‫تاريخ العلم الوطني الجزائري‪:‬‬

‫تشكل تاريخ العلم الجزائري ومختلف المراحل التي مر بها قبل االحتالل الفرنسي وإلى غاية‬
‫االستقالل موضوع محاضرة نظمت يوم الخميس‪ 20‬نوفمبر ‪ 2008‬بنادي عيسى مسعودي في‬
‫إطار االحتفال بعيد االستقالل‪.‬‬

‫وأبرز الصحفي والمؤرخ “محمد عباس” في هذا اإلطار أن من مميزات العلم الجزائري خالل‬
‫الخالفة العثمانية هو اللون األحمر الذي كان اللون األساسي في البلدان اإلسالمية مشيرا إلى أن‬
‫مصادر فرنسية ذكرت أن النقيب جو فروا انتزع عند دخول القوات الفرنسية الغازية األراضي‬
‫الجزائرية علما أحمرا من على حصن الداي‪ .‬ونقلت كتب التاريخ رسما لعلم الداي حسين الذي‬
‫كان عبارة عن قطعة من الحرير األحمر وسطها مقص مفتوح بلون الذهبي يرمز لذو الفقار‬
‫سيف اإلمام علي بن أبي طالب كرم هللا وجهه‪.‬‬

‫علم الداي حسين‬ ‫العلم العثماني‬

‫وبعد ذلك صممت المقاومة الشعبية بقيادة األمير عبد القادر لواء جديدا أعاله وأسفله من الحرير‬
‫األخضر ووسطه من الحرير األبيض رسمت عليه يد مبسوطة محاطة بعبارات “نصر من هللا‬
‫وفتح قريب” و”ناصر عبد القادر بن محي الدين” مضيفا أن كل من الرسم والكتابة كانتا باللون‬
‫الذهبي‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1933‬أفرد نجم شمال إفريقيا برنامجا‬

‫خاصا تمحور حول فكرة االستقالل بجميع الوسائل‬
‫وبناء على هذه الفكرة وفي سنة ‪ 1934‬تم إعداد‬
‫أول نسخة للعلم الجزائري باأللوان الثالثة الحالية‬
‫“األحمر واألخضر واألبيض” والتي كان يقصد بها‬
‫الجزائر البيضاء وتونس الخضراء واللون األحمر‬
‫لمراكش‪.‬‬
 ‫وتم التظاهر بهذا العلم في باريس سنة ‪ 1935‬بمناسبة االحتفال بالعيد الوطني الفرنسي وكذلك‬
‫سنة ‪ 1937‬خالل المسيرة التي قادها مصالي الحاج محاطا بأعضاء قيادة حزب نجم شمال‬
‫إفريقيا‪ .‬أما العلم الجزائري بشكله الحالي فقد رسم في أبريل ‪ 1945‬من طرف لجنة ثالثية‬
‫شكلت بقرار من اللجنة المديرة لحزب الشعب الجزائري من أجل وضع رمز للمطالبة باستعادة‬
‫السيادة الوطنية وتكونت اللجنة من حسين عسلة والشاذلي المكي وشوقي مصطفاي الذي قال أن‬
‫اللجنة استلهمت فكرة تصميم العلم من راية األمير عبد القادر إلى جانب نسخة علم حزب نجم‬
‫شمال إفريقيا‪.‬‬
‫ويتضمن العلم قسمين متساويين أخضر وأبيض من‬
‫جهة العمود أو السارية وبينهما هالل ونجمة باللون‬
‫األحمر وقد أعطيت داللة لكل لون ورمز فاألبيض‬
‫رمز السلم بين البشرية واألخضر التطلع إلى التقدم‬
‫والرخاء أما األحمر فهو رمز فضيلة العمل‬
‫اإلنساني والهالل والنجمة داللة لالنتماء إلى‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫علم حزب نجم شمال إفريقيا‬

‫قياسات النجمة و الهالل‬

‫رسم تخطيطي للعلم‬

‫الوطني‬

‫وذكر المؤرخ أنه تم تصور وانجاز العلم الوطني الحالي بمحل يقع في ‪ 18‬شارع سوق الجمعة‬
‫بالقصبة السفلى كما قام بتنفيذ التصميم الخياطان المناضالن عبد الرحمن سماعي وسيد أحمد‬
‫العمراني‪ .‬وقد اعتمد هذا العلم الحقا من قبل المؤتمر األول لحركة انتصار الحريات‬
‫الديمقراطية في منتصف فبراير ‪ 1947‬ومن جبهة التحرير الوطني التي اتخذته راية للكفاح في‬
‫سبيل تحرير الجزائر ابتداء من الفاتح نوفمبر ‪ 1954‬وكذلك الحكومة المؤقتة للجمهورية‬
 ‫الجزائرية غداة وقف القتال‪ .‬وقال عباس أن عامة الشعب الجزائري لم تعرف العلم إال في‬
‫مظاهرات ‪ 11‬ديسمبر ‪ 1960‬عندما تمت تزكيته بدماء الشعب الجزائري من أدنى البالد إلى‬
‫أقصاها‪.‬‬

‫‪.‬‬