You are on page 1of 8

‫العقد في القانون اإلداري المغربي محور ندوة علمية بمراكش‬

‫نظمت مجموعة الدراسات واألبحاث في اإلدارة والقانون بتعاون مع ماستر القانون اإلداري‬
‫وعلم اإلدارة برحاب كلية الحقوق بمراكش ندوة علمية وطنية يومي الجمعة ‪ 22‬والسبت‬
‫‪ 23‬ماي ‪ 2015‬تحث عنوان " العقد في القانون اإلداري المغربي"‪le contrat en droit‬‬
‫‪ ،" administratif marocain‬وقد افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية لألستاذ الحسين سرحان‬
‫أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق ومنسق المجموعة‪ ،‬وبعد ذلك تناول الكلمة األستاذ محمد‬
‫مومن نائب العميد المكلف بالشؤون المالية واإلدارية أبرز فيها أهمية العقد في اإلداري‬
‫المغربي بالنظر إلى اعتماد اإلدارة في نشاطها في كثير من الجوانب على العقود تبعا‬
‫لحاجيات اإلدارة في إطار سهرها على سير المرافق العمومية‪.‬‬
‫بعد ذلك ابتدأت الجلسة األولى صباح يوم الجمعة ‪ 22‬ماي‪ ،‬التي ترأس أشغالها األستاذ‬
‫الحسين سرحان أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق مراكش ومنسق مجموعة الدراسات‬
‫واألبحاث في اإلدارة والقانون ‪ ،‬وتكلف األستاذ عبد الكريم حيضرة أستاذ باحث بكلية‬
‫الحقوق بتقرير الجلسة و التي تمحورت حول " العقد اإلداري المغربي" حيث كانت‬
‫المداخلة األولى لألستاذ جياللي شبيه أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق مراكش وعضو‬
‫المجموعة في موضوع " عقود اإلدارة‪ ،‬معايير التمييز والصالحيات القضائية ‪ :‬قراءة في‬
‫العقد اإلداري المغربي‪les actes de l'administration, les critères de ،‬‬
‫‪distinction et les compétences de juridictions ; réflixions sur le‬‬
‫‪.contrat en droit administatif marocain‬‬
‫إذ تناولت هذه المداخلة خمس محاور أساسية ‪ ،‬حيث في المحور األول تطرق األستاذ‬
‫لمفهوم اإلدارة العمومية ووظائفها‪ ،‬فيما تناول في المحور الثاني أعمال اإلدارة أحادية‬
‫الجانب ومتعددة الجوانب وكذلك االلتزامات التعاقدية وااللتزامات الناشئة عن أشباه العقود‬
‫والعقود اإلدارية وعقود اإلدارة الخاضعة للقانون الخاص سواء في مجال الشراكة أو‬
‫اتفاقيات التعاون الالمركزي أو االتفاقيات الدولية في المجال اإلداري‪.‬‬
‫وفي المحور الثالث تطرق لمعايير التمييز بين العقود اإلدارية وعقود اإلدارة في القانون‬
‫الخاص مثل الشخص العام أو السلطة العمومية‪ ،‬او المرفق العام أو الشروط غير المألوفة‬
‫في العقد المدني‪ ،‬أما في المحور الرابع فقد تناول القيود القانونية التي تربط القضاء في‬
‫المسطرة المدنية في قانون المحاكم اإلدارية في قوانين التنظيم القضائي وفي نظام القضاة‪،‬‬
‫وفي المحور الخامس تناول أهمية التعاقد العمومي بصفة عامة والتعاقد في مجال القانون‬
‫الخاص على وجه الخصوص سواء في االقتصاد أو في اإلجتماع أو في التنمية وسواء على‬
‫الصعيد الداخلي أو الدولي‪O.‬‬
‫أما المداخلة الثانية لألستاذ أحمد حضراني أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بمكناس تناولت‬
‫موضوع " شركات التنمية المحلية‪ :‬قراءة في التجربة المحلية"‪ ،‬وخالل هذه المداخلة تمت‬
‫معالجة الموضوع من خالل فقرتين أساسيتين وهما‪ :‬الفقرة األولى همت قراءة قانونية‬
‫صرفة من داخل النص‪ ،‬وفي الفقرة الثانية‪ :‬مساءلة آلية التدبير‪ ،‬ألن شركة التنمية المحلية‬
‫هي آلية للتعاقد‪ ،‬جاءت لتمويل التنمية في سياق المبادرة وخلق المنافسة‪ .‬وقد جاء في‬
‫الميثاق ‪ 08.17‬فإن الهدف من هذه الشركات هو تجويد الخدمات والتقليل من القرار‬
‫الفردي للجماعات ويقوي ذلك ماجاء في الدستور من مكتسبات بما في ذلك نظام العرائض‪.‬‬
‫وال يخفى أن شركة التنمية المحلية تخضع للقانون التجاري وهي شركات المساهمة لكن هذا‬
‫ال ينفي أنها تتأسس وفق قواعد القانون العامة‪ ،‬وأكدت ذلك المادة ‪ 36‬من القانون ‪08.17‬‬
‫وفي مجال تدخل هذه الشركات تنص المادة ‪ 140‬من القانون المذكور أعاله على ‪" :‬‬
‫ينحصر نشاط الشركات في ماهو دو طبيعة صناعية وتجارية" والمالحظ أن هذا األسلوب‬
‫في التدبير العمومي بواسطة شركات التنمية من شأنه أن يدعم الشأن المحلي لكن هناك‬
‫عراقيل منها‪:‬‬
‫أما المداخلة الثالثة لألستاذ عبد الكريم بخنوش حول موضوع " عقود التدبير المفوض‬
‫بالمغرب‪ :‬السياق ورهان الرفع من جودة المرافق العمومية المحلية"‪ ،‬حيث بين من خاللها‬
‫أن المغرب عرف تجربة التدبير المفوض منذ سنة ‪ 1997‬في غياب نص قانوني ينظمه في‬
‫إطار االتفاقية التي أبرمت بين المجموعة الحضرية للدار البيضاء سابق وشركة " الليونير‬
‫دبزو" أي " ليديك " حاليا‪ .‬وقد ساهمت مجموعة العوامل الداخلية والخارجية في تبني هذا‬
‫األسلوب بسبب العجز الذي شهدته الجماعات المحلية بالمغرب في العديد من القطاعات‬
‫الحيوية خاصة في مجال توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل وجمع النفايات ذلك أن‬
‫تفاقم العجز في الخدمات االجتماعية األساسية وإفالس أنماط التسيير التقليدية إضافة إلى‬
‫التحوالت العالمية التي تدفع نحو تنميط وعولمة االقتصاد‪ ،‬كل هذه العوامل ستدفع إلى تبني‬
‫أسلوب التدبير المفوض كنمط يعول عليه إلنقاذ مجموعة من المرافق المحلية خاصة من‬
‫اإلفالس التام‪.‬‬
‫وتعد عقود التدبير المفوض عقودا إدارية يتم بموجبها تفويض تدبير مرفق عمومي إلى‬
‫شخص معنوي عام أو خاص مقابل حصول هذا األخير على أجرة من المرتفقين وتحقيق‬
‫أرباح من التدبير أو هما معا وقد حاول المشرع من خالل القانون رقم ‪ 54.05‬الصادر‬
‫سنة ‪ 2006‬والمتعلق بالتدبير المفوض تنظيم العالقة بين طرفي العقد أي المفوض‬
‫والمفوض إليه من أجل ضمان جيد للمرافق المفوضة‪O.‬‬
‫إال أن قراءة متأنية في مجموعة نماذج التدبير المفوض بالمغرب توضح بجالء أنه برغم‬
‫بعض اإليجابيات المحدودة جدا فقد راكمت هذه التجربة في تدبير المرافق المحلية الكثير‬
‫من السلبيات على العديد من المستويات‪ ،‬سواء على المستوى المالي حيث أصبح هذا النظام‬
‫في التدبير مرهقا لمالية الجماعات المحلية المعنية وسواء على مستوى جودة الخدمة والتي‬
‫لم ترق إلى مستوى تطلعات السكان إضافة إلى االنعكاسات السلبية على المستخدمين‬
‫الجماعيين الذين في الغالب يتم تسريح عدد منهم من طرف الشركات المكلفة بالتدبير‪.‬‬
‫كما أن انفراد الحكومة بتحديد أشكال وكيفيات أشكال إعداد وثائق التدبير المفوض وإغفال‬
‫الجماعات المعنية من هذا الشأن‪ ،‬إضافة إلى افتقاد أغلب الجماعات المحلية للمواد البشرية‬
‫المؤهلة كل هذه العوامل تجعل تجربة التدبير المفوض من المحك‪ ،‬مما يتطلب إعادة النظر‬
‫كليا في هذه العقود حتى ال تظل المرافق العمومية المحلية رهينة ألساليب تدبيرية لم تبرهن‬
‫حتى اآلن عن نجاعتها‪.‬‬
‫أما المداخلة الرابعة لألستاذ عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬أستاذ باحث بكلية الحقوق أكادير حول‬
‫موضوع " تدبير العقود اإلدارية ‪ :‬الصفقات العمومية نموذجا"‪ ,‬حيث تناولت المداخلة‬
‫موضوع الصفقة العمومية سواء من حيث إبرام العقد أو إنجازه وتنفيذه‪ ،‬يجعل الدولة‬
‫وهيأتها المحلية أو مؤسساتها العمومية في حرج على مستوى العقد‪ ،‬سواء من حيث الطرق‬
‫المعتمدة والتتبع والمراقبة‪ ،‬وأيضا السلط المتدخلة في توجيه عقد الصفقة العمومية‬
‫والتصديق عليه‪.‬‬
‫كما أن تدبير عقد الصفقة العمومية يطرح مجموعة من اإلجراءات كتدابير متبعة للحفاظ‬
‫على المال العام‪ ,‬ومن أهم هذه التدبير استحضار البعد التشاركي للعقد وآلية المراقبة‬
‫وحكامة عقد الصفقة العمومية‪ O,‬من خالل محاربة الرشوة والغش على مستوى المصالح‬
‫ذات االختصاص بموضوع أجرأة الصفقة العمومية‪.‬‬
‫أما المداخلة الخامسة واألخيرة في الجلسة األولى كانت لألستاذ صدوكي باحث بكلية‬
‫الحقوق مراكش حول موضوع " اإلتفاقات في المادة الجبائية ‪les accordes avec‬‬
‫‪ " l'administration fiscale‬تناولت المداخلة مسألة االتفاق في المادة الجبائية مع‬
‫اإلدارة الجبائية المغربية‪.‬‬
‫فإذا كان اليجوز االتفاق أو التعاقد حول كل مايهم النظام العام‪ ،‬فإننا نالحظ بأن اإلدارة تلجأ‬
‫إلى االتفاق مع الملزم لتحديد األساس الضريبي‪.‬‬
‫وقد تناولت المداخلة أسباب لجوء اإلدارة إلى االتفاق واإلطار القانوني لهذا االتفاق وكذلك‬
‫الحدود التي يتناولها ولها هذا االتفاق‪.‬‬
‫وفي الجلسة الثانية التي ترأس أشغالها األستاذ الحسين سرحان أستاذ التعليم العالي بكلية‬
‫الحقوق مراكش ومنسق المجموعة وتكلف األستاذ المحجوب الدربالي باحث في القانون‬
‫العام بتقرير الجلسة و التي تمحورت حول " سلطات اإلدارة وإمكانيات التحكيم في العقود‬
‫اإلدارية " حيث كانت المداخلة األولى لألستاذ محمد محروك‪ ،‬أستاذ باحث بالكلية المتعددة‬
‫التخصصات بآسفي حول موضوع نسبية العقد اإلداري حيث بين أن المبدأ‪ ،‬ووفق مبدأ‬
‫نسبية العقد في إطار القانون المدني هو عدم سريان آثار هذا العقد إال على أطرافه‪ ،‬لكن ترد‬
‫على المبدأ مجموعة من االستثناءات أهمها‪ ،‬االشتراط لمصلحة الغير‪.‬‬
‫فهل هذا المبدأ يسري حتى بالنسبة للعقد اإلداري؟ هناك اتجاه رافض لتطبيق هذا المبدأ في‬
‫إطار العقد اإلداري‪ :‬اتجاه ثاني مؤيد‪ ،‬واتجاه ثالث توفيقي أما الغير‪ ،‬فهو كل من لم يكن‬
‫طرفا في العقد اإلداري وقد يكون من أشخاص القانون العام " باقي المرافق األخرى"‬
‫القانون الخاص" العمال زائد المقاول من الباطن‪.‬‬
‫أما المداخلة الثانية لألستاذ أشرف جنوي‪ ،‬أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بأسفي‬
‫حول " سلطات اإلدارة في توقيع الجزاء على المتعاقدين معها في العقود اإلدارية " حيث‬
‫بين فيها األستاذ المتدخل أن المتعاقد مع اإلدارة أثناء تنفيذه إلتزاماته في العقد اإلداري‬
‫مخالفات متعددة‪ ،‬كاالمتناع عن التنفيذ أو القيام بتنفيذ مخالف للشروط والمواصفات المتفق‬
‫عليها‪ .‬كل ذلك يؤدي إلى حدوث اضطراب في سير المرفق العام‪ ،‬خصوصا إذا كان من‬
‫المرافق الحيوية‪ ،‬ولو تم تطبيق الجزاءات العادية المتعارف عليها في القانون الخاص‪،‬‬
‫والتي ال تسمح إال بمجرد الللجوء إلى القضاء أو مجرد الدفع بعدم التنفيذ‪ ،‬قد التكون هذه‬
‫الجزاءات كافية‪ ،‬ومن هنا تظهر سلطة اإلدارة في فرض جزاءات خاصة على المتعاقدين‬
‫معها‪ ،‬وهي جزاءات غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬حرصا على استمرارية سير المرفق‬
‫العام‪.‬‬
‫حيث من إشكاالث الموضوع تتجلى في األساس القانوني لسلطة اإلدارة من توقيع جزاءات‬
‫غير مألوفة في القانون الخاص على المتعاقدين معها تم أنواع الجزاءات التي يمكن لإلدارة‬
‫أن توقعها وحدود سلطة اإلدارة في توقيع جزاءات على المتعاقدين معها في العقود‬
‫اإلدارية‪ .‬ولمناقشة هذه اإلشكاالت قسم موضوعه لمحورين مركزيين‪ ،‬هم محوره األول‬
‫أساس وخصائص الجزاءات في العقود اإلدارية‪ .‬وتجلى محوره الثاني في أنواع الجزاءات‬
‫ورقابة القضاء عليها‪.‬‬
‫وفي المداخلة الثالثة لألستاذ محمد المجني أستاذ باحث بكلية الحقوق أكادير حول موضوع‬
‫"مدى جواز التحكيم في العقود اإلدارية " حيث بين من خاللها أن التحكيم يعتبر وسيلة لحل‬
‫المنازعات من أقدم الوسائل بحيث التجأ إليه السوماليون والرومان واليونان‪ ،‬وقد اختلفت‬
‫التشريعات في إعطاء تعريف للتحكيم حسب نظرتها ومقاربتها للوسائل البديلة لفض‬
‫المنازعات‪.‬‬
‫فقد عرفه المشرع الفرنسي في المادة في المادة ‪ 1442‬من قانون المسطرة المدنية بأنه "‬
‫اتفاق يتعهد بمقتضاه األطراف في عقد من العقود بإخضاع المنازعات التي يمكن أن تنشأ‬
‫بينهم للتحكيم‪.‬‬
‫أما المشرع المغربي فقد عرفه في الباب الثامن من القسم الخامس المعنون بالتحكيم‬
‫والوساطة التحكيمية من قانون المسطرة المدنية الصادر في سنة ‪ : 2014‬حل نزاع من‬
‫لدن هيئة تحكيمية تتلقى من األطراف مهمة الفصل في النزاع بناءا على اتفاق التحكيم‪.‬‬
‫لكن إذا كان التحكيم في العقود المدنية والتجارية هو أحد الوسائل الطبيعية التي ال تثير أي‬
‫خالف لحل المنازعات الناجمة عنها فإن التحكيم في مجال المنازعات اإلدارية بشكل عام‬
‫والعقود اإلدارية بشكل خاص يثير تباين في أراء الفقهاء والقضاء بين مجيز للتحكيم وبين‬
‫منكر له‪ .‬وذلك بالنظر إلى ماتولده هذه العقود اإلدارية من امتيازات في مواجهة المتعاقد‬
‫معها فإلى أي حد تباينت أراء الفقهاء والقضاة والمشرع في مدى مشروعية التحكيم أو‬
‫جوازه في العقود اإلدارية وما مدى مالئمة هذا النوع من المنازعات لمسطرة التحكيم‪.‬‬
‫أما المداخلة الرابعة واألخيرة في الجلسة الثانية كانت لألستاذ زكرياء خليل‪ ،‬أستاذ باحث‬
‫بكلية الحقوق مراكش حول موضوع " التحكيم كآلية لحل المنازعات‪ :‬العقود اإلدارية‬
‫الدولية نموذجا" حيث تطرق في مستهلها لألساس القانوني الذي يستند عليه القول بجواز‬
‫التحكيم في العقود اإلدارية الدولية‪ ،‬ويتمثل هذا السند في بعض المقتضيات القانونية‬
‫واالتفاقيات الدولية التي أبرمها المغرب وصادق عليها‪ .‬تم تعرض لمسألة تحديد الجهة‬
‫القضائية المختصة لمراقبة األحكام التحكيمية الدولية في العقود اإلدارية الدولية واإلشكالية‬
‫التي تطرحها المقتضيات القانونية في هذا اإلطار خاصة في مايتعلق بتحديد الجهة المختصة‬
‫هل هي المحكمة التجارية أم القضاء اإلداري ليؤكد أن هذا األخير هو المختص ألن من‬
‫يملك االختصاص األصلي يملك بالضرورة االختصاص التبعي أو الفرعي تم أن القضاء‬
‫اإلداري هو المؤهل لتقدير مدى احترام األحكام التحكيمية الصادرة في العقود اإلدارية‬
‫الدولية للنظام العام وتوافقها مع ذلك‪.‬‬
‫وفي الجلسة الثالثة التي ترأس أشغالها األستاذ مراد بوستة أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق‬
‫مراكش ومنسق المجموعة وتكلف األستاذ عبد اللطيف الهاللي أستاذ باحث بكلية الحقوق‬
‫أكادير وباحث في القانون العام بتقرير الجلسة و التي تمحورت حول " منازعات العقود‬
‫اإلدارية " حيث كانت المداخلة األولى لألستاذ الحسين سرحان أستاذ التعليم العالي بكلية‬
‫الحقوق ومنسق المجموعة‪ ،‬حول موضوع ‪ " :‬دعوى اإللغاء في المادة التعاقدية في القانون‬
‫المغربي"‪،‬‬
‫‪le recours pour excès de pouvoir en matière contractuelle en droit‬‬
‫‪ marocain‬وقد أوضح األستاذ المحاضر أن العقد اإلداري يعتبر عمال إداريا قانونيا مثل‬
‫العمل اإلداري األحادي‪ ،‬إال أن مايميز بينهما على مستوى القضاء هو أن العمل اإلداري‬
‫األحادي يمكن طلب إلغائه باعتباره يعبر عن اإلرادة المنفردة للشخص العام‪ ،‬عكس العقد‬
‫اإلداري الذي يعبر عن إرادتين‪ ،‬فهو ال يرقى إلى مستوى العمل اإلداري األحادي‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال يسمح بممارسة دعوى اإللغاء إال بصفة استثنائية خاصة فيما يتعلق بتطبيق نظرية القرار‬
‫المنفصل أي القرارات التي تدخل في مرحلة ماقبل تكوين العقد‪.‬إال أنه انطالقا من سنة‬
‫‪ 1957‬يالحظ أن الغرفة اإلدارية قبلت الطعن باإللغاء حتى في القرارات التي تدخل في‬
‫تنفيذ العقد أي بعيدا كل البعد عن القرار اإلداري المنفصل‪ .‬وقد همت هذه الحاالت القضائية‬
‫أساسا عقود الوظيفة العمومية‪ ،‬الشيء الذي جعل الفقه يقر بأن المسألة تتعلق فقط بعقود‬
‫الوظيفة العمومية‪ ،‬إال أنه تبين فيما بعد أن قضاء اإللغاء قد هم كذلك قرارات تعلقت بتنفيذ‬
‫عقود الصفقات العمومية‪ ،‬وكذلك عقود االلتزام الشيء الذي يجعل من هذه الظاهرة في‬
‫القانون المغربي أكثر من مجرد استثناء قضائي‪.‬‬
‫وفي المداخلة الثانية لألستاذ حسن صحيب أستاذ باحث بكلية الحقوق أكادير وعضو‬
‫المجموعة‪ ،‬حول موضوع ‪ " :‬مسؤولية اإلدارة التعاقدية بالمغرب" فقد أوضح األستاذ‬
‫المحاضر أنه انطالقا من مبدأ ترتيب المسؤولية على كل طرف ارتكب خطأ تعاقديا‪ ،‬والذي‬
‫يجعل العقود اإلدارية فإن تمة خصوصيات تميز هذه األخيرة وذلك من باب تغليب‬
‫المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‪ ،‬ذلك أن اإلدارة عند تعاقدها تكفل حسن سير‬
‫المرفق وانتظامه واستمراريته‪ ،‬بيد أن مسؤولية اإلدارة تقوم كلما أخلت بالتزاماتها التعاقدية‬
‫عند تدخلها أثناء مختلف مراحل سريان العقد اإلداري ويعتبر الخطأ الناتج عن إخالل‬
‫اإلدارة بالتزاماتها التعاقدية أحد أسس المسؤولية اإلدارية المحددة في الفصل ‪ 79‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود مما يجعل الخطأ التعاقدي لإلدارة اليشكل حالة متميزة ومختلفة عن‬
‫الخطأ المرفقي‪.‬‬
‫ولذلك فإن مجال مسؤولية اإلدارة جراء أخطائها التعاقدية يشمل جوانب متعددة يحاول‬
‫القضاء اإلداري المغربي معالجة بعض جوانبها كالمسؤولية عن إخالل اإلدارة بالبنود‬
‫التعاقدية أو مسؤوليتها عن تنفيذ العقد سواء من طرفها أو من طرف من أوكلت إليه تنفيذه‪،‬‬
‫أو مسؤوليتها عن الخطأ الجسيم الناتج عن تقييم األشغال حينما يطلب منها ذلك الشخص‬
‫المتعاقد معها‪ .‬وعلى إثر انعقاد مسؤوليتها قد يتضرر المتعاقد مع اإلدارة من جراء‬
‫أخطاءها وهنا فإن قواعد العدالة تفرض أن تلتزم اإلدارة بتعويض المتعاقد معها عما أصابه‬
‫من أضرار سواء من خالل إعادة التوازن المالي للعقد في إطار النظريات الثالث( نظرية‬
‫فعل األمير – نظرية الظروف الطارئة – الصعوبات المادية غير المتوقعة ) إضافة إلى‬
‫ذلك فإن المتعاقد مع اإلدارة يحق له المطالبة بفسخ العقد بشكل كلي أو جزئي‪.‬‬
‫وبذلك تشكل هذه الحاالت مختلف جوانب تطبيقات المسؤولية التعاقدية لإلدارة سواء‬
‫المسؤولية بناءا على الخطأ أو بدون خطأ‪.‬‬
‫أما المداخلة الثالثة فقد كانت لألستاذ عبد الكريم حيضرة‪ ،‬أستاذ باحث بكلية الحقوق‬
‫بمراكش وعضو المجموعة‪ ،‬حول موضوع " تطور الرقابة القضائية في منازعات‬
‫الصفقات العمومية" وقد أكد األستاذ حيضرة أن األصل أن منازعات الصفقات العمومية هي‬
‫منازعات تندرج ضمن والية القضاء اإلداري الشامل‪ ،‬والذي يمثلك سلطات هامة من‬
‫خاللها يراقب سلطة اإلدارة في تعديل بنود الصفقة‪ ،‬وفي توقيع الجزاء بشكل إنفرادي على‬
‫المتعاقد معها‪ .‬هذا الجزاء الذي يشمل الجزاءات المالية كالغرامة التأخيرية ومصادرة‬
‫الضمان والتنفيذ المباشر‪ ،‬بل قد يصل إلى حد فسخ الصفقة من جانب واحد‪ .‬في هذا اإلطار‬
‫فقد وضع القاضي اإلداري مجموعة من القواعد لضبط سلطة اإلدارة‪ ،‬إلى درجة أنه أصبح‬
‫يراقب مدى مالءمة جزاء الفسخ للمخالفة المنسوبة للمتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬
‫أما قاضي اإللغاء فقد اتسعت سلطاته في مادة الصفقات العمومية‪ ،‬فبعد ماكانت تنحصر في‬
‫الرقابة على القرارات الممهدة لعقد الصفقة أصبح يراقب أيضا قرار الفسخ متى كان‬
‫الطاعن يجادل من المقتضيات والمبادئ المؤطرة للصفقة العمومية‪ .‬أما إذا كان الفسخ نتيجة‬
‫لعدم تنفيذ بنود الصفقة فاإلفتحاص ينعقد لقاضي العقد في إطار القضاء اإلداري الشامل‪.‬‬
‫وفي المداخلة الرابعة في الجلسة الثالثة التي كانت لألستاذ إدريس فاخور أستاذ بكلية‬
‫الحقوق بمراكش تناول فيها موضوع يحمل عنوان " أي دور للقاضي اإلداري في التوفيق‬
‫بين المصلحتين العامة والخاصة في إطار عقد االمتياز" حيث أكد األستاذ فاخور في‬
‫مداخلته أن توجهات الدولة الرامية إلى تشجيع القطاع الخاص واالنفتاح على الطرق‬
‫الحديثة في تدبير المرافق العمومية يفرض أكثر من أي وقت مضى ضرورة عدم التضحية‬
‫بهذه المصلحة الخاصة خدمة لمستقبل المرفق العمومي‪ .‬ألن دور القاضي اإلداري يكمن في‬
‫المحافظة على استمرارية المرفق العمومي وعدم التضحية بالمصلحة الخاصة‪ ،‬وله في هذا‬
‫التوجه مجموعة من األحكام اإلدارية التي حاولت التضييق من المصلحة العامة للحد من‬
‫سلطات اإلدارة وتمكين الطرف الضعيف في التعاقد (الملتزم) من مجموعة من الحقوق‬
‫حفاظا على مصالحها الخاصة (الحق في الحصول على التعويض‪ ،‬حمايته في الظروف‬
‫العادية‪ ،‬الحق في المقابل المادي)‪.‬‬
‫غير أن هذا التوجه يصطدم بالوجود القوي لسلطان اإلدارة مما يجعل القاضي اإلداري في‬
‫موضع اليحسد عليه بلعبه دور التوفيق والتقريب بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‬
‫خدمة للتنمية الشاملة‪.‬‬
‫أما المداخلة الخامسة لألستاذ إبراهيم كومغار‪ ،‬أستاذ باحث بكلية الحقوق أكادير حول‬
‫موضوع " حدود االختصاص القضائي في منازعات عقد الصفقة العمومية والبدائل‬
‫المقترحة " حيث تطرقت مداخلته لثالث محاور أساسية أولها التأطير لمنازعات عقد‬
‫الصفقة العمومية وثانيها تطرق للحدود والعوائق التي تواجه االختصاص القضائي في‬
‫ميدان الصفقات العمومية‪ O.‬وثالثها أعطى فيه المتدخل البدائل والحلول لتجاوز تعقيدات‬
‫المسطرة القضائية في فض منازعات عقد الصفقة العمومية‪.‬‬
‫فبالرغم من إحاطة مجال الصفقات العمومية بالعديد من النصوص القانونية التي تضمن‬
‫االلتزام بمبدأ المشروعية في كل مراحل الصفقة العمومية‪ ،‬وبالرغم من تطور االجتهادات‬
‫القضائية الرامية لفض منازعات عقد الصفقة العمومية أو ابتداعها للعديد من الحلول‬
‫التوفيقية بما يضمن حقوق طرفي عقد الصفقة العمومية‪ ،‬فال زالت هناك الكثير من العقبات‬
‫التي تجد من فاعلية القضاء في هذا النوع من المنازعات المرتبطة بمصالح اقتصادية‬
‫واجتماعية هذه العقبات التي تتمثل في العوائق اإلدارية ومنها إشكالية عدم تنفيذ األحكام‬
‫القضائية الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬والعوائق القانونية وتتجلى في قصر اآلجال التي يعطيها‬
‫المشرع للمتنافسين وكذلك في اتباع قواعد المسطرة المدنية التي ال تتالءم مع خصوصيات‬
‫المنازعات اإلدارية بما فيها منازعات عقود الصفقات العامة إضافة إلى الصعوبات التي‬
‫يعرفها القضاء اإلستعجالي في هذا الميدان تنضاف إليها العوائق البشرية والمالية‪ ،‬وهذا دفع‬
‫المتدخل إلى طرح بدائل لفض منازعات الصفقة العامة في أقرب اآلجال وبأيسر الوسائل‪،‬‬
‫ومن بين هذه البدائل مايخص التسوية الحبية وأيضا التظلم اإلداري أو توجيه الشكايات وكذا‬
‫اللجوء إلى لجنة الصفقات إضافة إلى أهمية التحكيم والوساطة في االتفاقية لحل هذا النوع‬
‫من المنازعات‪.‬‬
‫وفي المداخلة السادسة واألخيرة في الندوة الوطنية التي كانت لألستاذ المحجوب الدربالي‪،‬‬
‫باحث في القانون العام أكد فيها أن الجماعات المحلية تبرم العديد من العقود منها مايعتبر‬
‫عقودا خاصة يخضع تنظيمه لقواعد القانون الخاص‪ ،‬ومنها مايعد عقودا إدارية يخضع‬
‫للقانون العام‪.‬‬
‫وقد حاول األستاذ الدربالي إبراز مساهمة القاضي اإلداري في مجال العقود اإلدارية‬
‫للجماعات المحلية لتحقيق التوازن بين المصلحة العامة والتي تهدف الجماعة إلى تحقيقها‬
‫عند إبرامها العقد اإلداري‪ ،‬وبين المصلحة الخاصة للمتعاقدين معها والذين يسعون بالدرجة‬
‫األولى الحصول على الربح‪O.‬‬
‫والقاضي اإلداري لعب دورا محوريا في تحقيق هذا التوازن‪ ،‬حيث قضى في العديد من‬
‫الحاالت بتكريس امتيازات وصالحيات اإلدارة الجماعية في مجال العقود اإلدارية من خالل‬
‫تأكيده على شرعية بعض ممارستها كتطبيق الجزاءات وممارسة الرقابة وتعديل العقد‬
‫وفسخه‪ .‬وبالمقابل اعتبر في حاالت أخرى كالتعويض لصالح المتعاقد مع الجماعات المحلية‬
‫بسبب األضرار الناتجة عن تدخل اإلدارة‪ ،‬أو بسبب ظروف طارئة أو إثراء بال سبب‪.‬‬
‫وبعد مناقشة المداخالت من لدن الحاضرين تقدمت األستاذة السعدية بورايت أستاذة التعليم‬
‫العالي بكلية الحقوق مراكش وعضوة المجموعة‪ ،‬بتالوة التقرير الختامي للندوة الوطنية‬
‫التي انتهت في جو يسوده الجد وااللتزام والعلم‪.‬‬

You might also like