Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السابعة
المحاضرة السابعة
1
المبحث الثاني :كيفية اعداد وتحضير البحث العلمي
تمر عملية البحث العلمي بمجموعة من المراحل أو الخطوات المتسلسلة والمترابطة فيما بينها
فالبحث العلمي السليم يبدأ بعملية اختيار الموضوع وتحديد المشكلة البحثية التي تمثل البداية المنطقية
ألي جهد بحثي هادف ،والقاعدة و األساس الذي يبني عليه الباحث جميع اجراءات البحث الالحقة من
صياغة لإلشكالية او للفرضيات العلمية وتحديد نوع الدراسة ،ومنه تحديد المناهج المتبعة ونوع البيانات
او المعلومات المطلوبة (المطلب األول) ،وال شك ان انجاز بحث علمي موثوق يستدعي باالضافة الى
اتباع خطوات متتالية ومرتبة ترتيبا منطقيا متسلسال ،ضرورة استخدام أدوات بحثية ،تمكن الباحث من
الوصول إلى نتائج مرضية (المطلب الثاني).
تمر عملية البحث العلمي بمجموعة من الم ا رحل أو الخطوات المتسلسلة والمت ا ربطة فيما
بينها ،وفي هذا الصدد تبرز أول خطوة أمام الباحث مشكلة بذلك أول صعوبة من صعوبات البحث
العلمي ،والمتمثلة في اختيار موضوع البحث وتحديده بدقة حتى تكون االنطالقة في القيام بالبحث
صحيحة وسليمة ،وبناء على ذلك تتم بعدها صياغة كل من اإلشكالية والفرضيات العلمية حتى تكتمل
معالم الدراسة البحثية وفق منهجية صحيحة
البد ان نشير في بداية هذه الخطوة الى ان كل باحث ،عندما يوجد في وضعية يرغب فيها
تحديد ظاهرة او موضوع من الموضوعات لدراسته ،يكون عادة في حالة قلق وحيرة تفرضها رغبته
االكيدة في سالمة اختياره ،وصحته ،مع العلم ان االمر يتطلب فقط ،االنطالق من موضوع يقتضي
البحث وبالتالي فكل موضوع يثير اهتمام الباحث فهو قابل للبحث والدراسة ،ويمكن اختياره كمشروع
دون أي تردد.
وتحديد موضوع البحث هو اول خطوة تواجه الباحث وهي خطوة سابقة لتحديد اشكالية البحث
والمقصود بموضوع البحث المجال المعرفي الذي يختاره الباحث النتقاء اشكالية محددة منه لتكون
الموضوع الذي سيبحث فيه ،فطالب الحقوق عندما يريد ان يكتب بحثا خالل دراسته الجامعية
(مشروع بحث نهاية الدراسة لنيل االجازة مثال او رسالة الماستر او اطروحة الدكتوراه) فيفترض ان
2
يحدد المجال الذي سيبحث فيه ،هل سيختار موضوعا في العلوم االدارية ام في العلوم الجنائية ام في
علم السياسة؟
وتعد مسالة اختيار موضوع البحث العلمي من اهم خطوات البحث العلمي التي تتطلب تريثا
وصب ار بعد مصابرة عملية البحث والتنقيب وتقييم ما تراكم لدى الباحث من معلومات ومعارف علمية
في مجال تخصصه القانوني او السياسي او االقتصادي مثال ،حيث يعد اختيار الموضوع الخطوة
االولى التي تسهل مختلف مراحل البحث ،زكلما كان الباحث غير موفق في االختيار اعتبر ذلك احد
اسباب التعثر في انجاز بحثه العلمي.
وان اختيار موضوع البحث العلمي ليس هو بالضرورة اختيار عنوان البحث ،حيث يتعلق
االمر االول بمسالة مجال البحث ونطاقه الموضوعي بشكل عام ،بينما اختيار عنوان البحث هو
تحديد مجال البحث العلمي بدقة متناهية ،باختيار فكرة او جزئية علمية في ذلك المجال الواسع من
التخصص العلمي في العلوم القانونية او السياسية كاختيار موضوع اشكالية العزوف السياسي او نمظ
التمييز االيجابي (الكوطا) لصالح النساء في العلوم السياسية ،او التوقيع االلكتروني في موضوع
التجارة االلكترونية ضمن تخصص القانون التجاري او الدفاع الشرعي ضمن تخصص القانون
الجنائي.
اختيار البحث في موضوع نرغب بالتعمق بدراسته ألن الطالب أدرى بميوله ورغباته من غيره،
وأن يكون في مجال تخصصه.
البحث ما أمكن عن مواضيع غير مبحوثة سابقا ،واذا ما كانت مبحوثة فيجب أن يأتي برؤى
جديدة أو إعادة ترتيب المعلومات بمنهجية جديدة على األقل مع إضافة النكهة الشخصية إليها.
أهمية الموضوع :أي مدى فائدته للطالب نفسه ،أو للكلية ،أو للطالب الالحقين أو التي يحتاجها
المجتمع والدولة ،وأن يكون للبحث أهمية وقيمة علمية من الناحية النظرية والتطبيقية.
حصر الموضوع :وذلك ضمن اإلطار الذي يسمح للطالب معالجته بعمق وبشكل واف وضمن
المهارت التي يتقنها ،وأن ال يكون كبي ار ومتشعبا.
ا القدرات أو اإلمكانيات و
المرجع :إن الباحث إجماال وطالب الحقوق خاصة ليسوا مثل جان جاك روس
توفر المصادر و ا
وال مونتيسكو ليكتبوا من ذاتهم ،لذا فهم مضطرون لالستعانة بمصادر وم ارجع ليجمعوا منها
3
مرجع في اللغة التي
المعلومات ،لهذا فعليهم التأكد قبل اختيار موضوع ما ،من أن هناك ا
يجيدونها لتساعدهم على إتمام البحث
أن يكتب بعبارة مختصرة ولغة سهلة وواضحة ) أن يكون موج از)؛
أن يبدأ بكلمات محورية مثل :دور القضاء الدستوري في حماية الحقوق والحريات او المسؤولية
الجنائية للشخص المعنوي؛
ان يعبر العنوان عن مضمون البحث ومحتواه دون زيادة أو نقصان.
أن يعكس بشكل كبير إشكالية البحث؛
أن تكون الكلمات محددة ،مركزة وبعيدة عن أشكال التعميم أو التطويل؛
أن تكون واضحة وخالية من الغموض وااللتباس؛
أن تكون مباشرة تسهل فهم الفكرة وال تخدع القارئ ) المكتوب يق أر من عنوانه).
يبدأ البحث العلمي بموقف غامض يواجه الباحث ،ويتجسد غموض هذا الموقف عندما يدرك
الباحث من خالل مالحظته أو تجاربه أو ممارسته اليومية أو اطالعاته أن شيئا ليس صحيحا أو يحتاج
إلى مزيد من الفهم واإليضاح والتفسير
وهذا الشعور بوجود خلل ما أو عدم فهم لظاهرة ما أو غموض ما حول أي موضوع أو موقف
غير طبيعي يمثل مرحلة اإلحساس بوجود مشكلة تشكل نقطة البداية في البحث العلمي ،حيث يكون
للباحث إحساس يوجهه نحو المجال الذي تكون الدراسة أو البحث ضمنه ويدفعه للبحث وراء مسببات
هذا الخلل والغموض ،والذي يطوره في مرحلة الحقة إلى تحديد موضوع للبحث العلمي بعد البحث وجمع
المعلومات واستطالع الدراسات السابقة عن جوانب الموضوع المختلفة حتى يتمكن من تحديد الموضوع
بدقة وتحديد أبعاده بصورة واضحة.
فاإلحساس بوجود مشكلة أو موقف غامض يعد الدافع الذي يجب أن يتشكل لدى الباحث ويخلق
لديه رغبة في البحث في ثنايا هذه المشكلة وفهمها ،فهذه الخطوة تعد ضرورية كونها تولد عند الباحث
4
اهتماما وانجذابا نحو المشكلة البحثية والذي يعد ضروريا لالندفاع نحو البحث في المشكلة البحثية والعمل
على تفسيرها.
وتحديد المشكلة البحثية يعد من أهم خطواته البحث العلمي وتكمن أهميتها في تأثيرها الكبير في
جميع الخطوات الموالية ،فاذا كانت محددة فانها ستوجه الباحث نحو الحل ،اما اذا كانت غامضة فان
الباحث سيصرف وقتا طويال على جمع المعلومات والحقائق التي سيشعر بعد جمعها انها ليست ضرورية
له.
ويستمد الباحث مشكلة البحث من مجموعة من المصادر التي قد تسمح بتكوين دراية بالموضوع،
حيث طالما درس الموضوع بشكل معمق ال شك ان من حين الخر سيصادف مجموعة من المشاكل على
شكل ثغرات او نواقص او صعوبات ،وقد يكون الباحث استمد معطيات هذه المشكلة من ابحاث ودراسات
غيره من الياحثين واالساتذة المختصين في الموضوع ،او من خالل تشاوره مع غيره من االساتذة او
المختصين ،ويعرضون عليه ما يواجه من مشاكل عديدة مما يحفز الباحث على اختيار احداها للبحث
والتنقيب فيها.
بعد اختيار موضوع البحث العلمي وتحديد المشكلة البحثية التي يريد الباحث د ا رستها بكل
وضوح يقوم الباحث حينها بصياغة اإلشكالية المتعلقة بهذا الموضوع ،فكيفية صياغة اإلشكالية تعتبر
أيضا خطوة مهمة ألنها تتطلب التحديد والوضوح واالختصار وتتضمن مجاله ومحتواه وأهمية الموضوع
ونوع البحث الذي يقوم به الباحث ،وهو أمر يتطلب معرفة واسعة وتحليال منطقيا ، 1فصياغة اإلشكالية
تعتبر خطوة مهمة جدا في إعداد البحث العلمي وتقدم إنجازه.
فاإلشكالية هي عبارة عن ذلك التساؤل الكبير الذي يثير الباحث لكي يبحث له عن حل والمعبر
عن المشكلة التي يريد الباحث د ار ستها والوصول إلى حلول بشأنها ،وهذا السؤال ال يؤكد القضية أوينفيها
وانما يأتي على صيغة استفهام واستفسار .يطرحه الباحث حول موضوع يشغل ذهنه ،يفصل هذا السؤال
العام إلى أسئلة جزئية ،وباإلجابة عنها يكون الباحث قد أجاب عن السؤال العام.
فمثال ظاهرة اإلجهاض ،موضوع يطرح إشكالية معينة ،تتمحور حول كيفية وجود حل للظاهرة،
مما يقتضي طرح مجموعة من التساؤالت حول أسبابها وكيف يمكن إيجاد طرق ووسائل لحلها.
5
اشكالية البحث اذن هي السؤال الرئيسي الذي يبلور الفكرة المحورية التي يدور حولها موضوع
البحث ،وبالتالي يتعين على الباحث تحديد اشكالية بحثه بداية في مقدمة البحث ،واال فانه سيتيه الى
ما ال تحمد عقباه.
واجماال تظهر إشكالية أي بحث في مقدمته التي توضح عددا من النقاط ،من أبرزها أسئلة أو
تساؤالت علينا أن نجيب عليها خالل البحث ،وعلى أساس هذه التساؤالت نعمد إلى تقسيم بحثنا.
ـ صياغتها صياغة جيدة ،تتوخى الدقة والوضوح حتى تكون انطالقة البحث انطالقة سليمة.
ـ اختيار المفاهيم المفاتيح للمشكلة ،مما يساعد الباحث على التحديد الجيد للموضوع وفهم
الغاية من البحث.
وكل هذا سيساهم ال محالة في طرح إشكالية البحث بشكل دقيق ،واختيار المفاهيم المناسبة،
التي تمكن الباحث من الوصول إلى األهداف التي رسمها لبحثه.
بعد تحديد الباحث للمشكلة البحثية المراد د ارستها وصياغتها في إشكالية علمية واضحة ،فإن على
الباحث بعدها االنتقال إلى مرحلة أخرى يقوم بموجبها بتحديد فرضيات وصياغتها تكون بمثابة جسر يتم
من خالله الوصول إلى نتائج معينة انطالقا منها باعتبارها حلوال مبدئية يبني عليها الباحث دراسته
وصوال إلى تأكيدها أو نفيها.
والفرضيات او الفرضية هي تفسير مؤقت ،يحاول االجابة عن تساؤل داخل إطار مفاهيمي
ونظري ،بقصد التحقق ،وتعتبر الفرضية جواب مؤقت عن إشكالية لم تنته دراستها بعد.
والفرضيات لها وظيفتين أساسيتين ،أولها اقتراح تفسيرات للظاهرة المدروسة ،وثانيهما توجيه
جهود الباحث وتجميعها فيما يتماشى والسؤال الرئيسي إلشكالية البحث .وتكمن أهمية وضع
الفرضيات في كونها تجنب الباحث من السقوط في متاهات البحث.
6
ـ أن تصاغ الفروض بإيجاز ،حتى تكون عملية التحقق ممكنة.
ـ أن ال يعتريها التناقض.
ـ سهولة الربط بين النظريات التي تم التوصل إليها مسبقا نتيجة التراكم المعرفي.
ـ وضع مجموعة من الفروض بدال من فرضية واحدة على أساس أن تكون الفرضية قابلة
للتحليل واستخالص النتائج.
ـ التنبؤ :وهو عبارة عن تخمين فيما يمكن أن يكتشف على مستوى الواقع.
ومن هنا فالفرضية هي وسيلة التحقق االمبريقي ،الذي يعتبر خاصية من خصائص البحوث
العلمية ،على أساس مقارنة االفتراضات بالواقع من خالل المالحظة.
وللفروض اشكال:
ـ فرضية أحادية المتغير :حيث يتم التركيز على متغير واحد متحكم في الظاهرة ،مثال الفقر
هو السبب المباشر في الهدر المدرسي .فعنصر النقاش هو الفقر.
ـ فرضية ثنائية المتغير :بمعنى وجود عنصرين متحكمين في الظاهرة ،فتبنى الفرضية على
أساس عنصرين ،مثال نسبة المواليد ترتفع في المناطق القروية أكثر من المناطق الحضرية.
ـ فرضية متعددة المتغير :بمعنى وجود ظواهر متعددة في نفس الموضوع ،مثال الفقر
والمخدرات والتفكك األسري يؤدي إلى الهدر المدرسي.
تشمل المقدمة مجموعة من العناصر أو النقاط األساسية المتعلقة بمكونات البحث ،حيث إن
صياغة المقدمة بالطريقة الصحيحة له األثر البالغ في البحث العلمي وبالتالي البد من توخي الحذر
والدقة في تدوين أفكار المقدمة وكتابتها ومراجعتها أكثر من مرة حيث إنها تجمع أفكار البحث والمشروع
7
العلمي فهي التي تحفز همة القارئ أو تحبطه ألنها تقدم الفكرة األساسية عن نوايا الكاتب وعن غايته من
معالجة الموضوع من خالل إظهار األسباب الرئيسية التي دفعته الختيار البحث ،فهي د ارسة مستقلة
وهامة كونها توضح الروابط بين أبواب وفصول البحث ،تطرح خطة البحث ،وتبرز األساس الذي بني
عليه البحث .وهي عادة تخصص للتعريف بالموضوع المعالج ونطاقه وأهميته والفائدة القانونية منه
واإلشكالية التي تتمحور حولها) التساؤالت التي سيتم اإلجابة عليها( ،والمنهجية المتبعة ،والتصميم
األولي وسنعدد فيما يلي أبرز النقاط التي تتناولها المقدمة:
يعد اإلطار العام أو التمهيد جزءا أساسيا من المقدمة ومن العناصر المهمة التي ال يمكن
االستغناء عنها والتمهيد ال ينبغي أن يكون طويال حيث ال بد أن يتناسب حجمه مع حجم البحث ،وهو
يشير إلى اإلطار العلمي واالجتماعي الذي جاء فيه الموضوع فيبين صلة موضوع البحث بالموضوع
العام للحقل المعرفي الذي يجري البحث في محيطه
يتعين على الباحث تحديد المفاهيم األساسية ،التي تساعده على التحليل والبرهنة والتفسير ،من
أجل التحكم في موضوعه ،ويتبين للمتتبع الهدف من الدراسة.
فعدم وضوح المفاهيم يشكل عائقا أمام الباحث ،ويخلق ارتباكا لدى القارئ ،لكون المفهوم قد
يتخذ معاني متعددة ،فقد يكون للمفهوم وظيفة بنائية ووظيفية .لذا يجب على الباحثين أن يحددوا
المفاهيم الواردة في بحوثهم.
كما يجب على الباحث أن يقتصر فقط على تحديد المفهوم الوارد في عنوان البحث ،بل يتعين
التعريف بالمفاهيم األساسية في البحث.
أضف إلى هذا ال يجب نقل التعريف من كتب غير متخصصة ،بل يتعين إيراد التعاريف من
المراجع األصلية ،وهذا يتطلب من الباحث بدل مجهود معرفي وبدني من أجل الحصول على هذه
المراجع.
8
ثالثا :الدراسة التاريخية للموضوع
يمكن تقديم د ارسة تاريخية للمشكلة ،وذلك من خالل وضع الموضوع في سياقه التاريخي ،من
اجل الوقوف على التطور الذي عرفه موضوع البحث.
تعد كتابة أهمية الموضوع من األمور الواجب اتباعها من قبل الباحث من أجل كتابة بحث علمي
على النحو المتفق عليه ،لذا يقوم الباحث بكتابة األهمية التي ي ارها في الموضوع للفرد والمجتمع والتي
بالتالي تبرر اختياره لموضوعه البحثي دون غيره من المواضيع ،فمن شأن ذلك أن يساعد الباحث على
إتمام الفكرة العامة للموضوع والتي بدأت تتشكل من خالل اإلطار العام ،وتحديد الفائدة التي يمكن أن
يستخلصها وبالتالي فاألهمية تشمل أسباب اختيار موضوع البحث.
تمثل أهداف البحث الغاية أو ما يصبو إليه الباحث العلمي من خالل العمل الذي يقدمه في
مجال التخصص وبالتالي فيجب على كل باحث أن يحدد األهداف قبل القيام بالبحث لما ينطوي عليه من
أهمية من أجل الوصول إلى النتائج.
الدراسات السابقة هي تلك البحوث التي تم إنجازها في ميادين البحث العلمي ،سواء أكانت في
مراكز البحوث أم الجامعات واالكاديميات العلمية أم التي أجيزت بعد مناقشة في الندوات والمؤتمرات
العلمية المتخصصة.
9
وفي الدراسات القانونية ،كثي ار ما تتشابه الدراسات ،ويصعب إيجاد دراسة جديدة إال ما ندر.
لذا فهذه الفقرة تعد من أهم النقاط للباحث ،فكثير من ق اررات اللجان مبنية بشكل كبير على هذه الفقرة
وقدرة الباحث إثبات نفسه.
يذكر الباحث في هذه الفقرة ما كتب في موضوعه ،أو في جانب من جوانبه من الرسائل
العلمية ( الرسائل والدكتوراه) ،والكتب والبحوث العلمية ،فيذكر عنوان البحث ،واسم الباحث ،ويذكر
موج از مقتضبا له ،ثم يذكر جوانب النقص والقصور فيه ،مع الحرص على عدم الطعن في الباحثين
السابقين أو التقليل من جهودهم.
ومن المتفق عليه عند علماء المنهجية أن من أهم عناصر خطة البحث عنصر الدراسات
السابقة ،ألنه يعكس أمانة الباحث واحترامه للتقاليد الجامعية من ناحية ،ومن ناحية أخرى يجعل مسيرة
الدراسات الجامعية متصلة دون إهمال لجهود المتقدمين.
ومما يلزم الباحث عند عرضه للدراسات السابقة أن يبين نظراته النقدية الفاحصة في تلك
الدراسات ،وذلك لكي يمكن لمناقشي الخطة أن يتعرفوا على قدرة الباحث وامكانيته في التوصل لنتائج
مهمة لم تتوصل لها تلك الدراسات ،وتتجلى أهمية هذا العرض النقدي للدراسات السابقة في أمرين
مهمين:
ـ عدم إيراد المعلومات الكاملة عن الدراسة مثل تاريخ النشر أو مكانها إذا كانت رسالة
أكاديمية ومتى نوقشت.
ـ ال يبين الباحث بشكل واضح الفرق بين بحثه أو ما ينوي بحثه وبين الدراسة السابقة وما
ينوي إضافته على الدراسة.
11
ـ اعتزاز الباحث بنفسه وهضمه جهد الباحثين اآلخرين أو إلزامهم الباحثين السابقين بما ال
يلزمه.
ـ ذكر الدراسات التي تحدثت عن جزئية من جزئيات فكرة البحث ،وهنا يوضح الفرق بينهما
إجماال وبإيجاز.
ـ الدراسات التي تناولت نفس فكرة الموضوع ،وهنا يبين الباحث الفرق بين دراسته وتلك
الدراسات ،وما الجديد التي يميز بحثه عنها ( .والفرق بين دراستي وهذه الدراسة.)...
كما مر معنا يجب أن تكون اإلشكالية دقيقة جدا ،وواضحة وموضوعة في إطار زمني ومكاني
محددين وال تقتصر االشكالية على طرح سؤال معين ،بل تصاغ على شكل نص توليفي يتفرع عنه
أسئلة البحث األساسية كما اشرنا الى ذلك اعاله.
ثامنا :الفرضيات
بعد تحديد اإلشكالية يحدد الباحث فرضيات الدراسة والتي تعبر عن إجابات محتملة ومؤقتة
لإلشكالية فهي مرتبطة بها ارتباطا وثيقا ويمكن أن يضع الباحث عدة فرضيات تتناسب وفصول البحث
ومحاوره األساسية.
ان تحديد المناهج والمقاربات يعد خطوة أساسية ومهمة تمكن الباحث من االعالن عن المنهج
المتبع لدراسة الموضوع ،الذي يلتزم به منذ البداية ،لكن هناك من يلتزم الصمت ،وال يعلن عن المنهج
المتبع ،تاركا األمر للقارئ كي يكشف المنهج او المناهج المتبعة في الدراسة ،خصوصا بالنسبة
للمواضيع التي تستدعي التنبؤ بفروض علمية متعددة المتغيرات.
ويحدد الباحث ايضا من خالل هذا العنصر األدوات المنهجية األخرى التي يستعان بها في هذا
البحث.
11
عاش ار :خطة البحث(التصميم االولي للموضوع)
وهي التي نعرضها في آخر مقدمة البحث ،حيث تفيد تمكن الباحث من موضوع البحث
بوضعه خارطة طريق مسيرته العلمية ،وتبرز خبرته وتمكنه من اشكالية البحث من خالل عملية
تبويبه لموضوع الدراسة ،وتفيد عملية التبويب ليس االشارة الى كل تفاصيل البحث ،بل االكتفاء الى
التمفصالت او المحاور الكبرى لموضوع الدراسة ،من خالل االعالن عن ابواب البحث وفصوله
كتقسيمات اساسية للبحث.
إن وضع التصميم هو بمثابة البوصلة التي توجه الباحث ،ورسم صورة عنه ،وكل عنصر فيها
يكمل جانبا من جوانب تلك الصورة ،إنها أشبه ما تكون بالخارطة التي يضعها المهندس المعماري
لبناء منزل أو عمارة .كما تجنبه الخروج عن الموضوع ،وتمكنه من االحاطة بالموضوع من كل
جوانبه .وتقسيم البحوث العلمية قد يكون ثنائيا أو تقسيما ثالثيا ،لكن في غالب األحيان ما يتم تقسيم
الموضوع تقسيما ثنائيا ،لما له من أهمية في التحكم في الموضوع ،وتنظيم األفكار تنظيما جيدا.
وعادة ما يقسم البحث إلى أقسام ،واألقسام تتكون من فصول ،والفصول تتكون من مباحث،
والمباحث تتألف من مطالب ،والمطالب تتوزع على فقرات ،والفقرات تتفرع إلى أوال ،ثانيا ،ثالثا،
وهكذا..
ـ البد من الترابط بين عنوان الموضوع وأقسامه ،وبين فصوله ومباحثه ،وبين مباحثه ومطالبه،
وهكذا حتى يظهر أن البحث كتلة واحدة مترابطة األجزاء ،ولو غيرت موقع قسم أو فصل شعرت
باالضطراب وعدم التناسق واالنسجام ،ولهذا ينبغي على الباحث أن يسأل نفسه عند وضع األقسام
والفصول والمباحث :لماذا أضع هذا القسم؟ أو الفصل هنا؟ وما وجه العالقة بين هذا الفصل وعنوان
القسم؟ وهكذا.
ـ يراعي في ترتيب االقسام والفصول والمباحث أن تكون على أساس التسلسل العقلي ،أو
الناحية الزمنية أو بحسب األهمية ونحو ذلك.
ـ ينبغي أن تكون عناوين األقسام والفصول والمباحث شاملة لما تحتويه ،مانعة من دخول
غيرها فيها.
12
ـ يراعى في العناوين أن تكون واضحة في داللتها على المراد منها.
من حيث الشكل هي آخر ما يتضمنه البحث ،وتشكل ملخصا نهائيا له .وفيها يقوم الباحث
ببلورة النتائج واألفكار واألجوبة ،التي يتوصل إليها ،على ضوء تحليالته المتضمنة في صياغة الموضوع.
بهذا يجب أن ال تحتوي على معلومات أو حقائق جديدة تضاف إلى البحث .كما ال يجوز فيها
مرجع تؤيد فكرة ما .بل هي مجرد وصف سريع لهذا البحث وللنتائج والمقترحات
االقتباس أو اإلشارة إلى ا
والتوصيات التي توصل إليها الباحث.
لكن ال يجوز بأي حال من األحوال ان تكون الخاتمة مجرد ملخص لما تضمنه الموضوع من
تحليالت ،إنما يجب أن تعبر عن اإلجابة التي يقدمها الباحث لإلشكالية المطروحة .تلك اإلجابة التي
توصل اليها الباحث من خالل التحليالت التي تضمنها الموضوع يضاف إليها ما ما يستخلصه من اقت
راحات وتوصيات مناسبة.
إن التفكير في إنجاز البحث العلمي يستدعي أوال التفكير في األدوات التي يتعين على الباحث
االلتزام بها في إنجازه لبحثه ،وتتعدد األدوات حسب طبيعة الموضوع ،إذ تمكنه من جمع البيانات
والمعلومات ،التي تساعده على الدراسة الدقيقة للموضوع ،وكذا االحاطة به من كل جوانبه .ومن بين
هذه األدوات نجد العينة ،المقابلة ،المالحظة ثم االستمارة االستبيانية.
إن الحديث عن العينة يستدعي أوال تحديد مفهوم مجتمع البحث ( مجتمع الدراسة األصلي)،
من أجل الوقوف على أهميتها ودورها في إنجاز البحث العلمي.
يقصد بمجتمع البحث هو مجموعة عناصر خاصة أو عدة خصائص مشتركة تميزها عن
غيرها من العناصر األخرى التي يجري عليها البحث أو التقصي.
13
ـ مجتمع البحث هو مجموعة منتهية أو غير منتهية من العناصر المحددة مسبقا ،التي ترتكز
عليها المالحظات .ويمكن أن نستدل على ذلك بمثال:
ـ طلبة الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية هم مجموع األشخاص أو األفراد الذين في هذه
الكلية.
ـ إن اعتمادنا على مجتمع البحث معناه تحديد المقياس الذي يجمع بين األفراد واألشياء،
ويميزهم عن غيرهم من األفراد أو األشياء األخرى .فالدراسة في الكلية المتعددة التخصصات بالرشدية
مقياس يشمل كل األشخاص الذين يدرسون بالكلية.
إن اختيار مجتمع البحث يستدعي تحديد مجتمع البحث الذي نريد فحصه ،وأن نحدد المقاييس
المستعملة من أجل حصر مجتمع البحث:
ـ هل األمر يتعلق بأساتذة الكلية بمختلف الشعب ،أم أن األمر يقتصر على شعبة واحدة؟
ـ هل الدراسة تقتصر على تخصص معين ،مثال األساتذة الذين يدرسون شعبة القانون؟
وبهذا يتم تحديد مجتمع البحث ،الذي سيكون محل الدراسة :أساتذة شعبة القانون بالكلية
المتعددة التخصصات ،في التعليم العام ،شعبة القانون.
العينة هي عبارة عن مجموعة جزئية من مجتمع الدراسة ،اختيارها معينة واجراء الدراسة
عليها ،ومن ثم استخدام تلك النتائج وتعميمها على كامل مجتمع الدراسة األصلي.
14
إذن العينة هي مجموعة فرعية من عناصر مجتمع بحث معين ،أي ذلك الجزء من مجتمع
البحث ،الذي يرتكز حوله البحث.
هذه العملية تسمح بانتقاء مجموعة فرعية من مجتمع البحث بهدف تكوين عينة نسميها
بالمعاينة .وفي هذا اإلطار يوجد نوعين من المعاينة :المعاينة االحتمالية والمعاينة غير االحتمالية.
المعاينة االحتمالية هي تلك التي تعتمد على نظرية االحتمالية ،وهي النظرية التي تسمح
بحساب الممكن ،أي احتمال وقوع الحدث ،وتكون المعاينة احتمالية عندما يكون لكل عنصر من
مجتمع البحث األصلي حظ محدد ومعروف مسبقا ليكون من بين العناصر المكونة للعينة ،غير أنه
يجب أن تكون لدينا قائمة تشكل كل عناصر مجتمع البحث المراد دراسته.
هذه القائمة نطلق عليها اسم قاعدة مجتمع البحث ،ومن خالل هذه القائمة سيتم سحب العينة.
المعاينة االحتمالية:
ـ المعاينة الطبقية.
ـ المعاينة العنقودية.
بمعنى أن العينة تؤخذ بطريقة عشوائية ،بحيث تتجمع فيها جميع وحدات المجتمع ،إما عن
طريق القرعة أو عن طريق الجدول العشوائي ،بحيث يتم اختيار مجتمع البحث بطريقة عشوائية.
ب ــ العينة المنتظمة
يتم اختيار مجتمع البحث بناء على عينة عشوائية ،ولكن على أساس فرق عددي منتظم.
فمثال يضع الباحث رقما يمثل عناصر أو وحدات العينة ،مثال الرقم 5في هذه الحالة تكون العينة
ممثلة فيها كل العناصر التي تحمل الرقم 5ولكن بشكل منتظم 5 :ـ 11ـ 15ـ ...
15
ومن هذا المنطلق تبقى العينة آلية أساسية إلنجاز البحث العلمي ،إذ تساهم في تطويره
وتجويده ،من خالل جمع المعلومات والبيانات ،ومن ثم الوصول إلى معلومات دقيقة حول الموضوع.
وهي وسيلة الستطالع الرأي وجمع المعلومات عن طريق سؤال جواب ،مما يتيح التعبير
المباشر بين مرسل ومستقبل في إطار عالقة حوار ،وقد أصبحت المقابلة خصوصا منذ النصف
الثاني من القرن العشرين تشكل أداة فعالة في استطالع الرأي العام ،ووسيلة استقصاء سوسيولوجية
مخصصة الستقبال معلومات حول موضوع ما من فئات اجتماعية مختلفة .وتعد هذه األداة وسيلة
ناجعة لجمع المعلومات بطريقة شفوية ،حيث الميل هنا يكون من طرف كثير من الناس في تقديم
المعلومة وبتلقائية أكثر ،من تقديمها بشكل كتابي ،وتتبع هذه األداة خاصة مع أناس ال يتقنون الكتابة،
وكذا األطفال.
يتعين على الباحث أن يكون في استعماله لطريقة المقابلة ذكيا ومرحا ،حتى يتقبله الناس
ويساعدونه على جمع المعلومات المرغوب فيها .وترتكز المقابلة على مجموعة من المبادئ من بينها:
أضف إلى هذه المبادئ يجب على الباحث أن يتصف بمجموعة من الصفات ،تمكنه من جمع
أكبر قدر من المعلومات حول الموضوع ،تتمثل في:
ـ عدم التعالي على المبحوث ،بمعنى أن تكون له القدرة على التواصل معه.
ـ ترك المجال للمبحوث إلبداء رأيه ،وعدم مقاطعته ،بمعنى جعل المبحوث يشعر بنوع من
االرتياح.
16
أنواع المقابلة
تتعدد وتختلف المقابلة بحسب الطريقة التي تجرى بها ،فقد تكون فردية أو جماعية .ففي حالة
المقابلة الفردية يكون هناك سؤال جواب ما بين الباحث والمبحوث حول موضوع البحث .أما في حالة
المقابلة الجماع ية فيتم فتح النقاش حول نقطة من نقاط الموضوع ،وترك الحوار والنقاش يتم ما بين
أفراد المجموعة دون توجيه أو تدخل من الباحث ،حتى يندمج أفراد المجموعة فيما بينهم ،مما يمكن
الباحث من جمع أكبر قدر من المعلومات والبيانات.
كما تنقسم المقابلة إلى رسمية وغير رسمية ،فالرسمية هي تلك التي يعتمد من خاللها الباحث
أسئلة محددة .أما غير الرسمية فهي مقابلة مرنة ،مفتوحة ،إذ من الممكن أن تكون بدون تحديد بموعد
زمني لها ،وهذا النوع من المقابلة يلزم الباحث بأن يكون تابع لوقت فراغ المبحوث.
كما نجد نوع آخر من المقابلة ،ويتوزع إلى مقابلة حرة أو غير موجهة ،ومقابلة موجهة.
فالمقابلة الحرة هي التي يترك للمبحوث الحرية في الجواب عن السؤال بطريقته دون توجيه من
الباحث ،بحيث يشعر الباحث بدون أي إكراه يمارس عليه من طرف الباحث.
أما المقابلة الموجهة هي التي تعتمد على نظام األسئلة المفتوحة ،وهذا النوع خاضع لتوجيه
الباحث بهدف الحصول على أجوبة دقيقة ومركزة .لكن هذا النوع يستدعي اطالع ودراية واسعة بمجال
البحث بما يكفل الوضع الدقيق لألسئلة ،من حيث المضمون والتناسق على مستوى السياق.
يقصد بالمالحظة تلك المشاهدة الدقيقة للظاهرة االجتماعية مع االستعانة بأساليب البحث،
والدراسة التي تتالءم مع الظاهرة المدروسة.
هي المالحظة العادية ،التي يقوم بها االنسان العادي للظواهر التي يصادفها ،وهي مالحظة
عفوية وغير مفكر فيها ،وتعتمد على الحواس والتجربة بلغة بسيطة ،إضافة إلى ترك الموضوع خاما
في الطبيعة.
17
ثانيا ــ المالحظة العلمية
يقصد بها المالحظة التي تكون منظمة وهادفة ،يتبع فيها الباحث مجموعة من اإلجراءات
والخطوات ،التي تمكنه من دراسة الظاهرة دراسة علمية .فالمالحظة العلمية حسب فرانسيس بيكون
هي أداة من أدوات تجميع المواد ،أي المواد الخاصة بظاهرة معينة.
فالتجريب العلمي هو إعداد خطة مسبقة (النظرية) يعبر عنها بلغة هندسية في مكان غير
الطبيعة ( المختبر).
ومن هنا تتميز المالحظة العادية عن المالحظة العلمية ،في كون األولى يكون الموضوع
خام ،التعبير اإلنشائي والرواية الحسية .بينما المالحظة العلمية تتم في المختبر ،وتعتمد لغة
الرياضيات ،لها خطوات واجراءات محددة.
ومن شروط المالحظة العلمية التي يتم اعتمادها من طرف الباحث ،التي تضفي على البحث
الصفة العلمية ،ال بد من توفر الشروط التالية:
ـ االنضباط والتنظيم ،أي وجود اشكالية تطرحها الظاهرة ،وتتطلب اإلجابة عنها وضع فروض
علمية بغية التحقق من صحتها .وهذه الفروض تبقى مقصودة وموجهة من طرف الباحث على أساس
الترابط والترتيب المنطقي للمعلومات.
ـ الموضوعية الواجب توفرها في الباحث ،من خالل ترك مسافة بينه وبين الموضوع المدروس،
أي تجنب الذاتية ،ودراسة الظاهرة دراسة موضوعية.
ـ يجب أن يكون اختيار الموضوع بشكل دقيق ،واختيار المفاهيم المناسبة لمعالجة الموضوع.
ـ كما يجب أن يكون الباحث سليما على المستوى العقلي والنفسي حتى يتمكن من التركيز
على موضوع البحث.
ـ العمل على تدوين كل ما يتم مالحظته ،وال يقتصر على اعتماد الذاكرة ،ألن الذاكرة قد
يعتريها النسيان ،مما يؤدي إلى الوقوع في األخطاء.
ـ امتالك رصيد معرفي مهم ،يمكن الباحث من التمكن من الموضوع المدروس ،واإلحاطة به
من كل جوانبه.
18
ثالثا :أنواع المالحظة
ـ بسيطة :وهي التي تتم من طرف عامة الناس حول ظاهرة معينة ،بوصفها لها خصائصها
المميزة لها.
ـ علمية :يتم اعتمادها من طرف ذوي االختصاص ،بناء على قوانين معينة ،ومضبوطة
ودقيقة ،لها خطوات واجراءات محددة ،تروم باألساس تفسير الظاهرة تفسي ار علميا.
ـ بدون مشاركة :يقتصر الباحث على المالحظة دون إبداء الرأي ،ودون أن يشارك في اتخاذ
القرار ،بل يكتفي بمالحظة كيفية سير الظاهرة .مثال حضور الباحث أطوار سير الجلسات البرلمانية،
حضور الباحث عملية االنتخابات ،حيث يكتفي الباحث بتدوين ما يالحظه.
ـ بالمشاركة :يعتبر الباحث جزء من الموضوع ،بحيث يشارك في صنع الظاهرة ،فهو يشارك
في مجتمع البحث .مثال دراسة ظاهرة التسول ،معايشة مجتمعات مختلفة دينيا أو ثقافيا ،من أجل
الفهم الدقيق للموضوع.
كل ما هنالك أن هناك مجموعة من الصعوبات تكتنف المالحظة ،سواء على مستوى
الموضوع أو على مستوى الباحث نفسه.
تعتبر أداة من أدوات البحث العلمي ،بواسطتها يتم جمع المعلومات حول الظاهرة المدروسة،
وهي مجموعة من األسئلة تقدم لألفراد بهدف االجابة عنها .واالستمارة هي وسيلة معقدة ،بحيث يجب
على الباحث أن يكون على علم بموضوع بحثه ،حتى يتمكن من تحديد األسئلة المراد اإلجابة عنها،
وتخضع لمجموعة من الشروط منها:
وتنقسم االستمارة إلى عدة أنواع ،استمارة ذات أسئلة مفتوحة ،وأخرى ذات أسئلة مغلقة ،ثم
استمارة ذات أسئلة مفتوحة ومغلقة .فالمفتوحة هي تلك األسئلة التي تعطي تناسقا على مستوى
األجوبة داخل االستمارة .وتكون متسلسلة ومتتابعة عكس األسئلة المغلقة التي تكون محددة في
اإلجابة إما بنعم ،أو ال .أما األسئلة المفتوحة المغلقة فهي ذات شقين ،أسئلة مغلقة متبوعة بأسئلة
مفتوحة ،من اجل التوضيح.
ـ االستمارة البريدية :التي تتم عن طريق ارسال االستمارة إلى المستجوب عبر البريد ،حيث
يقوم المستجوب بملئها ومعاودة ارسالها عبر البريد ،سواء البريد العادي أو البريد االليكتروني.
ـ االستمارة التي تسلم من المستجوب إلى المستجوب ،أساسها التواصل المباشر ،مما يضمن
التأكد من توصل المستجوب باالستمارة ،والتأكيد عليه بضرورة التفاعل معها.
21