‫المحاضرة التمهيدية‬

‫الفصل األول‪ :‬تعريف علم االجتماع الصناعي ونشأته وتطوره‬

‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪ -1‬تعريفات العلم ومسمياته‬
‫‪ -2‬اسباب ظهور علم االجتماع الصناعي‬
‫‪ -3‬المراحل التطورية لعلم االجتماع الصناعي‬
‫‪ -4‬علم االجتماع الصناعي في الوطن العربي‬
‫‪ -‬خاتمة‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مجاالت علم االجتماع الصناعي وأهدافه‬

‫وعالقاته بالعلوم االجتماعية األخرى‬
‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬
‫‪ -1‬مجاالت علم االجتماع الصناعي‬
‫‪ -2‬أهداف علم االجتماع الصناعي‬
‫‪ -3‬عالقة علم االجتماع الصناعي بالعلوم االجتماعية األخرى‪:‬‬
‫‪ -‬السياسة‬ ‫‪ -‬االقتصاد‬
‫‪ -‬اإلدارة‬ ‫‪ -‬علم النفس‬
‫‪ -‬الخدمة االجتماعية‬ ‫‪ -‬االنثربولوجيا‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اإلدارة العلمية وبدايات علم االجتماع الصناعي‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬
‫‪ -1‬عصر نشأة علم االجتماع الصناعي ومكانه‬
‫‪ -2‬تايلور وجهوده في نشأة علم االجتماع الصناعي‪:‬‬
‫‪ -‬تايلور وزمالؤه‬
‫‪ -‬العوامل التي أدت إلى تكوين جماعة تايلور‬
‫‪ -‬جهود جماعة تايلور‬
‫‪ -‬نتائج جهود تايلور وإسهامه في حل مشكالت الصناعة‬
‫‪ -‬إسهام تايلور في نشأة علم االجتماع الصناعي‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية‬

‫‪:‬تمهيد ‪-‬‬
‫أوالً‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪ -1‬عوامل ظهور نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪ -2‬المدارس الفرعية لنظرية العالقات اإلنسانية‬
‫أ‪ -‬التون مايو وتجارب هاوثورن‬
‫ب‪ -‬لويد وارنر ومدرسة شيكاغو‬
‫ج‪ -‬تجارب العالقات اإلنسانية في أوروبا‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية‬

‫ثانياً‪ :‬دراسة الجماعة وتطور علم االجتماع الصناعي‬

‫‪ -1‬وليام هوايت واالتجاه التفاعلي‬
‫‪ -2‬رنيسيس ليكرت ومدرسة ميتشجان‬
‫‪ – 3‬مورينو وسوسيومترية عالقات الجماعة‬
‫ثالثاً‪ :‬تقييم إسهامات نظرية العالقات اإلنسانية ودراسة الجماعة‬
‫‪ -‬خاتمة‬

‫‪1‬‬
 ‫الفصل الخامس‪ :‬نظرية البيروقراطية ودراسة التنظيمات الصناعية‬
‫‪:‬تمهيد ‪-‬‬
‫أوالً‪ :‬ماكس فيبر والبيروقراطية الصناعية‬
‫‪ -1‬النموذج المثالي للتنظيمات البيروقراطية‬
‫‪ -2‬التنظيمات غير الرسمية في المؤسسات الصناعية‬
‫‪ -3‬روثليسبرجر ودراسة المصنع كتنظيم اجتماعي‬
‫‪ -4‬ميللر وفوم والمدخل البنائي الوظيفي‬
‫‪ -5‬مارش وسيمون ونظرية اتخاذ القرارات‬
‫‪ -6‬ايتزيوني والتنظيمات االقتصادية الصناعية‬
‫‪ -‬خاتمة‬
‫الفصل األول‪ :‬تعريف علم االجتماع الصناعي ونشأته وتطوره‬
‫تمهيد‬ ‫•‪0‬‬
‫‪ -1‬تعريفات العلم ومسمياته‬
‫‪ -2‬اسباب ظهور علم االجتماع الصناعي‬
‫‪ -3‬المراحل التطورية لعلم االجتماع الصناعي‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة ‪-1850‬‬ ‫‪ -‬المرحلة الثانية ‪1850-1800‬‬ ‫‪ -‬المرحلة األولى ‪1800-1750‬م‬
‫‪ -‬المرحلة الخامسة ‪2000-1950‬م‬ ‫‪ -‬المرحلة الرابعة ‪1950-1900‬م‬ ‫‪1900‬م‬
‫‪ -4‬علم االجتماع الصناعي في الوطن العربي‬
‫‪ -‬خاتمة‬

‫تمهيد‬ ‫•‪0‬‬
‫مع بداية العصر الحديث ظهرت تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة كان لها تأثيرها على نمط الحياة االجتماعية وأساليب‬ ‫‪0‬‬
‫الحياة للفرد والمجتمع‪ ،‬وقد جاء هذا التطور نتيجة طبيعية من أجل ‪:‬‬
‫‪ -‬سيطرة اإلنسان على الطبيعة‬
‫‪ -‬تسخير العوامل البيئية لمصلحته‬
‫‪ -‬تحقيق حياة اجتماعية واقتصادية أفضل‬
‫لقد ارتبط هذا التطور بمفهوم الصناعة أو التصنيع كما جاءت تسمية المجتمع الحديث نفسه باسم ”المجتمع الصناعي “‪Industrial‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪Society0‬‬

‫أدت الصناعة إلى ما يلي ‪:‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ -‬ظهور طبقات جديدة‬ ‫‪ -‬تغير نمط الحياة‬ ‫‪ -‬تغير نمط االنتاج‬
‫صاحب ظهور المجتمع الصناعي تطور في مجال العلوم الطبيعية واإلنسانية‪0‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ -1‬تعريف العلم ومسمياته‪:‬‬

‫تعددت تعريفات علم االجتماع الصناعي حسب ‪ :‬اهتمامات العلماء وكذلك حسب تخصصاتهم الدقيقة‪0‬‬ ‫•‪0‬‬
‫ارتبط تحديد مفاهيم وتعريفات علم االجتماع الصناعي بطبيعة االنساق االجتماعية الموجودة في المجتمع الحديث وخاصة النسق االقتصادي‬ ‫•‪0‬‬
‫والذي يرتبط بعالقة وثيقة باألنساق األخرى ‪0‬‬
‫‪ -1‬تعريف اميتاي اتزيوني‪:‬‬
‫وهذا يعني إظهار مدى‬ ‫” العلم الذي يجب فهمه باعتباره أحد فروع علم اجتماع التنظيم ”‬
‫اهتمام الباحثين بدراسة التنظيمات الصناعية‪0‬‬
‫‪ -2‬تعريف بندكس‪:‬‬
‫وهذا يعني أنه قد أكد على‪:‬‬ ‫”العلم الذي يهتم بدراسة مؤسسات العمل وما يوجد بها من جماعات وأدوار وعالقات متعددة“‬
‫‪ -‬األفراد والجماعات‬ ‫‪ -‬المؤسسات أو التنظيمات الصناعية‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ -‬عالقات المؤسسات الصناعية بالمجتمع المحلي‬ ‫‪ -‬طبيعة العالقات واألدوار‬

‫‪ -3‬تعريف ليبتن‪:‬‬
‫” العلم الذي يهتم بدراسة النسق االجتماعي للمصنع وتحليل المؤثرات الخارجية على هذا المصنع”‬
‫وهذا يعني أنه اتفق مع تعريف اتزيوني السابق من حيث التركيز على دراسة المصنع‪0‬‬
‫‪ -4‬تعريف يوجين شنايدر‪:‬‬
‫” هو ميدان العالقات االجتماعية الذي يدخل فيه األفراد عن طريق اشتراكهم في عملية االنتاج الصناعي“‬
‫وهذا يعني تأكيده على أهمية العلم وأنه ميدان للعالقات االجتماعية نتيجة تفاعل األفراد وتعاونهم في العمل‪ ،‬وهو يتفق مع تأكيدات بندكس األربعة‬
‫السابقة‪0‬‬
‫‪ -5‬تعريف ميللر وفورم‪:‬‬
‫”العلم الذي يهتم بدراسة التكيف االجتماعي لحياة العمل والعوامل االجتماعية في العمل ومؤسساته“‬
‫ويؤكد الباحثان على“ ‪ -‬أهمية التوافق االجتماعي ‪ -‬وكذلك على طبيعة وأنواع مؤسسات العمل‬

‫‪ -6‬تعريف هيلين بييم‪:‬‬

‫”العلم الذي يدرس العالقات االجتماعية ومدى تأثيرها وتأثرها بالنشاط االقتصادي“‬
‫وهذا يعني أنها اكدت على توسيع مفهوم النشاط الصناعي ليشمل النشاط االقتصادي ككل‪ ،‬وهي تتفق مع ما توصل إليه ميللر وفورم في تأكيدهما‬
‫على مؤسسات العمل‪0‬‬
‫‪ -7‬تعريف جيسبرت‪:‬‬
‫”هو نوع من التطبيق والتحليل السوسيولوجي على واقع مشكالت الصناعة“‬
‫‪ -‬أهمية البيئة‬ ‫‪ -‬أهمية النظريات االجتماعية في دراسة مشكالت الصناعة‬ ‫وهذا يعني تأكيده على“‬
‫_العوامل االجتماعية والثقافية _العالقات اإلنسانية والصناعية‬ ‫الخارجية‬
‫_التنظيم الرسمي وغير الرسمي‬

‫‪ -8‬تعريف موتز‪:‬‬
‫” هو تطبيق المنهج السوسيولوجي على الصناعة“‬
‫_وكذلك االهتمام بالجانب‬ ‫وهذا يعني تأكيده على‪ - :‬الجانب التطبيقي لعلم االجتماع الصناعي‬
‫النظري للعلم‬
‫وخالصة القول يمكن أن نشير إلى أن معظم التعريفات السابقة تؤكد على ما يلي‪:‬‬ ‫•‪0‬‬
‫ضرورة جعل علم االجتماع الصناعي علم تطبيقي وخاصة أن المصنع كان من أهم المؤسسات االجتماعية التي انتشرت في المجتمع الصناعي‬ ‫•‪0‬‬
‫ان المجتمع الحديث يمكن تسميته بالمجتمع الصناعي‬ ‫•‪0‬‬

‫المحاضرة الثانية‬

‫‪:‬مسميات علم االجتماع الصناعي ‪-‬‬

‫‪ -‬توضح التعريفات السابقة التي أشرنا اليها لعلم االجتماع الصناعي كيف تنوعت هذه التعريف‪mm‬ات واختلفت حسب اهتمام‪mm‬ات العلم‪mm‬اء والب‪mm‬احثين‬
‫المتخصصين في هذا العلم‪ ،‬وتكشف هذه التعريفات وجود اتفاق حول مجموعة من القضايا األساسية التي تشكل جوهر علم االجتماع الص‪mm‬ناعي‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية استخدم النظريات والمناهج السوسيولوجية في دراسة الصناعة أو التنظيمات الصناعية‬
‫‪ -2‬ضرورة جعل الصناعة مجال تطبيقا لعلم االجتماع الصناعي والباحثين المتخصصين فيه‬
‫‪ -3‬دراسة العالقات واألدوار التي توجد داخل المؤسسات والتنظيمات الصناعية‬
‫‪ -4‬ضرورة دراسة عالقة الصناعة عامة بالمجتمع المحلي والقومي التي تظهر فيه‬
‫‪ -‬ويتضح ذلك من خالل ظهور مجموعة من التسميات التي ارتبطت بهذا العلم مثل‪:‬‬
‫* علم اجتماع المصنع‬ ‫* علم االجتماع الصناعي‬ ‫* سوسيولوجية الصناعة‬
‫* سوسيولوجيا التصنيع‬ ‫* سوسيولوجيا المصنع‬

‫‪ :‬ثانياً‪ :‬أسباب ظهور علم االجتماع الصناعي‬

‫‪ -1‬ظهور الصناعة‪:‬‬

‫‪3‬‬
 ‫‪ -‬نشأة الصناعة نتيجة حدوث الثورة الصناعية التي ظهرت في بريطانيا خالل القرنين ‪18‬و‪ 19‬والتي انتشرت بعد ذلك إلى العديد من الدول‬
‫االوروبية والواليات المتحدة االمريكية ولقد غيرت طبيعة الصناعة كث‪mm‬ير من مالمح الحي‪mm‬اة االجتماعية واالقتص‪mm‬ادية والسياس‪mm‬ية نتيجة لظه‪mm‬ور‬
‫المصنع كمؤسسة جديدة تختلف وظيفتها في الحياة االقتصادية عما كانت عليه في العصور القديمة‪0‬‬
‫‪:‬وجود طبقات اجتماعية جديدة ‪2-‬‬
‫‪ -‬بعد ظهور الصناعة أو المصنع في العصر الحديث تم تغير الحياة االجتماعية والسيما تغير البناء الطبقي ولكن جاء المصنع ليغير طبيعة‬
‫البناء الطبقي حيث كان يوجد قبل الصناعة طبقتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬طبقة العبيد‬ ‫‪ -‬طبقة األسياد‬
‫ثم ظهرت بعد الثورة الصناعية طبقتين رئيسيتين جديدتين هما‪:‬‬
‫‪ -‬طبقة العمال‬ ‫‪ -‬طبقة المالك أو أصحاب رؤوس األموال‬

‫‪ -3‬تغير نمو اإلنتاج االقتصادي‪:‬‬

‫كان لتغير البناء الطبقي وظهور المصنع آثاراً متعددة على العالقات االجتماعية والعالقة المتبادلة بين أصحاب رؤوس االموال والعمال‪ ،‬كما‬ ‫‪-‬‬
‫جاء هذا التغير كنتيجة طبيعية لتغير نمط االنتاج أو النشاط الصناعي واالقتصادي فلقد تغير كل أساليب العمل واإلنتاج‬
‫‪ -4‬ظهور المؤسسات والتنظيمات الحديثة‪:‬‬
‫لم ترتبط ظهور الصناعة بإنشاء المصانع كمؤسسات صناعية وإنتاجية فقط‪ ،‬بقدر ما تم تغي‪mm‬ير المؤسس‪mm‬ات االقتص‪mm‬ادية واإلنتاجية واالجتماعية‬ ‫‪0-‬‬
‫األخرى‪ ،‬حيث لم تعد المؤسسات التقليدية والتي كانت موجودة في المجتمع التقليدي الزراعي مناسبة لمواكبة التغيرات السريعة‬
‫‪ -5‬تغير نمط العالقات المجتمعية واألسرية‪:‬‬
‫جاءت عملية التصنيع محدثة ورائها التغيرات التي ظهرت سواء داخل المصانع أو خارجها‪ ،‬مثل ما حدث تغير في البناء الطبقي والمهني‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫وظهور طبقة رأس المال وطبقه العمال‪ ،‬كما تغير العالق‪mm‬ات واألدوار االجتماعية بينهم‪ ،‬كما نالحظ أيض‪m‬ا أن نمط العالق‪mm‬ات االس‪mm‬رية قد تغ‪mm‬ير وال‬
‫سيما بعد تغير البناء االجتماعي التقليدي الذي كان يقوم على اساس عالقة القرابة ووجود االسرة الممتدة أو العائلة الكبيرة‬
‫‪-0‬‬
‫‪ -6‬نشأة المدن الصناعية‪:‬‬
‫لم تحدث الصناعة تغيرات على طبيعة االنتاج والعالقات االجتماعية والبناء الطبقي وظهور مؤسسات اجتماعية جديدة فقط ولكن جاءت‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعة محددة أماكن جغرافية وايكولوجية بيئية جديدة لها تقام عليها المص‪m‬انع والش‪m‬ركات التجارية كما أدت نش‪m‬أة الم‪m‬دن إلى ظه‪m‬ور الهج‪m‬رة‬
‫الريفية الحضرية‬
‫تطور علم االجتماع ‪7-‬‬
‫عندما ظهر علم االجتماع مع البدايات االولى لظهور المجتمع الصناعي الحديث لم يكن تبلور مالمحه االكاديمية والعلمية بصورة كاملة خاصة‬ ‫‪-‬‬
‫وانه مؤسسي هذا العلم من رواد علم االجتماع الفرنسيين من أمثال أوجست كونت كانوا يصارعون كثيرأً العديد من المتخصصين في العلوم‬
‫االخرى‬

‫ثالثاً‪ :‬المراحل التطورية لعلم االجتماع الصناعي‪:‬‬

‫‪ -‬يهتم علماء االجتماع الصناعي والباحثين المتخصص‪mm‬ين في ه‪mm‬ذا العلم بدراسة ال‪mm‬تراث السوس‪mm‬يولوجي له ومعرفة كيف تط‪mm‬ور ونشأ إلى أن وصل إلى‬
‫المرحلة العلمية التي عليها اآلن‬
‫‪ -‬قبل أن نتحدث عن أهم المراحل التطورية لعلم االجتماع الصناعي‪ ،‬يجب أن نوضح حقيقتين هامتين هما‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن عملية تصنيف هذه المراحل من الناحية التاريخية‪ ،‬ما هي إال محاولة اجتهادية من قبل الباحث‬
‫ثانياً‪ :‬إن نشأة علم االجتماع الصناعي تعتبر حديثة نسبيا ً عن علم االجتماع ذاته‪ ،‬ولكن جاءت معظم تحليالت علماء االجتماع أو حتى المفكرين‬
‫االجتماعيين‪ ،‬تهتم بدراسة الصناعة ومدى تأثيرها‬

‫‪ -1‬المرحلة األولى ‪:1800 -1750‬‬

‫تكشف هذه المرحلة عن وجود عدد من األفكار االجتماعية والسياسية والفلسفية واالقتصادية‪ ،‬التي طرحها مجموعة من العلماء والفالسفة‬ ‫‪イ‬‬
‫والمفكرين‪ ،‬فظهر تياران‪:‬‬
‫االنتاج والعمل‪.‬‬ ‫التيار األول‪ :‬يشير إلى أهمية الصناعة ويبرر وجودها وأهميتها في تغيير نمط الحياة االقتصادية‪ ،‬وأساليب‬
‫ويمثل أفكار هذا التيار أتباع مدرسة تشارلز دارون االجتماعية التي تبنت مبدأ التنافس والصراع كأساس الستمرار الحياة االجتماعية‬ ‫‪ロ‬‬
‫واالقتصادية والبقاء عموما ً للعناصر األصلح واألقوى‪0‬‬
‫ولقد أثرت هذه األفكار الدارونية االجتماعية في العديد من أصحاب النزعات السوسيولوجية الرأسمالية‪ ،‬وال سيما أفكار علماء االجتماع‬ ‫‪‬‬
‫البريطانيين والفرنسيين من أمثال( هربرت سبنسر– وتشارلز دونية– وغيرهم آخرون) الذين دعوا ألهمية انتشار الصناعة‪ ،‬جاءت أفكار‬

‫‪4‬‬
 ‫أصحاب هذا التيار لتؤكد على أهمية الصناعة ودورها في التغير والتطور كما ظهر خالل هذه المرحلة أفكار( آدم سميث‪ /‬وكتابة‪ :‬ثروة األمم)‬
‫الذي ظهر عام ‪ 1776‬في بريطانيا‪0‬‬

‫الصناعة عملت على تغير البناء‬ ‫التيار الثاني‪ :‬وجاءت آراؤه منتقده اإلصالحات والتغيرات االقتصادية التي أحدثتها الصناعة وإلسيما أن‬
‫الطبقي والعالقات االجتماعية التقليدية‪.‬‬
‫ويرى أصحاب هذا التيار أن الص‪mm‬ناعة قد أث‪mm‬رت من الناحية الس‪mm‬لبية أك‪mm‬ثر إيجابياتها على الحي‪mm‬اة االجتماعية واالقتص‪mm‬ادية ككل ومثل ه‪mm‬ذا التي‪mm‬ار‬ ‫‪ハ‬‬
‫أصحاب المدرسة االشتراكية الفرنسية من أمثال( سيسموندي‪ ،‬وسان سيمون) اللذان دعيا إلى ضرورة القضاء على مساوئ النظام الرأس‪mm‬مالي‬
‫واالهتمام بالطبقات البشرية الفقيرة وقد أهتم كل من سيسموندي وسان سيمون بدراسة أوضاع الطبقات العمالية داخل المصانع أو في المجتمع‬
‫الخارجي‪0‬‬

‫المحاضرة الثالثة‬

‫‪ -2‬المرحلة الثانية ‪:1850 –1800‬‬

‫إن أفكار التيار االشتراكي قد تزايدت خالل هذه المرحلة بعد أن نشر سيمون المفكر االجتماعي االشتراكي الفرنسي كاتبه" عن النظام‬ ‫‪0‬‬
‫الصناعي" وحاول فيه أن يحلل وضع الطبقات العمالية ويدعو إلى رفع مستواهم االقتصادي ومحاولة اشتراكهم في االرباح أو رؤوس أألموال‬

‫أن تحليالت سيمون كمفكر اشتراكي لم تقصد كلية إلغاء الصناعة بقدر ما كانت كتاباته تحرص على إيجاد نظم بديلة للحياة االجتماعية‬ ‫‪‬‬
‫واالقتصادية التي تعيشها الطبقات العمالية‪ ،‬كانت مستغلة بصورة قوية من جانب أصحاب العمل وأصحاب رؤوس األموال‪ ،‬ظهرت أفكار‬
‫الماركسية أو النظرية الشيوعية بصوره عامه التي اهتمت بدراسة أوضاع الطبقات العمالية وما تبلور عموما ً في كتاب‪ :‬رأس المال‪ :‬لكل من‬
‫كارل ماركس وانجلز واهتمامها بالطبقات العمالية‬

‫‪:‬المرحلة الثالثة ‪3- 1900 –1850‬‬

‫في هذه الفترة بدأت تظهر اهتمامات علماء االجتماع بدراسة مشكالت الصناعة والتصنيع وعمليات التحول والتغيير االجتماعي الشامل‪ .‬ولقد‬ ‫‪‬‬
‫أهتم الرعيل االول من علماء االجتماع( أوجست كونت‪ ،‬وماكس فيبر‪ ،‬وهربرت سبنسر‪ ،‬وإميل دور كايم وغيرهما) سعوا لالهتمام بدراسة‬
‫الصناعة وآثارها المتعددة‪0‬‬

‫كما ظهرت بعض الدراسات االجتماعية المتخصصة التي مهدت بالفعل لظهور علم االجتماع الصناعي وخاصة أنها أجرت مجموعة من‬ ‫‪0‬‬
‫الدراسات االجتماعية الميدانية أو التطبيقية‪ ،‬واهتمت بدراسة المنهج العلمي‪0‬‬

‫من أهم هذه الدراسات دراسة" فريدريك لويلي" التي نشرت عام ‪ 1855‬في فرنسا‪ ،‬بعنوان العمل األوروبي ونشر أيضا ً كتاب( االصالح‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي) في فرنسا‪ ،‬ركز فيه لطرح مجموعة من المقترحات إلصالح أحوال الطبقات العمالية‬

‫أما الدراسة الثانية‪ :‬فهي دراسة( تشارلز بوث ) التي ظهرت في السنوات األخيرة من القرن ‪ 19‬في بريطانيا‪ ،‬وحاول فيها دراسة العالقة بين‬ ‫‪‬‬
‫الصناعة والنظم واألنساق االجتماعية االخرى‪ ،‬وحاول أن يركز على دراسة العالقة القائمة بين الصناعه والمجتمع المحلي‪ .‬كما استخدم‬
‫المناهج السوسيولوجية عند تطبيقيه للجوانب الميدانية لدراسته‪.‬‬
‫‪:‬المرحلة الرابعة ‪4- 1950 –1900‬‬

‫تعتبر هذه المرحله أولى المراحل العلمية التي ظهر فيها علم االجتماع الصناعي كعلم أكاديمي متخصص‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن أولى الدراسات التي اهتمت بعلم اجتماع الصناعي وهي مجموعة دراسات ميدانيه أجراها العالم األلماني ماكس فيبر وذلك خالل العقد‬ ‫‪‬‬
‫االول من القرن العشرين عندما أجرى دراسة ميدانيه على عمال صناعات النسيج والكتان في ألمانيا وحاول فيها أن يهتم بأسباب سوء اإلدارة‬
‫وتباطؤ العمل‪ ،‬وقله اإلنتاج وطبيعة الظروف الفيزيقية للعمل وعالقته االنسانية بين العمال ورؤسائهم‬

‫‪5‬‬
 ‫‪:‬المرحلة الخامسة ‪5- 2000 –1950‬‬

‫تزايد االهتمام بعلم االجتماع الصناعي خاصة بعد أن ظه‪mm‬رت نت‪mm‬ائج الدراس‪mm‬ات الميدانية ال‪mm‬تي أج‪mm‬رت منذ بداية الثالثين‪mm‬ات‪ ،‬كما ع‪mm‬ززت‬ ‫‪0‬‬
‫عملية االهتمام بعلم االجتماع الصناعي ليس فقط في الدول المتقدمة‪ ،‬وأيضا ال‪mm‬دول النامية ال‪mm‬تي تتجه نحو التص‪mm‬نيع‪ ،‬والص‪mm‬ناعة‪ ،‬مثل‬
‫الياب‪mm‬ان‪ ،‬وكوريا الجنوبي‪mm‬ة‪ ،‬والص‪mm‬ين‪ ،‬واالتح‪mm‬اد الس‪mm‬وفيتي‪ ،‬كما اهتمت دول اميركا الجنوبية مثل البرازيل واألرجن‪mm‬تين أو دول اميركا‬
‫الالتينية وهذا ما ينطبق على العالم الثالث ايضا ً مثل الهند وباكستان ومصر والكثير من الدول العربية‬

‫لقد تغ‪mm‬ير طبيعة نمط المص‪mm‬انع والمؤسس‪mm‬ات الص‪mm‬ناعية التقليدية ال‪mm‬تي ك‪mm‬انت توجد في النصف االول من الق‪mm‬رن الح‪mm‬الي وخالل الق‪mm‬رن‬ ‫‪‬‬
‫الماضي ‪ 19‬حيث ظه‪mm‬رت الش‪mm‬ركات متع‪mm‬ددة الجنس‪mm‬يات لتعت‪mm‬بر الس‪mm‬مة الغالبة للش‪mm‬ركات الص‪mm‬ناعية الحديثه وال‪mm‬تي عملت على تط‪mm‬وير‬
‫االنتاج واالستثمار الصناعي في العالم ككل وغيرت من طبيعة االنتاج واإلدارة والتكنولوجيا والتوزيع والعمل والعمالة واإلعالن‪.‬‬

‫علم االجتماع الصناعي في الوطن العربي ‪:‬‬

‫من أهم القضايا التي اهتمت بها الدراسات الميدانية( األمبريقية ) التي أجرت في الوطن العربي والتي تندرج على علم االجتماع الصناعي‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬دراسة العالقة بين التصنيع والعمران ونمو المدن الصناعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل مشكالت العمال داخل التنظيمات الصناعية وخارجها‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بدراسة المصنع كتنظيم اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل الظروف الفيزيقية ومشكالت العمل والعمال‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة العالقة بين مشكالت العمل وزيادة االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬االثار السلبية للصناعة على نسق العالقات االجتماعية واألسرية‬
‫‪ -‬معرفه أثر الصناعة على قيام المناطق الشعبية‬
‫‪ -‬دراسة الهجرة الريفيه الحضرية نتيجة لنمو التصنيع‪.‬‬
‫‪ -‬االثار االقتصادية واالجتماعية للتصنيع في المناطق الريفية‪.‬‬

‫المحاضرة الرابعة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مجاالت علم االجتماع الصناعي وأهدافه‬

‫وعالقته بالعلوم االجتماعية األخرى‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مجاالت علم االجتماع الصناعي‬
‫ثانياُ‪ :‬أهداف علم االجتماع الصناعي‬
‫ثالثاً‪ :‬عالقة علم االجتماع الصناعي بالعلوم االجتماعية األخرى‬
‫االقتصاد‬ ‫•‪0‬‬
‫السياسة‬ ‫•‪0‬‬
‫علم النفس‬ ‫•‪0‬‬
‫اإلدارة‬ ‫•‪0‬‬
‫االنثربولوجيا‬ ‫•‪0‬‬
‫الخدمة االجتماعية‬ ‫•‪0‬‬
‫خاتمة‬

‫مجاالت علم االجتماع الصناعي وأهدافه‬

‫وعالقته بالعلوم االجتماعية األخرى‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تتعدد مجاالت كل علم أو فرع من فروع المعرفة المختلفة حسب اهتمامات هذا العلم وأهدافه التي يسعى إليها كما تتبلور طبيعة هذه المجاالت‬ ‫•‪イ‬‬
‫وتتطور معالمها بصورة مستمرة مع تطور هذا العلم وتنوع أهدافه التي توجه اهتمامات الباحثين ودراساتهم الميدانية أوالنظرية‪0‬‬

‫‪6‬‬
 ‫كما نجد في نفس الوقت أن طبيعة مجاالت وميادين علم االجتماع الصناعي قد تعددت وتنوعت بمرور الوقت وخاصة خالل القرن العشرين‪،‬‬ ‫•‪ロ‬‬
‫ويرجع السبب في ذلك إلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنوع المؤسسات والتنظيمات الصناعية‬
‫‪ -‬اختالفها من حيث الحجم ونمط التكنولوجيا المستخدمة‬
‫‪ -‬كذلك أساليب االنتاج والعالقات الرسمية وغير الرسمية داخل تلك المؤسسات‬
‫‪ -‬وأخيراً فقد أثرت الصناعة على طبيعة العالقات االجتماعية األسرية وأنماط التوزيع واالستهالك‬
‫ويهدف هذا الفصل إلى دراسة عدد من مجاالت وميادين علم االجتماع الصناعي وأهدافه وكذلك عالقته بالعلوم االجتماعية األخرى‪0‬‬ ‫•‪ハ‬‬
‫أوالً‪ :‬مجاالت علم االجتماع الصناعي‪:‬‬
‫مع بداية الس‪mm‬تينات من الق‪mm‬رن العش‪mm‬رين ب‪mm‬دأت تتط‪mm‬ور دراس‪mm‬ات علم االجتم‪mm‬اع الص‪mm‬ناعي بعد أن تزاي‪mm‬دت اهتمام‪mm‬ات المتخصص‪mm‬ين في ه‪mm‬ذا العلم‬ ‫•‪ニ‬‬
‫وتنوعت المشاكل والقضايا التي يناقشها الباحثين على المستوى النظري أو التطبيقي‪0‬‬
‫من أهم محاوالت تصنيف مجاالت علم االجتماع الصناعي‪:‬‬ ‫‪ホ‬‬
‫•‬
‫ب ‪ -‬المجاالت الحديثة‬ ‫أ ‪ -‬المجاالت الكالسيكية أوالتقليدية‬
‫أ‪ -‬المجاالت التقليدية أو الكالسيكية‪:‬‬
‫وهي محاولة قام بها ”بيرنز“ حيث صنف مجاالت علم االجتماع الصناعي على النحو التالي‪:‬‬ ‫•‪ヘ‬‬
‫‪ -1‬دراسة البيروقراطية الصناعية‪:‬‬
‫‪ -‬حيث تم دراسة سلوك أصحاب المهن الفنية العليا أو العمال الصناعيين‬
‫‪ -2‬تحليل مواقع العمل‪:‬‬
‫‪ -‬يتم النظر لها على أنها أنساق اجتماعية يحقق من خاللها األفراد أهدافهم ومتطلباتهم المهنية‬
‫‪ -3‬دراسة جماعات العمل‪:‬‬
‫على نوعية العالقات السائدة‬ ‫‪ -‬خاصة تحليل الجماعات غير الرسمية داخل المؤسسات الصناعية وذلك بهدف التعرف‬
‫األهداف الرسمية‬ ‫وطبيعة األهداف والمعتقدات ومدى االختالف بينها وبين‬
‫‪ -4‬تحليل العالقات الصناعية‪:‬‬
‫‪ -‬وذلك من خالل دراسة النشأة التطورية والتاريخية لتنظيمات العمل ودور النقابات العمالية في المجتمع‪0‬‬
‫‪ -5‬دراسة تأثير الصناعة على الفرد والمجتمع‪:‬‬
‫العمل أو خارجها في المجتمع‬ ‫‪ -‬بالنسبة للفرد وخاصة مناقشة أنماط التفاعل والسلوك الفردي اليومي داخل مؤسسات‬
‫المحلي‪0‬‬

‫ب ‪ -‬المجاالت الحديثة‪:‬‬
‫بعد تنوع وتعدد مفاهيم علم االجتماع الصناعي ووجود من يطلق عليه أسم علم المجتمعات الصناعية وبعد الصناعية يمكن أن نشير إلى أن أهم‬ ‫•‬ ‫‪ト‬‬
‫مجاالت علم االجتماع الصناعي الحديثة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة طبيعة النظريات والمناهج السسيولوجية الحديثة‪:‬‬
‫‪ -‬وظهر ذلك بعد تنوع المداخل والتصورات النظرية والمناهج الجديدة التي أنطلق منها العلماء في دراساتهم الميدانية‬
‫‪ -2‬تحليل أوجه االختالف بين نوعية المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية‪:‬‬
‫اهتمامهم يدور حول المجتمعات‬ ‫‪ -‬لم يعد اهتمام العلماء يدور حول التحول نحو التصنيع وحدوث التغير االجتماعي بل أصبح‬
‫التي تعرف باسم المجتمعات ما بعد الصناعية‪0‬‬
‫‪ -3‬دراسة الشركات الصناعية العمالقة‪:‬‬
‫العالم وتنتشر سواء في الدول‬ ‫‪ -‬وتتمثل في ظاهرة الشركات المتعددة الجنسيات التي تسيطر على معظم القطاع الصناعي في‬
‫النامية أو المتقدمة‪0‬‬

‫‪ -4‬تحليل أنماط اإلدارة الصناعية المعقدة‪:‬‬

‫الكبرى ( آرامكو – شل‬ ‫‪ -‬حيث تم التركيز على دراسة كيفية تغيير أساليب اإلدارة الحديثة حسب تنوع الشركات الصناعية‬
‫– موبل – جنرال موتورز )‬
‫‪ -5‬دراسة مكونات االنتاج الصناعي الحديث‪:‬‬
‫‪ -‬لم تعد أنماط االنتاج الكالسيكي التي كانت موجودة في بداية القرن العشرين هى نفسها حيث اختلفت وتنوعت أساليب االنتاج‬
‫جديدة‪0‬‬ ‫وتم استخدام وسائل الدعاية المبتكرة وتبني سياسات احتكارية‬

‫‪7‬‬
 ‫‪– 6‬دراسة تغير نمط التكنولوجيا الحديثة‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر التكنولوجيا معقدة وتتغير بصورة سريعة ومتالحقة وخاصة في الفترة الألخيرة‬
‫‪ -7‬تحليل عالقة التصنيع بالتنمية في العالم الثالث‪:‬‬
‫‪ -‬بدأ العلماء في دراسة تأثير الصناعة على عمليات التنمية في الدول النامية بصفة خاصة‬
‫‪ -8‬دراسة عالقة الصناعة بالنظام االقتصادي العالمي‪:‬‬
‫‪ -‬أصبحت القوى الكبرى تفرض نظام اقتصادي وهو ما يعرف بـ ” العولمة“‬

‫المحاضرة الخامسة‬

‫ثانياً‪ :‬أهداف علم االجتماع الصناعي‪:‬‬

‫هناك أهداف محددة يسعى كل علم لتحقيقها باعتبار أنها غاية العلم والنتائج التي يصبو إليها ومن بين تلك األهداف ما يلي‪:‬‬ ‫•‪イ‬‬
‫‪ -1‬الوصول إلى مجموعة من القوانين والتصورات النظرية العامة ‪:‬‬
‫المشكالت الواقعية التي ترتبط‬ ‫‪ -‬ويمكن التأكد من تلك القوانين والنظريات باستخدام مناهج علمية متخصصة لدراسة‬
‫بقضايا الصناعة أو التصنيع‪0‬‬
‫‪ -2‬دراسة األنساق والنظم االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -‬وذلك من حيث بناءها ووظائفها والعمليات التي تحقق الترابط بين هذه األنساق من أجل تحقيق أكبر قدر من التكامل‪0‬‬

‫‪ -3‬دراسة العالقة بين النسق االقتصادي واألنساق الفرعية األخرى‪:‬‬

‫لمؤسسات العمل ومن بين األنساق‬ ‫‪ -‬ويركز على نوعية األدوار وأساليب األداء الفردي والتنظيمي وطبيعة البناء الداخلي‬
‫األسرى‪،‬النسق السياسي‪ ،‬النسق التربوي‪ ،‬النسق الديني وغيرها من االنساق‬ ‫التي يتفاعل معها النظام االقتصادي النسق‬
‫االجتماعية األخرى‪0‬‬
‫‪ -4‬دراسة طبيعة التطور التاريخي للمؤسسات والتنظيمات الصناعية‪:‬‬
‫االقتصادي للمجتمع الحديث‬ ‫‪ -‬ويتم ذلك من أجل التعرف على النشأة التطورية لكل من المؤسسات الصناعية والنسق‬
‫‪ -5‬تطبيق نظريات ومناهج علم االجتماع عند الدراسة‪:‬‬
‫تطبيق مناهج ونظريات علم‬ ‫‪ -‬وهذا يعني أنه عند دراسة النسق االقتصادي والمؤسسات والتنظيمات الصناعية يجب‬
‫االجتماع في مثل هذه الحاالت‪0‬‬

‫ثالثاً‪ :‬عالقة علم االجتماع الصناعي بالعلوم االجتماعية األخرى‪:‬‬

‫توضح أهداف علم االجتماع الصناعي باعتباره احد فروع علم االجتماع مدى اتفاق هذه األه‪mm‬داف مع اهتمام‪mm‬ات علم االجتم‪mm‬اع ذاته والس‪mm‬يما أن‬ ‫‪チ‬‬ ‫•‬
‫ه‪mm‬ذا العلم يهتم بدراسة المش‪mm‬كالت والقض‪mm‬ايا الموج‪m‬ودة بالمجتمع‪m‬ات الص‪mm‬ناعية الحديثة وفي نفس ال‪mm‬وقت اهتم علم‪m‬اء علم االجتم‪m‬اع الص‪mm‬ناعي‬
‫بتطبيق النظريات والمناهج السوسيولوجية في دراسة طبيعة النسق االقتصادي والصناعي وعالقته باألنساق األخرى‪0‬‬
‫‪ -1‬االقتصاد ‪:‬‬
‫يعتبر علم االقتصاد من أهم العلوم االجتماعية ارتباطا ً بعلم االجتماع وفروعه وخاصة علم االجتماع الصناعي وعلم االجتم‪m‬اع االقتص‪m‬ادي وه‪m‬ذا‬ ‫•‪リ‬‬
‫ما دفع علماء االقتصاد يتركون مجال علم االقتصاد ويهتمون بقضايا ومشكالت علم االجتماع وخاصة فيما يتعلق بالصناعة والتصنيع‪0‬‬
‫وقد وضع ”ماكس فيبر“ مؤلفا ً تحت عنوان ”االقتصاد العام“ تناول فيه العالقة بين الصناعة والمجتمع‬ ‫•‪ヌ‬‬
‫•‪ ル‬كما اهتم ”فيبلن“ بدراسة العالقة المتبادلة بين الص‪mm‬ناعة والمجتمع وخاصة تحليل البن‪mm‬اء الطبقي ووج‪mm‬ود الطبق‪mm‬ات المترفة ال‪mm‬تي ظه‪mm‬رت على‬
‫حساب طبقة العمال‪0‬‬

‫وعموما ً يمكن القول أن اهتمامات علماء االجتماع الصناعي وعلم االقتصاد تتركز حول دراسة العمليات االنتاجية داخل المؤسسات والتنظيمات‬ ‫•‬‫‪ヲ‬‬
‫الصناعية وكذلك نظم العمل واألجور والدخل وحجم البطالة‪0‬‬
‫‪ -2‬السياسة ‪:‬‬
‫توجد اهتمامات مشتركة بين علم االجتماع الصناعي وعلماء السياسة خاصة وأن كل منهم يركز على دراسة األنساق االجتماعية وبصفة‬ ‫•‪ワ‬‬
‫خاصة العالقة المتبادلة بين النظام السياسي والنظام االقتصادي واألسري والديني والقانوني وغيرها من النظم االجتماعية‪0‬‬

‫‪8‬‬
 ‫توجد عالقة بين نوعية السياسة التي تنتهجها الحكومات وبين أنماط اإلنتاج والتوزيع واالستهالك وتحديد حجم العمالة وطبيعة االستثمار‬ ‫•‬ ‫‪カ‬‬
‫وغيرها‪0‬‬
‫‪ -3‬علم النفس‪:‬‬
‫يعتبر علم النفس من اكثر العلوم االجتماعية ارتباطا ً بعلم االجتماع عامة حيث أن جزء كبير من اهتماماتهما تتعلق بدراسة قضايا الفرد‬ ‫•‪ヨ‬‬
‫والتفاعل والسلوك اإلنساني والجماعات وكذلك عالقة الفرد بالجماعة والمجتمع‬

‫من أهم ف‪m‬روع علم النفس ال‪m‬تي نش‪m‬أت لمعالجة القض‪m‬ايا االجتماعية”علم النفس االجتم‪m‬اعي“ و”علم النفس الص‪m‬ناعي“ وهو من أك‪m‬ثر الف‪m‬روع‬ ‫•‪タ‬‬
‫ارتباطا ً بعلم االجتماع الصناعي‬
‫ويحاول علماء علم النفس الصناعي دراسة موضوعات ترتبط بالصناعة مثل”ظروف العمل الفيزيقية“ كالضوضاء واإلضاءة والتهوية ودرجة‬ ‫•‪レ‬‬
‫الحرارة والرطوبة وارتباطها باإلنتاج والعمل والروح المعنوية والتعب واإلرهاق والملل‬
‫كما يهتم بدراسة الس‪mm‬لوك الف‪mm‬ردي وعالق‪mm‬ات العم‪mm‬ال والتنظيم‪mm‬ات الرس‪mm‬مية وغ‪mm‬ير الرس‪mm‬مية والتع‪mm‬اون والص‪mm‬راع والمنافسة داخل المؤسس‪mm‬ات‬ ‫•‪ソ‬‬
‫والتنظيمات الصناعية‪0‬‬
‫وفي أواخر الق‪m‬رن التاسع عشر ارتبط علم‪m‬اء علم النفس الص‪m‬ناعي وعلم االجتم‪m‬اع الص‪m‬ناعي بدراسة قض‪m‬ايا مش‪m‬تركة ترتبط بمش‪m‬كالت العمل‬ ‫•‪ツ‬‬
‫واإلنت‪mmm‬اج والص‪mmm‬ناعة مثل دراسة ”فري‪mmm‬درك ت‪mmm‬ايلور“ ال‪mmm‬ذي ركز على دراسة العالقة بين ”الحركة وال‪mmm‬زمن“ باس‪mmm‬تخدام االس‪mmm‬اليب النفس‪mmm‬ية‬
‫واالجتماعية واالعتماد على المالحظة والتجربة‪0‬‬
‫كذلك أثر علم النفس في مجال علم االجتماع الصناعي عندما ركز على أهمية عمليات التدريب والتحديث المهني ودراسة االتجاه‪mm‬ات والج‪mm‬وانب‬ ‫•‪ネ‬‬
‫النفسية وأثرها على عمليات وجودة اإلنتاج‪0‬‬

‫‪ -4‬علم اإلدارة ‪:‬‬

‫ارتبط علم اإلدارة بعلم االجتم‪mm‬اع منذ أواخر الق‪mm‬رن العش‪mm‬رين عن‪mm‬دما اهتمت مجموعة من علم‪mm‬اء االجتم‪mm‬اع بدراسة المؤسس‪mm‬ات والتنظيم‪mm‬ات‬ ‫•‪ナ‬‬
‫االجتماعية اإلنتاجية وقد تبل‪mmm‬ور ه‪mmm‬ذا االهتم‪mmm‬ام عن‪mmm‬دما ظه‪mmm‬ر”علم اجتم‪mmm‬اع التنظيم“ ال‪mmm‬ذي ركز على دراسة وتحليل جميع أنم ‪mm‬اط التنظيم ‪mm‬ات‬
‫االجتماعية سواء كانت اقتصادية أم إدارية أم صناعية‪0‬‬
‫أيضا ً ظهر اهتمام علم االجتماع بعلم اإلدارة عندما نشأ”علم االجتماع الصناعي“ الذي ركز على التنظيم‪mm‬ات والمؤسس‪mm‬ات الص‪mm‬ناعية باس‪mm‬تخدام‬ ‫•‪ラ‬‬
‫مناهج ونظريات علم االجتماع في معالجة المشكالت والعمليات والوظائف واألدوار وأشكال التفاعل داخل التنظيمات الصناعية‪0‬‬
‫ومن أبرز العلماء الذين ساهموا في تطوير علم االجتماع الصناعي من خالل اهتماماتهم المشتركة ب‪m‬اإلدارة ”م‪m‬اكس في‪m‬بر“ ال‪m‬ذي وضع نظريته‬ ‫•‪ム‬‬
‫المعروفة عن”التنظيم البيروقراطي“‪0‬‬
‫ولقد أثرت نظرية ماكس فيبر بعد ذلك على أصحاب نظرية”اإلدارة العلمية“ مثل تايلور وهنري فايول‬ ‫•‪ウ‬‬
‫•‪ ヰ‬كذلك أثرت نظرية ماكس فيبر على أصحاب نظرية”العالقات اإلنسانية“ مثل التون مايو‬

‫‪ -5‬االنثربولوجيا ‪:‬‬

‫تعتبر االنثربولوجيا من العلوم التي ترتبط بعلم االجتماع وأن كانت نشأة االنثربولوجيا لم تكن نشأة أكاديمية علمية بقدر ما ظهرت في فترة‬ ‫•‪ロ‬‬
‫ظهور وتكوين المستعمرات بواسطة الدول األوروبية‬

‫وقد تطورت االنثربولوجيا مع تطور المجتمعات البشرية وأصبحت تهتم بدراسة المجتمعات المتخلفة والنامية والمناطق العشوائية بجوار‬ ‫•‪ハ‬‬
‫المصانع أو المدن الحضرية والتي يظهر فيها الكثير من المشكالت االجتماعية مثل الجريمة والبطالة وانخفاض مستوى المعيشة‬

‫وقد استخدم علم االجتماع الصناعي المناهج والطرق االنثربولوجية وكذلك دراسة نظم العالقات االجتماعية وقياس أنماط التفاعل بين األفراد‬ ‫•‪ニ‬‬

‫‪9‬‬
 ‫كذلك اهتم علماء االجتماع الصناعي بدراسة اسباب وجود المناطق العشوائية وأشكال العالقات االجتماعية في تلك المناطق باستخدام طرق‬ ‫•‪ホ‬‬
‫ومناهج البحث االنثربولوجية المتعددة‬

‫‪ -6‬الخدمة االجتماعية ‪:‬‬

‫تهتم الخدمة االجتماعية بدراسة سبل الرعاية االجتماعية لكافة الفئات االجتماعية في المؤسسات والتنظيمات الصناعية التي يعملون فيها‬ ‫•‪ヘ‬‬
‫وطرق تمضيتهم ألوقات الفراغ‬

‫كذلك من المجاالت المشتركة بين العلمين دراسة العالقات االجتماعية وأنماط التفاعل داخل التنظيمات الرسمية وغير الرسمية ورفع الروح‬ ‫•‪ト‬‬
‫المعنوية وتطوير أساليب الرعاية االجتماعية للعمال داخل المؤسسات الصناعية وخارجها‬

‫المحاضرة السادسة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اإلدارة العلمية وبدايات علم االجتماع الصناعي‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عصر نشأة العلم ومكانه‬
‫ثانيا‪ :‬تايلور وجهوده في نشأة علم االجتماع الصناعي‪:‬‬
‫(أ) تايلور وزمالؤه‬
‫(ب) العوامل التي أدت إلى تكوين جماعة تايلور‬
‫(ج) جهود جماعة تايلور‬
‫(د) نتائج جهود تايلور وإسهامه في حل مشكالت الصناعة‬
‫(ه) إسهام تايلور في نشأة علم االجتماع الصناعي‬
‫خاتمة‬

‫اإلدارة العلمية وبدايات علم االجتماع الصناعي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن بدايات علم االجتماع الصناعي هو متى نشأ هذا العلم ؟ ويتبع هذا‬ ‫•‪イ‬‬
‫السؤال مكان نشأة هذا العلم‪0‬‬

‫قد يك‪mm‬ون هن‪mm‬اك بعض اآلراء ال‪mm‬تي ت‪mm‬رى أن ( س ) من العلم‪mm‬اء هو من يرجع إليه الفضل في نش‪mm‬أة العلم والبعض‬ ‫•‪ロ‬‬
‫اآلخر يرى أن ( ص ) هو صاحب هذا الفضل‪0‬‬

‫وعليه يمكن أن نصيغ موض‪mm‬وع ه‪mm‬ذا الفصل ونقس‪mm‬مه إلى ع‪mm‬دة موض‪mm‬وعات فرعي‪mm‬ة‪ ،‬بعض‪mm‬ها األول يتعلق بزم‪mm‬ان‬ ‫•‪ハ‬‬
‫ومكان نشأة العلم والثاني بالعلماء الذين أسهموا في نشأته وخاصة تايلور وجهوده في نشأة علم االجتماع الصناعي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عصر نشأة العلم ومكانه‪:‬‬

‫إذا تحدثنا عن نشأة العلم ومكانه‪ ،‬أو متى وأين نشأ علم االجتماع الصناعي؟ يمكن أن نوجز القول بأنه إذا كان علم االجتماع الصناعي‬ ‫•‪チ‬‬
‫يدرس الصناعة ومشكالتها‪ ،‬وكانت الصناعة أو اإلنتاج الصناعي وليدة الثورة الصناعية واكتشاف المصادر الجديدة للطاقة واخ‪mm‬تراع‬
‫اآلالت والمعدات الثقيلة والحديثة وغيرها‪.‬‬

‫كما يمكن أن نشير إلى أن وكنتيجة لما أحدثته هذه الثورة من تغير في نظام اإلنتاج في المجتمع من إنتاج زراعي‪ ،‬إلى إنت‪m‬اج ص‪m‬ناعي‪،‬‬ ‫•‪リ‬‬
‫يق‪mm‬وم على عناصر لإلنت‪mm‬اج مغ‪mm‬ايرة ومختلفة تماما عن عناصر عن اإلنت‪mm‬اج ال‪mm‬زراعي حيث ك‪mm‬ان نظ‪mm‬ام اإلنت‪mm‬اج يعتمد في الزراعة على‬

‫‪10‬‬
 ‫الموارد المادية من ارض ومي‪m‬اه وب‪m‬ذور ومع‪m‬دات‪ ،‬وم‪m‬وارد بش‪m‬رية أو عمالة زراعية تق‪m‬وم على أمر الزراعة وتنظيم عملية االس‪m‬تفادة‬
‫منها من أجل تحقيق اإلنتاج الزراعي‪0‬‬

‫أص‪mm‬بح نظ‪mm‬ام اإلنت‪mm‬اج يعتمد في الص‪mm‬ناعة على الم‪mm‬وارد المادية من أآلت ورأس م‪mm‬ال‪ ،‬وم‪mm‬وارد بش‪mm‬رية مثل العم‪mm‬ال واإلداريين‪ ،‬تق‪mm‬وم على أمر‬ ‫•‪ヌ‬‬
‫الص‪mm‬ناعة وتنظيم عملية االس‪mm‬تفادة منها من أجل تحقيق اإلنت‪mm‬اج الص‪mm‬ناعي وذلك من خالل ظه‪mm‬ور نظ‪mm‬ام(المص‪mm‬نع) كوس‪mm‬يلة حديثة في تنظيم‬
‫االستفادة من عناصر اإلنتاج الصناعي المادية والبشرية‪0‬‬

‫وقد يعترض بعض الباحثين على أساس أن علم االجتماع الصناعي يهتم بدراسة الصناعة ومشكالتها ولذلك فهو‪:‬‬ ‫•‪ル‬‬
‫يختص فقط بدراسة العنصر البشري في الصناعة‬ ‫•‪ヲ‬‬
‫كما أن الثورة الصناعية كانت تولي اهتمامها ( باآلالت والمعدات والطاقة ورأس المال) ‪0‬‬ ‫•‪ワ‬‬
‫كما أنه بناء على ذلك كله يمكن القول أن علم االجتماع الذي يهتم بدراسة الص‪m‬ناعة ومش‪m‬كالتها ظهر في عصر الث‪m‬ورة الص‪m‬ناعية ال‪m‬تي أوج‪m‬دت‬ ‫•‪カ‬‬
‫النظام الصناعي ونظام المصنع‬

‫•‪ニ‬‬
‫•‪ノ‬‬

‫ولذلك بفضل أصحاب هذا االعتراض القول بأنه إذا كان علم االجتماع الصناعي قد ظهر مع الثورة الصناعية وأن ه‪mm‬ذه الث‪mm‬ورة ح‪mm‬دثت‬ ‫•‪ホ‬‬
‫أوال في أوربا ثم انتقلت إلى الواليات المتحدة األمريكية فإن الق‪m‬ول ب‪m‬أن علم االجتم‪m‬اع الص‪m‬ناعي قد ظهر مع الث‪m‬ورة الص‪m‬ناعية في أمريكا يك‪m‬ون‬
‫أكثر دقة وتحديدا في أجابتنا على السؤال متى وأين نشأ هذا العلم؟‬
‫ثانيا‪ :‬تايلور وجهوده في نشأة علم االجتماع الصناعي‪:‬‬

‫عندما نبحث في تراث علم االجتماع الصناعي عن إجابة على السؤال من الذي يرجع إليه الفضل األول في نش‪m‬أة ه‪m‬ذا العلم ووضع دعائم‪m‬ه؟ نجد‬ ‫•‪ヨ‬‬
‫أن الباحثين في هذا العلم يتقسمون فيما بينهم إلى فريقين؟‬
‫الفريق األول‪ :‬يعتقد أن ( فردريك تايلور) وزمالؤه هم الذين يرجع إليهم الفضل في نشأة ووضع دعائمه ‪ ،‬ويقيمون اعتقادهم هذا على عدة اعتبارات‪.‬‬
‫الفريق الث‪mm‬اني‪ :‬يعتقد أن ( الت‪mm‬ون م‪mm‬ابيو) وزمالؤه هم ال‪mm‬ذين يرجع إليهم الفضل في نش‪mm‬أة العلم ووضع دعائمه ‪ ،‬ويس‪mm‬تندون في أعتق‪mm‬ادهم ه‪mm‬ذا إلى‬
‫مجموعة اعتبارات أخرى‪.‬‬

‫ل‪mm‬ذلك فض‪mm‬لنا للنظر في ه‪mm‬ذا الخالف تحديد بعض النق‪mm‬اط الموض‪mm‬وعية ال‪mm‬تي تس‪mm‬اعدنا في الق‪mm‬اء الض‪mm‬وء على حقيقة (ت‪mm‬ايلور) وجه‪mm‬وده ونتائجه‬ ‫•‪タ‬‬
‫وعالقتها بموضوع ومجاالت اهتمام علم االجتماع الصناعي وكذلك األمر بالنسبة (لمايو) وجهوده ونتائجه وعالقتها بموضوع ومجاالت علمنا‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫ويهمنا ونحن نح‪mm‬اول التع‪mm‬رف على الم‪mm‬بررات ال‪mm‬تي يس‪mm‬تند إليها ال‪mm‬رأي األول ال‪mm‬ذي ك‪mm‬ان يعتقد أن ت‪mm‬ايلور هو ال‪mm‬ذي وضع دع‪mm‬ائم علم االجتم‪mm‬اع‬ ‫•‪レ‬‬
‫الصناعي‪ ،‬أن نجد إجابة على عدد من التساؤالت منها ! من هو تايلور؟ وما األسباب أو العوامل أو الظروف التي أدت به إلى االهتم‪mm‬ام بالعنصر‬
‫البشري‬

‫في الص‪m‬ناعة أو بالص‪mm‬ناعة ومش‪m‬كالتها ؟ وما هي الجه‪m‬ود ال‪mm‬تي ق‪m‬ام بها ؟ وما هي النت‪m‬ائج المترتبة عليها ؟ وإلى أي حد أس‪m‬همت ه‪m‬ذه الجه‪m‬ود‬ ‫•‪ソ‬‬
‫والنتائج في حل مشاكل الصناعة؟ وما هي عالقة هذه الجهود والنتائج بموض‪mm‬وع علم االجتم‪mm‬اع الص‪mm‬ناعي؟ وبمج‪mm‬االت اهتم‪mm‬ام ه‪mm‬ذا العلم كما تم‬
‫تحديدها منذ البداية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المحاضرة السابعة‬

‫‪:‬أ‪ -‬تايلور وزمالؤه‬

‫بعض هذا التراث يكتب‬ ‫المالحظة األول‪ :‬التي نالحظها عندما نبحث في تراث علم االجتماع الصناعي ونتحرى حقيقة تايلور أن‬
‫عن دراسة الزمن والحركة ‪0‬‬
‫تايلور‪.‬‬ ‫المالحظة الثانية ‪ :‬يفضل أن يوضح حقيقة تايلور من خالل الكتابة عن الحركة التايلورية نسبة إلى‬
‫المالحظة الثالثة‪ :‬يفضل أن يوضح هذه الحقيقة عن طريق الكتابة عن اإلدارة العلمية‪0‬‬
‫وكأن الكتابات التي ظهرت في التراث تحت اسم دراسة الزمن والحركة‪ ،‬والحركة التايلورية واإلدارة العلمية‪ ،‬مترادفة وتشير إلى حقيقة واحد‬ ‫•‪オ‬‬
‫وال تختلف إال في التسمية فقط‪ ،‬وتشترك هذه الكتابات فيما بينها في اعتبار جهود تايلور بمثابة ثورة غ‪mm‬يرت االتج‪mm‬اه في المي‪mm‬دان الص‪mm‬ناعي من‬
‫االهتمام باآللة إلى اهتمام بالعامل اإلنساني والعنصر البشرى في هذا الميدان‪.‬‬
‫وفردريك تايلور هو مهندس أمريكي‪ ،‬كان يعمل في أحد الشركات الص‪mm‬ناعية هن‪m‬اك لفتت نظ‪m‬رة المش‪m‬كالت ال‪m‬تي واجه‪m‬ات اإلدارة‪ ،‬وب‪m‬دا يفكر في‬ ‫•‪ク‬‬
‫الوصول إلى حل أو مخرج وإلى طرق معقولة للتغلب على هذه المشكالت ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬العوامل التي أدت إلى تكوين جماعة تايلور‪:‬‬

‫كان اهتمام تايلور وزمالؤه من بعد ببذل هذا الجهد لم ينشأ من فراغ وإنما كانت هناك حاجة شديدة لهذا الجهد‪ ،‬ولم تكن هذه األسباب والظروف‬ ‫•‪ヤ‬‬
‫والعوامل بعيدة عن المحيط الذي عاش فيه تايلور وعن المجتمع األمريكي ونظام اإلنتاج الصناعي ال‪mm‬ذي يعتمد علية وينش‪mm‬غل به ت‪mm‬ايلور‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن القول أن الظروف التي أدت بتايلور إلى القيام بهذا الجهد وهى ‪:‬‬
‫نفس التي مر بها اإلنتاج الصناعي وعناصره المادية والبشرية‪0‬‬ ‫•‪マ‬‬
‫•‪ ケ‬كذلك عانى رأس المال من الخسائر كما ترك للعمال حرية تحديد أساليب االنتاج‬

‫•‪ フ‬كذلك كان العمال عديمي الخبرة والتدريب بالعمل الصناعي نظراً النحدارهم من الريف‬

‫•‪ コ‬وعندما بدأ (تايلور) يفكر في حل لمش‪m‬كالت اإلدارة الص‪m‬ناعية واإلنت‪m‬اج الص‪m‬ناعي أث‪m‬ير في ذهنه ما ك‪m‬ان س‪m‬ائدا في ذلك ال‪m‬وقت من اتجاه‪m‬ات في‬
‫التفكير تدور معظمها حول اإلنسان أو العنصر البشري في العملية اإلنتاجية الصناعية ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬جهود جماعة تايلور‪:‬‬

‫من هنا أنحصر جهد تايلور في إجراء عدة تجارب على العمال بشركة بتلهم لنقل مواد البناء من سبائك الحديد‪،‬‬ ‫•‪エ‬‬
‫بدأت بمالحظة األعمال التي يقومون بها‪،‬‬ ‫•‪テ‬‬
‫وبرصد الخطوات ال‪mm‬تي ينقسم إليها كل عمل منها وبتس‪mm‬جيل ال‪mm‬زمن الالزم لكل واحد من ه‪mm‬ذه الخط‪mm‬وات أو العملي‪mm‬ات األولية‬ ‫•‪ア‬‬
‫الكثيرة‬
‫ثم أخذ بعد ذلك يصنف هذه الخطوات إلى فئتين من الخطوات أو الحركات‪:‬‬ ‫•‪サ‬‬
‫‪ -‬فئة الحركات والخطوات الالزمة‬
‫‪ -‬وفئة الخطوات والحركات غير الالزمة أو غير الضرورية ألداء العمل وانجازه‪.‬‬
‫في ض‪m‬وء ما الحظه ت‪m‬ايلور ب‪m‬دا يص‪m‬نف ال‪m‬زمن إلى وقت الزم لكل عمل وآخر غ‪m‬ير ض‪m‬روري وغ‪m‬ير الزم للعمل وتوصل إلى طريقة ذات خط‪m‬وات‬ ‫•‪キ‬‬
‫محددة ووقت ثابت أطلق عليها اسم‪” :‬الطريقة المثلى والوحيدة ألداء العمل ”‪0‬‬
‫وقد تم تدريب العمال على هذه الطريقة ترتب علها ما يلي ‪:‬‬ ‫•‪ユ‬‬
‫وقد تم تدريب العمال على هذه الطريقة وترتب علها ما يلي‪:‬‬ ‫•‪メ‬‬

‫‪12‬‬
 ‫•‪ミ‬‬
‫‪ -1‬نقص عدد العمال المطلوبين لهذا العمل‬
‫‪– 2‬زيادة كفأة العمال المدربين على هذا العمل‬
‫‪ -3‬توفير الكثير من األموال للشركات‬
‫عندما بدأ العمال يشعرون بالتعب أهتم اتباع تايلور بالتغلب على هذه المشكلة عن طريق البحث عن الحركات التي يمكن أن تقلل من التعب ح‪m‬تى‬ ‫•‪シ‬‬
‫تتاح لإلنسان فرصة أداء قدر كبير من العمل بنفس الجهد وبدون تعب في وحدة زمنية محددة‪0‬‬
‫وقد فكر تايلور وزمالؤه في‪:‬‬ ‫•‪ヱ‬‬
‫‪ -‬تحسين الظروف الفيزيقية للعمل‬ ‫‪ -‬ربط االنتاج باألجر‬

‫د‪ -‬نتائج جهود تايلور وإسهامه في حل مشكالت الصناعة ‪:‬‬

‫‪ -‬أشياء ملحقة باآلالت في أداء‬ ‫في ضوء التحليل السابق يمكن القول مع مارش وسيمون أن تايلور وأتباعه درسوا العمال باعتبارهم‪:‬‬ ‫•‪ヒ‬‬
‫األعمال اإلنتاجية المنظمة‪.‬‬
‫بسيطة نسبيا تؤدي‬ ‫‪ -‬واهتموا بوصف خصائص الكائن اإلنساني بطريقة تماثل الطريقة التي يصف بها المرء آلة‬
‫عمال بسيطا‪.‬‬
‫وبناء على هذا انحصرت جهود اإلدارة العلمية في مجال ضيق فأهتمت بعدد محدود من المتغيرات الفس‪mm‬يولوجية‪ ،‬أو بعب‪m‬ارة‬ ‫•‪モ‬‬
‫أخرى النموذج النظري في دراسة التنظيم وبخاصة إنتاجية العمال على أساس فسيولوجي ‪.‬‬
‫ولكن إذا كانت اإلدارة العلمية به‪mm‬ذا المع‪mm‬نى ونقصد انحص‪mm‬ار مجالها في الدراسة الفس‪mm‬يولوجية لس‪mm‬لوك العم‪mm‬ال ‪ ،‬تق‪mm‬ترب من‬ ‫•‪セ‬‬
‫مع‪mm‬نى النم‪mm‬وذج النظ‪mm‬ري بإعتب‪mm‬اره وس‪mm‬يلة للتنظيم وللتفس‪mm‬ير والتنبؤ والتحكم في قط‪mm‬اع مح‪mm‬دد من الحقيقة ومن ثم يمثل أحد تفس‪mm‬يرات‬
‫النظرية التي أطلق عليها شرمان كروب جمعية المصالح ‪0‬‬

‫إننا نجد أن هذا النموذج لم يضعه أصحابه في صورة القضايا النظرية‪ ،‬وإنما عبروا عنه بأساليب األداء الكفء‪ .‬وأخذوا بوجهة نظر المهندس‬ ‫•‬ ‫‪ス‬‬
‫ال العالم في وصفهم هذه األساليب للتنظيم الكفء وأداء العمل والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي ‪:‬‬
‫الطريقة التي تسمح بمعدل أكبر‬ ‫‪ -1‬استخدام دراسة الزمن والحركة للوصول إلى الطريقة المثلى الوحيدة في أداء العمل تلك‬
‫من اإلنتاج يوميا ‪.‬‬
‫أرباحا محددة في‬ ‫‪ -2‬تزويد العامل بالحافز ألداء العمل بهذه الطريقة وفي الوقت والمكان المناسبين‪ ،‬يمنحه‬
‫مقابل تجاوزه لمعيار اإلنتاج المحدد‪0‬‬
‫المحيطة بالعامل‪0‬‬ ‫‪ -3‬استخدام الخبراء والمتخصصين – مثل مالحظى العمال التنفيذيين في توفير الظروف المتباينة‬
‫مالحظات وتقييم لحركة اإلدارة العلمية‪:‬‬
‫السلوك اإلنساني ‪.‬‬ ‫‪ -1‬ويغلب على هذه األساليب الطابع األمبيرقي‪ ،‬وتفتقر إلى أساس نظري جوهري حول‬

‫وكان هنري شاتليرأول‬ ‫‪ -2‬وعلى الرغم من أي نموذج اإلدارة العلمية قد ظهر في أمريكا‪ ،‬إال إننا نجده ينتشر في أوروبا‬
‫وجديد للمنهج العلمي في ميدان الصناعة‪ ،‬وأدى إلى نتائج مفيدة‬ ‫من ادخله في فرنسا ويرى أن االتجاه التايلوري بمثابة تطبيق ناجح‬
‫ولقد قرب شاتلير بين إس‪mm‬هامات ت‪mm‬ايلور وغ‪mm‬يره من رواد الفكر أمث‪mm‬ال ديك‪mm‬ارت وني‪mm‬وتن وي‪m‬ذهب إلى أن ت‪m‬ايلور طبق منهج ديك‪mm‬ارت في التقس‪mm‬يم‬ ‫•‪ン‬‬
‫ويأخذ بفكرة الحتمية ‪.‬‬
‫وكما يفعل كلود برنارد بالنسبة للطلب التجريبي نجد تايلور يستخدم المقاييس التجريبية بطريقة منظمة‪0‬‬ ‫•‪イ‬‬
‫•‪ ロ‬لكن في السنوات التي بدأت بعام ‪1910‬م برزت مظاهر المعارضة لالتجاه التايلوري من جانب العلماء والعمال ‪.‬‬

‫•‪ ハ‬فقد نوقشت مشكلة األتجاه التايلوري في م‪mm‬ؤتمر العالق‪mm‬ات الص‪mm‬ناعية ال‪mm‬ذي أنعقد في ع‪mm‬ام ‪1915‬م وتك‪mm‬ون من ع‪mm‬دد كب‪mm‬ير من الخ‪mm‬براء أش‪mm‬هرهم‬
‫هوكس األستاذ بجامعة شيكاغو آنذاك ‪.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫وفي انجلترا حيث طبقت مناهج تايلور للمرة األول في عام ‪ 1905‬على يد (هويكبنسون)‪0‬‬ ‫•‪ニ‬‬
‫•‪ ホ‬كما بدا العمال في اإلعتراض على تطبيق هذا المنهج فقد رفضه عمال شركة ” رينو ”‬

‫في ضوء ما سبق يمكن القول أن ”علم العمل اآللي“ الذي وضعه تايلور لم يحظى بالقبول من جانب العلماء والعمال‪0‬‬ ‫•‪ヘ‬‬
‫•‪ ト‬كما ان اإلدارة العلمية تعد ث‪mmm‬ورة في المي‪mmm‬دان الص‪mmm‬ناعي وك‪mmm‬انت أول حركة علمية منظمة تح‪mmm‬اول دراسة المش‪mmm‬اكل المرتبطة بكفاية العمل في‬
‫الصناعة إال أن تطبيق المبادئ ال‪m‬تي ج‪m‬اء بها ت‪m‬ايلور اقتصر على المس‪m‬تويات اإلنتاجية ألنه اهتم أساسا بكفاية العم‪m‬ال والرؤس‪m‬اء الق‪m‬ائمين فعال‬
‫بعمليات اإلنتاج وأصر على استنزاف جهد العامل وفكره وإمكانياته من أجل زيادة اإلنتاج‬
‫ولما ك‪mm‬انت جه‪mm‬ود ت‪mm‬ايلور قد ش‪mm‬بت وترع‪mm‬رعت في رعاية إدارة المؤسس‪mm‬ات الرأس‪mm‬مالية ال‪mm‬تي ك‪mm‬انت تع‪mm‬اني من مش‪mm‬اكل الخس‪mm‬ارة والتلف في‬ ‫•‪チ‬‬
‫مشروعاتها الصناعية فمن هنا‪:‬‬
‫‪ -‬كانت جهوده ترمى إلى تحقيق أهداف اإلدارة فقط‪ ،‬وهي طرف واحد في عملية اإلنتاج‬
‫للمبادأة عندهم مما جعل عملية‬ ‫‪ -‬ولم تحاول تحقيق وإشباع حاجات أساسية للعمال فألغت شخصياتهم ورغباتهم وكل بادرة‬
‫وأضطر العمال إلى رفضها ومناهضتها‪.‬‬ ‫اإلنتاج المنظمة على أساس من مبادئ هذه الجهود تفقد أهميتها‪،‬‬

‫هـ ‪ -‬إسهام تايلور في نشأة علم االجتماع الصناعي‪:‬‬

‫‪ -1‬تمثل مجهود ونتائج تايلور نقطة البداية في تاريخ االهتمام بالصناعة ومشكالتها عموما وبالعنصر في موقف العمل الصناعي على وجه‬
‫الخصوص فقد غيرت االهتمام من العناصر المادية أو االالت في المجال الصناعي إلى العناصر البشرية أو العمال ومشكالتهم‪0‬‬
‫االجتماع الصناعي طالما أنها تمس‬ ‫‪ -2‬ومن هنا جاز للبعض أن يعتبر جهود تايلور وزمالؤه أول محاولة علمية منظمة في نطاق علم‬
‫العنصر البشري في الصناعة‪.‬‬ ‫موضوعه وهو الصناعة‪ ،‬وتتعلق بمحور اهتمامه وهو‬
‫اإلنتاجية‬ ‫‪ -3‬أن دراسة تايلور للعمال ومشكالتهم تمت باعتبار أن العمال أشياء ملحقة باآلالت في أداء االعمال‬
‫‪ -3‬يمكن بناء على ذلك القول بأن (تايلور) لم يسهم في وضع دعائم هذا العلم‪ ،‬وبالتالي ليس له فضل في نشأة هذا العلم كما يذهب أنصار‬
‫الرأي األول‪0‬‬
‫لذلك سوف نناقش الرأي الثاني في الفصل القادم إن شاء هللا‪0‬‬ ‫•‪リ‬‬

‫المحاضرة الثامنة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية ودراسة الجماعة‬

‫أوال‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية‬

‫‪ -1‬عوامل ظهور نظرية العالقات اإلنسانية‬
‫‪– 2‬المدارس الفرعية لنظرية العالقات اإلنسانية‬
‫أ‪ -‬التون ماييو وتجارب هاوثورن‬
‫ب‪ -‬لويد وارنر ومدرسة شيكاجو‬
‫ج‪ -‬تجارب العالقات اإلنسانية في أوروبا‬
‫ثانيا‪:‬دراسة الجماعة وتطور علم االجتماع الصناعي‪:‬‬
‫‪ -1‬وليام هوايت واالتجاه التفاعلي‬
‫‪ -2‬رنسيس ليكرت ومدرسة ميتشجان‬
‫‪ -3‬مورينو وسسوسيومترية عالقات الجماعة‬
‫ثالثا ً تقييم إسهامات نظرية العالقات اإلنسانية ودراسة الجماعة‪:‬‬

‫نظرية العالقات اإلنسانية ودراسة الجماعة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫توضح دراسة النش‪mm‬أة لعلم االجتم‪mm‬اع وفروعه المختلف‪mm‬ة‪ ،‬نوعية المراحل ال‪mmm‬تي م‪mm‬رت بها ه‪mm‬ذه الف‪mm‬روع وعالقتها ب‪mm‬العلم الرئيسي‬ ‫•‪ヘ‬‬
‫ودراستها لطبيعة المجتمع الصناعي الحديث وخاصة أن نشأة علم االجتماع األولى التي ظه‪mm‬رت خالل أواخر الق‪mm‬رن الث‪mm‬امن عشر وأوائل الق‪mm‬رن‬
‫التاسع عشر قد تالزمت بالفعل مع نشأة المجتمع الصناعي‪0‬‬

‫‪14‬‬
 ‫وقد أنش‪mm‬غل ال‪mm‬رواد بتحليل ال‪mm‬دور أو الت‪mm‬أثير ل‪mm‬ذي تلعبه الص‪mm‬ناعة في ح‪mm‬دوث تغي‪mm‬يرات ض‪mm‬رورية في نمط الحي‪mm‬اة والعالق‪mm‬ات والنظم‬ ‫•‪ト‬‬
‫والمؤسسات االجتماعية‪0‬‬

‫مع بداية الثالثينات‪ ،‬أخذت عملية تطور علم االجتماع الص‪m‬ناعي تأخذ أبع‪m‬اداً علمية وأكاديمية أك‪m‬ثر تخصص‪m‬اً‪ ،‬وال س‪m‬يما بعد أن ب‪m‬دأت‬ ‫•‪チ‬‬
‫الجامعات ومراكز البحث العلمي تتبنى دراسة مشكالت الصناعة والتنظيمات والمؤسسات اإلنتاجية ككل‪0‬‬

‫أوالً‪ :‬نظرية العالقات اإلنسانية ‪:‬‬

‫‪ -1‬عوامل ظهور نظرية العالقات اإلنسانية ‪:‬‬

‫جاءت ظروف العصر التي نشأت في نظرية العالقات اإلنسانية بمثابة الواقع األول لظهورها وتطورها في دراسة التنظيمات الصناعية‬ ‫‪‬‬
‫واإلنتاجية‪ ،‬منذ العقود األولى للقرن العشرين‪.‬‬

‫فقد ظهرت هذه النظرية كغيرها من النظريات المفسرة لطبيعة تأثير الصناعة أو غيرها من الظواهر والمشكالت على نوعية البناءات والنظم‬ ‫‪0‬‬
‫واألنساق االجتماعية‪ ،‬كما جاءت لتعكس لنا مدى حرص العلماء والمتخصصين في العلوم االجتماعية‪ ،‬والسيما علماء علم االجتماع الصناعي‪،‬‬
‫الذين تنسب اهتماماتهم وانتماءاتهم إلى مؤسسات أكاديمية وعلمية مثل الجامعات ومراكز البحث العلمي المختلفة‪.‬‬

‫ظهرت نظرية العالقات اإلنسانية في ربوع جامعة ” هارفارد“ األمريكية الشهيرة على يد مجموعة من العلماء البارزين وعلى رأسهم ” التون‬ ‫‪‬‬
‫ماييو ” ‪0‬‬

‫‪ -1‬جاءت هذه النظرية نتيجة لظروف تدهور الصناعة في المؤسسات اإلنتاجية واعتبارها أحد العوامل الرئيسية التي شغلت اهتمامات كل من أصحاب‬
‫هذه المؤسسات أو رؤوس األموال والمؤسسات السياسية‪0‬‬
‫‪ - 2‬أدت هذه العوامل مجتمعة إلى ضرورة إعادة التفكير في أساليب اإلنتاج واإلدارة داخل هذه الشركات وذلك عن طريق استخدام األساليب العلمية‬
‫الحديثة والمتطورة‪.‬‬
‫‪ -3‬بالرغم من أهمية النتائج العلمية والعملية التي توصلت إليها نظرية اإلدارة العلمية والتكوين اإلداري عند كل من فردريك تايلور وهنري فايول‪0‬‬
‫‪ -4‬يمكن القول أن نظرية العالقات اإلنسانية جاءت كرد فعل لوجود نظرية اإلدارة العلمية ونظرية التكوين اإلداري ونتائجهما التي ظهرت خالل العقدين‬
‫األول والثاني من القرن العشرين‪ ،‬محدثة وأرائهما الكثير من اآلراء واألفكار المؤيدة والمنتقدة والمعارضة لها‪.‬‬

‫‪ -5‬جاءت نظرية العالقات اإلنسانية لتهتم بعدد من القضايا التي تم إهمالها بواسطة نظرية اإلدارة العلمية وخاصة أن النظرية األخيرة ركزت على‬
‫دراسة نظام العمل‪ ،‬على أنه مجرد مجموعة منسقة من الخطوات واإلجراءات واآلالت‪0‬‬
‫‪ -6‬ظهرت أفكار نظرية العالقات اإلنسانية وانتقادها إلى نتائج نظرية اإلدارة العلمية‪ ،‬خاصة بعد أن ظهرت تحليالت ودراسات لعلماء النفس الصناعي‬
‫والفسيولوجي‪0‬‬

‫المحاضرة التاسعة‬
‫‪ -2‬المدارس الفرعية لنظرية العالقات اإلنسانية‪:‬‬

‫كشفت مجموعة العوامل السابقة التي أدت إلى ظه‪mm‬ور نظرية العالق‪mm‬ات اإلنس‪mm‬انية‪ ،‬عن م‪mm‬دى ت‪mm‬أثير الظ‪mm‬روف المتغ‪mm‬يرة ال‪mm‬تي ح‪mm‬دثت في المجتمع‬ ‫•‪ツ‬‬
‫الصناعي بعد وجود نظام المصنع وانتشار الصناعة وتأثيرها على نمط الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية في نفس الوقت‪.‬‬

‫كما جاءت رغبة أصحاب العمل ورؤوس األموال وتطلعاتهم المستمرة نحو زيادة أرباحهم وإنتاج مصانعهم وش‪m‬ركاتهم وطم‪mm‬وحهم‪ ،‬ال‪mm‬ذي يفسر‬ ‫•‪ネ‬‬
‫ظاهرة لنمو الرأسمالي‬
‫في نفس ال‪mm‬وقت‪ ،‬لم ت‪mm‬دخر الجامع‪mm‬ات ومراكز البحث العلمي جهودها من أجل دراسة المش‪mm‬كالت الص‪mm‬ناعية‪ ،‬ال‪mm‬تي ظه‪mm‬رت داخل المؤسس‪mm‬ات‬ ‫•‬
‫والشركات الصناعية أو عالقة هذه المشكالت بنوعية البناءات والنظم واألنساق والعالقات واألدوار االجتماعية‪.‬‬
‫وهذا ما يظهر بالفعل في جهود عدد من الجامعات األمريكية على وجهة الخصوص‪ ،‬مثل جامعات هارفارد‪ ،‬وشيكاغو‪ ،‬وميتش‪mm‬جان وغ‪mm‬يرهم من‬ ‫•‬
‫المراكز العلمية‪0‬‬

‫‪15‬‬
 ‫أ‪ -‬التون ماييو وتجارب هاوثورن‪:‬‬
‫تنسب النشأة األولى لنظرية العالقات اإلنسانية‪ ،‬إلى أعمال عالم االجتماع الصناعي التون ماييو وزمالؤه بجامعة هارفارد وتجاربهم الشهيرة‬ ‫•‪0‬‬
‫التي تعرف بتجارب مصنع هاورثورن التي ظهرت بالتحديد خالل عام ‪1927‬م‪0‬‬
‫تم إجراء تجارب ميدانية بواسطة ماييو وفريق بحثه األكاديمي والمتخصص‪ ،‬والتي استمرت طيلة خمس سنوات متصلة وإن كانت قد تمت‬ ‫•‪0‬‬
‫بصورة مرحلية من حيث إجراء التجارب الميدانية وقد بلغ عدد هذه المراحل أربع مراحل‪0‬‬

‫المرحلة األولى‪:‬‬

‫ركزت هذه المرحلة على قياس إنتاجية خمس عامالت الالتي يق‪mm‬ومن بإنت‪mm‬اج أجه‪mm‬زة التليفون‪mm‬ات وتم ع‪mm‬زلهن في غرفة خاصة تماثل تمام‪m‬ا ً نفس‬ ‫•‪ナ‬‬
‫الظروف الفيزيقية التي كانت سائدة في الشركة‪0‬‬

‫لقد خطط م‪mm‬اييو وفريق البحث إلدخ‪mm‬ال بعض التع‪mm‬ديالت في ط‪mm‬روف العم‪mm‬ل‪ ،‬وذلك في إط‪mm‬ار عناصر التجربة ال‪mm‬تي ق‪mm‬ام به‪mm‬ا‪ ،‬ومح‪mm‬اوالً أن يخت‪mm‬بر‬ ‫•‪ラ‬‬
‫فروضها األساسية‪ ،‬وهي مدى العالقة بين اإلنتاج وتغيير الظروف الفيزيقية للعمل في مرحلة العمل اليومي العادي‪0‬‬

‫تم إدخال بعض التغييرات على فترات الراحة‪ ،‬ووجبات الغذاء‪ ،‬ومدة ساعات العمل اليومي وغير ذلك من تغيرات متعددة وضعها مايو في غرفة‬ ‫•‪ム‬‬
‫االختبار ولكنه الحظ أن اإلنتاج قد زاد‪0‬‬

‫استطاع التون ماييو بعد ذلك‪ ،‬أن يفسر هذه الزيادة نتيجة لوجود العامالت في مكان التجربة ويعملن كفريق لديه اتجاهات محددة (إيجابية) نحو‬ ‫•‪ウ‬‬
‫قيمة العمل الذي يقمن به‪ ،‬عالوة على توطيد نسق العالقات االجتماعية‪ ،‬بين الجماعة العاملة‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪:‬‬

‫جاءت النتائج السابقة للمرحلة األو خ‬ ‫•‪ヰ‬‬

‫لى‪ ،‬لتعزز من أفكار الباحثين نحو اتجاهات العاملين في العمل وعالقاتهم برؤسائهم ونظم اإلشراف والعمل زيادة اإلنتاجية‪ ،‬بالرغم من تغيير‬ ‫•‪ノ‬‬
‫ظروف العمل ذاتها‪0‬‬

‫لقد تم تصميم استمارة للبحث وجمع البيانات الخاصة بها عن طريق إجراء المقابالت الشخصية مع فريق البحث‪ ،‬وتم تطبيقها على كل العاملين‬ ‫•‪オ‬‬
‫بالمصنع‪0‬‬
‫وتوصلت الدراسة خالل هذه المرحلة إلى عدد من النتائج أيضاً‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫إن االتجاهات نحو االشراف في الخط األول(المباشر مع العامالت) تؤثر على الروح المعنوية وإنتاجياتهم أكثر من خطوط األشراف األخرى‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كما أن تكوين االتجاهات لدى العامالت وعالقتهن ببعضهن عملت على زيادة الروابط لعالقات االجتماعية والغير رسمية من شأنها أن تزيد‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلنتاج بصورة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -3‬حدث نوع من التعاون بين أفراد مجموعة العمل في حالة وقوع جزاءات سلبية‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪:‬‬

‫اهتم فريق البحث بعد ذلك‪ ،‬بوضع تساؤل هام بهدف اإلجابة عليه خالل المرحلة الثالثة من التجارب‪ ،‬وكان هذا السؤال يتلخص‬ ‫•‪リ‬‬
‫حول‪ ،‬ما هي أهم أنواع االتجاهات والمشاعر التي تؤثر عن غيرها في العملية اإلنتاجية لدى العمال‪0‬‬

‫وتم اختيار مجموعة جديدة من العمال في مصنع التليفونات‪ ،‬إلجراء التجربة عليهم‪ ،‬وذلك بعد عزلهم عن خطوط إنتاجهم العادية‬ ‫•‪ヌ‬‬
‫واستخدام عدد من األساليب المنهجية والبحثية المتنوعة مثل المقابالت الشخصية‪ ،‬واستمارات البحث‪ ،‬والمالحظة المباشرة للسلوك الفردي‬
‫خالل عملية االنتاج والعمل‪0‬‬

‫‪16‬‬
 ‫لقد توصل فريق البحث‪ ،‬إلى أن العاملين يقيمون نوع من التستر إلخفاء مشاعرهم واتجاهيتهم لتظل داخل الجماعة (نتيجة لعمل‬ ‫•‪ル‬‬
‫الغير رسمية) والتي من الصعب إظهارها لفريق البحث مباشرة‪ ،‬وكأن يتم التعبير عن سلوكهم وأفعالهم بلغة الجماعة‪.‬‬

‫تم اختيار أحد األفراد ممثالً عن الجماعة لحل مشكالتهم المرتبطة بالمسائل الفنية أو التحدث مع مشرفيهم أو اإلدارة ومن ثم‪ ،‬فلقد‬ ‫•‪ヲ‬‬
‫ظهر التنظيم غير الرسمي للجماعة‪ ،‬ليفسر مدى قوة هذه التنظيمات وعالقتها بالعمل واإلنتاجية والتعبير في نفس الوقت عن المشاعر‬
‫واالتجاهات التي تخص مجال العمل‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة ‪:‬‬

‫‪0‬ركزت تجارب هذه المرحلة على دراسة أثر التنظيم غير الرسمي في المؤسسات الصناعية وعالقته بزيادة اإلنتاجية لجماعات‬ ‫•‪ワ‬‬
‫العمل‪ .‬حيث اهتم فريق البحث باختيار النتائج التي قد توصلوا إليها في المرحلة الثالثة‪0‬‬
‫وقد استخدم فريق البحث الكثير من األساليب لجمع البيانات والمعلومات الالزمة‪ ،‬باإلضافة إلى إجراء المقابالت الشخصية والحرة‪ ،‬أو تطبيق‬ ‫•‬
‫استمارة البحث‪ ،‬أو استخدام المالحظة المكثفة‪0‬‬
‫تم االتفاق وديا ً أو غير رسميا ً بين العامالت لوضع معايير معينة تتعلق بالعملية اإلنتاجية‪ ،‬وأن عملية زيادة االنتاج أو نقصانها يعد أمراً ال تقبله‬ ‫•‪0‬‬
‫الجماعة‪ ،‬ويعتبر خروجا ً عن التقاليد واألعراف غير الرسمية‪ ،‬كما كانت الجماعة تمارس نوعا ً من الضغوط على األفراد الخارجين‪ ،‬عن‬
‫قواعدها سواء الضرب أو اللوم أو العزل االجتماعي أو السخرية‪.‬‬

‫المحاضرة العاشرة‬
‫اسهامات ماييو بعد تجارب هاوثورن‪:‬‬

‫استمرت تجارب هاوثورن لمدة خمس سنوات من ‪ ،1932 – 1927‬ولكن حدث تطور في طبيعة الحياة االقتصادية والنشاط‬ ‫•‪カ‬‬
‫الصناعي نتيجة للكساد العالي الذي ظهر في اوروبا والواليات المتحدة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى إنهاء برنامج األبحاث التي قد حددها من قبل ماييو‬
‫وزمالؤه بجامعة هارفارد‪.‬‬

‫ولكن من خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬تم إجراء تجربتين آخرتين لتضيف إلى إسهامات ماييو وفريق بحثه الكثير من النتائج‬ ‫•‪ヨ‬‬
‫األخرى‪ ،‬التي تعزز عموما ً جهود نظرية العالقات اإلنسانية وإضافاتها العلمية في مجال تطور علم االجتماع الصناعي وهاتين التجربتين هما‪:‬‬

‫التجربة األولى ‪:‬‬ ‫•‬

‫اجريت في مصانع األعمال المعدنية عام ‪ ،1943‬أجريت هذه التجربة على ثالثة أقسام إنتاجية لوحظ بها تغيب العمال بصورة ملحوظة عن بقية‬
‫األقسام األخرى‪ ،‬كما لوحظ أيضا ً أن نسبة الغياب في أحد هذه األقسام الثالث تقل عن ما هو موجود في القسمين األخريين‪.‬‬
‫التجربة الثانية ‪:‬‬

‫أجريت هذه التجربة في احد مصانع الطائرات بجنوب كاليفورنيا عام ‪ ،1944‬للكشف عن أسباب مشكالت التغيب ونوبات العمل في‬ ‫•‪タ‬‬
‫المصنع‪ ،‬ما عدا وجود ثالث أقسام لم تظهر فيها هذه المشكلة‪0‬‬
‫توصل فريق البحث بقيادة ماييو للتوصل لعدد من النتائج منها ‪:‬‬ ‫•‬

‫أن جماعات العمل في األقسام الثالث تعتبر صغيرة جداً‪ ،‬مما يؤثر على تقوية انساق االتصال والعالقات االجتماعية وانصهارهم عموما ً في‬ ‫‪-1‬‬
‫وحدة الجماعة (الغير رسمية)‪.‬‬
‫‪ -2‬كان يوجد من بين جماعات العمل عدد من القيادات غير الرسمية التي كانت منتظمة في العمل‪ ،‬وكان ذلك يعتبر مثاالً للقدوة واالهتداء به من قبل‬
‫بقية األعضاء أو أفراد الجماعة‪.‬‬
‫وجد ارتفاع في نسبة الغياب في األقسام األخرى بالمصنع‪ ،‬نظراًم لعدم وجود جماعات غير رسمية‪ ،‬كما لم يكن األعضاء بينهم نوع من‬ ‫‪-3‬‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬أو شعور بالوالء أو االنتماء سواء األقسام اإلنتاجية أو المصنع ككل‪.‬‬
‫والخالصة أن ماييو اهتم بتفسير سبب زيادة اإلنتاجية في المصانع بأنها نتيجة ارتفاع الروح المعنوية للعمال وكذلك شعورهم بالوالء‬ ‫•‬
‫واالنتماء إلى جماعة واحدة‪0‬‬

‫‪17‬‬
 ‫لويد وارنر ومدرسة شيكاغو‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫كشفت اآلراء السابقة لكل من التون ماييو‪ ،‬وفريق بحث جامعة هارفارد‪ ،‬عن مدى التغيرات التي طرأت على دراسة المؤسسات‬ ‫•‪レ‬‬
‫والتنظيمات الصناعية‪ ،‬واالهتمام عموما ً بالعالقات اإلنسانية داخل هذه المؤسسات وتأثيرها بصورة مباشرة على العملية اإلنتاجية والعالقة‬
‫بين العمال واإلدارة وأصحاب العمل وإن كانت جاءت تصورات ونتائج دراسات ماييو التي استمرت إلى عام ‪1946‬م والتي بدأت في عام‬
‫‪1927‬م مركزة على دراسة العالقات الرسمية داخل الوحدات اإلنتاجية أو المؤسسة الصناعية فقط‪0‬‬
‫وقد تطورت دراسات م\رسة العالقات اإلنسانية وخاصة خالل عام ‪1954‬م عندما تشكل فريق بحث علمي بقيادة لويد وارنر بجامعة شيكاجو‬ ‫•‬
‫وقد قام بدراسة العالقة بين المصنع والبيئة الخارجية المحيطة‪0‬‬

‫استعان لويد ورانر وفريق بحثه بمجموعة من المفهومات السوسيولوجية ومناهج البحث المستخدمة من قبل علماء االجتماع عند‬ ‫•‪ソ‬‬
‫دراسة المجتمع المحلي مثل ‪ :‬الدور‪ ،‬ككل‪ ،‬واالهتمام عموما ً بدراسة العالقة المتبادلة بين المصنع والبيئة الخارجية عالوة أيضا ً دراسة‬
‫العمليات والبيئة الداخلية للمصنع ذاته ومدى تأثرها بالعوامل الخارجية‪.‬‬

‫عموما ينظر إلسهامات لويد وارنر وزمالؤه على أنها ساهمت في دراسة الصناعة وعالقتها بالبيئة المحلية ودراسة دور العوامل‬ ‫•‪ツ‬‬
‫الخارجية وتأثيرها على الصناعة‪0‬‬

‫ومن أبرز العوامل الخارجية التي سعى لويد وارنر لتحليلها بصورة ميدانية هو عامل التكنولوجيا الذي تم تطبيقه على مصانع‬ ‫•‪ネ‬‬
‫األحذية وتغيره عن النمط التقليدي لهذه المصانع وخاصة بعد إدخال اآلالت والمعدات الحديثة في هذه الصناعة فلقد تم تغيير جميع أو معظم‬
‫العمال المهره (التقليدين) إلى عمال شبه مهره خاصة بعد تدريب عدد كبير من العمال على اآلالت والتكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫المحاضرة الحادية عشر‬

‫ج‪ -‬تجارب العالقات اإلنسانية في أوروبا‪:‬‬

‫بعد ان انتشرت نتائج تجارب هاوثورن في أواخر الثالثينات وذلك نتيجة لجهود التون ماييو ومدرسة العالقات اإلنسانية‪ ،‬ما لبثت أن‬ ‫•‪ナ‬‬
‫اهتمت أيضا ً المؤسسات الصناعية األوروبية بما حدث من ثورة علمية في مجال اإلدارة العلمية والتكوين اإلداري مثل تايلور وفايول خاصة‬
‫وأن المؤسسات والتنظيمات الصناعية كانت تعاني من تأثير الكساد االقتصادي العالمي‪ ،‬الذي أثر على طبيعة اإلنتاج ونمو حركة رأس المال‬
‫واالستثمار وغيرها من مقومات الصناعة‪.‬‬

‫وجاءت عملية انتشار أفكار العالقات اإلنسانية إلى أوروبا ممثلة في عدد من الدراسات التي أجريت في مجموعة من الدول‬ ‫‪イ‬‬ ‫•‬
‫األوروبية ومن أهم هذه الدراسات ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة شركة باتا ‪Bata:‬‬

‫سعت إدارة هذه الشركة لدراسة أثر العوامل االجتماعية والنفسية على تحسين اإلنتاج‪0‬‬ ‫‪ロ‬‬ ‫•‬

‫تم تغيير نمط اآلالت والتكنولوجيا واستحداث أنماط تكنولوجية حديثة إلنتاج األحذية‪0‬‬ ‫‪ハ‬‬ ‫•‬
‫ولقد ركزت الشركة على تقديم أنماط متعددة من الرعاية االجتماعية‪0‬‬ ‫•‬

‫‪18‬‬
 ‫أيضا ً تم أنشاء مدرسة للتدريب‪0‬‬ ‫•‪ヌ‬‬
‫وإعطاء حرية اكبر لرئيس الشركة‪0‬‬ ‫•‪ラ‬‬
‫•‪ ム‬وتقسيم الشركة إلى مجموعة من األقسام و تغير السلوك اإلداري للمديرين‪0‬‬
‫‪ -2‬دراسة بارديية في فرنسا ‪:‬‬

‫أجريت هذه الدراسة بواسطة باردييه الذي كان يعمل رئيسا ً إلحدى الشركات الفرنسية العاملة في مجال تصنيع اآلالت األوتوماتيكية‬ ‫•‪ウ‬‬
‫‪0‬‬

‫حيث حرص رئيس الشركة على ‪:‬‬ ‫‪ヰ‬‬ ‫•‬

‫‪ -‬تغيير نمط اإلدارة الكالسيكية‬
‫‪ -‬وسعى لخلق نوع من التضامن االجتماعي بين العمال واإلدارة‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة يوجين شولر في فرنسا ‪:‬‬

‫اشتهرت هذه الدراسة تحت اسم دراسة ”طريقة األجور التناسبية“‪0‬‬ ‫•‪ノ‬‬
‫واعتمدت الدراسة على استخدام الحافز المادي في تغيير الجو السيكولوجي للشركة التي أجرى فيها شولر تجربته‪0‬‬ ‫•‪オ‬‬
‫وقد اعتقد شولر أن األجور تمثل لإلنسان ما يمثله النبات للحيوان ولذا حرص على أن يركز على أهمية تقديم األجور أو الحوافز‬ ‫•‪ク‬‬
‫المادية كعامل أساسي لزيادة اإلنتاجية‪0‬‬
‫كذلك الحظ أن كثير من العمال كان لديهم عدم اقتناع بهذا ألسلوب ولذا حرص على تغيير آراء هؤالء العمال والسعي إلى اقتناعهم بمبدأ الحافز‬ ‫•‬
‫المادي واعتباره في حد ذاته مبدأ عادل تتناسب فيه األجور مع حجم العمل واإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة معهد تافستوك بإنجلترا‪:‬‬

‫أنشئ هذا المعهد لدراسة العالقات اإلنسانية في الشركات البريطانية وذلك تحت إشراف اليوت جاكس والذي أجرى مجموعة من‬ ‫•‪ヤ‬‬
‫الدراسات الميدانية في عدد من المصانع بمدينة لندن‪ ،‬الختيار نسق العالقات اإلنسانية وأساليب االتصال بين اإلدارة والعمال‪0‬‬

‫كما استعان فريق البحث بالعديد من المداخل السوسيولوجية والسيكولوجية وال سيما مدخل دراسة الجماعة الصغيرة‪0‬‬ ‫•‪マ‬‬
‫كما كون فريق البحث مجالس للعمال للمشاركة في عمليات اإلدارة‪0‬‬ ‫•‪ケ‬‬
‫وحل مشكالت العمل واإلنتاج وإضفاء جو من العالقات اإلنسانية‪ ،‬والتخلص من مشكالت العمل بصورة مستمرة وذلك من أجل زيادة اإلنتاج‪،‬‬ ‫•‬
‫والتعرف على الصعوبات التي تواجه اإلدارة والعمال وكيفية حلها وتحقيق األهداف العامة للشركة ككل‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫تمت بحمد هللا ^_*‬

‫هدوووي المزعجه‬

‫‪20‬‬