Professional Documents
Culture Documents
مفتش تربوي
مقدمة
تشكل المؤسسة التربوية امتدادا مجتمعيا منظما ومجردا في قوالب وإطارات رمزية مليئة بمعطيات ثقافية
وتاريخية وحضارية وعلمية ومعرفية وقيمية ومهارية و ، ...وعالقات بينية ،وتفاعالت واقعية ،ممارسة
في فضاء مكاني وزماني معينين بواسطة نظام معين وطاقم بشري مؤهل لذلك في مختلف مستويات
التأهيل المهني .ومن هذا المنطلق االجتماعي تعد المؤسسة التربوية مؤسسة اجتماعية بامتياز؛ تعمل على
اجتماعية المتعلم ،بمعنى تصييره إنسانا اجتماعيا مقبوال في وسطه االجتماعي وفئته االجتماعية ،منسجما
مع مكونات مجتمعه ،ومتفاعال معها ،ومتضامنا مع قضاياها ...والمؤسسة التربوية في ظل طبيعتها
االجتماعية تتأثر بما تتأثر به هذه الطبيعة نفسها في المجتمع ،من سياسة واقتصاد وثقافة وتقدم علمي
وحضاري إلخ؛ حيث يعدها الكثير من المفكرين والعلماء االجتماعيين والتربويين والنفسيين معمال إلعادة
إنتاج الطبقات االجتماعية والمحافظة عليها؛ لكن ليس على اإلطالق ،نظرا للتطور الذي يحصل في/على
الطبقات االجتماعية نفسها ،نتيجة تفكك بنيات المجتمع المتنوعة عبر الزمن ونشوء بنيات أخرى جديدة.
غير أن الفعل االجتماعي في المؤسسة التربوية يبقى حاضرا بقوة ،وهذا من مهمات هذه المؤسسة
االجتماعية التي تحولت بالفعل إلى مؤسسة مرهونة بنوعية نظام المجتمع الرسمي بدل رهنها للمجتمع
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 1/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
العام من خالل هويته العامة بمميزاتها العامة والدالة عن خصوصياته العامة المشتركة التي تعبر عن
المجموع اإلنساني المشكل للمجتمع .واجتماعية اإلنسان تسير في المؤسسة التربوية ـ رغم استحضار كل
أبعاد التنوع واالختالف في هذه االجتماعية ـ في اتجاهين متالزمين متداخلين
:
أ ـ اتجاه فردي :تساعد المؤسسة التربوية المتعلم على معرفة نفسه ،لبناء ذاته باستمرار ،من خالل
الروافد :البيولوجي ،والفسيولوجي ،واالجتماعي ،والثقافي ،والسياسي ،واالقتصادي ،واإلنساني ،والعلمي
...فهذا االتجاه( :مبدأ مساعدة الكائن على أن يعرف نفسه ،ويجد نفسه ويعيد بناء ذاته إلى ما ال
نهاية من خالل عمليات النضج البيولوجي واالندماج االجتماعي واالندماج المهني والحضاري )
.
ب ـ اتجاه مجتمعي :تساعد المؤسسة التربوية المتعلم على معرفة اآلخر لبناء عالقات تفاعل إيجابي،
وتفاعل ديمقراطي وحضاري إنساني ،يستوعب الفروق والحدود ،واالختالف ،والتباين ،والتكامل
االجتماعي في إطار من التفاهم والتراضي بين األنا واآلخر للعيش سوية في مجتمع مؤسس منهما،
وتنبثق هويته االجتماعية من هويتهما معا .فضال عن مساعدة المتعلم على معرفة األنا الجمعية معرفة
دقيقة والتماهي بها ،وبخصائصها المختلفة ،والتشبث بها كداللة اجتماعية عن كيان الفرد وهويته التي
تميزه عن غيره من الكيانات األخرى والهويات األخرى .وبهذين االتجاهين تظهر اجتماعية اإلنسان في
المؤسسة التربوية ،لتشكل موضوع الفعل التربوي االجتماعي عبر مناشط فعلية :التعليم/التعلم التي
تتمحور حول المتعلم نفسه ومضمون المنهاج الدراسي والمدرس واإلدارة واألدوات واآلليات وغيرها.
وتشكل حقال معرفيا يقاربه علم االجتماع التربوي وعلم النفس االجتماعي .واجتماعية اإلنسان تشكل
داللة من دالالت
بنية المؤسسة التربوية المختلفة ،والتي يمكن استشفاف معالم منها من خالل خمس مضامين متالزمة
ومتداخلة ،متجلية في
:
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 2/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
1
ـ مضمون مادي
يعبر عن نفسه في البناءات ،والتجهيزات ،والمعينات البيداغوجية ،والموارد البشرية ،والنظم القانونية،
والممارسات الفعلية ،التي تعطي لهذا المضمون داللته األنطولوجية ووظيفته المهنية؛ حيث يتصف كل
مكون مادي بمواصفات خاصة ،واردة من أدبيات مجاله وموضوعه ،ومواصفات متقاطعة بينها ،واردة
من اإلطارات :الهندسية ،والبيداغوجية ،والديداكتيكية ،واإلنسانية ،ألجل أداء وظيفته .ويلعب دوره من
خالل كلية النسق ،حتى تضمن المؤسسة تناغم مكوناتها ،وتتكامل فيما بينها ألجل خلق فضاء مادي
يساعد اإلدارة والمدرسين والمتعلمين على أداء وظائفهم في جو مناسب ،وظروف زمكانية ،حدثية،
مساعدة من أجل تحقيق أهداف المضمون المادي الذي ال تقوم بنية المؤسسة إال به .وللمضمون المادي
وظيفة اجتماعية مباشرة في العالقة االجتماعية ،من حيث هو الفضاء الذي تمارس فيه هذه العالقة،
والمحيط الذي تتخذ داخله نشاطات معينة ،كما أنه الفضاء ذو الوظيفة االجتماعية المركزة في الداللة
الرمزية والثقافية واالجتماعية .حيث يؤكد بونتا أن( :معاني األشياء ليست كامنة فيها ،بل إنها تصبح ذات
معنى بسبب معرفتنا بها ،وبصورة أخرى بسبب وظيفتها االجتماعية) ،إذ تعبر عن نمط العيش أو التفكير
أو السلوك السائد في المجتمع ،فمثال :اتساع مساحة الفصل أو شساعة الساحة المدرسية لها داللة رمزية
لالعتناء بالمؤسسة التربوية ،وللحرية وسعة التفكير ،ورحابة اآلفاق ،واالهتمام بالجانب النفسي للمتعلم،
فالشساعة تسمح له بالحركة الجسمية والتخيل ...بينما ضيقها داللة رمزية على ضيق األفق والتفكير،
وكذا موقع المؤسسة التربوية في الرقعة الجغرافية داخل الحي أو القرية أو الدوار أو خارجه ،يدل داللة
رمزية وفعلية على مكانة المؤسسة التربوية داخل منظومة حياة المجتمع االجتماعية ،فإما مقبولة
اجتماعيا ،أو مرفوضة اجتماعيا .فالموقع الجغرافي والطبيعي للمؤسسة يعبر عن مجموع القيم التي تربط
المجتمع بمؤسساته ،حيث ( يتضح أن طريقة استخدام الفراغ العمراني وارتباطه بالفراغات األخرى أكثر
تعبيرا عن القيم االجتماعية المشتركة من الصورة البصرية الخارجية) .كما أن المضمون المادي يربط
الوقائع بتذكرها مكانيا أو زمنيا ،خاصة تلك الذكريات االجتماعية التي مورست وحدثت في فضاء
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 3/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
المؤسسة التربوية ،لما لها من أثر في النفس من حيث انطباعها في زمن مبكر من عمر المتعلم .وفي
مرحلة معينة من الحياة المهنية لإلدارة ولهيئة التدريس .واختزانها للصفاء أو التكدر االجتماعي
اإلنساني ،بما يفيد أن المضمون المادي بكل تجلياته يشكل مفتاحا للتعليم وللتنشئة االجتماعية وللتثقيف في
نفس الوقت .وأما المضمون المادي بالنسبة لإلدارة وهيئة التدريس فإنه الفضاء الذي تتأسس فيه العالقات
االجتماعية الواسعة التي تحدد نظرة وسلوك المدرس تجاه اإلدارة والزمالء ،فكثيرا ما يتدخل المضمون
المادي في إنجاح العالقات االجتماعية من مكونات العملية التعليمية التعلمية ،ويعمل على نجاح أو فشل
الفعل البيداغوجي ،فمثال :تثار في بعض األحيان نقاشات حادة من أجل العمل داخل قسم معين دون آخر،
وكثيرا ما تؤثر قاعة المدرسين في نفسيتهم حيث في حضنها تتبلور العالقات االجتماعية بينهم ،من خالل
التفاعل مع هموم المهنة ،أو هموم المعيش اليومي وتذكرهم بذكريات مختلفة ،وفي كنفها تناقش مشاكل
القطاع التربوي ،وكذا بعض المشاكل الشخصية ،أو تنطلق بوادر االتحاد واالنخراط في جمعيات
ومنظمات وأحزاب وجماعات معينة .وأما موقع اإلدارة التربوية من المؤسسة التعليمية فله أهمية قصوى
في تشكيل وجهات نظر ومواقف لدى اإلداريين والمدرسين والمتعلمين ،من حيث يؤدي الموقع في بعض
األحيان أو أكثرها إلى توتر العالقات االجتماعية ،من منطلق الرقابة والتجسس والضبط المرفقي أو من
منطلق التسيب والالمباالة أو من منطلق المقاومة الثقافية السائدة في المجتمع تجاه اإلدارة ،لرمزية هذه
اإلدارة لعقلية نظامية معينة ،تختزل السلبيات واإليجابيات وفق ما ترشح في الذاكرة الثقافية الجمعية .وفي
ظل دالالت المضمون المادي ،نجد داللة التعليم والتعلم ؛ من حيث أن البناء المدرسي لم يقم اعتباطا
وإنما تطلب دراسة هندسية وتعليما تقنيا وآخر فنيا ،حتى تم تخطيط المضمون المادي من خالل كفايات
وكفاءات المهندسين والتقنيين والفنيين والبنائين وغيرهم من المتدخلين في تشييده .وبذلك يرتبط المضمون
المادي للمؤسسة التعليمية بمفهوم العلم والتعلم والتعليم ،كلها في تساوق تام يستحضرها هذا البناء الجامد
عند تفقهه وتمعنه بعين المتفكر في جدرانه وساحاته وأغراسه وناسه ومؤثثاته ...فالفكر العلمي حاضر
بطريقة أو بأخرى في المضمون المادي ،فـ(الشكل المعماري كوسيلة للتعبير عن الظرف التصميمي
والفكر الذي بلور بصدده يستهدف اإلقناع بهذا الفكر أو الموقف ) .كما أن الفضاء المادي يدفع المتعلم
إلى التساؤل حول من بنى المدرسة ومن ساهم في التدريس في رحابها ،وما عطائها العلمي والثقافي
واالجتماعي إلى غير ذلك .وكل تلك األسئلة مدخل إلى البحث والدراسة ،وهما أساس آفاق العلم .ومما
سبق ،ومن غيره من األمثلة يتضح أن للمضمون المادي للمؤسسة التربوية على اختالف مكوناتها عالقة
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 4/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
ارتباط بالعالقات االجتماعية بناء واحتضانا وتوجيها ،ألنه سجل المخزون االجتماعي للمجتمع ،فقد أكد
مثال بارنس أن (العمارة هي سجل لعقائد المجتمع) ،وقد استدل بها القرآن الكريم في أكثر من آية،
استشفافا للعبر أو استثمارا للفضائل ،حيث يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( :والبيت المعمور،
والسقف المرفوع ) .ويؤكد مشاري بن عبد هللا النعيم على أن في العمارة أو البيئة العمرانية آلية للمقاومة
الثقافية ،ألجل ( :حماية الذات الجماعية من عوامل الذوبان أو التعرية ) .ومن ثم ،فالمؤسسة التربوية
محفورة في شخصيتنا كما هو محفور بيتنا( بشكل مادي في داخلنا ) على حد قول غاستون باشالر.
وتكون بذلك العمارة المدرسية ( منظومة فراغية وبصرية واجتماعية ال تقتصر على فضاء الحاجة
الوظيفية لإلنسان المرتبطة بزمان ومكان معينين ،بل لها وظائف تتعدى الحدود الزمانية والمكانية وحتى
البيولوجية للوجود المادي ،فعلى المستوى الجماعي تمكن العمارة المجموعات البشرية من تسجيل وحفظ
ذاكرتها الجماعية والمحافظة عليها وتخليدها ،وذلك رغم اندثار وجودها العضوي والبيولوجي ...لتضفي
على الحياة مظهرها الرمزي الحيوي)
.
المؤسسة التربوية مرفق عمومي يؤدي خدمة عامة للناشئة والوطن ،تتضمن قوانين مؤسسة وتنظيمية
ونظامية ضابطة .منها القوانين العامة ومنها القوانين الخاصة ومنها العرف التعليمي والتربوي ،وجدت
للضبط والتنظيم والتسيير .في إطارها تخلق العالقات االجتماعية ،وتتحرك بين اإلدارة والمدرسين
والمتعلمين حركة دائرية أو أفقية أو عمودية وفق القانون المؤطر للعالقة .كما أن المضمون القانوني
يتضمن عقدا بيداغوجيا غير معلن بين المتعلم والمدرس ،تنبع منه العالقات البيداغوجية واالجتماعية
بينهما ،وفق واجبات وحقوق كل منهما .بجانب مضمون قانوني غير صريح ،وغير مكتوب متمثل في
الطقوس واألعراف والتقاليد واألدبيات التربوية التي تراعيها اإلدارة وهيئة التدريس والمتعلم في
عالقاتهم االجتماعية .وهو (مجموعة وسائل ضبطية مكتوبة تستخدم في المؤسسات والتنظيمات
والجماعات الرسمية إللزام أعضائها على االمتثال لقواعدها وأهدافها وقوانينها المعلنة والظاهرة) .في
ظل المضمون القانوني ،تتجه العالقات االجتماعية إلى الضبط والوضوح؛ حيث تتحدد موضوعيا
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 5/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
بالواجب والحق ،اللذين يلزمان مصدر العالقة االجتماعية بأداء واجب اتجاه مستقبل العالقة االجتماعية
صاحب الحق .وتكون هذه العالقة في تجاه واحد ذي موجهة واحدة .وفق الشكل التالي
:
كما أنهاعالقة؛ إما أفقية إن كانت من زميل لزميله ،مثل العالقات االجتماعية الناشئة في المجالس
التعليمية أو التربوية أو في القانون الداخلي للمؤسسة ،أو في جماعة القسم أثناء الحوار بين أعضائها،
وإما عمودية إن كانت من اإلدارة إلى هيئة التدريس أو إلى جماعة القسم ،مثل العالقات االجتماعية
الناشئة عن اللوائح التنظيمية اإلدارية والتربوية الصادرة عن اإلدارة ( المذكرات الداخلية /المحلية ) .أو
كانت من اإلدارة إلى هيئة التدريس أو إلى جماعة القسم ،مثل العالقات االجتماعية الناشئة عن الواجبات
المنزلية ،أو األداء الصفي ،أو كانت من قائد أو قواد زمرة أو زمر جماعة القسم إلى أعضاء الزمرة.
فالعالقات االجتماعية الناشئة في هذا اإلطار تكون عمودية ،فمثال توزيع األدوار في الزمرة أو تقسيم
العمل فيها .وإما دائرية إن كانت صادرة من جهة وراجعة إليها ،فالعالقات االجتماعية الناشئة عن
االستشارة القانونية أو التربوية أو اإلدارية تكون دائرية ،حيث تنطلق من طالب االستشارة وترجع إليه
التخاذ القرار المناسب ،أو العالقات االجتماعية الناشئة عن أطر قانونية خارجية ،فإنها تكون دائرية بين
مكونات المؤسسة .وهذه العالقات االجتماعية الناشئة في إطار المضمون القانوني ،تحقق تنظيم مناشط
الكيان التربوي إزاء إشباع حاجات األشخاص ضمن الكيان التربوي تحقيقا للواجب أو استيفاء للحق.
ومن جهة أخرى تحمي الفرد والمؤسسة التربوية من االنحراف والجنوح والتحيز والتجاوز والشذوذ عن
المعايير والقواعد الواردة في المضمون القانوني الذي يضمن بعدا اجتماعيا لها والذي يراه إميل
دوركهايم رمزا للتضامن االجتماعي ،وحتى تؤدي المؤسسة التربوية وظيفية التعليم/التعلم من الوجهة
التعليمية ،ووظيفة التنشئة االجتماعية من الوجهة االجتماعية .فالمضمون القانوني للمؤسسة التربوية يعمل
على خلق عالقات اجتماعية حسب طبيعة السلطة
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 6/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
أ ـ سلطة المنقذ :وتعني القدرة على المستوى العادي الموجود في القائد ،تسمح له بقيادة أتباعه بنجاح
ودراية
.
ب ـ سلطة تقليدية :وهي السلطة الموروثة والمنمطة والمتسيدة والمقدسة كما في األسرة أو النظام
البطريقي أو الملكية المطلقة أو الديكتاتورية السياسية
.
ج ـ سلطة قانونية :وتعني السلطة النابعة من القواعد التشريعية في المؤسسات الرسمية .حيث يجب أن
يسود النوع الثالث المؤسسة التربوية حتى يسود القانون ال المزاج .وبذلك يسود منطق المأسسة ال منطق
األفراد والموظفين
.
3
ـ مضمون اجتماعي
المؤسسة التربوية بجانب متدخلين آخرين تكون طبع المتعلم؛ ليتجسد في كيانه الفردي وفي سلوكاته،
قصد االندماج في المجتمع ،وفي زمرة اجتماعية معينة .يكتسب تصوراتها الجمعية بانغماسه وغرقه في
نسقيتها ،فتنشأ العالقات االجتماعية بينه وبين مكونات النسق األخرى :اإلدارة وهيئة التدريس والزمالء،
والنظام المدرسي ،ومن ثم كان ضروريا وجود مضمون اجتماعي للمؤسسة التربوية ،لتؤطر به تلك
العالقات البينية ،وتمتاحه من المنظومة االجتماعية العامة للمجتمع ،ومن المنظومة الخاصة بها ،من
تراث وتاريخ وأعراف وتقاليد من التاريخ التربوي ،خاصة منه آداب المتعلم في الفكر اإلسالمي ،التي
تنظم العالقة االجتماعية والتربوية بين األستاذ والمتعلم ،ومن سلوكيات مكونات المؤسسة
.
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 7/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
فالمضمون االجتماعي ،هو الذي يعطي للعالقات االجتماعية قيمتها ،من حيث اإليجاب والقبول أو السلب
والرفض .فالعالقات التي تقوم على معايير اجتماعية موجبة تكون مقبولة اجتماعيا ،والتي ال تكون كذلك
ترفض؛ فمثال :العالقة المبنية على الهدية غير العالقة المبنية على الرشوة ،أو العالقة المبنية على الحرية
غير العالقة المبنية على التسلط واإلجبارية ،والعالقات المؤسسة على االحترام والتقدير غير التي تؤسس
على االحتقار .كما يفصح عن نفسه في أعراف وتقاليد وطقوس وأمثال وحكم ،وفي رمزية االنضباط
والنظام والمسؤولية ،من خالل تحمل نتائج القوانين واألوامر وتبعيات القرارات ونتائج العالقات التي
تقوم بين مختلف األطراف ،والشعور بالمشترك وبالمتباين وبالتمايز الوظيفي ،وبتقسيم العمل وفق
المضمون االجتماعي للمجتمع .فمثال المجتمع الذي تسود عالقاته االجتماعية الفوضى أو التسلط أو
الالمباالة ،تكون العالقات االجتماعية لمؤسسته التربوية حسب سمة عالقات المجتمع تلك ،إما فوضوية أو
تسلطية أو ال مبالية .وقس على هذا
.
والمضمون االجتماعي للمؤسسة التربوية يعمل على موافقة العالقات االجتماعية القائمة بالمؤسسات
للمعتقدات السائدة وانسجامها مع العادات الشائعة في المضمون االجتماعي العام ،وهو يلزم الفرد على
االستجابة للصورة التي كونها المجتمع عنه .وال يهمه انطباق الصورة مع جوهرها .كاألحكام االعتباطية
التي نطلقها على بعض المتعلمين ،من تكاسل وتقاعس وفوضوية دون ضبطها بوقائعها العلمية
ومؤشراتها الدالة .ويتكون هذا المضمون في جوهره من التصورات الجمعية المؤدية إلى تصورات معينة
للروابط االجتماعية ،تنطبع في البنية النفسية للمؤسسة تجري فيها مجرى اآللية والميكانيكية في التعامل
بها .فتصبح مشخصة واقعيا ومنمطة يشترك فيها الجميع ،ممتثلين لقواعدها ومحدداتها ومعاييرها،
شاعرين بتضامنهم وتماسكهم االجتماعي وانتمائهم لمؤسستهم التربوية ،ألن النمطية في معظمها آلية
إلزامية خفية ،وهي من وسائل الضبط االجتماعي الذي تأخذ به المؤسسة التربوية لتحديد السلوك السوي
والمنحرف ،ولتحقيق النظام االجتماعي فيها إزاء تحقيق الفعل البيداغوجي .ففي المضمون االجتماعي
للمؤسسة؛ تعتبر (العالقات الشخصية بين األفراد عنصرا أساسيا في خلق الجو االجتماعي الصالح في
المدرسة ،فليس الحكم الذاتي وحده أو مالءمة الجدول المدرسي لمختلف المواد كفيال ببث روح الجماعة
الصالحة في المدرسة ما لم يشعر أفراد هذه المدرسة بشعور الرضا الشخصي ،والعالقة الوظيفية الطيبة
بين بعضهم ،) ...كما ( تعد المدرسة بحق الوكالة االجتماعية الثانية ،بعد األسرة ،للقيام بوظيفة التنشئة
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 8/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
االجتماعية لألطفال ،واألجيال الشابة .حيث تقوم المدرسة بإعداد األجيال الجديدة روحيا ومعرفيا وسلوكيا
وبدنيا وأخالقيا ومهنيًا ،وذلك من أجل أن تحقق لألفراد اكتساب عضوية الجماعة والمساهمة في نشاطات
الحياة االجتماعية المختلفة) ..وهي بذلك(ليست أداة ووسيلة من أجل الحياة بل هي الحياة عينها ) .وعليه،
المدرسة مضمون اجتماعي يحمل أبعادا اجتماعية عديدة ليس هذا مقالها .ونؤكد بأن المناخ االجتماعي
السائد في المؤسسة التعليمية متغير حاسم في أداء وتحصيل المتعلمين ،وفق دراسة قام بها الباحث
بروكوفر وأصدقاؤه
.
4 .
ـ مضمون رمزي
الرمزية االجتماعية من طبيعة المؤسسة التربوية انطالقا من موضوعها الذي تشتغل عليه ،وهو تربية
وتعليم اإلنسان .وبما أن اإلنسان اجتماعي بطبعه ،محمل بنظام رموز تعبر عن كينونته االجتماعية
والثقافية واإليديولوجية والدينية ...وتميزه عن الحيوانات .ومهما تطورت الرموز واختلفت وتنوعت ( ال
يمنع أن تظل هذه الرموز جوهر النفسية الجماعية ،وأن تكون موغلة في جميع ميادين الفكر والعمل،
ونستطيع أن نفهم مدى نظام الرموز هذا واتساعه إذا ذكرنا أن جميع ضروب التقدم في الفكر االجتماعي
المقنن تحدث عن طريق اتساع التجربة وتعميقها كما تحدث أيضا عن طريق تكثيفها وتبسيطها ،وهذا هو
شأن العلوم ،التي تضع في صيغة واحدة مظهرا كامال من مظاهر الكون ،بل إن اللغة والكتابة ،قبل العلم،
تصورات ترمز إلى العالم المادي واالجتماعي .فعن طريق اللغة توسع النفسية الجماعية انتصاراتها في
الزمان ،وعن طريق الكتابة تقتنص الزمان وتثبته ،ولكن اإلشارة الملفوظة والمكتوبة ما هي إال رمز،
ورموز كذلك مصطلحات جميع العلوم ومبادئها ونظرياتها ،وما زلنا في حاجة بعد إلى التدليل على دور
الرمزية في األدب والفن والدين ،والحق إن جميع العالئق االجتماعية محملة بالرموز ،من حركات
التأدب والتحية وحتى الحفالت المقدسة ،ومن الوثائق التأمينية حتى تحرير األحكام القانونية ...وأيا كان
الجانب الذي ننظر إليه في الحياة االجتماعية ،لم نعثر على لفظ أو أداة أو بناء أو أي شيء ال يحمل سوى
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 9/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
معنى طبيعي خالص بحيث يدركه مباشرة أفراد غير أفراد الزمرة التي هو فيها .هكذا نجد أن الموضوع
الذي يستخدم رمزا يظل دوما مثقال بالقوة االنفعالية المنبثقة عن المجتمع ،فالعلم يشتمل على كل ما لدى
أمة من األمم من تاريخ ومن إدارة في الحياة ...والواقع االجتماعي يبدو على هذا النحو بمثابة شبكة
واسعة من الرموز ومشدودة فوق الواقع المادي ...وتجاه الرموز االجتماعية تتبدى التربية ضربا من
التدريب الغامض المستتر .وفيما يتصل بالروحانية المحضة تمثل الرموز االجتماعية ضربا من الترجمة
والنقل لها يجعلها مدركة ،حتى لكأن هذه الرموز االجتماعية أقنعة تلبسها الروحانية كيما يستطيع المجتمع
الوصول إليها ...وهو الذي يملك وحده معنى الرموز التي يستخدمها ،والذي يسهر على اإلبقاء على
جاللها حفاظا على بقائه هو ،يعني بالضرورة أيضا بنقل هذا المعنى من جيل إلى جيل ،وإليه وحده يوكل
هذا األمر القمين به).من حيث أن ( اإلنسان كائن رمزي ،إنه رمزي بكل المعاني التي يمكن أن تحيل
عليها كلمة رمز .فهو يختلف عن كل الموجودات األخرى من حيث قدرته على التخلص من المعطى
المباشر وقدرته على الفعل فيه وتحويله وإعادة صياغته وفق غايات جديدة .ويختلف عنها أيضا من حيث
قدرته على العيش مفصوال عن الواقع ضمن عوالم هي من نسج أحالمه وآالمه وآماله) .وهي القدرة التي
يؤديها المضمون الرمزي للمؤسسة التربوية ،ويربي المتعلم عليها وعلى تقديريها .فكثيرا ما وجدنا
المدرسة تربي على طاعة القائد الرمز ،وسلوك تقاليد معينة في األكل والشرب واللباس وغيرها لرمزيتها
في الذاكرة الجمعية للمجتمع ،وحصانتها بالمقدس أو التقديس! فضال عن ممارسة المؤسسة التعليمية فعال
رمزيا بكل امتياز ،حيث المعرفة التي تبنيها لدى المتعلم تعتمد على الرمز بكل تالوينه الحركية والصوتية
والخطية واللونية ...وتتطلب
لتخزينها تحويلها إلى تمثالت وتسنينات وشفرات رمزية ،يتم استدعاؤها عبر تنشيط مفاتيح معينة
.
5
ـ مضمون سياسي
تشكل المؤسسة التعليمية حاضنة للفعل السياسي في صورة تعليم النشء المفاهيم والقيم والنظم السياسية،
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 10/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
من خالل المنهاج الدراسي ،وتشكل النشء وفق رسميات السياسة التعليمية؛ حيث الغاية الكبرى والمعلنة،
هي المواطن الصالح أو المواَطَنة الفاعلة في المجتمع والمنفعلة به ،لكن في ثنايا هذه الغاية تكمن أهداف
غير معلنة وصريحة مثل :تشكيل مواطن وفق سحنة مميزة بمواصفات محددة أو بناء إيديولوجية ما
ضمن إطار القولبة الفكرية والثقافية؛ بما يضمن للفعل السياسي مشاركة الفرد في الحقل السياسي العام
مشاركة بنوعية ما معينة وبكمية ما محددة سلفا في بنيته الذهنية ،ال تتجاوز مواصفات المنتوج السياسي.
وبهذا ،تعد المؤسسة التعليمية بمضمونها التشريعي ،وبتنظيمها القانوني ونظامها الداخلي ،وبتقاليدها
وأعرافها المجتمعية حقال سياسيا صريحا ( تمارس اإليديولوجية الصريحة والرسمية بشكل متين
ومقصود من خالل العالقات واألدوار الرسمية) حيث(في المدرسة يخرج الطفل إلى عالم المدنية ألول
مرة ويتعلم قانونها الذي هو قانون المواطنية .تمر اإليديولوجية الرسمية في المدرسة من خالل المناهج
الدراسية بما لها من توجهات فكرية وعقائدية وسلوكية وتاريخية ،فهذه المناهج ال تنقل المعرفة فقط بل
تقوم بدور قولبة التوجه عند التلميذ نحو المجتمع والوطن والتاريخ ،وهو ما يشكل جميعا البعد الرسمي
للتنشئة وخصوصا على صعيد القولبة الذهنية ،إال أن دور اإليديولوجية الخفية للمدرسة أكثر انتشارا
وعمقا ،فهو يمر حتى من خالل بعض المواد التي قد تبدو محايدة ظاهريا كالعلوم) .فالنظام المدرسي
(ليس مجرد إطار لالنضباط بل أنه يعكس أنماط عالقات السلطة الشائعة ،أو النماذج المفضلة لعالقات
السلطة :العالقات الضمنية ،العالقات مع اإلدارة والجهاز التعليمي ،األنظمة المدرسية التي تضبط
السلوك ،المثل والنماذج المدرسية ،التلميذ النجيب والطالب المثالي ،والتلميذ المشاغب والطالب الفاشل )
،والمدرسة غير محايدة سياسيا نتيجة ذلك ،بل تعد القناة الرسمية والرئيسة للتنشئة السياسية .حيث (
تلعب المدرسة دورًا مهمًا في عملية التربية السياسية للطالب عن طريق التثقيف السياسي من ناحية،
وطبيعة النظام المدرسي من ناحية أخرى .ويتم التثقيف السياسي من خالل مقررات ...تهدف إلى تعريف
التلميذ بحكومة بلده وتحديد السلوك المتوقع منه ،وغرس مشاعر الحب والوالء للوطن ...وفيما يتعلق
بطبيعة النظام المدرسي ،يالحظ أن المدرسة بمثابة وحدة اجتماعية لها جوها الخاص الذي يساعد ،بدرجة
أو بأخرى على تشكيل إحساس التلميذ بالفاعلية الشخصية وتحديد نظرته تجاه البناء االجتماعي والسياسي
القائم) .وهذا الدور السياسي للمؤسسة التعليمية معلن في كثير من المناهج ،التي ال تقف عند تبيان النظام
السياسي للبلد والتعريف به ،وتبيان خصائصه وخصوصياته فضال عن سلبياته وإيجابياته ،بل تذهب إلى
تمجيد األشخاص وتقديسهم بدل المؤسسات ،ومنه تبث في النشء نوعا معينا من السياسة وتقولبهم فيه،
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 11/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
وتعمل على تعليم ( المرء مجموعة القيم والمعايير السياسية المستقرة في ضمير المجتمع بما يضمن
بقاءها عبر الزمن ) التي تشكل الدعائم األساس للفكر السياسي ،مثل اإليمان بضرورة التنظيم السياسي
للمجتمع كمدخل للمدنية واالجتماع البشري ،قائم على الديمقراطية والعدل والمساواة ...والمضمون
السياسي للمؤسسة التعليمية ال ينفك أن يكون مضمونا عالئقيا ،ترتبط في إطاره المؤسسات السياسية
والقانونية والخدماتية بعالقات بينية متنوعة ضمن أطر قانونية واجتماعية وثقافية واقتصادية وفكرية
وعقائدية معينة .ويلتزم فيه األفراد بالقيم والمعايير والقوانين الناظمة لعالقاتهم المتنوعة ،مما ينتج مجتمعا
منضبطا لمبادئه وقيمه وأخالقياته المجتمعية التي تحصنه من التآكل من الداخل ،وتحفظ عليه لحمته
الداخلية في إطار من تدبير االختالف فيما بين أفراده بآليات الفعل السياسي الديمقراطي الملتزم نحو شعبه
وأمته
.
خاتمة
إن المؤسسة التعليمية في عمقها مؤسسة خدمية متعددة األغراض ،منها ما هو صريح ومنها ما هو خفي
مضمر .تتظافر فيها المضامين من أجل خلق فرد وفق سحنة محددة ومعينة .فإن تنافرت مضامينها
وتناقض فيما بينها خلقت فردا مشوها ،ال يملك سحنة ،بل يتماهي بماهية اإلناء الموجود فيه! وبذلك تعد
أخطر مؤسسة رسمية في المجتمع .يجب بناؤها على أسس متينة وقوية ،مرتبطة بماهية المجتمع ،منفتحة
على اآلخر دون الذوبان فيه
.
المراجع العربية
-القرآن الكريم
-رونيه أوبير ،التربية العامة ،ترجمة عبد هللا عبد الدائم ،دار العلم للماليين ،بيروت ،1979 ،ط
.4
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 12/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
-مشاري بن عبد هللا النعيم :المقاومة الثقافية في المجتمع السعودي المعاصر ،دراسة للبيئة السكنية،
الدارة ،دارة الملك عبد العزيز ،الرياض ،م.ع .السعودية ،1421 ،السنة ،26 :العددان 1ـ
.2
-حازم راشد النجيدي ،ما يراد تحقيقه وما يتحقق فعال في العمارة العربية المعاصرة
،
-توفيق أحمد عبد الجواد ،تاريخ العمارة الحديثة في القرن العشرين ،المطبعة الفنية الحديثة ،القاهرة،
مصر ،1972 ،ص
4 :.
-غاستون باشالر ،جماليات المكان ،ترجمة غالب هالسا ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان
1996 ،
-معن خليل عمر ،البناء االجتماعي أنساقه ونظمه ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
،1992ط
1
..co. London, 1969 .ـ عبد العزيز صالح ،التربية وطرق التدريس ،دار المعارف ،القاهرة،
مصر ،د.ت ،ط ،10ج
2
ـ علي أسعد وطفة ،هل يمكن للمدرسة أن تكون ديمقراطية في مجتمع غير ديمقراطي؟ ديمقراطية التربية
في مجتمع طبقي ،جريدة األسبوع األدبي العدد 1025تاريخ
.30/9/2006
ـ سعيد بنكراد ،السيميائيات :النشأة والموضوع ،عالم الفكر،المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب،
الكويت ،2007 ،مج ،35عدد
3
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 13/14
13/11/2021 12:48 مضامين المؤسسة التربوية بقلم:عبد العزيز قريش
.ـ مصطفى حجازي وآخرون ،ثقافة الطفل العربي بين التعريب واألصالة ،سلسلة ثقافتنا القومية،2
منشورات المجلس القومي للثقافة العربية ،الرباء المغرب ،1990 ،ط
.1
ـ مصطفى أحمد تركي ،السلوك الديمقراطي ،عالم الفكر،وزارة اإلعالم ،الكويت ،1993 ،المجلد ،22
العدد
.2
المراجع األجنبية
http://www.albenaamagazine.com.sa/Issues%20Record/Iss%20170-
171/Opinion.htm
..The Macmillan co. London, 1969 .ـ MAX WEBER : Coser, L.A and
Rosenbery; eds
http://www.kuwait25.com/ab7ath/view.php?tales_id=502
.http://www.sis.gov.ps/arabic/roya/8/page4.htm
مصدر المقال :مجلة التنشئة ،مجلة علمية تربوية متخصصة ،المجلد ،1العدد ،3ماي ،2007
ص.ص 40 :.ـ .48مجلة تصدر في المغرب.
https://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/120418.html 14/14