You are on page 1of 188

‫مهارات اللغة العربية (‪)1‬‬

‫د‪ .‬سليمان السناني‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مختار الغوث‬


‫‪1440 – 1439‬ه‬
‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪،‬‬
‫سيدنا حممد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أمجعني‪ .‬أما بعد‪ ،‬فهذا كتاب مهارات‬
‫اللغة العربية‪ ،‬على وفْق املنهج املقرر على طالب جامعة طيبة‪ .‬وهو أربعة‬
‫أقسام‪ :‬أوهلا يف أهم أبواب النحو‪ ،‬وثانيها دراسة لبعض األدوات‬
‫ومعانيها‪ ،‬وثالثها يف أخطاء لغوية شائعة‪ ،‬ورابعها دراسة ألربعة نصوص‬
‫خمتارة‪ ،‬هي‪ :‬سورة احلجرات‪ ،‬وحديث اإلسراء‪ ،‬و"الشعرة البيضاء"‪،‬‬
‫ملصطفى لطفي املنفلوطي‪ ،‬و"ذكرى املولد"‪ ،‬ألمحد شوقي‪.‬‬
‫وقد عرضنا القسم األول بغاية من اإلجياز‪ ،‬وكان مهنا فيه أن يعرف‬
‫الطالب معاين النحو الكلية معرفة‪ ،‬تشبه املعرفة السليقية‪ ،‬كأن الكلمة‬
‫فاعل‪ ،‬أو مبتدأ‪ ،‬أو حال‪ ،‬إخل؛ فأعرضنا ‪-‬من أجل ذلك‪ -‬عن‬
‫التفاصيل اليت نرى أهنا ال تعني على ذلك‪ ،‬والطالب ‪-‬إىل ذلك‪ -‬يف‬
‫غىن مبا يعرفون منها بالسليقة عن تعليمهم إياها بالطريقة الصناعية‪.‬‬
‫ف املعاين الكلية‪ ،‬وتستقر يف النفوس‪ ،‬مما‬‫وتدريس التفاصيل قبل أن تُث َق َ‬
‫يشق عليهم‪ ،‬وحيول بينهم وبني استيعاب ما هم إليه أحوج‪ .‬وقد رت ْبنا‬
‫هذا القسم ترتيبا خيالف املعهود يف كتب النحو العريب‪ ،‬من بعض‬
‫الوجوه‪ ،‬فبدأنا باإلعراب‪ ،‬واقتصرنا منه على عالماته األصلية الظاهرة‪ ،‬مث‬
‫أتبعنا ذلك أبواب النحو‪ ،‬مث ثنينا بالعالمات املقدرة‪ ،‬فالعالمات الفرعية‪،‬‬
‫حرصنا على أن تستقر‬ ‫وثلثنا بدراسة املبنيات‪ .‬وإمنا َمحلنا على ذلك ُ‬
‫احم مبا خيالف األصل‪،‬‬ ‫أول‪ ،‬وأال تز َ‬
‫القواعد األصلية يف أذهان الطالب ُ‬
‫من العالمات املقدرة‪ ،‬والعالمات الفرعية والبناء‪ ،‬فإن البدء هبذه كالبدء‬
‫‪1‬‬
‫عرف األصل‪ ،‬والشاذ قبل أن يعرف القياسي واملطرد‪،‬‬ ‫بالفرع قبل أن يُ َ‬
‫وما أجدر ذلك أن حيول دون إدراكها كلها‪ .‬وزادنا اقتناعا هبذه الطريقة‬
‫لنحو‪ ،‬وصدودهم عنه‪ ،‬وما يف هذه‬ ‫ما قد علمنا من اجتواء الطالب ا َ‬
‫الطريقة من تيسري‪ ،‬ال خيفى‪ ،‬وجتديد‪ ،‬يدفع امللل شيئا‪.‬‬
‫أما النصوص‪ ،‬فعرضناها عرضا جيمع بني الشرح والتحليل والتقومي‪،‬‬
‫مبا يعني على فهم معانيها من ألفاظها‪ ،‬وإدراك ما فيها من مجال‪ ،‬وعدم‬
‫االقتصار على تقدمي جممل املعىن مبعزل عن النص‪ ،‬ملا نرى من أن ذلك‬
‫حيول دون بلوغ املقرر غاياته‪ ،‬وهي فهم النصوص‪ ،‬فتحليلها وتقوميها‪،‬‬
‫وتذوقها‪ .‬وحنسب أن يف الطريقة اليت اتبعنا عونا على ما يقرب الطالب‬
‫من العربية‪ ،‬ويرفع ما وضع بعض طرائق التعليم بينهم وبينها من حجب‪.‬‬
‫نسأل اهلل أن يبارك يف عملنا‪ ،‬وينفع به‪ ،‬وجيعله خالصا لوجهه الكرمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الكالم‬
‫الكالم هو‪ :‬اللفظ الذي يفيد معىن تاما‪ ،‬حيسن السكوت عليه‪.‬‬
‫وأقله كلمتان؛ ألن الكلمة املفردة ال تفيد معىن تاما‪ .‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬اهللُ ربُّنا)‪.‬‬
‫مجيل‪.‬‬
‫اليوم ٌ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫‪( -‬وقعت الواقعة)‪.‬‬
‫‪( -‬اقرتبت الساعةُ)‪.‬‬
‫فكل واحدة من هذه العبارات تؤدي معىن تاما يفيد السامع‪ ،‬ويبني عن‬
‫مراد املتكلم‪ ،‬وليس فيها ما حيتاج إىل كلمة ُم معناه‪ ،‬خبالف هاتني‬
‫العبارتني‪:‬‬
‫مررت جبالس‪.‬‬
‫‪ -‬إذا َ‬
‫اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬جاء َ‬
‫فإهنما ال تُبينان عن معىن تام‪ ،‬وإذا مسعهما املرء‪ ،‬ظل ينتظر حمدثه أن‬
‫يُتمهما‪ ،‬ويَصل ما قَطَ َع منهما‪ ،‬وإذا طال سكوته‪ ،‬فرمبا ظن أنه نسي‬
‫تم‬
‫شيئا مما أراد قوله‪ ،‬فذكره‪ ،‬أو نبهه على أنه ما زال ينتظر أن يقول ما يُ ُّ‬
‫فعلت‬
‫مررت جبالس‪ُ ،‬‬ ‫ما بدأ‪ ،‬حىت يَفهم ما أراد‪ ،‬كأن يقول له‪ :‬إذا ُ‬
‫ومن ذا الذي جاء اليوم؟ فإذا قال له‪:‬‬ ‫ماذا؟ َ‬
‫مررت جبالس‪ ،‬فسل ْم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا َ‬
‫اليوم صاحبك‪.‬‬
‫‪ -‬جاء َ‬
‫ََت املعىن‪ ،‬وغدت كلتا العبارتني كالما مفيدا؛ ألهنا تبلغ السامع معىن‬
‫‪3‬‬
‫تاما‪ ،‬يبني مراد املتكلم‪.‬‬

‫أقسام الكالم‬
‫وينقسم الكالم ثالثة أقسام‪:‬‬
‫معىن غري ُمقرتن بزمن‪،‬‬
‫‪ -1‬اسم‪ :‬وهو الكلمة اليت تدل على ذات‪ ،‬أو ً‬
‫مثل‪ :‬أمحد‪ ،‬وسعاد‪ ،‬وكتاب‪ ،‬وجبل‪ ،‬ومروءة‪ ،‬وحرية‪ ،‬وعقل‪ ،‬ودين‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فأمحد‪ ،‬وسعاد‪ ،‬وكتاب‪ ،‬وجبل‪ ،‬تدل على ذوات‪ ،‬وهي أشياء حمسوسة‪،‬‬
‫درك بإحدى احلواس اخلمس‪ ،‬أما املروءة‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والعقل‪ ،‬والدين‪،‬‬ ‫أي تُ َ‬
‫تدرك باحلس‪ ،‬وليس فيها ما يَقرتن بزمن‪ ،‬أي‬ ‫درك بالعقل‪ ،‬وال َ‬ ‫فمعان‪ ،‬تُ َ‬
‫إهنا تدل على معان جمردة من الزمن‪.‬‬
‫مثل‪ :‬قرأَ‪ ،‬سق َ‬
‫ط‪،‬‬ ‫‪ْ -2‬فعل‪ :‬وهو ما دل على حدث مقرتن بزمن‪ُ ،‬‬
‫يكتب‪ ،‬يبين‪ ،‬يصلي‪ ،‬يكسر‪ .‬فهذه الكلمات تدل على‬ ‫ُ‬ ‫استلقى‪،‬‬
‫حدث‬‫أحداث‪ ،‬ونعين باألحداث األشياءَ اليت حتصل‪ ،‬أي تقع‪ .‬وكل َ‬
‫من األحداث اليت تدل عليها وقع يف زمن‪ ،‬إما ماض‪ ،‬كاألفعال الثالثة‬
‫األوىل‪ ،‬فإهنا تدل على أن الزمن الذي وقعت فيه قد انقضى قبل كالم‬
‫املتكلم‪ ،‬وإما أن يكون الزمن حاضرا‪ ،‬وإما أن يكون مستقبال‪ ،‬كاألفعال‬
‫األربعة األخرية‪ ،‬فهي مل تقع قبل كالم املتكلم‪ ،‬وإمنا وقعت يف أثنائه‪ ،‬أو‬
‫بعده‪ .‬فإذا قيل‪ :‬يصلي عمرو اآلن‪ ،‬دل "يصلي" على حدث‪ ،‬أي فعل‬
‫يف الوقت احلاضر‪ ،‬وإذا قيل‪ :‬سيبين زي ٌد دارا‪ ،‬دل "يبين" على أن البناء‬
‫سيكون يف املستقبل‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ظهر املراد منه‬
‫معىن يف غريه‪ ،‬ولذلك ال ي ُ‬
‫‪ -3‬حرف‪ :‬وهو ما دل على ً‬
‫مثل‪ :‬م ْن‪ ،‬إىل‪ ،‬يف‪ ،‬على‪ .‬فهذه احلروف ليس فيها ما‬
‫إال بارتباطه بغريه‪ُ ،‬‬
‫يدل مبفرده على معىن يف نفسه‪ ،‬كما يدل "أمحد"‪ ،‬و"سعاد" على رجل‬
‫وامرأة بعينهما‪ .‬فإذا ُوضعت يف كالم‪ ،‬دلت على معان يف غريها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫قعدت يف املكتبة‪ ،‬الكوب على‬
‫ُ‬ ‫ذهبت إىل املسجد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫خرجت من الدار‪،‬‬
‫ُ‬
‫الطبق‪ .‬ف "من" ُّ‬
‫تدل على أن املكان الذي ابتدأ منه اخلروج هو الدار‪،‬‬
‫واالبتداء معىن يف اخلروج‪ ،‬ودلت "إىل" على أن الذهاب كان إىل‬
‫املسجد‪ ،‬أي إنه انتهى إليه‪ ،‬فدلت "على" على معىن يف "ذهب"‪ ،‬هو‬
‫انتهاء الغاية‪ ،‬ودلت "يف" على أن املكان الذي وقعت فيه القراءة هو‬
‫املكتبة‪ ،‬ودلت "على" على معىن يف الكوب هو استعالؤه على الطبق‪.‬‬
‫وال خيفى أن احلرف يف هذا خيتلف عن االسم والفعل‪ ،‬فكل من االسم‬
‫ضم إىل غريه‪ ،‬ف "أمحد"‬
‫والفعل يدل على معىن قائم بنفسه‪ ،‬قبل أن يُ َ‬
‫حدث‪ ،‬وقع يف الزمن‬ ‫يدل على رجل بعينه‪ ،‬و"صلى" يدل على َ‬
‫املاضي‪ ،‬وال يدل احلرف على شيء حىت يضم إىل غريه‪.‬‬

‫عالمات االسم والفعل‬


‫ت حقيقة كل منهما‪ ،‬وهي‬ ‫من اليسري ُييز االسم من الفعل‪ ،‬إذا فُهم ْ‬
‫أن الفعل يدل على حدث مقرتن بالزمن‪ ،‬وأن االسم يدل على ذات‪،‬‬
‫ف عليه أن " َوقَف‪ ،‬وقعد‪،‬‬
‫فمن عرف هذا مل َخيْ َ‬
‫أو معىن جمرد من الزمن‪َ .‬‬
‫وكتب"‪ ،‬أفعال‪ ،‬وليست بأمساء‪ ،‬وأن "قلم‪ ،‬وسيارة‪ ،‬وقوة"‪ ،‬أمساء‬
‫‪5‬‬
‫وليست بأفعال‪ .‬لكننا ‪ -‬حرصا على زيادة البيان واإليضاح ‪ -‬سنذكر‬
‫شارك فيها‪.‬‬
‫لكل منهما عالمات‪ ،‬تدل عليه داللة قاطعة؛ ألنه ال يُ َ‬

‫أوال‪ -‬عالمات االسم‬


‫وأمهها‪:‬‬
‫مثل‪( :‬سبحان الذي أسرى بعبده‬ ‫‪ -1‬قبول دخول حرف اجلر عليه‪ُ ،‬‬
‫ليالً من املسجد احلرام إىل املسجد األقصى)‪ .‬ف "عبد"‪ ،‬و"املسجد"‪،‬‬
‫امسان‪ ،‬ألن كال منهما دخل عليه حرف جر‪ ،‬هو الباء‪ ،‬و"من" و"إىل"‪.‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -2‬قبول التنوين‪ ،‬وهو نون‪ ،‬تلحق االسم‪ ،‬لفظًا ال خطا‪ُ ،‬‬
‫(مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً)‪،‬‬
‫فهذه كلها أمساء؛ ألهنا قبلت التنوين‪.‬‬
‫مثل‪( :‬إن املسلمني واملسلمات واملؤمنني‬ ‫‪ -3‬قبول دخول "أل"‪ُ ،‬‬
‫واملؤمنات والقانتني والقانتات)‪.‬‬
‫عصام‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أي‬
‫سعيد‪ْ ،‬‬
‫‪ -4‬قبول دخول أدوات النداء‪ ،‬مثل‪ :‬يا إبراهي ُم‪ ،‬أيا ُ‬
‫تنادى‪ ،‬وال تنادى األفعال‪.‬‬
‫فاألمساء هي اليت َ‬
‫لت أن تُدخ َل شيئا من العالمات السابقة على فعل أو حرف‬ ‫وإذا حاو َ‬
‫مل تقبله‪ ،‬فهذا دليل على أهنا أمساء‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬عالمات الفعل‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تاءُ الفاعل‪ ،‬وتاءُ التأنيث الساكنة‪ :‬ومها خاصان بالفعل املاضي‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫صامت ليلى‪ .‬فالتاء يف‬
‫ْ‬ ‫ت هند‪،‬‬ ‫دعوت‪ ،‬علمت‪ ،‬صل ْ‬ ‫َ‬ ‫يت‪،‬‬
‫مثل‪ :‬صل ُ‬
‫األفعال الثالثة األوىل تاء الفاعل‪ ،‬ويف الفعلني األخريين تاء التأنيث‪.‬‬
‫‪ -2‬قبول دخول أدوات النصب واجلزم‪ :‬وقبوهلما خاص بالفعل املضارع‪،‬‬
‫كقول اهلل ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬فإن مل تفعلوا ولن تفعلوا)‪ ،‬ف "مل" أداة جزم‪،‬‬
‫و"لن" أداة نصب‪ ،‬فدخوهلما على "تفعلوا" دليل على أنه فعل‪ ،‬وليس‬
‫باسم‪ .‬وكذلك‪( :‬مل يلد ومل يولد)‪( ،‬لن تنالوا الرب حىت تنفقوا مما حتبون)‪.‬‬
‫‪ -3‬قبول دخول "قد"‪ ،‬والسني‪ ،‬و"سوف"‪ ،‬ونون التوكيد‪ ،‬وياء‬
‫املخاطبة‪ :‬وتدخل هذه على الفعل املضارع‪ ،‬ما عدا ياء املخاطبة‪ ،‬ونون‬
‫التوكيد‪ ،‬فيشرتك فيهما الفعل املضارع وفعل األمر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬قد أفلح املؤمنون)‪( ،‬قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون)‪.‬‬
‫‪( -‬فسيكفيكهم اهلل)‪( ،‬ولسوف يعطيك ربك فرتضى)‪.‬‬
‫(لنسفعن بالناصية)‪( ،‬ف ُكلي واشريب وقَري عينا‬
‫ْ‬ ‫‪( -‬لينبذن يف احلطمة)‪،‬‬
‫حتبني‬
‫فإما تَ َرين من البشر أحدا فقويل إين نذرت للرمحن صوما)‪ ،‬أنت َ‬
‫اخلري‪ ،‬وترغبني عما ال يُْرضي اهلل‪.‬‬
‫‪ -4‬قبول دخول أحرف املضارعة األربعة اجملموعة يف "أنيت"‪ :‬وهو‬
‫تكتب‪.‬‬
‫يكتب ‪ُ ،‬‬ ‫نكتب‪ُ ،‬‬ ‫أكتب‪ُ ،‬‬ ‫خاص باملضارع‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬

‫‪ -3‬عالمات الحرف‬
‫احلرف‪ ،‬فليست له عالمات؛ ولذلك قال بعض العلماء‪:‬‬ ‫أما ُ‬
‫عالمه‬
‫ْ‬ ‫عالمه تَ ْرُك العالمة له‬
‫ْ‬ ‫احلرف ما ليست له‬
‫ُ‬
‫‪7‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬ميز الكالم من غري الكالم‪ ،‬يف هذه العبارات‪ ،‬مع ذكر السبب‪:‬‬
‫‪( -‬إن اإلنسان لفي خسر)‪.‬‬
‫‪ -‬كان يل‪.‬‬
‫‪ -‬عصفور يف اليد‪.‬‬
‫‪ -‬ما بيَدي‪.‬‬
‫نذر‪.‬‬
‫‪ -‬علي ٌ‬
‫استيقظت اليوم مطمئنا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪( -‬قل هلما قوال كرميا)‪.‬‬
‫‪( -‬مىت هذا الوعد؟)‪.‬‬
‫‪ -‬هذا القلم‪.‬‬
‫‪َ -‬م ْن أحسن إليك‪.‬‬
‫انتبه‪.‬‬
‫‪ْ -‬‬
‫‪ -‬من أنت؟‬
‫‪( -‬أيان يوم الدين؟)‪.‬‬
‫ت به‬‫س‪ 2‬سم األمساء واألفعال واحلروف يف هذه األبيات‪ ،‬وبني ما اقرتن ْ‬
‫من عالمات‪ ،‬وما تقبل من العالمات‪ ،‬إن مل تقرتن هبا‪:‬‬
‫‪ -‬قال عبد اهلل بن الدمينة‪:‬‬
‫قفي يا أ َُمْي َم القلب‪ ،‬نَقرأْ حتيةً ونشكو اهلوى‪ ،‬مث افعلي ما بدا لك‬
‫أطالل دارك؟‬
‫ت َ‬ ‫هل حي ْي ُ‬
‫َجَرع الذي به البا ُن‪ْ :‬‬‫َسلي البانةَ الغناء باأل ْ‬
‫‪8‬‬
‫اخرتت ذلك؟‬
‫مقام أخي البأساء‪ ،‬و ُ‬ ‫َ‬ ‫قمت يف أظالهلن عشيةً‬ ‫وهل ُ‬
‫يدين قْتلي‪ ،‬ق ْد ظفرت بذلك!‬ ‫كي أشجى‪ ،‬وما بك علةٌ‪ ،‬تر َ‬ ‫تعالَْلت ْ‬
‫قتيل‪ ،‬قلت‪ :‬أهو ُن هالك‬ ‫كيف ترونَه؟ فقالوا‪ٌ :‬‬ ‫وقولُك للعُواد‪َ :‬‬
‫خطرت ببالك‬ ‫ُ‬ ‫لئن ساءين أ ْن نلتين مبساءة لق ْد سرين أين‬ ‫ْ‬
‫ال بالن يات‪،‬‬ ‫س‪ 3‬قال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪" :-‬إمنَا األ َْع َم ُ‬
‫ت ه ْجَرتُهُ إ َىل اهلل ورسوله‪ ،‬فهجرته إىل‬ ‫َوإمنَا ل ُكل ْامرئ َما نَ َوى‪ ،‬فَ َم ْن َكانَ ْ‬
‫اهلل ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته ل ُدنْيَا يُصيبُ َها‪ ،‬أ َْو إ َىل ْامَرأَة يَْنك ُح َها‪،‬‬
‫اجَر إلَْيه"‪.‬‬
‫فَه ْجَرتُهُ إ َىل َما َه َ‬
‫استخرج من احلديث الشريف‪:‬‬
‫‪ -1‬األمساء املعرفة بأل‪.‬‬
‫‪ -2‬امسا منونا‪.‬‬
‫‪ -3‬األفعال املاضية‪.‬‬
‫‪ -4‬األفعال املضارعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلعراب‬
‫من خصائص العربية أهنا لغة معربة‪ ،‬أي إن أواخر الكلم فيها يغلب‬
‫عليها أن حترك‪ ،‬ويغلب على حركاهتا أن تكون مسببة عن عوامل تدخل‬
‫عليها‪ ،‬فحروف اجلر ‪-‬مثال‪ -‬عوامل‪ ،‬وهي إذا دخلت على الكلمة‬
‫جرهتا‪ ،‬مثل‪( :‬قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر‬
‫الوسواس اخلناس الذي يوسوس يف صدور الناس من اجلنة والناس)‪،‬‬
‫فالباء دخلت على "رب" فجرته‪ ،‬ودخلت "من" على "شر"‪ ،‬فجرته‪،‬‬
‫ودخلت "يف" على "صدور" فجرته‪ ،‬ودخلت "من" على "اجلنة" فجرته‪.‬‬
‫و"إن" وأخواهتا عوامل‪ ،‬وتدخل على اجلملة االمسية‪ ،‬فتنصب املبتدأ‬
‫يدا أس ٌد‪" ،‬ليت‬ ‫شديد العقاب)‪ ،‬كأن ز ً‬
‫ُ‬ ‫وترفع اخلرب‪ ،‬حنو‪( :‬إن ربك‬
‫شديد"‪ ،‬ألن األول‬
‫ت "ربك"‪ ،‬ورفعت " ُ‬ ‫بيع"‪ .‬ف "إن" نَصبَ ْ‬
‫الزما َن كله ر ٌ‬
‫يدا"‪ ،‬ورفعت "أس ٌد"‪ ،‬ونصبت‬ ‫امسها والثاين خربها‪ ،‬ونصبت "كأن" "ز ً‬
‫بيع"‪.‬‬
‫"ليت" "الزما َن"‪ ،‬ورفعت "ر ٌ‬
‫ودراسة العوامل اإلعرابية‪ ،‬وما يوقع كل منها من أثر يف الكلمة‪ ،‬إذا‬
‫دخل عليها‪ ،‬هو الذي يعيننا على جتنُّب اخلطأ‪ ،‬وموافقة الصواب‪ ،‬إذا‬
‫تكلمنا أو كتبنا؛ ألنه يدلنا على ما ينبغي أن ُحيرك به آخر كل كلمة‪،‬‬
‫نتكلم هبا‪.‬‬
‫واإلعراب‪ :‬تغريُ آخر الكلمة حبسب العوامل الداخلة عليها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬وجاء ربُّك وامللك صفا صفا) ‪.‬‬
‫‪( -‬إن ربك لباملرصاد)‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪( -‬قل أعوذ برب الفلق) ‪.‬‬
‫ف " َرب" جاء مرفوعا يف اآلية األوىل؛ ألنه فاعل‪ ،‬والذي رفعه هو "جاء"‪،‬‬
‫وجاء منصوبا يف اآلية الثانية لدخول "إن" عليه‪ ،‬ف "إن" هي اليت نصبته‪،‬‬
‫وجاء جمرورا يف اآلية الثالثة؛ ألنه ُسبق حبرف جر‪ ،‬هو الباء‪ .‬فآخر حرف‬
‫من " َرب"‪ ،‬وهو الباء‪ ،‬تغريت حركته يف اآليات الثالث بالضمة والفتحة‬
‫والكسرة‪ ،‬على حسب العوامل اليت دخلت عليه‪ ،‬وهذا التغري هو الذي‬
‫يُسمى اإلعراب‪ ،‬وتُسمى الكلمة اليت يتغري آخرها معربة‪ .‬فالمعرب ‪-‬‬
‫إذن ‪ -‬هو ما تتغير حركة آخر حرف منه بحسب العوامل اإلعرابية‬
‫الداخلة عليه‪ .‬وتُسمى احلركات اليت تظهر على آخر الكلمة عالمات‬
‫اإلعراب‪ .‬ولإلعراب أربع عالمات أصلية‪ ،‬هي‪ :‬الضمة‪ ،‬والكسرة‪،‬‬
‫والفتحة‪ ،‬والسكون‪.‬‬
‫ومن أجل تيسري دراسة املعربات سنقسمها إىل مرفوعات‪ ،‬ومنصوبات‪،‬‬
‫وجمرورات‪ ،‬وجمزومات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المرفوعات‬
‫أوال ‪ -‬المبتدأ‬
‫وهو اسم جمرد من العوامل اللفظية‪ ،‬خمرب عنه‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬اهللُ ربُّنا)‪.‬‬
‫س فَط ٌن"‪.‬‬
‫"املؤمن َكي ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الزهرةُ بيضاءُ‪.‬‬
‫نور‪.‬‬
‫العلم ٌ‬‫‪ُ -‬‬
‫ظالم‪.‬‬
‫اجلهل ٌ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫كنز‪.‬‬
‫‪ -‬القناعةُ ٌ‬
‫ف "اهلل"‪ ،‬و"امل ؤمن"‪ ،‬و"الزه رة"‪ ،‬و"العل م"‪ ،‬و"اجله ل"‪ ،‬و"القناع ة"‪ ،‬مل‬
‫يسبقها عامل يعمل فيها‪ ،‬وأُخرب عنها باأللفاظ اليت جاءت بعدها (ربُّنا‪،‬‬
‫الم‪ ،‬كن ٌز)‪ ،‬وه ذه األلف اظ تُ ت ُّم م ع األمس اء ال يت‬
‫ور‪ ،‬ظ ٌ‬‫س‪ ،‬بيض اءُ‪ ،‬ن ٌ‬
‫كي ٌ‬
‫أَ ْخ َربت عنها معىن اجلملة‪.‬‬
‫ومعرف ة مع ىن اجلمل ة ال يت يك ون فيه ا املبت دأ ه ي ال يت تعينن ا عل ى ُيي ز‬
‫املبت دأ‪ ،‬ف إن املبت دأ ه و ال ذي ُحي َك م علي ه ب اخلرب‪ ،‬أم ا اخل رب فه و ال ذي‬
‫ُحيكم به‪ .‬وإذا فهمنا ه ذا أمك ن أن مني ز املبت دأ م ن اخل رب بس هولة‪ .‬فلف ظ‬
‫اجلالل ة يف املث ال األول ُحك م علي ه بأن ه ربن ا‪ ،‬و ُحك َم عل ى "امل ؤمن" بأن ه‬
‫"كيس"‪ ،‬وعلى "الزهرة" بأهنا "بيضاء"‪ .‬ومن فهم هذا سهل عليه إعراب‬

‫‪12‬‬
‫املبت دأ واخل رب‪ .‬وم ن فه م مع ىن الك الم‪ ،‬وج د إعراب ه غاي ةً يف الس هولة‪،‬‬
‫وليس كما يَظن الذين حيسبون أنه مبين عل ى ختم ني‪ ،‬ال عل ى أس اس م ن‬
‫املعىن‪.‬‬
‫ؤمن"‪ ،‬و"الزه رةُ"‪ ،‬و"العل ُم"‪ ،‬و"اجله ُل"‬
‫ولعل ك ت رى أن "اهللُ"‪ ،‬و"امل ُ‬
‫مرفوعة بالضمة؛ ألن كال منها مبتدأ‪ ،‬فاملبتدأ ‪-‬إذن‪ -‬مرفوع‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬الخبر‬
‫وه و م ا ت تم ب ه الفائ دة م ن اجلمل ة م ع املبت دأ‪ ،‬كم ا ق د رأين ا يف أمثل ة‬
‫املبتدأ‪ ،‬وكما يف هذه األمثلة‪:‬‬
‫‪( -1‬اهللُ الصمد)‪.‬‬
‫الكتاب صديق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪-2‬‬
‫الرب هيِّن‪.‬‬
‫‪ُّ -3‬‬
‫‪( -4‬اهللُ يبسط الرزق ملن يشاء)‪.‬‬
‫‪( -5‬وربُّك يخلق ما يشاء)‪.‬‬
‫‪( -6‬لنا أعمالُنا)‪( ،‬ولكم أعمالكم)‪.‬‬
‫‪( -7‬وفوق كل ذي علم ٌ‬
‫عليم)‪.‬‬
‫‪ -8‬اجلنة تحت أقدام األمهات‪.‬‬
‫‪ -9‬أمامك ٌ‬
‫يوم طويل‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -10‬االمتحا ُن غ ًدا‪.‬‬
‫العيد اليوم‪.‬‬
‫‪ُ -11‬‬
‫ت ب ه اجلمل ة األوىل م ع لف ظ اجلالل ة ه و "الص مد"‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه‬‫فم ا َُ ْ‬
‫اجلملة الثانية مع "الكت اب" ه و "ص ديق"‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه الثالث ة م ع "ال رب"‬
‫هو "هني"‪ ،‬وما ُت به اجلمل ة الرابع ة م ع لف ظ اجلالل ة ه و مجل ة "يبس ط‬
‫ال رز "‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة اخلامس ة م ع "رب ك" ه و مجل ة "خيل ق م ا‬
‫يش اء"‪ .‬وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة السادس ة م ع املبت دأ‪ ،‬وه و "أعمالن ا‬
‫وأعمالكم" هو (لنا‪ ،‬ولكم)‪ ،‬وما ُت به اجلمل ة الس ابعة م ع املبت دأ وه و‬
‫"عل يم" ه و "ف و َ "‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه الثامن ة م ع املبت دأ ه و "حت ت أق دام‬
‫األمه ات"‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة التاس عة م ع املبت دأ‪ ،‬وه و "ي وم" ه و‬
‫أمام ك"‪ ،‬وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة العاش رة م ع املبت دأ‪ ،‬وه و "االمتح ان" ه و‬
‫" َ‬
‫"غدا"‪ ،‬وما ُت به اجلملة احلادية عشرة م ع املبت دأ ه و "الي وم"‪ .‬وتس مى‬
‫العبارات اليت يتم هبا املعىن مع املبتدأ أخبارا‪.‬‬
‫وجدهتا أربعة أنواع‪:‬‬
‫وإذا تأملت العبارات اليت َت هبا املعىن مع املبتدأ‪َ ،‬‬
‫النوع األول‪ -‬اسم مفرد‪" :‬الصمد"‪" ،‬صديق"‪" ،‬هني"‪ ،‬ونعين بأنه مف رد‬
‫أنه ليس جبملة‪ ،‬وال بشبه مجلة‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ -‬مجلة كاملة‪ ،‬وهي ‪-‬يف األمثل ة‪ -‬مجل ة فعلي ة (يبس ط ال رز ‪،‬‬
‫خيلق ما يشاء)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫النوع الثالث‪ -‬جار وجمرور‪" :‬لن ا" يف (لن ا أعمالن ا)‪ ،‬و"لك م"‪ ،‬يف (ولك م‬
‫أعمالكم)‪.‬‬
‫النوع الرابع‪ -‬ظرف‪ ،‬وه و إم ا ظ رف مك ان (أمام ك‪ ،‬حت ت أق دام)‪ ،‬وإم ا‬
‫(غدا‪ ،‬اليوم)‪.‬‬
‫ظرف زمان ً‬
‫ويسمى اجلار واجملرور والظرف بنوعيه شبه مجلة‪.‬‬
‫ولعل ك ت رى أن املبت دأ ج اء متق دما عل ى اخل رب يف األمثل ة كله ا م ا ع دا‬
‫املث ال الس ادس والس ابع والتاس ع‪ .‬وال ذي ميي ز املبت دأ م ن اخل رب ه و املع ىن‬
‫ال ذي ي دالن علي ه‪ ،‬فاملبت دأ م ا ُحك م علي ه‪ ،‬واخل رب م ا ُحك م ب ه عل ى‬
‫املبتدأ‪.‬‬
‫ف الخبر ‪-‬إذن‪ -‬ه و م ا ت تم ب ه الفال دد م المبت دأ ويك ون مف ر ا‬
‫وجمل ة و به جمل ة واألص ل أن يت خر ع ن المبت دأ وق د يتق دم‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تمرين‬
‫س‪1‬بني املبتدأ واخلرب ونوعه‪ ،‬وعالمة إعراب كل منهما فيما يأيت‪:‬‬
‫"الدين النصيحةُ"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫قار‪.‬‬
‫الشيب َو ٌ‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬احلياة ُح ْل ٌم طويل‪.‬‬
‫‪" -‬املسلمو َن تتكافأُ ُ‬
‫دماؤُهم"‪.‬‬
‫"الرب حسن اخللق"‪.‬‬ ‫‪ُّ -‬‬
‫املال ينبوعُ األحزان‪.‬‬‫‪ُ -‬‬
‫"األدب عبريُ الروح"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪( -‬احلمد هلل رب العاملني)‪.‬‬
‫‪( -‬بيدك اخلري)‪.‬‬
‫أجر"‪.‬‬
‫‪" -‬يف كل كبد رطبة ٌ‬
‫‪( -‬فيهما فاكهةٌ وخنل ورمان)‪.‬‬
‫ات الطرف)‪.‬‬ ‫‪( -‬فيهن قاصر ُ‬
‫‪ -‬اجلنة حتت ظالل السيوف‪.‬‬
‫‪" -‬بالبل اجلليل تبكي اخلليل"‪.‬‬
‫‪( -‬ولكم يف القصاص حياة)‪.‬‬
‫تبس ٌم وثناءُ‬
‫فالكائنات ضياءُ‪ ،‬وفَ ُم الزمان ُّ‬
‫ُ‬ ‫‪ُ -‬ول َد اهلدى؛‬
‫ثالث"‪.‬‬
‫‪" -‬آيةُ املنافق ٌ‬
‫‪16‬‬
‫أمر"‪.‬‬
‫وغدا ٌ‬‫مخر‪ً ،‬‬
‫"اليوم ٌ‬
‫‪َ -‬‬
‫للجهل مثلُها‪ ،‬ولكن أوقايت إىل احللم أقرب‬‫أوقات‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -‬وللحلم ٌ‬
‫‪" -‬احلياةُ مسرحيةٌ إنسانية‪ ،‬يشهدها املالئكة والشياطني"‪.‬‬
‫‪ -‬الرجولةُ الصربُ على املكاره من أجل غاية عظيمة‪.‬‬
‫‪ -‬طاعةُ اهلوى تقتل املروءة‪.‬‬
‫‪" -‬من حسن إسالم املرء تركه ما ال يعنيه"‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫‪( -1‬الرمحن علم القرآن خلق اإلنسان علمه البيان الشمس والقمر‬
‫حبسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع امليزان أال تطغوا‬
‫يف امليزان وأقيموا الوزن بالقسط وال ختسروا امليزان واألرض وضعها لألنام‬
‫فيها فاكهة والنخل ذات األكمام واحلب ذو العصف والرحيان)‪.‬‬
‫‪" -2‬الطهور شطر اإلميان‪ ،‬واحلمد هلل ُأل امليزان‪ ،‬وسبحان اهلل واحلمد‬
‫هلل ُآلن أو ُأل ما بني السماء واألرض‪ ،‬والصالة نور‪ ،‬والصدقة برهان‪،‬‬
‫والصرب ضياء‪ ،‬والقرآن حجة لك أو عليك"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثالثا ‪ -‬اسم كان وأخواتها‬
‫وأخوات كان هي‪ :‬أمسى‪ ،‬وأصبح‪ ،‬وأضحى‪ ،‬وظ ل‪ ،‬وب ات‪ ،‬وص ار‪،‬‬
‫وما برح‪ ،‬وما فت ئ‪ ،‬وم ا انف ك‪ ،‬وم ا زال‪ ،‬ول يس‪ ،‬وم ا دام‪ .‬وه ذه األفع ال‬
‫تدخل على اجلملة االمسية املؤلفة م ن مبت دأ وخ رب‪ ،‬فرتف ع املبت دأ‪ ،‬فيس مى‬
‫امسها‪ ،‬وتنصب اخلرب‪ ،‬فيسمى خربها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬وكان ربك قديرا)‪.‬‬
‫‪ -‬ستنجح ما دام الجد خلقا لك‪.‬‬
‫‪ -‬أمسى المريض بارئاً‪.‬‬
‫‪ -‬ما برح الشرطي واقفا حىت أصبح‪.‬‬
‫‪( -‬وأصبح فؤا أم موسى فارغا)‪.‬‬
‫‪ -‬بات زيد قائما‪ ،‬وأصبح صائما‪.‬‬
‫‪( -‬وإذا بُشر أحدهم باألنثى ظل وجهه ومسودا)‪.‬‬
‫‪ -‬ما زال المطر ينهمر‪.‬‬
‫‪ -‬صار الطالب أستاذا‪.‬‬
‫‪ -‬ما فتئ األستاذ يكرر الشرح حىت فهمت‪.‬‬
‫‪ -‬أضحى الصعب سهال‪.‬‬
‫وال خيف ى أن خ رب ه ذه األفع ال ق د يك ون مف ردا‪ ،‬وق د يك ون مجل ة‪ ،‬وق د‬
‫يكون شبه مجلة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫واملتص رف م ن ه ذه األفع ال يعم ل مض ارعه واألم ر من ه عم ل املاض ي‪،‬‬
‫حنو‪:‬‬
‫‪ -‬يف آخر الزمان يصبح الرجل مؤمنا‪ ،‬وميسي كافرا‪.‬‬
‫‪ -‬سيصري املرءُ يوما جسدا ما فيه روح‬
‫‪ -‬ما يزال الناس يعدون التواضع خلقا كرميا‪.‬‬
‫‪ -‬ما يفتأ زيد حيفظ ود أصدقائه‪.‬‬
‫فتيت املسك فو فراشها‬
‫‪ -‬ويضحي ُ‬

‫‪19‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني اسم كان وأخواهتا وخربها‪ ،‬فيما يأيت‪:‬‬
‫صالَة َما َكا َن يف امل ْسجد يَْنتَظ ُر الصالَة"‪.‬‬
‫العْب ُد يف َ‬
‫‪" -‬الَ يََز ُال َ‬
‫َ‬
‫العجوز فتا ًة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬كانت‬
‫املطر ينهمر‪.‬‬
‫‪-‬ظل ُ‬
‫‪ -‬ما فتئ زي ٌد يقرأ حىت نام‪.‬‬
‫‪" -‬ال يزال لسانُك رطبًا بذكر اهلل"‪.‬‬
‫‪( -‬وكان يف املدينة تسعة رهط)‪.‬‬
‫النأي بديال من القرب‪.‬‬ ‫‪ -‬أضحى ُ‬
‫األجسام‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬وإذا كانت النفوس كبارا تعبت يف مرادها‬
‫‪ -‬بات العابد قائما‪.‬‬
‫‪ -‬ما انفك أخي يقرأ القرآن حىت أصبح‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫‪( -‬وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا ملبعوثون خلقا جديدا)‪.‬‬
‫‪ -‬ما برح زيد يذكر اهلل حىت طلعت الشمس‪.‬‬
‫تزل واقفا هاهنا حىت أعود إليك‪.‬‬ ‫‪ -‬ال ْ‬
‫‪ -‬بات املريض نائما‪ ،‬وأصبح ساملا‪.‬‬
‫‪( -‬ال يزال بنياهنم الذي بنوا ريبة)‪.‬‬
‫‪ -‬ما كان زيد جاهال‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫رابعا ‪ -‬خبر إن وأخواتها‬
‫وأخ وات "إن" ه ي‪ :‬أن‪ ،‬وك أن‪ ،‬ولك ن‪ ،‬ولي ت‪ ،‬ولع ل‪ .‬و"أن وإن"‬
‫ديد‬ ‫تفي دان التوكي د‪ ،‬حن و‪( :‬إن الس اعة آتي ة)‪( ،‬اعلم وا أن اهلل‬
‫العقاب)‪ ،‬وتفيد "ليت" التمين‪ ،‬وهو طلب أمر حمبوب‪ ،‬مس تحيل الوق وع‬
‫دوم‪ ،‬وتفي د "لع ل" الرتج ي‪ ،‬وه و طل ب أم ر‬
‫أو صعبُه‪ ،‬حنو‪ :‬ليت احلي ا َة ت ُ‬
‫حمب وب‪ ،‬ممك ن الوق وع‪ ،‬حن و‪( :‬لع ل الس اعة قري ب)‪ ،‬وتفي د "ك أن"‬
‫يدا أس ٌد‪ ،‬وتفي د "لك ن" االس تدراك‪ ،‬وه و االس تثناء‪،‬‬
‫التشبيه‪ ،‬حنو‪ :‬كأن ز ً‬
‫حنو‪ :‬اجلو حار‪ ،‬لكن الدرس ممت ‪.‬‬
‫وتنصب "إن" وأخواهتا املبتدأ‪ ،‬وترفع اخلرب‪ .‬ويكون اخل رب مف ردا ومجل ة‬
‫وشبه مجلة‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪ -‬ليت يل صديقا‪ ،‬ال يتغري‪.‬‬
‫الطري‪.‬‬
‫‪ -‬كأن على رؤوسهم َ‬
‫‪(-‬إن يف ذلك آليةً ملن خاف عذاب اآلخرة)‪.‬‬
‫‪( -‬إن اهلل حيب التوابني)‪.‬‬
‫‪(-‬ولكن اهلل جيتيب من رسله من يشاء)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني اسم "إن" وأخواهتا وخربها‪ ،‬ونوعه يف هذه اجلمل‪:‬‬
‫‪( -‬إن اهلل ومالئكته يصلون على النيب)‪.‬‬
‫اث بأ َْرضنَا يَ ْستَ ْنسر‪.‬‬
‫‪ -‬إن البُغَ َ‬
‫عمرا أعرض عنه امتثاال ألمر اهلل‪.‬‬ ‫‪ -‬جهل زيد على عمرو‪ ،‬لكن ً‬
‫‪ -‬كأن القمر كرة‪.‬‬
‫‪ -‬ليت الكواكب تدنو يل؛ فأنظمها عقود مدح؛ فما أرضى لكم‬
‫كلمي‬
‫‪( -‬وإن اآلخرة هي دار القرار)‪.‬‬
‫ت‬
‫‪" -‬لَ َعل اهللَ اطلَ َع َعلَى أ َْهل بَ ْدر‪ ،‬فَ َق َال‪ْ :‬اع َملُوا َما شْئتُ ْم؛ فَ َق ْد َغ َف ْر ُ‬
‫لَ ُكم"‪.‬‬
‫س‪ 1‬أعرب ما فو اخلط فيما يأيت‪:‬‬
‫‪ ( -‬إن يف ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنني وإن ربك هلو العزيز‬
‫الرحيم)‪.‬‬
‫‪ -‬لعل األيام ُتد بك‪ ،‬فينكشف لك املخبوء‪.‬‬
‫فأخربه مبا ف ع ل املشيب‬ ‫‪ -‬فيا ليت الشباب يعود يوما‪،‬‬
‫الظالم ليس بفان‬
‫ت‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -‬علالين؛ فإن بيض األماين فَنيَ ْ‬
‫‪" -‬إن يف السماء خلربا"‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫خامسا ‪ -‬الفاعل‬
‫وهو اسم قُدم عليه فع ل‪ ،‬وأُس ند إلي ه عل ى أن ه ق ام ب ه‪ ،‬أو وق ع من ه‪.‬‬
‫حنو‪:‬‬
‫‪-‬صلى زي ٌد‪.‬‬
‫بكر‪.‬‬
‫‪ -‬مرض ٌ‬
‫ف "صلى" فع ل‪ ،‬وه و مس ند إىل زي د‪ ،‬وزي د ه و ال ذي فع ل ه ذا الفع ل‪.‬‬
‫و"مرض" فعل مسند إىل "بكر"‪ ،‬لكن بكرا مل يفعل املرض كما فعل زيد‬
‫الصالة‪ ،‬وإمنا املرض ق ام جبس مه‪ ،‬أو ن زل ب ه‪ ،‬لك ن مل ا ك ان الفع ل مس ندا‬
‫إلي ه كم ا أس ند "ص لى" إىل "زي د"‪ُ ،‬مس ي ف اعال كم ا يس مى "زي د" ف اعال‬
‫ل "صلى"‪.‬‬
‫وي ذكر الفع ل م ع الفاع ل م رة‪ ،‬ويؤن ث أخ رى‪ ،‬وت ارة يك ون الت ذكري‬
‫والتأنيث واجبني‪ ،‬وتارة يكونان جائزين‪ .‬فيجب تأنيث الفعل مع الفاع ل‬
‫يف هذه احلاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ك ان الفاع ل مؤنث ا حقيق ي التأني ث‪ ،‬مل يَفص ل بين ه وب ني فعل ه‬
‫فاص ل‪ ،‬حن و‪( :‬إذ قال ت ام رأة عم ران رب إين ن ذرت ل ك م ا يف بط ين‬
‫حم ررا)‪ .‬ف "امرأة" فاع ل‪ ،‬وه ي مؤن ث حقيق ي التأني ث‪ ،‬متص ل بفعل ه‬
‫(قالت) ومل يفصل بينهما فاصل؛ فوجب تأنيث الفعل لذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -2‬إذا ك ان الفاع ل ض مريا مس ترتا يع ود عل ى مؤن ث حقيق ي التأني ث أو‬
‫جمازي التأنيث‪ ،‬فحقيق ي التأني ث مث ل‪( :‬ق ال ي ا م رمي أك ل ك ه ذا قال ت‬
‫هو من عند اهلل)‪ ،‬ففاعل "قالت" ض مري مس ترت يع ود عل ى "م رمي"‪ ،‬وه ي‬
‫مؤن ث حقيق ي التأني ث‪ .‬واجمل ازي التأني ث مث ل‪( :‬إذا الس ماء انفط رت)‪،‬‬
‫الزهرة تفتحت‪ .‬ففاعل الفعل ني (انفط رت‪ ،‬وتفتح ت) ض مري مس ترت يع ود‬
‫على "السماء والزهرة"‪ ،‬ومها مؤنثان جمازيا التأنيث‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يك ون الفاع ل ض مريا مس ترتا‪ ،‬يع ود عل ى مج ع تكس ري مل ذكر غ ري‬
‫عاق ل‪ ،‬حن و‪( :‬وإذا الكواك ب انتث رت)‪ ،‬ففاع ل (انتث رت) ض مري مس ترت‬
‫يعود على الكواكب‪ ،‬والكواكب مجع تكسري لغري عاقل‪.‬‬
‫وجيب التذكري يف هذه احلاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يك ون الفاع ل م ذكرا حقيق ي الت ذكري‪ ،‬مف ردا‪ ،‬أو مث ىن‪ ،‬أو مج َع‬
‫مذكر ساملا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬قال نوح رب ال تذر على األرض من الكافرين ديارا)‪.‬‬
‫‪( -‬قال رجالن من الذين خيافون أنعم اهلل عليهم)‪.‬‬
‫‪( -‬قد أفلح املؤمنون)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقي التأنيث أو جمازيه‪ ،‬مفصوال بينه وب ني‬
‫الفعل ب "إال"‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪ -‬ما حضر إال خدجيةُ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬ما سقط إال شجرةٌ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬جيوز التأنيث والتذكري يف هذه احلاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ك ان الفاع ل امس ا ظ اهرا مؤنث ا جم ازي التأني ث‪ ،‬حن و‪( :‬وأ رقت‬
‫األرض بن ور رهب ا)‪ ،‬ف "األرض" فاع ل "أش ر "‪ ،‬وه و اس م ظ اهر مؤن ث‬
‫جمازي التأني ث‪ ،‬فيج وز التأني ث كم ا يف اآلي ة‪ ،‬وجي وز الت ذكري‪ ،‬ك أن يق ال‬
‫يف غري القرآن‪ :‬أشر األرض‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان الفاع ل مج ع تكس ري‪ ،‬حن و‪( :‬لق د ج اءت رس ل ربن ا ب احلق)‪،‬‬
‫وجاء رسل ربنا جاء الرجال‪ ،‬وجاءت الرجال‪.‬‬
‫اسم مجع‪ ،‬وه و االس م ال دال عل ى مج ع ولك ن ل يس‬
‫‪ -3‬إذا كان الفاعل َ‬
‫له مفرد من لفظه‪ ،‬حنو‪( :‬وقال نسوة يف املدين ة) قال ت نس وة‪( ،‬ك بَّبت‬
‫قوم نوح املرسلني) (وك ذب ب ه قوم ك وه و احل ق) (إذ ق ال ل ه قوم ه ال‬
‫تفرح إن اهلل ال حيب الفرحني)‪.‬‬
‫اسم جنس مجعيا‪ ،‬وهو الذي يفر بين ه وب ني مف رده‬ ‫‪ -4‬إذا كان الفاعل َ‬
‫بتاء‪ ،‬أو ياء مشددة‪ ،‬حن و‪َُْ :‬ر‪َ ،‬زْه ر‪َ ،‬ش َجر‪ ،‬ع َرب‪ ،‬تُ ْرك‪ُ ،‬روم‪ ،‬أع راب‪.‬‬
‫فمف ردات ه ذه اجلم وع ه ي‪ ُ :‬رة‪ ،‬زه رة‪ ،‬ش جرة‪ ،‬ع ريب‪ ،‬ترك ي‪ ،‬روم ي‪،‬‬
‫أع رايب‪ .‬فيق ال‪( :‬قال ت األع راب) ق ال األع راب‪ ،‬أورق الش جر‬
‫أورقت الشجر‪ ،‬انتصر العرب انتصرت العرب‪ .‬وهكذا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫سا سا ‪ -‬نالب الفاعل‬
‫وه و مفع ول ب ه‪ُ ،‬ح ذف فاعل ه‪ ،‬ف أقيم مقام ه‪ ،‬وغُ ريت ل ه ص يغة‬
‫الفعل‪ ،‬بأن يُضم أولُّه‪ ،‬ويُكسر ما قبل آخره‪ ،‬إن كان ماضياً‪ ،‬حن و‪( :‬قُت ل‬
‫اإلنسا ُن)‪ ،‬أُصلح اخلطأُ‪ .‬فإن كان معتل الوسط ُكسر أوله‪ ،‬وقُل ب ح رف‬
‫العلة ي اء‪ ،‬حن و‪ :‬قي ل الك الم‪ ،‬بيع ت الس لعة‪ .‬ف إن ك ان مخاس يا أوسداس يا‬
‫ضم مع أوله ثالثُه‪ ،‬حن و‪ :‬اُجتُم ع‪ ،‬اُس تُعمل‪ .‬ف إن ك ان‬ ‫مبدوءًا هبمزة وصل ُ‬
‫ضم مع أوله ثانيه‪ ،‬حنو‪ :‬تُعُل م‪ ،‬تُ ُكل م‪ .‬ف إن ك ان الفع ل‬
‫مبدوءًا بتاء زائدة ُ‬
‫املب ين للمجه ول مض ارعا ض م أول ه وف تح م ا قب ل آخ ره‪ ،‬حن و‪( :‬ي ع رف‬
‫اجملرمون بسيماهم في ؤخَّ بالنواصي واألقدام)‪.‬‬
‫وح ْك م تأني ث الفع ل م ع نائ ب الفاع ل كحك م تأني ث الفع ل م ع‬ ‫ُ‬
‫"مج ع"‬
‫الفاعل‪ ،‬فيجب التأنيث حي ث جي ب‪ ،‬وجي وز حي ث جي وز‪ .‬فالفع ل ُ‬
‫(ومجع الشمس والقمر) جيوز تذكريه وتأنيثه؛ ألن نائب الفاعل مؤن ث‬ ‫يف ُ‬
‫جمازي التأنيث (الشمس)‪ .‬والفعل "غُلب" يف اآلي ة‪( :‬غُلب ت ال روم) جي وز‬
‫ت ذكريه وتأنيث ه؛ ألن نائ ب الفاع ل اس م ج نس مجع ي‪ ،‬فيج وز أن يق ال‬
‫أيض ا ‪-‬يف غ ري الق رآن‪ :-‬غل ب ال روم‪ُ .‬‬
‫و"س ري" يف ق ول اهلل ‪ -‬تع اىل ‪:-‬‬
‫(وإذا اجلبال س يِّرت) جي ب تأنيث ه؛ ألن نائ ب الفاع ل ض مري مس ترت يع ود‬
‫عل ى مج ع تكس ري لغ ري عاق ل‪ .‬و" ُك ور" يف قول ه‪( :‬إذا الش مس ك ِّورت)‬

‫‪26‬‬
‫جي ب تأنيث ه ألن نائ ب الفاع ل ض مري مس ترت يع ود عل ى مؤن ث جم ازي‬
‫التأنيث‪ .‬وهكذا سائر األحكام‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫سابعا ‪ -‬الفعل المضارع المجر من الناصب والجازم‬
‫ويكون مرفوعا أبدا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬واهلل يعلم املفسد من املصلح)‪.‬‬
‫تقوم أدك من ثلثي الليل ونصفه وثلثه)‪.‬‬
‫يعلم أنك ُ‬
‫‪( -‬إن ربك ُ‬
‫اجلمع)‪.‬‬
‫هزم ُ‬ ‫‪( -‬سيُ َ‬
‫‪( -‬وهي تفور تكاد ُيز من الغيظ)‬
‫فهذه األفعال‪( :‬يعلم‪ ،‬تقوم‪ ،‬يهزم‪ ،‬تفور‪ ،‬تكاد‪ُ ،‬ي ز) مل يس بقها ناص ب‬
‫وال جازم‪ ،‬فهي مرفوعة‪ ،‬وعالمة رفعها الضمة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫تمرين‬
‫س‪( 1‬إذا الش مس ك ورت وإذا النج وم انك درت وإذا اجلب ال س ريت وإذا‬
‫العش ار عطل ت وإذا الوح و حش رت وإذا البح ار س جرت وإذا النف وس‬
‫زوج ت وإذا امل وءودة س ئلت ب أي ذن ب قتل ت وإذا الص حف نش رت وإذا‬
‫السماءكش طت وإذا اجلح يم س عرت وإذا اجلن ة أزلف ت علم ت نف س م ا‬
‫أحضرت)‪.‬‬
‫‪( -‬إذا الس ماء انش قت وأذن ت لرهب ا وحق ت وإذا األرض م دت وألق ت‬
‫ما فيها وختلت وأذنت لرهبا وحقت)‪.‬‬
‫‪( -‬إذا الس ماء انفط رت وإذا الكواك ب انتث رت وإذا البح ار فج رت وإذا‬
‫القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت)‪.‬‬
‫استخرج ما يف اآليات من أفعال مؤنثة‪ ،‬وبني حكم تأنيثها وسببه‪.‬‬
‫س‪ 2‬بني الفعل املبين للمجهول والفعل املبين للمعلوم‪ ،‬والفاعل ونائب‬
‫الفاعل فيما يأيت‪ ،‬وعالمة إعراهبما‪:‬‬
‫اعة"‪.‬‬
‫‪" -‬إ َذا ُوس َد األ َْم ُر إ َىل َغ ْري أ َْهله فَانْتَظر الس َ‬
‫‪(-‬وقال الرسول يا رب إن قومي اختذوا هذا القرآن مهجورا)‪.‬‬
‫الدرس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وجع‬
‫‪ُ -‬ر َ‬
‫‪ -‬قد قامت الصالة‪.‬‬
‫‪( -‬آمن الرسول مبا أُنزل إليه من ربه)‪.‬‬
‫‪ -‬قال نفطويه‪" :‬إذا استحكمت املودة‪ ،‬بطلت التكاليف"‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪" -‬أقُصرت الصالةُ؟"‪.‬‬
‫‪( -‬يوم يُنفخ يف الصور فتأتون أفواجا وفُتحت السماء فكانت أبوابا‬
‫وسريت اجلبال فكانت سرابا)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬تقول بُنييت‪ْ :‬أوص املوايل‪ ،‬وكيف وصاة من هو عنك جاف؟!‬
‫عطاؤهُ‪.‬‬
‫ثناؤهُ ‪ ،‬أُم َل ُ‬
‫طاب ُ‬
‫‪َ -‬م ْن َ‬
‫‪( -‬كلما نَضجت جلودهم بدلناهم جلودا غريها)‪.‬‬
‫‪( -‬كلما أُلقي فيها فوج سأهلم خزنتها)‪.‬‬
‫‪ -‬بانت سعاد؛ فقليب اليوم متبول متيم إثرها‪ ،‬مل يُ ْف َد مكبول‬
‫س‪ 3‬مثل ملا يأيت يف كالم مفيد‪:‬‬
‫‪ -‬فعل مؤنث؛ ألن فاعله اسم جنس مجعي‪ ،‬وبني حكم التأنيث‪.‬‬
‫‪ -‬فع ل م ذكر؛ ألن نائ ب فاعل ه مث ىن م ذكر حقيق ي الت ذكري‪ ،‬واذك ر‬
‫حكم التذكري‪.‬‬
‫‪ -‬فع ل‪ ،‬فاعل ه ض مري مس ترت يع ود عل ى مؤن ث حقيق ي التأني ث‪ ،‬واذك ر‬
‫حكم تأنثيه‪.‬‬
‫‪ -‬فعل مب ين للمجه ول‪ ،‬نائ ب فاعل ه ض مري يع ود عل ى مج ع تكس ري لغ ري‬
‫عاقل‪ ،‬وبني حكم تأنيثه‪.‬‬
‫‪ -‬فعل مبين للمجهول‪ ،‬نائب فاعله اسم مجع‪ ،‬واذكر حكم تأنيثه‪.‬‬
‫‪ -‬فعل مبين للمعلوم‪ ،‬فاعله مفصول عنه بإال‪ ،‬واذكر حكم التأنيث‪.‬‬
‫‪ -‬فعل مبين للمجهول‪ ،‬نائب فاعله اسم مجع‪ ،‬واذكر حكم تأنيثه‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫س‪ 4‬بني األفعال املرفوعة وعالمة رفعها فيما يأيت‪:‬‬
‫‪( -‬ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مبا يقولون)‪.‬‬
‫‪( -‬ويسألونك عن اجلبال فقل ينسفها ريب نسفا فيذرها قاعا صفصفا)‪.‬‬
‫حتس منهم من أحد أو تسمع هلم ركزا)‪.‬‬ ‫‪( -‬هل ُّ‬

‫‪31‬‬
‫المنصوبات‬
‫‪ -1‬المفعول به‬
‫وح ابن ه)‪.‬‬
‫وهو االسم الذي يق ع علي ه فع ل الفاع ل‪ ،‬حن و‪( :‬ون ادى ن ٌ‬
‫ف "ابن" مفع ول ب ه؛ ألن ه ه و ال ذي ن اداه ن وح‪ .‬واألص ل يف املفع ول ب ه أن‬
‫يأيت بعد الفاعل‪ ،‬ولكنه قد يتقدم عليه‪ ،‬وقد يتقدم على الفعل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬وإذ ابتلى إبراهيم ربُّه)‪.‬‬
‫عمرو‪.‬‬
‫‪ -‬أكرم زيداً ٌ‬
‫‪( -‬وكالا آتينا حكما وعلما)‪.‬‬
‫دعوت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬زي ًدا‬
‫‪ -‬كتابًا اشرتيت‪.‬‬
‫ف "إبراهيم" مفع ول ب ه مق دم‪ ،‬و"ربُّ ه" فاع ل م ؤخر‪ ،‬و"ك ال" مفع ول ب ه‬
‫مقدم‪ ،‬وكذلك "زيدا‪ "،‬و"كتابا"‪ ،‬وقد تقدم الثالثة على الفعل‪.‬‬
‫والفع ل ق د ينص ب مفع وال واح دا وق د ينص ب مفع ولني‪ ،‬فم ن نص ب‬
‫الفعل مفعولني‪:‬‬
‫‪ -‬أعرت زيدا كتابا‪ .‬ف "زيدا" مفعول به أول‪ ،‬و"كتابا" مفعول به ثان‪.‬‬
‫‪ -‬أسأل اهللَ العافيةَ‪.‬‬
‫‪ -‬ظننت بكرا عاقال‪.‬‬
‫‪-‬حسبت عمرا غائبا‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬جعلت القراءة ديدناً‪.‬‬

‫‪ -2‬المفعول المطلق‬
‫املفعل املطلق هو‪ :‬املصدر املؤكد لعامله‪ ،‬أو املبني لنوعه‪ ،‬أو لع دده‪.‬‬
‫وعامله هو الفعل الذي قبله؛ ألنه هو الذي يعمل فيه النصب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -1‬فلينظ ر اإلنس ان إىل طعام ه أن ا ص ببنا امل اء ص با مث ش قننا األرض‬
‫كيدا"‪ ،‬مصادر‬ ‫شقا)‪( ،‬إهنم يكيدون كيدا وأكيد كيدا)‪ .‬ف "صبا‪ ،‬وشقا‪ ،‬و ً‬
‫مؤكدة لعواملها‪ ،‬وهي األفعال ال يت قبله ا‪ :‬ص ب‪ ،‬ش ق‪ ،‬ك اد‪ .‬وإمن ا كان ت‬
‫مؤكدة لعواملها ألن اإلتيان هب ا بع دها مبنزل ة تكراره ا‪ ،‬فكم ا أن ه إذا قي ل‪:‬‬
‫ص ب ص ب‪ ،‬ش ق ش ق‪ ،‬ك َاد ك َاد‪ ،‬ك ان الفع ل الث اين م ن ه ذه األفع ال‬
‫مؤك دا للفع ل األول‪ ،‬ك ذلك إذا قي ل‪ :‬ص ب ص با‪ ،‬ش ق ش قا‪ ،‬ك اد كي دا‪،‬‬
‫كان املصدر مؤكدا للفعل الذي قبله‪.‬‬
‫‪( -2‬وقل هلما قوال كرميا)‪( ،‬من ذا ال ذي يق رض اهلل قرض ا حس نا)‪( ،‬إن ا‬
‫ض ا‪ ،‬وفْت ًح ا" مص ادر مبين ة لن وع‬
‫وقر ً‬
‫فتحن ا ل ك فتح ا مبين ا)‪ ،‬ف "ق والً‪ْ ،‬‬
‫قل‪ ،‬ويقرض‪ ،‬وف تَح‪ .‬ومع ىن أهن ا مبين ة لنوعه ا أن‬‫عواملها‪ ،‬وهي األفعال‪ْ :‬‬
‫"الق ول‪ ،‬والق رض‪ ،‬والف تح" أن واع‪ ،‬والق ول امل ذكور يف اآلي ة األوىل ه و‬
‫الق ول الك رمي‪ ،‬والق رض يف اآلي ة الثاني ة ه و الق رض احلس ن‪ ،‬والف تح يف‬
‫اآلية األخرية هو الفتح املبني‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪( -3‬ف ُدكتا دك ةً واح دة)‪( ،‬فنظ ر نظ رةً يف النج وم)‪ ،‬وق ف وقفت ني‪ ،‬نظ ر‬
‫إلي ه نظ رات‪ ،‬ف "دكةً‪ ،‬ونظ رًة‪ ،‬ووقفت ني‪ ،‬ونظ رات" مص ادر مبين ة لع دد‬
‫عوامله ا‪ ،‬أي إن "دك ة واح دة" مبين ة لع دد ال دك‪ ،‬و"نظ رة" مبين ة لع دد‬
‫النظر‪ ،‬و"وقفتيني" مبينة لعدد الوقوف‪ ،‬و"نظرات" لعدد النظر‪.‬‬

‫‪ -3‬المفعول ألجله‬
‫ت إكرام ا‬
‫وهو مصدر يبني سبب وقوع الفع ل ال ذي قبل ه‪ ،‬حن و‪ :‬قم ُ‬
‫أليب‪ ،‬ف اإلكرام ه و س بب القي ام‪ ،‬وك ذلك ق ول اهلل ‪ -‬تع اىل ‪( :-‬جيعل ون‬
‫أصابعهم يف آذاهنم من الص واعق حَّر امل وت)‪ ،‬فاحل ذر ه و س بب وض ع‬
‫األصابع يف اآلذان‪ .‬وقول الشاعر‪:‬‬
‫أهابك إجالال‪ ،‬وما بك قدرة علي‪ ،‬ولكن م ْلءُ عني حبيبُها‬
‫فاإلجالل هو سبب اهليبة‪.‬‬

‫‪ -4‬المفعول فيه‬
‫وه و ظ رف الزم ان واملك ان‪ .‬ومس ي مفع وال في ه؛ ألن ه يب ني الزم ان أو‬
‫املكان اللذين يقع فيهما الفعل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫يوم اجلمعة‪.‬‬
‫‪ -‬قدمت َ‬
‫خلف اإلمام‪.‬‬
‫‪ -‬صليت َ‬

‫‪34‬‬
‫ف "يوم" هو الزمن الذي وقع فيه القدوم‪ ،‬و"خلف" هو املكان الذي وقع‬
‫فيه الفعل "صلى"‪.‬‬
‫وال ب د أن يك ون االس م ال ذي يك ون ظرف ا مش تمال عل ى مع ىن (يف)‬
‫الدال ة عل ى الظرفي ة‪ ،‬ف إن مل يش تمل عليه ا مل يك ن ظرف ا‪ ،‬وإن دل عل ى‬
‫زم ان أو مك ان‪ ،‬ف "صليت خل ف اإلم ام" معناه ا‪ :‬ص ليت يف مك ان‬
‫خل ف اإلم ام‪ ،‬و"ق دمت ي وم اجلمع ة" معناه ا‪ :‬ق دمت يف ي وم اجلمع ة‪،‬‬
‫يوم اجلمعةُ عي ٌد‪ ،‬ليس بظرف‪ ،‬وإن كان يدل على‬ ‫لكن "يوم"‪ ،‬يف قولنا‪ُ :‬‬
‫الزم ان‪ ،‬وإمن ا ه و مبت دأ‪ ،‬ألن امل راد ل يس‪" :‬يف ي وم اجلمع ة عي د"؛ وإمن ا‬
‫احلكم على يوم اجلمعة بأنه عيد‪ ،‬فه و ‪-‬م ن أج ل ذل ك‪ -‬مبت دأ و"عي د"‬
‫خ ربه‪ .‬وك ذلك قول ه ‪ -‬تع اىل ‪( :-‬إن موع دهم الص بح)‪ .‬فالص بح خ رب‬
‫"إن" ول يس ظ رف زم ان؛ ألن ه ال يش تمل عل ى مع ىن "يف" الظرفي ة‪ ،‬وإن‬
‫كان يدل على الزمان‪.‬‬

‫‪ -5‬الحال‬
‫ف‪ ،‬نكرة‪ ،‬يؤتى به لبيان هيئة صاحبه‪ ،‬حنو‪:‬‬‫وص ٌ‬
‫وهو‪ْ :‬‬
‫مدبرا)‪.‬‬
‫‪( -‬فلما رآها هتتز كأهنا جان وىل ً‬
‫‪( -‬انفروا خفافا وثقاال)‪.‬‬
‫بيع الطلق خيتال ضاح ًكا من احلسن حىت كاد ان يتكلما‬ ‫‪ -‬أتاك الر ُ‬
‫‪35‬‬
‫ف "مدبرا" حال‪ ،‬أي إهن ا بين ت هيئ ة موس ى ‪ -‬علي ه الس الم ‪ -‬ح ني وىل‪،‬‬
‫فه و ص احب احل ال‪ ،‬و"خفاف ا وثق اال" ح االن‪ ،‬ومه ا يبين ان هيئ ة‬
‫املخ اطبني إذ ينف رون‪ ،‬وه م أص حاب احل الني‪ ،‬و"ض احكا" ح ال‪ ،‬تب ني‬
‫هيئة الربيع حني أتى‪ ،‬والربيع هو صاحبها‪.‬‬
‫واحلال منصوب أبدا‪.‬‬

‫‪ -6‬التمييز‬
‫وهو اسم نكرة‪ ،‬يزيل إهبام اسم أو نسبة قبله‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬وواعدنا موسى ثالثني ليلةً)‪.‬‬
‫غرست فدانا عنباً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫تصدقت مبد ب ارا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عندي مرتٌ حريراً‪.‬‬
‫‪( -‬اشتعل الرأس يباً)‪( ،‬وفجرنا األرض عيوناً)‪.‬‬
‫ف "ليلة‪ ،‬وعنبا‪ ،‬وبُرا‪ ،‬وحري را"‪ ،‬أزال ت إهب ام الكلم ات ال يت قبله ا‪ ،‬فقب ل أن‬
‫تُ ذكر ك ان امل راد م ن "ثالث ني‪ ،‬وف دانا‪ ،‬وم د"‪ ،‬مبهم ا‪ ،‬أي غ َري مع روف‪،‬‬
‫فلما ذُكرت‪ ،‬زال إهبامها‪ ،‬وأصبح املراد منه ا معروف ا‪ .‬أم ا "ش يبا وعيون ا"‪،‬‬
‫ف أزاال إهب ام نس بة‪ ،‬ومل يُ زيال إهب ام كلم ة مف ردة‪ ،‬فل يس يف اآليت ني كلم ة‬
‫مبهم ة‪ ،‬ولك ن امل بهم ه و نس بة االش تعال إىل ال رأس‪ ،‬أي إن اآلي ة مل ا‬
‫‪36‬‬
‫قال ت "اش تعل ال رأس" بق ي م ا اش تعل ب ه ال رأس مبهم ا‪ ،‬فلم ا ذك رت‬
‫"ش يبا" زال إهب ام م ا اش تعل ب ه ال رأس‪ ،‬وك ذلك "عيون ا"‪ ،‬مل ا ذُك رت زال‬
‫إهب ام نس بة التفج ري إىل األرض‪ ،‬إذ ك ان م ن املمك ن أن تك ون األرض‬
‫فُجرت أهنارا‪ ،‬أو عيونا‪ ،‬أو غري ذلك‪ ،‬فلما ذكرت "العيون" اتضح املراد‪،‬‬
‫وكذلك "اشتعل ال رأس"‪ ،‬م ن املمك ن أن يك ون م ا اش تعل ب ه ال رأس ن ارا‪،‬‬
‫أو شيئا آخر‪ ،‬فلما قيل "شيبا" زال إهبام ما اشتعل به الرأس‪.‬‬
‫ويس مى التميي ز ال ذي يزي ل إهبام ا يف كلم ة مف ردة ُيي َز مف رد‪ ،‬ويس مى‬
‫ُييز نسبة‪.‬‬
‫الذي يزيل إهباما يف نسبة َ‬

‫‪37‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬استخرج املنصوب من األمساء‪ ،‬يف هذه اجلمل‪ ،‬واذكر نوعه‪:‬‬
‫(ظلمات بعضها فو بعض إذا أخرج يده مل يكد يراها)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫أح َس ُن من ه تي هُ الفق راء‬
‫أح َس َن تواض ع األَغني اء طلب اً مل ا عن د اهلل‪ ،‬و ْ‬ ‫‪ -‬ما ْ‬
‫على األَغنياء اتكاالً على اهلل‪.‬‬
‫‪(-‬فكسونا العظام حلما)‪.‬‬
‫‪ -‬امتأل اإلناء لبنا‪.‬‬
‫‪ -‬أعطيت السائل رياال‪.‬‬
‫ك"‪.‬‬ ‫ك‪َ ،‬ر ْغبَةً َوَرْهبَةً إلَْي َ‬ ‫ت ظَ ْهري إلَْي َ‬‫‪َ "-‬وأَ ْجلَأْ ُ‬
‫طمعا يف املال‪.‬‬ ‫‪ -‬أوقع نفسه يف اهلالك ً‬
‫(ووجدك ضاال فهدى)‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫‪( -‬قالتا أتينا طائعني)‪.‬‬
‫‪ -‬وإين رأيت الشمس زادت حمبةً إىل الناس أن ليست عليهم بسرمد‬
‫‪(-‬إذا ُرجت األرض رجا وبست اجلبال بسا)‪.‬‬
‫‪( -‬فدعا ربه أين مغلوب فانتصر)‪.‬‬
‫‪(-‬فتمثل هلا بشرا سويا)‪.‬‬
‫‪( -‬إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً)‪.‬‬
‫‪ (-‬يأيها الذين آمنوا توبوا إىل اهلل توبة نصوحا)‪.‬‬
‫‪( -‬وما تدري نفس ماذا تكسب غدا)‪.‬‬
‫صبُّوا فو رأسه من عذاب احلميم)‪.‬‬ ‫‪( -‬مث ُ‬
‫‪38‬‬
‫‪( -‬بل اهللَ فاعبد وكن من الشاكرين)‪.‬‬
‫‪( -‬فلن يقبل من أحدهم ملء األرض ذهبا)‪.‬‬
‫شطر املسجد احلرام)‪.‬‬ ‫وجهك َ‬ ‫‪( -‬فول َ‬
‫‪(-‬إن عدة الشهور عند اهلل اثنا عشر شهرا يف كتاب اهلل)‪.‬‬
‫‪ -‬كفى بك داءً أن ترى املوت شافيا وحسب املنايا أن يكن أمانيا‬
‫‪(-‬وترى اجلبال حتسبها جامدة وهي ُر مر السحاب)‪.‬‬
‫‪( -‬وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)‪.‬‬
‫‪ -‬اشرتيت خبمسني رياال زيتا‪.‬‬
‫غضيض الطرف مكحول‬ ‫ُ‬ ‫أغن‪،‬‬
‫‪ -‬وما سعاد غداة البني إذ رحلوا إال ُّ‬
‫‪( -‬أنا أكثر منك ماال وأعز نفرا)‪.‬‬
‫‪( -‬يد اهلل فو أيديهم)‪.‬‬
‫أحبك حبني حب اهلوى‪ ،‬وحبا ألنك أهل لذاكا‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪( -‬إين رأيت أحد عشر كوكبا)‪.‬‬
‫ت أب ُذلُهُ ُح ْزناً مللحود‬‫ت َد ْمعي ألبكي املَكرمات به فَلَ ْس ُ‬ ‫‪َ -‬ذ َخ ْر ُ‬
‫‪( -‬وآتيناه احلكم صبيا)‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫‪( -‬فجعلناها نكاال ملا بني يديها وما خلفها وموعظة للمتقني)‪.‬‬
‫لست حبالل التالع َخمَافَةً َولَكن َمىت يسرتفد ال َق ْوم أرفد‬ ‫‪َ -‬و ُ‬
‫‪( -‬أتاها أمرنا ليال أو هنارا)‪.‬‬
‫‪( -‬والناشطات نشطا والساحبات سبحا)‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪(-‬إهنم كانوا قبل ذلك مرتفني)‪.‬‬
‫يبتسم‬
‫غضى من مهابته فما يكلم إال حني ُ‬ ‫‪ -‬يُغضي حياءً‪ ،‬ويُ َ‬
‫(أمسع هبم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظاملون اليوم يف ضالل مبني‬ ‫‪ْ -‬‬
‫وأنذرهم يوم احلسرة إذ قضي األمر وهم يف غفلة وهم ال يؤمنون)‪.‬‬
‫‪ -‬غرست األرض خنال‪.‬‬
‫جتهزت غازيًا كفى الشيب واإلسالم للمرء هنيا‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬عمريَة ود ْع‪ ،‬إن‬
‫‪-‬أَج ُد املالمةَ يف هواك لذيذة حبا لذكرك‪ ،‬فليلمين اللوُم‬
‫‪( -‬وال تقتلوا أوالدكم خشيةَ إمال )‪.‬‬
‫‪( -‬ولقد صبحهم بكرةً عذاب مستقر)‪.‬‬
‫‪-‬ضممت جناحيه على القلب ضمة ُوت اخلوايف حتتها والقوادم‬
‫الليايل قبل ما صنعت بنا فلما دهتين مل تزدين هبا علما‬
‫‪ -‬عرفت َ‬
‫‪(-‬أحيب أحدكم أن يأكل حلم أخيه ميتا)‪.‬‬
‫‪ -‬لئن كان برد املاء هيمان صاديا إيل حبيبا إهنا حلبيب‬

‫‪40‬‬
‫‪ -7‬المنا ى‬
‫النداء أسلوب يراد به تنبيه املخاطب على ما يقال له‪ ،‬وأشهر أدواته‪ :‬يا‪،‬‬
‫أي‪ ،‬حن و‪" :‬أزي ُد‪ ،‬ه ذا أب وك"‪" ،‬أي ب ين‪ ،‬علي ك‬ ‫واهلم زة‪ ،‬وأَيَ ا‪َ ،‬‬
‫وهيَ ا‪ ،‬و ْ‬
‫بالصد "‪،‬‬
‫يمها‬
‫نسيم الصبا َخيْلُص إيل نَس ُ‬
‫َ‬ ‫أيا جبلي نعمان‪ ،‬باهلل َخليا‬
‫‪ -‬هيا رب‪ ،‬أسألك املغفرة‪.‬‬
‫وأهم أنواع املنادى‪:‬‬
‫‪ -1‬املض اف‪ ،‬حن و‪( :‬يأه ل الكت اب ال تغل وا يف دي نكم)‪( ،‬ي ا نس اء الن يب‬
‫لسنت كأحد من النساء إن اتقينت)‪.‬‬
‫أسحارا‬
‫َ‬ ‫يا راقد الليل مسرورا بأوله‪ ،‬إن احلو َ‬
‫ادث قد يطرقْن‬
‫ف "أهل"‪ ،‬و"نساء"‪ ،‬و"راق د"‪ ،‬منادي ات‪ ،‬وه ي مض افة إىل م ا بع دها م ن‬
‫األمساء (الكتاب‪ ،‬ونساء والليل)‪.‬‬
‫‪ -2‬الشبيه باملضاف‪ ،‬وهو ما يتعلق به شيء من ُام معناه‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪ -‬أيا جالساً على الكرسي‪ ،‬ال تسقط‪.‬‬
‫ناظرا في الكتاب‪ ،‬تنبه إىل ما فيه من أخطاء‪.‬‬
‫يا ً‬
‫ف "جالسا" منادى‪ ،‬و"على الكرس ي" متعل ق ب ه‪ ،‬وي تمم معن اه‪ ،‬و"ن اظرا"‬
‫منادى‪ ،‬و"يف الكتاب" متعلق به ويتمم معناه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -3‬النكرة اجملهولة‪ ،‬وهي اليت ال يراد هب ا من ادى بعين ه‪ ،‬وإمن ا ي راد هب ا ك ل‬
‫م ن تص ُد علي ه‪ ،‬حن و ق ول ال واعظ‪ :‬ي ا غ افالً‪ ،‬إن امل وت يطلب ك‪.‬‬
‫ف "غافال" ال يراد به غافل بعينه‪ ،‬وإمنا يراد به كل غافل‪ ،‬كائنا من كان‪.‬‬
‫وه ذه األن واع الثالث ة م ن املن ادى (املض اف‪ ،‬والش بيه باملض اف‪ ،‬والنك رة‬
‫صب‪ ،‬كما يف األمثلة السابقة‪.‬‬ ‫اجملهولة) تُْن َ‬
‫العلَم املفرد‪ ،‬حنو‪( :‬قالوا يا نوح قد جادلتنا)‪( ،‬قالوا يا هو ما جئتنا‬
‫‪َ -4‬‬
‫ببينة)‪( ،‬يا مرميُ اقنيت لربك)‪.‬‬
‫‪ -5‬النك رة املقص ودة‪ ،‬وه ي ال يت ي راد هب ا من ادى بعين ه‪ ،‬وه ي خب الف‬
‫النكرة اجملهولة‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫نار كوين ب ردا وس الما عل ى إب راهيم)‪ ،‬فالن ار يف اآلي ة ي راد هب ا الن ار‬
‫‪( -‬يا ُ‬
‫اليت أُلْقي فيها إبراهيم ‪-‬عليه السالم‪.-‬‬
‫ت الك الم! وأن ت تع ين الرج ل‬ ‫‪ -‬قول ك الم رئ ختاطب ه‪ :‬ي ا رج ُل‪ ،‬أطل َ‬
‫الذي تكلمه وحده‪.‬‬
‫وهذان النوعان (العلم املفرد‪ ،‬والنكرة املقصودة) يُْب نَيان على الضم‪.‬‬
‫وإذا كان املنادى مقرتن ا ب "أل" وج ب أن يس بق ب "أيها"‪ ،‬إن ك ان م ذكرا‪،‬‬
‫و"أيته ا" إن ك ان مؤنث ا‪ ،‬ويبني ان عل ى الض م‪ ،‬ويب ىن املن ادى عل ى الض م‪،‬‬
‫ويعرب صفة‪ ،‬ويعرب "أيه ا" و"أيته ا" من اديني مبني ني عل ى الض م‪ ،‬واهل اء‬
‫فيهما للتنبيه‪ ،‬فهذه اجلملة (يأيها الناس اتقوا ربكم) هكذا تعرب‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫يا‪ :‬حرف نداء‪ ،‬وأي‪ :‬منادى مبين على الضم‪ ،‬وها‪ :‬ح رف تنبي ه ال حم ل‬
‫ل ه م ن اإلع راب‪ ،‬والن اس ص فة مرفوع ة‪ .‬وك ذلك تع رب‪( :‬يأيته ا ال نفس‬
‫املطمئنة)‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تمرين‬
‫‪ 1‬بني املنادى ونوعه وعالمته اإلعرابية فيما يأيت‪:‬‬
‫الصارم املسلوال؟‬
‫َ‬ ‫خرت‬
‫‪ -‬أمعفَر الليث اهلَزبْر بسوطه‪ ،‬ملن اد َ‬
‫‪( -‬يا حسرًة على العباد)‪.‬‬
‫‪ -‬يا غافال‪ ،‬وله يف الدهر موعظة‪ ،‬إن كنت يف سنة‪ ،‬فالدهر يقظا ُن‬
‫أرض ابلعي ماءك ويا مساء أقلعي)‪.‬‬ ‫‪ (-‬يا ُ‬
‫‪( -‬يأيها اإلنسان ما غرك بربك الكرمي)‪.‬‬
‫ت الدهر‪ ،‬عندي كل بنت‪ ،‬فكيف خلصت أنت من الزحام؟‬ ‫أبْن َ‬
‫‪( -‬يا هامان ابن صرحا)‪.‬‬
‫‪( -‬يأيها املزمل قم الليل إال قليال)‪.‬‬
‫‪ -‬أيا راكبا‪ ،‬إما عرضت‪ ،‬فبلغَ ْن نداماي من جنران أن ال تالقيا‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫أطلعك‬
‫ْ‬ ‫ظ اهلل زمانا‬‫وسناً‪ ،‬حف َ‬ ‫‪ -‬يا أخا البدر سناءً َ‬
‫‪( -‬قالوا يا صاحل قد كنت فينا مرجوا قبل هذا)‪.‬‬
‫‪( -‬يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صاحلا)‪.‬‬
‫‪ -‬يا واعظ‪ ،‬هال وعظت نفسك!‬
‫عمر‬
‫‪ -‬ألقيت كاسبهم يف قعر مظلمة فاغفر عليك سالم اهلل يا ُ‬
‫أنت موف ُق‬
‫صْبح خامسة‪ ،‬و َ‬ ‫‪ -‬يا راكبا‪ ،‬إن األُثَْي َل َمظنةٌ من ُ‬
‫حذر العدا‪ ،‬وبه الفؤ ُاد موك ُل‬
‫َ‬ ‫بيت عاتكةَ الذي أتعزل‬‫‪ -‬يا َ‬

‫‪44‬‬
‫‪ -8‬االستثناء‬
‫االس تثناء ه و‪ :‬إخ راج م ا بع د أداة االس تثناء م ن حك م م ا قبله ا‪ .‬ف إذا‬
‫قي ل‪ :‬ج اء الق وم إال زي دا‪ ،‬ك ان مع ىن الك الم أن زي دا مل جي ئ‪ ،‬وال ذي‬
‫أخرج ه م ن اجمل يء ه و "إال"‪ ،‬وه ي أداة االس تثناء‪ ،‬وزي د ه و م ا بع دها‪،‬‬
‫واجمليء هو احلكم الذي أخرج منه‪ ،‬وهو ما قبل "إال"‪.‬‬
‫وأشهر أدوات االستثناء‪ :‬إال‪ ،‬وغري‪ ،‬وس َوى‪ ،‬وخال‪ ،‬وعدا‪.‬‬
‫وللمستثىن ب "إال" ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬االستثناء التام املوجب‪ :‬وهو الذي يذكر فيه املس تثىن واملس تثىن من ه‪،‬‬
‫ويك ون الك الم غ ري منف ي‪ ،‬حن و‪ :‬حض ر الط الب إال زي دا‪ .‬فاملس تثىن‬
‫"زي د"‪ ،‬واملس تثىن من ه "الط الب"‪ ،‬والك الم مثب ت‪ ،‬وإثبات ه ه و مع ىن أن ه‬
‫موجب‪ .‬فيجب نصب املستثىن‪ ،‬حينئذ‪.‬‬
‫‪ -2‬االس تثناء الت ام املنف ي‪ ،‬وه و ال ذي ي ذكر في ه املس تثىن من ه‪ ،‬ويك ون‬
‫الك الم منفي ا‪ ،‬حن و‪ :‬م ا غ اب الط الب إال زي ًدا‪ .‬والف ر ب ني ه ذا وال ذي‬
‫قبله أن هذا منفي‪ ،‬وذلك مثبت‪.‬‬
‫ويف املس تثىن حينئ ذ وجه ان‪ :‬النص ب عل ى أن ه مس تثىن‪ ،‬واإلتب اع‪ ،‬وه و‬
‫إعرابه كإعراب املستثىن من ه‪ ،‬فريف ع إن ك ان مرفوع ا‪ ،‬وجي ر إن ك ان جم رورا‪،‬‬
‫حنو‪:‬‬
‫يدا‪.‬‬
‫‪ -‬ما مررت بأحد إال زيد‪ ،‬أو ز ً‬
‫‪45‬‬
‫عمرا‪.‬‬
‫عمرو‪ ،‬أو ً‬‫‪ -‬ما زارين أح ٌد إال ٌ‬
‫‪ -3‬االستثناء امل َفرغ‪ ،‬وهو الذي حيذف منه املستثىن منه‪ ،‬ويك ون الك الم‬
‫ُ‬
‫منفيا‪ ،‬فيعرب ما بعد "إال" حبسب العوامل الداخلة عليه‪ ،‬حنو‪ - :‬ما ق ام‬
‫إال علي‪.‬‬
‫‪ -‬ما رأيت إال طالباً‪.‬‬
‫‪ -‬ما سلمت إال على خالد‪.‬‬
‫‪ -‬ما رأيت صديقي إال ضاحكا‪.‬‬
‫فهذه اجلمل منفية ب "ما"‪ ،‬و ُحذف منها املستثىن‪ ،‬وهو "أحد"‪ .‬فيعرب ما‬
‫بعد "إال" فيها على حسب موقعه يف اجلملة‪ ،‬كما لو كان ت "إال"‪ ،‬وأداة‬
‫النف ي غ ري موج ودتني‪ .‬ف "علي" يف اجلمل ة األوىل يع رب ف اعال‪ ،‬ويع رب‬
‫"طالبا" يف اجلملة الثانية مفعوال به‪ ،‬ويعرب "خال د" امس ا جم رورا ب "على"‪،‬‬
‫ويع رب "ض احكا" ح اال‪ ،‬ف إعراب األمس اء األربع ة يف ه ذه األس اليب‬
‫كإعراهبا يف قولنا‪:‬‬
‫‪ -‬قام علي‪.‬‬
‫‪ -‬رأيت طالبا‪.‬‬
‫‪ -‬سلمت على علي‪.‬‬
‫‪ -‬رأيت صديقي ضاحكا‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫أم ا "غ ري" و"س وى"‪ ،‬فيعرب ان إع راب املس تثىن الواق ع بع د (إال) يف‬
‫احلاالت الثالث‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫غري زيد‪.‬‬
‫الطالب َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬حضر‬
‫غري عمرو‪.‬‬
‫الطالب غريُ عمرو‪ ،‬أو َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬ما غاب‬
‫‪ -‬ما غاب غريُ خالد‪.‬‬
‫‪ -‬ما سلمت على غري بكر‪.‬‬
‫فاالس تثناء يف اجلمل ة األوىل ت ام موج ب‪ ،‬ول ذلك ج اءت "غ ري" في ه‬
‫منصوبة‪ ،‬كما ينصب ما بعد "إال" يف االستثناء التام املوجب‪ .‬واالستثناء‬
‫يف اجلمل ة الثاني ة ت ام منف ي‪ ،‬ول ذلك ك ان يف "غ ري" وجه ان‪ :‬اإلتب اع‪،‬‬
‫والنص ب‪ ،‬كم ا أن فيم ا بع د "إال" يف االس تثناء الت ام املنف ي وجه ني‪:‬‬
‫اإلتب اع والنص ب‪ .‬واالس تثناء يف اجلملت ني األخريت ني مف رغ‪ ،‬ول ذلك ك ان‬
‫إع راب "غ ري" فيهم ا عل ى حس ب موقعه ا يف اجلمل ة (ف اعال يف األوىل‪،‬‬
‫وامس ا جم رورا يف الثاني ة)‪ ،‬كم ا أن م ا بع د "إال" يف االس تثناء املف رغ يع رب‬
‫على حسب موقعه يف اجلملة‪.‬‬
‫أما االسم الذي يقع بعد "غري" و"سوى"‪ ،‬فيُ َجُّر باإلضافة‪ ،‬أبدا‪.‬‬
‫أم ا "خ ال" و"ع دا"‪ ،‬ف إذا دخل ت عليهم ا "م ا"‪ ،‬نُص ب االس م ال ذي‬
‫بعدمها على أنه مفعول به‪ ،‬ومها فعالن‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫ائل‬
‫كل نعيم ‪-‬ال حمالة‪ -‬ز ُ‬
‫و ُّ‬ ‫كل شيء ما خال اهلل باطل‬
‫أال ُّ‬
‫‪47‬‬
‫فإذا ُجردا من "ما"‪ ،‬كان يف االسم الذي بع دمها وجه ان‪ :‬النص ب‪ ،‬عل ى‬
‫أنه مفعول به‪ ،‬ومها فع الن‪ ،‬واجل ر‪ ،‬عل ى أن ه اس م جم رور‪ ،‬ومه ا حرف ا ج ر‪،‬‬
‫حنو‪:‬‬
‫‪ -‬رأيت الطالب عدا زي ًدا‪ ،‬أو عدا زيد‪.‬‬
‫الكتب خال كتاباً‪ ،‬أو خال كتاب‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬قرأت‬

‫‪48‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني املستثىن واملستثىن منه‪ ،‬ونوع االستنثاء‪ ،‬يف هذه اجلمل‪:‬‬
‫‪( -‬فلبث فيهم ألف سنة إال مخسني عاما)‪.‬‬
‫‪( -‬وما احلياة الدنيا إال متاع الغرور)‪.‬‬
‫‪( -‬وما أرسلناك إال رمحة للعاملني)‪.‬‬
‫‪(-‬ما املسيح ابن مرمي إال رسول قد خلت من قبله الرسل)‪.‬‬
‫‪( -‬مث توليتم إال قليال منكم وأنتم معرضون)‪.‬‬
‫‪-‬كل املصائب قد ُر على الفىت فتهون غري مشاتة األعداء‬
‫‪(-‬وتلك األمثال نضرهبا للناس وما يعقلها إال العاملون)‪.‬‬
‫‪ -‬جنح الطالب غري زيد‪.‬‬
‫‪ -‬ما جاءين أحد إال زيدا‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫‪ -‬ما كان حممد إال صديقا محيما‪.‬‬
‫‪ -‬رد املستعري الكتب ما عدا كتابا‪.‬‬
‫‪ -‬حضر الطالب خال زيد‪.‬‬
‫‪ -‬ما رأيت عمراً إال بامسا‪.‬‬
‫‪ -‬ما أعجبين من زيد غري خلقه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -9‬الفعل المضارع المسبوق بناصب‬
‫ونواصب الفعل املضارع هي‪:‬‬
‫أحيب أحدكم أن ي كل حلم أخيه ميتا)‪.‬‬
‫‪ -1‬أ ْن‪ ،‬حنو‪ُّ ( :‬‬
‫‪ -2‬لن‪ ،‬حنو‪( :‬لن ينال اهللَ ُ‬
‫حلومها)‪.‬‬
‫مطعمك كي تستجاب دعوتك ‪.‬‬
‫أطب َ‬‫‪ -3‬كي‪ ،‬حنو‪ْ :‬‬
‫‪ -4‬إذن‪ ،‬بش ر أن تق ع يف أول الك الم‪ ،‬وأن يك ون الفع ل بع دها‬
‫مس تقبالً‪ ،‬متص الً هب ا‪ ،‬أو مفص وال عنه ا بالقس م أو "ال"‪ ،‬حن و‪ :‬إذن‬
‫دت كث رياً‪ ،‬وحن و‪ :‬إذن ‪ -‬واهلل ‪ -‬أكرم ك‪،‬‬
‫ت نجح‪ ،‬جواب اً مل ن ق ال‪ :‬اجته ُ‬
‫وحنو‪ :‬إذن ال أفعل ‪.‬‬
‫‪ -5‬الم التعليل‪ ،‬حنو‪( :‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك اهلل)‪.‬‬
‫‪ -6‬الم اجلح ود‪ ،‬وه ي الواقع ة بع د "م ا ك ان" أو "مل يك ن"‪ ،‬حن و‪( :‬م ا‬
‫كان اهلل ليَّر املؤمنني على ما أنتم عليه)‪( ،‬مل يكن اهلل ليغفر هلم)‪.‬‬
‫‪ -7‬حىت الدالة على التعليل أو الغاية‪ ،‬حنو‪( :‬قالوا لن نربح علي ه ع اكفني‬
‫حىت يرج إلينا موسى)‪ ،‬اجته ْد ح ىت ت نجح‪ ،‬انتب ه ح ىت تفه م‪ .‬فه ي يف‬
‫تمر‬
‫املث ال األول تفي د انته اء الغاي ة‪ ،‬أي إن العك وف عل ى الع ْج ل سيس ُّ‬
‫إىل أن يرج ع موس ى ‪ -‬علي ه الس الم ‪ ،-‬ويف املث ال الث اين تفي د التعلي ل‪،‬‬
‫أي إن النجاح علته االجتهاد‪ ،‬والفهم علته االنتباه‪.‬‬
‫‪ -8‬فاء السببية‪ ،‬مسبوقة بنفي أو طلب‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬ما رأيتك؛ ف سلم عليك‪ ،‬ف "أسلم" منص وب بع د ف اء الس ببية مس بوقةً‬
‫بنفي‪.‬‬
‫‪( -‬ال تف رتوا عل ى اهلل ك ذبا فيس حتكم بع ذاب)‪ ،‬و"يس حت" منص وب‬
‫بعد فاء السببية مسبوقة بنهي‪.‬‬
‫أفوز ف وزا عظيم ا)‪ .‬ف "أفوز" منص وب بع د ف اء‬
‫‪( -‬ي اليتين كن ت معه م ف َ‬
‫السببية مسبوقة بتمن‪ .‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ -9‬واو املعية مسبوقة بنفي أو طلب‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫عظيم‬
‫فعلت ُ‬ ‫عار عليك إذا َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -‬ال تنهَ عن خلق وت تي مثله‬
‫فالفع ل "ت أيتَ" منص وب بع د واو املعي ة مس بوقةً بنه ي‪ .‬وال واو ال يت قب ل‬
‫"تأيت" مبعىن "مع"‪ ،‬ومعىن البي ت‪ :‬ال تن ه ع ن خل ق م ع إتي ان خل ق مثل ه‪،‬‬
‫أي ال تنه عن شيء وأنت تفعل مثله‪.‬‬
‫الع ْرض‪ ،‬والتحض يض‪،‬‬ ‫وامل راد بالطل ب‪ :‬األم ر‪ ،‬والنه ي‪ ،‬وال دعاء‪ ،‬و َ‬
‫والتمين‪ ،‬واالستفهام‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ثالثا‪ -‬المجزومات‬
‫واجل زم خ اص بالفع ل املض ارع وح ده‪ .‬وج ازم الفع ل املض ارع ثالث ة‬
‫أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬جازم جيزم فعال واحدا‪ :‬واجلوازم اليت جتزم فع ال واح دا ه ي‪ :‬مل‪ ،‬ومل ا‪،‬‬
‫وال الناهية‪ ،‬والم األمر‪ .‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬مل يلد ومل يولد ومل يكن له كفوا أحد)‪.‬‬
‫‪ -‬لَما يَعُ ْد أيب من سفره‪.‬‬
‫تستهن بالثواين‪ ،‬فإمنا العمر ثوان‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬ال‬
‫‪ -‬ليجته ْد من خياف الرسوب‪.‬‬
‫‪ -2‬ج ازم جي زم فعل ني‪ ،‬ه و أدوات الش ر اجلازم ة‪ :‬إ ْن‪َ ،‬م ْن‪ ،‬م ا‪ ،‬مهم ا‪،‬‬
‫مىت‪ ،‬أيان‪ ،‬أين‪ ،‬أك‪ ،‬حيثما‪ ،‬أي‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪ -‬إن تنصر اهلل ينصرك‪.‬‬
‫‪ -‬من يجتهد ينجح‪.‬‬
‫‪ -‬مهما يكن عند امرئ من ُخلُق يُ ْ‬
‫علم‪.‬‬
‫‪ -‬ما تقد ْم لنفسك‪ ،‬جت ْده عند ربك‪.‬‬
‫تزرين‪ ،‬أفر ْح بزيارتك‪.‬‬
‫‪ -‬مىت ْ‬
‫‪ -‬أيا َن تستيقظ تجدني يف احلجرة‪.‬‬
‫‪ -‬أك تجلس أجلس‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬أينما تكن يدركك املوت‪.‬‬
‫‪ -‬حيثما أكن أراقب اهلل‪.‬‬
‫أي كتاب تقرأ يفدك‪.‬‬
‫والفع الن الل ذان جتزمهم ا أدوات الش ر يس مى أوهلم ا فع ل الش ر ‪،‬‬
‫ويسمى الثاين جواب الشر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ج واب الطل ب‪ ،‬وق د ذكرن ا أن واع الطل ب‪ .‬فالفع ل ال ذي يق ع يف‬
‫جواب الطلب جيزم‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬اتقوا اهلل وقولوا قوال سديدا يصلح لكم أعمالكم)‪.‬‬
‫‪" -‬اتق اهلل تجده جتاهك"‪.‬‬
‫‪ -‬ليتك تزورين ِّ‬
‫أحدثك‪.‬‬
‫فاألفع ال‪ :‬يص لح‪ ،‬وجت د‪ ،‬وأح دث‪ ،‬واقع ة يف ج واب الطل ب‪" ،‬يص لح‬
‫وجت د" واقع ان يف ج واب األم ر (اتق وا اهلل‪ ،‬ات ق اهلل)‪ ،‬و"أح دث" واق ع يف‬
‫جواب التمين‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬استخرج األفعال املضارعة املنصوبة واجملزومة‪ ،‬وبني ناصبها‬
‫وجازمها‪:‬‬
‫‪( -‬لينفق ذو سعة من سعته)‪.‬‬
‫‪( -‬قال رب مبا أنعمت علي فلن أكون ظهريا للمجرمني)‪.‬‬
‫‪( -‬كي ال يكون دولة بني األغنياء منكم)‪.‬‬
‫‪( -‬وما كان لبشر أن يكلمه اهلل إال وحيا)‪.‬‬
‫‪( -‬وما كان اهلل ليعذهبم وأنت فيهم)‪.‬‬
‫‪( -‬فقاتلوا اليت تبغي حىت تفيء إىل أمر اهلل)‪.‬‬
‫‪( -‬أحيسب أن يقدر عليه أحد)‪.‬‬
‫‪ -‬أي يوم سررتَين بوصال‪ ،‬مل ترعين ثالثةً بصدود؟‬
‫‪ -‬ال حتسب اجملد ُرا أنت آكله‪ ،‬لن تبلغ اجملد حىت تلعق الصربا‬
‫‪ -‬حيثما يذكر اسم اهلل يكن وطين‪.‬‬
‫‪ -‬من يصاحب حكيما ينتفع بصحبته‪.‬‬
‫‪ -‬أطلت الشرح غري أن بعض الطالب ملا يفهم‪.‬‬
‫‪ -‬أنصت لكي تستفيد‪.‬‬
‫نتحدث ساعة؟‬
‫ْ‬ ‫‪ -‬هل تزورين‬
‫ذكرك‪.‬‬
‫‪ -‬ما نسيتك؛ فأ َ‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬شاور حكيما وال ختالفه‪.‬‬
‫‪ -‬مىت أضع العمامة تعرفْين‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫‪ -‬ال تأكل السمك وتشرب اللنب‪.‬‬
‫‪ -‬أال تنصت إىل الدرس؛ فتفهم!‬
‫‪ -‬أهتمل وتأيت متأخرا؟‬
‫‪( -‬اشدد به أزري وأشركه يف أمري كي نسبحك كثريا)‪.‬‬
‫‪( -‬لو أن لنا كرة فنتربأ منهم كما تربؤوا منا)‪.‬‬
‫‪( -‬اسلك يدك يف جيبك خترج بيضاء من غري سوء)‪.‬‬
‫‪"-‬ال تكن كال؛ فتزداد ذال"‪.‬‬
‫‪ -‬ليت الكواكب تدنو يل؛ فأنظمها عقود مدح‪ ،‬فما أرضى لكم‬
‫كلمي‬
‫‪( -‬وقالوا لن نؤمن لك حىت تفجر لنا من األرض ينبوعا)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫رابعا‪ -‬المجرورات‬
‫اجملرورات يف العربي ة قليل ة‪ ،‬وق د تق دم أن اجل ر خ اص باألمس اء‪ ،‬وأن‬
‫األفعال ال جتر‪ .‬واجملرورات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اجمل رور حب رف اجل ر‪ ،‬وح روف اجل ر ه ي‪ :‬م ن‪ ،‬إىل‪ ،‬ع ن‪ ،‬عل ى‪،‬‬
‫الباء‪ ،‬الالم‪ ،‬يف‪ ،‬الكاف‪ ،‬حىت‪ ،‬واو القسم‪ ،‬تاء القسم‪ ،‬رب‪ ،‬مذ‪ ،‬منذ‪.‬‬
‫‪ -2‬اجملرور باإلضافة‪ :‬واإلضافة هي نس بة ش يء إىل ش يء ‪ ،‬حن و‪- :‬‬
‫‪ -‬باب احلجرة واسع‪.‬‬
‫‪ -‬طالب العلم ُّ‬
‫جمد‪.‬‬
‫ف "باب" منس وب إىل احلج رة‪ ،‬و"طال ب" منس وب إىل العل م‪ .‬وتس مى‬
‫الكلم ة األوىل (ب اب‪ ،‬وطال ب)‪ ،‬مض افا‪ ،‬والكلم ة ال يت تليه ا (احلج رة‪،‬‬
‫والعلم) مضافا إليه‪.‬‬
‫واملضاف يع رب عل ى حس ب موقع ه يف اجلمل ة‪ ،‬أم ا املض اف إلي ه فيك ون‬
‫جمرورا باإلضافة‪ .‬فإذا قيل مثال‪ :‬فتحت باب احلجرة‪ ،‬كان "باب" مفعوال‬
‫ب ه منص وبا‪ ،‬وه و مض اف‪ ،‬و"احلج رة" مض اف إلي ه جم رور‪ .‬وإذا قي ل‪:‬‬
‫م ررت بطال ب العل م‪ ،‬ك ان "طال ب" امس ا جم رورا بالب اء‪ ،‬وه و مض اف‪،‬‬
‫و"العلم" مضاف إليه جمرور باإلضافة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫التواب‬
‫وهي اليت تتبع ماقبله ا يف اإلع راب‪ ،‬ول يس هل ا إع راب مس تقل عن ه‪ .‬وه ي‬
‫أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬التوكيد‪ :‬وهو نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬توكي د لفظ ي‪ ،‬وه و‪ :‬إع ادة اللف ظ م رتني أو ثالث ا‪ ،‬بقص د التوثي ق‬
‫والتقرير‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬كال إذا دكت األرض دكا دكا وجاء ربك وامللك صفا صفا )‪.‬‬
‫قم‪.‬‬
‫قم ْ‬
‫‪ْ -‬‬
‫ب‪ -‬توكي د معن وي‪ :‬ويك ون هب ذه األلف اظ‪ :‬نف س‪ ،‬وع ني‪ ،‬وك ل‪ ،‬وك ال‪،‬‬
‫وكلتا‪ ،‬ومجيع‪ ،‬وعامة‪ ،‬وأمجع‪ ،‬ومجعاء‪ ،‬وأمجع ون‪ ،‬و ُمجَع‪ .‬و"أمجع ون" مجَْ ع‬
‫و"مجَع" مجع "مجَْعاء"‪ .‬حنو‪:‬‬‫"أمجع"‪ُ ،‬‬
‫نفسه‪.‬‬
‫الرجل ُ‬
‫‪ -‬جاء ُ‬
‫‪ُ -‬شذبت الشجرتان كلتامها‪.‬‬
‫‪ -‬رجع املسافرون عامتُهم‪.‬‬
‫(فسجد املالئكة كلُّهم أمجعون)‪.‬‬
‫‪ -‬قرأت القصةَ كلها مجعاء‪.‬‬
‫‪ -‬أُعجبت بالكتاب كله َ‬
‫أمجع‪.‬‬
‫الطالبات كلُّهن ُمجَ ُع‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬جنحت‬

‫‪57‬‬
‫‪ -2‬النعت‪ ،‬وهو الصفة‪ ،‬وهو كلمة تبني صفة يف اسم قبلها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫الطالب ُّ‬
‫اجملد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬فاز‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬اشرتيت الكتاب‬
‫‪ -‬مررت على الدار القدمية‪.‬‬
‫‪ -3‬العطف‪ :‬وأشهر حروفه‪ :‬الواو‪ ،‬والفاء‪ ،‬ومث‪ ،‬وأو‪ ،‬وال‪ .‬حنو‪:‬‬
‫‪ -‬تذاكر زيد وخال ٌد العلم‪.‬‬
‫‪ -‬دخل عمرو فخال ٌد‪.‬‬
‫‪ -‬كتبت رسالةً مث مقالةً‪.‬‬
‫‪ -‬دخل زيد أو أخوه‪.‬‬
‫‪ -‬استيقظ حممد ال خال ٌد‪.‬‬
‫وت دل ال واو عل ى مطل ق اجلم ع‪ ،‬أي اش رتاك املعط وف واملعط وف علي ه يف‬
‫الفع ل م ن غ ري ترتي ب‪ ،‬ف إذا قي ل‪ :‬ج اء زي د وعم رو‪ ،‬فإمن ا امل راد أن اجمل يء‬
‫ك ان منهم ا‪ ،‬م ن غ ري نظ ر إىل الرتتي ب‪ .‬وت دل الف اء عل ى الرتتي ب م ع‬
‫التعقي ب‪ ،‬وامل راد بالتعقي ب ع دم وج ود م دة ب ني املتع اطفني‪ .‬وت دل "مث"‬
‫عل ى الرتتي ب م ع الرتاخ ي‪ ،‬وامل راد ب الرتاخي الفس حة الزمني ة ب ني‬
‫املتعاطفني‪ .‬وتدل "أو" على أحد الشيئني‪ .‬أما "ال"‪ ،‬فتدل على النفي‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -4‬الب دل‪ :‬وه و الت ابع املقص ود ب احلكم‪ ،‬ف إذا قي ل ‪-‬م ثال‪ :-‬رأي ت زي دا‬
‫أخ اك‪ ،‬فإمن ا امل راد‪ :‬رأي ت أخ اك‪ ،‬ف "أخاك" ب دل م ن زي د‪ .‬ول ه أن واع‪،‬‬
‫أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬ب دل الك ل‪ ،‬ومعن اه أن لف ظ الب دل يس اوي يف معن اه لف ظ املب دل من ه‪،‬‬
‫حن و‪( :‬اه دنا الص را املس تقيم ص را َ ال ذين أنعم ت عل يهم )‪ .‬ف "صرا‬
‫ال ذين أنعم ت عل يهم" ه و "الص را املس تقيم"‪ .‬وك ذلك‪ :‬س لمت عل ى‬
‫عمرو صاحبك‪ ،‬ف "صاحبك" هو "عمرو"‪.‬‬
‫‪ -‬بدل البعض‪ ،‬وه و ال ذي يك ون في ه الب دل ج زءا م ن املب دل من ه‪ ،‬حن و‪:‬‬
‫قرأت الكتاب نص َفه‪ ،‬ف "نصف" بعض من الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬ب دل االش تمال‪ ،‬ومعن اه أن الب دل ال يك ون ع ني املب دل من ه‪ ،‬وال‬
‫بعضه‪ ،‬وإمنا يكون معىن يشتمل عليه‪ ،‬فالرتتيل‪ ،‬والتغريد‪ ،‬يف‪:‬‬
‫‪ -‬أعجبين القارئ ترتيلُه‪.‬‬
‫يده‪.‬‬
‫‪ -‬مسعت ال ُق ْمري تغر َ‬
‫ليسا بعضا من القارئ والقمري‪ ،‬ولكنهما معنيان يشتمل عليهم ا الق ارئ‬
‫والقمري‪.‬‬
‫فهذه األربع ة تس مى التواب ع؛ ألهن ا تتب ع م ا قبله ا يف إعراب ه‪ ،‬ف "كلُّه"‬
‫‪-‬م ثال‪ -‬يف قولن ا (أعجب ت بالكت اب كل ه) يع رب توكي دا معنوي ا جم رورا‬
‫بالكس رة الظ اهرة عل ى آخ ره؛ ألن املؤك د‪ ،‬وه و "الكت اب"‪ ،‬جم رور بالب اء‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫واجمل ُّد يف قولن ا‪" :‬ف از الطال ب اجمل دُّ" ص فة مرفوع ة؛ ألن املوص وف‬
‫"الطالب" فاعل مرفوع‪ .‬و"مقال ة" يف‪" :‬كتب ت رس الة مث مقال ة" معط وف‬
‫منص وب؛ ألن املعط وف علي ه (رس الة) مفع ول ب ه منص وب‪ .‬و"ص را "‬
‫يف اآلية السابقة منص وب؛ ألن ه ب دل م ن منص وب وه و "الص را "‪ ،‬وه و‬
‫مفعول به‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني التابع ونوعه‪ ،‬فيما يأيت‪:‬‬
‫اليتيم‪.‬‬
‫الطفل َ‬‫َ‬ ‫الطفت‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قياما قياما أيها الطالب‪.‬‬
‫‪ -‬كتبت املقالة كلها‪.‬‬
‫‪( -‬يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه)‪.‬‬
‫‪(-‬وإن جهنم ملوعدهم أمجعني)‪.‬‬
‫‪ -‬دخل عمرو فخالد‪.‬‬
‫‪( -‬ال يستوي اخلبيث والطيب)‪.‬‬
‫‪( -‬يوقَد من شجرة مباركة زيتونة)‪.‬‬
‫لني‬
‫‪ -‬بُين‪ ،‬إن الرب شيءٌ هني‪ :‬وجه طليق‪ ،‬وكالم ُ‬
‫‪-‬فصربا يف جمال املوت صربا؛ فما نيل اخللود مبستطاع‬
‫القلم‬
‫‪ -‬اخليل والليل والبيداء تعرفين والضرب والطعن والقرطاس و ُ‬
‫‪ -‬أعجبين اخلطيب إلقاؤه‪.‬‬
‫باكرها النقيم فصاغها بلباقة‪ ،‬فأدقها وأجلها‬ ‫‪ -‬بيضاءُ َ‬
‫فقلت لصاحيب‪ :‬ما كان أكثرها لنا وأقلها‬ ‫َمنَ َعت حتيتَها‪ُ ،‬‬
‫‪( -‬أمل تر أن اهلل يزجي سحابا مث يؤلف بينه مث جيعله ركاما)‪.‬‬
‫‪( -‬فيه آيات بينات مقام إبراهيم)‪.‬‬
‫‪( -‬لبثنا يوما أو بعض يوم)‪.‬‬
‫‪ -‬بيض الصفائح ال سود الصحائف يف متوهنن جالء الشك والريَب‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬قرأت الكتاب عينه‪.‬‬
‫س‪ 2‬أعرب ما فو اخلط‪:‬‬
‫اطعت البضاعة املصنوعةَ يف بالد األعداء‪.‬‬
‫‪-‬ق ُ‬
‫‪ -‬سلمت على الطالبني كليهما‪.‬‬
‫‪ -‬سأعتمر هذا العام وأعتمر العام الذي بعده‪.‬‬
‫ب بيتنا شجرةٌ طويلة‪.‬‬
‫‪ْ -‬قر َ‬
‫‪( -‬تاهلل إنك لفي ضاللك القدمي)‪.‬‬
‫‪( -‬والعصر إن اإلنسان لفي خسر)‪.‬‬
‫‪( -‬ال أقسم بيوم القيامة)‪.‬‬
‫‪" -‬من حج فلم يرفث ومل يفسق رجع كيوم ولدته أمه"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫عالمات اإلعراب‬
‫علمن ا أن عالم ات اإلع راب األص لية أرب ع‪ :‬الفتح ة‪ ،‬والض مة‪،‬‬
‫والكس رة‪ ،‬والس كون‪ ،‬وأن أكث ر الكل م الع ريب يتح رك آخ ره بواح دة م ن‬
‫ه ذه‪ .‬وبق ي أن نق ول إن عالم ات اإلع راب تك ون ظ اهرة‪ ،‬أي ملفوظ ا‬
‫هبا‪ ،‬كما ق د رأين ا فيم ا س لف م ن األب واب‪ ،‬وتك ون مق درة‪ ،‬أي ال تنط ق‬
‫ألسباب صوتية‪ .‬ومع العالم ات األرب ع عالم ات فرعي ة‪ ،‬تَرد يف قلي ل م ن‬
‫ض الكل م‬
‫الكلم ات‪ ،‬وه ي فيه ا تق وم مق ام العالم ات األص لية‪ .‬ويل زم بع ُ‬
‫حرك ة واح دة‪ ،‬ال تتغ ري بتغ ري العوام ل اإلعرابي ة الداخل ة علي ه‪ .‬وس ندرس‬
‫ه ذه املوض وعات؛ لنع رف الكلم ات ال يت تق در فيه ا عالم ات اإلع راب‪،‬‬
‫والكلم ات ال يت تق وم فيه ا عالم ات اإلع راب الفرعي ة مق ام العالم ات‬
‫األصلية‪ ،‬والكلمات اليت تلزم حركة واحدة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الكلمات التي تقدر فيها عالمات اإلعراب‬


‫والكلمات اليت تقدر فيها عالمات اإلعراب هي بعض الكلمات املعتلة‬
‫اآلخر‪ ،‬والكلمات اليت تضاف إىل ياء املتكلم‪.‬‬
‫‪ -1‬الكلمات المعتلة اآلخر‪ :‬والكلمات املعتلة اآلخر هي اليت تنتهي‬
‫بواحد من حروف العلة الثالثة (األلف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء)‪ ،‬حنو‪ :‬مصطفى‪،‬‬
‫القاضي‪ ،‬يسعى‪ ،‬يدعو‪ ،‬ميشي‪ .‬فهذه األمساء واألفعال ال يظهر عليها‬

‫‪63‬‬
‫بعض عالمات اإلعراب؛ إما ألن ظهورها عليه غري ممكن‪ ،‬كاألمساء‬
‫واألفعال اليت تنتهي بألف؛ ألن األلف ال تقبل احلركات؛ ألهنا فتحة‬
‫طويلة‪ ،‬واحلركات ال تقبل احلركات‪ ،‬وإما ألن يف حتريكها ببعض احلركات‬
‫ثقال‪ ،‬وإن كان ممكنا‪ ،‬كالكلمات اليت تنتهي بالياء والواو‪.‬‬
‫وتقسم األمساء اليت تنتهي حبرف علة قسمني‪:‬‬
‫أ‪ -‬أمساء مقصورة‪ :‬وهي اليت تنتهي بألف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬وال تتبع اهلوى)‪.‬‬
‫‪( -‬فأعرض عمن توىل عن ذكرنا ومل يرد إال احلياة الدنيا)‪.‬‬
‫‪( -‬وهل أتاك حديث موسى)‪.‬‬
‫ف "اهل وى"‪ ،‬و"ال دنيا"‪ ،‬و"موس ى" كلم ات تنته ي ب ألف‪ ،‬س واء أكان ت‬
‫ألفا مقصورة (اهلوى)‪ ،‬أم كانت ألف ا قائم ة (ال دنيا)‪ ،‬وتس مى كله ا أمس اء‬
‫مقصورة‪ ،‬وعالمات اإلعراب تقدر عليها منع من ظهورها التعذر‪ .‬ومع ىن‬
‫التع ذر أن احلرك ات يتع ذر ظهوره ا عل ى األل ف ال يت يف آخ ر ه ذه‬
‫الكلم ات‪ ،‬أي ال ميك ن‪ .‬ف "اهلوى" ‪-‬م ثال‪ -‬مفع ول ب ه منص وب بفتح ة‬
‫مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪ ،‬وال دنيا ص فة للحي اة منص وبة‬
‫بفتح ة مق درة من ع م ن ظهوره ا التع ذر‪ ،‬و"موس ى" مض اف إلي ه جم رور‬
‫بكسرة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر‪.‬‬
‫ومع ىن أن احلرك ة مق درة أهن ا ال يُْل َف ظ هب ا لس بب م ن األس باب‪ ،‬ولكنه ا‬

‫‪64‬‬
‫مقدرة يف عقل املتكلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أمس اء منقوص ة‪ :‬وه ي ال يت تنته ي بي اء س اكنة مكس ور م ا قبله ا‪،‬‬
‫مث ل‪ :‬ال داعي‪ ،‬القاض ي‪ ،‬الراع ي‪ .‬وتق در الض مة والكس رة عل ى الي اء يف‬
‫ه ذا الن وع م ن األمس اء‪ ،‬من ع م ن ظهورمه ا الثق ل‪ ،‬وتظه ر عليه ا الفتح ة؛‬
‫ألهنا خفيفة‪ .‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬دعا الداعي إىل اخلري‪.‬‬
‫‪" -‬كالراعي يرعى حول احلمى"‪.‬‬
‫‪( -‬ربنا إننا مسعنا مناديا)‪.‬‬
‫ف "الداعي" فاعل مرفوع بضمة مقدرة‪ ،‬منع من ظهورها الثقل‪ ،‬و"الراع ي"‬
‫اس م جم رور بالك اف‪ ،‬وعالم ة ج ره كس رة مق درة عل ى الي اء‪ ،‬من ع م ن‬
‫ظهوره ا الثق ل‪ .‬و"منادي ا" مفع ول ب ه منص وب وعالم ة نص به الفتح ة‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫وال خيف ى م ا ب ني التع ذر والثق ل‪ :‬التع ذر يع ين ع دم إمك ان نط ق احلرك ة‪،‬‬
‫أم ا الثق ل‪ ،‬فيع ين إمك ان نط ق احلرك ة‪ ،‬لكن ه ثقي ل‪ .‬ف يمكن أن يق ال‪:‬‬
‫داعي‪ ،‬والراع ي‪ ،‬بي د أن ذل ك ثقي ل‪ ،‬واللس ان كث ريا م ا ميي ل إىل اخلف ة‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫وملا كان ظهور الفتحة عل ى الي اء خفيف ا‪ ،‬ول يس في ه م ا يف ظه ور الض مة‬
‫والكسرة عليها من الثقل ظهرت الفتحة على الياء يف "مناديا"‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫األفعال المعتلة اآلخر‬
‫أ‪ -‬املعتلة باأللف‪ :‬واألفعال املعتلة اآلخر باأللف تقدر عليها الفتحة‬
‫والضمة‪ ،‬منع من ظهورمها التعذر‪ ،‬فهي كاألمساء املقصورة؛ ألهنا تنتهي‬
‫مثلها باأللف‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪(-‬فإذا هي حية تسعى)‪.‬‬
‫‪( -‬ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حىت تتبع ملتهم)‪.‬‬
‫ف "تسعى" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على األلف‪ ،‬منع من‬
‫ظهورها التعذر‪ ،‬و"ترضى" فعل مضارع منصوب بفتحة مقدرة‪ ،‬منع من‬
‫ظهورها التعذر‪.‬‬
‫ب‪ -‬األفعال املعتلة بالواو والياء‪ :‬أما األفعال اليت تنتهي بواو أو ياء‪،‬‬
‫فتقدر عليها الضمة‪ ،‬منع من ظهرها الثقل‪ ،‬وتظهر عليها الفتحة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬واهلل يدعو إىل دار السالم)‪.‬‬
‫‪( -‬قال أنا أحيي وأميت)‪.‬‬
‫ندعو من دونه إهلا)‪.‬‬
‫‪( -‬لن َ‬
‫‪( -‬وال أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيَهم اهلل خريا)‪.‬‬
‫ف "يدعو"‪ ،‬و"أحيي"‪ ،‬فعالن معتالن بالواو والياء‪ ،‬ومها مرفوعان بضمة‬
‫"ندعو"‪ ،‬و"يؤيتَ"‪،‬‬
‫َ‬ ‫مقدرة على الواو ووالياء‪ ،‬منع من ظهورها الثقل‪ ،‬أما‬
‫فمنصوبان وعالمة نصبهما الفتحة الظاهرة على الواو والياء‪ .‬وال خيفى‬

‫‪66‬‬
‫أن ظهور الفتحة عليهما خفيف‪ ،‬ولذلك فُتحا‪ ،‬خبالف الضمة على‬
‫الواو والياء‪ ،‬فظهورها عليهما ثقيل‪ ،‬ولثقله قُدرت عليهما‪.‬‬
‫ج‪ -‬جزم الفعل املعتل اآلخر‪ :‬وإذا ُجزم الفعل املعتل اآلخر‪ُ ،‬حذف منه‬
‫حرف العلة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( -‬لئن مل تنته ألرمجنك)‪.‬‬
‫‪( -‬فمن يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)‪- .‬‬
‫(فال ت ْدعُ مع اهلل إهلا آخر)‪.‬‬
‫وير‪ ،‬وت ْدع‪ ،‬أصلها قبل دخول أدوات اجلزم‪ :‬تنتهي‪،‬‬ ‫فاألفعال‪ :‬تنته‪َ ،‬‬
‫يرى‪ ،‬تدعو‪ ،‬فلما دخلت أدوات اجلزم‪ ،‬حذفت حروف العلة الثالثة‪.‬‬
‫ويقال يف إعراهبا إهنا أفعال جمزومة‪ ،‬وعالمة جزمها حذف حرف العلة‪.‬‬
‫الخالصة‬
‫االسم املعتل اآلخر نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬مقص ور‪ :‬وه و ال ذي ينته ي ب ألف مفت وح م ا قبله ا‪ ،‬وتق در علي ه‬
‫نع من ظهورها التعذر‪.‬‬‫احلركات كلها‪َ ،‬م َ‬
‫‪ -2‬منق وص‪ :‬وه و ال ذي ينته ي بي اء مكس ور م ا قبله ا‪ ،‬وتق در علي ه‬
‫الضمة والكسرة‪ ،‬منع من ظهورمها الثقل‪ ،‬وتظهر عليه الفتحة‪.‬‬
‫أما الفعل‪ ،‬فنوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬فع ل ينته ي ب ألف‪ :‬وتق در علي ه الفتح ة والض مة من ع م ن ظهورمه ا‬

‫‪67‬‬
‫التعذر‪.‬‬
‫‪ -2‬فعل ينتهي بواو أو ياء‪ :‬وتقدر عليه الض مة من ع م ن ظهوره ا الثق ل‪،‬‬
‫وتظهر عليه الفتحة‪.‬‬
‫وحيذف حرف العلة من آخر النوعني يف اجلزم‪.‬‬

‫المضاف إلى ياء المتكلم‬


‫تنازعه أمران‪:‬‬
‫إذا أضيف االسم إىل ياء املتكلم‪ ،‬دون سائر الضمائر‪َ ،‬‬
‫احلركة اليت يقتضيها املوقع اإلعرايب‪ ،‬والكسرة اليت تناسب ياء املتكلم‪.‬‬
‫فاألصل إذا قيل‪ :‬جاء األستاذُ‪ ،‬أن تظهر الضمة على الذال؛ ألن‬
‫"األستاذ" فاعل‪ ،‬فإذا أضيف إىل ياء املتكلم‪ ،‬قيل‪ :‬جاء أستاذي‪،‬‬
‫و"أستاذي" فاعل أيضا‪ ،‬مثل "األستاذ"‪ ،‬والفاعلية تقتضي أن تضم‬
‫ضمت يف "جاء األستاذ"‪ ،‬لكن الياء تناسبها الكسرة‪ ،‬وال‬ ‫الذال‪ ،‬كما ُ‬
‫تناسبها الضمة‪ .‬وحينئذ نقول إن الذال تنازعت عليها الفاعلية‪ ،‬وتقتضي‬
‫كسَر ما قبل الياء‪ .‬فيُغلب ما‬‫التناسب الصويت‪ ،‬ويقتضي ْ‬‫ُ‬ ‫الضم‪ ،‬و‬
‫يقتضي التناسب الصويت‪ ،‬فتكسر الذال‪ .‬ويقال حينئذ إن الضمة مقدرة‬
‫على الذال منع من ظهورها اشتغال احملل (وهو الذال) حبركة املناسبة‪،‬‬
‫وهي الكسرة‪ .‬وكذلك يقال يف سائر األحوال‪ :‬إن احلركات الثالث‬
‫(الفتحة‪ ،‬والضمة‪ ،‬والكسرة) مقدرة على آخر الكلمة املضافة إىل ياء‬

‫‪68‬‬
‫املتكلم‪ ،‬منع من ظهورها اشتغال احملل حبركة املناسبة‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬ربِّي يعلم القول يف السماء واألرض)‪.‬‬
‫‪( -‬إن ربِّي ٌ‬
‫لطيف ملا يشاء)‪.‬‬
‫‪( -‬إين ذاهب إىل ربِّي سيهدين)‪.‬‬
‫"رب" يف احل االت ال ثالث‪ ،‬م ع أن ه يف املث ال األول مبت دأ‪ ،‬ويف‬ ‫يكس ر َ‬
‫الث اين اس م "إن"‪ ،‬ويف الثال ث جم رور ب "إىل"‪ .‬وس بب ذل ك أن الي اء ال‬
‫يك ون م ا قبله ا إال مكس ورا‪ ،‬فالب اء ال يت ه ي آخ ر "رب" اش تغلت ع ن‬
‫حركات اإلعراب ال ثالث بالكس رة ال يت تناس ب الي اء؛ فتق در عليه ا‪ ،‬من ع‬
‫من ظهورها اشتغاهلا (الباء) حبركة املناسبة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تمرين‬
‫س‪( 1‬طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إال تذكرة ملن خيشى تنزيال ممن‬
‫خلق األرض والسماوات العال الرمحن على العر استوى له ما يف‬
‫السماوات وما يف األرض وما بينهما وما حتت الثرى وإن جتهر بالقول‬
‫فإنه يعلم السر وأخفى اهلل ال إله إال هو له األمساء احلسىن وهل أتاك‬
‫حديث موسى إذ رأى نارا فقال ألهله امكثوا إين آنست نارا لعلي‬
‫آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى‬
‫إين أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي املقدس طوى وأنا اخرتتك‬
‫فاستمع ملا يوحى إنين أنا اهلل ال إله إال أنا فاعبدين وأقم الصالة لذكري‬
‫إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس مبا تسعى)‪.‬‬
‫‪( -‬واضمم يدك إىل جناحك خترج بيضاء من غري سوء آية أخرى‬
‫لنريك من آياتنا الكربى إذهب إىل فرعون إنه طغى قال رب اشرح يل‬
‫صدري ويسر يل أمري واحلل عقدة من لساين يفقهوا قويل واجعل يل‬
‫وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه يف أمري)‪.‬‬
‫أ‪ -‬استخرج من اآليات األمساء واألفعال املعتلة اآلخر‪ ،‬وبني عالمة‬
‫إعراهبا‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخرج األمساء املضافة إىل ياء املتكلم‪ ،‬واذكر عالمة إعراهبا‪.‬‬
‫س‪ 2‬بني نوع األمساء واألفعال اليت فو اخلط‪ ،‬والظاهر واملقدر من‬

‫‪70‬‬
‫عالمات إعراهبا‪ ،‬وسبب ذلك‪:‬‬
‫‪-‬قال ابن زيدون‪:‬‬
‫أضحى التنائي بديال من تدانينا وناب عن طيب لقيانا جتافينا‬
‫بنتم وبنا‪ ،‬فما ابتلت جواحننا شوقا إليكم‪ ،‬وال جفت مآقينا‬
‫ضمائرنا يقضي علينا األسى‪ ،‬لوال تأسينا‬
‫ُ‬ ‫نكاد حني تناجيكم‬
‫غيظ العدا من تساقينا اهلوى‪ ،‬فدعوا بأن نغص‪ ،‬فقال الدهر آمينا‬
‫‪ -‬قال حافظ إبراهيم يف مدح عمر بن اخلطاب ‪-‬رضي اهلل عنه‪:-‬‬
‫حسب القوايف وحسيب حني ألقيها أين إىل ساحة الفارو أهديها‬
‫أستعني به على قضاء حقو نام قاض يها‬ ‫ُ‬ ‫هب يل بيانًا‬
‫الهم ْ‬
‫نازعتين نفسي أن َأوفيَها و ليس يف طَو مثلي أن يوفيها‬ ‫َ‬ ‫قد‬
‫فمر سري املعاين أن يواتيين فيها فإين ضعيف احلال واهيها‬ ‫ُ‬
‫موىل املغرية ال جادتْك غاديةٌ من رمحة اهلل ما جادت غواديها‬
‫مهم يف ذمة اهلل عاليها وماضيها‬ ‫حشوه ٌ‬
‫مزقت منه أدميا ُ‬
‫فأصبحت دولة اإلسالم حائرة تشكو الوجيعة ملا مات آسيها‬
‫حىت إذا ما توالها مهد ُمها صاح الزوال هبا فاندك عاليها‬
‫كم ظللتها وحاطتها بأجنحة عن أعني الدهر قد كانت تواريها‬
‫صر ُدر‪:‬‬
‫‪ -‬قال أبو منصور علي بن احلسن املعروف ب ُ‬
‫يعلم ما َعنينا‬
‫سائل عن ُُثامات حبُ َزوى وبا ُن الرمل ُ‬
‫نُ ُ‬
‫فقد ُكشف الغطاءُ‪ ،‬فما نبايل أصرحنا بذكرك أم َكنَ ْينا‬
‫‪71‬‬
‫أردت سوى لُبَ ْي َىن‬‫ولو أين أنادي‪ :‬يا ُسلَْي َمى‪ ،‬لقالوا‪ :‬ما َ‬
‫ومْي نَا‬
‫يف منك يَسقي بكاسات ال َكَرى َكذبًا َ‬ ‫أال هلل طَ ٌ‬
‫فكيف شكا إليك َو ًجى وأيْنَا؟!‬ ‫َ‬ ‫مطيتُه طو َال الليل َجفين‬
‫التقينا‬
‫أصبحنا كأنا ما ْ‬‫و ْ‬ ‫فأمسينا كأنا ما افرتقْنا‬

‫‪72‬‬
‫عالمات اإلعراب الفرعية‬
‫ونع ين بعالم ات اإلع راب الفرعي ة عالم ات‪ ،‬تق وم مق ام العالم ات‬
‫األصلية يف بعض الكلمات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬جنح اجملدُّ‪ ،‬جنج اجملدان‪ ،‬جنح اجملدون‪.‬‬
‫اجملدين‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬رأيت اجملد‪ ،‬رأيت اجملدين‪ ،‬رأيت‬
‫اجملدين‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬سلمت على اجملد‪ ،‬سلمت على اجملدين‪ ،‬سلمت على‬
‫ين) يف اجلمل الثالث‬ ‫فإعراب "اجملد"‪ ،‬ومثناه (اجملدين)‪ ،‬ومجعه (اجملد َ‬
‫األوىل واحد‪ ،‬هو الرفع‪ ،‬ألن كال منها فاعل‪ ،‬غري أن آخر "اجملد"‬
‫ظهرت عليه ضمة‪ ،‬وظهرت الكسرة على املثىن (اجملدان) مسبوقة‬
‫باأللف‪ ،‬وظهرت الفتحة على اجلمع مسبوقة بالواو (اجملدو َن)‪ .‬و"اجملد"‪،‬‬
‫ومثناه‪ ،‬ومجعه يف اجلمل الثالث اليت تليها منصوبة؛ ألن كال منها مفعول‬
‫به‪ ،‬غري أن "اجملد" ظهرت على آخره فتحة‪ ،‬وكسرة على آخر املثىن‬
‫(اجملدين)‪.‬‬
‫َ‬ ‫مسبوقة بياء (اجملدين)‪ ،‬وفتحة على آخر اجلمع مسبوقة بياء‬
‫وهي يف اجلمل الثالث األخرية جمرورة؛ ألهنا مسبوقة بالباء‪ ،‬لكن املفرد‬
‫ظهرت على آخره كسرة‪ ،‬وعلى آخر املثىن كسرة مسبوقة بياء‪ ،‬وعلى‬
‫آخر اجلمع فتحة مسبوقة بياء‪ .‬فالعامل اإلعرايب فيها واحد‪ ،‬وإمنا‬
‫اختلفت يف عالمة اإلعراب‪ ،‬فقط‪ .‬وإذا كان اإلعراب ‪-‬كما قد علمنا‪-‬‬
‫تغريا‪ ،‬يلحق آخر الكلمة‪ ،‬بتغري العوامل الداخلة عليها‪ ،‬فإن التغري الذي‬

‫‪73‬‬
‫ظهر على آخر املفرد هو الفتحة والكسرة والضمة‪ ،‬أما التغري الذي ظهر‬
‫على آخر املثىن فهو األلف والياء‪ ،‬والتغري الذي ظهر على آخر اجلمع‬
‫هو الواو والياء‪ ،‬ومل يتغري شيء آخر‪ ،‬فاأللف والياء يف املثىن مها اللذان‬
‫يتغريان‪ ،‬والواو والياء يف مجع املؤنث السامل مها اللذان يتغريان‪ ،‬وتغريمها‬
‫هو اإلعراب‪ ،‬واحلرف الذي يتغري هو عالمة اإلعراب‪ ،‬كما أن الفتحة‬
‫والضمة والكسرة عالمات إعراب املفرد‪.‬‬
‫ويستنتج من هذا أن األلف يف املثىن والواو يف اجلمع تقابل الضمة يف‬
‫املفرد‪ ،‬وملا كانت الضمة هي عالمة الرفع األصلية يف املفرد‪ ،‬كانت‬
‫األلف والواو مها عالميت الرفع الفرعيتني يف املثىن واجلمع‪ .‬وأن الياء يف‬
‫املثىن ومجع املذكر السامل تقابل الفتحة يف املفرد‪ ،‬فهي إذن عالمة فرعية‪.‬‬
‫وأن الياء فيهما تقابل الكسرة يف املفرد‪ ،‬فهي عالمة جر فرعية‪.‬‬
‫وإمنا مسيت هذه حركات فرعية ألهنا خاصة بكلمات قليلة يف كالم‬
‫العرب‪ ،‬أما الفتحة والضمة والكسرة‪ ،‬والسكون‪ ،‬فهي أكثر ما يستعمل‬
‫يف كالم العرب‪ ،‬وبناء على ذلك ُجعل الكثري أصال‪ ،‬والقليل فرعا‪.‬‬
‫وسندرس ‪-‬بعد أن اتضح هذا‪ -‬العالمات الفرعية‪ ،‬والعالمات األصلية‬
‫اليت تنوب عنها‪ ،‬وما تستعمل فيه من كالم العرب‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫أوال‪ -‬عالمات الرف‬
‫األص ل يف الكلم ة العربي ة‪ ،‬إذا كان ت مرفوع ة‪ ،‬أن ينته ي آخره ا‬
‫بضمة‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬آمن الرسول)‪.‬‬
‫‪( -‬يعلم خائنة األعني)‪.‬‬
‫ف "الرس ول" مرف وع؛ ألن ه فاع ل‪ ،‬وعالم ة رفع ه الض مة ال يت عل ى ال الم‪،‬‬
‫و"يعلم" مرفوع؛ ألن ه فع ل مض ارع‪ ،‬مل يس بقه ناص ب وال ج ازم‪ ،‬وعالم ة‬
‫رفعه الض مة ال يت عل ى امل يم‪ .‬فالض مة ‪-‬إذن‪ -‬ه ي عالم ة الرف ع األص لية‪.‬‬
‫وتقوم مقامها يف بعض الكلمات عالمات فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األل ف يف املث ىن‪ ،‬حن و‪( :‬ق ال رج الن)‪ .‬ف األلف يف "رج الن" قائم ة‬
‫مق ام الض مة يف "رج ٌل" م ن قولن ا‪ :‬ق ال رج ٌل‪ ،‬فكالمه ا فاع ل‪ ،‬وكالمه ا‬
‫مرفوع‪ ،‬لكن عالمة رفع "رجل" الضمة‪ ،‬وعالمة رفع "رجالن" األلف‪.‬‬
‫‪ -2‬الواو يف األمساء اخلمسة‪ ،‬ومجع املذكر السامل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬قال أبوهم إين ألجد ريح يوسف)‪.‬‬
‫‪( -‬قد أفلح المؤمنون)‪.‬‬
‫‪ -‬ثب وت الن ون يف األفع ال اخلمس ة‪ ،‬حن و‪( :‬يعلم ون ظ اهرا م ن احلي اة‬
‫الدنيا)‪ .‬فالنون اليت يف آخر "يعلمون" هي عالمة رفعه‪ ،‬وهي قائمة مق ام‬
‫الض مة يف الفع ل "يعل ُم" م ن ق ول اهلل ‪ -‬تع اىل ‪( :-‬يعل ُم خائن ة األع ني)‬
‫‪75‬‬
‫غري مرفوع حذفت منه هذه النون‪ ،‬كم ا س وف‬
‫‪-‬مثال‪ .-‬وإذا كان الفعل َ‬
‫نرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬عالمات النصب‬


‫وعالمة النصب األصلية هي الفتحة‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬واسأل القرية اليت كنا فيها)‪.‬‬
‫‪( -‬لن ينال اهللَ ُ‬
‫حلومها وال دماؤها)‪.‬‬
‫ويقوم مقام الفتحة يف بعض الكلمات عالمات فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األلف يف األمساء اخلمسة‪ ،‬حنو‪( :‬إن أبانا لفي ضالل مبني)‪.‬‬
‫‪ -2‬الياء يف املثىن‪ ،‬ومجع املذكر السامل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬فوجد فيها رجلين يقتتالن)‪.‬‬
‫‪( -‬إن المتقين يف جنات وهنر)‪.‬‬
‫‪ -3‬الكس رة يف مج ع املؤن ث الس امل‪ ،‬حن و‪( :‬إن الحس نات ي ذهنب‬
‫السيئات)‪ .‬فالكس رة يف "احلس نات" قائم ة مق ام الفتح ة يف‪ :‬أتب ع الس يئةَ‬
‫احلسنةَ ُحها‪.‬‬
‫‪ -4‬حذف الن ون يف األفع ال اخلمس ة‪ ،‬حن و‪( :‬ل ن تن الوا ال رب ح ىت تنفق وا‬
‫مما حتبون)‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ثالثا‪ -‬عالمات الجر‬
‫وعالمة اجلر األصلية الكسرة‪ ،‬حنو‪( :‬وكان يف المدينة تسعة رهط)‪.‬‬
‫وتنوب عنها‪:‬‬
‫‪ -1‬الياء يف األمساء اخلمسة‪ ،‬واملثىن‪ ،‬ومجع املذكر السامل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬ارجعوا إىل أبيكم)‪.‬‬
‫‪( -‬وبالوالدين إحسانا)‪.‬‬
‫‪( -‬قل للمؤمنين ُّ‬
‫يغضوا من أبصارهم)‪.‬‬
‫‪ -2‬الفتح ة يف االس م املمن وع م ن الص رف‪ ،‬حن و‪( :‬يعمل ون ل ه م ا يش اء‬
‫م ن محاري ب وتماثي ل)‪ .‬فالفتح ة يف "حماري ب وُاثي ل" قائم ة مق ام‬
‫الكس رة يف "حم راب وُث ال"‪ ،‬ول ذلك ورد يف الق رآن‪( :‬فخ رج عل ى قوم ه‬
‫م ن احمل راب)‪ ،‬فعالم ة ج ر "احمل راب" الكس رة الظ اهرة‪ ،‬أم ا عالم ة ج ر‬
‫"حماريب وُاثيل"‪ ،‬فالفتحة‪ ،‬فهي قائمة مقام الكسرة‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬عالمات الجزم‬


‫وعالمته األصلية السكون‪ ،‬حنو‪( :‬مل يلد ومل يولد ومل يكن ل ه كف ًوا‬
‫أحد)‪ .‬وتنوب عنه عالمات فرعية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬حذف النون يف األفعال اخلمسة‪ ،‬حنو‪( :‬وال تقتلوا أنفسكم)‪.‬‬
‫‪ -2‬ح ذف ح رف العل ة يف األفع ال املعتل ة اآلخ ر‪ ،‬حن و‪( :‬ك ال مل ا ي ْق ض‬
‫‪77‬‬
‫م ا أم ره)‪( ،‬ف ال ت دع م ع اهلل إهل ا آخ ر فتك ون م ن املع ذبني)‪ .‬ف "يقض"‪،‬‬
‫و"ت دعُ"‪ ،‬كان ا قب ل دخ ول أدايت اجل زم (مل ا‪ ،‬وال)‪ :‬يقض ي‪ ،‬وت دعو‪ ،‬فلم ا‬
‫دخلت ا ح ذفت الي اء م ن األول‪ ،‬وال واو م ن الث اين‪ ،‬وح ْذفهما ه و عالم ة‬
‫اجلزم‪.‬‬

‫الخالصة‬
‫يستخلص من هذا أن عالمات اإلعراب الفرعية خاصة بكلمات‬
‫مسيت‬
‫قليلة يف العربية‪ ،‬أما العالمات األصلية‪ ،‬فهي الكثرية‪ ،‬ولكثرهتا ْ‬
‫أصلية‪ .‬والكلمات القليلة اليت تكون العالمات فيها فرعية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األمساء اخلمسة‪ :‬وهي أبوك وأخوك‪ ،‬ومحوك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو‪ .‬وهي‬
‫ترفع بالواو‪ ،‬وتنصب باأللف‪ ،‬وجتر بالياء‪.‬‬
‫‪ -2‬املثىن‪ :‬وهو كل كلمة دلت على اثنني بزيادة ألف ونون‪ ،‬أو ياء‬
‫ونون‪ ،‬تغين عن العطف‪ ،‬ويرفع باأللف‪ ،‬وينصب وجير بالياء‪ .‬ويلحق‬
‫باملثىن‪ :‬اثنان‪ ،‬واثنتان‪ ،‬وكال وكلتا‪ ،‬إذا أضيفتا إىل ضمري‪ ،‬حنو‪( :‬إما‬
‫يبلغن عندك الكرب أحدمها أو كالمها)‪ ،‬رأيت الطالبني كليهما‪ .‬فإن‬
‫أضيفتا إىل اسم ظاهر أعربتا إعراب االسم املقصور‪ ،‬حنو‪( :‬كلتا اجلنتني‬
‫آتت أكلها)‪ ،‬كال الرجلني عامل‪.‬‬
‫‪ -3‬مج ع امل ذكر الس امل‪ :‬وه و اجلم ع ال ذي ال تتغ ري ص ورته ع ن ص ورة‬

‫‪78‬‬
‫مف رده يف احلرك ات وترتي ب احل روف‪ .‬ويرف ع ب الواو‪ ،‬وينص ب وجي ر بالي اء‪.‬‬
‫وتلح ق ب ه يف اإلع راب كلم ات‪ ،‬أش هرها‪ :‬أول و‪ ،‬مبع ىن أص حاب‪ ،‬حن و‪:‬‬
‫(وأول و األرح ام بعض هم أوىل ب بعض)‪( ،‬ف اتقوا اهلل ي ا أويل األلب اب)‪،‬‬
‫وع الَمون‪ ،‬حن و (احلم د هلل رب الع املني)‪ ،‬وعلي ون‪ ،‬وه و موض ع يف اجلن ة‪،‬‬
‫حنو‪( :‬كال إن كتاب األبرار لفي علي ني وم ا أدراك م ا عليُّون)‪ ،‬و َأرض ون‪،‬‬
‫مج ع ْأرض‪ ،‬حن و‪" :‬م ن اغتص ب ش ربا م ن أرض طُوق ه م ن س بع َأرض ني"‪،‬‬
‫وس نون‪ ،‬حن و‪( :‬ق ال تزرع ون س بع س نني دأَبًا)‪ ،‬مض ت س نون ط وال عل ى‬
‫خترج ي‪ ،‬وألف اظ العق ود‪ ،‬وه ي مض اعفات العش رة‪ ،‬م ن عش رين إىل‬
‫تسعني‪ ،‬حنو‪ :‬جاء عشرون طالبا‪ ،‬سلمت على عشرين طالبا‪.‬‬
‫‪ -4‬مجع املؤنث السامل‪ :‬وهو ما انتهى بألف وتاء زائ دتني‪ ،‬وس لمت في ه‬
‫صورة املفرد من التغري‪ ،‬وينصب بالكسرة ب دال م ن الفتح ة‪ ،‬أم ا يف الرف ع‪،‬‬
‫فريف ع بالض مة‪ ،‬ويف اجل ر‪ ،‬فيج ر بالكس رة‪ ،‬عل ى األص ل‪ ،‬وإمن ا خي الف‬
‫لحق به‪ :‬أوالت‪ ،‬أي صاحبات‪ ،‬حنو‪( :‬وإن‬ ‫األصل يف النصب وحده‪ .‬ويُ َ‬
‫ك ن أوالت مح ل ف أنفقوا عل يهن)‪ ،‬وم ا ُمس َي ب ه م ن مج ع املؤن ث الس امل‪،‬‬
‫كعرفات‪ ،‬وأ ْذرعات‪ ،‬امسَي موضعني‪ ،‬حنو‪ :‬رأيت عرفات‪.‬‬
‫‪ -5‬االسم املمنوع م ن الص رف‪ :‬وجي ر بالفتح ة ب دال م ن الكس رة‪ ،‬أم ا يف‬
‫الرف ع‪ ،‬فريف ع بالض مة‪ ،‬ويف النص ب‪ ،‬فينص ب بالفتح ة‪ ،‬وإمن ا خي الف‬
‫األصل يف اجلر وحده‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -6‬األفعال اخلمسة‪ :‬وهي كل فعل مضارع اتصلت ب ه أل ف االثن ني‪ ،‬أو‬
‫واو اجلماع ة‪ ،‬أو ي اء املخاطب ة‪ ،‬حن و‪ :‬يعلم ان‪ ،‬وتعلم ان‪ ،‬ويعلم ون‪،‬‬
‫وجتَزم حبذفها‪.‬‬
‫وتعلمون‪ ،‬وتعلمني‪ .‬وتُ ْرفَع بثبوت النون‪ ،‬وتُنَصب ُْ‬
‫‪ -7‬األفع ال املعتل ة اآلخ ر‪ ،‬وجت زم حب ذف ح رف العل ة‪ ،‬أم ا يف النص ب‬
‫والرفع‪ ،‬فقد علمنا حكمها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ : 1‬ب ني ن وع الكلم ة ال يت ف و اخل ط‪ ،‬وعالم ة إعراهب ا‪( :‬حن ن نق ص‬
‫علي ك أحس ن القص ص مب ا أوحين ا إلي ك ه ذا الق رآن وإن كن ت م ن قبل ه‬
‫مل ن الغ افلني إذ ق ال يوس ف ألبي ه ي ا أب ت إين رأي ت أح د عش ر كوكب ا‬
‫والشمس والقمر رأي تهم يل س اجدين ق ال ي ا ب ين ال تقص ص رؤي اك عل ى‬
‫إخوت ك فيكي دوا ل ك كي دا إن الش يطان لإلنس ان ع دو مب ني وك ذلك‬
‫جيتبيك ربك ويعلمك من تأويل األحادي ث وي تم نعمت ه علي ك وعل ى آل‬
‫يعق وب كم ا أُه ا عل ى أبوي ك م ن قب ل إب راهيم وإس حا إن رب ك عل يم‬
‫حك يم لق د ك ان يف يوس ف وإخوت ه آي ات للس ائلني إذ ق الوا ليوس ف‬
‫وأخ وه أح ب إىل أبين ا من ا وحن ن عص بة إن أبان ا لف ي ض الل مب ني اقتل وا‬
‫يوس ف أو اطرح وه أرض ا خي ل لك م وج ه أب يكم وتكون وا م ن بع ده قوم ا‬
‫ص احلني ق ال قائ ل م نهم ال تقتل وا يوس ف وألق وه يف غياب ة اجل ب يلتقط ه‬
‫بعض السيارة إن كنتم ف اعلني ق الوا ي ا أبان ا م ا ل ك ال تأمن ا عل ى يوس ف‬
‫وإنا له لناصحلون أرسله معنا غدا يرت ع ويلع ب وإن ا ل ه حل افظون ق ال إين‬
‫ليح زنين أن ت ذهبوا ب ه وأخ اف أن يأكل ه ال ذئب وأن تم عن ه غ افلون ق الوا‬
‫لئن أكله الذئب وحنن عصبة إنا إذن خلاس رون فلم ا ذهب وا ب ه وأمجع وا أن‬
‫جيعل وه يف غياب ة اجل ب وأوحين ا إلي ه لتنبئ نهم ب أمره ه ذا وه م ال يش عرون‪.‬‬
‫وج اؤوا أب اهم عش اء يبك ون ق الوا ي ا أبان ا إذا ذهبن ا نس تبق وتركن ا يوس ف‬

‫‪81‬‬
‫عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت مبؤمن لنا ولو كان صادقني)‪.‬‬
‫(قد أفلح املؤمنون الذين ه م يف ص الهتم خاش عون وال ذين ه م ع ن اللغ و‬
‫معرض ون وال ذين ه م للزك اة ف اعلون وال ذين ه م لف روجهم ح افظون إال‬
‫عل ى أزواجه م أو م ا ملك ت أمي اهنم ف إهنم غ ري مل ومني فم ن ابتغ ى وراء‬
‫ذل ك فأولئ ك ه م الع ادون وال ذين ه م آلمان اهتم وعه دهم راع ون وال ذين‬
‫هم على صلواهتم حيافظون أولئك هم الوارثون الذين يرث ون الف ردوس ه م‬
‫فيها خالدون)‪( .‬يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ق ل ال تعت ذروا ق د نبأن ا‬
‫اهلل من أخباركم وسريى اهلل عملك م ورس وله واملؤمن ون وس رتدون إىل ع امل‬
‫الغيب والشهادة فينبئكم مبا كنتم تعملون سيحلفون باهلل لكم إذا انقلبتم‬
‫إليه لتعرضوا فأعرضوا ع نهم إهن م رج س وم أواهم ج زاء مب ا ك انوا يكس بون‬
‫حيلف ون لرتض وا ع نهم ف إن ترض وا ع نهم ف إن اهلل ال يرض ى ع ن الق وم‬
‫الفاسقني األعراب أشد كفرا ونفاقا وأج در أال يعمل وا ح دود م ا أن زل اهلل‬
‫على رسوله واهلل عليك حكيم)‪.‬‬
‫س‪ 2‬أع رب م ا ف و اخل ط‪( :‬ق ال رج الن م ن ال ذين خي افون أنع م اهلل‬
‫عليهم ا ادخل وا عل يهم الب اب ف إذا دخلتم وه ف إنكم غ البون وعل ى اهلل‬
‫فتوكلوا إن كنتم مؤمنني قالوا يا موس ى إن ا ل ن ن دخلها أب دا م ا دام وا فيه ا‬
‫فاذه ب أن ت ورب ك فق اتال إن ا هاهن ا قاع دون ق ال رب إين ال أمل ك إال‬
‫نفس ي وأخ ي ف افر بينن ا وب ني الق وم الفاس قني ق ال فإهن ا حمرم ة عل يهم‬

‫‪82‬‬
‫أربعني سنة يتيهون يف األرض فال تأس عل ى الق وم الفاس قني وات ل عل يهم‬
‫نب أ اب ين آدم ب احلق إذ قرب ا قربان ا فت ُقب ل م ن أح دمها ومل يتقب ل م ن اآلخ ر‬
‫قال ألقتلنك قال إمنا يتقبل اهلل من املتقني)‪( .‬وال ختزنا يوم القيامة)‪.‬‬
‫‪( -‬لن يضروكم إال أذى وإن يقاتلوكم يولوكم األدبار مث ال ينصرون)‪.‬‬
‫‪ -‬ال تعص اهلل؛ فيهلكك‪.‬‬
‫‪( -‬وإذا قيل هلم ال تفسدوا يف األرض قالوا إمنا حنن مصلحون)‪.‬‬
‫‪( -‬لن خترجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا)‪.‬‬
‫عد ًوا بغري علم)‪- .‬‬
‫‪(-‬وال تسبُّوا الذين يدعون من دون اهلل فيسبوا اهلل ْ‬
‫‪( -‬يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم)‪.‬‬
‫‪( -‬فيُقسمان باهلل لشهادتنا أحق من شهادهتما)‪.‬‬
‫‪-‬ماذا تقولني فيمن شفه َس َهٌر م ْن َجهد حبك‪ ،‬حىت صار حريانا؟‬
‫يعمل مثقال ذرة شرا يره)‪،‬‬
‫يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن ْ‬ ‫(فمن ْ‬
‫(وال تقولوا ملا تصف ألسنتكم الكذب هذا حالل وهذا حرام)‪.‬‬
‫‪( -‬فال تدعُ مع اهلل إهلا آخر)‪.‬‬
‫‪( -‬يا صاحيب السجن أرباب متفرقون خري أم الواحد القهار)‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الممنوع من الصرف‬
‫عرفن ا أن م ن عالم ات اإلع راب الفرعي ة الفتح ة‪ ،‬وأهن ا تن وب ع ن‬
‫الكسرة يف املمنوع من الصرف‪ ،‬فما املمن وع م ن الص رف؟ وم ىت مين ع م ن‬
‫الصرف؟‬
‫املمن وع م ن الص رف‪ :‬اس م ال ين ون‪ ،‬لعل ة ُنع ه م ن ذل ك‪ .‬والعل ة إم ا أن‬
‫تكون واحدة‪ ،‬وإما أن تكون اثنتني‪ .‬فاألمس اء ال يت ُن ع م ن الص رف لعل ة‬
‫واحدة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬األمساء ال يت تنته ي ب ألف تأني ث مقص ورة أو مم دودة‪ .‬وأل ف التأني ث‬
‫ه ي‪ :‬ك ل أل ف زائ دة يف االس م‪ ،‬قبله ا ثالث ة أح رف أص لية فص اعدا‪.‬‬
‫ول يس مع ىن تس ميتها أل ف تأني ث أن االس م ال ذي ه ي في ه مؤن ث‪ ،‬فق د‬
‫يك ون مؤنث ا‪ ،‬كس لوى‪ ،‬وجن وى‪ ،‬وليل ى‪ ،‬وجن الء‪ ،‬وملي اء‪ ،‬وظمي اء‪ ،‬وق د‬
‫وصرعى‪.‬‬
‫يكون مذكرا‪ ،‬كعُلماء‪ ،‬وشعراء‪ ،‬وأطباء‪ ،‬وُكساىل‪ْ ،‬‬
‫وألف التأنيث املقصورة هي ال يت ال تك ون بع دها مه زة‪ ،‬كليل ى‪ ،‬وقهق رى‪،‬‬
‫وحب ارى‪ ،‬وأُس َارى‪ ،‬أم ا املم دودة فه ي ال يت تك ون‬
‫وشَرْوَرى (اس م بل دة)‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫وجلُوالء (اسم بلدة)‪ ،‬وأطباء‪.‬‬‫وش َعَراء‪َ ،‬‬
‫بعدها مهزة‪ ،‬كصحراء‪ ،‬وبيضاء‪ُ ،‬‬

‫وكل اسم فيه ألف تأنيث مقصورة أو ممدودة مينع من الصرف‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫‪ -‬أعجبت بشعراءَ يف املدينة املنورة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫كساىل‪ ،‬يشنؤون العمل‪.‬‬ ‫‪ -‬هذه تعالت َ‬
‫ف إذا مل تك ن األل ف زائ دة مس بوقة بثالث ة أح رف أص لية فص اعدا‪ ،‬ف ال‬
‫ألف تأني ث‪ ،‬ك ألف‪ :‬ف ىت‪ ،‬وه واء‪ ،‬ومص طفى‪ ،‬ومستش فى‪ .‬ف ألف‬ ‫تسمى َ‬
‫"فىت" قبله ا حرف ان فق ط‪ ،‬فليس ت بزائ دة‪ ،‬فليس ت أل ف تأني ث‪ ،‬واالس م‬
‫الذي هي فيه ليس ممنوعا من الص رف‪ ،‬ول ذلك ين ون‪ ،‬فيق ال‪ :‬ف ًىت‪ ،‬وجي ر‬
‫بالكسرة املقدرة؛ ألنه اسم مقص ور‪ .‬وك ذلك أل ف "ه واء"‪ ،‬فه ي مس بوقة‬
‫حب رفني فق ط‪ ،‬فليس ت بزائ دة‪ ،‬وه و غ ري ممن وع م ن الص رف‪ ،‬ول ذلك ُجيَ ُّر‬
‫بالكس رة ويُن ون‪ ،‬فيق ال‪ :‬جلس نا يف ه واء طل ق‪ .‬وأل ف "مص طفى" قبله ا‬
‫أربع ة أح رف‪ ،‬ولك ن اثن ني منه ا زائ دان‪ ،‬مه ا امل يم والط اء‪ ،‬واألل ف فيه ا‬
‫ليس ت بزائ دة‪ ،‬وإمن ا ه ي م ن أص ل الكلم ة؛ ألن مص طفى مش تق م ن‬
‫(ص فا)‪ .‬وأل ف مستش فى قبله ا مخس ة أح رف‪ ،‬ولك ن األل ف غ ري زائ دة؛‬
‫ألهنا مشتقة من (شفى)‪ ،‬وثالثة من احلروف اليت قبلها زائدة‪ ،‬ه ي امل يم‪،‬‬
‫والس ني‪ ،‬والت اء‪ ،‬واألص لي منه ا ه و الش ني والف اء وح دمها‪ .‬ول ذلك ين ون‬
‫وجير بكسرة مقدرة على األلف‪ ،‬فيقال‪ :‬ذهبت إىل مستش ًفى‪.‬‬
‫فه ذه الكلم ات ليس ت ممنوع ة م ن الص رف؛ ألن ألفه ا ليس ت أل ف‬
‫تأنيث‪.‬‬
‫‪ -2‬اجلم وع ال يت تك ون عل ى ص يغة منته ى اجلم وع‪ :‬وه ي ك ل مج ع‬
‫تكسري‪ ،‬بعد ألفه حرفان أو ثالثة‪ ،‬حنو‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫مساجد كثرية‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬صليت يف‬
‫صحائف عدة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬نشرت مقااليت يف‬
‫‪( -‬يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل)‪.‬‬
‫ف "مساجد‪ ،‬وص حائف" مجع ا تكس ري‪ ،‬وبع د ألفهم ا حرف ان‪ ،‬مه ا‪ :‬اجل يم‬
‫وال دال‪ ،‬واهلم زة والف اء‪ .‬و"حماري ب وُاثي ل" مجع ا تكس ري‪ ،‬وبع د ألفهم ا‬
‫ثالثة أحرف‪ ،‬هي‪ :‬الراء والياء والباء‪ ،‬والثاء والياء والالم‪.‬‬
‫وهاتان العلتان (ألف التأنيث بنوعيها‪ ،‬وصيغة منتهى اجلموع) ُنعان من‬
‫الصرف وحدمها‪ ،‬فكل اسم كانت ألفه ألف تأنيث‪ ،‬أو ك ان عل ى ص يغة‬
‫منتهى اجلموع ُمنع من الصرف‪.‬‬
‫أم ا العل ل األخ رى ال يت س نذكرها‪ ،‬ف ال ب د أن جتتم ع منه ا اثنت ان يف‬
‫االسم‪ ،‬حىت ميُْنَع من الصرف‪ ،‬فإن كانت فيه علة واحدة فق ط‪ ،‬مل ُمين ع‪.‬‬
‫وجي ب أن تك ون إح دى ه ذه العل ل الوص فية أو العلمي ة‪ ،‬ومعه ا عل ة‬
‫أخرى‪ ،‬على هذا النحو‪:‬‬
‫أوال‪ -‬العلمية وما يكون معها من العلل‬
‫عاد وفاطم ةَ‪ ،‬أح دثهما‪.‬‬‫ت عل ى س َ‬ ‫‪ -1‬العلمي ة والتأني ث‪ ،‬حن و‪ :‬أقبل ُ‬
‫ف "سعاد وفاطم ة" امس ان ممنوع ان م ن الص رف لعلت ني‪ :‬العلمي ة والتأني ث‪.‬‬
‫لك ْن "زه رة"‪ ،‬و"حديق ة" يف ه ذه العب ارة‪" :‬قطف ت زه رةً م ن حديق ة يف‬
‫املن زل"‪ ،‬ليس تا ممن وعتني م ن الص رف‪ ،‬ألن فيهم ا عل ة واح دة فق ط‪ ،‬ه ي‬

‫‪86‬‬
‫التأنيث‪ ،‬والتأنيث وحده ال مين ع م ن الص رف‪ .‬و"زي د" علَ م‪ ،‬ولكن ه ل يس‬
‫ممنوعا من الصرف؛ ألن فيه علة واحدة هي العلمية‪ ،‬وليس مبؤنث‪.‬‬
‫وإذا ك ان العل م املؤن ث ثالثي ا س اكن الوس ط ج از ص رفه ومنع ه م ن‬
‫بدع َد‪.‬‬
‫بدعد‪ ،‬أو ْ‬
‫هبند‪ ،‬ومررت ْ‬‫الصرف‪ ،‬حنو‪ :‬أُعجبت هبند‪ ،‬أو َ‬
‫‪ -2‬العلمي ة والرتكي ب املزج ي‪ :‬ومع ىن الرتكي ب املزج ي أن يرك ب االس م‬
‫العل م م ن كلمت ني ُزج ان‪ ،‬فتص ريان واح دة‪ ،‬يُس مى هب ا علم اً ملك ان أو‬
‫إنسان‪ ،‬أو غريمها‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫يكرب‪.‬‬
‫‪ -‬قرأت شعر عمرو بن معد َ‬
‫حضرموت‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -‬سافرت إىل‬
‫‪ -‬قضيت أياما يف بعلبك‪.‬‬
‫ف "معديكرب‪ ،‬وحض رموت‪ ،‬وبعلب ك"‪ ،‬أع الم‪ ،‬مع ديكرب عل م لرج ل‪،‬‬
‫وحض رموت وبعلب ك علم ان لبل دين‪ .‬وك ل واح د م ن ه ذه األمس اء مؤل ف‬
‫م ن كلمت ني مزجت ا مع ا‪ ،‬فتكون ت منهم ا كلم ة واح دة‪ ،‬فمع ديكرب‬
‫أص لها‪ :‬مع دي وك رب‪ ،‬وحض رموت أص لها‪ :‬حض ر وم وت‪ ،‬وبعلب ك‬
‫أصلها‪ :‬بعل وبك‪.‬‬
‫لك ن "الس لكي"‪ ،‬وم ا ش اكلها‪ ،‬ليس ت مبمنوع ة م ن الص رف‪ ،‬م ع أهن ا‬
‫مركبة تركيبا مزجيا من "ال" و "سلكي"؛ ألهنا ليست بعلم‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -3‬العلمي ة والعجم ة‪ :‬وامل راد بالعجم ة أن يك ون االس م يف األص ل‬
‫أعجميا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫اهيم مكان البيت)‪.‬‬
‫‪( -‬وإذ بوأنا إلبر َ‬
‫ويعقوب)‪.‬‬
‫َ‬ ‫اهيم وإسحا َ‬
‫‪( -‬واتبعت ملة آبائي إبر َ‬
‫ص رف‪ ،‬حن و‪( :‬إن ا أوحين ا‬
‫وإذا كان العلم األعجمي ثالثي ا س اكن الوس ط ُ‬
‫إلي ك كم ا أوحين ا إىل ن وح والنبي ني م ن بع ده)‪( ،‬ولوطً ا آتين اه حكم ا‬
‫وعلما)‪.‬‬
‫‪ -4‬العلمي ة ووزن الفع ل‪ :‬أي أن يك ون وزن االس م العلَ م عل ى وزن‬
‫الفعل‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫ْ‬
‫يد بن معاوية‪.‬‬‫‪ -‬قرأت ديوان يز َ‬
‫جالسا‪.‬‬
‫محد ً‬ ‫‪ -‬مررت على أ َ‬
‫لم‪.‬‬
‫لمت على يَ ْس َ‬
‫‪-‬س ُ‬
‫ب األوىل هي اليمن‪.‬‬ ‫يعر َ‬
‫‪ -‬ديار بين ُ‬
‫فيزي د‪ ،‬وأمح د‪ ،‬ويس لم‪ ،‬ويع رب‪ ،‬أمس اء أع الم‪ ،‬عل ى وزن أفع ال‪ ،‬ب ل ه ي‬
‫يف األص ل أفع ال مس ي هب ا أش خاص‪ ،‬فه ي ممنوع ة م ن الص رف‪ ،‬ول ذلك‬
‫كانت جمرورة بالفتحة‪.‬‬
‫‪ -5‬العلمي ة وزي ادة األل ف والن ون‪ ،‬حن و‪ :‬زرت ق رب عثم ا َن ب البقيع‪ .‬رض ي‬
‫اهلل عن سلما َن الفارسي‪ .‬ف "عثمان وسلمان" علَمان‪ ،‬يف كل منهما ألف‬

‫‪88‬‬
‫ون ون زائ دتان‪ ،‬أي ليس تا م ن أص ل امل ادتني اللت ني اش تُق منه ا العلم ان‪،‬‬
‫فعثم ان مش تق م ن "ع ثم"‪ ،‬وس لمان مش تق م ن "س لم"‪ ،‬ف األلف والن ون‬
‫فيهما زائدتان‪.‬‬
‫الع ْدل‪ :‬ومع ىن الع دل أن يُ ْع َدل بالكلم ة ع ن وزهن ا األص لي‬
‫‪ -6‬العلمي ة و َ‬
‫إىل وزن آخر‪ ،‬أي أن يغري وزهنا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫عمر بن اخلطاب ‪-‬رضي اهلل عنه‪.-‬‬ ‫فُتحت القدس يف عهد َ‬
‫ف "عمر" أص له ع امر‪ ،‬ولك ن عُ دل ع ن ع امر إىل وزن آخ ر‪ ،‬ه و عم ر‪،‬‬
‫فالكلمة ممنوعة من الصرف هلاتني العلتني‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الوصفية وما يكون معها من العلل‬
‫‪ -1‬الوص فية وزي ادة األل ف والن ون‪ :‬أي أن يك ون االس م املمن وع م ن‬
‫الصرف صفة على وزن "فَ ْعالن" اليت مؤنثها على وزن فَ ْعلى‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫ثيت لظمآ َن فسقيته‪.‬‬
‫‪-‬ر ُ‬
‫‪ -‬أقبلت على سكرا َن أعظُه‪.‬‬
‫ف "ظمآن" عل ى وزن فَ ْع الن‪ ،‬واملؤن ث من ه ظم أى‪ ،‬ومؤن ث س كران‬
‫َس كْرى‪ .‬ف إن مل يك ن مؤنث ه عل ى "فعل ى" مل مين ع م ن الص رف‪ ،‬مث ل‪:‬‬
‫َمصان (اللئيم)‪ ،‬فإن مؤنثه َمصانة‪ ،‬وعُريان‪ ،‬فإن مؤنثه عُريانة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوص فية ووزن الفع ل‪ ،‬حن و‪ :‬أب يض‪ ،‬وأص فر‪ .‬فيق ال‪ :‬أعجب ت بزه ر‬
‫أشهب‪.‬‬
‫َ‬ ‫أبيض‪ ،‬ركبت على فرس‬
‫َ‬
‫‪89‬‬
‫ويش رت للص فة ال يت عل ى ه ذا ال وزن أن يك ون مؤنثه ا عل ى وزن فَ ْع الء‪،‬‬
‫ف "أبيض وأصفر وأشهب" مؤنثها بيضاء‪ ،‬وصفراء‪ ،‬وشهباء‪ .‬ف إن مل يك ن‬
‫مؤنث ه عل ى وزن "فع الء"‪ ،‬مل مين ع م ن الص رف‪ ،‬مث ل‪ :‬أرم ل‪ ،‬ف إن مؤنث ه‬
‫أرملة‪ ،‬فال مينع من الصرف‪.‬‬
‫‪ -3‬الوصفية والعدل‪ :‬بأن يكون االسم صفة على وزن فُعال‪ ،‬أو َم ْف َع ل‪،‬‬
‫حنو‪( :‬جاعل املالئكة رس الً أويل أجنح ة مث ن ى وث الث ورب اع)‪ .‬ي زاد يف‬
‫هذين الوزنني كلمة (أخر)‪ ،‬مجع "أخرى"‪ ،‬حنو‪( :‬فعدة من أيام أُ َخَر)‪.‬‬
‫ومع ىن الع دل أن يُع َدل بالكلم ة ع ن وزهن ا إىل وزن آخ ر‪ ،‬ف " َمثْىن وثُالث‬
‫ورباع" أصلها‪ :‬اثنان‪ ،‬وثالثة‪ ،‬وأربعة‪ ،‬مث عُدل عنها‪.‬‬
‫ُ‬
‫وإذا اتص ل املمن وع م ن الص رف ب "أل"‪ ،‬أو أُض َ‬
‫يف‪ُ ،‬ج ر بالكس رة‪،‬‬
‫حنو‪( :‬وال تباشروهن وأنتم عاكفون يف المساجد)‪( ،‬وأْ ُم ْر َ‬
‫قوم ك يأخ ذوا‬
‫ب حسنها)‪ .‬ف "املساجد" على صيغة منتهى اجلموع‪ ،‬فاألصل أن ُُْنَ ع م ن‬
‫الص رف‪ ،‬فلم ا اقرتن ت ب "أل"‪ُ ،‬ج رت بالكس رة‪ ،‬و"أحس نها" ممنوع ة م ن‬
‫الصرف للوصفية ووزن الفعل‪ ،‬فلما أُضيفت إىل الضمري ُجرت بالكسرة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني املمنوع من الصرف‪ ،‬وعلة منعه‪ ،‬فيما يأيت‪:‬‬
‫(شهر رمضا َن الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس)‪.‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫دار‪ ،‬عرفتها وأخرى بذات البني آيا ُهتا َسطُْر‬ ‫‪ -‬لليلى بذات اجليش ٌ‬
‫‪( -‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثىن وثالث ورباع)‪.‬‬
‫‪( -‬يطاف عليهم بكأس من معني بيضاء لذة للشاربني)‪.‬‬
‫‪( -‬فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا ألجرا إن كنا حنن الغالبني)‪.‬‬
‫‪( -‬وشروه بثمن خبس دراهم معدودة)‪.‬‬
‫‪( -‬وقضينا إىل بين إسرائيل يف الكتاب لتفسدن يف األرض مرتني)‪.‬‬
‫‪( -‬إنه من سليمان وإنه بسم اهلل الرمحن الرحيم)‪.‬‬
‫صرح ممرد من قوارير)‪.‬‬‫‪( -‬قال إنه ْ‬
‫‪( -‬قال إنه يقول إهنا بقرة صفراء فاقع لوهنا تسر الناظرين)‪.‬‬
‫‪ -‬يوسف أقدم من داود ‪ -‬عليهما لسالم ‪.-‬‬
‫مساجد"‪.‬‬
‫َ‬ ‫حال إال إىل ثالثة‬ ‫‪" -‬ال تُ ُّ‬
‫شد الر ُ‬
‫‪ -‬إن لسلمى عندنا ديوانا ُخيْزي فالنا وابنه فالنا‬
‫س‪ 2‬اشكل أواخر الكلمات اليت فو اخلط‪ ،‬وبني السبب‪.‬‬
‫‪ -‬ألمحد عندي ي ٌد‪.‬‬
‫‪ -‬لتماضر اسم آخر‪ ،‬هو اخلنساء‪.‬‬
‫‪ -‬قضيت يوما يف تَبالة‪ ،‬مث ذهبت إىل بيشة مث إىل جنران‪.‬‬
‫‪( -‬وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح)‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -‬قرأت ألدباء من أدباء املدينة‬
‫‪( -‬هدى وبشرى للمسلمني)‪.‬‬
‫لكم دمي‬‫حيل ْ‬
‫‪ -‬أال قل هلند‪ :‬إ ْحَرجي وتأُثي وال تقتليين‪ ،‬ال ُّ‬
‫‪ -‬بيض الصفائح‪ ،‬ال سود الصحائف يف متوهنن جالء الشك والريَب‬
‫حت يف فَنَن‬
‫صد ْ‬
‫‪ -‬رب ورقاء َهتوف يف الضحى ذات َش ْجو‪َ ،‬‬

‫‪92‬‬
‫ثالثا‪ -‬ما يلزم حركة واحدد (المبني)‬
‫أما ما يلزم من حركة واحدة من الكلم العريب‪ ،‬فيسمى مبنيا‪ .‬وهو‬
‫الذي ال يتغري آخره بتغري العوامل اإلعرابية الداخلة عليه‪ ،‬فهو بعكس‬
‫امل ْعَرب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ُ‬
‫قومنا اختذوا منْ دونه آهلة)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫هؤالء‬‫(‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪( -2‬إن هؤالء لشرذمة قليلون)‬
‫‪( -3‬ما لهؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا)‪.‬‬
‫فاهلمزة يف "هؤالء" تلزم الكسرة يف اآليات الثالث‪ ،‬مع أن العوامل‬
‫اإلعرابية الداخلة عليها خمتلفة‪ ،‬فهي مبتدأ يف األوىل‪ ،‬واألصل أن تظهر‬
‫صب‪ ،‬وهي يف اآلية‬ ‫اسم "إن" يف الثانية‪ ،‬واسم "إن" يُْن َ‬ ‫عليها الضمة‪ ،‬و ُ‬
‫الثالثة مسبوقة بالالم‪ ،‬وهي حرف جر‪ ،‬فاألصل أن تكسر‪ .‬لكنها لزمت‬
‫الكسرة يف الرفع‪ ،‬والنصب‪ ،‬واجلر‪ ،‬ومل حترك حبركة من احلركات اليت‬
‫يقتضيها العامل اإلعرايب‪ ،‬وذلك معىن أهنا مبنية‪.‬‬
‫فالكلمة المبنية ‪ -‬إذن ‪ -‬تلزم حركة واحدد ال تتغير بتغير ما‬
‫يدخل عليها من العوامل اإلعرابية‪.‬‬
‫والغرض من معرفة املبين من الكلمات أن نُْلزمها حركةً واحدة‪ ،‬ال تتغري‪،‬‬
‫منيزها من الكلمات املعربة‪ ،‬فال تلتبس هبا‪ ،‬كما أن الغرض من معرفة‬ ‫و َ‬
‫املعرب أن حنرك أواخره مبا تقتضي العوامل اإلعرابية اليت تدخل عليه‪.‬‬
‫وأهم املبنيات‪:‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -1‬الضمائر‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضمائر متصلة‪ ،‬وهي اليت توص ل مب ا قبله ا نطق ا وكتاب ة‪ ،‬وال يُب َدأ هب ا‪:‬‬
‫ت‪ ،‬وقل ت‪ ،‬وقلتُم ا‪ ،‬وقل تُم‪ ،‬وقل نت‪.‬‬ ‫مت‪ ،‬وقل َ‬ ‫وهي‪ :‬تاء الفاع ل‪ ،‬حن و‪ :‬ص ُ‬
‫وأل ف االثن ني‪ ،‬حن و‪ :‬قام ا‪ ،‬اذهب ا‪ ،‬وواو اجلماع ة‪ ،‬حن و‪ :‬آمن وا‪ ،‬ويؤمن ون‪،‬‬
‫وي اء املخاطب ة‪ ،‬حن و‪ :‬تعلم ني‪ ،‬واعلم ي‪ ،‬ون ون النس وة‪ ،‬حن و‪ :‬قُ ْم َن‪،‬‬
‫ك‪،‬‬‫ويُْرض ْعن‪ ،‬وي اء امل تكلم‪ ،‬حن و‪ :‬ص احيب‪ ،‬وك اف املخاط ب‪ ،‬حن و‪ :‬علي َ‬
‫وعلي ك‪ ،‬وعليكم ا‪ ،‬وعل يكم‪ ،‬وعل يكن‪ ،‬وه اء الغائ ب‪ ،‬حن و‪ :‬ع ْلم ه‪،‬‬
‫ع ْلمها‪ ،‬علمهما‪ ،‬علمهم‪ ،‬علمهن‪.‬‬
‫صل يف النطق والكتابة عما قبلها م ن‬ ‫ب‪ -‬ضمائر منفصلة‪ :‬وهي اليت تُ ْف َ‬
‫أنت‪ ،‬وأن ت‪ ،‬وأنتم ا‪ ،‬وأن تم‪ ،‬وأن نت‪،‬‬ ‫الكلم‪ ،‬ويُْب َدأ هبا‪ .‬وهي‪ :‬أنا‪ ،‬وحنن‪ ،‬و َ‬
‫اك‪ ،‬وإي اك‪ ،‬وإياكم ا‪،‬‬ ‫وه و‪ ،‬وه ي‪ ،‬ومه ا‪ ،‬وه م‪ ،‬وه ن‪ ،‬وإي اي‪ ،‬وإيان ا‪ ،‬وإي َ‬
‫وإياكم‪ ،‬وإياكن‪ ،‬وإياه‪ ،‬وإياها‪ ،‬وأيامها‪ ،‬وإياهم‪ ،‬وإياهن‪.‬‬
‫وال خيف ى أن الض مائر كله ا تل زم حرك ة واح دة‪ ،‬ه ي ال يت تظه ر عل ى‬
‫آخرها‪.‬‬
‫‪ -2‬أمساء اإلشارة‪ ،‬وهي‪ :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهايت‪ ،‬وهذان‪ ،‬وهات ان‪ ،‬وه ؤالء‪،‬‬
‫ومث‪ .‬وه ي كله ا مبني ة‪ ،‬م ا ع دا "ه ذان‬ ‫وذل ك‪ ،‬وذاك‪ ،‬وهن ا‪ ،‬وهن اك‪َ ،‬‬
‫وهاتان"‪ ،‬فيعربان إعراب املثىن‪.‬‬
‫‪ -3‬األمس اء املوص ولة‪ :‬وه ي‪ :‬ال ذي‪ ،‬وال يت‪ ،‬والل ذان‪ ،‬واللت ان‪ ،‬وال ذين‪،‬‬

‫‪94‬‬
‫وم ْن‪ ،‬وم ا‪ .‬ويس تثىن م ن األمس اء املوص ولة (الل ذان‬ ‫والالئ ي‪ ،‬وال اليت‪َ ،‬‬
‫واللتان)‪ ،‬فيعربان إعراب املثىن‪.‬‬
‫‪ -4‬األع داد املركب ة‪ :‬وه ي أح د عش ر‪ ،‬وتس عة عش ر وم ا بينهم ا‪ .‬وتب ىن‬
‫عل ى ف تح اجل زأين‪ ،‬أي إن آخ ر الكلمت ني يل زم الف تح دائم ا‪ ،‬يس تثىن م ن‬
‫ذلك اجلزء األول من "اثنا عشر‪ ،‬واثنتا عشرة"‪ ،‬فيعرب إع راب املث ىن‪ ،‬أم ا‬
‫عشر كوكب ا)‪( ،‬عليه ا‬ ‫أحد َ‬ ‫اجلزء الثاين فيبىن على الفتح‪ ،‬حنو‪( :‬إين رأيت َ‬
‫عشر كتابا‪ ،‬أعجبت بإحدى عشرَة رواي ة‪ .‬أم ا‬ ‫أحد َ‬ ‫عشر)‪ ،‬عندي َ‬ ‫تسعةَ َ‬
‫"اثنا عشر واثنتا عشرة"‪ ،‬فنحو‪:‬‬
‫‪( -‬وبعثنا منهم اثين عشر نقيبا)‪.‬‬
‫‪( -‬فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا)‪.‬‬
‫ني‪،‬‬
‫ني ب َ‬
‫باح مس اءَ‪ ،‬وب َ‬ ‫‪ -5‬الظ روف املركب ة‪ ،‬وتب ىن عل ى الف تح‪ ،‬حن و‪ :‬ص َ‬
‫مثل‪:‬‬
‫بني‪ ،‬أي‪ :‬بني اجلدار والكرسي‪.‬‬ ‫بني َ‬
‫‪ -‬سقط الكتاب َ‬
‫صباح مساءَ‪ ،‬أي‪ :‬كل صباح ومساء‪.‬‬ ‫‪ -‬زيد يعودين َ‬
‫العلَم املختوم بويه‪ ،‬ويبىن على الكسر‪ ،‬كسيبويه‪َ ،‬وزْجن َوي ه‪ ،‬ونفطوي ه‪.‬‬
‫‪َ -6‬‬
‫حنو‪:‬‬
‫ف سيبويه "الكتاب"‪.‬‬ ‫‪ -‬أل َ‬
‫‪ -‬رحم اهلل سيبويه ما أبدع تأليفه!‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬أُعجبت بسيبويه‪.‬‬
‫‪ -7‬اس م الفع ل‪ :‬وه و كلم ة يك ون معناه ا مع ىن الفع ل‪ ،‬ولكنه ا ال‬
‫تتص رف كم ا يتص رف الفع ل‪ ،‬وال ت دل عل ى م ا ي دل علي ه م ن احل دث‬
‫ات (بَعُ د)‪ ،‬وش تا َن (اف رت َ )‪ ،‬وأو ْه (أت أملُ)‪ ،‬وأُف‬
‫وال زمن‪ ،‬حن و‪ :‬هيه َ‬
‫(اسكت)‪ ،‬ونَزال (انزل)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫وص ْه‬
‫(أتضجر)‪َ ،‬‬
‫وملا كان معىن هذه األمساء هو معىن األفعال املذكورة بعدها‪ ،‬مسيت‬
‫بأمساء األفعال اليت تدل عليها‪ ،‬فمنها ما يسمى اسم فعل ماض‪،‬‬
‫كهيهات‪ ،‬وشتان؛ ألهنما مبعىن بَعُ َد وافرت َ ‪ ،‬و"بعد وافرت ‪ :‬فعالن‬
‫َ‬
‫ماضيان‪ ،‬ومنها ما يسمى اسم فعل مضارع‪ ،‬كأوْه‪ ،‬وأف؛ ألهنما مبعىن‪:‬‬
‫أتضجر‪ ،‬ومها فعالن مضارعان‪ ،‬ومنها ما يسمى اسم فعل أمر‪،‬‬ ‫أتأمل‪ ،‬و ُ‬
‫انزل‪ ،‬ومها فعال أمر‪.‬‬
‫اسكت و ْ‬
‫ْ‬ ‫ونزال؛ ألهنما مبعىن‪:‬‬
‫كص ْه‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫وم ن‪ ،‬ومهم ا‪ ،‬وم ىت‪ ،‬وأك‪ ،‬وأي ان‪،‬‬ ‫‪ -8‬أدوات الش ر ‪ :‬وه ي‪ :‬م ا‪َ ،‬‬
‫كيف‪ ،‬وأي‪.‬‬
‫وحيث‪ ،‬و َ‬
‫ُ‬
‫ومن‪ ،‬ومىت‪ ،‬وأك‪ ،‬وأيان‪ ،‬وكي ف‪ ،‬وك ْم‪،‬‬ ‫‪ -9‬أمساء االستفهام‪ :‬وهي‪ :‬ما‪َ ،‬‬
‫وأي‪.‬‬
‫‪ -10‬أم س‪ .‬وه و ظ رف زم ان للي وم ال ذي قب ل يوم ك‪ ،‬ويب ىن عل ى‬
‫فت‬
‫ديق مح يم‪ ،‬أس ُ‬ ‫الكس ر‪ ،‬حن و‪ :‬مض ى أم س مب ا في ه‪ ،‬ج اءين أم س ص ٌ‬
‫على أمس إذ مضى ومل أُفد منه‪.‬‬
‫حيث‪ :‬وهو ظرف مكان‪ ،‬ويبىن على الضم‪ ،‬حنو‪:‬‬ ‫‪ُ -11‬‬
‫‪96‬‬
‫قدمه‬
‫حيث هتدي ساقَه ُ‬ ‫ُ‬ ‫للفىت عقل يعيش به‬
‫‪ -12‬الفعل‪ :‬الفعل كله مبين ما ع دا املض ارع‪ .‬فالفع ل املاض ي يب ىن عل ى‬
‫الفتح‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫‪( -‬قد سم اهلل قول اليت جتادلك)‪.‬‬
‫‪( -‬اآلن خ بفف اهلل عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)‪.‬‬
‫‪( -‬أمر ريب بالقسط)‪.‬‬
‫فإذا اتصل املاضي بت اء الفاع ل‪ ،‬و(ن ا) الف اعلني‪ ،‬ون ون النس وة‪ ،‬بُين عل ى‬
‫ت‪ ،‬ق ْلن ا‪ ،‬ق ْل َن‪ .‬ويب ىن عل ى الض م إذا اتص ل ب واو‬
‫الس كون‪ ،‬حن و‪ :‬ق ْل ُ‬
‫اجلماعة‪ ،‬حنو‪ :‬قالُوا‪.‬‬
‫ويب ىن فع ل األم ر عل ى م ا جي زم ب ه مض ارعه‪ ،‬ف إذا كان ت عالم ة ج زم‬
‫امسَ ْع‪ ،‬مض ارعه اجمل زوم‪ :‬مل‬
‫مض ارعه الس كون‪ ،‬ب ين عل ى الس كون‪ ،‬مث ل‪ْ :‬‬
‫مع‪ ،‬جم زوم بالس كون‪ ،‬فه و مب ين عل ى الس كون‪ .‬وإذا كان ت عالم ة‬ ‫يس ْ‬
‫جزم ه ح ذف الن ون‪ ،‬ب ين األم ر من ه عل ى ح ذف الن ون‪ ،‬مث ل‪( :‬قول وا)‪،‬‬
‫مضارعه اجملزوم (ال تقولوا)‪ ،‬عالمة جزمه حذف الن ون؛ ألن ه م ن األفع ال‬
‫اخلمس ة‪ ،‬فه و مب ين عل ى ح ذف الن ون‪ .‬وإذا ك ان مض ارعه جي زم حب ذف‬
‫ح رف العل ة‪ ،‬ب ين عل ى ح ذف ح رف العل ة‪ ،‬مث ل‪( :‬ا ع إىل س بيل رب ك‬
‫باحلكم ة)‪ ،‬مض ارعه اجمل زوم "ف ال ت دع م ع اهلل إهل ا آخ ر)‪ ،‬عالم ة جزم ه‬
‫ح ذف ح رف العل ة؛ ألن ه معت ل اآلخ ر‪ ،‬فه و مب ين عل ى ح ذف ح رف‬
‫‪97‬‬
‫العلة‪.‬‬
‫عرب إال يف حالتني‪:‬‬ ‫أما الفعل املضارع‪ ،‬فيُ َ‬
‫‪ -1‬إذا اتص لت ب ه ن ون التوكي د الثقيل ة أو اخلفيف ة‪ ،‬فيب ىن عل ى الف تح‪،‬‬
‫حن و‪( :‬لينب َذن يف احلطم ة)‪( ،‬ليس جنَن وليك ونَ ْن م ن الص اغرين)‪( ،‬وال‬
‫(لنسفعن بالناصية)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫تقولَن لشيء إين فاعل ذلك غدا إال أن يشاء اهلل)‪،‬‬
‫فاألفع ال‪ :‬ينب ذ‪ ،‬ويس جن‪ ،‬ويك ون‪ ،‬ونس فع‪ ،‬يف حم ل رف ع‪ ،‬وم ع ذل ك‬
‫ج اءت مفتوح ة اآلخ ر؛ ألهن ا اتص لت بن ون التوكي د الثقيل ة يف "ينب ذن‪،‬‬
‫ويس جنن"‪ ،‬واخلفيف ة يف "يك ونن‪ ،‬ونس فعن"‪ .‬و"تق ول" جم زوم ب "ال"‬
‫الناهية‪ ،‬واألصل أن تسكن الم ه‪ ،‬ولكنه ا فتح ت؛ ألن ه مب ين عل ى الف تح‬
‫التصاله بنون التوكيد الثقيلة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا اتصلت به نون النسوة‪ ،‬فيبىن على السكون‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫يرضعن أوالدهن حولني كاملني)‪.‬‬ ‫‪( -‬والوالدات ْ‬
‫يذهنب السيئات)‪.‬‬
‫‪( -‬إن احلسنات ْ‬
‫ينس ْني ما أسدى والدهن من إحسان‪.‬‬ ‫‪ -‬هن مل َ‬
‫‪ -‬لن تدخ ْل َن اجلنة حىت تعرفْن قدر اآلباء‪.‬‬
‫فاألفعال‪ :‬يرضعن‪ ،‬ويذهنب‪ ،‬وينسني‪ ،‬وتعرفن‪ ،‬وتدخلن‪ ،‬مسكنة األواخر‬
‫التص اهلا بن ون النس وة‪ ،‬والثالث ة األوىل منه ا يف حم ل رف ع‪ ،‬و"ينس ني" يف‬
‫حمل جزم‪ ،‬و"تدخلن" يف حمل نصب‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ه ذه أه م املبني ات م ن األمس اء واألفع ال‪ .‬وال خيف ى أن املبني ات تب ىن‬
‫على احلرك ات ال يت تك ون عل ى آخره ا‪ ،‬كم ا ق د رأين ا يف األمثل ة الس ابقة‪.‬‬
‫فتبىن على الفتح‪ ،‬أو على الكسر‪ ،‬أو على الضم‪ ،‬أوعلى السكون‪.‬‬
‫أم ا احل روف فمبني ة كله ا‪ ،‬ول يس فيه ا م ا يع رب‪ ،‬وه ي تب ىن عل ى‬
‫سوف‪ ،‬ه ْل‪ ،‬ب ْل‪ ،‬ع ْن‪،‬‬
‫ليت‪ ،‬لعل‪ ،‬إن‪َ ،‬‬ ‫احلركات اليت تظهر عليها‪ ،‬حنو‪َ :‬‬
‫ق ْد‪ ،‬الالم‪ ،‬إخل‪.‬‬
‫وكل م ا ل يس مبني ا م ن الكل م‪ ،‬فه و مع رب‪ .‬ولعل ك ت رى أن املبني ات‬
‫من األمساء واألفعال قليلة ومعدودة‪ ،‬أما املعربات‪ ،‬فال حتصى‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬بني املبنيات فيما يأيت‪ ،‬ونوعها‪:‬‬
‫‪( -‬قال كم لبثتم يف األرض عدد سنني)‪.‬‬
‫‪( -‬ولئن شئنا لنذهنب بالذي أوحينا إليك)‪.‬‬
‫‪( -‬فلما رأينه أكربنه وقطعن أيديهن وقلن حا هلل)‪.‬‬
‫‪( -‬وأخذن منكم ميثا غليظا)‪.‬‬
‫‪( -‬واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلموا منكم خاصة)‪.‬‬
‫‪(-‬فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي هلل)‪.‬‬
‫‪( -‬رب قد آيتين من امللك وعلمتين من تأويل األحاديث فاطر‬
‫السماوات واألرض أنت وليي يف الدنيا واآلخرة توفين مسلما وأحلقين‬
‫بالصاحلني)‪.‬‬
‫‪ ( -‬فأوف لنا الكيل وتصد علينا)‬
‫‪( -‬ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك)‪.‬‬
‫‪( -‬ادع إىل سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة)‪.‬‬
‫‪( -‬يأيها الذين آمنوا اصربوا وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل)‪.‬‬
‫‪( -‬والوالدات يرضعن أوالدهن حولني كاملني)‪.‬‬
‫‪( -‬ال يغرنك تقلب الذين كفروا يف البالد)‪.‬‬
‫‪( -‬ليجمعنكم إىل يوم القيامة ال ريب فيه)‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪(-‬لئن شكرَت ألزيدنكم)‪.‬‬
‫‪( -‬ويقولون هؤالء شفعاؤنا عند اهلل)‪.‬‬
‫‪( -‬فذانك برهانان من ربك)‪.‬‬
‫‪( -‬تلك أمة قد خلت)‪.‬‬
‫‪( -‬إن هؤالء حيبون العاجلة)‪.‬‬
‫‪( -‬بل متعت هؤالء وآباءهم)‪.‬‬
‫‪( -‬ربنا أرنا اللذين أضالنا من اإلنس واجلن)‪.‬‬
‫‪( -‬إن الذين يلحدون يف آياتنا ال خيفون علينا)‪.‬‬
‫‪( -‬وال تكونوا كاليت نقضت غزهلا من بعد قوة أنكاثا)‪.‬‬
‫‪( -‬ماذا أراد اهلل هبذا مثال)‪.‬‬
‫‪( -‬ومن يغفر الذنوب إال اهلل)‪.‬‬
‫‪ (-‬مىت هذا الوعد؟)‪.‬‬
‫‪( -‬أك لك هذا؟)‪.‬‬
‫‪( -‬أين شركائي الذين كنتم تزعمون)‪.‬‬
‫‪( -‬فكيف كان عذايب ونذر)‪.‬‬
‫‪( -‬ياليتين كنت معهم فأفوز فوزا عظيما)‪.‬‬
‫الشباب حزينا ليت الليايل قبل ذاك فنينا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬أمسيت إذ رحل‬
‫س‪ 1‬اس تخرج م ا يف اآلي ات اآلتي ة م ن املبني ات واملعرب ات‪ ،‬وب ني نوعه ا‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫واحلرك ة ال يت بني ت عليه ا‪( :‬إ ْن تب دوا الص دقات فنعم ا ه ي وإن ختفوه ا‬
‫وتؤتوه ا الفق راء فه و خ ري لك م ويكف ر ع نكم م ن س يئاتكم واهلل مب ا‬
‫تعمل ون خب ري‪ .‬ل يس علي ك ه داهم ولك ن اهلل يه دي م ن يش اء‪ ،‬وم ا‬
‫تنفقوا من خري فألنفسكم وم ا تنفق ون إال ابتغ اء وج ه اهلل وم ا تنفق وا م ن‬
‫خ ري ي وف إل يكم وأن تم ال تظلم ون‪ .‬للفق راء ال ذين أحص روا يف س بيل اهلل‬
‫ال يس تطيعون ض ربا يف األرض حيس بهم اجلاه ل أغني اء م ن التعف ف‬
‫تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس إحلاف ا وم ا تنفق وا م ن خ ري ف إن اهلل ب ه‬
‫عليم)‪( .‬مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اهلل‬
‫بن ورهم وت ركهم يف ظلم ات ال يبص رون ص م بك م عم ي فه م ال يرجع ون‬
‫أو كص يب م ن الس ماء في ه ظلم ات ورع د وب ر جيعل ون أص ابعهم يف‬
‫آذاهنم من الصواعق حذر املوت واهلل حميط بالكافرين يكاد الرب خيط ف‬
‫أبص ارهم كلم ا أض اء هل م مش وا في ه وإذا أظل م عل يهم ق اموا ول و ش اء اهلل‬
‫ل ذهب بس معهم وأبص ارهم إن اهلل عل ى ك ل ش يء ق دير يأيه ا الن اس‬
‫اعبدوا ربكم الذي خلقكم وال ذين م ن ق بلكم لعلك م تتق ون ال ذي جع ل‬
‫لك م األرض فراش ا والس ماء بن اء وأن زل م ن الس ماء م اء ف أخرج ب ه م ن‬
‫الثم رات رزق ا لك م ف ال جتعل وا هلل أن دادا وأن تم تعلم ون وإن كن تم يف ري ب‬
‫مم ا نزلن ا عل ى عب دنا ف أتوا بس ورة م ن مثل ه وادع وا ش هداءكم م ن دون اهلل‬
‫إن كنتم صادقني)‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫س‪ 2‬مث ْل ملا يأيت يف مجلة مفيدة‪ ،‬مع الضبط‪:‬‬
‫‪ -‬عدد مركب‪.‬‬
‫‪ -‬علَم خمتوم بويه‪.‬‬
‫‪ -‬أداة استفهام‪.‬‬
‫‪ -‬أداة شر ‪.‬‬
‫‪ -‬فعل مضارع مبين على السكون‪ ،‬واذكر السبب‪.‬‬
‫‪ -‬فعل ماض مبين على الضم‪ ،‬واذكر السبب‪.‬‬
‫‪ -‬اسم موصول معرب‪.‬‬
‫‪ -‬اسم إشارة معرب‪.‬‬
‫‪ -‬عدد مركب أحد جزأيه معرب‪ ،‬واآلخر مبين‪.‬‬
‫‪ -‬ظرف مبين على الضم وآخر مبين على الكسر‪.‬‬
‫‪ -‬ضمري متصل وآخر منفصل‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫تمرين عام‬
‫أوص ت أعرابي ة ابنته ا ليل ة زفافه ا‪ ،‬فقال ت‪ :‬أى بني ةُ‪ ،‬إن ك فَ َارق ت‬
‫بَْيت ك ال ذي مْن هُ خرج ت‪ ،‬وعش ك ال ذي في ه درج ت‪ ،‬إ َىل رج ل‪ ،‬مل‬
‫تعرفي ه‪ ،‬وق رين مل تألفي ه‪ ،‬فك وين لَ هُ َأم ةً يك ن لَ ك عب ًدا‪ .‬واحفظ ى لَ هُ‬
‫ذخًرا‪ ،‬أما األوىل َوالثانية‪ ،‬فاخلشوع لَهُ بالقناع ة‪،‬‬ ‫عشرا‪ ،‬تكن لَك ْ‬ ‫صاال ً‬ ‫خَ‬
‫اع ة‪َ ،‬وأم ا الثالثَ ة َوالراب َع ة‪ ،‬فالتفق د ملواض ع َعْي نَ ْي ه‬
‫َوحس ن الس مع لَ هُ َوالط َ‬
‫َوأَنْف ه‪ ،‬فَ ال تق ع عين ه مْن ك عل ى قَب يح‪َ ،‬وال يش م إال أطي ب ري ح‪َ ،‬وأم ا‬
‫اجلُ وع‬ ‫اخلَام َس ة َوالساد َس ة‪ :‬فالتفق د لوق ت َمنَام ه َوطَ َعام ه‪ ،‬فَ إن ح رارة ْ‬ ‫ْ‬
‫ملهب ة‪ ،‬وتنغ يص الن وم مغض بة‪َ ،‬وأم ا الس اب َعة َوالثامنَ ة‪ ،‬فاالحتف اظ مبَال ه‪،‬‬
‫واإلرعاء على حش مه َوعيَال ه‪ .‬وم الك األَم ر يف امل ال حس ن الت ْق دير‪َ ،‬ويف‬
‫َ‬
‫الْعيَ ال حس ن الت ْدبري‪َ ،‬وأم ا التاس َعة والعاش رة‪ ،‬فَ ال تعص ن لَ هُ أم ًرا‪َ ،‬وال‬
‫ص دره‪َ ،‬وإن أفش يت‬ ‫تُ ْفش ن لَ هُ س را‪ ،‬فَإن ك إن َخالَف ت أم ره‪ ،‬أوغ رت َ‬
‫سره‪،‬مل تأمين غدره‪ ،‬مث إياك والفر َح بَني يَ َديْه إن َكا َن مهتما‪ ،‬والكآبة بَني‬
‫رحا‪.‬‬ ‫يَ َديْه إن َكا َن فَ ً‬
‫‪ -1‬استخرج من الوصية‪:‬‬
‫‪ -‬منادى وبني نوعه‪.‬‬
‫‪ -‬مفعوالً به‪.‬‬
‫عددا منصوبًا‪.‬‬‫‪ً -‬‬
‫‪ -‬مفعوالً فيه‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬مفعوالً ألجله‬
‫ُييزا منصوبًا ‪.‬‬
‫‪ً -‬‬
‫امسًا معطوفًا منصوبًا‪.‬‬
‫‪ -2‬استخرج ما يف القطعة من أفعال األمر‪ ،‬وبني عالمة بنائها‪.‬‬
‫‪ -3‬استخرج ما يف القعطة من األفعال املضارعة املرفوعة‪ ،‬واملنصوبة‪،‬‬
‫واجملزومة وبني عالمة اإلعراب فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬استخرج من القطعة‪:‬‬
‫مثىن‪.‬‬
‫‪ً -‬‬
‫‪ -‬خرب كان ‪.‬‬
‫‪ -‬مضافا إليه‪.‬‬
‫جمرورا حبرف جر‪.‬‬
‫‪ -‬امسا ً‬
‫‪ -‬اسم إن‪.‬‬
‫‪ -‬بدال‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫العد‬
‫باب العدد من األبواب اليت يكثر فيها اخلطأ‪ ،‬وإمنا يكون اخلطأ ‪-‬‬
‫غالبا ‪ -‬يف تذكري العدد وتأنيثه‪ ،‬أما ُييزه‪ ،‬فمن الغالب أال يقع فيه‬
‫خطأ؛ ألن الفصحى والعامية تتفقان فيه‪ ،‬كما تتفقان يف أكثر أبواب‬
‫اللغة‪ .‬وسوف ندرس العدد من حيث اإلعراب‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والتذكري‬
‫والتأنيث‪ ،‬والقراءة‪.‬‬
‫والعدد أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬العدد املفرد‪ :‬وهو من ‪ ،10 -1‬ومائة‪ ،‬وألف‪ ،‬ويلحق به بضع‪،‬‬
‫ونيف‪.‬‬
‫‪ -2‬العدد املركب‪ :‬وهو من ‪19. - 11‬‬
‫‪ -3‬ألفاظ العقود‪ :‬وهي مضاعفات العشرة من ‪90.- 20‬‬
‫‪ -4‬العدد املعطوف‪ ،‬وهو ما يقع بني لفظني من ألفاظ العقود‪ 21 ،‬إىل‬
‫‪.99‬‬

‫أوال‪ -‬إعراب العد‬


‫رب الع دد عل ى حس ب موقع ه يف اجلمل ة‪ ،‬وال خيتل ف إعراب ه ع ن‬ ‫يُع ُ‬
‫كل ما قد رأينا من أنواع األمساء‪ ،‬لكننا م ن ب اب الت ذكري نق ول إن ه أربع ة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬ع دد مب ين‪ :‬ه و الع دد املرك ب‪ ،‬م ن ‪ ،19 - 11‬ويب ىن عل ى ف تح‬
‫اجلزأين‪ ،‬ما عدا اجلزء األول من اث ين عش ر واثن يت عش رة‪ ،‬فملح ق ب املثىن‪،‬‬
‫‪106‬‬
‫أما اجلزء الثاين‪ ،‬فمبين على الفتح‪.‬‬
‫‪ -2‬عدد مع رب بعالم ات فرعي ة‪ :‬ه و ألف اظ العق ود‪ ،‬وه ي ملحق ة جبم ع‬
‫املذكر السامل‪.‬‬
‫‪ -3‬ع دد يُع َرب بعالم ات أص لية‪ ،‬ه و الع دد املف رد‪( ،‬م ا ع دا اثن ني‬
‫واثنتني) والعدد املصوغ على وزن فاعل‪.‬‬
‫‪ -4‬ع دد بعض ه يع رب بعالم ات أص لية وبعض ه يع رب بعالم ات فرعي ة‪،‬‬
‫هو العدد املعطوف‪ ،‬ألن ه مؤل ف م ن ع دد مف رد‪ ،‬وألف اظ العق ود‪ ،‬فالع دد‬
‫املفرد يعرب بعالمات أصلية‪ ،‬ما عدا اثنني واثنتني‪ ،‬وألف اظ العق ود تع رب‬
‫إعراب مجع املذكر السامل‪ .‬حن و‪ :‬مض ت خمس ة وعش رون يوم ا‪ ،‬فخمس ة‬
‫ع دد مف رد يع رب بالعالم ات األص لية‪ ،‬وعش رون لف ظ م ن ألف اظ العق ود‬
‫يعرب إعراب مجع املذكر السامل‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التمييز‬
‫وُيي ز الع دد غ ري املف رد يك ون مف ردا منص وبا‪ ،‬حن و‪ :‬قض يت ث الث ع ْش رَة‬
‫س اعةً مبك ة‪ ،‬مض ت مخس ون يوم ا م ن الفص ل الدراس ي‪ ،‬ق رأت يف ه ذا‬
‫العام اثنني وعشرين كتابا‪ .‬أما العدد املفرد‪ ،‬فينقسم ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ‪ -‬واحد واثنان‪ :‬ال ُييز هلما‪ ،‬حنو‪ :‬يوم واحد‪ ،‬يومان اثنان‪.‬‬
‫ب‪ -‬م ن ‪ :10 - 3‬وُيي زه يك ون مجع ا جم رورا باإلض افة‪ ،‬حن و‪( :‬تزرع ون‬
‫بع س نين َدأَبً ا)‪( ،‬إين أرى س ْب َع بق رات مس ان)‪( ،‬كمث ل حب ة أنبت ت‬
‫س َ‬
‫سبع سنابل)‪ .‬وكذلك "بضع"‪ ،‬حن و‪ :‬قض يت يف اجلامع ة بض َع س اعات‪،‬‬ ‫َ‬
‫‪107‬‬
‫االمتحان بعد بضعة أيام‪.‬‬
‫ج‪ -‬املائة واأللف‪ُ :‬ييزمها يكون مفردا جمرورا باإلضافة‪ ،‬حنو‪( :‬يف كل‬
‫ألف سنة)‪.‬‬
‫سنبلة مائةُ حبة)‪( ،‬يف يوم كان مقداره مخسني َ‬

‫ثالثا‪ -‬التَّكير والت نيث‬


‫ينقسم العدد من حيث التذكري والتأنيث إىل عدة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬واح د واثن ان‪ :‬يطابق ان املع دود يف ت ذكريه وتأنيث ه‪ ،‬حن و‪ :‬ي وم واح د‪،‬‬
‫ليلة واحدد‪.‬‬
‫‪ -2‬املائ ة واألل ف وألف اظ العق ود‪ :‬يس توي فيه ا امل ذكر واملؤن ث‪ ،‬ف ال يتغ ري‬
‫لفظها‪ :‬مالة ليلة‪ ،‬مالة يوم‪ ،‬ألف لاير‪ ،‬ألف زهرة‪ ،‬مخس ون زه رة‪ ،‬س بعون‬
‫كتابا‪.‬‬
‫‪ -3‬الع دد املف رد م ن ثالث ة إىل عش رة‪ :‬خي الف املع دود يف ت ذكريه وتأنيث ه‪،‬‬
‫ف إن ك ان مؤنث ا ذُك ر‪ ،‬وإن ك ان م ذكرا أُن ث‪ ،‬حن و‪( :‬س خرها عل يهم س ب‬
‫ليال وثمانية أيام حسوما)‪( ،‬فشهادة أحدهم أرب شهادات باهلل إنه مل ن‬
‫الصادقني)‪ .‬ف "سبع" مذكر ألن املع دود (لي ال) مؤن ث‪ ،‬و"ُثاني ة" مؤن ث؛‬
‫ألن املعدود مذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬العدد املركب (‪ :)19 -11‬ويقسم قسمني‪:‬‬
‫دود يف الت ذكري والتأني ث‪ ،‬حن و‪:‬‬‫أ‪ -‬أح د عش ر‪ ،‬واثن ا عش ر‪ :‬يطابق ان املع َ‬
‫(وبعثن ا م نهم اث ين عش ر نقيب ا)‪( ،‬ف انفجرت من ه اثنت ا عش رة عين ا)‪( ،‬إين‬
‫رأيت أحد عشر كوكبا)‪ ،‬عندي إحدى عشرة قصة‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫ب‪ : 19 - 13 -‬ج زؤه األول خي الف املع دود‪ ،‬والث اين يطابق ه‪ ،‬حن و‪:‬‬
‫ثالث ة عش ر يوم اً‪ ،‬ث الث عش رد ليل ة‪ .‬ف "ثالثة" يف العب ارة األوىل مؤن ث؛‬
‫ألن املع دود م ذكر‪ ،‬وه و ي وم‪ ،‬أم ا "عش ر"‪ ،‬فم ذكر؛ ألن املع دود م ذكر‪،‬‬
‫و"ث الث" يف العب ارة الثاني ة م ذكر؛ ألن املع دود مؤن ث‪ ،‬وه و "ليل ة"‪،‬‬
‫و"عشرة" مؤنث؛ ألن املعدود مؤنث‪.‬‬
‫‪ -5‬األع داد املعطوف ة (‪ :)99 - 21‬األول منه ا ‪-‬إن ك ان واح دا‬
‫واثن ني‪ -‬يط ابق املع دود‪ ،‬حن و‪ :‬واح د وعش رون يوم ا‪ ،‬إح دى وعش رون‬
‫ليل ة‪ ،‬ف إن ك ان ثالث ة وتس عة ومابينهم ا‪ ،‬فه و خي الف املع دود؛ ألن ه ع دد‬
‫مفرد‪ ،‬ولفظ العقد ال يتغري‪ :‬ثالث وعشرون ليلة‪ ،‬ثالثة وعشرون يوما‪.‬‬
‫وتستعمل "بضعة)" استعمال العدد املفرد‪ ،‬فت ذكر م ع املؤن ث‪ ،‬وتؤن ث‬
‫م ع امل ذكر‪ ،‬فيق ال‪ :‬بض عة كت ب‪ ،‬وبض قص ص‪ .‬وتس تعمل م ع الع دد‬
‫املركب‪ ،‬فتخالف املعدود‪ ،‬حن و‪ :‬بضعة عشر كتاب اً‪ ،‬وبض عش رد قص ة‪.‬‬
‫والبضعة من ‪. 9 - 3‬‬
‫ويس تعمل (ني ف) م ع ألف اظ العق ود فق ط‪ ،‬وه و م ن ‪ ،9 - 1‬فيق ال‪:‬‬
‫ونيف‪ ،‬وال تلحقه تاء التأنيث‪.‬‬
‫ونيف‪ ،‬ومخسون ٌ‬
‫عشرون ٌ‬
‫‪ -7‬إذا صيغ العدد على وزن فاع ل للدالل ة عل ى الرتتي ب‪ ،‬ط ابق املع دود‬
‫يف تذكريه وتأنيثه‪ ،‬سواء أكان مفردا أم كان مركبا‪ ،‬حن و‪ :‬الطال ب الث اني‪،‬‬
‫‪109‬‬
‫الطالب ة الثاني ة‪ ،‬احلص ة الرابع ة‪ ،‬الطال ب الخ امس‪ ،‬الطال ب الخ امس‬
‫عشر‪ ،‬الطالبة الخامسة عشرةَ‪.‬‬
‫َ‬

‫رابعا‪ -‬قراءد العد‬


‫الص حيح يف ق راءة الع دد يف العربي ة الفص حى أن يب دأ م ن اليم ني إىل‬
‫اليسار‪ ،‬أي من العدد األصغر فالذي يليه‪ ، ،‬فهذه األعداد‪ 25 :‬قلم ا‪،‬‬
‫‪ 4265‬ص فحة‪ 4782 ،‬كت اب‪ 7291 ،‬ي وم‪ ،‬إذا أري دت قراءهت ا‪،‬‬
‫فهكذا تقرأ‪:‬‬
‫‪ -‬بعت مخسة وعشرين قلما‪.‬‬
‫‪ -‬صورت مخسا وستني ومائتني وأربعة آالف صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬يف مكتبيت أكثر من اثنني وُثانني وسبعمائة وأربعة آالف كتاب‪.‬‬
‫‪ -‬الط واف ح ول الع امل يس تغر أق ل م ن واح د وتس عني وم ائتني وس بعة‬
‫آالف يوم‪.‬‬
‫وينبغي التنبه إىل أن التمييز يكون آلخر لفظ من ألفاظ العدد يلفظ به‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬ضع األعداد املالئمة بدل األرقام‪ ،‬وراع ما جتب مراعاته يف قراءة‬
‫العدد‪:‬‬
‫‪ -1‬عمري ( ‪ )20‬عام‪.‬‬
‫‪ -2‬يف مكتبيت (‪ )19‬كتاب‪.‬‬
‫‪ -3‬يف مكتبيت ( ‪ )27‬قصةً‪.‬‬
‫سهرت ( ‪ ) 5‬ساعات يف انتظار أيب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5‬رمضان هو الشهر (‪ ) 9‬من أشهر السنة‪.‬‬
‫‪ -6‬حفظت سورة ( ‪) 1‬‬
‫أعرت صديقي قلم (‪) 1‬‬ ‫‪ُ -7‬‬
‫‪ُ -8‬درب ( ‪ ) 1312‬طالب‪.‬‬
‫فل بتخريج ( ‪ )577‬طالب‪.‬‬ ‫‪ -9‬احتُ َ‬
‫س‪ 2‬أعرب العدد يف هذه اجلمل‪:‬‬
‫‪َ " -‬ما مْن ُكن ْامَرأَةٌ تُ َقد ُم ثَالَثَةً م ْن َولَد َها‪ ،‬إال َكا َن َهلَا ح َجابًا م َن‬
‫النار"‪.‬‬
‫‪ -‬الَ َح َس َد إال يف اثْنَتَ ْني ‪.‬‬
‫عشر كتابًا ‪.‬‬ ‫أحد َ‬ ‫اشرتيت َ‬‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫‪( -‬إين رأيت أحد عشر كوكبا)‪.‬‬
‫عاما‪.‬‬
‫ستني ً‬‫‪ -‬أتى على احتالل فلسطني أكثر من َ‬
‫س‪ 3‬أصلح اخلطأ يف هذه اجلمل‪:‬‬
‫‪111‬‬
‫ين قصيد ًة ‪.‬‬
‫‪ -‬أعجبت خبمسةً وعشر َ‬
‫مرجعا‪.‬‬
‫ُثانني ً‬
‫‪ -‬يف املكتبة ستا و َ‬
‫ائز‪.‬‬
‫الطالب على ُثانية جو َ‬
‫ُ‬ ‫‪ -‬حصل‬
‫‪ -‬تسلمت املتسابقةُ اخلامس جائزهتا‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫القسم الثالث‬
‫بعض األ وات‬

‫‪113‬‬
‫ما ومن‬
‫ل "ما" أنواع كثرية‪ ،‬يهمنا منها ‪-‬هاهنا‪ -‬االستفهامية‪ ،‬واملوصولية‪،‬‬
‫والشرطية؛ فإن بعض الناس ال يفرقون بينها وبني " َمن"‪ .‬ف "ما"‬
‫االستفهامية واملوصولية والشرطية تستعمل لغري العاقل‪ ،‬خبالف " َمن"‪،‬‬
‫فإمنا تستعمل للعاقل‪ .‬فيقال‪:‬‬
‫‪ -‬ما هذا؟‬
‫‪ -‬ما الذي محلك على ما فعلت؟‬
‫أي شيء محلك على ما فعلت؟‬ ‫أي شيء هذا‪ ،‬و ُّ‬ ‫واملعىن‪ُّ :‬‬
‫ويقال يف املوصولية‪:‬‬
‫‪( -‬هلل ما يف السماوات وما يف األرض)‪.‬‬
‫‪( -‬ما عندكم ينفد وما عند اهلل با )‪.‬‬
‫أي‪ :‬هلل ال ذي يف الس ماوات وال ذي يف األرض‪ .‬وال ذي عن دكم ينف د‬
‫والذي عند اهلل با ‪.‬‬
‫ويقال يف الشرطية‪:‬‬
‫‪( -‬وما يفعلوا من خري فلن يكفروه)‪.‬‬
‫‪( -‬وما تقدموا ألنفسكم من خري جتدوه عند اهلل)‪.‬‬
‫واملع ىن ك ل ش يء م ن اخل ري يفعلون ه فل ن يكف روه‪ ،‬وك ل ش يء م ن اخل ري‬
‫يقدمونه ألنفسهم فسوف جيدونه عند اهلل‪.‬‬
‫اسم استفهام‪ ،‬وامسا موصوال مبعىن الذي‪ ،‬واس َم‬ ‫أما " َمن"‪ ،‬فتستعمل َ‬
‫اسم استفهام للعاقل‪:‬‬
‫شر ‪ ،‬وتكون للعاقل‪ .‬فمن استعماهلا َ‬
‫‪114‬‬
‫‪( -‬قالت َم ْن أنبأك هذا)‪.‬‬
‫‪( -‬يا ويلنا َم ْن بعثَنا من مرقدنا هذا)‪.‬‬
‫‪( -‬قال َمن حييي العظام وهي رميم)‪.‬‬
‫ومن استعماهلا امسا موصوال مبعىن الذي‪:‬‬
‫‪( -‬وال تقولوا ملن يقتل يف سبيل اهلل أموات بل أحياء)‪.‬‬
‫أي‪ :‬ال تقولوا للذين يقتلون يف سبيل اهلل‪.‬‬
‫ومن استعماهلا أداة شر ‪:‬‬
‫‪(-‬من يشأ اهلل يضلله ومن يشأ جيعله على صرا مستقيم)‪.‬‬
‫(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء ملن نريد)‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫(ومن نعمره ننكسه يف اخللق)‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬

‫إذا وإن‬
‫ول "إذا" مع ان‪ ،‬أش هرها أن تك ون أداة ش ر غ ري جازم ة‪ ،‬ت دل عل ى‬
‫الزم ان‪ ،‬حن و‪( :‬إذا ج اء نص ر واهلل والف تح ورأي ت الن اس ي دخلون يف دي ن‬
‫اهلل أفواجا فسبح حبم د رب ك واس تغفره)‪ .‬وت دل "إ ْن" عل ى الش ر أيض ا‪،‬‬
‫والف ر بينه ا وب ني "إذا" أن "إذا" اس م دال عل ى الظ رف‪ ،‬وال ت دل "إن"‬
‫على أكثر من تعليق فعل الشر جبوابه‪ .‬وم ن الف رو بينهم ا أن "إذا" مل ا‬
‫يُتَيقني وجوده أو يرجح‪ ،‬أما "إن"‪ ،‬فللمشكوك فيه‪.‬‬
‫متى وأيان‬
‫ومه ا يف األص ل أدات ا اس تفهام ع ن الزم ان‪ ،‬وتس تعمالن أدايت ش ر‬
‫‪115‬‬
‫أيض ا‪ .‬إال أن "أي ان" تُس تعمل يف االس تفهام ع ن الش يء العظ يم‪ ،‬كق ول‬
‫اهلل ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬أيا َن ي وم القيام ة)‪( ،‬أي ان ي وم ال دين)‪ .‬وم ن اس تعماهلما‬
‫يف الشر ‪:‬‬
‫مىت تأته‪ ،‬تعشو إىل ضوء ناره‪ ،‬جت ْد خري نار‪ ،‬عندها خري ُموقد‬
‫أجبك‪.‬‬‫‪ -‬أيان تدعُين ْ‬
‫ليت ولعل‬
‫و"ليت" حرف َُن‪ ،‬يتعلق باملستحيل غالبا‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫املشيب‬
‫ُ‬ ‫فأخربه مبا فعل‬
‫َ‬ ‫أال ليت الشباب يعود يوما؛‬
‫و"لع ل" ح رف‪ ،‬ي دل عل ى التوق ع‪ ،‬وه و الرتج ي‪ ،‬حن و‪( :‬لع ل اهلل حي دث‬
‫بع د ذل ك أم را)‪ ،‬واإلش فا ‪ ،‬حن و‪ :‬لع ل الع دو ق ادم‪ .‬والرتج ي يك ون يف‬
‫احملبوب‪ ،‬وهو أشهر معاين "لعل"‪ ،‬واإلشفا ُ يكون يف املكروه‪.‬‬

‫السين وسوف‬
‫رف تنف يس‪ ،‬أَي‬ ‫حرف خيلص املضارع لالستقبال‪ ،‬ويس مى ح َ‬ ‫السني ٌ‬ ‫و ُ‬
‫ال؛ إىل الزم ان‬
‫ع م ن الزم ان الض يق‪ ،‬وه و احل ُ‬‫توس يع؛ ألهن ا تَن ُق ُل املض ار َ‬
‫الواس ع وه و االس تبقال‪ ،‬كق ول اهلل ‪ -‬تع اىل ‪( :-‬فس يكفيكهم اهلل وه و‬
‫وف" مرادف ة للس ني‪ ،‬وي رى بع ض النح ويني أَهن ا‬ ‫الس ميع العل يم)‪ .‬و"س َ‬
‫ول منه ا زمان اً‪ .‬وم ن وروده ا يف الق رآن الك رمي ق ول اهلل ‪ -‬تع اىل ‪:-‬‬ ‫أَط ُ‬
‫(ولسوف يعطيك ربك فرتضى)‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫قد‬
‫وهل ا مع ان‪ ،‬منه ا التحقي ق‪ ،‬والتقلي ل‪ .‬وإذا كان ت للتحقي ق‪ ،‬فت دخل‬
‫على املاضي واملضارع‪ ،‬حنو‪( :‬قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)‪،‬‬
‫(ق د أفل ح املؤمن ون)‪( ،‬ق د يعل م اهلل املع وقني م نكم)‪( ،‬ق د نعل م إن ه‬
‫ليحزن ك ال ذي يقول ون)‪ .‬وإذا كان ت للتقلي ل‪ ،‬فت دخل عل ى املض ارع‪ :‬ق د‬
‫يصد الكذوب‪ ،‬وقد جيود البخيل‪ ،‬وقد تسبق العرجاء‪.‬‬

‫كم‬
‫وهي نوعان‪ :‬استفهامية‪ ،‬وخربية‪.‬‬
‫‪ -1‬االستفهامية‪ :‬وهي أداة استفهام‪ ،‬يُسأل هبا عن عدد‪ ،‬تُراد معرفته‪،‬‬
‫يوما يف السنة؟ كم صديقا لك؟‪.‬‬ ‫مثل‪ :‬كم ً‬
‫واالسم الذي يأيت بعدها يكون مفردا منصوبا على التمييز‪.‬‬
‫‪ -2‬اخلربي ة‪ :‬وال ي راد هب ا االس تفهام‪ ،‬وإمن ا اإلخب ار‪ ،‬وإن وافق ت لف ظ‬
‫"كم" االستفهامية‪ ،‬ولذلك تسمى "كم" اخلربي ة‪ .‬وتك ون مبع ىن "كث ري"‪،‬‬
‫حنو‪( :‬كم من فئة قليلة غلب ت فئ ة كث رية ب إذن اهلل)‪( ،‬أمل ي روا ك م أهلكن ا‬
‫ق بلهم م ن الق رون أهن م إل يهم ال يرجع ون)‪ .‬واالس م ال ذي بع دها يك ون‬
‫جمرورا ب "من" مذكورة أو مقدرة‪ ،‬ويكون مفردا ومجعا‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫من األخطاء الشالعة‬
‫اخلطأ يف العربية داء قدمي‪ ،‬ظهر يف القرن األول للهجرة‪ ،‬بسبب‬
‫اختال العرب مبن أسلم من العجم‪ .‬وهو سبب نشأة النحو وتدوين‬
‫اللغة‪ .‬وهو ظاهرة يف اللغات اإلنسانية كلها‪ ،‬وسبب من أسباب ما‬
‫يلحقها من التغري والتبدل‪ ،‬حىت لتنتقل إىل لغات أخرى‪ ،‬يبدو البون‬
‫بينها وبني أصوهلا كبريا‪ .‬وتقع فيه اخلاصة‪ ،‬كما تقع فيه العامة‪ .‬وتطرد‬
‫كثرة األخطاء اللغوية وقلةُ العلم باللغة؛ من أجل ذلك كان نصيب‬
‫العربية من األخطاء يف هذا العصر أوفر من نصيبها منها يف كل عصر‬
‫آخر؛ لقلة معرفة العرب هبا‪.‬‬
‫ومنذ ظهر اخلطأ يف العربية والعلماء ينبهون عليه‪ ،‬صونا هلا من‬
‫التغري‪ ،‬وعونا ألهلها على توقيه‪ .‬وقد ألفوا فيه كتبا كثرية‪ ،‬منذ القرن‬
‫الثاين اهلجري‪ ،‬إىل اليوم‪ ،‬من أشهرها قدميا "درة الغواص يف أوهام‬
‫اخلواص"‪ ،‬للحريري‪ ،‬و"إصالح املنطق"‪ ،‬البن السكيت‪ ،‬و"حلن العامة"‪،‬‬
‫أليب بكر ا ُّلزبيدي‪ .‬ومن أشهرها حديثا‪" :‬لغة اجلرائد"‪ ،‬إلبراهيم‬
‫قل وال تَ ُق ْل"‪ ،‬ملصطفى جواد‪ ،‬و"معجم األخطاء اللغوية‬ ‫اليازجي‪ ،‬و" ْ‬
‫الشائعة"‪ ،‬و"معجم األغال اللغوية املعاصرة"‪ ،‬حملمد العدناين‪.‬‬
‫وسوف نقتصر على قليل من أشهر األخطاء يف هذا العصر؛ لعلها تنبه‬
‫صون عن اخلطأ‪ ،‬وحتري الصواب‪ ،‬وأن كثريا مما‬ ‫على ما ينبغي من الت ُّ‬
‫يشيع على األلسنة واألقالم اليوم ليس بصحيح‪ .‬فمن أشهر األخطاء‬
‫الشائعة يف هذا العصر‪:‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -1‬حد فيه‪ :‬والصواب حد إليه‪ ،‬أي نظر إليه‪.‬‬
‫‪ -2‬يوجد مريض بالداخل‪ :‬والصواب‪ :‬بالداخل مريض‪.‬‬
‫‪ -3‬كلما قرأت كلما استفدت‪ :‬والصواب‪ :‬كلما قرأت‪ ،‬استفدت‪.‬‬
‫‪ -4‬ستنجح طاملا أنك جمتهد‪ :‬والصواب‪ :‬ستنجح مادمت جمتهدا‪.‬‬
‫‪ُ -5‬مصاغ‪ :‬والصواب‪ :‬مصوغ؛ ألن الفعل الذي اشتق منه "صاغ"‪،‬‬
‫وليس "أصاغ"‪.‬‬
‫‪ -6‬هذا رأي خاطئ‪ :‬والصواب‪ :‬هذا رأي خطأ؛ ألن اخلاطئ هو اآلمث‪،‬‬
‫وليس الذي خالف الصواب‪ ،‬كما يبدو من قول اهلل ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬ال‬
‫يأكله إال اخلاطئون)‪ ،‬أي اآلُثون‪.‬‬
‫‪ -7‬ال خيفاك‪ :‬والصواب‪ :‬ال خيفى عليك‪.‬‬
‫‪ -8‬أكد على احلضور‪ :‬أكد احلضور‪.‬‬
‫‪ -9‬سوف ال أحضر غدا‪ :‬والصواب‪ :‬لن أحضر غدا؛ ألن "سوف" ال‬
‫يفصل بينها وبني الفعل‪ ،‬وإمنا هذا األسلوب ترمجة حرفية للعبارة‬
‫اإلجنليزية‪.I will not come tomorrwo :‬‬
‫‪ -10‬من هو الذي فتح األندلس؟ ما هو امسك؟‪ :‬والصواب‪ :‬من الذي‬
‫فتح األندلس؟ ما امسك؟‪.‬‬
‫‪ -11‬تعترب اجملاملة خلقا كرميا‪ ،‬والصواب‪ :‬تُ ُّ‬
‫عد اجملاملة خلقا كرميا‪.‬‬
‫‪ -12‬كتبت بواسطة القلم‪ :‬والصواب‪ :‬كتبت بالقلم‪.‬‬
‫‪ -13‬قاتل اجلندي ضد األعداء‪ :‬والصواب‪ :‬قاتل اجلندي األعداء‪ .‬أما‬
‫"ضد"‪ ،‬فرتمجة حرفية للكلمة اإلجنليزية ‪ ،against‬وما يف معناها من‬
‫‪119‬‬
‫اللغات األوربية‪ ،‬وهي أثر من آثار الرتمجة احلرفية غري العارفة‪.‬‬
‫‪ُ -14‬رز فالن مبولود‪ :‬والصواب‪ :‬رز فالن مولودا‪.‬‬
‫‪ -15‬حنن كمسلمني ال نكذب‪ :‬والصواب‪ :‬حنن املسلمني ال نكذب‪.‬‬
‫والكاف هنا ال معىن هلا‪ ،‬وإمنا هي ترمجة للكلمة اإلجنليزية‪ ،as :‬وما يف‬
‫معناها من الكلمات األوربية‪ ،‬ولذلك مساها بعض اللغويني الكاف‬
‫األعجمية‪.‬‬
‫‪ -16‬مبا أنك جمتهد ستنجح‪ :‬والصواب‪ :‬ألنك جمتهد ستنجح‪.‬‬
‫‪ -17‬حضر الطالب مبن فيهم زيد‪ :‬والصواب‪ :‬حضر الطالب ومنهم‬
‫زيد‪.‬‬
‫‪ -18‬أراه يوميا‪ :‬والصواب‪ :‬أراه كل يوم‪ .‬وإمنا هذا األسلوب ترمجة‬
‫حرفية لألسلوب اإلجنليزي‪.I see him daily :‬‬
‫‪ -19‬إذا زاد الشيء عن حده‪ :‬والصواب‪ :‬إذا زاد الشيء على حده‪.‬‬
‫‪ -20‬هذا كالم ينقصه التحقيق‪ :‬والصواب‪ :‬هذا كالم يُ ْعوُزه التحقيق‪.‬‬
‫‪ -21‬رأيتك أكثر من مرة‪ :‬والصواب‪ :‬رأيتك غري مرة‪.‬‬
‫‪ -22‬يتوه يف املدينة‪ :‬والصواب‪ :‬يتيه يف املدينة‪ ،‬ويف القرآن الكرمي‪( :‬قال‬
‫فإهنا حمرمة عليهم أربعني سنة يتيهون يف األرض)‬
‫‪ -23‬السواح‪ :‬والصواب‪ :‬السياح‪.‬‬
‫‪ -24‬سلموا على بعضهم البعض‪ :‬والصواب‪ :‬سلم بعضهم على بعض‪.‬‬
‫‪ -25‬قيمت االمتحان‪ :‬والصواب‪ :‬قومت االمتحان‪.‬‬
‫‪ -26‬أجاب على سؤاله‪ :‬والصواب‪ :‬أجاب عن سؤاله‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫‪ -27‬رضخ له‪ :‬والصواب‪ :‬أذعن له؛ ألن الرضوخ معناه العطاء القليل‪.‬‬
‫وحده‪.‬‬
‫‪ -28‬جاء لوحده‪ :‬والصواب‪ :‬جاء َ‬
‫‪ -29‬وحيث إين كنت مريضا مل أُكن من احلضور‪ :‬والصواب‪ :‬وألين‬
‫كنت مريضا مل أستطع احلضور؛ ف "حيث" ظرف مكان‪ ،‬وليس من‬
‫معانيه التعليل‪.‬‬
‫‪-30‬كم أنت رائع‪ :‬والصواب‪ :‬ما أروعك؛ ألن "كم" أداة استفهام عن‬
‫العدد‪ ،‬وال تستعمل يف التعجب‪ ،‬مما يستعمل فيه مرادفها اإلجنليزي‬
‫(‪.)how‬‬
‫‪ -31‬نوايا حسنة‪ :‬والصواب‪ :‬نيات حسنة‪ ،‬كما يف احلديث‪" :‬إمنا‬
‫األعمال بالنيات"‪.‬‬
‫‪ -32‬ليس له مربر‪ :‬والصواب‪ :‬ليس له مسوغ‪.‬‬
‫‪ -33‬أَث َر عليه‪ :‬والصواب‪ :‬أَث َر فيه أَو به‪.‬‬
‫‪ -34‬قال أثناء كالمه‪ :‬والصواب‪ :‬قال يف أثناء كالمه؛ ألن "أثناء" ليس‬
‫بظرف‪ ،‬وإمنا هو مجع ث ْين‪ ،‬وأثناءُ الشيء‪ :‬تضاعيفه ‪.‬‬
‫األمر‪.‬‬
‫‪ -35‬بت يف األمر‪ :‬والصواب‪ :‬بت َ‬
‫‪ -36‬لَ َس َعْتهُ حية‪ ،‬ولَ َد َغْته عقرب‪ :‬والصواب لدغته حية‪ ،‬ولسعته‬
‫لس ًعا‪ ،‬وما يضرب‬‫عقرب‪ ،‬فما يضرب بذنبه‪ ،‬كالعقرب‪ ،‬يسمى عمله ْ‬
‫بفيه‪ ،‬كاحلية‪ ،‬يسمى ضربه َلد ًغا‪.‬‬
‫‪ -37‬احتار يف األمر‪ :‬والصواب‪ :‬حار يف األمر‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -38‬تكبد خسائر فادحة‪ :‬والصواب‪ :‬خسر خسائر فادحة؛ ألن‬
‫التكبد له معنيان‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوسط‪ ،‬كما يقال تكبدت الشمس السماءَ‪ ،‬إذا صارت يف كبده‪،‬‬
‫أي وسطه‪.‬‬
‫ب‪ -‬اخلثور‪ :‬كما يقال‪ :‬تكبد اللنب‪ ،‬إذا خثُر و َغلُظ‪.‬‬
‫العمل؛ ألن كلف‬
‫َ‬ ‫‪ُ -39‬كلف فالن بالعمل‪ :‬والصواب‪ُ :‬كلف فال ٌن‬
‫يتعدى بنفسه إىل مفعولني‪ ،‬حنو‪( :‬ال يكلف اهلل نفسا إال ما آتاها)‪( ،‬ال‬
‫نفسك)‪.‬‬
‫تُ َكلف إال َ‬
‫‪ -40‬كالم الغ‪ ،‬أي‪ :‬باطل‪ ،‬والصواب‪ :‬كالم ُم ْلغى؛ ألنه من ألغى‬
‫كالمه إذا أبطله‪ ،‬أما الغ‪ ،‬فمن اللغو‪ ،‬يقال‪ :‬لغا فالن يلغو الغية‪ ،‬فهو‬
‫الغ‪ ،‬إذا أخطأ‪ ،‬ومنه قوله ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬ال تسمع فيها الغية)‪.‬‬
‫‪ -41‬هيئة التدريس‪ ،‬وهيئة كبار العلماء‪ ،‬وهيئة األمر باملعروف والنهي‬
‫عن املنكر‪ :‬والصواب‪ :‬مجاعة التدريس‪ ،‬ومجاعة كبار العلماء‪ ،‬ومجاعة‬
‫األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬وحنو ذلك من الكلمات اليت تدل‬
‫على اجلمع‪ ،‬أما "اهليئة"‪ ،‬فالشارة (اللباس احلسن)‪ ،‬وحال الشيء‬
‫الظاهرة وكيفيته‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫نصوص مختارد‬
‫سورد الحجرات‬
‫ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ‬

‫ﲉ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ‬
‫ﲊ‬ ‫ﲆ ﲈ‬
‫ﲇ‬

‫ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ‬

‫ﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢ‬

‫ﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫ‬

‫ﲳﲵ‬
‫ﲴ‬ ‫ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ‬

‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ‬

‫ﲿﳀﳁﳂﳃ ﱁﱂﱃﱄ‬
‫ﱉﱋﱌ ﱍﱎﱏ‬
‫ﱊ‬ ‫ﱅﱆﱇﱈ‬
‫ﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ‬
‫ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ ﱡﱢ‬
‫ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ‬
‫ﱣﱤ ﱦ‬

‫‪123‬‬
‫ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ‬
‫ﱺﱼﱽﱾﱿ ﲀ‬
‫ﱻ‬ ‫ﱸﱹ‬
‫ﲃﲅﲆﲇﲈﲉﲊ ﲋ‬
‫ﲄ‬ ‫ﲁﲂ‬
‫ﲏﲑﲒﲓ ﲔ‬
‫ﲐ‬ ‫ﲌﲍﲎ‬
‫ﲝﲟﲠ‬
‫ﲞ‬ ‫ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ‬
‫ﲤﲦﲧﲨﲩ‬
‫ﲥ‬ ‫ﲡﲢﲣ‬
‫ﲰﲲﲳ‬
‫ﲱ‬ ‫ﲪﲫﲬﲭﲮﲯ‬
‫ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ‬
‫ﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ‬
‫ﳔ‬ ‫ﳓ‬ ‫ﳌ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ‬
‫ﳍ‬ ‫ﳊ ﳋ‬
‫ﳙﳛﳜﳝﳞ‬
‫ﳚ‬ ‫ﳕﳖﳗﳘ‬
‫ﳟﳠﳡﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱋﱍﱎﱏﱐﱑ‬
‫ﱌ‬ ‫ﱇﱈﱉﱊ‬
‫ﱜ‬ ‫ﱛ‬ ‫ﱒﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚ‬
‫ﱓ‬

‫‪124‬‬
‫ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬
‫ﱝ ﱟ‬
‫ﱯ ﱱ‬
‫ﱰ‬ ‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬
‫ﱵﱷﱸ ﱹﱺﱻﱽ‬
‫ﱶ‬ ‫ﱲﱳﱴ‬
‫ﱿﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇ‬
‫ﲀ‬ ‫ﱾ‬
‫ﲋ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ‬
‫ﲌ‬ ‫ﲈ ﲉ ﲊ‬
‫ﲕ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬
‫ﲖ‬ ‫ﲒ ﲓ ﲔ‬
‫ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬
‫ﲪﲬﲭ‬
‫ﲥﲦﲧﲨﲩ ﲫ‬
‫ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵﲶ‬
‫ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ‬
‫ﲼ‬ ‫ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬
‫ﳋﳍ‬
‫ﳌ‬ ‫ﳅﳇﳈﳉﳊ‬
‫ﳆ‬ ‫ﳂﳃﳄ‬
‫ﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ‬
‫ﳝﳟﳠﳡ‬
‫ﳞ‬ ‫ﳘﳙ ﳚﳛﳜ‬
‫ﳢﳣﱠ‬
‫‪125‬‬
‫تمهيد‬
‫سورة احلجرات سورة مدنية‪ ،‬ولكنها نزلت منجمة (مفرقة)‪ ،‬يف‬
‫حوادث شىت‪ ،‬على عهد النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬منها خمالفات‬
‫كانت من بعض الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ ،-‬فعلمهم اهلل ‪ -‬تعاىل ‪-‬‬
‫ما ينبغي من األدب‪ ،‬ومنها ما كان من أعراب‪ ،‬قدموا املدينة‪ ،‬فكان‬
‫منهم ما ال يليق يف حق اهلل ورسوله ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬على ما‬
‫يقتضي جهلهم‪ ،‬وقلة معرفتهم بآداب اإلسالم‪ .‬ولكن بني املفسرين يف‬
‫سبب نزول بعض اآليات خالفا‪ ،‬ال يعنينا ذكره؛‬ ‫احلوادث اليت كانت َ‬
‫ألن العربة بعموم اللفظ‪ ،‬ال خبصوص السبب‪ ،‬أي مبا يدل عليه اللفظ‬
‫من آداب وأحكام ومعان‪ ،‬ال باحلادثة اليت نزلت فيها اآليات‪ ،‬وإمنا‬
‫عرض لسبب النزول؛ ليستعان به على فهم املعاين‪.‬‬ ‫يُ َ‬
‫وآيات السورة ‪-‬على اختالف املناسبات اليت نزلت فيها ‪ -‬مرتابطة‪،‬‬
‫وبعضها آخذ برقاب بعض‪ ،‬حىت كأمنا أنزلت يف حادثة واحدة‪ ،‬وتدور‬
‫على موضوع واحد‪ .‬ولعل سبب ذلك أن احلوادث اليت نزلت فيها‬
‫متقاربة‪ ،‬وتتفق يف أهنا خمالفة لآلداب واألحكام الشرعية‪ ،‬وبعضها كان‬
‫من قوم حديثي عهد باإلسالم‪ ،‬يتشابه سلوكهم لتشابه ثقافتهم‪ ،‬وكانت‬
‫تعليمهم ما جهلوا من اآلداب واألحكام‪،‬‬ ‫معاجلة تلك املخالفات َ‬
‫لتخليصهم من الثقافة اليت كانت سببَها‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫واآلداب الورادة يف السورة قسمان‪ :‬آداب يف حق اهلل ورسوله ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وآداب فيما ينبغي أن يكون بني املسلمني‪.‬‬
‫بعض ما جيب عليهم من األدب مع‬ ‫وأول هذه اآلداب تعليم املسلمني َ‬
‫اهلل‪ ،‬ومع نبيه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حني يكونون حبضرته‪ ،‬ومعاملته‬
‫يف خطابه وندائه‪ ،‬ولزوم أمره‪ ،‬وعدم التقدم عليه‪ ،‬ووجوب صد‬
‫املسلمني فيما خيربون به‪ ،‬والتثبت مما يُن َقل إليهم‪ ،‬وجمانبة أخال‬
‫الكافرين والفاسقني‪ ،‬وحكم ما قد يكون بني املسلمني من تقاتل‪ ،‬من‬
‫اإلصالح‪ ،‬والعدل‪ ،‬ونصرة احملق على املبطل‪ ،‬واملصيب على املخطئ‪،‬‬
‫وما جيب من حسن تعامل املسلمني فيما بينهم‪ ،‬يف أحواهلم كلها؛ من‬
‫أجل بناء جمتمع مسلم‪ ،‬متأدب بأدب اهلل ورسوله‪ ،‬مع اهلل ورسوله‪ ،‬ومع‬
‫نفسه وغريه من الناس‪ ،‬متسم بنقاء السرائر‪ ،‬وعفة األلسن‪ .‬فاألدب مع‬
‫اهلل يكون مبعرفة املرء منزلتَه من اهلل‪ ،‬ومن رسوله الذي يبلغ عنه‪ ،‬فال‬
‫يسبقهما يف أمر أو هني‪ ،‬وال يقرتح عليهما يف قضاء أو حكم‪ ،‬وال‬
‫يتجاوز ما يأمران به وينهيان عنه‪ ،‬وال جيعل لنفسه إرادة أو رأيا دوهنما‪،‬‬
‫أو معهما‪ ،‬ثقةً بأن اهلل أعلم منه به‪ ،‬وأدرى منه مبصاحله‪ .‬ومن خالط‬
‫هذا قلبَه ‪-‬عن يقني‪ -‬مل يكن له سوى انتظار ما خيتار اهلل له‪ ،‬وكان‬
‫حكمه وقضاؤه أحب إليه من اجتهاده‪ ،‬ونظره لنفسه؛ العتقاده أنه‬

‫‪127‬‬
‫أعلم به منه‪ ،‬وعلمه مبا يف نفسه من ضعف وقصور‪ ،‬وأنه إذا عرف شيئا‬
‫غابت عنه أشياء‪.‬‬
‫وهذا اجملتمع يُنزل الناس منازهلم‪ ،‬فيخاطبهم مبا ينبغي أن خياطبوا به‪،‬‬
‫ويعرف هلم أقدارهم‪ ،‬وينزل كل شيء يف الوجود منزلته اليت تليق به‪ .‬وهو‬
‫جمتمع يضع األشياء يف نصاهبا‪ ،‬فيتثبت يف األخبار‪ ،‬وال حيكم يف األمور‬
‫حىت يستجمع حيثيات احلكم‪ ،‬حتريا للحق والعدل‪ ،‬وجتنبا ملا قد تسو‬
‫إليه األهواء من ظلم وحيف‪ .‬وهو جمتمع حيب احلق‪ ،‬واخلري‪ ،‬ويقصد‬
‫وزين‬
‫إليهما قصدا؛ ألنه جمتمع رباين‪ ،‬أُشرب يف قلوبه حب اإلميان‪ُ ،‬‬
‫فيها‪ ،‬وُكره إليه الكفر والفسو والعصيان‪ ،‬وأُهلم رشده‪.‬‬
‫صلحه بني اإلخوة‪ ،‬إذا اختلفوا‪ ،‬ونصرةُ املظلوم على‬
‫فمن حبه اخل َري ُ‬
‫من بغى عليه‪ ،‬من إخوته‪ ،‬وإقامة العدل يف الصلح‪ ،‬من غري انتهاز‬
‫لضعف الضعيف‪ ،‬وال مسايرة لقوة القوي‪ .‬وبتلك النصرة يشعر الضعيف‬
‫أنه قوي بإخوانه‪ ،‬وباحلق الذي آثره على الباطل؛ ألن ذلك هو مقتضى‬
‫إميانه باهلل‪ ،‬وامتثاله أمره‪ ،‬ويَعلم إخوته أن احلرص على الصلح بينه وبني‬
‫من بغى عليه ال يعين أن ُحيمل على التنازل عن حقه‪ ،‬خوفا أو طمعا‪،‬‬
‫أو نزوال على حكم الواقع الذي قد جيور‪ ،‬على ما يقتضي اختالل‬
‫ومحل‬
‫موازين القوة‪ .‬ومن غري أن يشعر الباغي‪ ،‬إذا ُخضدت شوكته‪ُ ،‬‬
‫على أن يدين للحق‪ ،‬وأُخذ منه للملظوم‪ ،‬أن عليه أن يدين للقوة اليت‬

‫‪128‬‬
‫غلبته‪ ،‬ويرضى مبا قد يكون منها من حيف عليه؛ فقد كان احلامل على‬
‫الصلح وقتال الباغي األخوة يف اهلل‪ ،‬واحلرص على إقامة العدل الذي ال‬
‫تستقيم احلياة إال عليه‪ ،‬وإصالح ذات بني املسلمني‪ ،‬وليس له غرض‬
‫آخر مما عهد الناس يف حياهتم‪.‬‬
‫وهو جمتمع متصاحل‪ ،‬تربطه األخوة يف اهلل بربا رباين‪ ،‬جيعل احلب‪،‬‬
‫واأللفة فو كل اعتبار من االعتبارات املعهودة يف اجلاهلية‪ ،‬وأدك‬
‫وعرضه‬
‫مقتضيات األخوة يف اجملتمع اإلسالمي أن يأمن املرء على نفسه‪ْ ،‬‬
‫وماله‪ ،‬بتحرميها‪ ،‬وحترمي النيل منها‪ ،‬وتشريع األحكام اليت تصوهنا‪ ،‬كما‬
‫ورد يف احلديث‪" :‬كل املسلم على املسلم حرام‪ :‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه"‪،‬‬
‫وحترمي التجسس‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والسخرية‪ ،‬واللمز‪ ،‬والنبز‪ ،‬ملا فيها من تنقص‬
‫لإلنسان‪ ،‬واستصغار له‪ ،‬واعتداء عليه‪ ،‬وانتهاك للمصون من حرماته‪،‬‬
‫وجعل التقوى معيار التفاضل‪ ،‬دون ما كان ُّ‬
‫يعتد به اجلاهليون‪ ،‬من‬ ‫ْ‬
‫أنساب‪ ،‬وما يعتد به غريهم من مال وجاه‪ ،‬وحنومها‪ ،‬ووضع االختالف‬
‫تجاوز به ما أراد اهلل‪ ،‬من جعله وسيلة‬
‫بني الناس يف نصابه‪ ،‬وحترمي أن يُ َ‬
‫للتعارف‪ .‬والتذكري مباهية اإلنسان ومبدأ نشأته‪ ،‬واشرتاك الناس مجيعا يف‬
‫تلك املاهية والنشأة‪ ،‬اشرتاكا ال يتأتى معه أن يتفاضلوا إال بالعمل‬
‫وحده؛ ألهنم سواء فيما عداه؛ فال معىن ألن يتفاضلوا فيما هم فيه‬
‫سواء‪ .‬وكان بعض تلك األحكام يُْل َقى إىل املسلمني يف صورة أمر‬

‫‪129‬‬
‫مصدر ب (يأيها الذين آمنوا)‪ ،‬إشارة إىل أن امتثال ذلك األمر هو‬
‫مقتضى ما يعلن به املسلمون من اإلميان‪ ،‬وأن خمالفته مباينة له‪.‬‬
‫هذا جممل يف ما ورد يف السورة من أحكام ومعان عامة‪ ،‬سوف‬
‫نقف عندها لنرى كيف فصلتها‪ ،‬وسيكون أكرب مهنا استخراج معاين‬
‫اآليات من ألفاظها؛ فإن ذلك هو الذي يفيدنا هاهنا؛ إذ كان غرض‬
‫دراسة السورة لغويا يف املقام األول‪ ،‬وإمنا يعني على ذلك أن تستخرج‬
‫معانيها من ألفاظها‪ ،‬أما االقتصار على بيان جممل املعاين‪ ،‬فليس مما‬
‫يفيد يف هذا املقام‪.‬‬

‫معاني السورد‬
‫مع ىن "ق دم" يف اآلي ة األوىل م ن الس ورة‪ :‬تق دم‪ ،‬مث ل‪ :‬وج ه مبع ىن‬
‫توج ه‪ ،‬وب ني مبع ىن تب ني‪ ،‬وأص ل التق دم‪ :‬املش ي قب ل الغ ري‪ .‬وه و هاهن ا‬
‫استعارة ُثيلية‪ :‬شبه من يفعل فع ال دون إذن م ن اهلل ورس وله ‪-‬ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ -‬مبن يتقدم َم ْن مياشيه ويرتكه خلفه‪ .‬ووجه الشبه االنفراد عنه‬
‫يف الطريق‪ .‬ويف قوله تع اىل‪( :‬ب ني ي دي اهلل ورس وله) اس تعارة ُثيلي ة‪ ،‬ش به‬
‫تعج ل الص حابة يف إق دامهم عل ى الب ت يف احلك م عل ى أم ر م ن أم ور‬ ‫ُّ‬
‫الدين حبالة من تقد َم ب ني ي دي متبوع ه أثن اء س ريه يف الطري ق‪ .‬ومجل ة (إن‬
‫اهلل مسي ع عل يم) تعلي ل للنه ي ع ن التق دم ب ني ي دي اهلل ورس وله‪ ،‬ولألم ر‬

‫‪130‬‬
‫بتق وى اهلل‪ .‬وكث ري م ن األس اليب ال يت تص در ب "إن" يف مث ل ه ذا‬
‫األس لوب‪ ،‬يف ه ذه الس ورة وغريه ا م ن الق رآن الك رمي‪ ،‬ويف ك الم الع رب‪،‬‬
‫غرضها التعليل‪ ،‬كقول اهلل ‪-‬تعاىل‪( :-‬وأقس طوا إن اهلل حي ب املقس طني)‪،‬‬
‫(واتق وا اهلل إن اهلل ت واب رح يم)‪ ،‬وقول ه‪( :‬وم ا أب رئ نفس ي إن ال نفس‬
‫ألمارة بالسوء)‪.‬‬
‫وقد أمر اهلل يف هذه اآلية بانتظار حكم اهلل يف األم ور‪ ،‬وع دم القط ع‬
‫فيه ا قب ل أن حيك م اهلل فيه ا حكم ه‪ ،‬وإمن ا ك ان ه ذا األم ر تأديب ا لل ذين‬
‫كانوا يقولون من الص حابة‪" :‬ل و أن زل يف ك ذا ك ذا"‪ ،‬أي‪ :‬يقول ون إن م ن‬
‫األص لح أن يُن زل اهلل أحكام ا يروهن ا يف أم ور بعينه ا‪ ،‬فنُه وا ع ن ذل ك‪،‬‬
‫وأُم روا أن ينتظ روا حكم ه‪ ،‬وأن يلزم وه‪ ،‬إذا ص در‪ .‬وفح وى اآلي ة‪ :‬اتبع وا‬
‫اهلل ورسوله؛ فإن متابعتهما مقتضى اإلميان باهلل‪ ،‬وتصديق رسوله‪.‬‬
‫ول يس النه ي ع ن التق دم ب ني ي دي اهلل ورس وله خاص ا حبي اة الن يب ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪-‬؛ ألنه ال مفهوم له بع د انتقال ه إىل الرفي ق األعل ى‪،‬‬
‫وانقطاع الوحي‪ ،‬بل هو با إىل يوم الدين؛ إذ كانت فح وى اآلي ة األم ر‬
‫بطاع ة اهلل ورس وله ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ ،-‬وم ن طاعتهم ا ل زوم م ا‬
‫َش َرعا‪ ،‬وم ن ع دم التق دم ب ني ي ديهما أال يُ ْق دم امل رء عل ى أم ر ح ىت يعل م‬
‫اده أن حكم ه ع ني املص لحة‪ ،‬وأن الش رع إمن ا أُن زل‬ ‫حك م اهلل في ه‪ ،‬واعتق ُ‬
‫ج ْلب ا للنف ع‪ ،‬ودفع ا للض ر؛ ف إن التص رف يف األم ور مبع زل ع ن الش رع‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫ومعرفة حكمه فيها يعين االستغناء عنه بالرأي‪ ،‬أو ع دم مباالت ه‪ .‬وك ذلك‬
‫تنك ب احلك م الش رعي إىل رأي م ن اآلراء‪ ،‬ول و ُّادع َي أن ه مب ين عل ى‬ ‫ُّ‬
‫العل م‪ .‬وم ن مقتض يات امتث ال اآلي ة أيض ا ل زوم احلك م كم ا ش رعه اهلل‪،‬‬
‫بع دم نقص ه‪ ،‬أو الزي ادة في ه‪ ،‬أو تقدمي ه أو ت أخريه ع ن الزم ان واملك ان‬
‫الل ذين ُح دا ل ه‪ .‬وق د ورد أن ه ذه اآلي ة نزل ت يف بع ض الص حابة‪ ،‬ذحب وا‬
‫أضحياهتم قبل أن يصلي النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬العي د‪ ،‬ف أمرهم أن‬
‫يعي دوا ال ذبح؛ ليك ون عمله م تبع ا لعمل ه‪ ،‬متقي دا ب أداء العب ادة يف ال زمن‬
‫الذي وقت هلم‪.‬‬
‫وقد ُجعلت هذه اآلية توطئة للنهي عن رفع األصوات عن د رس ول اهلل‬
‫‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬واجله ر ل ه ب القول‪ ،‬وندائ ه م ن وراء احلج رات‪،‬‬
‫ول وم َم ن فع ل ذل ك؛ ألن م ن ُّخ ص مب ا ُخ ص ب ه الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه‬
‫وس لم‪ -‬م ن رفي ع الق در عن د اهلل حقي ق بالتهي ب واإلج الل‪ ،‬وأن ُخي َف ض‬
‫جه ُره جه را يتج اوز معت اد الك الم‪.‬‬‫الص وت عن ده‪ .‬وامل راد برف ع الص وت ْ‬
‫واملع ىن‪ :‬ال ترفع وا أص واتكم يف جملس ه وحبض رته‪ ،‬إذا كل م بعض كم بعض ا‪،‬‬
‫كما وقع يف احلادثة اليت كان ت س بب الن زول‪ ،‬وخالص تها أن أب ا بك ر مل ا‬
‫جاء وف د ب ين ُ يم إىل املدين ة‪ ،‬اق رتح عل ى الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪-‬‬
‫أن ي ؤمر عل يهم القعق اع ب ن معب د‪ ،‬واق رتح عم ر أن ي ؤمر األق رع ب ن‬
‫حابس‪ ،‬فقال له أبو بكر‪ :‬ما أردت إال خمالفيت‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬ما أردت‬

‫‪132‬‬
‫خمالفت ك‪ ،‬وارتفع ت أص واهتما‪ ،‬فنزل ت اآلي ة‪ .‬فك ان عم ر بع د ذل ك ال‬
‫يُس مع الن يب اهلل ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬ح ىت يس تفهمه‪ ،‬وق ال ل ه أب و‬
‫بك ر‪ :‬وال ذي أن زل علي ك الكت اب ي ا رس ول اهلل‪ ،‬ال أكلم ك إال ك أخي‬
‫ع اهلل‪،‬‬
‫الس رار ح ىت ألق ى اهلل‪ .‬وه و دلي ل عل ى ش دة امتث ال الص حابة ش ْر َ‬
‫ومسارعتهم إىل التأدب مبا يؤدهبم به‪.‬‬
‫ويف قول ه‪( :‬وال جته روا ل ه ب القول كجه ر بعض كم ل بعض) نَ ْه ي ع ن‬
‫جه ر آخ ر‪ ،‬ه و اجله ر بالص وت عن د خطاب ه ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪،-‬‬
‫وه و يش مل ص نيع ال ذين ن ادوه م ن وراء احلج رات‪ .‬ومع ىن (أن حت بط‬
‫أعمالكم)‪ :‬لئال حتبط أعمالكم؛ أي إن اجلهر له بالقول حمبط لألعمال‪.‬‬
‫احلبط عدم االنتفاع باألعم ال الص احلة بس بب م ا يط رأ عليه ا م ن‬‫واملراد ب ْ‬
‫الكف ر‪ .‬واحل ْبط واحلُب و ‪ :‬فس اد ش يء ك ان ص احلاً‪ ،‬ومن ه احلَ بَط‪ ،‬وه و‬
‫مرض يصيب اإلبل من أكل اخلَضر يف أول الربيع‪ ،‬فتنتفخ أمعاؤها‪ ،‬ورمبا‬
‫ماتت‪ .‬و يُ ْؤذن الفعل " َحبط" بأن العمل احلابط كان صاحلاً ففس د‪ ،‬أي‬
‫ض اع وبط ل‪ .‬فه ي اس تعارة ُثيلي ة‪ :‬ش به ض ياع األعم ال الص احلة ب َفس اد‬
‫ووج ه الش به ع دم انتف اع مكتس بها منه ا‪ .‬وامل راد ض ياع‬
‫ال ذوات النافع ة‪ْ ،‬‬
‫ثواهب ا وم ا يرتق ب العام ل م ن اجل زاء عليه ا‪ ،‬والف ْوز هب ا‪ .‬أي إن ع دم‬
‫االح رتاز م ن س وء األدب م ع الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬يبط ل‬
‫العم ل‪ ،‬أو يفض ي إىل الكف ر؛ ألن ع دم االنته اء ع ن س وء األدب مع ه‬

‫‪133‬‬
‫يع ود ال نفس االسرتس ال في ه‪ ،‬ف ال ت زال ت زداد من ه‪ ،‬وي نقص ت وقري الن يب ‪-‬‬
‫ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬فيه ا‪ ،‬بالت درج‪ ،‬ح ىت ي ؤول إىل ع دم االك رتاث‬
‫ب األدب مع ه؛ ألن املنتق ل م ن س يء إىل أس وأ ال يش عر بأن ه آخ ذ يف‬
‫التمل ي م ن الس وء؛ ألن ه يص ري إىل ذل ك بالت درج‪ ،‬ح ىت تغم ره املعاص ي‪،‬‬
‫من حيث ال يشعر‪ ،‬كما قال ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬وأنتم ال تشعرون)‪.‬‬
‫واألصل يف الغَض‪ ،‬يف قول ه ‪ -‬تع اىل ‪( :-‬إن ال ذين يغض ون أص واهتم‬
‫عن د رس ول اهلل أولئ ك ال ذين ام تحن اهلل قل وهبم للتق وى)‪ :‬خ ْف ض الع ني‪،‬‬
‫تعار خلف ض الص وت واملي ل ب ه إىل اإلس رار‪.‬‬‫أي أال ُحيَ د هب ا‪ ،‬وه و مس ٌ‬
‫واالمتح ان‪ :‬االختب ار والتجرب ة‪ ،‬وه و م ن َحمَن ه‪ :‬إذا اخت ربه‪ ،‬أو م ن‬
‫"امتُحن"‪ ،‬أي أُ ْخلص‪ ،‬ومنه يقال للذهب "مم تَحن"‪ ،‬أي خمُْلَ ص يف الن ار‬
‫(أي مص فى ومنق ى)‪ .‬وال الم يف (للتق وى) الم التعلي ل‪ ،‬واملع ىن‪ :‬ام تحن‬
‫اهلل قل وهبم ألج ل التق وى‪ ،‬أي ليكون وا أتقي اء‪ ،‬يق ال‪ :‬ام تُح َن ف الن‬
‫ودرب للنهوض باألمر‪.‬‬ ‫للشيء‪ ،‬كما يقال‪ُ :‬جرب للشيء ُ‬
‫واملراد بالذين (ينادون ك م ن وراء احلج رات) ق وم م ن ب ين ُ يم‪ ،‬وف دوا‬
‫على النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬باملدين ة يف الس نة التاس عة‪ ،‬لف داء ق وم‬
‫منهم‪ ،‬كانوا أسارى عنده‪ ،‬وكان الوقت وقت القائلة‪ ،‬ورسول اهلل ‪-‬صلى‬
‫اهلل علي ه وس لم‪ -‬ن ائم يف حجرت ه‪ ،‬فن ادوه م ن ورائه ا‪ :‬ي ا حمم د‪ ،‬اخ رج‬
‫إلين ا‪ ،‬ف إن م ْدحنا زي ن‪ ،‬وإن ذمن ا ش ني‪ ،‬حن ن أك رم الع رب‪ .‬وكان ت ه ذه‬

‫‪134‬‬
‫عادةَ وفود العرب عل ى املل وك والس ادة يف اجلاهلي ة‪ :‬ي أتون بي ت املل ك أو‬
‫السيد‪ ،‬فيطيفون ب ه (يس تديرون ب ه وجييئون ه م ن نواحي ه)‪ ،‬وين ادون لي ؤ َذن‬
‫هل م‪ .‬فلم ا خ رج إل يهم الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ ،-‬ق الوا‪ :‬جئن اك‬
‫نف اخرك؛ فائ ذن لش اعرنا وخطيبن ا‪ .‬وكان ت ع ادة وف ود الع رب أن ي ذكروا‬
‫أكثر هذا الوفد‬
‫مفاخرهم وأيامهم‪ ،‬ويذكر املوفود عليهم مفاخرهم‪ .‬وكان ُ‬
‫وتناشد األشعار‪.‬‬
‫ما يزالون على الكفر‪ ،‬وإمنا أسلموا بعد املفاخرة‪ُ ،‬‬
‫عقل الت أدب الواج ب يف معامل ة‬ ‫العقل عنهم‪َ -‬‬ ‫وإمنا أراد اهلل ‪-‬إذ نفى َ‬
‫الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ .-‬وإمن ا نف اه ع ن أكث رهم ألن م نهم م ن مل‬
‫يناده من وراء احلجرات‪ .‬مث قال‪( :‬ولو أهنم صربوا حىت خترج إليهم لك ان‬
‫خريا هلم)؛ ألن ه يكس بهم وق ارا يف أه ل املدين ة‪ ،‬ويس تدعي إقب ال الن يب ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬عليهم وهو غري كاره لن دائهم إي اه‪ ،‬ورفْ ع أص واهتم‬
‫يف مسجده‪.‬‬
‫واملشهور أن قوله ‪-‬تعاىل‪( :-‬يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاس ق بنب أ‬
‫فتبين وا أن تص يبوا قوم ا جبهال ة فتص بحوا عل ى م ا فعل تم ن ادمني) ن زل يف‬
‫عقبة بن أيب معيط‪ ،‬بعثه النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وس لم‪ -‬إىل ب ين املص طلق‬
‫م ن خزاع ة؛ ليأتي ه بص دقاهتم (زك اهتم)‪ ،‬فلم ا بلغه م جميئُ ه‪ ،‬خرج وا لتلقي ه‬
‫بأنفس هم وعل يهم الس الح‪ ،‬فظ ن أهن م يري دون قتل ه‪ ،‬فرج ع إىل املدين ة‪،‬‬
‫فقال للنيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬إهنم أرادوا قتلي‪ ،‬ومنعوا الزكاة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫والفس و م ا حيرم ه الش رع م ن الكب ائر‪ ،‬والفاس ق يف اآلي ة‪ :‬الك اذب‪.‬‬
‫وق د اتف ق املفس رون عل ى أ ْن ل يس يف الرواي ات املروي ة يف ه ذه القص ة م ا‬
‫يقتضي أن الوليد تعمد الك ذب‪ ،‬وإمن ا ت وهم وظ ن‪ ،‬فأخط أ‪ ،‬واملخط ئ ال‬
‫يس مى فاس قا‪ ،‬ول و ك ان فاس قا م ا ت رك الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪-‬‬
‫تعنيف ه واس تتابته‪ .‬وك ان خ روج ب ين املص طلق إىل الولي د لتلقي ه بأنفس هم‪،‬‬
‫سبب ظنه ما ظن؛ إذ مل يكن معهودا يف خ روج القبائ ل‬ ‫وعليهم السالح َ‬
‫لتلقي عمال الصدقة أن يلبسوا السالح‪ .‬وقد اتفق من ترمجوا الوليد عل ى‬
‫أنه كان شجاعا جوادا‪ ،‬وكان ذا خلق ومروءة‪.‬‬
‫وقول ه‪( :‬واعلم وا أن ف يكم رس ول اهلل ل ويطيعكم يف كث ري م ن األم ر‬
‫ؤمر ب ه‪ ،‬وم ا يُش ار ب ه علي ه‪ ،‬وت رك م ا‬
‫لعن تم‪ )...‬الطاع ة‪ :‬عم ل امل رء م ا ي َ‬
‫يُ َنهى عنه‪ ،‬والعن ت‪ :‬املش قة‪ .‬أي‪ :‬اعلم وا أن ف يكم رس ول اهلل‪ ،‬ف اتقوا اهلل‬
‫أخباركم‪ .‬ول و ك ان الن يب‬
‫أن تقولوا الباطل‪ ،‬وتفرتوا الكذب‪ ،‬فإن اهلل خيربه َ‬
‫‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ -‬يعم ل يف كث ري م ن احل وادث ب آرائكم‪ ،‬ويقب ل‬
‫م نكم م ا تقول ون‪ ،‬لعن تم‪ ،‬أي وقع تم يف اجلَه د واهل الك؛ ألن ه ك ان ُخيط ئ‬
‫يف أفعال ه‪ ،‬كم ا ل و قب ل ق ول الولي د ب ن عقب ة يف ب ين املص طلق‪ ،‬فغ زاهم‪،‬‬
‫فأص بتم م ن دم ائهم وأم واهلم م ا ال حي ل لك م‪ .‬وه ذا ي دل عل ى أن بع ض‬
‫الص حابة زين وا للن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم اإليق اع هب م تص ديقا لق ول‬

‫‪136‬‬
‫الولي د‪ ،‬وأن بعض هم حترج وا م ن ذل ك تأن يً ا وتثبُّتً ا يف األم ر‪ ،‬وه م ال ذين‬
‫قال فيهم‪( :‬ولكن اهلل حبب إليكم اإلميان‪.)...‬‬
‫وامل راد باإلمي ان هاهن ا أحك ام اإلس الم‪ ،‬أي إن اهلل حب ب إل يكم ال دين‬
‫ال ذي ج اء ب ه الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ ،-‬وه ذا ح ض عل ى التس ليم‬
‫ملا يأمر به النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ .-‬واملراد أن اهلل دعاكم إىل ح ب‬
‫دين ه‪ ،‬والرض ا ب ه‪ ،‬ف امتثلتم‪ .‬ويف قول ه‪( :‬وك ره إل يكم الكف ر والفس و‬
‫والعص يان) تع ريض ب أن ال ذين ال يطيع ون الن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪-‬‬
‫ف يهم بقي ة م ن الكف ر والفس و ‪ .‬وامل راد‪ :‬إن كن تم أحبب تم اإلمي ان وك رهتم‬
‫الكف ر والفس و والعص يان‪ ،‬ف ال ترغب وا يف حص ول م ا حتب ون‪ ،‬إذا ك ان‬
‫الدين ينهى عنه‪ ،‬والفسو والعصيان يدعوان إليه‪.‬‬
‫ونزل قول اهلل ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬وإن طائفتان من املؤمنني اقتتلوا فأصلحوا‬
‫بينهما ‪ :)...‬يف فتنة بني األوس واخلزرج‪ ،‬جتالدوا فيها بالنعال والس عف‪.‬‬
‫والبغ ي‪ :‬الظل م واالعت داء‪ ،‬والطائف ة ال يت تبغ ي ه ي الظامل ة اخلارج ة ع ن‬
‫احلق‪ ،‬وإن مل تقاتل؛ ألن بغيها حيمل الطائفة املبغي عليه ا أن ت دافع ع ن‬
‫حقها‪ .‬واألمر يف قوله (فقاتلوا اليت تبغ ي) للوج وب‪ ،‬ألن ه ذا حك م ب ني‬
‫اخلصمني‪ ،‬والقضاء باحلق واجب؛ ألنه حيفظ ح ق احمل ق‪ ،‬وألن ت رك قت ال‬
‫الباغي ة جي ر إىل اسرتس اهلا يف البغ ي وإض اعة حق و املبغ ي عليه ا يف‬
‫األنف س واألم وال واألغ راض‪ ،‬واهلل ال حي ب الفس اد‪ ،‬وألن ذل ك جي رئ‬

‫‪137‬‬
‫غريه ا عل ى البغ ي‪ ،‬فقتاهل ا زج ر لغريه ا‪ .‬وق د تلت بس الطائف ة الباغي ة م ن‬
‫الط ائفتني املتق اتلتني‪ ،‬ول ذلك ش رع اهلل اإلص الح بينهم ا؛ ألن ه يزي ل‬
‫الل بس‪ ،‬بع د أن تُب ني لكلتيهم ا ش بهتها‪ ،‬إن كان ت هل ا ش بهة‪ ،‬وتُ ز َال‬
‫باحلج ة الواض حة‪ ،‬فم ن أىب منهم ا فه و الب اغي‪( .‬ف إن ف اءت فأص لحوا‬
‫بينهما بالعدل)‪ .‬والعدل‪ :‬هو ما يقع التصاحل عليه بالرتاضي واإلنص اف‪،‬‬
‫ض ر بإح دى الط ائفتني‪ .‬مث ق ال‪( :‬ف إن ف اءت فأص لحوا بينهم ا)‪.‬‬ ‫وأال يُ َ‬
‫وهذا إصالح ثان‪ ،‬بعد اإلص الح األول‪ .‬ومعن اه‪ :‬أن الفئ ة ال يت خض عت‬
‫للقوة وألقت السالح قد تكون مكسورة اخلاطر‪ ،‬ملا تشعر به م ن انتص ار‬
‫الفئ ة األخ رى عليه ا‪ ،‬فأوج ب أن يُص لَح بينهم ا برتغيبهم ا يف إزال ة‬
‫اإل َح ن‪ ،‬والرج وع إىل أخ وة اإلس الم؛ ل ئال تع ود الع داوة بينهم ا‪ .‬وأش ار‬
‫قول ه‪( :‬إمن ا املؤمن ون إخ وة) إىل س بب وج وب اإلص الح ب ني الط ائفتني‬
‫املتباغيتني‪ ،‬وهو أن اإلميان ق د ع َق َد ب ني أهل ه م ن األخ وة م ا ال يق ل ع ن‬
‫أخ وة النس ب‪ ،‬ومل ا ك ان املتع ارف ب ني الن اس أن ه إذا وق ع ش قا ب ني‬
‫ائر اإلخ وة أن ينهض وا يف إزالت ه بالص لح بينهم ا‪ ،‬ك ذلك‬ ‫األخ وين ل زم س َ‬
‫ك ان ش أن املس لمني‪ ،‬إذا وق ع ش قا ب ني ط ائفتني م نهم وج ب عل ى‬
‫سائرهم السعي يف الصلح بينهم‪.‬‬
‫(يأيها الذين أمنوا ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خ ريا م نهم‬
‫‪ :)...‬ومناسبة هذه اآلية ملا قبلها أنه ملا كانت األخوة تقتضي أن َْحت ُس ن‬

‫‪138‬‬
‫املعاملة بني اإلخوة كان مما تقتضي أن َحت ُسن بني أفرادهم‪ ،‬فجاءت ه ذه‬
‫اآلي ات منبه ة عل ى أم ور م ن حس ن املعامل ة‪ ،‬ق د يُغ َف ل ع ن مراعاهت ا‬
‫ورويَت يف أسباب نزول اآليات روايات عدة‪ ،‬فحواه ا‬ ‫لفشوها يف الناس‪ُ .‬‬
‫أن بع ض املس لمني س خر م ن بع ض‪ ،‬أو ذك ره مب ا يك ره‪ .‬ومم ا نبه ت‬
‫اآليات على حترميه من تل ك األم ور الس خرية‪ ،‬واللم ز‪ ،‬والنب ز‪ .‬والس خرية‪:‬‬
‫االستهزاء‪ ،‬والقوم‪ :‬اسم مجع جلماعة الرج ال دون النس اء‪ .‬وإمن ا ق ال اهلل‪:‬‬
‫(ال يس خر ق وم) ومل يق ل‪ :‬ال يس خر بعض كم م ن بع ض‪ ،‬كم ا ق ال‪( :‬وال‬
‫يغت ب بعض كم بعض ا) للنه ي عم ا ك ان ش ائعا ب ني الع رب م ن س خرية‬
‫القبائ ل بعض ها م ن بع ض؛ فل ذلك وج ه النه ي إىل األق وام دون األف راد‪.‬‬
‫يعده الالمز عيبا ملن يريد أذاه مواجهةً‪ ،‬ويكون حبالة بني‬ ‫واللمز‪ :‬ذ ْكر ما ُّ‬
‫ود ب ه‬
‫اإلشارة والكالم‪ ،‬بتحريك الش فتني بك الم خف ي‪ ،‬يَع رف من ه املقص ُ‬
‫أن ه يُ َذ ُّم أو يُ َتوع د‪ ،‬أو يُت نقص‪ ،‬وه و غ ري النب ز والغيب ة‪ ،‬وك ان ش ائعا يف‬
‫الع رب يف اجلاهلي ة‪ .‬والتن ابز‪ :‬نب ز بعض هم بعض ا‪ ،‬والنْب ز‪ :‬ذ ْك ر النبَ ز‪ ،‬وه و‬
‫لقب السوء‪ ،‬واللقب ما أشعر خبس ة أو ش رف‪ ،‬وامل راد باأللق اب يف اآلي ة‬
‫األلقاب املكروه ة‪ .‬وك ان غال ب األلق اب يف اجلاهلي ة نب زا‪ .‬والنه ي خ اص‬
‫باأللق اب ال يت مل يتق ادم عه دها ح ىت ص ارت كاألمس اء ألص حاهبا‪،‬‬
‫قصد الذم والسب‪.‬‬‫وتنوسي ما كان فيها من ْ‬

‫‪139‬‬
‫ومع ىن االس م يف (ب ئس االس م الفس و بع د اإلمي ان)‪ :‬ال ذ ْكر‪ ،‬كم ا‬
‫يق ال‪ :‬ط ار امس ه يف الن اس ب اجلود أو ب اللؤم‪ ،‬أي‪ :‬ط ار ذك ره‪ .‬واملع ىن‪:‬‬
‫ب ئس ال ذكر أن ي ذكر امل رء بالفس و بع د أن ُوص ف باإلمي ان‪ .‬أي إن‬
‫اإلمي ان ال يناس به الفس و ؛ ألن املعاص ي م ن ش أن أه ل الش رك ال ذين ال‬
‫يزعهم عن الفس و وازع‪ .‬وه ذا دلي ل عل ى أن الس خرية‪ ،‬واللم ز‪ ،‬والتن ابز‬
‫فس و وظل م‪ ،‬يعاق ب علي ه‪ ،‬وال يزيل ه إال التوب ة‪ ،‬كم ا يف احل ديث‪:‬‬
‫"سباب املسلم فسو "‪.‬‬
‫(يأيه ا ال ذين آمن وا اجتنب وا كث ريا م ن الظ ن إن بع ض الظ ن إمث‪:)...‬‬
‫واملنهي ات امل ذكورة بع د ه ذا الن داء م ن املع امالت الس يئة اخلفي ة ال يت ال‬
‫يعامل هبا‪ ،‬فال يدفعها أو يزيله ا م ن نف س م ن يعامل ه هب ا‪.‬‬ ‫يتفطن هلا من َ‬
‫فقول ه تع اىل‪( :‬اجتنب وا كث ريا م ن الظ ن) يُْبط ل م ا ك ان فاش يا يف اجلاهلي ة‬
‫من الظنون السيئة والتهم الباطلة‪ .‬وعن الظنون السيئة تنشأ الغرية املفرط ة‬
‫والكيد‪ ،‬واالغتيال‪ ،‬والطعن يف األنساب‪ ،‬واملبادأة بالقتال‪ .‬ويف احل ديث‪:‬‬
‫"إي اكم والظ ن؛ ف إن الظ ن أك ذب احل ديث"‪ .‬واألم ر باجتن اب كث ري م ن‬
‫الظ ن دلي ل عل ى أن الظن ون اآلُث ة كث رية‪ ،‬فوج ب التمح يص والتح ري‬
‫لتميي ز الظ ن الباط ل م ن الظ ن الص اد ‪ .‬ومع ىن كون ه إُث ا أن ه تُب َىن علي ه‬
‫أعمال حمرمة‪ ،‬كاالغتياب‪ ،‬والتجسس‪ ،‬وقد يُ َبىن علي ه اعتق اد باط ل‪ .‬وإذا‬
‫ك ان الظ ن أم را‪ ،‬حيص ل يف خ اطر اإلنس ان ع ن غ ري اختي ار‪ ،‬ف ال يعق ل‬

‫‪140‬‬
‫التكليف باجتنابه‪ ،‬وإمنا يراد األمر بالتثبت في ه‪ ،‬وُحيص ه‪ ،‬والتش كك يف‬
‫ص دقه إىل أن تتب ني حقيقت ه‪ .‬ويف احل ديث‪" :‬إذا ظنن تم‪ ،‬ف ال حتق ُق وا"‪.‬‬
‫فه م م ن أن بع ض الظ ن إمث أن بعض ه ل يس ك ذلك‪ ،‬وأن ا مل ن ؤمر‬ ‫ويُ َ‬
‫باجتناب الظن الذي ليس بإمث‪.‬‬
‫والتجس س‪ :‬البح ث بوس يلة خفي ة‪ ،‬وه و م ن آث ار الظ ن؛ ألن الظ ن‬
‫نفس ه إىل حتقي ق م ا ظن ه‪ ،‬فيس لك طري ق‬ ‫يبع ث علي ه ح ني ت دعو الظ ان ُ‬
‫التجسس‪ .‬ووجه النهي عنه أنه ض ْرب م ن الكي د والتطل ع عل ى الع ورات‪،‬‬
‫وق د ي رى املتجس س م ن املتجس س علي ه م ا يس وءه‪ ،‬فتنش أ عن ه الع داوة‬
‫واحلق د‪ ،‬وفس اد النف وس‪ ،‬واحل رص عل ى انتق ام كليهم ا م ن أخي ه‪ .‬وه ذا‬
‫خالف ما جيب أن يكون بني اإلخوة يف اهلل‪.‬‬
‫(وال يغت ب بعض كم بعض ا أحي ب أح دكم أن يأك ل حل م أخي ه ميت ا‬
‫فكرهتم وه)‪ :‬واالغتي اب‪ :‬ذك ر امل رء يف غيب ه مب ا يس وءه‪ .‬واالس تفهام يف‬
‫(أحي ب أح دكم أن يأك ل حل م أخي ه ميت ا) تقري ري‪ ،‬إذ م ن املس لم ب ه أن‬
‫ك ل أح د يق ُّر بأن ه ال حي ب ذل ك‪ ،‬واالس تفهام التقري ري ال يق ع إال عل ى‬
‫أم ر مس لم ب ه عن د املخاط ب‪ ،‬ول ذلك أجي ب عن ه ب (فكرهتم وه)‪ .‬وق د‬
‫َجعل ت اآلي ة م ا ه و ش ديد الكراهي ة إىل ال نفس‪ ،‬م ن أك ل حل م األخ‬
‫امليت‪ ،‬حمبوبا عند اآلكل تفظيعا ملا ُشبه به‪ ،‬وهو غيبة األخ‪ ،‬والرضا هبا‪.‬‬
‫و ُش به اغتي اب املس لم أخ اه يف اإلس الم يف َغيبت ه بأك ل حل م أخي ه وه و‬

‫‪141‬‬
‫مي ت‪ ،‬ال ي دفع ع ن نفس ه‪ ،‬و ُش به املغت اب بآك ل اللح م‪ ،‬وال ذي اغتي ب‬
‫وش بهت َغيبت ه ب املوت‪ .‬والكراه ة هن ا‪ :‬االمشئ زاز والتق ذر‪ .‬واملع ىن‪:‬‬
‫ب أخ‪ُ ،‬‬
‫إن كن تم تكره ون أن يأك ل امل رء حل م أخي ه ميت ا‪ ،‬ف اكرهوا نظ ريه‪ ،‬وه و‬
‫حلم ه أخ ا‪ ،‬دون غ ريه م ن الن اس ألن ذل ك‬ ‫وجع ل ال ذي يؤُك ل ُ‬‫اغتياب ه‪َ .‬‬
‫أفظ ع وأش نع؛ مل ا يعط ف امل رءَ عل ى أخي ه م ن عواط ف ال رحم‪ ،‬وال س يما‬
‫إذا كان ميتا‪ ،‬وما يكون بينه من وداد‪ ،‬مينع مثلهما ما ه و أق ل م ن ه ذا‪،‬‬
‫من أصناف األذى واإلس اءة‪ .‬والغيب ة ح رام؛ مل ا فيه ا م ن انته اك حرم ات‬
‫املس لمني‪ ،‬واس تحالل م ا ح رم م ن أعراض هم‪ ،‬وق د تبل غ ال ذي اغتي ب‪،‬‬
‫فتقدح يف نفسه العداوة ملن اغتابه؛ فيفسد ما بينهما من أخوة‪ ،‬ومل ا فيه ا‬
‫من اشتغال املرء بأحوال الناس عما هو أهم وأنفع له‪.‬‬
‫(يأيه ا الن اس إن ا خلقن اكم م ن ذك ر وأنث ى وجعلن اكم ش عوبا وقبائ ل‬
‫لتع ارفوا إن أك رمكم عن د اهلل أتق اكم إن اهلل عل يم خب ري)‪ :‬بع د ذل ك‬
‫انتقل ت الس ورة م ن واجب ات املع امالت إىل م ا جي ب أن يراعي ه امل رء يف‬
‫نفس ه‪ ،‬وأعي د الن داء لالهتم ام هب ذا الغ رض‪ ،‬إذ ك ان إعج اب ك ل قبيل ة‬
‫بفض ائلها وتفض يل نفس ها عل ى غريه ا فاش يا يف اجلاهلي ة‪ ،‬وك انوا حيق رون‬
‫بع ض القبائ ل؛ فك ان ذل ك جي ر إىل األحق اد والتقات ل‪ ،‬وترتت ب علي ه‬
‫الس خرية‪ ،‬واللم ز‪ ،‬والنب ز‪ ،‬والظ ن‪ ،‬والتجس س‪ ،‬فنه ت اآلي ة عم ا ك ان يف‬
‫اجلاهلي ة إلزال ة م ا بق ي من ه يف النف وس‪ .‬وك ان الن داء يف ه ذه اآلي ة‬

‫‪142‬‬
‫ب "الناس" دون املؤمنني مراعاة للمناسبة بني "الن اس" والغ رض م ن الت ذكري‬
‫بأن أصلهم واحد‪ ،‬وأن التفاض ل والتف اخر إمن ا يك ون بالفض ائل‪ ،‬وه و يف‬
‫اإلس الم إمن ا يك ون ب التقوى‪ .‬وامل راد بال ذ َكر واألنث ى‪ :‬آدم وح واء‪ ،‬أو ن وع‬
‫الذكر واألنثى‪ ،‬والتذكري باخللق منهم ا كناي ة ع ن التس اوي يف أص ل الن وع‬
‫اإلنس اين‪ ،‬ليص رف إىل اكتس اب الفض ائل واملزاي ا ال يت ترف ع بع ض الن اس‬
‫عل ى بع ض‪ ،‬وليك ون تنافس هم يف التق وى‪ .‬والش عوب‪ :‬مج ع َش ْعب وه و‬
‫جممع القبائل اليت ترج ع إىل ج د واح د‪ ،‬م ن أم ة بعينه ا‪ ،‬وحكم ة اهلل م ن‬
‫جع ل الن اس ش عوبا أن يتع ارفوا‪ ،‬ولك ن الن اس جعل وه س بب تن اكر‬ ‫ْ‬
‫وعدوان‪.‬‬
‫(قال ت األع راب آمن ا ق ل مل تؤمن وا ولك ن قول وا أس لمنا‪ :)...‬نزل ت‬
‫يف بين أسد‪ ،‬وقدموا املدينة عقب وفد بين ُيم‪ ،‬يف سنة جدب ببالدهم‪،‬‬
‫فأس لموا‪ ،‬وك انوا يقول ون للن يب ‪-‬ص لى اهلل علي ه وس لم‪ :-‬أتت ك الع رب‬
‫بأن ُفس ها عل ى ظه ور رواحله ا‪ ،‬وجئن اك باألثق ال والعي ال وال ذراري‪ ،‬ومل‬
‫نقاتل ك كم ا قاتل ك غرين ا م ن الع رب‪ .‬مين ون علي ه ويري دون أن يعط يهم‬
‫الص دقات‪ ،‬ف أنزل اهلل ف يهم ه ذه اآلي ات اىل آخ ر الس ورة‪ .‬واألع راب‪:‬‬
‫سكان البادية من العرب خاصة‪.‬‬
‫وقالوا للنيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ :-‬آمنا وه م يف ش ك‪ ،‬فأنب أهم اهلل مب ا‬
‫يف قلوهبم‪ ،‬وأعلمهم أن اإلميان هو التصديق بالقلب‪ ،‬ال القول باللس ان؛‬

‫‪143‬‬
‫م ن أج ل أن ُخيْلص وا‪ .‬ومع ىن (ال يل تكم) ال ينقص كم‪ ،‬يق ال‪ :‬الت ه يليت ه‪،‬‬
‫مث ل‪ :‬باع ه يبيع ه‪ .‬واملع ىن‪ :‬إن أخلص تم اإلمي ان‪ ،‬كم ا أم ركم اهلل ورس وله‪،‬‬
‫تقب ل اهلل أعم الكم ال يت ذك رَت‪ .‬وقول ه‪( :‬إمن ا املؤمن ون ال ذين آمن وا ب اهلل‬
‫ورس وله مث مل يرت ابوا وجاه دوا ب أمواهلم وأنفس هم يف س بيل اهلل أولئ ك ه م‬
‫الصادقون)‪ :‬بيان حلقيقة اإلميان الذي نفاه عنهم‪.‬‬
‫(قل أتعلم ون اهلل ب دينكم واهلل يعل م م ا يف الس ماوات وم ا يف األرض‬
‫واهلل بك ل ش يء عل يم)‪ :‬أي‪ :‬أختربون ه ب ذلك بق ولكم‪ :‬آمن ا‪ .‬والتعب ري ع ن‬
‫اإلخبار بالتعليم غرضه تشنيعهم‪ ،‬ك أهنم وص فوه ‪ -‬تع اىل ‪ -‬بع دم العل م‪،‬‬
‫واهلل يعل م م ا يف الس ماوات وم ا يف األرض‪ ،‬ف ال حيت اج إىل إع الم أح د‪.‬‬
‫واالستفهام للتوبيخ على حماولتهم إخفاء باطنهم عن اهلل املطلع على ك ل‬
‫ش يء‪ .‬وامل راد باآلي ة هن يهم ع ن أن يك ذبوا‪ ،‬ويقول وا غ ري ال ذي ه م علي ه‬
‫م ن ال دين حقيق ة‪ ،‬وحت ذيرهم م ن أن يقول وا خ الف م ا يعل م اهلل م ن‬
‫وإعالمه م بأن ه مطل ع علي ه‪ ،‬عل ى خ الف م ا ظن وا‪ ،‬إذ زعم وا‬ ‫ُ‬ ‫ض مائرهم‪،‬‬
‫ما زعموا من اإلميان‪.‬‬
‫(مين ون علي ك أن أس لموا ق ل ال ُن وا عل ى إس المكم ب ل اهلل مي ن‬
‫عل يكم أن ه داكم لإلمي ان إن كن تم ص ادقني)‪ :‬وامل ن‪ :‬ذك ر النعم ة‬
‫احملسن إليه‪ .‬وليس بني تسمية اهلل ما هم عليه يف ه ذه‬ ‫واإلحسان لرياعيه َ‬
‫اآلي ة إميان ا بع د قول ه‪( :‬ق ل مل تؤمن وا) تن اقض‪ ،‬وإمن ا ه و مس ايرة ل زعمهم‬

‫‪144‬‬
‫أهنم آمنوا‪ ،‬واملعىن‪ :‬إن فُرض أنكم آمنتم ‪-‬كما زعمتم‪ ،-‬فإميانكم نعم ة‬
‫أنع م اهلل هب ا عل يكم‪ ،‬فه و ال ذي وفقك م لإلمي ان‪( ،‬إن كن تم ص ادقني)‪،‬‬
‫وختمت السورة بقوله ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬إن اهلل يعل م‬ ‫فيما زعمتم من اإلميان‪ُ .‬‬
‫غي ب الس ماوات واألرض واهلل بص ري مب ا تعمل ون)‪ ،‬أي إن اهلل يعل م ك ل‬
‫مس ترت‪ ،‬ويبص ر ك ل م ا تعمل ون‪ ،‬يف س ركم وعالني تكم‪ ،‬وال خيف ى علي ه‬
‫الصاد منكم من الكاذب‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬حلل الصورة البيانية يف قوله ‪-‬تعاىل‪( :-‬يأيها الذين آمنوا ال تقدموا‬
‫بني يدي اهلل ورسوله)‪ ،‬واذكر نوعها‪ ،‬واملراد من اآلية الكرمية‪.‬‬
‫س‪ 2‬بني عناصر التشبيه والغرض منه يف وقوله تعاىل‪( :‬أحيب أحدكم أن‬
‫يأكل حلم أخيه ميتا)‪.‬‬
‫س‪ 3‬بني معىن‪ :‬السخرية‪ ،‬الغيبة‪ ،‬التنابز‪ ،‬اللمز‪ ،‬والفر بينها‪.‬‬
‫س‪ 4‬كان النداء يف السورة للذين آمنوا إال مرة واحدة كان للناس‪ ،‬فما‬
‫السبب؟‬
‫س‪ 5‬اذكر بإجياز أهم ما اشتملت عليه السورة من اآلداب‪.‬‬
‫ﲇ‬ ‫ﲆ‬ ‫س‪ 6‬ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ‬
‫ﲉ ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ‬ ‫ﲈ ﲊ‬
‫ﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ‬
‫ﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥ‬
‫ﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮ‬
‫ﲳ ﲵ ﲶ ﲷ‬ ‫ﲴ‬ ‫ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ‬
‫ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ‬
‫ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ‬
‫ﱉ ﱋ ﱌ ﱍ‪.‬‬ ‫ﱆﱇﱈ ﱊ‬
‫‪ -‬استخرج من اآليات‪:‬‬
‫‪ -1‬فعال من األفعال اخلمسة مرفوعا‪ ،‬وبني عالمة رفعه‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ -2‬اسم "إن" وخربها‪.‬‬
‫‪ -3‬خربا مجلة‪ ،‬وبني نوعها‪.‬‬
‫‪ -4‬امسا مقصورا‪ ،‬وبني موقعه من اإلعراب‪ ،‬وعالمة إعرابه‪.‬‬
‫‪ -5‬خربا تقدم على املبتدأ‪.‬‬
‫‪ -6‬فعال ناسخا‪ ،‬وخربه‪.‬‬
‫‪ -7‬اسم إشارة‪ ،‬وبني احلركة اليت بين عليها‪.‬‬
‫‪ -8‬فعال مضارعا منصوبا‪ ،‬وبني ناصبه وعالمة نصبه‪.‬‬
‫‪ -9‬فعال جمزوما‪ ،‬واذكر جازمه‪ ،‬وعالمة جزمه‪.‬‬
‫‪ -10‬فعل أمر‪ ،‬وأعربه‪.‬‬
‫‪ -11‬ضمريا منفصال‪ ،‬وبني موقعه من اإلعراب‪.‬‬
‫‪ -12‬ثالثة ضمائر متصلة ذات مواقع إعرابية خمتلفة‪.‬‬
‫‪ -13‬مجلة امسية‪ ،‬اخلرب فيها مفرد‪.‬‬
‫‪ -14‬ظرفا‪ ،‬وبني نوعه‪.‬‬
‫‪ -15‬مفعوال به‪.‬‬
‫‪ -16‬فعال ماضيا مبنيا على الضم‪ ،‬وبني السبب‪.‬‬
‫‪ -17‬امسا موصوال‪ ،‬واذكر موقعه من اإلعراب‪.‬‬
‫‪ -18‬امسا جمرورا حبرف جر‪ ،‬وآخر جمرورا باإلضافة‪.‬‬
‫‪ -19‬صفة‪ ،‬وأعرهبا هي وموصوفها‪.‬‬
‫‪ -20‬مثىن‪ ،‬واذكر موقعه من اإلعراب‪ ،‬وعالمة إعرابه‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫ﲰ ﲲ‬ ‫ﲱ‬ ‫س‪ 7‬ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ‬
‫ﲳ ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ‬
‫ﲽﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈ‬
‫ﳌ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ‬ ‫ﳍ‬ ‫ﳉﳊﳋ‬
‫ﳙﳛﳜﳝﳞ‬ ‫ﳚ‬ ‫ﳕﳖ ﳗﳘ‬
‫ﳟﳠﳡﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱋ ﱍﱎﱏﱐﱑ‬ ‫ﱌ‬ ‫ﱇﱈﱉﱊ‬
‫ﱒ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ‬ ‫ﱓ‬
‫ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ‬ ‫ﱝ ﱟ‬
‫ﱯ ﱱ‬
‫ﱰ‬ ‫ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ‬
‫ﱵﱷﱸ ﱹﱺﱻﱽ‬ ‫ﱶ‬ ‫ﱲﱳﱴ‬
‫ﱿﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇ‬ ‫ﲀ‬ ‫ﱾ‬
‫ﲋ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ‬ ‫ﲌ‬ ‫ﲈ ﲉ ﲊ‬
‫ﲕ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ‬ ‫ﲖ‬ ‫ﲒ ﲓ ﲔ‬
‫ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ‬
‫ﲪﲬﲭ‬ ‫ﲥﲦﲧﲨﲩ ﲫ‬
‫ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵﲶ‬
‫ﲻﲽﲾﲿﳀ ﳁ‬ ‫ﲼ‬ ‫ﲷﲸﲹﲺ‬
‫ﳋﳍ‬ ‫ﳌ‬ ‫ﳅﳇﳈﳉﳊ‬ ‫ﳆ‬ ‫ﳂﳃﳄ‬
‫ﳎ ﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ‬
‫‪148‬‬
‫ﳝﳟﳠﳡ‬ ‫ﳞ‬ ‫ﳘﳙ ﳚﳛﳜ‬
‫ﳢ‪.‬‬
‫أ استخرج من اآليات‪:‬‬
‫‪ -1‬مجع مذكرا ساملا‪ ،‬وأعربه‪.‬‬
‫‪ -2‬فعال جائز التأنيث‪ ،‬واذكر السبب‪.‬‬
‫‪ -3‬فعال نصب مفعولني‪ ،‬وبينهما‪.‬‬
‫‪ -4‬منادى‪ ،‬وبني نوعه‪ ،‬وأعربه‪.‬‬
‫‪ -5‬األفعال املضارعة املعربة‪ ،‬وأعرهبا‪.‬‬
‫‪ -6‬فعال مضارعا مبنيا‪ ،‬وبني سبب بنائه‪.‬‬
‫‪ -7‬فعال ماضيا مبنيا على السكون‪ ،‬واذكر السبب‪.‬‬
‫‪ -8‬أفعال األمر‪ ،‬وبني العالمة اليت بنيت عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أعرب ما فو اخلط‪.‬‬
‫ج‪( -‬ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ‬
‫ﲑﲒﲓ ﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ‬
‫ﲝ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ‬ ‫ﲞ‬ ‫ﲛﲜ‬
‫ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ)‪.‬‬
‫‪ ( -‬ﱽ ﱾ ﱿ) ‪.‬‬
‫‪ -‬استخرجت من اآليات األفعال املؤنثة‪ ،‬وبني حكم تأنيثها‪ ،‬مع‬
‫التعليل‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫ثانيًا حديث اإلسراء والمعراج‪:‬‬
‫العزيز بْ ُن َعْبد الله‪َ ،‬حدثَين ُسلَْي َما ُن‪َ ،‬ع ْن َشريك بْن َعْبد‬ ‫َحدثَنَا َعْب ُد َ‬
‫ي بَر ُسول الله ‪-‬‬ ‫ُسر َ‬
‫ول‪ " :‬لَْي لَةَ أ ْ‬‫س بْ َن َمالك‪ ،‬يَ ُق ُ‬ ‫ت أَنَ َ‬‫الله‪ ،‬أَنهُ قَ َال‪َ :‬مس ْع ُ‬
‫صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم ‪ -‬م ْن َم ْسجد ال َك ْعبَة‪ ،‬أَنهُ َجاءَهُ ثَالَثَةُ نَ َفر قَ ْب َل أَ ْن‬ ‫َ‬
‫وحى إلَْيه‪َ ،‬وُه َو نَائ ٌم يف امل ْسجد احلََرام‪ ،‬فَ َق َال أَوُهلُ ْم‪ :‬أَيُّ ُه ْم ُه َو؟ فَ َقا َل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬‫ي‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ََُْ ْ َ َ ْ َ‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫خ‬ ‫‪:‬‬
‫ُُ ْ ُ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ر‬‫آخ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫أ َْو َسطُ ُه ْم‪ُ :‬ه َو َخْي ُرُه ْم‪ ،‬فَ َق‬
‫يما يََرى قَ ْلبُهُ‪َ ،‬وتَنَ ُام َعْي نُهُ َوالَ‬ ‫ُخَرى‪ ،‬ف َ‬ ‫اللْي لَةَ‪ ،‬فَلَ ْم يََرُه ْم َحىت أَتَ ْوهُ لَْي لَةً أ ْ‬
‫ك األَنْبيَاءُ تَنَ ُام أ َْعيُنُ ُه ْم َوالَ تَنَ ُام قُلُوبُ ُه ْم‪ ،‬فَلَ ْم يُ َكل ُموهُ‬ ‫يَنَ ُام قَ ْلبُهُ‪َ ،‬وَك َذل َ‬
‫يل‬
‫يل‪ ،‬فَ َشق ج ْرب ُ‬ ‫ضعُوهُ عْن َد بْئر َزْمَزَم‪ ،‬فَتَ َوالهُ مْن ُه ْم ج ْرب ُ‬ ‫احتَ َملُوهُ‪ ،‬فَ َو َ‬
‫َحىت ْ‬
‫ص ْدره َو َج ْوفه‪ ،‬فَغَ َسلَهُ م ْن َماء َزْمَزَم‬ ‫غ م ْن َ‬ ‫ني َْحنره إ َىل لَبته َحىت فَ َر َ‬ ‫َما بَ ْ َ‬
‫بيَده‪َ ،‬حىت أَنْ َقى َج ْوفَهُ‪ُ ،‬مث أُيتَ بطَ ْست م ْن َذ َهب فيه تَ ْوٌر(‪ )1‬م ْن َذ َهب‪،‬‬
‫يدهُ ‪ -‬يَ ْعين عُُرو َ َح ْلقه ‪-‬‬ ‫ص ْد َرهُ َولَغَاد َ‬
‫ْمةً‪ ،‬فَ َح َشا به َ‬ ‫َْحم ُشوا إميَانًا َوحك َ‬
‫ب بَابًا م ْن أَبْ َواهبَا فَنَ َاداهُ‬ ‫ُمث أَطْبَ َقهُ‪ُ ،‬مث َعَر َج به إ َىل الس َماء الدُّنْيَا‪ ،‬فَ َ‬
‫ضَر َ‬
‫ك؟ قَ َال‪َ :‬مع َي‬ ‫يل‪ .‬قَالُوا‪َ :‬وَم ْن َم َع َ‬ ‫أ َْه ُل الس َماء َم ْن َه َذا؟ فَ َق َال‪ :‬ج ْرب ُ‬
‫ث؟ قَ َال‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬قَالُوا‪ :‬فَ َم ْر َحبًا به َوأ َْهال‪ ،‬فَيَ ْستَْبش ُر به‬
‫ُحمَم ٌد‪ ،‬قَ َال‪َ :‬وقَ ْد بُع َ‬
‫يد اللهُ به يف األ َْرض‪َ ،‬حىت‬ ‫أَ ْه ُل الس َماء‪ ،‬الَ يَ ْعلَ ُم أ َْه ُل الس َماء مبَا يُر ُ‬

‫(‪ )1‬إناء يشرب فيه‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫آد ُم‪،‬‬
‫وك َ‬ ‫يل‪َ :‬ه َذا أَبُ َ‬
‫آد َم‪ ،‬فَ َق َال لَهُ ج ْرب ُ‬
‫يُ ْعل َم ُه ْم‪ ،‬فَ َو َج َد يف الس َماء الدُّنْيَا َ‬
‫فَ َسل ْم َعلَْيه‪ ،‬فَ َسل َم َعلَْيه‪َ ،‬وَرد َعلَْيه آ َد ُم‪َ ،‬وقَ َال‪ :‬مرحبا َوأ َْهالً بابين‪ ،‬ن ْع َم‬
‫االبن أنت‪ ،‬فَإ َذا هو يف الس َماء الدنيا بنَ َهَريْن يَطرَدان(‪ ،)1‬فَ َق َال‪َ :‬ما‬
‫ضى به‬ ‫ص ُرُمهَا‪ُ ،‬مث َم َ‬
‫ات‪ ،‬عُْن ُ‬ ‫يل َوال ُفَر ُ‬
‫يل؟ قَ َال‪َ :‬ه َذا الن ُ‬
‫َه َذان الن َهَران يَا ج ْرب ُ‬
‫ب‬‫ضَر َ‬ ‫صٌر م ْن لُْؤلُؤ َوَزبَ ْر َجد(‪ ،)2‬فَ َ‬ ‫آخَر َعلَْيه قَ ْ‬
‫يف الس َماء‪ ،‬فَإذَا ُه َو بنَ َهر َ‬
‫يل؟‪ ،‬قَ َال‪َ :‬ه َذا‬ ‫ك أَ ْذفَ ُر(‪ ،)3‬قَ َال‪َ :‬ما َه َذا يَا ج ْرب ُ‬ ‫يَ َدهُ‪ ،‬فَإ َذا ُه َو م ْس ٌ‬
‫ك‪ُ ،‬مث َعَر َج به إ َىل السماء الثانية‪ ،‬فَ َقالَت‬ ‫ال َك ْوثَ ُر الذي َخبَأَ لَ َ‬
‫ك َربُّ َ‬
‫املالئكة له مثل َما قالت لَهُ األوىل‪َ :‬م ْن َه َذا‪ ،‬قال جربيل‪ ،‬قالوا‪َ :‬وَم ْن‬
‫ث إليه؟ قَ َال‪:‬‬ ‫معك؟ قَ َال‪ :‬حممد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬قَالُوا‪َ :‬وقَ ْد بُع َ‬
‫نَ َع ْم‪ ،‬قَالُوا‪ :‬مرحبا به وأهالً‪ ،‬مث َعَر َج به إ َىل السماء الثالثة‪ ،‬وقالوا له مثل‬
‫ك‪ُ ،‬مث‬ ‫ما قالت األوىل َوالثانيَةُ‪ُ ،‬مث َعَر َج به إ َىل الراب َعة‪ ،‬فَ َقالُوا لَهُ مثْ َل َذل َ‬
‫ك‪ُ ،‬مث َعَر َج به إ َىل الس َماء‬ ‫َعَر َج به إ َىل الس َماء اخلَام َسة‪ ،‬فَ َقالُوا مثْ َل ذَل َ‬
‫ك‪ُ ،‬مث َعَر َج به إ َىل الس َماء الساب َعة‪ ،‬فَ َقالُوا لَهُ‬ ‫الساد َسة‪ ،‬فَ َقالُوا لَهُ مثْ َل َذل َ‬

‫(‪ )1‬جيريان‪.‬‬
‫(‪ )2‬نوعان من اجلواهر النفيسة‪.‬‬
‫(‪ )3‬جيد شديد ذكاء الريح‪ ،‬أي‪ :‬طيب الرائحة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫يس يف‬ ‫ت(‪ )1‬مْن ُه ْم إ ْدر َ‬ ‫اه ْم‪ ،‬فَأو َعْي ُ‬‫ك‪ُ ،‬ك ُّل َمسَاء ف َيها أَنْبيَاءُ قَ ْد َمس ُ‬ ‫مثْ َل ذَل َ‬
‫يم يف‬ ‫امسَهُ‪َ ،‬وإبْ َراه َ‬
‫َح َفظ ْ‬ ‫آخَر يف اخلَام َسة َملْ أ ْ‬ ‫الثانيَة‪َ ،‬وَه ُارو َن يف الراب َعة‪َ ،‬و َ‬
‫وسى‪َ :‬رب‪،‬‬ ‫وسى يف الساب َعة‪ ،‬بتَ ْفضيل َكالَم الله‪ ،‬فَ َق َال ُم َ‬ ‫الساد َسة‪َ ،‬وُم َ‬
‫ك مبَا الَ يَ ْعلَ ُمهُ إال اللهُ‪،‬‬ ‫َملْ أَظُن أن يُْرفَ َع علي أحد‪ُ ،‬مث عال به فَ ْو َ ذَل َ‬
‫َحىت َجاءَ س ْد َرةَ املُْنتَ َهى‪َ ،‬وَدنَا ل ْل َجبار َرب العزة‪ ،‬فَتَ َدىل َحىت َكا َن منْهُ‬
‫صالَة َعلَى‬ ‫ني َ‬ ‫يما أ َْو َحى إلَْيه‪ :‬مخَْس َ‬ ‫اب قَ ْو َس ْني أ َْو أ َْد َك‪ ،‬فَأ َْو َحى اللهُ ف َ‬ ‫قَ َ‬
‫وسى‪،‬‬ ‫احتَبَ َسهُ(‪ُ )2‬م َ‬ ‫وسى‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ط َحىت بَلَ َغ ُم َ‬ ‫ك‪ُ ،‬كل يوم َولَْي لَة‪ُ ،‬مث َهبَ َ‬ ‫أُمت َ‬
‫صالَةً ُكل‬ ‫ني َ‬ ‫ك؟ قَ َال‪َ :‬عه َد إ َيل مخَْس َ‬ ‫ك َربُّ َ‬‫فَ َق َال‪ :‬يَا حممد‪َ ،‬ماذَا َعه َد إلَْي َ‬
‫ك‬‫ف َعْن َ‬ ‫ك‪ ،‬فَ ْارج ْع‪ ،‬فَ ْليُ َخف ْ‬ ‫يع َذل َ‬‫ك الَ تَ ْستَط ُ‬ ‫يَ ْوم َولَْي لَة‪ ،‬قَ َال‪ :‬إن أُمتَ َ‬
‫يل‪َ ،‬كأَنهُ‬ ‫صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم‪ -‬إ َىل ج ْرب َ‬ ‫يب ‪َ -‬‬ ‫ت الن ُّ‬ ‫ك َو َعْن ُه ْم‪ ،‬فَالْتَ َف َ‬‫َربُّ َ‬
‫ت‪ ،‬فَ َعالَ به إ َىل‬ ‫يل‪ :‬أَ ْن نَ َع ْم‪ ،‬إ ْن شْئ َ‬
‫َش َار إلَْيه ج ْرب ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَأ َ‬ ‫يَ ْستَشريُهُ يف َذل َ‬
‫يع‬
‫ف َعنا؛ فَإن أُميت الَ تَ ْستَط ُ‬ ‫اجلَبار‪ ،‬فَ َق َال‪َ ،‬وُه َو َم َكانَهُ‪ :‬يَا َرب َخف ْ‬
‫احتَبَ َسهُ‪ ،‬فَلَ ْم يََزْل‬
‫وسى‪ ،‬فَ ْ‬ ‫صلَ َوات ُمث َر َج َع إ َىل ُم َ‬ ‫ض َع َعْنهُ َع ْشَر َ‬ ‫َه َذا‪ ،‬فَ َو َ‬

‫(‪ )1‬حفظت‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقفه عنده‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫وسى‬ ‫احتَبَ َسهُ ُم َ‬ ‫صلَ َوات‪ُ ،‬مث ْ‬ ‫ت إ َىل مخَْس َ‬ ‫ص َار ْ‬
‫وسى إ َىل َربه َحىت َ‬ ‫يَُرد ُدهُ ُم َ‬
‫يل قَ ْومي َعلَى‬ ‫ت بَين إ ْسَرائ َ‬ ‫عْن َد اخلَ ْمس‪ ،‬فَ َق َال‪ :‬يَا ُحمَم ُد‪َ ،‬والله لََق ْد َر َاوْد ُ‬
‫َج َس ًادا َوقُلُوبًا َوأَبْ َدانًا‬
‫ف أْ‬ ‫َض َع ُ‬
‫كأْ‬ ‫ض ُع ُفوا‪ ،‬فَ َرتكوه‪ ،‬فَأُمتُ َ‬ ‫أ َْد َك م ْن َه َذا‪ ،‬فَ َ‬
‫ت النيب ‪-‬‬ ‫ك يَ ْلتَف ُ‬‫ك‪ُ ،‬كل ذَل َ‬ ‫ك َربُّ َ‬‫ف َعْن َ‬ ‫اعا‪ ،‬فَ ْارج ْع فَ ْليُ َخف ْ‬ ‫َمسَ ً‬
‫ص ًارا َوأ ْ‬
‫َوأَبْ َ‬
‫يل‪،‬‬‫ك ج ْرب ُ‬ ‫يل ليُش َري َعلَْيه‪َ ،‬والَ يَكَْرهُ ذَل َ‬ ‫صلى اهللُ عليه وسلم‪ -‬إ َىل ج ْرب َ‬
‫اد ُه ْم‪،‬‬‫َج َس ُ‬ ‫ض َع َفاءُ‪ :‬أ ْ‬‫فَ َرفَ َعهُ عْن َد اخلَام َسة‪ ،‬فَ َق َال‪ :‬يَا َرب‪ ،‬إن أُميت ُ‬
‫ف َعنا‪ ،‬فَ َق َال اجلَب ُار‪ :‬يَا‬ ‫ص ُارُه ْم‪َ ،‬وأَبْ َدانُ ُه ْم؛ فَ َخف ْ‬
‫َمسَاعُ ُه ْم‪َ ،‬وأَبْ َ‬ ‫َوقُلُوبُ ُه ْم‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ضتُهُ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َال‪ :‬إنهُ الَ يُبَد ُل ال َق ْو ُل لَ َدي‪َ ،‬ك َما فَ َر ْ‬ ‫ك َو َس ْع َديْ َ‬‫ُحمَم ُد‪ ،‬قَ َال‪ :‬لَب ْي َ‬
‫عليك يف أُم الكتاب‪ ،‬قَ َال‪ :‬فَ ُك ُّل َح َسنَة ب َع ْشر أ َْمثَاهلَا‪ ،‬فهي مخسون يف‬
‫ت؟‬ ‫ف فَ َع ْل َ‬ ‫وسى‪ ،‬فَ َق َال‪َ :‬كْي َ‬ ‫أُم الكتاب‪ ،‬وهي مخس عليك‪ ،‬فَ َر َج َع إ َىل ُم َ‬
‫وسى‪ :‬قَ ْد‬ ‫ف َعنا‪ :‬أ َْعطَانَا ب ُكل َح َسنَة َع ْشَر أ َْمثَاهلَا‪ ،‬قَ َال ُم َ‬ ‫فَ َق َال‪َ :‬خف َ‬
‫ك‬‫يل على أَدك من ذلك فَتَ َرُكوهُ‪ ،‬ارجع إ َىل َرب َ‬ ‫ت بَين إ ْسَرائ َ‬ ‫َوالله َر َاوْد ُ‬
‫وسى‪،‬‬ ‫صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم‪ :‬يَا ُم َ‬ ‫ول الله ‪َ -‬‬ ‫ضا‪ ،‬قَ َال َر ُس ُ‬ ‫ك أَيْ ً‬ ‫ف َعْن َ‬ ‫فَ ْليُ َخف ْ‬
‫اسم‬ ‫ت إلَْيه‪ ،‬قَ َال‪ :‬فَ ْاهب ْط ب ْ‬ ‫اختَ لَ ْف ُ‬
‫ت م ْن َريب‪ ،‬مما ْ‬ ‫استَ ْحيَ ْي ُ‬
‫قَ ْد ‪َ -‬والله ‪ْ -‬‬
‫ظ َوُه َو يف َم ْسجد احلََرام "‪.‬‬ ‫استَ ْي َق َ‬
‫الله‪ ،‬قَ َال‪َ :‬و ْ‬
‫اإلسراء هو‪ :‬ذهاب النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬من املسجد احلرام‬
‫إىل املسجد األقصى‪ ،‬واملعراج‪ :‬عروجه من املسجد األقصى إىل‬
‫السماوات العال‪ .‬ومها حادثتان معجزتان‪ ،‬وإن كان وجه اإلعجاز يف‬

‫‪153‬‬
‫املعراج أوضح؛ ألنه أشد خمالفة للعادة‪ .‬وقد تعددت روايات احلديث‪،‬‬
‫ف وزيادةٌ يف بعض احلوادث‪،‬‬ ‫ووقع بينها خالف يف بعض األلفاظ‪ ،‬وح ْذ ٌ‬
‫كما وقع اخلالف بني العلماء يف حقيقة اإلسراء واملعراج‪ ،‬أكانا يف ليلة‬
‫صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم‪ ،-‬وروحه بعد‬ ‫واحدة‪ ،‬يف الْيَ َقظَة‪ ،‬جبسد النيب ‪َ -‬‬
‫الْ َمْب َعث‪ ،‬أم كانا يف املنام‪ ،‬بالروح دون اجلسد‪ .‬وإىل الرأي األول ذهب‬
‫ت عليه ظواهر‬ ‫ني‪َ ،‬وتَ َو َارَد ْ‬
‫مجهور علماء الْ ُم َحدثني‪ ،‬والفقهاء‪َ ،‬والْ ُمتَ َكلم َ‬
‫األخبار الصحيحة‪.‬‬
‫ولن نطيل الوقوف عند احلديث شرحا وحتليال؛ ألن ذلك ليس مما نعتمد‬
‫هاهنا‪ ،‬وإمنا سنُل ُّم به إملاما‪ ،‬يوضح جممل معناه؛ إذ كان شرحه وحتليله‬
‫مما ال يتسع له صدر هذا املقرر؛ ألنه يقتضي الرجوع إىل الروايات‬
‫املختلفة‪ ،‬ودراستها واملوازنة بينها‪ ،‬ودراسة آراء العلماء واحملدثني يف‬
‫صحة بعض الروايات واألحاديث‪ ،‬والتعريج على بعض القضايا اليت ال‬
‫هتمنا هاهنا‪.‬‬
‫لقد فتح احلديث للمسلمني بابا على أمور من عامل الغيب‪ ،‬ما كانوا‬
‫يعرفون عنها شيئا‪ ،‬كمنازل األنبياء يف السماوات‪ ،‬وبعض ما يف‬
‫السماوات من املخلوقات‪ ،‬كاألهنار‪ ،‬وقصور اللؤلؤ والزبرجد‪ ،‬ومكان‬
‫الكوثر‪ ،‬وبعض صفاته‪ ،‬وإن كان ذلك مما عرض له احلديث بغاية‬
‫اإلجياز‪ .‬ولعل مما أراد اهلل ‪ -‬تعاىل ‪ -‬بالعروج بالنيب ‪-‬صلى اهلل عليه‬

‫‪154‬‬
‫إطالعه على عظيم قدره عنده‪ ،‬ومنزلته يف‬ ‫َ‬ ‫وسلم‪ -‬إىل السماوات‬
‫األنبياء‪ ،‬فضال عما أراد من إطالعه على ما شاء من آياته الكربى‪ ،‬وهو‬
‫الغرض الرئيس‪ ،‬كما يبدو من قوله ‪ -‬تعاىل ‪( :-‬سبحان الذي أسرى‬
‫بعبده ليال من املسجد احلرام إىل املسجد األقصى الذي باركنا حوله لنريه‬
‫من آياتنا)‪.‬‬
‫وقد اختلفت روايات احلديث فيما عرضت له من األمور‪ ،‬فذكر‬
‫بعضها ما مل يذكر بعض‪ ،‬ولكن الرواية اليت بني أيدينا خلت من كثري‬
‫من القصص اجلانبية اليت وردت يف غريها من الروايات‪ ،‬كاملشاهد اليت‬
‫مر ‪-‬النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بأصحاهبا‪ ،‬وهم يعذبون عذابا يالئم‬
‫املعصية اليت كانوا يرتكبون يف الدنيا‪ ،‬كقوله ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪:-‬‬
‫ض شفاههم مبقاريض من نار‪،‬‬ ‫ي يب على قوم تُ ْقَر ُ‬‫ُسر َ‬
‫مررت لَْي لَةَ أ ْ‬
‫" ُ‬
‫يل‪ :‬هؤالء خطباء من أهل الدنيا مم ْن كانوا يأمرون‬ ‫فقلت‪َ :‬م ْن هؤالء؟ ق َ‬
‫الناس بالْرب وينسون أنفسهم‪ ،‬وهم يتلون الكتاب‪ ،‬أفال يعقلون"‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫ي يب على قوم بطوهنم كالبيوت‪ ،‬ف َيها احليات تَُرى م ْن‬ ‫"أَتيت ليلة أ ْ‬
‫ُسر َ‬
‫خارج بطوهنم‪ ،‬فقلت‪َ :‬م ْن هؤالء يا جربيل؟ قال‪ :‬هؤالء أَ َكلَةُ الربَا"‪.‬‬
‫لكن الرواية اليت بني أيدينا أعرضت عن تلك املشاهد‪ ،‬وهي مشاهد من‬
‫اإلسراء‪ ،‬أي إن النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬رآها وهو يف طريقه إىل‬
‫املسجد األقصى‪ ،‬واقتصرت الرواية اليت بني أيدينا من اإلسراء على‬

‫‪155‬‬
‫وغسله مباء زمزم‪ ،‬وحشوه‬‫مبتدئه من مكة‪ ،‬وما سبقه من شق الصدر‪ْ ،‬‬
‫باإلميان واحلكمة‪ .‬وإن كان ما ورد يف أول احلديث من أمر شق الصدر‬
‫ليس من حديث اإلسراء‪ ،‬يف احلقيقة‪ ،‬وإمنا هو من حديث آخر‪ ،‬خلطه‬
‫راوي احلديث حبديث اإلسراء‪" ،‬وهو املشهور الصحيح"‪ ،‬كما قال‬
‫القاضي عياض‪ .‬وإمنا كان ُش ُّق صدر النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬وهو‬
‫رضيع عند حليمة السعدية‪ ،‬يف أول عامه الثالث‪ ،‬ومل يشق ليلة اإلسراء‪.‬‬
‫وإذا صح ذلك كان احلديث الذي بني أيدينا مقصورا على املعراج‬
‫دون اإلسراء‪ ،‬وكان ما يفهم من ظاهره أن املعراج كان من مكة‪ ،‬ومل‬
‫يكن من بيت املقدس‪ ،‬على خالف ما ورد يف روايات أخرى‪ ،‬يبدو أهنا‬
‫متممة هلذه الرواية‪ .‬ويبدو أن حوادث املعراج كانت أكثر مما ورد يف‬
‫احلديث‪ ،‬كما يفهم من قول اهلل ‪-‬تعاىل‪( :-‬ولقد رآه نزلة أخرى عند‬
‫سدرة املنتهى عندها جنة املأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ‬
‫البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكربى)‪ ،‬لكن احلديث اقتصر‬
‫على ما كان للنيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬من احلوادث مع بعض‬
‫األنبياء؛ ولعل ذلك م ْن أن ما أراه اهلل من اآليات كان خاصا به‪ ،‬وليس‬
‫مما أُمر بتبليغه‪ ،‬أو احلديث عنه‪ .‬وكان ما كان بينه وبني األنبياء موجزا‪،‬‬
‫ال يتجاوز ذكر السماء اليت فيها النيب‪ ،‬وسالمه عليه‪ ،‬وترحيبه به‪ ،‬وقوله‪:‬‬
‫"ن ْع َم اجمليء جاء"‪ ،‬أي‪ :‬جاء‪ ،‬فَن ْع َم الْ َمجيءُ جميؤه‪ .‬وهو يدل على‬

‫‪156‬‬
‫حفاوة األنبياء به‪ ،‬وتعظيمهم إياه‪ ،‬وأهنم هم واملالئكة كانوا على علم‬
‫عرج به إىل السماء‪ ،‬كما يبدو من سؤال‬ ‫به‪ ،‬ومبقامه عند ربه‪ ،‬وأ ْن سيُ َ‬
‫ث إليه؟‪ .‬وهو مما أراد اللهَ إطال َعه عليه‪ ،‬إذ عرج به إىل‬ ‫املالئكة‪َ :‬وقَ ْد بُع َ‬
‫السماوات‪.‬‬
‫وأطول حوار بينه وبني األنبياء ما كان بينه وبني موسى ‪-‬عليه‬
‫السالم‪ -‬من حضه على مراجعة اهلل يف عدد ما فرض من الصلوات؛ إذ‬
‫ف‬‫ت م َن الصلَ َوات ما َملْ تُ َكل ْ‬
‫كان موسى ذا جتربة‪ ،‬وكانت أمته قد ُكل َف ْ‬
‫أمة َغْي ُرَها‪ ،‬فَثَ ُقلَت عليها‪ ،‬فأشفق َعلَى أُمة سيدنا ُحمَمد ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬من مثل ذلك‪ .‬هذا إىل ما أشار إليه موسى ‪-‬عليه السالم‪ -‬من‬
‫أن أمة سيدنا حممد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أضعف من بين إسرائيل‪،‬‬
‫نصح موسى ‪-‬‬ ‫وإذا عجز األقوى‪ ،‬كان األضعف أعجز‪ .‬وكان ذلك من ْ‬
‫عليه السالم‪ -‬هلذه األمة‪ ،‬وإشفاقه عليها‪ .‬وكان ختفيف اهلل عن هذه‬
‫األمة دليال على لطفه هبا‪ ،‬وتفضيله إياها على سائر األمم‪ ،‬إذ جعل ما‬
‫فرض عليها أقل‪ ،‬وثوابه أعظم‪.‬‬
‫ومما هو جدير بالتأمل ما ورد يف احلديث من أن النيل والفرات يف‬
‫َصل س ْد َرة املْنتَ َهى‪ ،‬يف‬
‫السماء الدنيا‪ ،‬كما يف هذه الرواية‪ ،‬وينبعان من أ ْ‬
‫ُ‬
‫الس َماء الساب َعة‪ ،‬كما هو املشهور‪ .‬ومنابع النهرين معروفة‪ ،‬وهي ‪-‬‬
‫كغريها من منابع أهنار الدنيا ‪ -‬يف األرض كلها‪ ،‬وليس يف األرض هنر‬

‫‪157‬‬
‫ينزل من السماء‪ .‬وقد محل بعض العلماء هذا الكالم على ظاهره‪ ،‬كما‬
‫ي‪ ،‬إذ قال‪" :‬إن أصل النيل والفرات من اجلنة‪ ،‬وإهنما خيرجان‬ ‫فعل الن َوو ُّ‬
‫ث شاء اهلل‪ ،‬مث ينزالن إىل‬ ‫من أصل سدرة املنتهى‪ ،‬مث يسريان َحْي ُ‬
‫األرض‪ ،‬مث يسريان فيها‪ ،‬مث خيرجان منها‪ ،‬وهذا ال مينعه العقل‪ ،‬وقد‬
‫شهد به ظاهر اخلرب‪ ،‬فَ ْليُ ْعتَ َم ْد"‪ ،‬غري أنه ‪-‬إن كان ال خيالف العقل‪-‬‬
‫خيالف احلس‪ ،‬وخمالفته إياه جتعله بعيدا‪ ،‬وال سيما أن احلديث ليس‬
‫قطعي الداللة على هذا املعىن‪ .‬وقال القاضي عيَاض إن احلديث يدل‬
‫على أن أصل سدرة املنتهى يف األرض؛ ألنه قال إن النيل والفرات‬
‫خيرجان من أصلها‪ ،‬ومها باملشاهدة خيرجان من األرض‪ ،‬فيلزم منه أن‬
‫يكون أصل السدرة يف األرض‪ .‬وإذا كان النيل والفرات خيرجان من‬
‫األرض باملشاهدة‪ ،‬فإن سدرة املنتهى ليست يف األرض باملشاهدة‪ ،‬وإمنا‬
‫هي يف السماء‪ ،‬كما ورد يف احلديث؛ فينبغي أن حيمل احلديث على‬
‫يب‪ ،‬فقد قال‪" :‬إمنا أُطْل َق َعلَى‬
‫معىن ال خيالف املشاهدة‪ ،‬كما فعل الْ ُق ْرطُ ُّ‬
‫َهذه األَنْ َهار أَن َها م َن اجلنة تشبيها هلا بأهنار اجلنة؛ ل َما فيها من شدة‬
‫العذوبة‪َ ،‬واحلُ ْسن والربكة"‪ .‬وقَ َال بعض العلماء إن من املمكن أن يكون‬
‫امسَ ْي النيل والفرات املعروفني يف الدنيا‪.‬‬ ‫يف اجلنة هنرين‪ ،‬يوافق امسامها ْ‬
‫وقال ابن كثري إن كلمة "عنصرمها" الواردة يف احلديث يراد هبا "مادهتما‪،‬‬
‫أو شكلهما‪ ،‬وعلى صفتهما ونعتهما"‪ ،‬وقال إن املراد باألهنار اليت ذُكر‬

‫‪158‬‬
‫أهنا يف اجلنة (النيل والفرات‪ ،‬وسيحون وجيحون) أهنا تشبه أهنار اجلنة يف‬
‫صفائها‪ ،‬وعذوبتها‪ ،‬وجرياهنا‪ ،‬وأهنا من جنسها يف هذه الصفات‬
‫وحنوها‪ ،‬وهو كاحلديث‪" :‬العجوة من اجلنة"‪ ،‬أي تشبه ُثر اجلنة؛ ال أهنا‬
‫جمتناة منها‪ ،‬فإن احلس يشهد خبالف ذلك‪ ،‬فتعني أن املراد غريُه‪ .‬ومثل‬
‫هذا قوله ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬شدة احلر من فيح جهنم"‪ ،‬أي من‬
‫جنسه‪ ،‬وإذا صح ذلك انتفت خمالفة ظاهر احلديث للحس‪ ،‬وصار‬
‫معناه أن صفة النهرين اللذين يف اجلنة كصفة النيل والفرات‪ ،‬ال أن‬
‫النهرين عينيهما ينبعان من اجلنة‪ ،‬وال أهنما من أهنارها حقيقة؛ فإن أصل‬
‫منبعهما معروف يف األرض‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬ما الفر بني اإلسراء واملعراج‪ ،‬ومن أين بدأ كل منهما‪ ،‬وإىل‬
‫انتهى؟‪.‬‬
‫س‪ 2‬مب كان اإلسراء واملعراج‪ :‬بالروح واجلسم معا‪ ،‬أم بالروح دون‬
‫اجلسم؟‬
‫س‪ 3‬يفهم من ظاهر احلديث أن املعراج كان من مكة‪ ،‬ومل يكن من‬
‫بيت املقدس وضح حقيقة ذلك‪ ،‬وبني سبب ذكر شق الصدر يف أول‬
‫احلديث‪.‬‬
‫س‪ 4‬ورد يف أول سورة اإلسراء سبب باإلسراء بالنيب ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ،-‬بني ذلك‪ ،‬مستدال عليه من السورة‪.‬‬
‫س‪ 5‬ورد يف احلديث أن النيل والفرات هنران من أهنار اجلنة‪ .‬ماذا يراد‬
‫بأهنما من أهنارها؟ بني ذلك بالتفصيل‪.‬‬
‫س‪ 7‬من النيب كان سبب ختفيف الصالة‪ ،‬ونقصها من مخسني صالة إىل‬
‫مخس صلوات؟ وملاذا مل يُش ْر غريه من األنبياء على النيب ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،-‬بسؤال اهلل التخفيف؟‬
‫س‪ 8‬استخرج ما يف احلديث من العدد‪ ،‬وبني ُييزه‪ ،‬وسبب تذكريه أو‬
‫تأنيثه‪.‬‬
‫س‪ 8‬أعرب ما فو اخلط من احلديث‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالثا‪ -‬الشعرد البيضاء ملصطفى لطفي املنفلوطي‬

‫ت يف رأس ي ش عرةً بيض اءَ‪،‬‬ ‫باح الي وم أم َام امل رآة‪ ،‬فَلَ َم ْح ُ‬
‫ررت ص َ‬
‫م ُ‬
‫تلك اللمة السوداء‪ ،‬ملع ا َن ش رارة ال رب يف الليل ة الظلم اء‪ .‬رأي ت‬ ‫تلمع يف َ‬
‫ُ‬
‫ت ملرآه ا‪ ،‬كأمن ا ُخي َل إيل أَهن ا س ٌ‬
‫يف‬ ‫الش عرة البيض اء يف مفرق ي؛ فا ْرتَ ْع ُ‬
‫ول‪ ،‬ج اءَ م ن‬ ‫يض‪ ،‬حيملُ هُ رس ٌ‬
‫ج ردهُ القض اءُ عل ى رأس ي‪ ،‬أو َعل ٌم أب ُ‬
‫أس قات ل‪ ،‬ع رض دون األم ل‪ ،‬أو‬ ‫الغي ب‪ ،‬يُن ذ ُرين ب اقرتاب األج ل‪ ،‬أو ي ٌ‬
‫ج ذوة ن ار‪َ ،‬علق ت بأه داب حي ايت علوقَه ا باحلط ب اجل زل‪ ،‬وال ب د هل ا‪،‬‬
‫ط‬
‫مهم ا ترفق ت يف مش يتها‪ ،‬وات أدت يف مس ريها أن تبل غ م داها‪ ،‬أو خ ي ٌ‬

‫(‪ )1‬ولد مصطفى لطفي املنفلوطي عام ‪ 1293‬ه ‪ ،‬مبنفلو من أعمال أسيو ‪ ،‬من أسرة‬
‫حسينية‪ ،‬فحفظ القرآن يف املكتب‪ ،‬مث درس إىل األزهر‪ .‬وكان كاتبا مطبوعا‪ ،‬يتنكب‬
‫الصنعة‪ ،‬ومل يكن يقلد أحدا‪ .‬وكتب أصنافا من النثر‪ ،‬كاملقالة‪ ،‬والقصة القصرية‪ .‬أشهر‬
‫مؤلفاته‪ :‬النظرات‪ ،‬والعربات‪ ،‬ويف سبيل التاج‪ ،‬وخمتارات املنفلوطي من أشعار املتقدمني‬
‫ومقاالهتم‪ .‬وترجم عن الفرنسية "الفضيلة"‪ ،‬و"جمدولني"‪ ،‬و"الشاعر"‪ ،‬وهي روايات‪ .‬وتويف‬
‫عام ‪1924‬م‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫م ن خي و الكف ن ال ذي تنس جه ي د ال دهر‪ ،‬وتع ده لباس ا جلث يت عن د م ا‬
‫جتردها من لباسها يد الغاسل‪.‬‬
‫بياض ا أَش بَهَ بالس واد م ن بياض ك‪ ،‬وال‬
‫ت ً‬ ‫أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ‪ ،‬م ا رأي ُ‬
‫ت م ن أجل ك ك ل بي اض‪،‬‬ ‫ب إىل الظلم ة م ن ن ورك‪ .‬لق د أبغض ُ‬ ‫نُ ًورا أَقْ َر َ‬
‫ت في ك ك ل س واد‬ ‫اض القم ر‪ ،‬وك ل ن ور ح ىت ن َور البص ر‪ ،‬وأحبب ُ‬ ‫ح ىت بي َ‬
‫ظالم الوجدان‪.‬‬
‫حىت سو َاد الغربان‪ ،‬وكل ظالم حىت َ‬
‫ليت شعري من أي نافذة َخلَصت إىل رأس ي؟‬ ‫أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ‪َ ،‬‬
‫ويف أي مس لك م ن مس الك ال دهر مش يت إىل فَ ْودي؟‪ .‬أَي تُه ا الش عرةُ‬
‫دين‬
‫اب ل ك املق ُام يف ه ذه األرض املوحش ة ال يت ال جت َ‬ ‫البيض اءُ‪ ،‬كي ف ط َ‬
‫كيف مل يَُر ْع قلبُك ملنظ ر ه ذا‬
‫يساهرك؟ و َ‬
‫ُ‬ ‫جليسا‬
‫نيسا يسام ُرك؟ وال ً‬ ‫فيها أ ً‬
‫بصرك ىف هذا الظالم القاَت؟‪.‬‬
‫ش ُ‬ ‫الليل الفاحم‪ ،‬ومل يَ ْع ُ‬
‫يت ب أمرك‪ ،‬وبَعلَ ت حبمل ك(‪ ،)1‬وأص بحت‬ ‫أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ‪ ،‬لقد َعي ُ‬
‫رف وج هَ احليل ة يف البُ ْع د عن ك‪ ،‬والف رار م ن وجه ك‪ :‬ال ينفعُ ين‬ ‫ال أع ُ‬
‫ني أَ ْن تع ودي إلي ه‪ ،‬وال‬ ‫نزع ك م ن مكان ك؛ ألن ك ال تلبث َ‬ ‫مع ك أ ْن أ َ‬
‫تنص لي‪ .‬وألين ال‬ ‫ني أَ ْن ُ‬
‫يُنق ُذين من ك أ ْن أ ْخض بَك بالس واد؛ ألن ك ال تلبث َ‬
‫ب أَ ْن أَمج َع عل ى نفس ي ب ني مص يبتني‪ :‬مص يبة الش يب‪ ،‬ومص يبة‬ ‫أُح ُّ‬
‫الكذب‪.‬‬

‫(‪ )1‬بعل بالشيء‪ :‬ضا به ذرعا‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫أَي تُه ا الش عرةُ البيض اءُ‪ ،‬خيي ُل إيل‪ ،‬وأن ا أنظ ر إلي ك‪ ،‬أَن ك م ن ذوات‬
‫احليلة والدهاء‪ ،‬والكيد واخلبث‪ ،‬وأنك هتمس ني يف آذان أخوات ك الس ود‬
‫الل وايت جبانب ك‪ ،‬حت اولني إغ راءَ ُهن بالتش بُّه ب ك‪ ،‬وال رتدي بردائ ك‪ ،‬وك أين‬
‫ب ك وق د أش علت يف ه ذه البيئ ة اهلادئ ة املطمئن ة حربً ا ش عواءَ‪ ،‬وفتن ةً‬
‫ك فيه ا القاع ُد‬
‫امح بالنابل‪ ،‬والدارع باحلاسر‪ ،‬ويهل ُ‬ ‫ط فيها الر ُ‬ ‫عمياءَ‪ ،‬خيتل ُ‬
‫وم والظ املُ‪ .‬إن ك ان ه ذا مص َريك‪ ،‬فس يكو ُن ش أنُك ش أ َن‬ ‫ائم‪ ،‬واملظل ُ‬ ‫والق ُ‬
‫ذل ك الس ائح األب يض ال ذي ين زل بأم ة ال زنج مستكش ًفا‪ ،‬فيص بح‬
‫لما ويفارقه ا حربًا‪ ،‬فأس أل اهلل لرأس ي العافي ة‬ ‫مستعمرا‪ ،‬ويدخل أرضها س ً‬ ‫ً‬
‫من ك‪ ،‬وألم ة ال زنج الس المة م ن ص احبك‪ .‬فكالمه ا مش ؤوم الطلع ة ىف‬
‫مقامه وارحتاله‪ ،‬وكوكب النحس ىف وقوفه وتسياره‪.‬‬
‫أيته ا الش عرة البيض اء‪ ،‬م ا أن ت؟ وم ا ش أنك؟ وم ا ُوف ودك إيل؟ وم ا‬
‫أين اس تئذان‬‫مكان ك م ين؟ وم ا مقام ك عن دي؟ إن كن ت ض ي ًفا ف َ‬
‫نذيرا‪ ،‬فأنا أعلم من امل وت‬
‫وجتمله‪ ،‬وتودده؟ وإن كنت ً‬ ‫الضيف‪ ،‬وتلطفه‪ُّ ،‬‬
‫وش أنه م ا ال أحت اج مع ه إىل ن ذير‪ .‬فل م يب َق إال أَ ْن تك وين أوق َح اخلالئ ق‬
‫وجه ا‪ ،‬وأص لبَها خ ًدا‪ .‬وأن ك ق د نزل ت م ن الس ماجة والفض ول منزل ةً‪ ،‬ال‬ ‫ً‬
‫تلج ك ل ُج ْح ر م ن أجح ار اهل وام‬ ‫شبيها إال تلك احليةَ اليت ُ‬
‫أرى لك فيها ً‬
‫واحلش رات‪ ،‬تع ُّده جحره ا‪ ،‬وحتس بُهُ بيته ا‪ .‬أَيبل ُغ ب ك الش أ ُن وأن ت ال يت‬
‫األمثال بدقتها وخفائها‪ ،‬ويبعثون املالقط واملقاريض وراءه ا‪ ،‬ف ال‬ ‫َ‬ ‫يضربون‬
‫يكادون يعرفون السبيل إىل مدارجها ومكاهنا‪ ،‬أن ُلئ ي م ن الرع ب قلبً ا‪،‬‬
‫هم املسد ُد؟‬
‫السيف اجملرُد‪ ،‬وال الس ُ‬
‫ُ‬ ‫ال يروعُهُ‬
‫‪163‬‬
‫ت ب ه إلي ك يف‬ ‫أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ‪ ،‬هل ل ك أن تتج اوزي عم ا أس أ ُ‬
‫ت أَن ك‬ ‫ت إىل نفس ي‪ ،‬فعلم ُ‬ ‫إطال ة عْتب ك‪ ،‬واس تثقال ظل ك‪ ،‬فلق د رجع ُ‬
‫كرم اخلالئق عن دي‪ ،‬وأعظَ ُمه ا ش أنًا يف عي ين‪ .‬هنيئً ا ل ك رأس ي َمص ي ًفا‪،‬‬‫أ ُ‬
‫رحا! فأن ت رس ول امل وت ال ذي م ا‬ ‫ومر ًتع ا‪ ،‬وهنيئً ا ل ك ف ودي َم ر ًادا ومس ً‬
‫زل ت أطلب ه‪ ،‬من ذ عرفت ه‪ ،‬ف ال أج د ل ه س بيال‪ ،‬وال أع رف ل ه رس وال‪ .‬م ا‬
‫نعم بش بابه؛‬ ‫ال ذي حيملُ ه ل ك ىف ص دره م ن احلق د واملوج دة رج ٌل مل ي ْ‬
‫فيح زن عل ى ذهاب ه‪ ،‬ومل ي ذ ح الوة ال دنيا؛ فيج زع مل رارة املم ات‪ ،‬ومل‬
‫يابسا؟‬
‫عودا ً‬‫يستنشق نسمات السعادة غصنًا رطبًا؛ فيأسى عليها ً‬
‫م ا ال ذي ينقم ه م ن ش ؤونك رج ل‪ ،‬يعل م أن ك وح ي اآلم ل ال ذي يبش ره‬
‫بق رب النج اة م ن حي اة‪ ،‬ل يس فيه ا م ن الس عادة واهلن اءة إال حلظ ات‬
‫قليلة‪ ،‬يكدرها ما حييط هبا من اهلموم واألحزان‪ ،‬كما تكدر أنفاس احل زن‬
‫يس ك ُّل م ا أع ُّدهُ علي ك م ن ال ذنوب أَن ك طليع ةُ‬ ‫احل ارة ص فحة امل رآة‪ .‬أل َ‬
‫ص ين م ن منظ ر ه ذا الع امل اململ وء بالش رور‬ ‫وت ه و ال ذي خيل ُ‬ ‫امل وت‪ ،‬وامل ُ‬
‫ألفتحه ا‬
‫ض عي ين في ه إال َ‬ ‫واآلثام‪ ،‬احلافل باآلالم واألسقام؟ الذي ال أغم ُ‬
‫در بص ديقه‪ ،‬وأخ خي و ُن أخ اه‪ ،‬وعش ري‪ ،‬حي د ُد أنيابَ هُ؛‬ ‫عل ى ص ديق‪ ،‬يغ ُ‬
‫رتح‬
‫ليمض َغ عش َريهُ‪ ،‬وغ ين‪ ،‬يض ُّن عل ى الفق ري بفت ات مائدت ه‪ ،‬وفق ري‪ ،‬يق ُ‬
‫وملك ال يفر ُ بني رعيته‬ ‫يظفر بأمنيته‪َ ،‬‬
‫على الد ْهر حىت بلغة املوت‪ ،‬فال ُ‬
‫طرم حق ًدا‬‫وماشيته‪ ،‬ومملوك ال ميي ُز بني ُم ْل ك املَل ك وربوبيت ه‪ ،‬وقل وب تض ُ‬
‫عل ى غ ري طائ ل‪ ،‬ونف وس‪ ،‬تتف اك ق تالً عل ى ل ون حائ ل‪ ،‬وظ ل زائ ل‪،‬‬
‫ك وج ًدا عل ى ن ار حترقُه ا‪ ،‬وأني اب ُزقُه ا‪،‬‬‫وغ رض باط ل‪ ،‬وعق ول‪ ،‬تتهال ُ‬
‫‪164‬‬
‫وعيون حائرة يف رؤوس طائرة‪ ،‬تنظُُر‪ ،‬وال ترى شيئًا مم ا حوهل ا‪ ،‬وتلم ُع وال‬
‫أمامها‪ .‬إ ْن كان ه ذا ه و ظ اهَر ذنب ك عن دي‪ ،‬فاس تكثري‬ ‫بصر ما َ‬ ‫تكاد تُ ُ‬
‫من ذنوبك‪ ،‬فإين لك م َن الغافرين‪.‬‬
‫أَي تُه ا الش عرةُ البيض اء‪ ،‬مرحبً ا ب ك الي َ‬
‫وم‪ ،‬ومرحبً ا بأخوات ك غ ًدا‪ ،‬ومرحبً ا‬
‫ك الغرف ة‬
‫هبذا القضاء املختبئ وراءَك‪ ،‬أو الكامن يف أطوائ ك‪ ،‬ومرحبً ا بتل َ‬
‫ث ال أمس ُع ح ىت دوي‬ ‫س فيه ا بنفس ي‪ ،‬م ن حي ُ‬ ‫اليت أَخل و فيه ا ب ريب‪ ،‬وآنَ ُ‬
‫غبار الوقائع‪.‬‬
‫املدافع‪ ،‬وال أرى حىت َ‬
‫أه ال بواف دة للش يب واح دة وإن ت راءت بش كل غ ري م ودود‬

‫‪165‬‬
‫عرض ونقد‬
‫تصرم طور‬
‫الشعرة البيضاء كناية عن باكورة الشيب‪ ،‬وما تؤذن به من ُّ‬
‫من أطوار احلياة‪ ،‬هو أحبها إىل النفس؛ ألنه طور اإلقبال‪ ،‬والصحة‬
‫والفتوة‪ ،‬ونزول طور آخر‪ ،‬بضده يف ذلك كله‪ ،‬إنه طور الشيخوخة‪ ،‬وما‬
‫تصرم العمر‪ ،‬وقُ ْرب األجل‪،‬‬ ‫وهن‪ ،‬وما يؤذن به من ُّ‬ ‫يصاحبه من إدبار و َ‬
‫وو ْشك الرحيل إىل الدار اآلخرة‪ .‬وهذا املعىن الذي يالزم الشيخوخة يف‬
‫أذهان الناس هو سبب احلزن الشديد‪ ،‬والبكاء الطويل على الشباب يف‬
‫أشعار الشعراء‪ ،‬مما أبان عن بعضه أبو العتاهية يف قوله الشهري‪:‬‬
‫القضيب‬
‫ُ‬ ‫يعرى من الور‬ ‫يت من الشباب‪ ،‬وكنت غُصنًا كما َ‬ ‫َعر ُ‬
‫النحيب‬
‫ُ‬ ‫ت على الشباب بدمع عيين‪ ،‬فما نفع البكاءُ وال‬ ‫وحن ُ‬
‫ُ‬
‫املشيب!‬
‫ُ‬ ‫فعل‬
‫فأخربه مبا َ‬
‫َ‬ ‫فياليت الشباب يعود يوما؛‬
‫وقد أبان أول املقالة عن ارتياع الكاتب من رؤية أول شعرة بيضاء‬
‫برأسه‪ ،‬إذ كانت ‪ -‬على صغرها‪ ،‬وعدم اكرتاث الناس هبا ‪ -‬حدثا جلال‬
‫يف حياته؛ ألهنا نذير املوت‪:‬‬
‫أعظم حادث مما ميَُُّر على اجلبل ْه‬
‫املوت ُ‬
‫و ُ‬
‫ألنه هناية اإلنسان‪ ،‬يف احلياة الدنيا‪ ،‬وإن كان يعتقد أنه بداية حياة‬
‫أخرى‪ ،‬قد تكون خريا منها‪ ،‬غري أن اعتقاده ذلك ال يزهده يف الدنيا‪،‬‬
‫وال حيبب إليه االنتقال منها إىل الدار األخرى‪ ،‬أما أوال فألنه مل يرها‪،‬‬
‫والناس أعداء ما جهلوا‪ ،‬وأما ثانيا‪ ،‬فالعتقاده أن ما يرتك وراءه يف‬
‫الدنيا‪ ،‬من أهل‪ ،‬وأحباب‪ ،‬ومتاع‪ ،‬ال يعوضه ما جيد يف تلك‪ ،‬وأما ثالثا‪،‬‬
‫‪166‬‬
‫فلما دون تلك الدار من هول املوت والقرب‪ ،‬واملصري الذي جيهله وجيهل‬
‫حقيقته‪ .‬من أجل ذلك كان املوت يف ثقافات الناس قرين االنتهاء إىل‬
‫العدم احملض‪ ،‬وإن كان يف عقيدة املسلمني‪ ،‬كما قال املعري‪:‬‬
‫ُخل َق الناس للبقاء‪ ،‬فضلت أمةٌ حيسبوهنم للنفاد‬
‫إمنا يُن َقلُون من دار أعمال إىل دار شقوة أو رشاد‬
‫ومما يدل على هذه احلقيقة ما أبان عنه املنفلوطي من بغض الشعرة‬
‫البيضاء يف مقالته هذه‪ ،‬وهو ب ْغض‪ ،‬جتاوزها إىل كل شيء جتمعها وإياه‬
‫صفة‪ ،‬كالبياض والنور‪ ،‬وإن كان هذان ‪-‬يف األصل حبيبني إليه وإىل‬
‫غريه من الناس‪ ،‬كبياض القمر‪ ،‬ونور البصر‪ ،‬وحبب إليه كل ما بضد‬
‫لوهنا‪ ،‬وإن كان ‪-‬يف األصل‪ -‬بغيضا إليه وإىل غريه من الناس‪ ،‬كسواد‬
‫الغربان‪ ،‬وظالم الوجدان‪ .‬وهو يدل على أشد ما يُتخيل من بُ ْغض‬
‫الشعرة البيضاء‪ ،‬وما ترمز إليه من املعاين اليت أشرنا إليها‪ ،‬وإن كان‬
‫البياض يف نفسه أحب األلوان إىل الناس؛ ألنه رمز النقاء‪ ،‬والطهر‪،‬‬
‫كره من هذه‬ ‫والسمو‪ ،‬واجلالل‪ ،‬واجلمال‪ ،‬والضياء‪ ،‬إخل‪ُّ ،‬‬
‫وضد ما يُ َ‬
‫وغريها من األشياء واخلالل‪.‬‬
‫وإمنا كان امتعاضه من الشيبة األوىل على هذا الوجه ألهنا طليعةٌ ملا‬
‫بعدها‪ ،‬ومقدمة له‪ ،‬فلذلك يكون هلا من األثر يف النفس ما ال يكون ملا‬
‫بعدها‪ ،‬ومن دأْب املصيبة األوىل أن هتون ما يليها‪ ،‬وجتعل وقعه على‬
‫النفس أيسر‪.‬‬
‫وبعد أن أبان عما أبان عنه من تلك الكراهية أخذ يؤنب الشعرة‬
‫‪167‬‬
‫صت إليه‪ ،‬ورضيت باإلقامة به‬ ‫على حلوهلا برأسه‪ ،‬ويتعجب‪ :‬كيف َخلَ ْ‬
‫غريبة بني شعره األسود الذي ليس فيه ما يشاكلها‪ .‬وأخذ يفكر يف‬
‫حيلة‪ ،‬ختلصه منها‪ ،‬مما حيتال به الناس لسرت الشيب‪ ،‬كالنتف‪،‬‬
‫واخلضاب‪ ،‬فإذا هي حيل قصرية العمر‪ ،‬وال تلبث الشيبة أن تكشفها‪،‬‬
‫بالعفاء‪ ،‬إن نُت َفت‪ ،‬والنصول‪ ،‬إن ُخضبت‪ ،‬هذا إىل أَنَفه من أن جيمع‬
‫بني منقصتني‪ :‬الشيب والكذب‪ .‬من أجل ذلك آثر االستسالم هلا‪ ،‬وأال‬
‫ينازعها ما أرادت برأسه‪ ،‬وأن خيلي بينها وبينه‪ ،‬تصيب منه ما تشاء‪،‬‬
‫ستفعل به ما يفعل "السائح" األوريب‬
‫ُ‬ ‫يشق عليه‪ ،‬ولعلمه بأ ْن‬
‫على ما ُّ‬
‫بإفريقية‪ ،‬يدخلها مستكشفا‪ ،‬فيما يُري أهلَها‪ ،‬وإمنا هو طليعة احتالل‪،‬‬
‫يدخل س ْلما‪ ،‬مث ال خيرج إال حبرب‪ .‬وإمنا خص "السائح" األوريب الذي‬
‫حيتل إفريقية‪ ،‬دون "السائح" األوريب الذي حيتل غريها من البالد ملا بني‬
‫لونه والشيبة من توافق يف البياض‪ ،‬وبني إفريقية وسائر شعره من توافق يف‬
‫السواد‪ ،‬مث ما ينتهي به َم ْن نزل به الشيب من ضعف ووهن وما تنتهي‬
‫به البالد اليت حيتلها األوريب من فساد‪.‬‬
‫مث ينتقل إىل عتاب الشعرة البيضاء‪ ،‬فيقول إهنا‪ ،‬إن كانت ضيفا‪ ،‬فقد‬
‫نزلت به من غري استئذان وال تلطُّف‪ ،‬كما يستأذن الضيف ويتطلف قبل‬
‫نذير املوت‪ ،‬فهو يعلم من أمر املوت ما يغنيه عنها‪.‬‬ ‫النزول‪ ،‬وإن كانت َ‬
‫فما هي ‪ -‬إذن ‪ -‬إال نازل وقح‪ ،‬صليب الوجه‪ ،‬ال يشبه إال احلية اليت‬
‫عجب مما تبلغ الشيبة من‬ ‫تلج جحور اهلوام واحلشرات‪ ،‬وتعدُّها بيتها‪ .‬ويَ َ‬
‫إرعاب الشجعان الذين ال تروعهم السيوف اجملردة‪ ،‬وال الرماح املسددة‪،‬‬
‫‪168‬‬
‫على أهنا مضرب املثل يف الضعف واخلفاء‪ .‬وإمنا ذلك كنايةٌ عن سطوة‬
‫املوت الذي هي مقدمته ونذيره‪ ،‬وليس للموت مدفع‪( :‬فإذا جاء أجلهم‬
‫ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون)‪.‬‬
‫مث انتقل من العتاب‪ ،‬والتسخط‪ ،‬واالستثقال‪ ،‬واهلجاء إىل ضد ما‬
‫كان فيه‪ ،‬فرحب بالشيبة‪ ،‬من غري توطئة‪ ،‬وأراها االستبشار مبقدمها‪،‬‬
‫وهنأها باحملل الذي نزلت به من رأسه؛ ألهنا رسول ربه إليه بوشك‬
‫الرحيل من احلياة‪ ،‬أصل البالء‪ ،‬ومصدر الشقاء‪ ،‬ومنبت اهلموم‬
‫امرأً مثله‪ ،‬مل ينعم بشباب‪ ،‬وال ذا حالوة الدنيا‪،‬‬ ‫واألحزان‪ .‬فقال إن َ‬
‫وال استنشق نسمات السعادة‪ ،‬جلدير بأال جيزع من املوت‪ ،‬أو يأسى‬
‫على شباب مل ينعم به‪ ،‬أو يأسف على حياة‪ ،‬مل يذ منها إال زقومها‪،‬‬
‫كل ذنبها إليه أهنا نذير خالص من عامل الشرور‬ ‫وأال يضيق ذرعا بشيبة ُّ‬
‫واآلثام واآلالم واألسقام‪ .‬وإن ذنبًا هذه عاقبته جلدير بأن يَستكثر منه‪،‬‬
‫وجدير من يأتيه بالصفح والغفران‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وختم املقالة بضد ما بدأها به‪ :‬الرتحيب بالشعرة البيضاء‪ ،‬ومبا يتبعها من‬
‫أخوات‪ ،‬وباملوت الذي خيتبئ وراءها‪ .‬وإذا كان خوف املوت سبب قالَه‬
‫الشعرة البيضاء يف أول املقالة‪ ،‬فهو سبب حبه إياها يف آخرها‪ .‬وقال إن‬
‫ضجعته يف القرب‪ ،‬ال يسمع‪ ،‬وال يرى‪ ،‬حبيبة إليه؛ ألهنا تنقذه من عامل‬
‫ليس فيه إال اهلم واحلزن‪ .‬وليس بني مقدمة املقالة وخاُتها تناقض‪ ،‬وال‬
‫تغري يف النظر إىل الشيب‪ ،‬وإمنا كان أوهلا بيانا لرأْي الناس يف الشيب‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫وآخرها بيانا لرأيه هو فيه‪ ،‬ويف املوت واحلياة واألحياء‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫ومضمون الشق األول من املقالة مبثوث يف أشعار األوائل‪ ،‬كقول‬
‫املتنيب‪:‬‬
‫َحس ُن فعالً منهُ بالل َمم‬ ‫يف أ َ‬ ‫يف أَ َمل بَرأسي َغ َري ُحمتَشم َو َ‬
‫الس ُ‬ ‫ض ٌ‬ ‫َ‬
‫َسوُد يف َعيين م َن الظُلَم‬ ‫نت أ َ‬ ‫ياض لَهُ ألَ َ‬ ‫دت بَياضاً ال بَ َ‬ ‫ابعد بَع َ‬
‫وقول أيب إسحا اإللبريي‪:‬‬
‫ب للرحيل‬ ‫ت لَهُ‪ :‬تَأَه ْ‬ ‫ت نَصيلي فَ ُق ْل ُ‬ ‫وخطَ ْ‬
‫ت ب َشْيبة َ‬ ‫ص ْر ُ‬‫بَ ُ‬
‫ليل عليك مْنها فَ َما يف الشيب‪ ،‬وحيك من قليل!‬ ‫وال يَ ُهن ال َق ُ‬
‫ك طَلُّها قَ ْب َل اهلُُمول‬ ‫َصابَ َ‬
‫ت عيناك ُم ْزنَا أ َ‬ ‫صَر ْ‬
‫َوَك ْم قَ ْد أَبْ َ‬
‫الصْبح َْجيلو سو َاد اللْيل كالسيف الصقيل‬ ‫ط ُّ‬ ‫ت َخْي َ‬ ‫وكم َعايَْن َ‬
‫عث بالسيول‬ ‫وال َْحتق ْر بنُذر الشيب و ْاعلَ ْم بأَن ال َقطَْر يَْب ُ‬
‫وقول اآلخر‪:‬‬
‫الحت بعارضي‬ ‫ْ‬ ‫وزائرة للشيب‬
‫من احلْتف‬‫فبادرُهتا بال َقطف َخوفاً َ‬
‫استطلت َوَوحديت‬
‫َ‬ ‫ضعفي‬ ‫فقالت على َ‬ ‫ْ‬
‫يلحق اجليش من َخلفي‬ ‫ويد َك حىت َ‬ ‫ُر َ‬
‫يك إال عن قَريب فأقبلت‬ ‫فلم ُ‬
‫مجيع الرأس ُرغما على أنفي‬ ‫وعمت َ‬
‫وه ذا مع ىن قولن ا إن الش ق األول م ن املقال ة مب ني ع ن رأي الن اس يف الش يب‪،‬‬
‫وهل ذا ك ان ه ذا الش ق ذهني ا‪ ،‬يع ول عل ى م ا يع رف م ْن رأي غ ريه يف الش يب‪،‬‬
‫واملوت‪ ،‬وما حيفظ من أشعار األول ني يف ذل ك‪ ،‬ومل تك ن في ه نظ رة تأملي ة‪ ،‬كم ا‬
‫‪170‬‬
‫مل يك ن في ه م ا ه و ص ادر ع ن جترب ة ش عورية‪ ،‬وإمن ا ك ان اعتم اده أن ينث ر م ا‬
‫ورد جمم ل م ا يع رف م ن آراء الن اس‪ ،‬م ن غ ري أن‬ ‫حض ره م ن أق وال الش عراء‪ ،‬وي َ‬
‫يزيد على ذلك‪ .‬وملا كان الشق اآلخر مبينا عن رأيه هو‪ ،‬كان أمثل م ن األول‪،‬‬
‫وكانت التجربة الشعورية فيه أظهر‪ ،‬وآثارها يف املقالة أحسن‪.‬‬
‫وق د أب ان املنفل وطي يف ه ذه املقال ة ع ن ش عور إنس اين أص يل‪ ،‬ه و بغ ض‬
‫املوت‪ ،‬وح ب احلي اة‪ ،‬والتعل ق هب ا‪ ،‬والض يق بك ل م ا ي ؤذن بالرحي ل منه ا‪ ،‬وه ذا‬
‫س ر إعج اب م ن يعج ب هب ذه املقال ة أكث ر م ن إعجاب ه بأس لوب الكات ب‪،‬‬
‫وكيفي ة تناول ه الفك رَة‪ ،‬فق د ذك ر فيه ا كث ريا م ن اخل واطر ال يت ختط ر للن اس‪ ،‬إذا‬
‫الح الش يب برؤوس هم‪ ،‬فك أن م ا ق ال لس ا ُن ح اهلم‪ ،‬قب ل أن ينتق ل إىل ذك ر‬
‫سروره هو بالشيب‪ ،‬وسروره به كناية خمالفته إياهم فيما يرون‪.‬‬
‫ويتس م أس لوب مص طفى لطف ي املنفل وطي ‪-‬يف اجلمل ة‪ -‬ب اجلودة‪ ،‬وأن ه‬
‫أس لوب مطب وع‪ ،‬ل يس في ه ص نعة وال تكل ف‪ ،‬وم أتى م ا في ه م ن مش اكلة‬
‫أس اليب الق دامى م ن ثقافت ه‪ ،‬وه ي ثقاف ة عربي ة خالص ة‪ ،‬فق د حف ظ الق رآن يف‬
‫صغره‪ ،‬وتعل م يف األزه ر‪ ،‬وكان ت ل ه عناي ة بالعربي ة وآداهب ا‪ ،‬ومل يك ن يع رف لغ ة‬
‫أجنبي ة‪ ،‬م ع أن ه اطل ع عل ى بع ض م ا ت رجم م ن األدب األوريب إىل العربي ة‪ ،‬وال‬
‫سيما األدب الفرنسي‪ ،‬كما تدل على ذلك ترمجت ه بع ض الرواي ات الرومانس ية‪،‬‬
‫وه ي رواي ات‪ ،‬ترمجه ا ل ه بع ض أص دقائه‪ ،‬مث ص اغها بأس لوبه‪ .‬وم ن وازن ب ني‬
‫أسلوبه يف هذه املقالة واألساليب اليت كانت متبع ة قبل ه‪ ،‬وج د بينه ا فرق ا كب ريا‪،‬‬
‫هو أن املنفلوطي ختلص من أغالل الصنعة اللفظية اليت كانت تفسد النث ر عل ى‬
‫عه ده‪ ،‬وقب ل عه ده‪ ،‬وك ان ه ذا ال تخلص س ر إعج اب م ن أعج ب ب ه م ن‬
‫‪171‬‬
‫معاص ريه‪ ،‬كم ا ك ان م ذهب الب ارودي يف الش عر س بب إعج اب معاص ريه ب ه‪،‬‬
‫ول ذلك ش بهه أمح د حس ن الزي ات يف الكت اب بالب ارودي يف الش عراء‪ ،‬فكالمه ا‬
‫"أحيا وجدد‪ ،‬وهنج وعبد‪ ،‬ونقل األسلوب من حال إىل حال"‪.‬‬
‫وم ن آث ار الطب ع وإرس ال ال نفس عل ى س جيتها قل ة التجوي د والتنق يح يف‬
‫املقالة‪ ،‬كاإلطناب الذي ليس حتته كبري فائدة‪ ،‬وه و غ ري قلي ل يف املقال ة‪ ،‬كقول ه‬
‫ت يف رأس ي ش عرًة بيض اءَ‪،‬‬ ‫باح الي وم أم َام امل رآة‪ ،‬فَلَ َم ْح ُ‬
‫ررت ص َ‬‫‪-‬م ثال‪" :-‬م ُ‬
‫ت‬‫تلك اللم ة الس وداء‪ ،‬ملع ا َن ش رارة ال رب يف الليل ة الظلم اء‪ ،...‬فا ْرتَ ْع ُ‬‫تلمع يف َ‬‫ُ‬
‫يف ج ردهُ القض اءُ عل ى رأس ي‪ ،‬أو عل م أب يض‪،‬‬ ‫ملرآه ا‪ ،‬كأمن ا ُخي َل إيل أَهن ا س ٌ‬
‫حيمل ه رس ول ج اء م ن ع امل الغي ب‪ ،‬يُن ذ ُرين ب اقرتاب األج ل"‪ ،‬وك ان يغ ين ع ن‬
‫ه ذا أن يق ول‪" :‬نظ رت الي وم يف امل رآة‪ ،‬فرأي ت ش عرة بيض اء‪ ،‬تلم ع يف ش عري‬
‫األس ود (أو‪ :‬مل يت الس وداء)‪ ،‬مل ع ال رب يف الليل ة الظلم اء‪ ،‬فارتع ت هل ا‪ ،‬وخي ل‬
‫إليه ا أهن ا س يف‪ ،‬س له القض اء عل ي‪ ،‬أو ن ذير‪ ،‬ين ذرين ق رب الرحي ل"‪ .‬وم ا زاد‬
‫على هذا فمن الفض ول‪ ،‬كاس تعماله‪ :‬ال رأس‪ ،‬واللم ة‪ ،‬واملف ر ‪ ،‬والف ود‪ ،‬وأح دها‬
‫يغ ين عنه ا مجيع ا‪ ،‬إذ اس تعملها اس تعمال املرتادف ات‪ ،‬وإن مل تك ن مرتادف ة يف‬
‫احلقيق ة؛ ف إن اللم ة ه ي الش عر‪ ،‬جي اوز ش حمة األذن‪ ،‬والف ود جانب ا ال رأس‪،‬‬
‫واملفر وسطه‪.‬‬
‫وال تتضح فائدة تشبيهه الشعرة البيضاء بالعلَم األبيض يف هذا السيا ‪ ،‬فإن‬
‫العل م األب يض إمن ا يُْرفَ ع إي ذانا باالستس الم يف املعرك ة‪ ،‬وال معرك ة هنال ك وال‬
‫ب ال ذي ظه رت يف‬ ‫ول‪ ،‬ول يس الكات َ‬ ‫استس الم‪ ،‬وال س يما أن ال ذي حيمل ه رس ٌ‬
‫رأسه هذه الشعرة‪ ،‬إذ لو كان الكاتب هو حامل ه جل از أن ُحيم ل ذل ك عل ى أن‬
‫‪172‬‬
‫معركته يف احلياة قد انتهت‪ ،‬وآن له أن يستعد للرحيل منها‪ ،‬كما يستعد املهزوم‬
‫لرتك ساحة القتال‪ .‬وقد كان أبل غ م ن تش بيه الش عرة برس ول حيم ل راي ة بيض اء‪،‬‬
‫أن تش به بالن ذير‪ ،‬كم ا فع ل اهلل يف قول ه‪( :‬وج اءكم الن ذير)‪ ،‬ول و فع ل لك ان يف‬
‫التعب ري تلم يح إىل اآلي ة‪ ،‬فيجم ع حينئ ذ ب ني أس لوبني بالغي ني‪ ،‬مه ا االس تعارة‪،‬‬
‫والتلميح‪.‬‬
‫ول‪ ،‬ج اءَ م ن الغي ب"‪ ،‬فل يس في ه كب ري‬ ‫وم ن الفض ول أيض ا قول ه‪" :‬حيملُ هُ رس ٌ‬
‫فائدة‪ ،‬إذ كان جميء النذير من قبل اهلل أمرا متعينا‪.‬‬
‫وقد نزع التجرد من التجربة الشعورية بالشق األول من املقال إىل الغفلة عن‬
‫مع ىن م ا يق ول‪ ،‬أحيان ا‪ ،‬فوق ع يف اخلُل ف م ن حي ث ال ي دري‪ ،‬كقول ه م رة إن‬
‫الشعرة كانت يف ملته‪ ،‬ومرة يف مفرق ه‪ ،‬وم رة يف ف وده‪ ،‬وه ي خمتلف ة‪ ،‬وك ان ينبغ ي‬
‫أن يقتصر على أحدها‪ .‬وهلذا داللة نفسية‪ ،‬هي أنه يتحدث عن الفكرة حديثا‬
‫ذهني ا‪ ،‬وال يتح دث ع ن جترب ة‪ ،‬وم ن الع ادة أن يك ون يف احل ديث ع ن التجرب ة‬
‫من الدقة والصد ما ال يكون يف الكالم الذهين‪ ،‬إذ ك ان مب ىن الك الم ال ذهين‬
‫على الثقافة‪ ،‬واملتابعة فيما جرت ب ه الع ادة‪ ،‬ول ذلك يكث ر في ه اخلط أ‪ ،‬كم ا ق ال‬
‫أبو نواس‪:‬‬
‫وصفت الشيء مت ًبعا مل ختلل من زلل ومن وهم‬ ‫َ‬ ‫وإذا‬
‫ومن آثار الطبع‪ ،‬وقلة التجويد أيضا ما يف املقالة من عبارات ضعيفة‪،‬‬
‫مجع على نفسي بني مصيبتني‪ :‬مصيبة الشيب‪،‬‬ ‫حب أَ ْن أَ َ‬
‫كقوله‪" :‬وال أُ ُّ‬
‫ومصيبة الكذب"‪ .‬فتسمية الكذب مصيبة من كالم العامة‪ ،‬وإمنا‬

‫‪173‬‬
‫الكذب منقصة‪ ،‬فإن أراد املشاكلة بينها وبني الشيب مسامها منقصتني‪،‬‬
‫ومها بتلك التسمية أوىل من أن يسميا مصيبتني‪.‬‬
‫َيبلغ بك الشأ ُن‪،‬‬
‫وحيتاج بعض املقالة إىل صقل وهتذيب‪ ،‬كقوله‪" :‬أ ُ‬
‫األمثال بدقتها وخفائها‪ ،‬ويبعثون املالقط واملقاريض‬
‫َ‬ ‫وأنت اليت يضربون‬
‫وراءها‪ ،‬فال يكادون يعرفون السبيل إىل مدارجها ومكاهنا؟ أن ُلئي من‬
‫هم املسد ُد"‪ .‬إذ ال خيفى ما‬
‫السيف اجملرُد‪ ،‬وال الس ُ‬
‫ُ‬ ‫الرعب قلبًا ال يروعُهُ‬
‫فيه من ضعف وفضول‪ .‬وما ينبغي أن يكون قوله‪" :‬رأيت الشعرة‬
‫سيف جردهُ‬ ‫ت ملرآها‪ ،‬كأمنا ُخي َل إيل أَهنا ٌ‬ ‫البيضاء يف مفرقي؛ فا ْرتَ ْع ُ‬
‫مام املرآة‪،‬‬
‫صباح اليوم أ َ‬
‫َ‬ ‫مررت‬
‫القضاءُ على رأسي‪ ،"...‬بعد قوله‪ُ " :‬‬
‫تلك اللمة السوداء‪ ،‬ملعا َن‬
‫تلمع يف َ‬
‫ت يف رأسي شعرًة‪ ،‬بيضاءَ‪ُ ،‬‬ ‫فَلَ َم ْح ُ‬
‫شرارة الرب يف الليلة الظلماء"؛ ألن معىن العبارتني واحد‪ ،‬واجمليء هبما‬
‫معا‪ ،‬على هذا الوجه‪ ،‬من الفضول‪ .‬وما أدري أهكذا كانت املقالة يوم‬
‫كتبها املنفلوطي‪ ،‬أم هو خلل اعرتاها من الطبع‪ .‬فإن كانت على حاهلا‬
‫كما كتبها‪ ،‬فهو من الفضول الذي قد رأينا‪ ،‬وهو يصد ما قال أمحد‬
‫حسن الزيات من أن املنفلوطي مل يكن واسع العلم بلغته‪ ،‬وال قوي‬
‫البصر بأدهبا‪" ،‬لذلك جتد يف تعبريه اخلطأ والفضول‪ ،‬ووضع اللفظ يف‬
‫غري موضعه‪ ... ،‬ومل يتوفر على حتصيل علوم الشر ‪ ،‬ومل يتصل اتصاال‬
‫مباشرا بعلوم الغرب‪ ،‬لذلك تلمح يف تفكريه السطحية والسذاجة‬

‫‪174‬‬
‫واإلحالة"‪ .‬ومما يصد هذا ما يف املقالة من خمالفات لغوية‪ ،‬كاستعماله‬
‫ظرف زمان‪ ،‬يف قوله‪" :‬وتُعدُّه لباسا جلثيت عند ما جتردها من‬ ‫"عند" َ‬
‫لباسها يد الغاسل"‪ .‬و"عند" ال تكون ظرف زمان إال إذا أضيفت إىل‬
‫اسم زمان‪ ،‬حنو‪" :‬عند الصباح حيمد القوم السرى"‪ ،‬فإن مل تضف إليه‬
‫يقرتح على‬
‫كانت ظرف مكان‪ .‬واستعماله "حىت" يف قوله‪" :‬وفقري ُ‬
‫أمسع حىت دوي‬ ‫يظفر بأمنيته"‪ ،‬وقوله‪" :‬ال ُ‬ ‫الد ْهر حىت بلغة املوت‪ ،‬فال ُ‬
‫غبار الوقائع"‪ ،‬فاستعمال "حىت" هاهنا غري‬ ‫املدافع‪ ،‬وال أرى حىت َ‬
‫صحيح‪ ،‬وإمنا هو أثر من آثار العامية‪ ،‬وإمنا الصحيح أن يقول يف العبارة‬
‫األخرية ‪-‬مثال‪ :-‬ال أمسع صوتا‪ ،‬حىت دوي املدافع‪ ،‬وال أرى شيئا‪ ،‬حىت‬
‫بغضت من أجلك‬ ‫غبار الوقائع"‪ ،‬كما قال هو يف هذه املقالة‪" :‬لقد أ ُ‬
‫حببت فيك‬
‫نور البصر‪ ،‬وأ ُ‬ ‫بياض القمر‪ ،‬وكل نور حىت َ‬‫كل بياض‪ ،‬حىت َ‬
‫ظالم الوجدان"‪.‬‬
‫كل سواد حىت سو َاد الغربان‪ ،‬وكل ظالم حىت َ‬
‫ومل حيسن الكاتب التخلص من غرض املقالة األول إىل غرضها‬
‫الثاين‪ ،‬وليس ما مهد به لالنتقال مقنعا‪ ،‬كقوله‪ :‬أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ‪،‬‬
‫ت به إليك يف إطالة عْتبك‪ ،‬واستثقال‬ ‫هل لك أن تتجاوزي عما أسأ ُ‬
‫كرم اخلالئق عندي‪،‬‬ ‫فعلمت أَنك أ ُ‬‫ُ‬ ‫رجعت إىل نفسي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ظلك‪ ،‬فلقد‬
‫وأعظَ ُمها شأنًا يف عيين‪ .‬هنيئًا لك رأسي ُمضي ًفا‪ ،‬ومر ًتعا‪ ،‬وهنيئًا لك‬
‫ومسرحا"‪ .‬ورمبا كان خريا من هذا أن يقول‪ :‬ولكن أيتها‬ ‫ً‬ ‫فودي مر ًادا‬

‫‪175‬‬
‫ليس فيها من‬
‫الشعرة البيضاء‪ ،‬ألست برسول ريب بقرب النجاة من حياة َ‬
‫السعادة إال حلظات قليلة‪ ،‬يكد ُرها ما حييط هبا من اهلموم واألحزان؟ ما‬
‫ينعم بشبابه؛ فيحزن على‬‫رجل مل ْ‬
‫الذي حيملُه لك ىف صدره من احلقد ٌ‬
‫ذهابه‪ ،‬ومل يذ حالوة الدنيا؛ فيجزع ملرارة املمات‪ ،‬ومل يستنشق‬
‫نسمات السعادة الثاين‪"...‬؛ فهذا خري من تلك املقدمة اليت ال يفهم‬
‫منها أن ما قال قبلها رأي الناس‪ ،‬وأن ما صار إليه هو رأيه هو‪ ،‬أو أن‬
‫وجه من وجوه القضية‪ ،‬وما قال بعدها وجه آخر‪ ،‬هو أوزن‬ ‫ما قال قبلها ْ‬
‫الوجهني‪ ،‬يف رأيه‪ ،‬وأجدرمها بأن يَعتد به رجل مثله‪ ،‬مل يعرف من احلياة‬
‫ما يدعوه إىل التعلق هبا‪ .‬مث إن رجوعه إىل نفسه‪ ،‬وعلمه أَهنا أ ُ‬
‫كرم اخللق‬
‫عليه‪ ،‬وأعظَ ُمه شأنًا يف عينه ينبغي أن يكون رأيا يراه‪ ،‬ومذهبا يتقلده‬
‫قبل أن يفكر يف كتابة املقال‪ ،‬أو ‪-‬يف األقل‪ -‬مما انتهى إليه حني هم‬
‫بكتابة املقال‪ ،‬وفكر يف القضية اليت سيديره عليها‪ ،‬وقبل أن يشرع يف‬
‫كتابته‪ ،‬وليس شيئا بدا له بعد أن قال يف الشعرة البيضاء ما قال يف‬
‫صدر املقال‪.‬‬
‫غري أن املقالة‪- ،‬على ما فيها‪ -‬جيدة‪ ،‬وقد أحسن فيها املنفلوطي‪،‬‬
‫وأجاد التعبري عما جيد‪ ،‬وجيد الناس كلهم من الفزع من الشيب‪ ،‬وما‬
‫يوحي من قرب الرحيل‪ ،‬ومن أمجل ما قال فيها تشبيهه الشيب باألوريب‬

‫‪176‬‬
‫إذ يروم احتالل إفريقية‪ ،‬وما حيتال به من خدع خيدع هبا أهلها حىت ييلغ‬
‫منهم ما أراد ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬هل ترى أن املنفلوطي تناقض‪ ،‬إذ أظهر من السخط على الشعرة‬
‫البيضاء يف صدر املقالة ما أظهر‪ ،‬مث ختمها بالرتحيب هبا؟ وضح ذلك‬
‫بالتفصيل‪.‬‬
‫س‪ 2‬يفهم من املقالة أن املنفلوطي ‪-‬على عكس الناس‪ -‬كان كارها‬
‫للحياة‪ ،‬مياال إىل املوت‪ :‬اذكر من املقالة ما يدل على ذلك‪.‬‬
‫س‪ 3‬مل تسلم مقالة املنفلوطي هذه من الفضول‪ ،‬وضح ذلك بأمثلة‬
‫منها‪.‬‬
‫س‪ 4‬يف املقالة ما يدل على أن الكاتب مطبوع‪ ،‬ومل يكن ينقح ما‬
‫يكتب‪ ،‬وال يعتين بتجويده‪ .‬بني ذلك بالتفصيل‪.‬‬
‫س‪ 5‬املنفلوطي يف الكتاب كالبارودي يف الشعراء‪ ،‬ما معىن ذلك؟‪.‬‬
‫س‪ 6‬اكتب مقالة نقدية قصرية‪ ،‬تقوم فيها مقالة "الشعرة البيضاء"‪.‬‬
‫س‪ 7‬استخرج األفعال املؤنثة يف هذه العبارة‪ ،‬وبني حكم تأنيثها‪ ،‬مع‬
‫حقدا على غري طائل‪ ،‬ونفوس‪،‬‬ ‫تضطرم ً‬
‫ُ‬ ‫ذكر السبب‪ ..." :‬وقلوب‬
‫تتهالك‬
‫ُ‬ ‫تتفاك قتالً على لون حائل‪ ،‬وظل زائل‪ ،‬وغرض باطل‪ ،‬وعقول‪،‬‬
‫وجدا على نار حترقُها‪ ،‬وأنياب ُزقُها‪ ،‬وعيون حائرة يف رؤوس طائرة‪،‬‬ ‫ً‬
‫أمامها‪ .‬إ ْن كان‬
‫بصر ما َ‬
‫وتلمع وال تكاد تُ ُ‬
‫تنظُُر‪ ،‬وال ترى شيئًا مما حوهلا‪ُ ،‬‬

‫‪178‬‬
‫ظاهر ذنبك عندي‪ ،‬فاستكثري من ذنوبك‪ ،‬فإين لك م َن‬
‫هذا هو َ‬
‫الغافرين"‪.‬‬
‫س‪ 8‬أعرب ما فو اخلط‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالثًا‪ -‬ذكرى المولد ألمحد شوقي‬

‫َوارتبابا)‪(2‬‬ ‫َوباألَيتام ُحبا‬ ‫أَر َاد اللَهُ بال ُف َقراء برا‬


‫َمسا َو َمحى امل َسوَمةَ العرابا‬ ‫صغري قَوم َعلموهُ‬ ‫فَ ُرب َ‬
‫ُ‬
‫َولَو تَ َركوهُ كا َن أَ ًذى َوعابا‬ ‫خرا‬
‫فعا َوفَ ً‬ ‫َوكا َن ل َقومه نَ ً‬
‫ب العُجابا‬
‫الع َج َ‬ ‫ث َ‬ ‫َسيَأيت ُحيد ُ‬ ‫عت لَ َعل جيالً‬ ‫فَ َعل ْم ما استَطَ َ‬
‫الشبابا‬
‫َ‬ ‫أس َخي َرتُم‬ ‫فَإن اليَ َ‬ ‫أسا‬
‫باب احلَي يَ ً‬ ‫وال تُره ْق َش َ‬
‫ك َخص أَقو ًاما َوحاىب‬ ‫َوإن يَ ُ‬ ‫يد اخلال ُق الرز َ اشرتا ًكا"‬ ‫يُر ُ‬
‫الشقي َوال املصابا‬ ‫َوال نَس َي َ‬ ‫فَما َحَرَم املجد َجىن يَ َديه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لقاه ْم غضابا‬‫َعلى األَقدار تَ ُ‬ ‫يق‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫هل‬‫َ‬‫ي‬ ‫مل‬
‫َ‬ ‫خل‬
‫َولَوال البُ ُ‬
‫ُدعاةُ الرب قَد َسئموا اخلطابا‬ ‫وما َوقَبلي‬ ‫بت بأَهله لَ ً‬ ‫تَع ُ‬
‫نابيع العذابا‬
‫ت به اليَ َ‬ ‫فَ َج ْر ُ‬ ‫بت َعلى َمجاد‬ ‫َولَو أَين َخطَ ُ‬

‫(‪ُ )1‬ولد أمحد شوقي بالقاهرة عام ‪ 1287‬ه ‪ ،‬وترىب يف قصر اخلديوي إمساعيل‪ ،‬والتحق‬
‫مبدرسة احلقو ‪ ،‬مث بعثه اخلديوي توفيق إىل فرنسة ليدرس هبا‪ .‬له ديوان شعر بعنوان‬
‫"الشوقيات"‪ ،‬وجمموعة من املسرحيات الشعرية والنثرية‪ ،‬منها‪ :‬مصرع كليوباترا‪ ،‬وجمنون ليلى‪،‬‬
‫وقمبيز‪ ،‬وعلي بك الكبري‪ .‬بايعه شعراء العرب عام ‪ 1927‬أمريا للشعر‪ ،‬وتويف بالقاهرة عام‬
‫‪1351‬ه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ارتب الصيب‪ :‬رباه‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫إىل األَكواخ َواختَ َر َ القبابا‬ ‫أَ َمل تَ َر ل َلهواء َجرى فَأَفضى‬
‫محى كسرى َكما تَغشى اليَبابا‬ ‫مس يف اآلفا تَغشى‬ ‫الش َ‬ ‫َوأَن َ‬
‫َويَشفي من تَلَعلُعها الكالبا(‪)1‬‬ ‫ُسد منهُ‬ ‫َوأَن املاءَ تُروى األ ُ‬
‫الرتابا‬
‫الرسل ُ‬ ‫َوَوس َد ُك ْم َم َع ُ‬ ‫َو َسوى اهللُ بَينَ ُك ُم املنايا‬
‫َ‬
‫َدنا من ذي اجلَالل فَكا َن قابا‬ ‫تيما‬
‫َرس َل عائالً من ُك ْم يَ ً‬ ‫َوأ َ‬
‫َو َسن خاللَهُ َوَهدى الشعابا‬ ‫َسبيالً‬ ‫يب الرب بَي نَهُ‬ ‫نَ ُّ‬
‫فَلَما جاءَ كا َن َهلُ ْم َمتابا‬ ‫الناس فيه‬
‫ُ‬ ‫عد عيسى‬ ‫تَ َفر َ بَ َ‬
‫َكشاف من طَبائعها الذئابا‬ ‫َوشايف النَفس من نََزعات َشر‬
‫لحق غابا‬ ‫َوكانَت َخيلُهُ ل َ‬ ‫َوكا َن بَيانُهُ ل َلهدي ُسبالً‬
‫مرَة األَرض اغتصابا‬ ‫َخذنا إ َ‬‫أَ‬ ‫َو َعل َمنا بناءَ املجد َحىت‬
‫َ‬
‫الدنيا غالبا‬ ‫ؤخ ُذ ُ‬ ‫َولَكن تُ َ‬ ‫يل املطالب بالتَ َمين‬ ‫َوما نَ‬
‫ُ َ‬
‫قدام كا َن َهلُ ْم ركابا‬‫إذا اإل ُ‬ ‫َوما استعصى على قوم منال‬
‫بَشائ ُرهُ البَوادي َوالقصابا‬ ‫ت‬ ‫َجتَلى َمول ُد اهلادي َو َعم ْ‬
‫يَ ًدا بَيضاءَ طَوقَت الرقابا‬ ‫نت َوهب‬ ‫ت ل َلربية ب ُ‬ ‫َوأَ َ‬
‫سد ْ‬
‫ات الشهابا‬ ‫السماو ُ‬
‫َكما تَل ُد َ‬ ‫نريا‬
‫ض َعتهُ وهاجا ُم ً‬ ‫لََقد َو َ‬
‫بال َمكةَ َوالنقابا‬ ‫يُضيءُ ج َ‬ ‫نورا‬
‫قام َعلى َمساء البَيت ً‬ ‫فَ َ‬
‫فاح القاعُ أَرجاءً َوطابا‬ ‫َو َ‬ ‫ب ال َفيحاءُ مس ًكا‬ ‫ضاعت يَثر ُ‬ ‫َو َ‬

‫التحزن من اجلوع والعطش‪.‬‬


‫(‪ )1‬التلعلع‪ :‬التضور و ُّ‬

‫‪181‬‬
‫يل انتسابا‬
‫يد أَن َ‬ ‫ك بَ َ‬ ‫مبَدح َ‬ ‫زت قَدري‬
‫جاو ُ‬
‫الزهراء قَد َ‬ ‫أَبا َ‬
‫ذك لَهُ كتابا‬ ‫إذا َمل يَتخ َ‬ ‫ف البَال َغةَ ذو بَيان‬
‫فَما َعَر َ‬
‫السحابا‬
‫دت َ‬ ‫ك اقتَ ُ‬
‫حني َم َدحتُ َ‬
‫فَ َ‬ ‫درا‬
‫دت قَ ً‬
‫كني فَز ُ‬
‫ت املال َ‬ ‫َم َدح ُ‬

‫عرض ونقد‬
‫هذه األبيات من قصيدة طويلة ألمحد شوقي‪ ،‬عدهتا واحد وسبعون‬
‫بيتا‪ ،‬جعل عنواهنا "ذكرى املولد"‪ ،‬فمولد النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫إذن هو املناسبة اليت قيلت فيها‪ ،‬وكان احلديث عنه هو غرضها الرئيس‪،‬‬
‫لد النيب ‪-‬‬
‫وإن كان أكثر أبياهتا يف احلكمة والتأمل‪ ،‬وما نال منها مو ُ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ومناقبه إال عشرين بيتا‪ ،‬أي أقل من ثلثها‪.‬‬
‫واألبيات اليت اقتصرنا عليها من القصيدة تدور على فضل العلم‪ ،‬وأثره‬
‫يف تغيري الشعوب‪ ،‬ون ْقلها من حال إىل حال‪ ،‬وما ميكن أن يسمى‬
‫اشرتاكية أمحد شوقي‪ ،‬ومولد النيب ‪-‬صلى هلل عليه وسلم‪ ،-‬وبعض‬
‫مناقبه‪.‬‬
‫ففي البيت األول يقول إن اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬أمر برب اليتامى‪ ،‬واإلحسان‬
‫إليهم‪ ،‬وحبهم وتربيتهم‪ ،‬وعدم إمهاهلم؛ فإن برهم وتربيتهم وتعليمهم قد‬
‫تنقلهم من طور إىل طور يكونون فيه علماء أجالء‪ ،‬ورجاال أفذاذا‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫وأبطاال عظاما‪ ،‬يقودون اجليو ‪ ،‬وينفعون قومهم‪ ،‬ويكونون فخرا هلم‪،‬‬
‫ولو ُوكلوا إىل أنفسهم‪ ،‬فلم ُحي َسن إليهم‪ ،‬ومل يربوا‪ ،‬ومل يعلموا‪ ،‬لكانوا‬
‫مصدر أذى وعيب لقومهم‪ .‬مث ذي َل األبيات اليت ذكر فيها ذلك ببيت‪،‬‬
‫حض فيه على تعليم النشء‪ ،‬لعل تعليمهم خيرج منهم جيال حيدث‬
‫العجب العجاب‪ .‬وهو إذ يقول هذا كأمنا ينظر إىل ما صنع العلم‬
‫باألمم‪ ،‬وما أتاح هلا من التمكن يف األرض‪ ،‬واالرتفا بالكون‪ ،‬بعد ما‬
‫كانت فيه من جهل ومخول‪ .‬وحيض يف مقابل ذلك على جتنيب الشباب‬
‫اليأس؛ ألنه يعطل امللكات‪ ،‬ويفين الطاقات‪ ،‬ويغري باالستسالم للبؤس‪،‬‬
‫فهو كاملوت‪.‬‬
‫مث يعرض ما يرى من مذهبه االشرتاكي يف املال‪ ،‬فيقول إن اهلل تعاىل‬
‫أراد املال ش ْركة بني الناس‪ ،‬وهو ‪-‬وإن فضل بعضهم على بعض يف‬
‫الرز ‪ -‬هنى عن البخل‪ ،‬وأمر باإلحسان إىل الفقراء‪ ،‬حىت ال يبقى يف‬
‫الناس حمتاج‪ ،‬ومل َْحيرم ُجمدا أن جيين ُثرة جده‪ ،‬أي إنه أتاح لكل امرئ أن‬
‫يبلغ من الغىن ما استطاع‪ ،‬ومل ينس مصابا وال شقيا‪ ،‬وإمنا أمر باإلفضال‬
‫عليهم‪ ،‬واإلحسان إليهم‪ .‬ولو امتثل الناس أمره‪ ،‬ومل يبخلوا مبا آتاهم من‬
‫فضله‪ ،‬ما كان فيهم غاضبون على القدر؛ أن مل يسو بينهم وبني‬
‫األغنياء‪ .‬وهؤالء البخالء مبا آتاهم اهلل قد تعب أمحد شوقي يف لومهم‪،‬‬
‫وسئم الوعاظ قبله وعظَهم‪ ،‬فلم يؤثروا فيهم‪ ،‬ولو خطب مبا وعظهم به‬

‫‪183‬‬
‫خطيب يف اجلماد لفجر فيه الينابيع العذبة‪ ،‬يريد أن قلوهبم أقسى من‬
‫اجلماد‪ ،‬وأنه ينتفع بالوعظ أكثر مما تنتفع‪ ،‬كأمنا يشري إىل قول اهلل ‪-‬‬
‫تعاىل‪ -‬يف بين إسرائيل‪( :‬مث قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كاحلجارة‬
‫أو أشد قسوة وإن من احلجارة ملا يتفجر منه األهنار وإن منها ملا يشقق‬
‫فيخرج منه املاء)‪ .‬مث ذكر بعض ما خلق اهلل مشرتكا بني اخللق‪ ،‬ومل‬
‫خيصص به غنيا دون فقري‪ ،‬كأمنا يريد أن يقيم بذكره احلجة على صحة‬
‫مذهبه يف اشرتاكية املال‪ ،‬كاهلواء‪ ،‬فهو جيري يف األكواخ كما جيري يف‬
‫القصور ذات القباب‪ ،‬أي يتساوى فيه الغين والفقري‪ ،‬والشمس‪ ،‬فهي‬
‫تضيء قصور كسرى كما تضيء األرض اليباب‪ ،‬واملاء‪ ،‬فهو شركة بني‬
‫الكالب واألسود‪ .‬وجعل الشر ‪-‬أيضا‪ -‬شركة بني املخلوقات‪ ،‬كما‬
‫جعل اخلري شركة بينها‪ ،‬فقد سوى بني األحياء يف املوت‪ ،‬والدفن يف‬
‫الرتاب‪ ،‬ومل يستثن منه األنبياء‪ ،‬على أهنم أكرم اخللق عليه‪ .‬وسوى بينهم‬
‫يف إرسال الرسل‪ ،‬ومل يرسلهم إىل بعض الناس دون بعض‪ ،‬كما بعث‬
‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬إىل الناس كافة‪ ،‬ومل يتخذه من األغنياء‪،‬‬
‫وإمنا اختذه من الفقراء‪ ،‬وأنزله ‪-‬مع ذلك‪ -‬من الشرف منزلة مل ينزهلا‬
‫أحدا من خلقه‪.‬‬
‫وجعل هذا مناسبة للحديث عن سريته ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪،-‬‬
‫وذ ْكر مناقبه‪ .‬فقال إنه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بني سبيل الرب‪ ،‬وسن‬

‫‪184‬‬
‫خالله‪ ،‬وهدى الناس‪ ،‬ومجع اهللُ عليه َمن تفر بعد عيسى ‪-‬عليه‬
‫السالم‪ -‬من أهلل امللل‪ ،‬فكان دليلَهم إىل اهلل‪ ،‬وتابوا على يده مما كانوا‬
‫فيه من الشرك‪ ،‬مع أن هداية الناس‪ ،‬وشفاءهم من نزعات الشر كشفاء‬
‫الذئاب من طبائعها‪ ،‬غاية يف الصعوبة‪ .‬وكانت بالغته ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬وسيلة هداية للخلق‪ ،‬ودليلهم على اهلل‪ ،‬وخيله كالغابة يأوون‬
‫إليها‪ ،‬فتظلهم‪ ،‬وحتميهم‪ .‬وعلم أمته بناء اجملد‪ ،‬فسادت الدنيا جبدارة‪،‬‬
‫وغالبت أهل األرض فغلبتهم‪ ،‬وكذلك املطالب‪ ،‬إمنا تنال باملغالبة‪ ،‬ال‬
‫بالتمين‪ .‬ومن استصحب اجلد واإلقدام مل يستعص عليه نيل مطلب‪.‬‬
‫مث انتقل من مآثره ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ومناقبه إىل مولده‪ ،‬وهو‬
‫الغرض الذي بىن عليه القصيدة‪ ،‬فقال إن البشارة مبولده عمت البوادي‬
‫والعواصم‪ ،‬وإن أمه آمنة‪ ،‬إذ ولدته‪ ،‬أسدت إىل الربية يدا طوقت رقاهبا‪،‬‬
‫وقد ولدته وهاجا منريا‪ ،‬كما تلد السماوات الشهب‪ ،‬فكان نورا فو‬
‫الكعبة‪ ،‬يضيء جبال مكة وطرقها‪ ،‬وفاح مسكه من املدينة املنورة‬
‫وأوديتها وأرجائها وطاب‪ .‬وقال يف األبيات الثالثة األخرية إنه جاوز‬
‫قدره‪ ،‬إذ مدحه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬أي إنه نال من الشرف مبدحه‬
‫فو قدره‪ ،‬مع أن له فو ذلك الشرف انتسابا إىل أمته‪ .‬أي إنه مجع‬
‫شرفني‪ ،‬شرف اإلميان به واالنتساب إىل ملته‪ ،‬وشرف مدحه‪ .‬وإن امرأ‪،‬‬
‫يتعاطى البيان‪ ،‬مل يتخذ كالمه كتابا‪ ،‬يتعلم منه‪ ،‬ما عرف البالغة‪ .‬ووازن‬

‫‪185‬‬
‫يف البيت األخري بني مدحه امللوك ومدحه النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬
‫‪ ،‬فقال إن مدحه امللوك زاد قدره‪ ،‬أما مدحه النيب ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ -‬فمكنه من قيادة السحاب‪ ،‬أي إنه رفع قدره‪ ،‬وأحله من السمو‬
‫منزلة‪ ،‬كىن عنها باقتياد السحاب‪.‬‬
‫واحلكمة هي الغرض الغالب على القصيدة كلها‪ ،‬وما قال فيها هو‬
‫أمثلها‪ ،‬فقد كان خالصة جتربته وتأمله يف احلياة‪ ،‬كما كان أكثرها بيانا‬
‫أوجزه‪ ،‬ولذلك جرى جمرى األمثال‪ ،‬يف تداوله‪ ،‬وكثرة التمثل‬ ‫عما أراد‪ ،‬و َ‬
‫به‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫وما نيل املطالب بالتمين ولكن تؤخذ الدنيا غالبا‬
‫وشعر احلكمة أقرب أنواع املنظوم إىل النثر؛ لتجرده من العاطفة واخليال‪،‬‬
‫واعتماده تقرير احلقائق مبعزل عن الشعور‪ .‬ويصد هذا على جل أبيات‬
‫القصيدة‪ ،‬وال سيما األبيات اليت اقتصرنا عليها هاهنا‪ ،‬وإن اشتملت‬
‫على بعض الصور البيانية التشبيهية‪ ،‬غري أهنا صور‪ ،‬أكثرها معهود يف‬
‫الشعر العريب‪ ،‬وليس فيها جديد؛ وكثرة وردوها يف الشعر أفقدهتا الطرافة‬
‫والغرابة‪ ،‬ومها شر اإلبداع‪ .‬وأمثل صور األبيات اليت بني أيدينا قوله‪:‬‬
‫ات الشهابا‬ ‫السماو ُ‬
‫َ‬ ‫نريا َكما تَل ُد‬ ‫ض َعتهُ وهاجا ُم ً‬‫لََقد َو َ‬
‫أما ما عدا ذلك‪ ،‬فليس فيه جديد‪ ،‬وال ُيُّز‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫تمرين‬
‫س‪ 1‬حلل القصيدة حتليال موجزا‪ ،‬تبني فيه أهم ما اشتملت عليه من‬
‫معان وأغراض‪.‬‬
‫س‪ 2‬استدل أمحد شوقي لصحة رأيه يف االشرتاكية بأدلة من الطبيعة‬
‫كثرية‪ ،‬اذكرها بإجياز‪.‬‬
‫س‪ 3‬يرى بعض النقاد أن شعر احلكمة ليس بشعر‪،‬ملَ؟ وما الدليل عليه‪،‬‬
‫من هذه القصيدة‪.‬‬
‫س‪ 4‬اكتب مقالة نقدية موجزة‪ ،‬تقوم فيها قصيدة أمحد شوقي هذه‪.‬‬
‫س‪ 5‬أعرب ما فو اخلط‪.‬‬

‫‪187‬‬

You might also like