Professional Documents
Culture Documents
ماجستير البحث الوساطة البيداغوجية-converti
ماجستير البحث الوساطة البيداغوجية-converti
جامعة قرطاج
المعهد العالي للطفولة قرطاج درمش
الماجستير التطبيقية
برانمج مادة الوساطة البيداغوجية لطلبة الس نة أوىل ماجس تري تطبيقية السدايس الثاين
مقدمة:
يبدو أن مفهوم الوساطة اليوم هو أحد المفاتيح الممكنة التي تساعد اإلنسانية
على العيش داخل المجتمعات بأكثر يسر وبأقل تداعيات ،كما انه أحد اآلليات
الناجعة التي تساعد على االندماج وتساعد أيضا األفراد والجماعات على ضمان
تواصل حقيقي .فالوساطة على هذا المعنى هي وسيلة لتقارب وجهات النظر وزلزلة
األفكار اليقينية إلزاحة والتقليص من الخالفات .يعود هذا المفهوم إلى دائرة الفكر
حول التواصل في فضائها االجتماعي وأطر البنيات التعديلية للحياة االجتماعية وهي
تخاطب وتساءل مباشرة حقل علوم التربية ضمن سياق المهن التعليمية والتدريسية
والتكوين والبحوث العلمية.
1
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
وللمحيط أو للسياق وما يمكن أن نفهمه مما نفعله والذي تكون غايته نمو وتطور
وخلق واستنباط هياكل معرفية ...
داخل هذه الوساطات تتنزل الوساطة البيداغوجية التي تهدف إلى تسوية
مشاكل يمكن أن يتعرض لها المتعلم أثناء العملية التعلمية في سياق المعرفة التي
يتلقاها .غير أن عملية الوساطة تحيلنا للبيداغوجيا في جذورها ،وباألساس إلى البعد
االجتماعي والثقافي للذكاء الذي يتم بناؤه لدى كل فرد أثناء تفاعالته االجتماعية
والثقافية التي يطورها خالل حياته.
لذلك فإن "أالن مووال" Alain moalينظر الى الوساطة البيداغوجية على
Annie أنها تمش وليس باعتبارها منهجية ظاهرة كما يعتبر "أني كردينات"
cardinetبأن هذا التمشي يستوجب وضع المنظومة التربوية موضع التساؤل وهو
ما يستوجب دعوة األساتذة والمربين والمكونين للخروج من النماذج المعهودة وذلك
لغرض بناء وابتكار عالقة جديدة بين المتعلم والمعلم والمضمون .كما أن الوساطة
البيداغوجية ال تقتصر فحسب على الوظيفة العالجية للوضعيات التربوية بل أيضا
هي االتجاه األكثر إبداعية وابتكارية واألكثر نجاعة في كل فعل تعلمي.
اعتمادا على المعجم الفرنسي يتحدد هذا المفهوم بشكل واسع على انه
المصالحة والمقاربة بين األجزاء .وتعرف الوساطة على أنها نوع من التدخل اإلنساني
يتم خالل المسار التعلمي وتحيلنا الوساطة البيداغوجية أساسا إلى البعد االجتماعي
والثقافي للذكاء ويتم تكوين هذا البعد عند األفراد خالل التفاعالت الثقافية واالجتماعية
يتطور أثناء سيرورة الحياة.
2
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
3
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الدرس الثاني
مدخل للدرس:
يعتبر الوسيط طرف ثالث باعتباره سيمرر شيئا ما بين التلميذ والمعرفة
فهي عملية ربط أي أنه كل شيء يمكن أن يصنف على أنه وساطة بالمعنى
الموسع للكلمة باعتبار أن كل نشاط هو عبارة عن عملية وساطة ألنها
ستمكننا من تعلم شيء ما .وهنا نطرح عملية التفاعل االجتماعي فالجميع
يمكن أن يتحول إلى وسيط في لحظة معينة في وضعية ما حتى األطفال فيما
بينهم يتحولوا إلى وسائط على حد قول الحديث األثور (والطفل على الطفل
يسميه فيما وأساسا أيضا االجتماعية التفاعالت وتتدخل ألقن).
"فيغوتسكي"(منطقة التجاور للنمو) la zone proximale de ZPD
développement.أي أنه عملية التعاون والتعاضد مع شخص له مستوى
معرفي عال يمكن أن يساعدنا على التعلم وكذلك أن نتعلم كيف نتعلم.
la بالتوازي نجد عند "برونر" أن وظيفة الكهل القيادية تتأسس على
fonction de guidance de l’adulteنظرية التعلمية على االكتشاف
يتحول الكهل إلى دليل للطفل وهنا تصبح العملية عملية وساطة بالمعنى
الوصائي ) (au sens tutoratوعبر التدخل الوصائي intervention de
.tutelleكما طور "برونر " أيضا أن الدليل أو الوسيط ال يمكن له أن ينجز
بدال عن الطفل بل البد أن يظل متأهب ومنتبها .فالهدف من الوساطة هنا هو
الوصول إلى استقاللية.
4
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
يعود مفهوم الوساطة البيداغوجية إلى عالم النفس "ليون فيغوتسكي" Léon
Vigotskiالذي يعتبر أن الذكاء هو عملية بناء اجتماعي ،ثم تاله اثر ذلك باحثون
و Jérôme Brunerالذين لم يولوا األهمية مثل Reuven feue- rstein
القصوى للعوامل االجتماعية في عملية تطوير الذكاء ويؤكدون باستمرار على التملك
الثقافي .وقد طور Reuven Feurبالتعاون مع Ya’acov Randبرنامج اإلثراء
األداتي .)PEI( programme d’enrichissement instrumentalوهو تمش
أصيل ومتفرد يهدف إلى تسهيل عملية التعلمات ،ويتميز هذا المسار في جوهره بمبدأ
بسيط وإيجابي ،يعتبر أن كل ذات بشرية قادرة على تطوير إمكانياتها في مجال التعلم
بصفة مستمرة.
5
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
هذه الوضعيات الوسيطة حسب رأي Annieلها تأثير خاص على عملية نمو
الذكاء وعلى إمكانية التعلم في تحسين إمكانيات المتعلم ،وهذا ما يبين أنه ال وجود
لمعلم متميز وناجح دون أن يكون هذا األخير منخرطا في طريقة التعلم.
وترمي هذه األفعال التربوية حينيا من إكساب المتعلم الثقة الالزمة لبلوغ
االستقاللية واالعتماد على الذات ،وحتى يتملك قدرته على التفكير وتتوفر لديه
الفرصة لتوظيف إمكاناته وقدراته الذهنية ،عبر إعطاء هذه األفعال داللة وهدفا ويسهم
المربي الوسيط في تحقيق ذلك من خالل دفع المتعلم لالنخراط في مشروع اجتماعي
مرتكز على مبدأ تحمل المسؤولية ،وقيادته للتعويل على الذات لبلوغ مرحلة التعلم
الذاتي.
6
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الدرس الثالث:
الوساطة والتواصل
إذا أردنا أن ننخرط في منطق يكون فيه امتالك المعرفة هو شكل من أشكال
االنتماء االجتماعي ،حيث تكون الوساطة تؤسس لشكل من أشكال الجدل بين فردانية
الفرد وإطاره الجماعي الذي يعكس أطره االنتمائية ،فتصبح عملية تناول هذا
الموضوع من زاوية التواصل واالجتماعوية communication de la sociabilité
في هذا اإلطار ،تصبح الوساطة هي العالقة بين الموضوع ومؤسسة االنتماء التي
تحتضنه ،فيصبح الدال له معنى الوساطة الرمزية لالنتماء االجتماعي ،وهو ما يترجم
في اللغة وأبعادها شكال أخر من أشكال االنتماء ،لذلك نالحظ أن المربي يحمل دائما
خطابين في ذات الوقت ،ألن عملية اإلحالة بين ما هو ذاتي وما هو عاطفي ،أي أو
غياب لما هو مدلول أل ن اللغة هي دائما ليست مثالية وال مكتملة ،فالكلمات ال تؤدي
دائما المعنى المناسب والكامل ،لذلك نرى أن المعنى المناسب والكامل لذلك نرى أن
المعنى يبقى حرا.
لقد كان لعلم النفس المعرفي والمصداقية التي حصل عليها تدريجيا في العقود
األخيرة ،الدور األساسي في بلورة البيداغوجيا المتمركزة حول المتعلم ،ولربما كان دوره
أقوى من أدوار المجاالت األخرى ،فقد تمكنا عن طريق هذا العلم من معرفة طبيعة
التعلم الميكانيزمات التي يستعملها العقل في معالجة المعلومات والعمليات الذهنية
التي تتحكم في الفهم والذاكرة والتفكير وحل المشكالت وغير ذلك من األنشطة
المعرفية ،ولعل أهم ما انتهى إليه هذا العلم اآلن حول موضوع التعلم ،هو أن الطفل،
بل واإلنس ان بصفة عامة ،يعالج المعلومات ويكتسب تعلمه عن طريق البناء الذاتي
للمعرفة ، Auto-construction du savoirأي أن المعلومة ال تكتسب في الشكل
والمضمون اللذين يقررهما الملقي ،بل إن المتلقي يقوم ببناء تلك المعلومة أو يعيد
7
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
9
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الدرس الرابع:
مدخل:
تصحيحا لهذا المنظور الضيق ،ظهرت في السنوات األخيرة العديد من
الدراسات واألبحاث السيكولوجية ،تثبت بكل جالء أن الذكاء اإلنساني يشتمل على
مهارات متعددة ،فدعت األنظمة المدرسية إلى مراجعة تعاملها مع المتعلمين ،وذلك
بمراعاة القدرات المختلفة لديهم وعدم التركيز فقط على المهارات اللغوية والرياضية،
ولعل أهم نظرية تذهب في هذا االتجاه الجديد هي نظرية "الذكاءات المتعددة" التي
بلورها الباحث األمريكي هاورد قاردنر Howard Gardnerانطالقا من أبحاثه
الميدانية على مجموعات مختلفة من األشخاص (األطفال المتميزين واألشخاص
الذين تعرضوا إلعاقات عقلية ،الخ)...
10
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
يحصل بطريقة تلقائية كما يعتقد بياجي ، Piagetولكنه يتوقف إلى حد كبير على
الفرص المتاحة للفرد للتفاعل مع اآلخرين واالستفادة من خبراتهم ودعمهم.
وقد استندت نظرية فيغوتسكي إلى مجموعة من المصادرات شكلت مصد ار هاما
للبحث السيكولوجي المعاصر ،وتتلخص مصادرته األساسية في أن اإلنسان كائن
نشيط يشارك بشكل فعال في خلق مقومات وجوده ،وتقرير مصيره ،ويساهم بشكل
فعال في تحقيق نموه الذاتي ،وذلك ألن كل فرد يتمتع بالقدرة على اكتساب الوسائل
التي يستعملها ،في كل مرحلة من مراحله النمائية ،للتأثير في الذات وفي العالم من
حوله ،وتترتب عن هذه المصادرة مصادرات فرعية منها:
-ال يمكن للفرد المنعزل أن يحصل على المعرفة ،إن العمليات المعرفية هي في
األصل عمليات اجتماعية ،وتتحول إلى عمليات سيكولوجية ذاتية أو شخصية من
خالل الفعل والمشاركة في نشاط الجماعة ،فللبنية المعرفية مضمون اجتماعي.
-ال تحصل المعرفة إال من خالل الفعل والتفاعل االجتماعي الذي يعني المشاركة
في األنشطة االجتماعية /الثقافية ،إن السبيل إلى المعرفة هو الفعل والمشاركة.
وال يفصل فيغوتسكي بين النمو العقلي والتعلم المدرسي ،فهما يتبادالن التأثير فيما
بينهما ،فكما أن مستوى النمو العقلي يحدد القدرة على التعلم فإن التعلم كذلك يساعد
على النمو العقلي ،إن عملية التعلم المنفتحة بالضرورة على العالم الخارجي تتحول -
من خالل استبطان الفرد للمقوالت التي تبلورت في المحيط -إلى عملية من
العمليات النمائية الداخلية عنده.
11
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
التفكير الميتا معرفي .فاألستاذ يلعب دور المساعد والموجه بالنسبة إلى المتعلم وبهذا
فهو وسيط بيداغوجي ،ولذلك فإنه ينبغي أن يتصف بما يلي:
الدرس الخامس:
12
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
فهذه الدورة للفعل cycle d’actionأو التدخل المدرك أو التفكير أثناء التدخل:
يعتبر لكل واحد حقيقة وحيدة أي أنها عملية نضج بطيء لكنها غير آمنة وثابتة.
معنى ذلك بأن الوساطة البيداغوجية هي سيرورة مفتوحة تأبى االنغالق وتنشد مزيدا
من االجتهاد والتنوع الن دورة األفعال هو ملتهم للجهد والوقت ويبحث دائما عن
مقاربات بيداغوجية مالئمة لهذه التحديات الجديدة أي انها عملية بناء وتصحيح وهدم
وإعادة تشكل وصياغة بحثا عن االكثر إجرائية وعملية الن العملية التربوية هي
فضاء وساطة بامتياز بأبعاده اإلنسانية التي تتجدد بتجدد مجاالت استعمالها
ومستعمليها والفضاء الذي يتنزل فيه.
13
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
على هذا األساس الذي يتسم بمقاربته التنظيرية ذات الخلفية الفلسفية نقترب
من المشاركة في بناء معرفة بنائية تتأسس على مبدأ التفاعل بين الذات والموضوع،
بين الفاعل وموضوع فعله أي بين الوسيط بما هو منشط او مرب او مرافق محترف
في مجال تدخله ،ألن هذا التمشي هو الذي سيمكننا من معرفة اعتبار الوساطة بما
هي مقاربة معرفية أيضا تتأس على المعرفة «على أنها مرتبطة بالفعل أي المتدخل
الوسيط الذي سينعكس بطبعه على أنه فاعل قد ال يصل إلى الغاية والهدف الذي
رسمه إال عبر مالحظته لجملة التحوالت والتغيرات التي أصبحت واضحة المعالم
على الطفل او الشاب بما هو موضوع الوساطة البيداغوجية المدرجة والناتجة عن هذا
الفعل وهذا التدخل » .معنى هذا أن كل فعل ينجزه الوسيط المربي عبر سيرورة
إعداده وتدخالته يشير فيه لجملة من التحديات التي تدفعه إلى امتالكها وبالتالي
ستنعكس على آدائه الذي يعتبر تحوال نحو األفضل.
ان الوسيط بصفته مربيا أو منشطا ليس مدعوا إلى تأويل الواقع وفهمه فقط،
بل هو مطالب بتغييره من خالل الممارسة أو باألحرى الممارسة الذهن – تطبيقية.
فهذا الجدل القائم بين المستوى الذهني والممارسة العملية والتطبيقية قد يشكل قطيعة
مع السوسيولوجيا الكالسيكية التي تفصل بين البنية الذهنية والممارسة االمبريقية
والتطبيقية ،والتي تبني نموذجها على الحقيقة التي هي خارجة عن اإلنسان تماما.
بينما نحن الميدانيون نعتبر أن الحقيقة تكمن في مجال فعلنا ،وما ننجزه كحقيقة مغيرة
للواقع ،مثل الوساطة البيداغوجية هي ممارسة على الواقعة منتجة لحقيقة جديدة غير
انها غير ثابته بل متحولة عبر سياقاتها ومتغيراتها التي تتدخل فيها وكل منجز هو
تغيير لها وتشكل في صياغتها قصد تحقيق الغاية الكبرى وهو االدراك بإنضاج
المجتمع من خالل فاعليه وافراده بان العملية الوساطية قد نعرف بداياتها لكننا ال
14
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
يمكن إدراك نهاياتها وقد نعرف مخرجاتها لكن ال نعرف متطلباتها بشكل مسبق.
فالمعرفة في هذا اإلطار ،ال تعني استنساخ الواقع بل أن نتدخل فعليا لتغييره ومن
ثمة فهمه انطالقا من منظومته التي تتحكم فيه وفي أشكال تغييره انطالقا من جملة
األحداث واألعمال.
في هذا المستوى علينا أن نفرق بين الفكر العقالني والفكر المنطقي أو الوجيه:
وهذا ما جعل مقياس الحقيقة يتبدل إلى مقياس مالئمة النموذج للواقع،
والنموذج هنا بمعنى وجود حلول للمشكل دون ادعاء بأنها الحلول المنشودة .بهذا
التمشي تتطور القدرات االستراتيجية لدى الوسيط المربي والمنشط في سياق تشكل
15
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
هويته المهنية االجتماعية التي تتقاطع مع جملة من القدرات المختلفة ،مثل عملية
الضبط والتحكم في العملية االتصالية وامتالك لغات ووسائط اتصالية حية والتحلي
بسلوك مرن وهو ما سيشكل أحد أهم مقومات النجاح في أداء المهمة الوساطية،
البيداغوجية ،التربوية والتنشيطية ولعب هذا الدور على أحسن وجه.
وفي هذا اإلطار يتطور مبدأ الكفايات واالقتدارات المؤملة االستراتيجية عند
الوسيط المربي والمنشط ألنها ستشكل فيما بعد قلب الهوية االجتماعية والمهنية
وستتقاطع مع عدة قدرات أخرى مثل القدرة على فهم قيمة العملية االتصالية في
عالقتها ببناء تمثالت متبادلة واكتساب أكثر مرونة في التعبير عن ذواتنا والبرهنة
عن تمايزاتنا الثقافية واالجتماعية واالبداعية وامتالك أكثر من لغة للتواصل وامتالك
المرونة السلوكية.
إن المربي المنشط والوسيط يستمد مشروعيته من خالل بناء جملة من الروابط
التي تعبر عن قدراته والتي تلتقي في نقطة واحدة تتمثل في خدمة االفراد أو
الجماعات داخل االفضية الرسمية او الفضاءات العامة او في الشارع او الساحات
العامة ،ألن هذه القدرات ال بد أن تلتقي جميعها في كيفية توظيفها في سياق المشكل
المطروح والمزمع عالجه داخل إطاره االجتماعي أو محيطه البشري بخلفيته
الوسائطية وبوسائله البيداغوجية.
وهنا يكمن الذكاء الفردي للوسيط بصفته مبدعا وخالقا يرتجل فعله ويبني
أدوات تدخله وفق مقتضيات الحاجة أي أنه يرتبط بالوضعية كما أن الذكاء
االستراتيجي هو في الواقع عملية فهم للوضعيات الممارسة التي خضعت لعملية
تفكير ال تساوي في الحقيقة الواقع نفسه ،لذلك يقول Gillet J. Claudeبأن
المعارف العلمية والمناهج والتمشيات المناسبة قام بإنتاجها الفاعل أثناء إنجازه لفعله
16
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الذي أعطانا التجربة التي أنتجت بناء نموذج تم وضعه من خالل تصور وإدراك
يحاكي الواقع.
يمكن القول بأن هنال ك جملة من العمليات الذهنية الفكرية والسلوكية تجتمع
كلها حتى تمكننا من إنجاز تدخل أو نشاط يساعد الوسيط المربي والمنشط على
اعتبارهم وبصفتهم متدخلين وفاعلين اجتماعيين على اإلجابة على هذه األسئلة :ماذا
نفعل؟ وهو تساؤل يتداخل مع كيفية توظيف المعرفة والخبرة ثم كيفية عرضها
وتقديمها؟ ومن ثم امكانية التقدير والفعل واالنجاز.
وهنا تتم اإلجابة عن هذه األسئلة بعد أن أدرجنا األبعاد التالية( :المعيقات،
الموارد )...المتعلقة بالفضاء وبالزمن وبالمؤسسات (الصعوبات الهيكلية واالجرائية
واالستراتيجية ،مدى قدرتها على أخذ القرار واالستجابة لحاجة األطفال) .ذلك يعني
أنه ينبغي إدراجها ضمن محاور التدخل حتى يتم فهمها بطرح السؤال :لماذا ننجز
هذا التدخل تحديدا؟
17
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
فهذا التمشي هو الذي سيمكننا من بلورة نظرية ذهن-تطبيقية تتعلق بهذه المهنة التي
هي في حالة تساؤل دائم حول هويتها المهنية ومشروعيتها االجتماعية ،كما تمثل هذه
المقاربة أيضا الضمان الوحيد لإلجابة عن كل هذه التساؤالت من قبل المختصين
والباحثين وكذلك الميدانيين.
الدرس السادس:
18
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
مدخل:
إن عملية الوساطة هنا تستوجب بدورها أطر وهياكل ومؤسسات تتكامل
وتتقاطع لتبرز قيمة المخرجات التي تقدمها للمجتمع ،ولعل أهمها هو اإلطار
اإلعالمي الذي سيقدم طبيعة األداء ،قيمته وأهميته ،إلى جانب المؤسسات األخرى
التي تتقاطع معها في االهتمام واالختصاص أو الشأن أو الفضاء أو الحقل أو
المشغل ،فالشأن التربوي بما هو عمق عملية الوساطة هو ديدن التدخل والتأطير
االجتماعي وأحد غاياته ،والمرافقة هي وسيلة من الوسائل ،والتكوين هو مطمح يسهم
بدوره في تغطية احتياجات الشريحة التي نشتغل عليها ونستجيب النتظاراتها ،وهي
استجابة ال بالمعنى اإلداري والحصري بل بمعنى اإلحاطة والتفهم والتوجيه والمساعدة
وتوفير المعلومة وتقديم المسارات المناسبة والتمشيات الالزمة للتعامل مع المشكل أو
للتفاعل مع المعيقات.
19
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
ف مثل هذا التدخل في حاجة ماسة وأكيدة للتغطية اإلعالمية ألن في ذلك
تعاضدا للجهود وتحفي از على الوصول إلى النتائج المؤملة والواقع الذي يؤطرها
بالوضوح والجرأة والجدية والسرعة المناسبة ،ألن هذا العمل الذي نتجه به إلى
األطفال وأبناء األحياء ذات الكثافة السكانية مثال هو عبارة على نسق مفتوح مترابط
ويحكمه منطق غير منفصل ،أي أنها متداعية هندسية ،يؤثر بعضها على بعض
واإلعالم هو حجر الزاوية الذي سيقدم جهد المتدخلين ويبرز هذا الدور المتقدم الذي
لم نتعود عليه ولم نستوعب طبيعته بعد ،فهذا ليس بالدور التقني وليس باألكاديمي
وليس باإلداري وليس بالواعظ النفساني واالجتماعي بل هو وسيط بين كل هذا كله
ينضج الوضعيات ويستق أر الواقع ويحلل األحداث ويتفهم الممارسات والسلوكيات
ويستوعب التناقضات ويدرك قيمة التشخيص وأهمية المرافقة ألنه يشتغل على الفرد
كمكون أساسي للجماعة ويشتغل على الجماعة لفهم الفرد ويحرص على االنخراط في
النسيج االجتماعي ألنه يمتلك القدرة على بناء العالقات وتفعيلها على اعتبارها هي
الجسر الذي يربطه بالعمل الشبكي والذي يجعل من أدواره تتكامل مع إسهامات
اآلخرين أفرادا كانوا أو مؤسسات.
إن عملية التبادل هي سر استمرار عملية العطاء واإلبداع الدائم للمنشط ،ألن
فعل التبادل يعكس معنى التفاعل والحوار واألخذ والعطاء والتكامل والتأثر والتأثير
والصراع والتقابل والتوليد والتماهي ،أي أنه حالة إنسانية خالقة مولدة للحقيقة ومحفزة
على مزيد التعمق فيها ،ففعل التبادل هو القيمة المضافة التي يحرص المنشط المربي
على الحفاظ عليها ،ألن مثل هذا التدخل على شموليته ال ينفي الفرد بما هو
خصوصية وحالة وذات منفردة وتاريخ خاص ،وال يقول بالمطلقية والتعميق الذي
تفرضه الجماعة بما هي إطار ضبط وتأثير وتماهي وتقاسم واستنبطان لضمير النحن
المشترك ،كما أنه يدرك بأن الحقيقة تكمن في األفعال واألفعال تتنزل في واقع
20
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
اجتماعي وهي جزء من أسبابها وعنصر من عناصر فهمها تحكمها بنى ثقافية
وقواسم مشتركة وعادات وتقاليد وقيم ومعايير وضوابط لنمط سلوكنا قد تحيلنا أحيانا
إلى واقع صندقة وتعليب يتسم بالتحجر والسكون.
ولعله ليس بالجديد اعتبار عمل الوسيط البيداغوجي دون معنى خارج أطر
المؤسسة ،ألنه الفضاء الذي سيحتضن الفعل ويقوم بمشرعته ،والمؤسسة هي إطار
منظم ومهيكل وحيوي يساعد المجتمع للتوجه نحو التحضر ويمكنه من إنتاج ثقافة
من شأنها أن تساعد فيما بعد من ممارسة المواطنة وإرسائها كمكون أساسي يكون فيه
المنشط فاعال ومنضجا ومرافقا لعملية اكتسابها لتحويلها إلى سلوكيات وضوابط
مشتركة تشكل مرجعيتها وتوحد مقاييسها وتعكس درجة ائتماننا الى الوطن .حيث
يتحول هذا األمر إلى واقع ال بد من تنزيله في أشكال إجرائية ومضامين عملية،
فاالتصال والتواصل السليم والالمشروط بين األفراد والجماعات والمؤسسات ،والحوار
والنقاش والجدل هي عناوين بارزة لتفعيل آليات العمل الشبكي ،ويصبح اكتساب
القدرات التفاوضية هنا استحقاقا مشروطا كركيزة أساسية لكيفية أخذ الق اررات بما تمثله
هذه األخيرة من تحد ألنها تمثل أصعب األفعال وأعسرها في جميع المجاالت.
الدرس السابع:
21
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
يشير هذا العنوان إلى العالقة االرتباطية بين المنشط الوسيط والثقافة ،فالوسيط
ليس منتجا بالضرورة للثقافة بل هو مفعل لها يمارسها ،يتفاعل معها ويسعى إلى
اكتسابها ،ألن الثقافة هي وسيلة إبحار وبوابة ونافذة على العلم ووسيلة اندماج وإدماج
داخل واقعه الثقافي واالجتماعي ،فالمنشط يسعى إلى تغيير الواقع عبر االرتقاء به
وتطويره وذلك ما تسعى له الثقافة كمكون شمولي.
إذن هذا التالزم بين المنشط بما هو وسيط ثقافي بامتياز من جهة والثقافة من
جهة أخرى يكشف عن دوره األساسي في تمرير مضامين ثقافية ،ألن الثقافة محتوى
معرفي وسلوكي وقيمي وأخالقي يترجم إلى مقاربات فلسفية وتوجهات أدبية
وتخصصات معرفية وأدوات عمل ووسائل تقصي منهجية وفنية وعلمية وفهم وتحليل،
فالثقافة سابقة للمنشط وهو ما يشير إليه جون كلود جيلي باعتبارها:
فالوسيط يسعى إلى غور الثقافة وفتح نوافذها وفهم مكوناتها ألنها المفتاح
السري الذي يخول له التفاعل مع الواقع بما يتضمنه من مفردات منها ما هو
محسوس ومادي وبشري وعالئقي وظواهر ومستحدثات ،فالوظيفة االجتماعية تلتقي
وتتقاطع مع الوظيفة الثقافية ألن االجتماعي ال يفهم إال بالثقافي .إن الثقافة التي
يسعى الوسيط المتالكها تساعده على التبصر في كيفية تشكل المعطى االجتماعي
وهذا ما يرتبط بالماكرو سوسيولوجي ،أما على المستوى الميكروسوسيولوجي فإننا نقر
22
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
بأن فهم المجموعة وتفكيك خصائصها ومكوناتها يحيلنا على ثقافات محلية وفرعية
وخصوصية وتنوعات يتم إثراؤها من خالل المكتسب الفردي ،ألن الفرد هو كائن
يمتلك مكونات الوعي بفعله من خالل اكتسابه للغة وعلى مرجعيات وخلفيات
وس لوكيات واتجاهات ومواقف معبرة على خلفية ثقافية تتنزل في إطار واقع اجتماعي
ينم عن جوانب رمزية ضمنية وأخرى معلنة ،لذا فإن المنشط مطالب بفهم هذا الجانب
حتى يساعد أفراد المجموعة على التعبير عن قدراتها اإلبداعية ويحفزها على التعبير
عن مواقفها وتصوراتها الشخصية للتعبير عن مكون ثقافي مشترك من زوايا اختالفية
تؤدي إلى ثراء وتنوع خالق ومنتج لحالة من التنافس واإلبداع.
فالمعطى الثقافي ليس بحالة وال بموقف معلق ومنفصل عن سياق اجتماعي
أو فردي بل هو موقف وتصور وإدراك وقدرة على الفعل والتفاعل ،وهو عنصر يتسم
باالنسيابية والتحلل ألنه يتسرب إلى مضامين حياتية مختلفة يسعى المنشط إلى
فهمها وتوظيفها بشكل تربوي وبيداغوجي يعبر عن خلفيته التنشيئية ،على اعتبار أنه
حامل لمشروع تغييري ومدرك لمبدأ عدم الثبات على المستوى الفردي والجماعي وأن
اإلنسان هو العنصر المؤمن على الثقافة والتي بدورها تمثل المكون الذي يعطينا
القدرة على استيعاب العالم وامتالكه والتحكم في قوانينه وضوابطه وقيمه ومعاييره.
الطرائق البيداغوجية:
يعد السياق والفعل التربوي فعالن معقلنان ومهندسان وغائيان ،ال يمكن
ممارسته بالصدفة أو العشوائية ،مما يفيد خطورته في المجتمع .لذا يتطلب تكوينا
مستمر وثالثا ذاتيا ،ومنه قال "ماريون"( :التربية تمثل ،من جملة
ا أساسيا وآخر
األفعال األساسية األخرى ،أهم وأخطر ممارسة حضارية ،وجب القيام بها بعيدا عن
23
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الصدفة والعشوائية ،وال يكون ذلك إال إذا اعتمد المربي على طرق عمل منظمة
ورشيدة) ،ويتطلب هذا المنطلق مما يتطلب طريقة لألداء التربوي ضمن سياق نظرية
المنهاج ،التي ترتكز في بعدها التعليمي على:
أ ـ (فالطريقة لغة :هي جمع طرائق :السيرة/الحالة /المذهب /الخط في الشيء /
شريف القوم وأمثلهم للواحد وللجمع ،يقال :هو طريقة قومه وهم طريقة قومهم أو وهم
طرائق قومهم /طرائق الدهر :تقلباته وأحواله) .وقد أطلقت في اليونانية كلمة التلقين
didacticعلى الطرائق اإلمالئية واإللقائية ،وأطلقت كلمة ” dialogueطرائق
الحوار ” على الطرائق التفاعلية التي وظفها سقراط في حواراته.
1ـ مستوى تقني :فيه (يضيق تعريفها ليشمل الخطوات والتقنيات والمراحل المتبعة
إليصال كم من الحقائق والمعلومات والمهارات إلى المتعلم الطفل وهي بهذا إجراء
عملي يحدده المربي أو يتبناه أو يفرض عليه) .ومن جملة تعاريف هذا المستوى
تعريف "ادجار بروس ويزلي" Edgar Bruce Weslyالطريقة هي العملية أو
اإلجراء الذي يؤدي تطبيقه الكامل إلى التعلم).
2ـ مستوى عام :يتسع تعريف الطريقة (ليصبح أسلوبا عاما في التكوين ،وشكال
منظما للعملية التربوية التعليمية ولطبيعتها وطبيعة عناصرها وأنماط العالقات القائمة
بينها استنادا إلى مرجعين أساسيين هما :ـ المرجع االجتماعي االقتصادي السياسي
24
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
الفلسفي؛ ـ المرجع الفكري المعرفي) .ومن جملة تعاريف هذا المستوى تعريف
"كلباتريك"( Kilpatrick:الطريقة هي اكتساب المعلومات مضافا إليه وجهات نظر
وعادات في التفكير وغيره) .وهنا فالمرجع األول وعلى أساسه يتضح مثال البعد
االجتماعي في الطريقة ،والذي يعمل على بناء المعايير االجتماعية والقيام باألدوار
االجتماعية واكتساب االتجاهات النفسية االجتماعية والتفاعل االجتماعي والنمو
والنضج االجتماعي .فعلى سبيل المثال :إن لعب األدوار في موضوع اجتماعي يمكن
أن يحمل العادات االجتماعية التي تراعى كضوابط اجتماعية تحدد السلوك
االجتماعي .وكذل ك المرجع الثاني ،يحدد مثال في الطريقة كيفية تفكير الطفل ،فعند
وجود مجتمع ما يفكر بطريقة واحدة كالمجتمعات التقليدية التي تؤمن بالخرافة
والدجل؛ فطريقة تنشئة الطفل فيها كانت بعيدة عن العقالنية وعن النقد وهكذا .هذان
المستويان يختزالن في بعدين ،إما بعد داخلي أو بعد خارجي:
1ـ البعد الداخلي :وفيه؛ الطريقة ينظر إليها من داخل بنيتها كتعريف فليب
ميريو ،Philippe Meirieuالطريقة (أداة للتحديد ووسيلة مدققة لتعليم محتوى
معرفي معين).
2ـ البعد الخارجي :وفيه؛ الطريقة ينظر إليها من خارجها من خالل (مجموع
التمثالت التي نحملها حول طبيعة عناصر العملية التعليمية وللعالقات الرابطة فيما
بينها) .والطريقة تتنوع بتنوع المجال التي توجد فيه والوظيفة التي تقوم بها ،وتتنوع
بتنوع طبيعتها وطبيعة موضوعها .وهي بارتباطها بمراجعها تخدم أهدافا معينة يضعها
المستخدم لها ،بعد ارتباطات الطريقة :للطريقة ارتباطات وأسس ،تقوم عليها.
ب :ـ طبيعة الطفل :من حيث مراعاتها كل معطى للطفل سواء السيكولوجي أو
الفسيولوجي أو االجتماعي أو المعرفي
25
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
26
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
-5ـ المنافسة القائمة على التسابق ألداء الواجب وبذل المجهود وبلوغ األهداف
والحصول على الجزاء.
-6ـ الحدس أي االعتماد على أشياء مجسمة ووسائط قصد إثارة المالحظة واإلدراك
الحسي.
-7ـ االنطالق من سيكولوجيا الملكات وقوامها تنمية الملكات العقلية).
✓ ـ طريقة متمركزة حول نشاط المتعلم/الطفل
( تقوم ✓ Méthode centrée sur l’activité des élèvesوهي طرائق
على نشاط المتعلم والفعل الذي يتعلم من خالله المعارف ويكتشفها ،حيث
يصبح مشاركا بنفسه في بناء المعارف مستعمال مبادرته اإلبداعية ،بدال من
تلقي المعارف من المدرس أو الكتاب المدرسي .وسواء انطلقت هذه الطرائق
من المجرد أو الملموس أو استعملت مقاربة مباشرة أو حدسية ،أو استعانت
بالوسائل السمعية البصرية ،فإن مدلول ” النشيط أو الفاعل ” هو المبادرة
الشخصية واإلبداعية واالكتشاف… فالنشيط يعتبر جماعة القسم منتجة
ومتعاونة غير أن هذا اإلنتاج هو اكتساب فردي أو شخصي) .ويطلق على
هذا النوع من الطرائق النشيطة ،وهي تعتمد على:
✓ ـ النشاط :أي أن المتعلم يالحظ ويلعب ويعالج بنفسه ويبتكر.
✓ ـ الحرية :حيث أن المتعلم يمتلك حق المبادرة.
✓ ـ التربية الذاتية :وتفيد النشاط الذاتي واتخاذ القرار الشخصي واالستقاللية)
✓ .ـ طريقة متمركزة حول المحتوى والتفاعل Méthode centrée sur le
contenu et l’interactionوهي طرائق تقوم على التمركز حول المحتوى
التعليمي أي المتن التعليمي وتوليه أهمية قصوى من حيث التخطيط أو
البرمجة .وهي (تصور حول الفعل التربوي يستند إلى مبادئ العقلنة والفعالية
27
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
1ـ تحليل المنطلقات وتحديد األهداف في شكل قدرات عامة أو سلوكيات قابلة
للقياس.
3ـ تصميم وضعيات التقويم عن طريق اختيار أسلوبه وموضوعه وأدواته وتحليل
نتائجه قصد اتخاذ ق اررات تصحيحية) .وهناك عدة تصنيفات ،فمثال (صنف ديكورت
De Corteالطرائق التعليمية اعتمادا على أشكال الفعل التعليمي ،وهي األفعال التي
ينجزها المدرس في عالقة مع تقديم محتويات ،قصد جعل المتعلم يحقق أهدافا
محددة .ولتحديد أشكال الفعل التعليمي ،ننطلق من ثالثة عناصر أساسية.
.2إن هذه األنشطة واألشكال ،تتحدد بنوعية العالقة بين المدرس والمتعلم.
. 3إن اختيار هذه األنشطة واألشكال ،يتوخى بلوغ أهداف سيحققها المتعلم .انطالقا
من هذا ،اقترح ديكورت أربعة أشكال تعليمية أساسية .وهي :أوال األشكال التلقينية
التي تعتمد على اإللقاء والبرهنة .ثانيا األشكال الحوارية التي تعتمد على الحوار
العمودي والحوار األفقي .ثالثا األشكال البحثية والمهام التي تعتمد على أساليب مغلقة
أخرى مفتوحة ورابعا أشكال العمل الجماعي التي تعتمد على التنشيط والحوار
والمهام .).كما أن فرانسيس بيكون F.Baconقدم في كتابه «العضو الجديد » New
Organonطريقة التفكير والتدريس االستقرائية التي تبدأ بالتجربة واألمثلة ،وبعدها
تنتقل إلى القاعدة .و(يمكن تقسيم طرائق وأساليب التعليم حسب المحاور التالية:
28
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
أ ـ طرائق وأساليب استقرائية :حيث ينتقل الذهن خالل عملية التفكير من الجزئيات
إلى الكل.
ب ـ طرائق وأساليب استنتاجية :حيث ينتقل الذهن خالل عملية التفكير من الكل إلى
الجزئيات.
ب ـ طرائق وأساليب يكون مركزها المتعلم :كحل المشكلة والمشروع وافرد العملية
التعليمية.
أ ـ طرائق وأساليب تقليدية :ويكون تركيزها على المادة الدراسية ومظهرها الحفظ
واالستظهار مثل المحاضرة.
ب ـ طرائق وأساليب حديثة :وتسمى مستحدثة إذ استعملت ألول مرة ،ويكون مركزها
الطالب كالتعليم المبرمج والتعليم بمساعدة الكمبيوتر وغيرها من طرائق وأساليب إفراد
العملية التعليمية.
29
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
ج ـ طرائق تعليم الجماعات الكبيرة .).وإذا أخدنا الطرائق باستحضار قطبي فعل
التربية ضمن مثلثها ،وهما المربي /المربية والطفل/الطفلة نجد الطرق التعليمية
متمركزة حول المربي/المربية أو الطفل/الطفلة ،أو متمركزة حول الطفل/الطفلة أو
متركزة على آلية التفكير الفردي أو آلية التفكير الجماعي .والطريقة البيداغوجية كفعل
إنساني ترتكز على ثالثة أقطاب هي:
القطب العلمي :وهو القطب الذي يجعل الطريقة حاملة للعلم والمعرفة في مجاالتها
المختلفة ،وبذلك فهو يتناول ما هو نفسي ،وما هو معرفي اجتماعي ،وما هو لغوي
… إلخ.
30
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
مبادئ الطريقة التقليدية( :مبدأ السلطوية مبدأ الحفظ واالستظهار والتكرار مبدأ التركيز
على المعارف والمحتويات مبدأ الثواب والعقاب مبدأ النظام واالنضباط مبدأ فصل
المعارف والمواد الطفل/الطفلة جهاز استقبال ،سلبي ،منفعل ،شرير بطبيعته ،ال
خصوصيات له المربي /المربية جهاز إلقاء ،مالك للمعرفة ،قائد ،سلطوي المواد
مشتتة ،تركز على المعارف على حساب المجالين الوجداني والسيكو حركي العالقات
عمودية األسلوب اإللقائي هو السائد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر
(األسلوب االستجوابي).
الطرائق النشيطة ( :مبدأ فعالية الطفل مبدأ الحرية مبدأ الدافعية الذاتية مبدأ
االنطالق من فهم حاجات األطفال مبدأ احترام شخصية الطفل مبدأ توظيف الخطأ
تمركز النشاط حول الطفل/الطفلة التنشيط بالعمل تعلم الحياة بالحياة تطوير
الشخصية في كل جوانبها المربي/المربية مرشد وموجه التركيز على الكفايات
المستعرضة) .التعليم األولي والطرائق النشيطة( :أشهر الطرائق النشيطة انبثقت في
المستوى التعليمي األولي واالبتدائي التعليم األولي أكثر المجاالت تقبال للتجديد
التربوي الطرائق النشيطة هي األصلح لألطفال صغار السن ألن وتيرة انتباه األطفال
قصيرة ألن األطفال يحتاجون إلى توظيف أكثر من حاسة لالستيعاب ألنهم محتاجون
إلى الحركة بفعل الطاقة الزائدة ألن أساليب التنشيط تسمح لكل واحد أن يسير وفق
وتيرة تعلمه الخاصة).
31
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
32
المادة :الوساطة البيداغوجية ماجستير البحث :السنة األولى
33