You are on page 1of 5

‫التخطيط‬

‫تمهيد‬
‫المفاهيم‬
‫التوحد‬
‫بعض خصائص طفل التوحد‬
‫الموسيقى و اهميتها‬
‫االدماج‬
‫اساليب ادماج و عالج الطفل المتوحد بالموسيقى و مجاالت‬
‫تطبيقها‬
‫تمهيد‬
‫لقد ازداد خالل السنوات المنقضية االهتمام باالضطرابا ت النمائية عند الطفل والتي تحول دون قدرته‬
‫على عيش حياته بطريقة طبيعية ومن أبرزها اضطراب التوحد‪ ،‬الذي زاد انتشاره بشكل ملحوظ في‬
‫اآلونة األخيرة‪ .‬فيجد المحيطون بطفل التوحد وخاصة العائلة صعوبة في التعامل معه وفهمه واإلحاطة‬
‫به‪ .‬مما يستدعي وجود برامج توعوية تشمل جل األطراف; من أولياء وإطار تربوي; ومعلمين و‬
‫أخصائيين نفسانيين ومن هذا المنطلق نشأ برنامج اإلدماج المدرسي ألطفال التوحد داخل المدارس‬
‫االبتدائية الذي نص عليه القانون التونسي; والذي توجه إليه جل بلدان العالم باعتباره فرصة لتنمية‬
‫قدراتهم و تفعيل دمجهم المجتمعي وتضمن لهم حق عيش حياة كريمة بكامل حقوقهم كغيرهم من األفراد‬
‫و إيجاد بيئة تربوية تعليمية مناسبة‬
‫وفي; إطار هذا البرنامج تن و عت األساليب واختلفت ب ا ختالف غاياتها‪ ،‬فشملت الفنون بأنواعها وخا‬
‫ص ة الموسيقى; التي تعتبر من أقدم الوسائل العالجية التي تعد مؤثرا في جميع األفراد سواء كانوا أطفاال‬
‫أو مراهقين أو راشدين خاصة أطفال التوحد الذين يستجيبون في الغالب بشكل أفضل للموسيقى; و يجدون‬
‫فيها المتعة والسرور كما تعتبر وسيلة لتحسين مهاراتهم; اللغوية والتواصلية واالجتماعية مما يمكن أن‬
‫يساعدهم على تحقيق االندماج بطريقة أفضل في بيئتهم ‪.‬‬

‫التوحد‪:‬‬
‫التوحد )األوتيزم; ‪ ( autism‬لفظ مشتق من أصل يوناني وهو مكون من مقطعين ) ‪ Aut‬وتعني; الذات( و‬
‫) ‪ Ism‬وتعني حالة( وبذلك يعني هذا المصطلح حالة الذات‪ ،‬ويشير; إلى االنشغال الشديد لألطفال‬
‫المصابين بهذا االضطراب; بذواتهم وضعف; اهتمامهم باآلخرين ‪2 .‬‬
‫وتعرفه د‪.‬فضيلة عرفات حسب منظمة الصحة العالمية على أنه اضطراب نمائي يظهر في السنوات‬
‫الثالثة األولى من عمر الطفل ويؤدي; الى عجز في التحصيل اللغوي واللعب والتواصل االجتماعي ‪. 3‬‬
‫أي أ ن طفل التوحد يتميز بنزعة انطوائية انسحابيه تعزله عن محيطه بحيث يعيش منغلقا على ذاته ال‬
‫يكاد يحس بما حوله من أفراد; أو أحداث أو ظواهر; ‪.‬‬

‫الحياة المدرسية لطفل التوحد ‪:‬‬


‫ال يعيش طفل التوحد حياة مدرسية طبيعية بل إنه يواجه عدة صعوبات وتحديات; تجاه نفسه وتجاه‬
‫المحيطين به‪ ،‬فينقسم هؤالء األطفال إلى نوعين ‪:‬‬
‫نجد األطفال المتمدرسين الذين لم يتم تشخيصهم; لغياب التوعية بهذا االضطراب; أو رفض الولي‬
‫االعتراف بإصابة ابنه‪ ،‬وينجر عن ذلك تعنيف جسدي ولفظي‪ ،‬فيتهمون; بالغباء بسبب عدم تجاوبهم‬
‫وتفاعلهم داخل القسم ‪ .‬أما األطفال المتوحدون الذين تم تشخيصهم من طرف اللجنة المختصة ويتمتعون‬
‫ببرنامج اإلدماج المدرسي‪ ،‬فال تخلوا حياتهم المدرسية من العراقيل; اليومية أهمها عدم الدراية الالزمة‬
‫بالتعامل مع هذه الفئة‪ .‬كما يعجز من جهة أخرى بعض األولياء ماديا عن توفير; مرافق للطفل لمالزمته‬
‫والقيام بعملية التدخل اإلفرادي داخل القسم ‪.‬‬
‫****ونظرا; إلى الخصائص السلوكية واالجتماعية الحساسة للطفل المتوحد‪ ،‬فمن البديهي أن يجد صعوبة‬
‫في االندماج مع أقرانه الذين يصدونه ويقصونه بدورهم; نظرا الختالفه عنهم مما يجعله عرضة للتنمر‬
‫واالستهزاء ‪ .‬وال يتوقف; األمر عند زمالئه في الفصل‪ ،‬بل يبدي األولياء أيضا رفضا; وتخوفا; من وجود;‬
‫طفل متوحد; في محيط أبناءهم بسبب تصورات خاطئة مترسخة في أذهانهم ‪ .‬كما يعرف الطفل التوحد‬
‫بفرط الحركة وعدم وعيه بمحيطه الخارجي‪ ،‬اذ يقوم بحركات عشوائية تعرضه للخطر خاصة مع غياب‬
‫فضاء تتوفر; فيه شروط; السالمة الالزمة التي تحميه من إيذاء نفسه والمحيطين به ‪;*********.‬‬

‫تعريف الموسيقى و اهميتها‪:‬‬


‫الموسيقى; هي نوع من أنواع الفنون التي تهتم بتأليف اإليقاع وتوزيع األلحان وطريقة الغناء والطرب ‪.‬‬
‫كما تعد الموسيقى علما يدرس أصول ومبادئ النغم من حيث التوافق أو االختالف ‪ .‬و تعتبر الممارسة‬
‫الموسيقية مزاولة النشاط الموسيقي; بجميع أنماطه )الغناء ‪ ،‬العزف‪ ،‬ا ال ستماع والتذ و ق الموسيقي ‪(...‬‬
‫وباختالف; طرقه وفضاءاته )داخلي ‪ /‬خارجي(‪ .‬ويمكن االستعانة في ممارسة هذا النوع من النشاط; الفني‬
‫باآلال ت ووسائل مساعدة أو اال ستغناء عنها )التصفيق‪ ،‬القرقعة‪ ،‬الصوت البشري(‬
‫وال يمكن استثناء الممارسة الموسيقية من الفضاء التربوي‪ ،‬وخاصة بالنسبة للتعليم االبتدائي لما لها من‬
‫فوائد; على الطفل فهي‬
‫* تهذب ذوقه‬
‫*تعدل سلوكه‬
‫*تعمل على جعله شخص أكثر هدوئا وعاطفية وتفكيرا‬
‫* كسر روتين الحصة التقليدية و شد انتباه التالميذ خاصة ذوي الصعوبات; المتعلقة بالتركيز;‬
‫* بتحريك دوافعه للتعلم بشكل أسهل وبعيدا عن التعقيد‬
‫وخاصة طفل التوحد الذي يبدي استجابة ملحوظة للممارسة الموسيقية التي بدأ ا ستخدامها; كاستراتيجية‬
‫عالجية ذات نتائج إيجابية واضحة وملموسة ‪.‬‬

‫االدماج‪: ‬‬
‫اإلدماج يعتمد في جوهره على وضع األطفال المعوقين بمختلف فئاتهم في الصفوف العادية مع وجود;‬
‫دعم مناسب وخدمات مساعدة تقدم عند الحاجة مع مناهج تعليمية تقدم في البيئات األخرى وفقا لألهداف‬
‫التعليمية السلوكية الموجودة في الخطة التربوية الفردية للتلميذ و يحضى مفهموم االدماج على اهتمام‬
‫كبير لدى جميع العاملين والمهتمين بحقل رعاية وتأهيل ذوي االعاقة‪.‬‬

‫الجانب اإلدماجي للممارسة الموسيقية لذوي اضطراب التوحد ‪:‬‬


‫ليست الموسيقى إال وسيطا بين الطفل المتوحد وعالمه الخارجي‪ ،‬فهذا الطفل خاصة يعاني من مجموعة‬
‫من الصعوبات أهمها‬
‫عدم القدرة على التواصل‬
‫االنصهار; داخل المجموعة‬
‫فتساعده من خالل االنشطة الجماعية على ‪:‬‬
‫اكتساب مهارة االتصال بالبيئة المحيطة‬
‫كسر حاجز العزلة و االنغالق‬
‫اكتساب شعور المساواة و القدرة على التأثير‬
‫تلطف الجو و تخلق مناخا من المحبة و البهجة و التفاعل االيجابي; داخل القسم‬
‫تعمل كمساعد لتفريغ الشحنات االنفعالية و ازالة التوتر;‬
‫منح فرصة التعبير عن شتى عواطفه و انفعاالته‬
‫أما في جانب اللغوي فهي تساعده على تجاوز; بعض الصعوبات; كتكرار الكلمات و النطق بتعثر و بصفة‬
‫غير مفهومة ‪:‬‬
‫تنمية اللغة بتقليد الكلمات الموجودة باالغنية‬
‫تكرار مقاطع لغوية سهلة و بسيطة‬
‫الجانب العالجي للممارسة الموسيقية لذوي; اضطراب; التوحد‬
‫ان استخدام الموسيقى كوسيلة عالجية لألطفال التوحديين بدأ من منتصف; األلربعينيات من القرن‬
‫العشرين في الواليات المتحدة األمريكية على يد ‪ Robbins Clive‬و‪ NvorDoff Paul‬اللذان‬
‫استعماال الموسيقى; كوسيلة تسهل لهم مهمة االتصال مع التوحديين‪.‬‬
‫‪ 2‬تساعد التعبيرات الصوتية الموسيقية على‬
‫إخراج الطاقة الزائدة من الجسم وفرط; الحركة الذي يصل إلى العدوانية‬
‫تساعد على تهدئته وتهذيب سلوكه‬
‫تجعله ينفس عما يعاني منه الطفل من ضغوط; وتوتر;‬
‫يطوع; سلوك طفل التوحد ويحسن في وظائفه اإلدراكية‬
‫يعالج اضطراب المهارات الحركية‬
‫يعمل على تشجيع الطفل كي يتحدث ويستخدم اللغة أوالمفردات اللغوية المختلفة وبذلك النطق‬
‫تعالج على المدى الطويل اإلضطرابات النفسية وتقلل من الغضب واإلكتئاب; و التوترالحاد;‬

‫‪) 4‬األساليب اإلدماجية ‪ /‬العالجية الخاصة بأطفال التوحد ومجاالت تطبيقها‪:‬‬


‫من أهم التقنيات المعتمدة مع أطفال التوحد هي االستماع والتعبير الحركي عن األلحان الموسيقية فهي‬
‫تساعد على ‪:‬‬
‫توفير التعلم الحسي القائم على حاسة السمع‪ :‬كما في نشاط االستماع لأللصوات بمثيراتها; المختلفة‬
‫التعلم باللمس من خالل التعامل مع االالت اإليقاعية‬
‫التعلم بالحركة من خالل التعبير الحركي عن االلحان مثال بدق القدم تعبيرا عن الموسيقى الصاخبة أو‬
‫بأداء استجابة صوتية هادئة تعبيرا عن الصوت المنخفض أو التعبير بتقاسيم الوجه أو الجسد‬
‫ينتج أصوات يعبر بها عن ذاته سواء الصادرة من أجزاء الجسم أو البيئة المحيطة به‬
‫=< و بالتالي تمنحه فرصا; كثيرة لتحقيق ذاته و تقليل شعوره بالدونية و القصور و يزيد من افتخاره‬
‫بإنجازه من خالل العزف على اآلالت و يشعر الطفل بأنه حقق شيئا هاما‬
‫ومن آالت اإليقاع التي تقترح الباحثة نيللي محمد العطار استخدامها إلثراء مهارات اإلتصال اللغوي‬
‫لدى األطفال التوحديين ‪ ,‬الطبول –المثلثات – الشخاليل – الدفوف; لما تتميز به هذه اآلالت من القدرة‬
‫على جذب االنتباه وزيادة رغبة األطفال في تقليد األصوات الصادرة لسهولة تعبيرها; عن مشاعرهم دون‬
‫الحاجة الى لغة لفظية‪.‬‬
‫يمكن توظيف; األناشيد في ذات محتوى تعليمي مبسط (مثل الحواس الخمس والحيوانات والخضر;‬
‫والغالل ‪ )...‬لخدمة الجانب المعرفي;‬
‫اعتماد اإليماءات اثناء الغناء لتحسين مهارة االستقاللية ثم مهارة االنتباه او انتظار; الدور‪...‬‬
‫مثال يتعلم الحروف; الهجائية أو يتبع تعليمات معينة تتألف من خطوتين أو يأخذ دوره في نشاط معين أو‬
‫مهمة معينة‪ ،‬أو يقدم وصفا معينا لشيء ما على أن يتم تقديم ذلك في أغنية معينة يقوم الطفل بترديدها‬
‫ومن جانب اخر تحسن الممارسة الموسيقية وتطور; الجانب الجسماني لطفل التوحد إذ تشمل الجسد‬
‫بمختلف حركاته و الوجه بتعابيره و ايماءاته فتزيد; من رغبته في الحركة في الفضاء‬
‫وأخيرا; يحضر; الجانب الفني‪/‬اإلبداعي إذ تظهر; هذه الممارسة بعض االستعدادات الفنية والمواهب الكامنة‬
‫لدى أطفال التوحد والتي تحتاج الكتشاف; وتطوير‪;.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعد الموسيقى بكونها احدى المحاور اإلدماجية والعالجية التي تهدف لتحسين الصحة النفسية والذهنية‬
‫والعضوية لألفراد ‪ ،‬وتعد كوسيلة إلحداث تغييرات مرغوبة في السلوك لتجعل أطفال التوحد; يتكيفون‬
‫أكثر مع العالم المحيط بهم‪.‬‬

You might also like