Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
1
المطلب الثالث :المنهج التاريخي
البد ان نشير في البداية الى ان المنهج التاريخي يحظى بأهمية خاصة في مجال البحوث
االجتماعية بصفة عامة ،والبحوث القانونية بصفة خاصة ،ويستمد أهميته من طبيعة الظاهرة
المدروسة ،إذ يمكن الباحث من رصد المراحل التي مرت منها الظاهرة .لذا سنحاول تعريف المنهج
التاريخي ،ثم بعد ذلك تبيان خطواته قبل رصد اهميته في العلوم القانونية.
قبل ان نحدد ماهية المنهج التاريخي ،نقف اوال على داللة معنى او مفهوم التاريخ ،فماذا
يعني هذا المصطلح؟
التاريخ كما ورد في لسان العرب المحيط هو تعريف الوقت ،وبما أنه الوقت إذن فهو المحتوى
على الزمن الماضي والحاضر والمستقبل ،أي أنه الوقت الذي تستغرقه التجارب والظواهر والقضايا
والحياة بشكل عام ،ولذا يعتبر التاريخ السجل العام والميدان الواسع الذي تسجل فيه األحداث وهو
المستوعب لكل ما يحدث ،لهذا يكون التاريخ ملكا عاما ليس لألحياء فقط بل للماضين واآلتين.
ان اعتماد المنهج التاريخي في دراسة الظواهر القانونية بوضعها في سياقها التاريخي كان احد
االسباب التي ادت الى بروز عدد هام من التعريفات ،كل عرف المنهج من زاوية خاصة ،سواء من
حيث مكونات التعريف او من حيث طبيعته او من عناصره اومن حيث ما يؤول اليه.
من بين هذه التعريفات ،التعريف الذي يحدد بموجبه المنهج التاريخي بانه " الطريقة التاريخية
التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية ،كأساس لفهم المشاكل المعاصرة ،والتنبؤ بما
سيكون عليه المستقبل"
ومنها تعريف أدق وهو" وضع األدلة المأخوذة من الوثائق والسجالت مع بعضها بطريقة
منطقية ،واالعتماد على هذه األدلة في تكوين النتائج التي تؤدي إلى حقائق جديدة ،وتقدم تعميمات
سليمة عن األحداث الماضية أو الحاضرة أو على الدوافع والصفات اإلنسانية.
كما يتم تعريفه بأنه ":مجموع الطرائق والتقنيات التي يتبعها الباحث التاريخي ،والمؤرخ للوصول
إلى الحقيقة التاريخية واعادة بناء الماضي ،بكل دقائقه وزواياه ،وكما كان عليه في زمانه ومكانه
وبجميع تفاعالت الحياة فيه ،وهذه الطرائق قابلة دوما للتطور والتكامل مع تطور مجموع المعرفة
االنسانية وتكاملها ونهج اكتسابها".
2
وعلى كل يمكن القول إن المنهج التاريخي هو منهج بحث علمي ،يقوم بالبحث والكشف عن
الحقائق التاريخية ،من خالل تحليل وتركيب األحداث والوقائع الماضية الموثقة ،واعطاء تفسيرات
علمية عامة على شكل نظريات وقوانين عامة وثابتة نسبيا ويعتمد هذا المنهج البحثي على د ارسة
المسألة محل البحث في القوانين القديمة من أجل فهم حقيقتها في القانون المعاصر ،فاعتماد هذا
المنهج يساعد الباحث على فهم الحاضر من خالل دراسة ومالحظة الماضي.
فعندما يتناول الباحث القانوني موضوع الوكالة مثالا كأحد أنواع العقود ،يبدأ بحثه بدراسة
التطور التاريخي لفكرة الوكالة في النظم القانونية القديمة وصوال إلى التنظيم القانوني الحالي ،كما أن
القضاء قد يلجأ إلى المنهج التاريخي للوقوف على حقيقة النص القانوني – في حال غموض النص -
الواجب التطبيق على النزاع المعروض.
ايضا يمكن استخدام المنهج التاريخي للوقوف مثال على التوجهات القضائية مثال في المغرب
بداية من االستقالل إلى اآلن لمعرفة مدى التحول الذي عرفه العمل القضائي في إعمال قواعد قانونية
معينة.
وأساس المنهج التاريخي ،هو إعادة بناء الماضي" ألن صورة الحاضر ال يمكن أن تفهم على
حقيقتها إال في سياق التطور التاريخي ،ويرجع الفضل لبعض المفكرين في تسليط الضوء على البحث
التاريخي وأهمهم ابن خلدون ،وفيكو ،ورايت ميلز.
يهتم المنهج التاريخي بدراسة الحدث التاريخي ،وفق أسس وقواعد نجملهما في ما يلي:
تبدأ الخطوة االولى للمنهج التاريخي بعملية تحديد المشكلة العلمية المرغوب دراستها ،ويقتضي
هذا التحديد توضيح ماهيتها وطبيعتها وسياقها الزماني والمكاني وما يحيط بها من ظروف داخلية
وخارجية ،مع اشتراط ان يتم تحديدها بشكل واضح ودقيق ،وان يعمل الباحث على صياغة ماهية
المشكلة بشكل علمي وبطريقة جيدة وواضحة بعيدا عن كل لبس او غموض.
بعد تحديد المشكلة العلمية المرغوب دراستها او الظاهرة المراد دراستها وتعقبها من حيث
تطورها التاريخي لمعرفة القوانين التي تحكمها .ينتقل الباحث الى مرحلة ثانية اساسية ،تتجلى في
3
عملية جمع البيانات والمعلومات االساسية بشان الظاهرة المدروسة ،أي البحث عن المصادر من
خالل الوثائق المرجعية ذات الصلة بالظاهرة ،وهي على نوعين:
ــ مصادر أصلية :وتسمى بالمصادر األولية وهي المصادر المعاصرة للحدث أو الظاهرة،
ومنها تستمد المعلومات أو تستق ار وتستنبط( .كالسجالت والوثائق واالشخاص واالثار)
ــ مصادر ثانوية :اضافة الى المصادر االساسية التي ال محيد عنها بالنسبة للباحث ،ثمة
مصادر اخرى توصف بالثانوية وهي التي يتم اللجوء اليها عند تعذر توفر المصادر االولية وتتجلى
في المصادر العادية والمالوفة في الحياة اليومية في الوسط المجتمعي او الشعبي ( مثل كتابات
الباحثين والمؤرخين والرواة)
السجالت والوثائق الرسمية :وهي التي تؤرخ للمرحلة التاريخية المدروسة مثل السجالت
الشرعية الصادرة عن المحاكم وايضا القوانين والتشريعات ومحاضر االجتماعات والتقارير االدارية
وتقارير اللجان ،وكذلك الشهادات الشرعية الخاصة باالفراد وغير ذلك من الوثائق المشابهة ،وتشكل
هذه مصادر مهمة ودقيقة للمعلومات النها صادرة عن جهات رسمية حريصة على توخي الدقة في
ابرامها وحفظها.
االثار والتحف والرسومات :الى جانب السجالت والوثائق تعتبر االثار ايضا من المصادر
االصلية فهي مصدر هام للبحث التاريخي ،باعتبارها شواهد تاريخية باقية اما بقايا حضارات ماضية
او احداث ماضية ،فقد تكون في صورة مباني وطرق وجسور ونقود وادوات وبقايا انسانية ،فاالهرامات
مثال تعتبر من المصادر الهامة في فهم الحضارة المصرية.
تقارير الصحف والمجالت :على الرغم من ان هذه التقارير ال يعتد بها دائما لصعوبة التشبث بما
تنشره ،ولتعدد الصور التي تنقلها لحدث واحد ،اال ان هذه التقارير وخصوصا التي تنشر في الصحف
ذات المصداقية تزودنا عادة بالحقائق الضرورية ،وتعتبر سجال دائما لألحداث التي تحدث يوما بعد
يوم في العالم ،حيث تعبر الصحف عن مدى اهتمام المجتمع باحداث معينة.
تقارير شهود العيان عن االحداث :يحدث في كثير من االحيان اذا كان الحدث او موضوع
البحث قريب العهد ان يكون هناك اشخاص شهدوا او عاصروا الظاهرة ،وهؤالء يعتبروا مصد ار
للمعلومات ،وقد يدلون بمعلوماتهم شفويا او كتابيا.
4
المذكرات والسير الذاتية :يقوم بعض االشخاص بكتابة مذكراتهم عن االحداث الهامة التي
جرت في أيامهم ،كما يقوم بعض الكتاب بتسجيل السيرة الذاتية لعدد من االشخاص الهامين
(البيوغرافية) أي تاريخ االشخاص او سيرة حياة ،وال شك ان دراسة الباحث لهذه المذكرات والسير
يمكن ان تكشف له عن بعض الجوانب الهامة من الظاهرة او المشكلة التي يدرسها.
الدراسات السابقة :تكشف الدراسات السابقة التي تمت في الماضي وتناولت احداث الفترة التي
تتناولها مشكلة البحث موضوع الدراسة عن معلومات وبيانات هامة فهي وثائق يمكن الرجوع اليها
واستخالص المعلومات التي التي تفيد الباحث في معالجة مشكلة بحثه ،خاصة وان بعض هذه
الدراسات السابقة يمكن ان تكون قد اعتمدت على مصادر اولية مباشرة.
الكتابات االدبية والفلسفية واألعمال الفنية :يستطيع الباحث التاريخي ان يعتمد على بعض
ما جاء في الكتابات االدبية والفلسفية واألعمال الفنية في جمع المعلومات عن مشكلة بحثه ،فهذه
الكتابات قد تبرز الكثير من الحقائق واالحداث والمواقف المتصلة بموضوع البحث.
ان الغاية من جمع المادة العلمية ذات الطابع التاريخي هي اخضاعها للفحص والتقييم ،أي
تحليل المصادر ونقدها على أساس التفسير ،وهذه الخطوة تعد من أصعب مراحل البحث التاريخي،
بحيث تتعلق هذه المرحلة بالبحث في صحة الوثيقة المعتمدة والتأكد من شخصية كاتبها ومدى نسبتها
له؛ فالوثائق عرضة للتعديل والتزوير ،وشهادات االشخاص عرضة ايضا للتزوير والنسيان في احسن
االحوال ،وبالتالي الكثير من التساؤالت تثار بخصوص مثل هذه االنواع من المصادر من قبيل:
هل كتبت الوثيقة بعد الحدث مباشرة ام بعد مرور فترة زمنية عليه؟
هل كان الكاتب في صحة جسمية ونفسية جيدة في اثناء كتابة الوثيقة؟
هل كانت الظروف التي تمت فيها كتابة الوثيقة تسمح بحرية الكتابة؟
5
فليس كل ما هو بين يدي الباحث من وثائق يحظى بالصدقية المطلقة ،بل ان اخضاعها
للتدقيق والتقييم العلمي والموضوعي يؤول في االخير الى االعتماد على البعض منها واستبعاد البعض
االخر.
تخضع هذه المصادر اذن لعملية نقد وهو على نوعين :نقد خارجي واخر داخلي.
فالنقد الخارجي ينصب على فحص الوثيقة من خالل مظهرها الخارجي ومدى عالقتها فعال
بزمن صدورها ،ومعرفة ذلك تتأتى من خالل معرفة نوع الخط واللغة وشخصية مؤلفها وربط زمن
الصدور بحياة المؤلف.
اما النقد الداخلي فيتصل بمحتوى الوثيقة ودقة ما تحتوي عليه من معلومات ومدى الثقة التي
يمكن ان نثقها بمعلومات هذه الوثيقة.
ويجب االشارة الى ان عملية النقد هذه ال تعني الوصول الى درجة اليقين او الى الحقيقة
الكاملة عن تاريخ الظاهرة او الحدث ،بل هي عملية تقربنا من الحقيقة ،وتبعد قدر االمكان الشكوك
عنها.
ال تختلف صياغة الفروض في البحث التاريخي عن صياغة الفروض في االبحاث االخرى،
وتفيد هذه العملية خلوص الباحث من خالل اتباعه للمنهج التاريخي الى تكوين بعض القناعات
المؤقتة ذات الطابع النسبي ،مما يشرع معه في افتراض بعض التصورات والسير قدما في دراستها
وتمحيصها واخضاعها للتحليل والتركيب من اجل اعتمادها كنظرية ذات مصداقية في مجال الدراسة
العلمية.
تفيد عملية التحليل والتركيب شروع الباحث في اخضاع مختلف عناصر المادة التاريخية
للتنظيم باستعادة واستحضار الوقائع واالحداث التاريخية ( ،)Reconstitutionوذلك من خالل جمع
المعطيات التاريخية المتفرقة والمشتتة ووضعها في قالبها الزمني المتسلسل ،من خالل عملية ملء
الثغرات من طرف الباحث بتصوراته الممكنة او قابلة اإلمكان وكذا عملية ربط الحقائق التاريخية
بعالقات حتمية وسببية ،اي البحث في نظرية التسبيب او ما يصطلح عليه بالتعليل التاريخي ،كل
ذلك من اجل اخراج الباحث لمادته الدراسية في قالب فكري متكامل ومتناسق قدر االمكان.
6
سادسا :استخالص النتائج
تعد مرحلة استخالص النتائج والخالصات اخر محطة تسفر عنها مرحلة التحليل والتركيب،
حيث ال محالة ان الباحث يكون في نهاية االمر قد امتحن الفروض المؤقتة التي وضعها فيما قبل،
وتوصل بعد عملية التقييم والنقد الى خالصات علمية موضوعية ذات مصداقية اكثر.
يضطلع المنهج التاريخي بدور هام وأساسي في ميدان الدراسات والبحوث العلمية القانونية
التي تتمحور حول الوقائع واألحداث والظواهر القانونية ،المتطورة والمتغيرة ،باعتبارها وقائع وأحداث
وظواهر إنسانية في األصل .وبواسطته أمكن التعرف على األحكام والنظريات القانونية القديمة
والماضية ،مثل النظام القانوني واإلداري اإلغريقي والروماني؛ فال يمكن دراسة الحضارات القديمة دون
االعتماد على هذا المنهج .فدراسة الحضارة البابلية تقتضي دراسة قانون حمورابي ،ودراسة الحضارة
الرومانية تستدعي دراسة قانون األلواح اإلثنى عشر لجوستنيان.
عالوة على ذلك يمكن هذا المنهج من التتبع الزمني والموضوعي باعتبار الزمن الحاضر نقطة
انطالق للبحث في الموضوع الحاضر أو السابق من خالل استقصاء المعلومات والبيانات ،ومراعاة
المتغيرات التي كانت والتي استجدت على الموضوع سلبيا أو ايجابيا ،والتعرف على مسبباتها ،وآثارها
الرئيسية والجانبية.
يمكن الباحث ايضا من فهم األحداث والظروف الخاصة بكل حالة وخصوصيتها التي بها
تمتاز عن غيرها من الحاالت ،ويعتبر التحليل العلمي والتفسير العلمي هما الممكنان من كشف الحق
واظهارها لحيز المعرفة الوافية.
وال يمكن فهم المؤسسات دون الرجوع إلى تطورها التاريخي ،الذي يستدعي استخدام المنهج
التاريخي ،بحيث يمكننا من رصد التطورات التي مرت منها الظاهرة ،ومن ثم تطويرها وتجديدها حتى
تواكب المستجدات الحاصلة في هذا المجال.
يعد المنهج المقارن من بين المناهج المستخدمة في مجال العلوم االجتماعية بشكل عام،
والعلوم القانونية بصفة خاصة .ويحل محل التجربة التي تعتمد عليها العلوم الطبيعية .فالمقارنة هي
البديل في مجال العلوم االجتماعية واالنسانية .وقد اعتبر دوركهايم المنهج المقارن بأنه نوع من
التجريب غير المباشر.
7
الفقرة االولى :تعريف المقارنة
ال يمكن الحديث عن المنهج المقارن ،دون الحديث عن معنى المقارنة ،والمقارنة عموما نشاط
عفوي واتجاه طبيعي مالزم للتفكير البشرى ،وتعني لغة الموازنة اوالمقايسة بين ظاهرتين أو أكثر
بهدف تقرير أوجه الشبه واالختالف فيما بينها.
وبالرغم من اختالف التعاريف المقدمة للمقارنة وتنوعها ،إال أنها تكاد تنطلق جميعها من
تراث جون ستيوارت ميل John Stuart Millالذي عرفها بأنها دراسة ظواهر متشابهة متناظرة في
مجتمعات مختلفة ،أو هي التحليل المنظم لالختالفات في موضوع أو أكثر عبر مجتمعين أو أكثر.
فالمقارنة اذن تعني تلك العملية التي يتم من خاللها إبراز أوجه التشابه واالختالف بين شيئين
متماثلين أو أكثر ،وهذا يفيد أن المقارنة ال يمكن أن تجري بين شيئين متناقضين.
ومن هنا فالمنهج المقارن هو تجريب غير مباشر ،وهو المعوض األساسي للتجريب
المباشر.
او بعبارة اوضح يمكن القول بأن المنهج المقارن هو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في
دراسة الظواهر ،حيث يحدد أوجه التشابه واالختالف فيما بين ظاهرتين أو أكثر ،ويعتمد الباحث من
خالل ذلك على مجموعة من الخطوات من أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية المتعلقة بالظواهر
المدروسة.
يحظى المنهج المقارن بأهمية خاصة داخل مجال العلوم القانونية ،إذ يمكن من مقارنة
مؤسسات قانونية ( مؤسسة األسرة ،مؤسسة التحقيق )...مع مؤسسات قانونية في نظم قانونية أخرى،
من أجل االستفادة من تجاربها وخبراتها في مجال معين .وهذا ما ينعكس بشكل ايجابي على تعديل
8
وتغيير المنظومة القانونية ،بما يتوافق مع التطورات الجديدة التي تشهدها الساحة القانونية .بحيث
يعتمده الباحث القانوني للقيام بالمقارنة بين قانونه الوطني وقانون أو عدة قوانين أجنبية أو أي نظام
قانوني آخر كالقانون المغربي أو القانون الفرنسي ،وذلك لتبيان أوجه االختالف أو االتفاق بينهما فيما
يتعلق بالمسألة القانونية محل البحث ،مما يمكن الباحث من أن يضع أمام المشرع أفضل الحلول
ليستعين بها إذا ما اراد أن يعدل القوانين القائمة أو يضع قوانين جديدة.
ويمكن للباحث أن يعتمد منهج المقارنة األفقية الذي يقوم على بحث المسألة في كل قانون
على حدة ،بحيث ال يعرض لموقف القانون اآلخر حتى ينتهي من بحث المسألة في القانون األول.
كما يمكنه اعتماد منهج المقارنة العمودية ،حيث يتناول كل جزئية من جزئيات البحث في كل القوانين
التي يقارن بينها في آن واحد .ويمكن القول إن منهج المقارنة العمودي أفضل من األفقي ألنه يبعدنا
عن التكرار وتقطيع أوصال البحث ،إضافة إلى أنه يؤدي إلى حسن وسهولة ادراك أوجه االختالف أو
االتفاق بين القوانين التي تتم المقارنة بينها.
وأفضل تعبير عن أهمية المنهجية المقارنة ما قاله" رودولف فون جوهرنغ ( Rudolf Von
" )Jheringإن التفكير بدون مقارنة هو ليس بتفكير ...بغياب المقارنة يغيب كذلك التفكير العلمي
والبحث العلمي " وعن مجاالت المقارنة يتابع" :أنا أملك الخاصة أو الميزة غير المحظوظة التي
تجعلني اقارن كل شيء يأتي أمامي ،األجنبي مع الوطني ،أو الماضي مع الحاضر.
9