬
‫فأخربهم جن اهلل فرض عليهم مخس صلوات يف ايلوم والليلة‪ ،‬فإن هم صلوا‪ ،‬فأخربهم جن اهلل افرتض عليهم‬
‫زاكة يف جمواهلم‪ ،‬تؤخذ من جغنيائهم وترد ىلع فقرائهم‪ ،‬فإن هم جطاعوا لك بذلك‪ ،‬فخذ منهم وجتنب كرائم‬
‫جمواهلم‪ ،‬واتق دعوة املظلوم فإن ليس بينها وب ن اهلل حجاب)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫ََّ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ارهم‬ ‫‪ .5‬عن عدي بن حاتم ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم جن تال قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬اَتذوا جحه‬
‫َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ً َّ ُ‬
‫ون اهلله﴾‪ ،‬فقال عدي‪ :‬إنا لسنا نعهدهم! فقال‪( :‬جليس حيرمون ما جحل اهلل فتبرمون ‪،‬‬‫ورههانهم جربابا همن د ه‬
‫وحيلون ما حرم اهلل فتستبلون ؟) قال‪ :‬بىل! قال (فتلك عهادتهم)‪ .‬رواه الرتمذي والطربان وحسن األبلان‪ )2(.‬‬
‫َ َ ََّ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ َ ً‬
‫قال ابن جرير الطربي‪( :‬قو ه‪َ ﴿ :‬وال يتخه ذ بعضنا بعضا ج ْربابا﴾‪ ،‬فإن اَتاذ بعضهم بعضا جربابا‪ ،‬ما اكن بطاعة‬
‫األتهاع الرؤساء فيما جمروهم ب من معايص اهلل‪ ،‬وتركهم ما نهوهم عن من طاعة اهلل‪ ،‬كما قال جل ثناؤه‬
‫ً‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َ ُ ْ ََّ ْ ُ ُ ْ َ ً‬ ‫ََّ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ً َّ ُ‬
‫ون اهلله َوالم هسيح اب َن م ْري َم َوما جم ُهروا إهال هيلَعهدوا إهلها َواحهدا﴾‪ ،‬كما‪:‬‬
‫﴿اَتذوا جحهارهم ورههانهم جربابا همن د ه‬
‫َ َ َ ََّ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ ْ َ ً َّ ُ‬
‫ون اهلله﴾‪ ،‬يقول‪ :‬ال يط ع بعضنا بعضا يف معصية اهلل‪.‬‬ ‫قال ابن جريج‪﴿ :‬وال يتخه ذ بعضنا بعضا جربابا همن ه‬
‫د‬
‫(‪)3‬‬
‫ويقال إن تلك الربوبية‪ :‬جن يطي ع انلاس سادتهم وقادتهم يف غري عهادة‪ ،‬وإن لم يصلوا هلم)‪.‬‬

‫‪ .6‬عن هانئ بن يزيد عن انليب صىل اهلل علي وسلم جن قال ه واكن كنيت جبو احلكم (إن اهلل هو َ‬
‫احلكم‪،‬‬
‫وإيل ُ‬
‫احلكم)‪ .‬رواه ابلخاري يف األدب وجبو داود والنسايئ وصبب ابن حهان‪ )4(.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -3‬باب في كون السيادة والحكم هلل وحده واإلمام قاسم‪ :‬‬
‫َ َ َ َ َ ََّ ْ ْ َ َ ََّ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫َْ ُ ََْ ُ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ‬
‫اهلل ب ه ه بعضك ْم ىلع بعض﴾‪،‬‬ ‫هلل حيك ُم بينك ْم﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬وال تتمنوا ما فضل‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ذل هكم حك ُم ا ه‬
‫ُ ْ َ ُ َ ََّ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ ُ َ‬
‫وقال سهبان ‪﴿ :‬ال يسأل عما يفعل َوه ْم يسألون﴾‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .7‬عن عهد اهلل بن ال شخري قال (انطلقت يف وفد بين اعمر إىل رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ :‬فقلنا‪ :‬جنت‬
‫سيدنا! فقال‪( :‬السيد اهلل تهارك وتعاىل) قلنا‪ :‬وجفضلنا فضال‪ ،‬وجعظمنا طوال‪ ،‬فقال (قولوا بقولكم‪ ،‬جو بعض‬
‫قولكم‪ ،‬وال يستجرينكم الشيطان)‪ .‬رواه جبو داود وجمحد بإسناد صبيح‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ 1211‬و‪ ،2824‬وصحيح مسلم ح رقم ‪.16‬‬


‫(‪ )4‬رواه الرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ ،8261‬والطرباين يف املعجم الكبري ‪ 64/12‬واللفظ هل‪.‬‬
‫(‪ )8‬جامع ابليان ‪ 211/9‬وأثر ابن جريج برقم ‪ 2422‬بإسناد صحيح عنه‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابلخاري يف األدب املفرد ح رقم ‪ ،111‬وأبو داود ح رقم ‪ ،2611‬والنسايئ ح رقم ‪ ،1812‬وابن حبان يف صحيحه ح رقم ‪.122‬‬
‫(‪ )1‬رواه أبو داود رقم ‪ ، 2129‬وأمحد رقم ‪19812‬بأسانيد صحيحة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .8‬عن معاوية عن انليب صىل اهلل علي وسلم‪( :‬من يرد اهلل ب خريا يفقه يف ادلين‪ ،‬وإنما جنا قاسم‪ ،‬واهلل‬
‫يعطي‪ ،‬ولن تزال هذه األمة قائمة ىلع جمر اهلل ال يرضهم من خالفهم حىت يأيت جمر اهلل)‪ ،‬ويف لفظ‪( :‬واهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫املعطي وجنا القاسم) ويف لفظ (إنما جنا خازن)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .9‬عن جابر بن عهد اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬بعثت قاسما جقسم بينكم)‪ .‬رواه ابلخاري‬
‫ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .10‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (ما جعطيكم وما جمنعكم‪ ،‬إنما جنا قاسم جض ع حيث‬
‫(‪)3‬‬
‫‪‬‬ ‫جمرت)‪ .‬رواه ابلخاري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .11‬عن جيب جمامة صدي بن عجالن جن انليب صىل اهلل علي وسلم خطب يف حجة الوداع فقال (إن اهلل‬
‫جعطى لك ذي حق حق ‪ ،‬فال وصية لوارث)‪ .‬رواه جبو داود وابن ماج والرتمذي وصبب ‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عمر بن عهد العزيز جن خطب انلاس فقال (جيها انلاس‪ ،‬إن اهلل لم يرسل رسوال بعد رسولكم‪ ،‬ولم‬
‫ينـزل كتابا بعد الكتاب اَلي جنز ه ع ليكم‪ ،‬فما جحل اهلل ىلع لسان رسو ه فهذا احلالل إىل يوم القيامة‪ ،‬وما‬
‫حرم اهلل ىلع لسان رسو ه فهو حرام إىل يوم القيامة‪ ،‬جال وإن لست بمهتدع ولكين مته ع‪ ،‬ولست بقاض‪ ،‬ولكن‬
‫منفذ‪ ،‬ولست خبري من واحد منكم‪ ،‬ولكين جثقلكم محال‪ ،‬جال وإن ليس ألحد جن يطاع يف معصية اهلل)‪ .‬رواه‬
‫ابن سعد‪ )5(.‬‬

‫‪ -4‬باب في أنه ال إكراه في الدين وال في الطاعة‪ :‬‬


‫ََّ ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ ُ ََّ َ َ ََّ َ ُ‬
‫كونُواْ ُم ْؤمن َ‬ ‫َ ْ‬
‫ ن﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬لست علي ههم‬‫هه‬ ‫ين﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬جفأنت تك هره انلاس حىت ي‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ال إهك َراهَ هيف ا َّ ه‬
‫دل ه‬
‫ََّ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫بهمصي هطر﴾‪ ،‬وقال‪َ ﴿ :‬وما جنت علي ههم هِبَهار﴾‪.‬‬

‫‪ .12‬عن ابن عهاس عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬إن اهلل وض ع عن جميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫علي )‪ .‬رواه ابن ماج وصبب ابن حهان واحلاكم‪ )6(.‬‬

‫(‪ )1‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ 21‬و ‪ ،8119‬ومسلم ح ‪.1282‬‬


‫(‪ )4‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ ، 8112‬ومسلم ح رقم ‪. 4188‬‬
‫(‪ )8‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪. 8112‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود ح رقم ‪ ، 4122‬والرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 4142‬و‪ 4141‬وقال حديث حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه ح رقم ‪. 4218‬‬
‫(‪ )1‬طبقات ابن سعد ‪ 494/1‬و ‪ ،419‬واملعرفة واتلاريخ ‪. 122/1‬‬
‫(‪ )9‬رواه ابن ماجه يف السنن ح رقم ‪ ،4221- 4228‬وابن حبان يف الصحيح ‪ ،2416‬واحلاكم يف املستدرك ىلع الصحيحني ‪ 161/4‬وقال ىلع رشط‬
‫الشيخني‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن احلارث بن لقي انلخيع قال‪( :‬قدمنا من ايلمن فزننلا املدينة‪ ،‬فخرج علينا عمر فطاف يف انلخ ع‪،‬‬
‫ونظر إيلهم فقال‪ :‬يا مععر انلخ ع إن جرى العرف فيكم مرتبعا‪ ،‬فعليكم بالعراق وعموع فارس‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا‬
‫جمري املؤمن ن ال بل الشام‪ ،‬نريد اهلجرة إيلها‪ ،‬قال‪ :‬ال بل العراق فإن قد رضيتها لكم‪ ،‬قال‪ :‬حىت قال بعضنا‪:‬‬
‫َ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ين﴾! قال‪ :‬فال إكراه يف ادلين عليكم)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪.‬‬ ‫يا جمري املؤمن ن ﴿ال إهك َراهَ هيف ا َّ ه‬
‫دل ه‬

‫الفصل اثلان‪ :‬يف الغاية من اإلمامة ووجوب اخلالفة الراشدة ووالية األمة ومسئويلة السلطة‪:‬‬

‫‪ -5‬باب في بيان أن الغاية من بعث الرسل وإنزال الكتب إقامة العدل والحق والرحمة بالخلق‪ :‬‬
‫ُْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ََ َ َْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ ْ َّ َ‬
‫زيان هيلَقوم انلََّاس بهال هقس ه ﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬قل‬ ‫ات وجنزنلا معهم الكهتاب وال هم‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬لقد جرسلنا رسلنا بهابلَيهن ه‬
‫َ َ َْ َ َْ َ‬
‫اك إالََّ َر ْمحَ ًة لَّ هلْ َعالَم َ‬ ‫كُ‬‫َُ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ ْ ْ‬
‫ ن﴾‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫هل‬
‫د‬ ‫ع‬‫أل‬ ‫ت‬ ‫هر‬‫م‬‫ج‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫جمر ر هب بهال هق‬

‫‪ .13‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬سهعة يظلهم اهلل يف ظل يوم ال ظل‬
‫إال ظل ‪ :‬إمام اعدل)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .14‬عن جيب ذر ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم فيما يروي عن رب جن قال‪( :‬يا عهادي إن‬
‫حرمت الظلم ىلع نفيس وجعلت بينكم حمرما فال تظاملوا)‪ .‬رواه مسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .15‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬إنما بعثتم ميرسين ولم تهعثوا‬
‫معرسين)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .16‬عن جيب جمامة صدي بن عجالن ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬بعثت باحلنيفية‬
‫السمبة)‪ .‬رواه جمحد وهو حسن لغريه‪ )5(.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ 118/9‬ح ‪ ،88216‬بإسناد صحيح‪.‬‬


‫(‪ )4‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 992‬ومسلم ح رقم ‪. 1281‬‬
‫(‪ )8‬رواه مسلم ح ‪. 4122‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابلخاري ح رقم ‪. 412‬‬
‫(‪ )1‬رواه أمحد يف املسند ‪ 499/1‬بإسناد ضعيف ويتقوى بشاهده عن ابن عباس ريض اهلل عنه عن انليب صىل اهلل عليه وسلم وسئل عن أحب‬
‫األديان إىل اهلل قال (احلنيفية السمحة)‪ ،‬رواه أمحد يف املسند ‪ ، 489/1‬وابلخاري يف األدب املفرد رقم ‪ ،412‬وإسناده صحيح لغريه‪ ،‬رجاهل رجال‬
‫مسلم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -6‬باب في إقامة الدولة النبوية على أساس عقد وبيعة رضا وكتابة الصحيفة التي تنظم شئون الدولة‬
‫وحقوق األمة‪ :‬‬
‫ُ ْ َ ْ َُ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ْ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ ََّ َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََّ‬
‫ ن إهذ يهايهعونك﴾‪،‬‬ ‫اهلل﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬لقد ر ه‬
‫يض اهلل ع هن المؤ همنه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬إهن اَلهين يهايهعونك إهنما يهايهعون‬
‫َ َ َ ُْ ْ َ ُ َُ َْ َ‬
‫وقال‪﴿ :‬إهذا جاءك المؤمهنات يهايهعنك﴾‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .17‬عن عهادة بن الصامت ريض اهلل عن قال‪( :‬بايعنا رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم – بيعة العقهة اثلانية‬
‫– ىلع السم ع والطاعة‪ ،‬يف منشطنا ومكرهنا‪ ،‬ويرسنا وعرسنا‪ ،‬وجثرة علينا‪ ،‬وجن ال ننازع األمر جهل ‪ ،‬وجن نقوم‬
‫جو نقول باحلق حيثما كنا‪ ،‬ال خناف يف اهلل لومة الئم‪ ،‬إال جن تروا كفرا بواحا عندكم في من اهلل برهان)‪.‬‬
‫رواه ابلخاري ومسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .18‬عن الزهري وعن حممد بن خنيس عن صبيفة لل عمر بن اخلطاب وفيها (كتب رسول اهلل صىل اهلل‬
‫علي وسلم ‪ -‬بعد دخو ه املدينة ‪-‬كتابا ب ن املهاجرين واألنصار‪ ،‬وادع في يهود واعهدهم‪ ،‬وجقرهم ىلع دينهم‬
‫وجمواهلم‪ ،‬وَشط هلم واشرتط عليهم‪ :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم هذا كتاب من حممد انليب صىل اهلل علي وسلم‪،‬‬
‫ب ن املؤمن ن واملسلم ن من قريش ويرثب‪ ،‬ومن تهعهم فلبق بهم وجاهد معهم إنهم جمة واحدة من دون‬
‫انلاس‪ ..‬وإن يهود بين عوف جمة م ع ‪ -‬جو من ‪ -‬املؤمن ن)‪ .‬رواه ابن إسباق يف املغازي وجبو عهيد يف األموال‬
‫(‪)2‬‬
‫بإسناد حسن‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ،2219‬ومسلم ح رقم ‪.1226‬‬


‫(‪ )4‬روى خرب الصحيفة ابن إسحاق يف السرية كما عند ابن هشام ‪ 81/8‬ـ وكما عند ابليهيق يف السنن الكربى ‪ 129/1‬من طريق حممد بن إسحاق‬
‫ـ عن حممد بن عثمان بن خنيس أخذه من الصحيفة اليت عند آل عمر بن اخلطاب مطوال‪ ،‬وهذا إسناد اكملتصل‪ ،‬وشهرة الكتاب تغنيه عن‬
‫اإلسناد‪ ،‬وقد قال شيخ اإلسالم ابن تيمية عن صحيفة املدينة هذه يف الصارم املسلول ص ‪ 92‬هذه الصحيفة معروفة عند أهل العلم واحتج بها‪،‬‬
‫وروى خرب الصحيفة أبو عبيد القاسم بن سلم يف كتابه األموال ص ‪ 411‬عن حيىي بن بكري وعبد اهلل بن صالح لكيهما عن الليث بن سعد عن‬
‫عقيل بن خادل عن الزهري مرسال مطوال‪ ،‬وهو إسناد مسلسل باألئمة احلفاظ األثبات‪ ،‬وقد رواها عبد الرزاق يف املصنف ح رقم ‪ 11126‬يف‬
‫كتاب العقول عن معمر عن الزهري قال وبلغنا أن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم قال يف الكتاب اذلي كتبه بني قريش واألنصار ال يرتكون‬
‫مفرحا أن يعينوه يف فاكك أو عقل وهذا إسناد مسلسل باألئمة احلفاظ إىل إمام أهل املغازي والسري ابن شهاب الزهري وهو شيخ ابن إسحاق‪،‬‬
‫وهذا اللفظ جزء من سياق خرب الصحيفة املطول ويف قول الزهري يف الكتاب اذلي كتبه بني قريش واألنصار ديلل ىلع شهرة الكتاب‪ ،‬وأخرجه‬
‫مسلم يف الصحيح ح رقم ‪ 1122‬من طريق ابن جريج حدثين أبو الزبري عن جابر قال كتب انليب صىل اهلل عليه وسلم ىلع لك بطن عقوهل‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬
‫كتب أنه ال حيل ملسلم أن يتواىل موىل رجل مسلم بغري إذنه‪ ،‬ثم أخربت أنه لعن يف صحيفته من فعل ذلك‪.‬‬
‫كما روى خرب الصحيفة أيضا أمحد يف املسند من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن انليب صىل اهلل عليه وسلم كتب كتابا بني‬
‫املهاجرين واألنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا اعنيهم باملعروف وهو جزء من خرب الصحيفة الطويل‪ ،‬وقد عقد ابن كثري يف تارخيه فصال‬
‫بعنوان ع قده عليه السالم بني املهاجرين واألنصار يف الكتاب اذلي أمر به فكتب بينهم وموادعته ايلهود اذلين اكنوا باملدينة وساق خرب‬
‫الصحيفة مطوال‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -7‬باب في أن الوالية المطلقة على المؤمنين كافة في كل زمان ومكان هي هلل ولرسوله‪ :‬‬
‫الك ْم فَن ْع َم ال ْ َم ْو َل َون ْهع َم َّ‬
‫انلَ هص ُ‬
‫ري﴾‪،‬‬
‫َُ َْ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ َ َُّ ََّ َ َ ُ ْ‬
‫هين ءامنوا﴾‪ ،‬وقال جيضا‪َ ﴿ :‬واعت هصموا بهاهلله هو مو‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬اهلل و هل اَل‬
‫ه‬
‫ََّ َ َ َُّ ُ ُ ُ َ َ ُ ُُ‬ ‫ََّ َُّ َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ ْ ُ ُ ََّ َ ُ ُ ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ ن مهن جنف هس ههم َوجز َواج جمهاتهم﴾‪ ،‬وقال جيضا‪﴿ :‬إهنما و هيلكم اهلل ورسو ه‬ ‫وقال سهبان ‪﴿ :‬انل هيب جول بهالمؤ همنه‬
‫َ ََّ َ َ ُ ْ‬
‫هين ءامنوا﴾‪.‬‬‫واَل‬

‫‪ .19‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (واَلي نفس حممد بيده إن ىلع األرض‬
‫من مؤمن إال وجنا جول انلاس ب ‪ ،‬فأيكم ما ترك دينا جو ضيااع فأنا مواله‪ ،‬وجيكم ترك ماال فللعصهة من‬
‫اكن)‪ ،‬ويف رواية (جنا جول انلاس باملؤمن ن يف كتاب اهلل‪ ،‬فأيكم ترك دينا جو ضيعة ـ جي جوالدا صغارا ـ فأنا‬
‫يب َج ْو َل بال ْ ُم ْؤمن َ‬
‫ ن‬ ‫ويل )‪ ،‬ويف لفظ (ما من مؤمن إال وجنا جول انلاس ب يف ادلنيا واآلخرة اقرءوا إن شئتم ﴿انلََّ َُّ‬
‫هه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ْ َ ُ‬
‫مهن جنف هس هه ْم﴾‪ ،‬فأيما مؤمن ترك ماال فلريث عصهت من اكنوا‪ ،‬فإن ترك دينا جو ضيااع فليأتين فأنا مواله)‪ .‬رواه‬
‫ابلخاري ومسلم‪ )1(.‬‬

‫‪ -8‬باب الوالية العامة لألمة على نفسها‪ :‬‬


‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ ُ َ ُْ ْ َ ُ َْ ُ ُ‬ ‫ََّ َ َ َُّ ُ ُ ُ َ َ ُ ُ ُ َ ََّ َ َ ُ ْ‬
‫هين ءامنوا﴾‪ ،‬وقال ﴿ َوالمؤمهنون َوالمؤمهنات بعضه ْم ج ْو هيلَاء بعض﴾‪،‬‬ ‫قال تعاىل ﴿إهنما و هيلكم اهلل ورسو ه واَل‬
‫ُْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ ُ‬ ‫اع َملُواْ فَ َس َ َ‬
‫َُ ْ‬
‫اهلل عملك ْم َو َرسو هُ َوالمؤمهنون﴾‪.‬‬ ‫ريى‬ ‫وقال تعاىل ﴿وق هل‬

‫‪ .20‬عن يلع ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (ذمة املسلم ن واحدة‪ ،‬ويسىع بها جدناهم‪ ،‬فمن‬
‫جخفر مسلما فعلي لعنة اهلل‪ ،‬ال يقهل من رصفا وال عدال)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .21‬عن عهد اهلل بن عمرو ريض اهلل عنهما عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (املسلمون تتاكفأ دماؤهم‪،‬‬
‫وهم يد ىلع من سواهم‪ ،‬ويسىع بذمتهم جدناهم‪ ،‬وجيري عليهم جقصاهم‪ ،‬ويرد مشدهم ىلع مضعفهم‪ ،‬ومترسيهم‬
‫(‪)3‬‬
‫ىلع قاعدهم)‪ .‬رواه جبو داود وجمحد بإسناد صبيح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .22‬عن اعئشة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إنما النساء شقائق الرجال)‪ .‬رواه جبو داود والرتمذي‬
‫وحسن ‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ابلخاري ح ‪ 4461‬و ‪ ،4866‬ومسلم ح‪ 1916‬واللفظ هل‪.‬‬


‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ 8124‬و‪.8126‬‬
‫(‪ )8‬رواه أبو داود ح رقم ‪ ، 4218‬وأمحد رقم ‪. 9622‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 489‬والرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ ،118‬وإسناده حسن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -9‬باب في وجوب اتباع النبي صلى اهلل عليه وسلم ولزوم سننه في باب اإلمامة وسياسة األمة‪ :‬‬
‫َ‬
‫ََ َ َ َْ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ ََّ ُ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ َّ ََّ َّ ُ‬
‫يل جدعو إهىل اهلله ىلع ب هصرية جنا‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫هه ه ه‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫نزل إهيلكم همن رب ه‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬واتههعوا جحسن ما ج ه‬
‫ك ُم ُ‬‫ُْ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ ُ ْ َُّ َ َ َ ََّ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ ََّ َ َ‬
‫اهلل﴾‪.‬‬ ‫ون حيههه‬‫وم هن اتهع هين﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬قل إهن كنتم حتههون اهلل فاتههع ه‬
‫‪‬‬
‫‪ .23‬عن جيب هريرة وابن عهاس ريض اهلل عنهما عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (تركت فيكم جمرين لن‬
‫تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب اهلل وسنة نبي )‪ .‬ولفظ ابن عهاس (يا جيها انلاس إن قد تركت فيكم ما إن‬
‫اعتصمتم ب فلن تضلوا جبدا كتاب اهلل وسنة نبي )‪ .‬رواه مالك عن جيب هريرة‪ ،‬واحلاكم عنهما وصبب ‪ )1(.‬‬

‫‪ -10‬باب في رد المحدثات في باب اإلمامة وسياسة األمة وإبطال سنن الجاهلية‪ :‬‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫ُ ْ ً َّ َ ُ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ْ َ ََّ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫اجلا ههلهي هة يهغون َومن جحس ُن م َهن اهلله حكما ل هق ْوم يوق هنون﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬ي هريدون جن‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬جفبكم‬
‫ََْ ُ ُ َْ َ ْ ُُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ َ ََّ ُ‬
‫وت وقد جمهروا جن يكفروا ب ه ه ﴾‪.‬‬
‫يتباكموا إهىل الطاغ ه‬
‫‪‬‬
‫‪ .24‬عن اعئشة ريض اهلل عنها‪ ،‬عن انليب صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬قال (من جحدث يف جمرنا هذا ما ليس من فهو‬
‫(‪)2‬‬
‫رد)‪ ،‬ويف لفظ (من عمل عمال ليس علي جمرنا فهو رد)‪ .‬رواه ابلخاري باللفظ األول‪ ،‬ومسلم باللفظ ن‪.‬‬

‫‪ .25‬عن ابن عهاس عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جبغض انلاس إىل اهلل مهتغ يف اإلسالم سنة اجلاهلية)‪.‬‬
‫رواه ابلخاري‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .26‬عن جابر بن عهد اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جال لك يشء من جمر اجلاهلية حتت قديم‬
‫موضوع)‪ .‬رواه مسلم وابن خزيمة ولفظ (جال وإن لك يشء من جهل اجلاهلية موضوع حتت قديم هات ن)‪ )4(.‬‬

‫‪ ‬وقال جبو بكر لألنصار ريض اهلل عنهم يوم السقيفة ح ن تنازعوا يف اخلالفة (اتقوا اهلل وال تكونوا جول‬
‫من جحدث يف اإلسالم)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪ )5(.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مالك يف املوطأ ح رقم ‪ 8881‬بالاغ‪ ،‬واحلاكم يف املستدرك ح رقم ‪ 811‬ورقم ‪ 816‬وصححه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 4962‬ومسلم ح رقم ‪. 1211‬‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح رقم ‪. 9211‬‬
‫(‪ )2‬مسلم ح رقم ‪ 641‬و ‪ ، 1411‬وابن خزيمة يف صحيحة ح رقم ‪. 4126‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أيب شيبة ‪ 281/2‬بإسناد صحيح‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -11‬باب في إبطال اإلسالم لسنن الفرس والروم السياسية والتحذير من الطغيان كله‪ :‬‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْْ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬فاست هقم كما جم ْهرت َومن تاب معك َوال تطغوا﴾‪.‬‬

‫‪ .27‬عن جابر بن عهد اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم جن نىه جصباب جن يصلوا خلف قياما وهو جالس‬
‫(‪)1‬‬
‫وقال‪( :‬إن كدتم تلفعلون لنفا فعل فارس والروم يقومون ىلع ملوكهم وهم قعود‪ ،‬فال تفعلوا)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ .28‬عن جيب هريرة وجيب سعيد اخلدري عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال حمذرا جمت ‪( :‬تلتهعن سنن من اكن‬
‫قهلكم شربا بشرب‪ ،‬وذرااع بذراع)‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول اهلل كفارس والروم؟ قال‪( :‬ومن انلاس إال جوئلك؟)‪ ،‬ويف‬
‫رواية اخلدري (ايلهود وانلصارى؟ قال‪ :‬فمن!)‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر‪(:‬حيث قال (فارس والروم) اكن هناك قرينة تتعلق باحلكم ب ن انلاس وسياسة الرعية‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وحيث قيل (ايلهود وانلصارى) اكن هناك قرينة تتعلق بأمور ادليانات جصوهلا وفروعها)‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -12‬باب في وجوب تحكيم اإلسالم وجميع شرائعه‪ :‬‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ َ ََّ َ ُ َ َّ ُ َ َ‬ ‫َّ ْ َ ََّ ً‬ ‫َ َ َُّ َ ََّ َ َ ُ ْ ْ ُ ُ ْ‬
‫كموك فهيما‬ ‫السل هم كآفة﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬فال ورب هك ال يؤمهنون حىت حي ه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ياأيها اَلهين ءامنوا ادخلوا هيف ه‬
‫ْ َ‬ ‫ََُْ ُ َ َْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ ََّ ْ َ ْ َ ُ‬
‫اءه ْ‬ ‫َ َ ََُْ‬
‫اب‬
‫ه‬ ‫هت‬‫ك‬ ‫ال‬ ‫ض‬‫ه‬ ‫ع‬‫ه‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫ون‬ ‫هن‬
‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫﴿‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫م‬ ‫شج َر بينه ْم﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬وج هن احكم بينهم بهمآ جنزل اهلل وال تتهه ع جهو‬
‫ْ َ َ َُّ ْ َ‬ ‫ُ ْ ََّ‬ ‫َ َْ َُ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ ََ َ‬
‫ادلنيا﴾‪.‬‬ ‫َوتكف ُرون بههعض فما ج َزاء من يفعل ذل هك مهنكم إهال خ ْهزي هيف احلياةه‬
‫‪‬‬
‫‪ .29‬عن يلع ريض اهلل عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم ح ن عرض نفس ىلع بين شيهان قال ه املثىن بن‬
‫حارث‪ :‬إن هذا األمر اَلي تدعو إيل مما تكره امللوك‪ ،‬وإنما نزنلا ىلع عهد جخذه علينا كرسى‪ ،‬جال حندث‬
‫حدثا‪ ،‬وال نؤوي حمدثا‪ ،‬فإن جحههت جن نمنعك وننرصك مما يل مياه العرب فعلنا؟ فقال ه انليب صىل اهلل علي‬
‫وسلم (ما جسأتم بالرد إذ جفصبتم بالصدق‪ ،‬إن دين اهلل ال ينرصه إال من جحاط من عمي ع جوانه )‪ ،‬ويف رواية‬
‫(‪)4‬‬
‫(ال يقوم بدين اهلل إال من جحاط من عمي ع جوانه )‪ .‬رواه ابليهيق يف ادلالئل‪ ،‬وحسن ابن حجر‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم ح رقم ‪.218‬‬


‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ 2816‬و ‪ 2842‬من حديث أيب هريرة‪ ،‬ومسلم ح رقم ‪ 4996‬من حديث أيب سعيد اخلدري‪.‬‬
‫(‪ )8‬فتح ابلاري ‪. 821/18‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن حبان يف اثلقات ‪ ،12/1‬وأبو نعيم يف دالئل انلبوة ص‪414‬ح ‪ ،412‬وابليهيق يف دالئل انلبوة ‪ ،244/4‬والسمعاين يف األنساب ‪ ،82/1‬وأبو‬
‫هالل العسكري يف األمثال ‪ ،212/4‬وابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪ ، 469/12‬لكهم من طرق عن أبان بن عبد اهلل ابلجيل عن أبان بن تغلب عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس عن يلع ريض اهلل عنه‪ ،‬وقال القسطالين يف املواهب اليننية (أخرجه احلاكم وابليهيق وأبو نعيم بإسناد حسن)‪ ،‬وكذا‬
‫قال احلافظ يف الفتح ‪ 442/2‬ح ‪. 8912‬‬

‫‪11‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .30‬عن جيب جمامة صدي بن عجالن عن انليب صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬قال (تلنقضن عرى اإلسالم عروة عروة‪،‬‬
‫جوهلا احلكم‪ ،‬ولخرها الصالة)‪ .‬رواه ابن حهان واحلاكم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -13‬باب في الخالفة ونظام الحكم في اإلسالم‪ :‬‬


‫اهلل ََّاَل َ‬ ‫ْ‬
‫احل َّق﴾‪ ،‬وقال‪َ ﴿ :‬و َع َد ُ‬
‫اس ب َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫كم َب ْ َ‬
‫ ن انلََّ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُ ُ ََّ َ َ ْ َ َ َ َ ً‬
‫هين‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫اح‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫اوود إهنا جعلناك خلهيفة هيف األ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬يا د‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ََّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َُ‬
‫ات ليستخلهفنهم هيف األر هض﴾‪.‬‬ ‫الص ه َ‬
‫احل ه‬ ‫ءامنوا مهنكم َوع هملوا‬

‫‪ .31‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (اكنت بنو إهرائيل تسوسهم األنبياء‪ ،‬لكما هلك نيب‬
‫خلف نيب‪ ،‬وإن ال نيب بعدي‪ ،‬وسيكون خلفاء فيكرثون قالوا‪ :‬فما تأمرنا؟ قال‪ :‬فوا ببيعة األول فاألول‪،‬‬
‫جعطوهم حقهم‪ ،‬فإن اهلل سائلهم عما اسرتاعهم)‪ .‬متفق علي ‪ )2(.‬‬

‫‪ -14‬باب وجوب لزوم سنن النبوة والخالفة الراشدة في سياسة األمة‪ :‬‬
‫ْ ُ ْ َ ُ َّ َ َ ََّ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ََّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ََّ ُ َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ ن ن َو ه هه ما ت َول﴾‪ ،‬وقال‬‫يل المؤ همنه‬
‫قال تعاىل ﴿وم َن يشاق ههق الرسول مهن بع هد مَا تب ن ه الهدى ويتهه ع غري سبه ه‬
‫ََّ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََّ َ ََّ َ ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََّ ُ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ََّ ُ َ‬
‫اهلل عنه ْم﴾‪ ،‬وقال عنهم‬ ‫هين اتهعوهم بهإهحسان ر هيض‬ ‫ار واَل‬
‫ه‬ ‫نص‬ ‫األ‬‫و‬ ‫ين‬ ‫ر‬
‫ه‬ ‫ج‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫﴿ َوالسابهقون األولون مهن الم‬
‫ُ ْ َ َ ُ ُ ََّ ُ َ‬
‫اشدون﴾‪.‬‬ ‫﴿جوئل هك هم الر ه‬

‫‪ .32‬عن العرباض بن سارية‪ ،‬قال‪ :‬وعظنا رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم موعظة ذرفت منها العيون‪ ،‬ووجلت‬
‫منها القلوب‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن هذه ملوعظة مودع‪ ،‬فماذا تعهد إيلنا؟ قال‪( :‬قد تركتكم ىلع ابليضاء‬
‫يللها كنهارها‪ ،‬ال يزيغ عنها بعدي إال هالك‪ ،‬ومن يعش منكم فسريى اختالفا كثريا‪ ،‬فعليكم بما عرفتم‬
‫من سنيت‪ ،‬وسنة اخللفاء الراشدين املهدي ن‪ ،‬عضوا عليها بانلواجذ‪ ،‬وعليكم بالطاعة‪ ،‬وإن عهدا حبشيا‪،‬‬
‫فإنما املؤمن اكجلمل األنف‪ ،‬حيثما قيد انقاد)‪ .‬ويف لفظ (من يعش منكم فسريى اختالفا كثريا‪ ،‬فعليكم‬
‫بسنيت وسنة اخللفاء الراشدين من بعدي‪ ،‬عضوا عليها بانلواجذ‪ ،‬وإياكم وحمدثات األمور‪ ،‬فإن لك حمدثة‬
‫(‪)3‬‬
‫بدعة‪ ،‬ولك بدعة ضاللة)‪ .‬رواه اخلمسة إال النسايئ‪ ،‬وصبب الرتمذي وابن حهان واحلاكم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن حبان يف الصحيح ح رقم ‪ ، 9921‬واحلاكم ‪ 64/2‬وصححه‪.‬‬


‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 8211‬ومسلم ح رقم ‪. 1112‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد يف املسند ‪ ،149/2‬وأبو داود رقم ‪ ، 2922‬والرتمذي رقم ‪ 4929‬وقال حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه ‪ 28‬واللفظ األول هل‪ ،‬وصححه ابن‬
‫حبان ح رقم ‪ ، 1‬واحلاكم ‪. 61/1‬‬

‫‪12‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .33‬عن سفينة مول رسول اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬خالفة انلهوة بعدي ثالثون سنة)‪ ،‬قال‬
‫سفينة‪ :‬امسك عليك ‪ :‬خالفة جيب بكر سنت ن‪ ،‬وخالفة عمر ععر سن ن‪ ،‬وخالفة عثمان اثين ععر سنة‪،‬‬
‫وخالفة يلع ست سن ن‪ .‬رواه جبو داود والرتمذي وحسن ‪ ،‬وجمحد وصبب ‪ ،‬وابن حهان‪ ،‬واحلاكم‪ )1(.‬‬

‫‪ -15‬باب وجوب لزوم سنن أبي بكر وعمر على وجه الخصوص في باب اإلمامة وسياسة األمة ورجحان‬
‫سنتهم على من جاء بعدهم‪ :‬‬
‫الصادق َ‬ ‫َ‬
‫َ َُّ َ ََّ َ َ ُ ْ ََّ ُ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ ََّ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََّ‬
‫ه ن﴾‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الصد هق َوصدق ب ه ه ﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬يا أيها اَلهين ءامنوا اتقوا اهلل وكونوا م ع‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬واَلهي جاء ب ه ه‬

‫‪ .34‬عن حذيفة بن ايلمان عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إن ال جدري ما بقايئ فيكم‪ ،‬فاقتدوا‬
‫بالذلين من بعدي جيب بكر وعمر)‪ .‬رواه الرتمذي وحسن ‪ ،‬وابن ماج ‪ ،‬وصبب ابن حهان واحلاكم‪ )2(.‬‬

‫‪ -16‬باب التحذير من المحدثات السياسية والملك العضوض والجبري‪ :‬‬


‫ُ َ ْ‬ ‫ََّ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ََّ‬ ‫َ َ َ َ َْ‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وما جنت علي ههم هِبَهار﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬لست علي ههم بهمصي هطر﴾‪.‬‬

‫‪ .35‬عن انلعمان بن بشري‪ ،‬قال‪ :‬كنا قعودا يف املسجد م ع رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬واكن بشري رجال‬
‫يكف حديث ‪ ،‬فجاء جبو ثعلهة اخلشين‪ ،‬فقال‪ :‬يا بشري بن سعد جحتفظ حديث رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪،‬‬
‫يف األمراء؟ فقال حذيفة‪ :‬جنا جحفظ خطهت ‪ ،‬فجلس جبو ثعلهة‪ ،‬فقال حذيفة‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل علي‬
‫وسلم‪( :‬تكون انلهوة فيكم ما شاء اهلل جن تكون‪ ،‬ثم يرفعها إذا شاء جن يرفعها‪ ،‬ثم تكون خالفة ىلع منهاج‬
‫انلهوة‪ ،‬فتكون ما شاء ا هلل جن تكون‪ ،‬ثم يرفعها إذا شاء اهلل جن يرفعها‪ ،‬ثم تكون ملاك اعضا‪ ،‬فيكون ما شاء‬
‫اهلل جن يكون‪ ،‬ثم يرفعها إذا شاء جن يرفعها‪ ،‬ثم تكون ملاك جربية‪ ،‬فتكون ما شاء اهلل جن تكون‪ ،‬ثم يرفعها‬
‫(‪)3‬‬
‫إذا شاء جن يرفعها‪ ،‬ثم تكون خالفة ىلع منهاج نهوة)‪ .‬رواه جبو داود الطياليس وجمحد بإسناد صبيح‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ 2929‬بإسناد صحيح‪ ،‬والرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 4449‬وحسنه‪ ،‬وأمحد يف املسند ‪ 442/1‬وصححه كما يف‬
‫السنة للخالل رقم ‪ ،949‬وابن حبان يف صحيحه ح رقم ‪ ،9128‬واحلاكم ‪ 21/8‬و‪ 119/8‬وصححه‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 8994‬وقال حديث حسن‪ ،‬وابن ماجه رقم ‪ ،62‬وصححه ابن حبان ح رقم ‪ ،9211‬واحلاكم ح رقم ‪2211‬‬
‫– ‪.2211‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد يف املسند رقم ‪ ،11229‬عن أيب داود الطياليس يف مسنده رقم ‪.286‬‬

‫‪13‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -17‬باب تحريم االفتراق السياسي ووجوب وحدة األمة واإلمامة‪ :‬‬


‫َ َ َ ُ ُ ْ َ ََّ َ َ َ ُ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ً َ ََ ُ ْ‬ ‫َْ ُ ْ ْ‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬واعت هصموا هحبَه هل اهلله عمهيعا َوال تف ََّرقوا﴾ وقال‪﴿ :‬وال تكونوا اكَل‬
‫هين تف ََّرقوا َواختلفوا﴾‪.‬‬

‫‪ .36‬عن جيب سعيد اخلدري‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪( :‬إذا بوي ع خلليفت ن‪ ،‬فاقتلوا اآلخر‬
‫منهما)‪ .‬رواه مسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .37‬عن عرفجة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من جتاكم وجمركم عميعا‪ ،‬ىلع رجل واحد‪،‬‬
‫يريد جن يشق عصاكم‪ ،‬جو يفرق عماعتكم‪ ،‬فاقتلوه)‪ ،‬ويف لفظ (من جراد جن يفرق جمر هذه األمة ويه عمي ع‪،‬‬
‫فاقتلوه اكئنا من اكن)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .38‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم (إن اهلل يرىض لكم ثالثا‪ :‬جن تعهدوه وال تعركوا ب شيئا‪،‬‬
‫وجن تعتصموا حبهل اهلل عميعا وال تفرقوا‪ ،‬وجن تناصبوا من واله اهلل جمركم)‪ .‬رواه مالك ومسلم‪ )3(.‬‬

‫‪ -18‬باب األصل في اإلمامة البيعة بالشورى والرضا وتحريم التنازع فيها ورقابة األمة على السلطة‪:‬‬

‫‪ .39‬عن عهادة بن الصامت ريض اهلل عن قال‪( :‬بايعنا رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم – بيعة العقهة – ىلع‬
‫السم ع والطاعة ‪ ،‬يف منشطنا ومكرهنا‪ ،‬ويرسنا وعرسنا‪ ،‬وجثرة علينا‪ ،‬وجن ال ننازع األمر جهل ‪ ،‬وجن نقوم جو‬
‫نقول باحلق حيثما كنا‪ ،‬ال خناف يف اهلل لومة الئم‪ ،‬إال جن تروا كفرا بواحا عندكم في من اهلل برهان)‪ .‬رواه‬
‫(‪)4‬‬
‫‪‬‬ ‫ابلخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪ -19‬باب ترك النبي صلى اهلل عليه وسلم األمر شورى وعدم استخالفه أحدا‪ :‬‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫او ْره ْم هيف األم هر﴾‪.‬‬
‫َ َ‬
‫ش‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫وقال‬ ‫﴾‬ ‫م‬ ‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬و َج ْم ُر ُه ْم ُش َ‬
‫ورى بَيْ َن ُه ْ‬
‫ه‬

‫‪ .40‬عن اعئشة ريض اهلل عنها قالت (قهض رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬ولم يستخلف جحدا‪ ،‬ولو اكن‬
‫(‪)5‬‬
‫مستخلفا جحدا لاكن مستخلفا جبا بكر جو عمر)‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم رقم ‪.1118‬‬


‫(‪ )4‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪. 1114‬‬
‫(‪ )8‬رواه مالك يف املوطأ ح رقم ‪ ، 1269‬ومسلم ح رقم ‪. 1211‬‬
‫(‪ )2‬ابلخاري ح رقم ‪ ،2219‬ومسلم ح رقم ‪. 1226‬‬
‫(‪ )1‬مسلم ح رقم ‪. 1119‬‬

‫‪14‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -20‬باب حادثة السقيفة وإجماع الصحابة على أن اإلمارة شورى وعلى بطالن بيعة من اتتصب األمة‬
‫حقها‪ :‬‬

‫‪ .41‬عن ابن عهاس ريض اهلل عن قال‪( :‬كنت جقرئ رجاال من املهاجرين منهم عهد الرمحن بن عوف‪ ،‬فهينما‬
‫جنا يف مزن ه بمىن وهو عند عمر بن اخلطاب يف لخر حجة حجها‪ ،‬إذ رج ع إيل عهد الرمحن فقال‪ :‬لو رجيت رجال‬
‫جىت جمري املؤمن ن ايلوم فقال‪ :‬يا جمري املؤمن ن هل لك يف فالن؟ يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فالنا فواهلل‬
‫ما اكنت بيعة جيب بكر إال فلتة فتمت! فغضب عمر ثم قال‪( :‬إن إن شاء اهلل لقائم العشية يف انلاس فمبذرهم‬
‫هؤالء اَلين يريدون جن يغصهوهم جمورهم)! قال عهد الرمحن فقلت‪ :‬يا جمري املؤمن ن ال تفعل! فإن املوسم‬
‫جيم ع راعع انلاس وغواغءهم‪ ،‬فإ نهم هم اَلين يغلهون ىلع قربك ح ن تقوم يف انلاس‪ ،‬وجنا جخىش جن تقوم‬
‫فتقول مقالة يطريها عنك لك مطري‪ ،‬وجن ال يعوها‪ ،‬وجن ال يضعوها ىلع مواضعها‪ ،‬فأمهل حىت تقدم املدينة‬
‫فإنها دار اهلجرة والسنة فتخلص بأهل الفق وجَشاف انلاس‪ ،‬فتقول ما قلت متمكنا فييع جهل العلم مقاتلك‬
‫ويضعونها ىلع مواضعها‪ .‬‬
‫فقال عمر واهلل إن شاء اهلل ألقومن بذلك جول مقام جقوم باملدينة‪ .‬قال ابن عهاس‪ :‬فقدمنا املدينة يف عقب‬
‫ذي احلجة فلما اكن يوم اجلمعة عجلت الرواح ح ن زاغت الشمس حىت ججد سعيد بن زيد بن عمرو بن‬
‫نفيل جالسا إىل ركن املنرب‪ ،‬فجلست حو ه تمس ركهيت ركهت ‪ ،‬فلم جنشب جن خرج عمر بن اخلطاب فلما رجيت‬
‫مقهال قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‪ :‬يلقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف‪ ،‬فأنكر يلع وقال‬
‫ما عسيت جن يقول ما لم يقل قهل ؟! فجلس عمر ىلع املنرب فلما سكت املؤذنون قام فأثىن ىلع اهلل بما هو‬
‫جهل ‪ ،‬ثم ق ال جما بعد فإن قائل لكم مقالة قد قدر يل جن جقوهلا ال جدري لعلها ب ن يدي ججل‪ ،‬فمن عقلها‬
‫وواعها فليبدث بها حيث انتهت ب راحلت ‪ ،‬ومن خيش جن ال يعقلها فال جحل ألحد جن يكذب يلع‪ ،‬ثم إن‬
‫بلغين قائل منكم يقول‪ :‬واهلل لو قد مات عمر بايعت فالنا! فال يغرتن امرؤ جن يقول إنما اكنت بيعة جيب بكر‬
‫فلتة وتمت! جال وإنها قد اكنت كذلك‪ ،‬ولكن اهلل وىق َشها‪ ،‬وليس فيكم من تقط ع األعناق إيل مثل جيب‬
‫بكر‪( :‬من باي ع رجال من غري مشورة من املسلم ن فال يتاب ع هو وال اَلي تابع تغرة جن يقتال)‪ ،‬وإن قد اكن‬
‫من خربنا ح ن توىف اهلل نبي صىل اهلل علي وسلم جن األنصار خالفونا واجتمعوا بأهرهم يف سقيفة بين‬
‫ساعدة‪ ،‬وخالف عنا يلع والزبري ومن معهما‪ ،‬واجتم ع املهاجرون إىل جيب بكر فقلت أليب بكر يا جبا بكر‬
‫انطلق بنا إىل إخواننا هؤالء من األنصار‪ ،‬فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجالن صاحلان فذكرا‬
‫ما تماأل علي القوم فقاال‪ :‬جين تريدون يا مععر املهاجرين؟ فقلنا نريد إخواننا هؤالء من األنصار‪ ،‬فقاال‪ :‬ال‬
‫عليكم جن ال تقربوهم اقضوا جمركم فقلت‪ ،‬واهلل نلأتينهم‪ ،‬فانطلقنا حىت جتيناهم يف سقيفة بين ساعدة‪ ،‬فإذا‬
‫رجل مزمل ب ن ظهرانيهم فقلت من هذا؟ فقالوا هذا سعد بن عهادة فقلت ما ه؟ قالوا يوعك‪ ،‬فلما جلسنا‬
‫قليال تشهد خطيههم فأثىن ىلع اهلل بما هو جهل ‪ ،‬ثم قال جما بعد‪ :‬فنبن جنصار اهلل وكتيهة اإلسالم وجنتم مععر‬
‫املهاجرين ره وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون جن خيزتلونا من جصلنا وجن حيضنونا من األمر‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فلما سكت جردت جن جتكلم وكنت قد زورت مقالة جعجهتين جردت جن جقدمها ب ن يدي جيب بكر‪ ،‬وكنت‬
‫جداري من بعض احلد‪ ،‬فلما جردت جن جتكلم قال جبو بكر ىلع رسلك! فكرهت جن جغضه ‪ ،‬فتلكم جبو بكر‬
‫فاكن هو جحلم مين وجوقر‪ ،‬واهلل ما ترك من لكمة جعجهتين يف تزويري إال قال يف بديهت مثلها جو جفضل منها‬
‫حىت سكت‪ ،‬فقال ما ذكرتم فيكم من خري فأنتم ه جهل‪ ،‬ولن يعرف هذا األمر إال هلذا اليح من قريش‪ ،‬هم‬
‫جوس العرب نسها ودارا‪ ،‬وقد رضيت لكم جحد هذين الرجل ن فهايعوا جيهما شئتم! فأخذ بيدي وبيد جيب‬
‫عهيدة بن اجلراح‪ ،‬وهو جالس بيننا‪ ،‬فلم جكره مما قال غريها‪ ،‬اكن واهلل جن جقدم فترضب عنيق ال يقربين ذلك‬
‫من إثم جحب إيل من جن جتأمر ىلع قوم فيهم جبو بكر امهلل إال جن تسول يل نفيس عند املوت شيئا ال ججده‬
‫اآلن‪ .‬فقال قائل من األنصار‪ :‬جنا جذيلها املبكك وعذيقها املرجب (منا جمري ومنكم جمري يا مععر قريش)‪،‬‬
‫فكرث اللغ ‪ ،‬وارتفعت األصوات‪ ،‬حىت فرقت من االختالف‪ ،‬فقلت ابس يدك يا جبا بكر! فبس يده فهايعت ‪،‬‬
‫وبايع املهاجرون‪ ،‬ثم بايعت األنصار‪ ،‬ونزونا ىلع سعد بن عهادة‪ ،‬فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عهادة! فقلت‬
‫قتل اهلل سعد بن عهادة!‬

‫قال عمر‪ :‬وإنا واهلل ما وجدنا فيما حرضنا من جمر جقوى من مهايعة جيب بكر‪ ،‬خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن‬
‫بيعة جن يهايعوا رجال منهم بعدنا‪ ،‬فإما بايعناهم ىلع ما ال نرىض‪ ،‬وإما خنالفهم فيكون فساد (فمن باي ع رجال‬
‫ىلع غري مشورة من املسلم ن فال يتاب ع هو وال اَلي بايع تغرة جن يقتال) متفق علي ‪ ،‬رواه ابلخاري واللفظ‬
‫(‪)1‬‬
‫ ه‪ ،‬ومسلم خمترصا ولم يسق لفظ ‪.‬‬

‫‪ -21‬باب وجوب السمع والطاعة والصبر مع الجماعة وتحريم الخروج على األمة والخالفة‪ :‬‬
‫ ن َ هُ‬ ‫ََّ ُ َ‬
‫ول مهن َب ْعد َما تَبَ ََّ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ ُ ْ ََّ ُ َ ُ‬
‫ه‬ ‫الرسول َوج ْو هل األم هر مهنك ْم﴾ وقال ﴿ َومن يشاق ههق الرس‬ ‫قال تعاىل ﴿جطهيعوا اهلل وجطهيعوا‬
‫ْ ُ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ ََّ‬ ‫ْ ُ َ َ َ ََّ ْ َ ْ َ َ‬
‫يل المؤ همنه ن نو ه هه ما تول﴾‪.‬‬
‫الهدى ويتهه ع غري سبه ه‬

‫‪ .42‬عن ابن عهاس ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من رجى من جمريه شيئا فليصرب‪ ،‬فإن‬
‫من فارق اجلماعة شربا فمات‪ ،‬إال مات ميتة جاهلية)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .43‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من خرج من الطاعة‪ ،‬وفارق اجلماعة‪،‬‬
‫فمات‪ ،‬مات ميتة جاهلية ‪ ،‬ومن قاتل حتت راية عمية‪ ،‬يغضب لعصهة‪ ،‬جو يدعو إىل عصهة‪ ،‬جو ينرص عصهة‪،‬‬
‫فقتل‪ ،‬فقتلة جاهلية‪ ،‬ومن خرج ىلع جميت يرضب برها وفاجرها‪ ،‬وال يتباىش من مؤمنها‪ ،‬وال ييف َلي عهد‬
‫عهده‪ ،‬فليس مين‪ ،‬ولست من )‪ .‬رواه مسلم‪ )3(.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪ ، 9182‬ومسلم ح رقم ‪ 1961‬خمترصا مقترصا ىلع أوهل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 2212‬ومسلم ح ‪. 1126‬‬
‫(‪ )8‬مسلم ح رقم ‪. 1121‬‬

‫‪16‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ .44‬وخطب عمر ريض اهلل عن الصبابة باجلابية فأوصاهم بما جوىص انليب صىل اهلل علي وسلم ب فقال‬
‫(عليكم باجلماعة‪ ،‬وإياكم والفرقة‪ ،‬فإن الشيطان م ع الواحد‪ ،‬وهو من االثن ن جبعد‪ ،‬ومن جراد حبهوحة اجلنة‬
‫(‪)1‬‬
‫فليلزم اجلماعة)‪ .‬رواه الرتمذي وقال حسن صبيح غريب‪.‬‬

‫‪ -22‬باب في أن صالح األمة منوط بصالح اإلمامة وخطورة جور السلطة على األمة‪:‬‬
‫َ‬
‫َ ََّ َ ُ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ ْ ُ ُ َ ُ َ ََّ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َّ َ ََّ َ‬
‫لك جهار عنهيد﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬فاتهعوا جم َر‬ ‫ات رب ه ههم وعصوا رسل واتهعوا جمر ه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬وت هلك اعد جبدوا بهآي ه‬
‫َ َ ُ َ ََّ َ ََّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َُّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ َ َ َْ‬
‫ف ْهرعون َوما جم ُر ف ْهرعون ب ه َر هشيد﴾‪ ،‬وقال عن حال جتهاع الطغاة‪﴿ :‬وقالوا ربنا إهنا جطعنا سادتنا وكرباءنا فأضلونا‬
‫ََّ‬
‫السبهيال﴾‪.‬‬

‫‪ .45‬عن ثوبان عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إن جخوف ما جخاف ىلع جميت األئمة املضل ن)‪ .‬رواه مسلم‬
‫وابن حهان‪ ،‬ويف لفظ (وإنما جخاف ىلع جميت األئمة املضل ن)‪ .‬رواه جبو داود وابن ماجة بإسناد صبيح‪ )2(.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد بوب ابن حهان علي باب (َتوف املصطىف ىلع جمت جمانبتهم الطريق بانقيادهم لألئمة املضل ن)‪.‬‬

‫‪ ‬وقال جبو بكر ريض اهلل عن وقد سأتل امرجة‪ :‬ما بقاؤنا ىلع هذا األمر الصالح اَلي جاء اهلل ب بعد‬
‫اجلاهلية؟ فقال (بقاؤكم علي ما استقامت ب جئمتكم)‪ ،‬قالت‪ :‬وما األئمة؟ فقال (جما اكن لقومك رؤوس‬
‫وجَشاف يأمرونهم فيطيعونهم؟) قالت‪ :‬بىل! قال (فهم جوئلك ‪ -‬األئمة ‪ -‬ىلع انلاس)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال عمر الفاروق ريض اهلل عن وهو ىلع فراش املوت (لن يزال انلاس خبري ما استقامت هلم والتهم‬
‫(‪)1‬‬
‫وهداتهم)‪ .‬رواه جبو نعيم بإسناد صبيح‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 4191‬وقال (حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسلم ح رقم ‪ ، 4116‬وابن حبان ح رقم ‪ 2212‬واللفظ هل‪ ،‬أبو داود ح ‪ ، 2414‬وابن ماجه ح ‪ ، 8614‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )8‬انظر صحيح ابن حبان ‪ 414 /2‬ح ‪. 2212‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابلخاري يف صحيحه ح رقم ‪. 8182‬‬
‫(‪ )1‬رواه أبو نعيم يف فضيلة العادلني ح رقم ‪ 82‬بإسناد صحيح‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -23‬باب في اشتراط الطاعة لألمراء ما عدلوا بإقامة الكتاب والحكم به وتحريم طاعة من خرج عن حكم‬
‫اهلل ورسوله‪ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ َ ََّ َ ََّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َُّ َ ََّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫يعوا ج ْم َر ال ُم ْرسف َ‬
‫رباءنا فأضلونا السبهيال﴾‪،‬‬ ‫ه ن﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬وقالوا ربنا إهنا جطعنا سادتنا وك‬ ‫ه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬وال ت هط‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال‪َ ﴿ :‬وال تُط ْ ع م ْهن ُه ْم ءاث ًهما ج ْو كف ً‬
‫ورا﴾‪.‬‬ ‫ه‬

‫‪ .46‬عن جم حص ن ريض اهلل عنها عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جيها انلاس اتقوا اهلل‪ ،‬وإن جمر عليكم‬
‫عهد حبيش‪ ،‬فاسمعوا ه وجطيعوا‪ ،‬ما قادكم بكتاب اهلل)‪ ،‬ويف لفظ (ما جقام فيكم كتاب اهلل)‪ .‬رواه مسلم‪ )1(.‬‬

‫‪ -24‬باب ال طاعة في معصية اهلل وإنما الطاعة بالمعروف وال طاعة للسلطة فيما اشتبه من األمور‪ :‬‬
‫َ ْ ُ ََّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َْ َ ُ‬ ‫ََّ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ َْ‬
‫قال تعاىل ﴿ َوما جرسلنا مهن ََّرسول إهال هيلُطاع بهإهذ هن اهلله﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ذل هكم جقس عهند اهلله َوجقوم ل هلشهادة ه‬
‫َ ْ َ َ ََّ َ َ ُ ْ‬
‫َوجدن جال ت ْرتابوا﴾‪.‬‬

‫‪ .47‬عن ابن عمر عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (السم ع والطاعة حق‪ ،‬ما لم يؤمر بمعصية‪ ،‬فإن جمر‬
‫بمعصية‪ ،‬فال سم ع وال طاعة) رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫ويف لفظ (ال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق) رواه جمحد بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .48‬عن يلع ريض اهلل عن قال بعث انليب صىل اهلل علي وسلم هرية‪ ،‬وجمر عليهم رجال من األنصار‪ ،‬وجمرهم‬
‫جن يطيعوا‪ ،‬فغضب عليهم‪ ،‬وقال هلم‪ :‬جلم يأمركم رسول اهلل جن تطيعون؟ قالوا بىل! قال ‪ :‬عزمت عليكم ملا‬
‫عمعتم حطها‪ ،‬وجوقدتم نارا ثم دخلتم فيها! فأخرب وا انليب صىل اهلل علي وسلم فقال (لو دخلوها ما خرجوا‬
‫منها‪ ،‬إنما الطاعة باملعروف)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .49‬عن انلعمان بن بشري ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (احلالل ب ن‪ ،‬واحلرام ب ن‪ ،‬وبينهما‬
‫جمور مشتههات‪ ،‬ال يعلمهن كثري من انلاس‪ ،‬فمن اتىق الشههات فقد استربج دلين وعرض ‪ ،‬اكلرايع يرىع حول‬
‫احلىم يوشك جن يق ع في ‪ ،‬وجال وإن للك ملك حىم‪ ،‬جال وإن حىم اهلل حمارم )‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )5(.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪ ،1181‬والرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 1229‬وقال (حسن صحيح)‪ ،‬والنسايئ يف السنن ح رقم ‪ 4191‬بإسناد ىلع‬
‫رشط الشيخني‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 4611‬ومسلم ح رقم ‪. 1186‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد ‪ 92 99/1‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 2121‬ومسلم ح رقم ‪. 1122‬‬
‫(‪ )1‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 14‬ومسلم ح رقم ‪. 1166‬‬

‫‪18‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -25‬باب وجوب الصبر على األثرة وتفضيل اإلمام لمن يراه أهال لتولي الواليات وما يكره من ذلك ما لم‬
‫يكن منكرا‪ :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ََ ْ َ َ ُ َ ََْ‬ ‫َ‬
‫ربوا َوصاب ه ُروا﴾‪.‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬تاهلله لقد ءاثرك اهلل علينا﴾‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬اص ه‬

‫‪ .50‬عن ابن عمر عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (لككم راع ولككم مسئول عن رعيت ‪ ،‬فاإلمام راع وهو‬
‫مسئول عن رعيت )‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .51‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن قال (عليك السم ع والطاعة‪ ،‬يف عرسك ويرسك‪ ،‬ومنشطك ومكرهك‪ ،‬وجثرة‬
‫عليك)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .52‬عن وائل بن حجر ريض اهلل عن جن سلمة بن يزيد سأل انليب صىل اهلل علي وسلم فقال‪ :‬يا رسول اهلل‬
‫جرجيت إن قامت علينا جمراء‪ ،‬يسألونا حقهم‪ ،‬ويمنعونا حقنا‪ ،‬فما تأمرنا؟ فقال (اسمعوا وجطيعوا‪ ،‬فإنما عليهم‬
‫ما محلوا‪ ،‬وعليكم ما محلتم)‪ .‬رواه مسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .53‬عن عوف بن مالك ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (خري جمرائكم اَلين حتهونهم‬
‫وحيهونكم‪ ،‬وتصلون عليهم ويصلون عليكم‪ ،‬وَش جمرائكم اَلين تهغضونهم ويهغضونكم‪ ،‬وتلعنونهم‬
‫ويلعنونكم)‪ ،‬فقالوا‪ :‬جفال ننابذهم السيف؟ قال (ال ما جقاموا الصالة‪ ،‬وإذا رجيتم من والتكم شيئا تكرهون ‪،‬‬
‫فاكرهوا عمل ‪ ،‬وال تزنعوا يدا من طاعة)‪ .‬رواه مسلم‪ )4(.‬‬

‫‪ -26‬باب األمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا ظهر من اإلمام وقول كلمة الحق وحق المظلوم بالتظلم‬
‫ووجوب العدل مع الجميع وعدم التعرض للمخالفين والمنافقين وتركهم لظاهرهم‪ :‬‬
‫ُْ ْ ُ َ‬ ‫ََْ َ َ ُْ َ‬ ‫َْ ُ َ َْ ْ‬ ‫ُ ُ ْ َ ْ َ ُ ََّ ُ ْ َ ْ ََّ‬
‫وف َوتنه ْون ع هن المنك هر﴾‪ ،‬وقال ﴿ َوالمؤمهنون‬ ‫اس تأم ُرون بهالمع ُر ه‬ ‫ري جمة جخ هرجت ل هلن ه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬كنتم خ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫َ َْ َْ َ َ ُْ َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُْ‬
‫يل اهلله وال‬‫وف وينهون ع هن المنك هر﴾‪ ،‬وقال ﴿جياههدون هيف سبه ه‬ ‫والمؤمهنات بعضهم جو هيلاء بعض يأمرون بهالمعر ه‬
‫َ ْ َ ََّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُّ‬ ‫ََّ ُ َُّ ُ ْ َ ْ‬ ‫ََ ُ َ َ َ َ‬
‫اجله َر بهالس َوءه م َهن الق ْو هل إهال من ظل َهم﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ َوال جي هرمنك ْم‬ ‫خيافون ل ْومة الئم﴾‪ ،‬وقال ﴿ال حيهب اهلل‬
‫َُ ُ َْ َ ْ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َ ََّ َ ْ ُ ْ ْ ُ ْ ُ َ ْ ُ ََّ ْ‬
‫شنآن ق ْوم ىلع جال تعدهلوا اعدهلوا ه َو جق َرب ل هلتق َوى﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ َوإهن يقولوا تسم ع ل هق ْول ههه ْم﴾‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 1111‬ومسلم ح رقم ‪. 1146‬‬


‫(‪ )4‬مسلم ح رقم ‪. 1189‬‬
‫(‪ )8‬مسلم ح رقم ‪. 1129‬‬
‫(‪ )2‬مسلم ح رقم ‪. 1111‬‬

‫‪19‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .54‬عن جيب سعيد اخلدري ريض اهلل عن – وقد رجى رجال جنكر ىلع عهد امللك بن مروان ‪ -‬فقال ‪ :‬جما هذا‬
‫فقد جدى اَلي علي ‪ ،‬سمعت انليب صىل اهلل علي وسلم يقول (من رجى منكم منكرا فليغريه بيده‪ ،‬فإن لم‬
‫يستط ع فهلسان ‪ ،‬فإن لم يستط ع فهقله ‪ ،‬وذلك جضعف اإليمان)‪ .‬رواه مسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .55‬عن جيب هريرة قال جىت رجل انليب صىل اهلل علي وسلم يتقاضاه فأغلظ ه‪ ،‬فهم ب جصباب ‪ ،‬فقال (دعوه‬
‫فإن لصاحب احلق مقاال)‪ ،‬ثم قال (جعطوه سنا مثل سن ) فقالوا ال جند إال جمثل من سن ؟ فقال (جعطوه فإن‬
‫من خريكم جحسنكم قضاء)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .56‬عن جابر بن عهد اهلل قال جىت رجل رسول صىل اهلل علي وسلم باجلعرانة منرصف من حن ن‪ ،‬ويف ثوب‬
‫بالل فضة‪ ،‬ورسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يقهض منها يعطي انلاس‪ ،‬فقال‪ :‬يا حممد اعدل‪ ،‬فإنك لم تعدل!‬
‫فقال انليب صىل اهلل علي وسلم‪( :‬ويلك! ومن يعدل إذا لم جكن جعدل؟ لقد خهت وخرست إن لم جكن جعدل)‪،‬‬
‫فقال عمر ريض اهلل عن دعين يا رسول اهلل فأقتل هذا املنافق! فقال صىل اهلل علي وسلم (معاذ اهلل جن‬
‫يتبدث انلاس جن جقتل جصبايب)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم وهذا لفظ ‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .57‬عن عهد اهلل بن سالم جن زيد بن سعنة – واكن من علماء يهود ‪ -‬جاء انليب صىل اهلل علي وسلم يف‬
‫جملس م ع جصباب فقال خيتربه‪( :‬جال تقضيين يا حممد حيق فو اهلل ما علمتم يا بين عهد املطلب يسء القضاء‬
‫مطل) جي‪ :‬ال تؤدون احلقوق‪ ،‬واكن انليب صىل اهلل علي وسلم قد استسلف من ماالً‪َّ ،‬‬
‫فهم عمر بايلهودي‪،‬‬
‫فقال ه انليب صىل اهلل علي وسلم (ال يا عمر! إنا كنا جحوج إىل غري هذا منك يا عمر‪ ،‬جن تأمره حبسن الطلب‪،‬‬
‫وتأمرن حبسن اتلهاعة – جي األداء ‪ .)-‬رواه ابن حهان واحلاكم يف صبيبيهما‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .58‬عن جابر قال كنا يف غزاة فاقتتل غالمان غالم من املهاجرين وغالم من األنصار‪ ،‬فنادى املهاجري‬
‫ياللمهاجرين! ونادى األنصاري يالألنصار! فخرج رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم فقال ما هذا دعوى جهل‬
‫اجلاهلية؟ قالوا ال يا رسول اهلل إال جن غالم ن اقتتال فكس ع جحدهما اآلخر قال‪( :‬دعوها فإنها منتنة! فسم ع‬
‫بذلك عهد اهلل بن جيب فقال فعلوها! جما واهلل لنئ رجعنا إىل املدينة يلخرجن األعز منها األذل! فهلغ انليب صىل‬
‫اهلل علي وسلم فقام عمر فقال يا رسول اهلل دعين جرضب عنق هذا املنافق! فقال انليب صىل اهلل علي وسلم‬
‫(دع ال يتبدث انلاس جن حممدا يقتل جصباب )‪ ،‬واكنت األنصار جكرث من املهاجرين ح ن قدموا املدينة ثم‬
‫إن املهاجرين كرثوا بعد)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ ،‬وزاد مسلم يف لفظ (فال بأس ويلنرص الرجل جخاه ظاملا جو‬
‫(‪)5‬‬
‫مظلوما‪ ،‬إن اكن ظاملا فلينه فإن ه نرص‪ ،‬وإن اكن مظلوما فلينرصه) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬مسلم ح رقم ‪. 26‬‬


‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ،4862‬ومسلم ح رقم ‪. 4221‬‬
‫ً‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح رقم ‪ 8181‬خمترصا ‪ ،‬ومسلم ح رقم ‪ 1294‬و ‪ 1298‬و ‪ 1292‬مطوال ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن حبان ح رقم ‪ ، 411‬واحلاكم ‪. 921 922/8‬‬
‫(‪ )1‬ابلخاري رقم ‪ ،2621‬ومسلم رقم ‪. 4112‬‬

‫‪20‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -27‬باب في حق اإلنسان دفع الظلم عن نفسه وماله وعرضه ووجوب أخذ األمة على يد الظالم ومنعه‬
‫من الظلم والفساد في األرض واعتزال أئمة الجور وترك العمل لهم إذا تعذر تغييرهم واإلصالح حسب‬
‫االستطاعة‪ :‬‬
‫َ َ َ َْ َ ُ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َ ََّ َ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ُ َ‬
‫رص بعد ظل هم ه‬ ‫رصون﴾‪ ،‬وقال ﴿ َولم هن انت‬ ‫قال تعاىل يف وصف جهل اإليمان ﴿واَلهين إهذا جصابهم ابلغ هم ينت ه‬
‫ْ‬
‫َ ْ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََّ َ ََّ ُ َ َ ََّ َ َ ْ ُ َ ََّ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َّ َ‬
‫احل هق﴾‪ ،‬وقال‬ ‫ري‬
‫فأوئل هك ما علي ههم همن سبهيل‪ .‬إهنما السبهيل ىلع اَلهين يظلهمون انلاس ويهغون هيف األر هض بهغ ه‬
‫ََّ َ ً َّ ََّ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ ْ ُ ُ ْ َ ََّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫ََْ َ َ َ َ ُْ ُ‬
‫ون مهن قهلهكم ج ْولوا ب هقية ينهون ع هن الفسا هد هيف األر هض إهال قلهيال هممن ججنَينا مهنهم‬ ‫تعاىل ﴿فلوال اكن مهن القر ه‬
‫ُ ْ ََُْ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َُّ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ ََّ َ َ ََّ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ ْ‬
‫ه ن‪َ .‬وما اكن َربك هيلُهلهك الق َرى بهظلم َوجهلها مصلهبون﴾‪ ،‬قال‬ ‫هين ظلموا ما جت هرفوا فهي ه واكنوا جم هرم‬ ‫واته ع اَل‬
‫ْ ُ ُ ََّ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ ََّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫اإلصالح ما استطعت﴾‪.‬‬ ‫تعاىل ﴿وال تركنوا إهىل اَلهين ظلموا فتمسكم انلار﴾‪ ،‬وقال شعيب ﴿إهن ج هريد إهال ه‬

‫‪ .59‬عن عهد اهلل بن عمرو بن العاص ‪ -‬واكن جمري مكة والطائف عنبسة بن جيب سفيان قد ججرى ع ن ماء‬
‫ليسيق بها جرض ‪ ،‬فدنا من حائ الوه بستان عهد اهلل بن عمرو‪ ،‬فاعرتض عهد اهلل علي ‪ ،‬وجاء بموايل‬
‫وس الح ‪ ،‬وقال لألمري (واهلل ال َترقون حائطنا حىت ال يهىق منا جحد‪ ،‬فقالوا اتق اهلل فإنك مقتول جنت ومن‬
‫معك) فركب إيل خادل بن العاص فوعظ ‪ ،‬فرد علي عهد اهلل بن عمرو فقال ‪ -‬سمعت انليب صىل اهلل علي‬
‫ُ‬
‫وسلم يقول (من قتل دون ما ه فهو شهيد) رواه ابلخاري ومسلم خمترصا‪ ،‬وابن جرير يف تهذيب اآلثار‬
‫مطوال‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .60‬عن جيب هريرة قال جاء رجل انليب صىل اهلل علي وسلم فقال (يا رسول اهلل‪ ،‬جرجيت إن جاء رجل يريد جخذ‬
‫مايل؟ قال (فال تعط مالك)‪ ،‬قال‪ :‬جرجيت إن قاتلين؟ قال (قاتل )‪ ،‬قال‪ :‬جرجيت إن قتلين؟ قال(فأنت شهيد)‪،‬‬
‫قال‪ :‬جرجيت إن قتلت ؟ قال (هو يف انلار) رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .61‬عن سعيد بن زيد ‪ -‬جحد الععرة املبعرين باجلنة ‪ -‬وجاء عماعة من قريش يكلمون يف يشء من جرض ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬سمعت رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يقول (من قتل دون ما ه فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دين فهو‬
‫شهيد‪ ،‬ومن قتل دون دم فهو شهيد‪ ،‬ومن قتل دون جهل فهو شهيد)‪ ،‬ويف رواية (من قاتل دون ما ه فقتل‬
‫فهو شهيد‪ ،‬ومن قاتل دون دم فهو شهيد‪ ،‬ومن قاتل دون جهل فهو شهيد) رواه جصباب السنن األربعة‬
‫بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .62‬عن جيب بكر عن انليب صىل اهلل علي وسلم جن قال (إن انلاس إذا رجوا الظالم فلم يأخذوا ىلع يدي عمهم‬
‫اهلل بعقاب )‪ .‬رواه جبو داود والرتمذي وصبب ‪ )4(.‬‬

‫(‪ )1‬ابلخاري ح ‪ ، 4212‬ومسلم ح ‪ ، 121‬وابن جرير يف تهذيب األثار يف مسند ابن عباس ‪ 262/4‬عن عبد اهلل بن عمرو‪.‬‬
‫(‪ )4‬مسلم ح ‪. 122‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد ‪ 112/1‬و‪116‬و‪ ،162‬وأبو داود ح رقم ‪ ،2224‬والرتمذي ح رقم ‪ ،1241‬والنسايئ ‪ ،119/2‬وابن ماجه ح رقم ‪ 4112‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أمحد ‪4/1‬و‪ 1‬و‪ ، 2‬وأبو داود ح رقم ‪ ، 2881‬والرتمذي ‪ 4191‬وقال ‪ :‬حسن صحيح و ‪ ، 8212‬وابن ماجه ح رقم ‪ ، 2221‬وصححه ابن حبان‬
‫رقم ‪. 822‬‬

‫‪21‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ .63‬عن جابر بن عهد اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬سيد الشهداء محزة‪ ،‬ورجل قام إىل إمام جائر‬
‫فأمره ونهاه؛ فقتل )‪ .‬رواه احلاكم بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .64‬عن عهد اهلل بن عمر قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪( :‬إذا رجيت جميت تهاب جن تقول للظالم‪ :‬يا‬
‫ظالم! فقد تودع منها)‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح وصبب احلاكم‪ )2(.‬‬
‫َّ‬
‫‪ .65‬عن ابن مسعود ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬تلأخذن ىلع يد الظالم‪ ،‬وتلأطهرن ىلع‬
‫احلق جطرا‪ ،‬وتلقرصن ىلع احلق قرصا‪ ،‬جو يلرضبن اهلل بقلوب بعضكم ىلع بعض ثم يللعننكم كما لعنهم)‪.‬‬
‫رواه جبو داود والرتمذي وحسن ‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .66‬عن جيب سعيد اخلدري وجيب هريرة ريض اهلل عنهما عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬يلأت ن عليكم‬
‫جمراء يقربون َشار اخللق‪ ،‬ويؤخرون الصالة عن مواقيتها‪ ،‬فمن جدرك ذلك منكم‪ ،‬فال يكن هلم عريفا وال‬
‫َشطيا وال جابيا وال خازنا)‪ .‬رواه ابن حهان يف صبيب ‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .67‬عن ابن عمر وجيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬بدج اإلسالم غريها‪ ،‬وسيعود كما بدج غريها‪،‬‬
‫(‪) 5‬‬
‫فطوىب للغرباء)‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬وهذا لفظ جيب هريرة‪.‬‬
‫وعن ابن مسعود فقيل من هم يا رسول اهلل؟ قال‪( :‬اَلين يصلبون إذا فسد انلاس) رواه الرتمذي واآلجري‬
‫وادلان بإسناد صبيح‪ ،‬ولم يسق الرتمذي لفظ اكمال واقترص ىلع جو ه وقال‪( :‬حسن صبيح غريب من حديث‬
‫( ‪)6‬‬
‫ابن مسعود)‪.‬‬

‫وعن عوف املزن‪( :‬اَلين يصلبون ما جفسد انلاس من بعدي من سنيت)‪ .‬رواه الرتمذي‪ ،‬وقال‪( :‬حديث حسن‬
‫(‪)7‬‬
‫صبيح)‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه احلاكم ‪ 161/8‬وقال‪ :‬صحيح اإلسناد‪ .‬وصححه األبلاين يف الصحيحة رقم ‪.822‬‬
‫(‪ )4‬رواه أمحد ‪ 198/4‬و‪ ،162‬واحلاكم ‪ 121/2‬وقال صحيح اإلسناد‪ ،‬وقال اهليثيم يف جممع الزوائد ‪ 422/2‬رجاهل رجال الصحيح‪.‬‬
‫(‪ )8‬رواه أبو داود ح رقم ‪ 2889‬و‪ ،2882‬والرتمذي ح رقم ‪ ،8212‬وابن ماجه ح رقم ‪ ،2229‬وأمحد ‪ ،861/1‬من حديث ابن مسعود وحسنه الرتمذي‪،‬‬
‫وهل شاهد من حديث أيب موىس األشعري‪ ،‬قال اهليثيم يف جممع الزوائد ‪ :496/2‬رواه الطرباين ورجاهل رجال الصحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن حبان يف الصحيح ح رقم ‪.2269‬‬
‫(‪ )1‬مسلم ح رقم ‪ 121‬و‪.129‬‬
‫(‪ )9‬رواه الرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ ،4946‬واآلجري يف الغرباء ح رقم ‪ ،1‬وأبو عمرو ادلاين يف السنن الواردة يف الفنت ح رقم ‪ ،411‬وانظر سلسلة‬
‫األحاديث الصحيحة لألبلاين رقم ‪.1428‬‬
‫(‪ )2‬رواه الرتمذي يف اجلامع ح ‪ 4982‬وقال (حديث حسن صحيح) وهو من صحيفة كثري املزين وقد ضعفوه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -28‬باب وجوب جهاد أئمة الجور باليد ودفع ظلمهم وبغيهم إذا لم يمكن تغييرهم إال بذلك‪ :‬‬
‫َ َ ُ ََّ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ ََّ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ َ ََّ َ ُ َ َ ُ َ َ ََّ ُ ْ ُ ُ‬
‫هين يقاتلون بهأنهم ظلهموا﴾‪ ،‬وقال‪َ ﴿ :‬وقات هلوهم حىت ال تكون ف هتنة﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬فقات هلوا ال هيت‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬جذهن ل هذل‬
‫َْ‬
‫ته هغ﴾‪.‬‬

‫‪ .68‬عن عهد اهلل بن مسعود عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (ما من نيب بعث اهلل يف جمة قهل‪ ،‬إال ه يف‬
‫جمت حواريون وجصباب‪ ،‬يأخذون بسنت ‪ ،‬ويقتدون بأمره‪ ،‬ثم َتلف من بعدهم خلوف ‪ -‬جمراء ‪ -‬يقولون ما‬
‫ال يفعلون‪ ،‬ويفعلون ما ال يؤمرون‪ ،‬فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن‪ ،‬ومن جاهدهم بلسان فهو مؤمن‪ ،‬ومن‬
‫(‪)1‬‬
‫جاهدهم بقله فهو مؤمن‪ ،‬وليس وراء ذلك من اإليمان حهة خردل)‪ .‬رواه مسلم وجمحد‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ -29‬باب في مسئولية السلطة عن حماية األمة وتحقيق األمن والعدل ورعاية شئونها وأال تتصرف إال‬
‫بإذنها والفصل بين السلطات‪ :‬‬
‫َ َ ْ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ‬ ‫ََّ َ َ َ ْ َ ْ َ ََّ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ََّ َ َ ُ‬
‫ين‬ ‫ات ليستخلهفنهم هيف األ ْر هض كما استخلف ه‬
‫اَل َ‬ ‫هين ءامنوا مهنك ْم َوع هملوا الص ه‬
‫احل ه‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬وعد اهلل اَل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ل ُه ْم َويلُ َه َّدنلََّ ُهم َّمن َب ْعد َخ ْوف هه ْم ج ْم ًنا﴾‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬إ ََّن َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ْ َ َ ُ َ َّ َ ََّ َ ُ‬
‫اهلل‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫نن له ْم دهينه ُم اَلهي ارت‬ ‫ك‬
‫مهن قهل هههم ويلم ه‬
‫َ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ ََّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ ََّ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ َُّ ْ َ َ َ‬
‫اس جن حتكموا بهالعد هل﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬وجوفوا بهالعه هد إهن‬ ‫ات إهىل جهلهها وإهذا حكمتم ب ن انل ه‬ ‫يأمركم جن تؤدوا األمان ه‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الْ َع ْه َد َاك َن َم ْسئوالً﴾‪ ،‬وقال‪﴿ :‬ج ْ‬
‫او ْره ْم هيف األم هر﴾‪.‬‬‫ه‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫تعاىل‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫د‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫ه‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ف‬‫و‬

‫‪ .69‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (واَلي نفس حممد بيده‪ ،‬إن ىلع األرض من مؤمن إال‬
‫جنا جول انلاس ب ‪ ،‬فأيكم ما ترك دينا جو ضيااع فأنا مواله‪ ،‬وجيكم ترك ماال فللعصهة من اكن)‪ ،‬ويف لفظ (جنا‬
‫جول انلاس باملؤمن ن يف كتاب اهلل‪ ،‬فأيكم ترك ماال جو ضيعة فأنا ويل )‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .70‬عن جابر بن عهد اهلل عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬من ترك ماال فلورثت ‪ ،‬ومن ترك الك جو عياال‪،‬‬
‫فإيل ويلع)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .71‬عن املسور بن خمرمة ومروان بن احلكم جن انليب صىل اهلل علي وسلم قام خطيها ح ن جاءه وفد هوازن‬
‫بعد حن ن تائب ن فقال (جيها ا نلاس إن إخوانكم قد جاءونا تائب ن‪ ،‬وإن قد رجيت جن جرد إيلهم سبيهم‪ ،‬فمن‬

‫(‪ )1‬مسلم ح رقم ‪ ، 12‬وأمحد يف املسند ‪ 294 -291/1‬و ‪ 211/1‬باإلسناد نفسه ولم يذكر آخره (فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن)‪ ،‬الكهما من طريق‬
‫عبد الرمحن بن املسور بن خمرمة عن أيب رافع موىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم عن ابن مسعود‪ ،‬ورواه أبو عوانة يف مستخرجه الصحيح ىلع‬
‫صحيح مسلم ‪ ، 89/1‬وابن حبان يف صحيحه ح رقم ‪ ، 9162‬وابن مندة يف كتاب اإليمان ح رقم ‪ 112‬وقال (هذا حديث صحيح تركه ابلخاري‬
‫وال علة هل)‪ ،‬وأخرجه ابن حبان رقم ‪ 122‬من طريق عطاء بن يسار عن ابن مسعود حنوه (سيكون أمراء من بعدي يقولون ما ال يفعلون‪،‬‬
‫ويفعلون ما ال يؤمرون‪ ،‬فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن‪ ،‬ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن‪ ،‬ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ال إيمان بعده)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 4461‬ومسلم ح رقم ‪. 1916‬‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح رقم ‪ ، 2211‬ومسلم ح رقم ‪. 192‬‬

‫‪23‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫جحب منكم جن يطيب بذلك فليفعل‪ ،‬ومن جحب منكم جن يهىق ىلع حظ حىت نعطي إياه من جول ما ييفء‬
‫اهلل علينا فليفعل)‪ ،‬فقال انلاس‪ :‬قد طيبنا ذلك يا رسول اهلل! فقال (إنا ال ندري من جذن منكم‪ ،‬ممن لم يأذن‪،‬‬
‫فارجعوا حىت يرف ع إيلنا عرفاؤكم جمركم)‪ ،‬فرج ع انلاس‪ ،‬فلكمهم عرفاؤهم‪ ،‬ثم رجعوا إىل رسول اهلل صىل اهلل‬
‫علي وسلم‪ ،‬وجخربوا جنهم قد طيهوا)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .72‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إنما اإلمام جنة يقاتل من ورائ ‪ ،‬فإن جمر بتقوى اهلل‬
‫وعدل‪ ،‬فإن ه بذلك ججرا‪ ،‬وإن قال بغريه فإن علي من )‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .73‬وقد اختار جبو بكر بعد استخالف جم ن األمة جبا عهيدة بن اجلراح جمينا ىلع بيت املال‪ ،‬وعمر ىلع القضاء‪.‬‬
‫رواه ابن سعد عن عطاء مرسال بإسناد صبيح‪ )8(.‬‬

‫‪ -30‬باب الوالية أمانة ال تولى لغير كفؤ للقيام بمسئولياتها وعجز السلطة عن واجباتها وتركها للجهاد‬
‫ال يسقط وجوبه عن األمة‪ :‬‬
‫َْ ُ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ؤدواْ األ َمانَات إ َىل ج ْهل َهها َوإ َذا َح َك ْم ُتم َب ْ َ‬ ‫ََّ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ ُ َُّ‬
‫َ‬
‫اس جن حتكموا بهالعد هل﴾‪ ،‬وقال‬ ‫ ن انلََّ ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫قال تعاىل ﴿إهن اهلل يأمركم جن ت‬
‫َ ُ َ َّ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ََّ‬
‫يل اهلله ال تكلف إ هال‬ ‫ب‬
‫َ‬
‫س‬ ‫يف‬ ‫هل‬
‫ََ ْ‬
‫ت‬‫ا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬
‫كْ‬
‫م‬
‫َ‬
‫َ ُ ُ َْ ُ‬
‫ال‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫وا‬ ‫ون‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ريك ْم ُث ََّ‬
‫م‬ ‫﴿ َوإن َت َت َولََّ ْوا ي َ ْستَ ْهد ْهل قَ ْو ًما َغ ْ َ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫نفسك وح هر هض المؤ همنه ن﴾‪.‬‬

‫‪ .74‬عن جيب ذر ريض اهلل عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال ه ح ن سأ ه اإلمارة (يا جبا ذر إنك امرئ‬
‫ضعيف‪ ،‬وإن ها جمانة‪ ،‬وإنها خزي وندامة يوم القيامة‪ ،‬إال من جخذها حبقها‪ ،‬وجدى اَلي علي فيها)‪ .‬رواه‬
‫(‪)4‬‬
‫مسلم‪.‬‬
‫‪ .75‬عن عهد الرمحن بن سمرة جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال ه (يا عهد الرمحن بن سمرة ال تسأل اإلمارة‪،‬‬
‫فإنك إن جعطيتها عن مسألة ولكت إيلها‪ ،‬وإن جعطيتها عن غري مسألة جعنت عليها)‪ .‬رواه ابلخاري‬
‫ومسلم‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .76‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم سئل عن الساعة فقال (إذا ضيعت األمانة‬
‫فانتظر الساعة! فقال وكيف إضاعتها؟ فقال ‪ :‬إذا وسد األمر إىل غري جهل ) رواه ابلخاري‪ )6(.‬‬

‫(‪ )1‬ابلخاري ح رقم ‪. 2816‬‬


‫(‪ )4‬صحيح ابلخاري ح ‪ ، 4612‬ومسلم ‪. 1121‬‬
‫(‪ )8‬طبقات ابن سعد ‪ 182/8‬بإسناد صحيح عن عطاء بن السائب‪ ،‬ومن طريقه ابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪.841/82‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪. 1141‬‬
‫(‪ )1‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪ 2129‬و‪ ،2122‬ومسلم ح رقم ‪. 1914‬‬
‫(‪ )9‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪. 12‬‬

‫‪24‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر يف جصل لفظ وسد (وجصل جن امللك اكن جيعل ه وسادة جيلس عليها يلعلو جملس )‪.‬‬

‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية يف الفتاوى (وقد دلت سنة رسول اهلل ىلع جن الوالية جمانة جيب جداؤها‪ ،‬مثل قو ه‬
‫ألىب ذر ريض اهلل عن يف اإلمارة (إنها جمانة‪ ،‬وإنها يوم القيامة خزي وندامة‪ ،‬إال من جخذها حبقها‪ ،‬وجدى اَلي‬
‫علي فيها) رواه مسلم‪ ،‬وروى ابلخاري يف صبيب عن جيب هريرة ريض اهلل عن جن انليب قال(إذا ضيعت‬
‫األمانة فانتظر الساعة‪ ،‬قيل يا رسول اهلل وما إضاعتها؟ قال إذا وسد األمر إىل غري جهل فانتظر الساعة)‪ ،‬وقد‬
‫(‪)2‬‬
‫جعم ع املسلمون ىلع معىن هذا)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ .77‬عن ابن عهاس ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من استعمل اعمال من املسلم ن وهو‬
‫يعلم جن فيهم جول بذلك من وجعلم بكتاب اهلل وسنة نبي فقد خان اهلل ورسو ه وعمي ع املسلم ن)‪ .‬رواه‬
‫ابليهيق بإسناد حسن‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .78‬وعن يزيد بن جيب سفيان قال‪ :‬قال يل جبو بكر رمح اهلل ح ن بعثين إىل الشام‪ :‬يا يزيد إن لك قرابة عسيت‬
‫جن تؤثرهم بالوالية‪ ،‬وذلك جكرب ما جخاف عليك‪ ،‬فإن رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم قال (من ول من جمر‬
‫املسلم ن شيئا فأمر عليهم جحدا حماباة فعلي لعنة اهلل ال يقهل اهلل من رصفا وال عدال حىت يدخل جهنم‪،‬‬
‫ومن جعطى جحدا حىم اهلل فقد انتهك يف حىم اهلل شيئا بغري حق ‪ ،‬فعلي لعنة اهلل)‪ .‬رواه جمحد وصبب‬
‫احلاكم‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .79‬عن املغرية بن شعهة ومعاوية وجابر بن سمرة وجابر بن عهد اهلل وثوبان ريض اهلل عنهم عن انليب صىل‬
‫اهلل علي وسلم قال (ال تزال طائفة من جميت ظاهرين ىلع احلق ال يرضهم من خذهلم حىت يأيت جمر اهلل وهم‬
‫كذلك)‪ .‬وهذا حديث ثوبان‪ ،‬ويف رواية جابر بن عهد اهلل (ال تزال طائفة من جميت يقاتلون ىلع احلق ظاهرين‬
‫إىل يوم القيامة)‪ ،‬ولفظ معاوية (ال تزال طائفة من جميت قائمة بأمر اهلل ال يرضهم من خذهلم جو خالفهم حىت‬
‫يأيت جمر اهلل وهم ظاهرون ىلع انلاس)‪ ،‬رواه ابلخاري من حديث معاوية واملغرية‪ ،‬ومسلم عنهم عميعا‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬فتح ابلاري ‪.421/1‬‬


‫(‪ )4‬فتاوى ابن تيمية ‪. 412/41‬‬
‫(‪ )8‬ابليهيق ‪ 11/12‬بإسناد حسن يف املتابعات‪ ،‬وهل متابع يف مستدرك احلاكم ‪ 122/2‬وقال صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أمحد يف املسند ‪ 9/1‬وفيه راو لم يسم‪ ،‬واحلاكم يف املستدرك ‪ 122/2‬من طريق أجود وأقام إسناده وقال صحيح اإلسناد‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪ 8922‬عن املغرية بن شعبة‪ ،‬وح رقم ‪ 8921‬عن معاوية‪ ،‬ومسلم ح رقم ‪ 1642‬عن ثوبان‪ ،‬و ‪ 1641‬عن املغرية‪،‬‬
‫وح رقم ‪ 1282‬عن معاوية‪ ،‬ورقم ‪ 128‬عن جابر بن سمرة‪ ،‬و‪ 1648‬عن جابر بن عبد اهلل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -31‬باب في رعاية السلطة لموظفيها وتحقيق كفايتهم وحاجتهم ومحاسبتهم وتحريم الهدايا عليهم‬
‫ومراقبة األمراء والوالة ورقابة األمة عليهم وعزلهم عند رتبة الناس وتحديد مدة الوالة ومنع األقارب‬
‫من الواليات ومضاعفة العقوبة عليهم وأحكام الخوارج والبغاة‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ ُ ْ َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫قال تعاىل ﴿وق هل اعملوا فسريى اهلل عملكم ورسو ه والمؤمهنون﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿يا ن هساء انل َّ‬
‫يب من يأ هت‬ ‫هه‬
‫َ ُْ ْ َ ََْ ُ ََ ْ ُ ََُْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ََّ َ َ َُّ َ َّ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ ن﴾‪َ ﴿ ،‬وإهن طائ هفتا هن مهن المؤ همنه ن اقتتلوا فأصلهبوا بينهما‬ ‫مهنكن بهفاحهشة مهيهنة يضاعف لها العذاب هضعف ه‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََّ‬ ‫َ َ ُ ََّ َ ْ‬ ‫َ ََ ْ ْ َ َُ ََ ُْ‬
‫فإهن بغت إهحداهما ىلع األخ َرى فقات هلوا ال هيت ته هغ حىت ت هيف َء إهىل جم هر اهلله﴾‪.‬‬

‫‪ .80‬عن املستورد بن شداد عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من ول عمال وليس ه مزنل فليتخذ مزنال‪،‬‬
‫جو ليس ه زوجة فليزتوج‪ ،‬جو ليس ه خادم فليتخذ خادما‪ ،‬جو ليس ه دابة فليتخذ دابة‪ ،‬ومن جصاب شيئا‬
‫سوى ذلك فهو اغل جو سارق)‪ .‬رواه جبو داود وجمحد وصبب ابن حهان واحلاكم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .81‬عن جيب محيد الساعدي عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم استعمل رجال ىلع صدقة‪ ،‬فلما رج ع قال‪ :‬هذه‬
‫لكم‪ ،‬وهذا جهدي إيل! فقام انليب صىل اهلل علي وسلم خطيها فقال (إن جستعمل رجاال منكم ىلع جمور مما‬
‫والن اهلل‪ ،‬فيأيت فيقول ‪ :‬هذا لكم‪ ،‬وهذا هدية جهديت يل! فهال جلس يف بيت جبي وجم فينظر جيهدى ه جم‬
‫ال؟ واَلي نفيس بيده ال يأخذ جحدكم منها شيئا بغري حق ‪ ،‬إال جاء ب حيمل ىلع رقهت ‪ ،‬امهلل هل بلغت‪،‬‬
‫امهلل فاشهد) رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫ويف لفظ خمترص عن جيب محيد الساعدي جن انليب صىل اهلل علي وسلم (استعمل رجال ىلع صدقات بين سليم‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فلما جاء حاسه )‪ .‬رواه ابلخاري وابن خزيمة وابن حهان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .82‬عن بريدة بن احلصيب عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من استعملناه ىلع عمل‪ ،‬فرزقناه رزقا‪ ،‬فما‬
‫جخذ بعد ذلك فهو غلول)‪ .‬رواه جبو داود وصبب ابن خزيمة وابن حهان‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عمرو بن ميمون جن عمر ريض اهلل عن قال ح ن طعن ورشح الستة للخالفة (فإن جصابت اإلمرة سعدا‬
‫فهو ذاك‪ ،‬وإال فليستعن ب جيكم ما جمر‪ ،‬فإن لم جعز ه عن عجز وال خيانة)‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 4621‬وأمحد يف املسند ‪ 446/2‬بإسناد حسن واللفظ هل‪ ،‬وصححه ابن حبان واحلاكم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 2122‬ومسلم ح رقم ‪. 1184‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ،1122‬وابن خزيمة ح رقم ‪ ، 4822‬وابن حبان يف صحيحه ح رقم ‪ 2111‬وأصله يف الصحيحني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبو داود يف السنن ح رقم ‪ 4628‬بإسناد صحيح‪ ،‬وصححه ابن خزيمة ح رقم ‪ ،4896‬واحلاكم ‪ 198/1‬وصححه ىلع رشطهما‪.‬‬
‫(‪ )1‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪. 8222‬‬

‫‪26‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬وعن احلسن ابلرصي جن عمر ريض اهلل عن اكن إذا اشتىك جهل بدل من جمريهم عز ه‪ ،‬واكن يقول (هان يشء‬
‫جصلح ب قوما جن جبدهلم ً‬
‫جمريا ماكن جمري)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وعن ابن عمر قال‪ :‬اكن عمر بن اخلطاب إذا نىه انلاس عن يشء دخل إىل جهل ‪ ،‬جو قال عم ع جهل فقال (إن‬
‫نهيت عن كذا وكذا‪ ،‬وانلاس إنما ينظرون إيلكم نظر الطري إىل اللبم‪ ،‬فإن وقعتم وقعوا‪ ،‬وإن ههتم هابوا‪،‬‬
‫وإن واهلل ال جوىت برجل منكم وق ع يف يشء مما نهيت عن انلاس إال جضعفت ه العقوبة ملاكن مين‪ ،‬فمن شاء‬
‫(‪)2‬‬
‫فليتقدم ومن شاء فليتأخر!)‪ .‬رواه عهد الرزاق بإسناد صبيح‪.‬‬

‫‪ .83‬واعرتض رجل ىلع انليب صىل اهلل علي وسلم يف قسمة الغنائم‪ ،‬فقال ه‪ :‬يا حممد اعدل! واهلل إن هذه‬
‫لقسمة ما عدل فيها‪ ،‬وما جريد فيها وج اهلل! فقال صىل اهلل علي وسلم (ويلك! ومن يعدل إذا لم جكن جعدل؟‬
‫لقد خهت وخرست إن لم جكن جعدل)‪ ،‬فقال عمر دعين جقتل هذا املنافق‪ ،‬فقال (معاذ اهلل جن يتبدث انلاس‬
‫جن جقتل جصبايب‪ ،‬إن هذا وجصباب يقرءون القرلن‪ ،‬ال جياوز حناجرهم‪ ،‬يمرقون من كما يمرق السهم من‬
‫الرمية) ‪ -‬ويف رواية عند مسلم (فأراد خادل بن الويلد قتل ‪ ،‬فقال انليب صىل اهلل علي وسلم (ال لعل جن‬
‫يكون يصل) ‪ -‬فقال خادل‪ :‬وكم من مصل يقول يف لسان ما ليس يف قله ؟ فقال صىل اهلل علي وسلم (إن‬
‫لم جومر جن جنقب عن قلوب انلاس‪ ،‬وال جشق بطونهم)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬

‫‪ ‬وكتب عثمان كتابا إىل األمصار‪ ،‬وهو حمصور‪ ،‬يذكر في جن الزتم بما اعهد علي من جاءوه يشرتطون علي‬
‫ً‬
‫العروط‪ ،‬وفي (وال جعلم جن تركت من اَلي اعهدتهم علي شيئا‪ ،‬اكنوا يزعمون جنهم يطلهون احلدود فقلت‪:‬‬
‫جقيموها ىلع من علمتم تعداها يف جحد‪ ،‬جقيموها ىلع من ظلمكم من قريب جو بعيد‪ ،‬وقالوا‪ :‬املبروم يرزق‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫واملال يوفر‪ ،‬وال يعتدى يف اخلمس وال يف الصدقة‪ ،‬ويؤمر ذو القوة واألمانة‪ ،‬وترد مظالم انلاس إىل جهلها‪،‬‬
‫فرضيت بذلك واصطربت ه‪ ،‬فلك ذلك فعلت)‪ ،‬وفي جيضا ‪(:‬وهم خيريونين إحدى ثالث‪ :‬إما يقيدونين بكل‬
‫َّ‬
‫رجل جصهت خطأ جو صوابا‪ ،‬غري مرتوك من يشء‪ ،‬وإما جعزتل األمر فيؤمرون جحدا غريي‪ ،‬وإما يرسلون إىل‬
‫من جطاعهم من األجناد وجهل املدينة فيتربءون من اَلي جعل اهلل يل عليهم من السم ع والطاعة‪ ،‬فلست‬
‫عليهم بوكيل‪ ،‬ولم جكن استكرهتهم من قهل ىلع السم ع والطاعة‪ ،‬ولكن جتوها طائع ن‪ ،‬وجما اَلي خيريونين‬
‫فإنما لك انلـزع واتلأميـر‪ ،‬فملكت نفيس ومن ميع‪ ،‬وكرهت سنة السوء وشقاق األمة وسفك ادلماء‪،‬‬
‫فأنشدكم اهلل جال تأخذوا إال احلق وتعطوه مين‪ ،‬وخذوا بيننا بالعدل)‪ .‬رواه الطربي وابن شهة‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ابن سعد ‪ 411/8‬بإسناد صحيح عن احلسن عن عمر ريض اهلل عنه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬عبد الرزاق يف املصنف رقم ‪ 42218‬بإسناد ىلع رشط الصحيحني‪.‬‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح ‪ 8181‬خمترصا‪ ،‬ومسلم ح ‪. 1292-1294‬‬
‫(‪ )2‬تاريخ الطربي ‪ ، 919 /4‬وحنوه ابن شبه ‪ 1192/2‬بإسناد آخر‪ ،‬ويه مع ما يف إسنادها من ضعف إال إنها مطابقة تمام املطابقة يف هذا القدر‬
‫املذكور ه نا ملا جاء يف الروايات األخرى الصحيحة إال أنها أجود رسدا وتفصيال وأحسن سياقا للحادثة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬ويف رواية قال‪(:‬إن جدعوكم إىل كتاب اهلل وسنة رسو ه صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬وجمروا عليكم من جحهبتم‪،‬‬
‫وهذه مفاتيح بيت مالكم‪ ،‬فادفعوها إىل من شئتم)‪ .‬رواه ابن شهة‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫َّ‬
‫‪ ‬وقال جيضا‪( :‬إن ال جستبل جموال املسلم ن نلفيس‪ ،‬وال ألحد من انلاس‪ ،‬وما قدم يلع إال األمخاس‪ ،‬وال حيل‬
‫يل منها يشء‪ ،‬فول املسلمون وضعها يف جهلها دون)‪ .‬رواه الطربي‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال ملن استأذنوه بالقتال (ال واهلل ال جقاتلهم جبدا)‪ ،‬وقال جيضا (ال جكون جول من خلف رسول اهلل صىل‬
‫اهلل علي وسلم يف جمت بسفك ادلماء)‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن اعصم بن ضمرة ح ن خرج اخلوارج ىلع يلع ريض اهلل عن ورفعوا شعار (ال حكم إال هلل! فقال يلع‬
‫إن ال حكم إال هلل‪ ،‬ولكنهم يقولون ال إمرة! وال بد للناس من جمري بر جو فاجر‪ ،‬يعمل يف إمارت املؤمن‪،‬‬
‫ويستمت ع فيها الاكفر‪ ،‬ويهلغ اهلل في األجل)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن كثري بن نمر (بينما يلع بن جيب طالب ىلع املنرب إذ جاء رجل فقال ال حكم إال هلل! ثم قام لخر فقال ال‬
‫حكم إال هلل! ثم قاموا من نوايح املسجد حيكمون اهلل! فأشار بيده اجلسوا نعم ال حكم إال هلل! لكمة حق‬
‫يبتىغ بها باطل‪ ،‬حكم اهلل ينتظر فيكم اآلن‪ ،‬لكم عندي ثالث خالل‪ :‬ما كنتم معنا لن نمنعكم مساجد‬
‫اهلل جن يذكر فيها اسم ‪ ،‬وال نمنعكم فيئا ما اكنت جيديكم م ع جيدينا‪ ،‬وال نقاتلكم حىت تقاتلوا ثم جخذ يف‬
‫خطهت )‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية (هلم علينا ثالث‪ :‬جال نهدجهم بقتال ما لم يقاتلونا‪ ،‬وجال نمنعهم مساجد اهلل جن يذكروا في اسم ‪،‬‬
‫وجال حنرمهم من اليفء ما دامت جيديهم م ع جيدينا)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ابن شبه ‪. 1168 /2‬‬


‫(‪ )4‬الطربي ‪. 911/4‬‬
‫(‪ )8‬مسند أمحد رقم ‪ 218‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مصنف ابن أيب شيبة رقم ‪ 82622‬بإسناد كويف صحيح‪.‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أيب شيبة رقم ‪ 82682‬بإسناد كويف صحيح‪.‬‬
‫(‪ )9‬مصنف ابن أيب شيبة ‪ 194/2‬بإسناد صحيح من طريق سلمة بن كهيل عن كثري بن نمر أنه سمع عليا وهو خيطب‪ ،‬وهو إسناد ىلع رشط‬
‫ابلخاري‪ ،‬إال كثري هذا فقد ذكره ابن حبان يف ثقاته‪ ،‬ورواه ابن جرير يف اتلاريخ ‪ 112/8‬من طريق كثري‪ ،‬ويف ‪ 111/8‬بإسناد صحيح من‬
‫طريق يلث ابن أيب سليم عن أصحابه عن يلع ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن عهد اهلل بن شداد وقد سأتل اعئشة ريض اهلل عنها‪ :‬فلم قاتلهم يلع إذا ؟! فقال عهد اهلل بن شداد هلا‬
‫(واهلل ما بعث إيلهم حىت قطعوا السبيل‪ ،‬وسفكوا ادلماء‪ ،‬واستبلوا اَلمة)‪ .‬رواه جمحد وجبو يعىل وصبب‬
‫احلاكم‪ )1(.‬‬
‫‪ ‬وسئل يلع عن اخلوارج‪ ،‬فقال (إن خالفوا إماما عدال فقاتلوهم‪ ،‬وإن خالفوا إماما جائرا فال تقاتلوهم‪ ،‬فإن‬
‫ً‬
‫هلم مقاال)‪ .‬رواه الطربي يف تهذيب اآلثار بإسناد صبيح‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية (ال تسهوهم‪ ،‬ولكن إن خرجوا ىلع إمام اعدل فقاتلوهم‪ ،‬وإن خرجوا ىلع إمام جائر فال تقاتلوهم‪،‬‬
‫فإن هلم بذلك مقاال) رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب اجلراح بن عهد اهلل وايل خراسان إىل عمر بن عهد العزيز‪ :‬سالم عليك وبعد‪ ،‬فإن جهل خراسان قوم‬
‫قد ساءت رعيتهم‪ ،‬وإن ال يصلبهم إال السيف والسوط‪ ،‬فإن رجى جمري املؤمن ن جن يأذن يل يف تلك فعل؟‬
‫فكتب إيل عمر بن عهد العزيز‪ :‬من عهد اهلل عمر جمري املؤمن ن إىل اجلراح بن عهد اهلل‪ :‬سالم عليك جما‬
‫بعد؛ فقد بلغين كتابك ت ذكر جن جهل خراسان قد ساءت رعيتهم‪ ،‬وجن ال يصلبهم إال السيف والسوط‪،‬‬
‫وتسألين جن لذن لك! فقد كذبت بل يصلبهم العدل واحلق! فابس ذلك فيهم والسالم)‪ .‬رواه ابن عساكر‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن مغرية قال (خاصم عمر بن عهد العزيز اخلوارج‪ ،‬فرج ع من رج ع منهم‪ ،‬وجبت طائفة منهم جن يرجعوا‪،‬‬
‫فأ رسل عمر رجال ىلع خيل وجمره جن يزنل حيث يرحلون‪ ،‬وال حيركهم وال يهيجهم‪ ،‬فإن قتلوا وجفسدوا يف‬
‫األرض فاس عليهم وقاتلهم‪ ،‬وإن هم لم يقتلوا ولم يفسدوا يف األرض فدعهم يسريون)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة‬
‫بإسناد صبيح‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عهيد بن احلسن قالت اخلوارج لعمر بن عهد العزيز (تريد جن تسري فينا بسرية عمر بن اخلطاب؟ فقال‬
‫ما هلم قاتلهم اهلل! واهلل ما زدت جن جَتذ رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم إماما)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد جاء األشعث ومعـ عماعة من جهل الكوفة إىل عمر يطلهون من عزل سعد بـن جيب وقـاص‪ ،‬جمري‬
‫الكوفة‪ ،‬فعز ه عمر نزوال عند رغهتهم‪ ،‬م ع ثقت بسعد‪ ،‬ثم سأهلم عمر فقال (إذا اكن اإلمام عليكم فجار‬

‫‪ 12‬وأبو يعىل املوصيل ‪ 892/1‬ح ‪ 222‬واحلاكم يف املستدرك ‪ 118/4‬وقال ‪ :‬صحيح ىلع رشط الشيخني ولم‬ ‫(‪ )1‬رواه أمحد يف املسند ‪19/1‬‬
‫خيرجاه وقال ابن كثري يف ابلداية وانلهاية ‪: 464/2‬إسناده صحيح وهو كما قال‪ ،‬وقال اهليثيم يف جممع الزوائد ‪:482 481/9‬رجاهل ثقات‪.‬‬
‫وقد أنكرت اعئشة قتل يلع هلم حىت أخربوها بالقصة‪ ،‬كما أنكرت ىلع عثمان عندما بلغها خرب اكذب أنه قتل الوفد اذلين جاؤوا‬
‫معرتضني ىلع سياسته‪ ،‬وكذلك أنكرت ىلع معاوية قتله عدي بن حجر ‪.‬انظر ابلداية وانلهاية ‪. 12/1‬‬
‫(‪ )4‬فتح ابلاري ‪. 821/14‬‬
‫(‪ )8‬مصنف ابن أيب شيبة ‪ 116/2‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن عساكر يف تاريخ دمشق كما يف املخترص ‪. 292/1‬‬
‫(‪ )1‬ابن أيب شيبة يف املصنف رقم ‪ 82621‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )9‬ابن أيب شيبة يف املصنف رقم ‪. 82644‬‬

‫‪29‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومنعكم حقكم وجساء صبهتكم ما تصنعون ب ؟ قالوا‪ :‬إن رجينا جورا صربنا‪ .‬فقال عمـر‪ :‬ال واهلل اَلي ال‬
‫هلإ إال هو ال تكونون شهداء يف األرض حىت تأخذوهم كأخذهم إياكم‪ ،‬وترضبوهم يف احلق كرضبهم إياكم‪،‬‬
‫َّ‬
‫وإال فال)‪ .‬رواه ابن شهة بإسناد جيد‪ )1(.‬‬

‫الفصل اثلالث‪ :‬يف األحاكم املايلة واالقتصادية والرقابية‪:‬‬

‫‪ -32‬باب أحكام بيت المال وحرمته ورقابة األمة عليه وقدر ما تفرض لإلمام منه ورد ما زاد عنده إليه‬
‫وسداد ديونه من تركته واشتراك الجميع في بيت المال وأوجه االستحقاق فيه‪ :‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََّ‬
‫ال اهلله اَلهي ءاتاك ْم﴾‪ ،‬وقال ﴿وال‬
‫َ ُ ُ َّ ََّ‬ ‫َ َ ُ ََّ َ َ َ ُ َُّ ْ َ ْ َ َ‬
‫قال تعاىل ﴿وجن هفقوا مهما جعلكم مستخل هف ن فهي ه ﴾‪ ،‬وقال ﴿وءاتوهم همن م ه‬
‫َ ْ ُ ُ‬ ‫ُ ْ ُ ْ َُّ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ََّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ً َ ْ ُ ُ ُ‬
‫ارزقوه ْم فهيها َواكسوه ْم﴾‪.‬‬ ‫تؤتوا السفهاء جموالكم ال هيت جعل اهلل لكم قهياما و‬
‫‪‬‬
‫‪ .84‬عن عهد اهلل بن عمرو ريض اهلل عنهما قال (كنا عند رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم إذ جتت وفد هوازن‬
‫فقالوا يا حممد إنا جصل وعشرية وقد نزل بنا من ابلالء ما ال خيىف عليك‪ ،‬فامنن علينا من اهلل عليك‪ ،‬فقال‬
‫اختاروا من جموالكم جو من نسائكم وجبنائكم‪ ،‬فقالوا قد خريتنا ب ن جحسابنا وجموانلا بل خنتار نساءنا‬
‫وجبناءنا‪ ،‬فقال رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم جما ما اكن يل وبلين عهد املطلب فهو لكم‪ ،‬فإذا صليت الظهر‬
‫فقوموا فقولوا إنا نستع ن برسول اهلل ىلع املؤمن ن جو املسلم ن يف نسائنا وجبنائنا‪ ،‬فلما صلوا الظهر قاموا فقالوا‬
‫ذلك فقال رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم فما اكن يل وبلين عهد املطلب فهو لكم‪ ،‬فقال املهاجرون وما اكن‬
‫نلا فهو لرسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬وقالت األنصار ما اكن نلا فهو لرسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬فقال‬
‫األقرع بن حابس جما جنا وبنو تميم فال‪ ،‬وقال عيينة بن حصن جما جنا وبنو فزارة فال‪ ،‬وقال العهاس بن مرداس‬
‫جما جنا وبنو سليم فال‪ ،‬فقامت بنو سليم فقالوا كذبت ما اكن نلا فهو لرسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬فقال‬
‫رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يا جيها انلاس ردوا عليهم نساءهم وجبناءهم فمن تمسك من هذا اليفء بيشء‬
‫فل ست فرائض من جول يشء يفيئ اهلل عز وجل علينا‪ ،‬وركب راحلت ‪ ،‬وركب انلاس ‪ -‬يقولون ‪ -‬اقسم‬
‫علينا فيئنا‪ ،‬فأجلئوه إىل شجرة فخطفت رداءه‪ ،‬فقال يا جيها انلاس ردوا يلع ردايئ‪ ،‬فواهلل لو جن لكم شجر‬
‫تهامة نعما قسمت عليكم‪ ،‬ثم لم تلقون خبيال وال جهانا وال كذوبا‪ ،‬ثم جىت بعريا فأخذ من سنام وبرة ب ن‬
‫إصهعي ثم يقول (ها إن ليس يل من اليفء يشء وال هذه‪ ،‬إال مخس واخلمس مردود فيكم)‪ ،‬فقام إيل رجل‬
‫بكه من شعر فقال يا رسول اهلل جخذت هذه ألصلح بها بردعة بعري يل‪ ،‬فقال جما ما اكن يل وبلين عهد املطلب‬
‫فهو لك‪ ،‬فقال جو بلغت هذه فال جرب يل فيها‪ ،‬فنهذها‪ ،‬وقال يا جيها انلاس جدوا اخلياط واملخي ‪ ،‬فإن الغلول‬
‫يكون ىلع جهل اعرا وشنارا يوم القيامة)‪ .‬رواه مالك مرسال‪ ،‬وجبو داود خمترصا‪ ،‬والنسايئ مطوال واللفظ ه‪،‬‬
‫وصبب ابن حهان واحلاكم من حديث عهادة بن الصامت خمترصا‪ ،‬ولفظ (جخذ رسول اهلل صىل اهلل علي‬

‫وهو يف ثقات ابن حبان عن ُعفيف بن معد يكرب‬ ‫(‪ )1‬ابن شبة ‪ 119/8‬بإسناد جيد ىلع رشط ابلخاري إىل هارون بن عبد اهلل احلرضيم‬
‫وهو معدود يف الصحابة كما يف اإلصابة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وسلم يوم حن ن وبرة من جنب بعري ثم قال‪ :‬يا جيها انلاس إن ال حيل يل مما جفاء اهلل عليكم قدر هذه إال‬
‫اخلمس‪ ،‬واخلمس مردود عليكم‪ ،‬فأدوا اخلي واملخي وإياكم والغلول فإن اعر ىلع جهل يوم القيامة‪،‬‬
‫وعليكم باجلهاد يف سبيل اهلل فإن باب من جبواب اجلنة يذهب اهلل ب اهلم والغم‪ ،‬قال واكن رسول اهلل صىل‬
‫اهلل علي وسلم يكره األنفال‪ ،‬ويقول‪ :‬لريد قوي املؤمن ن ىلع ضعيفهم)‪ )1(.‬‬
‫ورواه جمحد عن يلع ريض اهلل عن ولفظ (مرت إبل الصدقة ىلع رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬فأهوى‬
‫(‪)2‬‬
‫بيده فأخذ وبرة من جنب بعري‪ ،‬فقال‪ :‬ما جنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من املسلم ن)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .85‬عن عمرو بن احلارث ريض اهلل عن قال (ما ترك رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم دينارا‪ ،‬وال درهما‪ ،‬وال‬
‫عهدا‪ ،‬وال جمة‪ ،‬إال بغلت ابليضاء‪ ،‬وسالح ‪ ،‬وجرضا جعلها صدقة)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .86‬عن اعئشة ريض اهلل عنها قالت (تويف رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم ودرع مرهونة عند يهودي بثالث ن‬
‫صااع من شعري)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .87‬وعن جيب بكر ريض اهلل عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إنا ال نورث ما تركناه صدقة)‪ .‬متفق‬
‫علي ‪ )5(.‬‬

‫‪ ‬عن عمرو بن ميمون جن عمر ريض اهلل عن ح ن حرضت الوفاة جوىص ابن عهد اهلل جن يسدد ديون بليت‬
‫املال‪ ،‬واكنت ستة وثمان ن جلف درهم‪ ،‬قال (يا عهد اهلل بن عمر‪ ،‬انظر ما يلع من ادلين‪ ،‬فبسهوه فوجدوه ستة‬
‫وثمان ن جلفا‪ ،‬قال‪ :‬إن وىف ه مال لل اخلطاب فأده من جمواهلم‪ ،‬وإال فسل يف بين عدي بن كعب‪ ،‬فإن لم تف‬
‫ِّ‬
‫جمواهلم فسل يف قريش وال تعدهم إىل غريهم‪ ،‬فأد عين هذا املال)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عطاء بن السائب قال (ملا استخلف جبو بكر جصهح اغديا إىل السوق‪ ،‬وىلع رقهت جثواب يتجر بها‪ ،‬فلقي‬
‫عمر بن اخلطاب وجبو عهيدة بن اجلراح فقاال ه‪ :‬جين تريد يا خليفة رسول اهلل؟ قال‪ :‬السوق! قاال تصن ع ماذا‬
‫وقد ويلت جمر املسلم ن؟ قال فمن جين جطعم عيايل؟ قاال ه انطلق حىت نقرض لك شيئا‪ ،‬فانطلق معهما‪،‬‬
‫ففرضوا ه لك يوم شطر شاة وكسوة)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد صبيح إىل عطاء مرسال‪ )7(.‬‬

‫(‪ )1‬مالك يف املوطأ ‪ ،211/4‬وأبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 4962‬والنسايئ ح رقم ‪ 8911‬بإسناد حسن‪ ،‬وصححه ابن حبان ‪ ،168/11‬واحلاكم ‪11/8‬‬
‫من حديث عبادة بن الصامت‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمحد يف املسند ‪. 11/1‬‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح رقم ‪. 2291‬‬
‫(‪ )2‬ابلخاري ح رقم ‪. 2292‬‬
‫(‪ )1‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 8661‬ومسلم ح رقم ‪. 1812‬‬
‫(‪ )9‬ابن سعد ‪ 412/8‬بإسناد صحيح ‪ ،‬وابلخاري مع الفتح ‪ 92/2‬ح ‪ 8222‬واللفظ هل ‪.‬‬
‫(‪ )2‬طبقات ابن سعد ‪ 182/8‬بإسناد صحيح عن عطاء بن السائب‪ ،‬ومن طريقه ابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪ ،841/82‬قال ابن حجر يف فتح‬
‫ابلاري ح ‪( 4222‬رجاهل ثقات)‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬عن محيد بن هالل قال (ملا ول جبو بكر قال جصباب رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم (افرضوا خلليفة‬
‫رسول اهلل ما يغني ‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم! برداه – جي‪ :‬بلاس ‪ -‬إذا جخلقهما وضعهما وجخذ مثلهما‪ ،‬وظهره – جي‪ :‬دابت ‪-‬‬
‫ُ‬
‫إذا سافر‪ ،‬ونفقت ىلع جهل كما اكن ينفق قهل جن يستخلف‪ ،‬قال جبو بكر‪ :‬رضيت)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد‬
‫(‪)1‬‬
‫صبيح إىل محيد بن هالل مرسال‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر (القدر اَلي اكن يتناو ه جبو بكر فرض ه باتفاق من الصبابة)‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫وقال ابن األثري (فاكن جول وال فرضت ه رعيت نفقت )‪.‬‬

‫‪ ‬وفرض الصبابة لعمر‪ ،‬كما فرضوا أليب بكر‪ ،‬بعد جن استشارهم فيما حيل ه من بيت املال‪ ،‬فأعمعوا ىلع (جن‬
‫يأخذ قوت يوم وقدر حاجت )‪ .‬رواه ابن سعد‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية (عم ع عمر انلاس فقال هلم‪ :‬لقد شغلتمون بأمركم‪ ،‬فماذا ترون جن حيل يل من هذا املال؟ فقال‬
‫يلع ريض اهلل عن ‪ :‬ما جصلبك وجصلح عيالك باملعروف‪ ،‬ليس لك من هذا املال غريه‪ ،‬فقال القوم‪ :‬القول ما‬
‫قال يلع)‪ .‬رواه الطربي‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد سألوه بعد جن جصهح خليفة‪ :‬ما حيل ه من بيت مال املسلم ن؟ فقال (حلة يف الشتاء وحلة يف الصيف‪،‬‬
‫وما جحج علي وجعتمر‪ ،‬وقويت وقوت جهل كقوت رجل من قريش‪ ،‬ليس بأغناهم وال بأفقرهم‪ ،‬ثم جنا بعد رجل‬
‫من املسلم ن يصيبين ما جصابهم)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد صبيح‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن مالك بن جوس قال اكن عمر حيلف ىلع جيمان ثالث يقول (واهلل ما جحد جحق بهذا املال من جحد‪ ،‬وما‬
‫جنا بأحق ب من جحد‪ ،‬واهلل ما من جحد من املسلم ن إال و ه يف هذا املال نصيب‪ ،‬واهلل لنئ بقيت هلم يلأت ن‬
‫َّ‬
‫الرايع ِبهل صنعاء حظ من هذا املال وهو يرىع ماكن )‪ )7(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬طبقات ابن سعد ‪ 182/8‬بإسناد صحيح عن محيد بن هالل‪ ،‬ومن طريقه ابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪.841/82‬‬
‫(‪ )4‬فتح ابلاري ح ‪.4222‬‬
‫(‪ )8‬الاكمل يف اتلاريخ ص ‪. 829‬‬
‫(‪ )2‬طبقات ابن سعد ‪. 482 – 488/8‬‬
‫(‪ )1‬ابن جرير الطربي ‪ 214/4‬من رواية املؤرخ سيف بن عمر عن حممد بن إسحاق بإسناد ىلع رشط الشيخني ‪.‬‬
‫(‪ )9‬ابن سعد ‪ 426/8‬بإسناد صحيح‪ ،‬واألموال أليب عبيد ص ‪. 411‬‬
‫(‪ )2‬رواه أمحد ‪ 24/1‬وقال أمحد شاكر ‪ :‬إسناده صحيح ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬ح رقم ‪. 4612‬‬

‫‪32‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ُ‬
‫‪ ‬ويف رواية اكن يقول (واَلي ال هلإ إال هو‪ ،‬ما من جحد من انلاس إال ه يف هذا املال حق جعطي جو جمنع ‪،‬‬
‫وما جحد جحق ب من جحد‪ ،‬وما جنا في إال كأحدهم‪ ،‬واهلل لنئ بقيت يلأت ن الرايع ِبهل صنعاء حظ من هذا‬
‫املال وهو ماكن )‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن جيب عثمان انلهدي جن عمر كتب إىل وايل ىلع لذربيجان (يا عتهة بن فرقد! إن ليس من كدك‪ ،‬وال من‬
‫كد جبيك‪ ،‬و ال من كد جمك‪ ،‬فأشه ع املسلم ن يف رحاهلم مما تشه ع من يف رحالك‪ ،‬وإياكم واتلنعم وزي جهل‬
‫العرك وبلوس احلرير) رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن مالك بن جوس جن عمر ريض اهلل عن ذكر عنده اليفء فقال (ما جنا بأحق بهذا اليفء منكم‪ ،‬وما جحد‬
‫منا جحق ب من جحد‪ ،‬إال جنا ىلع منازنلا من كتاب اهلل عز وجل‪ ،‬وقسم رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ ،‬فالرجل‬
‫وقدم ‪ ،‬والرجل وبالؤه‪ ،‬والرجل وعيا ه‪ ،‬والرجل وحاجت )‪ .‬رواه جبو داود وجمحد بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية عن قال (ما من املسلم ن جحد إال و ه يف هذا اليفء حق‪ ،‬ثم حنن في بعد ىلع منازنلا يف كتاب‬
‫اهلل وقسم رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪ :‬الرجل وقدم ‪ ،‬والرجل وبالؤه‪ ،‬والرجل وعيا ه‪ ،‬والرجل وحاجت ‪،‬‬
‫وإن جخوف ما جخاف عليكم جمحر حمذف القفا حيكم نلفس حبكم وللناس حبكم‪ ،‬ويقسم نلفس قسما‪،‬‬
‫وللناس قسما‪ ،‬واهلل لنئ سلمت نفيس يلأت ن الرايع وهو ِبهل صنعاء حظ من يفء اهلل وهو يف غنم )‪ .‬رواه‬
‫ابن عساكر من طريق حممد بن إسباق بإسناد صبيح إىل عمر‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن حارثة بن مرضب قال قال عمر بن اخلطاب (إن جنزلت نفيس من مال اهلل مزنلة مال ايلتيم‪ ،‬إن‬
‫استغنيت استعففت‪ ،‬وإن افتقرت جكلت باملعروف‪ ،‬فإن جيرست قضيت)‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عمران قال (اكن عمر إذا احتاج جىت إىل صاحب بيت املال فاستقرض ‪ ،‬فربما جعرس فيأتي صاحب بيت‬
‫املال يتقاضاه فيلزم ‪ ،‬فيبتال ه عمر ‪ -‬جي حييل ىلع من يسدد عن ‪ -‬وربما خرج عطاؤه فقضاه)‪ .‬ابن‬
‫سعد‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ابن سعد ‪. 442/8‬‬


‫(‪ )4‬مسلم ح ‪.4296‬‬
‫(‪ )8‬رواه أمحد يف املسند ‪ ،24/1‬وأبو داود ح ‪ ، 4612‬بإسناد حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪ 481/22‬بإسناد حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )1‬الطبقات الكربى ‪ 426/8‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )9‬ابن سعد ‪ 426/8‬بإسناد صحيح ‪ ،‬واألموال أليب عبيد ص ‪ ، 411‬وابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪ 821/22‬بإسناد صحيح‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن اعئشة ريض اهلل عنها قالت (ملا مرض جبو بكر مرض اَلي مات في ‪ ،‬قال‪ :‬انظروا ما زاد يف مايل منذ‬
‫دخلت اإلمارة‪ ،‬فابعثوا ب إىل اخلليفة من بعدي‪ ،‬فإن كنت استصلب جهدي)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد‬
‫صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن جنس ريض اهلل عن قال ( جطفنا بغرفة جيب بكر الصديق يف مرضت اليت قهض فيها‪ ،‬قال‪ :‬فقلنا ‪ :‬كيف‬
‫جصهح جو كيف جمىس خليفة رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم؟ قال‪ :‬فاطل ع علينا إطالعة‪ ،‬فقال ‪ :‬جلستم ترضون‬
‫بما جصن ع ؟ قلنا ‪ :‬بىل قد رضينا‪ .‬قال ‪ :‬واكنت اعئشة يه تمرض ‪ :‬فقال‪ :‬جما إن قد كنت حريصا ىلع جن جوفر‬
‫مال املسلم ن‪ ،‬فانظروا إذا رجعتم مين فانظروا ما اكن عندنا‪ ،‬فأبلغوه عمر‪ ،‬قال ‪ :‬فذاك حيث عرفوا جن‬
‫استخلف عمر‪ ،‬قال‪ ،‬فما اكن عنده دينار‪ ،‬وال درهم‪ ،‬وما اكن إال خادم ولقبة وحملب‪ ،‬فلما رجى ذلك عمر‬
‫حيمل إيل قال‪ :‬يرحم اهلل جبا بكر ‪ ،‬لقد جتعب من بعده)‪ .‬رواه ابن سعد بإسناد صبيح‪ )2(.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -33‬باب في حفظ أموال األمة وجبايتها وتوزيعها وقسم األموال في الرعية بالسوية وتقديم أهل الحاجة‬
‫حسب حاجتهم‪:‬‬
‫َْ َ ُ َ ُ ًَ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ ْ َُّ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ََّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ً َ ْ ُ ُ ُ‬
‫ك ال يكون دولة‬ ‫ارزقوه ْم فهيها﴾‪ ،‬وقال ﴿‬ ‫قال تعاىل ﴿وال تؤتوا السفهاء جموالكم ال هيت جعل اهلل لكم قهياما و‬
‫ََّ َ ََّ َ َ ُ ْ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ً ُ َ َّ ُ ُ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫ُ‬
‫هنك ْ‬ ‫ََْ َْ َ‬
‫يهم بهها﴾‪ ،‬وقال ﴿إ هنما الصدقات ل هلفقراء‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫ت‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ه‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫ة‬ ‫ق‬‫د‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫هه‬
‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫هن‬‫م‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫اء‬ ‫ي‬ ‫ب ن األغنه‬
‫َ ً َّ‬ ‫َ‬ ‫ََّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫وب ُه ْم َويف َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َ َ َْ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫يل ف هريضة هم َن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫الس‬ ‫ن‬‫ه‬ ‫اب‬‫و‬ ‫هلل‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫يل‬‫ه‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫يف‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫ه ن‬ ‫م‬ ‫ار‬
‫ه‬ ‫غ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫اب‬
‫ه‬ ‫ق‬‫الر‬
‫ه ه‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ة‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه ن‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ه ن‬
‫ه‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫والم‬
‫اهلله﴾‪.‬‬

‫‪ .88‬عن جيب هريرة جن عمر قال ح ن جراد جبو بكر الصديق قتال مانيع الزاكة‪ :‬كيف تقاتل انلاس وقد شهدوا‬
‫جن ال هلإ إال اهلل وجن حممدا رسول اهلل! فقال جبو بكر‪ :‬واهلل ألقاتلن من فرق ب ن الصالة والزاكة‪ ،‬فإن الزاكة حق‬
‫املال‪ ،‬واهلل لو منعون عقاال جو عناقا اكنوا يؤدون لرسول اهلل لقاتلتهم علي ! فقال عمر‪ :‬فواهلل ما هو إال جن‬
‫َشح اهلل صدر جيب بكر للقتال حىت عرفت جن احلق)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .89‬عن عوف بن مالك اكن انليب صىل اهلل علي وسلم (إذا جتاه اليفء قسم يف يوم ‪ ،‬فأعطى اآلهل املزتوج‬
‫حظ ن‪ ،‬وجعطى العزب حظا واحدا)‪ .‬رواه جبو داود وصبب ابن حهان‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬طبقات ابن سعد ‪ 128/8‬بإسناد صحيح ىلع رشط الشيخني‪ ،‬ورواه من طرق كثرية بنحوه‪ ،‬ولكها صحيحة‪.‬‬
‫(‪ )4‬طبقات ابن سعد ‪ 186/8‬من طرق‪ ،‬وقال احلافظ يف الفتح ح ‪ 4222‬رواه ابن سعد وابن املنذر بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )8‬ابلخاري ح رقم ‪ 9242‬و‪ ، 2412‬ومسلم ح رقم ‪. 42‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 4614‬وابن حبان يف الصحيح ح رقم ‪. 2119‬‬

‫‪34‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .90‬وعن اعئشة ريض اهلل عنها جن انليب صىل اهلل علي وسلم (ساوى يف العطاء للنساء ب ن احلرة واألمة)‪،‬‬
‫واكن جبو بكر يقسم للبر والعهد‪ .‬رواه جبو داود ‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .91‬عن زيد بن جسلم جن عهد اهلل بن عمر ريض اهلل قدم ىلع معاوية ريض اهلل عن فسأ ه عن حاجت ‪ ،‬فقال‬
‫(عطاء املبررين‪ ،‬فإن رجيت رسول اهلل صىل اهلل عل ي وسلم جول ما جاءه يشء بدج باملبررين)‪ .‬رواه جبو‬
‫داود‪ )2(.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -34‬باب في أن األرض هلل وهي ملك لألمة وليس للسلطة التصرف فيها وفي ثرواتها ومعادنها إال‬
‫لمصلحة األمة ووقف األرض على األمة كلها ووضع الخراج عليها لبيت المال وتقسيم األرض بين‬
‫مستحقيها بالعدل للسكن والزراعة‪ :‬‬
‫ََّ َ َ َ ْ َ ْ َ ََّ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ََّ َ َ ُ‬ ‫ََّ َ َ‬
‫ات ليستخلهفنهم هيف‬ ‫هين ءامنوا مهنك ْم َوع هملوا الص ه‬
‫احل ه‬ ‫قال تعاىل ﴿إهن األ ْرض هلله﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿وعد اهلل اَل‬
‫َْ‬ ‫َ ََّ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ْ ْ ُ َ َ َِّ َ ََّ ُ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫ََّ َ َ‬ ‫األَ ْ‬
‫هين جاؤوا مهن بع هده ْهم﴾‪.‬‬ ‫ول‪ ...‬واَل‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫هلر‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ِلَف‬
‫ه‬ ‫ى‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫هن‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫و ه‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ىلع‬ ‫اهلل‬ ‫اء‬ ‫ف‬‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫﴿‬ ‫تعاىل‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫ض‬‫ه‬ ‫ر‬
‫‪‬‬
‫‪ .92‬عن ثوبان عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إن اهلل زوى يل األرض‪ ،‬فرجيت مشارقها ومغاربها‪ ،‬وإن‬
‫ملك جميت سيهلغ ما زوي يل منها)‪ .‬رواه مسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .93‬عن عمر ريض اهلل عن قال (ال حىم إال هلل ولرسو ه‪ ،‬واهلل إنها بلالدهم‪ ،‬قاتلوا عليها يف اجلاهلية‪ ،‬وعليها‬
‫جسلموا‪ ،‬ولوال إبل الصدقة‪ ،‬ما محيت عليهم من بالدهم شربا)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .94‬عن عروة بن الزبري قال (جشهد جن رسول اهلل قض‪ :‬جن األرض جرض اهلل‪ ،‬والعهاد عهاد اهلل‪ ،‬ومن جحيا‬
‫مواتا فهو جحق بها)‪ ،‬جاءنا بهذا عن انليب صىل اهلل علي وسلم اَلين جاءونا بالصلوات عن )‪ .‬رواه جبو داود‬
‫بإسناد صبيح لغريه‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .95‬عن ابن عهاس جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إن اعدي األرض هلل ولرسو ه ثم يه لكم‪ ،‬فمن جحيا‬
‫مواتا فيه ه)‪ .‬رواه ابليهيق بإسناد حسن لغريه‪ )6(.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪. 4614‬‬


‫(‪ )4‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪. 4611‬‬
‫(‪ )8‬مسلم ح رقم ‪. 4116‬‬
‫(‪ )2‬ابلخاري ح رقم ‪. 8216‬‬
‫(‪ )1‬أبو داود يف السنن ح رقم ‪ 8229‬بإسناد صحيح إىل عروة‪ ،‬ورواه الطرباين يف املعجم الكبري ‪ 142/1‬من طريق الزبري بن العوام‪ ،‬وهل شاهد من‬
‫طريق فضالة بن عبيد رواه الطرباين ‪ 811/11‬بإسناد حسن‪ ،‬قال اهليثيم رجاهل رجال الصحيح‪.‬‬
‫(‪ )9‬رواه ابليهيق يف السنن ‪ 128/9‬بإسناد حسن لغريه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ .96‬عن حيىي بن جعدة جن انليب صىل اهلل علي وسلم ح ن قدم املدينة جقط ع انلاس ادلور‪ ،‬فقال يح يقال هلم‬
‫بنو زهرة ‪ :‬نكب عنا ابن جم عهد! فقال (فلم ابتعثين اهلل إذن؟ إن اهلل ال يقدس جمة ال يؤخذ فيها للضعيف‬
‫حق )‪ .‬رواه الشافيع بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد قدم عمر ريض اهلل اجلابية فأراد قسمة األرض ب ن املسلم ن فقال ه معاذ بن جهل‪( :‬واهلل إذا يلكونن‬
‫ما تكره! إنك إن قسمتها ايلوم صار الري ع العظيم يف جيدي القوم‪ ،‬ثم يبيدون فيصري ذلك إىل الرجل الواحد‬
‫واملرجة‪ ،‬ثم يأيت بعدهم قوم لخرون يسدون من اإلسالم مسدا وهم ال جيدون شيئا‪ ،‬فانظر جمرا يس ع جوهلم‬
‫ولخرهم‪ ،‬فصار عمر إىل قول معاذ بن جهل ريض اهلل عنهما)‪ .‬رواه ابن عساكر يف تاريخ دمشق‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫هلر ُسول‪َ ...‬و ََّاَلهينَ‬ ‫ْ َ ْ ْ ُ َ َ َِّ‬
‫ِلَف َول ََّ‬ ‫ُ ََ َ ُ‬ ‫ََّ َ َ‬
‫ه‬ ‫‪ ‬وقد استدل عمر بآيات سورة احلجرات ﴿ما جفاء اهلل ىلع رس ه‬
‫و هه مهن جه هل القرى ه‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫جاؤوا مهن بع هده ْهم﴾‪ ،‬قال عمر (استوعهت هذه اآلية انلاس‪ ،‬فلم يهق جحد من املسلم ن إال ه في حق وحظ)‪.‬‬
‫رواه جبو داود بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عمرو بن ميمون وقد جرسل عمر عثمان بن حنيف وحذيفة بن ايلمان يضعان اخلراج ىلع جرض العراق‬
‫ثم قال هلم (كيف فعلتما؟ انظرا جن تكونا محلتما األرض ما ال تطيق‪ ،‬قاال‪ :‬ال ! محلناها جمرا يه ه مطيقة‪ ،‬ما‬
‫فيها كهري فضل‪ ،‬فقال‪ :‬لنئ سلمين اهلل تعاىل ألدعن جرامل جهل العراق ال حيتجن إىل رجل بعدي جبدا)‪ .‬رواه‬
‫(‪)4‬‬
‫ابلخاري‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -35‬باب في توزيع فضول األموال على أهل الحاجات عند الشدة ووجوب رعاية حقوق األطفال ووجوب‬
‫رد المظالم وإرجاع الحقوق ورد أرزاق من قطع اإلمام الجائر أرزاقهم وصرف ما مضى منها إليهم‬
‫وإج راء األرزاق على المرضى والزمنى والمسجونين ودفع أرزاق األسرى إلى أوليائهم ال فرق بين‬
‫مسلم وتير مسلم‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫ََ ْ ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ْ ََّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ََْ ُ‬
‫قال تعاىل ﴿وال تأكلوا جموالكم بينكم بهابلاط ههل﴾‪ ،‬وقال ﴿وال تهخسوا انلاس جشياءهم﴾‪ ،‬وقال ﴿وجح هسنوا﴾‬

‫(‪ )1‬رواه الشافيع يف املسند ح رقم ‪ 1221‬بإسناد صحيح‪.‬‬


‫(‪ )4‬ابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪. 162/4‬‬
‫(‪ )8‬أبو داود ‪ 821/8‬ح ‪ ، 4699‬واخلراج أليب يوسف ص ‪ ،49‬واألموال أليب عبيد ص ‪ ،44‬وابن جرير الطربي يف تفسري ما أفاء اهلل ىلع رسوهل‬
‫من أهل القرى بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪ ، 8222‬وصحيح ابن حبان ‪.812/11‬‬

‫‪36‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .97‬عن سعيد بن زيد عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من جحيا جرضا ميتة فيه ه‪ ،‬وليس لعرق ظالم‬
‫حق) رواه جبو داود والرتمذي وحسن ‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .98‬عن جيب سعيد اخلدري ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من اكن ه فضل ظهر فليعد ب‬
‫ىلع من ال ظهر ه‪ ،‬ومن اكن ه فضل زاد فليعد ب ىلع من ال زاد ه‪ ،‬فذكر من جصناف املال حىت رجينا جن ال‬
‫حق ألحد منا يف فضل)‪ .‬رواه مسلم‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال عمر ريض اهلل عن (لو استقهلت من جمري ما استدبرت ألخذت فضول جموال األغنياء فقسمتها ىلع‬
‫فقراء املهاجرين)‪ .‬رواه ابن جرير الطربي بإسناد صبيح‪ )8(.‬‬
‫‪ ‬عن ابن عمر جن عمر قال (جال ال تعجلوا صهيانكم عن الفطام‪ ،‬فإنا نفرض للك مولود يف اإلسالم‪ ،‬وكتب‬
‫إىل األمصار بذلك)‪ .‬رواه ابن سعد‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية (وجعل عمر للمنفوس ‪ -‬املولود ‪ -‬إذا طرحت جم مائة درهم‪ ،‬فإذا ترعرع بلغ ب مائت ن‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫زاده‪ ،‬ثم قال‪ :‬لنئ عشت ألحلقن لخر انل اس بأوهلم حىت يكونوا يف العطاء سواء)‪ .‬رواه جبو يوسف يف اخلراج‬
‫وجبو عهيد يف األموال‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد عم ع عمر بن عهد العزيز بين مروان وخطب فيهم وقال (إن ألحسب جن شطر مال هذه األمة يف‬
‫ً‬
‫جيديكم‪ ،‬فردوا ما يف جيديكم من هذا املال! فقال رجل منهم‪ :‬ال واهلل! ال يكونن ذلك جبدا‪ ،‬حىت حيال ب ن‬
‫رءوسنا وججسادنا‪ ،‬واهلل ال نكفر لباءنا ونفقر جبناءنا! فقال عمر‪ :‬جما لوال جن تستعينوا يلع بمن جطلب هذا‬
‫احلق ه‪ ،‬ألرضعت خدودكم)‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد قام يف انلاس خطيها فقال (إن هؤالء القوم ‪ -‬جي خلفاء بين جمية ‪ -‬قد اكنوا جعطونا عطايا‪ ،‬واهلل ما اكن‬
‫هلم جن يعطوناها‪ ،‬وما اكن نلا جن نقهلها‪ ،‬وجرى اَلي قد صار إيل ليس يلع في دون اهلل حماسب‪ ،‬جال وإن قد‬
‫رددتها وبدجت بنفيس وجهل بييت)‪ )7(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 8282‬والرتمذي يف اجلامع ح رقم ‪ 1821‬وقال حسن غريب‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪. 2112‬‬
‫(‪ )8‬ابن جرير يف تهذيب آثار مسند عمر ‪ 126/4‬بإسناد صحيح ىلع رشط الشيخني ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن سعد ‪ 441/8‬وفتوح ابلينان للبالذري ص ‪. 928‬‬
‫(‪ )1‬اخلراج أليب يوسف ص ‪ ،29‬واألموال أليب عبيد ص ‪ 449 441‬و ‪. 442‬‬
‫(‪ )9‬املعرفة واتلاريخ ‪ 911/1‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬املعرفة واتلاريخ ‪ 919/1‬بإسناد صحيح ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬وكتب عمر بن عهد العزيز إىل قاضي يف املدينة جيب بكر بن حزم يأمره جن ينظر يف ادلواوين ويستربئها من‬
‫ً‬
‫لك جور جاره اخللفاء قهل ‪ ،‬من حق مسلم جو معاهد‪ ،‬وجن يرده علي ‪ ،‬فإن اكن ميتا رده إىل ورثت ‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وصالح خادل بن الويلد جهل احلرية يف عهد عمر ىلع جن (جيما شيخ ضعف عن العمل‪ ،‬جو جصابت لفة من‬
‫اآلفات‪ ،‬جو اكن غنيا فافتقر وصار جهل دين يتصدقون علي ‪ ،‬طرحت جزيت ‪ ،‬وعيل من بيت مال املسلم ن‬
‫وعيا ه ‪ ،‬ما جقام بدار اهلجرة ودار اإلسالم‪ ،‬فإن خرجوا إىل غري دار اهلجرة ودار اإلسالم فليس ىلع املسلم ن‬
‫انلفقة ىلع عياهلم)‪ .‬رواه القايض جبو يوسف يف اخلراج‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬واكن عمر بن عهد العزيز يأمر بدف ع عطاء املساج ن إيلهم ‪ ،‬فاكنوا يأخذون نصيههم شهرا بشهر‪ ،‬وكسوة‬
‫الشتاء والصيف‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وجمر عمر بن عهد العزيز بتفقد جحوال من اكن منهم مريضا من السجناء‪ ،‬ومن ال ول ه وال مال‪ ،‬وجن‬
‫يتعاهدوهم‪ ،‬وجن يوفر هلم ما يصلبهم من الطعام واإلدام‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وفرض جهل ادليوان للزمىن والعجزة كما يفرض لألصباء من بيت املال‪ ،‬فأقرهم عمر بن عهد العزيز ىلع‬
‫ذلك‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬وجمر عمر بن عهد العزيز بمفاداة جسارى املسلم ن وجهل ذمتهم‪ ،‬رجاال اكنوا جو نساء‪ ،‬جحرارا اكنوا جو‬
‫ً‬
‫عهيدا‪ )7(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب عمر بن عهد العزيز إىل جحد عما ه (جما بعد‪ ،‬فانظر جهل اَلمة فارفق بهم‪ ،‬وإذا كرب الرجل منهم‬
‫وليس ه مال فأنفق علي ‪ ،‬فإن اكن ه محيم فأمر محيم فلينفق علي )‪ )8(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬ابن سعد يف الطبقات ‪. 492/1‬‬


‫(‪ )4‬اخلراج أليب يوسف ص ‪. 122‬‬
‫(‪ )8‬ابن سعد يف الطبقات ‪ 496/1‬و‪. 421‬‬
‫(‪ )2‬ابن سعد يف الطبقات ‪. 412/1‬‬
‫(‪ )1‬ابن سعد يف الطبقات ‪ 429/1‬و‪ 462‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )9‬ابن سعد ‪. 469/1‬‬
‫(‪ )2‬ابن سعد يف الطبقات ‪ 419/1‬و‪. 428‬‬
‫(‪ )1‬ابن سعد يف الطبقات ‪ 469/1‬بإسناد صحيح ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬وكتب إىل وايل يف العراق يأمره جن يقسم ىلع انلاس جرزاقهم‪ ،‬فإن زاد يشء فليسدد ديون املدين من غري‬
‫هرف وال سف ‪ ،‬فإن زاد يشء فليدف ع صداق من جراد الزواج وال مال ه‪ ،‬فإن زاد يشء فليسلف جهل اَلمة‬
‫اَلين عجزوا عن نفقة جراضيهم واسزتراعها‪ .‬رواه جبو عهيد‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب الزهري لعمر بن عهد العزيز كتابا في تفصيل الزاكة ومن يستبقها‪ ،‬فذكر الزمىن‪ ،‬والعجزة‪ ،‬والفقراء‪،‬‬
‫إىل جن ذكر ابن السبيل‪ ،‬ومن ال مأوى ه‪ ،‬وال جهل‪ ،‬فيجعل هلم مأوى وطعام يف منازل معلومة‪ ،‬إذا مر بها ابن‬
‫السبيل جوى إيلها‪ .‬رواه جبو عهيد‪ )2(.‬‬

‫‪ -36‬باب اإلحصاء وتسجيل المواليد وإسقاط الوفيات في دواوين بيت المال‪ :‬‬
‫َ ُ ََّ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ ً‬
‫اه كهتابا﴾‪.‬‬ ‫قال تعاىل ﴿ولك يشء جحصين‬

‫‪ .99‬عن حذيفة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جحصوا يل كم يلفظ اإلسالم)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ويف لفظ (جحصوا يل لك من تلفظ باإلسالم)‪ .‬رواه ابن ماج ‪.‬‬

‫‪ ‬و كتب عمر بن عهد العزيز إىل جهل األمصار كتابا يأمرهم في جن يكتهوا جسماء موايلدهم يلفرض هلم‬
‫قسمهم من بيت املال‪ ،‬ويكتهوا جسماء موتاهم لريفعها من بيت املال‪ ،‬ويف لخر الكتاب (إنما هو مالكم نرده‬
‫عليكم)‪ )5(.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ -37‬باب حماية األموال الخاصة وعدم مصادرة شيء إال بوجه مشروع وحماية حرية التجارة وحرية‬
‫السوق وتوثيق العقود وعدم التسعير لغير ضرورة ومنع االحتكار وتحريم الربا والغش والغرر‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫َ َ َ َُّ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ ََّ َ ْ ُ ُ ُ ََّ َ ْ ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ََْ ُ‬
‫قال تعاىل ﴿وال تأكلوا جموالكم بينكم بهابلاط ههل﴾‪ ،‬وقال ﴿وال حيهل لكم جن تأخذوا مهما ءاتيتموهن شيئا﴾‪،‬‬
‫َ َ َ ََّ ُ ْ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ْ َ ُ ََّ َ ً َ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ ُ َ ْ ً َ َ ْ ُ ُ َ ُ ُ ْ َ ً ْ ً َّ ً‬
‫اهلل ابلَي ع‬ ‫ارا فال تأخذوا مهن شيئا جتأخذون بهتانا َوإهثما ُمههينا﴾‪ ،‬وقال ﴿وجحل‬ ‫وقال ﴿وءاتيتم إهحداهن ق هنط‬
‫ََّ َ َ ُ َ َ َ ً َ ََ‬ ‫َ َ َُّ َ ََّ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َْ‬ ‫َ َ ََّ َ َّ َ‬
‫الربا﴾‪ ،‬وقال ﴿يا أيها اَلهين ءامنوا ال تأكلوا جموالكم بينكم بهابلاط ههل إهال جن تكون هجتارة عن تراض‬ ‫وحرم ه‬
‫ََّ َ َ ُ َ َ َ ً َ َ ً ُ ُ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ ََّ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ْ ْ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫ارضة تدهيرونها بينكم فليس عليكم جناح جال تكتهوها وجش ههدوا‬ ‫همنكم﴾‪ ،‬وقال ﴿إهال جن تكون هجتارة ح ه‬

‫(‪ )1‬األموال أليب عبيد ص ‪.491‬‬


‫(‪ )4‬األموال ص ‪.122‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ،4161‬ومسلم ح رقم ‪.126‬‬
‫(‪ )2‬ابن ماجه يف السنن ح رقم ‪.2246‬‬
‫(‪ )1‬ابن سعد يف الطبقات ‪ 492/1‬عن الواقدي بإسناد صحيح‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫َْ َ ُ‬ ‫ُْ ْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫ُْ ْ ََْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ ََ َُْْ‬


‫يم‪َ .‬وال تهخسوا‬ ‫اس المست هق ه‬ ‫رسين‪َ .‬و هزنوا بهال هقسط ه‬‫إهذا تهايعتم﴾‪ ،‬وقال ﴿أوفوا الكيل وال تكونوا مهن المخ ه ه‬
‫َ َ َُّ َ ََّ َ َ ُ ْ ََّ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ََّ َ َ ْ َ ُ‬
‫اءه ْم َوال َت ْع َث ْوا يف األَ ْرض ُم ْفسد َ‬
‫اهلل َوذ ُروا َما بَ ه َ‬
‫يق م َهن‬ ‫هين﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿يا أيها اَلهين ءامنوا اتقوا‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫انلاس جشي‬
‫َ ُُْْ ََ ُ ْ ُ ُ ُ َْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َُّ ْ َ َ ََّ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َّ‬ ‫َّ َ‬
‫و هه وإهن تبتم فلكم رؤوس جموال هكم ال‬ ‫الربا إهن كنتم مؤ همنه ن‪ .‬فإهن لم تفعلوا فأذنوا هحبرب همن اهلله ورس ه‬ ‫ه‬
‫َْ ُ َ َ َ ُْ َُ َ‬
‫تظلهمون وال تظلمون﴾‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .100‬عن جيب حرة عن عم الرقايش وعن جيب محيد الساعدي عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (ال حيل مال‬
‫امرئ إال بطيب نفس من )‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح لغريه عن الرقايش واللفظ ه‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .101‬عن جيب سعيد اخلدري جن انلاس جتوا انليب صىل اهلل علي وسلم يشكون إيل غالء السعر‪ ،‬فصعد املنرب‬
‫فقال (أللق ن اهلل من قهل جن جعطي جحدا من مال جحد من غري طيب نفس‪ ،‬إنما ابلي ع عن تراض‪ ،‬ال تضاغنوا‪،‬‬
‫وال تناجشوا‪ ،‬وال حتاسدوا‪ ،‬وال يسوم الرجل ىلع سوم جخي ‪ ،‬وال يبيعن حارضا بلاد‪ ،‬وابلي ع عن تراض‪ ،‬وكونوا‬
‫عهاد اهلل إخوانا)‪ .‬رواه ابن ماج وابن حهان يف صبيب واللفظ ه‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .102‬عن جنس بن مالك جن انليب صىل اهلل علي وسلم سئل جن يسعر هلم السل ع بعد غالء اكن يف املدينة فقال‬
‫(إن اهلل هو املسعر‪ ،‬القابض‪ ،‬ابلاس ‪ ،‬الرازق‪ ،‬وإن ألرجو جن جلىق اهلل وليس جحد منكم يطلهين مظلمة بدم‬
‫وال مال)‪ .‬رواه جبو داود وابن ماج والرتمذي صبب وابن حهان‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .103‬عن ابن عهاس وجابر بن عهد اهلل جن انليب صىل اهلل علي وسلم نىه عن تليق الركهان‪ ،‬حىت تصل السل ع‬
‫السوق‪ ،‬وقال (ال تلقوا الركهان‪ ،‬وال يه ع حارض بلاد) متفق علي من حديث ابن عهاس‪ )4(.‬‬
‫ورواه مسلم عن جابر ولفظ (ال يهعن حارض بلاد‪ ،‬ودعوا انلاس يرزق اهلل بعضهم من بعض)‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .104‬عن ابن عهاس وابن عمر وجيب هريرة (جن رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم نىه عن تليق السل ع حىت تهلغ‬
‫األسواق)‪ ،‬ولفظ ابن عمر (نىه عن تليق ابليوع)‪ ،‬ولفظ جيب هريرة (نىه انليب صىل اهلل علي وسلم عن تليق‬
‫(‪)6‬‬
‫‪‬‬ ‫اجللب)‪ .‬رواها مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد ‪ 24/1‬عن أيب حرة الرقايش عن عمه‪ ،‬و ‪ 241/1‬عن أيب محيد الساعدي‪ ،‬وصححه األبلاين يف اإلرواء رقم ‪. 1216‬‬
‫(‪ )4‬رواه ابن ماجه ح رقم ‪ ، 4111‬وابن حبان ح رقم ‪. 2692‬‬
‫(‪ )8‬رواه أبو بو داود يف السنن ح ‪8211‬و‪ ، 8212‬والرتمذي ح ‪ ،1812‬وقال‪ :‬احلديث حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه ح رقم ‪ ، 4422‬وابن حبان ح رقم‬
‫‪ ، 2616‬قال ابن حجر يف اتللخيص ‪ : 12/8‬إسناده ىلع رشط مسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ابلخاري ح ‪ ، 4112‬ومسلم ح ‪. 1141‬‬
‫(‪ )1‬صحيح مسلم ح ‪. 1144‬‬
‫(‪ )9‬صحيح مسلم ح ‪. 1116-1112‬‬

‫‪40‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .105‬عن جابر بن عهد اهلل جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال يف خطهة حجة الوداع (جال لك يشء من جمر‬
‫اجلاهلية موضوع حتت قديم هات ن‪ ،‬جال وإن لك ربا يف اجلاهلية موضوع‪ ،‬قض اهلل جن ال ربا)‪ .‬رواه ابلخاري‬
‫ومسلم واللفظ ه‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .106‬عن جيب هريرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (ال حيتكر إال خاطئ)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬

‫الفصل الراب ع‪ :‬األحاكم احلقوقية والقضائية والتعريعية العامة‪:‬‬

‫‪ -38‬باب عصمة النفس اإلنسانية وأن األصل فيها الحرية وتحريم انتهاك حقوق اإلنسان أو تعذيبه وال‬
‫جريمة وال عقوبة إال بنص ووجوب العدل وإقامة الحكم على الجميع والمساواة بين الناس بال فرق في‬
‫الجنس واللون والعرق والثروة وإقامة السلطة القصاص على عمالها وقصاص اإلمام من نفسه واألصل‬
‫براءة الذمم ودرء الحدود بالشبهة وترك من أقر على نفسه إذا رجع عن إقراره في حدود اهلل دون حقوق‬
‫العباد وحماية خصوصية األفراد وبيوتهم ومنع السلطة من التجسس عليهم وال يحبس أحد بالدين وال‬
‫بالحقوق المالية إذا كان معسرا‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫َ ْ َ َ َ ََّ َ َ َ َ ََّ َ‬ ‫َ َََ َْ ً َْ َْ َْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ْ َ ََّ ْ َ َ‬
‫ري نفس جو فساد هيف األر هض فكأنما قتل انلاس‬ ‫قال تعاىل ﴿ َولقد كرمنَا ب هين َ ءادم﴾‪ ،‬وقال ﴿من قتل نفسا بهغ ه‬
‫َ ْ َ َْ‬ ‫ََّ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ ََّ ََّ ْ َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ ً َ ْ ْ َ َ َ َ ََّ َ ْ َ‬
‫عمهيعا َومن جحياها فكأنما جحيا انلََّاس عمهيعا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿وكتبنا علي ههم فهيها جن انلفس بهانلف هس والع ن‬
‫ُ ْ ُ َ ََّ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ ُ َ َّ ََّ َّ َّ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْْ َ َ َ‬
‫اجل ُروح ق هصاص﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ َويط هعمون الطعام ىلع‬ ‫الس هن و‬ ‫السن ب ه ه‬ ‫نف واألذن بهاألذ هن و ه‬ ‫ ن واألنف ِهاأل ه‬ ‫بهالع ه‬
‫ْ َ َّ َ َ ََّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس بهاحل هق وال تتهه عه‬ ‫ ن انلََّ ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ريا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿إنا جعلناك خلهيفة يف األ ْر هض فاحكم ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُح َّه ه مهسكهينا َويتهيما َوج هس ً‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ََّ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َ َّ ْ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ ََّ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اس جن حتكموا بهالعد هل﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿قل جمر ر هب بهال هقس ه ﴾‪ ،‬وقال ﴿إهن‬ ‫الهوى﴾‪ ،‬وقال ﴿وإهذا حكمتم ب ن انل ه‬
‫َ ُ ْ ُ ُ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ َ ََّ َ َ ْ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ َْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫ين َول ْم خي هرجوكم همن‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫دل‬‫وك ْم يف ا َّ‬
‫ه‬ ‫هل‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ل‬ ‫هين‬‫اَل‬ ‫ن‬
‫ه‬ ‫ع‬ ‫اهلل‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫ان‬
‫اإلح ه‬
‫س‬ ‫اهلل يأمر بهالعد هل و ه‬
‫َ َ َ َ ُ‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََّ َ َ ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اهلل ُحي َُّب ال ُمقسط َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وه ْم َو ُتقس ُطوا إ ْيله ْم إ ََّن َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َُّ ُ‬
‫ ن﴾‪ ،‬وقال ﴿إهنا خلقناكم همن ذكر َوجنث َوجعلناك ْم‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬ ‫اركم جن ترب‬ ‫دهي ه‬
‫ُ َ َ َ ْ ُُ‬ ‫َ َ ُ ُْ ْ َ ْ ُ ْ َ َْ َ َ َ ُْ َ‬ ‫ُ ُ ً َََ َ ََ َُ‬
‫شعوبا وقهائ هل هتلعارفوا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿وإهذا قلتم فاعدهلوا ولو اكن ذا قرىب﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿كتهب عليكم‬
‫ََّ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََّ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ ْ َ ُ ْ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫ال هقصاص﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿فاعفوا َواصفبوا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿إهن جاءك ْم فا هسق بهنهأ فتبينوا﴾‪ ،‬وقال ﴿إهن بعض‬
‫رسة﴾‪ .‬‬ ‫رسة َف َن هظ َرة إ َىل َميْ َ َ‬ ‫الظ َّن إ ْثم َوال َجتَ ََّس ُسوا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ َوإن َاك َن ُذو ُع ْ َ‬ ‫ََّ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ 911‬و‪ ، 916‬ومسلم ح رقم ‪641‬و ‪ 1411‬واللفظ هل‪.‬‬
‫(‪ )4‬صحيح مسلم ح ‪. 1921‬‬

‫‪41‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .107‬عن جيب بكرة ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم يف خطهة حجة الوداع املتواترة وفيها (إن‬
‫دماءكم وجموالكم وجعراضكم وجبشاركم عليكم حرام)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ ،‬واللفظ للهخاري‪ )1(.‬‬
‫وبوب علي ابلخاري باب (ظهر املؤمن حىم إال يف حد جو حق)‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .108‬عن عهد اهلل بن مسعود ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم (ال حيل دم امرئ مسلم إال بإحدى‬
‫ثالث انلفس بانلفس‪ ،‬واثليب الزان‪ ،‬واتلارك دلين املفارق للجماعة)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .109‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (صنفان من جهل انلار لم جرهما‪ ،‬قوم معهم سياط‬
‫كأذناب ابلقر يرضبون بها انلاس‪ ،‬ونساء اكسيات اعريات)‪ .‬رواه مسلم‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .110‬عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (لقد شهدت يف دار عهد اهلل بن جداعن حلفا‪ ،‬ما جحب جن يل ب محر‬
‫انلعم‪ ،‬ولو جدىع ب يف اإلسالم ألجهت‪ ،‬حتالفوا جن يردوا الفضول ىلع جهلها‪ ،‬وجال يغزو ظالم مظلوما)‪ .‬رواه‬
‫ابليهيق وهو صبيح لغريه‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .111‬عن جيب بردة األنصاري عن انليب صىل اهلل علي وسلم (ال جيدل جحد فوق ععرة جسواط إال يف حد من‬
‫حدود اهلل)‪ ،‬ويف لفظ للهخاري (ال عقوبة فوق ععر رضبات إال يف حد من حدود اهلل)‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال عمر (ليس الرجل بمأمون ىلع نفس إن ججعت جو جخفت جو حبست جن يقر ىلع نفس بما لم يفعل)‪.‬‬
‫رواه جبو يوسف يف اخلراج بإسناد صبيح‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية عن قال (ليس الرجل بأم ن ىلع نفس إن ججعت جو جخفت جو حبست )‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد‬
‫صبيح‪ )8(.‬‬
‫‪‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ ‬وعن عمر قال (ظهور املسلم ن حىم ال حتل ألحد إال جن خيرجها جو جيرها حد)‪ .‬رواه عهد الرزاق‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابلخاري ح ‪ ، 2221‬وانظر كتاب احلج باب ‪ 184‬اخلطبة أيام مىن‪ ،‬ومسلم ح ‪.1926‬‬
‫(‪ )4‬ابلخاري ح ‪ 9211‬احلدود باب ‪. 6‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 9121‬ومسلم ح رقم ‪. 1929‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم ح رقم ‪. 2169 – 2162‬‬
‫(‪ )1‬احلديث رواه ابليهيق ‪ 892/9‬بإسناد صحيح مرسال‪ ،‬وهو صحيح بشواهده‪ ،‬وانظر ابلداية وانلهاية ‪.421 422/4‬‬
‫(‪ )9‬صحيح ابلخاري رقم ‪ 9212‬و ‪ ،9126‬ومسلم رقم ‪. 1221‬‬
‫(‪ )2‬اخلراج للقايض أيب يوسف ‪ 121‬بإسناد صحيح عن عمر ‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ ،268/1‬وابلخاري يف اتلاريخ الكبري رقم ‪ ،4899‬بإسناد صحيح عن عمر ‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه عبد الرزاق يف املصنف ‪ 218/2‬بإسناد حسن صحيح‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .112‬عن جيب نرضة عن جابر بن عهد اهلل قال خطب رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يف وس جيام التعريق‬
‫فقال (يا جيها انلاس جال إن ربكم واحد‪ ،‬وإن جباكم واحد‪ ،‬جال ال فضل لعرب ىلع جعجيم‪ ،‬وال لعجيم ىلع‬
‫عرب‪ ،‬وال ألمحر ىلع جسود‪ ،‬وال جسود ىلع جمحر إال باتلقوى‪ ،‬جبلغت؟ قالوا بلغ رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم‪،‬‬
‫ثم قال جي يوم هذا؟ قالوا يوم حرام‪ ،‬ثم قال جي شهر هذا؟ قالوا شهر حرام‪ ،‬قال جي بدل هذا؟ قالوا بدل حرام‪ ،‬قال‬
‫فإن اهلل قد حرم بينكم دماءكم وجموالكم ‪ -‬وجحسه قال ‪ -‬وجعراضكم‪ ،‬كبرمة يومكم هذا‪ ،‬يف شهركم‬
‫هذا‪ ،‬يف بدلكم هذا‪ ،‬جبلغت؟ قالوا بلغ رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم قال يلهلغ الشاهد الغائب)‪ .‬رواه جمحد‬
‫وابليهيق بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .113‬عن جيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي قال (إن اهلل ال ينظر إىل صوركم وجموالكم‪ ،‬وإنما ينظر إىل‬
‫قلوبكم وجعمالكم)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .114‬عن جسامة بن زيد جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال ه ح ن جراد جن يشف ع يف املرجة القرشية اليت هرقت‬
‫(جتشف ع يف حد من حدود اهلل؟ واهلل لو جن فاطمة بنت حممد هرقت لقطعت يدها‪ ،‬إنما جهلك من اكن قهلكم‬
‫جنهم إذا هرق فيهم العريف تركوه‪ ،‬وإذا هرق فيهم الضعيف جقاموا علي احلد)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن جنس بن مالك ريض اهلل عن جن عمر بن اخلطاب قال ‪ -‬ح ن رضب ابن عمرو بن العاص القهطي‬
‫املرصي فأمره بالقصاص من فاقتص من ‪( -‬منذ مىت استعهدتم انلاس وقد ودلتهم جمهاتهم جحرارا)‪ .‬رواه ابن‬
‫(‪)4‬‬
‫عهد احلكم يف فتوح مرص بإسناد صبيح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .115‬عن عمر ريض اهلل عن قال (إن لم جبعث عليكم عمايل يلرضبوا جبشاركم‪ ،‬وال يلأخذوا جموالكم‪ ،‬فمن‬
‫فعل ذلك ب ‪ ،‬فلريفع إيل جقص من )‪ ،‬فقال عمرو بن العاص ‪ :‬جرجيت إن جدب رجل بعض رعيت جتقص من ؟‬
‫فقال عمر (جي واَلي نفيس بيده‪ ،‬جال جقص من ‪ ،‬وقد رجيت رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يقص من نفس ؟!)‪.‬‬
‫رواه جبو داود وهو صبيح لغريه‪)5(.‬قال اإلمام مالك (ما تعمد اإلمام من جور فجار ب ىلع انلاس فإن يقاد من ‪،‬‬
‫وقد جقاد رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم وجبو بكر وعمر من جنفسهم)‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد يف املسند ‪ 211/1‬عن أيب نرضة عمن سمع خطبة انليب صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وابليهيق يف شعب اإليمان عن أيب نرضة عن جابر‪،‬‬
‫بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم ح رقم ‪. 4192‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ 4921‬و‪ ، 2822‬ومسلم ح رقم ‪. 1911‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن عبد احلكم يف كتابه فتوح مرص ص ‪ 192‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪. 2182‬‬
‫(‪ )9‬املدونة لإلمام مالك ‪.116/2‬‬

‫‪43‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .116‬عن نعيم األسليم عن انليب صىل اهلل علي وسلم جن قال يف شأن الزان اَلي جقر ىلع نفس ‪ ،‬ثم فر من‬
‫إقامة احلد علي (هال تركتموه لعل يتوب فيتوب اهلل علي )‪ .‬رواه جمحد وصبب احلاكم‪ )1(.‬‬

‫‪ .117‬وشتم رجل اخلليفة جبا بكر الصديق‪ ،‬فأراد جبو برزة األسليم جن يقتل ‪ ،‬فغضب جبو بكر ريض اهلل عن‬
‫ىلع جيب برزة جشد الغضب‪ ،‬وقال ه (ال واهلل ما اكنت ألحد بعد رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم)‪ .‬رواه النسايئ‬
‫بإسناد صبيح‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .118‬عن ثوبان ريض اهلل عن قال جيت انليب صىل اهلل علي وسلم بسارق شملة فقال ه (ما جخا ه هرق!‬
‫جهرقت؟) رواه جبو يوسف وهو حديث حسن لغريه‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .119‬عن معاوية بن حيدة ريض اهلل عن جن انليب صىل اهلل علي وسلم (حبس رجال يف تهمة‪ ،‬ساعة ثم خىل‬
‫عن ) رواه جبو داود والرتمذي وحسن والنسايئ‪ ،‬وابن اجلارود واللفظ ه‪ ،‬واحلاكم وصبب ووافق اَلهيب‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عهد الرمحن بن عوف جن حرس يللة م ع عمر بن اخلطاب‪ ،‬فهينا هم يمشون شب هلم هراج يف بيت‬
‫فانطلقوا يؤمون ‪ ،‬حىت إذا دنوا من إذا باب جماف ىلع قوم هلم في جصوات مرتفعة ولغ ‪ ،‬فقال عمر وجخذ بيد‬
‫عهد الرمحن‪ :‬جتدري بيت من هذا؟ قال قلت ال! قال هو ربيعة بن جمية بن خلف‪ ،‬وهم اآلن َشب‪ ،‬فما ترى؟‬
‫قال عهد الرمحن‪ :‬جرى قد جتينا م ا نهانا اهلل عن ! نهانا اهلل فقال (وال جتسسوا)‪،‬فقد جتسسنا فانرصف عنهم‬
‫عمر وتركهم) رواه عهد الرزاق بإسناد صبيح‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن جيب قالبة (جن عمر حدث جن جبا حمجن اثلقيف يعرب اخلمر يف بيت هو وجصباب ه‪ ،‬فانطلق عمر حىت‬
‫دخل علي ‪ ،‬فإذا ليس عنده إال رجل‪ ،‬فقال جبو حمجن يا جمري املؤمن ن إن هذا ال حيل لك! قد نىه اهلل عن‬
‫اتلجسس! فقال عمر‪ :‬ما يقول هذا؟ فقال ه زيد بن ثابت وعهد الرمحن بن األرقم صدق يا جمري املؤمن ن هذا‬
‫من اتلجسس! قال فخرج عمر وترك )‪ .‬رواه عهد الرزاق بإسناد صبيح مرسال وهو صبيح بغريه‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬مسند أمحد ‪ 419/1‬و‪ 412‬وصححه ابن حبان‪ ،‬واحلاكم ‪ ، 222/2‬وأصل احلديث يف الصحيحني‪.‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )8‬رواه أبو يوسف يف اخلراج ص ‪ 121‬بأسانيد حسنة لغريها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود ح رقم ‪ ، 8982‬والرتمذي رقم ‪ 1212‬وحسنه‪ ،‬والنسايئ رقم ‪ ، 2121‬وابن اجلارود يف املنتىق ح رقم ‪ ، 1228‬واحلاكم يف املستدرك‬
‫ىلع الصحيحني ‪ 112/2‬لكهم من حديث معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه عبد الرزاق يف املصنف ‪ 481 /12‬بإسناد صحيح‪ ،‬ومن طريقه ابليهيق يف الكربى ط عطا ‪ ،888/1‬وابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪،11/11‬‬
‫ورواه الطرباين يف مسند الشاميني ‪ 91/8‬من طريق آخر‪ ،‬ووقع يف املصنف املطبوع خلل والصواب زرارة بن مصعب ال مصعب بن زرارة‪.‬‬
‫(‪ )9‬رواه عبد الزاق يف املصنف ‪ 484 /12‬بإسناد صحيح‪ ،‬ورواه أيضا يف ‪ 481/12‬بإسناد صحيح من حديث كيسان أن عمر مرسال‪ ،‬فالقصة‬
‫صحيحة مشهورة عن عمر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن زيد بن وهب قال جيت اب ن مسعود‪ ،‬واكن وايلا ىلع الكوفة‪ ،‬فقيل ه إن فالنا تقطر حليت مخرا‪ ،‬فقال (إنا‬
‫قد نهينا عن اتلجسس‪ ،‬ولكن إن يظهر نلا يشء نأخذ ب ) رواه جبو داود بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬وقال عمر بن عهد العزيز (من وارت ابليوت فاتركوه) رواه ابن سعد‪ .‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن القاسم بن عهد الرمحن عن ابن مسعود قال (ادرؤا احلدود والقتل عن عهاد اهلل ما استطعتم)‪ .‬رواه‬
‫عهد الرزاق‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬واكن عمر بن عهد العزيز يقول (ادرءوا احلدود ما استطعتم يف لك شههة‪ ،‬فإن خيطئ الوايل يف العفو‪ ،‬خري‬
‫من جن خيطئ يف العقوبة)‪ .‬رواه جبو نعيم‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ورصد رجل عثمان يريد اغتيا ه فقهضوا علي ‪ ،‬فاستشار عثمان الصبابة ريض اهلل عنهم (فلم يروا علي‬
‫(‪)5‬‬
‫‪‬‬ ‫قتال‪ ،‬فأرسل )‪ .‬رواه ابن شهة بإسناد صبيح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية جنهم قالوا‪( :‬بئسما صن ع ولم يقتلك‪ ،‬ولو قتلك قتل‪ ،‬فأرسل عثمان ريض اهلل عن )‪ .‬رواه ابن شهة‬
‫بإسناد صبيح‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية‪ :‬قال عثمان ريض اهلل عن (جراد قتل ولم يرد اهلل‪ ،‬فرتك ولم يقتل )‪ .‬رواه ابن شهة بإسناد‬
‫صبيح‪ )7(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬ويف رواية‪ :‬جن عثمان سأ ه‪ :‬ما هذا؟ فقال الرجل‪ :‬جردت جن جقتلك‪ .‬فقال عثمان‪ :‬سهبان اهلل! وحيك! عالم‬
‫تقتلين؟ فقال‪ :‬ظلمين اعملك بايلمن! فقال عثمان‪ :‬جفال رفعت إيل ظالمتك‪ ،‬فإن لم جنصفك جو جعديك ىلع‬
‫اعمل جردت ذلك مين؟ ثم قال عثمان (عهد َّ‬
‫هم بذنب فكف اهلل عين)‪ .‬قال‪ :‬فواهلل ما رضب سوطا‪ ،‬وال حبس‬
‫يوما‪ .‬رواه ابن شهة بإسناد حسن مرسال‪ )8(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أبو داود يف السنن ح ‪ ،2162‬وعبد الرزاق يف املصنف ‪ ،484/12‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )4‬طبقات ابن سعد ‪. 428/1‬‬
‫(‪ )8‬رواه عبد الرزاق يف املصنف ‪. 224/2‬‬
‫(‪ )2‬حلية األويلاء ‪. 811/1‬‬
‫(‪ )1‬ابن شبه ‪ 1249 /8‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )9‬ابن شبه ‪ 1249 /8‬بإسناد حسن‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن شبه ‪ 1242 /8‬بإسناد حسن‪.‬‬
‫(‪ )1‬ابن شبه ‪ 1241 /8‬بإسناد حسن مرسال‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن الزهري قال‪ :‬جويت طارق بالشام برجل قد جخذ يف تهمة هرقة‪ ،‬فرضب فأقر ب ‪ ،‬فسأل ابن عمر فقال (ال‬
‫يقط ع فإن إنما جقر بعد رضب إياه)‪ .‬رواه جبو يوسف بإسناد حسن‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬عن جيب املتولك قال‪ :‬جيت جبو هريرة بسارق فقال ه (جهرقت؟ قل‪ :‬ال! جهرقت؟ قل‪ :‬ال) رواه جبو يوسف‪ .‬‬

‫‪ -39‬باب حقوق المواطنة لجميع رعايا دار اإلسالم وأن لهم ذمة اهلل ورسوله على دمائهم وأموالهم‬
‫وأعراضهم وأن للمؤمنين ذ مة اهلل ورسوله باإليمان ولغيرهم ذمة اهلل ورسوله باألمان وحقوق أهل‬
‫الذمة ووجوب رعاية شئونهم وأنه لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ومراعاة مصلحة أهل الذمة‬
‫وحماية حقوق أسارى الحرب وتحريم التعرض لغير المقاتل منهم ومعاملة رعايا الدول األخرى بالعدل‬
‫والمثل وتحريم االعتداء واإلفساد في األرض‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫َ ُ ْ ُ ُ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُ َ ََّ َ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫ََّ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ‬
‫ين َول ْم خي هرجوكم همن‬ ‫دل ه‬‫هين ل ْم يقات هلوك ْم هيف ا َّ ه‬ ‫قال تعاىل ﴿إهنما المؤمهنون إهخ َوة﴾‪ ،‬وقال ﴿ال ينهاكم اهلل ع هن اَل‬
‫ََّ َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫ََ ُ ْ َ‬ ‫ُ ْ ً‬ ‫َ ُ ُ ْ ََّ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َُّ ُ‬
‫وه ْ‬
‫يل اهلله اَلهين يقات هلونكم وال تعتدوا‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫يف‬
‫ه‬ ‫وا‬ ‫ل‬‫ه‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ق‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫اس‬ ‫ه‬ ‫هلن‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ول‬ ‫ق‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫﴾‬ ‫م‬ ‫اركم جن ترب‬‫دهي ه‬
‫َ ُ ْ ُ َ ََّ َ َ َ َ ُ َّ هْ ً َ َ ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اهلل ال حي َّب ال ُمعتد َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إ ََّن َ‬
‫ريا﴾‪ ،‬وقال تعاىل‬ ‫هين﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ويط هعمون الطعام ىلع حه ه مهسكهينا ويتهيما وج هس ً‬
‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َْ ُ ُ ََْ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َْ ْ َُ َ َ َ ُ َ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ ُ ُ ََّ َ َ ُ‬
‫﴿وءاتوهم ما جنفقوا‪ ...‬واسألوا ما جنفقتم وليسألوا ما جنفقوا ذل هكم حكم اهلله حيكم بينكم واهلل علهيم حكهيم‪.‬‬
‫َ ََّ‬ ‫ََّ ُ‬ ‫ُ ْ َ ْ ُ ََّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ََّ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫يشء َّ هم ْن َج ْز َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ك ْم َ ْ‬
‫اهلل اَلهي‬ ‫هين ذههت جز َواجهم همثل ما جنفقوا َواتقوا‬ ‫ار فعاقهتم فآتوا اَل‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ىل‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ج‬‫ه‬ ‫ا‬‫و‬ ‫وإهن فات‬
‫َْ‬ ‫َ َ ُْ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ََّ َ َ ُ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اهلل يأم ُر بهالعد هل﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿وال تف هسدوا هيف األر هض﴾‪ .‬‬ ‫جنتم ب ه ه مؤمهنون﴾‪ ،‬وقال ﴿إهن‬
‫‪‬‬
‫‪ .120‬عن جنس ريض اهلل عن عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬من صىل صالتنا‪ ،‬واستقهل قهلتنا‪ ،‬فذلك‬
‫املسلم‪ ،‬اَلي ه ذمة اهلل ورسو ه‪ ،‬فال َتفروا اهلل يف ذمت )‪ .‬رواه ابلخاري‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .121‬ويف كتاب انليب إىل همذان وجهل ايلمن (إنكم إن شهدتم جن ال هلإ إال اهلل‪ ،‬جن حممدا رسول اهلل‪ ،‬وجقمتم‬
‫الصالة‪ ،‬ولتيتم الزاكة‪ ،‬فإن لكم ذمة اهلل وذمة رسو ه ىلع دمائكم وىلع جموالكم وىلع جرضكم‪ ،‬غري‬
‫مظلوم ن وال مضيق عليكم)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد حسن‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو يوسف يف اخلراج ص ‪ 121‬بإسناد حسن‪.‬‬


‫(‪ )4‬رواه أبو يوسف يف اخلراج ص ‪ 129‬بإسناد مقبول‪.‬‬
‫(‪ )8‬صحيح ابلخاري ح رقم ‪.861‬‬
‫(‪ )2‬ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ ،822/2‬و الطرباين يف املعجم الكبري ‪ 12/12‬وإسناده حسن‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .122‬عن عهد اهلل بن عمرو عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (من قتل معاهدا لم جيد راحئة اجلنة)‪ .‬رواه‬
‫ابلخاري‪ )1(.‬ويف لفظ (من قتل معاهدا ه ذمة اهلل ورسو ه‪ ،‬فقد جخفر ذمة اهلل‪ ،‬ال يرح راحئة اجلنة)‪ .‬رواه‬
‫الرتمذي وصبب ‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .123‬وعن صفوان بن سليم عن عدد من جصباب انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جال من ظلم معاهدا‪ ،‬جو‬
‫انتقص ‪ ،‬جو لكف فوق طاقت ‪ ،‬جو جخذ من شيئا بغري طيب نفس من ‪ ،‬فأنا حجيج يوم القيامة‪ ،‬وجشار رسول‬
‫اهلل صىل اهلل علي وسلم بأصهع إىل صدره‪ ،‬جال ومن قتل معاهدا ه ذمة اهلل وذمة رسو ه حرم اهلل علي ريح‬
‫اجلنة)‪ .‬رواه جبو داود وابليهيق‪ ،‬واللفظ ه بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬

‫‪ ‬عن عمر جن قال وهو ىلع فرش املوت (وجويص اخلليفة من بعدي باملهاجرين األول ن جن يعرف هلم حقهم‪،‬‬
‫وحيفظ هلم حرمتهم‪ ،‬وجوصي باألنصار خريا جن يقهل من حمسنهم‪ ،‬وجن يعفو عن مسيئهم‪ ،‬وجوصي بأهل‬
‫األ مصار خريا‪ ،‬فإنهم ردء اإلسالم‪ ،‬وجهاة املال‪ ،‬وغيظ العدو‪ ،‬وجن ال يؤخذ منهم إال فضلهم عن رضاهم‪،‬‬
‫وجوصي باألعراب خريا‪ ،‬فإنهم جصل العرب‪ ،‬ومادة اإلسالم‪ ،‬جن يؤخذ من حوايش جمواهلم‪ ،‬وترد ىلع فقرائهم‪،‬‬
‫وجوصي بذمة اهلل وذمة رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم جن يويف هلم بعهدهم‪ ،‬وجن يقاتل من ورائهم‪ ،‬وال‬
‫يكلفوا إال طاقتهم)‪ .‬رواه ابلخاري‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬واكن يقول للناس (إن لم جستعمل عليكم عمايل يلرضبوا جبشاركم‪ ،‬وال ليشتموا جعراضكم‪ ،‬وال يلأخذوا‬
‫جموالكم‪ ،‬ولكين استعملتهم يلعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم‪ ،‬فمن ظلم اعمل بمظلمة فال إذن ه َّ‬
‫يلع‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫لريفعها َّ‬
‫إيل حىت جقص من ) فقال عمرو بن العاص واكن جمري مرص‪ :‬جرجيت إن جدب جمري رجال من رعيت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫جتقص من ؟! فقال عمر‪ :‬ومايل ال جق هص من ‪ ،‬وقد رجيت رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يقص من نفس ؟‬
‫ُ ْ‬
‫وكتب إىل جمراء األجناد‪ :‬ال ترضبوا املسلم ن فتذلوهم‪ ،‬وال حترموهم فتكفروهم) رواه جبو داود والنسايئ وجمحد‬
‫(‪)5‬‬
‫‪‬‬ ‫وابن سعد بأسانيد صبيبة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬فأىت رجل من جهل مرص إىل عمر بن اخلطاب فقال‪ :‬يا جمري املؤمن ن اعئذ بك من الظلم! فقال عمر‪ :‬عذت‬
‫بمعاذ! فقال القهطي‪ :‬سابقت ابن عمرو بن العاص فسهقت ‪ ،‬فجعل يرضبين بالسوط ويقول‪ :‬جنا ابن األكرم ن!‬
‫فكتب عمر إىل عمرو يأمره بالقدوم علي ‪ ،‬ويقدم بابن مع ‪ .‬فقدم فقال عمر‪ :‬جين املرصي؟ خذ السوط‬

‫(‪ )1‬صحيح ابلخاري رقم ‪. 4661‬‬


‫(‪ )4‬الرتمذي يف اجلامع الصحيح رقم ‪ 1228‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )8‬أبو داود يف السنن رقم ‪ ،8214‬و ابليهيق يف السنن ‪ ، 421/6‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬صحيح ابلخاري مع الفتح ‪ ، 91/2‬ح ‪ ، 8222‬وعبد الرزاق يف املصنف ‪ ،126/11‬وابن حبان يف صحيحه رقم‪.9612‬‬
‫(‪ )1‬القصة رواها ابن سعد ‪ 418 414/8‬بإسناد صحيح ىلع رشط مسلم ‪ ،‬وأمحد ‪ 21/1‬وقال أمحد شاكر‪ :‬حسن اإلسناد ‪ ،‬وأبو داود ح رقم ‪2182‬‬
‫‪ ،‬والنسايئ ‪. 82/1‬‬

‫‪47‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فارضب‪ ،‬فجعل يرضب بالسوط‪ ،‬ويقول عمر‪ :‬ارضب ابن األيلم ن! قال جنس‪ :‬فواهلل لقد رضب وحنن حنب‬
‫رضب ‪ ،‬فما جقل ع عن حىت تمنينا جن يرف ع عن ‪ .‬ثم قال عمر للمرصي‪ :‬ض ع ىلع صلعة عمرو! فقال‪ :‬يا جمري‬
‫املؤمن ن‪ :‬إنما ابن اَلي رضبين وقد اشتفيت من جو استقدت من ! فقال عمر‪(:‬مذ كم تعهدتم‪ ،‬جو مىت‬
‫استعهدتم انلاس وقد ودلتهم جمهاتهم جحرارا؟)‪ .‬فقال عمرو‪ :‬يا جمري املؤمن ن لم جعلم ولم يأتين‪ .‬رواه ابن عهد‬
‫احلكم بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وجوىص عمر يف لخر خطهة ه فقال (جال وإن جوصيكم بتقوى اهلل يف احلكم‪ ،‬والعدل يف القسم) رواه ابن‬
‫سعد‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب إىل جيب موىس األشعري قاضي ىلع العراق (حبسب املسلم الضعيف من العدل جن ينصف يف احلكم‬
‫ويف القسم)‪ .‬رواه الطربي بإسناد صبيح‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقال وهو ىلع فراش املوت (إن قد تركت فيكم اثنت ن لم تربحوا خبري ما لزمتموهما‪ :‬العدل يف احلكم‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫والعدل يف القسم)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة بإسناد صبيح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن يلع ريض اهلل عن قال (من اكنت ه ذمتنا فدم كدمنا‪ ،‬وديت كديتنا)‪ ،‬ويف رواية عن (إنما بذلوا‬
‫اجلزية تلكون دماؤهم كدمائنا‪ ،‬وجمواهلم كأموانلا)‪ .‬رواه الشافيع وادلارقطين‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وعن عرفة بن احلارث ريض اهلل عن (إنما جعطيناهم اَلمة ىلع جن خنل بينهم وب ن كنائسهم يقولون فيها‬
‫ما بدا هلم‪ ،‬وجن ال حنملهم ما ال يطيقون‪ ،‬وإن جرادهم عدو قاتلناهم من ورائهم‪ ،‬وخنل بينهم وب ن جحاكمهم‬
‫إال جن يأتوا راض ن بأحاكمنا فنبكم بينهم حبكم اهلل وحكم رسو ه‪ ،‬وإن غيهوا عنا لم نعرض هلم فيها‪ ،‬قال‬
‫عمرو بن العاص صدقت)‪ .‬رواه ابلخاري يف تارخي والطربان وابليهيق بإسناد صبيح‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وعن الزهري قال(دية ايلهودي وانلرصان واملجويس ولك ذيم مثل دية املسلم‪ ،‬قال وكذلك اكنت ىلع عهد‬
‫انليب صىل اهلل علي وسلم وجيب بكر وعمر وعثمان‪ ،‬قد اكنت ادلية تامة ألهل اَلمة‪ ،‬قال معمر قلت للزهري‪:‬‬

‫(‪ )1‬فتوح مرص ص ‪ 192‬بإسناد صحيح‪ ،‬ومناقب عمر البن اجلوزي ‪. 28‬‬
‫(‪ )4‬ابن سعد ‪. 21/8‬‬
‫(‪ )8‬ابن جرير ‪ 199/4‬بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ 162/9‬ح ‪ ، 82926‬بإسناد صحيح ىلع رشط مسلم‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه الشافيع يف األم ‪ ، 148/2‬وادلارقطين ‪ 122/8‬وضعف إسناده‪.‬‬
‫(‪ )9‬رواه ابلخاري يف اتلاريخ الكبري ‪ ،126/2‬والطرباين يف املعجم الكبري ‪ 491/11‬واألوسط ‪ ، 811/1‬وابليهيق يف السنن الكربى ‪ ،422/6‬وقال‬
‫احلافظ ابن حجر يف اإلصابة ‪ 822/1‬إسناده صحيح‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إن بلغين جن ابن املسيب قال ديت جربعة لالف‪ ،‬فقال الزهري إن خري األمور ما عرض ىلع كتاب اهلل‪ ،‬قال اهلل‬
‫َ َ َُّ َ ََّ َ َ َ ْ‬
‫تعاىل ﴿فدهية مسلمة إهىل جهله ه ﴾) رواه عهد الرزاق وابن جيب شيهة بإسناد صبيح عن الزهري‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن يلع وابن مسعود ريض اهلل عنهما قاال (دية ايلهودي وانلرصان ولك ذيم مثل دية املسلم)‪ .‬رواه عهد‬
‫الرزاق وابن جيب شيهة‪ )2(.‬ولفظ ابن مسعود (من اكن ه عهد جو ذمة فديت دية احلر املسلم)‪ .‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب عمر بن عهد العزيز إىل اعمل (انظر من قهلك من جهل اَلمة قد كربت سن ‪ ،‬وضعفت قوت ‪ ،‬وولت‬
‫عن املاكسب‪ ،‬فأجر علي من بيت مال املسلم ن ما يصلب ‪ ،‬فلو جن رجال من املسلم ن اكن ه مملوك كربت‬
‫سن ‪ ،‬وضعفت قوت ‪ ،‬وولت عن املاكسب‪ ،‬اكن من احلق علي جن يقوت حىت يفرق بينهما موت جو عتق‪ ،‬وذلك‬
‫جن بلغين جن جمري املؤمن ن عمر ريض اهلل عن مر بشيخ من جهل اَلمة يسأل ىلع جبواب انلاس‪ ،‬فقال ما جنصفناك‬
‫جن كنا جخذنا منك اجلزية يف شبيبتك ثم ضيعناك يف كربك‪ ،‬قال ثم ججرى علي من بيت املال ما يصلب )‪.‬‬
‫رواه جبو يوسف وجبو عهيد وابن سعد بإسناد حسن‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وقد سئل جبو الشعثاء جابر بن زيد عن الصدقة يف من توض ع؟ فقال يف جهل املسكنة من املسلم ن وجهل‬
‫ذمتهم‪ ،‬وقال (قد اكن رسول اهلل صىل اهلل علي وسلم يقسم يف جهل اَلمة من الصدقة واخلمس)‪ .‬رواه ابن جيب‬
‫شيهة‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬قال الزهري‪( :‬مضت السنة جن يردوا يف حقوقهم ومواريثهم إىل جهل دينهم‪ ،‬إال جن يأتوا راغه ن يف حد حيكم‬
‫بينهم في بكتاب اهلل)‪ .‬رواه الطربي يف اتلفسري‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن عهادة بن انلعمان اتلغليب جن قال لعمر بن اخلطاب ريض اهلل عن (يا جمري املؤمن ن إن بين تغلب من‬
‫قد علمت شوكتهم‪ ،‬وإنهم بإزاء العدو‪ ،‬فإن ظاهروا عليك العدو اشتدت مؤنتهم‪ ،‬فإن رجيت جن تعطيهم شيئا‬
‫قال فافعل‪ ،‬قال فصاحلهم ىلع جن تضاعف عليهم الصدقة)‪ .‬رواه الشافيع وابليهيق ثم قال الشافيع عقيب هذا‬
‫احلديث (وهكذا حفظ جهل املغازي وساقوه جحسن من هذا السياق فقالوا ‪ :‬رامهم ىلع اجلزية فقالوا ‪ :‬حنن عرب‬
‫ال نؤدي ما يؤدي العجم‪ ،‬ولكن خذ منا كما يؤخذ بعضكم من بعض‪ ،‬يعنون الصدقة‪ ،‬فقال عمر ‪ :‬ال هذا‬

‫(‪ )1‬رواه عبد الرزاق يف املصنف ‪ 61/12‬عن معمر عن الزهري‪ ،‬وهذا إسناد صحيح‪ ،‬والزهري من أعلم انلاس بالسنن والسري‪ ،‬ورواه ابن أيب‬
‫شيبة يف املصنف ‪ 222/1‬بإسناد صحيح عن الزهري قوهل‪ ،‬ورواه ابليهيق ‪ ،124/1‬وهل شاهد عند أيب داود يف املراسيل بإسناد صحيح عن ربيعة‬
‫بن عبد الرمحن مثل مرسل الزهري سواء‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه عبد الرزاق يف املصنف ‪ 62/12‬بأسانيد يقوي بعضها بعضا‪ ،‬وكذا رواه ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ 229/1‬من طريقني عن ابن مسعود‬
‫ريض اهلل عنه‪.‬‬
‫(‪ )8‬انظر اخلراج أليب يوسف ص ‪ 149‬ورجال إسناده ثقات‪ ،‬واألموال أليب عبيد ص ‪ 29‬و ‪ ، 12‬وابن سعد يف الطبقات ‪ 812/1‬بإسناد حسن‬
‫خمترصا‪ ،‬وأورده ابن القيم يف أحاكم أهل اذلمة ‪.122/1‬‬
‫(‪ )2‬ابن أيب شيبة يف املصنف ‪ 224/4‬بإسناد حسن صحيح‪ ،‬رجاهل رجال مسلم يف صحيحه‪ ،‬إال أن احلديث املرفوع مرسل‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه ابن جرير الطربي يف تفسريه سورة املائدة ‪. 24‬‬

‫‪49‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فرض ىلع املسلم ن‪ ،‬فقالوا ‪ :‬فزد ما شئت بهذا االسم‪ ،‬ال باسم اجلزية‪ ،‬ففعل فرتاىض هو وهم ىلع جن ضعف‬
‫عليهم الصدقة)‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن انلعمان بن زرعة (جن سأل عمر بن اخلطاب ريض اهلل عن ولكم يف نصارى بين تغلب‪ ،‬واكن عمر ريض‬
‫اهلل عن قد هم جن يأخذ منهم اجلزية‪ ،‬فتفرقوا يف ابلالد ‪ -‬وقطعوا الفرات حنو الروم ‪ -‬فقال انلعمان لعمر‪ :‬يا‬
‫جمري املؤمن ن إن بين تغلب قوم عرب يأنفون من اجلزية‪ ،‬وليست هلم جموال إنما هم جصباب حروث ومواش‪،‬‬
‫وهلم نكاية يف العدو‪ ،‬فال تعن عدوك عليك بهم‪ ،‬فصاحلهم عمر ريض اهلل عن ىلع جن جضعف عليهم‬
‫الصدقة)‪ .‬رواه جبو عهيد بإسناد حسن‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬وكتب األوزايع إىل جمري الشام صالح بن يلع العهايس (قد اكن من إجالء جهل اَلمة‪ ،‬من جهل جهل بلنان‪،‬‬
‫مما لم يكن تماأل علي خروج من خرج منهم‪ ،‬ولم تطهق علي عماعتهم‪ ،‬فقتل منهم طائفة‪ ،‬ورج ع بقيتهم‬
‫إىل قراهم‪ ،‬فكيف تؤخذ اعمة بعمل خاصة؟ فيخرجون من ديارهم وجمواهلم؟ وقد بلغنا جن من حكم اهلل عز‬
‫وجل جن ال يأخذ العامة بعمل اخلاصة‪ ،‬ولكن يأخذ اخلاصة بعمل العامة‪ ،‬ثم يهعثهم ىلع جعماهلم‪ ،‬فأحق ما‬
‫اقتدي ب ووقف علي حكم اهلل تهارك وتعاىل‪ ،‬وجحق الوصايا بأن حتفظ وصية رسول اهلل صىل اهلل علي‬
‫وسلم وقو ه‪ :‬من ظلم معاهدا جو لكف فوق طاقت فأنا حجيج ‪ ،‬ومن اكنت ه حرمة يف دم فل يف ما ه والعدل‬
‫علي مثلها‪ ،‬فإنهم ليسوا بعهيد فتكونوا من حتويلهم من بدل إىل بدل يف سعة‪ ،‬ولكنهم جحرار جهل ذمة‪ ،‬يرجم‬
‫حمصنهم ىلع الفاحشة‪ ،‬وحياص نساؤهم نساءنا من تزوجهن منا القسم‪ ،‬والطالق‪ ،‬والعدة سواء)‪ .‬رواه جبو‬
‫عهيد‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن زياد بن حدير قال (كنا نععر ‪ -‬جي نأخذ رضيهة الععر ‪ -‬يف إمارة عمر بن اخلطاب‪ ،‬وال نععر معاهدا‬
‫وال مسلما‪ ،‬قال فقلت ه فمن كنتم تععرون؟ قال جتار جهل احلرب كما يععروننا إذا جتيناهم‪ .‬قال واكن زياد‬
‫بن حدير اعمال لعمر بن اخلطاب)‪ .‬رواه عهد الرزاق بإسناد صبيح‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬عن جيب جملز عن عثمان بن حنيف جن سأل عمر (كم تأمرنا نأخذ من جتار جهل احلرب؟ قال كم يأخذون‬
‫منكم إذا جتيتم بالدهم؟ قالوا الععر‪ .‬قال فكذلك فخذوا منهم)‪ .‬رواه ابن جيب شيهة‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سنن ابليهيق ‪. 419/6‬‬


‫(‪ )4‬أبو عبيد يف األموال بإسناد حسن‪ ،‬وأحاكم أهل اذلمة ‪. 426/1‬‬
‫(‪ )8‬األموال ‪.444 / 1‬‬
‫(‪ )2‬مصنف عبد الرزاق ‪ 61/9‬رقم ‪12142‬و‪ ، 822/12‬رقم‪ ،16866‬وابليهيق ‪ 411/6‬رقم ‪. 11114‬لكهم من طريق اثلوري بإسناد صحيح‪ ،‬ووقع وهم‬
‫يف املصنف ‪ :‬خادل بن عبد الرمحن وعبد الرمحن بن خادل‪ ،‬ويف ابليهيق خادل بن عبد اهلل‪ ،‬والصواب ‪ :‬عبد اهلل بن خادل العبيس‪ ،‬شيخ كويف ثقة‬
‫من شيوخ اثلوري‪.‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أيب شيبة ‪. 212/4‬‬

‫‪50‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬عن احلسن قال (كتب جبو م وىس إىل عمر ريض اهلل عنهما إن جتار املسلم ن إذا دخلوا دار احلرب جخذوا‬
‫منهم الععر‪ .‬قال فكتب إيل عمر خذ منهم إذا دخلوا إيلنا مثل ذلك الععر)‪ .‬رواه ابليهيق وهو صبيح‬
‫بشواهده‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .124‬عن بريدة بن احلصيب جن انليب صىل اهلل علي وسلم اكن إذا جهز جيشا جوصاهم فقال (اغزوا يف سبيل‬
‫اهلل‪ ،‬ال تغلوا‪ ،‬وال تغدروا‪ ،‬وال تمثلوا‪ ،‬وال تقتلوا ويلدا)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .125‬عن جنس عن انليب صىل اهلل علي وسلم (ال تقتلوا شيخا فانيا‪ ،‬وال طفال صغريا‪ ،‬وال امرجة‪ ،‬وجحسنوا إن‬
‫اهلل حيب املبسن ن)‪ .‬رواه جبو داود‪ )3(.‬‬

‫‪ ‬اكن جبو بكر يويص قادة جيوش وجنده فيقول هلم (ال َتونوا‪ ،‬وال تغلوا‪ ،‬وال تمثلوا‪ ،‬وال تقتلوا طفال صغريا‪،‬‬
‫وال شيخا كهريا‪ ،‬وال امرجة‪ ،‬وال تعقروا خنال‪ ،‬وال حترقوه‪ ،‬وال تقطعوا شجرا مثمرا‪ ،‬وال تذحبوا بقرة‪ ،‬وال شاة‪،‬‬
‫وال بعريا‪ ،‬إال ملأكل ‪ ،‬وسوف تمرون ىلع جقوام قد فرغوا جنفسهم يف الصوام ع فدعوهم وما فرغوا جنفسهم ه)‪ )2(.‬‬

‫‪ -40‬باب في كون األمة أعلم بشئون دنياها وعمارتها وما يصلح لها واالستفادة من تجارب األمم‬
‫وعلومها وحق األمة في االجتهاد في الحكم السياسي والقضائي والتشريعي واعتبار أحكام الناس‬
‫ومراعاة رضاهم وأعرافهم وعاداتهم فيما ال نص فيه والرفق باألمة‪ :‬‬
‫‪‬‬
‫َْ َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ُْ ُ ْ‬ ‫َ ْ َََُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُ َّ َ َ‬
‫قال تعاىل ﴿هو جنشأكم همن األر هض واستعمركم فهيها﴾‪ ،‬وقال ﴿وال تف هسدوا هيف األر هض بعد إهصالحهها﴾‪ ،‬وقال‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َّ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اع َملُوا َص ه ً‬ ‫َ ْ‬
‫او ْره ْم هيف األم هر﴾‪ ،‬وقال ﴿حيك ُم ب ه ه ذ َوا عدل همنك ْم﴾‪ ،‬وقال ﴿ َوإهذا‬ ‫ه‬ ‫احلا﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿ َوش‬ ‫﴿و‬
‫َ ْ ْ ُ ْ َ َ َ ُ ََّ َ َ ْ َ ُ َُ‬ ‫َ َ ُْ‬ ‫ََّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َُّ ُ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ُ ْ ْ َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ول وإهىل جو هل األم هر مهنهم لعلهم اَلهين يستنههطون‬ ‫جاءهم جمر همن األم هن ج هو اخلو هف جذاعوا ب ه ه ولو ردوه إهىل الرس ه‬
‫ََّ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ ََّ َ َ ُ‬ ‫ُ َْْ ُْ ُْ‬ ‫ُْ‬
‫ات‬
‫احل ه‬‫الص ه َ‬ ‫هين ءامنوا مهنك ْم َوع هملوا‬‫مهنه ْم﴾‪ ،‬وقال تعاىل ﴿خ هذ العف َو َوجم ْر بهالع ْر هف﴾ وقال تعاىل ﴿وعد اهلل اَل‬
‫الص ه ُ‬ ‫َ ْ َّ ْ َ ََّ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ََّ‬ ‫ََّ ُ‬ ‫َََ ْ َََْ‬ ‫لَيَ ْس َت ْخل َهف ََّن ُهم يف األَ ْ‬
‫احلون﴾‪،‬‬ ‫َلك هر جن األرض ي هرثها عههادهي‬ ‫ور مهن بع هد ا ه‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫الز‬ ‫يف‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫﴿‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫ض‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ََّ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ً َ ْ َ ُ ْ ُ ََّ َ ُ ُ َ ْ َ َ ُ‬
‫وقال ﴿وإهن تتولوا يستهدهل قوما غريكم ثم ال يكونوا جمثالكم﴾‪.‬‬

‫‪ .126‬عن اعئشة وجنس ريض اهلل عنهما عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (جنتم جعلم بأمر دنياكم)‪ .‬رواه‬
‫مسلم‪ )5(.‬‬

‫(‪ )1‬ابليهيق يف السنن ‪ 412/6‬رقم ‪. 11112‬‬


‫(‪ )4‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪. 1281‬‬
‫(‪ )8‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪. 4912‬‬
‫(‪ )2‬تاريخ الطربي ‪ ، 29/2‬والاكمل يف اتلاريخ ‪ ، 412‬وابن عساكر يف تاريخ دمشق ‪.12/4‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم ح رقم ‪. 4898‬‬

‫‪51‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪‬‬
‫‪ .127‬عن طلبة بن عهيد اهلل جن انليب صىل اهلل علي وسلم مر ىلع قوم يستصلبون زراعتهم فقال (إن اكن‬
‫ينفعهم ذلك فليصنعوه)‪ .‬رواه مسلم‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .128‬عن جدامة بنت وهب عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (لقد هممت جن جنىه عن الغيلة‪ ،‬حىت ذكرت‬
‫جن الروم وفارس يصنعون ذلك وال يرض جوالدهم)‪ .‬رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .129‬عن عمرو بن العاص وجيب هريرة عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (إذا حكم احلاكم فاجتهد فأصاب‬
‫فل ججران‪ ،‬وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فل ججر واحد)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )8(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .130‬عن معاذ بن جهل ح ن بعث انليب صىل اهلل علي وسلم قاضيا ىلع ايلمن وسأ ه‪( :‬بما تقيض إذا عرض لك‬
‫قضاء؟ قال بكتاب اهلل! قال فإن لم جتده يف كتاب اهلل؟ قال بسنة رسول اهلل! قال فإن لم جتده عن رسول اهلل؟‬
‫قال ججتهد رجيي وال للوا ! قال جصهت)‪ .‬رواه جبو داود والرتمذي وجمحد وصبب ابن القيم واحتج ب ‪ )4(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .131‬عن بريدة بن احلصيب عن انليب صىل اهلل علي وسلم (إذا حارصت جهل حصن وجرادوا منك جن تزنهلم‬
‫ىلع حكم اهلل ورسو ه‪ ،‬فال تزنهلم ىلع حكم اهلل ورسو ه‪ ،‬فإنك ال تدري جتصيب حكم اهلل فيهم جم ال‪،‬‬
‫ولكن جنزهلم ىلع حكمكم وحكم جصبابك)‪ .‬رواه مسلم‪ )5(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .132‬عن جيب سعيد اخلدري قال حكم سعد بن معاذ يف بين قريظة فقال ه انليب صىل اهلل علي وسلم (لقد‬
‫حكمت فيهم حبكم امللك من فوق سه ع سماوات)‪ .‬رواه ابلخاري ومسلم‪ )6(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .133‬عن اعصم بن عمر والزهري جن األنصار قالوا للنيب صىل اهلل علي وسلم ح ن استشارهم يوم جراد عقد‬
‫الصلح م ع من حارصوا املدينة يوم اخلندق (يا رسول اهلل جمرا حته فنصنع ؟ جم جشيئا جمرك اهلل ب ال بد نلا‬
‫من العمل ب ؟ جم شيئا تصنع نلا؟ قال ‪ :‬بل يشء جصنع لكم)‪ .‬رواه ابن إسباق بأسانيد مرسلة صبيبة‪ )7(.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬صحيح مسلم ح ‪. 4891‬‬


‫(‪ )4‬رواه مسلم ح رقم ‪. 4914‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 9616‬ومسلم ح رقم ‪. 1219‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود يف السنن ح رقم ‪ ، 8168‬والرتمذي ح رقم ‪ ،1842‬وأمحد يف املسند ‪ 482/1‬و‪.424‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪. 1281‬‬
‫(‪ )9‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪ ، 8228‬ومسلم ح رقم ‪. 1291‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن إسحاق يف السرية ‪ -‬كما عند ابن هشام ‪ 111/2‬يف خرب غزوة اخلندق – عن اعصم بن عمر بن قتادة ومن طريق الزهري وهما‬
‫إمامان يف املغازي وقد أرساله فهو صحيح‪ ،‬وهل شاهد من حديث أيب هريرة عند الطرباين يف املعجم الكبري ‪ 41/9‬قال اهليثيم يف جممع الزوائد‬
‫‪( 161/9‬فيه حممد بن عمرو وحديث حسن وبقية رجاهل ثقات)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .134‬عن زر بن حهيش عن ابن مسعود قال (ما رله املسلمون حسنا فهو عند اهلل حسن‪ ،‬وما رله املسلمون‬
‫سيئا فهو عند اهلل يسء) واه جمحد واللفظ ه‪ ،‬والطربان ويف لفظ (قهيبا ‪ ..‬فهو قهيح)‪ ،‬وصبب احلاكم وزاد‬
‫(وقد رجى الصبابة عميعا جن يستخلفوا جبا بكر ريض اهلل عن )‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .135‬عن اعئشة ريض اهلل عنها جن انليب صىل اهلل علي وسلم قال (لوال جن قومك حديث عهدهم باجلاهلية‬
‫‪ -‬جو بكفر – فأخاف جن تنكر قلوبهم‪ ،‬نلقضت ابليت‪ ،‬وبلنيت ىلع جساس إبراهيم) رواه ابلخاري ومسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .136‬عن جنس بن مالك قال مروا ِبنازة فأثنوا علي خريا‪ ،‬فقال انليب صىل اهلل علي وسلم (وجهت)‪ ،‬ومروا‬
‫بأخرى فأثنوا علي َشا‪ ،‬فقال انليب صىل اهلل علي وسلم (وجهت)‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ما وجهت؟ قال (هذا جثنيتم‬
‫علي خريا‪ ،‬فوجهت ه اجلنة‪ ،‬وهذا جثنيتم علي َشا‪ ،‬فوجهت ه انلار‪ ،‬جنتم شهداء اهلل يف األرض)‪ .‬رواه ابلخاري‬
‫ومسلم‪ )3(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .137‬عن عوف بن مالك عن انليب صىل اهلل علي وسلم قال‪( :‬خري جمرائكم اَلين حتهونهم وحيهونكم‬
‫ويصلون عليكم وتصلون عليهم وَش جمرائكم اَلين تهغضونهم ويهغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)‪.‬‬
‫رواه مسلم‪ )2(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .138‬عن جيب جمامة قال إن فىت شابا جىت انليب صىل اهلل علي وسلم فقال‪ :‬يا رسول اهلل ائذن يل بالزنا‪ ،‬فأقهل‬
‫القوم علي فزجروه وقالوا‪ :‬م م ! فقال ه انليب صىل اهلل علي وسلم‪ :‬جدن فدنا من قريها قال‪ :‬فجلس قال‪:‬‬
‫(جحته ألمك؟ قال‪ :‬ال واهلل جعلين اهلل فداءك! قال‪ :‬وال انلاس حيهون ألمهاتهم‪ ،‬قال‪ :‬جفتبه البنتك؟ قال‪ :‬ال‬
‫واهلل يا رسول اهلل جعلين اهلل فداءك! قال‪ :‬وال انلاس حيهون بلناتهم‪ ،‬قال‪ :‬جفتبه ألختك؟ قال‪ :‬ال واهلل جعلين‬
‫اهلل فداءك! قال‪ :‬وال انلاس حيهون ألخواتهم‪ ،‬قال‪ :‬جفتبه لعمتك؟ قال‪ :‬ال واهلل جعلين اهلل فداءك! قال‪ :‬وال‬
‫انلاس حيهون لعماتهم؟ قال‪ :‬جفتبه خلاتلك؟ قال‪ :‬ال واهلل جعلين اهلل فداءك! قال‪ :‬وال انلاس حيهون خلاالتهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬فوض ع يده علي وقال‪ :‬امهلل اغفر ذنه ‪ ،‬وطهر قله ‪ ،‬وحصن فرج ‪ ،‬فلم يكن بعد ذلك الفىت يلتفت إىل‬
‫يشء)‪ .‬رواه جمحد بإسناد صبيح‪ )1(.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد يف املسند ‪ ، 826/1‬والطرباين يف املعجم الكبري ‪ ، 114/6‬واحلاكم ‪ 18/8‬وقال صحيح اإلسناد ووافقه اذلهيب‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه ابلخاري يف الصحيح ح رقم ‪ 149‬و‪ ، 1126 - 1122‬ومسلم ح رقم ‪. 1888‬‬
‫(‪ )8‬رواه ابلخاري ح رقم ‪ ، 1821‬ومسلم ح رقم ‪. 626‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم يف الصحيح ح رقم ‪ ، 1111‬وسبق مطوال ‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه أمحد ‪ ،419/1‬وصححه األبلاين يف الصحيحة رقم ‪.822‬‬

‫‪53‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اخلاتمة‪ :‬البشارة بعودة العدل واخلالفة يف األرض من جديد‪:‬‬


‫‪‬‬
‫‪ .139‬عن معقل بن يسار ريض اهلل عن مرفواع‪( :‬ال يلهث اجلور بعدي إال قليال حىت يطل ع‪ ،‬فلكما طل ع من‬
‫اجلور يشء ذهب من العدل مثل ‪ ،‬حىت يودل يف اجلور من ال يعرف غريه‪ ،‬ثم يأيت اهلل تهارك وتعاىل بالعدل‪،‬‬
‫فلكما جاء من العدل يشء ذهب من اجلور مثل حىت يودل يف العدل من ال يعرف غريه) رواه جمحد بإسناد‬
‫حسن‪ )1(.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .140‬عن عهد اهلل بن عمرو جن انليب صىل اهلل علي وسلم سئل‪( :‬جي املدينت ن تفتح جوال القسطنطينية جو‬
‫( ‪)2‬‬
‫رومية؟ فقال‪ :‬مدينة هرقل جوال)‪ .‬رواه جمحد وابن جيب شيهة وادلاريم وصبب احلاكم‪.‬‬

‫‪f‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد يف املسند ‪ 49/1‬عن الزبريي عن خادل بن طهمان عن نافع عن معقل‪ ،‬وقال اهليثيم يف جممع الزوائد ‪ :819 /1‬فيه خادل بن طهمان‬
‫وثقه أبو حاتم وابن حبان‪ ،‬وقال خيطئ ويهم‪ ،‬وبايق رجاهل ثقات‪ ،‬وقال احلافظان اذلهيب وابن حجر عن ابن طهمان صدوق‪ ،‬وقد ريم‬
‫باالختالط وهلذا ضعفه ابن معني‪ ،‬إال أن الرتمذي ح سن هل حديثا من رواية أيب أمحد الزبريي وكذا صححه هل احلاكم حديثا من‬
‫روايته عنه‪ ،‬فالظاهر أن سماعه منه اكن قبل اختالطه‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه أمحد يف املسند ‪ ،129 /4‬وادلاريم رقم ‪ ،219‬وابن أيب شيبة يف املصنف ‪ ،416/2‬واحلاكم يف املستدرك ‪ 161/2‬وصححه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪u‬‬

‫المقدمة ‪3 ------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حقيقة توحيد اهلل في الملك والحكم والطاعة والوالية ‪4 ------------------------‬‬
‫‪ -1‬باب يف وجوب توحيد اهلل يف امللك اسما وحقيقة وعدم اإلَشاك ب ونيف امللك عمن سواه ‪4--‬‬

‫‪ -2‬باب يف توحيد اهلل يف الربوبية والطاعة واحلكم واألمر املطلق َشاع وقدرا ‪4 ---------------‬‬

‫‪ -3‬باب يف كون السيادة واحلكم هلل وحده واإلمام قاسم ‪5 ----------------------------------‬‬

‫‪ -4‬باب يف جن ال إكراه يف ادلين وال يف الطاعة‪6 --------------------------------------------‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في الغاية من اإلمامة ووجوب الخالفة الراشدة ووالية األمة ومسئولية السلطة‬
‫‪7 --------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -5‬باب يف بيان جن الغاية من بعث الرسل وإنزال الكتب إقامة العدل واحلق والرمحة باخللق ‪7 ---‬‬

‫‪ -6‬باب يف إقامة ادلولة انلهوية ىلع جساس عقد وبيعة رضا وكتابة الصبيفة اليت تنظم شئون ادلولة‬
‫وحقوق األمة ‪8-----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -7‬باب يف جن الوالية املطلقة ىلع املؤمن ن اكفة يف لك زمان وماكن يه هلل ولرسو ه ‪9 ----------------‬‬

‫‪ -8‬باب الوالية العامة لألمة ىلع نفسها ‪9 ---------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -9‬باب يف وجوب اتهاع انليب صىل اهلل علي وسلم ولزوم سنن يف باب اإلمامة وسياسة األمة ‪10--‬‬

‫‪ -10‬باب يف رد املبدثات يف باب اإلمامة وسياسة األمة وإبطال سنن اجلاهلية‪10 ----------------‬‬

‫‪ -11‬باب يف إبطال اإلسالم لسنن الفرس والروم السياسية واتلبذير من الطغيان لك ‪11 ---------‬‬

‫‪ -12‬باب يف وجوب حتكيم اإلسالم وعمي ع َشائع ‪11 --------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -13‬باب يف اخلالفة ونظام احلكم يف اإلسالم ‪12 ------------------------------------------‬‬

‫‪ -14‬باب وجوب لزوم سنن انلهوة واخلالفة الراشدة يف سياسة األمة ‪12 -------------------------‬‬

‫‪55‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -15‬باب وجوب لزوم سنن جيب بكر وعمر ىلع وج اخلصوص يف باب اإلمامة وسياسة األمة‬
‫ورجبان سنتهم ىلع من جاء بعدهم ‪13-----------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -16‬باب اتلبذير من املبدثات السياسية وامللك العضوض واجلربي ‪13---------------------------------‬‬

‫‪ -17‬باب حتريم االفرتاق السيايس ووجوب وحدة األمة واإلمامة ‪14---------------------------------------‬‬

‫‪ -18‬باب األصل يف اإلمامة ابليعة بالشورى والرضا وحتريم اتلنازع فيها ورقابة األمة ىلع السلطة‬
‫‪14-------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -19‬باب ترك انليب صىل اهلل علي وسلم األمر شورى وعدم استخالف جحدا ‪14-----------------------‬‬

‫‪ -20‬باب حادثة السقيفة وإعماع الصبابة ىلع جن اإلمارة شورى وىلع بطالن بيعة من اغتصب األمة‬
‫‪15-------------------------------------------------------‬‬ ‫حقها‬

‫‪ -21‬باب وجوب السم ع والطاعة والصرب م ع اجلماعة وحتريم اخلروج ىلع األمة واخلالفة ‪16----‬‬

‫‪ -22‬باب يف جن صالح األمة منوط بصالح اإلمامة وخطورة جور السلطة ىلع األمة ‪17--------‬‬

‫‪ -23‬باب يف اشرتاط الطاعة لألمراء ما عدلوا بإقامة الكتاب واحلكم ب وحتريم طاعة من خرج‬
‫عن حكم اهلل ورسو ه ‪18 --------------------------------------------‬‬

‫‪ -24‬باب ال طاعة يف معصية اهلل وإنما الطاعة باملعروف وال طاعة للسلطة فيما اشته من األمور‬
‫‪18-------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -25‬باب وجوب الصرب ىلع األثرة وتفضيل اإلمام ملن يراه جهال تلول الواليات وما يكره من ذلك‬
‫ما لم يكن منكرا ‪19------------------------------------------------‬‬

‫‪ -26‬باب األمر باملعروف وانليه عن املنكر إذا ظهر من اإلمام وقول لكمة احلق وحق املظلوم باتلظلم‬
‫ووجوب العدل م ع اجلمي ع وعدم اتلعرض للمخالف ن واملنافق ن وتركهم لظاهرهم ‪19-----------------‬‬

‫‪ -27‬باب يف حق اإلنسان دف ع الظلم عن نفس وما ه وعرض ووجوب جخذ األمة ىلع يد الظالم‬
‫ومنع من الظلم والفساد يف األرض واعزتال جئمة اجلور وترك العمل هلم إذا تعذر تغيريهم‬
‫واإلصالح حسب االستطاعة ‪21 --------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -28‬باب وجوب جهاد جئمة اجلور بايلد ودف ع ظلمهم وبغيهم إذا لم يمكن تغيريهم إال بذلك‪23--‬‬

‫‪56‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -29‬باب يف مسئويلة السلطة عن محاية األمة وحتقيق األمن والعدل وراعية شئونها وجال تترصف‬
‫إال بإذنها والفصل ب ن السلطات‪23----------------------------------------‬‬

‫‪ -30‬باب الوالية جمانة ال تول لغري كفؤ للقيام بمسئويلاتها وعجز السلطة عن واجهاتها وتركها‬
‫للجهاد ال يسق وجوب عن األمة ‪24 -------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -31‬باب يف راعية السلطة ملوظفيها وحتقيق كفايتهم وحاجتهم وحماسبتهم وحتريم اهلدايا عليهم‬
‫ومراقهة األمراء والوالة ورقابة األمة عليهم وعزهلم عند رغهة انلاس وحتديد مدة الوالة ومن ع‬
‫األقارب من الواليات ومضاعفة العقوبة عليهم وجحاكم اخلوارج وابلغاة ‪26---------------‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬في األحكام المالية واالقتصادية والرقابية‪33 ---------------------------------‬‬


‫‪ -32‬باب جحاكم بيت املال وحرمت ورقابة األمة علي وقدر ما تفرض لإلمام من ورد ما زاد عنده‬
‫إيل وسداد ديون من تركت واشرتاك اجلمي ع يف بيت املال وجوج االستبقاق في ‪30 ---------‬‬

‫‪ -33‬باب يف حفظ جموال األمة وجهايتها وتوزيعها وقسم األموال يف الرعية بالسوية وتقديم جهل‬
‫احلاجة حسب حاجتهم ‪34 ---------------------------------------------‬‬

‫‪ -34‬باب يف جن األرض هلل ويه ملك لألمة وليس للسلطة اتلرصف فيها ويف ثرواتها ومعادنها إال‬
‫ملصلبة األمة ووقف األرض ىلع األمة لكها ووض ع اخلراج عليها بليت املال وتقسيم األرض ب ن‬
‫مستبقيها بالعدل للسكن والزراعة ‪35 ---------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ -35‬باب يف توزي ع فضول األموال ىلع جهل احلاجات عند الشدة ووجوب راعية حقوق األطفال‬
‫ووجوب رد املظالم وإرجاع احلقوق ورد جرزاق من قط ع اإلمام اجلائر جرزاقهم ورصف ما مض منها‬
‫إيلهم وإجراء األرزاق ىلع املرىض والزمىن واملسجون ن ودف ع جرزاق األهرى إىل جويلائهم ال فرق ب ن‬
‫مسلم وغري مسلم ‪36-----------------------------------------------‬‬

‫‪ -36‬باب اإلحصاء وتسجيل املوايلد وإسقاط الوفيات يف دواوين بيت املال ‪39 ------------------------‬‬

‫‪ -37‬باب محاية األموال اخلاصة وعدم مصادرة يشء إال بوج معروع ومحاية حرية اتلجارة وحرية‬
‫السوق وتوثيق العقود وعدم التسعري لغري رضورة ومن ع االحتاكر وحتريم الربا والغش والغرر ‪39‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬األحكام الحقوقية والقضائية والتشريعية العامة ‪44 ---------------------------‬‬

‫‪57‬‬
‫األربعون النبوية في األحكام السياسية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -38‬باب عصمة انلفس اإلنسانية وجن األصل فيها احلرية وحتريم انتهاك حقوق اإلنسان جو تعذيه‬
‫وال جريمة وال عقوبة إال بنص ووجوب العدل وإقامة احلكم ىلع اجلمي ع واملساواة ب ن انلاس بال‬
‫فرق يف اجلنس واللون والعرق والرثوة وإقامة السلطة القصاص ىلع عماهلا وقصاص اإلمام من‬
‫نفس واألصل براءة اَلمم ودرء احلدود بالشههة وترك من جقر ىلع نفس إذا رج ع عن إقراره يف حدود‬
‫اهلل دون حقوق العهاد ومحاية خصوصية األفراد وبيوتهم ومن ع السلطة من اتلجسس عليهم وال‬
‫حيبس جحد بادلين وال باحلقوق املايلة إذا اكن معرسا ‪41 -------------------------------------‬‬

‫‪ -39‬باب حقوق املواطنة جلمي ع راعيا دار اإلسالم وجن هلم ذمة اهلل ورسو ه ىلع دمائهم وجمواهلم‬
‫وجعراضهم وجن للمؤمن ن ذمة اهلل ورسو ه باإليمان ولغريهم ذمة اهلل ورسو ه باألمان وحقوق جهل‬
‫اَلمة ووجوب راعية شئونهم وجن هلم ما للمسلم ن وعليهم ما عليهم ومرااعة مصلبة جهل اَلمة‬
‫ومحاية حقوق جسارى احلرب وحتريم اتلعرض لغري املقاتل منهم ومعاملة راعيا ادلول األخرى بالعدل‬
‫واملثل وحتريم االعتداء واإلفساد يف األرض ‪46---------------------------------------------‬‬

‫‪ -40‬باب يف كون األمة جعلم بشئون دنياها وعمارتها وما يصلح هلا واالستفادة من جتارب األمم‬
‫وعلومها وحق األمة يف االجتهاد يف احلكم السيايس والقضايئ والتعرييع واعتهار جحاكم انلاس‬
‫ومرااعة رضاهم وجعرافهم واعداتهم فيما ال نص في والرفق باألمة ‪51 --------------------------‬‬

‫الخاتمة‪ :‬البشارة بعودة العدل والخالفة في األرض من جديد ‪44 -----------------------------‬‬

‫‪f‬‬ ‫‪‬‬

‫‪58‬‬

You might also like