You are on page 1of 5

‫مادة ‪ :‬مناهج اللغة العربية‬

‫د‪ .‬نواف السلمي‬

‫تعليق على أوجه المقارنة بين وثائق مناهج تعليم اللغة العربية‬
‫بين المملكة العربية السعودية و دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫وجمهورية مصر العربية‬

‫إعداد و تقديم‬

‫محمد عمر سبيدار‬


‫مقدمة ‪/‬‬
‫المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الرشيدة أدركت أن التربية و‬
‫التعليم اليستغنى عنهما لتحقيق التطور و النماء الحضاري لذلك فقد سبقت‬
‫كثيراً من دول العالم في وضعها وثيقة عامة لسياسة التعليم حددت فيها‬
‫األطر و التوجهات واألهداف العامة للتربية و التعليم هذا وقد انفردت‬
‫سياسة التعليم في المملكة بعدة خصائص ومن أهمها ‪/‬‬

‫اهتمامها باللغة العربية لكونها لغة القرآن الكريم ووعاء حفظ الموروثات‬
‫اإلسالمية و العربية كما تعد إحدى الوسائل المهمة في تحقيق المدرسة‬
‫ووظائفها المتعددة ألنها أهم وسائل االتصال بين المتعلم و البيئة واألساس‬
‫الذي يستند إليه في التربية من النواحي جميعها كما أنها مرتكز كل نشاط‬
‫يؤدى في المدرسة سواء أكان ذلك استماعا ً وتحدثا ً أم قراءة وكتابة‬
‫لذلك تعتبر وثيقة منهج اللغة العربية ثمرة من ثمرات هذا المشروع لتطوير‬
‫المناهج كما أنها أحدثت نقلة نوعية في بناء المناهج التي تتسم باالنسجام‬
‫مع االتجاهات التربوية الحديثة في تعليم اللغة العربية وتعلمها ‪.‬‬
‫وفي هذه األسطر المتواضعة سيتم توضيح بعض المقارنات البسيطة بين‬
‫وثيقتنا وثيقة منهج اللغة العربية في المملكة العربية السعودية واإلمارات‬
‫ومصر ‪.‬‬

‫‪ -‬وبما أن للرؤية و الرسالة الواضحة لكل منهج هو ذلك الطريق‬


‫واالستشراف لمستقبل تعليم لغتنا الجميلة إال أن وثيقتنا تخلو من ذلك‬
‫وأيضا لم تكن الرؤية في واضحة في وثيقة منهج اللغة العربية لدى‬
‫االمارات بينما وضعت مصر لها في مناهجها رؤية واضحة ورسالة تربوية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث أن لكل منهج أساس بناء شامخ و مرتكز قوي فقد تميزت الوثيقة‬
‫بوضع أساس بناء لمناهج اللغة العربية في المملكة على أساس عقدي‬
‫ونفسي واجتماعي وعصري مع التطبيقات التربوية فهي كالآللئ التي‬
‫انتظمت في عقد واحد لتنير طرق األجيال وتبني لها مستقبال تعليميا ً يسير‬
‫جنبا ً إلى جنب مع التطورات العصرية الحديثة ‪.‬‬
‫بينما دولة االمارات احتوت وثيقتها نفس تلك األسس ولكن بدون تطبيقات‬
‫بالرغم أنها عصرية ومتقدمة ‪.‬‬

‫‪ -‬وبما أن لألهداف التربوية دور مهم على تنسيق وتوجيه العمل التربوي‬
‫ومرتكز مهم من مرتكزات األنظمة التعليمية إال أن وثيقتنا وثيقة المملكة‬
‫لم تحتو إال خمسة أهداف بينما مصر ستة وعشرون هدفا ً ‪.‬‬
‫فهذه الوثيقة قد يتم تطويرها وتضم أهدافا لتعليم اللغة العربية تتماشى مع‬
‫التطورات العصرية ‪.‬‬

‫‪ -‬كما أخذت الوثيقة ( وثيقة منهج تعليم اللغة العربية في المملكة العربية‬
‫السعودية ) على عاتقها االهتمام بالمداخل التربوية ويتضح ذلك بأن‬
‫ماتنتهجه الوثيقة هو ذلك الطريق الصحيح والمرسوم بدقة وعناية‬
‫للوصول إلى مخرجات ونواتج تعلم سليمة ‪.‬‬
‫حيث أن أرقى ما يدعو إليه اإلتجاه التعليمي الحديث هو ذلك المنهج‬
‫التكاملي الذي تصبح فيه المعلومات و المعارف متكاملة تصبح ككتلة واحدة‬
‫( نحو ‪ ،‬أدب ‪ ،‬بالغة ‪ ،‬قراءة ‪ ،‬إنشاء ) وقد تحقق بوجود منهج يجمع‬
‫هذه المعارف اسمه الكفايات اللغوية ‪.‬‬
‫ولم تحتو وثيقتا االمارات ومصر على ذكر تلك المداخل ‪.‬بالرغم أن للدولتين‬
‫وخاصة مصر باع طويل في المجال الفلسفي و التربوي مما يجعلهما مناراً‬
‫للدارسين ومنهاجا ً للباحثين ‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن للمعايير منطلقا ً تربويا ً وأهدافا ً تبنى عليها تلك المناهج إال أن‬
‫وثيقتنا لم تحتو لتلك المعايير بينما وثيقة االمارات حرصت بأن يكون‬
‫للمعايير في وثيقتها لونا ً مختلفا ً بأن جعلت لكل مهارة معياراً ولكل مفهوم‬
‫دراسي أيضا ً وزادت على ذلك بمؤشر لألداء ‪.‬بينما مصر اكتفت في وثيقتها‬
‫فقط بوضع معياراً لكل مهارة ‪.‬‬

‫‪ -‬وبما أن المعرفة أصبحت التقتصر على ما يتلقاه الطالب في الحصص‬


‫الدراسية بل أصبح وسيلة للتدريب على مهارات التفكير العليا فقد ضمت‬
‫وثيقتنا وثيقة منهج تعليم اللغة العربية في المملكة العربية السعودية‬
‫مجموعة من تلك األنماط التي تسمى بأنماط التفكير ( اإلبداعي – الناقد و‬
‫المعرفي – فوق المعرفي ) فصفحات كتب اللغة العربية بتدريباتها وفقراتها‬
‫بنيت على أساس إثراء الطالب معرفيا وان يكون قادرا على حل المشكالت‬
‫واتخاذ القرار مع التفكير اإلبداعي بينما وثيقتا مصر واالمارات لم تحتويا‬
‫على ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن ألساليب التقويم حظ في تلك الركائز التي ترتكز عليها وثيقة منهج‬
‫تعليم اللغة العربية في المملكة العربية السعودية لتحقيق بيئة تعليمية‬
‫ناجحة محققة تلك األهداف المنشودة فقد تنوعت تلك األساليب بما نصت‬
‫عليه الوثيقة ( التشخيصي والبنائي و الختامي ) وضم وثيقة مصر نفس‬
‫تلك األساليب في تصميم مناهجها إال وثيقة االمارات لم تحتو على تلك‬
‫األساليب ‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن الستراتيجيات التدريس و التقويم دور مهم في تحقيق أهداف‬


‫التعلم فهي من العوامل المهمة التي تعمل على اكتساب الطالب المفاهيم‬
‫والبناء بطريقة سليمة لذلك فقد ضمت وثيقتنا وثيقة المملكة مجموعة من‬
‫هذه االستراتيجيات المهمة التي تفتح للطالب أبعاداً في تعلم وفهم المواد‬
‫الدراسية بطرق مختلفة وهنا تحاول الوثيقة وضع منهج جديد وحديث‬
‫للتعلم والخروج من التقليدية و الكالسيكية وهي طرق أكل عليها الزمن‬
‫وشرب فمن تعلم ذاتي إلى انتقائي إلى تعاوني إلى االستقصاء إلى المناقشة‬
‫والحوار وانتهجت مصر في وثيقتها نهج وثيقة المملكة في االستراتيجيات‬
‫إال وثيقة االمارات اعتمدت مفهوما جديدا عن االستراتيجيات وهو مبدأ‬
‫المعايير ‪.‬‬
‫‪ -‬كما ضمت وثيقتنا وثيقة المملكة عملية تصميم لمنهج اللغة العربية بما‬
‫يناسب المراحل التعليمية من حيث التدرج و البناء في عرض المادة‬
‫التعليمية ودراستها ولعله أحد االتجاهات الحديثة في التعليم التي تنشد‬
‫التوازن بين الموضوعات كما ونوعا مع الوضوح والمالءمة والجودة و‬
‫الكفاءة لما يقدم للمتعلمين أيضا بما يناسب قدراتهم ‪ .‬فالمهارات األربع (‬
‫االستماع ‪ ،‬التحدث ‪ ،‬القراءة ‪ ،‬الكتابة ) وكفاية كل مهارة مع األساليب‬
‫اللغوية و الوظائف النحوية تعد منهجا تكامليا يقصد منه إزالة الحواجز‬
‫التقليدية وضمان لعدم التكرارية فيه ‪ .‬وهذا ماحرصت عليه وثيقتنا أن‬
‫تجعل مناهج اللغة العربية مناهج تتميز بالتماسك و التناسق فال حشو وال‬
‫مبالغة ‪.‬‬
‫‪ -‬ومع هذا التميز لوثيقتنا وثيقة منهج تعليم اللغة العربية في المملكة‬
‫العربية السعودية إال أن هناك أموراً لو تم مراعاتها لزاد هذه الوثيقة جماال‬
‫فوق جمالها ‪ .‬وتعتبر للكادر التعليمي كخارطة طريق للوصول بالمتعلمين‬
‫إلى منصات التتويج و التفوق وسيرفع من كفاءة وأداء المعلمين وضمان‬
‫عالي لتجويد المناهج والمواد التعليمية بحول هللا ‪ ( .‬الرؤية – األهداف‬
‫التفصيلية – ومصطلحات الوثيقة – المعايير – نماذج التقويم –‬
‫المواصفات التقنية – ومعايير تصميم الدروس – المالحق – المصادر‬
‫والمراجع ) فمن المؤمل أن يتم تحديث الوثيقة مع التركيز على الجوانب‬
‫السابقة لتحقيق االبداع وتنمية التفكير وبناء االنسان ‪.‬‬

‫‪-‬‬

You might also like