You are on page 1of 167

‫دوردراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم‬

‫ً‬
‫األساليب البالغية في سورة آل عمران (األمرنموذجا)‬

‫بحث تكميلي مقدم للحصول على درجة البكالوريوس‬


‫في قسم تعليم اللغة العربية‬

‫رحمت شفاعة‬
‫رقم القيد‪11101101511011 :‬‬

‫قسم تعليم اللغة العربية‬


‫جامعة الراية سوكابومي‪-‬إندونيسيا‬
‫‪ 1441‬ه‪ 5112/‬م‬
‫إقرارالباحث بأصالة البحث‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ً‬
‫أفيدكم علما بأني الطالب‪:‬‬

‫‪ :‬رحمت شفاعة‬ ‫االسم‬

‫‪11101101511011 :‬‬ ‫رقم القيد‬

‫عنوان البحث ‪ :‬دوردراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية في سورة آل عمران (األمرنموذجا)‪0‬‬
‫ّ ً‬
‫مثبتا بأصالة هذا البحث‪ ،‬وصدق المعلومات التي‬ ‫أتقدم من خالل هذا اإلقرار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جاءت فيه‪ ،‬وقد تمت كتابته وفق منهج البحث العلمي الصحيح المعتمد أكاديميا بعيدا عن‬
‫االنتحال والنقل املجرد‪0‬‬

‫وفي حالة اكتشاف أنه حصل في هذا البحث نوع من خيانة علمية‪ ،‬أو خالف نظام‬
‫ً‬
‫البحث العلمي الصحيح المعتمد أكاديميا‪ ،‬أو أنه نتيجة نسخ بطريقة االنتحال‪ ،‬فإني أقبل‬
‫أي عقوبة الزمة عليها‪0‬‬

‫سوكابومي‪ / 11 ،‬مارس ‪ 5112 /‬م‪0‬‬


‫المقرر‬

‫رحمت شفاعة‬
‫رقم القيد‪11101101511011 :‬‬

‫أ‬
‫إقرارمو افقة المشرفين‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫إن هذا البحث الذي قدمه‪:‬‬

‫‪ :‬رحمت شفاعة‬ ‫االسم‬

‫‪11101101511011 :‬‬ ‫رقم القيد‬

‫عنوان البحث ‪ :‬دوردراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية في سورة آل عمران (األمرنموذجا)‬
‫ّ‬
‫نقر أنا أشرفنا عليه من أوله إلى آخره‪ ،‬وكنا نوجهه إلى تعديل بعض العناوين‬
‫وتصحيح بعض الفقرات ليكون البحث على الشكل المطلوب للحصول على شهادة‬
‫البكالوريوس في جامعة الراية العام الدراس ي ‪ 5112/5112‬م‪0‬‬

‫‪ /‬مايو ‪ 5112 /‬م‪0‬‬ ‫سوكابومي‪،‬‬


‫المشرف‬

‫الدكتور‪/‬أبو أيمن سيد حسن ناسيال‬


‫رقم التوظيف‪1010111110 :‬‬

‫ب‬
‫تقريرلجنة المناقشة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫لقد تمت مناقشة هذا البحث الذي قدمه‪:‬‬
‫‪ :‬رحمت شفاعة‬ ‫االسم‬

‫‪11101101511011 :‬‬ ‫رقم القيد‬

‫عنوان البحث ‪ :‬دوردراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية في سورة آل عمران (األمرنموذجا)‬
‫وقررت اللجنة نجاحه واستحقاقه شهادة البكالوريوس في كلية التربية قسم تعليم‬
‫اللغة العربية بجامعة الراية بسوكابومي‪-‬إندونيسيا‪0‬‬
‫سوكابومي‪ / 12 ،‬أبريل ‪ 5112 /‬م‪0‬‬
‫لجنة المناقشة‬
‫‪05‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الرئيس ‪01‬‬
‫السكرتير ‪05‬‬

‫‪05‬‬ ‫‪01‬‬ ‫املختبر‬


‫‪01‬‬ ‫املختبر‬
‫‪05‬‬ ‫املختبر‬

‫ّ‬
‫المعرف‬
‫رئيس قسم تعليم اللغة العربية‬

‫الدكتور‪/‬عبد الرحيم‬
‫رقم التوظيف‪5111110111 :‬‬

‫ج‬
‫شكروتقدير‬
‫كلمة ٍ‬
‫َّ‬
‫المؤيد‬ ‫الحمد لله بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على رسول الله‬
‫بإحسان ما دامت األرض والسموات‪ 0‬أما بعد‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بالمعجزات‪ ،‬وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم‬

‫عم ال تحص ى‪ ،‬ولوال فضله ورحمته‬‫أشكر الله قبل كل ش يء على ما أنعم علي من ِن ٍ‬
‫ُ‬
‫استطعت إنجاز هذا البحث‪ ،‬كما أقدم الشكر الجزيل إلى سعادة الدكتور أبي‬ ‫وتوفيقه لما‬
‫أيمن سيد حسن ناسيال –حفظه الله‪ -‬عميد الكلية في قسم تعليم اللغة العربية بحامعة‬
‫الراية الذي أشرفني خالل هذه المدة‪ ،‬وكان له فضل في ذلك من خالل توجيهات ونصائح‬
‫وإرشادات تفيدني وتعينني على إنجاز هذا البحث فجزاه الله خير الجزاء‪0‬‬

‫وال أنس ى أن أقدم الشكر والتقدير إلى كل َمن له فضل علي في إنجاز هذا العمل‪،‬‬
‫وهم‪:‬‬

‫‪ 01‬الدكتور أحمد الخطيب عبد الرزاق الذي ال يمل من نصح الطالب وتوجيههم خالل‬
‫الدراسة وكتابة البحث في هذه الجامعة‪0‬‬
‫‪ 05‬الشيخ محمد المصطفى عبد الجبار الذي قدم للطالب والطالبات النصائح‬
‫والتشجيعات المفيدة‪0‬‬
‫‪ 01‬األستاذ سراج الهدى المأمون مدير جامعة الراية الذي ّ‬
‫يسر أمور الجامعة وطالبها‬
‫وطالباتها‪0‬‬
‫‪ 00‬جميع األساتذة والمدرسين الذين بذلوا جهودهم في تدريس الطالب والطالبات‬
‫وتربيتهم‪0‬‬
‫‪ 01‬جميع أصدقائي وزمالئي من الدفعة الرابعة الذي صبروا وبذلوا جهودهم في التعاون‬
‫والصبر حتى أنجز الجميع بحوثهم‪0‬‬

‫د‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حفظهم الله جميعا وشكرهم على ما قدموا‪ ،‬والله أسأل أن يجزيهم أجرا حسنا‪،‬‬
‫كما أسأله سبحانه أن يوفقني وإياهم لما يحبه ويرضاه‪ ،‬إنه قدير على ذلك كله‪0‬‬

‫سوكابومي‪ / 11 ،‬مارس ‪ 5112 /‬م‪0‬‬


‫الباحث‬

‫رحمت شفاعة‬
‫رقم القيد‪11101101511011 :‬‬

‫ه‬
‫اإلهداء‬

‫إلى من أحق بالبر واإلحسان وله فضل كبيرفي تربيتي واالهتمام بي أمي العزيزة و أبي‬
‫العزيز‪0‬‬
‫ً‬
‫إلى من شجعني دائما خالل دراستي في هذه الجامعة أخي الشقيق الكريم وأختي‬
‫الشقيقة الحبيبة‪0‬‬

‫إلى من أرشدني إلى االلتحاق بهذه الجامعة األستاذ أحمد صالحين‪0‬‬

‫إلى جميع أسرتي و أقربائي‪0‬‬

‫إلى جامعة الراية‪ ،‬معلموها وطالبها والمسؤولين فيها وكل من ساهم في إنشائها‬
‫وتطويرها‪0‬‬

‫إلى إخواني أعضاء الغرفة األولى‪0‬‬

‫وإلى من قرأ هذا البحث واستفاد منه‪0‬‬

‫أهدي هذا البحث المتواضع‪000000‬‬

‫و‬
‫االستهالل‬

‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ ُ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ٌ ْ َ ُ ْ َ َ‬
‫يا أيها الناس قد جاءتكم مو ِعظة ِمن رِبكم و ِشفاء ِلما ِفي‬
‫ُّ ُ ر َ ُ ً َ َ ْ َ ٌ ْ ُ ْ َ‬
‫الصدو ِ وهدى ورحمة ِللمؤ ِم ِنين‬
‫(يونس‪)15 :‬‬

‫َو َل ْو َج َع ْل َن ُاه ُق ْر َآ ًنا َأ ْع َجم ًّيا َل َق ُالوا َل ْوَال ُفص َل ْت َآ َي ُاتهُ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َآ َم ُنوا ُه ًدى َو ِش َفاءٌ‬ ‫َأ َأ ْع َجم ٌّي َو َع َرب ٌّي ُق ْل ُه َو ل َّلذ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(فصلت‪)00 :‬‬

‫قال ابن القيم‪( :‬القرآن كالصاحب كلما طالت الصحبة‬


‫َ‬
‫عرفت أسراره‬
‫فالصاحب ال يعطي ِس َّره َمن ُيجالسه دقائق ثم ينصرف)‬

‫ز‬
‫ملخص البحث‬
‫رحمت شفاعة‪ :‬دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية في سورة آل عمران (األمر نموذجا) بجامعة الراية‪ ،‬إشراف‪ :‬الدكتور أبو أيمن‬
‫سيد حسن ناسيال‪0‬‬
‫إن من صور إعجاز القرآن أنه نزل باألساليب البالغية املختلفة‪ ،‬ويعتبر األمر من‬
‫ً‬
‫أساليب األداء في اللغة العربية التي اعتمد عليها القرآن كثيرا من أجل البيان عن األحكام‬
‫الشرعية‪ ،‬وعلم المعاني من مباحث علم البالغة الذي يعين الدارس على فهم أساليب األمر‬
‫في القرآن الكريم‪ 0‬تهدف هذه الدراسة إلى معرفة دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى‬
‫ثاني الكلية في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم بحامعة الراية‪ 0‬ولتحقيق أهداف هذه‬
‫الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬واستعان الباحث في دراسته بعملية‬
‫االستبانة التي يتم تنفيذها من خالل االختبار‪ ،‬وتوصل الباحث إلى نتائج أبرزها‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 01‬إن ستا وخمسين آية من سورة آل عمران وردت فيها جملة األمر‪ ،‬وعددها اثنتان وثمانون‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫جملة‪ٌ ،‬‬‫ً‬
‫وست وأربعون جملة تخرج من معناها‬ ‫ست وثالثون جملة تأتي بمعناها األصلي‪،‬‬
‫معان أخرى ألغراض بالغية‪0‬‬
‫األصلي إلى ٍ‬
‫‪ 05‬إن دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم أساليب األمر في‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وذلك لكونها تعينهم على إدراك معاني األمر في اآليات التي تم اختبارها لهم‪،‬‬
‫وكانت نسبة اإلجابات الصحيحة بلغت ‪ ،50،0%‬مقابل نسبة اإلجابات الخاطئة التي بلغت‬
‫‪051،0%‬‬
‫‪ 01‬يستفاد من تنائج الدراسة‪ ،‬أن من الطرق التي تعين على تنمية فهم األساليب البالغية في‬
‫ً‬
‫القرآن الكريم لدى الطالب أن يكثر المدرس في تدريسه البالغة أمثلة من القرآن الكريم مع‬
‫بيان تفسيرها‪ ،‬وأن يكثر من التدريبات وينوعها‪ ،‬وكذا أن ينوع أساليب تدريسه‪0‬‬

‫ح‬
ABSTRACT
Rahmat Sapaat. The role of learning al-Ma’anii towards the students of second
semester STIBA AR-RAAYAH in understanding al-Asaalib al-Balaaghiyyah in
Surah Ali Imron (Al-Amr chapter). guided by Dr. Abu Aiman Said Hassan Nassila

Among the miracle forms of the al-Quran is to come down with several
variations and methods in the verses. And the method of amr (Asaalib al-Amr) is the
most widely used method of explaining syara law. The study aims to analyze Students
skill level of second semester of STIBA AR-Raayah in understanding Asaalib al-Amr
and the meaning in al-Quran, and analyze how far the role of learning al-maani
towards students in understanding Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah in al-Quran. To reach
the purpose of the research, the researcher uses a descriptive method analysis. In this
study, the researcher uses one of the tools scientific observation, that is test analysis
which take in some skills that relate with al- Ma’aanii on Amr chapter. From the result
of test that is conducted, obtained the research results as follows:

1. In surah Ali Imron there are (56) verses contain the number of amr that is (28)
numbers, (36) numbers show the meaning of amr hakiki and (64) number show the
meaning of amr majazi
2. A study of al-Ma’anii has a major role towards the students of second semester
STIBA AR-Raayah in understanding Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah in al-Quran. It is
obtained from the test result where 74,4% of students can comprehend and answer
correctly the meanings of Amr that are contained in some verses which have applied
the test to them, that proportionate with 25,6% of students who do not answer
correctly.
3. From the result of this research, the researcher finds some ways to increase the
skill level of students in understanding Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah in al-Quran,
including by increasing the example from al-Quran verse with the interpretation, and
by increasing more practice with various methods.

Keywords: Al-Amr, Al-Asaalib Al-Balaaghiyyah, Ilmu Al-Ma’anii, Surah Ali Imran.

‫ط‬
ABSTRAK
Rahmat Sapaat: Peran Studi Ilmu al-Ma’anii Terhadap Mahasiswa Semester II
STIBA AR-RAAYAH Dalam Memahamia al-Asaaliib al-Balaaghiyyah Dalam
Surat Ali Imran (bab al-Amr), dibimbing oleh: Dr. Abu Aiman Said Hassan Nassila.

Diantara bentuk mukjizat al-Quran yaitu turun dengan berbagai variasi dan
metode (asaaliib) pada ayat-ayatnya. Dan asaalib amr merupakan salah satu uslub
(metode/variasi) yang paling banyak digunakan dalam al-Quran untuk menjelaskan
hukum-hukum syara’. Penelitian ini bertujuan untuk menganalisis tingkat kemampuan
mahasiswa Semester II STIBA AR-RAAYAH dalam memahami Asaalibu al-Amr dan
maknanya dalam al-Quran, serta menganalisis sejauh mana peran studi Ilmu al-
Ma’anii terhadap mahasiswa tersebut dalam memahami Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah
dalam al-Quran. Demi mencapai tujuan penelitian, peneliti menggunakan metode
deskriptif-analisis. Dalam penelitian ini peneliti menggunakan salah satu alat
observasi ilmiah, yaitu analisis tes yang mencakup beberapa keterampilan berkaitan
dengan ilmu al-Ma’aanii. Dari hasil tes yang telah dilakukan, didapati hasil penelitian
sebagai berikut:

1. Dalam surat Ali Imron terdapat (56) ayat mencakup (82) jumlah amr, (36)
jumlah menunjukkan makna amr hakiki dan (64) jumlah menunjukkan makna amr
majazi.
2. Studi Ilmu al-Ma’anii memiliki peran besar terhadap mahasiswa semester II
STIBA AR-RAAYAH dalam memahami Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah dalam al-
Quran. Hal itu didapatkan dari hasil tes dimana 74,4% dari mahasiswa dapat
menahami dan menjawab dengan benar makna-makna Amr yang terkandung dalam
ayat-ayat yang telah diterapkan tesnya kepada mereka, hal itu berbanding dengan
25,6% dari mahasiswa tidak menjawab dengan benar.
3. Diantara cara dan solusi yang dapat membantu meningkatkan tingkat
kemampuan mahasiswa dalam memahami Al-Asaaliib Al-Balaaghiyyah dalam al-
Quran, yaitu dengan cara memperbanyak contoh dari ayat al-quran beserta tafsirnya,
dan dengan cara memperbanyak latihan dengan variasi dan metode yang berbeda-
beda.

Kata Kunci: Al-Amr, Al-Asaalib Al-Balaaghiyyah, Ilmu Al-Ma’anii, Surah Ali Imran.

‫ي‬
‫محتويات البحث‬

‫إقرار الباحث بأصالة البحث‪ ................................................................................‬أ‬


‫إقرارمو افقة المشرفين ‪ ...................................................................................‬ب‬
‫تقريرلجنة المناقشة ‪ ........................................................................................‬ج‬
‫شكروتقدير ‪ ..............................................................................................‬د‬
‫كلمة ٍ‬
‫اإلهداء ‪ ............................................................................................................‬و‬
‫االستهالل ‪ .........................................................................................................‬ز‬
‫ملخص البحث‪ .................................................................................................‬ح‬
‫‪ ................................................................................................... ABSTRACT‬ط‬
‫‪ ...................................................................................................... ABSTRAK‬ي‬
‫الفصل األول‪ :‬المقدمة ‪1 ......................................................................................‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬خلفية البحث وأسباب اختيار الموضوع ‪1 ..........................................................‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة البحث وأسئلته ‪0 ................................................................................‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث‪1 ................................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬أهمية البحث ‪1 .................................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬حدود البحث ‪0 .............................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة ‪0 ....................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬هيكل البحث ‪11 ............................................................................................................‬‬

‫ك‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطارالنظري‪11 ............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الكالم على علم البالغة‪11 ...............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفصاحة والبالغة‪ ،‬تعريف ووجه فروق بينهما ‪11 .........................................‬‬
‫ً‬
‫معنى الفصاحة لغة ‪11 .............................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫معنى الفصاحة اصطالحا ‪10 ....................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫معنى البالغة لغة ‪15 ..................................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫معنى البالغة اصطالحا ‪15 ........................................................................................................‬‬
‫الفرق بين البالغة والفصاحة ‪12 ..............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية علم البالغة ‪12 .....................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األساليب البالغية ‪12 ......................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬معنى األسلوب‪51 ..............................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع األسلوب ‪51 ............................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم األساليب البالغية ‪55 .........................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الكالم عن علم المعاني ‪51 ...........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقسيم الكالم إلى الخبر واإلنشاء ‪51 ...............................................................‬‬
‫الخبر ‪51 .....................................................................................................................................‬‬
‫اإلنشاء ‪51 .................................................................................................................................‬‬
‫تعريف اإلنشاء وأقسامه ‪51 .....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الكالم عن األمر ‪50 ..........................................................................................‬‬
‫تعريف األمر ‪50 .........................................................................................................................‬‬

‫ل‬
‫مفهوم األمر عند األصوليين ‪55 ................................................................................................‬‬
‫مفهموم األمر عند البالغيين‪55 ................................................................................................‬‬
‫صيغ األمر ‪52 .............................................................................................................................‬‬
‫خروج األمر عن معناه األصلي ‪52 ..............................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أساليب األمر في القرآن الكريم ‪11 ..................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أساليب األمر في القرآن الكريم ودالالته ‪11 ....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مناهج العلماء في بيان داللة األمر في القرآن ‪10 .............................................‬‬
‫منهج اللغويين‪10 .......................................................................................................................‬‬
‫منهج المفسرين ‪11 ...................................................................................................................‬‬
‫منهج األصوليين ‪15 ....................................................................................................................‬‬
‫منهج علماء البالغة واإلعجاز ‪15 ..............................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬منهج البحث ‪45 ............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مصطلحات البحث ‪05 .....................................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منهج البحث ‪01 ...............................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬وقت البحث ومكانه‪01 .....................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مجتمع البحث وعينته ‪00 ...............................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نوع البحث وطريقته ‪01 .................................................................................‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬مصادر البيانات ‪00 ............................................................................................‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬طريقة جمع البيانات ‪00 .............................................................................‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬تحليل البيانات ‪05 ......................................................................................‬‬

‫م‬
‫الفصل الرابع‪ :‬تحليل البيانات واالستفادة منها في تنمية فهم األساليب البالغية لدى‬
‫طالب مستوى ثاني الكلية بجامعة الراية ‪44 ...........................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬جملة أساليب األمر ودالالته البالغية في سورة آل عمران ‪02 ........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬سورة آل عمران ‪02 ..........................................................................................‬‬
‫سبب نزول هذه السورة ‪02 .......................................................................................................‬‬
‫وجه تسميته بآل عمران ‪02 ......................................................................................................‬‬
‫أسماء سورة آل عمران ‪02 ........................................................................................................‬‬
‫فضل سورة آل عمران ‪02 .........................................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جملة أساليب األمر في سورة آل عمران ‪11 ....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية في سورة آل عمران (األمر نموجا) ‪25 ..........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نبذة موجزة عن جامعة الراية ‪25 ....................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وصف مقرر البالغة في جامعة الراية ‪21 ........................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة ‪20 .....................................................................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها ‪22 .................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االستفادة من نتائج الدراسة في تنمية فهم األساليب البالغية (األمر) في‬
‫القرآن الكريم لدى طالب مستوى ثاني الكلية ‪111 ..................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نموذج التدريس في باب األمر الحقيقي ‪115 ....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج تدريس علم البالغة ( علم المعاني باب األمر املجازي) ‪112 ..............‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الخاتمة ‪131 ..............................................................................‬‬

‫ن‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬نتائج البحث ‪111 ...............................................................................................................‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات واالقتراحات ‪115 ............................................................................................‬‬
‫المراجع ‪134 .......................................................................................................‬‬
‫الملحق (‪ :)1‬اآليات التي وردت فيها جملة األمرمن سورة آل عمران ‪141 ......................‬‬
‫الملحق (‪ :)5‬األمرالحقيقي في سورة آل عمران ‪144 ..................................................‬‬
‫الملحق (‪:)3‬دالالت األمرالبالغية في سورة آل عمران ‪111 .........................................‬‬
‫الملحق (‪ :)4‬أسئلة االختبار‪115 ............................................................................‬‬

‫س‬
‫الفصل األول‬

‫المقدمة‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬خلفية البحث وأسباب اختيارالموضوع‬
‫الحمد لله بنعمته اهتدى المهتدون‪ ،‬أحمده وأشكره على نعمه وفضله الميمون‪،‬‬
‫ً‬
‫وأشهد أن ال إله إال الله وحده تعالى عما يقول الظالمون‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‬
‫الذي قام بالدعوة إلى الله فاهتدى بدعوته الصالحون‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الذين قاموا‬
‫بعده بالبالغ والبيان والجهاد حتى أذعن لهم املخالفون‪ 0‬أما بعد‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫إن اللغة العربية ت َع ُّد من أبرز اللغات على اإلطالق وأكثرها جزالة في األلفاظ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الجلية‪ ،‬إذ ُتدعى بلغة ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ ً‬
‫الضاد‪ ،‬وهي لغة واسعة المدى‬ ‫وقدرة على استيعاب المعاني‬
‫الشعر وضرب األمثال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫والنثر‬ ‫والبيان‪ ،‬وقد كان العرب سابقا يتفاخرون بقدرتهم على نظم‬
‫والبالغة(‪0)1‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لقد نالت اللغة العربية شرفا عظيما لكون مادتها هي القرآن الكريم المنزل بهذا‬
‫اب‬‫اللسان(‪ 0)2‬قال ﷻ‪﴿ :‬إ َّنا َج َع ْل َن ُاه ُق ْر َآ ًنا َع َرب ًّيا َل َع َّل ُك ْم َت ْعق ُلو َن﴾ (الزخرف‪﴿ )1 :‬ك َت ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ ُ ُ ًَ‬
‫ف ِصلت آ َيات ُه ق ْر آنا َع َرِب ًّيا ِلق ْو ٍم َي ْعل ُمون﴾ (فصلت‪َ ﴿ )5 :‬ول ْو َج َعلن ُاه ق ْر آنا أ ْع َج ِم ًّيا‬
‫َ َّ ُ‬ ‫َّ َ ْ ْ َ ُ َ ً‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ُ ََ‬
‫لقالوا ل ْوال ف ِصلت آ َيات ُه أأ ْع َج ِم ٌّي َو َع َرِب ٌّي﴾ (فصلت‪ِ ﴿ )00 :‬إنا أن َزلن ُاه ق ْر آنا َع َرِب ًّيا ل َعلك ْم‬
‫َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ًَ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت ْع ِقلون﴾ (يوسف‪﴿ )5 :‬ق ْر آنا َع َرِب ًّيا غ ْي َر ِذي ِع َو ٍج ل َعل ُه ْم َيتقون﴾ (الزمر‪ 0)52 :‬وقال‬
‫اإلمام الشافعي بعد أن ساق هذه اآلية ونظائرها‪" :‬وقد اختار الله ﷻ أن يكون اللسان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العربي مظهرا لوحيه‪ ،‬ومستودعا لمراده‪ ،‬وأن يكون العرب هم المتلقون أوال لشرعه‬

‫‪ (1‬أهمية_اللغة_العربية_ومكانتها‪.https://mawdoo3.com/‬‬
‫‪ )2‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬دار المعارف‪( ،‬المقدمة)‪ ،‬ص‪05‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫ً‬
‫وإبالغ مراده لحكمة علمها‪ ،‬منها كون لسانهم أفصح األلسن وأسهلها انتشارا‪ ،‬وأكثرها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحمال للمعاني مع إيجاز لفظه")‪ 0(1‬وقال‪" :‬فكان حقا على من أراد فهم معانيه وإدراك‬
‫مرامه‪ ،‬أن يكون على جانب كبير من التمكن من اللغة العربية‪ ،‬وإال ال يقدر على ش يء من‬
‫ذلك"(‪0)2‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك أن رسول الله الذي نزل عليه القرآن كان من أفصح العرب‬
‫ً‬
‫لغة‪ 0‬ومن ثم تعتبر معرفة لغة القرآن الكريم من أهم األدوات لفهمه وتفسيره وكذا فهم‬
‫كالم رسوله ﷺ‪ 0‬واللغة العربية باقية بخلود القرآن الذي تكفل الله بحفظه‪ ،‬قال ﷻ‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َّ َ َ‬ ‫َّ َ ْ ُ َ َّ ْ َ‬
‫الذك َر َو ِإنا ل ُه ل َحا ِفظون﴾ (الحجر‪ 0)2 :‬وكان علماؤنا يهتمون بهذه اللغة‬
‫﴿ ِإنا نحن نزلنا ِ‬
‫ً ً‬
‫اهتماما بالغا‪ ،‬ومن صور اهتمامهم مؤلفاتهم التي ال تزال تستفاد وتدرس إلى يومنا اآلن‪0‬‬
‫ً‬
‫ويعد علم البالغة من أكثر العلوم العربية أهمية ألنها السبيل لمعرفة كتاب الله‬
‫وإبراز أسراره ودقائقه وعمق معانيه وإظهار أحكامه الشرعية‪ ،‬بل هو لبها وتاجها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وجوهرها‪ 0‬فقد َّ‬
‫عدها العلماء علما قرآنيا ألن نشأتها كانت أساسا في أحضان فهم التنزيل‪،‬‬
‫وإدراك أسباب اإلعجاز‪ ،‬ومعرفة طرقه ومسالكه(‪0)3‬‬

‫ومن إعجاز القرآن أنه نزل باألساليب املختلفة‪ ،‬ويعتبر األمر من أساليب األداء‬
‫في اللغة العربية التي اعتمد عليها القرآن من أجل البيان عن األحكام الشرعية‪ 0‬وعلى‬
‫كثيرة‪ ،‬ومع ذلك قد‬ ‫سبيل المثال أن الله استخدم في القرآن أساليب األمر في مواضع ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫يختلف بعضه عن بعض من حيث ً‬
‫معنى وحكما‪ ،‬فتارة يأتي األمر يدل على الوجوب‪،‬‬
‫الر ِاك ِعين﴾ (البقرة‪ ،)01 :‬وتارة‬
‫َ‬ ‫الز َك َاة َو ْار َك ُعوا َم َع َّ‬‫الص َال َة َو َآ ُتوا َّ‬ ‫كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬و َأق ُ‬
‫يموا َّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ين آ َمنوا ِإذا ت َد َاينت ْم ِب َد ْي ٍن ِإلى أ َج ٍل ُم َس ًّمى‬ ‫على االستحباب‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬يا أ ُّي َها الذ َ‬
‫ِ‬

‫‪ )1‬محمود محمد يعقوب‪ 0‬اللغة العربية ومكانتها العلمية في فهم القرآن وتفسيره‪ ،‬مجلة القسم العربي‪،‬‬
‫جامعة بنجاب الهور‪-‬باكستان‪ ،‬العدد الثالث والعشرون‪ ،5110 ،‬ص‪01‬‬
‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪01‬‬
‫‪ )3‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬دار المعارف‪( ،‬المقدمة)‪ ،‬ص‪( 5‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪3‬‬

‫َ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َف ْاك ُت ُب ُ‬


‫وه﴾ (البقرة‪ ،)525 :‬وتارة على اإلباحة‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬وكلوا َواش َرُبوا َوال ت ْس ِرفوا﴾‬
‫(األعراف‪ ،)11 :‬وهكذا يفهم معناه وحكمه على حسب قرائن وسياق‪ 0‬وقد يأتي األمر‬
‫معان أخرى‬
‫بمعناه األصلي كما في اآليات السابق ذكرها‪ ،‬وقد يخرج من معناه األصلي إلى ٍ‬
‫لغرض بالغية كالتهديد‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واالستهزاء‪ ،‬ونحوها من الدالالت البالغية‪ ،‬وكذا يفهم‬
‫هذه المعاني من خالل قرائن وسياق الجملة‪0‬‬
‫اع ُب ُدوا َ َّب ُك ُم َّالذي َخ َل َق ُك ْم َو َّالذ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ‬
‫ين ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫اس ْ‬‫ُ‬ ‫الن‬ ‫فتأمل هذه اآليات‪ ،‬قال ﷻ‪﴿ :‬يا أيها‬
‫َ ُ َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫ق ْب ِلك ْم ل َعلك ْم ت َّتقون﴾ (البقرة‪ 0)51 :‬فاألمر هنا جاء على األصل وهو طلب الفعل على وجه‬
‫ْ‬
‫االستعالء واإللزام‪ ،‬ألن الله أمر الناس بعبادته وحده لكونه ﷻ خالقهم‪ 0‬وقال ﷻ‪َ ﴿ :‬و ِإن‬
‫َّ ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُك ْن ُت ْم في َرْيب م َّما َن َّزْل َنا َع َلى َع ْبد َنا َف ْأ ُتوا ب ُس َ‬
‫ور ٍة ِم ْن ِمث ِل ِه َو ْاد ُعوا ش َهد َاءك ْم ِم ْن ُدو ِن الل ِه ِإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِاد ِق َين﴾ (البقرة‪ 0)51 :‬فاألمر هنا ال يقصد معناه الحقيقي وإنما أراد الله بهذا األمر‬ ‫ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ً‬
‫بيان ضغفهم وعدم قدرتهم على اإلتيان بآية أو سورة مثل القرآن‪ ،‬فاألمر هنا إذا للتعجيز‬
‫َ َْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ ْ َ َ‬
‫اعف َعنا َواغ ِف ْر لنا َوا ْر َح ْمنا أنت‬‫أو التحدي‪ 0‬وقال ﷻ‪﴿ :‬ربنا وال تح ِملنا ما ال طاقة لنا ِب ِه و‬
‫ين﴾ (البقرة‪ 0)520 :‬فاألمر هنا بمعنى الدعاء إذ جاء ممن‬ ‫َم ْوَال َنا َف ْان ُ‬
‫ص ْرَنا َع َلى ْال َق ْوم ْال َكافر َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫هو أدنى من المأمور‪ ،‬وغير ذلك من اآليات التي ورد فيها األمر ولكن يقصد منه ً‬
‫معنى غير‬
‫ً‬
‫معناه الحقيقي‪ ،‬إذا لفهم هذه المعاني وإدراكها يحتاج َم ْن قرأ كالم الله إلى ما يعينه على‬
‫ذلك‪ 0‬وعلم المعاني من مباحث علم البالغة التي يبحث في هذا الجانب‪0‬‬

‫وجامعة الراية إحدى الجامعات في إندونيسيا التي تدرس فيها اللغة العربية‬
‫وعلومها‪ ،‬منها علم البالغة‪ 0‬ومن أهم تطبيق هذا العلم‪ ،‬أن يطبق الدارس لفهم معاني‬
‫َ‬
‫القرآن وإدراك أسراره‪ 0‬ومن أجل ذلك يود الباحث معرفة قدرة الطالب على تطبيق ما‬
‫تعلموه من دراسة علم البالغة من خالل بحثه تحت عنوان "دور دراسة علم المعاني‬
‫لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب البالغية في سورة آل عمران (األمر‬
‫ً‬
‫نموذجا)"‪ ،‬فاختار سورة آل عمرن لكونها من األجزاء التي حفظها الطالب خاصة طالب‬
‫ً‬
‫المستوى الثاني‪ ،‬وبالتالي ما يكون محفوظا سهل عليهم تطبيقه بخالف ما لم ُيحف‪0.‬‬
‫‪4‬‬

‫ومن األسباب التي تدفع الباحث لكتابة هذا البحث‪:‬‬

‫‪ 01‬تحديد مدى دور دراسة علم المعاني في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‬
‫لدى طالب مستوى ثاني الكلية بجامعة الراية‪0‬‬
‫‪ 05‬معرفة قدرة طالب مستوى ثاني الكلية على فهم معاني القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪ 01‬وجود االرتباط القوي بين دراسة علم البالغة وفهم القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪ 00‬أهمية تطبيق هذا العلم على فهم القرآن الكريم ومعرفة أسراره‪0‬‬
‫‪ 01‬وجود بعض طرق ومقترحات لتنمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‬
‫لدى الطالب من خالل تدريس علم البالغة‪0‬‬
‫ً‬ ‫‪ 00‬كون البحث العلمي بهذا العنوان لم يكتبه ٌ‬
‫أحد بجامعة الراية وخاصة في باب‬
‫األمر‪0‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬مشكلة البحث وأسئلته‬
‫من أهم أهداف التعلم هو تطبيقه‪ ،‬ومن خالل هذا البحث حاول الباحث اإلجابة‬
‫عن بعض األسئلة‪ ،‬وهي في الجملة ترجع إلى األسئلة الرئيسة الثالثة‪:‬‬

‫‪ 01‬ما معنى األمر؟‬


‫‪ 05‬ما دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب‬
‫البالغية (األمر) في القرآن الكريم (سورة آل عمران)؟‬
‫‪ 01‬كيف االستفادة من نتائج الدراسة في تنمية فهم األساليب البالغية في القرآن‬
‫الكريم لدى طالب مستوى ثاني الكلية؟‬
‫‪5‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث‬
‫يهدف هذا البحث إلى األمور التالية‪:‬‬

‫‪ 01‬تحديد مدى دور دراسة علم المعاني في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‬
‫لدى طالب مستوى ثاني الكلية بجامعة الراية‪0‬‬
‫‪ 05‬معرفة أساليب األمر ودالالته البالغية في سورة آل عمران‪0‬‬
‫‪ 01‬تقديم بعض طرق ومقترحات في تنمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‬
‫لدى طالب مستوى ثاني الكلية‪0‬‬

‫ً‬
‫رابعا‪ :‬أهمية البحث‬
‫تظهر أهميته البحث في جانبين‪:‬‬

‫أحدهما ما تعود أهميته إلى الطالب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ 01‬تعريف الطالب أهم أهداف من دراسة علم البالغة وهو فهم كالم الله ﷻ وكالم‬
‫رسوله ﷺ‪0‬‬
‫‪ 05‬التأكيد على أهمية دراسة علم البالغة‪0‬‬
‫‪ 01‬محاولة كشف قدرة الطالب على تطبيق ما تعلموه من علم البالغة‪0‬‬
‫‪ 00‬حث الطالب على دراسة علم البالغة‪0‬‬

‫وثانيها ما تعود أهميته إلى الجامعة‪ ،‬وهي المشاركة في تنمية فهم القرآن الكريم‬
‫لدى الطالب من خالل تقديم بعض طرق ومقترحات يمكن تطبيقها أثناء تدريس علم‬
‫البالغة‪ ،‬خاصة باب األمر‪0‬‬
‫‪6‬‬

‫ً‬
‫خامسا‪ :‬حدود البحث‬
‫هذا البحث ركز على معرفة مدى دور دراسة علم المعاني في فهم األساليب‬
‫البالغية في القرآن الكريم‪ ،‬وحدد الباحث باب األمر‪ ،‬وهو أحد أساليب علم المعاني‪،‬‬
‫ً‬
‫واختار سورة آل عمران لتكون نموذجا‪ 0‬وأجري هذا البحث لطالب مستوى ثاني الكلية‬
‫بجامعة الراية بسوكابومي‪-‬إندونيسيا في الفصل الدراس ي عام ‪ 1001-1012‬ه‪-5112/‬‬
‫‪ 5112‬م‪0‬‬

‫ً‬
‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫لقد سبقت كتابة البحوث العلمية بالعناوين المشابهة لهذا البحث‪ ،‬وهي ما يلي‪:‬‬

‫الدراسة األولى‪:‬‬

‫"أساليب األمر والنهي في القرآن الكريم وأسرارها البالغية"‪ ،‬ليوسف عبد الله‬
‫األنصاري‪ ،‬البحث مقدم للحصول على درجة الماجستير في البالغة والنقد‪ ،‬عام ‪1011‬‬
‫ه‪ 1221/‬م‪ ،‬بجامعة أم القرى المملكة العربية السعودية‪ ،‬كلية اللغة العربية قسم‬
‫الدراسات العليا العربية فرع البالغة والنقد‪0‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى كشف خصائص نظم القرآن وأساليبه البالغية‪ 0‬واختار‬
‫الباحث أساليب األمر والنهي كالنموذج‪ 0‬والمنهج الذي سلكه الباحث في بحثه هو المنهج‬
‫الوصفي التطبيقي‪ 0‬وتوصل الباحث إلى النتائج‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬أن األوامر والنواهي في القرآن نوعان‪:‬‬


‫أ‪ .‬أوامر ٍ‬
‫ونواه حقيقية تكليفية تشريعية والمطلوب بها طلب الفعل أو تركه على‬
‫جهة الوجوب وتتألف بها معان بالغية ُ‬
‫تعين على تصور المراد‪0‬‬ ‫ٍ‬
‫‪7‬‬

‫ونواه ليس المراد منها األحكام الشرعية‪ ،‬بل المراد منها المعاني‬
‫ٍ‬ ‫ب‪ .‬أوامر‬
‫البالغية التي تستفاد من السياق منها الرشد واإلرشاد واإلجابة والدعاء وغير‬
‫ذلك‪0‬‬
‫‪ ‬أن األوامر والنواهي في القرآن الكريم تخضع في ترتيبها إلى ٍ‬
‫توال متجانس "أمر أمر"‬
‫أو "نهي نهي" وغير متجانس "أمر نهي" وهو كثير في القرآن الكريم أو "نهي أمر"‬
‫وهو قليل‪ 0‬وكل ذلك ألسرار بالغية كشفت الدراسة عن بعض أسرارها في مظانها‬
‫من هذا البحث‪0‬‬
‫ً‬
‫هذه الدراسة توافق هذا البحث في أن كال منهما بحث في باب األمر‪ ،‬إال أن هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الدراسة كانت بحثا واسعا تبحث في باب األمر والنهي في القرآن الكريم كله من حيث‬
‫الترتيب والمعاني الحقيقية التكليفية التشريعية والمعاني البالغية‪ ،‬ثم تكشف عن‬
‫بعض أسرارها البالغية‪ 0‬بخالف هذا البحث‪ ،‬فإنها أخص منها‪ ،‬إذ ركز على باب األمر في‬
‫سورة واحدة لمعرفة دالالته البالغية‪ 0‬والهدف منها تحديد درجة تأثير دراسة علم‬
‫المعاني لدى طالب المستوى الثاني في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‪ ،‬واختار‬
‫ً‬
‫الباحث سورة آل عمران نموذجا‪0‬‬

‫الدراسة الثانية‪:‬‬
‫ً‬
‫"بالغة األمر والنهي في الخطاب القرآني سورة آل عمران نموذجا"‪ ،‬كتبته الباحثتان‬
‫ً‬
‫هما أمال مبروك ودليلة لحمر‪ ،‬تكميال لنيل شهادة الماجستير في اللغة واألدب العربي‪،‬‬
‫عام ‪ 1012-1015‬ه‪ 5115-5110/‬م‪ ،‬بجامعة العربي التبس ي –تبسة‪ -‬الجزائر‪ ،‬كلية‬
‫األدب واللغات قسم اللغة واألدب العربي‪ ،‬تخصص علموم اللسان‪0‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على خصائص االستعمال القرآني للجملة‬
‫الطلبية‪ 0‬واختارت الباحثتان أساليب األمر والنهي كالنموذج‪ ،‬وكذا تهدف إلى إبراز قدرة‬
‫‪8‬‬

‫التحليل النحوي والبالغي على إدراك تجليات اإلعجاز اللغوي والمعنوي في القرآن‬
‫الكريم‪0‬‬

‫والمنهج الذي سلكه الباحث في بحثه هو المنهج الوصفي التطبيقي‪ 0‬وتوصل‬


‫البحث إلى النتائج‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬إن أسلوب األمر والنهي من أكثر األساليب اإلنشائية الطلبية التي سجلت حضورا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قويا ومميزا في الخطاب القرآني‪ 0‬وأن صيغ األمر في سورة آل عمران أكثر ورودا من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النهي إذ وردت في أربعين موضعا‪ ،‬بينما النهي وردت في أحد عشر موضعا‪0‬‬
‫‪ ‬النظام النحوي للعربية ال يقتصر على تفسير وظائف أجزاء الجملة وفق نظرية‬
‫العامل فحسب‪ ،‬بل يستعين بكل ما يتصل بدالالت المقام‪ 0‬والمقام للجملة‬
‫والنص يكشف عن األغراض التي يهدف إليها المتكلم‪0‬‬
‫‪ ‬مواضع األمر والنهي في القرآن الكريم ال تحتاج إلى بيان‪ ،‬والذي يستحق أن نقف‬
‫عنده هو ما خالف األصل في استعماله‪ 0‬وأساليب األمر والنهي في القرآن الكريم‬
‫تعتبر من مراتب الحكم الشرعي‪0‬‬
‫ً‬
‫فهذه الدراسة تتوافق مع هذا البحث في أن كال منهما يبحث باب األمر في سورة‬
‫آل عمران‪ ،‬إال أن الهدف منها التعرف على خصائص االستعمال القرآني للجملة الطلبية‪0‬‬
‫أما الهدف من هذا البحث فال ينحصر على معرفة أساليب األمر في هذه السورة‪ ،‬وإنما‬
‫الهدف األسس ي هو معرفة درجة تأثير دراسة علم المعاني لدى الطالب في فهم األساليب‬
‫البالغية في القرآن الكريم‪ ،‬ومن خالله يمكن الباحث االستفادة منها بأن يقدم بعض‬
‫المقتراحات التي تعين على تنمية فهم الطالب لألساليب البالغية في القرآن الكريم خاصة‬
‫في أساليب األمر لما ترتب على معرفة دالالته معرفة األحكام الشرعية‪0‬‬

‫الدراسة الثالثة‪:‬‬
‫‪9‬‬

‫"األمروالنهي ودالالتهما البالغية في سورة البقرة"‪ ،‬كتبه بابكر عابدين بابكر خلف الله‬
‫للحصول على شهادة الماجستير في علم البالغة‪ ،‬عام ‪ 1012‬ه‪ 5115/‬م‪ ،‬بجامعة الرباط‬
‫الوطني‪0‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى إظهار أحكام األمر والنهي البالغية وإعجاز ألفاظه في‬
‫سورة البقرة‪ ،‬وآراء البالغيين واألصوليين فيهما‪ 0‬ومعرفة دالالتهما البالغية املختلفة في‬
‫كثير من أحكام العبادات والمعامالت‬
‫هذه السورة‪ ،‬لما ترتبت على معرفتهما معرفة ٍ‬
‫وغيرها المتعلقة بهما‪ ،‬وكذا معرفة أثرهما في استنباط األحكام الشرعية لألمر والنهي في‬
‫هذه السورة‪0‬‬

‫والمنهج الذي سلكه الباحث في بحثه هو المنهج الوصفي التطبيقي االستقرائي‪0‬‬


‫وتوصل البحث إلى النتائج‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ورود األمر والنهي في هذه السورة‪ ،‬وكان األمر أكثر ورودا من النهي إذ ورد األمر في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مئة وعشرين آية مع صيغه املختلفة‪ ،‬بينما النهي ورد في أربع وخمسين آية‪0‬‬
‫‪ٍ ‬‬
‫لكل من األمر دالالت تفهم من صيغ األلفاظ وقرائن األحوال‪ ،‬وتختلف هذه‬
‫الدالالت باختالف آراء المفسرين والعلماء‪ ،‬وباختالف القراءات القرآنية‪0‬‬
‫‪ ‬أن صيغ األمر والنهي تعين على معرفة األحكام الشرعية من الحالل والحرام‬
‫والمندوب والمكروه والمباح وغيرها‪0‬‬
‫‪ ‬االقتراح لمن أراد أن يد ّرس البالغة ويدرسها أن يهتم بكشف أسرار القرآن‬
‫الكريم البيانية والداللية‪ ،‬والموازنة بين التفاسير البالغية وغيرها من التفاسير‬
‫لغرض التعرف على مواقع التشابه واستنباط األحكام الشرعية‪ ،‬وربط المؤلفات‬
‫البالغية الحديثة بالقرآن الكريم‪ ،‬وذلك بالتركيز على االستشهاد باآليات الكريمة‬
‫والسنن النبوية الشريفة‪0‬‬
‫‪10‬‬

‫ً‬
‫هذه الدراسة تركز على إظهار أحكام األمر والنهي في سورة البقرة معتمدا على‬
‫آراء المفسرين والبالغيين من خاللها يستطيع الباحث أن يستنبط األحكام الشرعية‬
‫لألمر والنهي من الوجوب والمندوب واإلباحة والحرام والمكروه في هذه السورة‪ 0‬بخالف‬
‫ً‬
‫هذا البحث ينحصر على معرفة دالالت األمر البالغية في سورة آل عمران معتمدا على‬
‫آراء المفسرين والبالغيين ألجل المقارنة بينها وبين إجابة الطالب عن طريق االختبار‪ ،‬من‬
‫خاللها يعرف الباحث مدى دور دراسة علم المعاني لديهم في فهم األمر ودالالته البالغية‬
‫في سورة آل عمران‪ ،‬ويمكن الباحث أن يقدم بعض طرق ومقترحات لتنمية فهم األساليب‬
‫البالغية في القرآن الكريم لديهم من خالل تدريس البالغة‪0‬‬

‫الدراسة الرابعة‪:‬‬

‫"األمر في سورة النساء (دراسة تحليلية نحوية بالغية)"‪ ،‬لشمس الدين‪ ،‬البحث قدمه‬
‫لنيل شهادة الماجستير في قسم تعليم اللغة العربية‪ ،‬عام ‪ 1012‬ه‪ 5115/‬م‪ ،‬بجامعة‬
‫عالء الدين اإلسالمية الحكومية مكسر‪0‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى وصف صور األمر النحوية والبالغية في سورة النساء‪،‬‬
‫وتحليل المعاني في معالجة األمر في سورة النساء‪ 0‬والمنهج الذي استخدمه الباحث هو‬
‫المنهج الوصفي النوعي‪0‬‬

‫لقد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ ‬أن معظم ما ذكر من صيغ األمر في سورة النساء هي صيغ فعل أمر صريح‪ 0‬وتدل‬
‫هذه الصيغ إلى دالالتها البالغية‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬واإلرشاد‪ ،‬وغيرها‪0‬‬
‫‪ ‬أن معرفة مضمون القرآن الكريم تحتاج إلى اآلالت التي تعين على فهمه فهما‬
‫ً‬
‫صحيحا‪ 0‬ومما يعين على ذلك علم البالغة وعلم النحو‪0‬‬
‫‪11‬‬

‫فهذه الدراسة كانت تركز على وصف األمر النحوية البالغية في سورة النساء‪،‬‬
‫ولكن كان التركيز من الناحية النحوية أكثر من الناحية البالغية‪ 0‬بخالف هذا البحث فإنه‬
‫يركز على معرفة األمر ودالالته البالغية وال يركز عليها من الناحية النحوية‪0‬‬

‫الدراسة الخامسة‪:‬‬

‫"أثر مقرر البالغة في التذوق اللغوي لدى طالب المستوى الثاني من الكلية بجامعة‬
‫ً‬
‫الراية (الحقيقة واملجاز نموذجا)"‪ 0‬كتبه سبيل رشاد‪ ،‬البحث قدمه لنيل شهادة‬
‫البكالوريوس في قسم تعليم اللغة العربية‪ ،‬عام ‪ 1012-1012‬ه‪ 5112-5115/‬م‪ ،‬بجامعة‬
‫الراية سوكابومي‪0‬‬

‫يهدف البحث إلى معرفة مدى أثر مقرر البالغة (الحقيقة واملجاز) لدى الطالب‬
‫بجامعة الراية في التذوق اللغوي‪ 0‬وسلك الباحث في بحثه المنهج الوصفي التحليلي‪0‬‬

‫وتوصلت هذه الدراسة إلى النتيجة‪ ،‬وهي وجود تأثير باب املجاز في مقرر البالغة‬
‫لدى طالب المستوى الثاني من الكلية بجامعة الراية في تذوقهم اللغوي‪ 0‬حيث أثبت هذه‬
‫الدراسة بعد إقامة الباحث باالختبار وتحليل النتائج عن طريق المقارنة بين نتائج‬
‫الطالب بالنسبة المئوية في استخراج املجاز من الحقيقة وفي استخراج مجاز مرسل من‬
‫النصوص وكذا في توضيح عالقة املجاز المرسل‪ ،‬أن اإلجابة الصحيحة بالنسبة المئوية‬
‫مرتفعة وهي ‪ ،% 20،05‬وأما اإلجابة الخاطئة منخفضة وهي ‪0% 11،12‬‬

‫وهذه الدراسة تجرى ألجل كشف مدى تأثير مقرر البالغة لدى طالب الراية في‬
‫التذوق اللغوي من خالل االختبار‪ 0‬واختار الباحث علم البيان باب الحقيقة واملجاز‪،‬‬
‫وتجرى الدراسة لطالب المستوى الثاني من الكلية‪ 0‬بخالف هذا البحث فإنه دراسة‬
‫تطبيقية تجرى لمعرفة دور دراسة علم البالغة لدى طالب مستوى ثاني الكلية بجامعة‬
‫الراية في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‪ ،‬واختار الباحث علم المعاني باب األمر‬
‫ً‬
‫وحدد سورة آل عمران نموذجا‪ ،‬واالستفادة من نتائج الدراسة في تقديم بعض‬
‫‪12‬‬

‫المقترحات لتنمية فهم األساليب البالغية لدى الطالب في القرآن الكريم من خالل‬
‫تدريس علم المعاني خاصة باب األمر‪ 0‬وإن كان يوافقها في أنه يجرى لطالب المستوى‬
‫الثاني من الكلية‪0‬‬

‫الدراسة السادسة‪:‬‬

‫"أثر مقرر البالغة في التذوق اللغوي لدى طالب المستوى الرابع قسم تعليم اللغة‬
‫ً‬
‫العربية بجامعة الراية (البديع نموذجا)"‪ ،‬ملحمد جهاد‪ ،‬البحث مقدم لنيل شهادة‬
‫البكالوريوس في قسم تعليم اللغة العربية‪ ،‬عام ‪ 1012-1012‬ه‪ 5112-5115/‬م‪ ،‬بجامعة‬
‫الراية سوكابومي‪0‬‬

‫والهدف من هذه الدراسة مثل الهدف من الدراسة الخامسة‪ ،‬وهو معرفة درجة‬
‫تأثير مقرر البالغة لدى الطالب في تذوقهم اللغوي‪ ،‬إال أنها تركز على علم البديع والحد‬
‫البشري هو طالب المستوى الرابع من الكلية‪ ،‬بينما الدراسة الرابعة فإنها تركز على علم‬
‫البيان باب الحقيقة واملجاز‪ ،‬والحد البشري هو طالب المستوى الثاني من الكلية‬
‫بجامعة الراية‪ 0‬وكذا تهدف إلى االستفادة من نتائج البحث في تنمية التذوق اللغوي لديهم‬
‫من خالل تدريس البالغة‪ 0‬أما المنهج الذي سلكه الباحث فيه فهو المنهج الوصفي‬
‫التحليلي‪ ،‬وقد توصلت البحث إلى النتائج‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬الوصول إلى المفهوم الصحيح للتذوق اللغوي‪ ،‬وهو القدرة على إدراك جمال‬
‫األلفاظ وبالغتها والتمييز بين العبارات مع إصدار الحكم عليها بالجودة والرداءة‪0‬‬
‫‪ ‬وجود أثر كبير لمقرر علم البديع في التذوق اللغوي لدى طالب المستوى الرابع‬
‫ّ‬
‫من الكلية لكونه يمكنهم من إدراك أفضل العبارتين وأبلغها أثناء القيام بالموازنة‬
‫بينهما وكانوا يستعينون بما درسوا من علم البديع‪0‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ ‬إن من الطرق المؤثرة في تدريس البالغة في تنمية التذوق اللغوي هي بالتركيز على‬
‫الجهد المبذول فيه إلى عملية النقد وإكثار المفاضلة بين التعبيرات أو بين‬
‫الوحدات األدبية األخرى‪0‬‬

‫أما الدراسة السادسة فهي شبيهة للدراسة الخامسة‪ ،‬تجرى ألجل كشف مدى‬
‫تأثير مقرر البالغة لدى طالب الراية في التذوق اللغوي واالستفادة من نتائج البحث في‬
‫تنمية التذوق اللغوي لديهم من خالل تدريس البالغة‪ 0‬إال أنها تركز على علم البديع‪ 0‬أما‬
‫هذا البحث فقد ذكر الباحث في التعقيب على الدراسة الرابعة فأغنى عن ذلك من‬
‫إعادته‪0‬‬

‫ً‬
‫سابعا‪ :‬هيكل البحث‬
‫يتضمن البحث خمسة فصول‪ ،‬ولكل فصل يحتوي عدة مباحث‪ ،‬وقد يحتوي‬
‫بعض المباحث على عدة مطالب‪ 0‬وهي على التفصيل التالي‪:‬‬

‫الفصل األول عبارة عن المقدمة‪ ،‬وتشمل‪ :‬خلفية البحث وأسباب اختيار‬


‫الموضوع‪ ،‬ومشكلة البحث وأسئلته‪ ،‬وأهداف البحث‪ ،‬وأهمية البحث‪ ،‬وحدود البحث‪،‬‬
‫والدراسات السابقة‪0‬‬

‫وأما الفصل الثاني فعبارة عن الجانب النظري‪ 0‬ويشمل عدة مباحث‪ :‬المبحث‬
‫األول تكلم عن علم البالغة‪ ،‬ويحتوي على مطلبين‪ :‬الفصاحة والبالغة‪ ،‬تعريف فرق‬
‫بينهما‪ ،‬وأهمية علم البالغة‪ 0‬والمبحث الثاني تكلم عن األسلوب‪ ،‬ويحتوي على ثالثة‬
‫مطالب‪ :‬معنى األسلوب‪ ،‬وأنواع األسلوب‪ ،‬ومفهوم األساليب البالغية‪ 0‬والمبحث الثالث‬
‫تكلم عن علم المعاني‪ ،‬ويحتوي على مطلبين‪ :‬تقسيم الكالم إلى الخبر واإلنشاء‪ ،‬والكالم‬
‫عن األمر‪ ،‬والمبحث الرابع تكلم عن أساليب األمر في القرآن الكريم‪ ،‬ويحتوي مطلبين‪:‬‬
‫أساليب األمر في القرآن الكريم‪ ،‬ومناهج العلماء في معالجة األمر‪0‬‬
‫‪14‬‬

‫والفصل الثالث عبارة عن منهج البحث الذي سلكه الباحث‪ ،‬ويشمل مبحثين‬
‫هما‪ :‬مصطلحات البحث‪ ،‬ومنهج البحث‪ ،‬ويشمل عدة مطالب‪ :‬وقت البحث ومكانه‪،‬‬
‫ومجتمع البحث‪ ،‬ونوع البحث وطريقته‪ ،‬ومصادر البحث‪ ،‬وطريقة جمع البيانات‪،‬‬
‫وتحليل البيانات‪0‬‬

‫والفصل الرابع عبارة عن الجانب التحليلي والتطبيقي‪ ،‬وهو عرض البيانات‬


‫وتحليلها واالستفادة منها في نتمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم لدى طالب‬
‫مستوى ثاني الكلية‪ 0‬ويشمل ثالثة مباحث‪ :‬المبحث األول عرض جميع جملة أساليب‬
‫األمر في سورة آل عمران‪ ،‬ويشمل مطلبين هما‪ :‬التعرف بسورة آل عمران‪ ،‬وتحليل‬
‫أساليب األمر في سورة آل عمران‪ 0‬والمبحث الثاني عرض نتيجة دور دراسة علم المعاني‬
‫لدى الطالب في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم (باب األمر)‪ 0‬والمبحث الثالث‬
‫االستفادة من نتائج الدراسة في تنمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم لدى طالب‬
‫مستوى ثاني الكلية‪0‬‬

‫والفصل الخامس عبارة عن الخاتمة‪ ،‬ويشمل نتائج البحث‪ ،‬والتوصيات‬


‫والمقترحات‪0‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫اإلطارالنظري‬
‫يتضمن هذا الفصل أربعة مباحث‪ ،‬وتفصيله على ما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الكالم على علم البالغة‬


‫الكالم في هذا المبحث حول ثالثة مطالب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الفصاحة والبالغة‪ ،‬تعريف ووجه فروق بينهما‬


‫ولكل له خصائصه‬ ‫اللغة العربية ذات علوم كثيرة‪ ،‬تتفرع منها وتنتسب إليها‪ٍ ،‬‬
‫ً‬
‫وأغراضه ودوره‪ ،‬ومع هذه الخصائص واألغراض فإنه يكمل بعضها بعضا ويجعل العلوم‬
‫ً‬
‫العربية متكاملة‪0‬‬

‫لقد وردت عند العرب كلماتا "الفصاحة والبالغة"‪ ،‬وتكلم علماء البالغة في‬
‫مؤلفاتهم وبدؤوا بالكالم على تعريفهما ووجه الفروق بينهما‪ ،‬ويمكن أن ُيذكر هنا‬
‫باختصار على ما يلي‪:‬‬

‫ً‬
‫معنى الفصاحة لغة‪:‬‬
‫ً‬
‫ذكر صاحب البالغة الواضحة أن الفصاحة لغة‪ :‬الظهور والبيان‪ 0‬تقول أفصح‬
‫ُ‬
‫الصبح إذا ظهر(‪ 0)1‬وذكر في اللسان "رجل فصيح وكالم فصيح" أي بليغ‪" ،‬ولسان فصيح"‬
‫وفصح األعجمي فصاحة إذا تكلم‬ ‫طلق‪ ،‬وأفصح الرجل القو َل فلما كثر وعرف‪ُ ،‬‬‫أي ٌ‬

‫‪ )1‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ص‪01‬‬

‫‪15‬‬
‫‪16‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫بالعربية وفهم عنه‪ ،‬وأفصح الصبي في منطقه إفصاحا إذا فهمت ما يقول في أول ما‬
‫ً‬
‫يتكلم‪ ،‬وأفصح عن الش يء إفصاحا إذا َب َّي َنه وكشفه(‪0)1‬‬

‫وذكر صاحب "البالغة وفنونها وأفنانها" معنى الفصاحة أنها "الظهور واإلبانة‬
‫والسالمة من كل ما يشوب الش يء ويكدره‪ 0‬فأفصح الصبح حينما تزول الظلمة التي‬
‫تختلط بضوئه‪ 0‬ثم ُ‬
‫استعملت الفصاحة فيما بعد لتدل على الكالم الظاهر في معناه‪،‬‬
‫الخفيف على لسان من ينطق به‪ ،‬وعلى سمع من َّ‬
‫يوجه إليه‪ ،‬ثم صار بعد ذلك للفصاحة‬
‫فصلها الخاص بها‪ ،‬التي تعرف شروطها ومجاالتها من أقوال القول" (‪0)2‬‬

‫ً‬
‫معنى الفصاحة اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬
‫قد وردت عند العلماء عدة تعريفات للفصاحة اصطالحا‪ ،‬ولعل أحسنها ما ذكره‬
‫ابن األثير‪ ،‬وقال‪" :‬الكالم الفصيح هو الظاهر البين‪ ،‬أن تكون ألفاظه مفهومة في كالمهم‪،‬‬
‫وإنما كانت مألوفة االستعمال‪ ،‬دائرة في الكالم دون غيرها من األلفاظ‪ ،‬لمكان حسنها‪،‬‬
‫وذلك ألن أرباب النظم والنثر غربلوا اللغة باعتبار ألفاظها‪َ ،‬‬
‫وسبروا‪ ،‬وقسموا‪ ،‬فاختاروا‬
‫الحسن من األلفاظ‪ ،‬ونقوا القبيح منها‪ ،‬فلم يستعملوه‪ ،‬فحسن األلفاظ سبب‬
‫استعمالها دون غيرها‪ ،‬واستعمالها دون غيرها سبب ظهورها وبيانها‪ ،‬فالفصيح من‬
‫األلفاظ هو الحسن"(‪0)3‬‬

‫فيستفاد من تعريف ابن األثير السابق أن الفصاحة هي الكالم البين‪ ،‬وذلك بأن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتضمن ألفاظا مفهومة ومألوفة‪0‬‬

‫‪ )1‬ابن منظور‪ 0‬لسان العرب‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ :‬وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف والدعوة‬
‫واإلرشاد‪ 1011 ،‬م‪ ،‬حرف الحاء مادة "فصح"‪0‬‬
‫‪ )5‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ :‬دار الفرقان‪ ،‬ط‪1012 ،5‬‬
‫ه‪ 1222/‬م‪ ،‬ص‪015-10‬‬
‫‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪005‬‬
‫‪17‬‬

‫ً‬
‫والكالم ال يكون فصيحا إال إذا توافرت شروط في تركيبها‪ ،‬ذكرها العلماء في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مؤلفاتهم‪ ،‬وهي‪ :‬أن تكون كلماته موافقة للقياس الصحيح‪ ،‬أي أن يكون الكالم موافقا‬
‫لقواعد اللغة الصحيحة‪ ،‬وأن يسلم التركيب من تنافر الكلمات الذي يؤدي إلى ثقلها على‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫بمكان ق ِفر ‪00000‬وليس ق ْر َب‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫السمع وأدائها في اللسان‪ ،‬وذلك كقول الشاعر‪" :‬وقبر ٍ‬
‫حرب‬
‫َ‬
‫حرب ق ْب ُر"‪ 0‬وأن يسلم من التعقيد اللفظي الذي يؤدي إلى خفي داللة الكالم على‬
‫قبر ٍ‬
‫المعنى المراد‪ ،‬كتأخير الكلمات أو تقديمها عن موطنها األصلية‪ ،‬وأن يسلم من التعقيد‬
‫ّ‬
‫المعنوي‪ ،‬كأن يستعمل المتكلم كلمات في غير معانيها الحقيقية‪ ،‬كقولك‪" :‬بث الحاكم‬
‫ألسنته في المدينة"‪ ،‬وتقصد "بألسنة" الجاسوس(‪0)1‬‬

‫ً‬
‫معنى البالغة لغة‪:‬‬
‫ً ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جاء في اللسان َ"بل َغ الش يء َي ْبل ُغ بلوغا وبالغا وصل وانتهى‪ ،‬وأبلغه هو إبالغا وبلغه‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً ّ‬
‫وبلغت المكان بلوغا أي‬ ‫تبليغا‪ ،‬وتبلغ بالش يء وصل إلى مراده وبلغ مبلغ فالن ومبلغته‪0‬‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫وصلت إليه‪ ،‬وكذا إذا شارفت عليه‪ 0‬ومنه قوله ﷻ‪﴿ :‬ف َبلغ َن أ َجل ُه َّن﴾ (البقرة‪ )511 :‬أي‬
‫قاربنه‪ 0‬وهكذا نجد إن الداللة اللغوية تتمحور حول الوصول‪ ،‬أو مقاربة الوصول‪ ،‬أو‬
‫االنتهاء إلى الش يء واإلفضاء إليه (‪0)2‬‬

‫ً‬
‫معنى البالغة اصطالحا‪:‬‬
‫وقد وردت عدة تعريفات للبالغة عند العلماء‪ ،‬منهم من رأى أن الكالم البليغ هو‬
‫ً‬
‫الكالم الفصيح لما طابق مقتض ى الحال‪ ،‬ومنهم من رأى أن الكالم يكون بليغا إذا جرى‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬البالغة الواضحة‪ ،‬ص‪05-1‬‬


‫‪ )5‬محمد أحمد قاسم‪ ،‬ومحيي الدين ديب‪ 0‬علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)‪ ،‬لبنان‪ :‬المؤسسة‬
‫الحديثة للكتاب‪ ،‬ط‪ 5111 ،1‬م‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪18‬‬

‫على أحسن صورته‪ ،‬ويصل معناه إلى القلب‪ ،‬ومنهم من رأى أنها قريب من الفصاحة من‬
‫حيث المعنى‪ 0‬وبهذا لعل تعريف عبد القاهر الجرجاني جامع لهذه كلها‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"البالغة هي وصف الكالم بحسن الداللة‪ ،‬وتمامها فيما له كانت داللة‪ ،‬ثم ّ‬
‫تبرجها‬
‫في صورة هي أبهى وأزين‪ ،‬وآنق وأعجب‪ ،‬وأحق بأن تستولي على هوى النفس‪ ،‬وتنال الح‪.‬‬
‫األوفر من ميل القلوب‪ ،‬وأولى بأن تطلق لسان الحامد‪ ،‬وتطيل رغم الحاسد‪ ،‬وال جهة‬
‫الستعمال هذه الخصال غير أن يؤتى المعنى من الجهة التي هي أصح لتأديته‪ ،‬ويختار له‬
‫ً‬
‫اللف‪ .‬الذي هو أخص به‪ ،‬وأكشف عنه‪ ،‬وأتم له‪ ،‬وأحرى بأن يكسبه نبال‪ ،‬ويظهر فيه‬
‫مزية"(‪0)1‬‬
‫ً‬
‫أو بعبارة أخرى ما ذكره صاحب البالغة الواضحة‪" :‬تأدية المعنى الجليل واضحا‬
‫بعبارة صحيحة فصيحة‪ ،‬لها في النفس أثر خالب‪ ،‬مع مالءمة كل للموطن الذي يقال‬
‫فيه‪ ،‬واألشخاص الذين يخاطبون"(‪0)2‬‬

‫الفرق بين البالغة والفصاحة‪:‬‬


‫لقد سبق ذكر التعريف لكل من الفصاحة والبالغة‪ ،‬والفرق بينهما أن الفصاحة‬
‫يوصف بها المفرد والكالم والمتكلم‪ ،‬فيقال‪ :‬لفظة فصيحة‪ ،‬وكالم فصيح‪ ،‬ورجل فصيح‪0‬‬
‫أما البالغة فيوصف بها الكالم والمتكلم فقط‪ ،‬فيقال‪ :‬كالم بليغ‪ ،‬ورجل بليغ‪ 0‬وبين االثنين‬
‫عموم وخصوص ومطلق‪ ،‬فالفصاحة أعم والبالغة أخص‪ ،‬فكل فصيح بليغ‪ ،‬وليس كل‬
‫ً‬
‫بليغ فصيحا(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ 0‬دالئل اإلعجاز في علم المعاني‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار المعارف‪ 1015 ،‬ه‪ 1225/‬م‪،‬‬
‫ص‪011‬‬
‫‪ )5‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪ )1‬عتيق‪ ،‬عبد العزيز‪ 0‬في البالغة العربية علم المعاني‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪1011 ،1‬‬
‫ه‪ 5112/‬م‪ ،‬ص‪015‬‬
‫‪19‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية علم البالغة‬


‫إن لعلم البالغة فوائد وأهمية‪ ،‬ومن أبرز فوائدها‪:‬‬

‫‪ 01‬يعين الدارس على معرفة معاني القرآن وأسراره‪ ،‬وهذا من هدفها األسس ي من‬
‫ً‬
‫تعلم هذا العلم‪ ،‬والبالغة مما يجب على المفسرين معرفتها بداءة‪0‬‬
‫‪ 05‬ينمي القدرة لدى الدارس على تمييز الكالم الحسن من الرديء‪0‬‬
‫‪ 01‬يعين على فهم الجمل التي تمت قراءتها‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ 00‬تساعد المتكلم على صياغة كالمه وفقا للمناسبة‪ ،‬وتعين القارئ على إدراك‬
‫جمال أو قبح ما يقرأ‪ ،‬وتعطي الناقد آالت النقد وأحكامه(‪0)1‬‬
‫‪ 01‬تساعد على اختيار النصوص البليغة من الشعر والنثر وغيرها من أضرب‬
‫الكالم(‪0)2‬‬
‫وخالية من األخطاء(‪0)3‬‬
‫ٍ‬ ‫صحيحة‬
‫ٍ‬ ‫بطريقة‬
‫ٍ‬ ‫‪ 00‬القدرة على انتقاء النصوص األدبية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األساليب البالغية‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا المبحث تكلم عن معنى إفرادي ألسلوب لغة واصطالحا‪ ،‬ثم معناه لما أضيف‬
‫إلى البالغة‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ https://mawdoo3.com/ . )1‬تعريف_البالغة_لغة_واصطالحا‪0‬‬

‫‪ )5‬المرجع السابق‪0‬‬
‫‪ )1‬المرجع السابق‪0‬‬
‫‪20‬‬

‫المطلب األول‪ :‬معنى األسلوب‬


‫ً‬ ‫ُ‬
‫ذكر في الوسيط معنى األسلوب لغة هو الطريق والطريقة والمذهب والفن‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫أخذنا في أساليب من القول‪ 0‬يعني فنون متنوعة(‪ 0)1‬وفي البالغة وفنونها‪ :‬كل طريق ممتد‬
‫فهو أسلوب(‪ ،)2‬وفي اللسان يقال للسطر من النخيل‪ :‬أسلوب‪ ،‬وإن أنفه لفي أسلوب إذا‬
‫ً‬
‫كان متكبرا‪ 0‬وقال‪:‬‬

‫بوب‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أنوفهم‪ ،‬بالفخر‪ ،‬في أسلوب‪ ،‬وشعر األستاه بالج ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫واست في الماء‪ ،‬والجبوب‬ ‫ومعناه يتكبرون وهم أخساء‪ ،‬كما يقال‪ :‬أنف في السماء‬
‫وجه األرض(‪ُ 0)3‬ويجمع على أساليب‪0‬‬
‫ً‬
‫وقد جاءت عدة تعريفات لألسلوب اصطالحا‪ ،‬منها‪:‬‬

‫األسلوب هو الطريقة التي يسلكها صاحب الصناعة في صنعته‪ ،‬إال أن الذي يعنينا‬
‫هنا صنعة البيان(‪0)4‬‬

‫فعند هذا التعريف‪ ،‬أن األصل في األسلوب الطريقة المستخدمة لصناعة ش ٍيء‪0‬‬
‫وهذا تعريف عام يشمل أسلوب الكالم وغيره‪0‬‬

‫وهناك تعريفات أخر أخص منه منها ما قاله الجرجاني‪" :‬نظم المعاني وترتيبها‬
‫ً‬
‫ترتيبا يعتمد على إمكانات النحو‪ ،‬أو طريقة إختيار األلفاظ وتأليفها لتعبر عن المعاني‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط ‪ 1015 ، 1‬ه‪ 5111/‬م‪ ،‬مادة‬
‫"سلب"‪0‬‬
‫‪ )5‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪ )1‬ابن منظور‪ 0‬لسان العرب‪ ،‬حرف الباء مادة "سلب"‪0‬‬
‫‪ )0‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪21‬‬

‫قصد اإليضاح والتأثير"(‪ 0)1‬أو بعبارة أخرى‪" :‬المعنى المصوغ في ألفاظه مؤلفة على صورة‬
‫تكون أقرب لنيل الغرض المقصود من الكالم وأفعل في نفوس ساميعه(‪0)2‬‬

‫فهذا التعريف خاص بالكالم وكيفية توضيح معانيه من خالل اختيار األلف‪.‬‬
‫المناسبة وتأليفها‪0‬‬

‫فيستفاد من خالل التعريفات المذكورة‪ ،‬أن األسلوب بمعناه العام طريقة‬


‫يستخدمها اإلنسان للحصول على أغراضه ومقصوده‪ 0‬أما بمعناه الخاص طريقة في‬
‫الكالم يستخدمها اإلنسان للتعبير عن أفكار وأغراض ووصول المقصود إلى ساميعه‬
‫وتأثيره في نفسه‪0‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع األسلوب‬


‫قسم العلماء األسلوب إلى ثالثة أنواع‪ ،‬ولكل مزية يمكن اإلنسان استعماله‬
‫حسب الحال المناسبة له‪:‬‬

‫‪ 01‬األسلوب الخطابي‪ :‬األسلوب الذي يعتمد على العبارات الجزلة القوية‪ ،‬والجملة‬
‫الرصينة‪ ،‬والنبرة المؤثرة‪ ،‬ويجمل فيه التكرار في حركة اإللقاء(‪0)3‬‬

‫وهذا األسلوب سيتخدمه الخطيب في خطبته‪ ،‬حيث أن وضوح ألفاظه ونبر‬


‫ً‬
‫صوته‪ ،‬وحركته يؤثر في وصول المعلومات وعدمه إلى مستمعين‪ ،‬وهو أيضا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يظهر منزلة الخطيب عندهم قوة وضعفا‪0‬‬

‫‪ )1‬ستينا محمد علي أحمد‪ 0‬األساليب البالغية في سورة الملك‪ ،‬يونيو ‪ 5112‬م‪ ،‬ص‪000‬‬
‫‪ )5‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪00‬‬
‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪005‬‬
‫‪22‬‬

‫ومن أظهر ميزات هذا األسلوب التكرار‪ ،‬واستعمال المترادفات‪ ،‬وضرب األمثال‪،‬‬
‫واختيار الكلمات الجزلة ذات الرنين(‪0)1‬‬

‫‪ 05‬األسلوب العلمي‪ :‬األسلوب الذي يقوم على قوة الحجة‪ ،‬والبراعة في اإلقناع‪،‬‬
‫وترتيب األدلة والقوة في دفع الشبهات(‪ 0)2‬هذا األسلوب يستخدم لشرح وتوضيح‬
‫الحقائق العلمية ويتعلق بالعقل ال الخيال‪ 0‬وأظهر ميزات هذا األسلوب‬
‫الوضوح(‪0)3‬‬
‫‪ 01‬األسلوب األدبي‪ :‬األسلوب الذي ال بد منه من العبارات السلسة‪ ،‬وجمال‬
‫التصوير‪ ،‬ورقة التعبير‪ ،‬ألن الهدف منه إمتاع العواطف‪ ،‬وإيقاظ المشاعر‪،‬‬
‫وإرهاف اإلحساس(‪ 0)4‬وأبرز صفاته وأظهر مميزاته الجمال(‪0)5‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم األساليب البالغية‬


‫والمقصود باألساليب البالغية هي األساليب البالغية الثالثة المعروفة‪ :‬علم‬
‫البيان‪ ،‬وعلم البديع‪ ،‬وعلم المعاني(‪0)6‬‬

‫فأما علم البيان‪" :‬علم ُيعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة بالزيادة في‬
‫وضوح الداللة وبالنقصان‪ ،‬ليحترز بذلك عن الخطأ في مطابقة الكالم لتمام المراد‬
‫منه(‪ 0")7‬ويتفرع تحت هذا العلم أبواب‪ ،‬منها‪ :‬التشبيه‪ ،‬والحقيقة واملجاز‪ ،‬والكناية‪،‬‬
‫واالستعارة‪0‬‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬البالغة الواضحة‪ ،‬ص‪010‬‬


‫‪ )5‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪005‬‬
‫‪ )1‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬ص‪015‬‬
‫‪ )0‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪005‬‬
‫‪ )1‬علي الجارم ومصطفى أمين‪ 0‬البالغة الواضحة‪ ،‬ص‪011‬‬
‫‪ )6‬ستينا محمد علي أحمد‪ 0‬األساليب البالغية في سورة الملك‪ ،‬يونيو ‪ 5112‬م (مقدمة)‪0‬‬
‫‪ )5‬ابن مالك‪ ،‬بدر الدين‪ 0‬المصباح في المعاني والبيان والبديع‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬ص‪0111‬‬
‫‪23‬‬

‫وأما علم البديع‪" :‬علم ُيعرف به وجوه تحسين الكالم‪ ،‬بعد رعاية تطبيقه على‬
‫مقتض ى الحال ووضوح الداللة"(‪ 0)1‬وذكر صاحب التقريب للتحرير والتنوير بأنه "علم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعرف به الوجوه‪ ،‬والمزايا التي تكسب الكالم حسنا‪ ،‬وقبوال بعد رعاية المطابقة‬
‫لمقتض ى الحال"(‪ 0)2‬ويشتمل هذا العلم على املحسنات اللفظية‪ ،‬من أشهرها‪ :‬الجناس‪،‬‬
‫والسجع‪ ،‬واالقتباس‪ ،‬واملحسنات المعنوية‪ ،‬من أشهرها‪ :‬الطباق‪ ،‬والمقابلة‪ ،‬والتورية‪،‬‬
‫وحسن التعليل‪ ،‬وتأكيد المدح بما يشبه الذم وعكسه‪ ،‬وأسلوب الحكيم‪0‬‬

‫وأما علم المعاني‪" :‬علم يعرف به أحوال اللف‪ .‬العربي التي بها يطابق مقتض ى‬
‫ً‬
‫مطابقا لمقتض ى‬ ‫الحال"(‪ 0)3‬أو "علم يعرف به ما يلحق اللف‪ .‬من أحوال حتى يكون‬
‫كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬الخبر‪ ،‬واإلنشاء‪ ،‬والمسند إليه‪،‬‬
‫أبواب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الحال"(‪ 0)4‬ويشتمل هذا العلم على‬
‫والمسند‪ ،‬والفصل والوصل‪ ،‬والقصر‪ ،‬واإلطناب‪ ،‬والمساواة‪ ،‬اإليجاز‪ 0‬فتفصيل هذه‬
‫العلوم مذكور في كتب البالغة‪0‬‬

‫(‪)5‬‬‫المبحث الثالث‪ :‬الكالم عن علم المعاني‬


‫وبما أن األمر من موضوعات علم المعاني‪َ ،‬‬
‫فق ْب َل الشروع في الكالم على األمر‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يحسن أن يذكر الباحث شيئا من علم المعاني ثم نصل إلى األمر‪0‬‬

‫إن البالغة العربية كانت في أول األمر شاملة لعلوم البالغة الثالثة بدون تحديد‬
‫وتمييز‪ ،‬إلى أن جاء عبد القاهر الجرجاني بكتابه "دالئل اإلعجاز" وهو أول من يفرق بين‬

‫‪ )1‬السبكي‪ ،‬بهاء الدين‪ 0‬عروس األفراح في شرح تلخيص المفتاح‪ ،‬ص‪ 0550/5‬وانظر‪ :‬اإليضاح في علوم‬
‫البالغة‪ ،‬ص‪0511‬‬
‫‪ )5‬الحمد‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪ 0‬التقريب لتفسيرالتحريروالتنوير‪ ،‬ص‪052‬‬
‫‪ )1‬السبكي‪ ،‬بهاء الدين‪ 0‬عروس األفراح في شرح تلخيص المفتاح‪ ،‬ص‪020/1‬‬
‫‪ )0‬محمد أحمد قاسم ‪ ،‬ومحيي الدين ديب‪ 0‬علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)‪ ،‬ص‪0512‬‬
‫‪ ) 1‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪( 25-21‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪24‬‬

‫علم المعاني وعلم البيان‪ ،‬وهو مؤسس علم المعاني في العربية‪ 0‬وأن أصل علم المعاني‬
‫نظرية النظم التي وضعها عبد القاهر‪ُ 0‬ويقصد بالنظم تعليق الكالم بعضه على بعض‪0‬‬

‫مثال ذلك‪ :‬أن األصل في المبتدأ‪ ،‬أن يتقدم على الخبر‪ ،‬ولكن قد نرى تقديم الخبر‬
‫وسبب‪ ،‬ولذا يرى عبد القاهر أننا حينما ننطق بأي‬
‫ٍ‬ ‫على المبتدأ‪ 0‬فال بد فيه من غرض‬
‫جملة‪ ،‬ونركبها من كلماتها‪ ،‬فإن هذ التركيب ناش ئ عن المعنى الذي هيأناه في نفوسنا‬
‫وأردنا أن نعبر عنه بهذه األلفاظ‪0‬‬

‫النظم إذن عند عبد القاهر ال بد من أمرين اثنين‪ :‬المعنى الذي نريد التحدث‬
‫عنه‪ ،‬ثم اللف‪ .‬الذي نعبر به عن هذا المعنى‪ 0‬فإذا اختلف المعنى الذي نريد التعبير عنه‪،‬‬
‫فال بد أن يختلف اللف‪ .‬حتى إن كانت مادته واحدة‪ 0‬إذن هناك الصورة‪ ،‬والمعنى الذي‬
‫نعبر عنه بهذه الصورة‪0‬‬

‫شاعر"‪ 0‬حينما يختلف المعنى تختلف‬‫ٌ‬ ‫ولتوضيح تأمل هذا المثال‪" :‬إنما المتنبي‬
‫ً‬
‫الصورة لهذا المثال مع أن مادته اللغوية واحدة‪ 0‬فإذا رأى صاحبك أن المتنبي كان حكيما‬
‫ً‬
‫وليس شاعرا‪ ،‬ولكنك تريد أن تعبر عن هذا المعنى الكائن في نفسك‪ ،‬فتقول‪" :‬إنما المتنبي‬
‫شاعر"‪ 0‬وقد يتغير المعنى عندما يرى صاحبك أن أبا تمام أشعر من المنتبي‪ ،‬ولكنك ترى‬
‫عكس ذلك‪ ،‬فقد ثبت في نفسك أن المتنبي أشعر منه‪ ،‬فتعبر عن هذا المعنى بالعبارة‪:‬‬
‫إنما الشاعر المتنبي"‪ 0‬فهذا المثال مادة الكالم فيه واحدة لم تتغير‪ ،‬إنما الذي يتغير هو‬
‫صورة هذا الكالم‪ 0‬فالجملة األولى‪" :‬إنما المتنبي شاعر"‪ ،‬صارت "أنما الشاعر المتنبي"‪0‬‬
‫ً‬
‫والسر في ذلك أننا لم نفعل ذلك إال رغبة في التغيير‪ ،‬فعندما تغير المعنى تغيرت الصورة‪0‬‬
‫فترتيب األلفاظ إنما هو ناش ئ عن ترتيب المعاني في النفس‪ 0‬وذلك النظم الذي يقصده‬
‫ٌ‬
‫تطبيق علمي لهذه النظرية‪0‬‬ ‫عبد القاهر الجرجاني‪ 0‬وعلم المعاني في الحقيقة إنما هو‬
‫‪25‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقسيم الكالم إلى الخبرواإلنشاء‬


‫الكالم في اللغة العربية ينقسم إلى الخبر واإلنشاء‪:‬‬

‫‪ 01‬الخبر‪" :‬ما يحتمل الصدق والكذب"‪ 0‬أو "ما ال يتوقف تحققه ووجوده على قول‬
‫ً‬
‫المتكلم"(‪ 0)1‬ومعنى الكذب والصدق على قول الجمهور‪ ،‬إذا كان الخبر مطابقا‬
‫للواقع فهو صادق‪ ،‬وإن لم يكن ذلك فهو كاذب‪ 0‬مثاله‪" :‬ذهب أحمد إلى مكة ألداء‬
‫الحج"‪0‬‬

‫واألصل أن يلقى الخبر لغرضبن‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ -‬إفادة املخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو العبارة‪ ،‬إذا كان جاهال له‪ 0‬وسمى‬
‫البالغيون ذلك الحكم بفائدة الخبر‪ 0‬مثاله‪ :‬سوكرنو أول رئيس الجمهورية في‬
‫إندونيسيا‪0‬‬
‫‪ -‬إفادة املخاطب أن المتكلم عالم بالحكم‪ ،‬وسمى البالغيون ذلك بالزم الفائدة‪0‬‬
‫َ‬
‫حصلت على االمتياز في االختبار النهائي‪0‬‬ ‫مثاله‪:‬‬

‫وقد ُيلقى الخبر ألغرض أخرى تفهم من السياق‪ ،‬كالحث‪ ،‬والتحسر‪ ،‬وإظهار‬
‫الفرح‪ ،‬وغير ذلك من األغراض‪0‬‬
‫‪ 05‬اإلنشاء‪:‬‬

‫تعريف اإلنشاء و أقسامه‪:‬‬


‫ً‬
‫إذا كان الخبر الكالم الذي يحتمل الصدق والكذب‪ ،‬فاإلنشاء إذا "الكالم الذي‬
‫ال يحتمل الصدق والكذب"(‪ ،)2‬أو ‪:‬ما ال يصح أن يقال لقائله أنه صادق فيه أو كاذب"(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪0111‬‬


‫‪ )2‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪0105‬‬
‫‪ )3‬عتيق‪ ،‬عبد العزيز‪ 0‬علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)‪ ،‬ص‪0525‬‬
‫‪26‬‬

‫ينقسم اإلنشاء إلى قسمين‪ :‬إنشاء طلبي‪ ،‬وغير طلبي‪0‬‬


‫ً‬
‫أما األول ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب‪ 0‬وهو خمسة أنواع على‬
‫الوجه التالي‪ :‬األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والتمني‪ ،‬والنداء‪0‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫أما الثاني ما ال يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب‪ 0‬وصيغه كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المدح‪ ،‬والذم‪ ،‬والتعجب‪ ،‬وغيرها‪ 0‬والفرق بينهما أن اإلنشاء الطلبي ما تأخر وجود معناه‬
‫عن وجود لفظه‪ ،‬أما اإلنشاء غير الطلبي ما يقترن فيه الوجدان‪ ،‬أي أن يتحقق فيه وجود‬
‫لفظه‪ ،‬أي في الوقت الذي يتم اللف‪ .‬به‪ 0‬واإلنشاء غير الطلبي ليس من مباحث علم‬
‫المعاني‪ ،‬وذلك لقلة األغراض البالغية التي تتعلق به من ناحية‪ ،‬وألن أكثر أنواعه أخبار‬
‫نقلت إلى اإلنشاء من ناحية أخرى(‪ 0)1‬وبهذا يعرض الباحث في هذا البحث اإلنشاء الطلبي‬
‫وحده‪0‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الكالم عن األمر‬


‫سبق أن ذكر أن اإلنشاء الطلبي خمسة أنواع‪ :‬األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬واالستفهام‪،‬‬
‫ً‬
‫والتمني‪ ،‬والنداء‪ 0‬وسيعرض في هذا المبحث واحدا منها‪ ،‬وهو باب األمر ألنه مضمون هذا‬
‫البحث‪0‬‬

‫تعريف األمر‪:‬‬
‫إن باب األمر مما اختلف فيه أهل اللغة من البالغيين وبعض األصوليين‪ ،‬وألجل‬
‫إفادة‪ ،‬سيعرض الباحث مفهوم األمر من كال الفريقين‪ ،‬والفائدة من هذا الخالف‪:‬‬

‫‪ )1‬البالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪0102-105‬‬


‫‪27‬‬

‫مفهوم األمرعند األصوليين‪:‬‬


‫ً‬
‫األمر لغة‪ :‬نقيض النهي(‪ 0)1‬وفي االصطالح قال بعض األصوليين‪" :‬األمر طلب‬
‫الفعل بالقول على جهة االستعالء"(‪0)2‬‬

‫وهذا التعريف يحتوي ثالثة قيود‪:‬‬


‫ً‬ ‫‪" -‬طلب الفعل"‪ 0‬يخرج طلب الترك ألنه ٌ‬
‫نهي وليس أمرا‪ 0‬وهذا مما اتفق عليه‬
‫العلماء‪0‬‬
‫‪" -‬بالقول"‪ 0‬فال يسمى األمر –على حسب هذا التعريف‪ -‬إال إذا كان الطلب بالقول‪0‬‬
‫فخالف فيه بعض األصوليين‪ ،‬وقالوا‪ :‬أن األمر قد يكون بالقول وبغيره كاإلشارة‪،‬‬
‫والكتابة‪0‬‬
‫‪" -‬جهة االستعالء"‪ 0‬وهذا كذلك مما اختلف فيه األصوليون‪ ،‬فبعض األصوليين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اشترطوا العلو‪ ،‬وبعضهم اشترطوهما معا‪ ،‬وبعضهم ال يشترطون أيا منهما(‪0)3‬‬

‫مفهموم األمرعند البالغيين‪:‬‬


‫أما البالغيون فقد وافقوا بعض األصوليين بأن "األمر طلب الفعل بالقول على‬
‫جهة االستعالء واإللزام"(‪0)4‬‬

‫والفرق بين االستعالء والعلو‪ ،‬أن االستعالء صفة في األمر يفهم من السياق‬
‫والقرائن المصاحبة له‪ ،‬كنبرة الصوت‪ ،‬وطريقة اإللقاء‪ ،‬بغض النظر إلى كون اآلمر أعلى‬

‫‪ )1‬ابن منظور‪ 0‬لسان العرب‪ ،‬حرف الياء‪ ،‬مادة "نهي"‪0‬‬


‫‪ )2‬السلمي‪ ،‬عياض بن نامي‪ 0‬أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬الرياض‪ :‬دار التدمرية‪ ،‬ط‪1050 ،1‬‬
‫ه‪ 5111/‬م‪ ،‬ص‪0510‬‬
‫‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪0510‬‬
‫‪ )4‬في البالغة العربية (علم المعاني)‪ ،‬ص‪ ،51‬والبالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪0102‬‬
‫‪28‬‬

‫رتبة من المأمور أو أدنى منه في واقع األمر‪ 0‬أما العلو صفة في اآلمر‪ ،‬أي أن يكون اآلمر‬
‫أعلى رتبة من المأمور في واقع األمر‪0‬‬
‫ً‬
‫والفائدة من هذا الخالف‪ :‬ما األمر الذي يصلح مصدرا للتشريع؟ والصواب في‬
‫ً‬
‫هذه المسألة ‪-‬والله أعلم‪ -‬أن األمر الذي صدر ممن هو أعلى رتبة‪ ،‬أي من الله ورسوله‬
‫ﷺ‪ ،‬فاشتراط العلو هو األقرب‪ 0‬ذكر ذلك الدكتور عياض بن نامي السلمي في كتابه(‪0)1‬‬

‫صيغ األمر(‪:)2‬‬
‫صيغ‪:‬‬
‫عند البالغيين لألمر صيغ خاصة‪ ،‬فهي أربع ٍ‬
‫َ‬
‫الر ِاك ِعين﴾‬ ‫الص َال َة َو َآ ُتوا َّ‬
‫الز َك َاة َو ْار َك ُعوا َم َع َّ‬ ‫‪ 01‬فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬و َأق ُ‬
‫يموا َّ‬
‫ِ‬
‫(البقرة‪0)01 :‬‬
‫ْ ُ‬
‫‪ 05‬الفعل المضارع المقترن ب "الم األمر"‪ ،‬كقوله ﷻ‪ِ ﴿ :‬ل ُين ِف ْق ذو َس َع ٍة ِم ْن َس َع ِت ِه﴾‬
‫(الطالق‪0)5 :‬‬
‫ً‬
‫‪ 03‬اسم فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷺ‪" :‬صبرا يا آل ياسرفإن موعدكم الجنة"(‪0)3‬‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫ين آ َمنوا َعل ْيك ْم أنف َسك ْم﴾‬ ‫‪ 04‬المصدر النائب عن فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬يا أيها ال ِذ‬
‫(المائدة‪0)111 :‬‬

‫واسم فعل األمر منه ما هو سماعي‪ ،‬مثل‪ :‬مه‪ ،‬صه‪ ،‬آمين‪ 0‬ومنه ما هو قياس ي‪،‬‬
‫اك بمعنى أد ِر ْك‪ ،‬ونز ِال بمعنى‬ ‫َ َ‬
‫وهو ما كان على صيغة "فع ِال" من الفعل الثالثي‪ ،‬مثل‪ :‬در ِ‬
‫انز ْل‪0‬‬
‫ِ‬

‫‪ )1‬السلمي‪ ،‬عياض بن نامي‪ 0‬أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬ص‪( 515-510‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )2‬في البالغة العربية (علم المعاني)‪،‬ص‪ ،55-51‬والبالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪،102‬‬
‫وعلوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)‪ ،‬ص‪0520-521‬‬
‫‪ )3‬رواه الحاكم في المستدرك‪ ،‬كتاب معرفة الصحابة‪ ،‬ذكر مناقب عمار بن ياسر رض ي الله عنه (‪0)1000‬‬
‫‪29‬‬

‫وهناك صيغة أخرى لألمر عند األصوليين‪ ،‬وهي األمر الوارد بصيغة الخبر‪ 0‬كقوله‬
‫َ ْ َ َّ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ‬
‫وء﴾ (البقرة‪ 0)552 :‬أي أنهن مأمورات بأن‬‫ﷻ‪﴿ :‬وال ُمطلقات يت َرَّبصن ِبأنف ِس ِهن ثالثة ق ُر ٍ‬
‫َ َ َ َّ ْ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ‬
‫صن ِبأنف ِس ِهن ثالثة ق ُر ٍ‬
‫وء(‪.)1‬‬ ‫يترب‬

‫خروج األمرعن معناه األصلي(‪:)2‬‬


‫معن أخرى تفهم من‬
‫قد يخرج األمر عن معناه األصلي يعني اإليجاب واإللزام إلى ٍ‬
‫سياق الكالم والقرائن المصاحبة له‪ ،‬وهذه المعاني منها ما يكون كثير االستعمال‪ ،‬ومنها‬
‫ما يكون قليل االستعمال‪:‬‬

‫‪ 01‬الدعاء‪:‬‬

‫يكون بهذا المعنى إذا كان الطلب جاء من األدنى إلى األعلى‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬ر ِب‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫أ ْو ِز ْع ِني أن أشك َر ِن ْع َمتك﴾ (األحقاف‪0)11 :‬‬

‫‪ 05‬االلتماس‪:‬‬

‫هو طلب نظير من نظيره‪ ،‬كقوله تعالك لصاحبك‪" :‬أعطني القلم"‪0‬‬

‫‪ 03‬التهديد‪:‬‬
‫ْ ُ َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫اع َملوا َما ِشئت ْم ِإن ُه ِب َما‬ ‫أن يكون في مقام عدم الرضاء بالمأمور به‪ 0‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬‬
‫َ ُ َ‬
‫ت ْع َملون‪َ 01 :‬ب ِص ٌير﴾ (فصلت)‪0‬‬

‫‪ 04‬اإلرشاد والنصح‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬ول َيكت ْب َب ْينك ْم كا ِت ٌب ِبال َع ْد ِل﴾ (البقرة‪0)525 :‬‬

‫‪ )1‬السلمي‪ ،‬عياض بن نامي‪ 0‬أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬ص‪0512‬‬
‫‪ )2‬في البالغة العربية (علم المعاني)‪،‬ص‪ ،21-55‬والبالغة فنونها و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪،115-111‬‬
‫وعلوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)‪ ،‬ص‪( 520-520‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪30‬‬

‫‪ 01‬اإلباحة‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫ض ِم َن الخ ْي ِط األ ْس َو ِد‬
‫األ ْب َي ُ‬ ‫كقوله ﷻ‪﴿ :‬كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط‬
‫َْ‬
‫ِم َن الف ْج ِر﴾ (البقرة‪0)125 :‬‬

‫‪ 06‬التعجيز‪:‬‬

‫يكون في مقام إظهار عجز من يدعي أنه قادر على فعل ما‪ ،‬وليس في ُوسعة ذلك‪،‬‬
‫ْ‬ ‫كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬وإ ْن ُك ْن ُت ْم في َرْيب م َّما َن َّزْل َنا َع َلى َع ْبد َنا َف ْأ ُتوا ب ُس َ‬
‫ور ٍة ِم ْن ِمث ِل ِه َو ْاد ُعوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ َ ُ ْ ْ ُ ن َّ ْ ْ ُ‬
‫ُ‬
‫شهداءكم ِمن دو ِ الل ِه ِإن كنتم ص ِاد ِقين﴾ (البقرة‪0)51 :‬‬

‫‪ 07‬التسوية‪:‬‬
‫َ ُ‬ ‫اصب ُروا َأ ْو َال َت ْ‬
‫ص ِب ُروا َس َو ٌاء َعل ْيك ْم﴾ (الطور‪0)10 :‬‬ ‫اص َل ْو َها َف ْ‬
‫كقوله ﷻ‪ْ ﴿ :‬‬
‫ِ‬
‫‪ 04‬اإلكرام‪:‬‬
‫َ‬ ‫كقوله ﷻ‪ْ ﴿ :‬اد ُخ ُل َ‬
‫وها ِب َسال ٍم﴾ (ق‪0)10 :‬‬

‫‪ 02‬االمتنان‪:‬‬
‫َ َ ُ َّ َ ً َ‬ ‫َ ُُ‬
‫كقوله ﷻ‪﴿ :‬فكلوا ِم َّما َرزقك ُم الل ُه َحالال ط ِي ًبا﴾ (النحل‪0)110 :‬‬

‫‪ 011‬اإلهانة‪:‬‬
‫ُ ُ ُ‬
‫يكون في مقام عدم االعتداد باملخاطب وعدم المباالة به‪ 0‬كقوله ﷻ‪﴿:‬ق ْل كونوا‬
‫ًَ‬
‫ِح َجا َرة أ ْو َح ِد ًيدا﴾ (اإلسراء‪0)11 :‬‬

‫‪ 011‬الدوام‪:‬‬
‫َ َ‬
‫اط ْال ُم ْس َتق َ‬ ‫ْ َ‬
‫يم﴾ (الفاتحة‪0)1 :‬‬ ‫ِ‬ ‫الصر‬
‫كقوله ﷻ‪﴿ :‬اه ِدنا ِ‬
‫‪31‬‬

‫‪ 015‬التمني‪:‬‬
‫‪ 013‬مثاله قول الشاعر‪:‬‬
‫بأمثل‪0‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫انجل بص ٍبح وما اإلصباح منك ِ‬
‫أال أيها الليل الطويل أال ِ‬
‫‪ 014‬التخيير‪:‬‬

‫كقولك لصاحبك‪" :‬اقرأ تفسير ابن كثير أو تفسير الطبري"‪0‬‬

‫‪ 011‬االعتبار‪:‬‬
‫ْ َْ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫كقوله ﷻ‪ُ ﴿ :‬ق ْل ِس ُ‬
‫ض فانظ ُروا ك ْيف َب َدأ الخل َق﴾ (العنكبوت‪0)51 :‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬
‫وكقولك لصاحبك‪" :‬انظر في نفسك وفي من حولك‪ ،‬وقارن كيف حال الطالب املجتهد‬
‫والكسول"‪0‬‬

‫‪ 016‬التأديب‪:‬‬

‫كقوله ﷺ‪" :‬يا غالم‪ ،‬سم الله‪ ،‬وكل بيمينك‪ ،‬وكل مما يليك(‪ 0")1‬وهو قريب من‬
‫اإلرشاد‪0‬‬

‫‪ 017‬التكوين أو التسخير‪:‬‬
‫َ‬ ‫ًََ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون المأمور مسخرا ومنقادا لما أمر به‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬كونوا ِقردة خ ِ‬
‫اس ِئين﴾‬
‫ً‬
‫(البقرة‪ 0)01 :‬أي صاغرين مطرودين‪ 0‬أنهم لم يأمروا بأن يكونوا قردة ولم يكن في‬
‫قردة دون أن‬
‫أناس إلى ٍ‬
‫مقدورهم‪ ،‬ولكن قدرة الله التي تسلطت عليهم فحولتهم من ِ‬
‫يكون لهم ٌيد فيما َّ‬
‫حل بهم‪ ،‬وهذا معنى التسخير والتكوين‪0‬‬

‫‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب األطعمة‪ ،‬باب التسمية على الطعام واألكل باليمين واألكل مما يليه (‪،)1152-1150‬‬
‫ومسلم‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (‪0)1522‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ 014‬التحسيرأو التلهيف‪:‬‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫كقوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْل ُموتوا ِبغ ْي ِظك ْم﴾ (ال عمران‪0)112 :‬‬

‫‪ 012‬التعجب‪،‬‬
‫ْ ُ ْ َ ْ َ َ َُ َ َ ْ َ‬
‫األ ْم َث َ‬
‫ال﴾ (اإلسراء‪0)02 :‬‬ ‫كقوله ﷻ‪﴿ :‬انظركيف ضربوا لك‬

‫‪ 051‬الوجوب‪:‬‬
‫َ‬
‫الر ِاك ِعين﴾ (البقرة‪0)01 :‬‬ ‫الص َال َة َو َآ ُتوا َّ‬
‫الز َك َاة َو ْار َك ُعوا َم َع َّ‬ ‫كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬و َأق ُ‬
‫يموا َّ‬
‫ِ‬
‫‪ 051‬الندب‪:‬‬
‫َْ‬
‫األ ْ‬ ‫الص َال ُة َف ْان َت ِش ُ‬
‫كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬فإ َذا ُقض َيت َّ‬
‫ض﴾ (الجمعة‪0)11 :‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 055‬الخبر‪:‬‬
‫ََْ ْ ُ َ ً ْ ُ َ‬ ‫ً‬
‫ض َحكوا ق ِليال َول َي ْبكوا ك ِث ًيرا﴾ (التوبة‪:‬‬ ‫أن يكون المعنى فيه خبرا‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬فلي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 0)25‬أي أنهم سيضحكون قليال وسيبكون كثيرا‪0‬‬

‫‪ 053‬التسليم‪:‬‬
‫َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ض‬
‫ِ‬ ‫اق‬‫ف‬ ‫﴿‬ ‫ﷻ‪:‬‬ ‫كقوله‬ ‫يشاء‪،‬‬ ‫ما‬ ‫يفعل‬ ‫ألن‬ ‫وتسليما‬ ‫تفويضا‬ ‫بأن يكون المعنى فيه‬
‫َ َْ َ َ‬
‫اض﴾ (طه‪0)55 :‬‬‫ما أنت ٍ‬
‫ق‬

‫والفرق بين اإلباحة والتخيير‪ :‬أن التخيير ال يجوز فيه الجمع بين الشيئين‪ ،‬بينما‬
‫في اإلباحة يجوز ذلك‪ ،‬وفي اإلباحة إذن بالفعل وإذن بالترك‪0‬‬

‫تنبيه‪:‬‬

‫‪ -‬أن هذه الصيغ قد يتداخل بعضها في بعضها اآلخر‪0‬‬


‫‪33‬‬

‫ْ‬
‫ذكرت هنا‪ ،‬يفهم من السياق والقرائن‪ ،‬وكتب‬ ‫‪ -‬أنه وردت أغراض أخرى غير ما‬
‫أصول الفقه اشتملت على ٍ‬
‫كثير من هذه األغراض‪ ،‬وإن كان قد يتداخل بعضها‬
‫على بعض‪ ،‬كما سبق‪0‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أساليب األمرفي القرآن الكريم‬


‫هذا المبحث يحتوي على مطلبين‪ :‬الكالم على أساليب األمر في القرآن الكريم‬
‫ودالالته‪ ،‬ومناهج العلماء في معالجة األمر في القرآن الكريم‪0‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أساليب األمر في القرآن الكريم ودالالته(‪)1‬‬

‫قد ورد األمر في القرآن في مواضع كثيرة ودالالته عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫يأتي األمر واحد األوامر‪ ،‬بمعنى طلب الفعل‪ ،‬وهو ضد النهي‪ ،‬كما تقدم في‬ ‫‪01‬‬
‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫اإل ْح َس ِان َو ِإيت ِاء ِذي الق ْرَبى﴾‬ ‫التعريف‪ ،‬مثاله قوله ﷻ‪ِ ﴿ :‬إن الله يأمر ِبالعد ِل و ِ‬
‫(النحل‪0)21 :‬‬
‫ْ َ ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫يأتي األمر بمعنى الشأن واحد األمور‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬و ِإل ْي ِه ُي ْر َج ُع األ ْم ُر كل ُه﴾ (هود‪:‬‬ ‫‪05‬‬
‫‪0)151‬‬
‫ْ ُ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يأتي األمر بمعنى الطلب والقصد‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْل ِإ َّن األ ْم َركل ُه ِلل ِه﴾ (ال عمران‪:‬‬ ‫‪03‬‬
‫‪ ،)110‬كما فسر ذلك الزمخشري‪ ،‬ويقصد بالقصد في هذه اآلية النصر)‪0(2‬‬
‫ََ َ ْ َ ْ‬
‫أمر‪ ،‬وهذا يختص بالله دون مخلوقاته‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬أال ل ُه الخل ُق‬ ‫ويقال لإلبداع ٌ‬ ‫‪04‬‬
‫َْ‬
‫َواأل ْم ُر﴾ (األعراف‪0)10 :‬‬

‫‪ )1‬يوسف عبد الله األنصاري‪ 0‬أساليب األمروالنهي في القرآن الكريم وأسرارها البالغية‪ ،‬بجامعة أم القرى‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬كلية اللغة العربية قسم الدراسات العليا العربية فرع البالغة والنقد‪ ،‬عام‬
‫‪ 1011‬ه‪ 1221/‬م‪ ،‬ص‪( 11-11‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )5‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪ 1011 ،5‬ه‪ 5112/‬م‪ ،‬ص‪0511‬‬
‫‪34‬‬

‫َ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ‬
‫ال أخ َرق َت َها ِلتغ ِرق أ ْهل َها‬ ‫مر بمعنى العجب أو العظيم المنكر‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬ق‬ ‫‪ 01‬واإل ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫لق ْد ِجئت ش ْي ًئا ِإ ْم ًرا﴾ (الكهف‪0)51 :‬‬
‫ْ َ َ َْ َ‬ ‫‪ 06‬ومن األمر االئتمار بمعنى المشاورة‪ ،‬كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬ق َ‬
‫وس ى ِإ َّن ال َمَل َيأت ِم ُرون‬‫ال َيا ُم َ‬

‫وك﴾ (القصص‪ 0)51 :‬أي يتشاورون لقتلك‪0‬‬ ‫ب َك ل َي ْق ُت ُل َ‬


‫ِ ِ‬
‫ً‬
‫وأكثرها ورودا في القرآن الكريم بمعنى الشأن والطلب‪ 0‬وأما دالالت األمر في القرآن‬
‫فقد ذكرنا عند الكالم على خروج األمر عن معناه األصلي‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬والتعجيز‪ ،‬وغيرها‪0‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مناهج العلماء في بيان داللة األمرفي القرآن‬


‫إن باب األمر مما يبحث فيه اللغويون‪ ،‬والمفسرون‪ ،‬واألصوليون‪ ،‬وعلماء‬
‫البالغة واإلعجاز‪ ،‬ولكل منهم منهج خاص في بيان األمر ودالالته في القرآن الكريم‪،‬‬
‫ويمكن ذكره من خالل البيان التالي‪:‬‬

‫‪ 01‬منهج اللغويين‪:‬‬

‫في القرون األولى لم يكن هناك فصل بين اللغة والنحو‪ ،‬بل إن الصلة بين العلمين‬
‫وثيقة محكمة‪ ،‬ومما يدل على ذلك كتاب سيبويه الذي يجمع مسائل اللغة والنحو‬
‫والصرف‪ ،‬وكذا كتب التراجم والطبقات‪ ،‬كطبقات اللغويين والنحويين للزبيدي‪ 0‬ومع‬
‫ذلك ولم يعرف منهم منهج واضح في دراسة األمر ودالالته البالغية إال أنهم قد يشيرون‬
‫إلى ذلك من خالل مؤلفاتهم كسيبويه‪ ،‬وابن جني‪ ،‬والفراء‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وعلى سبيل المثال‬
‫يمكن ذكر واحد منهم‪:‬‬
‫ً‬
‫رأى الفراء أن األوامر القرآنية أنها لم تأت دائما بمعنى الطلب على جهة‬
‫ُ َْ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫االستعالء‪ ،‬وأشار إلى ذلك بقوله في تفسير قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْل أن ِفقوا ط ْو ًعا أ ْوك ْر ًها ل ْن ُيتق َّب َل‬
‫بأمر في المعنى‪ ،‬ألنه أخبرهم أنه لن يتقبل‬ ‫وليس‬ ‫اللف‪.‬‬ ‫في‬ ‫أمر‬ ‫"هو‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫(التوبة‪:‬‬ ‫﴾‬‫م‬‫م ْن ُك ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أنفقت طوعا أو كرها فليس‬ ‫منهم‪ ،‬وهو في الكالم بمنزلة ِإ ْن في الجزاء‪ ،‬كأنك تقول‪" :‬إن‬
‫‪35‬‬

‫معان أخرى كالتهديد‪ ،‬والتسوية‪ ،‬والتوبيخ‪ ،‬واإلباحة‪ ،‬وجاء‬


‫ٍ‬ ‫بمقبو ٍل منك"‪ 0‬وذكر‬
‫بالشواهد من اآليات القرآنية(‪0)1‬‬

‫‪ 05‬منهج المفسرين‪:‬‬

‫كان للمفسرون دور كبير في نشأة البالغة وتطورها‪ ،‬ويتمثل ذلك من خالل‬
‫تفسيرهم آليات الله وإبراز ما تحويه من صور بيانية وألوان بديعية‪ ،‬وبهذا ترى البالغيين‬
‫يستشهدون في قواعدهم البالغية بأمثلة من القرآن الكريم‪ ،‬وقد سبقهم إليها المفسرون‬
‫في االستشهاد بهما‪ ،‬وبعد ذلك أصبحت الصلة بين علمي التفسير والبالغة وثيقة قوية‪،‬‬
‫ً‬
‫وقد أفرد الزركش ي فصال بعنوان "فيما يجب على المفسر البداءة فيه"‪ ،‬وذكر منها علم‬
‫البالغة‪ ،‬وكذا الزمخشري وأبو هالل العسكري(‪0)2‬‬

‫عان بالغية‪،‬‬
‫والمفسرون قد أشاروا إلى أن األمر قد يخرج من معناه األصلي إلى م ٍ‬
‫ومن أشهرهم‪:‬‬

‫أ‪ 0‬الطبري‪:‬‬
‫ً‬
‫يعد ابن جرير الطبري من أشهر المفسرين‪ ،‬وهو أول من ألف كتابا في هذا املجال‬
‫سماه ب "جامع البيان في تأويل القرآن"‪ ،‬وتحدث فيه عن بعض األلوان البالغية التي‬
‫تحويها اآليات القرآنية بالشرح والتحليل والتفسير‪ 0‬ومن صور البالغة التي ذكرها الطبري‬
‫معان بالغية كالتكذيب والتحدي‪ ،‬كما في‬
‫في تفسيره‪ ،‬خروج األمر من معناه األصلي إلى ٍ‬
‫َ‬ ‫قوله ﷻ‪ُ ﴿ :‬ق ْل َه ُاتوا ُب ْر َه َان ُك ْم إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (البقرة‪ ،)111 :‬فأنه يقول‪ " :‬هذا‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫الكالم‪ ،‬وإن كان ظاهره دعاء القائلين‪" :‬لن يدخل الجنة إال من كان هودا أو نصارى"‪ ،‬إلى‬
‫إحضار حجة على دعواهم وما ادعوا من ذلك‪ ،‬فإنه بمعنى تكذيب من الله لهم في‬
‫ً‬
‫دعواهم وقيلهم‪ ،‬ألنهم لم يكونوا قادرين على إحضار برهان على دعواهم ذلك أبدا‪ ،‬وقد‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 12-10‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 15-10‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪36‬‬

‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أبان قوله ﷻ‪َ ﴿ :‬بلى َم ْن أ ْسل َم َو ْج َه ُه ِلل ِه َو ُه َو ُم ْح ِس ٌن﴾ (البقرة‪ ،)115 :‬عن أن الذي ذكرنا‬
‫من الكالم بمعنى التكذيب لليهود والنصارى في دعواهم وما ذكرهما الله عنهم"(‪ 0)1‬وذكر‬
‫َ ُ ُ َ َْ ُ َُْ‬
‫معان أخرى في مواضع أخرى كالتعجيز كم في قوله ﷻ‪﴿ :‬أ ْم َيقولون افت َر ُاه ق ْل فأتوا‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الله إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َ ُْ ْ ْ ُ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (البقرة‪،)2()12 :‬‬ ‫ِبسور ٍة ِمث ِل ِه وادعوا م ِن استطعتم ِمن دو ِن ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً َّ ُ‬ ‫ُ ُ َ َّ‬
‫والتهديد كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬كلوا َوت َمت ُعوا ق ِليال ِإنك ْم ُم ْج ِر ُمون﴾ (المرسالت‪،)3()00 :‬‬
‫ََْ ُ‬
‫ات َما َرزقناك ْم ﴾ (البقرة‪،)4()155 :‬‬ ‫ب‬ ‫واإلباحة كقوله ﷻ‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َآ َم ُنوا ُك ُلوا م ْن َطي َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وغيرها كثير>‬

‫ب‪ 0‬الزمخشري‪:‬‬

‫يعد الزمخشري من أعالم المفسرين‪ ،‬وفي نفس الوقت من أعالم البالغة‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫من أكثر المفسرين عناية بالجوانب البالغية‪ ،‬ومن صور عنايته‪ ،‬أنه ذكر في تفسيره‬
‫ُ َ‬
‫المسمى ب "الكشاف" ما يفيد األمر من المعاني البالغية‪ ،‬كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْل ف ْاد َر ُءوا‬
‫ً‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (ال عمران‪ ،)102 :‬قال‪" :‬أي إن كنتم رجاال‬
‫َ‬ ‫َع ْن َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دافعين ألسباب الموت فادرءوا جميع أسبابه حتى ال تموتوا‪ 0)5("000‬وذكر كذلك معنى‬
‫َ َ ََُْ ْ َ ْ َ‬
‫اصط ُادوا﴾ (المائدة‪ ،)5 :‬قال‪" :‬إباحة االصطياد‬ ‫اإلباحة كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬و ِإذا حللتم ف‬
‫بعد حظره عليهم‪ ،‬كأنك تقول‪" :‬وإذا حللتم فال جناح عليكم أن تصطادوا‪ ،)6("0000‬ومعنى‬

‫‪ )1‬الطبري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير‪ 0‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،101/1 ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪ 1015 ،1‬ه‪ 1225/‬م‪0‬‬
‫‪ )2‬المرجع السابق‪0105/0 ،‬‬
‫‪ )3‬المرجع السابق‪0121/15 ،‬‬
‫‪ )4‬المرجع السابق‪0155/5 ،‬‬
‫‪ )5‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬دار الفكر ‪0052/1‬‬
‫‪ )6‬المرجع السابق‪0125/1 ،‬‬
‫‪37‬‬

‫الض َال َل ِة َف ْل َي ْم ُد ْد َل ُه َّ‬


‫الر ْح َم ُن َم ًّدا﴾ (مريم‪، )51 :‬‬
‫ُ ْ َ ْ َ َ‬
‫ان في َّ‬
‫الخبر كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬قل من ك ِ‬
‫يقول‪" :‬مد له الرحمن‪ ،‬يعني أمهله وأملى له في العمر‪0)1( "00000‬‬

‫‪ 03‬منهج األصوليين‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫إن لألصوليين دورا كيبرا في تطور البحث البالغي‪ ،‬خاصة في داللة الخبر واإلنشاء‬
‫والحقيقة واملجاز وغير ذلك‪ 0‬وكثير من البالغيين أشاروا إلى الصلة الوثيقة بين علم‬
‫ً‬
‫المعاني واصول الفقه‪ ،‬قال بهاء الدين السبكي‪" :‬اعلم أن علمي أصول الفقه والمعاني في‬
‫غاية التداخل‪ ،‬فإن الخبر واإلنشاء اللذين يتكلم فيهما المعاني‪ ،‬هما موضوع غالب‬
‫األصول‪ 0"000‬وإن كان األصوليون قدموا أكثر من المعاني البالغية التي يفيدها األمر مما‬
‫قدمه البالغيون‪ ،‬كما ذكر اآلمدي في كتابه "اإلحكام في أصول اإلحكام" خمسة عشر‬
‫ً‬
‫وجها من معاني األمر مع االستشهاد باآليات القرآنية(‪ ،)2‬ومثل ذلك الرازي في كتابه‬
‫"املحصول في علم أصول الفقه"(‪0)3‬‬

‫‪ 04‬منهج علماء البالغة واإلعجاز‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫لما صار البالغة علما مستقال بذاته كغيره من العلوم العربية‪ ،‬كان منهج‬
‫البالغيين في دراسة األمر يعد من أمثل المناهج في التراث اإلسالمي‪ ،‬فهو يبدأ بتعريف‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫األمر تعريفا جامعا مانعا‪ ،‬ثم تحديد صيغه‪ ،‬ثم يعقبه اإلشارة إلى بعض المعاني البالغية‬
‫التي تفهم من القرائن وسياق الكالم‪0‬‬

‫ومن أشهرهم القزويني‪ ،‬قد ذكر في كتابه "اإليضاح" بعض معاني األمر‪ ،‬منها‪:‬‬
‫التهديد‪ ،‬وااللتماس‪ ،‬واإلهانة‪ ،‬والدعاء‪ ،‬وااللتماس‪ ،‬وغيرها‪ 0‬ومثله السكاكي في كتابه‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪0151/5 ،‬‬


‫‪ )2‬اآلمدي‪ ،‬سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد‪ 0‬اإلحكام في أصول األحكام‪،512-515/5 ،‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪ :-‬دار الكتب العلمية‪ 1011 ،‬ه‪ 1221/‬م‪0‬‬
‫‪ )3‬الرازي‪ ،‬فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين‪ 0‬املحصول في علم أصول الفقه‪ ،102-105/1 ،‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ :-‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬ط‪ 1052 ،1‬ه‪ 5112/‬م‪0‬‬
‫‪38‬‬

‫"مفتاح العلوم"‪ ،‬ثم أوصله بهاء الدين السبكي شارح هذا الكتاب إلى خمسة عشر ً‬
‫معنى‬
‫في كتابه"عروس األفراح"‪ 0‬وأما علماء اإلعجاز‪ ،‬فمن أشهرهم الذين يتكلمون في هذا الباب‬
‫الرماني‪ ،‬والعتابي‪ ،‬وغيرهم(‪0)1‬‬

‫فهذا مختصر من مباحث علم البالغة فأما تفصيله فيمكن الرجوع إلى كتب‬
‫البالغة‬

‫‪ )1‬يوسف عبد الله األنصاري‪ 0‬أساليب األمر والنهي في القرآن الكريم وأسرارها البالغية‪ ،‬ص‪55-02‬‬
‫(بتصرف)‪0‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫منهج البحث‬
‫الكالم في هذا الفصل يكون حول مبحثين‪ ،‬هما‪ :‬مصطلحات البحث‪ ،‬ومنهج‬
‫البحث‪0‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصطلحات البحث‬


‫هذا المبحث يحتوى على بعض مصطلحات‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ 01‬دور‪:‬‬

‫هو "الطبقة من الش يء المدار بعضه فوق بعضه"(‪ 0)1‬والمقصود هنا‪ :‬وجود‬
‫عالمة الش يء وتأثيره‪0‬‬

‫‪ 05‬األساليب البالغية‪:‬‬
‫ً‬
‫وقد تقدم معنى األسلوب لغة واصطالحا في الفصل الثاني(‪ ،)2‬والمقصود‬
‫باألساليب البالغية‪" :‬األساليب البالغية الثالثة المعروفة‪ :‬علم البيان‪ ،‬وعلم البديع‪،‬‬
‫وعلم المعاني(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬ط ‪ 1015 ، 1‬ه‪ 5111/‬م‪ ،‬مادة‬
‫"دور"‪0‬‬
‫‪ )2‬ص‪055-51‬‬
‫‪ )3‬ستينا محمد علي أحمد‪ 0‬األساليب البالغية في سورة الملك‪ ،‬يونيو ‪ 5112‬م (مقدمة)‪0‬‬

‫‪42‬‬
‫‪43‬‬

‫‪ 03‬علم المعاني‪:‬‬

‫"علم يعرف به أحوال اللف‪ .‬العربي التي بها يطابق مقتض ى الحال"(‪0)1‬‬

‫‪ 04‬األمر‪:‬‬

‫هو‪" :‬طلب الفعل بالقول على جهة االستعالء واإللزام"(‪0)2‬‬

‫‪ 01‬الفهم‪:‬‬

‫"حسن تصور المعنى‪ ،‬أو جودة استعداد الذهن لالاستنباط"(‪0)3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬منهج البحث‬


‫هذا المبحث عبارة عن منهجية البحث‪ ،‬ويشمل عدة مطالب‪ :‬وقت البحث‬
‫ومكانه‪ ،‬ومجتمع البحث‪ ،‬منهجية البحث‪ ،‬ومصادر البحث‪ ،‬وطريقة جمع البيانات‪،‬‬
‫وتحليل البيانات‪0‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وقت البحث ومكانه‬


‫أجري هذا البحث من خالل الفصل الدراس ي الثاني عام ‪ 1001- 1012‬ه‪-5112/‬‬
‫‪ 5112‬م‪ ،‬وبالضبط ما بين أواخر شهر نوفمبر إلى منتصف شهر مارس‪ ،‬وأجري بجامعة‬
‫الراية كلية التربية‪ ،‬قسم تعليم اللغة العربية بسوكابومي‪-‬إندونيسيا‪ 0‬والجدول التالي‬
‫يوضح إجراءات هذا البحث‪:‬‬

‫‪ )1‬السبكي‪ ،‬بهاء الدين‪ 0‬عروس األفراح في شرح تلخيص المفتاح‪ ،‬ص‪020/1‬‬


‫‪ )5‬عتيق‪ ،‬عبد العزيز‪ 0‬في البالغة العربية (علم المعاني)‪ ،‬ص‪ ،51‬وعباس‪ ،‬فضل حسن‪ 0‬البالغة فنونها‬
‫و أفنانها (علم المعاني)‪ ،‬ص‪0102‬‬
‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "فهم"‪0‬‬
‫‪44‬‬

‫الجدول‪ 0103 :‬زمن كتابة البحث‬


‫األشهر(‪)5119-5118‬‬
‫النشاط‬ ‫م‬
‫نوفمبر ديسمبر يناير فبراير مارس‬
‫‪ 1‬مرحلة إعداد البحث‬
‫أ‪ 0‬تقديم الموضوع‬
‫ب‪ 0‬تقديم اقتراح البحث‬
‫ت‪ 0‬إصالح االقتراح‬
‫ث‪ 0‬إذن القيام بالبحث‬
‫‪ 5‬مرحلة عملية البحث‬
‫أ‪ 0‬جمع البيانات‬
‫ب‪ 0‬تحليل البيانات‬
‫‪ 1‬تقديم البحث للمناقشة‬
‫أ‪ 0‬إتمام البحث ومراجعته‬
‫ب‪ 0‬تسليم البحث للمناقشة‬
‫ت‪ 0‬تعديل البحث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مجتمع البحث وعينته‬


‫مجتمع البحث هم طالب مستوى ثاني الكلية‪ ،‬وكان عددهم مئة وسبعة وثالثون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طالبا‪ ،‬ثمانية وعشرون طالبا يجلسون في فصل أ‪ ،‬وتسعة وعشرون طالبا يجلسون في‬
‫ً‬
‫فصل ب‪ ،‬واختار الباحث أربعين طالبا ليكونوا عينة البحث‪ 0‬وتم هذا االختيار لعشرين‬
‫‪45‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫طالبا ممن يجلسون في فصل أ‪ ،‬وعشرين طالبا ممن يجلسون في فصل ب عشوائيا‪0‬‬
‫والجدول التالي يوضح النسبة المئوية من هذا العدد‪:‬‬

‫النسبة المئوية‬ ‫عدد العينة‬ ‫عدد املجتمع‬ ‫الفئة‬


‫‪% 52‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪137‬‬ ‫طالب مستوى ثاني الكلية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نوع البحث وطريقته‬


‫هذا المبحث عبارة عن منهجية البحث‪ ،‬والمراد بها‪" :‬مجموعة النظام الشكلية‬
‫التي تنظم البحث من حيث الترتيب وتقسيمه‪ ،‬وطريقة اعتماد المصادر والمراجع فيه‬
‫وإثباته"(‪0)1‬‬
‫ً‬
‫ونوع هذا البحث هو البحث النوعي الذي يسمى أحيانا بالبحث الكيفي‪ ،‬وهو‬
‫"اعتماد الباحث بشكل أساس ي على الكلمات والعبارات في جميع عملية البحث كجمع‬
‫المادة وتحليلها وعرض نتائج البحث"(‪ ،)2‬وأما المنهج المتبع لهذا البحث هو المنهج‬
‫الوصفي التحليلي‪" ،‬وهو يقوم على وصف دقيق للظاهرات‪ ،‬ويعتمد على وصف ما هو‬
‫ّ‬
‫واألدبية‬ ‫ّ‬
‫العلمية‬ ‫كائن وتفسيره"(‪ 0)3‬أو "المنهج الذي يتبعه الباحثون في املجاالت‬
‫ّ‬
‫والطبية وغيرها‪ ،‬وتقوم هذه المنهجية على دراسة إحدى الظواهر مهما كان‬ ‫ّ‬
‫والنفسية‬
‫وصفا ً‬
‫دقيقا ً‬ ‫ٌ‬
‫موجودة على أ ض الواقع‪ ،‬ووصفها ً‬
‫خاليا من المبالغة أو‬ ‫ر‬ ‫تصنيفها كما هي‬
‫التقليل عن طريق وضع تعريف لها‪ ،‬ثم ذكر أسبابها وخصائصها وصفاتها ونتائجها‬
‫ومضاعفاتها ً‬
‫كيفا ًّ‬
‫وكما‪ ،‬ومقدار تأثيرها على اإلنسان وغيرها ومدى ترابطها أو ارتباطها‬

‫‪ )1‬رياض عثمان‪ 0‬معايير الجودة البحثية في الرسائل الجامعية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1641 ،1‬‬
‫ه‪ 8116/‬م‪ ،‬ص‪064‬‬
‫‪ )2‬سعيد إسماعيل صيني‪ 0‬قواعد أساسية في البحث العلمي‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1611 ،1‬‬
‫ه‪ 1446/‬م‪ ،‬ص‪026‬‬
‫‪ )3‬أحمد حاف‪ .‬فرج‪ 0‬مهارات البحث العلمي في الدراسات التربوية واالجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪،‬‬
‫ط‪ 8114 ،1‬م‪ ،‬ص‪011‬‬
‫‪46‬‬

‫بغيرها من الظواهر األخرى"(‪ 0)1‬ويتم هذا البحث على هذا المنهج بجمع المعلومات‬
‫والبيانات لها عالقة بالبحث‪ ،‬ثم تحليلها ألجل الوقوف عليها ليستفاد منها في تطبيقها في‬
‫عملية التعليم والتعلم‪ ،‬ثم بعد ذلك استخراج نتائج البحث‪0‬‬

‫الطلب الر ابع‪ :‬مصادرالبيانات‬


‫ً‬
‫ومما ُيعتمد عليه غالبا ليكون مصادر في كتابة البحث العلمي‪ :‬النظريات‪،‬‬
‫والمالحظة‪ ،‬والخبرات الشخصية‪ ،‬ونتائج الدراسات‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والمعرفة‪ 0‬وتنقسم‬
‫المصادر التي اعتمد عليها الباحث في جمع البيانات والحصول على المعلومات المتعلقة‬
‫بموضوع هذا البحث إلى قسمين‪ ،‬هما(‪ :)2‬مصادر أساسية و ثانوية‪0‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر األساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ 01‬كتب البالغة‪0‬‬
‫‪ 05‬الكتب المتعلقة بباب األمر‪ ،‬ككتب التفاسير وأصول الفقه‪0‬‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر الثانوية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ 01‬البحوث والمقاالت والوثائق العلمية‪ ،‬وغيرها مما له صلة بعنوان البحث‪0‬‬


‫‪ 05‬المعاجم‪0‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬طريقة جمع البيانات‬


‫جمع البيانات هي الخطوة المهمة في كتابة البحث ألن الهدف منه نيل المعلومات‬
‫التي هي من أساسيات البحث‪ 0‬فطريقة جمع البيانات في هذا البحث معتمدة على طريقة‬
‫الوثائق وهي "البحث عن البيانات من خالل الكتب واملخطوطات والجرائد واملجالت‬

‫‪ )1‬المنهج‪-‬الوصفي‪-‬التحليلي‪-‬للبحث‪. https://weziwezi.co/‬‬
‫‪ )2‬محمد زياد حمدان‪ 0‬البحث العلمي كنظام‪ ،‬األردن‪ :‬دار التربية الحديثة‪1614 ،‬ه‪1424-‬م‪ ،‬ص‪021‬‬
‫‪47‬‬

‫وغيرها"(‪ ،)1‬وبالتالي يتم جمع البيانات في هذا البحث وفق المنهج المستخدم يتم‬
‫بطريقتين‪ :‬أوالهما بالرجوع إلى الكتب واألبحاث العلمية والوثائق واإلنترنت‪ ،‬والثانية تتم‬
‫من خالل االستبانة واالختبار على عينة البحث‪0‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬تحليل البيانات‬


‫وبعد جمع هذه البيانات‪ ،‬يقوم الباحث بتحليلها‪ ،‬تحليل البيانات هو "عملية‬
‫ترتيب البيانات وتنظيمه في مجموعة وصفية األساسية ونمط واحد"(‪ 0)2‬ويتم ذلك من‬
‫خالل استخدام منهج "مالس هابر مان" إحدى المناهج المستخدمة في كتابة البحث‬
‫العلمي خاصة في إندونيسيا‪ ،‬وهذا المنهج يتم بثالث خطوات‪:‬‬

‫‪ 01‬جمع البيانات وتصنيفها‪ ،‬عبارة عن جمع المعلومات وتحديدها‪ ،‬وعلى هذا‬


‫يقوم الباحث بجمع المعلومات المتعلقة بعلم البالغة‪ ،‬وركز على علم‬
‫المعاني باب األمر‪ ،‬ألنه موضوع البحث‪0‬‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫‪ 05‬عرض البيانات‪ ،‬عبارة عن تحليل البيانات تحليال ًّ‬
‫منطقيا مقبوال‪،‬‬ ‫علميا‬
‫وعرضها بعبارة سهلة ومفهومة‪ ،‬بأن يكون البحث يتكون من عدة الفصول‬
‫أو المباحث أو المطالب‪ ،‬وقد تم عرضها عند هيكل البحث‪0‬‬
‫‪ 01‬االستنتاج‪ ،‬عبارة عن استخالص نتائج البحث وعرضها وتوصيات الباحث‪0‬‬

‫‪Suharsimi Arikunto, Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek, hlm. 231. )1‬‬
‫‪Farid Nugraha, Metodologi Penelitian Kualitatif Dalam Penelitian Bahasa )2‬‬
‫‪Indonesia (Surakarta, 2014), hal. 69-70.‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫تحليل البيانات واالستفادة منها في تنمية فهم األساليب البالغية لدى طالب‬
‫مستوى ثاني الكلية بجامعة الراية‬
‫هذا الفصل يشمل ثالثة مباحث‪ :‬عرض جميع جملة أساليب األمر وكشف‬
‫دالالته البالغية في سورة آل عمران‪ ،‬وبيان دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى‬
‫ثاني الكلية في فهم األساليب البالغة في سورة آل عمران (باب األمر)‪ ،‬واالستفادة منها في‬
‫تنمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم لدى طالب مستوى ثاني الكلية‪0‬‬

‫المبحث األول‪ :‬جملة أساليب األمر ودالالته البالغية في سورة آل عمران‬


‫في هذا البحث يعرض الباحث جملة أساليب األمر في سورة آل عمران ودالالته‬
‫البالغية من خالل االطالع على تفسير العلماء لهذه اآليات‪ ،‬واعتمد الباحث على عدة‬
‫كتب تفاسير‪ ،‬ألنها ألفت ألجل بيان اآليات القرآنية‪ ،‬من أهمها تفسير الطبري لكونه‬
‫ً‬
‫أشهرها‪ ،‬والقرطبي‪ ،‬والكشاف لكون مؤلفه من أعالم البالغة‪ ،‬فهو يهتم كثيرا في تفسيره‬
‫بجانب البالغة‪0‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سورة آل عمران‬


‫‪ 01‬سبب نزول هذه السورة‪:‬‬
‫ً‬
‫آية‪ ،‬وحروفها أربعة عشر ألفا‪،‬‬‫هي سورة مدنية باتفاق العلماء(‪ ،)1‬آيتها مئتا ٍ‬
‫ً َ‬
‫مئة‬ ‫ألف وخمس مئة وخمسة وعشرون حرفا‪ ،‬وك ِل ُمها ثالثة ٍ‬
‫آآلف وأربع ٍ‬ ‫وخمس مئة ٍ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫النقاش أن اسم هذه السورة في التوراة‪ :‬طيبة‪ 0‬وسبب نزول هذه‬ ‫وثمانون كلمة‪ 0‬وحكى‬

‫‪ )1‬الحمد‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪ 0‬التقريب لتفسيرالتحريروالتنوير‪ ،‬ص‪0501‬‬

‫‪48‬‬
‫‪49‬‬

‫السورة‪" :‬لما قدم وفد نجران من النصارى على رسول الله ﷺ وزعموا أن عيس ى ابن الله‪،‬‬
‫ً‬
‫فكذبهم رسول الله فخاصموا جميعا في أمره‪ ،‬فقطع حجتهم باألدلة الواضحة‪ ،‬فأنزل الله‬
‫صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها"(‪0)1‬‬

‫‪ 05‬وجه تسميته بآل عمران‪:‬‬

‫"سميت بهذا االسم ألن فيها ذكر فضائل آل عمران‪ ،‬وهو عمران بن ماتا أبو‬
‫مريم‪ ،‬وآله هم زوجته حنة وأختها زوجة زكريا عليه السالم‪ ،‬وزكريا كافل مريم إذ كان أبوها‬
‫ً‬
‫عمران توفي وتركها حمال‪ ،‬فكفلها زوج خالتها"(‪0)2‬‬

‫‪ 03‬أسماء سورة آل عمران‪:‬‬

‫ذكر اآللويس أنها تسمى‪ :‬األمان‪ ،‬والكنز‪ ،‬واملجادلة‪ ،‬وسورة االستغفار‪ ،‬ولعله‬
‫اقتبس من أوصاف وصفت بها هذه السورة‪ 0‬واشتملت هذه السورة من األغراض على‪:‬‬
‫االبتداء بالتنويه بالقرآن‪ ،‬ومحمد ﷺ‪ ،‬وتقسيم آيات القرآن‪ ،‬وترتيب األفهام في تلقيها‪،‬‬
‫وغيرها من األغراض(‪0)3‬‬

‫‪ 04‬فضل سورة آل عمران‪:‬‬

‫لقد جاء من األحاديث ما يدل على فضل هذه السورة‪ ،‬منها‪ :‬ما جاء عن عبد الله‬
‫ً‬
‫بن بريدة عن أبيه قال‪ :‬كنت جالسا عند النبي ﷺ فسمعته يقول‪" :‬تعلموا سورة البقرة‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫فإن أخدها بركة‪ ،‬وتركها حسرة‪ ،‬وال تستطيعها البطلة"‪ ،‬قال‪ :‬ثم سكت ساعة ثم قال‪:‬‬
‫"تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنها الزهراوان‪ ،‬يظالن صاحبهما يوم القيامة كأنهما‬

‫‪ )1‬مجير الدين‪ ،‬بن محمد العليمي المقدس ي الحنبلي‪ 0‬فتح الرحمن في تفسيرالقرآن‪ ،)010/1( ،‬قطر‪ :‬وزارة‬
‫األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ط‪ 1011 ،1‬ه‪05112/‬‬
‫‪ )2‬الحمد‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪ 0‬التقريب لتفسيرالتحريروالتنوير‪ ،‬ص‪0501-501‬‬
‫‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪0501-501‬‬
‫‪50‬‬

‫َ َّ‬ ‫ْ‬
‫طير صواف‪00000‬الحديث"(‪ 0)1‬وكذا روى ذلك أبو‬
‫قان من ٍ‬
‫غمامتان‪ ،‬أو غيايتان‪ ،‬أو ِفر ِ‬
‫أمامة الباهلي(‪ ،)2‬والنواس بن سمعان(‪0)3‬‬
‫ْ ُ‬
‫قال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُسو َل الله ﷺ َي ُقو ُل‪" :‬اق َرؤوا‬ ‫نه َ‬ ‫الله َع ُ‬
‫الباهل ّي َ ض َي ُ‬ ‫َ ْ َُ َ َ َ‬
‫وعن أبي أمامة ِ ِ ر ِ‬
‫ََ ََ َ ُ ََ‬ ‫ألص َحابه‪ْ ،‬اق َر ُؤوا َّ‬ ‫ُ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ً‬
‫ورة ِآل‬ ‫الز ْه َر َاو ْي ِن‪ :‬البقرة وس‬ ‫ِِ‬
‫يعا ْ‬ ‫القيام ِة ش ِف‬ ‫القرآن‪ ،‬ف ِإنه يأ ِتي يوم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْم َر َان‪َ ،‬فإ َّن ُه َما َت ْأت َيان َي ْو َ‬
‫الق َي َام ِة ك َّأن ُه َما غ َم َام َت ِان‪ ،‬أ ْو ك َّأن ُه َما غ َي َاي َت ِان‪ ،‬أ ْو ك َّأن ُه َما ِف ْرق ِان‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ٌ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫أص َحابه َما‪ْ ،‬اق َر ُؤوا ُس َ‬
‫ور َة َ‬ ‫ْ ْ َ َ َّ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫الب َق َر ِة‪ ،‬ف ِإ َّن أخذ َها َب َركة‪َ ،‬وت ْرك َها‬ ‫ِِ‬
‫اجان َع ْن ْ‬
‫ِمن طي ٍر صواف‪ ،‬تح ِ‬
‫َ ْ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ َ ََ ُ‬
‫البطلة"(‪0)4‬‬ ‫حسرة‪ ،‬وال تست ِطيعها‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جملة أساليب األمرفي سورة آل عمران‪:‬‬


‫ً‬
‫وبعد استيعاب جميع اآليات في سورة آل عمران‪ ،‬استخرج الباحث ما يقارب ستا‬
‫ً‬
‫وخمسين أية وردت فيها جملة األمر‪ ،‬واقتصر في استخراج هذه اآليات على صيغ األمر‬
‫األربع التي ذكرها البالغيون‪ ،‬وقد تقدم ذكر تلك الصيغ‪ 0‬وفي هذا المبحث حاول الباحث‬
‫ً‬
‫تحليل هذه اآليات الستخراج معاني األمر فيها‪ ،‬معتمدا على كتب التفاسير وآراء‬
‫المفسرين فيها‪0‬‬
‫ُ ْ َّ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ‬
‫س ال ِم َه ُاد﴾ (‪0)15‬‬‫‪-‬اآلية األولى‪﴿ :‬قل ِلل ِذين كفروا ستغلبون وتحشرون ِإلى جهنم و ِبئ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬ق ْل"‪ ،‬فعل األمر ِم ْن قال يقول قوال‪0‬‬

‫‪ )1‬رواه ابن ماجه (‪0)1505/5‬‬


‫‪ )2‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب فضل قراءة القرآن والبقرة‪0)1250( ،‬‬
‫‪ )3‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب فضل قراءة القرآن والبقرة‪ ،)1250( ،‬وتحفة‬
‫األحوذي (‪ ،)121/2‬المصباح المنيرفي تهذيب تفسيرابن كثير‪ ،‬ص‪052‬‬
‫‪ )0‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬باب فضل قراءة القرآن والبقرة‪0)1250( ،‬‬
‫‪51‬‬

‫هذه اآلية تهديد من الله للكفار من اليهود وغيرهم الذين استهانوا بنصره يوم‬
‫بدر‪ ،‬بأنهم سيهزمون في الدنيا ُ‬
‫وسيحشرون في اآلخرة إلى جهنم التي هي مأواهم ومصيرهم‪،‬‬
‫وبئس المصير‪0‬‬
‫ُ َْ َ ُ َ َ‬
‫واختلف القراء في قراءة " َستغل ُبون َوت ْحش ُرون"‪ ،‬فقرأ حمزة والكسائي وخلف‬
‫"سيغلبون ويحشرون"‪ ،‬وقرأ الباقون بالتاء واختاره الطبري‪ 0‬وقد جاءت‬ ‫بالياء فيهما ُ‬
‫روايات كثيرة في سبب نزول هذه اآلية‪ ،‬منها ما جاء عن ابن عباس قال‪ :‬لما أصاب رسول‬
‫ً‬
‫بدر فقدم المدينة‪ ،‬جمع يهود في سوق بني قينقاع‪ ،‬فقال‪" :‬يا معشريهود‬ ‫ٍ‬ ‫يوم‬ ‫قريشا‬ ‫الله‬
‫ً‬
‫أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا"!!‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا محمد‪ ،‬ال يغرنك نفسك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا ال يعرفون القتال‪ ،‬إنك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا‬
‫ُ ْ َّ َ َ َ‬
‫ين كف ُروا‬ ‫نحن الناس‪ ،‬وأنك لم تأت مثلنا!!‪ ،‬فأنزل الله في ذلك من قوله ﷻ‪ ﴿ :‬قل ِلل ِذ‬
‫ُ َْ َ ُ َ َ‬
‫َستغل ُبون َوت ْحش ُرون‪ ﴾000‬إلى قوله ﷻ‪﴿ :‬ألولي األبصار﴾ (‪0)1‬‬

‫هذه الرواية تدل على أن األمر في هذه اآلية يأتي على األصل‪ ،‬أي طلب الفعل‬
‫ً‬
‫على وجه االستعالء واإللزام‪ ،‬ألنه جاء ممن هو أعلى منزلة وهو الله‪ ،‬حيث أمر رسوله‬
‫بأن يخبر أن اليهود ُ‬
‫سيغلبون في الدنيا ويحشرون إلى جهنم في اآلخرة‪ 0‬وإن كان مضمون‬
‫الخبر التهديد والتوعد‪ ،‬إال أننا نركز على جملة األمر‪ ،‬فالله لم يهدد رسول الله بهذا األمر‪،‬‬
‫ْ ُ َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫اع َملوا َما ِشئت ْم ِإن ُه ِب َما‬ ‫وإنما يأمره بأن يهدد اليهود به‪ 0‬أما صورة التهديد مثل قوله ﷻ‪﴿ :‬‬
‫َ ُ َ‬
‫ت ْع َملون َب ِص ٌير﴾ (فصلت‪ ،)2()01:‬وهذا يختلف عن األمر في هذه اآلية‪0‬‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ ُ َ ُ ُ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ َّ َ َّ َ ْ ْ َ َ ْ َ َّ ٌ َ‬
‫ات ت ْج ِري ِم ْن ت ْح ِت َها‬ ‫‪-‬اآلية الثانية‪﴿ :‬قل أؤن ِبئكم ِبخي ٍر ِمن ذ ِلكم ِلل ِذين اتقوا ِعند رِب ِهم جن‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ان ِم َن الل ِه َوالل ُه َب ِص ٌير ِبال ِع َب ِاد﴾ ( ‪0)11‬‬
‫ض َو ٌ‬ ‫ين ف َيها َو َأ ْز َو ٌ‬
‫اج ُم َط َّه َر ٌة َور ْ‬ ‫َْ‬
‫األ ْن َه ُار َخالد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ )1‬مجير الدين‪ ،‬بن محمد العليمي المقدس ي الحنبلي‪ 0‬فتح الرحمن في تفسير القرآن‪ ،)055/1( ،‬والطبري‪،‬‬
‫أبو جعفر محمد بن جرير‪ 0‬جامع البيان في تأويل القرآن‪0)125/1( ،‬‬
‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسير الميسر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ :‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف‬
‫الشريف‪ ،‬ط‪ 1011 ،5‬ه‪ 5111/‬م‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪( )11 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪52‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬ق ْل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫نعم اآلخرة‪ ،‬وذلك لما‬


‫في هذه اآلية الترغيب والتحبيب من الله لعباده المتقين إلى ِ‬
‫ذكر الله ﷻ ملذات الدنيا من النساء والبنين والمال الكثير وغيرها‪ ،‬أرشدهم الله إلى ما‬
‫هو خير من تلك كلها‪ ،‬وهو جنات تجري من تحتها األنهار‪ ،‬ولهم فيها أزواج مطهرة من كل‬
‫دنس ونجس‪ ،‬وأعظم هذه النعم أنهم نالوا رضوان الله‪ ،‬والله بصير َبمن يتقيه من عباده‬
‫ويختار ما أعد الله له من هذه النعم‪ ،‬ومن ال يتقيه ويختار ملذات الدنيا(‪0)1‬‬

‫وقال أبو جعفر‪" :‬وإنما ذكر الله جل ثناؤه فيما ذكر للذين اتقوا عنده من الخير‪:‬‬
‫ْ َ‬
‫ضوانه‪ ،‬ألن رضوانه أعلى منازل كرامة أهل الجنة‪ ،‬كما‪ :‬حدثنا ابن بشار قال‪ ،‬حدثني‬‫ر‬
‫أبو أحمد الزبيري قال‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن محمد بن المنكدر‪ ،‬عن جابر بن عبد الله‬
‫أي‬ ‫َ‬
‫أفضل من هذا! فيقولون‪ْ :‬‬ ‫قال‪ :‬إذا دخل ُ‬
‫أهل الجنة الجنة‪ ،‬قال الله ﷻ ‪ :‬أعطيكم‬
‫أي ش يء أفضل من هذا؟ قال‪ :‬ر ْ‬
‫ضواني"(‪0)2‬‬ ‫ربنا‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫فاألمرفي هذه اآلية جاء على األصل كما في اآلية األولى‪ ،‬وإن كان مضمونه اإلرشاد‬
‫إلى ما هو أحسن وأبقى والترغيب والتحبيب إلى ما يرض ى عنه الله وهو الدار اآلخرة‪،‬‬
‫واستعمل الله لذلك صيغة االستفهام الذي يخرج من معناه األصلي‪0‬‬
‫َّ َ َ ُ ُ َن َ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ‬
‫اب الن ِار﴾ (‪0)16‬‬ ‫‪-‬اآلية الثالثة‪﴿ :‬ال ِذين يقولو ربنا ِإننا آمنا فاغ ِفرلنا ذنوبنا و ِقنا عذ‬
‫ً‬
‫وجملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اغفرلنا" فعل األمر من غفر يغفر غفرانا‪ ،‬و"قنا" فعل‬
‫ً‬
‫األمر من وقى يقي وقاية بمعنى حمى يحمي حماية‪ ،‬وصان يصون صيانة(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 11‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر الطبري (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ ،‬التحقيق‪:‬‬
‫أحمد محمد شاكر‪ 0‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)505/0( ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ 1051 ،1‬هـ ‪ 5111 -‬م‪0‬‬
‫‪ )3‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "وقى"‪0‬‬
‫‪53‬‬

‫ً‬
‫هذه اآلية مفسرا لآلية التي قبلها‪ ،‬وذلك لما ذكر الله ما أعد للمتقين من نعيم‬
‫الجنة ورضوانه‪ ،‬فقال ﷻ‪" :‬المتقين هم الذين يقولون إننا صدقنا بك ونبيك وما جاء به‬
‫من عندك‪ ،‬فاستر علينا ذنوبنا وتجاوز عنا وادفع عنا بك إيانا بالنار أن تعذب بها‪ ،‬أي ال‬
‫تعذبنا يا رب العالمين"(‪0)1‬‬

‫واألمران يأتيان ممن هو أدنى منزلة إلى من هو أعلى منزلة‪ ،‬فتبين أنهما جاء بمعنى‬
‫الدعاء‪0‬‬
‫َ ْ َ ُّ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َّ َ ُ ُ‬
‫ين أوتوا‬ ‫‪-‬اآلية الرابعة‪﴿ :‬ف ِإن حاجوك فقل أسلمت وج ِهي ِلل ِه وم ِن اتبع ِن وقل ِلل ِذ‬
‫ْ َ ُ َّ‬ ‫ْ َ َّ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ َ ُْ َ ََ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫اب َواأل ِم ِيين أأ ْسل ْمت ْم ف ِإن أ ْسل ُموا فق ِد ْاهت َد ْوا َو ِإن ت َول ْوا ف ِإن َما َعل ْي َك ال َبالغ َوالل ُه‬ ‫ال ِكت‬
‫ْ‬
‫َب ِص ٌير ِبال ِع َب ِاد﴾ (‪0)51‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫جملة األمر في هذه اآلية ُ‬
‫"فق ْل" و"وق ْل"‪ ،‬وكالهما فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫هذه اآلية تضمنت أمرين من الله لرسوله عليه صالة الله والسالم‪ ،‬أحدهما بأن‬
‫يرد على من خاصمه من أهل الكتاب في أمر عيس ى وأمر الدين بأن يقول لهم‪" :‬إنني انقدت‬
‫وأسلمت لله وحده بلساني وقلبي وجميع جوارحي‪ ،‬وكذا من اتبعني كلهم انقادوا لله‬
‫وأسلموا"‪ 0‬وثانيها أن يعرض على أهل الكتاب من اليهود والنصارى واألميين (ال كتاب لهم)‬
‫ً‬
‫وهم مشركو العرب بأن يدخلوا اإلسالم‪ ،‬ويوحدوا الله وال يشركوا به شيئا‪ ،‬ويبين لو أنهم‬
‫أطاعوا الله بأن يسلموا فهم قد أصابوا سبيل الحق وسلكوا محجة الرشد‪ ،‬وإن أعرضوا‬
‫فإن على الرسول ليس إال إبالغ الرسالة إلى من أرسله الله إليه من خلقه‪ ،‬والله بصير‬
‫بعباده ويعلم بمن يقبل من عباده ما أرسله به إليه وبمن يتولى منهم منه(‪0)2‬‬

‫كال األمرين في هذه اآلية جاء بمعناه الحقيقي كما في اآلية األولى والثانية‪0‬‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)500-501/0( ،‬وفتح الرحمن في تفسيرالقرآن‪0055 ،‬‬
‫‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)521-521/0( ،‬وفتح الرحمن في تفسيرالقرآن‪0011 ،‬‬
‫‪54‬‬

‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َن َّ‬


‫الن ِب ِي َين ِبغ ْي ِر َح ٍق َو َي ْق ُتلون‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫ات الل ِه ويقتلو‬‫‪-‬اآلية الخامسة‪ِ ﴿ :‬إن ال ِذين يكف ُرون ِبآي ِ‬
‫ََ ُْ ْ ََ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون ب ْالق ْ‬
‫اب أ ِل ٍيم﴾ (‪0)51‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬‫ب‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫ش‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫اس‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ال ِذين يأمر ِ‬
‫ً‬ ‫جملة األمر في هذه اآلية‪"َ :‬ب ّش ْر"‪ ،‬فعل األمر من َّ‬
‫بش َر ُيبشر تبشيرا‪ ،‬إذا أخبره‬ ‫ِ‬
‫بخبر(‪0)1‬‬

‫ذم من الله ألهل الكتاب لما ارتكبوا من المعاص ي‪ ،‬من تكذيب آيات الله وقتل‬
‫األنبياء المرسلين إليهم حين بلغوهم‪ ،‬وقتل الذين جاءوا بعد األنبياء وأمروهم بالعدل في‬
‫بعذاب أليم موجع‪ ،‬وأخبرهم باآلية التي جاءت بعد هذه اآلية‬
‫ٍ‬ ‫أمر الله‪ ،‬ولهذا بشرهم الله‬
‫ً‬
‫أنهم ينالهم الذلة في الدنيا واآلخرة‪ ،‬أما في الدنيا فال ينالوا بأعمالهم مدحا وال ثناء من‬
‫ً‬
‫الناس ولم يرفع الله بها ذكرا ألنهم على ضالل وباطل‪ ،‬وأما في اآلخرة أعد الله لهم عذاب‬
‫الجحيم‪ 0‬وورد حديث أبي عبيدة بن الجراح‪ ،‬أن بني إسرائيل قتلت ثالثة وأربعين ًّ‬
‫نبيا من‬
‫أول النهار في ساعة واحدة‪ ،‬ذكر ذلك الطبري في تفسيره(‪0)2‬‬

‫وبهذا يفهم من سياق اآلية أن األمرفيها بمعنى التهديد‪0‬‬


‫َ َ‬ ‫َ َ َْ ْ ْ‬ ‫ْ ْ ُْ ْ ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫‪-‬اآلية السادسة‪﴿ :‬ق ِل الل ُه َّم َم ِال َك ال ُمل ِك تؤ ِتي ال ُمل َك َم ْن تش ُاء َوتن ِز ُع ال ُمل َك ِم َّم ْن تش ُاء‬
‫ْ َ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َوت ِع ُّز َم ْن تش ُاء َوت ِذ ُّل َم ْن تش ُاء ِب َي ِد َك الخ ْي ُر ِإن َك َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾ (‪0)56‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫أمر الله لنبيه بأن يدعو ربه‪" :‬يا الله أنت مالك الملك تؤتي الملك والتمكين في‬
‫األرض من تشاء من عبادك‪ ،‬وتأخذه ممن تشاء منهم‪ ،‬وتعطي العزة من تشاء منهم‪ ،‬وتذل‬
‫من تشاء منهم‪ ،‬ألن الخير كله بيدك‪ ،‬وأنك قادر على كل ش يء قدير"(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "بشر"‪0‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪0)521/0( ،‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪( )50 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪55‬‬

‫وفي هذه اآلية بيان إتبات صفة اليد لله على ما يليق يجالله‪ 0‬واألمرفي هذه األية‪،‬‬
‫فمعناه يحتمل أن يكون بمعنى الدعاء كما ذكر بعض المفسرين‪ ،‬ألن معنى هذه اآلية‪:‬‬
‫"قل يا أيها النبي متوجها إلى الله بالدعاء"(‪0)1‬‬

‫ويحتمل أن يكون بمعنى اإلرشاد‪ ،‬أي اإلرشاد إلى نعمة الله والعظيم له‪ ،‬ذكر‬
‫ذلك ابن كثير في تفسيره حيث قال‪" :‬في هذه اآلية تنبيه وإرشاد إلى نعمة الله ﷻ على‬
‫رسول الله صلى الله وهذه األمة‪ ،‬ألن الله حول النبوة من بني إسرائيل إلى النبي العربي‬
‫القرش ي المكي األمي خاتم األنبياء على اإلطالق‪ ،‬ورسول الله إلى جميع الثقلين اإلنس‬
‫والجن‪0)2("000‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ ُ ْ َْ ُُْ ُ َ‬ ‫ُ ْ ُ ْ ُ‬
‫وه َي ْعل ْم ُه الل ُه َو َي ْعل ُم َما ِفي‬ ‫‪ 01‬اآلية السابعة‪﴿ :‬ق ْل ِإن تخفوا َما ِفي صدو ِركم أو تبد‬
‫َّ َ ُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ض َوالل ُه َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾ (‪0)52‬‬‫ِ‬ ‫ر‬‫األ ْ‬ ‫ات َو َما ِفي‬ ‫َّ َ َ‬
‫السماو ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫هذه اآلية جاءت بعد اآلية التي تنهى عن مواالة الكفار باملحبة أو النصرة لهم‪،‬‬
‫فقال ﷻ ‪" :‬قل يا محمد للذين آمنوا إن تخفوا في صدوركم مواالتهم وحبكم لهم أو‬
‫تظهروها فإن الله يعلم ذلك‪ ،‬ألنه محيط بكل ش يء فال يخفى عليه ش يء في األرض وال في‬
‫السماء(‪0)3‬‬

‫واألمرفي هذه اآلية بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألنه إخبار من الله على لسان رسوله‪ ،‬وإن‬
‫كان مضمون هذا األمر تخويف عباده‪ ،‬كما قال بعض المفسرين‪" :‬وهذا تنبيه منه لعباده‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪0)50 :‬‬


‫‪ )2‬جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري‪ 0‬المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير‪،‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪ 1051 ،1‬م‪ 5111/‬ه‪ ،‬ص‪0101‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪( )52 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪56‬‬

‫على خوفه وخشيته‪ ،‬وأال يرتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم فإنه عالم بجميع‬
‫أمورهم‪0")1(000‬‬
‫ْ ْ ُ ْ ُ ْ ُ ُّ َ َّ َ َ َّ ُ ُ ْ ْ ُ ُ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ُ ْ ُ ُ َ ُ‬
‫وبك ْم‬ ‫‪-‬اآلية الثامنة‪﴿ :‬قل ِإن كنتم ت ِحبون الله فات ِبعو ِني يح ِببكم الله ويغ ِفر لكم ذن‬
‫يم﴾ (‪0)31‬‬ ‫الل ُه َغ ُف ٌ‬
‫ور َر ِح ٌ‬ ‫َ َّ‬
‫و‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬و"اتبعوني" فعل‬
‫ً‬
‫األمر من اتبع يتبع اتباعا‪0‬‬
‫ً‬
‫هذه اآلية جاءت متحدية لكل من ادعى أنه يحب الله ولم يتبع رسوله ﷺ‪ ،‬فقال‬
‫ً‬
‫ﷻ ‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬إن كنتم تحبون الله حقا‪ ،‬فاتبعوني بأن تمتثلوا ما أمرتكم وتجتنبوا ما‬
‫نهيتكم عنه‪ ،‬فسوف يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‪ ،‬ألن الله غفور رحيم(‪0)2‬‬

‫فاألمر األول "قل"‪ ،‬يأتي بمعناه الحقيقي مثل ما تقدم في اآلية السابقة‪ ،‬وأما‬
‫األمر الثاني "اتبعوني"‪ ،‬فيستفاد من سياق اآلية أنه يأتي بمعنى التحدي واالختبار لما‬
‫ادعوه‪ ،‬ومما يؤيد هذا المعنى قول الحسن البصري وغيره من السلف‪" :‬زعم قوم أنهم‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫يحبون الله فابتالهم الله بهذه اآلية‪ ،‬فقال‪{ :‬ق ْل ِإ ْن ك ْن ُت ْم ت ِح ُّبون الل َه ف َّات ِب ُعو ِني ُي ْح ِب ْبك ُم‬
‫َّ‬
‫الل ُه}(‪0)3‬‬

‫ين﴾‬
‫َّ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َّ َّ‬
‫الل َه َال ُيح ُّب ْال َكافر َ‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫و‬‫ل‬‫و‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫ف‬ ‫ل‬‫و‬ ‫س‬‫الر‬‫و‬ ‫ه‬‫الل‬ ‫وا‬ ‫‪-‬اآلية التاسعة‪ُ ﴿ :‬ق ْل َأط ُ‬
‫يع‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪0)35‬‬

‫‪ )1‬جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري‪ 0‬المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير‪،‬‬
‫ص‪0101‬‬
‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 10‬تفسير سورة آل عمران‪( )11 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )3‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،)15/5( ،‬ط‪1051 ،5‬هـ ‪ 1222 -‬م‪0‬‬
‫‪57‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال"‪ ،‬و"أطيعوا"‪ ،‬فعل‬
‫األمر من أطاع يطيع إطاعة‪ ،‬إذا خضع له(‪0)1‬‬
‫ً‬
‫هذه اآلية جاء بعد األمر باتباع النبي ﷺ لمن ادعى أنه يحب الله‪ ،‬ثم قال مبينا‬
‫لمعنى اتباع الله ورسوله فقال‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬أطيعوا الله بامتثال أوامره واجتناب‬
‫نواهيه‪ ،‬وأطيعوني باتباع ما جئت من عند الله‪ ،‬فإن أصروا على كفرهم وخالفوا أمره‪،‬‬
‫فإن الله ال يحب الكافرين وال يرض ى لعباده الكفر(‪0)2‬‬

‫وكال األمرين في هذه اآلية جاءا بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألن األمر بطاعة الله ورسوله‬
‫واجب‪ ،‬بل الله أخذ الميثاق على األنبياء كلهم أنهم يؤمنون بمحمد‪ ،‬يأخذون هذا الميثاق‬
‫ْ َ َ َ َّ َ َ َّ َ َ‬
‫على أممهم(‪ ،)3‬كما سيأتي هذا عند تفسير قوله ﷻ ‪َ ﴿ :‬و ِإذ أخذ الل ُه ِميثاق الن ِب ِيين ل َما‬
‫ْ‬ ‫ََُْ ُ ْ ْ َ‬
‫اب َو ِحك َم ٍة﴾ (آل عمران‪0)21 :‬‬ ‫آتيتكم ِمن ِك ٍ‬
‫ت‬
‫َََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ َ‬
‫‪-‬اآلية العاشرة‪ِ ﴿ :‬إذ قال ِت ْام َرأة ِع ْم َران َر ِب ِإ ِني نذ ْرت ل َك َما ِفي َبط ِني ُم َح َّر ًرا فتق َّب ْل ِم ِني‬
‫يم﴾ (‪0)31‬‬ ‫السم ُيع ْال َعل ُ‬‫إ َّن َك َأ ْن َت َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فتقبل"‪ ،‬فعل األمر من تقبل يتقبل تقبال‪ ،‬بمعنى‬
‫استجاب‪0‬‬

‫هذه اآلية حكاية عن قصة أم مريم َح َّنة بنت فاقوذ‪ ،‬وهي بنت عمران‪ ،‬أنها كانت‬
‫ال تحمل‪ ،‬فدعت الله أن يرزقها الولد‪ ،‬فأجاب الله دعاءها‪ 0‬ولما حملت نذرت أن يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الولد خالصا ومتفرغا لعبادة الله‪ ،‬فقالت‪" :‬رب إني نذرت لك ما في بطني ليكون خالصا‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "طوع"‪0‬‬


‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 10‬تفسير سورة آل عمران‪( )11 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪0)15/5( ،‬‬
‫‪58‬‬

‫ً‬
‫ومتفرغا لعبادتك‪ ،‬فاقبله مني‪ ،‬إنك سميع دعائي وعليم بما في قلبي‪ ،‬والقصة مذكورة في‬
‫التفاسير(‪ 0)1‬وفي هذه اآلية ر ٌد على من ادعى ألوهية موس ى وبنوته لله‪0‬‬

‫واألمرفي هذه اآلية يأتي بمعنى الدعاء‪ ،‬ألنه جاء ممن هو أدنى منزلة من المأمور‪،‬‬
‫وسياق اآلية يدل على ذلك‪0‬‬
‫َ ْ ُ ً َ ً َّ‬ ‫‪-‬اآلية الحادية عشرة‪ُ ﴿ :‬ه َن ِال َك َد َعا َز َكرَّيا َرَّب ُه َق َ‬
‫ال َر ِب َه ْب ِلي ِم ْن ل ُدن َك ذ ِرَّية ط ِي َبة ِإن َك‬ ‫ِ‬
‫َسم ُيع ُّ‬
‫الد َع ِاء﴾ (‪0)34‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫وهب ِيه ُب ِه َبة‪ ،‬إذا أعطاه إياه بال‬ ‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬هب"‪ ،‬فعل األمر من َ‬
‫عوض(‪0)2‬‬
‫ً‬
‫هذه اآلية حكاية عن زكريا‪ ،‬وذلك لما صار كافال لمريم‪ ،‬رأى منها من فضائل‬
‫ً‬
‫وكرمة أعطاها الله إياها‪ ،‬فأراد الولد‪ ،‬ودعا ربه متجها إليه مع عدم إمكانية حمل زوجته‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لكونها عاقرا‪" :‬يا رب ارزقني ولدا صالحا مباركا من عندك وقدرتك‪ ،‬إنك سميع دعاء َمن‬
‫اعترف على ضعفه‪ ،‬وأنت ٌ‬
‫قادر على إجابة دعائه"‪ ،‬والقصة مذكورة في كتب التفاسير(‪0)3‬‬

‫ويستفاد مما سبق أن األمر في هذه اآلية يأتي بمعنى الدعاء‪ 0‬ومما يؤكد هذا‬
‫َّ‬
‫المعنى أن القرطبي قال بعد أن ذكر قصة مريم وزكريا في محرابها‪ ،‬فوجد فاكهة‪ِ ( :‬إ َّن الل َه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ْ َ َْ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُز ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ان ذ ِل َك َس َب َب ُد َع ِاء َزك ِرَّيا َو ُسؤ ِال ِه‬‫شاء ِبغ ْي ِر ِحسا ٍب) ِقيل‪ :‬هو ِمن قو ِل مريم‪ ،‬فك‬ ‫ير ق م ن ي‬
‫ْ َ‬
‫ال َول َد‪ ،‬ثم ذكر تفسير هذه اآلية(‪0)4‬‬

‫‪ )1‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين (المتوفى‪:‬‬
‫‪051‬هـ)‪ ،‬التحقيق‪ :‬هشام سمير البخاري‪ 0‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،)00-01/0( ،‬وتفسير القرآن العظيم‪،‬‬
‫(‪0)10-11/5‬‬
‫‪ )2‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "وهب"‪0‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬تفسيرالقرآن العظيم‪ ،)15/5( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪0)101-112/0( ،‬‬
‫‪ )4‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،)51-55/0( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪0)101/0( ،‬‬
‫‪59‬‬

‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ ً َ َ َ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ‬
‫اس ثالثة أ َّي ٍام ِإال َر ْم ًزا‬‫‪-‬اآلية الثانية عشرة‪﴿ :‬قال ر ِب اجعل ِلي آية قال آيتك أال تك ِلم الن‬
‫َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ً َ َ ْ ْ َ َ ْ َ‬
‫اإل ْبك ِار﴾ (‪0)41‬‬
‫واذكرربك ك ِثيرا وس ِبح ِبالع ِش ِي و ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اجعل"‪ ،‬فعل األمر من جعل يجعل جعال‪ ،‬و"اذكر"‪،‬‬
‫ً‬
‫فعل األمر من ذكر يذكر ذكرا‪ ،‬وهنا بمعنى أثنى عليه‪ ،‬و"سبح"‪ ،‬فعل األمر من سبح يسبح‬
‫ً‬
‫تسبيحا‪ ،‬إذا ّنزهه وقدسه(‪0)1‬‬
‫ً‬
‫وزكريا عليه السالم لما أجاب الله دعاءه بإخبار المالئكة له‪ ،‬فرح متعجبا ألنه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عرف أن امرأته عاقر فطلب من الله أن يعطيه دليال أو عالمة على وجود الولد له‪،‬‬
‫ً‬
‫فأجاب الله بقوله‪ :‬إن دليال على وجود الولد أنك ال تستطيع التحدث مع الناس إال بإشارة‬
‫لمدة ثالثة أيام‪ ،‬مع أنك سوي صحيح‪ ،‬واجعل هذه المدة لذكر الله وتسبيحه أخر النهار‬
‫وأوله(‪0)2‬‬

‫ومن خالل معنى اآلية نستخرج أن معنى (اجعل لي) في هذه اآلية طلب‬
‫االطمئنان والتأكد إلزالة الشك‪ ،‬ويؤيد هذا المعنى بعض أقوال المفسرين‪ ،‬منها قال‬
‫البغوي‪" :‬معنى قوله (قال رب اجعل لي آية)‪ :‬أي عالمة أعلم بها وقت حمل امرأتي فأزيد في‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ً‬
‫العبادة شكرا"(‪ ،)3‬وقال القرطبي في تفسير هذه اآلية‪ِ " :‬تل َك اآل َية ِزَي َادة ط َمأ ِن َين ٍة‪ 0‬ال َم ْع َنى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َُ ُ ْ ْ ُ‬ ‫َّ ّ َ َ َ‬
‫الن ْع َمة ِبأ ْن ت ْج َع َل ِلي َآية‪َ ،‬وتكون ِتل َك اآل َية ِزَي َادة ِن ْع َم ٍة َوك َر َام ٍة"(‪ ،)4‬وكذا قال الطبري‪:‬‬
‫ت ِم ِم ِ‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "سبح"‪0‬‬


‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪( )01 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )1‬البغوي‪ ،‬محيي السنة أبو محمد الحسين بم مسعود‪ 0‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪ ،)10/5( ،‬الرياض‪:‬‬
‫دار طيبة‪ ،‬ط‪ 1012 ،1‬ه‪ 1222/‬م‪0‬‬
‫‪ )4‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)21/0( ،‬‬
‫‪60‬‬

‫عني ما قد وسوس ّ‬ ‫ً‬


‫عالمة‪ ،‬أن ذلك كذلك‪ ،‬ليزول ّ‬
‫إلي الشيطان‬ ‫ِ‬ ‫"(فاجعل لي آية) يقول‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫صوت غير المالئكة‪ ،‬وبشارة من عند غيرك"(‪0)1‬‬ ‫فألقاه في قلبي‪ ،‬من ّأن ذلك‬

‫وسبح﴾ في هذه اآلية بمعنى اإلرشاد والنصح‪ ،‬قال بعض‬ ‫وقوله‪﴿ :‬واذكر ِ‬
‫ّ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿و ْاذ ُك ْر َرَّب َك َكثي ًرا َو َس ّب ْح ب ْال َعش ّي َو ْ ْ‬
‫المفسرين‪َ :‬ق ْو ُل ُه ﷻ ‪َ :‬‬
‫كار﴾ أ َم َر ُه ِبأال َيت ُر َك ا ِلذك َر ِفي‬
‫اإلب ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يحال بينك وبين‬ ‫ُ‬ ‫ذكره‪ ،‬وال‬ ‫اع ِت َقال ِل َسا ِنه(‪ ،)2‬وقال بعضهم‪" :‬فإنك ال تمنع َ‬ ‫َن ْفسه َم َع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تسبيحه وغير ذلك من ذكره"(‪ ،)3‬والتسبيح هنا بمعنى الصالة(‪ ،)4‬وقال بعضهم‪" :‬وأمر‬
‫بكثرة الذكر والشكر والتسبيح في هذه الحال"(‪ 0)5‬أو بمعنى الندب‪ ،‬وهو مثل قوله ﷻ بعد‬
‫َْ‬
‫األ ْ‬ ‫الص َال ُة َف ْان َت ِش ُ‬
‫منع البيع في يوم الجمعة‪َ ﴿ :‬فإ َذا ُقض َيت َّ‬
‫ض﴾ (الجمعة‪ )11:‬عند‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫من يرى ذلك‪ 0‬وفي هذه اآلية دليل على أن اإلشارة تنزل منزلة الكالم وذلك موجود في كثير‬
‫من السنة(‪0)6‬‬
‫َ‬
‫الر ِاك ِعين﴾ (‪0)45‬‬ ‫‪-‬اآلية الثالثة عشرة‪َ ﴿ :‬يا َم ْرَي ُم ْاق ُنتي ل َربك َو ْ‬
‫اس ُج ِدي َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬

‫‪ )1‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)120/0( ،‬‬
‫‪ )2‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)25/0( ،‬‬
‫‪ )3‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)121/0( ،‬‬
‫‪ )4‬ينظر‪ :‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪ ،)10/5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪0)25/0( ،‬‬
‫‪ )5‬جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري‪ 0‬المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير‪،‬‬
‫ص‪0100‬‬
‫‪ )6‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)21/0( ،‬‬
‫‪61‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اقنتي"‪ ،‬فعل األمر من قنت يقنت قنوتا‪ ،‬إذا أطاعه‬
‫ً‬
‫وخضع له وأقر بعبوديته(‪ ،)1‬و"اسجدي"‪ ،‬من سجد يسجد سجودا‪ ،‬و"اركعي"‪ ،‬من ركع‬
‫ً‬
‫يركع ركوعا‪0‬‬

‫هذه اآلية حكاية عن قصة مريم أم عيس ى‪ ،‬واآلية قبلها بيان عن إخبار المالئكة‬
‫لمريم أن الله اختارها لطاعته وفضلها على نساء العالمين في زمانها‪ ،‬ثم أمرها بالدوام‬
‫على طاعته والصالة والركوع له سبحانه مع الراكعين شكرا له على ما أنعم عليها(‪0)2‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اس ُج ِدي َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬
‫الر ِاك ِعين﴾ "اف َع ِلي‬ ‫﴿و ْ‬ ‫وذكر في بعض التفاسير أن معنى َ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ ْ ُ َّ َ َُ ْ َ َ ْ‬
‫صالة الجماعة‪ ،‬وذكر في الروايات أنها‬ ‫يل‪ :‬ال ُم َر ُاد ِب ِه‬‫ك ِفع ِل ِهم و ِإن لم تص ِلي معهم"‪ 0‬و ِق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قامت حتى تورمت قدماها وسال منها دما وقيحا(‪0)3‬‬

‫واألمر كله في هذه اآلية يأتي على معناه األصلي‪ ،‬ألن الله أمرها بكثرة الطاعة‬
‫ْ‬
‫والصالة‪ ،‬ومما يؤيد هذا المعنى قول الحسن البصري في معنى هذه اآلية‪َ ﴿" :‬يا َم ْرَي ُم اق ُن ِتي‬
‫الر ِاك ِع َين﴾ أي‪ :‬كوني‬ ‫اس ُج ِدي َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬‫ل َرّبك﴾ قال الحسن‪ :‬يعني اعبدي لربك‪َ ﴿ :‬و ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫منهم"(‪0)4‬‬
‫َ ُ َ ً َ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ ْ َ َ ُ َّ َ ُ ْ َ ْ َ َّ‬
‫ض ال ِذي ُح ِر َم‬ ‫‪-‬اآلية الرابعة عشرة‪﴿ :‬ومص ِدقا ِلما بين يدي ِمن التور ِاة وِأل ِحل لكم بع‬
‫يعو ِن﴾ (‪0)11‬‬ ‫الل َه َو َأط ُ‬
‫َّ‬
‫وا‬
‫َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫ق‬ ‫عليكم و ِجئتكم ِبآي ٍة ِمن رِبكم فات‬
‫ِ‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اتقوا‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي اتقاء"‪ ،‬إذا خاف عقابه‬
‫وتجنب ما يكره(‪ ،)5‬و"أطيعوا"‪ ،‬فعل األمر من أطاع يطيع إطاعة‪0‬‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "قنت"‪0‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 11‬تفسير سورة آل عمران‪0)05 :‬‬
‫‪ )3‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪ ،)15/5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪0)21-20/0( ،‬‬
‫‪ )4‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪0)01/5( ،‬‬
‫‪ )5‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "وقى"‪0‬‬
‫‪62‬‬

‫ً‬
‫هذه اآلية حكاية عن قول عيس ى عليه السالم لقومه لما أرسل إليهم بالمعجزات‪،‬‬
‫ً‬
‫وقال‪ :‬إني جئتكم مصدقا لما في التوراة‪ ،‬ومحال لكم بعض ما حرم عليكم من قبل بوحي‬
‫الله رحمة لكم‪ ،‬وجئتكم ببينات على صدق ما أقول لكم‪ ،‬فاتقوا الله باتباعي وأطيعوا‬
‫أمري‪ 0‬وكان عيس ى يأتي بألين بما جاء به موس ى‪ ،‬كحرمة أكل الشحوم ونحوها‪ ،‬كما روي‬
‫ذلك عن قتادة(‪0)1‬‬
‫قيل‪":‬ومصد ًقا لما بين ّ‬
‫يدي من التوراة"‪ ،‬ألن عيس ى صلوات‬ ‫ّ‬ ‫وقال الطبري‪" :‬وإنما‬
‫مقرا بها‪ ،‬وأنها من عند الله‪ 0‬وكذلك األنبياء كلهم‪ّ ،‬‬
‫يصدقون‬ ‫الله عليه‪ ،‬كان ً‬
‫مؤمنا بالتوراة ً‬
‫بكل ما كان قبلهم من كتب الله ورسله‪ ،‬وإن اختلف ُ‬
‫بعض شرائع أحكامهم‪ ،‬ملخالفة الله‬
‫بينهم في ذلك‪ ،)2("000‬والدليل على ذلك أنه قال‪" :‬قد جئتكم بآية‪ ،‬وقال القرطبي‪:‬‬
‫ات‪َ ِ ،‬أل َّن َها ج ْن ٌ‬
‫س َو ِاح ٌد في الداللة على رسالته"‬ ‫﴿وج ْئ ُت ُك ْم ب َآية م ْن َ ّب ُك ْم﴾ إ َّن َما َو َّح َد َوه َي َآي ٌ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ رِ‬ ‫" ِ‬
‫(‪0)3‬‬
‫يعو ِن﴾ في هذه اآلية يأتي بمعناه‬ ‫الل َه َو َأط ُ‬ ‫َّ‬
‫وا‬
‫َ َّ ُ‬
‫ق‬ ‫ويستفاد مما سبق أن األمر ﴿فات‬
‫ِ‬
‫الحقيقي‪ ،‬ألنه أمر بتقوى الله وطاعة الرسول‪ 0‬وقيل أنهما اعتراض‪ ،‬أشار إلى ذلك‬
‫الزمخشري بقوله‪" :‬ويجوز أن يكون المعنى‪ :‬وجئتكم بآية على أن الله ربي وربكم وما بينهما‬
‫اعتراض"(‪0)4‬‬
‫َ ٌ‬
‫اط ُم ْس َت ِق ٌ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫يم﴾ (‪)11‬‬ ‫وه َهذا ِصر‬‫‪-‬اآلية الخامسة عشرة ‪﴿ :‬إن الله رِبي وربكم فاعبد‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،)20/0( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪0)012/0( ،‬‬
‫‪ )2‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)012/0( ،‬‬
‫‪ )3‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)20/0( ،‬‬
‫‪ )4‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0151‬‬
‫‪63‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فاعبدوه"‪ ،‬فعل األمر من عبد يعبد عبادة‪ ،‬إذا انقاد له‬
‫وذل وخضع(‪0)1‬‬

‫وبعد أن أظهر لهم من معجزات وأنه أرسل إليهم باإلنجيل فقال‪" :‬إنما أمرتكم‬
‫بذلك‪ ،‬ألن الله قد أنعم علي وعليكم‪ ،‬فأخلصوا عبادتكم له وحده‪ ،‬وهذا الطريق الذي‬
‫ال اعوجاج فيه"(‪0)2‬‬

‫ظاهرها خب ًرا‪ ،‬ففيه الحجة البالغة من الله‬


‫ُ‬ ‫وقال الطبري‪" :‬وهذه اآلية وإن كان‬
‫عز وجل عن أن‬‫حاجوه من أهل نجران‪ ،‬بإخبار الله ّ‬
‫لرسوله محمد ﷺ على الوفد الذين ُّ‬
‫َ‬ ‫عيس ى كان ً‬
‫بريئا مما نسبه إليه َمن نسبه إلى غير الذي وصف به نفسه"(‪0)3‬‬

‫واألمر في هذه اآلية مثل ما في اآلية السابقة‪ ،‬يعني األمر الحقيقي‪ ،‬وهو األمر‬
‫بعبادة الله وحده‪0‬‬

‫وقال ابن عاشور‪" :‬وقوله ﴿فاعبدوه﴾ تفريع على الربوبية‪ ،‬فقد جعل قوله ﴿إن‬
‫ً‬
‫الله ربي﴾ تعليال ثم أصال للتفريع‪ ،‬وقوله ﴿هذا صراط مستقيم﴾ اإلشارة إلى أن ما قاله‬
‫كله أي أنه الحق الواضح‪ ،‬فشبه بصراط مستقيم ال يضل سالكه وال يتحير(‪0)4‬‬
‫َ َّ‬
‫الل ِه َق َ‬ ‫ال َم ْن َأ ْن َ‬
‫يس ى م ْن ُه ُم ْال ُك ْف َر َق َ‬
‫سع َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ال‬ ‫ص ِاري ِإلى‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬اآلية السادسة عشرة‪﴿ :‬فل َّما أح َّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُّ َ َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ َّ َّ‬
‫ص ُارالل ِه آ َمنا ِبالل ِه َواش َه ْد ِبأنا ُم ْس ِل ُمون﴾ (‪0)15‬‬ ‫الحوا ِريون نحن أن‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اشهد"‪ ،‬فعل األمر من شهد يشهد شهادة‪0‬‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "عبد"‪0‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 10‬تفسير سورة آل عمران‪0)11 :‬‬
‫‪ )3‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)005/0( ،‬‬
‫‪ )4‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪ ،)510/1( ،‬دار التونيسية للنشر‪ 1220 ،‬م‪0‬‬
‫‪64‬‬

‫لما دعا عيس ى قومه إلى طريق الله‪ ،‬فمنهم من يستجيب ومنهم من يرفض‪،‬‬
‫واستشعر عيس ى بوجود الكفر فيهم‪ ،‬نادى قومه المستجيبين لدعوته‪” :‬من منكم يكون‬
‫معي في نصرة وحمل هذا الدين؟؟" فقالوا‪ :‬نحن أنصار الله‪ ،‬وآمنا به باتباعك‪ ،‬واشهد‬
‫أنت يا عيس ى بأنا مستسلمون لله وحده بالتوحيد والطاعة‪ 0‬وفي هذه اآلية استنصار‬
‫موس ى قومه في الدعوة إلى الله‪ ،‬وقد ذكر الطبري اختالف المفسرين في سبب اسنتصار‬
‫عيسىةفي تفسيره(‪0)1‬‬

‫ومعنى "إلى الله" أي مع الله(‪ ،)2‬والحواريون هم لقب ألصحاب عيس ى‪ ،‬أي من‬
‫يكون خاصة من يضاف هو إليه ومن قرابته(‪ ،)3‬أو صفوته وخالصته(‪0)4‬‬

‫ومعنى األمر (اشهد) في هذه اآلية التأكيد‪ ،‬يستفاد هذا المعنى من قول‬
‫ً‬
‫الزمخشري‪" :‬وإنما طلبوا شهادته بإسالمهم تأكيدا إليمانهم‪ ،‬ألن الرسل يشهدون يوم‬
‫القيامة لقومهم وعليهم"(‪0)5‬‬
‫َ َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َّ ُ َل َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫الشاهد َ‬
‫ين﴾‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ -‬اآلية السابعة عشرة‪﴿ :‬ربنا آمنا ِبما أنزلت و اتبعنا الرسو فاكتبنا مع‬
‫(‪0)13‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اكتبنا"‪ ،‬فعل األمر من كتب يكتب كتابة‪0‬‬
‫ً‬
‫هذه اآلية حكاية عن قول من استجاب دعوة عيس ى‪ ،‬فقالوا بعد إقرارهم بأن‬
‫يكونوا أنصار الله‪ :‬ربنا إننا آمنا بالكتب المنزلة على رسلك‪ ،‬فاجعلنا ممن شهدوا لك على‬
‫َ‬
‫﴿ف ْاك ُت ْبنا َم َع َّ‬
‫الش ِاه ِدي َن﴾‬ ‫رسلك بأنهم قد بلغوا رسالتك‪ 0‬وقال القرطبري وغيره‪" :‬معنى‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)001-001/0( ،‬وتفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪0)01-01/5( ،‬‬
‫‪ )2‬المرجع السابق‪ )001/0( ،‬و (‪0)05/5‬‬
‫‪ )3‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)511/1( ،‬‬
‫‪ )4‬أ الزمخشري‪ ،‬بو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0150‬‬
‫‪ )5‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪0150‬‬
‫‪65‬‬

‫َ ْ َ َْ َْ ْ َ ْ َ ََ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫َي ْعني ُأ َّم َة ُم َح َّم ٍد ﷺ‪َ ،‬عن ْابن َع َّ‬


‫اج َعل َنا ِم ْن‬‫اس‪ 0‬والمعنى أث ِبت أسماءنا مع أسم ِائ ِهم و‬
‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُج ْمل ِت ِه ْم‪َ 0‬و ِقي َل‪ :‬ال َم ْع َنى فاك ُت ْب َنا مع الذين شهدوا ألنبيائك بالصدق"(‪0)1‬‬
‫واألمر في هذه اآلية بمعنى الدعاء‪ ،‬وقال ابن عاشور‪﴿ :‬ربنا آمنا﴾ من كالم‬
‫دعاء بأن يجعلهم الله مع الشاهدين أي‬ ‫وفرعوا على ذلك الدعاء ً‬ ‫الحواريين بقية قولهم‪ّ ،‬‬
‫مع الذين شهدوا لرسل الله بالتبليغ‪ ،‬وبالصدق ‪ ،‬وهذا مؤذن بأنهم تلقوا من عيس ى فيما‬
‫ّ‬
‫علمهم إياه فضائل من يشهد للرسل بالصدق(‪0)2‬‬
‫ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َّ َ َ َ‬ ‫‪-‬اآلية الثامنة عشرة‪﴿ :‬إ َّن َم َث َل ع َ‬
‫ال ل ُه‬‫اب ثم ق‬
‫ٍ‬ ‫ر‬‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬‫ق‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫م‬‫د‬‫آ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ث‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫د‬‫ن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ى‬ ‫يس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ُ ُ‬
‫ك ْن ف َيكون﴾ (‪0)12‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬كن"‪ ،‬فعل األمر من كان يكون كونا‪0‬‬

‫هذه اآلية داللة على قدرة الله وعظمته‪ ،‬ألنه خلق عيس ى من غير أب إنما مثل ما‬
‫ً‬
‫احتجاجا لنبيه ﷺ‬ ‫خلق آدم من غير أم وأب من تراب‪ ،‬ثم قال له‪ :‬كن‪ ،‬فيكون‪ 0‬هذه اآلية‬
‫على الوفد من نصارى نجران الذين ُّ‬
‫حاجوه في عيس ى(‪0)3‬‬

‫ومعنى األمر في هذه اآلية الخبر أو اإلعالم‪ ،‬ذكر ذلك الطبري بقوله‪" :‬وأما قوله‪:‬‬
‫﴿ثم قال له كن فيكون﴾‪ ،‬فإنما قال‪":‬فيكون" وقد ابتدأ الخبر عن خلق آدم‪ ،‬وذلك خبر‬
‫خرج الخبر عما قد َ‬
‫مض ى فقال جل ثناؤه‪:‬‬ ‫عن أمر قد َّ‬
‫تقض ى‪ ،‬وقد َ‬
‫أخرج الخبر عنه ُم َ‬
‫﴿خلقه من تراب ثم قال له كن﴾‪ ،‬ألنه بمعنى اإلعالم من الله َّ‬
‫نبيه أن تكوينه األشياء‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫بقوله‪﴿ :‬كن﴾‪ ،‬ثم قال‪﴿ :‬فيكون﴾‪ ،‬فتأويل الكالم إذا‪﴿ :‬إن مث َل عيس ى عند الله كمثل‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،)22/0( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪0)015/0( ،‬‬
‫‪ )2‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)510/1( ،‬‬
‫‪ )3‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)020/0( ،‬‬
‫‪66‬‬

‫آدم خلقه من تراب ثم قال له كن﴾ واعلم‪ ،‬يا محمد‪ ،‬أن ما قال له ربك ﴿كن﴾‪ ،‬فهو‬
‫كائن"(‪0)1‬‬
‫ْ ْ َُ َ َ َ‬ ‫‪-‬اآلية التاسعة عشرة ‪َ ﴿ :‬ف َم ْن َح َّ‬
‫اج َك ِف ِيه ِم ْن َب ْع ِد َما َج َاء َك ِم َن ال ِعل ِم فق ْل ت َعال ْوا ن ْد ُع‬
‫َ َ َ َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َْ ُ َ َْ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬
‫أ ْبن َاءنا َو أ ْبن َاءك ْم َو ِن َس َاءنا َو ِن َس َاءك ْم َو أنف َسنا َو أنف َسك ْم ث َّم ن ْب َت ِه ْل فن ْج َع ْل ل ْعنة الل ِه َعلى‬
‫َْ َ‬
‫الك ِاذ ِبين﴾ (‪0)61‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل" فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬و"تعالوا"‪ ،‬فعل‬
‫تعاليا‪ ،‬إذا ارتفع‪ ،‬فلما اتصل ب "يا" فالمعنى هنا َأ ْ‬
‫قبل(‪0)2‬‬
‫ً‬
‫األمر من تعالى يتعالى‬

‫أمر الله ﷻ نبيه ﷺ أن يقول لمن أنكر وجادله في أمر عيس ى بعد مجيء العلم‬
‫والبينات التي ال ريب فيها‪ :‬تعالوا نحضر أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا‬
‫وأنفسكم‪ ،‬ثم نتجه إلى الله ونطلب منه أن ينزل العذاب واللعن على الكاذبين منا‬
‫والمصرين على العناد(‪0)3‬‬

‫واألمر في جملة "قل" في هذه اآلية جاء بمعناه األصلي‪ ،‬أما في جملة "تعالوا"‬
‫خرج من معناه األصل إلى معنى التهديد‪ ،‬وذلك ألنه دعوة إلى المباهلة واللعن‪ ،‬وقال‬
‫الزمخشري‪" :‬ما كان دعاؤه إلى المباهلة إال ليتبين الكاذب منه ومن خصمه"(‪0)4‬‬
‫َّ‬ ‫َ ُ َ َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫اب ت َعال ْوا ِإلى ك ِل َم ٍة َس َو ٍاء َب ْيننا َو َب ْينك ْم أال ن ْع ُب َد ِإال‬
‫‪-‬اآلية العشرون‪﴿ :‬قل يا أهل ال ِكت ِ‬
‫َّ َ ْ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ ً َ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ‬ ‫َّ َ ُ ْ‬
‫ضا أ ْرَب ًابا ِم ْن ُدو ِن الل ِه ف ِإن ت َول ْوا فقولوا‬ ‫الل َه َوال نش ِر َك ِب ِه شيئا وال يت ِخذ بعضنا بع‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬
‫اش َه ُدوا ِبأنا ُم ْس ِل ُمون﴾ (‪0)64‬‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪0)055-051/0( ،‬‬


‫‪ )2‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "علو"‪0‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 15‬تفسير سورة آل عمران‪( )01 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )4‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0151‬‬
‫‪67‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية أربع‪ :‬أوالها "قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬وثانيتها‬
‫ً‬
‫"تعالوا "‪ ،‬فعل األمر من تعالى يتعالى تعاليا‪ ،‬وثالثتها "فقولوا"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قوال ‪ ،‬ورابعتها "اشهدوا"‪ ،‬فعل األمر من شهد يشهد شهادة‪0‬‬

‫أمر الله سبحانه نبيه بأن يقول ألهل الكتاب من اليهود والنصارى‪" :‬تعالوا إلى‬
‫ً‬
‫كلمة واحدة وحق نلتزم بنا‪ ،‬أن كال منا ال يعبد إال الله وحده‪ ،‬وال يتخذ شريكا له من غيره‪،‬‬
‫وال يتبع بعضنا بعضا في الطاعة لغير الله"‪ 0‬فإن أعرضوا وتولوا فقولوا لهم ‪-‬أيها‬
‫المؤمنون‪" :-‬اشهدوا علينا بأنا مسلمون منقادون لله وحده ومخلصون له بالعبادة"(‪0)1‬‬

‫واألمر في جملة " قل" يأتي بمعناه الحقيقي ألنه أمر من الله لرسوله‪ ،‬أما في‬
‫جملة " تعالوا"‪ ،‬بمعنى التوجيه واإلرشاد‪ ،‬ألنه أرشدهم إلى كلمة الحق أي كلمة التوحيد‪،‬‬
‫وأما في جملة " فقولوا"‪ ،‬مثل في الجملة األولى‪ ،‬وفي جملة "اشهدوا"‪ ،‬إما أن يكون بمعنى‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َّ‬
‫التأكد‪ ،‬وهذا نظير قوله ﷻ‪﴿ :‬آ َمنا ِبالل ِه َواش َه ْد ِبأنا ُم ْس ِل ُمون﴾‪ ،‬أو بمعنى التعريض‪،‬‬
‫قال ذلك الزمخشري في كتابه‪" :‬ويجوز أن يكون من باب التعريض‪ ،‬ومعناه‪ :‬اشهدوا‬
‫واعترفوا بأنكم كافرون حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره" (‪0)2‬‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫ََ َ ْ َ َ ٌ ْ َْ ْ َ َ ُ‬
‫اب آ ِمنوا ِبال ِذي أن ِز َل َعلى‬
‫‪-‬اآلية الواحدة والعشرون‪﴿ :‬وقالت طا ِئفة ِمن أه ِل ال ِكت ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ين َآ َم ُنوا َو ْج َه َّ‬
‫َّالذ َ‬
‫الن َه ِار َو اكف ُروا آ ِخ َر ُه ل َعل ُه ْم َي ْر ِج ُعون﴾ (‪0)75‬‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬آمنوا"‪ ،‬فعل األمر من آمن يؤمن إيمانا‪ ،‬و"اكفروا"‪،‬‬
‫ً‬
‫فعل األمر من كفر يكفر كفرا‪0‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 12‬تفسير سورة آل عمران‪( )00 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0150‬‬
‫‪68‬‬

‫هذه اآلية إخبار من الله عن محاولة اليهود في تشكيك المؤمنين في دينهم‪ ،‬فقالوا‬
‫ألصحابهم‪" :‬صدقوا القرآن المنزل على محمد والذي اتبعه المؤمنون في النهار‪ ،‬ثم اكفروه‬
‫في الليل‪ ،‬لعلهم بهذا يشكون في دينهم ثم يتركونه"(‪0)1‬‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ومعنى ﴿ َآم ُنوا ب َّالذي ُأ ْنز َل َع َلى َّالذ َ‬
‫ين َآ َم ُنوا َو ْج َه َّ‬
‫الن َه ِار َو اكف ُروا آ ِخ َر ُه﴾الصالة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫آخره‪ ،‬وقيل‪ :‬تصديق النبي ﷺ في ّ‬
‫نبوته وما جاء‬ ‫وترك ذلك َ‬ ‫وحضورها معهم أول النهار‪ُ ،‬‬

‫به من عند الله‪ ،‬وأنه حق‪ ،‬في الظاهر دون الباطن‪ ،‬كما ذكر الطبري في تفسيره(‪0)2‬‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ويستفاد من ذلك أن معنى األمر في الجملة " آ َمنوا" وكذا " َو اكف ُروا" التشكيك‪،‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫والكيد أو المكر‪ ،‬وقال المفسرون كالقرطبي هذا المعنى بقوله‪"َ :‬و ِإ َّن َما أ َر ُادوا أ ْن ُيل ِب ُسوا‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫بسوا على‬ ‫ليل ُ‬ ‫َعلى السفلة وأن يشككوا فيه"‪ ،‬وكذا ابن كثير بقوله‪" :‬هذه مكيدة أرادوها‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫﴿واك ُف ُروا ِآخ َر ُه ل َعل ُه ْم َي ْر ِج ُعون﴾ (آل‬ ‫الضعفاء من الناس ْأمر دينهم"‪ ،‬وقال البغوي‪" :‬‬
‫ََ ُ‬
‫ش ُّكو َن َو َي ْرج ُعو َن َع ْن دينه ْم‪0)3(".‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫عمران‪ )55 :‬في‬

‫َّ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َّ‬


‫‪-‬اآلية الثانية والعشرون‪َ ﴿ :‬وال تؤ ِمنوا ِإال ِل َم ْن ت ِب َع ِدينك ْم ق ْل ِإ َّن ال ُه َدى ُه َدى الل ِه أن‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ ْ َ َ َ ٌ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ َ ُّ ُ‬
‫وك ْم ع ْن َد َ ب ُك ْم ُق ْل إ َّن ْال َف ْ‬
‫ض َل ِب َي ِد الل ِه ُيؤ ِت ِيه َم ْن َيش ُاء‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ِ ِ‬ ‫يؤتى أحد ِمثل ما أو ِتيتم أو يحاج‬
‫َ َّ‬
‫الل ُه َواس ٌع َع ِل ٌ‬
‫يم﴾ (‪0)73‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫فقالت اليهود أيضا في تشكيك المؤمنين في دينهم‪ :‬وال تصدقوا وال تتبعوا إال لمن‬
‫ً‬
‫تبع دينكم‪ ،‬فقال ﷻ ردا عليهم‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬إن الهدى هدى الله وتوفيقه لإليمان‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 12‬تفسير سورة آل عمران‪( )55 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)112-115/0( ،‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)111/0( ،‬وتفسير القرآن العظيم‪ ،)12/5( ،‬وتفسير البغوي‬
‫"معالم التنزيل"‪0)01-01/5( ،‬‬
‫‪69‬‬

‫الصحيح‪ ،‬وما تكذبون إال أنكم تخافون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم فيساويكم أو‬
‫يحاجيكم عند ربكم على تكذيبكم هذا‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬إن الفضل بيده الله‪،‬‬
‫يؤتيه من يشاء من عباده‪ ،‬وأنه واسع عليم(‪0)1‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َّ‬
‫جملة ﴿ َوال تؤ ِمنوا ِإال ِل َم ْن ت ِب َع ِدينك ْم ق ْل ِإ َّن ال ُه َدى ُه َدى الل ِه﴾ اعتراض كما‬
‫َ ْ َْ َ‬
‫ذكر المفسرون‪ ،‬ألنه متعلق بقوله ﴿أن ُيؤتى أ َح ٌد﴾(‪ ،)2‬واألمر في جملتي "قل"‪ ،‬يأتي‬
‫بمعناه الحقيقي‪ ،‬وإن كان مضمونهما مختلف‪ ،‬فأما الجملة األولى فمضمونه كناية عن‬
‫استبعادهم عن هدى الله‪ ،‬وأما الجملة الثانية فمضمونه تذكير وتأكيد على إبطال‬
‫محاولتهم(‪0)3‬‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َّ ُ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُّ َ ُ‬
‫الن ُب َّوة ث َّم َي ُقو َل‬‫‪-‬اآلية الثالثة والعشرون‪﴿ :‬ما كان ِلبش ٍرأن يؤ ِتيه الله ال ِكتاب والحكم و‬
‫ْ ُ ن َّ َ َ ْ ُ ُ‬
‫ونوا َرَّباني َين ب َما ُك ْن ُت ْم ُت َعل ُمو َن ْالك َت َ‬ ‫َّ ُ ُ‬
‫اب َو ِب َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اس كونوا ِع َب ًادا ِلي ِمن دو ِ الل ِه ول ِكن ك‬
‫ِللن ِ‬
‫َ‬ ‫ُُْ َ‬
‫كنت ْم ت ْد ُر ُسون﴾ (‪0)72‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬كونوا"‪ ،‬فعل األمر من كان يكون كونا‪0‬‬
‫ً‬
‫قال ﷻ‪" :‬ال يعقل وال ينبغي ألحد نزل الله عليه الكتاب وجعله حكما بين خلقه‪،‬‬
‫ً‬
‫واصطفاه نبيا‪ ،‬أن يقول للناس‪ :‬اعبدوني من دون الله‪ ،‬ولكنه ينبغي له أن يقول لهم‪:‬‬
‫كونوا أنتم حكماء وفقهاء وعلماء بما كنتم تتعلمون من الكتاب وتعلمونه غيركم‪ ،‬وبما‬
‫تدرسونه منه"(‪0)4‬‬

‫ذكر بعض المفسرين أن هذه اآلية نزلت في األحبار من اليهود والنصارى من أهل‬
‫نجران الذين قالوا أن رسول الله يريدهم أن يعبدوه كما هم يعبدون عيس ى‪ ،‬فرد الله‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 12‬تفسير سورة آل عمران‪( )51 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬تفسير البغوي "معالم التنزيل"‪ ،)10-/5( ،‬والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في‬
‫وجوه التأويل‪ ،‬ص‪ ،155‬وتفسيرالتحريروالتنوير‪0)521/1( ،‬‬
‫‪ )3‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪ 521/1( ،‬و ‪0)521‬‬
‫‪ )4‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪( )52 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪70‬‬

‫بهذه اآلية‪ ،‬فالقصة مذكورة في كتب التفسير(‪ 0)1‬ومعنى األمر في جملتي "كونوا"‪ ،‬أولهما‬
‫بمعناه الحقيقي‪ ،‬وثانيهما بمعناه اإلرشاد‪ ،‬ألنه أمر بطلب العلم والدراسة ثم إبالغه إلى‬
‫الناس بالتعليم‪0‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ ْ َ‬
‫اب َو ِحك َم ٍة‬
‫‪-‬اآلية الرابعة والعشرون‪﴿ :‬و ِإذ أخذ الله ِميثاق الن ِب ِيين لما آتيتكم ِمن ِك ٍ‬
‫ت‬
‫ُ َّ َ َ ُ ْ َ ُ ٌ ُ َ ٌ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ‬
‫ال أأق َر ْرت ْم َوأخذت ْم َعلى‬ ‫ثم جاءكم رسول مص ِدق ِلما معكم لتؤ ِمنن ِب ِه ولتنصرنه ق‬
‫َ ُ ْ ْ ي َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫الشاهد َ‬
‫ين﴾ (‪0)41‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ذ ِلكم ِإص ِر قالوا أقررنا قال فاشهدوا و أنا معكم ِمن‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اشهدوا"‪ ،‬فعل األمر من شهد يشهد شهادة‪0‬‬

‫هذه اآلية إخبار من الله بأنه أخذ الميثاق المؤكد على جميع األنبياء‪ ،‬فقال‪" :‬‬
‫اذكر يامحمد‪ ،‬إذ أخذ الله الميثاق المؤكد على جميع األنبياء‪ :‬لئن آتيتكم من كتاب‬
‫ً‬
‫وحكمة‪ ،‬ثم جاءكم رسول من عندي‪ ،‬مصدقا لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه‪ ،‬فهل‬
‫َّ‬
‫أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟ قالوا‪ :‬أقررنا بذلك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فليشهد بعضكم على بعض‪ ،‬واشهدوا على أممكم بذلك‪ ،‬وأنا معكم من الشاهدين‬
‫عليكم وعليهم‪ ،‬وفي هذا أن الله أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد ﷺ‪ ،‬وأخذ‬
‫الميثاق على أمم جميع األنبياء"(‪0)2‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "اشهدوا" يكون على حسب رجوعها إلى من ُعني بهذه اآلية‪،‬‬
‫فإذا كانت الشهادة ترجع إلى األنبياء فمعناه التوثق والتحقق‪ ،‬وإذا كانت ترجع إلى‬
‫أممهم فمعناه التبليغ واإلعالم بهذه الشهادة وتنويه برسالة محمد ﷺ‪ ،‬ذكر هذا المعنى‬
‫ابن عاشور في تفسيره(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬ينظر‪ :‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪ ،)01/5( ،‬والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه‬
‫التأويل‪ ،‬ص‪ ،152‬وتفسيرالتحريروالتنوير‪ 0)521/1( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)112/0( ،‬وتفسير‬
‫القرآن العظيم‪ ،)00 /5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)155/0( ،‬وفتح القدير(‪0)015/1‬‬
‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪0)21:‬‬
‫‪ )3‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)111/1( ،‬‬
‫‪71‬‬

‫وقيل أن معناه التوكيد والتحذيرمن الرجوع منها‪ ،‬كما قال ذلك الزمخشري(‪0)1‬‬
‫الله َو َما ُأ ْنز َل َع َل ْي َنا َو َما ُأ ْنز َل َع َلى إ ْب َراه َ‬
‫يم‬
‫ُ ْ َ َ َّ َّ‬
‫‪-‬اآلية الخامسة والعشرون‪﴿ :‬قل آمنا ِب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫يس ى َوالن ِب ُّيون ِم ْن َرِب ِه ْم ال‬
‫وس ى َوع َ‬ ‫األ ْس َباط َو َما ُأوت َي ُم َ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ ََ ْ ُ َ َ َْ‬
‫اعيل و ِإسحاق ويعقوب و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِإسم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫نف ِرق َب ْين أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْح ُن ل ُه ُم ْس ِل ُمون﴾ (‪0)44‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫هذه اآلية رد من الله على من ابتغى دينه سوى دين اإلسالم بقوله‪ :‬قل لهم يا‬
‫محمد‪ ،‬إننا آمنا بالله وأطعنا‪ ،‬وال معبود لنا سواه‪ ،‬وآمنا بالقرآن المنزل على علينا‪ ،‬وما‬
‫أنزل على إبراهيم وأبنائه إسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السالم‪ ،‬وما أنزل على‬
‫األسباط‪ ،‬وما أوتي موس ى وعيس ى من التوراة واإلنجيل‪ ،‬وما أنزل على أنبيائه‪ ،‬ال نفرق بين‬
‫أحد منهم‪ ،‬ونحن لله مستسلمون ومنقادون ومقرون بوحدانيته في الربوبية واأللوهية(‪0)2‬‬

‫واألمر في جملة "قل"‪ ،‬جاء بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألنه أمر من الله باإليمان به‬
‫وبجميع الرسل وما أنزل عليهم من الكتب‪0‬‬
‫يل إ َّال َما َح َّر َم إ ْس َر ا ِئ ُ‬
‫يل‬ ‫ان ِح ًّال ِل َبني إ ْس َر ا ِئ َ‬‫ُ ُّ َّ َ َ َ‬
‫‪-‬اآلية السادسة والعشرون‪﴿ :‬كل الطع ِام ك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وها إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬‫الت ْو َراة َف ْات ُل َ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َّ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (‪0)23‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ت‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫اة‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫الت‬ ‫ل‬‫ز‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫على ن‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية ثالث‪ :‬أوالها "قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬وثانيتها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"فأتوا"‪ ،‬فعل األمر من أتى يأتي إتيانا‪ ،‬وثالثتها "فاتلوا"‪ ،‬فعل األمر من تال يتلو تالوة‪0‬‬

‫أن اليهود قالوا لرسول الله ﷺ‪" :‬إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان إبراهيم ال‬
‫يأكل لحوم اإلبل وألبانها وأنت تأكلها‪ ،‬فلست على ملته‪ ،‬فقال رسول الله ﷺ‪" :‬كان ذلك‬

‫‪ )1‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0121‬‬
‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪( )20 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪72‬‬

‫حالال إلبراهيم عليه السالم"‪ ،‬فقالوا‪ :‬كل ما نحرمه اليوم كان ذلك حراما على نوح‬
‫وإبراهيم حتى انتهى إلينا »(‪ ،)1‬فأنزل الله هذه اآلية ليبين أنه أحل جميع األطعمة ليعقوب‬
‫وأبنائه‪ ،‬إال بعضها التي حرمها يعقوب على نفسه لسبب مرضه وهذا من قبل نزول‬
‫ً‬
‫التوراة‪ ،‬ولما نزلت التوراة حرم الله على بني إسرائيل بعض األطعمة الذي كانت حالال لهم‬
‫بسبب ظلمهم‪ ،‬وقال الله‪ :‬قل يا محمد لهم‪ :‬ائتوا أنتم بالتوراة‪ ،‬واقرؤوا فيها ما يدل على‬
‫حرم يعقوب على نفسه‪ ،‬وسوف تعلمون ما جاء في القرآن أن الله لم‬ ‫أن الله حرم فيها ما ّ‬
‫ً‬
‫يحرم شيئا على بني إسرائيل من قبل نزول التوراة إال ما حرم إسرئيل على نفسه وهي‬
‫لحوم اإلبل وألبانها‪ ،‬وقيل عروق النساء‪ ،‬فالقصة مذكورة في كتب التفاسير(‪0)2‬‬

‫ومعنى األمرفي جملة "قل"‪ ،‬يأتي بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألنه أمر من الله لرسوله برد‬
‫على اليهود‪ ،‬أما في جملة "فأتوا" و "فاتلوا" بمعنى التكذيب على ما قالوا‪ ،‬لما روي عن‬
‫الضحاك قال‪" :‬لم يكن ش يء من ذلك حر ًاما عليهم وال حرمه الله في التوراة ‪ ،‬وإنما حرموه‬
‫اتباعا ألبيهم‪ ،‬ثم أضافوا تحريمه إلى الله‪ ،‬فكذبهم الله عز وجل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫على أنفسهم ً‬
‫ُ‬
‫﴿إ ْن ك ْن ُت ْم‬ ‫قلت‪،‬‬ ‫كما‬ ‫أنه‬ ‫لكم‬ ‫يتبين‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫ا﴾‬‫وه‬ ‫﴿ف ْأ ُتوا ب َّ‬
‫الت ْو َراة َف ْات ُل َ‬ ‫َ‬
‫محمد‬ ‫يا‬ ‫﴾‬ ‫ل‬
‫ُ‬
‫﴿ق ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِاد ِقين﴾‪ ،‬فلم يأتوا"(‪ ،)3‬أو بمعنى التعجيز‪ ،‬مثل قوله ﷻ ‪﴿ :‬قل إن كنتم في ريب مما‬ ‫َ‬

‫نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله﴾ (البقرة‪0)51 :‬‬


‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫الل ُه َف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬
‫يم َح ِنيفا َو َما كان ِم َن‬
‫ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫‪-‬اآلية السابعة والعشرون‪﴿ :‬قل صدق‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ َ‬
‫ال ُمش ِر ِكين﴾ (‪0)21‬‬

‫‪ )1‬محيي السنة أبو محمد الحسين بم مسعود البغوي‪ 0‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪0)05/5( ،‬‬
‫‪ )2‬ينظر‪ :‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)11-5/5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)110-110/0( ،‬وتفسير‬
‫التحريروالتنوير‪0)2/4( ،‬‬
‫‪ )3‬البغوي‪ ،‬محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود‪ 0‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪0)02/5( ،‬‬
‫‪73‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬و"اتبعوا"‪ ،‬فعل‬
‫ً‬
‫األمر من اتبع يتبع اتباعا‪0‬‬

‫هذه اآلية متعلقة باآلية السابقة في الرد على قول اليهود‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬قل لهم يا‬
‫ً‬
‫محمد‪ ،‬صدق الله بما أخبر به أنه لم يحرم شيئا على بني إسرئيل‪ ،‬وإن كنتم تدعون أنكم‬
‫منتسبون إلى إبراهيم‪ ،‬فاتبعوا ملته وشرعه على لسان محمد ﷺ‪ ،‬فإنها الحق‪ ،‬وما كان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إبراهيم مشركا‪ ،‬ولكنه كان موحدا لله في عبادته(‪0)1‬‬

‫األصلية على ّأن دين اليهودية‬


‫ّ‬ ‫وقال ابن عاشور‪ " :‬وهذه ّ‬
‫حجة جزئية بعد الحجج‬
‫ّ ً‬ ‫بنص َّ‬
‫الطعام ّ‬‫ّ‬ ‫ليس من الحنيفية في ش يء‪ّ ،‬‬
‫فإن الحنيفية لم يكن ما ّ‬
‫محرما‬ ‫التوراة‬ ‫حرم من‬
‫ّ ً‬ ‫فيها‪ ،‬ولذلك كان بنو إسرائيل قبل َّ‬
‫محرما عليهم ما‬ ‫التوراة على شريعة إبراهيم‪ ،‬فلم يكن‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ويدل لهذا االرتباط‬ ‫َّ‬
‫والحجة ظاهرة‪ّ 0‬‬ ‫حرمه يعقوب على نفسه‪،‬‬ ‫طعاما ّ‬ ‫ُح ّرم من الطعام إال‬
‫ً‬
‫قوله في آخرها‪﴿ :‬قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا﴾ (آل عمران ‪0)2() 21 :‬‬
‫ومعنى األمر في جملتي "قل" و"اتبعوا" يأتي بمعناه الحقيقي‪ ،‬وإن كان األول‬
‫يتضمن تعريض بكذبهم‪ ،‬فقال المفسرون‪﴿" :‬قل صدق الله﴾ وهو تعريض بكذبهم أل ّن‬
‫صدق أحد الخبرين المتنافيين يستلزم كذب اآلخر"(‪ ،)3‬والثاني أمر باتباع إبراهيم‬
‫الحنيف‪ ،‬ألن اتباعه اتباع النبي ﷺ‪ ،‬كما قال البغوي‪" :‬وإنما دعاهم إلى اتباع ملة إبراهيم‬
‫ألن في اتباع ملة إبراهيم اتباعه ﷺ"(‪0)4‬‬
‫َّ َ َّ ُ َ ٌ َ‬ ‫ون ب َآ َ‬
‫َ َُْ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ‬
‫يد َعلى‬ ‫ات الل ِه والله ش ِه‬‫ي‬
‫ِ ِ‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ك‬‫ت‬ ‫م‬‫ل‬‫‪-‬اآلية الثامنة والعشرون‪﴿ :‬قل يا أهل ال ِك ِ ِ‬
‫اب‬ ‫ت‬
‫َ ُ َ‬
‫َما ت ْع َملون﴾ (‪0)24‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 05‬تفسير سورة آل عمران‪( )21 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)2/0( ،‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬وتفسير التحرير والتنوير‪ ،)11/4( ،‬والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه‬
‫التأويل‪ ،‬ص‪0121‬‬
‫‪ )4‬البغوي‪ ،‬محيي السنة أبو محمد الحسين بم مسعود‪ 0‬تفسيرالبغوي "معالم التنزيل"‪0)02/5( ،‬‬
‫‪74‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫هذه اآلية ذم ألهل الكتاب من اليهود والنصارى المنكرين بدين اإلسالم وصدق‬
‫ما جاء به رسول الله‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬قل يا محمد ألهل الكتاب‪ ،‬ما لكم ال تزالون منكرين بهذا‬
‫الدين وصدق ما جئت به إليكم مع هذه الحجج وأنتم تجدونها في كتابكم‪ ،‬والله شهيد‬
‫على ما تعملون(‪0)1‬‬

‫واألمر في هذه اآلية يأتي بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألنه أمر من الله لرسوله صلى الله‬
‫عليه بسؤال من أنكر هذا الدين ورسالته ﷺ من اليهود والنصار مع علمهم أنه الحق‪،‬‬
‫واالستفهام هنا بمعنى اإلنكار والتوبيخ‪0‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ‬
‫ص ُّدون َع ْن َس ِب ِيل الل ِه َم ْن آ َم َن‬ ‫اب ِلم ت‬
‫‪-‬اآلية التاسعة والعشرون‪﴿ :‬قل يا أهل ال ِك ِ‬
‫ت‬
‫َ ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت ْبغون َها ِع َو ًجا َو أنت ْم ش َه َد ُاء َو َما الل ُه ِبغا ِف ٍل َع َّما ت ْع َملون﴾ (‪0)22‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫وقال ﷻ‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬لما لكم تمنعون من يريد الدخول في اإلسالم‪ ،‬وتريدون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫زيغا وميال عن الحق‪ ،‬وتعلمون صدق ما جئت به؟ والله ال يغفل عما تعملون‪ ،‬فسوف‬
‫يجازيكم على ذلك(‪0)2‬‬

‫واألمر هنا مثل ما ورد في اآلية السابقة‪ ،‬أي يأتي على األصل‪ ،‬ألنه أمر من الله‬
‫ورسوله كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬قل أطيعوا الله والرسول﴾ (آل عمران‪ ،)35 :‬وقد تقدم ذكره‪0‬‬
‫َ َ ُ َّ َ ْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫ن َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َّ ُ‬
‫ين آ َمنوا اتقوا الل َه َح َّق تقا ِت ِه َوال ت ُموت َّن ِإال َو أنت ْم‬ ‫‪-‬اآلية الثالثو ‪﴿ :‬يا أيها ال ِذ‬
‫َ‬
‫ُم ْس ِل ُمون﴾ (‪0)115‬‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اتقوا"‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي ً‬
‫اتقاء‪0‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 05‬تفسير سورة آل عمران‪( )22 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 05‬تفسير سورة آل عمران‪( )22 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪75‬‬

‫أمر الله المؤمنين بامتثال أوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬وحثهم على التمسك بهذا‬
‫الدين والحرص على االستقامة حتى آخر حياتهم ويموتون وهم مسلمون‪0‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ‬
‫ومعنى (حق تقاته)‪ :‬أ ْن ال َيت ُر َك ال َع ْب ُد ش ْي ًئا ِم َّما يلزمه فعله‪ ،‬وال يفعل ش ْي ًئا ِم َّما‬
‫اع ُه"‪ ،‬ذكر هذا المعنى الشوكاني في تفسيره(‪0)1‬‬ ‫َي ْل َز ُم ُه َت ْر ُك ُه‪َ ،‬و َي ْب ُذ ُل في َذل َك ُج ْه َد ُه َو ُم ْس َت َط َ‬
‫ِ ِ‬
‫واألمربتقوى الله يدل على أن األمرفي هذه اآلية جاء بمعناه األصلي‪0‬‬
‫َ َّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َّ َ ً َ َ َ ُ‬
‫يعا َوال تف َّرقوا َواذك ُروا ِن ْع َمة الل ِه‬ ‫‪-‬اآلية الواحدة والثالثون‪﴿ :‬واعت ِصموا ِبحب ِل الل ِه ج ِم‬
‫ْ ً ُُْ َ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ً َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ َ ْ ُ‬
‫ص َب ْحت ْم ِب ِن ْع َم ِت ِه ِإخ َو انا َوكنت ْم َعلى شفا‬ ‫وبكم فأ‬ ‫عليكم ِإذ كنتم أعداء فألف بين قل ِ‬
‫ُ َّ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ُحف َر ٍة ِم َن الن ِارفأنقذك ْم ِم ْن َها كذ ِل َك ُي َب ِين الل ُه لك ْم آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم َت ْهت ُدون﴾ (‪0)113‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اعتصموا"‪ ،‬فعل األمر من اعتصم يعتصم اعتصاما‪،‬‬
‫إذا امتنع به ولجأ(‪ ،)2‬و"اذكروا"‪ ،‬فعل األمر من ذكر يذكر ذكرا‪0‬‬
‫في هذه اآلية ُ‬
‫أمر الله للمؤمنين بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ‪ ،‬والنهي‬
‫عن االختالف ُ‬
‫والفرقة‪ ،‬واألمر بذكر وشكر نعمه‪ ،‬لما في الجاهلية كانوا أعداء‬
‫متخاصمين‪ ،‬فألف الله بين قلوبهم بإرسال الرسول ﷺ‪ ،‬وجمعهم على محبته ومحبة‬
‫رسوله‪ ،‬وكانوا على شفا حفرة من النار‪ ،‬فنجىهم الله منها باإلسالم‪ ،‬وكذا بين الله لعباده‬
‫كل ما فيه مصلحة لهم وهدىهم إلى ذلك(‪0)3‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "واعتصموا" يجوز أن يكون بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألنه أمر‬
‫بالتمسك بالدين‪ ،‬ويجوزأن يكون بمعنى التوثيق بالدين وعهوده‪ ،‬وهذا المعنى الثاني‬
‫بالدين وعهوده‪ ،‬وعدم‬‫للتوثيق ّ‬
‫ذكره ابن عاشور بقوله‪" :‬ويجوز أن يستعار االعتصام َّ‬

‫‪ )1‬محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني‪ 0‬فتح القدير (‪ ،)051/1‬دمشق‪ ،‬بيروت‪ :‬دار ابن‬
‫كثير ودار الكلم الطيب‪ ،‬ط‪ 1010 ،1‬هـ‪0‬‬
‫‪ )2‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "عصم"‪0‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪( )111 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪76‬‬

‫ّ‬
‫﴿إال َ‬
‫بح ْبل من الله ْ‬ ‫االنفصال عنه‪ ،‬ويستعار الحبل ّ‬
‫وحبل من‬ ‫للدين والعهود كقوله‪:‬‬
‫َّ‬
‫الناس﴾ (آل عمران ‪ 0)1(")115 :‬وفي جملة "اذكروا" بمعنى االمتنان‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫بمعنى التذكير بنعمة الله والتحريض على إجابة أمره‪ ،‬لما فيه من تأليف القلوب‪،‬‬
‫وإنجاء من الهالك بدخول النار‪ ،‬ذكر كذلك هذا المعنى ابن عاشور في تفسيره(‪0)2‬‬
‫ُ‬ ‫ن َ ْ َ ُ ْ ْ ُ ْ ُ َّ ٌ َ ْ ُ َن َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون ب ْال َم ْ‬
‫وف‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫‪-‬اآلية الثانية والثالثو ‪﴿ :‬ولتكن ِمنكم أمة يدعو ِإلى الخي ِر ويأمر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َو َي ْن َه ْون َع ِن ال ُمنك ِر َوأول ِئ َك ُه ُم ال ُمف ِل ُحون﴾ (‪0)114‬‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬ولتكن"‪ ،‬الفعل المضارع ِمن كان يكون المقترن بالم‬
‫األمر‪0‬‬

‫لما أمر الله المؤمنين بالتمسك بالدين وعدم التفرق‪ ،‬بين الله إحدى الطرق‬
‫للوصول إلى ذلك‪ ،‬بقوله‪ :‬لتكن منكم جماعة يدعون الناس إلى الخير‪ ،‬ويأمرونهم‬
‫بالمعروف‪ ،‬وينهونهم عن المنكر‪ ،‬ومن فعل ذلك فأولئك هم المفلحون الفائزون(‪0)3‬‬

‫واألمرفي هذه اآلية بمعنى الوجوب‪ ،‬أي وجوب كفاية‪ ،‬ألنه أمر بالدعوة إلى الله‬
‫واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وهذا ال يصلح إال لمن له علم وقدرة‪ ،‬لذلك ذهب‬
‫كثير من أهل العلم إلى أن ِ(من) في اآلية للتبعيض(‪0)4‬‬

‫‪ )1‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)11/0( ،‬‬


‫‪ )2‬االمرجع السابق‪0)10-15/0( ،‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪( )110 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )4‬ينظر‪ :‬ابن عطية‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام األندلس ي املحاربي‪ ،‬التحقيق‪:‬‬
‫عبد السالم عبد الشافي محمد‪ 0‬املحررالوجيزفي تفسيرالكتاب العزيز(‪ ،)021/1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫ط‪ 1055 ،1‬ه‪ 0‬وتفسير التحرير والتنوير(‪ ،)32/4‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)101/0( ،‬وفتح القدير‬
‫(‪0)051/1‬‬
‫‪77‬‬

‫َ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ ُّ َ ُ ْ َ َ ُ ُّ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ ُ‬
‫‪-‬اآلية الثالثة والثالثون‪﴿ :‬ها أنتم أوال ِء ت ِحبونهم وال ي ِحبونكم وتؤ ِمنون ِبال ِكت ِ‬
‫اب ك ِل ِه‬
‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ْ ََ‬ ‫وك ْم َق ُالوا َآ َم َّنا َوإ َذا َخ َل ْوا َع ُّ‬
‫َ َ َُ ُ‬
‫ضوا َعل ْيك ُم األن ِام َل ِم َن الغ ْي ِظ ق ْل ُموتوا ِبغ ْي ِظك ْم‬ ‫ِ‬ ‫و ِإذا لق‬
‫الص ُدو ِر﴾ (‪0)112‬‬ ‫يم ب َذات ُّ‬ ‫َّ َّ َ َ‬
‫ِإن الله ع ِل ٌ ِ ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬موتوا"‪ ،‬فعل األمر من مات يموت موتا‪0‬‬

‫هذه اآلية جاءت بعد اآلية الناهية المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء‪ ،‬فقال ﷻ‪:‬‬
‫"هذا من خطئكم أنكم تحبونهم وهم ال يحبونكم‪ ،‬مع أنكم تؤمنون بالكتاب المنزل كله‪،‬‬
‫وهم إذا لقوكم قالوا‪ :‬آمنا وصدقنا وهم كاذبون في ذلك‪ ،‬وإذا خال بعضهم إلى بعض عضوا‬
‫ً‬
‫أطراف أصابعهم دليال على شدة الغضب والكره‪ ،‬فقولوا‪ :‬موتوا أنتم بغضبكم‪ ،‬إن الله‬
‫عليم بما في صدوركم من كره وغضب ونفاق"(‪0)1‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "موتوا"‪ ،‬بعض المفسرين منهم الطبري ذهبوا إلى أنه دعاء‬
‫عليه(‪ ،)2‬ومنهم من ذهبوا إلى معنى التقريع واإلغاظة(‪ ،)3‬ومنهم ذهبوا إلى تطبيب النفس‬
‫ً‬
‫واالستبشاربوعد الله‪ ،‬قال ذلك الزمخشري بقوله‪﴿" :‬قل موتوا بغيظكم﴾ أمرا لرسول‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الله ﷺ بطيب النفس وقوة الرجاء واالستبشار بوعد الله أن يهلكوا غيظا بإعزاز اإلسالم‬
‫وإذاللهم به‪ ،‬كأنه قيل‪ :‬حدث نفسك بذلك"(‪ )4‬وقيل أن المعنى هنا التحسير أو‬
‫التلهيف(‪0)5‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 01‬تفسير سورة آل عمران‪( )112 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،)110/5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪)121-125/0( ،‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬املحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (‪ ،)022/1‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)121/0( ،‬وتفسير‬
‫التحريروالتنوير(‪ ،)05/0‬وفتح القدير (‪0)011/1‬‬
‫‪ )4‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0125‬‬
‫‪ )5‬عتيق‪ ،‬عبد العزيز‪ 0‬في البالغة العربية (علم المعاني)‪ ،‬ص‪،25‬‬
‫‪78‬‬

‫َ َّ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫ْ‬


‫‪-‬اآلية الرابعة والثالثون‪﴿ :‬إذ َه َّمت طا ِئفت ِان ِمنك ْم أن تفشال َوالل ُه َو ِل ُّي ُه َما َو َعلى الل ِه‬
‫َ ْ َ َّ ْ ْ ُ َ‬
‫فل َيت َوك ِل ال ُمؤ ِمنون﴾ (‪0)155‬‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فليتوكل"‪ ،‬الفعل المضارع من فعل َ‬
‫توكل المقترن بالم‬
‫األمر‪ ،‬إذا استسلم إليه(‪0)1‬‬

‫أخبر الله نبيه ﷺ عن أمر طائفتين من المؤمنين إذ همتا وعزمتا بالرجوع مع‬
‫المنافقين بسبب خوفهم‪ ،‬فحفظهم الله ّ‬
‫وثبتهم معه متوكلين على الله‪ ،‬وعلى الله وحده‬
‫يتوكل المتوكلون(‪0)2‬‬

‫والطائفتان هما بني سلمة وبني حارثة(‪ )3‬وهذه في غزوة أحد والقصة مذكورة في‬
‫كتب السيرة والتفسير(‪0)4‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "فليتوكل" إظهار الضعف والعجز‪ ،‬وهذا يعود إلى معنى‬
‫التوكل نفسه‪ ،‬فإنه في اللغة إظهار العجز واالعتماد على الغير‪ 0‬وواكل فالن إذا َ‬
‫ض ّيع أمره‬
‫متكال على غيره‪ ،‬قال ذلك القرطبي(‪ ،)5‬وقيل أن معناه التغبيط للمؤمنين‪ ،‬قال ذلك ابن‬
‫عطية(‪0)6‬‬

‫‪ )1‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "وكل"‪0‬‬


‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 00‬تفسير سورة آل عمران‪( )155 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬التفسير الميسر‪ ،‬ص‪( 00‬تفسير سورة آل عمران‪ ،)155:‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪،‬‬
‫(‪ ،)101/5‬وتفسيرالقرآن العظيم (‪ ،)111/5‬وفتح القدير(‪0)011/1‬‬
‫‪ )4‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،)122-121/0( ،‬وتفسيرالقرآن العظيم (‪ ،)111-112/5‬واملحررالوجيزفي‬
‫تفسيرالكتاب العزيز (‪ ،)115-022/1‬والتحريروالتنوير (‪0)51-02/0‬‬
‫‪ )5‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)122/0( ،‬‬
‫‪ )6‬ابن عطية‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام األندلس ي املحاربي‪ ،‬التحقيق‪ :‬عبد‬
‫السالم عبد الشافي محمد‪ 0‬املحررالوجيزفي تفسيرالكتاب العزيز (‪0)111/1‬‬
‫‪79‬‬

‫َّ َ َّ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ ٌ َ َّ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ُ َّ‬
‫ص َرك ُم الل ُه ِب َب ْد ٍر َو أنت ْم أ ِذلة فاتقوا الل َه ل َعلك ْم‬ ‫‪-‬اآلية الخامسة والثالثون‪﴿ :‬ولقد ن‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫تشك ُرون﴾ (‪0)153‬‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فاتقوا"‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي اتقاء‪0‬‬

‫أخبر الله المؤمنين بأن يذكروا ما كان في غزوة بدر‪ ،‬أنه ﷻ نصرهم على الكفار‬
‫مع قلة عددهم واستعدادهم بالنسبة للكفار‪ ،‬ولهذا أمرهم الله بأن يتقوا الله بامتثال‬
‫أوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬لكي يكونوا من الشاكرين على نعمه(‪ 0)1‬واألمر في جملة "اتقوا"‬
‫يأتي بمعناه األصلي‪ ،‬ألنه أمر بتقوى الله‪0‬‬
‫َ َ ْ َ ً ُ َ ََ ً‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ‬
‫اعفة‬ ‫الربا أضعافا مض‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫‪-‬اآلية السادسة والثالثون‪﴿ :‬يا أيها ال ِذين آمنوا ال تأك‬
‫َ‬ ‫َّ َ َّ ُ ُ ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫َو اتقوا الل َه ل َعلك ْم تف ِل ُحون﴾ (‪0)131‬‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬واتقوا"‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي اتقاء‪0‬‬

‫في هذه اآلية تحذير وتنبيه من الله للمؤمنين عن خطر الربا‪ ،‬إذ نهاهم عن أكل‬
‫األموال المكتسبة عن طريق محرم وهو الربا‪ ،‬كأن يأخذ زيادة في القرض‪ ،‬وأرشدهم إلى‬
‫ما يوصلهم إلى الفالح والفوز في الدنيا واآلخرة بأمرهم أن اتقوه بامتثال أوامره واجتناب‬
‫نواهيه‪ ،‬لكي يكونوا من الشاكرين على نعمه(‪0)2‬‬

‫في هذه اآلية أن أخذ ش يء يسير داخل في النهي‪ ،‬وذكر المضاعفة هنا يجري‬
‫ً‬
‫مجرى الغالب‪ ،‬ألن غالب من يتعامل بالربا هم أخذوا أضعافا مضاعفة‪ 0‬واألمر في جملة‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ‬
‫ين آ َمنوا‬ ‫"اتقوا" يأتي بمعناه األصلي‪ ،‬ألنه أمر بتقوى الله‪ ،‬كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬يا أيها ال ِذ‬
‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫اتقوا الل َه َح َّق تقا ِت ِه﴾ (آل عمران‪ )115 :‬وقد تقدم ذكره‪0‬‬

‫ين} (‪0)131‬‬ ‫الن َار َّالتي ُأع َّد ْت ل ْل َكافر َ‬


‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫‪ 05‬اآلية السابعة والثالثون‪َ { :‬و اتقوا‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 00‬تفسير سورة آل عمران‪( )151 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 00‬تفسير سورة آل عمران‪( )111 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪80‬‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬واتقوا"‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي اتقاء‪0‬‬

‫وقال ﷻ‪ :‬وقوا أنفسكم من عذاب النار التي أعدت للكافرين‪ 0‬واألمر في جملة "اتقوا" يأتي‬
‫َ‬ ‫َّ َ َّ ُ ُ ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫بمعناه األصلي‪ ،‬ألنه أمر بتقوى الله‪ ،‬كما في قوله ﷻ‪َ ﴿ :‬و اتقوا الل َه ل َعلك ْم تف ِل ُحون﴾‬
‫(آل عمران‪ ،)111 :‬وقد تقدم ذكره‪0‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫الل َه َو َّ‬
‫الر ُسو َل ل َعلك ْم ت ْر َح ُمون﴾ (‪0)135‬‬ ‫‪-‬اآلية الثامنة والثالثون‪﴿ :‬وأ ِطيعوا‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬أطيعوا"‪ ،‬فعل األمر من فعل أطاع يطيع إطاعة‪0‬‬

‫وقال ﷻ‪ :‬وأطيعوا الله ورسوله باجتنابكم ما نهىكم عنه من أكل الربا وغيره لعلكم‬
‫ترحمون في الدنيا واآلخرة‪ 0‬واألمر في جملة "اتقوا" يأتي بمعناه األصلي‪ ،‬ألنه أمر بطاعة‬
‫الله ورسوله‪ ،‬وهو جزء من التقوى‪ ،‬كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬قل أطيعوا الله والرسول﴾ (آل‬
‫عمران‪ ،)15 :‬وقد تقدم ذكره‪0‬‬
‫ُ‬
‫الس َم َوات‬ ‫‪-‬اآلية التاسعة والثالثون‪َ ﴿ :‬و َسا ُعوا إ َلى َم ْغف َرة م ْن َ ب ُك ْم َو َج َّنة َع ْر ُ‬
‫ض َها َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ رِ‬ ‫ِر ِ‬
‫َ ْ َ ْ ُ ُ ْ ْ َّ َ‬
‫ض أ ِع َّدت ِلل ُمت ِقين﴾ (‪0)133‬‬‫واألر‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬سارعوا"‪ ،‬فعل األمر من سارع يسارع مسارعة‪0‬‬

‫أمر الله ﷻ عباده بمبادرة باألعمال الصالحة للحصول على مغفرة منه والفوز‬
‫بجنة واسعة‪ ،‬عرضها السموات واألرض التي أعدت لعباده المتقين(‪0)1‬‬

‫واألمر في جملة "سارعوا" يأتي بمعنى الندب أو اإلرشاد‪ ،‬ألنه أمر بالمنافسة‬
‫والمسارعة إلى األعمال الصالحات التي تسبب مغفرة الله والفوز بالجنة‪ ،‬قال بعض‬
‫المفسرين‪" :‬ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نيل القربات"(‪0)2‬‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 05‬تفسير سورة آل عمران‪( )111 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري‪ 0‬المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير‪،‬‬
‫ص‪0122‬‬
‫‪81‬‬

‫ُ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫‪-‬اآلية األربعون‪َ ﴿ :‬ق ْد َخ َل ْت م ْن َق ْب ِل ُك ْم ُس َن ٌن َف ِس ُ‬


‫ض فانظروا ك ْيف كان َعا ِق َبة‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫ال ُمك ِذ ِبين﴾ (‪0)137‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فسيروا"‪ ،‬فعل األمر من سار يسير سيرا‪ ،‬و"فانظروا"‪،‬‬
‫ً‬
‫فعل األمر من نظر ينظر نظرا‪0‬‬

‫أمر الله المؤمنين باالعتبار بما قد حدث عليهم في يوم أحد وعلى األمم السابقة‪،‬‬
‫وعاقبة المكذبين بالله ورسلهم‪ 0‬ومعنى األمر في جملتي "فسيروا" و"انظروا" االعتبار‪،‬‬
‫َ‬ ‫يفهم من سياق اآلية‪ 0‬وقال ابن عاشور‪"َ :‬وفي ْاآل َية َد َال َل ٌة َع َلى َأ َه ّم َّية ع ْلم َّ‬
‫التا ِر ِيخ ِأل َّن ِف ِيه‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صالح األ َمم َوف َس ِاد َها‪ 0‬ق َ‬
‫ال ْاب ُن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األ ْرض‪َ ،‬وه َي َم ْعر َف ُة َأ ْخ َبار ْاأل َوائل‪َ ،‬وأ ْس َباب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َفا ِئ َد َة َّ‬
‫الس ْ‬
‫ي‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُّ ُ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الس ْي ُر في األ ْ‬ ‫َع َر َف َة‪َّ « :‬‬
‫ض ِح ِّس ي َو َم ْعن ِوي‪ ،‬والمعن ِوي هو النظر ِفي كت ِب التا ِر ِيخ ِبحيث‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ْ َ َ‬
‫ص ُل ِب ِه ِمن ال ِعل ِم ما ال‬ ‫ص ُل ل َّلناظر ْالع ْل ُم ب َأ ْح َوال األ َمم‪َ ،‬و َما َيق ُر ُب من العلم‪َ ،‬وقد َي ْح ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫األ ْرض ل َع ْجز ْاإل ْن َسان َو ُق ُ‬ ‫َْ‬
‫ور ِه"(‪0)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫الس ْي ِر ِفي‬
‫ص ُل ب َّ‬
‫يح ِ‬
‫َ ْ ُ‬
‫ََ‬ ‫ن َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َّ َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫وبنا َو ِإ ْس َر افنا‬ ‫‪-‬اآلية الواحدة واألربعو ‪﴿ :‬وما كان قولهم ِإال أن قالوا ربنا اغ ِفر لنا ذن‬
‫ين﴾ (‪0)147‬‬ ‫ص ْرَنا َع َلى ْال َق ْوم ْال َكافر َ‬ ‫في َأ ْمرَنا َو َثب ْت َأ ْق َد َام َنا َو ْان ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية ثالث‪ :‬أوالها "اغفر"‪ ،‬فعل األمر من غفر يغفر غفرانا‪،‬‬
‫ً‬
‫وثانيتها "ثبت"‪ ،‬فعل األمر من َّثبت يثبت تثبيتا‪ ،‬وثالثتها "انصرنا"‪ ،‬فعل األمر من نصر‬
‫ً‬
‫ينصر نصرا‪0‬‬

‫هذه اآلية بيان عن حال األنبياء وما كان معهم لما نزل عليهم جرح وقتل في أثناء‬
‫القتال‪ ،‬فإنهم صبروا على ذلك‪ ،‬ويقولون‪ :‬ربنا اغفرلنا ذنوبنا‪ ،‬وما وقع منا من تجاوز في‬
‫أمرنا‪ ،‬وثبت أقدامنا في قتال أعدائنا‪ ،‬وأنزل نصرتك لنا علي القوم الكافرين(‪0)2‬‬

‫‪ )1‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)25/0( ،‬‬


‫‪ )2‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 02‬تفسير سورة آل عمران‪( )105 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪82‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "اغفر" بمعنى الدعاء ‪،‬كما تقدم في اآلية السادسة عشرة‬
‫َّ َ َ ُ ُ َ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ‬
‫اغف ْر َل َنا ُذ ُن َوب َنا َوق َنا َع َذ َ‬
‫اب َّ‬
‫الن ِار﴾ وأما في جملتي‬ ‫ِ‬ ‫عند قوله‪﴿ :‬ال ِذين يقولون َرَّبنا ِإننا آمنا ف ِ‬
‫"ثبتنا" و"انصرنا"‪ ،‬فذهب الطبري إلى أن معناهما التأيب والتأنيب لمن فروا من قتالهم‬
‫يوم أحد بقوله‪" :‬قال أبو جعفر‪ :‬وإنما هذا تأنيب من الله عز وجل َ‬
‫عباده الذين ُّ‬
‫فروا عن‬
‫وتأديب لهم"(‪0)1‬‬‫ٌ‬ ‫العدو يوم أحد وتركوا قتالهم‪،‬‬
‫ُ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ ْ َ َ َ َ ً ُ َ ً ْ َ َ َ ً ْ ُ‬
‫اسا َيغش ى طا ِئفة ِمنك ْم‬ ‫‪-‬اآلية الثانية واألربعون‪﴿ :‬ثم أنزل عليكم ِمن بع ِد الغ ِم أمنة نع‬
‫ََ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫الله َغ ْي َر ْال َحق َظ َّن ْال َ‬ ‫َ َ َ ٌ َ ْ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ ُ ْ َ ُ ُّ َ َّ‬
‫اه ِل َّي ِة َيقولون َه ْل لنا ِم َن‬‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وطا ِئفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون ِب‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َّ َّ ْ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َْ‬
‫األ ْم ِر ِم ْن ش ْي ٍء ق ْل ِإ َّن األ ْم َر كل ُه ِلل ِه ُيخفون ِفي أنف ِس ِه ْم َما ال ُي ْب ُدون ل َك َيقولون ل ْو كان‬
‫َْْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ٌ َ ُ ْ َ َ ُ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ ُ‬
‫ين ك ِت َب َعل ْي ِه ُم القت ُل‬ ‫لنا ِمن األم ِر ش يء ما ق ِتلنا هاهنا قل لو كنتم ِفي بيو ِتكم لبرز ال ِذ‬
‫ات‬
‫ُ ُ ُ ْ َ َّ ُ َ ٌ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ص ُدور ُك ْم َول ُي َمح َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫الل ُه َما في ُ‬ ‫إ َلى َم َ‬
‫يم ِبذ ِ‬ ‫وبكم والله ع ِل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫اج‬
‫ِ‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫الص ُدو ِر﴾ (‪0)114‬‬‫ُّ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫هذه اآلية بيان عن حال المؤمنين بعد ما وقع عليهم من غم وهم‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رحمته سبحانه على المؤمنين أن ألقى في قلوبهم طمأنينة‪ ،‬بإنزال نعاسا غش ي به طائفة‬
‫منهم‪ ،‬وهم املخلصون‪ ،‬وأما طائفة أخرى هم المنافقون‪ ،‬أهمتهم أنفسهم وأساؤوا الظن‬
‫بالله‪ ،‬أنه سبحانه ال يتم أمر رسوله‪ ،‬وقالوا‪ :‬هل لنا اختيار في الخروج للقتال؟ فرد الله‬
‫بقوله‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬إن األمر كله بيد الله‪ ،‬وكل حدث لكم بقدره‪ ،‬وهم يخفون في أنفسهم‬
‫من خسارة وندم في الخروج للقتال وال يبدونها لك‪ ،‬وقالوا‪ :‬لو كان لنا اختيار أال نخرج‬
‫َ‬
‫للقتال لما قتلنا ها هنا‪ ،‬فقل يا محمد‪ ،‬إن الموت بيد الله وأنتم مل ُّق ْوه ولو كنتم في‬
‫بيوتكم‪ ،‬وقدر الله لبعضكم أنم سيموتون في القتال لخرجوا ألجله ويموتون‪ ،‬وما جعل‬

‫‪ )1‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى ‪111 :‬هـ)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪0)551/5( ،‬‬
‫‪83‬‬

‫الله هذا إال ليختبر ما في صدوركم إيمان وإخالص أو نفاق وشك‪ ،‬وليطهر قلوبكم‪ ،‬والله‬
‫عليم بما في صدور خلقه‪ ،‬وال يخفى على الله منهم ش يء(‪0)1‬‬

‫ومعنى األمر في هذه اآلية يأتي بمعناه األصلي‪ ،‬وهذا مثل قوله ﷻ‪﴿ :‬قل للذين‬
‫كفروا ستغلبون﴾ (آل عمران‪0)15 :‬‬
‫َ ُ ْ َ َ ًّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َّ ْ َ َ‬
‫‪-‬اآلية الثالثة واألربعون‪﴿ :‬ف ِب َما َر ْح َم ٍة ِم َن الل ِه ِلنت ل ُه ْم َول ْو كنت فظا غ ِليظ القل ِب‬
‫َ َ َ َّ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ ُْ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َال ْن َف ُّ‬
‫استغ ِف ْر ل ُه ْم َوش ِاو ْر ُه ْم ِفي األ ْم ِر ف ِإذا َع َز ْمت فت َوك ْل‬‫ضوا ِمن حو ِلك فاعف عنهم و‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬
‫َعلى الل ِه ِإ َّن الل َه ُي ِح ُّب ال ُمت َو ِك ِلين﴾ (‪0)112‬‬

‫"استغف ْر"‪ ،‬فعل األمر من‬


‫ِ‬ ‫جملة األمر في هذه اآلية أربع‪ :‬أوالها "فاعف"‪ ،‬وثانيتها‬
‫ً‬
‫"شاو ْر"‪ ،‬فعل األمر من شاور يشاور مشاورة‪ ،‬ورابعتها‬
‫استغفر يستغفر استغفارا‪ ،‬وثالثتها ِ‬
‫ً‬
‫"فتوكل"‪ ،‬فعل األمر من توكل يتوكل توكال‪0‬‬

‫أخبر الله أن من رحمته على نبيه وأصحابه‪ ،‬أنه أرشده نبيه إلى أربعة أمور‪ :‬أن‬
‫يكون لين القلب لهم‪ ،‬وأخبره لو كان ﷺ سيئ الخلق وقاس ي القلب‪ ،‬النصرف أصحابه‬
‫منه‪ ،‬وأن يعفو عنهم ما صدر منهم من األخطاء ويستغفر لهم الله‪ ،‬وأن يشاورهم في األمور‬
‫التي تحتاج إلى المشاورة‪ ،‬وإذا عزم على األمر بعد المشاورة‪ ،‬أن يمض ي عليه مع التوكل‬
‫على الله‪ ،‬فإن الله يحب من عباده المتوكلين(‪0)2‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "فاعف" الشفقة‪ ،‬يستفاد هذا المعنى من قول الزمخشري‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫اس َتغ ِف ْر ل ُه ْم فيما يختص بحق الله إتماما للشفقة‬‫اعف َع ْن ُه ْم فيما يختص بك و‬ ‫"ف‬
‫عليهم"(‪ ،)3‬وفي جملة "استغفر" بمعنى الدعاء‪ ،‬ألنه أمر بطلب المغفرة لهم‪ ،‬وأما في جملة‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪0)110 :‬‬


‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )112 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )3‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0515‬‬
‫‪84‬‬

‫َّ‬
‫"شاور" بمعنى اإلرشاد والتطييب للنفوس‪ ،‬وعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‪:‬‬
‫"ما تشاور قوم قط إال هدوا ألرشد أمرهم"(‪ ،)1‬وأما في جملة "فتوكل" فقد تقدم ذكره عند‬
‫َ َّ َ ْ َ َّ ْ ْ ُ َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫ْ‬
‫قوله‪﴿ :‬إذ َه َّمت طا ِئفت ِان ِمنك ْم أن تفشال َوالل ُه َو ِل ُّي ُه َما َو َعلى الل ِه فل َيت َوك ِل ال ُمؤ ِمنون﴾‬
‫(آل عمران‪ ،)155 :‬أي بمعنى إظهارالضعف والعجز‪0‬‬
‫ْ ْ ُ ْ ُ َ َ َّ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫ص ْرك ُم الل ُه فال غ ِال َب لك ْم َو ِإن َيخذلك ْم ف َم ْن ذا ال ِذي‬ ‫‪-‬اآلية الرابعة واألربعون‪﴿ :‬إن ين‬
‫َ َّ َ ْ َ َّ ْ ْ ُ َ‬ ‫َْ ُ ُ‬
‫ص ُرك ْم ِم ْن َب ْع ِد ِه َو َعلى الل ِه فل َيت َوك ِل ال ُمؤ ِمنون﴾ (‪0)161‬‬ ‫ين‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬فليتوكل"‪ ،‬الفعل المضارع من توكل المقترن بالم األمر‪0‬‬

‫ثم أخبر الله المؤمنين إن ينصرهم الله فال يستطيع أحد أن يغلبهم‪ ،‬والعكس إن‬
‫يذلهم فمن الذين ينصركم غير الله؟‪ ،‬ولهذا فعلى الله يتوكل المتوكلون‪ 0‬ومعنى األمر في‬
‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬
‫جملة "فليتوكل" إظهار الضعف والعجز كما في قوله ﷻ‪﴿ :‬ف ِإذا َع َز ْمت فت َوك ْل َعلى‬
‫َّ‬
‫الل ِه﴾ (آل عمران‪0)112 :‬‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َّ َ ُ‬
‫ص ْبت ْم ِمثل ْي َها قلت ْم أنى َهذا ق ْل‬ ‫‪-‬اآلية الخامسة واألربعون‪﴿ :‬أولما أصابتكم م ِصيبة قد أ‬
‫َّ َ ُ َ َ‬ ‫ْ َْ ُ ُ‬
‫ُه َو ِم ْن ِعن ِد أنف ِسك ْم ِإ َّن الل َه َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾ (‪0)161‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬
‫ُ‬
‫هذه اآلية بيان عن حال المؤمنين لما انهزموا في يوم أ ُحد‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬أولما‬
‫أصابتكم أيها المؤمنون مصيبة –مصيبة أحد‪ -‬قد أصبتم مثليها من المشركين في يوم‬
‫بدر‪ ،‬فقلتم متعجبين‪ :‬كيف أصابنا هذا ونحن مسلمون ورسول الله معنا‪ ،‬فقل يا محمد‪،‬‬
‫إنما ما يصيبكم هو بسبب مخافتكم ألمر رسولكم وإقبالكم لجمع الغنائم‪ ،‬والله على كل‬
‫ش يء قدير‪ 0‬ومعنى األمر في جملة "قل" يأتي بمعناه الحقيقي‪ ،‬ألن أمر من الله لرسوله‬
‫بإخبار سبب هزيمة في يوم أحد‪0‬‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪0515‬‬


‫‪85‬‬

‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫يل ل ُه ْم ت َعال ْوا قا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل‬ ‫‪-‬اآلية السادسة واألربعون‪﴿ :‬و ِليعلم ال ِذين نافقوا و ِق‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُْْ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ ً َ َّ َ ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫الل ِه أ ِو ْادف ُعوا قالوا ل ْو ن ْعل ُم ِقتاال الت َب ْعناك ْم ُه ْم ِللكف ِر َي ْو َم ِئ ٍذ أق َر ُب ِم ْن ُه ْم ِل ِْل َيم ِان‬
‫ُْ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ ُُ‬ ‫َُ ُ َ َْ‬
‫وب ِه ْم َوالل ُه أ ْعل ُم ِب َما َيكت ُمون﴾ (‪0)167‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ا‬‫م‬ ‫م‬‫ه‬‫يقولون ِبأ ِ ِ‬
‫واه‬ ‫ف‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية ثالث‪ :‬أوالها "تعالوا"‪ ،‬فعل األمر من تعالى يتعالى تعاليا‪،‬‬
‫وثانيتها "قاتلوا"‪ ،‬فعل األمر من قاتل يقاتل مقاتلة‪ ،‬وثالثتها "ادفعوا"‪ ،‬فعل األمر من دفع‬
‫ً‬
‫يدفع دفعا‪0‬‬

‫أخبر الله ﷻ المؤمنين أن ما أصابهم من جرح وقتل يوم أحد لكشف الذين‬
‫نافقوا منهم حين قال المؤمنون لهم‪ :‬تعالوا قاتلوا معنا في سبيل الله أو ادفعوا‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ً‬
‫لو نعلم أنكم تقاتلون أحدا لكنا معكم‪ ،‬وهم للكفر يومئذ أقرب منهم لإليمان‪ ،‬ألنهم‬
‫يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم‪ ،‬والله يعلم ما يكتمون في قلوبكم من كفر ونفاق(‪0)1‬‬
‫َ‬
‫ومعنى األمر في الجمل الثالث بمعنى التحريض‪ ،‬كما قال ابن كثير‪َ﴿" :‬وِل َي ْعل َم‬
‫َ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫يل ل ُه ْم ت َعال ْوا قا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل الل ِه أ ِو ْادف ُعوا قالوا ل ْو ن ْعل ُم ِق َتاال‬‫ال ِذين نافقوا و ِق‬
‫َّ ُ‬
‫الت َب ْع َناك ْم﴾ يعني بذلك أصحاب عبد الله بن أبي ابن سلول الذين رجعوا معه في أثناء‬
‫الطريق‪ ،‬فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين يحرضونهم على اإلياب والقتال‬
‫والمساعدة"(‪0)2‬‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ْ َ ْ ََ َُ َْ َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫اعونا َما ق ِتلوا ق ْل‬ ‫ين قالوا ِ ِإلخو ِان ِهم وقعدوا لو أط‬ ‫‪-‬اآلية السابعة واألربعون‪﴿ :‬ال ِذ‬
‫َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (‪0)164‬‬ ‫َف ْاد َر ُءوا َع ْن َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪ ،‬و"فادرؤوا"‪ ،‬فعل‬
‫ً‬
‫األمر من درأ يدرأ درءا‪0‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 55‬تفسير سورة آل عمران‪( )105 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪0)101/5( ،‬‬
‫‪86‬‬

‫هذه اآلية بيان عن خصلة المنافقين التي ذكرهم الله في اآلية السابقة‪ ،‬فقال ﷻ‪:‬‬
‫المنافقون هم الذين قالوا إلخوانهم الذين أصيبوا مع المؤمنين في يوم أحد‪" :‬لو أطاعونا‬
‫واتبعنا لما قتلوا وأصيبوا"‪ ،‬فرد الله عليهم فقال‪ :‬قل يا محمد‪ ،‬ادفعوا عن أنفسكم‬
‫الموت إن كنتم صادقين بما قلتم وادعيتم(‪0)1‬‬

‫ومعنى األمر في هذه اآلية‪ ،‬أي في جملة "ادفعوا"‪ ،‬بمعنى االستهزاء‪ ،‬فقال‬
‫َْ ُ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫الزمخشري‪ " :‬وقوله ﴿ف ْاد َرؤا َع ْن أن ُف ِسك ُم ال َم ْو َت﴾ استهزاء بهم‪ ،‬أى إن كنتم رجاال‬
‫دفاعين ألسباب الموت‪ ،‬فادرؤا جميع أسبابه حتى ال تموتوا"(‪ 0)2‬أو التعجيز‪ ،‬ألنهم لن‬
‫يستطيع أن يدفعوا الموت إذا جاءهم‪0‬‬
‫َُ َ ْ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َّ َّ َ َ‬
‫اس ق ْد َج َم ُعوا لك ْم فاخش ْو ُه ْم‬ ‫‪-‬اآلية الثامنة واألربعون‪﴿ :‬ال ِذين قال لهم الناس ِإن الن‬
‫َ َ َ ُ ْ َ ً َ َ ُ َ ْ ُ َ َّ‬
‫الل ُه َو ِن ْع َم ْال َو ِك ُ‬
‫يل﴾ (‪0)173‬‬ ‫فزادهم ِإيمانا وقالوا حسبنا‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬اخشوهم"‪ ،‬فعل األمر من خش ي يخش ى خشية‪0‬‬
‫بعد أن ذكر صفة المنافقين‪ ،‬بين الله صفة الذين ثبتوا ّ‬
‫ولبوا نداء الله ورسوله‬
‫بعد هزيمة في أحد‪ ،‬فقال ﷻ‪ :‬هم الذين قالوا لهم المشركون‪" :،‬إن أبا سفيان ومن معه‬
‫قد جمعوا لكم جيوشا‪ ،‬فاخشوهم واحذروا منهم‪ ،‬فزادهم ذلك إيمانا في قلوبكم بوعد‬
‫الله ونصره وثبتوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬حسبنا الله ونعم الوكيل في تدبير أمور عباده‪ 0‬وعند الجمهور‬
‫هذه اآلية في غزوة أحد في الخرجة إلى حمراء األسد(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 55‬تفسير سورة آل عمران‪( )102 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0511‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪ ،515-510‬وتفسير التحرير‬
‫والتنوير‪ ،)155-102/0( ،‬املحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (‪ ،)101-105/1‬وجامع البيان في تأويل‬
‫القرآن‪ ،)011-010/5( ،‬والجامع ألحكام القرآن‪0)552-555/0( ،‬‬
‫‪87‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "فاخشوا" التخويف والترعيب والتحذير‪ ،‬ألنه قيل ألجل‬
‫إلقاء الرعب في قلوب المؤمنين ولكن الله ثبتهم مع رسولهم‪0‬‬
‫ُ‬ ‫ان ُي َخو ُف َأ ْول َي َاء ُه َف َال َت َخ ُاف ُ‬
‫وه ْم َو َخافو ِن‬ ‫ن َّ َ َ ُ ُ َّ ْ َ ُ‬
‫‪-‬اآلية التاسعة واألربعو ‪ِ ﴿ :‬إنما ذ ِلكم الشيط‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُُْ ْ َ‬
‫ِإن كنت ْم ُمؤ ِم ِنين﴾ (‪0)171‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬خافوا"‪ ،‬فعل األمر من خاف يخاف خوفا‪0‬‬

‫أخبر الله المؤمنين أن الذين يخوفهم إنما هم أولياء الشيطان‪ ،‬والشيطان‬


‫يخوف أنصاره‪ ،‬وال تخافوهم ألنهم ضعفاء‪ ،‬وخافوني بطاعتي وطاعة رسولي إن كنتم‬
‫مؤمنين بي ومتبعين برسولي(‪0)1‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "خافوا" التقوية والتثبيت‪ ،‬قال ابن عطية في تفسيره‪:‬‬
‫"وفسرت قراءة الجماعة «يخوف أولياءه» قراءة أبي بن كعب «يخوفكم بأوليائه»‬
‫َ َ ُ‬
‫خاف ُ‬
‫وه ْم لكفار قريش وغيرهم من أولياء الشيطان‪ ،‬حقر الله شأنه‬ ‫والضمير في قوله فال ت‬
‫وقوى نفوس المؤمنين عليهم‪ ،‬وأمرهم بخوفه هو ﷻ وامتثال أمره‪ ،‬من الصبر والجلد"(‪،)2‬‬
‫أو بمعنى الوجوب‪ ،‬يستفاد ذلك من قول القرطبي في تفسير هذه اآلية‪" :‬ففرض الله ﷻ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫على العباد أن يخافوه فقال‪َ ﴿ :‬وخافو ِن ِإ ْن ك ْن ُت ْم ُمؤ ِم ِن َين﴾"(‪0)3‬‬
‫َ ْ َ َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ ْ َ َ‬
‫‪-‬اآلية الخمسون‪َ ﴿ :‬ما كان الل ُه ِل َيذ َر ال ُمؤ ِم ِنين َعلى َما أنت ْم َعل ْي ِه َح َّتى َي ِميز الخ ِبيث ِم َن‬
‫َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َّ‬
‫الط ِي ِب َو َما كان الل ُه ِل ُيط ِل َعك ْم َعلى الغ ْي ِب َول ِك َّن الل َه َي ْجت ِبي ِم ْن ُر ُس ِل ِه َم ْن َيش ُاء فآ ِمنوا‬
‫يم﴾ (‪0)172‬‬ ‫الل ِه َو ُر ُس ِل ِه َوإ ْن ُت ْؤم ُنوا َو َت َّت ُقوا َف َل ُك ْم َأ ْج ٌر َع ِظ ٌ‬‫َّ‬
‫ِب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )151 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬ابن عطية‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام األندلس ي املحاربي‪ ،‬التحقيق‪ :‬عبد‬
‫السالم عبد الشافي محمد‪ 0‬املحررالوجيزفي تفسيرالكتاب العزيز (‪0)100/1‬‬
‫‪ )3‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين‪ 0‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن‪0)521/0( ،‬‬
‫‪88‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬آمنوا"‪ ،‬فعل األمر من آمن يؤمن إيمانا‪0‬‬

‫أخبر الله أنه ال يترك المؤمنين على ما كانوا عليه من التباس واختالط بالمنافقين‬
‫حتى يميز الخبيث من المنافقين من الطيب من المؤمنين‪ ،‬وهو يميزهم بالبالء واملحن‬
‫ً‬
‫فيعرف منه المؤمن والمنافق‪ ،‬ومن حكمته أنه ال يطلع أحدا على الغيب‪ ،‬ولكنه ﷻ‬
‫يصطفي من رسله على ذلك‪ ،‬فيجب للمؤمنين اإليمان به سبحانه ورسله‪ ،‬وإن فعلوا ذلك‬
‫فلهم أجر عظيم عند الله‪ 0‬ومعنى األمر في هذه اآلية يأتي بمعناه األصلي‪ ،‬ألنه أمر باإليمان‬
‫بالله ورسوله(‪0)1‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِإ َّن الل َه ف ِق ٌير َون ْح ُن‬ ‫‪-‬اآلية الواحدة والخمسون‪﴿ :‬لقد س ِمع الله قول ال ِذ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ (‪0)141‬‬ ‫أغ ِنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم األن ِبياء ِبغي ِرح ٍق ونقول ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬ذوقوا"‪ ،‬فعل األمر من ذاق يذوق ذوقا‪ ،‬إذا جربه‬
‫واختبره(‪0)2‬‬

‫هذه اآلية بيان عن فساد عقيدة اليهود منها تنقصهم لله حيث أنهم قالوا أن الله‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فقير ونحن أغنياء‪ ،‬فالله سميع ما قالوا ويكتبه وما فعلوا من قتل األنبياء ظلما وعدوانا‪،‬‬
‫ويعذبهم بعذاب النار املحرقة‪ 0‬وهذه اآلية‪ :‬نزلت بسبب فنحاص اليهودي‪ ،‬فقال فنحاص‪:‬‬
‫ّ‬
‫والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة وإنه إلينا لفقير وإنا عنه ألغنياء‪ ،‬ولو كان غنيا لما‬
‫استقرضنا أموالنا كما يزعم صاحبكم‪ 0"00‬فالقصة واردة في كتب التفاسير(‪0)3‬‬

‫‪ )1‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )152 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬مجمع اللغة العربية‪ 0‬المعجم الوسيط‪ ،‬مادة "ذوق"‪0‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬املحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (‪ ،)102-105/1‬والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪ ،512‬وتفسيرالتحريروالتنوير‪ ،)121/0( ،‬وجامع البيان في تأويل القرآن‪،‬‬
‫(‪ ،)000-001/5‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)520/0( ،‬وتفسيرالقرآن العظيم (‪0)150/5‬‬
‫‪89‬‬

‫ومعنى األمر في جملة "ذوقوا" بمعنى االنتقام‪ ،‬كما ذكر الزمخشري بقوله‪"َ :‬و َن ُقو ُل‬
‫َ َ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ذاب ال َح ِر ِيق كما أذقتم‬ ‫لهم ذوقوا وننتقم منهم بأن نقول لهم يوم القيامة‪ :‬ذوقوا ع‬
‫المسلمين الغصص‪ 0‬يقال للمنتقم منه‪ :‬أحس‪ ،‬وذق"(‪ 0)1‬أو بمعنى التحقير والتصغير‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق‪ 0‬ذ ِل َك ِب َما ق َّد َم ْت أ ْي ِديك ْم َوأ َّن‬ ‫والتقريع‪ ،‬كما قال ابن كثير‪﴿" :‬ونقول ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫وتصغيرا"(‪0)2‬‬ ‫ً‬
‫وتحقيرا‬ ‫ً‬
‫تقريعا‬ ‫يد﴾ أي‪ :‬يقال لهم ذلك‬ ‫س ب َظ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ‬
‫الم ِللع ِب ِ‬ ‫الله لي ِ ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِإ َّن الل َه َع ِه َد ِإل ْينا أال نؤ ِم َن ِل َر ُسو ٍل َح َّتى َيأ ِت َينا‬ ‫‪-‬اآلية الثانية والخمسون‪﴿ :‬ال ِذ‬
‫ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ َّ‬
‫الن ُار ُق ْل َق ْد َج َاء ُك ْم ُ ُس ٌل م ْن َق ْبلي ب ْال َبي َنات َوب َّالذي ُق ْل ُت ْم َفل َم َق َت ْل ُت ُم ُ‬
‫وه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِبقرب ٍان تأكله‬
‫َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (‪0)143‬‬ ‫إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قل"‪ ،‬فعل األمر من قال يقول قوال‪0‬‬

‫ومن فساد عقيدتهم‪ ،‬أنهم قالوا‪ :‬إن الله أوصانا أن ال نؤمن لرسول أرسل إلينا‬
‫بقربان‪ ،‬ثم تأتي النار من السماء وتحرقه‪ ،‬فرد الله عليهم بقوله‪ :‬قل‬
‫ٍ‬ ‫حتى يتقرب إلى الله‬
‫يا محمد‪ ،‬لقد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم‪ ،‬فمالكم تقتلونهم إن كنتم‬
‫صادقين بما قلتم(‪ 0)3‬ومعنى األمر في جملة "قل" يأتي بمعناه الحقيقي‪ ،‬وقد تقدم نظيرها‬
‫ً‬
‫كثيرا في اآليات السابقة‪0‬‬
‫َ َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ً َ ُ ُ ً َ َ َ ُ ُ‬
‫وب ِه ْم َو َيتفك ُرون‬
‫‪-‬اآلية الثالثة والخمسون‪﴿ :‬ال ِذين يذكرون الله ِقياما وقعودا وعلى جن ِ‬
‫َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ً ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َْ‬
‫اب الن ِار﴾‬ ‫اطال سبحانك ف ِقنا عذ‬ ‫ض ربنا ما خلقت هذا ب ِ‬ ‫ات واألر ِ‬
‫ِفي خل ِق السماو ِ‬
‫(‪0)121‬‬

‫‪ )1‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون‬
‫األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬ص‪0512‬‬
‫‪ )2‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪0)150/5( ،‬‬
‫‪ )3‬نخبة من العلماء‪ 0‬التفسيرالميسر‪ ،‬ص‪( 50‬تفسير سورة آل عمران‪( )121 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪90‬‬

‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬قنا"‪ ،‬فعل األمر من وقى يقي وقاية‪0‬‬

‫هذه اآلية بيان عن صفات أولي األلباب‪ ،‬هم الذين يذكرون الله في كل أحيانهم في‬
‫قيامهم‪ ،‬وقعودهم‪ ،‬وعلى جنوبهم‪ ،‬وهم ويتدبرون في خلق الله السموات واألرض‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬ربنا ما خلقت هذا كله سدى ولكن لحكمة‪ ،‬سبحانك فاحفظنا من عذاب‬
‫النار(‪ 0)1‬ومعنى األمر في هذه اآلية بمعنى الدعاء‪ ،‬يفهم من سياق الكالم ما يدل على ذلك‪0‬‬
‫ُ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫‪-‬اآلية الرابعة والخمسون‪َ ﴿ :‬رَّبنا ِإننا َس ِم ْعنا ُمن ِاد ًيا ُين ِادي ِل ِْلي َم ِان أن آ ِمنوا ِب َرِبك ْم‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َّ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ‬
‫وبنا َوك ِف ْر َعنا َس ِيئا ِتنا َوت َوفنا َم َع األ ْب َر ِار﴾ (‪0)123‬‬ ‫فآمنا ربنا فاغ ِفرلنا ذن‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية أربع‪ :‬أوالها "آمنوا"‪ ،‬فعل األمر من آمن يؤمن إيمانا‪،‬‬
‫"كفر"‪ ،‬فعل األمر من ّ‬ ‫انا‪ ،‬وثالثتها ْ‬ ‫ً‬
‫كفر‬ ‫وثانيتها "اغفر"‪ ،‬فعل األمر من غفر يغفر غفر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫يك ّفر تكفيرا‪ ،‬ورابعتها "توف" فعل األمر من توفى يتوفى تو ِفيا‪0‬‬

‫وأولو األلباب هم الذين يقولون ربنا إننا سمعنا رسولك يدعونا إلى اإليمان بربنا‪،‬‬
‫فآمنا بك‪ ،‬فاغفرلنا ذنوبنا واستر عيوبنا وكفر عنا سيآتنا وألحقنا بالصالحين(‪ 0)2‬ومعنى‬
‫األمر في الجمل األربع كذلك بمعنى الدعاء مثل اآلية التي قبلها‪ ،‬ألنه نفس الكالم‪ ،‬أي بيان‬
‫عن صفة أولي األلباب‪0‬‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪ -‬اآلية الخامسة والخمسون‪َ ﴿ :‬رَّبنا َو آ ِتنا َما َو َع ْدتنا َعلى ُر ُس ِل َك َوال تخ ِزنا َي ْو َم ال ِق َي َام ِة‬
‫َّ َ َ ُ ْ ُ‬
‫ف ْالم َ‬
‫يع َاد﴾ (‪0)124‬‬ ‫ِ‬ ‫ِإنك ال تخ ِل‬

‫جملة األمر في هذه اآلية‪" :‬آتنا"‪ ،‬فعل األمر من آتى يؤتي إيتاء‪0‬‬

‫‪ )1‬المرجع االسابق‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )121 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬المرجع االسابق‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )121 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪91‬‬

‫أولو األلباب هم الذين يقولون ربنا أعطنا ما وعدتنا على لسان رسلك من ٍ‬
‫نصر‬
‫وتوفيق في الدنيا‪ ،‬وال تذلنا يوم القيامة‪ ،‬فإنك ال تخلف الميعاد)‪ 0(1‬واألمر بمعنى الدعاء‬
‫أيضا مثل ما تقدم‪0‬‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اصب ُروا َو َ‬
‫ص ِاب ُروا َو َر ِابطوا َو اتقوا‬ ‫‪-‬اآلية السادسة والخمسون‪َ ﴿ :‬ي َاأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َآ َم ُنوا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َّ ُ ُ ْ‬
‫الل َه ل َعلك ْم تف ِل ُحون﴾ (‪0)511‬‬
‫ً‬
‫جملة األمر في هذه اآلية أربع‪ :‬أوالها "اصبروا"ـ فعل األمر من صبر يصبر صبرا‪،‬‬
‫وثانيتها "صابروا"‪ ،‬فعل األمر من صابر يصابر مصابرة‪ ،‬وثالثتها "رابطوا"‪ ،‬فعل األمر من‬
‫رابط يرابط مرابطة‪ ،‬ورابعتها "اتقوا"‪ ،‬فعل األمر من اتقى يتقي اتقاء‪0‬‬

‫أمر الله ﷻ عباده المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة على أعدائهم‪،‬‬


‫وبالتقوى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لعلهم يفلحون ويفوزون برضاه سبحانه في‬
‫الدنيا واآلخرة(‪0)2‬‬

‫ومعنى األمر في جمل "اصبروا" و"صابروا" و"رابطوا" بمعنى الحض والحث‪ ،‬كما‬
‫قال ابن عطية‪" :‬ثم ختم الله ﷻ السورة بهذه الوصاة التي جمعت الظهور في الدنيا على‬
‫األعداء‪ ،‬والفوز بنعيم اآلخرة‪ ،‬فحض على الصبر على الطاعات وعن الشهوات‪ ،‬وأمر‬
‫بالمصابرة"(‪ ،)3‬أو يمعنى الوصية‪ ،‬قال به ابن عاشور(‪ 0)4‬أما في جملة "اتقوا" يأتي بمعناه‬
‫الحقيقي‪ ،‬وقد تقدم نظير هذه اآلية في الصفحات السابقة‪0‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد ذكر الباحث في بداية هذا الفصل أن ستا وخمسين آية من سورة آل عمران‬
‫ورد فيها جملة األمر‪ ،‬وبعد تحليلها استخرج الباحث من خالل هذه اآلية اثنتين وثمانين‬

‫‪ )1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 51‬تفسير سورة آل عمران‪( )120 :‬بتصرف)‪0‬‬


‫‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( 50‬تفسير سورة آل عمران‪( )511 :‬بتصرف)‪0‬‬
‫‪ )3‬ابن عطية‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام األندلس ي املحاربي‪ ،‬التحقيق‪ :‬عبد‬
‫السالم عبد الشافي محمد‪ 0‬ملحررالوجيزفي تفسيرالكتاب العزيز (‪0)112/1‬‬
‫‪ )4‬محمد طاهر ابن عاشور‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)512/0( ،‬‬
‫‪92‬‬

‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫َ‬


‫جملة األمر‪ٌ ،‬‬
‫وست وأربعون جملة تخرج من‬ ‫ست وثالثون جملة تأتي بمعناها األصلي‪،‬‬
‫معان أخرى‪ ،‬سواء كانت هذه المعاني تفهم من سياق اآلية أم تستفاد‬
‫معناها األصلي إلى ٍ‬
‫من أقوال وآراء المفسرين‪0‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم‬
‫ً‬
‫األساليب البالغية في سورة آل عمران (األمرنموجا)‬
‫يكون الكالم في هذا المبحث حول ثالثة مطالب‪ :‬نبذة موجزة عن جامعة الراية‪،‬‬
‫وإجراءات الدراسة‪ ،‬وتحليل نتائج الدراسة وتفسيرها‪0‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نبذة موجزة عن جامعة الراية‬


‫تقع جامعة الراية في قرية تشيمينتينج ‪ ،Cimenteng‬منطقة سوكابومي‬
‫ً‬
‫‪ ،Sukabumi‬جاوى الغربية ‪ ،Jawa Barat‬بمساحة ‪ 11‬هيكتارا‪0‬‬
‫ً‬
‫ونشأتها بدأت بتأسيس معهد نظرا الحتياج املجتمع اإلندونيس ي المسلم للدعاة‬
‫ً‬
‫والعناية بتأسيس مجال متخصص في اللغة العربية والعلوم الشرعية نظرا إلى الحاجة‬
‫الملحة خاصة للدعاة والمربين في هذا العصر‪ ،‬ويتبع المعهد لمؤسسة الراية‬
‫اإلندونيسية‪ ،‬ففي ذي القعدة عام ‪ 1011‬ه‪ 5111/‬م‪ ،‬تم قبولها‪ ،‬وبدأت برامجها‬
‫التعليمية في سنة ‪ 1050‬ه‪ 5110/‬م‪ 0‬ثم نبعت فكرة أخرى حولة ترقية المعهد إلى افتتاح‬
‫كليات للدراسات الشرعية واللغوية‪ ،‬حيث تسعى المؤسسة إلى تخريج طالب حاصل على‬
‫إجازة عملية راقية‪ 0‬وألجل تلك األسباب‪ ،‬افتتحت في شهر أغسطس عام ‪ 5115‬م وألول‬

‫‪ )1‬أندي إلهام أكبر نور الرحمان منصور‪ 0‬أثراستخدام األلعاب اللغوية في تنمية عناصراللغة لدى الطالب‬
‫قسم اإلعداد اللغوي بجامعة الراية بسوكابومي‪-‬إندونيسيا‪ ،‬جامعة الراية‪-‬سوكابومي‪ ،‬كلية التربية قسم‬
‫تعليم اللغة العربية‪ 1012 ،‬ه‪ 5112/‬م‪ ،‬ص‪011-10‬‬
‫‪93‬‬

‫مرة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ثم تحولت بعد ذلك إلى كلية التربية قسم تعليم‬
‫اللغة العربية‪ ،‬ثم تم عليها وضع اسم ‪0STIBA Ar-Raayah‬‬

‫ودرس فيها الطالب والطالبات الذين جاءوا من شتى جزيرة في إندونيسيا العربية‬
‫والعلوم الشرعية والدعوة والثقافة اإلسالمية وغيرها‪ 0‬واألهداف من ذلك‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 01‬معرفة اللغة العربية لتكون وسيلة لفهم اإلسالم فهما صحيحا والتفقه فيه‬
‫والدعوة إليه‪0‬‬
‫‪ 05‬القدرة على االتصال بالناطقين بالعربية والتفاعل معهم مشافهة وكتابة‪0‬‬
‫‪ 01‬إثراء الفكر وكسب المعلومات وزيادة التحصيل العلمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وصف مقررالبالغة في جامعة الراية‬


‫كتاب "البالغة الواضحة" يعتبر من الكتب التي اعتمدت عليها المدارس‬
‫والمعاهد والجامعات في تعليم الطالب في مادة علم البالعة‪ ،‬لسهولة عبارته‪ ،‬وكثرة‬
‫ً‬
‫تدريباته‪ ،‬ومنها جامعة الراية جعلت هذا الكتاب مقررا لطالب الكلية في مادة البالغة‪0‬‬

‫وهذا الكتاب الذي حققه علي بن نايف الشحون‪ ،‬اختصره الدكتور أبو أيمن‬
‫القمري‪ ،‬وذلك بحذف بعض األبواب والتدريبات فيه‪ 0‬و يدرس في خالل ثالث مستويات‪:‬‬
‫المستوى األول‪ ،‬والمستوى الثاني‪ ،‬والمستوى الثالث‪ 0‬وجعل تدريس هذا الكتاب على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ :‬علم البيان‪ ،‬هذا الباب مقرر المستوى األول‪0‬‬ ‫‪ -‬الباب األول‬


‫‪ -‬والباب الثاني ‪ :‬علم المعاني‪ ،‬مقرر المستوى الثاني‪0‬‬
‫‪ -‬والباب الثالث ‪ :‬علم البديع‪ ،‬مقرر المستوى الثالث‪0‬‬

‫فأما ما يتعلق بباب األمر‪ ،‬فقد ذكره المؤلف في أول موضوعات اإلنشاء الطلبي‪،‬‬
‫وذكر تقسيم األمر إلى أمر حقيقي وأمر مجازي‪ ،‬وذكر بعض معاني األمر املجازي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪94‬‬

‫اإلرشاد‪ ،‬والدعاء‪ ،‬وااللتماس‪ ،‬والتمني‪ ،‬والتخيير‪ ،‬والتسوية‪ ،‬والتعجيز‪ ،‬والتهديد‬


‫واإلباحة‪ ،‬مع اإلتيان بأمثلة لكل منها سواء أكانت من اآليات القرآنية أم من الشعر وغيره‪0‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة‬


‫الكالم في هذا المطلب حول النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ 01‬أداة البحث‬
‫ً‬
‫ألجل حصول على نتائج هذه الدراسة‪ ،‬اختار الباحث االستبانة لتكون أداة لهذا‬
‫البحث‪ ،‬وهذه االستبانة عبارة عن أسئلة االختبار المتعلقة بعلم البالغة باب األمر‬
‫ً‬
‫الموجهة إلى مجتمع البحث‪ ،‬وهم أربعون طالبا من طالب مستوى ثاني الكلية‪ ،‬كما تقدم‬
‫ذكره في الفصل الثالث(‪0)1‬‬

‫‪ 05‬تقديم أسئلة االختبارإلى بعض املحكمين‬


‫قبل قيام الباحث باالختبار‪ ،‬جدير أن َّ‬
‫تقدم أسئلة االختبار قبل توزيعها للطالب‬
‫إلى من له التخصص في مجال علم البالغة‪ 0‬والغرض منه أن تكون األسئلة على الشكل‬
‫المطلوب ومناسبة لمستوى الطالب‪ ،‬فاكتفى الباحث باختيار الدكتور أبي أيمن ليحكم‬
‫ً‬
‫على هذه األسئلة‪ ،‬لكونه متخصصا في اللغة خاصة في علم البالغة‪ ،‬لقد كان له الخبرة في‬
‫كتابة البحث العلمي في هذا املجال‪ ،‬وفي نفس الوقت هو المشرف على هذا البحث‪ 0‬وبعد‬
‫عرض هذه األسئلة ومراجعتها عند الدكتور‪ ،‬فوافق الدكتور عليها‪ ،‬مع بعض توجيهات‬
‫وتعديالت‪0‬‬

‫‪ )1‬ص‪015‬‬
‫‪95‬‬

‫‪ 03‬وصف صورة األسئلة الموجهة إلى مجتمع البحث‬

‫عين الباحث صورة األسئلة معتمدا على مهمة هذا البحث‪ ،‬وهو معرفة دور‬
‫دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم األساليب البالغية في القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬والمقصود هنا أساليب األمر في سورة آل عمران‪ ،‬وبالتالي تكون أسئلة االختبار‬
‫مأخوذة من آيات هذه السورة‪ ،‬والمطلوب من الطالب تعيين معاني األمر الواردة فيها‪0‬‬
‫ً‬
‫وتتكون االستبانة من عشرين سؤاال‪ ،‬وهذه األسئلة تنقسم إلى قسمين‪ :‬أولهما‬
‫تعيين معاني األمر في آيات معينة مجردة من التفسير والمعنى‪ ،‬وثانيهما تعيين معاني األمر‬
‫في اآليات المعينة مع ذكر ش يء من تفسيرها أو معناها‪0‬‬
‫ً‬
‫واألسئلة في القسم األول تتكون من خمسة عشر سؤاال‪ ،‬وتنقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬أولها‪ :‬عبارة عن اختيار أحد معنيي األمر في اآليات بين كون األمر حقيقيا وبين‬
‫ً‬
‫كونه مجازيا‪ ،‬وعدد األسئلة من هذا النوع ستة أسئلة‪ 0‬مثال ذلك‪:‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫ْ‬
‫عين معاني األمر في اآليات التالية بوضع عالمة (√) حول اإلجابتين تراها‬
‫أ‪ِ 0‬‬
‫ً‬
‫مناسبة‪0‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫أمرحقيقي ليس أمرا حقيقيا‬ ‫اآلية‬
‫َّ‬ ‫ُ َْ َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َّ َ َ َ‬
‫ين كف ُروا َستغل ُبون َوت ْحش ُرون ِإلى َج َهن َم‬ ‫﴿قل ِلل ِذ‬
‫َ ْ َ ْ‬
‫س ال ِم َه ُاد﴾ (آل عمران‪0)15 :‬‬ ‫و ِبئ‬

‫‪ -‬ثانيها‪ :‬مثل النوع األول‪ ،‬إال أن في هذا النوع الطالب مطالبون بتعيين أحد معنيي‬
‫األمر املجازي‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬واإلرشاد‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وعدد األسئلة من هذا النوع ستة‬
‫ً‬
‫أسئلة أيضا‪ 0‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪96‬‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫ب‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى اإلجابتين‪0‬‬
‫َ ْ ُ ً‬ ‫﴿ه َن ِال َك َد َعا َز َكرَّيا َرَّب ُه َق َ‬
‫(الدعاء)‪( /‬االلتماس)‬ ‫ال َر ِب َه ْب ِلي ِم ْن ل ُدن َك ذ ِرَّية‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ ً‬
‫ط ِي َبة﴾ (آل عمران‪0)34 :‬‬

‫ت‪ 0‬ثالثها‪ :‬تعيين اآلية المناسبة لمعنى األمر المذكور في السؤال‪ ،‬وهو عكس النوع‬
‫األول والثاني‪ 0‬وعدد األسئلة من هذا النوع ثالثة أسئلة‪ 0‬ومثال ذلك‪:‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫ث‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى اإلجابتين‪0‬‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫الل ُه َف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬
‫يم َح ِنيفا َو َما كان ِم َن‬
‫ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫أ‪﴿ 0‬قل صدق‬ ‫األمرالحقيقي‪:‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ْ ْ َ‬
‫ال ُمش ِر ِكين﴾ (آل عمران‪0)21 :‬‬
‫َُ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َّ َّ َ َ‬
‫اس ق ْد َج َم ُعوا لك ْم‬ ‫ب‪﴿ 0‬ال ِذين قال لهم الناس ِإن الن‬
‫َ ْ َ‬
‫فاخش ْو ُه ْم﴾ (آل عمران‪0)173 :‬‬

‫وأسئلة القسم الثاني عددها خمسة أسئلة‪ ،‬وهو أن كل سؤال عبارة عن آية‬
‫معينة من سورة آل عمران وتحتوي على ش يء من معناها أو تفسيرها‪ ،‬ثم الطالب يطالبون‬
‫بتعيين معاني األمر المناسبة فيها من بين أربع إجابات‪ ،‬فتكون األسئلة في هذا النوع أسئلة‬
‫اختيارية (أ‪/‬ب‪/‬ج‪/‬د)‪ 0‬مثاله‪:‬‬
‫‪97‬‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫ج‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى األحرف‪0‬‬
‫ََُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ (آل عمران‪ 0 )141 :‬قال ابن كثير‪:‬‬ ‫‪ 01‬قوله ﷻ‪﴿[ :‬ونقول ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫وتحقيرا‪ 0]"0000‬ما معنى األمر في هذه اآلية؟‬ ‫ً‬
‫تقريعا‬ ‫"يقال لهم ذلك‬
‫د‪ 0‬التصغير‬ ‫ج‪ 0‬األمر الحقيقي‬ ‫ب‪ 0‬الدعاء‬ ‫أ‪ 0‬التهديد‬

‫من خالل هذه األسئلة وإجابة الطالب عنها‪ ،‬يمكن الباحث معرفة دور دراسة‬
‫علم المعاني لديهم في فهم أساليب األمر في القرآن الكريم‪ ،‬وبالتالي يمكن تقديم بعض‬
‫مقترحات لتنمية فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم لديهم من خالل تدريس علم‬
‫البالغة في باب األمر‪0‬‬

‫‪ 04‬المعالجة اإلحصائية‬

‫اعتمد الباحث في تحليل نتائج الدراسة على أسلوب اإلحصاء الوصفي‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد على طريقة النسبة المئوية‪ ،‬وطريقة الدرجة المتوسطة‪ 0‬ويمكن توضيحه من‬
‫خالل الرموز التالية‪:‬‬
‫‪Ƹx‬‬
‫‪𝑥 = 100 x‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪Ƹy‬‬
‫‪ -‬التوضيح‪:‬‬
‫‪ : Ƹx ‬عدد العينة‬
‫‪ : Ƹy ‬عدد املجتمع‬
‫‪ : 𝑥 ‬النسبة المئوية‬
‫‪x‬‬
‫=𝑥‬ ‫‪y‬‬
‫‪05‬‬
‫‪ -‬التوضيح‪:‬‬
‫‪98‬‬

‫‪ : x ‬عدد العينة‬
‫‪ : y ‬عدد األسئلة‬
‫‪ : 𝑥 ‬الدرجة المتوسطة‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تحليل نتائج الدراسة وتفسيرها‬


‫يشمل هذا المطلب أمرين‪:‬‬

‫‪ 01‬تحليل نتائج الدراسة‬

‫بعد أن تم تنفيذ عملية االستبانة من خالل االختبار‪ ،‬توصل إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫جدول (‪)6‬‬

‫أسئلة النوع األول من القسم األول‬


‫ْ‬
‫عين معاني األمرفي اآليات التالية بوضع عالمة (√) في إحدى اإلجابتين تراها‬
‫أ‪ِ 0‬‬
‫ً‬
‫مناسبة‪0‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ليس أمرا حقيقيا‬ ‫أمرحقيقي‬ ‫م‬
‫النسبة‬ ‫عدد‬ ‫النسبة‬ ‫عدد‬ ‫اآلية‬
‫المئوية‬ ‫الطالب‬ ‫المئوية‬ ‫الطالب‬
‫َْ َ‬ ‫ُ ْ َّ َ َ‬
‫ين ك َف ُروا َس ُتغل ُبون‬ ‫﴿قل ِلل ِذ‬
‫َ‬
‫ون إلى َج َه َّن َم َوب ْئ َ‬ ‫َُ ْ َ ُ َ‬
‫‪57،1%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪75،1%‬‬ ‫‪52‬‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫وتحشر ِ‬ ‫‪1‬‬
‫ْ‬
‫ال ِم َه ُاد﴾‬
‫(آل عمران‪0)15 :‬‬
‫َّ َ ُ ُ َ َ َّ َ َ َّ‬
‫ين َيقولون َرَّبنا ِإننا آ َمنا‬ ‫﴿ال ِذ‬
‫وب َنا َوق َنا َع َذ َ‬ ‫اغف ْر َل َنا ُذ ُن َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪47،1%‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪15،1%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫‪5‬‬
‫َّ‬
‫الن ِار﴾‬
‫‪99‬‬

‫(آل عمران‪0)16 :‬‬

‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫﴿و َسا ِر ُعوا ِإلى َمغ ِف َر ٍة ِم ْن َرِبك ْم‬
‫َ‬
‫َ َ َّ َ ْ ُ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫األ ْر ُ‬
‫‪11%‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪11%‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ض‬ ‫وجن ٍة عرضها السموات و‬ ‫‪3‬‬
‫ُ ْ ْ َّ َ‬
‫أ ِع َّدت ِلل ُمت ِقين﴾‬
‫(آل عمران‪0)133 :‬‬
‫اس ُج ِدي‬ ‫﴿ َيا َم ْرَي ُم ْاق ُنتي ل َربك َو ْ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫‪11%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪41%‬‬ ‫‪34‬‬
‫َ‬
‫الر ِاك ِعين﴾‬ ‫َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬ ‫‪4‬‬
‫(آل عمران‪0)43 :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِ ِإلخ َو ِان ِه ْم َوق َع ُدوا‬ ‫﴿ال ِذ‬
‫ََْ َ ُ َ ُ ُ ُ َ‬
‫‪65،1%‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪37،1%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اعونا َما ق ِتلوا ق ْل ف ْاد َر ُءوا‬ ‫‪ 1‬لو أط‬
‫َ ْ ُُْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ‬
‫َع ْن أنف ِسك ُم ال َم ْوت ِإن كنت ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (آل عمران‪0)164 :‬‬
‫َّ َّ َ َ َ َ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫وه َهذا‬ ‫﴿إن الله رِبي وربكم فاعبد‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ص َراط ُم ْستق ٌ‬
‫‪15،1%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪47،1%‬‬ ‫‪31‬‬ ‫يم﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪6‬‬
‫(آل عمران‪0)11 :‬‬

‫جدول (‪)7‬‬

‫‪52،7‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪52‬‬ ‫اإلجابة‬


‫الصحيحة ‪74،1% 47،1% 65،1% 41% 11% 47،1% 75،1%‬‬ ‫الدرجة‬
‫‪11،3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اإلجابة‬ ‫المتوسطة‬
‫الخاطئة ‪51،2% 15،1% 37،1% 11% 11% 15،1% 57،1%‬‬
‫‪100‬‬

‫جدول رقم (‪ )0‬بيان عن إجابة الطالب عن أسئلة النوع األول من القسم األول‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وكانت األسئلة عبارة عن تعيين معنى األمر من كل آية بين كونه حقيقيا أم مجازيا‪ 0‬واألمر‬
‫في سؤال رقم (‪ )1‬أمر حقيقي‪ ،‬ويالح‪ .‬من جدول رقم (‪ )0‬أن الطالب الذين اختاروا هذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلجابة بلغ عددهم (‪ )52‬طالبا ويعادل ‪ 055،1%‬واألمر في سؤال رقم (‪ )5‬ليس أمرا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حقيقيا‪ ،‬ويالح‪ .‬أن الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ عددهم (‪ )11‬طالبا ويعادل ‪025،1%‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واألمر في سؤال رقم (‪ )1‬ليس أمرا حقيقيا‪ ،‬و(‪ )51‬طالبا اختاروا هذه اإلجابة ويعادل‬
‫ً‬
‫‪ 011%‬واألمر في سؤال رقم (‪ )0‬أمر حقيقي‪ ،‬و(‪ )10‬طالبا اختاروا هذه اإلجابة ويعادل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 021%‬واألمر في سؤال رقم (‪ )1‬ليس أمرا حقيقا‪ ،‬والطالب الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ‬
‫ً‬
‫عددهم (‪ )51‬طالبا ويعادل ‪ 005،1%‬واألمر في سؤال رقم (‪ )0‬أمر حقيقي‪ ،‬والطالب الذين‬
‫ً‬
‫اختاروا هذه اإلجابة بلغ عددهم (‪ )11‬طالبا ويعادل ‪025،1%‬‬

‫ومن خالل هذه اإلجابة تبين أن نسبة اإلجابة الصحيحة ألسئلة النوع األول من‬
‫القسم األول بلغت ‪ ،51،0%‬ونسبة اإلجابة الخاطئة بلغت ‪ ،51،2%‬كما في جدول رقم‬
‫(‪ )5‬وهذا يدل على دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى الطالب في فهم أساليب األمر في‬
‫القرآن الكريم‪0‬‬

‫جدول (‪)4‬‬

‫أسئلة النوع الثاني من القسم األول‬

‫أ‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة حول إحدى‬


‫اإلجابتين‪0‬‬
‫إجابة الطالب‬ ‫السؤال‬ ‫م‬
‫‪41‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫الدعاء‬
‫‪111%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫﴿ه َن ِال َك َد َعا َز َكرَّيا َرَّب ُه َق َ‬
‫ال َر ِب َه ْب‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ ً َ ً‬
‫‪1‬‬ ‫االلتماس عدد الطالب‬ ‫ِلي ِم ْن ل ُدن َك ذ ِرَّية ط ِي َبة﴾‬
‫‪101‬‬

‫‪1%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫(آل عمران‪)34 :‬‬


‫َ ْ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ َّ‬
‫‪34‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫الدعاء‬ ‫﴿ َرَّبنا آ َمنا ِب َما أن َزلت َو ات َب ْعنا‬
‫َّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫‪41%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫اه ِدين﴾‬ ‫الرسول فاكتبنا مع الش ِ‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫(آل عمران‪0)13 :‬‬
‫‪11%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫التمني‬
‫‪31‬‬ ‫عدد الطالب‬
‫َ َّ َ ُ ْ ُ ْ ُ‬ ‫ُْ‬
‫‪47،1%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫التذكير‬ ‫﴿ َواذك ُروا ِن ْع َمة الل ِه َعل ْيك ْم ِإذ كنت ْم‬
‫َ ْ َ ً َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ُ ُ‬
‫‪1‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫وبك ْم﴾ (آل‬ ‫أعداء فألف بين قل ِ‬
‫عمران‪0)113 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪15،1%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫التأكيد‬
‫‪34‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫التأكيد‬ ‫يس ى م ْن ُه ُم ْال ُك ْف َر َق َ‬
‫ال‬ ‫سع َ‬ ‫َّ‬ ‫﴿ف َل َّما َأ َ‬
‫ح‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪41%‬‬ ‫النسبة المئوية‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ‬
‫ال ال َح َوا ِرُّيون‬ ‫ص ِاري ِإلى الل ِه ق‬ ‫َم ْن َأ ْن َ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ َّ َّ‬
‫‪6‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫ص ُارالل ِه آ َمنا ِبالل ِه َواش َه ْد‬ ‫نحن أن‬ ‫‪4‬‬
‫َ َّ‬
‫‪11%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫الحث‬ ‫ِبأنا ُم ْس ِل ُم َون﴾‬
‫(آل عمران‪0)15 :‬‬
‫‪11‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫طلب‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ َ ً َ َ َ ُ َ َ َّ‬
‫‪37،1%‬‬ ‫ال آ َيتك أال االطمئنان النسبة المئوية‬ ‫‪﴿ 1‬قال ر ِب اجعل ِلي آية ق‬
‫ُ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َّ‬
‫‪51‬‬ ‫الدعاء عدد الطالب‬ ‫اس ثالثة أ َّي ٍام ِإال َر ْم ًزا﴾ (آل‬ ‫تك ِلم الن‬
‫‪65،1%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫عمران‪0)41 :‬‬
‫َّ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫‪4‬‬ ‫التعجيز عدد الطالب‬ ‫﴿إن ال ِذين يكف ُرون ِبآي ِ‬
‫ات الل ِه‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫‪11%‬‬ ‫النسبة المئوية‬ ‫ويقتلون الن ِب ِيين ِبغي ِرح ٍق ويقتلون‬
‫اس‬
‫َ َّ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ ْ‬
‫‪36‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫‪ 6‬ال ِذين يأمرون ِبال ِقس ِط ِمن الن ِ‬
‫ََ ُْ ْ ََ َ‬
‫‪21%‬‬ ‫التهديد النسبة المئوية‬ ‫اب أ ِل ٍيم﴾‬
‫فب ِشرهم ِبعذ ٍ‬
‫(آل عمران‪0)51 :‬‬
‫‪102‬‬

‫جدول (‪)2‬‬

‫‪35،3‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪41‬‬ ‫اإلجابة‬


‫الصحيحة ‪41،4% 21% 37،1% 41% 47،1% 41% 111%‬‬ ‫الدرجة‬
‫‪7،7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اإلجابة‬ ‫المتوسطة‬
‫‪12،5% 11% 65،1% 11% 15،1% 11%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫الخاطئة‬

‫جدول رقم (‪ )2‬بيان عن إجابة الطالب عن أسئلة النوع الثاني من القسم األول‪،‬‬
‫وكانت األسئلة عبارة عن تعيين معنى األمر من كل آية‪ 0‬وكل األمر فيها أمر مجازي‪ 0‬واإلجابة‬
‫الصحيحة عن سؤال رقم (‪ )1‬أن معنى األمر فيه الدعاء‪ 0‬ويالح‪ .‬أن جميع الطالب وهم‬
‫ً‬
‫(‪ )01‬طالبا اختاروا هذه اإلجابة ويعادل ‪ 0111%‬ومعنى األمر في سؤال رقم (‪ )5‬الدعاء‬
‫كذلك‪ ،‬ويالح‪ .‬أن عدد الطالب الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ (‪ )10‬طالبا ويعادل ‪021%‬‬
‫ً‬
‫وأما األمر في سؤال رقم (‪ )1‬فمعناه التذكير‪ ،‬وهذه اإلجابة اختارها (‪ )11‬طالبا ويعادل‬
‫‪ 025،1%‬وأما األمر في سؤال رقم (‪ )0‬فمعناه التأكيد‪ ،‬وعدد الطالب الذين اختاروا هذه‬
‫ً‬
‫اإلجابة بلغ (‪ )10‬طالبا ويعادل ‪ 021%‬وأما األمر في سؤال رقم (‪ )1‬فمعناه طلب االطمئنان‪،‬‬
‫ً‬
‫والطالب الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ عددهم (‪ )11‬طالبا ويعادل ‪ 015،1%‬وأما األمر‬
‫في سؤال رقم (‪ )0‬فمعناه التهديد‪ ،‬والطالب الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ عددهم (‪)10‬‬
‫ً‬
‫طالبا ويعادل ‪021%‬‬

‫ومن خالل إجابة الطالب في جدول رقم (‪ )2‬تبين أن نسبة اإلجابة الصحيحة‬
‫ألسئلة النوع الثاني من القسم األول بلغت ‪ ،21،2%‬ونسبة اإلجابة الخاطئة بلغت‬
‫‪ ،12،5%‬كما في جدول رقم (‪ 0)2‬وهذا يدل على دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى‬
‫الطالب في فهم أساليب األمر في القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪103‬‬

‫جدول (‪)11‬‬

‫األسئلة من القسم األول في النوع الثالث‬

‫ج‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع الدائرة حول إحدى‬


‫اإلجابتين‪0‬‬
‫إجابة الطالب‬ ‫السؤال‬ ‫م‬
‫‪33‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫الل ُه َف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬
‫يم‬
‫ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫﴿قل صدق‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫‪45،1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫َح ِنيفا﴾‬ ‫األمر‬ ‫‪1‬‬
‫المئوية‬ ‫(آل عمران‪0)21 :‬‬ ‫الحقيقي‬
‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َّ َّ َ َ‬
‫‪7‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫اس ق ْد‬‫﴿ال ِذين قال لهم الناس ِإن الن‬
‫َُ َ ْ َ‬
‫‪17،1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫َج َم ُعوا لك ْم فاخش ْو ُه ْم﴾ (آل عمران‪0)173 :‬‬
‫المئوية‬
‫‪41‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫﴿ َرَّب َنا َآ َم َّنا ب َما َأ ْن َزْل َت َو َّات َب ْع َنا َّ‬
‫الر ُسو َل‬ ‫ِ‬
‫‪111%‬‬ ‫النسبة‬ ‫ين﴾ (آل عمران‪0)13 :‬‬ ‫َف ْاك ُت ْب َنا َم َع الشاهد َ‬
‫َّ‬
‫الدعاء‬
‫ِ ِ‬
‫المئوية‬ ‫‪5‬‬
‫َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ً َ َ ْ ْ َ َ ْ َ‬
‫‪1‬‬ ‫اإل ْبك ِار﴾ عدد الطالب‬
‫﴿واذكرربك ك ِثيرا وس ِبح ِبالع ِش ِي و ِ‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫(آل عمران‪0)41 :‬‬
‫المئوية‬
‫‪1‬‬ ‫﴿ َو َسا ُعوا إ َلى َم ْغف َرة م ْن َ ب ُك ْم َو َج َّنة َع ْر ُ‬
‫ض َها عدد الطالب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ رِ‬ ‫ِر ِ‬
‫َّ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫األ ْر ُ‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫ض﴾ (آل عمران‪0)133 :‬‬ ‫التعجيزأو السموات و‬ ‫‪3‬‬
‫المئوية‬ ‫التحدي‬
‫َّ ْ َ َ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َُْ‬
‫‪41‬‬ ‫عدد الطالب‬ ‫وها ِإن كنت ْم‬ ‫﴿ق ْل فأتوا ِبالتور ِاة فاتل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪111%‬‬ ‫النسبة‬ ‫ص ِاد ِقين﴾‬
‫المئوية‬ ‫(آل عمران‪0)23 :‬‬
‫‪104‬‬

‫جدول (‪)11‬‬

‫‪37،7‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اإلجابة‬


‫‪24،5% 111% 111% 45،1%‬‬ ‫الصحيحة‬ ‫الدرجة المتوسطة‬
‫‪5،3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اإلجابة الخاطئة‬
‫‪1،4%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪17،1%‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬بيان عن إجابة الطالب ألسئلة النوع الثالث من القسم األول‪،‬‬
‫وكانت األسئلة عبارة عن تعيين اآلية المناسبة لمعنى األمر المعين في كل سؤال‪ 0‬وأما‬
‫َّ َ‬ ‫ُ ْ َ َ َّ َ َّ‬
‫ص َدق الل ُه فات ِب ُعوا ِملة‬ ‫سؤال رقم (‪ )1‬فاآلية المناسبة لألمر الحقيقي هي قوله ﷻ‪﴿ :‬قل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يم َح ِنيفا﴾‪ ،‬ويالح‪ .‬أن (‪ )11‬طالبا اختاروا هذه اآلية ويعادل ‪ 025،1%‬وأما سؤال‬ ‫إ ْب َراه َ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ‬
‫رقم (‪ )5‬فاآلية المناسبة لمعنى الدعاء هي قوله ﷻ‪﴿ :‬ربنا آمنا ِبما أنزلت و اتبعنا‬
‫ً‬ ‫َّ ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫اه ِدين﴾‪ ،‬وعدد الطالب الذين اختاروا هذه اآلية (‪ )01‬طالبا‬ ‫الرسول فاكتبنا مع الش ِ‬
‫ويعادل ‪ 0111%‬وأما سؤال رقم (‪ )1‬فاآلية المناسبة لمعنى التعجيز أو التحدي هي قوله‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫الت ْو َراة َف ْات ُل َ‬
‫وها إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َُْ‬
‫ص ِاد ِقين﴾‪ ،‬و(‪ )01‬طالبا اختاروا هذه اآلية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ﷻ‪﴿ :‬قل فأ ِ‬
‫وا‬ ‫ت‬
‫ويعادل ‪0111%‬‬

‫ومن خالل إجابة الطالب في جدول رقم (‪ )11‬تبين أن نسبة اإلجابة الصحيحة‬
‫ألسئلة النوع الثالث من القسم األول بلغت ‪ ،20،5%‬ونسبة اإلجابة الخاطئة بلغت‬
‫‪ ،5،2%‬كما في جدول رقم (‪ 0)11‬وهذا يدل على دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى‬
‫الطالب في فهم أساليب األمر في القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪105‬‬

‫جدول (‪)15‬‬

‫األسئلة من القسم الثاني‬

‫ج‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى األحرف‪0‬‬


‫إجابة الطالب‬ ‫السؤال‬ ‫م‬
‫‪54‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫‪61%‬‬ ‫النسبة‬ ‫التهديد‬ ‫أ‬
‫المئوية‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫ََُ ُ ُ ُ‬
‫وقوا َع َذ َ‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الدعاء‬ ‫ب‬ ‫اب‬ ‫قوله ﷻ‪﴿ :‬ونقول ذ‬
‫ْ‬
‫المئوية‬ ‫ال َح ِر ِيق﴾ (آل عمران‪ 0)141 :‬قال‬
‫‪4‬‬ ‫عدد‬ ‫ً‬
‫تقريعا‬ ‫‪ 1‬ابن كثير‪" :‬يقال لهم ذلك‬
‫الطالب‬ ‫األمر‬ ‫ج‬ ‫ً‬
‫وتحقيرا‪ 0)1("0000‬ما معنى األمرفي‬
‫‪51%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الحقيقي‬ ‫هذه اآلية؟‬
‫المئوية‬
‫‪4‬‬ ‫عدد‬
‫التصغير الطالب‬ ‫د‬

‫‪ )1‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ 0‬تفسير‬
‫القرآن العظيم‪0)150/5( ،‬‬
‫‪106‬‬

‫‪51%‬‬ ‫النسبة‬
‫المئوية‬
‫‪4‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬ ‫األمر‬
‫‪51%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الحقيقي‬ ‫أ‬
‫المئوية‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫‪16‬‬ ‫عدد‬ ‫ين نافقوا‬ ‫قوله ﷻ‪﴿ :‬و ِليعلم ال ِذ‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫الطالب‬ ‫الحث‬ ‫يل ل ُه ْم ت َعال ْوا قا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل‬ ‫و ِق‬
‫َّ َ َ‬
‫‪41%‬‬ ‫النسبة‬ ‫والحض‬ ‫ب‬ ‫‪ 5‬الل ِه أ ِو ْادف ُعوا﴾ (آل عمران‪0)161 :‬‬
‫المئوية‬ ‫قال ابن كثير‪ " :‬يعني بذلك أصحاب‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬ ‫عبد الله بن أبي ابن سلول الذين‬
‫الطالب‬ ‫الدعاء‬ ‫ج‬ ‫رجعوا معه في أثناء الطريق‪،‬‬
‫النسبة ‪5،1%‬‬ ‫فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين‬
‫َ ُ َ‬
‫المئوية‬ ‫ض ْونهم على اإلياب والقتال‬‫يح ِر‬
‫‪11‬‬ ‫عدد‬ ‫والمساعدة"(‪ 0)1‬معنى األمرفي هذه‬
‫االلتماس الطالب‬ ‫د‬ ‫اآلية‪00000‬‬
‫النسبة ‪37،1%‬‬
‫المئوية‬
‫‪17‬‬ ‫عدد‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫الطالب‬ ‫قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْد خلت ِم ْن ق ْب ِلك ْم ُسن ٌن‬
‫ْ َْ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫‪َ 3‬ف ِس ُ‬
‫النسبة ‪45،1%‬‬ ‫اإلرشاد‬ ‫أ‬ ‫ض فانظروا ك ْيف كان‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬
‫المئوية‬

‫‪ )1‬انظر‪ :‬تفسيرالقرآن العظيم‪0)101/5( ،‬‬


‫‪107‬‬

‫ُ ْ َ َ‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬ ‫َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِبين﴾ (آل عمران‪:‬‬
‫الطالب‬ ‫‪0)137‬‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫التمني‬ ‫ب‬
‫المئوية‬
‫‪55‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬ ‫االعتبار‬ ‫ج‬ ‫في هذه اآلية ٌ‬
‫أمرللمئمنين بأخذ‬
‫‪11%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الدرس مما حدث عليهم في غزوة‬
‫المئوية‬ ‫أحد(‪ ،)1‬والنظرإلى عاقبة األمم‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬ ‫المكذبين لله ورسوله‪ 0‬مالمعنى من‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫الطالب‬ ‫قوله "ف ِس ُيروا و فانظروا"؟؟‬
‫النسبة ‪5،1%‬‬ ‫اإلباحة‬ ‫د‬
‫المئوية‬
‫‪14‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬ ‫وجوب‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ٌ‬ ‫ْ ُ‬
‫‪31%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الكفاية‬ ‫أ‬ ‫قوله ﷻ‪َ﴿ :‬ول َتك ْن ِم ْنك ْم أ َّمة َي ْد ُعون‬
‫َ ْ َ‬
‫المئوية‬ ‫ِإلى الخ ْير﴾ (آل عمران‪ 0)114 :‬في‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬ ‫هذه اآلية أمر بالدعوة إلى الله‬ ‫‪4‬‬
‫الطالب‬ ‫واألمربالمعروف والنهي عن‬
‫النسبة ‪5،1%‬‬ ‫التهديد‬ ‫ب‬ ‫المنكر‪ ،‬وهذا ال يصلح إال لمن له‬
‫َْ ُ‬
‫المئوية‬ ‫علم وقدرة(‪ 0)2‬ما معنى َولتك ْن هنا؟؟‬

‫‪ )1‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 0‬تفسيرالتحريروالتنوير‪0)25/0( ،‬‬


‫‪ )2‬ينظر‪ :‬املحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (‪ ،)021/1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ 1055 ،1‬ه‪0‬‬
‫وتفسيرالتحريروالتنوير(‪ ،)32/4‬والجامع ألحكام القرآن‪ ،)101/0( ،‬وفتح القدير (‪0)051/1‬‬
‫‪108‬‬

‫‪54‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬ ‫األمر‬ ‫ج‬
‫‪61%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الحقيقي‬
‫المئوية‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫النسبة ‪5،1%‬‬ ‫التحقير‬ ‫د‬
‫المئوية‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫االستهزاء‬ ‫أ‬
‫المئوية‬
‫‪1‬‬ ‫عدد‬
‫ْ َّ‬ ‫قوله ﷻ‪﴿ :‬إ َّن َم َث َل ع َ‬
‫يس ى ِعن َد الل ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َّ َ َ َ‬
‫الطالب‬ ‫ال ل ُه‬ ‫اب ثم ق‬‫كمث ِل آدم خلقه ِمن تر ٍ‬
‫ُ َ ُ ُ‬
‫‪1%‬‬ ‫النسبة‬ ‫الدعاء‬ ‫ب‬ ‫‪ 1‬ك ْن ف َيكون﴾ (آل عمران‪ 0)12 :‬قال‬
‫المئوية‬ ‫الطبري‪" :‬معنى "كن" هنا اإلعالم‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫عدد‬ ‫وتأويل هذه اآلية‪ :‬واعلم‪ ،‬يا محمد‪،‬‬
‫الطالب‬ ‫أن ما قال له ربك (كن)‪ ،‬فهو كائن"‪0‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫االلتماس النسبة ‪7،1%‬‬ ‫ج‬ ‫فمعنى "ك ْن" هنا إذا‪00000‬‬
‫المئوية‬
‫‪37‬‬ ‫عدد‬
‫الطالب‬
‫‪109‬‬

‫النسبة ‪25،1%‬‬ ‫الخبر‬ ‫د‬


‫المئوية‬

‫جدول (‪)13‬‬

‫‪12،4‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اإلجابة‬


‫‪44،1% 25،1% 31% 11% 41% 51%‬‬ ‫الصحيحة‬ ‫الدرجة‬
‫‪51،6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪35‬‬ ‫اإلجابة‬ ‫المتوسطة‬
‫‪11،1% 7،1% 61% 41% 61% 41%‬‬ ‫الخاطئة‬

‫جدول رقم (‪ )15‬بيان عن إجابة الطالب ألسئلة القسم الثاني‪ ،‬وكانت األسئلة‬
‫على شكل اختياري‪ ،‬أي لكل سؤال يتكون من أربع إجابات (أ‪/‬ب‪/‬ج‪/‬د)‪ ،‬والمطلوب من‬
‫الطالب اختيار اإلجابة المناسبة منها‪ 0‬واإلجابة الصحيحة عن سؤال رقم (‪ )1‬عند حرف‬
‫ً‬
‫د‪ ،‬ويالح‪ .‬أن عدد الطالب الذين اختاروا هذه اإلجابة بلغ (‪ )2‬طالبا ويعادل ‪051%‬‬
‫واإلجابة الصحيحة عن سؤال رقم (‪ )5‬عند حرف ب‪ ،‬وعدد الطالب الذين اختاروا هذه‬
‫ً‬
‫اإلجابة بلغ (‪ )10‬طالبا ويعادل ‪ 001%‬واإلجابة الصحيحة عن سؤال رقم (‪ )1‬عند حرف‬
‫ً‬
‫ج‪ ،‬و(‪ )55‬طالبا اختاروا هذه اإلجابة ويعادل ‪ 011%‬واإلجابة الصحيحة عن سؤال رقم‬
‫ً‬
‫(‪ )0‬عند حرف أ‪ ،‬و(‪ )10‬طالبا هذه اختاروا اإلجابة ويعادل ‪ 011%‬واإلجابة الصحيحة عن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سؤال رقم (‪ )1‬طالبا عند حرف د‪ ،‬و(‪ )15‬طالبا اختاروا هذه اإلجابة ويعادل ‪025،1%‬‬

‫ومن خالل إجابة الطالب في جدول رقم (‪ )15‬تبين أن نسبة اإلجابة الصحيحة‬
‫ألسئلة القسم الثالث بلغت ‪ ،02،1%‬ونسبة اإلجابة الخاطئة بلغت ‪ ،11،1%‬كما في‬
‫جدول رقم (‪ 0)11‬وبهذا تبين أن نسبة اإلجابة الصحيحة أقل من نسبة اإلجابة الخاطئة‪،‬‬
‫‪110‬‬

‫وسبب ذلك تعدد اإلجابة لكل سؤال يجعل الطالب اختلفوا في ذلك‪ ،‬وإن كان األمر كذلك‬
‫فدراسة علم المعاني لها دور لدى الطالب في فهم أساليب األمر في القرآن الكريم بالنظر‬
‫إلى الفرق بين النسبتين في هذه األسئلة ليس ببعيد‪ ،‬بخالف ما تقدم من األسئلة من‬
‫القسم األول‪ ،‬فنسبة اإلجابة الصحيحة أكبر من نسبة اإلجابة الخاطئة‪ ،‬والفرق بينهما‬
‫بعيد‪0‬‬

‫جدول (‪)14‬‬

‫الخالصة من نتائج الدراسة‬

‫نسبة اإلجابة الخاطئة‬ ‫نسبة اإلجابة الصحيحة‬ ‫األسئلة‬


‫‪51،2%‬‬ ‫‪74،1%‬‬ ‫النوع األول من القسم األول‬
‫‪12،5%‬‬ ‫‪41،4%‬‬ ‫النوع الثاني من القسم األول‬
‫‪1،4%‬‬ ‫‪24،5%‬‬ ‫النوع الثالث من القسم األول‬
‫‪11،1%‬‬ ‫‪44،1%‬‬ ‫القسم الثاني‬
‫‪51،6%‬‬ ‫‪74،4%‬‬ ‫الدرجة المتوسطة‬

‫خالصة جميع أجوبة الطالب أن نسبة اإلجابة الصحيحة عن جميع األسئلة‬


‫بلغت ‪ ،50،0%‬ونسبة اإلجابة الخاطئة بلغت ‪ ،51،0%‬كما في جدول رقم (‪ 0)10‬وبهذا‬
‫تبين أن دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم أساليب‬
‫األمر في القرآن الكريم‪0‬‬

‫‪ ‬مالحظات حول الدراسة ونتائجها‪:‬‬


‫‪ 01‬يالح‪ .‬مما سبق عرضه أن أكبر الدرجات في أسئلة النوع الثالث من القسم‬
‫األول‪ ،‬حيث بلغت نسبة اإلجابات الصحيحة ‪020،5%‬‬
‫‪111‬‬

‫‪ 05‬وأدنى الدرجات في أسئلة القسم الثاني‪ ،‬حيث بلغت نسبة اإلجابات الصحيحة‬
‫‪ ،02،1%‬وذلك ألسباب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬تعدد اإلجابات لكل سؤال‪ ،‬إذ الطالب مطالبون باختيار اإلجابة الصحيحة من‬
‫أربع إجابات (أ‪/‬ب‪/‬ج‪/‬د)‪ 0‬بخالف األسئلة من القسم األول فإن الطالب‬
‫مطالبون باختيار إحدى اإلجابتين‪ ،‬وهي أسهل من أسئلة القسم الثاني‪0‬‬
‫معان جديدة ما ال يجدون في مقررهم "البالغة الواضحة"‪،‬‬
‫‪ -‬أن الطالب وجدوا ٍ‬
‫حيث ذكر المؤلف فيه بعض معاني األمر‪ ،‬ولم يستوعب المقرر على جميع‬
‫معاني األمر‪ ،‬مثل‪ :‬طلب االطمئنان‪ ،‬والتأكيد‪ ،‬والخبر‪ ،‬واالعتبار‪ ،‬ونحوها‪،‬‬
‫وبالتالي اعتمدوا على ما وجدوا في المقرر‪0‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االستفادة من نتائج الدراسة في تنمية فهم األساليب البالغية‬


‫(األمر) في القرآن الكريم لدى طالب مستوى ثاني الكلية‬
‫هذا المبحث عبارة عن نموذج تدريس علم البالغة يهدف من خالله إلى تنمية‬
‫فهم األساليب البالغية (األمر) لدى طالب مستوى ثاني الكلية خاصة‪ ،‬وغيرهم من‬
‫مستويات أخرى عامة‪ 0‬واختار الباحث بعض اآليات الواردة في سورة آل عمران لتكون‬
‫أمثلة في هذا التطبيق التي تم تحليلها في المبحث األول من هذا الفصل(‪ ،)1‬ويشمل هذا‬
‫المبحث مطلبين‪ :‬نموذج التدريس في باب األمر الحقيقي‪ ،‬ونموذج التدريس في باب األمر‬
‫املجازي‪ 0‬واستعان الباحث في هذا التطبيق ببعض الكتب‪ ،‬منها "البالغة الواضحة" و‬
‫"البالغة وفنونها وأفنانها"‪ ،‬وكذا ببعض املحاضرة التي ألقاها بعض المشايخ منهم‪:‬‬

‫‪ )1‬ص‪052-05‬‬
‫‪112‬‬

‫األستاذ الدكتور محمد صالح أبو حميدة(‪ ،)1‬والدكتور محمد حسن عثمان(‪ ،)2‬وصابر‬
‫المشرفي(‪ ،)3‬فيمكن الرجوع إليهم عبر مواقع اإلنترنيت‪0‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نموذج التدريس في باب األمرالحقيقي‬


‫هذا المطلب يشمل أمرين‪ :‬عملية شرح الدرس‪ ،‬وعملية التقييم‪0‬‬

‫‪ 01‬عملية شرح الدرس في باب األمرالحقيقي‪0‬‬

‫أما ما يتعلق بعملية شرح الدرس‪ ،‬فالمعلم يقوم باألمور التالية‪:‬‬

‫أ‪ 0‬تقسيم اإلنشاء إلى الطلبي وغير الطلبي‪0‬‬


‫ب‪ 0‬شرح معنى األمر وصيغها مع اإلتيان بأمثلة لكل الصيغة من القرآن الكريم إن‬
‫وجد ذلك‪0‬‬
‫ت‪ 0‬شرح األمر من هذه اآليات ليستخرج معناه‪ ،‬ويتم ذلك بخطوات‪:‬‬
‫ً ّ‬
‫ليمكن الطالب من تصور معنى األمر‪0‬‬
‫‪ -‬ذكر معنى اآلية إجماال ِ‬
‫‪ -‬بيان صيغة األمر في اآلية‪0‬‬
‫‪ -‬ثم تعيين معنى األمر مع ذكر السبب‪0‬‬
‫‪ -‬ثم تلخيص الدرس‪0‬‬

‫ويمكن توضيحه من خالل النموذج التالي‪:‬‬

‫شرح درس البالغة (علم المعاني باب األمرالحقيقي)‪:‬‬

‫‪ 01‬أن يشرح المدرس تقسيم اإلنشاء إلى الطلبي وغير الطلبي‪ ،‬ألنه مدخل قبل باب‬
‫األمر ‪-‬هذا باعتبار أن الطالب قد درسوا قبل ذلك تقسيم الكالم إلى الخبر‬

‫‪.https://www.youtube.com/watch?v=DME8R28aDjk.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫‪.https://www.youtube.com/watch?v=UmU8Antj2vI&t=8s )2‬‬
‫‪.https://www.youtube.com/watch?v=4OUi3VD0mrm&t=11s)3‬‬
‫‪113‬‬

‫ً‬
‫واإلنشاء وأخذوا باب الخبر‪ -‬فيقول المدرس مثال‪" :‬كما تعلمون أننا قد قسمنا‬
‫الكالم قبل ذلك إلى الخبر واإلنشاء‪ ،‬وقلنا إن الخبر‪" :‬ما يحتمل الصدق والكذب‬
‫بذاته"‪ ،‬فقد تقدم الكالم على الخبر وما يتعلق به من أغراض‪ ،‬وأضرب‪،‬‬
‫ً‬
‫ومؤكدات‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬واإلنشاء إذا‪" :‬ما ال يحتمل الصدق والكذب بذاته"‪0‬‬

‫واإلنشاء ينقسم إلى قسمين‪ :‬إنشاء طلبي‪ ،‬وإنشاء غير طلبي‪ 0‬فاإلنشاء الطلبي هو‬
‫ً‬
‫ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب‪ 0‬واإلنشاء غير الطلبي هو ما ال‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب‪ 0‬وصيغه كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬المدح‪ ،‬والذم‪،‬‬
‫والتعجب‪ ،‬وغيرها‪ 0‬واإلنشاء غير الطلبي ليس من مباحث علم المعاني‪ ،‬وبهذا‬
‫سنكتفي باإلنشاء الطلبي وحده‪0‬‬

‫وأساليب اإلنشاء الطلبي خمسة أنواع‪ :‬األمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والتمني‪،‬‬


‫والنداء‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ 05‬ثم يبين المدرس معنى األمر وصيغها مع مثال لكل صيغة‪ ،‬فيقول مثال‪" :‬األسلوب‬
‫األول من اإلنشاء الطلبي هو األمر‪ ،‬واألمر ّ‬
‫عرفه العلماء بأنه‪" :‬طلب الفعل على‬
‫جهة االستعالء واإللزام"‪ 0‬ما معنى هذه العبارة؟؟‪ ،‬معناه أن اآلمر يعتبر نفسه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عاليا سواء كان عليا في نفسه كأن يكون له منزلة أعلى من المأمور أم ال كأن يعلو‬
‫بصوته ويلزم المأمور بهذا الطلب‪ 0‬فإن قلت‪ :‬اجلس‪ ،‬فأنت تطلب فعل الجلوس‪0‬‬
‫فإذا جاء األمر على وجه االستعالء واإللزام فهو األمر الحقيقي‪ 0‬فيشترط في كون‬
‫ً‬
‫األمر الحقيقي شرطان‪ :‬االستعالء واإللزام‪ ،‬فإذا فقد أحد الشرطين فليس أمرا‬
‫ً‬
‫حقيقيا‪ ،‬وإنما أمر مجازي‪0‬‬

‫ولألمر صيغ‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫َ ُ َّ‬
‫الل َه َو َّ‬
‫الر ُسو َل﴾ (آل عمران‪0)15 :‬‬ ‫‪-‬فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬أ ِطيعوا‬
‫‪114‬‬

‫َ َ َّ َ ْ َّ‬
‫﴿و َعلى الل ِه فل َي َت َوك ِل‬ ‫‪-‬الفعل المضارع المقترن ب "الم األمر"‪ ،‬كقوله ﷻ‪:‬‬
‫ْ ْ َ‬
‫ال ُمؤ ِم ُنون﴾ (آل عمران‪0)155 :‬‬
‫َ ُ َْ ُ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ‬
‫ين آ َم ُنوا َعل ْيك ْم أن ُف َسك ْم﴾ (المائدة‪:‬‬ ‫‪-‬اسم فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷻ‪﴿ :‬يا أيها ال ِذ‬
‫‪0)111‬‬
‫َ ْ‬
‫﴿و ِبال َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َس ًانا﴾ (اإلسراء‪0)51 :‬‬ ‫‪-‬المصدر النائب عن فعل األمر‪ ،‬كقوله ﷻ‪:‬‬

‫‪ 03‬ثم يشرح المدرس هذه اآليات الستخراج معاني األمر فيها مع بيان سببه‪ ،‬فيقول‬
‫ً‬
‫مثال‪:‬‬
‫َ ُ َّ‬
‫الل َه َو َّ‬
‫الر ُسو َل﴾ (آل عمران‪ 0)15 :‬في هذه‬ ‫‪ ‬انظروا إلى اآلية األولى‪ :‬قال ﷻ‪﴿ :‬أ ِطيعوا‬
‫اآلية أمر الله ﷻ عباده المؤمنين بطاعته ﷻ وطاعة رسوله ﷺ‪0‬‬
‫الطالب للفعل (اآلمر) هنا هو الله ﷻ‪ ،‬والمطلوب منه الفعل (المأمور) هنا هم‬
‫المؤمنون‪ ،‬والطالب أعلى منزلة من المطلوب منه‪ ،‬والصيغة المستخدمة‬
‫للداللة على الطلب فعل األمر‪ ،‬وهو في جملة (أطيعوا) أي طلب فعل الطاعة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وجاء على سبيل اإللزام‪ ،‬ألن طاعة الله ورسوله َ‬
‫ملزم على كل مؤمن‪ 0‬فبهذا إذا‬
‫َ‬
‫نقول أن األمر في هذه اآلية أمر حقيقي‪ ،‬حيث توفر فيها شرطا االستعالء واإللزام‪0‬‬
‫يق﴾‬ ‫ت‬ ‫وفوا ُن ُذ َور ُه ْم َو ْل َي َّط َّو ُفوا ب ْال َب ْيت ْال َ‬
‫ع‬
‫َُْ ُ‬
‫‪ ‬وانظروا إلى المثال الثاني قوله ﷻ‪﴿ :‬ولي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(الحج‪ 0)52 :‬في هذه اآلية أمر بإيفاء النذر والطواف بالبيت عند أداء الحج (معنى‬
‫اآلية)‪0‬‬
‫والطالب للفعل (اآلمر) هنا هو الله ﷻ‪ ،‬والمطلوب منه الفعل (المأمور) هنا هم‬
‫المؤمنون‪ ،‬والطالب أعلى منزلة من المطلوب منه‪ ،‬والصيغة المستخدمة‬
‫للداللة على الطلب الفعل المضارع المقترن ب الم األمر‪ ،‬وهو في جملة (وليوفوا)‬
‫أي طلب فعل الوفاء‪ ،‬وجملة (وليطوفوا) أي طلب فعل الطواف‪ 0‬وكال األمرين‬
‫جاءا على وجه اإللزام‪ ،‬ألن من المعلوم أن اإلنسان إذا نذر يلزم منه الوفاء بذلك‬
‫‪115‬‬

‫ً‬
‫النذر‪ ،‬وكذا إذا حج يلزم منه فعل الطواف‪ 0‬فبهذا إذا نقول أن األمر في هذه اآلية‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أمر حقيقي أيضا‪ ،‬حيث توفر فيها شرطا االستعالء واإللزام‪0‬‬
‫َ ُ َْ ُ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ‬
‫ين آ َم ُنوا َعل ْيك ْم أن ُف َسك ْم﴾‬ ‫‪ ‬وانظروا إلى المثال الرابع قوله ﷻ‪﴿ :‬يا أيها ال ِذ‬
‫(المائدة‪ 0)111 :‬في هذه اآلية أمر للمؤمنين بإلزام أنفسهم في طاعة الله (معنى‬
‫اآلية)‪0‬‬
‫والطالب للفعل (اآلمر) هنا كما في المثالين السابقين هو الله ﷻ‪ ،‬والمطلوب منه‬
‫الفعل (المأمور) هنا هم المؤمنون‪ ،‬والطالب أعلى منزلة من المطلوب منه‪ ،‬ولكن‬
‫في هذه اآلية ليس فيها فعل األمر وال كذلك الفعل المضارع المقترن بالم األمر‪،‬‬
‫ً‬
‫فما الذي يدل على الطلب إذا؟ الذي يدل على الطلب هو اسم فعل األمر وهو في‬
‫جملة (عليكم)‪ ،‬ألن معناها إلزاموا أنفسكم بطاعة الله‪ ،‬وهذا مثل قولك‪" :‬إليك‬
‫الكتاب"‪،‬أي خذ الكتاب‪ ،‬فالصيغة المستخدمة للداللة على الطلب اسم فعل‬
‫ً‬
‫األمر‪ 0‬وهذا الطلب جاء على وجه اإللزام‪ ،‬يفهم ذلك من معنى (عليكم)‪ ،‬وبهذا إذا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫نقول أن األمر في هذه اآلية أمر حقيقي أيضا‪ ،‬حيث توفر فيها شرطا االستعالء‬
‫واإللزام‪0‬‬
‫َ ْ‬
‫﴿و ِبال َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َس ًانا﴾ (اإلسراء‪ 0)51 :‬هذه‬ ‫‪ ‬وانظروا إلى المثال الرابع قوله ﷻ‪:‬‬
‫اآلية أمر باإلحسان بالوالدين (معنى اآلية)‪0‬‬
‫والطالب للفعل (اآلمر) هنا كما في األمثلة السابقة هو الله ﷻ‪ ،‬والمطلوب منه‬
‫الفعل (المأمور) هنا هم المؤمنون‪ ،‬والطالب أعلى منزلة من المطلوب منه‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫هل تستطيعون أن تخرجوا صيغة تدل على الطلب‪ ،‬وليس في هذه اآلية فعل األمر‬
‫وال الفعل المضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬وال كذلك اسم فعل األمر؟؟‪ ،‬وإذا تأملتم‬
‫ً‬
‫هذه اآلية تجدوا المصدر وهو في قوله (إحسانا)‪ ،‬وهذا يسمى بالمصدر النائب‬
‫أحس ْن إليهما‪ 0‬واستخدام المصدر للداللة على‬
‫عن فعل األمر‪ ،‬فمعنى (إحسانا) ِ‬
‫ً‬
‫األمر أقوى من فعل األمر نفسه‪ ،‬ألنه يدل على التأكيد‪ ،‬لكونه اسما‪ ،‬واالسم يدل‬
‫‪116‬‬

‫على الثبوت‪ ،‬وألنه يدل في داخله على الفعل‪ ،‬فيكون األمر تكرر مرتين‪ ،‬مرة‬
‫ً‬
‫بالفعل الذي يحتويه المصدر‪ ،‬ومرة بالمصدر النائب عن فعل األمر‪ 0‬فالصيغة‬
‫المستخدمة للداللة على الطلب في هذه اآلية المصدر النائب عن فعل األمر‪0‬‬
‫وهذا الطلب جاء على وجه اإللزام‪ ،‬يفهم ذلك من معنى (إحسانا)‪ ،‬وألن البر‬
‫ً‬ ‫بالوالدين َ‬
‫ملزم على كل إنسان‪ 0‬وبهذا إذا نقول أن األمر في هذه اآلية أمر حقيقي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬حيث توفر فيها شرطا االستعالء واإللزام‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثم يلخص المدرس ما سبق شرحه فيقول مثال‪" :‬فنلخص مما تقدم ذكره‪:‬‬
‫‪-‬أن األمر‪" :‬أحد األساليب اإلنشائية الطلبية‪ ،‬وهو طلب الفعل على وجه‬
‫االستعالء واإللزام‪ ،‬وهذا األمر الحقيقي"‪0‬‬
‫ً‬
‫‪-‬واألمر لكي يكون حقيقيا‪ ،‬ال بد من شرطين‪ :‬أن يكون من األعلى إلى األدنى‪ ،‬وأن‬
‫يكون على وجه اإللزام‪0‬‬
‫واألمر أربع صيغ‪ :‬فعل األمر‪ ،‬المضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬اسم فعل األمر‪،‬‬
‫والمصدر النائب عن فعل األمر‪ 0‬فقد تقدم المثال لكل منها مع بيانها‪0‬‬
‫‪ 05‬عملية التقييم‪:‬‬

‫وبعد شرح الدرس على المدرس التأكد من فهم الطالب‪ ،‬ويتم ذلك إما بطرح‬
‫األسئلة لهم‪ ،‬أو بأمرهم بإتيان األمثلة من عندهم‪ ،‬أو بتكليفهم التدريبات أو الواجبات‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ 0‬ويمكن توضيحه من خالل البيان التالي‪:‬‬

‫أ‪ 0‬عملية التقييم من خالل طرح األسئلة‪ :‬كأن يطرح المدرس أحد الطالب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫َ ُ َّ‬
‫الل َه َو َّ‬
‫الر ُسو َل﴾ (آل عمران‪0)115 :‬‬ ‫)اذكر صيغة األمر من قوله ﷻ‪﴿ :‬أ ِطيعوا‬
‫ب‪ 0‬عملية التقييم من خالل اإلتيان باألمثلة‪ :‬كأن يأمر المدرس أحد الطالب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫(هات آية من القرآن الكريم ورد فيها األمر الحقيقي وبين سببه)‪0‬‬
‫ت‪ 0‬عملية التقييم من خالل الواجبات‪ :‬كأن يكلف المدرس طالبه ببعض الواجبات‪،‬‬
‫مثل‪( :‬اقرأ سورة التحريم‪ ،‬واستخرج منها األمر الحقيقي مع بيان صيغه وسببه)‪0‬‬
‫‪117‬‬

‫ث‪ 0‬أما عملية التقييم من خالل التدريبات فيمكن المدرس أن ينوعها‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ 01‬التدريبات (‪ :)1‬استخرج صيغة األمر من اآليات التالية‪0‬‬

‫الصيغة‬ ‫األمر‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫فعل األمر‬ ‫يعوا‬‫َأط ُ‬ ‫الر ُسو َل﴾ (آل عمران‪0)115 :‬‬ ‫الل َه َو َّ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫﴿أ ِطيعوا‬ ‫‪1‬‬
‫ِ‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪0000000‬‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ض َل ِب َي ِد الل ِه ُيؤ ِت ِيه َم ْن َيش ُاء﴾‬ ‫﴿ق ْل إ َّن ْال َف ْ‬ ‫ُ‬
‫‪5‬‬
‫ِ‬
‫(آل عمران‪)50 :‬‬
‫َ‬ ‫﴿يا َم ْرَي ُم ْاق ُنتي ل َرّبك َو ْ‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪0000000‬‬ ‫اس ُج ِدي َو ْارك ِعي ﴾‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫(آل عمران‪0)01 :‬‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪0000000‬‬ ‫اع ُب ُد ُوه﴾ (آل عمران‪0)11 :‬‬ ‫الل َه َرّبي َو َرُّب ُك ْم َف ْ‬‫َّ َّ‬
‫﴿إن‬ ‫‪0‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪0000000‬‬ ‫ين آ َم ُنوا َّات ُقوا الل َه َح َّق ت َقا ِت ِه﴾ (آل‬ ‫﴿يا أ ُّي َها الذ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫عمران‪0)115 :‬‬
‫َ َ َّ َ ْ َّ ْ ْ َ‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪0000000‬‬ ‫﴿و َعلى الل ِه فل َي َت َوك ِل ال ُمؤ ِم ُنون﴾ (آل عمران‪0)155 :‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ 05‬التدريبات (‪ :)5‬أجب عن األسئلة التالية‪0‬‬

‫المطلوب منه‬ ‫الطالب‬ ‫جملة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫الفعل‬ ‫للفعل‬ ‫الطلب‬
‫َّ‬
‫المؤمنون‬ ‫الله‬ ‫اع َت ِص ُموا‬
‫َو ْ‬ ‫اع َت ِص ُموا ِب َح ْب ِل الل ِه‬
‫﴿و ْ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫يعا﴾‬ ‫َجم ً‬
‫ِ‬
‫(آل عمران‪0)111 :‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َّ ُ ُ‬
‫‪00000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿و َّات ُقوا الل َه ل َعلك ْم ت ْف ِل ُحون﴾‬
‫َ‬ ‫‪5‬‬
‫(آل عمران‪0)111 :‬‬
‫‪118‬‬

‫َ‬ ‫ْ َ ُُ‬
‫‪00000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪َ ﴿ 1‬رَّب َنا اغ ِف ْر ل َنا ذن َوب َنا َو ِإ ْس َراف َنا‬
‫َ َ‬
‫ِفي أ ْم ِرنا﴾ (آل عمران‪0)105 :‬‬
‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫‪00000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿ف ْاد َر ُءوا َع ْن أن ُف ِسك ُم‬ ‫‪0‬‬
‫ْ‬
‫ال َم ْو َت﴾‬
‫(آل عمران‪0)102 :‬‬
‫َ ُ‬ ‫َت َخ ُاف ُ‬ ‫ََ‬
‫‪00000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫وه ْم َوخافو ِن ِإ ْن‬ ‫‪﴿ 1‬فال‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ُمؤ ِم ِن َين﴾ (آل عمران‪:‬‬ ‫ك ْن ُت ْم‬
‫‪0)151‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫‪00000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿واش َه ْد ِبأ َّنا ُم ْس ِل ُمون﴾‬ ‫‪0‬‬
‫(آل عمران‪0)15 :‬‬

‫‪ 01‬التدريبات (‪ :)1‬استخرج األمر الحقيقي من اآليات التالية وبين سببه‪0‬‬

‫السبب‬ ‫معنى األمر‬ ‫األمر‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫تضمن شرطين‪:‬‬
‫َّ َ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫﴿ف َّات ُقوا الل َه ل َعلك ْم‬
‫‪-‬االستعالء‪ :‬ألن اآلمر‬
‫(الله) أعلى منزلة من‬
‫أمر حقيقي‬ ‫طلب فعل‬
‫المأمور (المؤمنون)‪،‬‬ ‫التقوى‬ ‫ون﴾‬‫َت ْش ُك ُر َ‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬اإللزام‪ :‬ألن التقوى ملزمَ‬

‫على كل مؤمن‬ ‫(آل عمران‪)151 :‬‬


‫ْ‬
‫‪000000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿ ََم ْرَي ُم اق ُن ِتي ِل َرِّب ِك‬
‫اس ُج ِدي﴾‬ ‫َو ْ‬ ‫‪5‬‬
‫(آل عمران‪)01 :‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫‪000000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿إ َّن الل َه َرِّبي َو َرُّبك ْم‬
‫ِ‬ ‫‪1‬‬
‫اع ُب ُد ُوه﴾ (آل عمران‪)11 :‬‬ ‫َف ْ‬
‫‪119‬‬

‫َ ُ َّ‬
‫الل َه َو َّ‬
‫‪000000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫الر ُسو َل﴾‬ ‫﴿أ ِطيعوا‬ ‫‪0‬‬
‫(آل عمران‪)115 :‬‬
‫‪000000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫‪000000000‬‬ ‫﴿ف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬
‫يم‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َح ِن ًيفا﴾ (آل عمران‪)21 :‬‬

‫ويمكن المدرس من خالل ما ذكر من عملية التقييم معرفة فهم الطالب‬


‫وإدراكهم واستيعابهم للدرس‪ ،‬والبحث عن أساليب أخرى في التدريس عند عدم الفهم‬
‫من بعض الطالب‪ ،‬وبهذا يتأكد المدرس من معرفة وصول الرسالة إلى الطالب وعدمه‪0‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج تدريس علم البالغة ( علم المعاني باب األمراملجازي)‬
‫وهذا المطلب يشمل أمرين‪ :‬عملية شرح الدرس‪ ،‬وعملية التقييم‪0‬‬

‫‪ 01‬عملية شرح الدرس في باب األمر املجازي‪0‬‬

‫أما ما يتعلق بعملية شرح الدرس‪ ،‬فالمعلم يمكنه استخدام األساليب التالية‪:‬‬

‫أ‪ 0‬أسلوب املحاضرة‪:‬‬


‫‪ -‬تقسيم األمر إلى الحقيقي واملجازي‪0‬‬
‫‪ -‬اإلتيان بأمثلة من القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪ -‬شرح األمر من هذه اآليات ليستخرج معناه‪ ،‬ويتم ذلك بخطوات‪:‬‬
‫ً ّ‬
‫‪ ‬ذكر معنى اآلية إجماال ليمكن الطالب من تصور معنى األمر‪0‬‬
‫‪ ‬ذكر أقوال المفسرين في اآلية‪ ،‬وهذا يساعد المدرس على تعيين معنى األمر فيها‪،‬‬
‫ً‬
‫ألنه قد يجد المدرس أمرا ظاهره حقيقي‪ ،‬ولكن بعد قراءة التفسير األمر ليس‬
‫كذلك‪0‬‬
‫‪ ‬بيان صيغة األمر في اآلية‪0‬‬
‫‪120‬‬

‫‪ ‬ثم تعيين معنى األمر مع ذكر السبب‪0‬‬


‫‪ ‬ثم تلخيص الدرس‪0‬‬

‫ويمكن توضيحه من خالل النموذج التالي‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 01‬أن يشرح المدرس بداية تقسيم األمر إلى قسمين‪ ،‬فيقول مثال‪" :‬قد تكلمنا في‬
‫درسنا السابق عن معنى األمر وصيغها‪ ،‬وقلنا أن األمر إذا جاء على جهة االستعالء‬
‫واإللزام يسمى باألمر الحقيقي‪ ،‬وقد يوجد األمر على وجه االستعالء ولكن ليس‬
‫على سبيل اإللزام‪ ،‬وهذا ما سنتكلم اآلن وهو األمر الذي يخرج من معناه األصلي‬
‫ً‬
‫معان أخرى ألغراض بالغية‪ 0‬فنقول إذا أن األمر ينقسم إلى قسمين‪ :‬أحدهما‬‫إلى ٍ‬
‫األمر الحقيقي‪ ،‬وقد تقدم بيانه‪ ،‬واآلخر األمر املجازي‪ ،‬وهذا سنفهمه من خالل‬
‫أمثلة يأتي ذكرها بعد قليل"‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ 05‬ثم يأتي بأمثلة من القرآن الكريم‪ ،‬مثال‪ :‬سنفهم األمر املجازي من خالل األمثلة‬
‫التالية‪:‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ ُ‬
‫يل ل ُه ْم ت َعال ْوا قا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل الل ِه أ ِو ْادف ُعوا﴾ (آل عمران‪:‬‬‫‪ ‬انظروا إلى قوله ﷻ‪﴿ :‬و ِق‬
‫‪ 0)105‬هذه اآلية بيان عن حال المنافقين لما أمر الله المؤمنين بالقتال بعد غزوة‬
‫أحد‪ ،‬فقال لهم المؤمنون تعالوا أنتم قاتلوا معنا في سبيل الله أو ادفعوا‪ ،‬ولكنهم‬
‫أبوا (معنى اآلية)‪0‬‬
‫إذا نظرنا إلى هذه اآلية أن الطالب للفعل هم المؤمنون‪ ،‬والمطلوب منه الفعل‬
‫هم المنافقون‪ ،‬فالطالب والمطلوب متساويان في منزلة‪ ،‬فتبين لنا أن هذا األمر‬
‫أمر مجازي‪ ،‬واألمر إذا تساوى فيه اآلمر والمأمور‪ ،‬فاألصل أن الغرض منه‬
‫االلتماس‪ ،‬ولكن إذا قرأنا تفسير هذه اآلية نجد أن المفسرين يبينون معنى هذا‬
‫ً‬
‫مفسرا لهذه اآلية‪" :‬يعني بذلك أصحاب عبد الله بن أبي‬ ‫األمر‪ ،‬منها قال ابن كثير‬
‫ابن سلول الذين رجعوا معه في أثناء الطريق‪ ،‬فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين‬
‫‪121‬‬

‫ً‬ ‫ّ‬
‫يحرضونهم على اإلياب والقتال والمساعدة"‪ 0‬إذا نستفيد منه أن الغرض من هذا‬
‫ِ‬
‫األمر الحض أو الحث أو التحريض‪0‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََ‬
‫‪ ‬وانظروا إلى المثال الخامس‪ ،‬قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْد خل ْت ِم ْن ق ْب ِلك ْم ُسن ٌن ف ِس ُيروا ِفي‬
‫ان َعا ِق َب ُة ْال ُم َك ِّذب َين﴾ (آل عمران‪ 0)115 :‬في هذه اآلية ٌ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫ف َك َ‬
‫أمر‬ ‫ِ‬ ‫ض فانظروا كي‬
‫األر ِ‬
‫من الله لرسوله ﷺ بأن ينظر إلى أحوال األمم السابقة‪ ،‬ماذا أصابهم من تكذيبهم‬
‫لرسلهم (معنى االية)‪0‬‬
‫والطالب للفعل هو الله والمطلوب منه الفعل هو رسول الله‪ ،‬وظاهره أن األمر‬
‫هنا أمر حقيقي‪ ،‬ولكن سياق اآلية تدل على أن الله إنما يريد بهذا األمر االعتبار‪،‬‬
‫فنقول أن األمر هنا أمر مجازي‪ ،‬والغرض منه االعتبار‪0‬‬
‫َ َ ْ َ ُُ‬
‫‪ ‬وانظروا إلى قوله ﷻ‪َ ﴿ :‬رَّب َنا ِإ َّن َنا آ َم َّنا فاغ ِف ْر ل َنا ذن َوب َنا﴾ (آل عمران‪ 0)10 :‬هذه اآلية‬
‫بيان عن صفة المتقين فإنهم يقرون باإليمان وهم يطلبون مغفرة من ربهم (معنى‬
‫اآلية)‪0‬‬
‫وإذا تأملتم أن الطالب للفعل هم المتقون‪ ،‬والمطلوب منه الفعل هو الله‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والطالب أدنى منزلة من المطلوب‪ ،‬وقلنا في الدرس السابق األمر يكون حقيقيا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إذا جاء على وجه االستعالء‪ ،‬فتبين أن هذا األمر ليس أمرا حقيقيا لفقده شرط‬
‫ً‬
‫االستعالء‪ ،‬فما الغرض من هذا األمر إذا؟؟‪ ،‬الغرض من هذا األمر هو الدعاء‪،‬‬
‫ألن الله هو الذي يستجيب دعاء العباد‪0‬‬
‫َ ً‬ ‫َ َ‬
‫ال َر ّب ْ‬
‫اج َع ْل ِلي آ َية﴾ (آل عمران‪ 0)01 :‬هذه اآلية حكاية‬ ‫‪ ‬وانظروا إلى قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ِ‬
‫عن قول زكريا لما أخبره المالئكة أن الله بشره بولد‪ ،‬أي يحيى‪ ،‬فقال‪ :‬رب اجعل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لي دليال تدل على وجود الولد‪ ،‬ألن امرأته كانت عاقرا (معنى اآلية)‪0‬‬
‫وإذا تأملتم أن الطالب للفعل زكريا‪ ،‬والمطلوب منه الفعل هو الله‪ ،‬والطالب‬
‫ً‬
‫أدنى منزلة من المطلوب‪ ،‬وقلنا في المثال التاسع‪ ،‬أن الطالب للفعل إذا كان أدنى‬
‫ً‬
‫منزلة من المطلوب‪ ،‬فاألمر يكون مجازيا‪ ،‬والغرض منه الدعاء‪ ،‬ولكن قال‬
‫‪122‬‬

‫ً‬ ‫ْ ْ ُ َ ُ ْ‬
‫القرطبي في تفسير هذه اآلية‪ِ " :‬تل َك اآل َية ِزَي َادة ط َمأ ِن َين ٍة"‪ 0‬إذا الغرض من هذا األمر‬
‫طلب االطمئنان‪ ،‬وهو جزء من الدعاء‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ 01‬وبعد شرح األمثلة‪ ،‬يلخص المدرس الدرس‪ ،‬فيقول مثال‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"من خالل األمثلة وبيانها‪ ،‬نلخص أن األمر قد يكون حقيقيا‪ ،‬وقد يكون مجازيا‪،‬‬
‫وأما األمر الحقيقي فقد تقدم بيانه في الدرس السابق‪ ،‬وأما األمر املجازي هو‬
‫عان أخرى ألغراض بالغية يفهم من‬
‫األمر الذي يخرج من معناه األصلي إلى م ٍ‬
‫السياق‪ ،‬وأما معاني األمر فكثيرة منها ما تقدم‪ ،‬وهي‪ :‬الدعاء‪ ،‬والتحريض أو‬
‫معان أخرى غير ما ذكر منها‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫الحث‪ ،‬وطلب االطمئنان‪ ،‬واالعتبار‪ ،‬وهناك‬
‫اإلرشاد‪ ،‬والتهديد‪ ،‬والدوام‪ ،‬والتعجيز‪ ،‬واالستهزاء‪ ،‬والتسوية‪ ،‬وغيرها‪0‬‬
‫ب‪ 0‬تدريس باب األمر املجازي من خالل الحوار‪:‬‬

‫ويمكن تدريس البالغة على شكل الحوار‪ ،‬مثاله‪:‬‬

‫"االعتبار من قصص األمم السابقة"‬


‫َ ُ َ‬ ‫َ ََ‬
‫قرأ أحمد سورة آل عمران‪ ،‬فلما وصل إلى قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْد خل ْت ِم ْن ق ْب ِلك ْم ُسن ٌن‬
‫ً‬ ‫ُ ْ َ ّ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫ف َك َ‬ ‫َف ِس ُ‬
‫ان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِب َين﴾ (آل عمران‪ ،)115 :‬وجد إشكاال‪،‬‬ ‫ض فانظروا كي‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬
‫فقال في نفسه‪" :‬كيف نسير في األرض مع النظر إلى حال األمم السابقة؟؟ فذهب أحمد‬
‫إلى أستاذه‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫أحمد‪ :‬السالم عليكم يا أستاذي‪0‬‬

‫األستاذ‪ :‬وعليكم السالم يا بني‪ ،‬كيف أمورك؟؟‬

‫أحمد‪ :‬الحمد لله بنعمته تتم الصالحات‪0‬‬

‫األستاذ‪ :‬أعندك ش يء يا بني؟؟‪0‬‬


‫‪123‬‬

‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََ‬
‫أشكل علي قوله ﷻ‪﴿ :‬ق ْد خل ْت ِم ْن ق ْب ِلك ْم ُسن ٌن‬‫َ‬ ‫أحمد‪ :‬نعم يا أستاذي‪ ،‬إني‬
‫ُ ْ َ ّ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫ف َك َ‬ ‫َف ِس ُ‬
‫ان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِب َين﴾ (آل عمران‪،)115 :‬‬ ‫ض فانظروا كي‬‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬
‫كيف نسير في األرض مع النظر إلى حال األمم السابقة؟؟ ماذا يقصد بالسير‬
‫والنظر في هذه اآلية؟؟أرجو منك البيان‪0‬‬
‫ً‬
‫األستاذ‪ :‬بارك الله فيك‪ ،‬زادك الله علما‪ 0‬قبل أن أجيب عن هذا السؤال‪ ،‬أسألك‪:‬‬
‫"هل درست علم المعاني في الجامعة"؟؟‪0‬‬
‫أحمد‪ :‬الحمد لله د ُ‬
‫ست يا أستاذي‪0‬‬‫ر‬
‫ُ ْ َ ّ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫ف َك َ‬ ‫األستاذ‪ :‬طيب‪ ،‬قوله ﷻ‪َ :‬ف ِس ُ‬
‫ان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِب َين﴾‬ ‫ض فانظروا كي‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬‫ير‬
‫جملة هي؟ أهي جملة إنشائية أم خبرية؟؟‪0‬‬
‫(آل عمران‪ 0)115 :‬أي ٍ‬
‫أحمد‪ :‬هذه جملة إنشائية‪ ،‬ألن فيها األمر‪ ،‬واألمر من أنواع اإلنشاء الطلبية‪0‬‬
‫ً‬
‫األستاذ‪ :‬ما شاء الله أحسنت‪ 0‬أسألك سؤاال‪َ ،‬من الطالب للفعل في هذه اآلية؟‬
‫ومن المطلوب منه الفعل؟؟‪0‬‬

‫أحمد‪ :‬الطالب للفعل الله‪ ،‬والمطلوب منه العباد أو اإلنسان‪0‬‬

‫األستاذ‪ :‬طيب‪ 0‬األصل في األمر أن يكون على جهة االستعالء واإللزام‪ ،‬فهذا ما‬
‫يسمى باألمر الحقيقي‪ ،‬أليس كذلك؟؟‪0‬‬

‫أحمد‪ :‬بلى‪ ،‬يا أستاذي‪0‬‬

‫األستاذ‪ :‬اآلن نتأمل هذه اآلية‪ ،‬هل األمر صدر من األعلى إلى األدنى؟؟ وهل جاء‬
‫على وجه اإللزام؟‪0‬‬

‫أحمد‪ :‬نعم‪ ،‬األمر في هذه اآلية صدر من األعلى إلى األدنى‪ ،‬ألن الله أعلى من‬
‫العباد‪ 0‬والظاهر أنه أمر حقيقي‪0‬‬
‫‪124‬‬

‫األستاذ‪ :‬هل األمر فيها يدل على اإللزام؟؟ أي هل يلزمنا بالسير في األرض والنظر‬
‫إلى حال األمم السابقة؟؟ أم يريد الله بهذا األمر ً‬
‫معنى آخر؟؟‪0‬‬

‫أحمد‪ :‬ال أعرف يا أستاذي‪0‬‬

‫األستاذ‪ :‬الجواب‪ ،‬إن الله ال يريد بذلك اإللزام‪ ،‬إنما يريد بذلك أن نعيش في هذه‬
‫الدنيا مع االلتزام باتباع النبي ﷺ‪ ،‬ألنه وسيلة إلى السعادة في الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬ثم أمرنا بالنظر إلى حال األمم السابقة كقوم نوح وعاد وثمود‬
‫ومن يأتي بعدهم‪ ،‬كيف كان مسيرهم لما كذبوا رسلهم وجحدوا بهم‬
‫ً‬
‫أهلكهم الله بعذاب شديد‪ 0‬ماذا إذا الغرض من هذا األمر؟؟‪ ،‬الغرض من‬
‫ً‬
‫هذا األمر االعتبار‪ ،‬أي أن الله أمرنا أن نأخذ درسا مما أصاب األمم‬
‫السابقة من عذاب وعقاب بسبب كفرهم وتكذيبهم بما جاء به رسلهم‬
‫حتى ال نكون مثلهم وال نتبع طريقهم‪ ،‬وذلك باتباع النبي ﷺ‪ 0‬وهكذا لقد‬
‫قض ي األمر الذي فيه تستفتي‪0‬‬
‫ً‬
‫أحمد‪ :‬جزاك الله خيرا يا أستاذي‪0‬‬
‫األستاذ‪ :‬وإياك‪ ،‬زادك الله ً‬
‫حرصا على الخير‪0‬‬

‫ت‪ 0‬تدريس باب األمر املجازي بأسلوب تقريب المعنى‪:‬‬

‫ويمكن كذلك المدرس استخدام أسلوب تقريب المعنى في تدريسه باب األمر‪،‬‬
‫ويتم ذلك باألمور التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلتيان بالمثال من آية القرآن الكريم‪0‬‬


‫‪ -‬اإلتيان بمثال من عنده يكون معناه يماثل معنى اآلية‪0‬‬
‫‪ -‬سؤال الطالب عن هذا المعنى‪0‬‬
‫‪ -‬ثم تعيين معنى بعد سؤال الطالب‪0‬‬
‫‪125‬‬

‫يمكن بيانه من خالل النموذج التالي‪:‬‬


‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أن يأتي المدرس بمثال لألمر من القرآن الكريم‪ ،‬مثال‪ :‬قوله ﷻ‪﴿ :‬ل َق ْد َس ِم َع الل ُه‬ ‫‪‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِإ َّن الل َه ف ِق ٌير َون ْح ُن أغ ِن َي ُاء َس َنك ُت ُب َما قالوا َوق ْتل ُه ُم األن ِب َي َاء ِبغ ْي ِر‬‫قول ال ِذ‬
‫َ ّ ََُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ (آل عمران‪0)121 :‬‬ ‫ح ٍق ونقول ذوقوا عذ‬
‫ُ ُ ََ َ ْ‬ ‫ً‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ مثل‬ ‫ثم يأتي المدرس بمثال من عنده‪ ،‬فيقول مثال‪ :‬قوله ﴿ذوقوا عذ‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫قول الشخص لخصمه بعد أن غلب عليه في المباراة مثال‪" :‬ذوقوا هذه الهزيمة"‪0‬‬
‫ً‬
‫ثم يسأل المدرس الطالب عن هذا المعنى‪ ،‬فيقول مثال‪ :‬هل القائل بقوله يريد‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫خصمه أن يذوق الهزيمة؟ أم هو يريد ً‬
‫الطالب يجيبون أوال‪0‬‬ ‫معنى آخر؟؟‪ ،‬ويترك‬
‫ً‬
‫ثم يعين المدرس هذا المعنى‪ ،‬فيقول مثال بعد إجابة الطالب‪" :‬إن القائل بقوله‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫السابق ال يريد خصمه أن يذوق الهزيمة‪ ،‬وإنما يريد شيئا آخر وهو تحقير خصمه‬
‫واستهزاء به من تلك الهزيمة‪ ،‬ويستفاد هذا المعنى من قوله (ذوقوا هذه الهزيمة)‪0‬‬
‫ُ ُ ََ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ (آل عمران‪ ،)121 :‬أنه ﷻ يريد بهذا القول‬‫وكذا قوله ﷻ‪﴿ :‬ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫وتحقيرا لهم واستهزاء بهم‪ ،‬الفترائهم على الله وتنقصهم له ﷻ‪ ،‬ألنهم قالوا‬ ‫ً‬
‫تقريعا‬
‫أن الله فقير ونحن أغنياء‪ ،‬فالله سميع ما قالوا ويكتبه وما فعلوا من قتل األنبياء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ظلما وعدوانا‪ ،‬ويعذبهم بعذاب النار املحرقة‪ ،0‬إذا األمر في هذه اآلية أمر مجازي‪،‬‬
‫والغرض منه التصغير والتحقير واالستهزاء‪0‬‬
‫ث‪ 0‬تدريس باب األمر املجازي بأسلوب القصة‪:‬‬

‫ويمكن المدرس أن يسلك أسلوب القصة في شرحه‪ ،‬ويتم ذلك باإلتيان بأسباب‬
‫نزول اآلية‪ ،‬ثم تعيين معنى األمر بعد ذلك‪ ،‬مثاله‪:‬‬
‫ُ ُ ُ َ‬ ‫َْ ْ ََ َُ َْ َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫اعونا َما ق ِتلوا ق ْل ف ْاد َر ُءوا َع ْن‬ ‫ين قالوا ِ ِإلخو ِان ِهم وقعدوا لو أط‬ ‫‪ -‬قوله ﷻ‪﴿ :‬ال ِذ‬
‫ص ِاد ِق َين﴾ (آل عمران‪ 0)102 :‬ثم يبدأ المدرس بذكر‬ ‫َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫أسباب نزول هذه اآلية‪ ،‬فيقول مثال‪" :‬ذكر في الروايات أن هذه اآلية نزلت في‬
‫‪126‬‬

‫المنافقين الذين قعدوا ولم يشاركوا في القتال‪ ،‬فلما رجعوا المؤمنين من القتال‪،‬‬
‫قالوا استهزاء‪" :‬لو أطاعونا وقعدوا معنا ما قتلوا"‪ ،‬فالله سبحانه ﷻ رد عليهم بأن‬
‫الموت سيأتي لكل أحد إذا جاء أجله‪ ،‬فأمرهم بأن يدفعوا عن أنفسهم أسباب‬
‫الموت إن كانوا صادقين على ما ادعوا"‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثم يسأل المدرس الطالب عن هذا المعنى‪ ،‬فيقول مثال‪" :‬ما الغرض من قوله ﷻ‪:‬‬
‫﴿ف ْاد َر ُءوا َع ْن َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ص ِاد ِق َين﴾؟؟‪ ،‬هل المنافقون يستطيعون‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫أن يمنعوا الموت؟؟"‪ 0‬ثم يترك الطالب يبدون آراءهم أوال ويناقشهم‪0‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ثم يبين المدرس بعد مناقشة الطالب‪ ،‬فيقول مثال‪" :‬إن الله يريد بذلك األمر‬
‫بيان عجزهم عن دفع الموت‪ ،‬ألنهم لن يستطيعوا منع الموت‪ ،‬فالموت سيأتيهم‬
‫ً‬
‫ولو جلسوا ولم يشاركوا القتال‪ ،‬إذا األمر في هذه اآلية أمر مجازي‪ ،‬والغرض منه‬
‫التعجيز"‪0‬‬
‫‪ 05‬عميلة التقييم‪:‬‬

‫وبعد شرح الدرس على المدرس التأكد من فهم الطالب‪ ،‬ويتم ذلك مثل ما تقدم‬
‫في تدريس األمر الحقيقي‪ ،‬إما بطرح األسئلة لهم‪ ،‬أو بأمرهم بإتيان األمثلة من عندهم‪،‬‬
‫أو بتكليفهم التدريبات أو الواجبات‪ ،‬وغير ذلك‪ 0‬ويكمن توضيحه من خالل البيان التالي‪:‬‬

‫أ‪ 0‬عملية التقييم من خالل طرح األسئلة‪ :‬كأن يطرح المدرس أحد الطالب‪ ،‬مثل‪ :‬ما‬
‫َ‬ ‫معنى األمر في قوله ﷻ‪َ ﴿ :‬ف ْاد َر ُءوا َع ْن َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾ (آل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمران‪)102 :‬؟‪ّ ،‬‬
‫وبين سببه‪0‬‬
‫ِ‬
‫ب‪ 0‬عملية التقييم من خالل اإلتيان باألمثلة‪ :‬كأن يأمر المدرس أحد الطالب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ً‬
‫آية من القرآن الكريم ورد فيها األمر املجازي ّ‬
‫وبين سببه)‪0‬‬
‫ِ‬ ‫(هات‬
‫ت‪ 0‬عملية التقييم من خالل الواجبات‪ :‬كأن يكلف المدرس طالبه ببعض الواجبات‪،‬‬
‫مثل‪( :‬ابحث األمر املجازي يكون الغرض منه الدعاء مع بيان وسببه في سورة آل‬
‫عمران)‪0‬‬
‫‪127‬‬

‫ث‪ 0‬أما عملية التقييم من خالل التدريبات فيمكن المدرس أن ينوعها‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫عي ْن معاني األمر في اآليات التالية بوضع عالمة (√) في إحدى‬
‫‪ 01‬التدريبات (‪ّ :)1‬‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫اإلجابتين تراها مناسبة‪ ،‬مع بيان سببه‪0‬‬
‫ً‬
‫السبب‬ ‫ليس أمرا‬ ‫أمر‬ ‫م‬
‫ً‬
‫حقيقيا‬ ‫حقيقي‬ ‫اآلية‬
‫َ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫ألن اآلمر‬ ‫√‬ ‫ين َي ُقولون َرَّب َنا ِإ َّن َنا آ َم َّنا‬ ‫﴿ال ِذ‬ ‫‪1‬‬
‫اغف ْر َل َنا ُذ ُن َوب َنا َوق َنا َع َذ َ‬ ‫َ ْ‬
‫أدنى منزلة‬ ‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ف ِ‬
‫من المأمور‬ ‫َّ‬
‫الن ِار﴾‬
‫(آل عمران‪0)10 :‬‬
‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000000‬‬ ‫اس ُج ِدي‬ ‫﴿يا َم ْرَي ُم ْاق ُنتي ل َرّبك َو ْ‬ ‫َ‬ ‫‪5‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫الر ِاك ِع َين﴾ (آل عمران‪:‬‬ ‫َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬
‫‪0)01‬‬
‫َْ ُ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000000‬‬ ‫﴿ق ْل ف ْاد َر ُءوا َع ْن أن ُف ِسك ُم ال َم ْو َت‬ ‫‪1‬‬
‫ص ِاد ِق َين﴾ (آل عمران‪:‬‬ ‫إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ِ‬
‫‪0)102‬‬
‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000‬‬ ‫‪00000000000‬‬ ‫وه﴾ (آل‬ ‫اع ُب ُد ُ‬ ‫الل َه َرّبي َو َرُّب ُك ْم َف ْ‬
‫َّ َّ‬
‫﴿إن‬ ‫‪0‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمران‪0)01 :‬‬

‫‪ 05‬التدريبات (‪ :)5‬اختر المعاني المناسبة لألوامر الواردة في اآليات التالية بوضع‬


‫الحرف المناسب في قائمة اإلجابة‪0‬‬

‫المعاني‬ ‫اإلجابة‬ ‫اآلية‬ ‫م‬


‫‪128‬‬

‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫أ‪ 0‬الدعاء‬ ‫﴿و َسا ِر ُعوا ِإلى َمغ ِف َر ٍة ِم ْن َرِّبك ْم﴾ (آل عمران‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫‪0)111‬‬
‫ُ ْ َ ّ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ‬
‫ف َك َ‬
‫ب‪ 0‬التعجيز‬ ‫ان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِب َين﴾ (آل‬ ‫‪﴿ 5‬فانظروا كي‬
‫عمران‪0)115 :‬‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ج‪ 0‬اإلرشاد‬ ‫‪﴿ 3‬ف ْاد َر ُءوا َع ْن أن ُف ِسك ُم ال َم ْو َت ِإ ْن ك ْن ُت ْم‬
‫ص ِاد ِق َين﴾‬ ‫َ‬
‫(آل عمران‪0)102 :‬‬
‫َ َ ْ َ ُُ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫ج‪ 0‬االغتبار‬ ‫ين َي ُقولون َرَّب َنا ِإ َّن َنا آ َم َّنا فاغ ِف ْر ل َنا ذن َوب َنا﴾‬ ‫‪﴿ 4‬ال ِذ‬
‫(آل عمران‪0)10 :‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 01‬التدريبات (‪ :)1‬هات مثاال واحدا من اآليات القرآنية لكل من معاني األمر اآلتية‪:‬‬
‫‪( -‬اإلهانة‪ ،‬والتهديد‪ ،‬والدوام‪ ،‬الدعاء)‪0‬‬
‫‪ 00‬التدريبات (‪ :)0‬هات مثاال واحدا من عندك لكل من اآليات التالية‪ ،‬ويكون معناه‬
‫ً‬
‫ممثاال لها‪0‬‬
‫المثال المماثل‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫ً‬
‫قول األب البنه‪" :‬العب كثيرا‪،‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫سوف ترى عاقبة"‪0‬‬ ‫﴿اع َملوا َما ِشئ ُت ْم ِإ َّن ُه ِب َما ت ْع َملون َب ِص ٌير﴾‬ ‫‪1‬‬
‫(فصلت‪0)01 :‬‬
‫ُ ْ َ ّ‬ ‫َ ْ ُ َْ َ‬
‫ف َك َ‬
‫‪0000000000000000000000000000000000‬‬ ‫ان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِب َين﴾ (آل‬ ‫‪﴿ 5‬فانظروا كي‬
‫عمران‪0)115 :‬‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫‪0000000000000000000000000000000000‬‬ ‫﴿و َسا ِر ُعوا ِإلى َمغ ِف َر ٍة ِم ْن َرِّبك ْم﴾ (آل عمران‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫‪0)111‬‬
‫‪129‬‬

‫مالحظات حول التطبيق‪:‬‬

‫تستفاد مما سبق عرضه من نموذج التدريس األمور التالية‪:‬‬

‫‪ 01‬إن من أساليب تدريس باب األمر هي‪ :‬أسلوب املحاضرة‪ ،‬وأسلوب الحوار‪،‬‬
‫وأسلوب تقريب المعنى‪ ،‬وأسلوب القصة‪0‬‬
‫‪ 05‬إن المدرس في تدريس باب األمر يكثر األمثلة من اآليات القرآنية‪ ،‬ويحتاج إلى ذكر‬
‫ش يء من تفسير اآلية‪ ،‬وأقوال المفسرين‪ ،‬وأسباب النزول التي تساعده على‬
‫استخراج معنى األمر‪ ،‬وإفهام الطالب بكل سهولة وسرعة‪ 0‬وقد تقدم األمثلة على‬
‫ذلك عند الكالم على نموذج التدريس‪0‬‬
‫‪ 01‬ومما استعان به المدرس في تدريسه باب األمر تقريب معنى األمر بمثال يوافق‬
‫َّ َ َّ‬ ‫َ‬
‫مستوى لغة الطالب‪ 0‬وقد تقدم مثاله كقوله تعالى‪ :‬ل﴿لق ْد َس ِم َع الل ُه ق ْو َل ال ِذي َن‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫قالوا ِإ َّن الل َه ف ِق ٌير َون ْح ُن أغ ِن َي ُاء َسنكت ُب َما قالوا َوقتل ُه ُم األن ِب َي َاء ِبغ ْي ِر َح ٍق‬
‫ََ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾ (آل عمران‪ ،)121 :‬فإنه يقرب هذا المعنى بقول‬ ‫ونقول ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫الشخص لخصمه بعد أن غلب عليه في المباراة مثال‪" :‬ذوقوا هذه الهزيمة"‪0‬‬
‫‪ 00‬على المدرس أن يقرأ معنى األيات وتفسيرها قبل التدريس‪ ،‬لكل أمثلة األمر من‬
‫آيات القرآن القرآنية‪0‬‬
‫‪ 01‬وجود عالقة بين علم البالغة والتفسير‪ ،‬وبهذا يحتاج المدرس إليهما خاصة في‬
‫تدريس علم المعاني‪0‬‬
‫‪ 00‬على المدرس اإلبداع والبحث عن أسلوب آخر غير ما ذكر عند شرح الدرس‪،‬‬
‫ليفهم الطالب درسه‪0‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫الخاتمة‬
‫هذا الفصل يتضمن محورين‪:‬‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬نتائج البحث‬
‫من خالل المعلومات التي َّ‬
‫تم عرضها وسبق ذكرها في الفصول المتقدمة‪ ،‬توصل‬
‫الباحث إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫أن األمر عند البالغيين‪" :‬طلب الفعل على جهة االستعالء واإللزام"‪ ،‬وله أربع‬ ‫‪.1‬‬

‫صيغ‪ :‬فعل األمر‪ ،‬والفعل المضارع المقترن ب "الم األمر"‪ ،‬واسم فعل األمر‪،‬‬
‫والمصدر النائب عن فعل األمر‪ 0‬وقد سبق الكالم على ذلك مع ذكر المثال لكل‬
‫منها في الفصل الثاني(‪0)1‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 05‬أن ستا وخمسين آية من سورة آل عمران وردت فيها جملة أساليب األمر‪ ،‬وبعد‬
‫ً‬
‫تحليلها استخرج الباحث من خالل هذه اآليات اثنتين وثمانين جملة لألمر‪ ،‬س ٌت‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫وست وأربعون جملة تخرج من معناها‬ ‫وثالثون جملة تأتي بمعناها األصلي‪،‬‬
‫معان أخرى‪ ،‬سواء كانت هذه المعاني تفهم من سياق اآلية أم تستفاد‬
‫األصلي إلى ٍ‬
‫من أقوال المفسرين وآرائهم ‪ ،‬وقد تم عرض هذه المعاني في الفصل الرابع عند‬
‫المبحث األول(‪0)2‬‬
‫‪ 01‬أن دراسة علم المعاني لها دور كبير لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم‬
‫أساليب األمر في القرآن الكريم‪ ،‬وذلك لكونها تعينهم على إدراك معاني األمر في‬

‫‪ )1‬ص‪050-51‬‬
‫‪ )2‬ص‪052-05‬‬

‫‪131‬‬
‫‪132‬‬

‫اآليات من سورة آل عمران التي تم اختبارها لهم‪ ،‬وكانت نسبة األجوبة الصحيحة‬
‫كبيرة ومرتفعة‪0‬‬
‫‪ 00‬أن بعد إجراء الدراسة واالستبانة من خالل االختبار‪ ،‬أثبتت الدراسة أن دور‬
‫دراسة علم المعاني لدى طالب مستوى ثاني الكلية في فهم أساليب األمر في‬
‫القرآن الكريم يتمثل في أن نسبة إجابتهم الصحيحة بلغت ‪ ،50،0%‬مقابل نسبة‬
‫اإلجابات الخاطئة التي بلغت ‪ 051،0%‬ويكون ترتيب الدرجات كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬أسئلة النوع الثالث من القسم األول ‪ :‬نسبة اإلجابات الصحيحة (‪0)20،5%‬‬
‫‪ :‬نسبة اإلجابات الصحيحة (‪0)21،2%‬‬ ‫‪ ‬أسئلة النوع الثاني من القسم األول‬
‫‪ :‬نسبة اإلجابات الصحيحة (‪0)50،1%‬‬ ‫‪ ‬أسئلة النوع األول من القسم األول‬
‫‪ :‬نسبة اإلجابات الصحيحة (‪0)02،1%‬‬ ‫‪ ‬أسئلة القسم الثاني‬

‫وهذه النتيجة تبين أن دراسة علم البالغة تحقق أهدافها األسمى‪ ،‬وهو فهم كالم‬
‫ً ً‬
‫الله ﷻ وإدراك معانيه وبالغته‪ 0‬وتدل على أن لدراسة علم المعاني دورا كبيرا لدى الطالب‬
‫في فهم األساليب البالغية في القرآن الكريم‪0‬‬

‫‪ 01‬يستفاد من البحث ونتائجه‪ ،‬أن من الطرق التي تعين على تنمية فهم األساليب‬
‫ً‬
‫البالغية لدى الطالب أن يكثر المدرس في تدريسه للبالغة أمثلة من القرآن‬
‫الكريم مع بيان تفسيرها‪ ،‬وأن يكثر من التدريبات وينوعها‪ ،‬وكذا أن ينوع أساليب‬
‫تدريسه‪0‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات واالقتراحات‬
‫بعد التأمل في نتائج البحث‪ ،‬يود الباحث أن يقدم لمن يقوم بتدريس علم البالغة‬
‫بعض توصيات واقتراحات‪:‬‬
‫‪133‬‬

‫‪ 01‬على مدرس علم البالغة أن يعرف الهدف األسمى من دراسة هذا العلم‪ ،‬وهو فهم‬
‫كالم الله ﷻ وإدراك معانيه وإسراره وفهم كالم رسوله ﷻ‪0‬‬
‫‪ 05‬وألجل تحقيق ذاك الهدف األسمى ينبغي لمدرس علم البالغة‪ ،‬أن يكثر أمثلة من‬
‫اآليات القرآنية دون أن يهمل أمثلة من الشعر والنثر‪ 0‬وأن يقرأ ما له عالقة‬
‫باآليات القرآنية التي تكون أمثلة لموضوعات علم البالغة‪ ،‬من تفسيرها‪ ،‬وأسباب‬
‫نزولها‪ ،‬وأقوال المفسرين فيها‪ ،‬وغير ذلك مما يعينه على إيصال معنى اآليات‬
‫وأسرارها البالغية إلى الطالب‪0‬‬
‫‪ 01‬أن يكثر من التدريبات من اآليات القرآنية‪ ،‬دون أن يهمل التدريبات من الشعر‬
‫والنثر‪0‬‬
‫‪ 00‬أن يطلع على مراجع أخرى غير المقرر لتزويد الطالب بمعلومات جديدة غير ما‬
‫ذكر في المقرر‪ ،‬ومن الكتب المقترحة التي ألفت في هذا العلم يمكن المدرس‬
‫الرجوع واالعتماد عليها كتاب "البالغة فنونها وأفنانها" لفضل حسن عباس‪،‬‬
‫وكتاب "علوم البالغة (البديع والبيان والمعاني)" ملحمد أحمد قاسم ومحيي‬
‫الدين ديب‪ ،‬ألن َ‬
‫مؤلفيهما يكثران من ذكر أمثلة من اآليات القرآنية‪ ،‬وكذا السنة‬
‫النبوية‪ ،‬مع ذكر أمثلة من الشعر وكذا النثر‪ ،‬ولسهولة أسلوبهما يمكن القارئ‬
‫فهمهما‪0‬‬
‫‪ 01‬على المدرس أن يبدع أساليب تدريسه‪ ،‬ليوصل المعلومات إلى الدارس بكل‬
‫ولة‪0‬‬
‫سه ٍ‬
‫خطإ‬
‫وبهذا لقد اتنهى الباحث من كتابة هذا البحث المتواضع الذي ال يخلو من ٍ‬
‫ً‬
‫ونقص‪ ،‬والله يسأل أن يتقبل هذا العمل ويجعل هذا البحث نافعا لقارئه ويوفقه‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫والمسلمين جميعا لما يحبه ويرض ى‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر على ذلك‪0‬‬
‫ً‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا‪0‬‬
‫‪134‬‬

‫المراجع‬

‫‪ 01‬القرآن الكريم‪0‬‬
‫‪ 05‬كتب األحاديث‪:‬‬
‫‪ -‬ابن ماجه‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني‪ 1051( 0‬ه‪ 1222/‬م)‪ 0‬سنن‬
‫ابن ماجه‪ 0‬الرياض‪-‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار السالم‪ ،‬ط‪05‬‬
‫‪ -‬البخاري‪ ،‬عبد الله محمد بن إسماعيل‪ 1051( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬صحيح البخاري‪0‬‬
‫بيروت‪-‬دمشق‪ :‬دار ابن كثير‪ ،‬ط‪01‬‬
‫‪ -‬الحاكم النيسابوري‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري‪ 0‬التحقيق‪:‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪1055( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬المستدرك على الصحيحين‪0‬‬
‫بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪،1‬ج‪01‬‬
‫‪ -‬مسلم‪ ،‬أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري‪ 1051( 0‬ه‪5111/‬‬
‫م)‪ 0‬صحيح مسلم‪ 0‬الرياض‪-‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار السالم‪ ،‬ط‪05‬‬
‫‪ 03‬كتب التفاسير‪:‬‬

‫‪ -‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرش ي الدمشقي‪ ،‬التحقيق‪ :‬سامي بن‬
‫محمد سالمة‪1051( 0‬هـ‪ 1222 /‬م)‪ 0‬تفسير القرآن العظيم ‪ 0‬دار طيبة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،5‬ج‪05‬‬

‫‪ -‬ابن عطية‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام األندلس ي‬
‫املحاربي‪ ،‬التحقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشافي محمد‪ 1055( 0‬ه)‪ 0‬املحرر الوجيز في‬
‫تفسير الكتاب العزيز‪ 0‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪01‬‬
‫‪135‬‬

‫‪ -‬ابن عاشور‪ ،‬محمد طاهر‪ 1220( 0‬م)‪ 0‬تفسير التحرير والتنوير‪ 0‬دار التونيسية‬
‫للنشر‪ ،‬ج‪00-1‬‬

‫‪ -‬البغوي‪ ،‬محيي السنة أبو محمد الحسين بم مسعود‪ 1012( 0‬ه‪ 1222/‬م)‪ 0‬تفسير‬
‫البغوي "معالم التنزيل"‪ 0‬الرياض‪ :‬دار طيبة‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪05‬‬

‫‪ -‬جماعة من العلماء بإشراف صفي الرحمن المباركفوري‪1051( 0‬ه‪ 5111/‬م)‪0‬‬


‫المصباح المنير في تهذيب تفسيرابن كثير‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬الحمد‪ ،‬محمد بن إبراهيم‪( 0‬بال تاريخ)‪ 0‬التقريب لتفسير التحرير والتنوير‪ 0‬دار‬
‫ابن خريمة‪ ،‬ج‪01‬‬

‫‪ -‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي بن محمد بن عبد الله اليمني‪ 1010( 0‬هـ)‪ 0‬فتح القدير‪0‬‬
‫دمشق‪ ،‬بيروت‪ :‬دار ابن كثير ودار الكلم الطيب‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪01‬‬

‫‪ -‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪( 0‬بال تاريخ)‪0‬‬
‫الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ 0 ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫ج‪01‬‬

‫‪ -‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي‪ 1011( 0‬ه‪5112/‬‬
‫م)‪ 0‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ 0‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ :‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪05‬‬

‫‪ -‬الطبري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير‪ 1015( 0‬ه‪ 1225/‬م)‪ 0‬جامع البيان في تأويل‬
‫القرآن ‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪01-1‬‬

‫‪ -‬الطبري‪ ،‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر (المتوفى‪:‬‬
‫‪111‬هـ)‪ ،‬التحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ 1051( 0‬هـ ‪ 5111 -‬م)‪ 0‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن‪ 0‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪05-0‬‬
‫‪136‬‬

‫‪ -‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي‬
‫شمس الدين (المتوفى ‪051 :‬هـ)‪ ،‬التحقيق‪ :‬هشام سمير البخاري‪1051( 0‬هـ‪/‬‬
‫‪5111‬م)‪ 0‬الجامع ألحكام القرآن‪ 0‬الرياض‪-‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار عالم‬
‫الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج‪00‬‬

‫‪ -‬مجير الدين‪ ،‬بن محمد العليمي المقدس ي الحنبلي‪ 1011( 0‬ه‪ 5112/‬م)‪ 0‬فتح‬
‫الرحمن في تفسيرالقرآن‪ 0‬قطر‪ :‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪05-1‬‬

‫‪ -‬نخبة من العلماء‪ 1011( 0‬ه‪ 5111/‬م)‪ 0‬التفسير الميسر‪ 0‬المملكة العربية‬


‫السعودية‪ :‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬ط‪05‬‬

‫‪ 04‬كتب البالغة‪:‬‬
‫‪ -‬ابن مالك‪ ،‬در الدين‪( 0‬بال تاريخ)‪ 0‬المصباح في المعاني والبيان والبديع‪ 0‬مكتبة‬
‫اآلداب‪0‬‬

‫‪ -‬الجرجاني‪ 1015( 0‬ه‪ 1225/‬م)‪ 0‬دالئل اإلعجازفي علم المعاني‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار‬
‫المعارف‪0‬‬

‫‪ -‬حفني ناصف وغيره‪ 1011( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬دروس البالغة‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار ابن‬
‫حزم‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬السبكي‪ ،‬بهاء الدين‪ 0‬التحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪ 1051( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬عروس‬
‫األفراح في شرح تلخيص المفتاح‪ 0‬صيدا‪-‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬عباس‪ ،‬فضل حسن‪ 1012( 0‬ه‪ 1222/‬م)‪ 0‬البالغة فنونها و أفنانها (علم‬
‫المعاني)‪ 0‬عمان‪-‬األردن‪ :‬دار الفرقان‪ ،‬ط‪05‬‬
‫‪137‬‬

‫‪ -‬عتيق‪ ،‬عبد العزيز‪ 1011( 0‬ه‪ 5112/‬م)‪ 0‬في البالغة العربية علم المعاني‪ 0‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬علي الجارم ومصطفى أمين‪( 0‬بال تاريخ)‪ 0‬البالغة الواضحة‪ 0‬دار المعارف‪0‬‬

‫‪ -‬القزويني‪ ،‬جالل الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد‬


‫الخطيب‪ 1050( 0‬ه‪ 5111/‬م)‪ 0‬اإليضاح في علوم البالغة‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬محمد أحمد قاسم ومحيي الدين ديب‪ 5111( 0‬م)‪ 0‬علوم البالغة (البديع والبيان‬
‫والمعاني)‪ 0‬لبنان‪ :‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ 01‬كتب أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬اآلمدي‪ ،‬سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد‪ 1011( 0‬ه‪ 1221/‬م)‪0‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪0‬‬
‫‪ -‬حمدان‪ ،‬محمد زياد‪ 0‬البحث العلمي كنظام‪ ،‬األردن‪ :‬دار التربية الحديثة‬
‫‪ -‬الرازي‪ ،‬فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين‪ 1052( 0‬ه‪ 5112/‬م)‪ 0‬املحصول‬
‫في علم أصول الفقه‪ 0‬بيروت‪-‬لبنان‪ :‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬السلمي‪ ،‬عياض بن نامي‪ 1050( 0‬ه‪ 5111/‬م)‪ 0‬أصول الفقه الذي ال يسع الفقيه‬
‫جهله‪ 0‬الرياض‪ :‬دار التدمرية‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ -‬عثمان‪ ،‬رياض‪ 1011( 0‬ه‪ 5110/‬م)‪ 0‬معايير الجودة البحثية في الرسائل‬


‫الجامعية‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪01‬‬
‫‪ -‬صيني‪ ،‬سعيد إسماعيل‪ 1011( 0‬ه‪ 1220/‬م)‪ 0‬قواعد أساسية في البحث‬
‫العلمي‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪01‬‬
‫‪ -‬فرج‪ ،‬أحمد حاف‪ 5112( 0.‬م)‪ 0‬مهارات البحث العلمي في الدراسات التربوية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪01‬‬
‫‪138‬‬

‫المعاجم‪:‬‬ ‫‪06‬‬

‫‪ -‬ابن منظور‪ 1011 ( 0‬ه)‪ 0‬لسان العرب‪ 0‬المملكة العربية السعودية‪ :‬وزارة الشؤون‬
‫اإلسالمية واألوقاف والدعوة واإلرشاد‪0‬‬

‫‪ -‬مجمع اللغة العربية‪ 1015( 0‬ه‪ 5111/‬م)‪ 0‬المعجم الوسيط‪ 0‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫الشروق الدولية‪ ،‬ط‪01‬‬

‫‪ 07‬البحوث العلمية‪:‬‬

‫‪ -‬أمال مبروك ودليلة لحمر‪ 1102 ( 0‬م)‪ 0‬بالغة األمر والنهي في الخطاب القرآني‬
‫ً‬
‫سورة آل عمران نموذجا‪ 0‬جامعة العربي التبس ي الجزائر‪0‬‬

‫‪ -‬أندي إلهام أكبر نور الرحمان منصور‪ 1012( 0‬ه‪ 5112/‬م)‪ 0‬أثر استخدام‬
‫األلعاب اللغوية في تنمية عناصر اللغة لدى الطالب قسم اإلعداد اللغوي‬
‫بجامعة الراية بسوكابومي‪-‬إندونيسيا‪ 0‬جامعة الراية بسوكابومي‪ ،‬كلية التربية‬
‫قسم تعليم اللغة العربية‪0‬‬

‫‪ -‬بابكر عابدين بابكر خلف الله‪ 1012( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬األمر والنهي ودالالتهما‬
‫البالغية في سورة البقرة‪ 0‬جامعة الرباط الوطني‪0‬‬

‫‪ -‬سبيل رشاد‪ 1012-1012( 0‬ه‪ 5112-5115/‬م)‪ 0‬أثر مقرر البالغة في التذوق‬


‫اللغوي لدى طالب المستوى الثاني من الكلية بجامعة الراية (الحقيقة‬
‫ً‬
‫واملجازنموذجا)‪ 0‬جامعة الراية سوكابومي‪ ،‬قسم تعليم اللغة العربية‪0‬‬

‫‪ -‬ستينا محمد علي أحمد‪( 0‬يونيو ‪ 5112‬م)‪ 0‬األساليب البالغية في سورة الملك‪0‬‬
‫‪139‬‬

‫‪ -‬شمس الدين‪ 1012 ( 0‬ه‪ 5115/‬م)‪ 0‬األمرفي سورة النساء (دراسة تحليلية نحوية‬
‫بالغية)‪ 0‬جامعة عالء الدين اإلسالمية الحكومية مكسر‪ ،‬قسم تعليم اللغة‬
‫العربية‪0‬‬

‫‪ -‬محمد جهاد‪ 1012-1012 ( 0‬ه‪ 5112-5115/‬م)‪ 0‬أثر مقرر البالغة في التذوق‬


‫اللغوي لدى طالب المستوى الرابع قسم تعليم اللغة العربية بجامعة الراية‬
‫ً‬
‫(البديع نموذجا)‪ 0‬جامعة الراية سوكابومي‪ ،‬قسم تعليم اللغة العربية‪0‬‬

‫‪ -‬محمود محمد يعقوب‪ 5110( 0‬ه)‪ 0‬اللغة العربية ومكانتها العلمية في فهم القرآن‬
‫وتفسيره‪ 0‬جامعة بنجاب الهور‪-‬باكستان‪ :‬مجلة القسم العربي العدد الثالث‬
‫والعشرون‪0‬‬

‫‪ -‬يوسف عبد الله األنصاري‪ 1011( 0‬ه‪ 1221/‬م)‪ 0‬أساليب األمروالنهي في القرآن‬
‫الكريم وأسرارها البالغية‪ 0‬بجامعة أم القرى المملكة العربية السعودية‪ :‬كلية‬
‫اللغة العربية قسم الدراسات العليا العربية فرع البالغة والنقد‪0‬‬

‫‪ 04‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪Farid Nugraha, (Surakarta, 2014), Metodologi Penelitian Kualitatif Dalam‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Penelitian Bahasa Indonesia.‬‬

‫‪Suharsimi Arikunto, Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ 02‬موقع اإلنترنيت‪:‬‬
‫‪ https://mawdoo3.com/0 -‬أهمية_اللغة_العربية_ومكانتها ‪0‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ https://mawdoo3.com/ 0 -‬تعريف_البالغة_لغة_واصطالحا‪0‬‬
‫‪ https://weziwezi.com/. -‬المنهج‪-‬الوصفي‪-‬التحليلي‪-‬للبحث‪0‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v= OUi3VD0mrm&t=11s9.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=UmU8Antj2vI&t=8s.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=DME8R28aDjk.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المالحق‬
‫‪141‬‬

‫الملحق (‪)1‬‬
‫اآليات التي ورد فيها جملة أساليب األمرفي سورة آل عمران‬
‫جملة‬ ‫رقم‬ ‫رقم اآلية‬
‫األمر‬ ‫الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫رقم‬
‫ُ‬ ‫ُ َْ َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ْ َّ َ َ َ‬
‫ق ْل‬ ‫‪11‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ين كف ُروا َستغل ُبون َوت ْحش ُرون ِإلى‬ ‫﴿قل ِلل ِذ‬ ‫‪1‬‬
‫ْ‬ ‫َج َه َّن َم َوب ْئ َ‬
‫س ال ِم َه ُاد﴾‬ ‫ِ‬
‫ين َّات َق ْوا ع ْندَ‬ ‫﴿ ُق ْل َأ ُؤ َنب ُئ ُك ْم ب َخ ْير م ْن َذل ُك ْم ل َّلذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ق ْل‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫َرِب ِه ْم َجنات تج ِري ِمن تح ِت َها األن َه ُار خ ِال ِدين ِف َيها‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫‪5‬‬
‫َّ‬
‫ان ِم َن الل ِه َوالل ُه َب ِص ٌير‬
‫َّ‬ ‫ض َو ٌ‬ ‫اج ُم َط َّه َر ٌة َور ْ‬ ‫َو َأ ْز َو ٌ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِبال ِع َب ِاد﴾‬
‫َ ْ ََ َ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ َن َ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫فاغ ِف ْرلنا و ِقنا‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وبنا‬ ‫﴿ال ِذين يقولو ربنا ِإننا آمنا فاغ ِفر لنا ذن‬ ‫‪3‬‬
‫َ َ َ َ َ َّ‬
‫اب الن ِار﴾‬ ‫و ِقنا عذ‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ ُّ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫وك فق ْل أ ْسل ْمت َو ْج ِه َي ِلل ِه َو َم ِن‬ ‫﴿ف ِإن حاج‬
‫َُ‬ ‫ْ َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ َ َ َ ُ ْ َّ َ ُ‬
‫فق ْل‬ ‫‪15‬‬ ‫‪51‬‬ ‫اب َواأل ِم ِيين‬ ‫ين أوتوا ال ِكت‬ ‫اتبع ِن وقل ِلل ِذ‬ ‫‪4‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َّْ‬
‫َوق ْل‬ ‫أأسلمتم ف ِإن أسلموا فق ِد اهتدوا و ِإن تولوا‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ف ِإن َما َعل ْي َك ال َبالغ َوالل ُه َب ِص ٌير ِبال ِع َب ِاد﴾‬
‫َّ ْ ُ ُ َ َّ َ‬
‫ات الل ِه َو َيقتلون الن ِب ِيين‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫﴿ ِإن ال ِذين يكف ُرون ِبآي ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ ْ َ ْ‬
‫ف َب ِش ْر ُه ْم‬ ‫‪15‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ين َيأ ُم ُرون ِبال ِق ْس ِط ِم َن‬ ‫ِبغي ِر ح ٍق ويقتلون ال ِذ‬ ‫‪1‬‬
‫ََ ُْ ْ ََ َ‬ ‫َّ‬
‫اب أ ِل ٍيم﴾‬ ‫اس فب ِشرهم ِبعذ ٍ‬ ‫الن ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ْ ُْ ْ ْ‬ ‫ُ َّ‬
‫﴿ق ِل الل ُه َّم َم ِال َك ال ُمل ِك تؤ ِتي ال ُمل َك َم ْن تش ُاء‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َْ ْ ْ‬
‫ق ِل‬ ‫‪13‬‬ ‫‪56‬‬ ‫َوتن ِز ُع ال ُمل َك ِم َّم ْن تش ُاء َوت ِع ُّز َم ْن تش ُاء َوت ِذ ُّل َم ْن‬ ‫‪6‬‬
‫ْ َ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫تش ُاء ِب َي ِد َك الخ ْي ُر ِإن َك َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾‬
‫ُ ُ ُ ْ َْ ُْ ُ ُ َ‬ ‫ُ ْ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫وه َي ْعل ْم ُه‬ ‫وركم أو تبد‬ ‫﴿قل ِإن تخفوا ما ِفي صد ِ‬
‫ُ‬
‫ق ْل‬ ‫‪13‬‬ ‫‪52‬‬
‫َّ‬
‫ض َوالل ُه‬ ‫ْ َْ‬ ‫الس َم َاو َ َ‬ ‫الل ُه َو َي ْع َل ُم َما في َّ‬ ‫َّ‬
‫ات وما ِفي األر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪7‬‬
‫َ ُ َ َ‬
‫َعلى ك ِل ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ َّ‬ ‫ُ ْ ُُْ ُ‬
‫ق ْل‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31‬‬ ‫﴿ق ْل ِإن كنت ْم ت ِح ُّبون الل َه فات ِب ُعو ِني ُي ْح ِب ْبك ُم‬ ‫‪4‬‬
‫ور َر ِح ٌ‬ ‫الل ُه َغ ُف ٌ‬ ‫َّ ُ َ َ ْ ْ َ ُ ْ ُ ُ َ ُ ْ َ َّ‬
‫يم﴾‬ ‫الله ويغ ِفرلكم ذنوبكم و‬
‫‪142‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َّ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ َّ‬


‫ق ْل‬ ‫‪14‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الر ُسو َل ف ِإن ت َول ْوا ف ِإ َّن الل َه‬ ‫الل َه َو َّ‬ ‫﴿قل أ ِطيعوا‬ ‫‪2‬‬
‫أطيعوا‬ ‫َال ُيح ُّب ْال َكافر َ‬
‫ين﴾‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ َ‬
‫﴿ ِإذ قال ِت ْام َرأة ِع ْم َران َر ِب ِإ ِني نذ ْرت ل َك َما ِفي‬
‫َََ‬
‫فتق َّب ْل‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31‬‬ ‫الس ِم ُيع‬‫َب ْطني ُم َح َّر ًرا َف َت َق َّب ْل مني إ َّن َك َأ ْن َت َّ‬ ‫‪11‬‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم﴾‬ ‫ْال َعل ُ‬
‫ِ‬
‫َه ْب‬ ‫‪11‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ال َ ب َه ْب لي م ْن َل ُد ْنكَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫﴿هن ِالك دعا زك ِريا ربه ق ر ِ‬ ‫‪11‬‬
‫الد َع ِاء﴾‬ ‫ُذ َّي ًة َطي َب ًة إ َّن َك َسم ُيع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِر ِ ِ‬
‫َ‬
‫َ َ ُ َ ُ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اج َع ْل‪،‬‬
‫ْ‬ ‫اس‬‫الن َ‬ ‫اج َع ْل ِلي آ َية قال آيتك أال تك ِلم‬ ‫ال َرب ْ‬
‫﴿ق ِ‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ‬
‫َواذك ْر‪َ ،‬و َس ِب ْح‬ ‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ثالثة أ َّي ٍام ِإال َر ْم ًزا َواذك ْر َرَّب َك ك ِث ًيرا َو َس ِب ْح ِبال َع ِش ِي‬ ‫‪15‬‬
‫َ ْ َ‬
‫اإل ْبك ِار﴾‬ ‫و ِ‬
‫ُْ‬
‫اقن ِتي‪،‬‬
‫اس ُج ِدي‬ ‫َو ْ‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬
‫َ‬ ‫﴿ َيا َم ْرَي ُم ْاق ُنتي ل َربك َو ْ‬
‫اس ُج ِدي َو ْارك ِعي َم َع‬ ‫‪13‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ْارك ِعي‬ ‫َّ‬
‫الر ِاك ِعين﴾‬

‫َ َّ ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ً‬


‫فاتقوا‬ ‫ص ِدقا ِل َما َب ْين َي َد َّي ِم َن الت ْو َر ِاة َو ِأل ِح َّل لك ْم‬ ‫﴿وم‬
‫َو َأط ُ‬
‫يعو ِن‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُْ‬ ‫َ ُ‬
‫ض ال ِذي ُح ِر َم َعل ْيك ْم َو ِجئتك ْم ِبآ َي ٍة ِم ْن َرِبك ْم‬
‫َ ْ َ َّ‬
‫بع‬ ‫‪14‬‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َفاتقوا الل َه َوأط ُ‬‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫يعو ِن﴾‬ ‫ِ‬
‫وه‬ ‫َف ْ‬
‫اع ُب ُد ُ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬
‫ٌ‬
‫وه َهذا ِص َراط‬
‫َّ َّ َ َ َ َ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫﴿ ِإن الله رِبي وربكم فاعبد‬ ‫‪11‬‬
‫يم﴾‬ ‫ُم ْس َت ِق ٌ‬
‫ال َم ْن َأ ْن َ‬‫يس ى م ْن ُه ُم ْال ُك ْف َر َق َ‬ ‫سع َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ص ِاري‬ ‫ِ‬ ‫﴿فل َّما أح َّ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ َ ُّ َن َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ َّ‬
‫َواش َه ْد‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ص ُار الل ِه آ َمنا‬ ‫ِإلى الل ِه قال الحو ِاريو نحن أن‬ ‫‪16‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِبالل ِه َواش َه ْد ِبأنا ُم ْس ِل ُمون﴾‬
‫َ ُْ َ‬
‫فاكت ْبنا‬ ‫‪17‬‬ ‫‪13‬‬
‫َ ُْ َ‬
‫الر ُسو َل فاكت ْبنا‬ ‫﴿ َرَّب َنا َآ َم َّنا ب َما َأ ْن َزْل َت َو َّات َب ْع َنا َّ‬ ‫‪17‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫َم َع الش ِاه ِدين﴾‬
‫ُ‬ ‫ْ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫﴿إ َّن َم َث َل ع َ‬
‫ك ْن‬ ‫‪17‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يس ى ِعن َد الل ِه ك َمث ِل آ َد َم خلق ُه ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪14‬‬
‫ُ َ ُ َّ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ ُ ُ‬
‫اب ثم قال له كن فيكون﴾‬ ‫تر ٍ‬
‫‪143‬‬

‫ْ ْ‬
‫اج َك ِف ِيه ِم ْن َب ْع ِد َما َج َاء َك ِم َن ال ِعل ِم‬ ‫﴿ َف َم ْن َح َّ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫فق ْل‪،‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪61‬‬ ‫فق ْل ت َعال ْوا ن ْد ُع أ ْبن َاءنا َو أ ْبن َاءك ْم َو ِن َس َاءنا‬ ‫‪12‬‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َْ ُ َ َْ ُ ُ ُ َ‬
‫ت َعال ْوا‬ ‫َو ِن َس َاءك ْم َو أنف َسنا َو أنف َسك ْم ث َّم ن ْب َت ِه ْل فن ْج َع ْل‬
‫َ َ َ َّ َ ْ َ َ‬
‫ل ْعنة الل ِه َعلى الك ِاذ ِبين﴾‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ق ْل‪،‬‬ ‫اب ت َعال ْوا ِإلى ك ِل َم ٍة َس َو ٍاء َب ْيننا‬ ‫﴿قل يا أهل ال ِكت ِ‬
‫َ ًْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ َ َّ َ‬
‫تعالوا‪،‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫َو َب ْينك ْم أال ن ْع ُب َد ِإال الل َه َوال نش ِر َك ِب ِه شيئا وال‬
‫َُ ُ‬ ‫َّ َ ْ َ َّ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ َ َ ْ ً َ‬
‫فقولوا‪،‬‬ ‫ضا أ ْرَب ًابا ِم ْن ُدو ِن الل ِه ف ِإن ت َول ْوا‬ ‫يت ِخذ بعضنا بع‬ ‫‪51‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ ْ‬
‫اش َه ُدوا‬ ‫فقولوا اش َه ُدوا ِبأنا ُم ْس ِل ُمون﴾‬
‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ ْ َ َ ٌ ْ َْ ْ َ َ ُ‬
‫آ ِمنوا‬ ‫‪12‬‬ ‫‪75‬‬ ‫اب آ ِمنوا ِبال ِذي‬ ‫﴿وقالت طا ِئفة ِمن أه ِل ال ِكت ِ‬
‫ْ ُ‬
‫َواكف ُروا‬
‫ْ ُ َ‬
‫الن َه ِار َواكف ُروا آ ِخ َر ُه‬ ‫ين َآ َم ُنوا َو ْج َه َّ‬ ‫ُأ ْنز َل َع َلى َّالذ َ‬ ‫‪51‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َّ ُ ْ َ ْ ُ َ‬
‫لعلهم ير ِجعون﴾‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َّ‬
‫﴿ َوال تؤ ِمنوا ِإال ِل َم ْن ت ِب َع ِدينك ْم ق ْل ِإ َّن ال ُه َدى‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ ْ ْ َ َ‬
‫ق ْل‬ ‫‪12‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ُه َدى الل ِه أن ُيؤتى أ َح ٌد ِمث َل َما أو ِتيت ْم أ ْو‬ ‫‪55‬‬
‫ق ْل‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ض َل ِب َي ِد الل ِه‬ ‫وك ْم ع ْن َد َ ب ُك ْم ُق ْل إ َّن ْال َف ْ‬ ‫ُ َ ُّ ُ‬
‫يحاج‬
‫ِ‬ ‫ِ رِ‬
‫َّ‬
‫ُي ْؤ ِت ِيه َم ْن َيش ُاء َوالل ُه َواس ٌع َع ِل ٌ‬ ‫َ‬
‫يم﴾‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َّ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َْ‬
‫﴿ما كان ِلبش ٍر أن يؤ ِتيه الله ال ِكتاب والحكم‬
‫ُ ُ‬ ‫ونوا ِع َب ًادا ِلي ِم ْن ُدو ِن‬ ‫َ ُّ ُ َّ َ ُ َّ َ ُ َل َّ ُ ُ‬
‫كونوا‬ ‫‪61‬‬ ‫‪72‬‬ ‫اس ك‬ ‫والنبوة ثم يقو ِللن ِ‬ ‫‪53‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ ُ َ‬
‫كونوا‬ ‫الل ِه ول ِكن كونوا ربا ِن ِيين ِبما كنتم تع ِلمون‬
‫َ‬ ‫ُُْ َ‬
‫اب َو ِب َما كنت ْم ت ْد ُر ُسون﴾‬ ‫ْالك َت َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ َ َّ َ َ َ ُ ُ‬ ‫ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫﴿ َو ِإذ أخذ الل ُه ِميثاق الن ِب ِيين ل َما آت ْيتك ْم ِم ْن‬
‫ص ِد ٌق ِل َما‬ ‫ك َتاب َوح ْك َمة ُث َّم َج َاء ُك ْم َر ُسو ٌل ُم َ‬
‫ِ ٍ ِ ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َّ َ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ُْ‬
‫فاش َه ُدوا‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫معكم لتؤ ِمنن ِب ِه ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم‬ ‫‪54‬‬
‫ََ‬ ‫ََ َ ُ ْ ْ َ ُ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ‬
‫ال فاش َه ُدوا َو أنا‬ ‫على ذ ِلكم ِإص ِري قالوا أقررنا ق‬
‫الشاهد َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫ين﴾‬ ‫ِ ِ‬ ‫معكم ِمن‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ َّ‬
‫﴿ق ْل آ َمنا ِبالل ِه َو َما أن ِز َل َعل ْينا َو َما أن ِز َل َعلى‬
‫وب‬ ‫اق َو َي ْع ُق َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫اعيل و ِإسح‬ ‫ِإبر ِاهيم و ِإسم ِ‬
‫ُ‬
‫ق ْل‬ ‫‪61‬‬ ‫‪44‬‬
‫َ‬
‫يس ى َوالن ِب ُّيون ِم ْن‬
‫َّ‬ ‫وس ى َوع َ‬ ‫األ ْس َباط َو َما ُأوت َي ُم َ‬ ‫َ َْ‬
‫و‬ ‫‪51‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ‬
‫َرِب ِه ْم ال نف ِرق َب ْين أ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َون ْح ُن ل ُه ُم ْس ِل ُمون﴾‬
‫‪144‬‬

‫ُ ُّ َّ َ َ َ ًّ َ ْ َ َ َّ‬
‫قل‬‫ْ‬ ‫يل ِإال َما َح َّر َم‬ ‫﴿كل الطع ِام كان ِحال ِلب ِني ِإسر ا ِئ‬
‫َُْ‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫ْ َ ُ َ َْ‬
‫فأتوا‬ ‫‪65‬‬ ‫‪23‬‬ ‫يل َعلى نف ِس ِه ِم ْن ق ْب ِل أن تن َّز َل الت ْو َراة ق ْل‬ ‫ِإسر ا ِئ‬ ‫‪56‬‬
‫َف ْات ُل َ‬ ‫َ‬ ‫وها إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬ ‫ُ‬
‫َّ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ‬
‫وها‬ ‫ص ِاد ِقين﴾‬ ‫فأتوا ِبالتور ِاة فاتل ِ‬
‫ق ْل‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪65‬‬ ‫‪95‬‬ ‫يم َح ِنيفا َو َما‬
‫ً‬ ‫الل ُه َف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬ ‫ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫﴿قل صدق‬ ‫‪57‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َ َّ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫فات ِب ُعوا‬ ‫كان ِم َن ال ُمش ِر ِكين﴾‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ ََ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ‬
‫ق ْل‬ ‫‪65‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ات الل ِه َوالل ُه‬ ‫اب ِل َم تكف ُرون ِبآي ِ‬ ‫﴿قل يا أهل ال ِك ِ‬
‫ت‬ ‫‪54‬‬
‫َ ٌ ََ َ َ ْ َُ َ‬
‫ش ِهيد على ما تعملون﴾‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ ْ َ‬
‫يل الل ِه‬ ‫اب ِلم تصدون عن س ِب ِ‬ ‫﴿قل يا أهل ال ِكت ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ق ْل‬ ‫‪65‬‬ ‫‪22‬‬ ‫َم ْن آ َم َن ت ْبغون َها ِع َو ًجا َو أنت ْم ش َه َد ُاء َو َما الل ُه‬ ‫‪52‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِبغا ِف ٍل َع َّما ت ْع َملون﴾‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َّ ُ‬
‫اتقوا‬ ‫‪63‬‬ ‫‪115‬‬ ‫ين آ َمنوا اتقوا الل َه َح َّق تقا ِت ِه َوال‬ ‫﴿يا أيها ال ِذ‬ ‫‪31‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َّ َ ْ ُ‬
‫ت ُموت َّن ِإال َو أنت ْم ُم ْس ِل ُمون﴾‬
‫َّ َ ً َ َ َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫يعا َوال تف َّرقوا‬ ‫اعت ِص ُموا ِب َح ْب ِل الل ِه ج ِم‬ ‫﴿و‬
‫َ َْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ً َ َ َّ َ‬
‫اعت ِص ُموا‬ ‫و‬ ‫واذكروا ِنعمة الل ِه عليكم ِإذ كنتم أعداء فألف‬
‫ُْ‬ ‫ْ ً ُ ُْ‬ ‫َْ َ ُُ ُ ْ ََ ْ ُ‬
‫َواذك ُروا‬ ‫‪63‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ص َب ْحت ْم ِب ِن ْع َم ِت ِه ِإخ َو انا َوكنت ْم‬ ‫وبكم فأ‬ ‫ب ي ن قل ِ‬ ‫‪31‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ُ‬‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫َعلى شفا ُحف َر ٍة ِم َن الن ِار فأنقذك ْم ِم ْن َها كذ ِل َك‬
‫ُ َّ َ ُ َ َ َّ ُ َ َ َ‬
‫ُي َب ِين الل ُه لك ْم آ َيا ِت ِه ل َعلك ْم ت ْهت ُدون﴾‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ُْ ُ ٌ‬ ‫َُْ‬
‫﴿ َولتك ْن ِمنك ْم أ َّمة َي ْد ُعون ِإلى الخ ْي ِر َو َيأ ُم ُرون‬
‫َُْ‬ ‫ْ َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ْ‬
‫َولتك ْن‬ ‫‪63‬‬ ‫‪114‬‬ ‫وف َو َي ْن َه ْون َع ِن ال ُمنك ِر َوأول ِئ َك ُه ُم‬ ‫ِبالمع ُر ِ‬ ‫‪35‬‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ال ُمف ِل ُحون﴾‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ ُ َ ُ ُّ َ ُ ْ َ َ ُ ُّ َ ُ‬
‫ونك ْم َو ُت ْؤ ِم ُنون‬ ‫﴿ها أنتم أوال ِء ت ِحبونهم وال ي ِحب‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ ُ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫موتوا‬ ‫‪61‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اب ك ِل ِه َو ِإذا لقوك ْم قالوا آ َمنا َو ِإذا خل ْوا‬ ‫ِبال ِكت ِ‬ ‫‪33‬‬
‫َ ُّ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ُ‬
‫عضوا عليكم األن ِامل ِمن الغي ِظ قل موتوا‬
‫ُّ ُ‬ ‫َ ْ ُ ْ َّ َّ َ َ ٌ َ‬
‫ور﴾‬ ‫ات الصد ِ‬ ‫يم ِبذ ِ‬ ‫ِبغي ِظكم ِإن الله ع ِل‬
‫َ ْ َ َّ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َّ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫ْ‬
‫فل َيت َوك ِل‬ ‫‪66‬‬ ‫‪122‬‬ ‫﴿ ِإذ َه َّمت طا ِئفت ِان ِمنك ْم أن تفشال َوالل ُه َو ِل ُّي ُه َما‬ ‫‪34‬‬
‫َ َّ َ ْ َ َّ ْ ْ ُ َ‬
‫َو َعلى الل ِه فل َيت َوك ِل ال ُمؤ ِمنون﴾‬
‫‪145‬‬

‫َ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ ٌ َ َّ ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ُ َّ‬
‫فاتقوا‬ ‫‪66‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ص َرك ُم الل ُه ِب َب ْد ٍر َو أنت ْم أ ِذلة فاتقوا الل َه‬ ‫﴿ولقد ن‬ ‫‪31‬‬
‫َ َّ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ل َعلك ْم تشك ُرون﴾‬
‫َّ ُ‬ ‫َ َ ْ ً‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ‬
‫َو اتقوا‬ ‫‪66‬‬ ‫‪130‬‬ ‫ض َعافا‬ ‫الربا أ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ل‬ ‫﴿يا أيها ال ِذين آمنوا ال تأك‬ ‫‪36‬‬
‫َّ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ ً َّ ُ‬
‫اعفة َو اتقوا الله لعلكم تف ِلحون﴾‬ ‫مض‬
‫َّ ُ‬
‫َو اتقوا‬ ‫‪66‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ين﴾‬ ‫الن َار َّالتي ُأع َّد ْت ل ْل َكافر َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫﴿ َو اتقوا‬ ‫‪37‬‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫يعوا‬‫َو َأط ُ‬ ‫‪66‬‬ ‫‪132‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ‬
‫الر ُسو َل ل َعلك ْم ت ْر َح ُمون﴾‬ ‫الل َه َو َّ‬ ‫َ َ ُ َّ‬
‫﴿وأ ِطيعوا‬ ‫‪34‬‬
‫ِ‬
‫﴿ َو َس ُعوا إلى َم ْغف َرة م ْن َ ب ُك ْم َو َج َّنة َع ْر ُ‬ ‫َ‬
‫َو َس ِار ُعوا‬ ‫‪67‬‬ ‫‪133‬‬ ‫ض َها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ رِ‬ ‫ِار ِ‬ ‫‪32‬‬
‫َّ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ َّ ْ ْ ُ َّ َ‬
‫السموات واألرض أ ِعدت ِللمت ِقين﴾‬

‫فسيروا‬ ‫‪67‬‬ ‫‪137‬‬ ‫ض‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ ْ ََ ْ ْ َْ ُ ْ ٌَُ َ ُ‬


‫﴿قد خلت ِمن قب ِلكم سنن ف ِسيروا ِفي األر ِ‬ ‫‪41‬‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫فانظروا‬ ‫فانظروا ك ْيف كان َعا ِق َبة ال ُمك ِذ ِبين﴾‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َّ َ ْ َ ُ َ َّ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫اغ ِف ْر‪،‬‬ ‫وبنا‬ ‫﴿وما كان قولهم ِإال أن قالوا ربنا اغ ِفرلنا ذن‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َْ ََ‬
‫َوث ِبت‪،‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪147‬‬ ‫و ِإسر افنا ِفي أم ِرنا وث ِبت أقدامنا و انصرنا على‬ ‫‪41‬‬
‫َ ْ ُ َ‬ ‫ْال َق ْوم ْال َكافر َ‬
‫ص ْرنا‬ ‫و ان‬ ‫ين﴾‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ ُث َّم َأ ْن َز َل َع َل ْي ُك ْم م ْن َب ْعد ْال َغم أ َم َن ًة ُن َعاساً‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ً ُْ‬
‫ق ْل‬ ‫َيغش ى طا ِئفة ِمنك ْم َوطا ِئفة ق ْد أ َه َّم ْت ُه ْم أنف ُس ُه ْم‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َّ َ ْ‬
‫َيظ ُّنون ِبالل ِه غ ْي َر ال َح ِق ظ َّن ال َج ِاه ِل َّي ِة َي ُقولون‬
‫ْ َ ُ َّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫َه ْل لنا ِم َن األ ْم ِر ِم ْن ش ْي ٍء ق ْل ِإ َّن األ ْم َر كل ُه ِلل ِه‬
‫َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َْ ُ‬
‫ُيخفون ِفي أنف ِس ِه ْم َما ال ُي ْب ُدون ل َك َيقولون ل ْو‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُُْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ق ْل‬ ‫‪71‬‬ ‫‪114‬‬ ‫كان لنا ِم َن األ ْم ِرش ْي ٌء َما ق ِتلنا َه ُاهنا ق ْل ل ْو كنت ْم‬ ‫‪43‬‬
‫َْْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ ُ‬
‫ين ك ِت َب َعل ْي ِه ُم القت ُل ِإلى‬ ‫ِفي بيو ِتكم لبرز ال ِذ‬
‫ُ ُ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ََْ َ‬ ‫َ َ‬
‫وركم‬ ‫اج ِع ِهم و ِليبت ِلي الله ما ِفي صد ِ‬ ‫مض ِ‬
‫ُ ُ ُ ْ َ َّ ُ َ ٌ َ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫ات‬ ‫يم ِبذ ِ‬ ‫وبكم والله ع ِل‬ ‫و ِليم ِحص ما ِفي قل ِ‬
‫ور﴾‬ ‫ُّ ُ‬
‫الصد ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ َ ًّ‬ ‫َّ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫اعف‪،‬‬ ‫ف‬ ‫﴿ف ِب َما َر ْح َم ٍة ِم َن الل ِه ِلنت ل ُه ْم َول ْو كنت فظا‬
‫َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫يظ ْال َق ْلب َال ْن َف ُّ‬ ‫َ َ‬
‫استغ ِف ْر‪،‬‬ ‫و‬ ‫اعف َع ْن ُه ْم‬ ‫ضوا ِمن حو ِلك ف‬ ‫ِ‬ ‫غ ِل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫َوش ِاو ْر ُه ْم‪،‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫استغ ِف ْر ل ُه ْم َوش ِاو ْر ُه ْم ِفي األ ْم ِر ف ِإذا َع َز ْمت‬ ‫و‬ ‫‪43‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َّ‬
‫فت َوك ْل‬ ‫فت َوك ْل َعلى الل ِه ِإ َّن الل َه ُي ِح ُّب ال ُمت َو ِك ِلين﴾‬
‫‪146‬‬

‫ْ ْ ُُْ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫ص ْرك ُم الل ُه فال غ ِال َب لك ْم َو ِإن َيخذلك ْم‬ ‫﴿ ِإن ين‬
‫َ ْ َ َّ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ْ ْ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬
‫فل َيت َوك ْل‬ ‫‪71‬‬ ‫‪161‬‬ ‫فمن ذا ال ِذي ينصركم ِمن بع ِد ِه وعلى الل ِه‬ ‫‪44‬‬
‫َ ْ َ َّ ْ ْ ُ َ‬
‫فل َيت َوك ِل ال ُمؤ ِمنون﴾‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫ص ْبت ْم ِمثل ْي َها قلت ْم‬ ‫﴿أولما أصابتكم م ِصيبة قد أ‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ ْ َّ َّ َ َ َ ُ‬
‫ق ْل‬ ‫‪71‬‬ ‫‪165‬‬ ‫أنى هذا قل هو ِمن ِعن ِد أنف ِسكم ِإن الله على ك ِل‬ ‫‪41‬‬
‫َ َ‬
‫ش ْي ٍء ق ِد ٌير﴾‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫يل ل ُه ْم ت َعال ْوا قا ِتلوا‬ ‫﴿و ِليعلم ال ِذين نافقوا و ِق‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫ت َعال ْوا‪،‬‬ ‫يل الل ِه أ ِو ادفعوا قالوا لو نعلم ِقتاال‬ ‫ِفي س ِب ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ َّ َ ُ‬
‫قا ِتلوا ‪،‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪167‬‬ ‫الت َب ْعناك ْم ُه ْم ِللكف ِر َي ْو َم ِئ ٍذ أق َر ُب ِم ْن ُه ْم ِل ِْل َيم ِان‬ ‫‪46‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ ُُ‬ ‫َُ ُ َ َْ‬
‫ْادف ُعوا‬ ‫س ِفي قل ِوب ِه ْم َوالل ُه أ ْعل ُم‬ ‫واه ِهم ما لي‬ ‫يقولون ِبأف ِ‬
‫ُْ َ‬
‫ِب َما َيكت ُمون﴾‬

‫ُ‬ ‫ْ َ ْ ََ َُ َْ َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ق ْل‬ ‫اعونا َما‬ ‫ين قالوا ِ ِإلخو ِان ِهم وقعدوا لو أط‬ ‫﴿ال ِذ‬
‫َ‬ ‫ُْ ُ ْ َ ْ ُُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫ف ْاد َر ُءوا‬ ‫‪75‬‬ ‫‪164‬‬ ‫ق ِتلوا ق ْل ف ْاد َر ُءوا َع ْن أنف ِسك ُم ال َم ْوت ِإن كنت ْم‬ ‫‪47‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾‬
‫َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َّ َّ َ َ‬
‫اس ق ْد َج َم ُعوا‬ ‫﴿ال ِذين قال لهم الناس ِإن الن‬
‫َ‬ ‫ً َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ْ َ‬
‫فاخشوا‬ ‫‪75‬‬ ‫‪173‬‬ ‫لك ْم فاخش ْو ُه ْم ف َز َاد ُه ْم ِإ َيمانا َوقالوا َح ْس ُبنا‬ ‫‪44‬‬
‫يل﴾‬‫الل ُه َو ِن ْع َم ْال َو ِك ُ‬
‫َّ‬

‫ََ‬ ‫َّ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬


‫﴿ ِإن َما ذ ِلك ُم الش ْيطان ُيخ ِوف أ ْو ِل َي َاء ُه فال‬ ‫‪42‬‬
‫ُ‬ ‫ْ ُُْ ْ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ُ‬
‫َو َخافو ِن‬ ‫‪73‬‬ ‫‪171‬‬ ‫وه ْم َوخافو ِن ِإن كنت ْم ُمؤ ِم ِنين﴾‬ ‫تخاف‬
‫َُْ َ‬ ‫َ َ َّ َ ْ ْ َ َ‬
‫﴿ َما كان الل ُه ِل َيذ َر ال ُمؤ ِم ِنين َعلى َما أنت ْم َعل ْي ِه‬
‫َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫َح َّتى َي ِميز الخ ِبيث ِم َن الط ِي ِب َو َما كان الل ُه‬
‫‪147‬‬

‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َ‬


‫فآ ِمنوا‬ ‫‪73‬‬ ‫‪172‬‬ ‫ِل ُيط ِل َعك ْم َعلى الغ ْي ِب َول ِك َّن الل َه َي ْجت ِبي ِم ْن ُر ُس ِل ِه‬ ‫‪11‬‬
‫ْ ُ ْ ُ َ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََ ُ‬
‫َم ْن َيش ُاء فآ ِمنوا ِبالل ِه َو ُر ُس ِل ِه َو ِإن تؤ ِمنوا َوتتقوا‬
‫يم﴾‬‫َف َل ُك ْم َأ ْج ٌر َع ِظ ٌ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِإ َّن الل َه ف ِق ٌير‬ ‫﴿لقد س ِمع الله قول ال ِذ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ ََْ ْ ْ‬ ‫َُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ذوقوا‬ ‫‪74‬‬ ‫‪141‬‬ ‫َون ْح ُن أغ ِن َي ُاء َسنكت ُب َما قالوا َوقتل ُه ُم األن ِب َي َاء‬ ‫‪11‬‬
‫َْ َ ََ ُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫اب ال َح ِر ِيق﴾‬ ‫ِبغي ِرح ٍق ونقول ذوقوا عذ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ ُ‬
‫ين قالوا ِإ َّن الل َه َع ِه َد ِإل ْي َنا أال ُن ْؤ ِم َن ِل َر ُسو ٍل‬ ‫﴿ال ِذ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق ْل‬ ‫‪74‬‬ ‫‪143‬‬ ‫َح َّتى َيأ ِت َينا ِبق ْرَب ٍان تأكل ُه الن ُارق ْل ق ْد َج َاءك ْم ُر ُس ٌل‬ ‫‪15‬‬
‫م ْن َق ْبلي ب ْال َبي َنات َوب َّالذي ُق ْل ُت ْم َفل َم َق َت ْل ُت ُم ُ‬
‫وه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إ ْن ك ْن ُت ْم َ‬
‫ص ِاد ِقين﴾‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الل َه ق َي ًاما َو ُق ُع ً‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ‬
‫ودا َو َعلى‬ ‫ِ‬ ‫﴿ال ِذين يذكرون‬
‫فقنا‬ ‫‪71‬‬ ‫‪121‬‬ ‫ض‬ ‫الس َم َاو ِ َ ْ َ ْ‬ ‫ون في َخ ْلق َّ‬ ‫ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫ات واألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫جن ِوب ِهم ويتفكر ِ‬ ‫‪13‬‬
‫اب‬‫َرَّب َنا َما َخ َل ْق َت َه َذا َباط ًال ُس ْب َح َان َك َفق َنا َع َذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الن ِار﴾‬
‫َ ْ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬
‫فاغ ِف ْر‪،‬‬ ‫﴿ َرَّبنا ِإننا َس ِم ْعنا ُمن ِاد ًيا ُين ِادي ِل ِْل َيم ِان أن آ ِمنوا‬
‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َّ َ َّ َ َ ْ ْ َ َ ُ ُ َ َ َ‬
‫َوك ِف ْر‪َ ،‬وت َوفنا‬ ‫‪71‬‬ ‫‪123‬‬ ‫وبنا َوك ِف ْر َعنا‬ ‫ِبرِبكم فآمنا ربنا فاغ ِفر لنا ذن‬ ‫‪14‬‬
‫َْ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬
‫َس ِيئا ِتنا َوت َوفنا َم َع األ ْب َر ِار﴾‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َو آ ِتنا‬ ‫‪71‬‬ ‫‪124‬‬ ‫﴿ َرَّبنا َو آ ِتنا َما َو َع ْدتنا َعلى ُر ُس ِل َك َوال تخ ِزنا َي ْو َم‬ ‫‪11‬‬
‫ف ْالم َ‬ ‫ْ َ َ َّ َ َ ُ ْ ُ‬
‫يع َاد﴾‬ ‫ِ‬ ‫ال ِقيام ِة ِإنك ال تخ ِل‬
‫اص ِب ُروا‪،‬‬‫ْ‬
‫َو َ‬ ‫ُ‬ ‫اصب ُروا َو َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫ص ِاب ُروا‪،‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪511‬‬ ‫ص ِاب ُروا َو َر ِابطوا‬ ‫﴿يا أيها ال ِذين آمنوا ِ‬ ‫‪16‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ ُ ُ ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫َو َر ِابطوا‪،‬‬ ‫َو اتقوا الل َه ل َعلك ْم تف ِل ُحون﴾‬
‫َّ ُ‬
‫َو اتقوا‬
‫‪148‬‬

‫الملحق (‪)5‬‬
‫األمرالحقيقي في سورة آل عمران‬
‫معنى األمر‬ ‫الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫جملة األمر‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪13 ،15 ،11‬‬ ‫‪52/56 /51 /11 /15‬‬ ‫ق ْل‬ ‫‪1‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪14 ،17 ،14‬‬ ‫‪64 /61 /35 /31‬‬ ‫ق ْل‬ ‫‪5‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪65 ،61 ،12‬‬ ‫‪24/21 /23 /44 /73‬‬ ‫ق ْل‬ ‫‪3‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪71 ،71‬‬ ‫‪161 /114 /22‬‬ ‫ق ْل‬ ‫‪4‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪75‬‬ ‫‪143 /164‬‬ ‫ق ْل‬ ‫‪1‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫َُ ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫فقولوا‬ ‫‪6‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪66/16/14‬‬ ‫‪135 /11 /35‬‬ ‫أطيعوا‬ ‫‪7‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ُْ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬ ‫اقن ِتي‬ ‫‪4‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬ ‫اس ُج ِدي‬
‫َو ْ‬ ‫‪2‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫َ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬ ‫َو ْارك ِعي‬ ‫‪11‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬ ‫وه‬ ‫َف ْ‬
‫اع ُب ُد ُ‬ ‫‪11‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫‪149‬‬

‫َ َّ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪65‬‬ ‫‪21‬‬ ‫فات ِب ُعوا‬ ‫‪15‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪66/63/16‬‬ ‫‪131/153 /115 /11‬‬ ‫اتقوا‬ ‫‪13‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪76/66‬‬ ‫‪511 /131‬‬ ‫اتقوا‬ ‫‪14‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫ََ ُ‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪73‬‬ ‫‪172‬‬ ‫فآ ِمنوا‬ ‫‪11‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫طلب الفعل على جهة‬ ‫‪61‬‬ ‫‪72‬‬ ‫كونوا‬ ‫‪16‬‬
‫االستعالء واإللزام‬
‫‪150‬‬

‫الملحق (‪)3‬‬
‫دالالت األمر البالغية في سورة آل عمران‬
‫المعنى‬ ‫الصفحة‬ ‫اآلية‬ ‫جملة األمر‬ ‫م‬
‫الدعاء‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اغفر‬ ‫‪4‬‬
‫الدعاء‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وقنا‬ ‫‪1‬‬
‫التهديد‬ ‫‪15‬‬ ‫‪51‬‬ ‫فبش ْرهم‬
‫ِ‬ ‫‪6‬‬
‫الدعاء‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ْ‬
‫فتقبل‬ ‫‪7‬‬
‫الدعاء‬ ‫‪11‬‬ ‫‪34‬‬ ‫َه ْب‬ ‫‪4‬‬
‫طلب االطمئنان‪/‬التأكيد‬ ‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫اج َع ْل‬
‫ْ‬ ‫‪2‬‬
‫ُْ‬
‫اإلرشاد‪/‬النصح‬ ‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫َواذك ْر‬ ‫‪11‬‬
‫اإلرشاد‪/‬النصح‬ ‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫َو َس ِب ْح‬ ‫‪11‬‬
‫التأكيد‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اشهدوا‬ ‫‪15‬‬
‫الدعاء‬ ‫‪16‬‬ ‫‪13‬‬ ‫فاكتبنا‬ ‫‪13‬‬
‫الخبر‪/‬اإلعالم‬ ‫‪16‬‬ ‫‪12‬‬ ‫كن‬ ‫‪14‬‬
‫التهديد‬ ‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫تعالوا‬ ‫‪11‬‬
‫ْ‬
‫التأكيد‪/‬التعريض‬ ‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫اش َه ُدوا‬ ‫‪16‬‬
‫ُ ُ‬
‫اإلرشاد‬ ‫‪61‬‬ ‫‪72‬‬ ‫كونوا‬ ‫‪17‬‬
‫َ ْ‬
‫التوثق أو التحقق‪/‬التبليغ‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فاش َه ُدوا‬ ‫‪14‬‬
‫َُْ‬
‫التكذيب‪/‬التعجيز‬ ‫‪65‬‬ ‫‪23‬‬ ‫فأتوا‬ ‫‪12‬‬
‫التكذيب‪/‬التعجيز‬ ‫‪65‬‬ ‫‪23‬‬ ‫وها‬‫َف ْات ُل َ‬ ‫‪51‬‬
‫َ َْ‬
‫التوثيق‬ ‫‪63‬‬ ‫‪113‬‬ ‫اعت ِص ُموا‬ ‫و‬ ‫‪51‬‬
‫ُْ‬
‫االمتنان‪ ،‬التذكيربنعمة الله‬ ‫‪63‬‬ ‫‪113‬‬ ‫َواذك ُروا‬ ‫‪55‬‬
‫والتحريض على إجابة‬
‫َُْ‬
‫الوجوب‬ ‫‪63‬‬ ‫‪104‬‬ ‫َولتك ْن‬ ‫‪53‬‬
‫دعاء عليه‪ /‬التقريع واإلغاظة تطبيب‬
‫النفس واالستبشاربوعد‬ ‫‪61‬‬ ‫‪112‬‬ ‫موتوا‬ ‫‪54‬‬
‫الله‪/‬التحسيرأو التلهيف‬
‫‪151‬‬

‫َ ْ َ َّ‬
‫اظهارالضعف‪/‬التغبيط‬ ‫‪66‬‬ ‫‪155‬‬ ‫فل َيت َوك ِل‬ ‫‪51‬‬
‫الندب‪/‬اإلرشاد‬ ‫‪67‬‬ ‫‪133‬‬ ‫َو َس ِار ُعوا‬ ‫‪56‬‬
‫االعتبار‬ ‫‪67‬‬ ‫‪137‬‬ ‫فسيروا‬ ‫‪57‬‬
‫االعتبار‬ ‫‪67‬‬ ‫‪137‬‬ ‫فانظروا‬ ‫‪54‬‬
‫ْ‬
‫الدعاء‬ ‫‪64‬‬ ‫‪147‬‬ ‫اغ ِف ْر‬ ‫‪52‬‬
‫َ ْ‬
‫الدعاء‬ ‫‪64‬‬ ‫‪147‬‬ ‫َوث ِبت‬ ‫‪31‬‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫الدعاء‬ ‫‪64‬‬ ‫‪147‬‬ ‫ص ْرنا‬ ‫و ان‬ ‫‪31‬‬
‫َ ْ ُ‬
‫الشفقة‬ ‫‪71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫فاعف‬ ‫‪35‬‬
‫َ ْ َ ْ‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫استغ ِف ْر‬ ‫و‬ ‫‪33‬‬
‫َ‬
‫اإلرشاد‪/‬تطييب النفس‬ ‫‪71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫َوش ِاو ْر ُه ْم‬ ‫‪34‬‬
‫َ َ َّ‬
‫إظهارالضعف والعجز‬ ‫‪71‬‬ ‫‪112‬‬ ‫فت َوك ْل‬ ‫‪31‬‬
‫َ ْ َ َّ‬
‫إظهارالضعف والعجز‬ ‫‪71‬‬ ‫‪161‬‬ ‫فل َيت َوك ْل‬ ‫‪36‬‬
‫َ َ‬
‫التحريض‬ ‫‪75‬‬ ‫‪167‬‬ ‫ت َعال ْوا‬ ‫‪37‬‬
‫َ ُ‬
‫التحريض‬ ‫‪75‬‬ ‫‪167‬‬ ‫قا ِتلوا‬ ‫‪34‬‬
‫َ‬
‫التحريض‬ ‫‪75‬‬ ‫‪167‬‬ ‫ْادف ُعوا‬ ‫‪32‬‬
‫َ‬
‫االستهزاء‪/‬التعجيز‬ ‫‪75‬‬ ‫‪164‬‬ ‫ف ْاد َر ُءوا‬ ‫‪41‬‬
‫التخويف والترعيب والتحذير‬ ‫‪75‬‬ ‫‪173‬‬ ‫فاخشوا‬ ‫‪41‬‬
‫ُ‬
‫التقوية والتثبيت‪/‬الوجوب‬ ‫‪73‬‬ ‫‪171‬‬ ‫َخافو ِن‬ ‫‪45‬‬
‫ُ ُ‬
‫االنتقام‪/‬التحقيروالتصغيروالتقريع‬ ‫‪74‬‬ ‫‪141‬‬ ‫ذوقوا‬ ‫‪43‬‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪121‬‬ ‫فقنا‬ ‫‪44‬‬
‫ْ‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪123‬‬ ‫اغ ِف ْر‬ ‫‪41‬‬
‫َ‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ك ِف ْر‬ ‫‪46‬‬
‫َ َّ َ‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ت َوفنا‬ ‫‪47‬‬
‫َ َ‬
‫الدعاء‬ ‫‪71‬‬ ‫‪124‬‬ ‫َو آ ِتنا‬ ‫‪44‬‬
‫الحث أو الحض‪/‬الوصية‬ ‫‪76‬‬ ‫‪511‬‬ ‫اصبروا‬ ‫‪42‬‬
‫الحث أو الحض‪/‬الوصية‬ ‫‪76‬‬ ‫‪511‬‬ ‫صابروا‬ ‫‪11‬‬
‫الحث أو الحض‪/‬الوصية‬ ‫‪76‬‬ ‫‪511‬‬ ‫رابطوا‬ ‫‪11‬‬
‫‪152‬‬

‫الملحق (‪)4‬‬
‫أسئلة االختبار‬
‫أخي العزيز‪ ،‬أرجو منك ملء هذه االستبانة بإجابة األسئلة التالية على حسب ما تعلمت من علم‬
‫المعاني‪0‬‬

‫األصل في األمر‪ :‬طلب الفعل على وجه االستعالء واإللزام‪ ،‬وقد يخرج من معناه األصلي إلى معان‬
‫أخرى ألغراض بالغية‪ ،‬تفهم من سياق الكالم وقرائن األحوال‪ ،‬كالدعاء‪ ،‬والتهديد‪ ،‬واإلرشاد‪،‬‬
‫والتعجيز‪ ،‬وغيرها‪0‬‬

‫أ‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى األحرف‪0‬‬


‫ََُ ُ ُ ُ َ َ َ ْ‬
‫ً‬
‫تقريعا‬ ‫اب ال َح ِر ِيق}‪ 0‬قال ابن كثير‪" :‬يقال لهم ذلك‬ ‫‪ 05‬قوله تعالى‪{ :‬ونقول ذوقوا عذ‬
‫ً‬
‫وتحقيرا‪ 0"0000‬ما معنى األمر في هذه اآلية؟‬
‫د‪ 0‬التصغير‬ ‫ج‪ 0‬األمر الحقيقي‬ ‫ب‪ 0‬الدعاء‬ ‫ب‪ 0‬التهديد‬
‫َّ َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ َ َ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َ َ ْ َ‬
‫يل الل ِه أ ِوادفعوا}‪ 0‬قال‬
‫‪ 01‬قوله تعالى‪{ :‬و ِليعلم ال ِذين نافقوا و ِقيل لهم تعالوا قا ِتلوا ِفي س ِب ِ‬
‫ابن كثير‪ " :‬يعني بذلك أصحاب عبد الله بن أبي ابن سلول الذين رجعوا معه في أثناء‬
‫ض ْو َنهم على اإلياب والقتال والمساعدة"‪0‬‬ ‫يح ّر ُ‬
‫َ‬
‫الطريق‪ ،‬فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين ِ‬
‫معنى األمر في هذه اآلية‪00000‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫د‪ 0‬االلتماس‬ ‫والحض ج‪ 0‬الدعاء‬ ‫أ‪ 0‬األمر الحقيقي ب‪ 0‬الحث‬
‫ُ‬ ‫ْ َْ َ ْ ُ َ َ َ َ‬ ‫{ق ْد َخ َل ْت ِم ْن َق ْب ِل ُك ْم ُس َن ٌن َف ِس ُ‬
‫َ‬
‫ض فانظروا ك ْيف كان َعا ِق َبة‬‫ِ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫ي‬‫ف‬‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ير‬ ‫‪ 00‬قوله تعالى‪:‬‬
‫أمر للمئمنين بأخذ الدرس مما حدث عليهم في غزوة أحد‪،‬‬ ‫ْال ُم َك ِذب َين}‪ 0‬في هذه اآلية ٌ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫والنظر إلى عاقبة األمم المكذبين لله ورسوله‪ 0‬مالمعنى من قوله "ف ِس ُيروا و فانظروا"؟؟‬
‫د‪ 0‬اإلباحة‬ ‫ج‪ 0‬االعتبار‬ ‫ب‪ 0‬التمني‬ ‫أ‪ 0‬اإلرشاد‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ ْ ُ‬
‫‪ 01‬قوله تعالى‪َ { :‬ولتك ْن ِمنك ْم أ َّمة َي ْد ُعون ِإلى الخ ْي ِر}‪ 0‬في هذه اآلية أمر بالدعوة إلى الله واألمر‬
‫َْ ُ‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬وهذا ال يصلح إال لمن له علم وقدرة‪ 0‬ما معنى َولتك ْن هنا؟؟‬
‫د‪ 0‬التحقير‬ ‫ج‪ 0‬األمر الحقيقي‬ ‫ب‪ 0‬التهديد‬ ‫أ‪ 0‬وجوب‬
‫الكفاية‬
‫‪153‬‬

‫ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َّ َ َ َ ُ َ ُ ُ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬
‫ال ل ُه ك ْن ف َيكون}‪0‬‬‫اب ثم ق‬
‫‪ 00‬قوله تعالى‪{ِ :‬إن مثل ِعيس ى ِعند الل ِه كمث ِل آدم خلقه ِمن تر ٍ‬
‫قال الطبري‪" :‬معنى "كن" هنا اإلعالم‪ ،‬وتأويل هذه اآلية‪ :‬واعلم‪ ،‬يا محمد‪ ،‬أن ما قال له‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ربك (كن)‪ ،‬فهو كائن"‪ 0‬فمعنى "ك ْن" هنا إذا‪00000‬‬
‫د‪ 0‬الخبر‬ ‫ج‪ 0‬االلتماس‬ ‫ب‪ 0‬الدعاء‬ ‫أ‪ 0‬االستهزاء‬

‫ب‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع الدائرة في إحدى اإلجابتين‬


‫َ َ‬ ‫ً‬
‫يم َح ِنيفا َو َما كان ِم َن‬ ‫الل ُه َف َّاتب ُعوا م َّل َة إ ْب َراه َ‬
‫ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫ت‪ 0‬قل صدق‬ ‫‪ 01‬األمر‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ال ُمش ِر ِكين‬ ‫الحقيقي‪:‬‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ ُ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اس ق ْد َج َم ُعوا لك ْم فاخش ْو ُه ْم‬ ‫الن َ‬ ‫ث‪ 0‬ال ِذين قال لهم الناس ِإن‬
‫الشاهد َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َّ ُ َل ْ ُ ْ َ َ َ َّ‬
‫َ‬
‫ين‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ‪ 0‬ربنا آمنا ِبما أنزلت و اتبعنا الرسو فاكتبنا مع‬ ‫‪ 05‬األمر‬
‫َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ً َ َ ْ ْ َ َ ْ ْ َ‬
‫اإلبك ِار‬ ‫ب‪ 0‬واذكرربك ك ِثيرا وس ِبح ِبالع ِش ِي و ِ‬ ‫بمعنى‬
‫الدعاء‪:‬‬
‫َ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َّ َ ْ ُ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫األ ْر ُ‬
‫ض‬ ‫أ‪ 0‬وس ِارعوا ِإلى مغ ِفر ٍة ِمن رِبكم وجن ٍة عرضها السموات و‬ ‫‪ 01‬األمر‬
‫ُ ْ ْ َّ َ‬
‫أ ِع َّدت ِلل ُمت ِقين‬ ‫بمعنى‬
‫َ‬ ‫الت ْو َراة َف ْات ُل َ‬
‫وها إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َُْ‬
‫ص ِاد ِقين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬‫ب‪ 0‬قل فأ ِ‬
‫وا‬ ‫ت‬ ‫التعجيز‬
‫أو‬
‫التحدي‪:‬‬

‫ً‬ ‫ْ‬
‫عين معاني األمرفي اآليات التالية بوضع عالمة (√) في إحدى اإلجابتين تراها مناسبة‪0‬‬
‫ت‪ِ 0‬‬
‫ليس األمر‬ ‫األمر‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫الحقيقي‬ ‫الحقيقي‬
‫ون إ َلى َج َه َّن َم َوب ْئ َ‬
‫س‬ ‫ين َك َف ُروا َس ُت ْغ َل ُبو َن َو ُت ْح َش ُر َ‬ ‫‪ُ 1‬ق ْل ل َّلذ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ال ِم َه ُاد‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ ََ ُُ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫ين َي ُقولون َرَّب َنا ِإ َّن َنا آ َم َّنا فاغ ِف ْر لنا ذن َوب َنا َو ِقنا‬ ‫‪ 5‬ال ِذ‬
‫اب َّ‬
‫الن ِار‬ ‫َع َذ َ‬
‫‪154‬‬

‫ات‬‫الس َم َو ُ‬
‫ض َها َّ‬ ‫َو َسار ُعوا إ َلى َم ْغف َرة م ْن َرّب ُك ْم َو َج َّنة َع ْر ُ‬ ‫‪1‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َْ ُ ُ‬
‫ض أ ِع َّد ْت ِلل ُم َّت ِق َين‬ ‫واألر‬
‫اس ُج ِدي َو ْار َك ِعي َم َع َّ‬ ‫ْ‬
‫َيا َم ْرَي ُم اق ُنتي ل َرّبك َو ْ‬
‫الر ِاك ِع َين‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪0‬‬
‫َ‬
‫َّ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫اعونا َما ق ِتلوا ق ْل‬ ‫ال ِذين قالوا ِ ِإلخو ِان ِهم وقعدوا لو أط‬ ‫‪1‬‬
‫َف ْاد َر ُءوا َع ْن َأ ْن ُفس ُك ُم ْال َم ْو َت إ ْن ُك ْن ُت ْم َ‬
‫ص ِاد ِق َين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اط ُم ْس َت ِق ٌ‬ ‫َّ َّ َ َ ّ َ َ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ َ َ ٌ‬
‫يم‬ ‫ِإن الله رِبي وربكم فاعبدوه هذا ِصر‬ ‫‪0‬‬

‫ث‪ 0‬اخترمعاني األمرالمناسبة في اآليات التالية بوضع دائرة في إحدى اإلجابتين‪0‬‬


‫َ ْ ُ ً َ ً‬ ‫‪ُ 1‬ه َن ِال َك َد َعا َز َكرَّيا َرَّب ُه َق َ‬
‫(الدعاء)‪/‬‬ ‫ال َر ِ ّب َه ْب ِلي ِم ْن ل ُدن َك ذ ّ ِرَّية ط ِّي َبة ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫(االلتماس)‬
‫(التهديد)‪/‬‬
‫َ َ‬
‫ين آ َم َّنا‪:‬‬ ‫الش ِاه ِد‬ ‫‪َ 5‬رَّب َنا ب َما َأ ْن َزْل َت َو َّات َب ْع َنا َّ‬
‫الر ُسو َل َف ْاك ُت ْب َنا َم َع َّ‬
‫ِ‬
‫(التمني)‬
‫ُُ ُ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫ُْ‬
‫(التذكير)‪/‬‬ ‫‪َ 1‬واذك ُروا ِن ْع َمة الل ِه َعل ْيك ْم ِإذ ك ْن ُت ْم أ ْع َد ًاء فألف َب ْي َن قل ِوبك ْم‪:‬‬
‫(التأكيد)‬
‫(التأكيد)‪/‬‬ ‫الل ِه َقالَ‬ ‫َ َّ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫‪ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ ُ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ 0‬‬
‫فلما أحس ِعيس ى ِمنهم الكفر قال من أنص ِار ِإلى‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ َ ُّ َ َ ْ ُ َ ْ َ َّ َ‬
‫(الحث)‬
‫ص ُار الل ِه آ َم َّنا ِبالل ِه َواش َه ْد ِبأ َّنا ُم ْس ِل ُمون‪:‬‬ ‫الحوا ِريون نحن أن‬
‫‪َّ َ َ َ َ َ َ َّ َ ّ َ ُ َّ َ َ ُ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ ْ ّ َ َ َ 1‬‬
‫(طلب‬ ‫اس ثالثة أ َّي ٍام ِإال‬ ‫قال ر ِب اجعل ِلي آية قال آيتك أال تك ِلم الن‬
‫االطمئنان)‪/‬‬
‫َر ْم ًزا‪:‬‬
‫(الدعاء)‬
‫َ‬ ‫الله َو َي ْق ُت ُلو َن َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫(التعجيز)‪/‬‬ ‫الن ِب ِّي َين ِبغ ْي ِر َح ٍ ّق‬ ‫َ‬
‫‪ِ 0‬إن ال ِذين يكفرون ِب ِ ِ‬
‫ات‬‫ي‬ ‫آ‬
‫(التهديد)‬ ‫الناس َف َبش ْر ُهمْ‬ ‫ون ب ْالق ْسط م َن َّ‬ ‫ين َي ْأ ُم ُر َ‬
‫َو َي ْق ُت ُلو َن َّالذ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ َ‬
‫اب أ ِل ٍيم‪:‬‬
‫ِبعذ ٍ‬
155

You might also like