You are on page 1of 48

‫جامعة وهران‪( 1-‬أحمد بن َبلَّة)‬

‫كليَّة العلوم اإلنسانيَّة والعلوم اإلسالميَّة‬


‫قسم علوم اإلعالم واالتِّصال‬

‫معالِم محاض ٍ‬
‫رات في مقياس‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫البصري‬
‫ّ‬ ‫السمعي‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مضمون‬ ‫تحليلُ‬
‫(السُّ ِ‬
‫داسيُّ الثاني‪ :‬نيسان‪ /‬مايو ‪)2020‬‬

‫محمَّد عدالن بن جياللي‬


‫بصري‬
‫ّ‬ ‫سمعي‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ماستر‪:1-‬‬
‫المحاضرة األولى‬
‫َ‬

‫تحليلُ المضمون‪:‬‬
‫المفاهيم واالستعمال في ب ِ‬
‫حوث اإلعالم‬‫ُ ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ -‬مالحظة‪:‬‬
‫التوسع فيها قراءةً‪ ،‬وتفصيال‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ظر من الطالب‬
‫للمحاضرة‪ ،‬إذ ُينت َ‬
‫َ‬ ‫المحاور الرئيسة‬
‫بس ْرد َ‬
‫أجتزئ َ‬
‫ـــــــ‬

‫‪ -1‬تفكي ُك ال ِب ْنية المفهوميَّة للمصطلَح‪ :‬تحلي ُل المحتوى‪ /‬المضمون‪:‬‬

‫‪ -1-1‬تحليل المحتوى‬

‫المحتوى (‪)Contenu‬‬ ‫تحليل (‪)Analyse‬‬


‫– في حقل اإلعالم‪ُّ :‬‬
‫كل ما يقوله الفرد‪ ،‬أو‬ ‫اإلنساني‪.‬‬ ‫‪ -‬عمليَّة مالزمة للفكر‬
‫ّ‬
‫(ي َسجِّله) ُب ْغية‬
‫يكتبه‪ ،‬أو ي ْف َعله‪ ،‬أو يحفظه ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬آلية من آليات اشتغال العقل‪:‬‬
‫ٍ‬
‫تحقيق أهداف اتِّصاليَّة‪.‬‬ ‫ك الظاهرة (العالَم) ‪ +‬تفكيكها‬
‫‪ -‬إدرا ُ‬
‫َّ‬
‫طبيعيةٌ (لسانيَّة)‪ ،‬أو ال‪ -‬لسانيَّة‬ ‫‪ -‬لغة‬ ‫والمكونات‬
‫ِّ‬ ‫إلى عناصرها الجزئيَّة‪ :‬الصفات‬
‫صل‪ /‬المصدر)‬ ‫‪ +‬تص ُدر عن الفرد (المتَّ ِ‬ ‫فه ُم الظاهرة‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪ +‬العالقات البينيَّة (الوظيفيَّة) = ْ‬
‫ٍ‬
‫وسيلة‬ ‫ٍ‬
‫سلوك وعبر‬ ‫ٍ‬
‫رسالة أو‬ ‫‪ +‬وتُ َنقل في‬ ‫والوقوف على طريقة اشتغالها ‪..‬‬
‫متلق بسماته‪ ،‬وحاجاته ‪+ ..‬‬ ‫ِ‬
‫لتستهدف‪ٍّ H‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪ +‬يتحقَّق التفاعل بين المصدر‪ ،‬والجمهور‪.‬‬

‫اإلعالمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫تحلي ُل المحتوى‬

‫النص ‪ +‬إحاالته الخارجيَّة‪ -‬السياقيَّة‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪َ -‬ع ْز ُل الخصائص الداخليَّة َّ‬
‫للمادة اإلعالميَّة‪/‬‬
‫اإلعالمي ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫المرسل‪ ،‬والجمهور‪ H‬مع مختلَف أقطاب النموذج‬
‫التفاعلي لالتِّصال‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض ْم َن َم ْع َمعة الفضاء‬

‫اإلعالمي بك‪Hِّ H H‬ل ِّ‬


‫مكوناته‪HH H‬ا‪ ،‬ولَُو ْيناته‪HH H‬ا االتِّجاهيَّة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪H‬ابت‪ُ .‬كلِّ ٍّي‪ .‬حمول‪HH H‬ة الوع‪HH H‬اء‬
‫= المحت وى‪ :‬ث‪ٌ H H‬‬
‫وبريء من الناحية الدالليَّة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫لي‪،‬‬
‫قَْب ٌّ‬
‫‪H‬زئي‪ .‬جه ‪HH‬ة مقص ‪HH‬ودةٌ من مس ‪HH‬احة الحمول ‪HH‬ة‪ /‬بح َس‪H H‬ب زاوي ‪HH‬ة نظ ‪HH‬ر‬ ‫‪H‬امي‪ .‬ج ‪ٌّ H‬‬‫‪ -‬المض مون‪ :‬دين ‪ٌّ H‬‬
‫دي (‬‫ص‪ٌّ H H H‬‬
‫وب‪ ،‬وق ْ‬ ‫المحلِّل (اإلش ‪HH H‬كاليَّة)‪َ .‬بع ‪ٌّ H H‬‬
‫‪H‬دي (م ‪HH H‬ا يقَ ‪HH H‬ع علي ‪HH H‬ه فع ‪HH H‬ل التحلي ‪HH H‬ل)‪َ .‬م ُش‪ٌ H H H‬‬
‫وسيميائي ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫‪،)Intentionnel‬‬

‫‪ -‬في البدايات األولى‪ ،‬اعتمد تحليل المضمون‪ :‬الح‪HH‬دس‪ ،‬والتخمين‪ ،‬والق‪HH‬راءة االنطباعيَّة ‪..‬‬
‫‪H‬ي على بعض الرك‪HH‬ائز اللُّغويَّة دونم‪HH‬ا‬ ‫‪H‬تناد في تحلي‪HH‬ل‪ /‬تق‪ِ H‬‬
‫‪H‬ييم خط‪ِ H‬‬
‫‪H‬اب سياس‪ٍّ H‬‬ ‫مث‪HH‬ال‪ :‬االس‪Hُ H‬‬
‫ألي فاعلي ٍ‬
‫َّة علميَّة (إحص‪HH‬ائيَّة)‪ ،‬من قبِي‪HH‬ل‪ :‬ش‪Hَّ H‬دد على‪ /‬لم نتوقَّع من‪HH‬ه ك‪HH‬ذا‪/‬‬ ‫إخض‪HH‬اعها ِّ‬
‫أقصى من خطابه كذا ‪..‬‬
‫‪ -‬المح ‪HH H‬اوالت األولى في َعْل َمَن‪HH H‬ة تحلي ‪HH H‬ل المض ‪HH H‬مون ك ‪HH H‬انت في ثالثين ‪HH H‬ات الق ‪HH H‬رن الماض ‪HH H‬ي‪:‬‬
‫‪H‬دولي في أمريك‪HH‬ا ح‪HH‬ول تحلي‪H‬ل المض‪HH‬مون ع‪H‬ام ‪ :1967‬م‪HH‬ع‬ ‫كم ٌّي‪ .‬المؤتمر‪ H‬ال ّ‪H‬‬ ‫المنطلَق ِّ‬
‫األب المؤسِّس‪ :‬هارولد‪ H‬الزويل‪.‬‬

‫والكيفي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الكم ّي‪،‬‬
‫اتجاه ْيه‪ِّ :‬‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬مفاهيم تحليل المضمون في إطار‬

‫التأويلي‬
‫ّ‬ ‫الكيفي‪/‬‬
‫ّ‬ ‫االتِّجاه‬ ‫الوصفي‬
‫ّ‬ ‫الكم َّي‪/‬‬
‫االتِّجاه ِّ‬

‫فهم‪/‬‬‫‪H‬اوز مج‪Hَّ H H‬رد وص‪HH H‬ف المحت‪HH H‬وى إلى ْ‬ ‫‪H‬ير على الرس‪HH H‬الة في ذاته‪HH H‬ا‪ ،‬ول‪HH H‬ذاتها‪ -1 .‬تج‪ُ H H‬‬
‫‪ -1‬التبئ‪ُ H H‬‬
‫راءة‪ /‬تأوي ِل تفاعالت ه الدالليَّة‪ ،‬والفكريَّة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫رقمي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫معطى‬ ‫تكميم المحتوى‪ ،‬وتحويله إلى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪H‬وعي واإليديولوجيَّة ‪ ..‬الواقع ِة خ ارج الب ْني ة اللُّغويَّة‬
‫‪ -2‬الزوي ل‪ :‬الوص ‪HH‬ف ال ‪HH‬دقيق‪ ،‬والموض ‪ُّ H‬‬
‫وقت معيَّن‪ .‬للرس الة‪ :‬المرتبط ‪Hِ H H H H H‬ة بك ‪Hِّ H H H H H‬ل أقط ‪HH H H H H‬اب العمليَّة‬
‫لم‪HH H‬ا يق‪HH H‬ال عن موض‪HH H‬وع معيَّن في ٍ‬
‫ُ‬
‫‪H‬ف المض ‪HH H‬مون ليس لوص ‪HH H‬ف‬ ‫االتص ‪HH H‬اليَّة‪ =.‬وص ‪ُ H H‬‬ ‫‪.Aim at describing‬‬
‫ص ‪H H H‬لة الوص‪HH H H‬ف‬
‫‪ -3‬ك ابالن‪ :Caplan /‬ال‪HH H‬دالالت اإلحص‪HH H‬ائيَّة المض‪HH H H‬مون‪ H،‬ب‪HH H H‬ل الس‪HH H H‬تعمال مح ِّ‬
‫اإلعالمي الذي‬
‫ِّ‬ ‫أللف ‪HH H‬اظ الموض ‪HH H‬وعات السياس ‪HH H‬يَّة‪ Statistical .‬ابتغاء استقراء وظيفيَّة النموذج‬
‫مني من‬ ‫ويش رطه‪ ،‬ومكا َش‪ِ H H H H H‬‬
‫فة الض‬ ‫ِْ‬ ‫‪.semantic‬‬
‫ِّ‬ ‫يحمل ه‪ُ ْ ،‬‬
‫‪ -4‬جانيس‪ :Janis /‬أس‪HH‬لوب لتص‪HH‬نيف س‪HH‬مات الرسالة‪.‬‬
‫األدوات الفكريَّة في فئات طبقً‪HH‬ا لبعض القواع‪HH‬د ‪ -2‬مقارب‪HH H H H H‬ة المحت‪HH H H H H‬وى في عالقات ه الممكنة‬
‫صالي‪.‬‬
‫ّ‬
‫التفاعلي للفعل االتِّ‬
‫ِّ‬ ‫يتبناه‪HH H H‬ا المحلِّل علميًّا‪ Classification .‬بالفضاء‬
‫ال‪HH H H‬تي َّ‬
‫‪H‬دم االنحص ‪HH H H H‬ار في وص‪HH H H H‬ف المحت ‪HH H H H‬وى‬
‫‪ -3‬ع ‪ُ H H H H‬‬ ‫‪.of the sign vehicles‬‬
‫للنص)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكم ُّي الظاهر فقط‪( .‬البِنية السطحيَّة‬ ‫‪ -5‬ك ارتريت‪ :Cartrait /‬الوص ‪HH H H‬ف ِّ‬
‫‪H‬زي‪ -3 .‬اله ‪HH H H‬دف األس ‪HH H H‬اس من عمليَّة التحلي ‪HH H H‬ل ه ‪HH H H‬و‬ ‫ألي من الس‪H‬لوك الرم ّ‬‫‪H‬وعي المنظَّم ٍّ‬
‫الموض ُّ‬
‫اني الكامنة‪Latent .‬‬ ‫‪ Describing of any symbolic‬الكش‪HH H H H H H H H H H H‬ف عن المع‬
‫‪.meaning‬‬ ‫‪.behaviour‬‬

‫‪ -6‬برن ار بريلس ون‪ :B. Berlson /‬أس‪HH‬لوب ‪ -4‬اعتم ‪HH H H H H‬اد االس ‪HH H H H H‬تدالل من خالل معطي ‪HH H H H H‬ات‬
‫الكم ِّي‪ H،‬المحت ‪HH H H H H H H‬وى على مختل ‪HH H H H H H H‬ف عناص ‪HH H H H H H H‬ر العمليَّة‬
‫البحث اله‪HH H H H H H H H H H H H H‬ادف إلى الوص‪HH H H H H H H H H H H H H‬ف ِّ‬

‫والمنهجي للمحت ‪HH H H‬وى الظ ‪HH H H‬اهر االتصالية‪ ،‬وآثارها ‪..‬‬
‫ِّ‬ ‫‪H‬وعي‪H،‬‬
‫والموض ‪ِّ H H H‬‬
‫الكم ُّي ج‪HH H H‬زء من منهجيَّة التحليل‬ ‫لالتِّصال‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلج‪HH H H‬راء ِّ‬
‫وحسب‪ :‬وسيلة‪ ،‬وليس غاية‪.‬‬

‫‪ -6‬مفه وم ب اد (‪ " :)Budd‬تحلي‪HH H‬ل المحت‪HH H‬وى‬


‫يس‪HH H H H H‬اعد في اإلجاب‪HH H H H H‬ة على األس‪HH H H H H‬ئلة المتع‪Hِّ H H H H H‬ددة‬
‫يركر المحلِّل‬ ‫المرتبط‪HH‬ة بعمليَّة االتص‪HH‬ال‪ ،‬فعن‪HH‬دما ِّ‬
‫على تق‪HH H H H H H‬ديم الرس‪HH H H H H H‬الة َّ‬
‫فإنه يمكن أن نس‪HH H H H H H‬تنتج‬
‫االرتباط ‪HH H‬ات بين الرس ‪HH H‬الة والعناص ‪HH H‬ر األخ ‪HH H‬رى‬
‫لعمليَّة االتصال "‪.‬‬
‫‪ -7‬مفه وم أس جود (‪َّ " :)Osgood‬‬
‫إن تحلي‪HH H‬ل‬
‫المحت‪HH H H H‬وى يس‪HH H H H‬تهدف االس‪HH H H H‬تدالل عن مص‪HH H H H‬ادر‬
‫االتص ‪HH H‬ال ومس ‪HH H‬تقبليه من خالل التغيُّر الواض ‪HH H‬ح‬
‫في الرس‪HH H H H‬ائل‪ ،‬وعن‪HH H H H‬دما يك‪HH H H H‬ون اهتم‪HH H H H‬ام المحلِّل‬
‫بمص ‪HH H H H H H‬در الرس ‪HH H H H H H‬الة َّ‬
‫فإنه يعتم ‪HH H H H H H‬د على العمليَّة‬
‫المنطقيَّة للمتح‪Hِّ H H‬دث‪ ،‬أو الك‪HH H‬اتب‪ ،‬وعن‪HH H‬دما يك‪HH H‬ون‬
‫االهتم‪HH H H‬ام باالس‪HH H H‬تدالل عن ت‪HH H H‬أثير الرس‪HH H H‬الة على‬
‫المس‪HH H H‬تقبلين َّ‬
‫فإنه يف ِّس ‪H H H‬ر م‪HH H H‬دى اعتم‪HH H H‬اد س‪HH H H‬لوكهم‬
‫(المع‪HH H H H H‬اني‪ -‬العواط‪HH H H H H‬ف‪ -‬االتجاه‪HH H H H H‬ات‪ )..‬على‬
‫ومكونات رسائل االتصال "‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المحتوى‬

‫والكيفي في الخطاط‪HH‬ة المنهجيَّة لتحلي‪HH‬ل المض‪HH‬مون في البح‪HH‬وث‬


‫ِّ‬ ‫الكم ِّي‪،‬‬
‫يع‪HH‬د فص ‪ٌ H‬ل بين ِّ‬
‫‪ -‬لم ُ‬
‫الكميَّة َّ‬
‫مطيةً‬ ‫مع‪HH‬ا؛ على َّ‬
‫أن تك‪HH‬ون المقارب‪HH‬ة ِّ‬ ‫ِ‬
‫اإلعالميَّة المعاص ‪H‬ر؛ ب‪HH‬ل ب‪HH‬ات يعتم‪HH‬دهما‪ً H‬‬
‫ص ‪H H‬ن به‪HH H‬ا المقارب ‪H H‬ةُ الكيفيَّة في التق‪HH H‬اط المع‪HH H‬اني‪ ،‬وممارس‪HH H‬ة التأوي‪HH H‬ل ‪...‬‬ ‫َّ‬
‫إجرائيةً تتح َّ‬
‫(ينظر مفهوم إيثيل دي سوالبو)‪.‬‬
‫ُ‬
‫توصيف عام للمفهوم‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪H‬اهري وصوالً إلى‬
‫العلمي ال‪HH‬ذي يه‪HH‬دف إلى وص‪HH‬ف المحت‪HH‬وى‪ H‬الظ‪ِّ H‬‬
‫ّ‬ ‫‪ " -‬ه‪HH‬و أح‪HH‬د أش‪HH‬كال البحث‬
‫معرف ة المض مون الص ريح للم ادَّة اإلعالميَّة الم‪HH H H‬راد تحليله‪HH H H‬ا من حيث الش‪HH H H‬كل‬
‫والمض ‪HH H‬مون تلبي ة لالحتياج ات البحثيَّة المص اغة في ش كل تس اؤالت البحث‪ ،‬أو‬
‫فروض ‪HH H‬ه طبقً ‪HH H‬ا لمجموع ‪HH H‬ة من التص نيفات‪ ،‬أو المح دِّدات‪ ،‬وذل ‪HH H‬ك به ‪HH H‬دف اس ‪HH H‬تخدام‬
‫‪H‬ني للق‪HH‬ائمين‬
‫‪H‬الي العل‪ِّ H‬‬
‫اإلعالمي وال‪HH‬تي تعكس الس‪HH‬لوك االتص‪ِّ H‬‬
‫ِّ‬ ‫البيان‪HH‬ات لوص‪HH‬ف المنتَج‬
‫باالتص‪HH H H H‬ال‪ H‬الكتش اف المرجعيَّة الفكريَّة‪ ،‬أو الثقافيَّة‪ ،‬أو السياس يَّة‪ ،‬أو العقائديَّة‬
‫الجمل هو من لَ ُدن األستاذ)‪.‬‬
‫التي تنبع منها الرسالة اإلعالميَّة "‪( .‬التبئير على ُ‬
‫تتم‬
‫‪ " -‬يه ‪HH‬دف إلى التع ‪Hُّ H‬رف على المقاص د اإلعالميَّة للق ‪HH‬ائمين باالتص ‪HH‬ال‪ ،‬وذل ‪HH‬ك بش ‪HH‬رط‪ H‬أن َّ‬
‫اإلعالمي بص‪HH‬فة منتظمة ووف ‪H‬ق‪ H‬أسس منهجيَّة ومع‪HH‬ايير موضوعيَّة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫عمليَّة التحلي‪HH‬ل‬
‫وأن يس ‪HH‬تند الب ‪HH‬احث في عمليَّة جم ‪HH‬ع البيان ‪HH‬ات وتحليله ‪H‬ا‪ H‬على األس ‪HH‬لوب الكمي بص ‪HH‬فة‬
‫أساسية "‪.‬‬

‫ــــــــــ‬
‫محمد عبد الحميد‪ :‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪.‬‬
‫* ُينظر‪َّ :‬‬
‫العلمي‪ ،‬دار المهندس للطباعة‪ ،2009 ،‬ص‪.158 :‬‬
‫ّ‬ ‫* ينظر‪ :‬عبد اهلل زيطة‪ ،‬مناهج وأدوات البحث‬
‫المصب ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تصب في‬
‫ُّ‬ ‫* وال مانع من اعتماد مراجع أخرى‬
‫المحاضرة الثانية‬
‫َ‬

‫منهجيَّةُ تحلي ِل المضمون‬


‫(الخطوات النظريَّة واإلجرائيَّة)‬
‫ُ‬
‫* تنبيه ُم ْل ِزم‪:‬‬
‫‪H‬ترض أن يتَّص‪HH H‬ف به‪HH H‬ا البحث‪ ،‬والب‪HH H‬احث‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ثمة َح‪ H H‬والَى أربع‪HH H‬ة ُمح‪Hِّ H H‬ددات علميَّة‪ ،‬ومنهجيَّة يف‪َ H H‬‬
‫َّ‬
‫‪H‬ورةً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ٍ‬
‫‪H‬اوين مس‪HH‬تقلة‪ ،‬على أن يأخ‪H‬ذ الط‪H‬الب المب‪H‬ادرة في تفص‪H‬يلها بْل‪َ H‬‬ ‫مع‪HH‬ا‪ ،‬أكتفي ب َس‪ْ H‬ردها في ش‪HH‬كل عن‪َ H‬‬ ‫ً‬
‫المرفَقة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫المراجع‪ ،‬والمؤلفات ْ‬‫ِ‬ ‫وشرحا ‪ ..‬من خالل توسيع القراءة في‬ ‫ً‬
‫ضمنا في مطاوي المحاضرات الالَّحقة‪.‬‬
‫ً‬ ‫حاور غير معقَّ ٍ‬
‫دة‪ ،‬ومشروحةٌ‬ ‫ألنها َم ِ ُ ُ‬
‫ذلك َّ‬

‫ـــ‬

‫ِّدات العلميَّة والمنهجيَّة لتحليل المضمون‪:‬‬


‫‪ -1‬المحد ُ‬
‫‪ -1-1‬االنتظام (‪ )Systematic‬أو المنهجيَّة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الحياد (‪ )Neutrality‬والموضوعيَّة (‪.)Objectivity‬‬

‫‪ -1-3‬التعميم‪ /‬الشموليَّة (‪.)Generality‬‬

‫الد ْمج‪.‬‬
‫الكيفي ومنطق‪َ H‬‬
‫ُّ‬ ‫الكم ُّي والتحليل‬
‫‪ -1-4‬التحليل ِّ‬
‫ـــ‬

‫إلى ص‪.29 :‬‬ ‫ص‪23:‬‬ ‫محمد عبد الحميد‪ ،‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪،‬‬
‫ظر‪َّ :‬‬
‫* ُين َ‬
‫(الخطوات النظريَّة واإلجرائيَّة)‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫تحليل المضمون‬ ‫منهجي ُة‬
‫َّ‬ ‫‪-1‬‬

‫‪H‬اربتَْين اثنتَْين في توص ‪Hِ H H H H H‬‬


‫‪H‬يف الخط ‪HH H H H H‬وات المنهجيَّة؛ النظريَّة‪،‬‬ ‫ثمة مق ‪َ H H H H H‬‬ ‫أومئ إلى َّ‬
‫أن َّ‬
‫واإلجرائيَّة لتحليل المضمون‪:‬‬
‫(المتداولَ ة)‪ .‬م ‪HH‬ع‬
‫َ‬ ‫العمليَّة‬
‫والمقارب ة َ‬
‫َ‬ ‫المقارب ة المعرفيَّة‪ /‬االس تطالعيَّة (الغربيَّة)‪-2 .‬‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫يمس المفاصل المنهجيَّة لعمليَّة التحليل ذاتِها‪.‬‬‫شكلي‪ ،‬وال ُّ‬
‫ٌّ‬ ‫َّ‬
‫أن الفرق بين المقاربتَْين‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫إن اعتم‪HH H H‬اد (تحلي ‪HH H H‬ل المض‪HH H H‬مون) ال يع‪HH H H‬ني التخلِّي عن الخط وات المنهجيَّة َّ‬
‫العامة‬ ‫َّ‬
‫‪H‬ق ال‪HH‬وعي باإلش‪HH‬كاليَّة‪،‬‬ ‫المق‪Hَّ H‬ررة في إنج‪HH‬از البح‪HH‬وث العلميَّة (الجامعيَّة)‪ ،‬وال‪HH‬تي من ش‪HH‬أنها تعمي‪ُ H‬‬
‫(المتَ َم ْر ِحل‪HH H‬ة)‬
‫‪H‬رفي‪ H،‬وتفص‪HH H‬ي ُل البني‪HH H‬ة المنهجيَّة ُ‬
‫مكون‪HH H‬ات فض‪HH H‬ائها‪ H‬المع‪ّ H H‬‬
‫وتس‪HH H‬ليطُ‪ H‬الض‪HH H‬وء على ِّ‬
‫ص ‪H‬ة بالتص‪HH‬نيف‪ ،‬والع‪Hِّ H‬د‪ ،‬والقي‪HH‬اس‪ ،‬وتفس‪HH‬ير النت‪HH‬ائج‪ ،‬وتأوي‪HH‬ل‬ ‫للبحث‪ ،‬واس‪HH‬تثارةُ األس‪HH‬اليب الخا َّ‬
‫القناعات المعرفيَّة‪.‬‬

‫***‬

‫المبدئي (‪:)Preliminary analysis‬‬


‫ّ‬ ‫المقاربة األولى‪ :‬التحلي ُل‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪H‬ادة اإلعالميَّة‪ ،‬ومكا َش‪H H‬فة ْقبليَّة في نس‪H H‬ق المحت ‪HH‬وى‪ ،‬وس ‪ِ H‬‬
‫‪H‬ياقه ‪..‬‬ ‫لي في الم ‪َّ H‬‬
‫تبار َّأو ٌّ‬
‫َ‬ ‫‪ -1-1‬اس ٌ‬
‫وو ْحدات)‪ /‬الع‪Hِّ H‬د والقي‪HH‬اس‬ ‫ُّ‬
‫ُبغية التحقق من قابليَّته للتحليل‪ :‬التجزئة‪ /‬التصنيف‪( H‬فئات َ‬
‫االفتراضي للبحث‪ /‬الباحث‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫اإلشكالي‪/‬‬
‫ِّ‬ ‫وفقًا للمنظور‪H‬‬

‫قبلي (‪Avant-‬‬ ‫نقدي عام يكون بمثاب ‪HH‬ة مشروع ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫معرفي‪-‬‬
‫ٍّ‬ ‫تصو ٍر‬
‫‪ -1-2‬محاولة في تأسيس ُّ‬
‫‪ )projet‬يتق ‪Hَّ H H‬دم عمليَّة تحلي ‪HH H‬ل المض ‪HH H‬مون عينِه ‪HH H‬ا‪ " .‬خط ‪HH H‬وة ارتيادي ‪HH H‬ة قب ‪HH H‬ل الب ‪HH H‬دء في‬
‫‪H‬منا في اإلج‪HH H‬راءات الس‪HH H‬ابقة على‬
‫إج‪HH H‬راءات التحلي‪HH H‬ل النه‪HH H‬ائي [‪ ]...‬حيث ت‪HH H‬درج ض‪ً H H‬‬
‫وضع مشروع‪ H‬التحليل "‪ /.‬محمد عبد الحميد‪ :‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪.‬‬

‫المكون‪HH‬ة‬
‫ِّ‬ ‫عين‪HH‬ات أص‪HH‬غر من الوث‪HH‬ائق بغ‪HH‬رض تحدي‪HH‬د العناص‪HH‬ر‬ ‫يتم على ِّ‬
‫‪ " -1-3‬تحلي‪HH‬ل كيفي ُّ‬
‫النهائي التي ستُتَّخذ أساسا للتصنيف "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لوحدات التحليل‬
‫مكوناته‪H‬ا‪H‬‬‫محل التحليل الستشفاف ِّ‬ ‫مبدئي (‪ )Preliminary examination‬للمادة َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ -1-4‬فحص‬
‫ال ‪HH‬تي تقب ‪HH‬ل التح ‪Hُّ H‬ول إلى َو ْ‪H‬ح‪ H‬دات تحلي ‪HH‬ل بحيث تت ‪HH‬وافر‪ H‬فيه ‪HH‬ا جمل ‪HH‬ة من المواص ‪HH‬فات‪،‬‬
‫قيم كميَّة (قابل‪HH H‬ة‬ ‫ِ‬
‫تحويله‪HH H‬ا إلى ٍ‬ ‫والخص‪HH H‬ائص ال‪HH H‬تي ِّ‬
‫تمكن الب‪HH H‬احث من ترميزه‪HH H‬ا‪ ،‬أي؛‬
‫ِّ‬
‫المبكر (‪.)Virginity principle‬‬ ‫التحليل‬ ‫للقياس)‪ /.‬مفهوم كارني‪.‬‬
‫‪ -1-5‬دراسة استطالعيَّة يستأنس بها المحلِّل قبل مبا َشرة فعل التحليل (الدراس‪HH‬ة التحليليَّة)‬
‫لق ‪HH H‬اء الوق ‪HH H‬وف‪ H‬على جمي ‪HH H‬ع م‪HH H‬داخل المحت ‪HH H‬وى‪ ،‬وفواعل ‪HH H‬ه الوظيفيَّة ‪ ..‬الم ْف ِ‬
‫ض‪H H H‬ية إلى‬ ‫َ‬
‫النص‪ ،‬وال دخول في‬
‫ِّ‬ ‫مفاوضة المحتوى‪/‬‬ ‫كوامن المعنى في المضمون المحلَّل‪.‬‬
‫عالق ة ألف ٍة مع ه (‪ )Familiarity‬من ش‪HH H H‬أنها التمكين من ف‪Hْ H H H‬رز الجزئي‪HH H H‬ات ُبيس‪Hٍ H H H‬ر‪،‬‬
‫‪H‬تغرق‪ H‬بالمض ‪HH‬مون ‪ +‬العالق‪HH‬ات التفاعليَّة‪،‬‬ ‫اإلعالمي المس‪َ H‬‬
‫ِّ‬ ‫وفعاليَّة‪ :‬متغيِّرات النم ‪HH‬وذج‬
‫وحركيَّة ال‪HH‬دالالت ‪َ ..‬م ْس‪H‬ح ال‪HH‬تراث (ال‪HH‬ذاكرة المعرفيَّة للمحت‪HH‬وى) ‪ +‬مراجع‪HH‬ة ذوي‬
‫الخ ‪HH H H‬برة (المش ‪HH H H‬تغلين على موض‪HH H H H‬وعة البحث‪ /‬المض ‪HH H H‬مون) ‪ُ +‬مفاعل ‪HH H H‬ة التج ‪HH H H‬ارب‪/‬‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬

‫***‬

‫المبدئي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1-2‬المقتضيات (الوظائف) النظريَّة للتحليل‬

‫المعرفي‪ :‬حركة المتغيِّرات‪ ،‬وديناميَّة‬


‫ّ‬ ‫تثبيت اإلشكاليَّة (المشكلة)‪ ،‬وتفصي ُل فضائها‬
‫ُ‬ ‫‪-2-1‬‬
‫األسيِقة الداخليَّة‪ ،‬والخارجيَّة‪.‬‬
‫ْ‬
‫المالءمة المنهجيَّة ‪ +‬قابليَّة االختبار ‪ +‬الثبات (‬
‫َ‬ ‫‪ -2-2‬تأصي ُل االفتراض‪ :‬تأمين الفرضيَّة‪:‬‬
‫المعرفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪)Reliability‬‬
‫‪ -2-3‬تحص يل المعلوم ات‪ ،‬والمع ارف الكيفيَّة ‪ /‬الس ياقيَّة عن المحت وى بم‪HH H‬ا ي ْس ‪ِ H H‬هم في‬
‫المقدمات مع النتائج‪ ،‬والتفسيرات ‪..‬‬ ‫المنهجي‪ :‬تالزم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫تفعيل الصدق‪)Validity( H‬‬

‫المبدئي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1-3‬المقتضيات (الوظائف) النظريَّة للتحليل‬

‫(العد)‪..‬‬ ‫وو ْحدات‪ ،‬مع تحديد معيار القياس‬ ‫ٍ‬


‫ّ‬ ‫‪ -3-1‬تجزئة المحتوى إلى فئات‪َ ،‬‬
‫العد‪ ،‬وتحديد القيم‪ ،‬واألوزان اإلحصائيَّة للبيانات‪.‬‬
‫‪ -3-2‬ضبط معيار القياس‪ّ /‬‬
‫‪ -3-3‬تص ‪HH‬ميم‪ H‬اس ‪HH‬تمارة بحث المحت ‪HH‬وى؛ جدول ‪HH‬ة الفئ ‪HH‬ات‪ ،‬وتقري ‪HH‬ر أس ‪HH‬اليب ع ‪HH‬رض البيان ‪HH‬ات‬
‫الكميَّة‪ ،‬وعقد المقارنات (االستنتاج والقراءة)‪.‬‬

‫***‬

‫المقاربة الثانية (المتداولة)‪ :‬المراحل والخطوات‪:‬‬


‫َ‬ ‫‪-2‬‬

‫‪H‬تنتاجي‬
‫ّ‪H‬‬ ‫المنهجي ‪ +‬األف‪HH H H‬ق االس‪H H H‬‬
‫ّ‬ ‫‪H‬رفي ‪ +‬األداء‬
‫‪ -2-1‬إنت اج اإلش كاليَّة‪ :‬المنطل‪HH H H‬ق المع‪ّ H H H‬‬
‫المحتمل‪.‬‬
‫َ‬ ‫واالستشرافي‬
‫ّ‪H‬‬
‫‪H‬تهدفة بالتحلي ‪HH‬ل‬
‫ص‪ُ HH‬د الب ‪HH‬ؤر الموض ‪HH‬وعاتيَّة (التيميَّة) المعرفيَّة المس ‪َ H‬‬
‫المعاين ة‪ :‬ر ْ‬
‫َ‬ ‫‪ -2-2‬إط ار‬
‫العين‪HH‬ة في ح‪HH‬ال اتس‪HH‬اع رقع‪HH‬ة المحت‪HH‬وى‬‫‪H‬ادة اإلعالميَّة ‪ /‬المحت‪HH‬وى‪ .‬اعتم‪HH‬اد ِّ‬ ‫داخ‪HH‬ل الم‪َّ H‬‬
‫(مجتمع التحليل)‪.‬‬
‫‪H‬اهدة‪ ،‬أو الق‪HH‬راءة‪:‬‬ ‫‪H‬ب عليه‪HH‬ا المش‪َ H‬‬ ‫بيت َو ْح دة االهتم ام‪َ /‬و ْح دة التحليل ال‪HH‬تي ستنص‪ُّ H‬‬ ‫‪ -2-3‬تث ُ‬
‫الج ‪HH‬زء‪ /‬المنحى‪ /‬الم ‪HH‬وطن من المحت ‪HH‬وى‪ H‬ال ‪HH‬ذي س ‪HH‬يقَع علي ‪HH‬ه فع ‪HH‬ل التحلي ‪HH‬ل‪ ،‬والقي ‪HH‬اس‪:‬‬
‫‪H‬ردي ال ‪HH H‬ذي سيش ‪HH H‬مل ك ‪Hَّ H H‬ل أج ‪HH H‬زاء‪ /‬فئ ‪HH H‬ات المحت ‪HH H‬وى (م ‪HH H‬ا يش ‪HH H‬به‬
‫‪H‬تيمي‪ /‬الس ‪ُّ H H‬‬
‫الخي ‪HH H‬ط ال ‪ُّ H H‬‬
‫‪H‬عبي في الجزائ‪H‬ر؛ ه‪HH‬ذه َو ْ‪H‬ح دة‬
‫‪H‬اس موق‪HH‬ف النخب‪H‬ة من الح‪H‬راك الش‪ِّ H‬‬‫اإلش‪H‬كاليَّة)‪ .‬مثالً‪ :‬قي‪ُ H‬‬
‫الحراك ‪...‬‬‫قياس مشاركة النخبة في َ‬ ‫ٍ‬
‫اهتمام تختلف عن نظيرتها‪ُ :‬‬
‫المعرفي ‪..‬‬
‫ّ‪H‬‬ ‫‪ -2-4‬االفتراض تحت مظلَّة اإلشكاليَّة‪ ،‬واالستشراف‪H‬‬
‫‪H‬وم‬ ‫ٍ‬ ‫ب مفاهيم‪ /‬مصطلحات التحليل؛ ُيستحسن أن تُقابل َّ‬
‫مفهوم فئ‪H‬ةٌ‪( .‬الفئ‪HH‬ة مفه‪ٌ H‬‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫صُ‬ ‫‪َ -2-5‬ن ْ‬
‫أحيانا)‪.‬‬
‫ً‬
‫بيت َو ْح دات التحليل‪ .‬م ‪HH‬ع تحدي ‪HH‬د الن وع س ‪HH‬لفًا بم ‪HH‬ا يتناس ‪HH‬ب وطبيع ‪HH‬ة المض ‪HH‬مون‪،‬‬
‫‪ -2-6‬تث ُ‬
‫وإ حصاء عدد التكرارات تحت لواء ِّ‬
‫كل فئة‪.‬‬
‫عرض النتائج‪ :‬النسب المئويَّة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2-7‬‬
‫النسب ضمن الحدود الداخليَّة للمضمون)‪.‬‬
‫تفسير النتائج‪( .‬وصف َ‬‫ُ‬ ‫‪-2-8‬‬
‫الكيفي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مكرسة في منهجيَّة تحليل المضمون‬
‫‪ -2-9‬االستدالل والتأويل ‪( ..‬خطوة َّ‬
‫‪ -2-10‬التوصيات والمقترحات‪ :‬عرض القناعات المعرفيَّة‪ ،‬واستشراف اآلفاق ‪..‬‬
‫النهائي (تفصيل النتائج قراءةً‪ ،‬ونقدا ‪.)..‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2-11‬تحرير التقرير‬

‫ـــــ‬
‫المحاضرة الثالثة‬
‫َ‬

‫ترميز بيانات التحليل‬


‫ُ‬
‫المفاهيم والمبادئُ والتصنيف ‪..‬‬
‫ُ‬

‫التوس ع فيه ا‬
‫ُّ‬ ‫ظ ر من الط الب‬
‫للمحاض رة‪ ،‬إذ ُينت َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬مالحظ ة‪ :‬أج تزئ بس رد المح اور الرئيس ة‬
‫قراءةً‪ ،‬وتفصيال‪.‬‬
‫ـــ‬

‫‪ -1‬مفهوم‪ :‬ترميز‪ /‬بيانات التحليل‪:‬‬

‫‪H‬ام إلى‬
‫كيفي‪ /‬ع‪ٍّ H H H‬‬
‫معطى ٍّ‬ ‫النص) من‬
‫ِّ‬ ‫‪ -1-1‬الترم يز‪ :‬تحوي ‪HH H H‬ل المعطى اإلعالمي (الم‪َّ H H H‬‬
‫‪H‬ادة‪/‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مخصوص (بالدراس‪H‬ة والتحلي‪H‬ل)‪ :‬من فك‪H‬رة‪ /‬ح‪H‬دث إلى رقم‪ /‬إحص‪H‬اء‪.‬‬ ‫كم ٍّي‪/‬‬
‫معطى ِّ‬
‫أن كلمة ترم‪H‬يز ج‪H‬اءت من رم‪H‬ز؛ وال‪H‬ذي ال نع‪H‬ني ب‪H‬ه هن‪H‬ا (‪ ،)Symbole‬وإ َّنم‪H‬ا‪:‬‬ ‫القصد َّ‬
‫شفرة (‪( )Code‬تهيِّئ المحلِّل لعمليَّة القياس‪ /‬التكميم)‪.‬‬
‫‪H‬اء عليه‪HH H‬ا عمليَّة قي‪HH H‬اس‬ ‫تتم بن‪ً H H‬‬
‫‪ -1-2‬بيان ات التحلي ل‪ :‬ج‪HH H‬داول اإلحص‪HH H‬اء‪ ،‬والتكميم؛‪ H‬ال‪HH H‬تي َّ‬
‫المض ‪HH H H‬مون‪ .‬هي المفاص ‪HH H H‬ل الس ‪HH H H‬رديَّة‪ /‬الفكريَّة للمحت ‪HH H H‬وى‪ :‬وهي تص ‪HH H H‬نيفيَّة‪ :‬فئ ‪HH H H‬ات‪،‬‬
‫وتحليليَّة‪َ :‬و ْحدات‪.‬‬

‫‪H‬وى‬
‫يتم من خالله‪HH H‬ا تحوي ‪HH‬ل محت‪Hً HH‬‬
‫‪ -1-3‬ترم يز بيان ات التحلي ل‪ :‬مجموع‪HH H‬ة المراح‪HH H‬ل ال‪HHH‬تي ُّ‬
‫دات ٍ‬
‫قابلة ِّ‬
‫للعد‪ ،‬والقياس‪.‬‬ ‫إعالمي إلى و ْح ٍ‬
‫ٍّ‬
‫َ‬
‫ـــ‬

‫صلَة المحتوى‪:‬‬ ‫ِ‬


‫‪ -2‬مبادئُ الترميز‪ /‬تجزئة‪َ /‬م ْف َ‬
‫برمته‪H‬ا‪ .‬ب‪H‬ل‬
‫ثمة طريقة مثلى لترميز تكون في مس‪H‬توى اإلجاب‪H‬ة عن س‪H‬ؤاالت اإلش‪H‬كاليَّة َّ‬ ‫ليس َّ‬
‫فترض أن ينهض عليها الباحث‪ -‬المحلِّل ليق‪Hِّ H‬رر أس‪H‬لوب الترم‪HH‬يز‪،‬‬
‫عامة ُي َ‬
‫ثمة مبادئُ َّ‬
‫َّ‬
‫اإلجرائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ومسارها‪H‬‬
‫َ‬
‫‪H‬رفي ‪ +‬الفرض ‪HH H H‬يات ‪+‬‬
‫‪ -2-1‬رب ‪HH H H‬ط ق ‪HH H H‬رارات الترم ‪HH H H‬يز‪ H‬بمن ‪HH H H‬اخ اإلش ‪HH H H‬كاليَّة‪ :‬المنطلَ ‪HH H H‬ق المع ‪Hّ H H H‬‬
‫األهداف‪ ،‬واآلفاق البحثيَّة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬استلهام قرارات الترميز‪ H‬من المنطلقات النظريَّة للبحث‪.‬‬
‫محددة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وجهة معرفيَّة‪ -‬نقديَّة َّ‬ ‫ٍ‬
‫هدف‪ ،‬أو‬ ‫رصد‪ H‬البيانات من دون‬
‫التعمق في ْ‬
‫‪ -2-3‬تحاشي ُّ‬
‫ـــ‬

‫‪ -3‬قرارات الترميز (الخطَّة العمليَّة)‪:‬‬

‫صلَة‪ :‬تحديد األجزاء الكبرى الصالحة ألن تكون‪:‬‬ ‫والم ْف َ‬


‫‪ -3-1‬تصنيف‪ H‬المحتوى‪ :‬التجزئة‪َ ،‬‬
‫التمرح‪H‬ل‬
‫ُ‬ ‫فئات في ضوء عالقتها الض‪H‬روريَّة بمنظ‪H‬ور اإلش‪H‬كاليَّة‪ ،‬م‪H‬ع مراع‪H‬اة مس‪H‬ار‬
‫(المفصلة)‪.‬‬
‫َ‬ ‫فيما بينها‬
‫‪H‬دة بالتيم‪HH‬ة‪ /‬الدالل‪Hِ H‬ة المركزيَّة للفئ‪HH‬ة ال‪HH‬تي‬
‫‪ -3-2‬وض‪HH‬ع وح‪HH‬دات التحلي‪HH‬ل بحيث ترتب‪H‬ط‪ H‬ك‪Hُّ H‬ل وح‪ٍ H‬‬
‫تنضوي تحتها‪.‬‬
‫‪ -3-3‬تص ‪HH‬ميم‪ H‬اس ‪HH‬تمارة جم ‪HH‬ع البيان ‪HH‬ات (اإلحص ‪HH‬ائيَّة)‪ :‬الج ‪HH‬دول الخ ‪HH‬اص بالفئ ‪HH‬ات‪ ،‬ووح ‪HH‬دات‪H‬‬
‫التحليل‪.‬‬
‫َّ‬
‫المحدد سلفًا‪ :‬التكرار مثالً‪.‬‬ ‫‪ُ -3-4‬مبا َشرة عمليَّة ِّ‬
‫العد‪ ،‬والقياس وفق المعيار‬
‫ـــ‬

‫(إنتاج الفئات)‪:‬‬
‫ِ‬ ‫معايير التصنيف‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬

‫النظري للبحث‪ /.‬زاوية النظر إلى المحتوى‪.‬‬‫ِّ‬ ‫‪ -4-1‬االلتزام باإلطار‬


‫الم‪H‬واطن من المحت‪HH‬وى‪H‬‬ ‫‪H‬اؤالت‪ ،‬أو فرض‪HH‬ي ٍ‬
‫َّات علميَّة‪Hَ /.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -4-2‬ح‪HH‬دود م‪HH‬ا يث‪HH‬يره البحث من تس‪H‬‬
‫المعرفي لإلشكاليَّة ؟‬
‫ِّ‬ ‫الهوس‬
‫التي تتبادل العالقة مع َ‬
‫‪H‬تهدفة من البحث‪ /.‬عكس‪HH H‬يًّا‪ :‬ع‪HH H‬دم االنش‪HH H‬غال بمن‪HH H‬اطق‬ ‫‪ -4-3‬االرتب‪HH H‬اط‪ H‬بإط‪HH H‬ار‪ H‬النت‪HH H‬ائج المس‪َ H H‬‬
‫المحت ‪HH H H‬وى ال ‪HH H H‬تي ال تتفاع ‪HH H H‬ل وإ ش ‪HH H H‬كاليَّة البحث‪ ،‬وال تُفض ‪HH H H‬ي إلى ملم ‪HH H H‬وس النت ‪HH H H‬ائج‪،‬‬
‫المرجوة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والتخمينات‬
‫ـــ‬

‫‪ -5‬مفهوم‪ :‬التصنيف (‪ /)Classification‬تحديد الفئات (‪:)Categorizing‬‬

‫األول‪ :‬يتَّج‪HH‬ه‬
‫جوهري بين فعل التص نيف‪ ،‬وبين فع ل الت ْف ِيئ ة (الفئ ات)‪َّ :‬‬
‫ٌّ‬ ‫‪ -‬ليس هناك فرق‬
‫نح‪HHH‬و تمي‪HHH‬يز المحطَّات الك‪HHH‬برى داخ‪HHH‬ل المحت‪HHH‬وى‪( H‬في ض ‪HH‬وء مقتض ‪HH‬يات اإلش ‪HH‬كاليَّة)‪.‬‬
‫عنونتِه ‪HH H‬ا (ترميزه ‪HH H‬ا بدالل ‪HH H‬ة‬
‫َ‬ ‫والث اني‪ِّ :‬‬
‫يركز أسا ًس‪H H H‬ا على تفص ‪HH H‬يل الفئ ‪HH H‬ة‪ :‬تس ‪HH H‬ميتها‪/‬‬
‫مستقلَّة)‪.‬‬

‫‪ -‬التص نيف‪ ،‬وتحدي د الفئ ات كالهم ا يرتب ط بفع ل التجزئ ة (‪ " :)Parting‬تحوي‪HH‬ل الك‪HH‬ل إلى‬
‫أج ‪HH H‬زاء ذات خص ‪HH H‬ائص أو مواص ‪HH H‬فات أو أوزان مش ‪HH H‬تركة بن ‪HH H‬اء على مح ‪Hِّ H H‬ددات ُّ‬
‫يتم‬
‫فئة لل دوافع (الماض ي)‪.‬‬ ‫وص‪HH‬فها‪ ،‬واالتف‪HH‬اق عليه‪HH‬ا مس‪HH‬بقًا "‪ /.‬مثالً‪ :‬تخصيص جزء‪ٍ /‬‬
‫وجز ٍء للتشخيص (الحاضر)‪ .‬وجز ٍء للحلول (المستقبل)‪.‬‬

‫‪H‬ري) للبحث‪،‬‬‫العلمي (النظ‪ِّ H‬‬


‫ِّ‬ ‫‪ -‬ملحوظ‪HH‬ة‪ :‬تتمظه ‪H‬ر‪ H‬مح‪Hِّ H‬ددات التص‪HH‬نيف‪ ،‬والتجزئ‪HH‬ة في ال‪HH‬تراث‬
‫وفي ثناي ‪HH‬ا الدراس ‪HH‬ات المس ‪HH‬بقة‪ .‬ك ‪HH‬ذلك ت ْس‪HH‬هُل عمليَّة التجزئ ‪HH‬ة ذات المح ‪Hِّ H‬ددات الكميَّة‪:‬‬
‫‪H‬ثي كيفيًّا‪ :‬موق‪HH‬ف‬
‫عب حين يك‪HH‬ون المنطلَ‪H‬ق‪ H‬البح‪ُّ H‬‬
‫ص‪ُ H‬‬
‫الط‪HH‬ول‪ /‬العم‪HH‬ر‪ /‬ال‪HH‬وزن ‪ ...‬بينم‪HH‬ا ت ْ‬
‫إيديولوجي‪ H/‬رأي‪ /‬سلوك إنساني ‪...‬‬
‫ّ‬
‫ـــ‬

‫‪ -6‬مفهوم الفئة‪:)Category( /‬‬

‫‪ -‬الفئ‪HH‬ات (فئ‪HH‬ات المحت‪HH‬وى)‪ " :‬أج‪HH‬زاء أص‪HH‬غر تجتم‪HH‬ع فيه‪HH‬ا وح‪HH‬دة الص‪HH‬فات أو الخص‪HH‬ائص أو‬
‫األوزان‪ ،‬وتعتبر بعد ذلك جيوب[اً] أو أماكن يضع فيها الب‪H‬احث ك‪H‬ل م‪H‬ا يقابل‪H‬ه[ا] من‬
‫ص‪ H‬ل‬
‫تم ْف ُ‬
‫وحدات تجتمع فيه‪HH‬ا ه‪HH‬ذه الص‪HH‬فات أو الخص‪HH‬ائص أو األوزان "‪ / .‬الفئ‪H‬ة هي َ‬
‫‪H‬ردي (حين‬ ‫ثي س ‪ٍّ H H‬‬
‫ص‪H H H‬ل ح ‪Hَ H H‬د ِّ‬
‫تم ْف ُ‬
‫‪H‬ري (حين يتع ‪HH H‬اطى المحت ‪HH H‬وى‪ H‬ظ ‪HH H‬اهرةً مج ‪Hَّ H H‬ردة)‪َ /‬‬
‫فك ‪ّ H H‬‬
‫تمفصل بنيويٌّ‪ :‬إذ تسلُك الفئ‪H‬ة س‪HH‬لوك البني‪HH‬ة‪ :‬له‪HH‬ا‬ ‫ُ‬ ‫يتعاطى المحتوى ظاهرةً سلوكيَّة)‪.‬‬
‫قياسها)‪.‬‬
‫تحليل واحدة بغية ْ‬ ‫ٍ‬ ‫مركز‪ ،‬وتتَّسم‪ H‬بالديناميَّة (لذلك ال يمكن االكتفاء َبو ْحدة‬ ‫ٌ‬
‫ـــ‬

‫فات العلميَّة والمنهجيَّة للفئة‪:‬‬


‫المواص ُ‬
‫َ‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -7-1‬االس تقالليَّة (‪ :)Independence‬م ‪HH H H‬ا ُيص ‪Hَّ H H H‬نف تحت ل ‪HH H H‬واء فئ ‪Hٍ H H H‬ة ال ينبغي أن يقب ‪HH H H‬ل‬
‫التص‪HHH‬نيف‪ H‬تحت ل‪HHH‬واء فئ‪HHH‬ة أخ‪HHH‬رى‪ .‬ل‪HH H‬ذل ينبغي الت ‪HH‬دقيق‪ H‬في تأش ‪HH‬ير الفئ ‪HH‬ات‪ ،‬وتث‪HH H‬بيت‬
‫الموضوعاتي بينها‪ .‬فئة‪ :‬المفهوم‬ ‫الفكري‪ ،‬أو‬ ‫حذر الوقوع في فخ التماهي‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫معالمها َ‬
‫تماما عن فئة‪ :‬النتائج ‪..‬‬ ‫َّ‬
‫مستقلة ً‬
‫‪H‬واد المحت‪HH‬وى‪ H‬كلُّه‪HH‬ا مش‪HH‬مولةً بفئ‪Hٍ H‬ة من الفئ‪HH‬ات‪.‬‬
‫‪ -7-2‬الش موليَّة (‪ :)Exhaustive‬أن تك‪HH‬ون م‪ُّ H‬‬
‫مكون‪HH‬ات المحت‪HH‬وى‪ .‬وإ الَّ س‪HH‬تكون الفئ‪HH‬ة مجَّانيَّة‪ ،‬م‪HH‬ا يش‪HH‬ي‬ ‫أي؛ أن يكون ِّ‬
‫لكل فئة ما يقابلها من ِّ‬
‫بوقوع الباحث في ٍ‬
‫خلل ما في مرحلة التجزئة‪! ‬‬

‫‪ -7-3‬المالءم ة (‪ :)Adequacy‬وف ‪HH H H‬اء الفئ‪HH H H‬ة الحتياج ‪HH H H‬ات البحث‪ ،‬وكفاءتُه‪HH H H‬ا في تحقي‪HH H H‬ق‬
‫المرامي‪ ،‬واألهداف‪.‬‬

‫‪ -‬ومن شروط تحقيق هذه المواصفات‪:‬‬

‫‪H‬ام الب‪HH H‬احث بك‪Hِّ H H‬ل م‪HH H‬ا يحي‪HH H‬ط بالخلفيَّة النظريَّة لبحث‪HH H‬ه‪ :‬المع‪HH H‬ارف الجانبيَّة‪ ،‬والمه‪HH H‬ارات‬
‫‪ -1‬إلم‪ُ H H‬‬
‫االستقرائيَّة ‪..‬‬
‫‪H‬رفي‬
‫الكيفي‪ /‬المع‪ِّ H‬‬
‫ِّ‬ ‫ص ‪H‬د ال‪HH‬دخول في المن‪HH‬اخ‬
‫‪H‬دئي‪ ،‬ق ْ‬
‫‪ -2‬االهتم‪HH‬ام الب‪HH‬الغ بمرحل‪HH‬ة‪ :‬التحلي‪HH‬ل المب‪ِّ H‬‬
‫تلم َس التفاصيل‪ ،‬والحواشي‪.. H‬‬‫ق األْلفة الكافية التي تتيح ُّ‬ ‫النص‪ ،‬وتحقي ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫للمادة اإلعالميَّة‪/‬‬
‫ضمانا لسالسة التجزئة‪ ،‬وليونة التحليل ‪..‬‬‫ً‬ ‫َّة مطلقة‪،‬‬‫فئة نمطي ٍ‬
‫‪ -3‬عدم االعتقاد بوجود ٍ‬
‫ـــ‬

‫عامة‪:‬‬
‫‪ -8‬مالحظات َّ‬
‫‪ -8-1‬ال من‪HH H‬اص من التمهي‪HH H‬د لفع‪HH H‬ل التجزئ‪HH H‬ة (الفئ‪HH H‬ات) بتوطئ‪Hٍ H H‬ة (س‪ٍ H H‬‬
‫‪H‬ياقية) تض‪Hُّ H H‬م جمل ‪H H‬ةً من‬ ‫َ‬
‫‪H‬دد من الخ ‪HH‬براء‪،‬‬ ‫المف ‪HH‬اهيم‪ ،‬والمقترح ‪HH‬ات‪ H‬اإلجرائيَّة‪ .‬كم ‪HH‬ا يستحس‪H H‬ن عرض‪H H‬ها على ع ‪ٍ H‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫والمحكمين ‪..‬‬

‫ص ‪H H H‬لُح لك‪Hِّ H H H‬ل البح‪HH H H‬وث‪ ،‬والوض‪HH H H‬عيات المعرفيَّة (الظ‪HH H H‬واهر‪،‬‬ ‫َّ‬
‫نمطيةٌ ت ْ‬ ‫‪ -8-2‬ليس هن‪HH H H‬اك فئ ‪H H H‬ةٌ‬
‫واإلشكاالت‪.). .‬‬

‫ت في م‪HH H H‬ؤتمر العل‪HH H H‬وم االجتماعيَّة‬


‫تم ْ‬ ‫‪H‬ط (توحي‪Hٍ H H H‬د) فاش‪ٍ H H H‬‬
‫‪H‬لة للفئ‪HH H H‬ات‪َّ ،‬‬ ‫ثمة محاول‪HH H H‬ة تنمي‪Hٍ H H H‬‬
‫‪َّ -8-4‬‬
‫بأمريكا عام ‪.1955‬‬

‫ـــــ‬
‫الرابعة‬
‫المحاضرة َّ‬
‫َ‬

‫أنواع الفئات ووح ِ‬


‫دات التحليل‬ ‫ُ‬
‫َْ‬
‫(محاضرةُ‪َ :‬و ْحدات التحليل ُم ْد َم َجة)‬
‫َ‬
‫التوس ع فيه ا‬
‫ُّ‬ ‫ظ ر من الط الب‬
‫للمحاض رة‪ ،‬إذ ُينت َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬مالحظ ة‪ :‬أج تزئ بس رد المح اور الرئيس ة‬
‫قراءةً‪ ،‬وتفصيال‪.‬‬
‫ـــ‬

‫‪ -1‬أنواعُ الفئات‬

‫المواقف‪ ،‬والحموالت‬ ‫ِ‬ ‫محتوى‪ ،‬وشكل؛ حيث يشمل المحتوى مختلَف‬ ‫‪ِّ -‬‬
‫لكل رسالة إعالميَّة‬
‫ً‬
‫الفكريَّة‪ ،‬واإليديولوجيَّة ‪ ..‬ال‪HH‬تي يس‪HH‬تهدف‪ H‬المص‪HH‬در إرس‪HH‬الها إلى المتلقِّي ُبغي‪HH‬ة الت‪HH‬أثير‬
‫المركب‪H‬ة ال‪H‬تي ت ْش‪ُ H‬رطُه‪ .‬بينم‪H‬ا يتعلَّق الش‪H‬كل بالق‪HH‬الَب‬
‫َّ‬ ‫في‪H‬ه‪ ،‬أو مفاعلت‪H‬ه ض‪H‬من الوض‪H‬عية‬
‫موقع‪HH‬ا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫لون‪HH‬ا‪ ،‬أو‬
‫زمن‪HH‬ا‪ ،‬أو ً‬
‫ال‪HH‬ذي تُص‪HH‬اغ ب‪HH‬ه الرس‪HH‬الة ذاتُه‪HH‬ا؛ فق‪HH‬د يك‪HH‬ون مس‪HH‬احةً‪ ،‬أو ً‬
‫جرا‪.‬‬
‫وهلم َّ‬
‫نوعا صحفيًّا ‪َّ ...‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬من هذا المنطلَق هناك نوعان من الفئات‪:‬‬

‫‪ -1-1‬فئات المحتوى‪( :‬اإلجابة عن السؤال‪ :‬كيف ِقيل؟)‪:‬‬

‫‪ -1-1-1‬فئة الموضوع‪.)Subject matter( H‬‬


‫‪ -1-1-2‬فئات االتِّجاه (‪.)Trend and attitude and direction‬‬
‫‪ -1-1-2-1‬االتِّجاه المؤيِّد (‪.)Favorable‬‬
‫ِ‬
‫المعارض (‪.)Unfavorable‬‬ ‫‪ -1-1-2-2‬االتِّجاه‬
‫‪ -1-1-2-3‬االتِّجاه المحايِد (‪.)Neural‬‬

‫فثمة ستَّة ‪:06‬‬


‫وأما مستويات االتِّجاه َّ‬
‫َّ‬
‫اإليجابي المطلَق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1‬االتِّجاه‬
‫النسبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإليجابي‬
‫ُّ‬ ‫‪ -2‬االتِّجاه‬
‫‪ -3‬االتِّجاه المتوازن‪.‬‬
‫السلبي المطلَق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ -4‬االتِّجاه‬
‫النسبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السلبي‬
‫ُّ‬ ‫‪ -5‬االتِّجاه‬
‫الصفري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬االتِّجاه‬
‫‪ -1-1-3‬فئة المعايير‪.)Standards( H‬‬
‫‪ -1-1-4‬فئة القيم (‪.)Values‬‬
‫‪ -1-1-5‬فئة األهداف (‪.)Goals‬‬
‫‪ -1-1-6‬فئة طرائق‪ H‬تحقيق األهداف (‪.)Methods‬‬
‫‪ -1-1-7‬فئة السمات (‪.)Traits‬‬
‫‪ -1-1-8‬فئة الفاعل (‪.)Actor‬‬
‫‪ -1-1-9‬فئة المصدر‪ H‬أو المرج أو السلطة (‪.)Source- Authority‬‬
‫‪ -1-1-10‬فئة منشأ الحدث أو المعلومات أو مصدرها‪ H‬الجغرافي‪.)Origin( H‬‬
‫المستهدف (‪.)Target‬‬
‫َ‬ ‫طبين أو الجمهور‬
‫‪ -1-1-11‬فئة المخا َ‬
‫ـــ‬

‫‪ -1-2‬فئات الشكل‪( :‬اإلجابة عن السؤال كيف ِقيل؟)‪:‬‬

‫‪ -1-2-1‬فئة شكل أو نمط النشر أو اإلذاعة (‪.)Form or type‬‬


‫‪ -1-2-2‬فئة شكل العبارة أو الموضوع‪.)Form of statement( H‬‬
‫‪ -1-2-3‬فئ ‪HH H‬ة االنفعالي ‪HH H‬ة وفئ ‪HH H‬ة الش ‪Hَّ H H‬دة أو الكثاف ‪HH H‬ة في االتجاه ‪HH H‬ات (‪Emotional and‬‬
‫‪.)intensity‬‬
‫‪ -1-2-4‬فئة وسيلة اإلقناع (‪.)Device‬‬

‫بو ْس ‪H‬ع الب‪HH‬احث‬


‫منمط‪HH‬ة‪ ،‬بحيث ُ‬
‫‪H‬ير َّ‬‫ثمة أن‪HH‬واع أخ‪HH‬رى من فئ‪HH‬ات الش‪HH‬كل غ‪ُ H‬‬ ‫‪ -‬مالحظة‪َّ :‬‬
‫اس‪HH‬تحداثُها‪ ،‬وتفعيلُه‪HH‬ا في بحث‪HH‬ه‪ ،‬وفقً‪HH‬ا لطبيع‪HH‬ة اإلش‪HH‬كاليَّة‪ :‬على س‪HH‬بيل‪ :‬فئ‪HH‬ة الموق‪HH‬ع‪ /‬المس‪HH‬احة‪/‬‬
‫اللون‪ /‬البنط‪ /‬العنوان ‪...‬‬
‫ـــ‬
‫* هام جدًّا‪:‬‬
‫للمح اور‪ ،‬والعنوان ات الفرعيَّة‪ُ ،‬ي رجى‬ ‫ِ‬
‫طلَ ًبا للوقوف على المفاهيم‪ ،‬والتفاص يل المعرفيَّة َ‬
‫محمد عبد الحميد الموسوم‪ :‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪:‬‬ ‫من الطالب الرجوع إلى مؤلَّف‪َّ :‬‬
‫المصب ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تصب في‬
‫ُّ‬ ‫ص‪ 119 :‬إلى ص‪ .134 :‬وال مانع من اعتماد مراجع أخرى‬

‫ـــــ‬

‫‪َ -1‬و ْحدات التحليل‪:‬‬

‫‪H‬زء من البِْني‪HH H‬ة اللُّغويَّة‪ -‬الدالليَّة للفئ‪HH H‬ة‪ ،‬ب‪HH H‬ل للرس‪HH H‬الة اإلعالميَّة‬
‫ح ‪ H‬دة التحلي‪HH H‬ل هي ج‪ٌ H H‬‬
‫‪َ -1-1‬و ْ ‪H‬‬
‫‪H‬يميائي للرس‪HH‬الة‪ ،‬بحيث يخض‪HH‬ع انتقاؤه‪HH‬ا لم ْق ِ‬
‫ص ‪H‬ديَّة‬ ‫ُّ‬ ‫بكامله‪HH‬ا‪ .‬وبه‪HH‬ا يتحقَّق النش‪HH‬اط الس‪H‬‬
‫المرسل إليه‪ /‬الجمهور‪ /‬المتلقِّي‪.‬‬
‫َ‬ ‫المرسل‪ /‬المصدر‪ ،‬وألهداف التأثير في‬

‫بمر ِس ‪ِH‬لها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬


‫الوح‪ H‬دات اللغوي‪HH‬ة للرس ‪HH‬الة َّإنم ‪HH‬ا ه‪HH‬و تحلي ‪HH‬ل لك‪HH‬ل م‪HH‬ا يرتب ‪H‬ط‪ُ H‬‬
‫‪ -1-2‬ل ‪HH‬ذلك‪ ،‬فتحلي ‪HH‬ل ْ‬
‫اإلعالمي ال‪HH‬ذي‬
‫ِّ‬ ‫مع‪HH‬ا‪ .‬ب‪HH‬ل ه‪HH‬و تحلي‪HH‬ل‪ /‬مقارب‪HH‬ة في طريق‪HH‬ة ش‪HH‬تغال النم‪HH‬وذج‬ ‫وم ْس‪H‬تقبِلها ً‬
‫ُ‬
‫ًّ‬
‫وسياقيا‪ H‬في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫نسقيًّا‪،‬‬
‫ظ ُرف العمليَّة االتصاليَّة َ‬
‫يْ‬

‫ثم‬
‫ثم الجمل‪HH‬ة‪َّ ،‬‬ ‫‪ -1-3‬تختل‪HH‬ف َو ْح‪ H‬دات التحلي‪HH‬ل من حيث الحجم‪ :‬الوح‪HH‬دة الص‪HH‬غرى‪ :‬الكلم‪HH‬ة‪َّ ،‬‬
‫ثم الفك‪HH‬رة (الموض‪HH‬وع‪/‬ة)‪ .‬وهي قابل‪HH‬ة للع‪Hِّ H‬د‪ ،‬والقي‪HH‬اس‪ ،‬بحيث ُيعطى وجوده‪HH‬ا‬ ‫الفق‪HH‬رة‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫دالالت تفي‪HH‬د الب‪HH‬احث في تفس‪H‬ير‪ /‬تأوي‪HH‬ل النت‪HH‬ائج‬ ‫غيابها‪ ،‬وتَكراره‪HH‬ا‪ ،‬أو إبرازه‪H‬ا ‪..‬‬
‫أو ُ‬
‫المحصلَة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكميَّة‬
‫ـــ‬
‫وح ِ‬
‫دات التحليل‪:‬‬ ‫مستو َيا ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬

‫َو ْح ُ‬
‫دات السياق‬ ‫(الع ّد )‬ ‫َو ْح ُ‬
‫دات التسجيل َ‬
‫(‪)Context units‬‬ ‫(‪)Recording units‬‬

‫َّ‬
‫املحورية‬ ‫َو ْحدة املوضوع‪ /‬الفكرة‬ ‫دة لتسجيل‪ A‬التكرار‬ ‫َ ْ‬
‫أصغر وح ٍ‬

‫ٌ‬
‫َوح ‪AA A A A A‬دة‬ ‫َّ‬
‫تبويبي ة‬ ‫وح ‪AA A A A A‬دة‬
‫َّ‬
‫تحليلية‬

‫‪ -3‬أنواعُ و ْح ِ‬
‫دات التحليل‪:‬‬ ‫َ‬
‫‪َ -3-1‬وح دات اللُّغ ة (‪ :)Language units‬تمثِّل عناص ‪HH‬ر البن ‪HH‬اء اللُّغ ‪ِّ H‬‬
‫‪H‬وي للم ‪HH‬ادة اإلعالميَّة‪:‬‬
‫كلمة‪ /‬جملة‪ /‬فقرة‪.‬‬

‫‪َ -3-2‬وح دات الفك رة (‪ :)Thematic units‬هي أو َس‪H H H‬ع نطاقً ‪HH H‬ا من وح ‪HH H‬دات اللُّغ ‪HH H‬ة‪ :‬جمل ‪HH H‬ة‬
‫فكري‪ /‬موضوعة‪ .‬تشتغل على الفكرة المحوريَّة التي تفيد في تحديد‬ ‫ّ‬ ‫نسق‬
‫مفصليَّة‪َ /‬‬
‫المحَّين‪HH‬ة داخ‪HH‬ل المحت‪HH‬وى‪ .‬وهي تس‪HH‬تند إلى‬ ‫االتجاه‪HH‬ات‪ ،‬والمواق‪HH‬ف‪ ،‬واألحك‪HH‬ام‪ ،‬والقيم َ‬
‫‪H‬داء من الجمل‪HH H‬ة إلى الفق‪HH H‬رة ف‪HH H‬إلى الموض‪HH H‬وعة (الفك‪HH H‬رة)‪ .‬من هن‪HH H‬ا‬ ‫ُّ‬
‫وح‪HH H‬دات اللغ‪HH H‬ة ابت‪ً H H‬‬
‫اص‪HH H‬طلَح عليه‪HH H‬ا بعض علم‪HH H‬اء اإلعالم بـ‪ :‬الجمل‪HH H‬ة‪ /‬االف‪HH H‬تراض‪ /‬القض‪HH H‬يَّة‪ /‬موض‪HH H‬وع‬
‫النقاش‪ /‬التصريح‪.‬‬

‫الجم ‪HH‬ل‪ /‬الفق ‪HH‬رات في تأدي ‪HH‬ة أك ‪HH‬ثر من فك ‪HH‬رة واح ‪HH‬دة‪ ،‬وفي‪ H‬ه ‪HH‬ذه الح ‪HH‬ال‬
‫‪ -‬ق ‪HH‬د تت ‪HH‬داخل ُ‬
‫طلَب اإلش‪H‬كاليَّة) إلى تقس‪H‬يم‬ ‫يحتاج الباحث‪ -‬المحلِّل لتمييز الجمل‪H‬ة الص‪H‬الحة للع ِّ‪H‬د (الموافق‪H‬ة لم ْ‬
‫الجملة إلى ثالثة أجزاء‪:‬‬

‫الشعبي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحراك‬
‫*‪ -‬موضوع الدراسة (‪ :)Object under study‬الفكرة األساس‪ /.‬مثالً‪َ :‬‬
‫*‪ -‬المع اني المش تركة (‪ :)Commonly agreed meaning‬المش‪HH H‬ترك‪ -‬ال‪HH H‬داللي للجم‪HH H‬ل قي‪HH H‬د‬
‫القياس‪ /.‬دولة القانون‪ -‬دولة مدنية‪ -‬عدالة مستقلَّة ‪...‬‬
‫الح‪ H H‬راك لن يخ ‪HH‬دم مص‪HHH‬لحة‬
‫اللفظي (‪ :)Connecting verbal link‬مثالً‪َ - :‬‬
‫ّ‬ ‫*‪ -‬حلق ة الرب ط‬
‫الحراك يخدم مصلحة الوطن‪.‬‬ ‫الحراك قد يخدم مصلحة الوطن‪َ - /‬‬ ‫الوطن‪َ - /‬‬
‫عتمد في تحليل محتويات األعم‪H‬ال الدراميَّة‬
‫‪َ -3-3‬وحدات الشخصيَّة (‪ :)Character units‬تُ َ‬
‫(السرديَّة)‪.‬‬

‫ض ‪H H‬ا‪ ،‬بـ‪:‬‬
‫طلَح عليه‪HH H‬ا‪ ،‬أي ً‬
‫‪َ -3-4‬وح دات مف ردات النش ر أو اإلذاع ة (‪ُ :)Items units‬يص ‪َ H H‬‬
‫الو ْحدة الطبيعيَّة للم‪َّ H‬‬
‫‪H‬ادة اإلعالميَّة‪ :‬طبيع‪HH‬ة حام‪HH‬ل المنتَج اإلعالمي (الوس‪HH‬يلة)‪ :‬كت‪HH‬اب‪/‬‬ ‫َ‬
‫ص‪H H H‬ة خبيريَّة‪ /‬عم ‪HH H‬ود ‪ ...‬يمكن للم ‪َّ H H‬‬
‫‪H‬ادة اإلعالميَّة أن‬ ‫إذاع ‪HH H‬ة‪ /‬فيلم‪ /‬رواي ‪HH H‬ة‪ /‬مق ‪HH H‬ال‪ /‬ق َّ‬
‫تلفزيوني‪ :‬سياسي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬ثقافي ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫إذاعي‪/‬‬
‫ّ‬ ‫تقسيما داخليًّا‪ :‬برنامج‬
‫ً‬ ‫تحتمل‬
‫‪ -4‬تنبيه‪ :‬بين الوحدة (الترميز)‪ ،‬والقياس (المعيار)‪:‬‬

‫‪ُ -‬يمثِّل كالهم‪HH H H‬ا‪ :‬الترم‪HH H H‬يز (‪ ،)Coding‬والقي‪HH H H‬اس (‪ )Measurement‬مرحل ‪H H H‬ةً منهجيَّة مس‪HH H H‬تقلَّة‪.‬‬
‫‪H‬نيف‪ ،‬وتجزئ‪Hٍ H‬ة‪ .‬والث‪HH‬اني‪ :‬معي‪HH‬ار ع‪Hٍّ H‬د ُيق‪HH‬اس ب‪HH‬ه‪ /‬و ْفقَ‪HH‬ه نت‪HH‬اج التجزئ‪HH‬ة‬
‫‪H‬األول‪ِ :‬فع‪ُ H‬ل تص‪ٍ H‬‬
‫ْ‬ ‫ف‪َّ H‬‬
‫(الفئات‪ /‬الوحدات)‪.‬‬

‫‪ -‬ومن مع‪HH‬ايير الع‪Hِّ H‬د‪ ،‬والقي‪HH‬اس‪ :‬التك‪HH‬رار (األك‪HH‬ثر اس‪HH‬تعماال)‪ .‬المس‪HH‬احة (الص‪HH‬حافة المكتوب‪HH‬ة)‪.‬‬
‫‪H‬ري)‪ .‬يرتب ‪HH‬ط معي ‪HH‬ار القي ‪HH‬اس‬
‫‪H‬معي‪ -‬البص ‪ّ H‬‬
‫ال ‪HH‬زمن (اإلذاع ‪HH‬ة والتلفزي ‪HH‬ون‪ :‬اإلعالم الس ‪ّ H‬‬
‫المقررة‪.‬‬ ‫بطبيعة َّ‬
‫المادة اإلعالميَّة َّ‬

‫ـــــ‬
‫* هام جدًّا‪:‬‬
‫والعنوان ات الفرعيَّة‪ُ ،‬ي رجى‬
‫للمح اور‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫طلَ ًبا للوقوف على المفاهيم‪ ،‬والتفاص يل المعرفيَّة َ‬
‫محمد عبد الحميد الموسوم‪ :‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪:‬‬ ‫من الطالب الرجوع إلى مؤلَّف‪َّ :‬‬
‫المصب ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تصب في‬
‫ُّ‬ ‫ص‪ 135 :‬إلى ص‪ .150 :‬وال مانع من اعتماد مراجع أخرى‬

‫المحاضرة الخامسة‬
‫َ‬

‫التفسير واالستدالل‬
‫ُ‬
‫(قراءةُ النتائج‪ /‬التأويل)‬
‫التوس ع فيه ا‬
‫ُّ‬ ‫ظ ر من الط الب‬
‫للمحاض رة‪ ،‬إذ ُينت َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬مالحظ ة‪ :‬أج تزئ بس رد المح اور الرئيس ة‬
‫قراءةً‪ ،‬وتفصيال‪.‬‬
‫ـــ‬

‫ت النظر إلى َّأنه يبقى على الطالب االشتغال على خطوة‪ :‬تصميم اس‪HH‬تمارة التحلي‪HH‬ل‬ ‫*‪ -‬أُْلِف ُ‬
‫نماذج تحليليَّة جاهزة‪.‬‬
‫َ‬ ‫(جدول البيانات اإلحصائيَّة)‪ ،‬وْلَي ُكن من خالل االطالع على‬

‫‪H‬معي‪-‬‬ ‫‪H‬يرا ل‪HH‬ذلك‪ ،‬أق‪HH‬ترح إمع‪HH‬ان الق‪HH‬راءة‪ ،‬والتح‪Hِّ H‬ري في اس‪HH‬تمارة تحلي‪Hٍ H‬ل لمض‪ٍ H‬‬
‫‪H‬مون س‪ٍّ H‬‬ ‫‪ -‬تيس‪ً H‬‬
‫بصري من إنجاز الدكتور‪:‬‬
‫ٍّ‬

‫زي ودوره في التح ُّول‬


‫‪ -1‬أسباعي أمحمد في س‪HH‬ياق أطروحت‪HH‬ه الموس‪HH‬ومة‪ :‬اإلعالم التلف ّ‬
‫(يمكن تحمي‪HH‬ل األطروح‪HH‬ة من موق‪HH‬ع‬
‫نموذج ا ‪ُ .-‬‬
‫ً‬ ‫ربي – قن اة الجزي رة‬
‫الديموقراطي في الوطن الع ّ‬
‫جامعة وهران‪.)1-‬‬

‫‪ -2‬ك‪HH‬ذلك أق‪HH‬ترح مراجع‪HH‬ة‪ :‬مق‪HH‬ال منش‪HH‬ور في‪ :‬مجلَّة كليَّة اآلداب‪ ،‬ع‪ ،98 :‬لل‪HH‬دكتورة‪ :‬نهلة‬
‫عبد الرزاق عبد الخالق رشيد‪ ،‬موس‪HH‬ومة‪ :‬دراسة تحليل مض مون لألفالم التس جيليَّة الوثائقيَّة في‬
‫قن اة الجزي رة الويائقيَّة الفض ائيَّة‪ .‬للم دَّة من‪ 1/4/2011 :‬ولغاي ة ‪( .30/4/2011‬يمكن تحمي ‪HH H‬ل‬
‫المقالة في شكل ‪.)PDF‬‬

‫ـــــ‬

‫‪ -1‬مفاهيم التفسير واالستدالل‪:‬‬


‫‪H‬تحدثتان‪ H‬في‬
‫‪ -1-1‬التفس‪HH H H‬ير (‪ ،)Explanation‬واالس‪HH H H‬تدالل (‪ :)Making inference‬آليت‪HH H H‬ان مس‪َ H H H‬‬
‫تجاوز فيزيقيَّة الرقم‬ ‫ِ‬
‫الخطاطة المنهجيَّة لتحليل المضمون (المعاصر)؛ الغرض منه ُ‬
‫متحرك ‪H H‬ةً‪ ،‬وفي ض‪HH H‬وء ديناميَّة عالق‪HH H‬ات عناص‪HH H‬رها‪H‬‬
‫ِّ‬ ‫إلى ق‪HH H‬راءة الرس‪HH H‬الة (اإلعالميَّة)‬
‫الداخليَّة‪ ،‬وانعكاس‪HH H H‬اتها على مختل‪HH H H‬ف األ ْس ‪H H H‬يِقة المحيط‪HH H H‬ة‪ :‬االتجاه‪HH H H‬ات‪ ،‬والمواق‪HH H H‬ف‪H،‬‬
‫واإليديولوجيا‪ ،‬والتأثيرات ‪...‬‬
‫‪ -1-2‬تحلي‪HH H‬ل المض‪HH H‬مون التقلي‪HH H‬دي؛ ينح ِ‬
‫ص ‪H H‬ر‪ H‬في اس‪HH H‬تنتاج النت‪HH H‬ائج‪ ،‬وق‪HH H‬راءة النس‪HH H‬ب المئويَّة‬ ‫ّ‬
‫َّة ص‪ٍ H‬‬
‫‪H‬ميمة بين ال‪HH‬رقم‪ ،‬وبين‬ ‫أي عالق‪Hٍ H‬ة داللي ٍ‬‫أرقام ا‪ H‬ص‪Hَّ H‬ماء‪ ،‬من دون أن تُقيم َّ‬
‫ً‪H‬‬ ‫بوصفها‬‫ْ‬
‫البارز ْين في العمليَّة اإلعالميَّة‪ /‬االتصاليَّة في ِّ‬
‫أقل تقدير‪.‬‬ ‫َ‬ ‫طَب ْين‬‫القُ ْ‬

‫‪H‬رفي‬
‫‪ -1-3‬من ش‪HH H H H H H‬أن التفس‪HH H H H H H‬ير‪ ،‬واالس‪HH H H H H H‬تدالل تفعي‪ُ H H H H H H‬ل االرتب‪HH H H H H H‬اط‪ H‬بين المنطلَ‪HH H H H H H‬ق المع‪ِّ H H H H H H‬‬
‫ص ‪H H H‬لته التحليليَّة‪ ،‬وآفاق‪HH H H‬ه الفكريَّة‪ ،‬التأسيس‪HH H H‬يَّة ‪..‬‬ ‫‪H‬تمولوجي) للبحث‪ ،‬وبين مح ِّ‬ ‫ّ‪H‬‬ ‫(اإلبس‪H H H‬‬
‫َّة‪ :‬قناع‪Hٍ H‬ة معرفيَّة‪ ،‬أو في تك‪HH‬ريس‬ ‫(االس‪HH‬تدالل ب‪HH‬الرقم؛ أي اس‪HH‬تعمالُه في إثب‪HH‬ات فرض‪HH‬ي ٍ‬
‫‪H‬اعلي ال‪H‬ذي يتج‪HH‬اوز المض‪H‬مون نف َس‪H‬ه‬ ‫مشروعيَّة سؤال اإلشكاليَّة‪ ،‬وتوس‪H‬يع‪ H‬فض‪HH‬ائه التف ِّ‬
‫إلى الفواع ‪HH H‬ل الس ‪HH H‬ياقيَّة ال ‪HH H‬تي أس ‪HH H‬همت في إنتاج ‪HH H‬ه أص‪H H H‬الً‪ /‬ب ‪Hَ H H‬د َل االج ‪HH H‬تزاء بوص ‪HH H‬ف‬
‫المض َم َرة)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َّة عن ُم َسبِّباته‬ ‫المحتوى في ذاته‪ ،‬وعزِله في صورة تحنيطي ٍ‬

‫‪ -1-4‬التفس‪HH‬ير‪ ،‬واالس‪HH‬تدالل‪ H‬ليس‪HH‬ا مج‪Hَّ H‬رد ق‪HH‬راءة في المض‪HH‬مون‪ ،‬ب‪HH‬ل هم‪HH‬ا ق‪HH‬راءة بالمض‪HH‬مون‪:‬‬
‫‪H‬ريب‪ ،‬أو بعي‪HH‬د‪ :‬وهن‪HH‬ا تتجلَّى أس‪HH‬ئلة‬
‫في ك‪Hِّ H‬ل الفواع‪HH‬ل‪ ،‬والنص‪HH‬وص ال‪HH‬تي تُ َس ‪H‬يجه من ق‪ٍ H‬‬
‫(منتِج المض ‪HH‬مون)؟‪ :‬س ‪HH‬مات المص ‪Hَ H‬در‪ /‬إي ‪HH‬ديولوجياه‪/‬‬ ‫ِّ‬
‫المحلل‪ - :‬من الك ‪HH‬اتب‪ /‬القائ ‪HH‬ل ٌ‬
‫طبقتُه‪ /‬مواقفه ‪ – ..‬لماذا كتب ما كتب‪ /‬قال ما قال؟‪ :‬دوافعه‪ ،‬حوافزه‪ ،‬إيعازاته ‪..‬‬
‫– م‪HH‬ا وجه‪HH‬ة لغت‪HH‬ه؟‪ :‬اتجاه‪HH‬ات الوس‪HH‬يلة أو المص‪HH‬در‪ – .‬م‪HH‬ا الغاي‪HH‬ة من كتاب‪HH‬ة م‪HH‬ا كتب‪/‬‬
‫ق‪ِ H‬‬
‫‪H‬ول م ‪HH‬ا يق ‪HH‬ول؟‪ :‬وظ ‪HH‬ائف‪ H‬الرس ‪HH‬الة اإليجابيَّة‪ ،‬والس ‪HH‬لبيَّة ‪ – ..‬م ‪HH‬ا هي ظ ‪HH‬روف إنت ‪HH‬اج‬
‫الرس‪HH H‬الة؟‪ :‬النس‪HH H‬ق االجتم‪HH H‬اعي‪ /‬السياس‪HH H‬ي‪ /‬االقتص‪HH H‬ادي ‪ - ..‬من ه‪HH H‬و المتلقِّي ال‪HH H‬ذي‬
‫أنتِ ْ‬
‫جت من أجل ‪HH‬ه الرس ‪HH‬الة؟‪ :‬أنتروبولوجي ‪HH‬ا المر َس‪H H‬ل إلي ‪HH‬ه‪ ،‬س ‪HH‬ماته الذهنيَّة‪ ،‬والنفس ‪HH‬يَّة‪،‬‬
‫واالجتماعيَّة ‪...‬‬

‫ـــ‬

‫‪ -2‬مبادئُ التفسير واالستدالل‪:‬‬

‫‪H‬وي يحم ‪HH‬ل س ‪HH‬لو ًكا إنس ‪HH‬انيًّا؛ يرتب ‪HH‬ط بالمرس ‪HH‬ل‪ ،‬والمتقِّي‪،‬‬
‫ك لغ ‪ٌّ H‬‬
‫‪ -2-1‬الرس ‪HH‬الة اإلعالميَّة س ‪HH‬لو ٌ‬
‫‪H‬منا في وج‪HH‬ود‪ H‬الرس‪HH‬الة ذاته‪HH‬ا‪ ،‬وتق‪HH‬ع خ‪HH‬ارج بني‪HH‬ة الفع‪HH‬ل‬ ‫وبمث‪ٍ H‬‬
‫‪H‬يرات‪ ،‬وفواع‪Hَ H‬ل تُس‪HH‬هم ض‪ً H‬‬
‫اإلعالمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪H‬اعي‪ .‬وإ َذن تحلي‪ُ H‬ل محت‪HH‬وى‬ ‫َّ‬
‫‪ -2-2‬العمليَّة اإلعالميَّة ظاهرةٌ جمعيةٌ مشروطة بالنس‪HH‬ق االجتم‪ّ H‬‬
‫بكل ألوانها‪ :‬عادات‪ ،‬قيم‪،‬‬ ‫أساسا اشتغا ٌل على حموالت البنية المجتمعيَّة ِّ‬ ‫الرسالة هو‬
‫ً‬
‫مفاهيم‪ ،‬تشريعات‪ .. H‬بحيث ال مناص للفرد من التشبُّع بها‪.‬‬

‫بمب ‪HH H‬دأي‪ :‬الس ‪HH H‬ببيَّة‪ ،‬والت ‪HH H‬أثير‪ H‬المتب ‪HH H‬ادل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ديناميةُ العمليَّة اإلعالميَّة؛ حرك‪H H H‬ةٌ مش ‪HH H‬روطة َ‬ ‫‪-2-3‬‬
‫(السببيَّة أساس التعاقب (تسلسل األحداث)‪ /‬والتأثير‪ H‬المتبادل أس‪H‬اس االق‪HH‬تران (خلفيَّة‬
‫ظر‪ :‬المرجع السابق‪ :‬ص‪.2039 -238 :‬‬
‫األحداث) )‪ُ /‬ين َ‬
‫ـــ‬

‫اإلعالمي)‬
‫ّ‬ ‫أسس التفسير واالستدالل (لسلوك المحتوى‬
‫‪ُ -3‬‬
‫‪ -3-1‬التفسير على أساس الدوافع (‪:)Motives‬‬

‫االرتباط‪ H‬باألهداف‪ ،‬والنواي‪H‬ا‪ H‬الم‪HH‬ؤثِّرة في السياس‪HH‬ة اإلعالميَّة للوس‪HH‬يلة‪ /.‬مثالً‪ُ :‬ين‪HH‬اطُ االختالف‬
‫بين األ ْقنِي‪HH H H H H H‬ة اإلخباريَّة في ت‪HH H H H H H‬رتيب األخب‪HH H H H H H‬ار بنواياه‪HH H H H H H‬ا البراغماتيَّة‪ ،‬وخلفياته‪HH H H H H H‬ا‬
‫اإليديولوجيَّة‪ ،‬والسياسيَّة ‪..‬‬

‫‪ -3-2‬التفسير على أساس األسباب (‪:)Causes‬‬

‫الظ‪HH‬روف‪ /‬األح‪HH‬داث‪ /‬النت‪HH‬ائج‪ .‬األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي يف َّس ‪H‬ر في ض‪HH‬وئه التبئ‪HH‬ير على خ‪ٍ H‬‬
‫‪H‬بر على حس‪HH‬اب‬
‫‪H‬ادل المش‪H‬ار إليهم‪H‬ا‬ ‫ٍ‬
‫خبر آخر‪ .‬كما يرتبط‪ H‬هذا األس‪H‬اس بمب‪HH‬دأي الس‪HH‬ببيَّة‪ ،‬والت‪HH‬أثير المتب َ‬
‫أعاله‪.‬‬

‫‪ -3-3‬التفسير على أساس الوظائف (‪:)Functions‬‬

‫اإلعالمي) حي‪HH H‬ال المجتم‪HH H‬ع‪ ،‬والجماع‪HH H‬ات‪ ،‬واألف‪HH H‬راد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫موق‪HH H‬ع الوس‪HH H‬يلة اإلعالميَّة (المض‪HH H‬مون‬
‫َّ‬
‫وظيفيةُ الوس‪HH H H H H‬يلة‪ /‬المض‪HH H H H H‬مون داخ‪HH H H H H‬ل انتماءاته‪HH H H H H‬ا االجتماعيَّة‪ ،‬السياس‪HH H H H H‬يَّة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أدائيةُ‪/‬‬
‫االقتصاديَّة ‪...‬‬

‫ـــــ‬

‫محمد عبد ‪ :‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪ :‬ص‪ ،‬ص‪.243 ،130 :‬‬
‫ظر‪َّ :‬‬
‫ُين َ‬
‫المحاضرة السَّادسة‬
‫َ‬

‫التلفزيون‪:‬‬
‫والوظائف‬
‫ُ‬ ‫المفاهيمُ‬
‫والخصائص التقنيَّةُ والخطابيَّة‬
‫ُ‬
‫التوس ع فيه ا‬
‫ُّ‬ ‫ظ ر من الط الب‬
‫للمحاض رة‪ ،‬إذ ُينت َ‬
‫َ‬ ‫‪ -‬مالحظ ة‪ :‬أج تزئ بس رد المح اور الرئيس ة‬
‫قراءةً‪ ،‬وتفصيال‪.‬‬
‫ـــــ‬

‫البصري (المفاهيم)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫السمعي‪-‬‬
‫ّ‬ ‫المرئي‪/‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬التلفزيون واإلعالم‬

‫ني‪ " :‬وس‪HH H‬يلة من وس‪HH H‬ائل‪ H‬االتص‪HH H‬ال تعتم‪HH H‬د على الص‪HH H‬وت‬‫‪ -1-1‬التلفزي ون‪ :‬المفه وم التق ّ‬
‫والص ‪HH H‬ورة في ٍ‬
‫آن واح ‪HH H‬د‪ ،‬ومن ثم ‪HH H‬ة فق ‪HH H‬د جمعت بين خ ‪HH H‬واص اإلاع ‪HH H‬ة المس ‪HH H‬موعة‪،‬‬
‫مكونة من كلمتَْين ‪ Télé‬ومعناه‪H‬ا‪ H‬مك‪HH‬ان‬
‫وخواص الرسائل المرئيَّة‪ .‬وكلمة ‪َّ Télévision‬‬
‫‪1‬‬
‫من بعيد‪ ،‬و‪ Vision‬ومعناها الرؤية‪ ،‬أي نقل الصور‪ H‬والمرئيَّات من بعيد "‪.‬‬

‫رئي‪ :‬أفض ‪HH H‬ى االهتم ‪HH H‬ام بالعمليَّة اإلخباريَّة (نش ‪HH H‬رة األخب ‪HH H‬ار‪ /‬المواج ‪HH H‬يز‪H‬‬
‫‪ -1-2‬اإلعالم الم ّ‬
‫‪H‬ري (‬
‫‪H‬معي‪ -‬البص‪ّ H‬‬ ‫‪H‬رئي‪ /‬الس‪ِّ H‬‬ ‫وال‪HH‬برامج التلفزيونيَّة) إلى ب‪HH‬زوغ مص‪HH‬طلح‪ :‬اإلعالم الم‪ّ H‬‬
‫‪ )Information audiovisuelle‬ال‪HH‬ذي م‪َّ H‬‬
‫‪H‬ؤداه‪ " :‬تق‪HH‬ديم األح‪HH‬داث‪ ،‬والوق‪HH‬ائع‪ ،‬واآلراء ال‪HH‬تي‬
‫هامة‪ ،‬م‪HH‬ع األخ‪HH‬ذ بعين االعتب‪HH‬ار‪ ،‬ح‪HH‬دود‪H‬‬
‫‪H‬ات َّ‬‫تُ ِه ُّم أك‪HH‬بر ق‪HH‬در ممكن من األف‪HH‬راد‪ H‬في أوق‪ٍ H‬‬
‫ال‪HH‬وقت ال‪HH‬ذي تفرض‪HH‬ه طبيع‪HH‬ة الوس‪HH‬يلة المس‪HH‬تخدمة‪ ،‬وم‪HH‬دى‪ H‬ق‪HH‬درة الجمه‪HH‬ور‪ H‬على تلقِّي‬
‫‪2‬‬
‫الكم من المعلومات‪ ،‬والصُّور‪." H‬‬
‫هذا ِّ‬

‫‪H‬اني‪ :‬مكت‪HH‬وب‪،‬‬ ‫نص (لس‪ّ H‬‬ ‫معادل ‪H‬ةٌ ثالثيَّة األقط‪HH‬اب‪ّ :‬‬‫اب التلفزي ون‪ :‬ال ِب ْني ة التقنيَّة‪َ :‬‬ ‫‪ -1-3‬خط ُ‬
‫‪H‬ات‬ ‫ومتحرك‪HH‬ة‪ :‬فيلميَّة) ‪ +‬ص‪HH‬وت‪ .‬وق‪H‬د‪ H‬ط‪ِ H‬‬
‫‪H‬الت الوثب‪ُ H‬‬ ‫ِّ‬ ‫و‪ /‬أو منط‪HH‬وق) ‪ +‬ص‪HH‬ورة (ثابت‪HH‬ة‬
‫تم َّخض عن‪HH H‬ه تح‪Hُّ H H‬و ٌ‬
‫الت في‬ ‫‪H‬ون في ه‪HH H‬ذه المس‪HH H‬تويات‪ H‬الثالث‪HH H‬ة‪ ،‬م‪HH H‬ا َ‬
‫التكنولوجيَّة التلفزي‪َ H H‬‬
‫تلميح‪ H H‬ا‪ ،‬في ه ‪HHH‬ذه‬
‫ً‬ ‫مورفولوجي‪HH H‬ا خطاب ‪HHH‬ه‪ ،‬وفي َّ‬
‫أدائيت ‪HHH‬ه اإلعالميَّة؛ يمكن س‪Hْ H H‬ر ُد ذل‪HH H‬ك‪،‬‬
‫ُّ‬
‫النقاط‪:‬‬
‫‪ 1‬كرم شلبي‪ ،‬معجم المصطلحات اإلعالميَّة‪ .... ،‬ص‪.203 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Daniel E. Garvey – W.L.Rivers : L’information Radiotélévisée. Edit de Boèck. Bruxelles 1987‬‬
‫‪p : 12.‬‬
‫‪ -1-3-1‬الشكل‪.‬‬
‫‪ -1-3-2‬الصوت‪.‬‬
‫‪ -1-3-3‬الدبلجة‪.‬‬
‫الشاشة المسطَّحة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -1-3-4‬االتِّجاه نحو‬
‫التلفزيوني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1-3-5‬اإلخراج‬
‫‪ -1-3-6‬تلفزيون المشاركة (‪.)TV. Interactive‬‬

‫محمد ش طَّاح‪ :‬النش رة اإلخباريَّة‬ ‫( لتفص ِ‬


‫يل ه ذه العناص ر‪ُ ،‬ي رجى االطالع على أطروح ة د‪َّ ،‬‬
‫المقدَّمة في التلفزيون الجزائري – دراسة تحليليَّة وميدانيَّة‪ ،‬ص‪ 88 :‬إلى ص‪.) PDF /91 :‬‬

‫مقارب ة مارش ال ماكلوه ان (‪ - :)Herbert Marshall Macluhan‬الوس‪HH H H‬يلة هي‬ ‫َ‬ ‫‪-1-4‬‬
‫الرس ‪HH‬الة‪ /‬الوس ‪HH‬يلة أبل ‪HH‬غ في الت ‪HH‬أثير من الرس ‪HH‬الة‪ – .‬أع ‪HH‬اد التلف ‪HH‬از الجم ‪HH‬ع بين حاس ‪HH‬تَ ْي‬
‫الس ‪HH H H‬مع‪ ،‬والبص ‪HH H H‬ر‪ H،‬وس ‪HH H H‬مح للمش ‪HH H H‬اهد بالمش ‪HH H H‬اركة‪ ،‬والتفاع ‪HH H H‬ل العمي ‪HH H H‬ق م ‪HH H H‬ع جه ‪HH H H‬از‬
‫التلفزيون ‪...‬‬

‫ـــ‬

‫الوظائف والفاعليات‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬

‫تصنيفات شتَّى للوظائف السياقيَّة (التداوليَّة)‪ ،‬والفاعليات َ‬


‫النسقيَّة (البنيويَّة‬ ‫ٌ‬ ‫ثمة‬
‫‪َّ -‬‬
‫يؤدَيها‪ H‬إزاء ذاته الخطابيَّة‪ ،‬وإ زاء المتلقِّي (الجمهور)؛ وهي‬
‫بو ْسع التلفزيون أن ِّ‬ ‫التي) ُ‬
‫بحسب المرجعيات النظريَّة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تصنيفات ِ‬
‫تختلف‪ ،‬ولو ٍ‬
‫وتتبباين َ‬
‫َ‬ ‫باحث آلخر‪،‬‬ ‫شكلي‪ ،‬من‬
‫ٍّ‬ ‫بنحو‬ ‫ٌ‬
‫واإليديولوجيَّة‪:‬‬

‫‪ -2-1‬تصنيف لجنة شون ماكير‪:‬‬

‫‪ -2-1-1‬الوظيفة اإلخباريَّة‪.‬‬
‫‪ -2-1-2‬التنشئة االجتماعيَّة‪.‬‬
‫‪ -2-1-3‬التربية‪.‬‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2-1-4‬النهوض‬
‫‪ -2-1-5‬الترفيه‪.‬‬
‫‪ -2-1-6‬التكامل‪.‬‬

‫‪ -2-2‬تصنيف الباحثَين‪ :‬فؤاد شعبان‪ ،‬وعبيدة صبطي‪:‬‬

‫‪ -2-2-1‬التوجيه واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -2-2-2‬الحوار والنقاش‪.‬‬
‫‪ -2-2-3‬التعاون االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2-2-4‬الوظيفة اإلعالميَّة‪.‬‬
‫‪ -2-2-5‬وظيفة الخدمات‪.‬‬
‫‪ -2-2-6‬الوظيفة التنمويَّة‪.‬‬

‫إجمالي (من خالل الوساط)‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -2-3‬تصنيف‬

‫‪ -2-3-1‬اإلعالم (‪.)Information‬‬
‫‪-2-3-2‬التكوين والتثقيف‪.)Formation( H‬‬
‫‪ -2-3-3‬التسلية والترفيه (‪.)Distraction‬‬

‫(ينظر‪ :‬المر ِجع السابق (األطروحة)‪ :‬ص‪ 97 :‬إلى ص‪.)99 :‬‬


‫‪ُ -‬‬
‫ـــ‬

‫‪ -3‬الخصائص التقنيَّة والخطابيَّة‬

‫‪ -3-1‬الجم ‪HH H H‬عُ بين‪ :‬الص ‪HH H H‬وت‪ ،‬والص ‪HH H H‬ورة‪ ،‬واللَّون‪ ،‬والحرك ‪HH H H‬ة = الس ‪HH H H‬يطرة على ح ‪HH H H‬واس‬
‫مما أتاح لخطاب التلفزيون االتصاف بخصائص أخرى منها‪:‬‬ ‫المتلقِّي‪َّ .‬‬
‫ليم الس ‪Hِ H‬لس للمع ‪HH‬نى بفض ‪HH‬ل رب ‪HH‬ط الم ‪ِّ H‬‬
‫‪H‬رئي‬ ‫‪ -3-1-1‬اخ ‪HH‬تزال عمليَّة االتص ‪HH‬ال‪ ،‬والت ْس‪ُ HH‬‬
‫بالمنطوق‪.‬‬
‫(المرئي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األيقوني‬
‫ّ‬ ‫‪ -3-1-2‬بساطة اللُّغة الطبيعيَّة (اللِّسانية) بفضل َ‬
‫السند‬
‫دم ُج الع‪HH‬دد من المس‪H‬تويات‪ H‬اللُّغويَّة (أس‪H‬اليب االتص‪HH‬ال) في رس‪H‬الة واح‪HH‬دة‪:‬‬ ‫‪ْ -3-1-3‬‬
‫والمرئي ‪...‬‬
‫ِّ‬ ‫والمسموع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المكتوب‪ ،‬والمقرو ِء‪،‬‬

‫‪H‬ير الص‪HH H‬غير‪ ،‬وتص‪HH H‬غير‪ H‬الكب‪HH H‬ير (ال‪HH H‬زوم‪ /‬الك‪HH H‬ادراج‪ /‬أحج‪HH H‬ام اللَّقط‪HH H‬ات) ‪ُ +‬يح‪Hِّ H H‬رك‬
‫‪ -3-2‬تكب‪ُ H H‬‬
‫المتحرك‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الثابت‪ ،‬ويثَبِّت‬

‫بالمؤسس‪HH‬ات اإلعالميَّة‪ ،‬والخطاب‪HH‬ات‪ H‬الس‪HH‬معيَّة‪ -‬البص‪HH‬ريَّة‬


‫َّ‬ ‫مقارن‪H‬ةً‬
‫‪ -3-3‬ش‪HH‬موليَّة الوظ‪HH‬ائف‪َ /.‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ -3-4‬الواقعيَّة في تعاطى الواق‪H‬ع‪ :‬س‪H‬يطرة الوظيف‪H‬ة المرجعيَّة (‪ )Fonction référentielle‬على‬


‫لغة الخطاب‪( .‬ذلك بحكم نزعته الخباريَّة)‪.‬‬

‫ص‪H H H‬ناعيَّة‪،‬‬
‫‪ -3-5‬التع ‪HH H‬الي على الح ‪HH H‬دود الجغرافيَّة‪ ،‬والسياس‪HH H H‬يَّة؛ بفض ‪HH H‬ل اعتم ‪HH H‬اد األقم ‪HH H‬ار‪ H‬ال ِّ‬
‫الرقمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتكنولوجيا البث‬

‫الكوني‪ :‬أو عولَمة الجمهور‪ H:‬تخطِّي الثقافات‪ ،‬واألديان‪ ،‬واألعراق ‪..‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -3-6‬الجمهور‪H‬‬

‫الحي‪،‬‬ ‫البث‬ ‫‪ -3-7‬الرج‪HH‬ع المؤجَّل‪( .‬إالَّ في س‪ٍ H‬‬


‫‪H‬ياقات اس‪HH‬تثنائيَّة‪ :‬التواص‪HH‬ل اله‪HH‬اتفي في خالل ِّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مثالً)‪.‬‬
‫‪ -3-8‬أولويَّة النش‪HH H H H‬رة اإلخباريَّة = تحوي‪ُ H H H H H‬ل الع‪HH H H H‬الَم إلى (قري‪HH H H H‬ة عالميَّة) على ح‪Hِّ H H H H‬د ق‪HH H H H‬ول‬
‫ماكلوهان‪.‬‬

‫ـــ‬

‫‪ -4‬نموذج هارتلي في تحليل النشرات اإلخباريَّة التلفزيونيَّة‪:‬‬

‫‪ -‬يعتمد هارتلي منطق األكواد المرئيَّة (‪ )Codes visuels‬في تحليل خطاب النش‪HH‬رة اإلخباريَّة‬
‫بنح ‪Hٍ H H‬و يق ‪HH H‬ترب في آليات ‪HH H‬ه إلى منط ‪HH H‬ق التحلي ‪HH H‬ل الس ‪HH H‬يميائي‪ .‬وق ‪HH H‬د َّ‬
‫ركز في ذل ‪HH H‬ك على‬ ‫ّ‬
‫المستويات البِنيويَّة‪ ،‬والفيلميَّة (السِّينمائيَّة) لنقل الواقعة اإلخباريَّة‪:‬‬

‫ِّ‬
‫المتحدث‪HH‬ة‪ :‬ص‪HH‬ورة الم‪HH‬ذيع أو المراس‪HH‬ل‬ ‫‪ -4-1‬الك‪HH‬ادرات ووض‪HH‬عيات الك‪HH‬اميرا‪ .‬مث‪HH‬ال‪ :‬ال‪HH‬رأس‬
‫ِّ‬
‫محدقًا إلى الكاميرا‪.‬‬
‫‪H‬دث‪ ،‬وح‪HH‬دث‪ ،‬أو بين شخص‪HH‬ي ٍ‬
‫َّة‪،‬‬ ‫‪H‬دي بين ح‪ٍ H‬‬
‫‪ -4-2‬المونت‪HH‬اج‪ :‬تسلس‪HH‬ل اللَّقط‪HH‬ات‪ :‬التولي‪HH‬ف القص‪ُّ H‬‬
‫وشخصيَّة‪ ،‬أو بين مكان‪ ،‬ومكان ‪..‬‬

‫‪H‬ديولوجي) لق ‪HH H‬راءة المش ‪HH H‬اهد من خالل‬


‫ُّ‬ ‫‪ -4-3‬الك ‪HH H‬ادراج‪ ،‬وأحج ‪HH H‬ام‪ H‬اللَّقط ‪HH H‬ات‪ :‬التوجي ‪HH H‬ه (اإلي ‪H H‬‬
‫َّة دون س ‪HH‬واها من الشخص ‪HH‬يات الحاض ‪HH‬رة في البالط ‪HH‬و ‪..‬‬ ‫التبئ ‪HH‬ير على وج ‪HH‬ه شخص ‪HH‬ي ٍ‬
‫اإليديولوجي)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(يصطلح هارتلي على ذلك بـ‪ :‬الكود‬

‫‪H‬ؤري ُبب ْع َدي‪HH H‬ه‪ :‬الق‪HH H‬ريب‪ ،‬والبعي‪HH H‬د‪ /.‬عم‪HH H‬ق المج‪HH H‬ال‪ /‬ال‪HH H‬زوم‬
‫‪ -4-4‬الميكس‪HH H‬اج‪ /.‬التص‪HH H‬وير‪ H‬الب‪ُّ H H‬‬
‫األمامي‪ ،‬والزوم‪ H‬الورائي ‪...‬‬

‫ـــــ‬

‫والتعمق في قراءة الفصول‪ ،‬أو المب احث الض روريَّة كم ا ه و‬


‫ُّ‬ ‫(يرجى الرجوع إليها‪،‬‬‫* المراجع‪ُ :‬‬
‫َّ‬
‫مؤشٌر عليه أدناه)‪:‬‬

‫محمد ش‪HH‬طَّاح‪ :‬النش‪HH‬رة اإلخباريَّة َّ‬


‫المقدم‪HH‬ة في التلفزي‪HH‬ون الجزائ‪HH‬ري – دراس‪HH‬ة تحليليَّة وميدانيَّة‪،‬‬ ‫‪َّ -1‬‬
‫أطروح‪HH‬ة دكت‪HH‬وراه‪ ،‬أش‪HH‬راف‪ :‬د‪ .‬عب‪HH‬د اهلل ب‪HH‬وجالل‪ ،‬جامع‪HH‬ة الجزائ‪HH‬ر‪ ،‬كليَّة اإلعالم والعل‪HH‬وم‬
‫السياسيَّة‪ ،‬السنة الجامعيَّة‪( .2004 -2003 :‬التركيز على الفصل الثالث)‪.‬‬

‫‪ -2‬عب‪HH‬د اهلل محم‪HH‬ود ع‪HH‬دوي‪ ،‬الجمالي‪HH‬ات في اإلعالم التلفزي‪HH‬وني‪ ،‬ط‪ ،1 :‬المرك‪HH‬ز الع‪HH‬ربي لألبح‪HH‬اث‬
‫األول‪ ،‬والثالث)‪.‬‬
‫ودراسة السياسات‪ ،‬بيروت‪( .2016 ،‬التركيز على الفصلَ ْين‪َّ :‬‬

‫‪ -3‬لمي‪HH‬اء س‪HH‬ليماني‪ ،‬قض‪HH‬ايا ال‪HH‬رأي الع‪HH‬ام في ال‪HH‬برامج التلفزيونيَّة الحواريَّة؛ دراس‪HH‬ة وص‪HH‬فيَّة تحليليَّة‬
‫ل ‪HH‬برنتمج " قض ‪HH‬ايا وآراء ص على قن‪HH H‬اة " الجزائريَّة " في الف‪HH H‬ترة الممت‪Hَّ H H‬دة م ‪HH‬ا بين ديس‪HH H‬مبر‬
‫‪H‬ذكرة ماس‪HH‬تر‪ ،‬إش‪HH‬راف‪ :‬نجيب بخ‪HH‬وش‪ ،‬كليَّة العل‪HH‬وم اإلنس‪HH‬انيَّة‬ ‫‪ -2014‬وفيف‪HH‬ري ‪ ،2015‬م‪ِّ H‬‬
‫وااجتماعيَّة‪ ،‬جامع ‪HH‬ة محم ‪HH‬د خيض ‪HH‬ر‪ ،‬بس ‪HH‬كرة‪ ،‬الس ‪HH‬نة الجامعيَّة‪(.2015 H H-2014 :‬الترك يز‬
‫األول)‪.‬‬
‫على الفصل َّ‬
‫ـــ‬

‫أيضا‪:‬‬
‫ظر ً‬‫ُين َ‬

‫عبي‪ ،‬ط‪ ،2 :‬المرك‪HH‬ز الثق‪HH‬افي‬


‫‪ -1‬عب‪HH‬د اهلل الغ‪HH‬ذامي‪ ،‬الثقافة التلفزيونيَّة‪ ،‬سقوط النخبة وب روز الش ّ‬
‫العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪.2005 ،‬‬
‫‪ -2‬م‪HH‬اهر أب‪HH‬و المع‪HH‬اطي علي‪ ،‬االتجاهات الحديثة في البح وث الكميَّة والبح وث الكيفيَّة ودراس ات‬
‫الخدمة االجتماعيَّة‪.‬‬
‫العلمي؛ المفاهيم‪ ،‬األفكار‪ ،‬الطرائق والعمليَّات‪ ،‬ط‪ ،1 :‬ابن النديم‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬فرج محمد صوان‪ ،‬البحث‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ -3‬ماكلوهان مارشال‪.The galaxy of Gutenberg + The medium is the massage :‬‬

‫ـــ‬

‫وي ْم ِكن‬ ‫َّ‬ ‫تنبيه‪ُّ :‬‬


‫كل المراجع‪ ،‬والمؤلفات المسرودة عنواناتُه‪HH‬ا أعاله َموف‪HH‬ورةٌ في المكتب‪HH‬ة اإللكترونيَّة‪ُ ،‬‬
‫حركات البحث على النت‪.‬‬
‫َّانا من ُم ِّ‬
‫تحميلها مج ً‬
‫المحاضرة السَّابعة‬
‫َ‬

‫الوثائقي‬
‫ّ‬ ‫الفيلمُ‬
‫المفهومُ ومكوِّنات الخطاب‪ :‬التقنيَّةُ والتداوليَّة‬
‫‪ -‬في ضوء جدليَّة التسجيل‪ ،‬والتعبير ‪-‬‬
‫‪H‬ائقي؛ ح‪HH‬دود الموض‪HH‬وعيَّة والذاتيَّة‬
‫‪H‬ترح ق‪HH‬راءةَ ه‪HH‬ذه المقال‪HH‬ة الموس‪HH‬ومة‪ :‬الفيلم الوث‪ُّ H‬‬
‫‪ -‬أق‪ُ H‬‬
‫‪H‬رفي‪،‬‬ ‫ينمائي‪ :‬س ‪Hّ H‬يد س ‪HH‬عيد‪ *،‬ق ‪HH‬راءةَ اق ‪ٍ H‬‬
‫‪H‬تراب مع ‪ٍّ H‬‬ ‫والمخ ‪Hِ H‬رج ال ِّس‪HH‬‬
‫ِّ‬ ‫بين الوثيق ‪HH‬ة والحقيق ‪HH‬ة‪ ،‬للب ‪HH‬احث ُ‬
‫ِ‬
‫المسرودة أدناه‪:‬‬ ‫المساند التوضيحيَّة التوجيهيَّة‬ ‫ٍ‬
‫ومكا َشفة نقديَّة ‪ ..‬في ضوء َ‬ ‫ُ‬
‫ـــ‬

‫‪ -1‬إشكاليَّة ترجمة المصطلَح‪ Documentary film :‬إلى العربيَّة‪:‬‬

‫الوثائقي‬
‫ّ‬ ‫الفيلم‬ ‫التسجيلي‬
‫ّ‬ ‫الفيلم‬

‫إيجابي‬ ‫إيحائي ‪/‬‬ ‫ذاتي ‪/‬‬ ‫حرفي ‪ِ /‬‬


‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫نقل ّ‬ ‫سلبي‬
‫ٌّ‬ ‫ري ‪/‬‬
‫ص ْف ٌّ‬ ‫ٌّ‬ ‫نقل‬
‫للواقع (المر ِجع‪)Référent /‬‬ ‫ِ‬
‫(المرجع‪)Référent /‬‬ ‫للواقع‬

‫‪Suprématie de la fonction référentielle Equilibre entre les deux fonctions‬‬


‫‪sur celle esthétique/cinématographique‬‬

‫‪H‬وهري ‪/‬‬
‫ٍّ‬ ‫مع‪HH‬ا دونم ‪H‬ا‪ H‬تمي‪Hٍ H‬‬
‫‪H‬يز ج‪H‬‬ ‫‪H‬ربي ي‪HH‬زاوج بين المص‪HH‬طلَحين ً‬ ‫م‪HH‬ا ي‪HH‬زال االس‪HH‬تعمال الع‪ُّ H‬‬
‫‪H‬يوعا‪،‬‬
‫‪H‬ائقي أك ‪HH H‬ثر ش ‪ً H H‬‬ ‫‪H‬ومي بينهم ‪HH H‬ا‪ ،‬على ال ‪Hَّ H H‬رغم من ك ‪HH H‬ون مص ‪HH H‬طلح‪ :‬الفيلم الوث ‪ِّ H H‬‬ ‫مفه ‪ٍّ H H‬‬
‫فيخظم إنت‪HH H H H H‬اج‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫‪H‬رادف‬ ‫‪H‬يزي فظ‪Hَّ H H H H H‬ل من دون م‪H H H H H‬‬
‫وأما المص‪HH H H H H‬طلح اإلنجل‪ُّ H H H H H‬‬
‫وت‪HH H H H H‬داوالً‪َّ .‬‬
‫‪H‬طلحات‪ /‬مف‪HH H‬اهيم مج‪HH H‬اورة في الب‪HH H‬يئتَين‪ :‬الفرنس‪HH H‬يَّة‪ ،‬واألمريكيَّة من مث‪HH H‬ل‪Non- :‬‬ ‫ٍ‬ ‫مص‪H H‬‬
‫‪( fiction‬الفيلم غير التمثيلي)‪ ،‬و‪( Ciné- réel‬سينما الواقع) ‪...‬‬
‫‪H‬ائقي‪ ،‬لكونه‪HH H‬ا ترجم ‪H H‬ةً تح‪HH H‬ترم‬ ‫ِ‬
‫وأما نحن‪ ،‬فننتص ‪H H‬ر لترجم‪HH H‬ة المص‪HH H‬طلح بـ الفيلم الوث‪ّ H H‬‬
‫َّ‬
‫‪H‬داعي ال ‪HH‬ذي ه ‪HH‬و ج ‪HH‬زء من البني ‪HH‬ة المفهوميَّة‪ /‬واإلنجازيَّة له ‪HH‬ذا الن ‪HH‬وع من‬
‫‪H‬وازع اإلب ‪َّ H‬‬
‫َ‬ ‫ال ‪H‬‬
‫األفالم‪.‬‬
‫ـــ‬

‫حتميَّة التسجيل‪.‬‬ ‫‪ -2‬الكاميرا‪ -‬اآللة‬


‫فن ‪..‬‬
‫إعادةُ إنتاج‪ّ -‬‬ ‫الم ْخ ِرج‬
‫‪ -‬الت ْفليم‪ُ -‬‬

‫ائقي‪ ،‬قض ايا وإ ش كاالت‪ ،‬تنس ‪HH‬يق‪ :‬حس ‪HH‬ن م ‪HH‬رزوقي‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ُينظ ‪HH‬ر‪ :‬مجموع ‪HH‬ة من الم ‪HH‬ؤلفين‪ ،‬الفيلم الوث ّ‬
‫*‬ ‫*‬

‫إع ‪HH‬داد قن ‪HH‬اة الجزي ‪HH‬رة‪ ،‬ط‪ ،1 :‬مرك ‪HH‬ز الجزي ‪HH‬رة للدراس ‪HH‬ات‪ ،‬الدوح ‪HH‬ة‪ ،‬قط ‪HH‬ر‪ ،2010 ،‬ص‪ 41 :‬إلى‬
‫ص‪( .51 :‬النس‪HH‬خة اإللكترونيَّة موف‪HH‬ورة)‪ - .‬في ح‪HH‬ال تع‪Hَّ H‬ذر تحمي‪HH‬ل الكت‪HH‬اب‪ ،‬يتَّص‪HH‬ل المع‪ُّ H‬‬
‫‪H‬ني ع‪HH‬بر‬
‫هذا اإلميل‪:‬‬
‫‪Adlane78bendjilali@gmail.com‬‬
‫‪ -3‬السؤال‪ -‬اإلشكاليَّة‪:‬‬

‫الوثائقي في تسجيل الواقع (آليًّا) ؟‬


‫ِّ‬ ‫مفهوم الفيلم‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬هل تكمن هويَّة ‪/‬‬

‫ثمة فريقان‪:‬‬
‫َّ‬

‫‪ -2‬ليست الكاميرا ما ُي ِّ‬


‫سجل الواقع‪،‬‬ ‫‪ -1‬يجب احترام موضوعيَّة الكاميرا‬

‫وإ َّنما استعمالُها‪ ،‬واالستعمال معام ٌل ٌّ‬


‫ذاتي‬ ‫بعدم إفساد فعل التصوير بأيَّة ِحَي ٍل‬
‫َ‬
‫ليم الواقع باستدخال الذات‬ ‫أو ُّ‬
‫بامتياز‪ .‬يجب ت ْف ُ‬ ‫داللي ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫رؤيوي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫ذاتي‪،‬‬
‫تدخل ِّ‬
‫اإلبداعيَّة تحت ضغط التقنية (الكاميرا)‪،‬‬
‫عمق الواقع‪ ،‬والحقيقة ‪..‬‬ ‫َّ‬
‫ألن ذلك ُي ِّ‬

‫وإ ذن‪ :‬يجب التمييز بين الواقع المسجَّل‬


‫والفيلم التسجيلي‪ :‬الذي يستحيل أن يكون‬
‫تسجيليًّا بالمطلَق‪ :‬استحالة براءة اآللة التصوير‬
‫المصورة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من الذات‬
‫ـــ‬

‫‪ -4‬الوثيقة‪:‬‬

‫الوثائقي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪(-4-1‬خارج ِب ْنية الفيلم‬

‫‪ -‬إحالةٌ بريئ‪H‬ة ‪ /‬تَ ْعيِينيَّة (‪ / )Dénotative‬تقريريَّة ‪ /‬تس‪H‬جيليَّة إلى الواق‪H‬ع (الع‪H‬الَم)‪ُ = .‬محايِ‪H‬دةٌ‪:‬‬
‫تناظريةٌ‪ ،‬ال تُحيل إالَّ إلى ذاتها‪ :‬إحالةً توثيقيَّة ‪ /‬أيقونيَّة ‪..‬‬
‫َّ‬
‫‪ -‬ضئيلةُ التفاعل ‪ /‬التماهي بتقنيات التصوير‪ H،‬وبِْنيات التفليم ‪..‬‬
‫تستح ِ‬
‫ض ُره‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المرجع‪ /‬الواقع الذي‬ ‫‪ -‬تزداد قيمتُها التوثيقيَّة عند غياب‬

‫الوثائقي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪(-4-2‬داخل ِب ْنية الفيلم‬

‫‪H‬ف دا ّل‪/.‬‬
‫ذوت‪H‬ة‪ / .‬تض‪H‬مينيَّة (‪ / )Connotative‬تعبيريَّة إلى الواق‪HH‬ع (الع‪H‬الَم)‪ = .‬توظي‪ٌ H‬‬ ‫‪ -‬إحالةٌ ُم َّ‬
‫داللة اجتماعيَّة‪ ،‬إيديولوجيَّة ‪ / ..‬رؤيا إخراجيَّة‪ :‬نقديَّة‪ ،‬ثقافيَّة‪ ،‬معرفيَّة ‪..‬‬

‫ضعه موضع السؤال‪.‬‬


‫وو ْ‬
‫الوثائقي أداةٌ لمعرفة الواقع‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫الفيلم‬

‫ـــ‬

‫ب الذات‪-‬يَّة إلى الوثيقة‪:‬‬ ‫ِ‬


‫مسار ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫الزب ‪H‬ةٌ بالوثيق‪HH‬ة (الحمول‪HH‬ة التوثيقيَّة) المحمول‪HH‬ة‬ ‫الحي‪HH‬اد خاص‪Hَّ H‬يةٌ ِ‬‫إن الموض‪HH‬وعيَّة ‪ِ /‬‬ ‫ريب‪َّ ،‬‬
‫‪ -‬ال َ‬
‫على الفيلم (الملف ‪HH‬وف)‪ .‬ولكن بمج ‪Hَّ H‬رد أن تنخ ‪HH‬رط‪ H‬الوثيق ‪HH‬ة‪ -‬الواق ‪HH‬ع‪ -‬الع ‪HH‬الَم في بني ‪HH‬ة‬
‫الفيلم تت‪HH H H H‬أثَّر‪ H‬بإكراه‪HH H H H‬ات التص‪HH H H H‬وير التقني ِ‬
‫َّة‪ ،‬واإلخراجيَّة‪ ،‬فتغ‪HH H H H‬دو وثيق‪HH H H H‬ة م ُش‪H H H H H‬وبةً‪،‬‬
‫مذوت‪H‬ةً‪ ،‬حيث يمكن أن نع‪Hِّ H‬دد جمل‪H‬ة من مناف‪H‬ذ‪ H‬الت‪HH‬ذويت‪ ،‬واالرتي‪H‬اب‪ ،‬ن ْس‪ُ H‬رد‬
‫مطموسةً‪َّ ،‬‬
‫أبرزها على هذه الشاكلة‪:‬‬
‫َ‬
‫األول فع ‪HH‬ل اج ‪ٍ H‬‬
‫‪H‬تزاء واقتط ‪HH‬اع‪ .‬والث ‪HH‬اني فع ‪HH‬ل‬ ‫‪ -5-1‬الك ادر والك ادراج (اإلط ار والت أطير)‪َّ :‬‬
‫ٍ‬
‫لمسة قصديَّة ‪..‬‬ ‫انتقاء‪ ،‬وتشكيل‪ .‬وكالهما فعالن ينِ َّمان عن‬
‫ٍ‬

‫العدس ة‪ :‬النوعيَّة والخاص يَّة االص طناعيَّة‪ :‬وض‪HH H‬وح‪ /‬غم‪HH H‬وض الص‪HH H‬ورة‪ :‬مس‪HH H‬افة‬
‫َ‬ ‫‪-5-2‬‬
‫والمصور (الواقع)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫المصور‪( H‬الفيلم)‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫(ارتيابيَّة) ولو محدودةُ بين‬
‫الملون‪HH H H H‬ة‪ ،‬واألفالم‪ H/‬الم َش‪ِ H H H H H‬‬
‫اهد‬ ‫اهد َّ‬‫‪H‬داللي) بين األفالم‪ /‬الم َش‪ِ H H H H H‬‬
‫‪ -5-3‬اللَّون‪ :‬االختالف (ال‪ُّ H H H H‬‬
‫باللَّونين األبيض‪ ،‬واألسود‪ ‬؟‬

‫الم ْخ ِرج‪.‬‬
‫المصور‪ُ -‬‬
‫ِّ‬ ‫لدن‬
‫(استبدالي) من ُ‬ ‫انتقائي‬ ‫وضع الكاميرا‪ُّ :‬‬
‫تدخ ٌل‬ ‫‪ -5-4‬تَ َم ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وب ْنَيَنة ‪..‬‬ ‫تد ٍ‬
‫ليل‪َ ،‬‬ ‫‪ -5-5‬المونتاج ‪ /‬القطع‪ :‬فع ُل ْ‬
‫جرا‪.‬‬
‫وهلم َّ‬
‫‪َّ ...‬‬

‫ـــ‬

‫النص‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫طارح فحوى هذا‬

‫‪H‬ائقي ه ‪HH‬و الفيلم ال ‪HH‬ذي يس ‪HH‬تخدم ه ‪HH‬ذه الوثيق ‪HH‬ة أو يض‪Hُّ H H‬مها إلى مجموع ‪HH‬ة وث‪HH H‬ائق‬
‫" ف ‪HH‬الفيلم الوث ‪ُّ H‬‬
‫ويحلِّله‪HH H‬ا ويف ِّس ‪H H‬رها‬ ‫ٍ‬
‫أخ‪HH H‬رى للتعب‪HH H‬ير عن موق‪HH H‬ف أو رس‪HH H‬الة تعتم‪HH H‬د على رؤي‪HH H‬ة ذاتي‪HH H‬ة لص‪HH H‬احب الفيلم ُ‬
‫‪H‬تخدم ح ‪HH‬امال لدالل ‪HH‬ة خ ‪HH‬ارج نط ‪HH‬اق‬
‫للكش ‪HH‬ف عن مغ ‪HH‬زى م ‪HH‬ا‪ ،‬وعن ‪HH‬دما تخض ‪HH‬ع الوثيق ‪HH‬ة للتفس ‪HH‬ير‪ ،‬أو تُس ‪َ H‬‬
‫فإنها تفقد حياديَّتها وموضوعيَّتها "‪ .‬ص‪.43 :‬‬ ‫كونها وثيقة‪َّ ،‬‬

‫ـــ‬
‫* في هذا المقام المعرفي‪ِ ،‬‬
‫طالع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الوثائقي‪ ،‬قضايا وإ شكاالت‪ ،‬تنسيق‪ :‬حسن مرزوقي‪ ،‬إع‪HH‬داد قن‪HH‬اة‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬مجموعة من المؤلِّفين‪ ،‬الفيلم‬
‫الجزيرة‪ ،‬ط‪ ،1 :‬مركز الجزيرة للدراسات‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪.2010 ،‬‬

‫الوثائقي – مقدِّمة قصيرة جدًّا – ت‪HH‬ر‪ :‬ش‪HH‬يماء ط‪HH‬ه الري‪HH‬دي‪ ،‬م‪HH‬ر‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬باتريشيا أوفدر هايدي‪ ،‬الفيلم‬
‫هاني فتحي سليمان‪ ،‬ط‪ ،1 :‬مؤسَّسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.2013 ،‬‬
‫ائقي‪ ،‬دراس ة تطبيقيَّة ‪ ،-‬رس ‪HH‬الة ماجس ‪HH‬تير‪،‬‬
‫‪ -3‬ول ‪HH‬د هني ‪HH‬ة يمين ‪HH‬ة‪ ،‬اس تراتيجيَّة ترجم ة الفيلم الوث ّ‬
‫إش‪HH‬راف‪ :‬د‪ .‬ع‪HH‬الم ليلى‪ ،‬جامع‪HH‬ة وه‪HH‬ران‪ ،‬كليَّة اآلداب‪ ،‬واللُّغ‪HH‬ات‪ ،‬والفن‪HH‬ون‪ ،‬قس‪HH‬م الترجم‪HH‬ة‪،‬‬
‫السنة الجامعيَّة‪..2013 -2012 :‬‬

‫‪ -4‬نهل‪HH‬ة عب‪HH‬د ال‪HH‬رزاق عب‪HH‬د الخ‪HH‬الق رش‪HH‬يد‪ ،‬دراسة تحليل مضمون لألفالم التس جيليَّة الوثائقيَّة في‬
‫قناة الجزيرة الويائقيَّة الفضائيَّة‪ .‬للمدَّة من‪ 1/4/2011 :‬ولغاية ‪ ،30/4/2011‬مجلَّة‪ :‬كليَّة‬
‫اآلداب‪ ،‬ع‪.98 :‬‬
‫المحاضرة الثامنة‬
‫َ‬

‫ينمائي‬
‫ّ‬ ‫الفيلمُ السِّ‬
‫البِ ْنيَةُ التقنيَّة والوظيفةُ الجماليَّة‬

‫هجين‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪H‬اء أجنا ِس‪ٌّ H H H H‬ي‬ ‫َّ‬
‫إبداعيةً‪ ،‬لهي فض ‪ٌ H H H‬‬ ‫ص‪H H H H‬فها ظ ‪HH H H‬اهرةً‬ ‫ريب‪َّ ،‬‬
‫إن ال ِّس‪H H H H‬ينما‪ ،‬بو ْ‬ ‫‪ -‬ال َ‬
‫خطاب‪H‬ا‪ ،‬لغ‪H‬ةٌ َّ‬
‫مركب‪H‬ة‬ ‫ً‬ ‫ص‪ِ H‬فها‬‫‪H‬ون‪ ،‬والحق‪H‬ول المعرفيَّة ‪ ..‬وهي‪ ،‬بو ْ‬ ‫تتماهى في‪H‬ه على اختالفه‪H‬ا الفن ُ‬
‫تراكبة الطبقات الدالليَّة ‪..‬‬ ‫التكوين‪ ،‬م ِ‬
‫ُ‬
‫‪H‬ق اش‪ِ H‬‬
‫‪H‬تغالها ‪..‬‬ ‫التركيبي‪ H،‬وطرائ‪Hَ H‬‬
‫ِّ‬ ‫ومالمسةَ ُن ْس ِغها‬ ‫فإن الوقوف‪ H‬على جوهرها‪،‬‬ ‫وإ َذ ْن؛ َّ‬
‫َ‬
‫بالمع‪ِ H‬‬ ‫مركز ٍة‪ٍ َ ،‬‬ ‫ذات معرفيَّة َّ‬ ‫‪H‬يس الحاج‪HH‬ة إلى ٍ‬ ‫يظ‪Hُّ H‬ل في َمس‪ِ H‬‬
‫‪H‬اول المنهجيَّة‪ ،‬والخلفي‪HH‬ات‬ ‫ومد َّجج‪HH‬ة َ‬
‫عالم‪H‬ةً‪ُ ،‬م َد ْو َزن‪H‬ةً بالمف‪HH‬اهيم‪ ،‬وال‪HH‬رؤى التقعيديَّة‪،‬‬ ‫‪H‬طلحيةً ِ‬‫‪H‬ترف‪ H‬لغ‪H‬ةً مص‪َّ H‬‬ ‫المؤسس‪HH‬ة ‪ ..‬تح‪ِ H‬‬
‫َّ‬ ‫النظريَّة‬
‫‪H‬تزئ ب‪HH H‬اجترار الوص‪HH H‬ف‪ ،‬وامته ‪ِ HH‬‬
‫‪H‬ان‬ ‫تتع َّقل ال ِّس‪HHH‬ينما تحليالً‪ ،‬وت ‪HHH‬أويالً‪ .. H‬وال تج‪ِ H H‬‬ ‫والنقديَّة ‪ ..‬إذ َ‬
‫الدردشات‪ H‬اإلعالميَّة الجوفاء ‪...‬‬
‫العلمي الص‪HH‬ريح‪ ،‬أق‪HH‬ترح عليكم ق‪HH‬راءة ه‪HH‬ذا‬
‫ِّ‬ ‫وألن ال ِّس ‪H‬ينما تنخ‪HH‬رط في ب‪HH‬ؤرة اش‪HH‬تغالي‬‫َّ‬
‫ينمائي‪ :‬التقني ُة‬
‫ِّ‬ ‫الس‬
‫اب ِّ‬ ‫والمعن‪HH H H‬ون بـ " س ينمائيَّة الخط ِ‬ ‫المبحث المقتط ‪Hِ H H‬ع من أطروح ‪HH H‬تي‪،‬‬
‫َ َ‬
‫اج المع نى "‪ ،‬وه‪HHH‬و المبحث الث‪HHH‬اني من الفص‪HHH‬ل الث‪HHH‬الث المعن ‪Hَ H‬ون بـ‪ " :‬س ينمائيَّة الفيلم‬ ‫وإ نت ُ‬
‫الس ينما والالَّ س ينما في ِب ْني ة الخط اب "‪ .‬م ‪HH‬ع العلم َّأنني ح ‪Hَّ H‬و ُ‬
‫رت في ‪HH‬ه م ‪HH‬ا ينبغي‬ ‫اض ديَّة ِّ‬
‫وتع ُ‬
‫َ‬
‫المنهجي لبرنامج المقياس‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تحويره ُب ْغَيةَ ت ْكييفه مع المقتضى‬

‫يمكن تحمي ُل األطروحة كاملةً في نسختها اإللكترونيَّة من موق‪H‬ع األط‪H‬اريح الجامعيَّة‬


‫‪H‬ع‬ ‫ِ‬ ‫لجامع ‪HH‬ة وه ‪HH‬ران‪ .1-‬وإ ِّني‪ ،‬في ه ‪HH‬ذه الح ‪HH‬ال‪ ،‬أف ِّ‬
‫ض‪HH‬ل أن تُط ‪HH‬العوا الفص ‪H‬لَْين‪ :‬الث ‪HH‬الث‪ ،‬والراب ‪َ H‬‬
‫مما ُيحقِّق لكم اس ‪HH H‬تيعاب البني ‪HH H‬ة التقني ‪HH H‬ة‪ ،‬واألدائيَّة الجماليَّة‬‫‪H‬يئا َّ‬
‫ك ‪HH H‬املَْين‪ ،‬عس ‪HH H‬ى أن تج ‪HH H‬دوا ش ‪ً H H‬‬
‫‪H‬ات األح‪ِ HH‬‬ ‫طق ‪ِ H‬‬
‫‪H‬اديث‬ ‫‪H‬زل عن ضوض‪HH H‬اء اللُّغ ‪HH‬ة الص ‪HH‬حفيَّة‪َ ،‬‬
‫وه ْر َ‬ ‫ينمائي ‪ ..‬بمع‪ٍ HH‬‬
‫ِّ‬ ‫لخط‪HHH‬اب الفيلم ال ِّس ‪HH‬‬
‫اليوميَّة ‪..‬‬

‫مقارب‪H‬ةٌ س‪HH‬يميو‪ -H‬ش‪HH‬عريَّة ‪-‬؛ ‪Titanic‬؛‬ ‫عنوان األطروحة‪ :‬س‪HH‬ينمائيَّة الخط‪ِ H‬‬
‫الفيلمي – َ‬
‫ّ‬ ‫‪H‬اب‬
‫أنموذجا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إخراج جيمس َكمرون ‪J. Cameron‬‬

‫ـــ‬

‫نتاج المعنى‬
‫السينمائي؛ التقني ُة وإ ُ‬
‫ّ‬ ‫سينمائي ُة الخطاب‬
‫َّ‬ ‫‪-1‬‬

‫في ه ‪HH H‬ذا المق ‪HH H‬ام‪َّ ،‬إنن ‪HH H‬ا لنس ‪HH H‬عى حثيث‪H H H‬اً إلى مكاش ‪HH H‬فة البص ‪HH H‬مة الس ‪HH H‬ينمائية في موطنه ‪HH H‬ا‬
‫أن الس‪HH‬ؤال المر َّش ‪H‬ح ألن يك ‪HH‬ون مح ‪HH‬ور ه‪HH‬ذه المكاش ‪HH‬فة ه ‪HH‬و‪ :‬م ا‬
‫‪H‬لي؛ الس‪HH‬ينما‪ .‬م ‪HH‬ا معن‪HH‬اه َّ‬
‫األص ‪ّ H‬‬
‫الذي يجعل من السينما سينما ؟‪ ،‬ب‪HH‬ل األح‪HH‬رى أن نص‪HH‬وغه على ه‪HH‬ذا النح‪HH‬و؛ م‪HH‬ا ال‪HH‬ذي يجع‪HH‬ل‬
‫‪H‬ينمائي م ‪HH‬ا عمالً ف ّن ّي اً ؟‪ .‬وال م ‪HH‬راء‪َّ ،‬إنه لس ‪HH‬ؤا ٌل مس ‪HH‬توحى‪ H‬من مكن ‪HH‬ون الس ‪HH‬ؤال‬
‫ّ‬ ‫من إنج از س ‪H‬‬
‫األول من ه‪HH H‬ذه‬
‫‪H‬وني وف ‪H H‬ق‪ H‬الق‪HH H‬راءة الواص‪HH H‬فة ال‪HH H‬تي حففن‪HH H‬اه به‪HH H‬ا في خض‪Hّ H H‬م الفص‪HH H‬ل َّ‬
‫الجاكوبس‪ّ H H‬‬
‫*‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬البحث‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.52 ،48 :‬‬ ‫**‬


‫‪H‬توى ص ‪HH‬اف‪ ،‬وراق من االش ‪HH‬تغال‬ ‫فق ‪HH‬د رأين ‪HH‬ا في المبحث الس ‪HH‬الف َّ‬
‫أن الس ‪HH‬ينمائيَّة مس ‪ً H‬‬
‫‪H‬ذوه‪ ،‬ويتمثَّلَ‪H‬ه‪ ،‬إذ م‪H‬ا ب‪H‬رح الس‪H‬ينمائيُّون األوائ‪H‬ل‬
‫بنيوي‪ ،‬ينبغي لخط‪H‬اب الفيلم أن يح َ‬
‫ّ‬ ‫السيميو‪– H‬‬
‫يتقفَّون أثره رغبةً منهم في التح ُّ‪H‬رر من ه‪H‬اجس التقني‪H‬ة‪ ،‬واالخ‪H‬تراع‪ ،‬وس‪H‬عياً منهم إلى غربل‪H‬ة‬
‫جنس الس‪HH‬ينما من ك‪ّ H‬ل ش‪HH‬ائبة فنيَّة دخيل‪HH‬ة‪ ،‬عس‪HH‬ى أن َّ‬
‫يتمكن‪HH‬وا‪ H‬من اس‪HH‬تكناه الخاص‪HH‬يَّة الس‪HH‬ينمائية‬

‫حي َن خطاب اً‬


‫في أسمى حاالتها‪ ،‬وأصفاها‪ .‬فليس بوسع التقنية وحدها أن تنتج س ينما‪ ،‬أو تُ ّ‬
‫ينمائياً مهم ا ك انت رفع ُة دقَّته ا‪ ،‬وحداث ُة اختراعه ا‪ ،‬واألدهى َّأنه ا تعج ز عن تأكي د‬
‫ّ‬ ‫س‬
‫تحرك من األمر شيئاً إزاء قضايا تفعيل جماليته‪ ،‬وتَبئير مستوياته‬
‫سينمائية الخطاب‪ ،‬وال ّ‬
‫الفنيَّة داخ ل بني ة الس ينما عينه ا‪ .‬فالتقني‪HHH‬ة ليس‪HHH‬ت س‪HHH‬وى مس ‪HH‬تودع من اآللي ‪HH‬ات‪ ،‬والقواع‪HHH‬د‬
‫الج‪HH‬اهزة ال‪HH‬تي تتقاس‪HH‬مها الس‪HH‬ينما م‪HH‬ع مختل‪HH‬ف الخطاب‪HH‬ات الفيلمي‪HH‬ة من قبي‪HH‬ل؛ التلفزي‪HH‬ون‪ ،‬والفيلم‬
‫ثم‪ " ،‬ال تع‪HH‬ني معرف‪HH‬ة ه‪HH‬ذه القواع‪HH‬د أنن‪HH‬ا نس‪HH‬تطيع‪H‬‬ ‫‪H‬هاري‪ ..‬ومن َّ‬
‫العلمي‪ ،‬واإلش‪ّ H‬‬ ‫ّ‬ ‫‪H‬ائقي‪ ،‬وك‪HH‬ذا‬
‫الوث‪ّ H‬‬
‫‪H‬ينمائي يتمتَّع بك‪ّ H H‬ل مواص ‪HH‬فاته الغائي ‪HH‬ة‪ ،‬ونش ‪HH‬اطاته اإليحائي ‪HH‬ة‬
‫ّ‪H‬‬ ‫‪H‬اج فيلم س ‪H‬‬
‫كتاب ‪HH‬ة س ‪HH‬يناريو"‪ ،‬وإ نت ‪َ H‬‬
‫‪1‬‬

‫الفنية‪.‬‬

‫وإ ذن‪ ،‬نحن مع ‪HH H‬نيُّون‪ ،‬فيم ‪HH H‬ا س ‪HH H‬يأتي من مب ‪HH H‬احث‪ ،‬بمدارس ‪HH H‬ة الس ‪HH H‬ينمائية ال بوص ‪HH H‬فها‬
‫ومحض تجلّي‪HHH‬ات " أس‪HHH‬لوبيَّة " تتَّق‪HHH‬د عن‪HHH‬د مخ‪HHH‬رج‪ ،‬وتخفت عن ‪HH‬د آخ ‪HH‬ر‪ ،‬وتتَّس‪HHH‬ق في‬
‫َ‬ ‫إرهاص ‪HH‬اً‪،‬‬
‫مفاهيمي‪H‬اً مكتمالً‪ ،‬ومنس‪HH‬جماً‪ H‬ق‪HH‬د بل‪HH‬غ أوج‪HH‬ه‬
‫ّ‬ ‫محطَّة‪ ،‬وتختل‪H‬ف‪ H‬في أخ‪HH‬رى‪ ،‬ولكن بوص‪HH‬فها كيان‪H‬اً‬
‫‪H‬وجي ال‪HH‬ذي لح‪HH‬ق‬
‫ندعي إحاط‪H‬ةً بك‪ّ H‬ل مالبس‪HH‬ات التط‪Hُّ H‬ور‪ H‬التكنول‪Hّ H‬‬ ‫والتطور‪ .‬ولسنا‪ H‬هنا َّ‬
‫ُّ‬ ‫النمو‪،‬‬
‫من ّ‬
‫بالتقني‪HH H H‬ة الس‪HH H H‬ينمائية‪ ،‬إذ فض ‪H H H‬الً عن ع‪HH H H‬دم اتس‪HH H H‬اع الس‪HH H H‬ياق ل‪HH H H‬ذلك‪ ،‬ال يج‪HH H H‬در به‪HH H H‬ذا البحث أن‬
‫تحس س تل ك‬
‫تطوره‪HH‬ا‪ ،‬ب‪HH‬ل ه و يص بو إلى ُّ‬
‫ص ‪H‬ص في توص‪HH‬يف التقني‪HH‬ة‪ ،‬وس‪HH‬رد مراح‪HH‬ل ُّ‬
‫يتخ َّ‬
‫المس افة بين التقني ة‪ ،‬وبين اإلنجازي ة اللغوي ة الفني ة‪ُّ ،‬‬
‫وتعقله ا على نح و م ا يس هم في‬
‫فني اً‪ ،‬ويمنح لمص طلح " الس ينمائية "‬
‫تح يين س ينمائية الفيلم‪ ،‬ويجل و فلس فة اس تثمارها ّ‬
‫مشروعية التمفهم‪ ،‬والتقعيد‪ .‬آي‪H‬ة ذل‪H‬ك َّأنه " يمكنن‪H‬ا أن نتعلَّم التقني‪H‬ة في نص‪H‬ف ي‪H‬وم "‪ 1،‬على‬
‫جمةٌ لكي نتعلَّم‬ ‫حقب َّ‬
‫زمنيةٌ َّ‬ ‫ح‪Hّ HH‬د تعب‪HHH‬ير أورس‪HHH‬ون ويل‪HHH‬ز (‪ ،)Orson Welles‬في حين تلزمن‪H H‬ا‪ٌ H‬‬
‫سينمائياً‪ H‬أصيال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نحول التقنية إلى سينما‪ ،‬وكيف ننسج منها ّفناً‬
‫كيف ّ‬

‫محم ‪HH‬د ش ‪HH‬بل الك ‪HH‬ومي‪ ،‬النق‪HH‬د الس ‪HH‬ينمائي من منظ ‪HH‬ور أدبي‪ ،‬تق‪HH‬ديم‪ :‬محم‪HH‬د عن‪HH‬اني‪ ،‬الهيئ ‪HH‬ة المص ‪HH‬رية العام ‪HH‬ة‬ ‫‪11‬‬

‫للكتاب‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪ ،.2003 ،‬ص‪.187 :‬‬


‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.187 :‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪H‬ينمائي له‪HH H‬و آل‪HHH‬ةُ ك‪HH H‬اميرا‪ ،‬واس‪HH H‬تعمالُها‪ .‬وعلي‪HH H‬ه‪ " ،‬فالس‪HH H‬ينما‪ H‬ليس‪HH H‬ت‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إن الخط‪HH H‬اب الس‪H H‬‬
‫[إنم‪H‬ا هي‪ ]..‬تنط‪HH‬وي على عنص‪H‬ر جم‪H‬الي وعنص‪HH‬ر‬ ‫اختراعاً بق‪HH‬در م‪H‬ا هي حال‪H‬ة تط‪Hّ H‬ور معق‪H‬د‪َّ .‬‬
‫تق ‪HH‬ني وعنص ‪HH‬ر اقتص ‪HH‬ادي‪ H‬باإلض ‪HH‬افة إلى عنص ‪HH‬ر الجمه ‪HH‬ور‪ H.‬وه ‪HH‬ذه العناص ‪HH‬ر األربع ‪HH‬ة س ‪HH‬وف‪H‬‬
‫‪2‬‬
‫تضع دائماً شروط الصورة التي تظهر على الشاشة في أي زمان ومكان "‪.‬‬

‫‪H‬وجي‪ ،‬يتعيَّن علين ‪HH‬ا أن نحي‪HH‬ل إلى موق ‪H‬ع‪H‬‬


‫المنهجي‪ ،‬واألنطول ‪ّ H‬‬
‫ّ‬ ‫من منطل ‪H‬ق‪ H‬ه ‪HH‬ذا الط ‪HH‬رح‬
‫السينمائي‪ ،‬في سياق‬ ‫نقصده من الخطاب‬ ‫إن ما ُ‬ ‫َّ‬
‫فالحق َّ‬ ‫السينمائي؛‬ ‫مقولة الخطاب من الكنف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلنجازي الذي يتخطَّى افتراضيَّة التقني ة إلى ْ‬
‫عينيَّة التفليم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا البحث‪ ،‬هو ذلك المستوى‬
‫ونهائيَّة التص وير‪ ،‬م روراً بنس خة الس يناريو المؤقَّت ة‪ .‬لن ننحص ‪HH‬ر – إذن – في تش‪HHH‬ريح‬
‫َّن إالَّ بفض‪HH‬ل نق‪HH‬ر آل‪HH‬ة الك‪HH‬اميرا‪ ،‬وبع‪HH‬د‬
‫القبلي ال‪HH‬ذي ال يتحي ُ‬
‫ّ‬
‫موف‪HH‬ور التقني‪HH‬ة َّ‬
‫ألنه‪HH‬ا بمثاب‪HH‬ة النظ‪HH‬ام‬
‫‪H‬ائي‪ ،‬ولن‬
‫الترتيب‪HH‬ات البعدي‪HH‬ة (المخبري‪HH‬ة) ال‪HH‬تي ينجزه‪HH‬ا المخ‪HH‬رج إلخ‪HH‬راج الفيلم في ش‪HH‬كله النه‪ّ H‬‬
‫نشتغل على أبجديات الكتابة الس‪H‬يناريوهاتية باعتباره‪H‬ا‪ ،‬أيض‪H‬اً‪ ،‬خط‪H‬وةً افتراض َّ‪H‬يةً ب‪H‬النظر إلى‬
‫لحظي‪HH‬ة التص‪HH‬وير‪ ،‬وعياني‪HH‬ة الفيلم‪ .‬وإ َّنن‪HH‬ا نتَّخ‪HH‬ذ‪ ،‬في ه‪HH‬ذا المق‪HH‬ام‪ ،‬من تص‪Hُّ H‬ور ب‪HH‬ول ريك‪HH‬ور (‪P.‬‬

‫‪H‬ي إلى الرس‪H‬الة المرئيَّة (النهائيَّة)‬


‫‪ )Ricœur‬لمفهوم الخطاب سنداً لنا في تبرير‪ H‬توجُّهنا الرأس ّ‬
‫إن ل‪H‬ه وج‪H‬وداً‪ H‬افتراض‪HH‬ياً فق‪H‬ط‪ .‬والرس‪H‬الة وح‪H‬دها‬ ‫تصوره " أن النظام ال يوجد‪ ،‬بل ّ‬
‫للفيلم؛ ففي ُّ‬
‫الفعلي‪HH‬ة على اللغ‪HH‬ة‪ ،‬ثم ي‪HH‬أتي الخط‪HH‬اب ليوطّ‪H‬د‪ H‬وج‪HH‬ود‪ H‬اللغ‪HH‬ة نفس‪HH‬ه "‪ 3،‬كم‪HH‬ا َّأنن‪HH‬ا‬
‫ّ‬ ‫هي ال‪HH‬تي تض‪HH‬في‬
‫َّ‬
‫نتبنى‪ ،‬في الس ‪HH‬ياق ذات ‪HH‬ه‪ ،‬مقولتَ ‪HH‬ه " الواقع ‪HH‬ة الكالمي ‪HH‬ة " ال ‪HH‬تي يع ‪HH‬ني به ‪HH‬ا " أن الخط ‪HH‬اب ي ‪HH‬درك‬
‫‪1‬‬
‫زمنيا وفي لحظة آنية‪ ،‬في حين إن النظام أو النسق اللغوي افتراضي وخارج الزمن "‪.‬‬

‫‪H‬ينمائي " أم‪HH H‬راً في متن‪HH H‬اول‬


‫ّ‪H‬‬ ‫هك‪HH H‬ذا س‪HH H‬يكون التمي‪HH H‬يز بين " الس‪HH H‬ينما "‪ ،‬و" الخط‪HH H‬اب الس‪H H‬‬
‫‪H‬ام ال زمن ل ‪HH‬ه‪ ،‬أو هي حق ‪HH‬ل من األنظم ‪HH‬ة‬ ‫الب ‪HH‬احث‪ ،‬والمتلقّي‪ ..‬على ح ‪Hّ H‬د الس ‪HH‬واء؛ الس ‪HH‬ينما نظ ‪ٌ H‬‬
‫آني‪ ،‬لغ ‪H‬ةٌ ن‪HH‬اجزةٌ‬
‫‪H‬اب ٌّ‬
‫‪H‬ينمائي خط‪ٌ H‬‬
‫ُّ‬ ‫تُؤثّث‪HH‬ه ترس‪HH‬انةٌ من التقني‪HH‬ات ال‪HH‬تي ال تلبث تتج‪Hَّ H‬دد‪ ،‬والفيلم الس‪H‬‬

‫ج‪HH‬ورج س‪HH‬ادول‪ ،‬ت‪HH‬اريخ الس‪HH‬ينما العالمي‪HH‬ة‪ ،‬ت‪HH‬ر‪ :‬إب‪HH‬راهيم قن‪HH‬ديل‪ H،‬المجلس األعلى للثقاف‪HH‬ة‪ ،‬دط‪ ،1999 ،‬ص‪:‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪.11‬‬

‫بول ريكور‪ ،‬نظرية التأويل‪ ،‬الخطاب وفائض المعنى‪ ،‬تر‪ :‬س‪HH‬عيد الغ‪H‬انمي‪ ،‬المرك‪HH‬ز الثق‪H‬افي الع‪HH‬ربي‪ ،‬ط‪:‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ ،1‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،2003 ،‬ص‪.34 :‬‬


‫‪ 11‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪H‬ردي‪ 1،‬أو واقع‪HH‬ة كالمي ‪H‬ةٌ‪َّ ،‬إنم‪HH‬ا " ه‪HH‬و "ملف‪HH‬وظ" أي "ق‪HH‬ول"‪ H‬رهين بمتكلم واح‪HH‬د ه‪HH‬و‬
‫ع‪HH‬بر كالم ف‪ّ H‬‬
‫‪2‬‬
‫بعدة متكلمين كالشخوص مثالً‪ ،‬ورهين بسياق ثقافي‪ ،‬جمالي وإ يديولوجي "‪.‬‬
‫المخرج أو ّ‬

‫كالم‪ ،‬أو خط ‪HH‬اب‪ .‬ولئن ك‪HHH‬انت‬


‫معجم‪ ،‬واس‪HHH‬تعمالَها‪ٌ H‬‬
‫ٌ‬ ‫فك ‪َّ H‬‬
‫‪H‬أن التقني‪H H‬ةَ‪ ،‬في ع ‪HH‬الم الس ‪HH‬ينما‪،‬‬
‫النقَّاد‪ ،‬أو من حس‪HH‬نه‬
‫ظ ُ‬ ‫المعجم ‪ -‬من س‪HH‬وء ح‪ّ H‬‬
‫َ‬ ‫تطور‪ H‬مستديم‪َّ ،‬‬
‫فإن هذا‬ ‫التقنيات السينمائية في ُّ‬
‫عيد آخ ُر يحت ُّل رتب ًة أرقى من‬‫أن " الس ينمائية " ص ٌ‬ ‫‪H‬بي‪ ،‬غ ير َّأنن ا ن رى َّ‬ ‫– متح ‪Hّ H‬و ٌل‪ ،‬ونس ‪ٌّ H‬‬
‫تتضمنه من مفاهيم شعرياتية‪ ،‬وأبع اد ذوقي ة‪َّ ..‬إنه ا م ا‬
‫َّ‬ ‫مستوى إنجازيَّة الخطاب بحكم ما‬

‫اء لقطاتي اً‪ ،‬وتمفص الً‬


‫ُيع نى بمجازي ة االس تعمال‪ ،‬وانزياح ه عن التقني ة الفيلمي ة بن ً‬
‫‪H‬ق لتغذي‪HH‬ة الخط‪HH‬اب الس‪HH‬ينمائي وتقوي‪HH‬ة حموالت‪HH‬ه واالرتف‪HH‬اع ب‪HH‬ه‬
‫مونتاجي اً‪ ،‬وبالت‪HH‬الي‪ ،‬فهي " أف‪ٌ H‬‬
‫‪3‬‬

‫إلى م‪HH‬ا ه‪HH‬و أبع‪HH‬د من التواص‪HH‬ل البص‪HH‬ري الع‪HH‬ابر "‪ُّ 4.‬‬


‫نحب أن نمثّ‪HH‬ل له‪HH‬ذا المقص‪HH‬د بالخطاط‪HH‬ة‬
‫التبسيطية اآلتية‪:‬‬

‫السينمائيَّة‪.‬‬ ‫السينمائي ‪ /‬الخطاب‬


‫ُّ‬ ‫التصوير‪H‬‬ ‫السيناريو‪H‬‬ ‫آلة الكاميرا‬

‫(شعرية االستعمال)‪.‬‬ ‫(االستعمال ‪ /‬الواقعة السينمائيَّة)‬ ‫(المرحلة)‬ ‫(التقنية)‬

‫السينمائيَّة‬
‫ردي ُة ّ‬
‫والس َّ‬
‫َّ‬ ‫المونتاج‬
‫ُ‬ ‫‪-1-2‬‬

‫ال ج‪Hَ H‬رم‪ ،‬ق‪HH‬د ص‪Hَّ H‬ممنا أن يك‪HH‬ون المونت‪HH‬اج فاتح‪HH‬ة االق‪HH‬تراب من فواع‪HH‬ل الس‪HH‬ينمائية في‬
‫‪H‬ينمائي لكون‪H‬ه يمثّ‪H‬ل رحم اللغ‪H‬ة الس‪H‬ينمائية وال غراب‪H‬ة‪ ،‬بي‪H‬د َّ‬
‫أن مقارب‪H‬ة س‪H‬ينما‬ ‫بني‪H‬ة الخط‪H‬اب الس‬
‫ّ‬
‫المونت ‪HH‬اج ُيض ‪HH‬مر‪ ،‬بطريق ‪HH‬ة أو ب ‪HH‬أخرى‪ ،‬نيَّة الح ‪HH‬ديث عن س ‪HH‬ينما الالمونت ‪HH‬اج بحكم َّأنه ‪HH‬ا تحت ‪Hُّ H‬ل‬
‫مرحلةً ال يستهان بها في ت‪HH‬اريخ الس‪HH‬ينما العالمي‪HH‬ة‪ ،‬الس‪HH‬يما من حيث التص‪Hُّ H‬ور المس‪HH‬تحدث عن‬
‫اص بس ينما الالَّ‬
‫ذفت المبحث الخ ّ‬
‫المنهجي‪ ،‬ح ُ‬
‫ِّ‬ ‫أنطولوجي ‪H H‬ا‪ H‬الخط‪HH H‬اب الس‪HH H‬ينمائي‪( .‬تحت الك راه‬
‫ّ‬
‫فليراج ع األطروح ة‪:‬‬‫مونت اج – ‪ .Cinéma du non-montage‬لمن أراد تعميم الق راءة‪ُ ،‬‬
‫سرح)‪.‬‬
‫مسرح مؤفلم أم فيلم ُم َم َ‬
‫المطلب‪َ :‬‬

‫ونسقي ُة السرد‬
‫‪ -1-1‬ال َمرجعي ُة المونتاج َ‬

‫‪11‬‬
‫‪Cf, Julia. K, Le langage, cet inconnu, une initiation à la linguistique, Ed ; Seuil, Paris, 1981., P : 16.‬‬
‫‪http‬‬ ‫‪ 22‬بش‪HH H H‬ير القم‪HH H H‬ري‪ ،‬الس‪HH H H‬ينما والش‪HH H H‬عر‪ ،‬مقارب‪HH H H‬ة عام‪HH H H‬ة‪ ،‬فك‪HH H H‬ر ونق‪HH H H‬د‪ ،‬ع‪ ،47 :‬الموق‪HH H H‬ع اإللك‪HH H H‬تروني؛‬
‫‪ ،aljabriabed. com‬تاريخ التحديث‪ :‬جوان ‪2009‬م‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬نفسه‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫نفسه‪.‬‬ ‫‪44‬‬
‫ال جرم َّ‬
‫إن المونتاج بوص‪H‬فه تقني‪H‬ةً تتض َّ‪H‬من فع‪H‬ل القط‪H‬ع (‪ )Découpage‬ه‪H‬و م‪H‬ا يش‪ّ H‬كل‬
‫أي‬
‫السينمائي الخالص في بنية الفيلم‪ .‬إذ هو‪ ،‬بهذا الوصف‪ ،‬ال وجود ل‪HH‬ه في ّ‬ ‫ّ‬ ‫بؤرة االعتمال‬
‫‪H‬وعي عن ب‪HH‬اقي‬
‫‪H‬ذاتي‪ ،‬ويحقّ‪HH‬ق له‪HH‬ا اس‪HH‬تقاللها الن‪ّ H‬‬
‫جنس ّفن ّي آخ‪HH‬ر م‪HH‬ا يمنح الس‪HH‬ينما امتيازه‪HH‬ا ال‪َّ H‬‬
‫‪H‬ينمائي لق‪HH‬اء تفعي‪HH‬ل‬ ‫الفنون‪ .‬المونتاج هو النبع الصافي‪ H‬الذي ينبغي أن ينهل منه ُّ‬
‫كل مخرج س‪H‬‬
‫ّ‬
‫سينمائية السينما‪.‬‬

‫ظهُ‪HH H‬راً‬
‫‪H‬اتي له‪HH H‬ذا البحث‪ ،‬تقتض‪HH H‬ي تَ َم ْ‬
‫ولئن ك‪HH H‬انت الس‪HH H‬ينمائية‪ ،‬وف ‪H H‬ق‪ H‬التص‪Hُّ H H‬ور‪ H‬المقارب‪ّ H H‬‬
‫‪H‬إن الس‪H‬ؤال ال‪H‬ذي يعنين‪H‬ا في ه‪H‬ذا المق‪H‬ام؛ م‪H‬تى يك‪H‬ون المونت‪H‬اج ّفن‪H‬اً‪،‬‬ ‫ش‪H‬عرياتياً‪ ،‬وس‪H‬لوكاً‪ H‬داللي‪H‬اً‪ ،‬ف َّ‬
‫أو مصدراً‪ H‬فعلياً لسينمائية الفيلم ؟‪ ،‬أي؛ كيف يمكن االنزياح به من التقنية إلى الفنية ؟‪.‬‬

‫ليس ك ‪Hُّ H‬ل مونت ‪HH‬اج‪ ،‬ك ‪Hُّ H‬ل قط ‪HH‬ع ووص ‪HH‬ل بين اللقط ‪HH‬ات ُيع ‪Hُّ H‬د إنتاج‪H H‬اً فني‪H H‬اً لخط ‪HH‬اب الفيلم‪،‬‬
‫‪H‬اج بين‬
‫وترشيحاً كافياً لسينمائيَّته‪ ،‬فاألفالم العلمية‪ ،‬والوثائقية‪ ،‬مثالً‪ ،‬تعتمد‪ ،‬ال محالة‪ ،‬المونت‪َ H‬‬
‫لقطاتها‪ ،‬وليست‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬إنتاجاً س‪HH‬ينمائياً؛‪ H‬من هن‪HH‬ا ي‪HH‬أتي تحفُّظن‪HH‬ا من ب‪HH‬ودفكين حين ق‪Hَّ H‬رر أن‬
‫" الفن السينمائي يبدأ من اللحظة التي يب‪HH‬دأ فيه‪H‬ا المخ‪H‬رج في وص‪HH‬ل أج‪HH‬زاء فيلم‪HH‬ه "‪ 1،‬متن‪H‬اوالً‪H‬‬
‫جمالية السينما من منظور جدلية المادة‪ ،‬والبناء‪ .‬ف‪HH‬القول بالوص‪H‬ل‪ H‬بين أج‪HH‬زاء الفيلم من دون‬
‫الفن في مص‪H‬طلح اللغ‪H‬ة‬
‫‪H‬اقص‪ ،‬وال يس‪H‬توفي مفه‪H‬وم ّ‬
‫يتم به‪H‬ا‪ ،‬ق‪H‬و ٌل ن ٌ‬
‫اإلحال‪HH‬ة إلى الطريق‪H‬ة ال‪HH‬تي ُّ‬
‫أن بودوفكين لم يكن يحيل إلى ذلك‪ ،‬فهو الذي ارتأى " َّ‬
‫أن مادة العمل‬ ‫السينمائية‪ ،‬وال نعتقد َّ‬
‫ط‪H‬ع حس‪HH‬ب ت‪HH‬رتيب‬ ‫طعُ الفيلم‪ ،‬وأن وسيلة استخدامها تتمث‪H‬ل في وص‪H‬ل ه‪HH‬ذه الق َ‬ ‫السينمائي هي ق َ‬
‫ّ‪H‬‬
‫‪H‬ني "‪ ،‬م‪HH‬ا‬ ‫معين "‪ 2،‬حيث يظه‪HH‬ر َّأنه أخض‪HH‬ع فع‪Hَ H‬ل َم ْنتَ َ‪H‬‬
‫ج ة اللقط‪HH‬ات لش‪HH‬رطية " ال‪HH‬ترتيب الف‪ّ H‬‬ ‫ف‪HH‬ني ّ‬
‫‪H‬ني للفيلم إلى‬ ‫يع‪HH‬ني َّ‬
‫‪H‬ادي التقَ‪ّ H‬‬
‫‪H‬ير كافي‪HH‬ة لتحوي‪HH‬ل الحض‪HH‬ور‪ H‬الم‪ّ H‬‬
‫أن كينون‪HH‬ة المونت‪HH‬اج في ذاته‪HH‬ا غ‪ُ H‬‬
‫واجه ‪HH‬ة فنيَّة‪ ،‬وف ‪HH‬وق‪ -‬تقني ‪HH‬ة‪َّ ،‬إنم ‪HH‬ا المج ‪HH‬اورة الذكي ‪HH‬ة * بين اللقط ‪HH‬ة‪ ،‬واألخ ‪HH‬رى‪ H‬هي م ‪HH‬ا يع ‪HH‬زو‬
‫‪H‬توى اس ‪HH H‬تعارياً‪ H‬ال يمكن فهم ‪HH H‬ه إالَّ بوص ‪HH H‬فه امتي ‪HH H‬ازاً س ‪HH H‬ينمائياً ص ‪HH H‬رف‪H‬‬
‫للمتتالي ‪HH H‬ة الفيلمي ‪HH H‬ة مس ‪ً H H‬‬
‫‪H‬حيح َّ‬
‫أن ب ‪HH‬ودوفكين‪ H‬ق‪HH‬د ف َّس ‪H‬ر " موهب ‪HH‬ة المخ‪HH‬رج‬ ‫يس ‪HH‬تهدف محاك‪HH‬اة الحي‪HH‬اة‪ ،‬ال استنس ‪HH‬اخها‪ .‬فص ‪ٌ H‬‬
‫‪H‬ترتيب األمث َ‪H‬ل‬
‫َ‬ ‫يشرح " حدثاً إلى صور جزئي‪H‬ة ليج‪H‬د بع‪HH‬د ذل‪H‬ك ال‪H‬‬
‫السينمائي بأن يعرف كيف " ّ‬
‫ّ‪H‬‬
‫‪H‬اء الح‪H‬دث في مجموع‪H‬ه‪َّ ،‬إنه المونت‪H‬اج ه‪H‬و ال‪H‬ذي‬
‫تتابعه‪H‬ا بن َ‬
‫لتنظيم‪ H‬ه‪H‬ذه الص‪H‬ور‪ ،‬على أن يعي‪H‬د ُ‬
‫م ‪HH‬نى الص ‪HH‬بان‪ ،‬المونت ‪HH‬اج الخالق م ‪HH‬ا بين الق ‪HH‬ديم والح ‪HH‬ديث‪ ،‬دراس ‪HH‬ة في التط ‪HH‬ور الت ‪HH‬اريخي ألبع ‪HH‬اد الخل ‪HH‬ق‬ ‫‪11‬‬

‫المونتاجي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دت‪ ،.‬ص‪.70 :‬‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫‪22‬‬

‫الذكي للمونتاج الذي غدا من أبرز الوس‪H‬ائل الس‪H‬ينمائية‬


‫ّ‬ ‫** وهو ما عناه لي بوبكر (‪ )Lee Bobker‬بالتوظيف‬
‫المستخدمة في السينما المعاصرة؛ ينظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217 :‬‬
‫ويمي‪H‬زه عن مج َّ‪H‬رد إع‪H‬ادة إنت‪H‬اج بس‪H‬يط للحي‪H‬اة "‪ 1،‬إالَّ َّ‬
‫أن ال‪H‬ذي يقتض‪H‬ي‬ ‫يجع‪H‬ل من الس‪H‬ينما ّفن‪H‬اً‪ّ ،‬‬
‫َّ‬
‫منا التفس ‪HH‬ير حقّ‪H H‬اً‪ ،‬ه ‪HH‬و طبيع ‪HH‬ة ذل ‪HH‬ك " ال ‪HH‬ترتيب األمث ‪HH‬ل "‪ ،‬وض ‪HH‬وابطُه التقعيدي‪H H‬ةُ‪ ،‬واإلخراجي ‪HH‬ة‬
‫التطبيقية ؟‪.‬‬

‫ُّ‬
‫نحب هن ‪HH‬ا أن نس ‪HH‬تنجد بالمرجعي ‪HH‬ة اللس ‪HH‬انياتية – الجاكوبس ‪HH‬ونية ال ‪HH‬تي اختصص ‪HH‬نا‪ H‬له ‪HH‬ا‬
‫‪H‬ومي " التنس‪HHH‬يق (‬ ‫األول من ه‪HHH‬ذه الدراس‪HHH‬ة‪ ،‬وأن نس‪HHH‬تند‪ ،‬أساس‪H H‬اً‪ ،‬إلى مفه ‪ّ H‬‬ ‫مبحث‪HH‬اً في الفص‪HHH‬ل َّ‬
‫‪ /)Combinaison‬الركني ‪HH H H‬ة "‪ ،‬و" االنتق ‪HH H H‬اء (‪ /)Sélection‬االس ‪HH H H‬تبدالية "؛ َّ‬
‫إن ركنيَّة المونت ‪HH H H‬اج‬
‫لَتَظه ‪HH‬ر ع ‪HH‬بر التنس ‪HH‬يق‪ H‬بين لقط ‪HH‬ة‪ ،‬ونظيرته ‪HH‬ا في بني ‪HH‬ة النس ‪HH‬ق الع ‪HH‬ام للفيلم‪ ،‬وه ‪HH‬و النظ ‪HH‬ام ال ‪HH‬ذي‬
‫‪H‬أن اللقط‪HH‬ات هي الوح‪HH‬دات المعجمي‪HH‬ة ال‪HH‬تي تت‪HH‬ألَّف منه‪HH‬ا جم‪HH‬ل‬
‫ي‪HH‬ترتَّب عن‪HH‬ه إنت‪HH‬اج المع‪HH‬اني‪ ،‬وك‪َّ H‬‬
‫السينمائي " المطلوب‪ **،‬ذلك م‪HH‬ا ينس‪HH‬حب‬
‫َّ‬ ‫الفيلم‪ ،‬إذ ال يمكن للقطة معزولة أن تنتج المعنى "‬
‫لي) لتقني ‪HH H‬ة المونت ‪HH H‬اج‪ " :‬خل ‪HH H‬ق مع ‪HH H‬نى ال تحوي ‪HH H‬ه الص ‪HH H‬ور بص ‪HH H‬فة‬
‫(األو ُّ‬
‫‪H‬وم الع ‪HH H‬ام َّ‬
‫علي ‪HH H‬ه المفه ‪ُ H H‬‬
‫موضوعية‪ ،‬معنى ينتج من ارتباطها‪ H‬وعالقتها فقط "‪ 2،‬أي؛ هي ما تجعل " المع‪HH‬نى ال يكمن‬
‫في الص‪HH H‬ورة ذاته ‪HH H‬ا‪ ،‬ب‪HH H‬ل ه‪HH H‬و ظ ‪HH H‬ل الص ‪HH H‬ورة الس ‪HH H‬اقط‪ ،‬ع‪HH H‬بر المونت ‪HH H‬اج‪ ،‬على مس ‪HH H‬توى وعي‬
‫‪3‬‬
‫المتفرج"‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن ه‪HH‬ذا المفه‪HH‬وم ُيع‪Hُّ H‬د ابت‪HH‬دائياً ب‪HH‬النظر‪ H‬إلى مجم‪HH‬ل الوظ‪HH‬ائف المتع‪Hّ H‬ددة ال‪HH‬تي اكتنفت‬
‫بي‪HH‬د َّ‬

‫المونت‪HHH‬اج بتط‪Hّ HH‬ور اللغ ‪HH‬ة الس‪HHH‬ينمائية‪ ،‬كم ‪HH‬ا ال ُيش ‪HH‬تَرطُ‪ H‬أن يمنح للتج ‪HH‬اور‪ H‬بين اللقط ‪HH‬ات مظه‪HHH‬راً‬
‫‪H‬ني وف ‪H‬ق‪ H‬م ‪HH‬ا عن ‪HH‬اه ب ‪HH‬ودوفكين‪ H‬أعاله‪،‬‬
‫اس ‪HH‬تعارياً‪ H،‬وإ يحائي‪HH‬ةً جمالي ‪HH‬ة‪ ،‬وال أن يحقّ ‪HH‬ق ال ‪HH‬ترتيب الف ‪َّ H‬‬
‫‪H‬نى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وذل‪HH‬ك ألن المع‪HH‬نى ال‪HH‬ذي ينتج‪HH‬ه المونت‪HH‬اج‪ ،‬ح َس‪H‬ب ه‪HH‬ذا التص‪Hُّ H‬ور‪ ،‬إنم‪HH‬ا ه‪HH‬و‪ ،‬في حقيقت‪HH‬ه‪ ،‬مع‪ً H‬‬
‫الصوتي الذي تحمله اللقطات قب‪HH‬ل ال‪HH‬تركيب‪،‬‬
‫ّ‪H‬‬ ‫الحركي‬
‫ّ‬ ‫األيقوني‬
‫ّ‬ ‫إضافي إلى المحتوى‪H‬‬
‫ٌّ‬ ‫تكميلي‬
‫ٌّ‬
‫‪H‬اقص بالنس‪HH‬بة إلى المع‪HH‬نى الن‪HH‬اتج عن المونت‪HH‬اج‪ 1.‬ففي ه‪HH‬ذه الح‪HH‬ال‬ ‫خال َّأنه محت‪HH‬وى م‪H‬‬
‫‪H‬رحلي‪ ،‬ن‪ٌ H‬‬
‫ٌّ‬
‫ك المتوالي ‪HH‬ة الفيلمي ‪HH‬ة‬
‫محض تقني ‪HH‬ة أحادي ‪HH‬ة الوظيف ‪HH‬ة‪ ،‬من ش ‪HH‬أنها س ‪HH‬ب ُ‬
‫َ‬ ‫يش ‪HH‬تغل المونت ‪HH‬اج بوص ‪HH‬فه‬

‫‪11‬‬
‫‪Christian Metz, Essais sur la signification au cinéma, T2, 4em tirage, Ed: klincksieck, 1986, P : 91.‬‬

‫الداخلي لبنية اللقط‪HH‬ة الواح‪HH‬دة‪،‬‬ ‫**** هنا ُّ‬


‫نغض الطرف عن تلك الركنية التي يمكن استخالصها من المحتوى‬
‫ّ‬
‫إذ سنتناولها على نحو آخر في المبحث الالحق‪.‬‬
‫أندري‪HH‬ه ب‪HH‬ازان‪ ،‬م‪HH‬ا هي الس‪HH‬ينما‪ ،‬ج‪ H،1‬نش‪HH‬أة الس‪HH‬ينما ولغته‪HH‬ا‪ ،‬ت‪HH‬ر‪ :‬ريم‪HH‬ون فرنس‪HH‬يس‪ ،‬م‪HH‬ر‪ :‬أحم‪HH‬د ب‪HH‬درخان‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫مؤسس‪HH H‬ة ف‪HH H‬رانكلين للطباع‪HH H‬ة والنش‪HH H‬ر‪ ،‬دط‪ ،‬الق‪HH H‬اهرة‪ ،‬نيوي‪HH H‬ورك‪،‬‬
‫مكتب‪HH H‬ة األنجل‪HH H‬و المص‪HH H‬رية باالش‪HH H‬تراك م‪HH H‬ع َّ‬
‫ديسمبر‪ ،1968 ،‬ص‪.147 :‬‬
‫ي‪HH‬وري لوتم‪HH‬ان‪ ،‬قض‪HH‬ايا علم الجم‪HH‬ال الس‪HH‬ينمائي‪ ،‬م‪HH‬دخل إلى س‪HH‬يميائية الفيلم‪ ،‬ت‪HH‬ر‪ :‬نبي‪HH‬ل ال‪HH‬دبس‪ ،‬م‪HH‬ر‪ :‬قيس‬ ‫‪33‬‬

‫الزبيدي‪ ،‬النادي السينمائي‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،1989 ،‬ص‪.68 :‬‬


‫‪11‬‬
‫‪Cf, René Gardies, Comprendre le cinéma et les images, Armand Colin, paris, 2007, P : 39.‬‬
‫ض‪H‬ه الوحي‪H‬د ه‪H‬و إنت‪HH‬اج وهم الس‪H‬رد‬
‫‪H‬اري‪ ،‬غر ُ‬
‫‪H‬ثري " إخب ّ‬
‫بركني‪HH‬ة َح ْرفي‪H‬ة تس‪HH‬جيلية‪ ،‬وبتج‪H‬اور " ن‪ّ H‬‬
‫‪H‬مان انعك‪HH‬اس آث‪HH‬اره النفس‪HH‬ية على وعي المتف‪Hّ H‬رج‪ *،‬فه‪HH‬ذا المونت‪HH‬اج‪ ،‬وه‪HH‬و يرب‪HH‬ط‬
‫والحرك‪HH‬ة‪ ،‬وض‪ُ H‬‬
‫ل ْقط ‪H‬ةً بل ْقط‪HH‬ة‪ ،‬ال يق‪HH‬وم إالَّ بإتم‪HH‬ام المع‪HH‬نى الن‪HH‬اقص في اللقط‪HH‬ة الس‪HH‬ابقة ب‪HH‬المعنى – الن‪HH‬اقص ه‪HH‬و‬
‫‪2‬‬
‫اآلخر ‪ -‬الذي توفّره اللقطةُ الالحقة‪.‬‬

‫‪+‬‬

‫الصورة‪.)4( :‬‬ ‫الصورة‪.)3( :‬‬

‫كم‪HH‬ل الواح‪H‬دة‬
‫(نثري) واضح‪ ،‬بحيث تُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫منطقي‬
‫ّ‬ ‫يقوم المونتاج بين هاتين اللقطتين على ربط‬
‫تعرفن‪HH‬ا بالشخص‪HH‬ية ال‪HH‬تي تتلقَّى ُمهاتف ‪H‬ةَ الشخص‪HH‬ية‬
‫منهم‪HH‬ا األخ‪HH‬رى أيقوني ‪H‬اً‪ ،‬وص‪HH‬وتياً؛ فالل ْقط‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة ّ‬
‫تم ُم بعض ‪HH‬ها البعض من خالل التسلس ل‬ ‫األولى الماثل ‪HH‬ة في الل ْقط ‪HH‬ة الس ‪HH‬الفة‪ .‬وك ‪HH‬ذلك جم ‪ُ H‬ل الح ‪HH‬وار ُي ّ‬
‫‪H‬إن المج‪HH‬اورة بينهم‪HH‬ا حرفي ةٌ‪ ،‬تس جيليةٌ‪ ،‬خافت ُة التجلّي‬ ‫المباشر (المتن اوب) بين الل ْقط‪HH‬تين‪ .‬وإ ذن‪ ،‬ف‪َّ H‬‬
‫السينمائي‪ ،‬وضنين ُة اإليحاء‪ ،‬والتأويل‪..‬‬
‫ّ‬
‫الح‪َّ H H‬‬
‫‪H‬ق َّإنه في وس‪HH H‬ع المخ‪HH H‬رج اس‪Hُ H H‬‬
‫‪H‬تثمار ركني‪HH H‬ة اللقط‪HH H‬ات‪ ،‬ومس‪HH H‬احات‪ H‬التج‪HH H‬اور بينه‪HH H‬ا‬
‫بأوج‪HH‬ه تركيبي‪HH‬ة متباين‪HH‬ة‪ ،‬وغ‪HH‬ير مح‪HH‬دودة‪ ،‬األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي أفض‪HH‬ى إلى اخ‪HH‬تراع العدي‪HH‬د من النم‪HH‬اذج‬
‫همن‪HH‬ا في ذل‪HH‬ك ه‪HH‬و طاق‪HH‬ة‬ ‫المونتاجي‪HH‬ة ال‪HH‬تي ال ت‪HH‬زال قي‪HH‬د الت‪HH‬داول إلى غاي‪HH‬ة الي‪HH‬وم‪ *،‬غ‪HH‬ير َّ‬
‫أن م‪HH‬ا َي ُّ‬
‫‪H‬ينمائي؛ َّ‬
‫إن منط‪HH‬ق االس‪HH‬تبدالية الس‪HH‬ينمائيَّة‬ ‫االس‪HH‬تبدال الهائل‪HH‬ة ال‪HH‬تي تمت‪HH‬از به‪HH‬ا ركنيَّة النس‪HH‬ق الس‪H‬‬
‫ّ‬
‫ليكاد يكون نسخةً لمنطق االستبدالية اللسانية ال س‪HH‬يما من حيث حري‪HH‬ة االنتق‪HH‬اء ال‪HH‬تي ينعم به‪HH‬ا‬
‫المخ ‪HH‬رج حي ‪HH‬ال مع ‪HH‬ادل اللقط ‪HH‬ة في المتوالي ‪HH‬ة الفيلمي ‪HH‬ة؛ فمن منطل‪H H‬ق‪ H‬مش ‪HH‬روعية المش ‪HH‬ابهة بين‬
‫ُ‬

‫ينظر‪ :‬الصورتان؛ (‪ ،)3‬و(‪ .)4‬أخذتا هاتان اللقطتان من فيلم " صمت الخرفان "‪.‬‬ ‫**‬

‫‪22‬‬
‫‪Cf, Marcel Martin, Le langage cinématographique, les éditions du Cerf, Ed : 5, Latour-‬‬
‫‪Maubourg, Paris, 1992, PP : 157 à 164.‬‬
‫‪H‬رئي من حيث‬
‫على س ‪HH H‬بيل المونت ‪HH H‬اج الع ‪HH H‬ادي‪ ،‬أو الس ‪HH H‬ردي (‪ )Ordinaire, narratif‬ال ‪HH H‬ذي يك ‪HH H‬ون غ ‪HH H‬ير م ‪ّ H H‬‬
‫**‬

‫المش‪HH‬اهد على نح‪HH‬و‬


‫‪H‬ائي (‪ )Lyrique‬ال‪HH‬ذي تجزئ‪HH‬ة الفيلم إلى أك‪HH‬بر ع‪HH‬دد من َ‬ ‫حركيَّتُ‪HH‬ه‪ ،‬وس‪HH‬رديَّتُه‪ ،‬والمونت‪HH‬اج الغن‪ّ H‬‬
‫مؤسس‪HH‬يه‪ ،‬ونحوه‪H‬ا‬
‫يسهم في َش ْع َرَنة الواقع‪ ،‬والمونتاج الذهني (‪ )Intellectuel‬ال‪HH‬ذي ك‪H‬ان إيزنش‪HH‬تين من أك‪HH‬بر ّ‬
‫ُّ‬
‫التحكم في طبيع‪HH‬ة التج‪H‬اور بين اللقط‪HH‬ة‪ ،‬واألخ‪H‬رى‪Cf, .‬‬ ‫من األس‪H‬اليب المونتاجي‪H‬ة ال‪HH‬تي اختلفت بحس‪H‬ب فلس‪H‬فة‬
‫‪.Christian M, PP : 29 et 30‬‬
‫السينمائي بفعل اس‪H‬تبدال لقط‪H‬ة ب‪H‬أخرى على أن يك‪H‬ون‬ ‫ّ‪H‬‬ ‫اللقطة‪ ،‬والكلمة‪ 1،‬تُناط شعرية اإليحاء‬
‫‪H‬اتي‪ ،‬فيغ ‪HH‬دو‪ H‬المونت ‪HH‬اج أس ‪HH‬مى من‬
‫ض‪HH‬د نس ‪HH‬قية التج ‪HH‬اور‪ H‬اللقط ‪ّ H‬‬
‫فعالً انتقائي‪H H‬اً‪ ،‬أي؛ اس ‪HH‬تراتيجياً يع ّ‬
‫يكم‪HH‬ل م‪HH‬ا نقُص في اللقط‪HH‬تين‪ .‬بي‪HH‬د َّ‬
‫أن مس‪HH‬احة االس‪HH‬تبدال في‬ ‫مج‪Hَّ H‬رد تقني‪HH‬ة تنتج مع‪HH‬نى حرفي ‪H‬اً ّ‬
‫‪H‬انياتي‪H،‬‬
‫ّ‬ ‫‪H‬بر من حري‪HH‬ة اللس‪H‬‬
‫‪H‬ينمائي في االنتق‪HH‬اء أك‪ُ H‬‬
‫َّ‬ ‫الس‪HH‬ينما أوس‪HH‬ع منه‪HH‬ا في اللس‪HH‬ان‪ ،‬وحري ‪H‬ةَ الس‪H‬‬
‫تتم من خ‪HH‬ارج‬ ‫‪H‬ينمائي مض‪HH‬اعفةً (مزدوج‪H‬ةً)؛ إذ هي ُّ‬
‫ّ‬ ‫ذلك راجعٌ إلى كون النهائية المعادل الس‪H‬‬
‫اللقط‪HH‬ة‪ ،‬أو من مجمله‪HH‬ا؛ أي من خالل اإلمكان‪HH‬ات‪ ،‬التقني‪HH‬ة والتص‪HH‬ويرية‪ ،‬الالمنتهي‪HH‬ة في إنت‪HH‬اج‬

‫ثمة اس‪H‬تبداليةً‬ ‫وتتم أيضاً من داخله‪H‬ا؛ أي على ص‪H‬عيد‪ H‬اللقط‪H‬ة الواح‪H‬دة‪ ،‬م‪H‬ا يع‪H‬ني َّ‬
‫أن َّ‬ ‫اللقطات‪ُّ ،‬‬
‫غير استبدالية المونتاج‪ ،‬تتك َّش‪H‬ف‪ H‬داخ‪HH‬ل اللقط‪HH‬ة ذاته‪H‬ا فض‪H‬الً عن ديناميَّته‪HH‬ا‪ ،‬ووح‪HH‬داتها‪H‬‬
‫أخرى‪َ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫الصغرى‪ ،‬وتفاصيلها التكوينية‪.‬‬

‫‪H‬اثلي للقط‪HH‬ة يح‪Hّ H‬رر مح‪HH‬ور االس‪HH‬تبدال في‬


‫‪H‬وني التم‪َّ H‬‬ ‫عالوةً على ذل‪HH‬ك‪ ،‬ف‪َّ H‬‬
‫‪H‬إن الط‪HH‬ابع األيق‪َّ H‬‬
‫‪H‬بي‬
‫‪H‬داللي‪ ،‬ومن التواف‪H‬ق‪ H‬المورف‪HH‬و‪ -‬تركي ّ‪H‬‬
‫اللفظي‪ ،‬وال‪ّ H‬‬
‫ّ‬ ‫‪H‬يتي المش‪HH‬ترك‬
‫النسج السينمائي من خاص ّ‪H‬‬
‫الذي ينماز به اللسان‪ ،‬األمر الذي يجعل خاصية الترتيب (‪ )Ordre‬ذاته‪HH‬ا – ت‪HH‬رتيب اللقط‪HH‬ات‬
‫‪H‬ير مش‪HH‬روطة نحوي ‪H‬اً‪ ،‬وإ عرابي ‪H‬اً‪ ،‬فتَْنض‪HH‬اف‪ H‬إلى ذخ‪HH‬يرة المخ‪HH‬رج في‬
‫في مح‪HH‬ور المونت‪HH‬اج – غ‪َ H‬‬
‫ولما كان المونتاج تقني‪H‬ةً س‪HH‬ينمائيةً‬
‫المشهدي‪َّ .‬‬
‫ّ‬ ‫استثمار‪ H‬االستبداالت‪ ،‬وتعزيز إمكانات التنسيق‬

‫المتمخض‪HH‬ة عن‪HH‬ه لهي األق‪HH‬رب إلى وري‪HH‬د الس‪HH‬ينما‪ ،‬وص‪HH‬ميمها‪ H‬مقارن‪H‬ةً‬


‫ّ‬ ‫محض‪ ،‬ف‪َّ H‬‬
‫‪H‬إن االس‪HH‬تبدالية‬
‫مع استبدالية اللقطة الواحدة التي تشترك في إتاحته‪H‬ا جمل‪H‬ة من العناص‪HH‬ر الفني‪H‬ة الالس‪HH‬ينمائية؛‬
‫مما يفض‪HH‬ي به‪HH‬ا إلى‬
‫‪H‬ثيلي‪َّ ..‬‬
‫الفوتوغرافي‪HH‬ا‪ ،‬التش‪HH‬كيل البص‪HH‬ريُّ‪ ،‬مس‪HH‬تويات الص‪HH‬وت‪ ،‬األداء التم‪ّ H‬‬
‫أقل درجةً من حيث الخصوصيةُ السينمائية‪.‬‬ ‫إنتاج تمظهرات بنيوية‪ ،‬ودالالت َّ‬

‫‪H‬ائي‪،‬‬
‫‪H‬قي‪ ،‬وس ‪HH‬لوكه االنتق ‪ُّ H‬‬ ‫وإ ذن‪َّ ،‬‬
‫إن م ‪HH‬ا يك ‪Hّ H‬رس للمونت ‪HH‬اج س ‪HH‬ينمائيَّته ه ‪HH‬و اش ‪HH‬تغالُه النس ‪ُّ H‬‬

‫وذل ‪HH H‬ك بحكم َّأنه التقني ‪HH H‬ة المس ‪HH H‬ؤولة عن مداعب ‪HH H‬ة مح ‪ّ H H‬‬
‫‪H‬وري ال ‪HH H‬تركيب‪ ،‬واالس ‪HH H‬تبدال في اللغ ‪HH H‬ة‬
‫الس ‪HH‬ينمائية‪ .‬واالنتق ‪HH‬اء ههن ‪HH‬ا يع ‪HH‬ني اتب ‪HH‬اع اس ‪HH‬تراتيجية مونتاجي ‪HH‬ة من ش ‪HH‬أنها إض ‪HH‬عاف تس ‪HH‬جيلية‬
‫الرب ‪HH‬ط بين اللقط ‪HH‬ات‪ ،‬وبالت ‪HH‬الي‪ ،‬اس ‪HH‬تثارةُ انتب ‪HH‬اه الجمه ‪HH‬ور‪ ،‬وش ‪Hُّ H‬ده إلى نس ‪HH‬ق الفيلم ش ‪Hّ H‬دا‪ .‬لعلَّه‬
‫األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي ح ‪HH‬دا بإيزنش ‪HH‬تين إلى رفض التس ‪HH‬جيل المج ‪Hَّ H‬رد للحي ‪HH‬اة َّ‬
‫ألنه ال ينتج " خلق ‪HH‬ا " فني ‪H‬اً‪،‬‬
‫معتقداً َّ‬
‫أن الحصول على التعبير بمج‪H‬رد وص‪H‬ل سلس‪H‬لة من لقط‪H‬ات تفص‪H‬يلية ه‪H‬و‪ ،‬في الواق‪H‬ع‪،‬‬

‫ينظر‪ :‬يوري لوتمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫" اللقط‪HH‬ة هي ظ‪HH‬اهرة دينامي ‪H‬ة‪ " ." H‬ال تعت‪HH‬بر اللقط‪HH‬ة؛ الحام‪HH‬ل الوحي‪HH‬د لل‪HH‬دالالت الس‪HH‬ينمائية‪ .‬لل‪HH‬دالالت أيض‪HH‬ا‬ ‫‪22‬‬

‫وحدات أصغر‪ :‬تفاصيل اللقطة "؛ المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.42 ،41 :‬‬
‫وأن الفيلم يجب أن ُي‪Hَ H‬ر َّكب من مجموع‪HH‬ة من الص‪HH‬دمات؛‬
‫‪H‬ينمائي‪َّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪H‬دائي لل‪HH‬تركيب الس‪H‬‬
‫‪H‬بيق ب‪ٌّ H‬‬
‫تط‪ٌ H‬‬
‫‪1‬‬
‫أي اإليحاءات‪ ،‬بدالً من ربط اللقطات وراء بعضها البعض في سالسة‪.‬‬

‫‪H‬رج ْين الروس ‪HH H‬يَّين؛‬


‫ال محال ‪HH H‬ة‪ ،‬لن ‪HH H‬ا من اإليح ‪HH H‬اءات في تجرب ‪HH H‬ة " موس ‪HH H‬جوكين " للمخ ‪َ H H‬‬
‫ض ‪H H H‬ح س‪HH H H‬ينمائية اش‪HH H H‬تغال الركني‪HH H H‬ة‪ ،‬واالس‪HH H H‬تبدالية‪ ،‬وي‪HH H H‬دعم‬
‫ب‪HH H H‬ودفكين‪ ،‬وكوليتش‪HH H H‬وف‪ ،‬م‪HH H H‬ا يو ّ‬
‫‪2‬‬

‫‪H‬رج ْين ق‪HH‬د عم‪HH‬دا إلى إس‪HH‬قاط‬


‫المخ‪َ H‬‬ ‫‪H‬عرياتي لهم‪HH‬ا أعاله؛ حيث َّ‬
‫إن ه‪HH‬ذين ُ‬ ‫َّ‬ ‫استقص‪HH‬اءنا الس‪HH‬يميو– ش‪H‬‬
‫مجموع‪HH‬ة من المع‪HH‬ادالت (اللقط‪HH‬ات) على ركني‪HH‬ة لقط‪HH‬ة محوري‪HH‬ة في المش‪HH‬هد المص‪Hَّ H‬ور‪ ،‬وهي‬
‫تجسد نظرةً ال معنى لها قصداً لوجه الممثل موس‪HH‬جوكين (لتكن اللقط‪HH‬ة أ)‪ ،‬وهن‪HH‬ا‬ ‫لقطةٌ كبيرةٌ ّ‬
‫خرج ْين‪ ،‬لمجاورة اللقطة (أ)‪،‬‬ ‫الم َ‬ ‫قت باللقطات المقترحة‪ ،‬من قبل ُ‬ ‫أن االستبدالية قد تعلَّ ْ‬ ‫نلحظ َّ‬
‫وهي‪ :‬اللقط ‪HH‬ة (ب) ال ‪HH‬تي تمث ‪HH‬ل طبق‪H H‬اً يف ‪HH‬وح من ‪HH‬ه ال ‪HH‬دخان‪ ،‬واللقط ‪HH‬ة (ج) الم ‪HH‬رأة ش ‪HH‬ابة ميت ‪HH‬ة‪،‬‬
‫ثم فإيحاءات نظرة موسجوكين‪ H‬كانت تختل‪HH‬ف ب‪HH‬اختالف اللقط‪HH‬ة‬
‫واللقطة (د) لطفل يلهو‪ .‬ومن َّ‬
‫الم ْنتَ َج‪ H‬ة في ه ‪HH‬ذا المش ‪HH‬هد هي م ‪HH‬ا يمنح‬
‫ال ‪HH‬تي تجاوره‪HH‬ا‪ H‬من بين ه ‪HH‬ذه اللقط ‪HH‬ات‪ ،‬وك ‪HH‬انت ب ‪HH‬ؤرة َ‬
‫لنبين ذلك على هذا النحو‪:‬‬ ‫لتركيبيَّته قدرةً على إنتاج شتَّى القراءات‪ ،‬والتأويالت‪ّ .‬‬

‫‪ -1‬اللقط ‪HH‬ة (أ) ‪ +‬اللقط ‪HH‬ة (ب) = الش ‪HH‬راهة‪ ،‬م ‪HH‬ا أش ‪HH‬هى ه ‪HH‬ذا الطب ‪HH‬ق‪ ،‬ليت ‪HH‬ني أس ‪HH‬تطيع‬
‫تذوقه‪...‬‬
‫ُّ‬

‫‪ -2‬اللقط‪HH‬ة (أ) ‪ +‬اللقط‪HH‬ة (ج) = الح‪HH‬زن‪ ،‬ال‪HH‬ذهول‪ ،‬الحس‪HH‬رة على م‪HH‬وت الم‪HH‬رأة‪ ،‬من‬
‫قتلها‪...‬‬

‫ضمه‪...‬‬
‫‪ -3‬اللقطة (أ) ‪ +‬اللقطة (د) = اإلشفاق حيال الطفل‪ ،‬المحبَّة‪ ،‬الرغبة في َّ‬

‫‪H‬يميائي‬
‫ّ‬ ‫ك‪ ،‬تكشف هذه التجربة عن كون المونتاج يق‪HH‬ع في ص‪HH‬ميم االش‪HH‬تغال الس‪H‬‬ ‫بال ش ّ‬
‫الفعلي للس‪HH‬يميوزيس‪ H‬الس‪HH‬ينمائية‪َ ،‬ي ْمثُ‪HH‬ل‬
‫َّ‬ ‫لخط‪HH‬اب الس‪HH‬ينما‪ 1،‬حتَّى َّأنن‪HH‬ا نس‪HH‬تطيع اعتب‪HH‬اره المح‪Hّ H‬رك‬
‫مؤولةً (‪)Interprétant‬؛ أي وجهةً تأويليةً تضفي على موض‪H‬وع –‬
‫أساس ماثول‪ ،‬أو ّ‬
‫َ‬ ‫بوصفه‬
‫‪H‬ؤول‬
‫المخ‪H‬رج عنص‪H‬ر الم ّ‬
‫ية (‪ )Objet‬اللقطات هاالت من المعنى‪ ،‬واإليحاء‪ ..‬على أن يكون ُ‬
‫(‪ )Interpréteur‬في س ‪HH H H‬يرورة الت ‪HH H H‬دليل ه ‪HH H H‬ذه‪ .‬كم ‪HH H H‬ا نس ‪HH H H‬تخلص من وحي ه ‪HH H H‬ذه التجرب ‪HH H H‬ة َّ‬
‫أن‬
‫‪H‬ائي ه‪HH‬و‬
‫رنته‪ ،‬ب‪H‬ل الس‪H‬لوك االنتق ُّ‬
‫(المونتاجي) ال يكفي وحده لتَ ْسنيم‪ H‬المونتاج‪ ،‬و َش‪ْ H‬ع َ‬
‫*‬
‫َّ‬ ‫االستبدال‬

‫ينظر‪ :‬منى الصبان‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.103 ،94 :‬‬ ‫‪11‬‬

‫ينظر‪ :‬أندريه بازان‪ ،‬ما هي السينما‪ ،‬ج‪ ،1‬م س‪ ،‬ص‪.68 :‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Cf, Christian Metz, Op. cit, P :93.‬‬
‫الالمرجعي للسرد في بنية الخط‪HH‬اب‬
‫َّ‬ ‫ويكرس التَ َمثُّ َل‬
‫السينمائي مظهراً فنياً‪ّ ،‬‬
‫ّ‪H‬‬ ‫ما يضمن للنسق‬
‫السينمائي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪H‬ثر تجس ‪HH‬يداً لنس ‪HH‬قية المونت ‪HH‬اج‪،‬‬ ‫وإ َّن َّ‬
‫ثمة تجرب‪HH‬ةً أخ ‪HH‬رى ق ‪HH‬ام به ‪HH‬ا كوليتش ‪HH‬وف نراه ‪HH‬ا أك ‪َ H‬‬
‫‪H‬رجعي كم‪H‬ا‬
‫ّ‪H‬‬ ‫‪H‬رجعي‪ ،‬والالم‬
‫ّ‬ ‫‪H‬ثر تم‪H‬ثيالً لفك‪H‬رة المخالل‪H‬ة بين الم‬
‫ولجدلية الحض‪H‬ور‪ H،‬والغي‪H‬اب‪ ،‬وأك َ‬
‫‪H‬تزين‪ ،‬ك‪H‬انت تص‪H‬فف‬
‫رت مش‪H‬هدا الم‪H‬رأة ت ّ‬ ‫َأبَّنا عنه‪H‬ا في الفص‪H‬ل َّ‬
‫األول من ه‪H‬ذا البحث؛ " ص َّ‪H‬و ُ‪H‬‬
‫وتتجم‪HH‬ل وترت‪HH H‬دي‪ H‬جواربه‪HH H‬ا وح‪HHH‬ذاءها وثوبه‪HH H‬ا‪ ...‬وهك ‪HH‬ذا ص ‪Hّ H‬ورت الوج ‪HH‬ه وال‪HHH‬رأس‬
‫ّ‪H‬‬ ‫ش‪HH H‬عرها‬
‫والشعر‪ H‬واليدين والساقين [‪ ]...‬وبفضل المونتاج اس‪HH‬تطعت أن أخل‪HH‬ق ام‪HH‬رأة ال وج‪HH‬ود‪ H‬له‪HH‬ا في‬
‫الحقيق ‪HH H‬ة‪ ،‬لكنه ‪HH H‬ا موج ‪HH H‬ودة بالفع ‪HH H‬ل في الس ‪HH H‬ينما "‪ 2.‬ف ‪HH H‬المرأة هن ‪HH H‬ا موج ‪HH H‬ودةٌ‪ ،‬وغ ‪HH H‬ير موج ‪HH H‬ودة‪،‬‬
‫حاض‪HHH‬رةٌ‪ ،‬وغائب‪HHH‬ة؛ َّإنم‪HHH‬ا هي موج‪HHH‬ودةٌ بنيوي ‪HH‬اً‪ ،‬س‪HHH‬ينمائياً بفض ‪HH‬ل المونت ‪HH‬اج الح ‪HH‬اذق بين قط‪HHH‬ع‬
‫اللقط‪HH‬ات الم‪HH‬أخوذة عن ش‪HH‬ظايا جس‪HH‬د‪ ،‬وهي غ‪HH‬ير موج‪HH‬ودة ش‪HH‬يئياً‪ ،‬مرجعي‪H‬اً؛ أي خ‪HH‬ارج النس‪HH‬ق‬
‫أن اللقطات المعزولة ما كانت لتحيل إلى أي امرأة لوال ت‪ُّ H‬‬
‫‪H‬دخل المونت‪HH‬اج‪ .‬له‪HH‬ذه‬ ‫الفيلمي بحكم َّ‬
‫ّ‬
‫واقعيٌّ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪H‬رجعي‬
‫ٌّ‬ ‫‪H‬يئي م‪H‬‬
‫‪H‬اب ش‪ٌّ H‬‬
‫‪H‬ييلي‪ ،‬وغي‪ٌ H‬‬
‫‪H‬رجعي تخ‪ٌّ H‬‬
‫ٌّ‬ ‫‪H‬قي الم‪H‬‬
‫‪H‬ور نس‪ٌّ H‬‬
‫الم‪HH‬رأة‪ ،‬في ه‪HH‬ذا المش‪HH‬هد‪ ،‬حض‪Hٌ H‬‬
‫وإ َّنه‪HH‬ا للمفارق‪HH‬ة ال‪HH‬تي تنج‪Hُّ H‬ر عنه‪HH‬ا س‪HH‬ينمائية المونت‪HH‬اج‪ ،‬وبالت‪HH‬الي‪ ،‬جمالي‪HH‬ة الس‪HH‬ينما‪ - ،‬كم‪HH‬ا ه‪HH‬و‬
‫الش‪HH H‬أن م‪HH H‬ع األجن‪HH H‬اس الفني‪HH H‬ة كله‪HH H‬ا ‪ ،-‬وتتك َّش ‪H H‬ف‪ H‬من خالله‪HH H‬ا مس‪HH H‬تويات‪ H‬التخال‪HH H‬ل بين النس‪HH H‬ق‪،‬‬
‫األول أعاله؛ إذ تمثّ‪HH H‬ل لقط‪HH H‬ات الي‪HH H‬دين‪،‬‬
‫والمرج ‪H H‬ع‪ H‬وف‪HH H‬ق تص‪Hُّ H H‬ورنا‪ H‬ل‪HH H‬ه المش‪HH H‬روح في الفص‪HH H‬ل َّ‬
‫والساقين‪ ،‬والوجه‪ ،‬والشعر‪ ..‬حضوراً مرجعياً (بؤراً مرجعيةً) في بنية المشهد‪ ،‬بينم‪HH‬ا يمثّ‪HH‬ل‬
‫التنسيق‪ H‬بينها حضوراً‪ H‬نسقياً (بؤراً نسقيةً)‪.‬‬

‫لس‪HH H‬نا نبغي‪ ،‬في ه‪HH H‬ذا الس‪HH H‬ياق‪ ،‬إث‪HH H‬ارةَ اإلش‪HH H‬كال المتعلّ‪HH H‬ق بطبيع‪HH H‬ة الف‪HH H‬ارق بين الم‪HH H‬ادة‬
‫المخ‪H‬رج بحكم أن‬ ‫السينمائي؛ هل العالمة هي المادة التي يش‪H‬تغل عليه‪H‬ا ُ‬ ‫ّ‬ ‫الشيئية‪ ،‬وبين النسق‬
‫‪H‬يميولوجي لظ ‪HH H‬اهرة الس ‪HH H‬ينما ؟‪ 1،‬لكن أال ين ‪HH H‬اقض ه ‪HH H‬ذا‬
‫ّ‬ ‫دحض الج ‪HH H‬وهر الس ‪H H‬‬
‫ُ‬ ‫ال أح ‪HH H‬د بوس ‪HH H‬عه‬
‫‪H‬ذكور أعاله ال‪HH‬ذي يعت‪HH‬بر قط‪HH‬ع الفيلم (اللقط‪HH‬ات) م‪HH‬واد َّأولي‪HH‬ة في‬
‫‪H‬ق ب‪HH‬ودوفكين الم‪Hَ H‬‬
‫التص‪Hُّ H‬و ُر منط‪َ H‬‬

‫الم‪HH H‬راد بالتس‪HH H‬نيم (‪ H H H)Cinématiser‬هن‪HH H‬ا ص‪HH H‬يغة التفعي‪HH H‬ل المش‪HH H‬تقَّة من الس‪HH H‬ينما؛ أي الض‪HH H‬غط على س‪HH H‬ينمائيَّة‬ ‫**‬

‫المونتاج‪ ،‬وتكثيف نسقيته‪.‬‬


‫جي أنيب‪HH‬ال‪ ،‬والن أوديت غ‪HH‬يرمو‪ ،‬الم‪HH‬دارس الجمالي‪HH‬ة الك‪HH‬برى في الس‪HH‬ينما العالمي‪HH‬ة‪ ،‬ت‪HH‬ر‪ :‬مي التلمس‪HH‬اني‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬دط‪ ،2000 ،‬ص‪.27 :‬‬


‫‪11‬‬
‫‪Cf, Roman Jakobson, Questions de poétique, Roman. Jakobson, Questions de poétique, Ed‬‬
‫‪Seuil, Paris, 1973. P : 106.‬‬
‫ي ‪HH H‬د المخ‪HH H‬رج ؟‪ ،‬أليس ‪HH H‬ت اللقط ‪HH H‬ة ذاتُه‪HH H‬ا عالم‪H H H‬ةً‪ ،‬أو كيان‪H H H‬اً عالماتي‪H H H‬اً يحي‪HH H‬ل إلى أش‪HH H‬ياء مادي ‪HH H‬ة‬
‫خارجها؟‪.‬‬

‫أن الس ‪HH‬ياق ال يتَّس ‪HH‬ع لمناقش ‪HH‬ة ه ‪HH‬ذا اإلش ‪HH‬كال‪ ،‬وه ‪HH‬و أم ‪Hٌ H‬ر نرجع ‪HH‬ه إلى الطبيع ‪HH‬ة‬
‫نحس ‪HH‬ب َّ‬
‫تصور‪ H‬س‪HH‬انت أوغس‪H‬طين (‪S.‬‬ ‫لكننا نكتفي باإلحالة إلى ُّ‬ ‫األنطولوجية المعقَّدة لخطاب السينما‪َّ ،‬‬
‫‪H‬ق‪ ،‬بين العالم‪H‬ة‪ ،‬والش‪HH‬يء جامع‪H‬اً بينهم‪H‬ا في بني‪HH‬ة اللغ‪H‬ة الس‪H‬ينمائية‪،‬‬
‫‪ )Augustin‬الذي ميَّز‪ ،‬بح‪ّ H‬‬
‫السمعي) المح َّ‪H‬ول‬
‫َّ‬ ‫(المرئي‬
‫َّ‬ ‫مقرراً َّ‬
‫أن الشيء‬ ‫إذ حصر وظيفة األولى في اإلحالة إلى الثاني‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫يؤسس لخصوصية المادة السينمائية‪.‬‬
‫إلى عالمة هو ما ّ‬

‫نكتفي باإلحال ‪HH‬ة إلى التص ‪Hُّ H‬ورات الفني ‪HH‬ة‪ ،‬والفواع ‪HH‬ل‬ ‫ض‪H H‬ل‪ ،‬في ه ‪HH‬ذا المق ‪HH‬ام‪ ،‬أن‬
‫كم ‪HH‬ا نف ّ‬
‫َ‬
‫‪H‬أتي التفص‪HH‬يل إجرائي‪H‬اً في الفص‪HH‬ل‬ ‫‪H‬ينمائي س‪HH‬ينمائيَّته‪ ،‬على أن ي‪َ H‬‬
‫ّ‬ ‫الفيلمي‪HH‬ة ال‪HH‬تي تحقّ‪HH‬ق للس‪HH‬رد الس‪H‬‬
‫بالنسقية ذاته‪H‬ا‪ ،‬وب‪HH‬الحوافز‪ H‬الركني‪HH‬ة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إن سينمائية السرد منوطةٌ‬ ‫الالحق من هذا البحث‪ .‬نقول َّ‬
‫ثمة س‪HH‬رديةً مؤفلم‪H‬ةً إذ‬‫أن َّ‬ ‫واالس‪HH‬تبدالية ذاته‪HH‬ا ال‪HH‬تي ل‪HH‬زم أن َّ‬
‫تتحكم في تقني‪HH‬ة المونت‪HH‬اج‪ ،‬بمع‪HH‬نى َّ‬
‫هي نابعةٌ من ذات الح‪HH‬دث‪َّ ،‬‬
‫لكنه‪HH‬ا ال تع‪HH‬ني س‪HH‬ينمائية الس‪H‬رد‪ ،‬وال س‪HH‬ينمائيةَ الس‪HH‬ينما في ش‪HH‬يء‪،‬‬
‫ص‪H‬ة عن‬
‫وعلى هذا األس‪H‬اس‪ ،‬ينبغي أن يص‪HH‬در الس‪H‬رد عن بني‪HH‬ة اللغ‪H‬ة الس‪H‬ينمائية عينه‪HH‬ا‪ ،‬وبخا َّ‬
‫فعلي التقطي ‪HH H‬ع‪ ،‬والتولي ‪HH H‬ف لكونهم‪H H H‬ا‪ H‬يمثّالن ج ‪HH H‬وهر ه ‪HH H‬ذه اللغ ‪HH H‬ة؛ ل ‪HH H‬ذا‪ " ،‬كي يك ‪HH H‬ون بمق ‪HH H‬دور‬
‫ّ‬
‫عنص‪HH‬رين أن يأتلف‪HH‬ا مع ‪H‬اً الب‪HH‬د أوالً أن يوج‪HH‬دا منفص‪HH‬لين‪ .‬من هن‪HH‬ا ت‪HH‬برز مس‪HH‬ألة تقطي‪HH‬ع النص‬
‫‪3‬‬
‫وتقسيمه إلى أجزاء كإحدى أهم الوسائل األساسية في بناء العمل السردي‪." H‬‬

‫فإما أن‬
‫‪H‬ينمائي للس‪HH‬رد‪َّ ،‬‬
‫ّ‪H‬‬ ‫من ه‪HH‬ذا المنظ‪HH‬ور‪ ،‬ارتأين‪HH‬ا أن َنتَ َّبنى مس‪HH‬تويين‪ H‬في التحلي‪HH‬ل الس‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫حين‪HHH‬ه "‪،‬‬
‫نكاش‪HHH‬ف الس‪HHH‬ردية من حيث هي " س‪HHH‬مةٌ يختل‪HHH‬ف اش‪HHH‬تغالها‪ H‬ب ‪HH‬اختالف اللغ ‪HH‬ات ال ‪HH‬تي تُ ّ‬
‫فتغ ‪HH‬دو س ‪َّ H‬‬
‫‪H‬ينمائيةُ الس ‪HH‬رد‪ ،‬عندئ ‪HH‬ذ‪ ،‬لص ‪HH‬يقةً بالمنطلق ‪HH‬ات الس ‪HH‬يميو‪ -‬أنطولوجي ‪HH‬ة للغ ‪HH‬ة الس ‪HH‬ينمائية‬
‫ط‪ H‬ال‪HH‬ذي‬
‫ذاته‪HH‬ا‪ ،‬وإ َّما أن نض‪HH‬يف‪ H‬إلى ه‪HH‬ذا التص‪Hُّ H‬ور مس‪HH‬توى‪ H‬آخ‪HH‬ر " يأخ‪HH‬ذ بعين الحس‪HH‬بان الوس‪HH‬ي َ‬
‫‪H‬ني‪،‬‬
‫‪H‬رد (الوس‪HH‬يلة‪ ،‬وليس اللغ‪HH‬ة فحس‪HH‬ب) "‪ ،‬األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي يعطي للحام‪HH‬ل التق‪ّ H‬‬
‫‪2‬‬
‫يتمظه‪HH‬ر ع‪HH‬بره الس‪ُ H‬‬
‫َّ‬
‫فاعليةً ّبينةً في تَ ْس‪H‬نيم الس‪H‬رد‪ ،‬وإ خض‪H‬اعه‬ ‫السينمائي‪ ،‬على تباينها‪ H‬وكثرتها‪،‬‬ ‫وآلالت التصوير‬
‫ّ‬
‫لمواض‪HH‬عات الكتاب‪HH‬ة الس‪HH‬ينمائية‪ .‬وهن‪HH‬ا ال يس‪HH‬عنا إالَّ أن نق‪HH‬ول‪ :‬مح‪HH‬ا ٌل أن تك‪HH‬ون س‪HH‬ردية اللقط‪HH‬ة‬
‫أكثف سينمائيةً من سردية المونتاج!‪.‬‬
‫َ‬
‫‪22‬‬
‫‪Cf, Op. cit, P : 106.‬‬
‫‪ 33‬يوري لوتمان‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.95 :‬‬
‫‪11‬‬
‫‪René Gardies, Op. cit, P :85.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Ibid, P : 86.‬‬
‫في خت‪HH‬ام ه‪HH‬ذا المبحث‪ ،‬نق‪HH‬ترح التعلي‪HH‬ق على ه‪HH‬اتين اللقط‪HH‬تين* لت‪HH‬دعيم تص‪Hّ H‬ورنا‪ H‬أعاله‬
‫الخاص بسينمائية االستبدال على صعيد ركنية المونتاج‪:‬‬

‫‪+‬‬

‫الصورة‪.)6( :‬‬ ‫الصورة‪.)5( :‬‬

‫‪H‬نى محاي‪HH‬داً‪ ،‬أو نس‪HH‬خةً قرائي‪H‬ةً ثابت‪HH‬ة من مس‪HH‬ار المونت‪HH‬اج‬


‫ه‪HH‬ل بوس‪HH‬ع المتلقّي أن يس‪HH‬تخلص مع‪ً H‬‬
‫‪H‬ريين بوص ‪HH‬فه ب ؤرةً‬
‫محتوييهم ‪HH‬ا البص ‪ّ H‬‬
‫ْ‬ ‫المق ‪HH‬ترح بين ه ‪HH‬اتين اللقط ‪HH‬تين ؟‪ .‬كالَّ‪ .‬إذ َي ْمثُ ‪HH‬ل التج ‪HH‬اور بين‬
‫نس قي ًة تُ َسْلس ‪HH‬ل بين م ‪HH‬رجعين مختلفين‪ ،‬وغ ‪HH‬ير متجانس ‪HH‬ين؛ العص ‪HH‬فور على الغص ‪HH‬ن‪ ،‬ووج ‪HH‬ه البط ‪HH‬ل‬
‫ومحدقاً نحو األعلى‪ .‬الح‪HH‬ال َّ‬
‫إن ركني‪HH‬ة المونت‪HH‬اج‪ ،‬في ه‪HH‬ذا الموض‪HH‬ع من الفيلم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ Gladiator‬مبتسماً‪،‬‬
‫‪H‬وجي) يمكن هض‪HH‬مه؛ (م‪HH‬ا عالق‪HH‬ة‬
‫‪H‬ردي (كرونول‪ّ H‬‬‫‪H‬وى س‪ّ H‬‬ ‫أي محت‪ً H‬‬ ‫ير منطقية‪ ،‬ومفرغ ‪H‬ةٌ من ّ‬ ‫َّإنم‪HH‬ا هي غ ُ‬
‫المخ ‪HH‬رج في ه ‪HH‬ذا المش ‪HH‬هد‪ ،‬ق ‪HH‬د ض ‪HH‬رب على وت ‪HH‬ر‬
‫أن ُ‬‫العص ‪HH‬فور بالبط ‪HH‬ل ‪ Gladiator‬؟)‪ .‬م ‪HH‬ا يع ‪HH‬ني َّ‬
‫االس تبدالية ال‪HH‬تي نراه‪HH‬ا تط‪HH‬ال ل ْقط‪HH‬ة العص‪HH‬فور؛ م‪HH‬ا ش‪HH‬أن العص‪HH‬فور في فيلم ممتلئ ص‪HH‬خباً‪ ،‬وعنف ‪H‬اً‪،‬‬
‫أي شيء آخر ؟‪.‬‬ ‫المخرج بين ‪ ،Gladiator‬وبين جواد‪ ،‬أو شجرة‪ ،‬أو ّ‬ ‫وحروباً ؟‪ ،‬لماذا لم يجاور ُ‬
‫من هنا‪ ،‬تتك ّشف سينمائي ُة المونتاج بين هاتين اللقطتين‪ ،‬على َّأنه مونت‪ٌ H‬‬
‫‪H‬اج يتج‪HH‬اوز نفس‪HH‬ه‪ ،‬بوص‪HH‬فه‬
‫س ح التأوي ل‪ ،‬واإليح اء؛‬
‫محض تقني‪HH H H‬ة جوف‪HH H H‬اء ترب‪HH H H‬ط بين ل ْقط‪HH H H‬ة‪ ،‬وأخ‪HH H H‬رى كيفم‪HH H H‬ا اتف‪HH H H‬ق‪ ،‬إلى فُ َ‬
‫َ‬
‫حراً كهذا العص‪HH‬فور‪ Gladiator ،‬س‪H‬يحلّق كه‪HH‬ذا العص‪HH‬فور في س‪HH‬ماء‬
‫‪ Gladiator‬يتوق إلى العيش ّ‬
‫المجد‪ ،‬والنصر‪...‬‬
‫ـــــ‬

‫ثمة عناص ُر أخ رى تت ألَّف منه ا ال ِب ْني ة التقنيَّة للفيلم‪ ،‬وتَْر َ‬


‫ش ح بفض لها‬ ‫* عدا المونتاج‪َّ ،‬‬
‫نفسه‪:‬‬‫المطالب الموالية من المبحث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معال ُمه الجمالية‪ ،‬أدعوكم إلى االطالع عليها في‬

‫مصادر السِّينما في بِنية اللَّقطة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫‪-1‬‬
‫سينمائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬مفاهيم‪ :‬اللَّقطة ٌ‬
‫كائن‬
‫‪ِ -3‬شعريَّة االجتزاء من اإلطار إلى التأطير‪.‬‬

‫ينظر‪ :‬الصورتان؛ (‪ ،)5‬و(‪ .)6‬من فيلم‪" Gladiator " :‬؛ إخراج‪.Ridley Scott :‬‬ ‫**‬
‫‪ -4‬الحركة الداخليَّة وسينمائيَّة األداء‪.‬‬
‫سينمائي للمر ِجع‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫حركات الكاميرا‪ :‬تَ ْحيِ ٌ‬
‫ين‬ ‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫تزامن‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -6‬الصورة والصوت وامتياز الال ُ‬
‫ـــ‬

‫ض َّأنها ستُناقَش قراءةً‪ ،‬واستقص‪ً H‬‬


‫‪H‬اء من‬ ‫فيفتََر ُ‬ ‫ِ‬
‫المحاور الباقية من برنامج المقياس‪ُ ،‬‬ ‫وأما‬
‫* َّ‬
‫الحصة التطبيقيَّة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الموزعة عليكم في‬ ‫خالل األعمال‬
‫أضع بين أيديكم الروابط اإللكترونيَّة اآلتية‪:‬‬ ‫*ي ِ‬
‫سعدني أن َ‬ ‫ُ‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=58b2yTBYK7g‬‬

‫ص ‪H H H‬ة‪ :‬منت دى الثقافة من محطَّة وه‪HH H H‬ران التلفزيونيَّة‪ :‬الع‪HH H H‬دد ح‪HH H H‬ول‪ :‬الس ينما‬
‫‪ -1‬ض‪HH H H‬يف ِفي ح َّ‬
‫‪H‬ري‪ .‬وه ‪HH‬ران في‪:‬‬
‫الجزائريَّة‪ .‬القن ‪HH‬اة الفض ‪HH‬ائيَّة الثالث ‪HH‬ة‪ ،‬والقن ‪HH‬اة األرض ‪HH‬يَّة للتلفزي ‪HH‬ون الجزائ ‪ّ H‬‬
‫‪ /17‬أكتوبر‪.2016 /‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=O-HeNYnq3Hc‬‬
‫‪2- Conférence présentée au colloque international sur la thématique: cinéma et‬‬
‫‪mémoire - visions et enjeux - organisé par la faculté polydisciplinaire de‬‬
‫‪Ouarzazate au Maroc du 21 au 23 novembre 2017. (Première partie).‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=l58bRoPYoEw‬‬
‫‪3- La deuxième partie.‬‬
‫ـــ‬
‫والتفوق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫تمنياتي لكم بالتوفيق‪،‬‬
‫عنا هذا الوباء‪ ،‬وخلِّ ِ‬
‫ص اإلنسان منه في ِّ‬
‫كل بقاع الدنيا‪.‬‬ ‫واللَّ َّ‬
‫هم ارفع َّ‬

‫اشتقت إليكم جميعا‪.‬‬


‫ُ‬

You might also like