Professional Documents
Culture Documents
2
الكالم
الكالم هو :اللفظ الذي يفيد معىن تاما ،حيسن السكوت عليه.
وأقله كلمتان؛ ألن الكلمة املفردة ال تفيد معىن تاما .مثل:
( -اهللُ ربُّنا).
مجيل.
اليوم ٌ ُ -
( -وقعت الواقعة).
( -اقرتبت الساعةُ).
فكل واحدة من هذه العبارات تؤدي معىن تاما يفيد السامع ،ويبني عن
مراد املتكلم ،وليس فيها ما حيتاج إىل كلمة ُم معناه ،خبالف هاتني
العبارتني:
مررت جبالس.
-إذا َ
اليوم.
-جاء َ
فإهنما ال تُبينان عن معىن تام ،وإذا مسعهما املرء ،ظل ينتظر حمدثه أن
يُتمهما ،ويَصل ما قَطَ َع منهما ،وإذا طال سكوته ،فرمبا ظن أنه نسي
تم
شيئا مما أراد قوله ،فذكره ،أو نبهه على أنه ما زال ينتظر أن يقول ما يُ ُّ
فعلت
مررت جبالسُ ، ما بدأ ،حىت يَفهم ما أراد ،كأن يقول له :إذا ُ
ومن ذا الذي جاء اليوم؟ فإذا قال له: ماذا؟ َ
مررت جبالس ،فسل ْم عليه.
-إذا َ
اليوم صاحبك.
-جاء َ
ََت املعىن ،وغدت كلتا العبارتني كالما مفيدا؛ ألهنا تبلغ السامع معىن
3
تاما ،يبني مراد املتكلم.
أقسام الكالم
وينقسم الكالم ثالثة أقسام:
معىن غري ُمقرتن بزمن،
-1اسم :وهو الكلمة اليت تدل على ذات ،أو ً
مثل :أمحد ،وسعاد ،وكتاب ،وجبل ،ومروءة ،وحرية ،وعقل ،ودين. ُ
فأمحد ،وسعاد ،وكتاب ،وجبل ،تدل على ذوات ،وهي أشياء حمسوسة،
درك بإحدى احلواس اخلمس ،أما املروءة ،واحلرية ،والعقل ،والدين، أي تُ َ
تدرك باحلس ،وليس فيها ما يَقرتن بزمن ،أي درك بالعقل ،وال َ فمعان ،تُ َ
إهنا تدل على معان جمردة من الزمن.
مثل :قرأَ ،سق َ
ط، ْ -2فعل :وهو ما دل على حدث مقرتن بزمنُ ،
يكتب ،يبين ،يصلي ،يكسر .فهذه الكلمات تدل على ُ استلقى،
حدثأحداث ،ونعين باألحداث األشياءَ اليت حتصل ،أي تقع .وكل َ
من األحداث اليت تدل عليها وقع يف زمن ،إما ماض ،كاألفعال الثالثة
األوىل ،فإهنا تدل على أن الزمن الذي وقعت فيه قد انقضى قبل كالم
املتكلم ،وإما أن يكون الزمن حاضرا ،وإما أن يكون مستقبال ،كاألفعال
األربعة األخرية ،فهي مل تقع قبل كالم املتكلم ،وإمنا وقعت يف أثنائه ،أو
بعده .فإذا قيل :يصلي عمرو اآلن ،دل "يصلي" على حدث ،أي فعل
يف الوقت احلاضر ،وإذا قيل :سيبين زي ٌد دارا ،دل "يبين" على أن البناء
سيكون يف املستقبل.
4
ظهر املراد منه
معىن يف غريه ،ولذلك ال ي ُ
-3حرف :وهو ما دل على ً
مثل :م ْن ،إىل ،يف ،على .فهذه احلروف ليس فيها ما
إال بارتباطه بغريهُ ،
يدل مبفرده على معىن يف نفسه ،كما يدل "أمحد" ،و"سعاد" على رجل
وامرأة بعينهما .فإذا ُوضعت يف كالم ،دلت على معان يف غريها ،حنو:
قعدت يف املكتبة ،الكوب على
ُ ذهبت إىل املسجد،
ُ خرجت من الدار،
ُ
الطبق .ف "من" ُّ
تدل على أن املكان الذي ابتدأ منه اخلروج هو الدار،
واالبتداء معىن يف اخلروج ،ودلت "إىل" على أن الذهاب كان إىل
املسجد ،أي إنه انتهى إليه ،فدلت "على" على معىن يف "ذهب" ،هو
انتهاء الغاية ،ودلت "يف" على أن املكان الذي وقعت فيه القراءة هو
املكتبة ،ودلت "على" على معىن يف الكوب هو استعالؤه على الطبق.
وال خيفى أن احلرف يف هذا خيتلف عن االسم والفعل ،فكل من االسم
ضم إىل غريه ،ف "أمحد"
والفعل يدل على معىن قائم بنفسه ،قبل أن يُ َ
حدث ،وقع يف الزمن يدل على رجل بعينه ،و"صلى" يدل على َ
املاضي ،وال يدل احلرف على شيء حىت يضم إىل غريه.
-3عالمات الحرف
احلرف ،فليست له عالمات؛ ولذلك قال بعض العلماء: أما ُ
عالمه
ْ عالمه تَ ْرُك العالمة له
ْ احلرف ما ليست له
ُ
7
تمرين
س 1ميز الكالم من غري الكالم ،يف هذه العبارات ،مع ذكر السبب:
( -إن اإلنسان لفي خسر).
-كان يل.
-عصفور يف اليد.
-ما بيَدي.
نذر.
-علي ٌ
استيقظت اليوم مطمئنا.
ُ -
( -قل هلما قوال كرميا).
( -مىت هذا الوعد؟).
-هذا القلم.
َ -م ْن أحسن إليك.
انتبه.
ْ -
-من أنت؟
( -أيان يوم الدين؟).
ت بهس 2سم األمساء واألفعال واحلروف يف هذه األبيات ،وبني ما اقرتن ْ
من عالمات ،وما تقبل من العالمات ،إن مل تقرتن هبا:
-قال عبد اهلل بن الدمينة:
قفي يا أ َُمْي َم القلب ،نَقرأْ حتيةً ونشكو اهلوى ،مث افعلي ما بدا لك
أطالل دارك؟
ت َ هل حي ْي ُ
َجَرع الذي به البا ُنْ :َسلي البانةَ الغناء باأل ْ
8
اخرتت ذلك؟
مقام أخي البأساء ،و ُ َ قمت يف أظالهلن عشيةً وهل ُ
يدين قْتلي ،ق ْد ظفرت بذلك! كي أشجى ،وما بك علةٌ ،تر َ تعالَْلت ْ
قتيل ،قلت :أهو ُن هالك كيف ترونَه؟ فقالواٌ : وقولُك للعُوادَ :
خطرت ببالك ُ لئن ساءين أ ْن نلتين مبساءة لق ْد سرين أين ْ
ال بالن يات، س 3قال رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم " :-إمنَا األ َْع َم ُ
ت ه ْجَرتُهُ إ َىل اهلل ورسوله ،فهجرته إىل َوإمنَا ل ُكل ْامرئ َما نَ َوى ،فَ َم ْن َكانَ ْ
اهلل ورسوله ،ومن كانت هجرته ل ُدنْيَا يُصيبُ َها ،أ َْو إ َىل ْامَرأَة يَْنك ُح َها،
اجَر إلَْيه".
فَه ْجَرتُهُ إ َىل َما َه َ
استخرج من احلديث الشريف:
-1األمساء املعرفة بأل.
-2امسا منونا.
-3األفعال املاضية.
-4األفعال املضارعة.
9
اإلعراب
من خصائص العربية أهنا لغة معربة ،أي إن أواخر الكلم فيها يغلب
عليها أن حترك ،ويغلب على حركاهتا أن تكون مسببة عن عوامل تدخل
عليها ،فحروف اجلر -مثال -عوامل ،وهي إذا دخلت على الكلمة
جرهتا ،مثل( :قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر
الوسواس اخلناس الذي يوسوس يف صدور الناس من اجلنة والناس)،
فالباء دخلت على "رب" فجرته ،ودخلت "من" على "شر" ،فجرته،
ودخلت "يف" على "صدور" فجرته ،ودخلت "من" على "اجلنة" فجرته.
و"إن" وأخواهتا عوامل ،وتدخل على اجلملة االمسية ،فتنصب املبتدأ
يدا أس ٌد" ،ليت شديد العقاب) ،كأن ز ً
ُ وترفع اخلرب ،حنو( :إن ربك
شديد" ،ألن األول
ت "ربك" ،ورفعت " ُ بيع" .ف "إن" نَصبَ ْ
الزما َن كله ر ٌ
يدا" ،ورفعت "أس ٌد" ،ونصبت امسها والثاين خربها ،ونصبت "كأن" "ز ً
بيع".
"ليت" "الزما َن" ،ورفعت "ر ٌ
ودراسة العوامل اإلعرابية ،وما يوقع كل منها من أثر يف الكلمة ،إذا
دخل عليها ،هو الذي يعيننا على جتنُّب اخلطأ ،وموافقة الصواب ،إذا
تكلمنا أو كتبنا؛ ألنه يدلنا على ما ينبغي أن ُحيرك به آخر كل كلمة،
نتكلم هبا.
واإلعراب :تغريُ آخر الكلمة حبسب العوامل الداخلة عليها ،حنو:
( -وجاء ربُّك وامللك صفا صفا) .
( -إن ربك لباملرصاد).
10
( -قل أعوذ برب الفلق) .
ف " َرب" جاء مرفوعا يف اآلية األوىل؛ ألنه فاعل ،والذي رفعه هو "جاء"،
وجاء منصوبا يف اآلية الثانية لدخول "إن" عليه ،ف "إن" هي اليت نصبته،
وجاء جمرورا يف اآلية الثالثة؛ ألنه ُسبق حبرف جر ،هو الباء .فآخر حرف
من " َرب" ،وهو الباء ،تغريت حركته يف اآليات الثالث بالضمة والفتحة
والكسرة ،على حسب العوامل اليت دخلت عليه ،وهذا التغري هو الذي
يُسمى اإلعراب ،وتُسمى الكلمة اليت يتغري آخرها معربة .فالمعرب -
إذن -هو ما تتغير حركة آخر حرف منه بحسب العوامل اإلعرابية
الداخلة عليه .وتُسمى احلركات اليت تظهر على آخر الكلمة عالمات
اإلعراب .ولإلعراب أربع عالمات أصلية ،هي :الضمة ،والكسرة،
والفتحة ،والسكون.
ومن أجل تيسري دراسة املعربات سنقسمها إىل مرفوعات ،ومنصوبات،
وجمرورات ،وجمزومات.
11
المرفوعات
أوال -المبتدأ
وهو اسم جمرد من العوامل اللفظية ،خمرب عنه ،حنو:
( -اهللُ ربُّنا).
س فَط ٌن".
"املؤمن َكي ٌ
ُ -
-الزهرةُ بيضاءُ.
نور.
العلم ٌُ -
ظالم.
اجلهل ٌ ُ -
كنز.
-القناعةُ ٌ
ف "اهلل" ،و"امل ؤمن" ،و"الزه رة" ،و"العل م" ،و"اجله ل" ،و"القناع ة" ،مل
يسبقها عامل يعمل فيها ،وأُخرب عنها باأللفاظ اليت جاءت بعدها (ربُّنا،
الم ،كن ٌز) ،وه ذه األلف اظ تُ ت ُّم م ع األمس اء ال يت
ور ،ظ ٌس ،بيض اءُ ،ن ٌ
كي ٌ
أَ ْخ َربت عنها معىن اجلملة.
ومعرف ة مع ىن اجلمل ة ال يت يك ون فيه ا املبت دأ ه ي ال يت تعينن ا عل ى ُيي ز
املبت دأ ،ف إن املبت دأ ه و ال ذي ُحي َك م علي ه ب اخلرب ،أم ا اخل رب فه و ال ذي
ُحيكم به .وإذا فهمنا ه ذا أمك ن أن مني ز املبت دأ م ن اخل رب بس هولة .فلف ظ
اجلالل ة يف املث ال األول ُحك م علي ه بأن ه ربن ا ،و ُحك َم عل ى "امل ؤمن" بأن ه
"كيس" ،وعلى "الزهرة" بأهنا "بيضاء" .ومن فهم هذا سهل عليه إعراب
12
املبت دأ واخل رب .وم ن فه م مع ىن الك الم ،وج د إعراب ه غاي ةً يف الس هولة،
وليس كما يَظن الذين حيسبون أنه مبين عل ى ختم ني ،ال عل ى أس اس م ن
املعىن.
ؤمن" ،و"الزه رةُ" ،و"العل ُم" ،و"اجله ُل"
ولعل ك ت رى أن "اهللُ" ،و"امل ُ
مرفوعة بالضمة؛ ألن كال منها مبتدأ ،فاملبتدأ -إذن -مرفوع.
ثانيا -الخبر
وه و م ا ت تم ب ه الفائ دة م ن اجلمل ة م ع املبت دأ ،كم ا ق د رأين ا يف أمثل ة
املبتدأ ،وكما يف هذه األمثلة:
( -1اهللُ الصمد).
الكتاب صديق.
ٌ -2
الرب هيِّن.
ُّ -3
( -4اهللُ يبسط الرزق ملن يشاء).
( -5وربُّك يخلق ما يشاء).
( -6لنا أعمالُنا)( ،ولكم أعمالكم).
( -7وفوق كل ذي علم ٌ
عليم).
-8اجلنة تحت أقدام األمهات.
-9أمامك ٌ
يوم طويل.
13
-10االمتحا ُن غ ًدا.
العيد اليوم.
ُ -11
ت ب ه اجلمل ة األوىل م ع لف ظ اجلالل ة ه و "الص مد" ،وم ا ُ ت ب هفم ا َُ ْ
اجلملة الثانية مع "الكت اب" ه و "ص ديق" ،وم ا ُ ت ب ه الثالث ة م ع "ال رب"
هو "هني" ،وما ُت به اجلمل ة الرابع ة م ع لف ظ اجلالل ة ه و مجل ة "يبس ط
ال رز " ،وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة اخلامس ة م ع "رب ك" ه و مجل ة "خيل ق م ا
يش اء" .وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة السادس ة م ع املبت دأ ،وه و "أعمالن ا
وأعمالكم" هو (لنا ،ولكم) ،وما ُت به اجلمل ة الس ابعة م ع املبت دأ وه و
"عل يم" ه و "ف و َ " ،وم ا ُ ت ب ه الثامن ة م ع املبت دأ ه و "حت ت أق دام
األمه ات" ،وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة التاس عة م ع املبت دأ ،وه و "ي وم" ه و
أمام ك" ،وم ا ُ ت ب ه اجلمل ة العاش رة م ع املبت دأ ،وه و "االمتح ان" ه و
" َ
"غدا" ،وما ُت به اجلملة احلادية عشرة م ع املبت دأ ه و "الي وم" .وتس مى
العبارات اليت يتم هبا املعىن مع املبتدأ أخبارا.
وجدهتا أربعة أنواع:
وإذا تأملت العبارات اليت َت هبا املعىن مع املبتدأَ ،
النوع األول -اسم مفرد" :الصمد"" ،صديق"" ،هني" ،ونعين بأنه مف رد
أنه ليس جبملة ،وال بشبه مجلة.
النوع الثاين -مجلة كاملة ،وهي -يف األمثل ة -مجل ة فعلي ة (يبس ط ال رز ،
خيلق ما يشاء).
14
النوع الثالث -جار وجمرور" :لن ا" يف (لن ا أعمالن ا) ،و"لك م" ،يف (ولك م
أعمالكم).
النوع الرابع -ظرف ،وه و إم ا ظ رف مك ان (أمام ك ،حت ت أق دام) ،وإم ا
(غدا ،اليوم).
ظرف زمان ً
ويسمى اجلار واجملرور والظرف بنوعيه شبه مجلة.
ولعل ك ت رى أن املبت دأ ج اء متق دما عل ى اخل رب يف األمثل ة كله ا م ا ع دا
املث ال الس ادس والس ابع والتاس ع .وال ذي ميي ز املبت دأ م ن اخل رب ه و املع ىن
ال ذي ي دالن علي ه ،فاملبت دأ م ا ُحك م علي ه ،واخل رب م ا ُحك م ب ه عل ى
املبتدأ.
ف الخبر -إذن -ه و م ا ت تم ب ه الفال دد م المبت دأ ويك ون مف ر ا
وجمل ة و به جمل ة واألص ل أن يت خر ع ن المبت دأ وق د يتق دم
عليه.
15
تمرين
س1بني املبتدأ واخلرب ونوعه ،وعالمة إعراب كل منهما فيما يأيت:
"الدين النصيحةُ".
ُ -
قار.
الشيب َو ٌ
ُ -
-احلياة ُح ْل ٌم طويل.
" -املسلمو َن تتكافأُ ُ
دماؤُهم".
"الرب حسن اخللق". ُّ -
املال ينبوعُ األحزان.ُ -
"األدب عبريُ الروح".
ُ -
( -احلمد هلل رب العاملني).
( -بيدك اخلري).
أجر".
" -يف كل كبد رطبة ٌ
( -فيهما فاكهةٌ وخنل ورمان).
ات الطرف). ( -فيهن قاصر ُ
-اجلنة حتت ظالل السيوف.
" -بالبل اجلليل تبكي اخلليل".
( -ولكم يف القصاص حياة).
تبس ٌم وثناءُ
فالكائنات ضياءُ ،وفَ ُم الزمان ُّ
ُ ُ -ول َد اهلدى؛
ثالث".
" -آيةُ املنافق ٌ
16
أمر".
وغدا ٌمخرً ،
"اليوم ٌ
َ -
للجهل مثلُها ،ولكن أوقايت إىل احللم أقربأوقات ،و ُ -وللحلم ٌ
" -احلياةُ مسرحيةٌ إنسانية ،يشهدها املالئكة والشياطني".
-الرجولةُ الصربُ على املكاره من أجل غاية عظيمة.
-طاعةُ اهلوى تقتل املروءة.
" -من حسن إسالم املرء تركه ما ال يعنيه".
س 2أعرب ما فو اخلط:
( -1الرمحن علم القرآن خلق اإلنسان علمه البيان الشمس والقمر
حبسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع امليزان أال تطغوا
يف امليزان وأقيموا الوزن بالقسط وال ختسروا امليزان واألرض وضعها لألنام
فيها فاكهة والنخل ذات األكمام واحلب ذو العصف والرحيان).
" -2الطهور شطر اإلميان ،واحلمد هلل ُأل امليزان ،وسبحان اهلل واحلمد
هلل ُآلن أو ُأل ما بني السماء واألرض ،والصالة نور ،والصدقة برهان،
والصرب ضياء ،والقرآن حجة لك أو عليك".
17
ثالثا -اسم كان وأخواتها
وأخوات كان هي :أمسى ،وأصبح ،وأضحى ،وظ ل ،وب ات ،وص ار،
وما برح ،وما فت ئ ،وم ا انف ك ،وم ا زال ،ول يس ،وم ا دام .وه ذه األفع ال
تدخل على اجلملة االمسية املؤلفة م ن مبت دأ وخ رب ،فرتف ع املبت دأ ،فيس مى
امسها ،وتنصب اخلرب ،فيسمى خربها ،مثل:
( -وكان ربك قديرا).
-ستنجح ما دام الجد خلقا لك.
-أمسى المريض بارئاً.
-ما برح الشرطي واقفا حىت أصبح.
( -وأصبح فؤا أم موسى فارغا).
-بات زيد قائما ،وأصبح صائما.
( -وإذا بُشر أحدهم باألنثى ظل وجهه ومسودا).
-ما زال المطر ينهمر.
-صار الطالب أستاذا.
-ما فتئ األستاذ يكرر الشرح حىت فهمت.
-أضحى الصعب سهال.
وال خيف ى أن خ رب ه ذه األفع ال ق د يك ون مف ردا ،وق د يك ون مجل ة ،وق د
يكون شبه مجلة.
18
واملتص رف م ن ه ذه األفع ال يعم ل مض ارعه واألم ر من ه عم ل املاض ي،
حنو:
-يف آخر الزمان يصبح الرجل مؤمنا ،وميسي كافرا.
-سيصري املرءُ يوما جسدا ما فيه روح
-ما يزال الناس يعدون التواضع خلقا كرميا.
-ما يفتأ زيد حيفظ ود أصدقائه.
فتيت املسك فو فراشها
-ويضحي ُ
19
تمرين
س 1بني اسم كان وأخواهتا وخربها ،فيما يأيت:
صالَة َما َكا َن يف امل ْسجد يَْنتَظ ُر الصالَة".
العْب ُد يف َ
" -الَ يََز ُال َ
َ
العجوز فتا ًة.
ُ -كانت
املطر ينهمر.
-ظل ُ
-ما فتئ زي ٌد يقرأ حىت نام.
" -ال يزال لسانُك رطبًا بذكر اهلل".
( -وكان يف املدينة تسعة رهط).
النأي بديال من القرب. -أضحى ُ
األجسام
ُ -وإذا كانت النفوس كبارا تعبت يف مرادها
-بات العابد قائما.
-ما انفك أخي يقرأ القرآن حىت أصبح.
س 2أعرب ما فو اخلط:
( -وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا ملبعوثون خلقا جديدا).
-ما برح زيد يذكر اهلل حىت طلعت الشمس.
تزل واقفا هاهنا حىت أعود إليك. -ال ْ
-بات املريض نائما ،وأصبح ساملا.
( -ال يزال بنياهنم الذي بنوا ريبة).
-ما كان زيد جاهال.
20
رابعا -خبر إن وأخواتها
وأخ وات "إن" ه ي :أن ،وك أن ،ولك ن ،ولي ت ،ولع ل .و"أن وإن"
ديد تفي دان التوكي د ،حن و( :إن الس اعة آتي ة)( ،اعلم وا أن اهلل
العقاب) ،وتفيد "ليت" التمين ،وهو طلب أمر حمبوب ،مس تحيل الوق وع
دوم ،وتفي د "لع ل" الرتج ي ،وه و طل ب أم ر
أو صعبُه ،حنو :ليت احلي ا َة ت ُ
حمب وب ،ممك ن الوق وع ،حن و( :لع ل الس اعة قري ب) ،وتفي د "ك أن"
يدا أس ٌد ،وتفي د "لك ن" االس تدراك ،وه و االس تثناء،
التشبيه ،حنو :كأن ز ً
حنو :اجلو حار ،لكن الدرس ممت .
وتنصب "إن" وأخواهتا املبتدأ ،وترفع اخلرب .ويكون اخل رب مف ردا ومجل ة
وشبه مجلة ،حنو:
-ليت يل صديقا ،ال يتغري.
الطري.
-كأن على رؤوسهم َ
(-إن يف ذلك آليةً ملن خاف عذاب اآلخرة).
( -إن اهلل حيب التوابني).
(-ولكن اهلل جيتيب من رسله من يشاء).
21
تمرين
س 1بني اسم "إن" وأخواهتا وخربها ،ونوعه يف هذه اجلمل:
( -إن اهلل ومالئكته يصلون على النيب).
اث بأ َْرضنَا يَ ْستَ ْنسر.
-إن البُغَ َ
عمرا أعرض عنه امتثاال ألمر اهلل. -جهل زيد على عمرو ،لكن ً
-كأن القمر كرة.
-ليت الكواكب تدنو يل؛ فأنظمها عقود مدح؛ فما أرضى لكم
كلمي
( -وإن اآلخرة هي دار القرار).
ت
" -لَ َعل اهللَ اطلَ َع َعلَى أ َْهل بَ ْدر ،فَ َق َالْ :اع َملُوا َما شْئتُ ْم؛ فَ َق ْد َغ َف ْر ُ
لَ ُكم".
س 1أعرب ما فو اخلط فيما يأيت:
( -إن يف ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنني وإن ربك هلو العزيز
الرحيم).
-لعل األيام ُتد بك ،فينكشف لك املخبوء.
فأخربه مبا ف ع ل املشيب -فيا ليت الشباب يعود يوما،
الظالم ليس بفان
ت ،و ُ -علالين؛ فإن بيض األماين فَنيَ ْ
" -إن يف السماء خلربا".
22
خامسا -الفاعل
وهو اسم قُدم عليه فع ل ،وأُس ند إلي ه عل ى أن ه ق ام ب ه ،أو وق ع من ه.
حنو:
-صلى زي ٌد.
بكر.
-مرض ٌ
ف "صلى" فع ل ،وه و مس ند إىل زي د ،وزي د ه و ال ذي فع ل ه ذا الفع ل.
و"مرض" فعل مسند إىل "بكر" ،لكن بكرا مل يفعل املرض كما فعل زيد
الصالة ،وإمنا املرض ق ام جبس مه ،أو ن زل ب ه ،لك ن مل ا ك ان الفع ل مس ندا
إلي ه كم ا أس ند "ص لى" إىل "زي د"ُ ،مس ي ف اعال كم ا يس مى "زي د" ف اعال
ل "صلى".
وي ذكر الفع ل م ع الفاع ل م رة ،ويؤن ث أخ رى ،وت ارة يك ون الت ذكري
والتأنيث واجبني ،وتارة يكونان جائزين .فيجب تأنيث الفعل مع الفاع ل
يف هذه احلاالت:
-1إذا ك ان الفاع ل مؤنث ا حقيق ي التأني ث ،مل يَفص ل بين ه وب ني فعل ه
فاص ل ،حن و( :إذ قال ت ام رأة عم ران رب إين ن ذرت ل ك م ا يف بط ين
حم ررا) .ف "امرأة" فاع ل ،وه ي مؤن ث حقيق ي التأني ث ،متص ل بفعل ه
(قالت) ومل يفصل بينهما فاصل؛ فوجب تأنيث الفعل لذلك.
23
-2إذا ك ان الفاع ل ض مريا مس ترتا يع ود عل ى مؤن ث حقيق ي التأني ث أو
جمازي التأنيث ،فحقيق ي التأني ث مث ل( :ق ال ي ا م رمي أك ل ك ه ذا قال ت
هو من عند اهلل) ،ففاعل "قالت" ض مري مس ترت يع ود عل ى "م رمي" ،وه ي
مؤن ث حقيق ي التأني ث .واجمل ازي التأني ث مث ل( :إذا الس ماء انفط رت)،
الزهرة تفتحت .ففاعل الفعل ني (انفط رت ،وتفتح ت) ض مري مس ترت يع ود
على "السماء والزهرة" ،ومها مؤنثان جمازيا التأنيث.
-3أن يك ون الفاع ل ض مريا مس ترتا ،يع ود عل ى مج ع تكس ري مل ذكر غ ري
عاق ل ،حن و( :وإذا الكواك ب انتث رت) ،ففاع ل (انتث رت) ض مري مس ترت
يعود على الكواكب ،والكواكب مجع تكسري لغري عاقل.
وجيب التذكري يف هذه احلاالت:
-1أن يك ون الفاع ل م ذكرا حقيق ي الت ذكري ،مف ردا ،أو مث ىن ،أو مج َع
مذكر ساملا ،حنو:
( -قال نوح رب ال تذر على األرض من الكافرين ديارا).
( -قال رجالن من الذين خيافون أنعم اهلل عليهم).
( -قد أفلح املؤمنون).
-2أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقي التأنيث أو جمازيه ،مفصوال بينه وب ني
الفعل ب "إال" ،حنو:
-ما حضر إال خدجيةُ.
24
-ما سقط إال شجرةٌ.
ثالثا -جيوز التأنيث والتذكري يف هذه احلاالت:
-1إذا ك ان الفاع ل امس ا ظ اهرا مؤنث ا جم ازي التأني ث ،حن و( :وأ رقت
األرض بن ور رهب ا) ،ف "األرض" فاع ل "أش ر " ،وه و اس م ظ اهر مؤن ث
جمازي التأني ث ،فيج وز التأني ث كم ا يف اآلي ة ،وجي وز الت ذكري ،ك أن يق ال
يف غري القرآن :أشر األرض.
-2إذا كان الفاع ل مج ع تكس ري ،حن و( :لق د ج اءت رس ل ربن ا ب احلق)،
وجاء رسل ربنا جاء الرجال ،وجاءت الرجال.
اسم مجع ،وه و االس م ال دال عل ى مج ع ولك ن ل يس
-3إذا كان الفاعل َ
له مفرد من لفظه ،حنو( :وقال نسوة يف املدين ة) قال ت نس وة( ،ك بَّبت
قوم نوح املرسلني) (وك ذب ب ه قوم ك وه و احل ق) (إذ ق ال ل ه قوم ه ال
تفرح إن اهلل ال حيب الفرحني).
اسم جنس مجعيا ،وهو الذي يفر بين ه وب ني مف رده -4إذا كان الفاعل َ
بتاء ،أو ياء مشددة ،حن وَُْ :رَ ،زْه رَ ،ش َجر ،ع َرب ،تُ ْركُ ،روم ،أع راب.
فمف ردات ه ذه اجلم وع ه ي ُ :رة ،زه رة ،ش جرة ،ع ريب ،ترك ي ،روم ي،
أع رايب .فيق ال( :قال ت األع راب) ق ال األع راب ،أورق الش جر
أورقت الشجر ،انتصر العرب انتصرت العرب .وهكذا.
25
سا سا -نالب الفاعل
وه و مفع ول ب هُ ،ح ذف فاعل ه ،ف أقيم مقام ه ،وغُ ريت ل ه ص يغة
الفعل ،بأن يُضم أولُّه ،ويُكسر ما قبل آخره ،إن كان ماضياً ،حن و( :قُت ل
اإلنسا ُن) ،أُصلح اخلطأُ .فإن كان معتل الوسط ُكسر أوله ،وقُل ب ح رف
العلة ي اء ،حن و :قي ل الك الم ،بيع ت الس لعة .ف إن ك ان مخاس يا أوسداس يا
ضم مع أوله ثالثُه ،حن و :اُجتُم ع ،اُس تُعمل .ف إن ك ان مبدوءًا هبمزة وصل ُ
ضم مع أوله ثانيه ،حنو :تُعُل م ،تُ ُكل م .ف إن ك ان الفع ل
مبدوءًا بتاء زائدة ُ
املب ين للمجه ول مض ارعا ض م أول ه وف تح م ا قب ل آخ ره ،حن و( :ي ع رف
اجملرمون بسيماهم في ؤخَّ بالنواصي واألقدام).
وح ْك م تأني ث الفع ل م ع نائ ب الفاع ل كحك م تأني ث الفع ل م ع ُ
"مج ع"
الفاعل ،فيجب التأنيث حي ث جي ب ،وجي وز حي ث جي وز .فالفع ل ُ
(ومجع الشمس والقمر) جيوز تذكريه وتأنيثه؛ ألن نائب الفاعل مؤن ث يف ُ
جمازي التأنيث (الشمس) .والفعل "غُلب" يف اآلي ة( :غُلب ت ال روم) جي وز
ت ذكريه وتأنيث ه؛ ألن نائ ب الفاع ل اس م ج نس مجع ي ،فيج وز أن يق ال
أيض ا -يف غ ري الق رآن :-غل ب ال رومُ .
و"س ري" يف ق ول اهلل -تع اىل :-
(وإذا اجلبال س يِّرت) جي ب تأنيث ه؛ ألن نائ ب الفاع ل ض مري مس ترت يع ود
عل ى مج ع تكس ري لغ ري عاق ل .و" ُك ور" يف قول ه( :إذا الش مس ك ِّورت)
26
جي ب تأنيث ه ألن نائ ب الفاع ل ض مري مس ترت يع ود عل ى مؤن ث جم ازي
التأنيث .وهكذا سائر األحكام.
27
سابعا -الفعل المضارع المجر من الناصب والجازم
ويكون مرفوعا أبدا ،حنو:
( -واهلل يعلم املفسد من املصلح).
تقوم أدك من ثلثي الليل ونصفه وثلثه).
يعلم أنك ُ
( -إن ربك ُ
اجلمع).
هزم ُ ( -سيُ َ
( -وهي تفور تكاد ُيز من الغيظ)
فهذه األفعال( :يعلم ،تقوم ،يهزم ،تفور ،تكادُ ،ي ز) مل يس بقها ناص ب
وال جازم ،فهي مرفوعة ،وعالمة رفعها الضمة.
28
تمرين
س( 1إذا الش مس ك ورت وإذا النج وم انك درت وإذا اجلب ال س ريت وإذا
العش ار عطل ت وإذا الوح و حش رت وإذا البح ار س جرت وإذا النف وس
زوج ت وإذا امل وءودة س ئلت ب أي ذن ب قتل ت وإذا الص حف نش رت وإذا
السماءكش طت وإذا اجلح يم س عرت وإذا اجلن ة أزلف ت علم ت نف س م ا
أحضرت).
( -إذا الس ماء انش قت وأذن ت لرهب ا وحق ت وإذا األرض م دت وألق ت
ما فيها وختلت وأذنت لرهبا وحقت).
( -إذا الس ماء انفط رت وإذا الكواك ب انتث رت وإذا البح ار فج رت وإذا
القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت).
استخرج ما يف اآليات من أفعال مؤنثة ،وبني حكم تأنيثها وسببه.
س 2بني الفعل املبين للمجهول والفعل املبين للمعلوم ،والفاعل ونائب
الفاعل فيما يأيت ،وعالمة إعراهبما:
اعة".
" -إ َذا ُوس َد األ َْم ُر إ َىل َغ ْري أ َْهله فَانْتَظر الس َ
(-وقال الرسول يا رب إن قومي اختذوا هذا القرآن مهجورا).
الدرس.
ُ وجع
ُ -ر َ
-قد قامت الصالة.
( -آمن الرسول مبا أُنزل إليه من ربه).
-قال نفطويه" :إذا استحكمت املودة ،بطلت التكاليف".
29
" -أقُصرت الصالةُ؟".
( -يوم يُنفخ يف الصور فتأتون أفواجا وفُتحت السماء فكانت أبوابا
وسريت اجلبال فكانت سرابا). ُ
-تقول بُنييتْ :أوص املوايل ،وكيف وصاة من هو عنك جاف؟!
عطاؤهُ.
ثناؤهُ ،أُم َل ُ
طاب ُ
َ -م ْن َ
( -كلما نَضجت جلودهم بدلناهم جلودا غريها).
( -كلما أُلقي فيها فوج سأهلم خزنتها).
-بانت سعاد؛ فقليب اليوم متبول متيم إثرها ،مل يُ ْف َد مكبول
س 3مثل ملا يأيت يف كالم مفيد:
-فعل مؤنث؛ ألن فاعله اسم جنس مجعي ،وبني حكم التأنيث.
-فع ل م ذكر؛ ألن نائ ب فاعل ه مث ىن م ذكر حقيق ي الت ذكري ،واذك ر
حكم التذكري.
-فع ل ،فاعل ه ض مري مس ترت يع ود عل ى مؤن ث حقيق ي التأني ث ،واذك ر
حكم تأنثيه.
-فعل مب ين للمجه ول ،نائ ب فاعل ه ض مري يع ود عل ى مج ع تكس ري لغ ري
عاقل ،وبني حكم تأنيثه.
-فعل مبين للمجهول ،نائب فاعله اسم مجع ،واذكر حكم تأنيثه.
-فعل مبين للمعلوم ،فاعله مفصول عنه بإال ،واذكر حكم التأنيث.
-فعل مبين للمجهول ،نائب فاعله اسم مجع ،واذكر حكم تأنيثه.
30
س 4بني األفعال املرفوعة وعالمة رفعها فيما يأيت:
( -ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مبا يقولون).
( -ويسألونك عن اجلبال فقل ينسفها ريب نسفا فيذرها قاعا صفصفا).
حتس منهم من أحد أو تسمع هلم ركزا). ( -هل ُّ
31
المنصوبات
-1المفعول به
وح ابن ه).
وهو االسم الذي يق ع علي ه فع ل الفاع ل ،حن و( :ون ادى ن ٌ
ف "ابن" مفع ول ب ه؛ ألن ه ه و ال ذي ن اداه ن وح .واألص ل يف املفع ول ب ه أن
يأيت بعد الفاعل ،ولكنه قد يتقدم عليه ،وقد يتقدم على الفعل ،حنو:
( -وإذ ابتلى إبراهيم ربُّه).
عمرو.
-أكرم زيداً ٌ
( -وكالا آتينا حكما وعلما).
دعوت.
ُ -زي ًدا
-كتابًا اشرتيت.
ف "إبراهيم" مفع ول ب ه مق دم ،و"ربُّ ه" فاع ل م ؤخر ،و"ك ال" مفع ول ب ه
مقدم ،وكذلك "زيدا "،و"كتابا" ،وقد تقدم الثالثة على الفعل.
والفع ل ق د ينص ب مفع وال واح دا وق د ينص ب مفع ولني ،فم ن نص ب
الفعل مفعولني:
-أعرت زيدا كتابا .ف "زيدا" مفعول به أول ،و"كتابا" مفعول به ثان.
-أسأل اهللَ العافيةَ.
-ظننت بكرا عاقال.
-حسبت عمرا غائبا.
32
-جعلت القراءة ديدناً.
-2المفعول المطلق
املفعل املطلق هو :املصدر املؤكد لعامله ،أو املبني لنوعه ،أو لع دده.
وعامله هو الفعل الذي قبله؛ ألنه هو الذي يعمل فيه النصب ،مثل:
( -1فلينظ ر اإلنس ان إىل طعام ه أن ا ص ببنا امل اء ص با مث ش قننا األرض
كيدا" ،مصادر شقا)( ،إهنم يكيدون كيدا وأكيد كيدا) .ف "صبا ،وشقا ،و ً
مؤكدة لعواملها ،وهي األفعال ال يت قبله ا :ص ب ،ش ق ،ك اد .وإمن ا كان ت
مؤكدة لعواملها ألن اإلتيان هب ا بع دها مبنزل ة تكراره ا ،فكم ا أن ه إذا قي ل:
ص ب ص ب ،ش ق ش ق ،ك َاد ك َاد ،ك ان الفع ل الث اين م ن ه ذه األفع ال
مؤك دا للفع ل األول ،ك ذلك إذا قي ل :ص ب ص با ،ش ق ش قا ،ك اد كي دا،
كان املصدر مؤكدا للفعل الذي قبله.
( -2وقل هلما قوال كرميا)( ،من ذا ال ذي يق رض اهلل قرض ا حس نا)( ،إن ا
ض ا ،وفْت ًح ا" مص ادر مبين ة لن وع
وقر ً
فتحن ا ل ك فتح ا مبين ا) ،ف "ق والًْ ،
قل ،ويقرض ،وف تَح .ومع ىن أهن ا مبين ة لنوعه ا أنعواملها ،وهي األفعالْ :
"الق ول ،والق رض ،والف تح" أن واع ،والق ول امل ذكور يف اآلي ة األوىل ه و
الق ول الك رمي ،والق رض يف اآلي ة الثاني ة ه و الق رض احلس ن ،والف تح يف
اآلية األخرية هو الفتح املبني.
33
( -3ف ُدكتا دك ةً واح دة)( ،فنظ ر نظ رةً يف النج وم) ،وق ف وقفت ني ،نظ ر
إلي ه نظ رات ،ف "دكةً ،ونظ رًة ،ووقفت ني ،ونظ رات" مص ادر مبين ة لع دد
عوامله ا ،أي إن "دك ة واح دة" مبين ة لع دد ال دك ،و"نظ رة" مبين ة لع دد
النظر ،و"وقفتيني" مبينة لعدد الوقوف ،و"نظرات" لعدد النظر.
-3المفعول ألجله
ت إكرام ا
وهو مصدر يبني سبب وقوع الفع ل ال ذي قبل ه ،حن و :قم ُ
أليب ،ف اإلكرام ه و س بب القي ام ،وك ذلك ق ول اهلل -تع اىل ( :-جيعل ون
أصابعهم يف آذاهنم من الص واعق حَّر امل وت) ،فاحل ذر ه و س بب وض ع
األصابع يف اآلذان .وقول الشاعر:
أهابك إجالال ،وما بك قدرة علي ،ولكن م ْلءُ عني حبيبُها
فاإلجالل هو سبب اهليبة.
-4المفعول فيه
وه و ظ رف الزم ان واملك ان .ومس ي مفع وال في ه؛ ألن ه يب ني الزم ان أو
املكان اللذين يقع فيهما الفعل ،حنو:
يوم اجلمعة.
-قدمت َ
خلف اإلمام.
-صليت َ
34
ف "يوم" هو الزمن الذي وقع فيه القدوم ،و"خلف" هو املكان الذي وقع
فيه الفعل "صلى".
وال ب د أن يك ون االس م ال ذي يك ون ظرف ا مش تمال عل ى مع ىن (يف)
الدال ة عل ى الظرفي ة ،ف إن مل يش تمل عليه ا مل يك ن ظرف ا ،وإن دل عل ى
زم ان أو مك ان ،ف "صليت خل ف اإلم ام" معناه ا :ص ليت يف مك ان
خل ف اإلم ام ،و"ق دمت ي وم اجلمع ة" معناه ا :ق دمت يف ي وم اجلمع ة،
يوم اجلمعةُ عي ٌد ،ليس بظرف ،وإن كان يدل على لكن "يوم" ،يف قولناُ :
الزم ان ،وإمن ا ه و مبت دأ ،ألن امل راد ل يس" :يف ي وم اجلمع ة عي د"؛ وإمن ا
احلكم على يوم اجلمعة بأنه عيد ،فه و -م ن أج ل ذل ك -مبت دأ و"عي د"
خ ربه .وك ذلك قول ه -تع اىل ( :-إن موع دهم الص بح) .فالص بح خ رب
"إن" ول يس ظ رف زم ان؛ ألن ه ال يش تمل عل ى مع ىن "يف" الظرفي ة ،وإن
كان يدل على الزمان.
-5الحال
ف ،نكرة ،يؤتى به لبيان هيئة صاحبه ،حنو:وص ٌ
وهوْ :
مدبرا).
( -فلما رآها هتتز كأهنا جان وىل ً
( -انفروا خفافا وثقاال).
بيع الطلق خيتال ضاح ًكا من احلسن حىت كاد ان يتكلما -أتاك الر ُ
35
ف "مدبرا" حال ،أي إهن ا بين ت هيئ ة موس ى -علي ه الس الم -ح ني وىل،
فه و ص احب احل ال ،و"خفاف ا وثق اال" ح االن ،ومه ا يبين ان هيئ ة
املخ اطبني إذ ينف رون ،وه م أص حاب احل الني ،و"ض احكا" ح ال ،تب ني
هيئة الربيع حني أتى ،والربيع هو صاحبها.
واحلال منصوب أبدا.
-6التمييز
وهو اسم نكرة ،يزيل إهبام اسم أو نسبة قبله ،حنو:
( -وواعدنا موسى ثالثني ليلةً).
غرست فدانا عنباً.
ُ -
تصدقت مبد ب ارا.
ُ -
-عندي مرتٌ حريراً.
( -اشتعل الرأس يباً)( ،وفجرنا األرض عيوناً).
ف "ليلة ،وعنبا ،وبُرا ،وحري را" ،أزال ت إهب ام الكلم ات ال يت قبله ا ،فقب ل أن
تُ ذكر ك ان امل راد م ن "ثالث ني ،وف دانا ،وم د" ،مبهم ا ،أي غ َري مع روف،
فلما ذُكرت ،زال إهبامها ،وأصبح املراد منه ا معروف ا .أم ا "ش يبا وعيون ا"،
ف أزاال إهب ام نس بة ،ومل يُ زيال إهب ام كلم ة مف ردة ،فل يس يف اآليت ني كلم ة
مبهم ة ،ولك ن امل بهم ه و نس بة االش تعال إىل ال رأس ،أي إن اآلي ة مل ا
36
قال ت "اش تعل ال رأس" بق ي م ا اش تعل ب ه ال رأس مبهم ا ،فلم ا ذك رت
"ش يبا" زال إهب ام م ا اش تعل ب ه ال رأس ،وك ذلك "عيون ا" ،مل ا ذُك رت زال
إهب ام نس بة التفج ري إىل األرض ،إذ ك ان م ن املمك ن أن تك ون األرض
فُجرت أهنارا ،أو عيونا ،أو غري ذلك ،فلما ذكرت "العيون" اتضح املراد،
وكذلك "اشتعل ال رأس" ،م ن املمك ن أن يك ون م ا اش تعل ب ه ال رأس ن ارا،
أو شيئا آخر ،فلما قيل "شيبا" زال إهبام ما اشتعل به الرأس.
ويس مى التميي ز ال ذي يزي ل إهبام ا يف كلم ة مف ردة ُيي َز مف رد ،ويس مى
ُييز نسبة.
الذي يزيل إهباما يف نسبة َ
37
تمرين
س 1استخرج املنصوب من األمساء ،يف هذه اجلمل ،واذكر نوعه:
(ظلمات بعضها فو بعض إذا أخرج يده مل يكد يراها). ٌ -
أح َس ُن من ه تي هُ الفق راء
أح َس َن تواض ع األَغني اء طلب اً مل ا عن د اهلل ،و ْ -ما ْ
على األَغنياء اتكاالً على اهلل.
(-فكسونا العظام حلما).
-امتأل اإلناء لبنا.
-أعطيت السائل رياال.
ك". كَ ،ر ْغبَةً َوَرْهبَةً إلَْي َ ت ظَ ْهري إلَْي ََ "-وأَ ْجلَأْ ُ
طمعا يف املال. -أوقع نفسه يف اهلالك ً
(ووجدك ضاال فهدى). َ -
( -قالتا أتينا طائعني).
-وإين رأيت الشمس زادت حمبةً إىل الناس أن ليست عليهم بسرمد
(-إذا ُرجت األرض رجا وبست اجلبال بسا).
( -فدعا ربه أين مغلوب فانتصر).
(-فتمثل هلا بشرا سويا).
( -إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً).
(-يأيها الذين آمنوا توبوا إىل اهلل توبة نصوحا).
( -وما تدري نفس ماذا تكسب غدا).
صبُّوا فو رأسه من عذاب احلميم). ( -مث ُ
38
( -بل اهللَ فاعبد وكن من الشاكرين).
( -فلن يقبل من أحدهم ملء األرض ذهبا).
شطر املسجد احلرام). وجهك َ ( -فول َ
(-إن عدة الشهور عند اهلل اثنا عشر شهرا يف كتاب اهلل).
-كفى بك داءً أن ترى املوت شافيا وحسب املنايا أن يكن أمانيا
(-وترى اجلبال حتسبها جامدة وهي ُر مر السحاب).
( -وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا).
-اشرتيت خبمسني رياال زيتا.
غضيض الطرف مكحول ُ أغن،
-وما سعاد غداة البني إذ رحلوا إال ُّ
( -أنا أكثر منك ماال وأعز نفرا).
( -يد اهلل فو أيديهم).
أحبك حبني حب اهلوى ،وحبا ألنك أهل لذاكا َ -
( -إين رأيت أحد عشر كوكبا).
ت أب ُذلُهُ ُح ْزناً مللحودت َد ْمعي ألبكي املَكرمات به فَلَ ْس ُ َ -ذ َخ ْر ُ
( -وآتيناه احلكم صبيا).
س 2أعرب ما فو اخلط:
( -فجعلناها نكاال ملا بني يديها وما خلفها وموعظة للمتقني).
لست حبالل التالع َخمَافَةً َولَكن َمىت يسرتفد ال َق ْوم أرفد َ -و ُ
( -أتاها أمرنا ليال أو هنارا).
( -والناشطات نشطا والساحبات سبحا).
39
(-إهنم كانوا قبل ذلك مرتفني).
يبتسم
غضى من مهابته فما يكلم إال حني ُ -يُغضي حياءً ،ويُ َ
(أمسع هبم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظاملون اليوم يف ضالل مبني ْ -
وأنذرهم يوم احلسرة إذ قضي األمر وهم يف غفلة وهم ال يؤمنون).
-غرست األرض خنال.
جتهزت غازيًا كفى الشيب واإلسالم للمرء هنيا َ -عمريَة ود ْع ،إن
-أَج ُد املالمةَ يف هواك لذيذة حبا لذكرك ،فليلمين اللوُم
( -وال تقتلوا أوالدكم خشيةَ إمال ).
( -ولقد صبحهم بكرةً عذاب مستقر).
-ضممت جناحيه على القلب ضمة ُوت اخلوايف حتتها والقوادم
الليايل قبل ما صنعت بنا فلما دهتين مل تزدين هبا علما
-عرفت َ
(-أحيب أحدكم أن يأكل حلم أخيه ميتا).
-لئن كان برد املاء هيمان صاديا إيل حبيبا إهنا حلبيب
40
-7المنا ى
النداء أسلوب يراد به تنبيه املخاطب على ما يقال له ،وأشهر أدواته :يا،
أي ،حن و" :أزي ُد ،ه ذا أب وك"" ،أي ب ين ،علي ك واهلم زة ،وأَيَ اَ ،
وهيَ ا ،و ْ
بالصد "،
يمها
نسيم الصبا َخيْلُص إيل نَس ُ
َ أيا جبلي نعمان ،باهلل َخليا
-هيا رب ،أسألك املغفرة.
وأهم أنواع املنادى:
-1املض اف ،حن و( :يأه ل الكت اب ال تغل وا يف دي نكم)( ،ي ا نس اء الن يب
لسنت كأحد من النساء إن اتقينت).
أسحارا
َ يا راقد الليل مسرورا بأوله ،إن احلو َ
ادث قد يطرقْن
ف "أهل" ،و"نساء" ،و"راق د" ،منادي ات ،وه ي مض افة إىل م ا بع دها م ن
األمساء (الكتاب ،ونساء والليل).
-2الشبيه باملضاف ،وهو ما يتعلق به شيء من ُام معناه ،حنو:
-أيا جالساً على الكرسي ،ال تسقط.
ناظرا في الكتاب ،تنبه إىل ما فيه من أخطاء.
يا ً
ف "جالسا" منادى ،و"على الكرس ي" متعل ق ب ه ،وي تمم معن اه ،و"ن اظرا"
منادى ،و"يف الكتاب" متعلق به ويتمم معناه.
41
-3النكرة اجملهولة ،وهي اليت ال يراد هب ا من ادى بعين ه ،وإمن ا ي راد هب ا ك ل
م ن تص ُد علي ه ،حن و ق ول ال واعظ :ي ا غ افالً ،إن امل وت يطلب ك.
ف "غافال" ال يراد به غافل بعينه ،وإمنا يراد به كل غافل ،كائنا من كان.
وه ذه األن واع الثالث ة م ن املن ادى (املض اف ،والش بيه باملض اف ،والنك رة
صب ،كما يف األمثلة السابقة. اجملهولة) تُْن َ
العلَم املفرد ،حنو( :قالوا يا نوح قد جادلتنا)( ،قالوا يا هو ما جئتنا
َ -4
ببينة)( ،يا مرميُ اقنيت لربك).
-5النك رة املقص ودة ،وه ي ال يت ي راد هب ا من ادى بعين ه ،وه ي خب الف
النكرة اجملهولة ،حنو:
نار كوين ب ردا وس الما عل ى إب راهيم) ،فالن ار يف اآلي ة ي راد هب ا الن ار
( -يا ُ
اليت أُلْقي فيها إبراهيم -عليه السالم.-
ت الك الم! وأن ت تع ين الرج ل -قول ك الم رئ ختاطب ه :ي ا رج ُل ،أطل َ
الذي تكلمه وحده.
وهذان النوعان (العلم املفرد ،والنكرة املقصودة) يُْب نَيان على الضم.
وإذا كان املنادى مقرتن ا ب "أل" وج ب أن يس بق ب "أيها" ،إن ك ان م ذكرا،
و"أيته ا" إن ك ان مؤنث ا ،ويبني ان عل ى الض م ،ويب ىن املن ادى عل ى الض م،
ويعرب صفة ،ويعرب "أيه ا" و"أيته ا" من اديني مبني ني عل ى الض م ،واهل اء
فيهما للتنبيه ،فهذه اجلملة (يأيها الناس اتقوا ربكم) هكذا تعرب:
42
يا :حرف نداء ،وأي :منادى مبين على الضم ،وها :ح رف تنبي ه ال حم ل
ل ه م ن اإلع راب ،والن اس ص فة مرفوع ة .وك ذلك تع رب( :يأيته ا ال نفس
املطمئنة).
43
تمرين
1بني املنادى ونوعه وعالمته اإلعرابية فيما يأيت:
الصارم املسلوال؟
َ خرت
-أمعفَر الليث اهلَزبْر بسوطه ،ملن اد َ
( -يا حسرًة على العباد).
-يا غافال ،وله يف الدهر موعظة ،إن كنت يف سنة ،فالدهر يقظا ُن
أرض ابلعي ماءك ويا مساء أقلعي). (-يا ُ
( -يأيها اإلنسان ما غرك بربك الكرمي).
ت الدهر ،عندي كل بنت ،فكيف خلصت أنت من الزحام؟ أبْن َ
( -يا هامان ابن صرحا).
( -يأيها املزمل قم الليل إال قليال).
-أيا راكبا ،إما عرضت ،فبلغَ ْن نداماي من جنران أن ال تالقيا
س 2أعرب ما فو اخلط:
أطلعك
ْ ظ اهلل زماناوسناً ،حف َ -يا أخا البدر سناءً َ
( -قالوا يا صاحل قد كنت فينا مرجوا قبل هذا).
( -يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صاحلا).
-يا واعظ ،هال وعظت نفسك!
عمر
-ألقيت كاسبهم يف قعر مظلمة فاغفر عليك سالم اهلل يا ُ
أنت موف ُق
صْبح خامسة ،و َ -يا راكبا ،إن األُثَْي َل َمظنةٌ من ُ
حذر العدا ،وبه الفؤ ُاد موك ُل
َ بيت عاتكةَ الذي أتعزل -يا َ
44
-8االستثناء
االس تثناء ه و :إخ راج م ا بع د أداة االس تثناء م ن حك م م ا قبله ا .ف إذا
قي ل :ج اء الق وم إال زي دا ،ك ان مع ىن الك الم أن زي دا مل جي ئ ،وال ذي
أخرج ه م ن اجمل يء ه و "إال" ،وه ي أداة االس تثناء ،وزي د ه و م ا بع دها،
واجمليء هو احلكم الذي أخرج منه ،وهو ما قبل "إال".
وأشهر أدوات االستثناء :إال ،وغري ،وس َوى ،وخال ،وعدا.
وللمستثىن ب "إال" ثالث حاالت:
-1االستثناء التام املوجب :وهو الذي يذكر فيه املس تثىن واملس تثىن من ه،
ويك ون الك الم غ ري منف ي ،حن و :حض ر الط الب إال زي دا .فاملس تثىن
"زي د" ،واملس تثىن من ه "الط الب" ،والك الم مثب ت ،وإثبات ه ه و مع ىن أن ه
موجب .فيجب نصب املستثىن ،حينئذ.
-2االس تثناء الت ام املنف ي ،وه و ال ذي ي ذكر في ه املس تثىن من ه ،ويك ون
الك الم منفي ا ،حن و :م ا غ اب الط الب إال زي ًدا .والف ر ب ني ه ذا وال ذي
قبله أن هذا منفي ،وذلك مثبت.
ويف املس تثىن حينئ ذ وجه ان :النص ب عل ى أن ه مس تثىن ،واإلتب اع ،وه و
إعرابه كإعراب املستثىن من ه ،فريف ع إن ك ان مرفوع ا ،وجي ر إن ك ان جم رورا،
حنو:
يدا.
-ما مررت بأحد إال زيد ،أو ز ً
45
عمرا.
عمرو ،أو ً -ما زارين أح ٌد إال ٌ
-3االستثناء امل َفرغ ،وهو الذي حيذف منه املستثىن منه ،ويك ون الك الم
ُ
منفيا ،فيعرب ما بعد "إال" حبسب العوامل الداخلة عليه ،حنو - :ما ق ام
إال علي.
-ما رأيت إال طالباً.
-ما سلمت إال على خالد.
-ما رأيت صديقي إال ضاحكا.
فهذه اجلمل منفية ب "ما" ،و ُحذف منها املستثىن ،وهو "أحد" .فيعرب ما
بعد "إال" فيها على حسب موقعه يف اجلملة ،كما لو كان ت "إال" ،وأداة
النف ي غ ري موج ودتني .ف "علي" يف اجلمل ة األوىل يع رب ف اعال ،ويع رب
"طالبا" يف اجلملة الثانية مفعوال به ،ويعرب "خال د" امس ا جم رورا ب "على"،
ويع رب "ض احكا" ح اال ،ف إعراب األمس اء األربع ة يف ه ذه األس اليب
كإعراهبا يف قولنا:
-قام علي.
-رأيت طالبا.
-سلمت على علي.
-رأيت صديقي ضاحكا.
46
أم ا "غ ري" و"س وى" ،فيعرب ان إع راب املس تثىن الواق ع بع د (إال) يف
احلاالت الثالث ،حنو:
غري زيد.
الطالب َ
ُ -حضر
غري عمرو.
الطالب غريُ عمرو ،أو َ
ُ -ما غاب
-ما غاب غريُ خالد.
-ما سلمت على غري بكر.
فاالس تثناء يف اجلمل ة األوىل ت ام موج ب ،ول ذلك ج اءت "غ ري" في ه
منصوبة ،كما ينصب ما بعد "إال" يف االستثناء التام املوجب .واالستثناء
يف اجلمل ة الثاني ة ت ام منف ي ،ول ذلك ك ان يف "غ ري" وجه ان :اإلتب اع،
والنص ب ،كم ا أن فيم ا بع د "إال" يف االس تثناء الت ام املنف ي وجه ني:
اإلتب اع والنص ب .واالس تثناء يف اجلملت ني األخريت ني مف رغ ،ول ذلك ك ان
إع راب "غ ري" فيهم ا عل ى حس ب موقعه ا يف اجلمل ة (ف اعال يف األوىل،
وامس ا جم رورا يف الثاني ة) ،كم ا أن م ا بع د "إال" يف االس تثناء املف رغ يع رب
على حسب موقعه يف اجلملة.
أما االسم الذي يقع بعد "غري" و"سوى" ،فيُ َجُّر باإلضافة ،أبدا.
أم ا "خ ال" و"ع دا" ،ف إذا دخل ت عليهم ا "م ا" ،نُص ب االس م ال ذي
بعدمها على أنه مفعول به ،ومها فعالن ،حنو:
ائل
كل نعيم -ال حمالة -ز ُ
و ُّ كل شيء ما خال اهلل باطل
أال ُّ
47
فإذا ُجردا من "ما" ،كان يف االسم الذي بع دمها وجه ان :النص ب ،عل ى
أنه مفعول به ،ومها فع الن ،واجل ر ،عل ى أن ه اس م جم رور ،ومه ا حرف ا ج ر،
حنو:
-رأيت الطالب عدا زي ًدا ،أو عدا زيد.
الكتب خال كتاباً ،أو خال كتاب.
َ -قرأت
48
تمرين
س 1بني املستثىن واملستثىن منه ،ونوع االستنثاء ،يف هذه اجلمل:
( -فلبث فيهم ألف سنة إال مخسني عاما).
( -وما احلياة الدنيا إال متاع الغرور).
( -وما أرسلناك إال رمحة للعاملني).
(-ما املسيح ابن مرمي إال رسول قد خلت من قبله الرسل).
( -مث توليتم إال قليال منكم وأنتم معرضون).
-كل املصائب قد ُر على الفىت فتهون غري مشاتة األعداء
(-وتلك األمثال نضرهبا للناس وما يعقلها إال العاملون).
-جنح الطالب غري زيد.
-ما جاءين أحد إال زيدا.
س 2أعرب ما فو اخلط:
-ما كان حممد إال صديقا محيما.
-رد املستعري الكتب ما عدا كتابا.
-حضر الطالب خال زيد.
-ما رأيت عمراً إال بامسا.
-ما أعجبين من زيد غري خلقه.
49
-9الفعل المضارع المسبوق بناصب
ونواصب الفعل املضارع هي:
أحيب أحدكم أن ي كل حلم أخيه ميتا).
-1أ ْن ،حنوُّ ( :
-2لن ،حنو( :لن ينال اهللَ ُ
حلومها).
مطعمك كي تستجاب دعوتك .
أطب َ -3كي ،حنوْ :
-4إذن ،بش ر أن تق ع يف أول الك الم ،وأن يك ون الفع ل بع دها
مس تقبالً ،متص الً هب ا ،أو مفص وال عنه ا بالقس م أو "ال" ،حن و :إذن
دت كث رياً ،وحن و :إذن -واهلل -أكرم ك،
ت نجح ،جواب اً مل ن ق ال :اجته ُ
وحنو :إذن ال أفعل .
-5الم التعليل ،حنو( :إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك اهلل).
-6الم اجلح ود ،وه ي الواقع ة بع د "م ا ك ان" أو "مل يك ن" ،حن و( :م ا
كان اهلل ليَّر املؤمنني على ما أنتم عليه)( ،مل يكن اهلل ليغفر هلم).
-7حىت الدالة على التعليل أو الغاية ،حنو( :قالوا لن نربح علي ه ع اكفني
حىت يرج إلينا موسى) ،اجته ْد ح ىت ت نجح ،انتب ه ح ىت تفه م .فه ي يف
تمر
املث ال األول تفي د انته اء الغاي ة ،أي إن العك وف عل ى الع ْج ل سيس ُّ
إىل أن يرج ع موس ى -علي ه الس الم ،-ويف املث ال الث اين تفي د التعلي ل،
أي إن النجاح علته االجتهاد ،والفهم علته االنتباه.
-8فاء السببية ،مسبوقة بنفي أو طلب ،حنو:
50
-ما رأيتك؛ ف سلم عليك ،ف "أسلم" منص وب بع د ف اء الس ببية مس بوقةً
بنفي.
( -ال تف رتوا عل ى اهلل ك ذبا فيس حتكم بع ذاب) ،و"يس حت" منص وب
بعد فاء السببية مسبوقة بنهي.
أفوز ف وزا عظيم ا) .ف "أفوز" منص وب بع د ف اء
( -ي اليتين كن ت معه م ف َ
السببية مسبوقة بتمن .وهكذا.
-9واو املعية مسبوقة بنفي أو طلب ،حنو:
عظيم
فعلت ُ عار عليك إذا َ ٌ -ال تنهَ عن خلق وت تي مثله
فالفع ل "ت أيتَ" منص وب بع د واو املعي ة مس بوقةً بنه ي .وال واو ال يت قب ل
"تأيت" مبعىن "مع" ،ومعىن البي ت :ال تن ه ع ن خل ق م ع إتي ان خل ق مثل ه،
أي ال تنه عن شيء وأنت تفعل مثله.
الع ْرض ،والتحض يض، وامل راد بالطل ب :األم ر ،والنه ي ،وال دعاء ،و َ
والتمين ،واالستفهام.
51
ثالثا -المجزومات
واجل زم خ اص بالفع ل املض ارع وح ده .وج ازم الفع ل املض ارع ثالث ة
أنواع:
-1جازم جيزم فعال واحدا :واجلوازم اليت جتزم فع ال واح دا ه ي :مل ،ومل ا،
وال الناهية ،والم األمر .حنو:
( -مل يلد ومل يولد ومل يكن له كفوا أحد).
-لَما يَعُ ْد أيب من سفره.
تستهن بالثواين ،فإمنا العمر ثوان.
ْ -ال
-ليجته ْد من خياف الرسوب.
-2ج ازم جي زم فعل ني ،ه و أدوات الش ر اجلازم ة :إ ْنَ ،م ْن ،م ا ،مهم ا،
مىت ،أيان ،أين ،أك ،حيثما ،أي ،حنو:
-إن تنصر اهلل ينصرك.
-من يجتهد ينجح.
-مهما يكن عند امرئ من ُخلُق يُ ْ
علم.
-ما تقد ْم لنفسك ،جت ْده عند ربك.
تزرين ،أفر ْح بزيارتك.
-مىت ْ
-أيا َن تستيقظ تجدني يف احلجرة.
-أك تجلس أجلس.
52
-أينما تكن يدركك املوت.
-حيثما أكن أراقب اهلل.
أي كتاب تقرأ يفدك.
والفع الن الل ذان جتزمهم ا أدوات الش ر يس مى أوهلم ا فع ل الش ر ،
ويسمى الثاين جواب الشر .
-3ج واب الطل ب ،وق د ذكرن ا أن واع الطل ب .فالفع ل ال ذي يق ع يف
جواب الطلب جيزم ،حنو:
( -اتقوا اهلل وقولوا قوال سديدا يصلح لكم أعمالكم).
" -اتق اهلل تجده جتاهك".
-ليتك تزورين ِّ
أحدثك.
فاألفع ال :يص لح ،وجت د ،وأح دث ،واقع ة يف ج واب الطل ب" ،يص لح
وجت د" واقع ان يف ج واب األم ر (اتق وا اهلل ،ات ق اهلل) ،و"أح دث" واق ع يف
جواب التمين.
53
تمرين
س 1استخرج األفعال املضارعة املنصوبة واجملزومة ،وبني ناصبها
وجازمها:
( -لينفق ذو سعة من سعته).
( -قال رب مبا أنعمت علي فلن أكون ظهريا للمجرمني).
( -كي ال يكون دولة بني األغنياء منكم).
( -وما كان لبشر أن يكلمه اهلل إال وحيا).
( -وما كان اهلل ليعذهبم وأنت فيهم).
( -فقاتلوا اليت تبغي حىت تفيء إىل أمر اهلل).
( -أحيسب أن يقدر عليه أحد).
-أي يوم سررتَين بوصال ،مل ترعين ثالثةً بصدود؟
-ال حتسب اجملد ُرا أنت آكله ،لن تبلغ اجملد حىت تلعق الصربا
-حيثما يذكر اسم اهلل يكن وطين.
-من يصاحب حكيما ينتفع بصحبته.
-أطلت الشرح غري أن بعض الطالب ملا يفهم.
-أنصت لكي تستفيد.
نتحدث ساعة؟
ْ -هل تزورين
ذكرك.
-ما نسيتك؛ فأ َ
54
-شاور حكيما وال ختالفه.
-مىت أضع العمامة تعرفْين.
س 2أعرب ما فو اخلط:
-ال تأكل السمك وتشرب اللنب.
-أال تنصت إىل الدرس؛ فتفهم!
-أهتمل وتأيت متأخرا؟
( -اشدد به أزري وأشركه يف أمري كي نسبحك كثريا).
( -لو أن لنا كرة فنتربأ منهم كما تربؤوا منا).
( -اسلك يدك يف جيبك خترج بيضاء من غري سوء).
"-ال تكن كال؛ فتزداد ذال".
-ليت الكواكب تدنو يل؛ فأنظمها عقود مدح ،فما أرضى لكم
كلمي
( -وقالوا لن نؤمن لك حىت تفجر لنا من األرض ينبوعا).
55
رابعا -المجرورات
اجملرورات يف العربي ة قليل ة ،وق د تق دم أن اجل ر خ اص باألمس اء ،وأن
األفعال ال جتر .واجملرورات هي:
-1اجمل رور حب رف اجل ر ،وح روف اجل ر ه ي :م ن ،إىل ،ع ن ،عل ى،
الباء ،الالم ،يف ،الكاف ،حىت ،واو القسم ،تاء القسم ،رب ،مذ ،منذ.
-2اجملرور باإلضافة :واإلضافة هي نس بة ش يء إىل ش يء ،حن و- :
-باب احلجرة واسع.
-طالب العلم ُّ
جمد.
ف "باب" منس وب إىل احلج رة ،و"طال ب" منس وب إىل العل م .وتس مى
الكلم ة األوىل (ب اب ،وطال ب) ،مض افا ،والكلم ة ال يت تليه ا (احلج رة،
والعلم) مضافا إليه.
واملضاف يع رب عل ى حس ب موقع ه يف اجلمل ة ،أم ا املض اف إلي ه فيك ون
جمرورا باإلضافة .فإذا قيل مثال :فتحت باب احلجرة ،كان "باب" مفعوال
ب ه منص وبا ،وه و مض اف ،و"احلج رة" مض اف إلي ه جم رور .وإذا قي ل:
م ررت بطال ب العل م ،ك ان "طال ب" امس ا جم رورا بالب اء ،وه و مض اف،
و"العلم" مضاف إليه جمرور باإلضافة.
56
التواب
وهي اليت تتبع ماقبله ا يف اإلع راب ،ول يس هل ا إع راب مس تقل عن ه .وه ي
أربعة:
-1التوكيد :وهو نوعان:
أ -توكي د لفظ ي ،وه و :إع ادة اللف ظ م رتني أو ثالث ا ،بقص د التوثي ق
والتقرير ،حنو:
( -كال إذا دكت األرض دكا دكا وجاء ربك وامللك صفا صفا ).
قم.
قم ْ
ْ -
ب -توكي د معن وي :ويك ون هب ذه األلف اظ :نف س ،وع ني ،وك ل ،وك ال،
وكلتا ،ومجيع ،وعامة ،وأمجع ،ومجعاء ،وأمجع ون ،و ُمجَع .و"أمجع ون" مجَْ ع
و"مجَع" مجع "مجَْعاء" .حنو:"أمجع"ُ ،
نفسه.
الرجل ُ
-جاء ُ
ُ -شذبت الشجرتان كلتامها.
-رجع املسافرون عامتُهم.
(فسجد املالئكة كلُّهم أمجعون).
-قرأت القصةَ كلها مجعاء.
-أُعجبت بالكتاب كله َ
أمجع.
الطالبات كلُّهن ُمجَ ُع.
ُ -جنحت
57
-2النعت ،وهو الصفة ،وهو كلمة تبني صفة يف اسم قبلها ،حنو:
الطالب ُّ
اجملد. ُ -فاز
اجلديد.
َ -اشرتيت الكتاب
-مررت على الدار القدمية.
-3العطف :وأشهر حروفه :الواو ،والفاء ،ومث ،وأو ،وال .حنو:
-تذاكر زيد وخال ٌد العلم.
-دخل عمرو فخال ٌد.
-كتبت رسالةً مث مقالةً.
-دخل زيد أو أخوه.
-استيقظ حممد ال خال ٌد.
وت دل ال واو عل ى مطل ق اجلم ع ،أي اش رتاك املعط وف واملعط وف علي ه يف
الفع ل م ن غ ري ترتي ب ،ف إذا قي ل :ج اء زي د وعم رو ،فإمن ا امل راد أن اجمل يء
ك ان منهم ا ،م ن غ ري نظ ر إىل الرتتي ب .وت دل الف اء عل ى الرتتي ب م ع
التعقي ب ،وامل راد بالتعقي ب ع دم وج ود م دة ب ني املتع اطفني .وت دل "مث"
عل ى الرتتي ب م ع الرتاخ ي ،وامل راد ب الرتاخي الفس حة الزمني ة ب ني
املتعاطفني .وتدل "أو" على أحد الشيئني .أما "ال" ،فتدل على النفي.
58
-4الب دل :وه و الت ابع املقص ود ب احلكم ،ف إذا قي ل -م ثال :-رأي ت زي دا
أخ اك ،فإمن ا امل راد :رأي ت أخ اك ،ف "أخاك" ب دل م ن زي د .ول ه أن واع،
أمهها:
-ب دل الك ل ،ومعن اه أن لف ظ الب دل يس اوي يف معن اه لف ظ املب دل من ه،
حن و( :اه دنا الص را املس تقيم ص را َ ال ذين أنعم ت عل يهم ) .ف "صرا
ال ذين أنعم ت عل يهم" ه و "الص را املس تقيم" .وك ذلك :س لمت عل ى
عمرو صاحبك ،ف "صاحبك" هو "عمرو".
-بدل البعض ،وه و ال ذي يك ون في ه الب دل ج زءا م ن املب دل من ه ،حن و:
قرأت الكتاب نص َفه ،ف "نصف" بعض من الكتاب.
-ب دل االش تمال ،ومعن اه أن الب دل ال يك ون ع ني املب دل من ه ،وال
بعضه ،وإمنا يكون معىن يشتمل عليه ،فالرتتيل ،والتغريد ،يف:
-أعجبين القارئ ترتيلُه.
يده.
-مسعت ال ُق ْمري تغر َ
ليسا بعضا من القارئ والقمري ،ولكنهما معنيان يشتمل عليهم ا الق ارئ
والقمري.
فهذه األربع ة تس مى التواب ع؛ ألهن ا تتب ع م ا قبله ا يف إعراب ه ،ف "كلُّه"
-م ثال -يف قولن ا (أعجب ت بالكت اب كل ه) يع رب توكي دا معنوي ا جم رورا
بالكس رة الظ اهرة عل ى آخ ره؛ ألن املؤك د ،وه و "الكت اب" ،جم رور بالب اء.
59
واجمل ُّد يف قولن ا" :ف از الطال ب اجمل دُّ" ص فة مرفوع ة؛ ألن املوص وف
"الطالب" فاعل مرفوع .و"مقال ة" يف" :كتب ت رس الة مث مقال ة" معط وف
منص وب؛ ألن املعط وف علي ه (رس الة) مفع ول ب ه منص وب .و"ص را "
يف اآلية السابقة منص وب؛ ألن ه ب دل م ن منص وب وه و "الص را " ،وه و
مفعول به.
60
تمرين
س 1بني التابع ونوعه ،فيما يأيت:
اليتيم.
الطفل ََ الطفت
ُ -
-قياما قياما أيها الطالب.
-كتبت املقالة كلها.
( -يسألونك عن الشهر احلرام قتال فيه).
(-وإن جهنم ملوعدهم أمجعني).
-دخل عمرو فخالد.
( -ال يستوي اخلبيث والطيب).
( -يوقَد من شجرة مباركة زيتونة).
لني
-بُين ،إن الرب شيءٌ هني :وجه طليق ،وكالم ُ
-فصربا يف جمال املوت صربا؛ فما نيل اخللود مبستطاع
القلم
-اخليل والليل والبيداء تعرفين والضرب والطعن والقرطاس و ُ
-أعجبين اخلطيب إلقاؤه.
باكرها النقيم فصاغها بلباقة ،فأدقها وأجلها -بيضاءُ َ
فقلت لصاحيب :ما كان أكثرها لنا وأقلها َمنَ َعت حتيتَهاُ ،
( -أمل تر أن اهلل يزجي سحابا مث يؤلف بينه مث جيعله ركاما).
( -فيه آيات بينات مقام إبراهيم).
( -لبثنا يوما أو بعض يوم).
-بيض الصفائح ال سود الصحائف يف متوهنن جالء الشك والريَب
61
-قرأت الكتاب عينه.
س 2أعرب ما فو اخلط:
اطعت البضاعة املصنوعةَ يف بالد األعداء.
-ق ُ
-سلمت على الطالبني كليهما.
-سأعتمر هذا العام وأعتمر العام الذي بعده.
ب بيتنا شجرةٌ طويلة.
ْ -قر َ
( -تاهلل إنك لفي ضاللك القدمي).
( -والعصر إن اإلنسان لفي خسر).
( -ال أقسم بيوم القيامة).
" -من حج فلم يرفث ومل يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
62
عالمات اإلعراب
علمن ا أن عالم ات اإلع راب األص لية أرب ع :الفتح ة ،والض مة،
والكس رة ،والس كون ،وأن أكث ر الكل م الع ريب يتح رك آخ ره بواح دة م ن
ه ذه .وبق ي أن نق ول إن عالم ات اإلع راب تك ون ظ اهرة ،أي ملفوظ ا
هبا ،كما ق د رأين ا فيم ا س لف م ن األب واب ،وتك ون مق درة ،أي ال تنط ق
ألسباب صوتية .ومع العالم ات األرب ع عالم ات فرعي ة ،تَرد يف قلي ل م ن
ض الكل م
الكلم ات ،وه ي فيه ا تق وم مق ام العالم ات األص لية .ويل زم بع ُ
حرك ة واح دة ،ال تتغ ري بتغ ري العوام ل اإلعرابي ة الداخل ة علي ه .وس ندرس
ه ذه املوض وعات؛ لنع رف الكلم ات ال يت تق در فيه ا عالم ات اإلع راب،
والكلم ات ال يت تق وم فيه ا عالم ات اإلع راب الفرعي ة مق ام العالم ات
األصلية ،والكلمات اليت تلزم حركة واحدة.
63
بعض عالمات اإلعراب؛ إما ألن ظهورها عليه غري ممكن ،كاألمساء
واألفعال اليت تنتهي بألف؛ ألن األلف ال تقبل احلركات؛ ألهنا فتحة
طويلة ،واحلركات ال تقبل احلركات ،وإما ألن يف حتريكها ببعض احلركات
ثقال ،وإن كان ممكنا ،كالكلمات اليت تنتهي بالياء والواو.
وتقسم األمساء اليت تنتهي حبرف علة قسمني:
أ -أمساء مقصورة :وهي اليت تنتهي بألف ،مثل:
( -وال تتبع اهلوى).
( -فأعرض عمن توىل عن ذكرنا ومل يرد إال احلياة الدنيا).
( -وهل أتاك حديث موسى).
ف "اهل وى" ،و"ال دنيا" ،و"موس ى" كلم ات تنته ي ب ألف ،س واء أكان ت
ألفا مقصورة (اهلوى) ،أم كانت ألف ا قائم ة (ال دنيا) ،وتس مى كله ا أمس اء
مقصورة ،وعالمات اإلعراب تقدر عليها منع من ظهورها التعذر .ومع ىن
التع ذر أن احلرك ات يتع ذر ظهوره ا عل ى األل ف ال يت يف آخ ر ه ذه
الكلم ات ،أي ال ميك ن .ف "اهلوى" -م ثال -مفع ول ب ه منص وب بفتح ة
مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر ،وال دنيا ص فة للحي اة منص وبة
بفتح ة مق درة من ع م ن ظهوره ا التع ذر ،و"موس ى" مض اف إلي ه جم رور
بكسرة مقدرة على األلف منع من ظهورها التعذر.
ومع ىن أن احلرك ة مق درة أهن ا ال يُْل َف ظ هب ا لس بب م ن األس باب ،ولكنه ا
64
مقدرة يف عقل املتكلم.
ب -أمس اء منقوص ة :وه ي ال يت تنته ي بي اء س اكنة مكس ور م ا قبله ا،
مث ل :ال داعي ،القاض ي ،الراع ي .وتق در الض مة والكس رة عل ى الي اء يف
ه ذا الن وع م ن األمس اء ،من ع م ن ظهورمه ا الثق ل ،وتظه ر عليه ا الفتح ة؛
ألهنا خفيفة .مثل:
-دعا الداعي إىل اخلري.
" -كالراعي يرعى حول احلمى".
( -ربنا إننا مسعنا مناديا).
ف "الداعي" فاعل مرفوع بضمة مقدرة ،منع من ظهورها الثقل ،و"الراع ي"
اس م جم رور بالك اف ،وعالم ة ج ره كس رة مق درة عل ى الي اء ،من ع م ن
ظهوره ا الثق ل .و"منادي ا" مفع ول ب ه منص وب وعالم ة نص به الفتح ة
الظاهرة.
وال خيف ى م ا ب ني التع ذر والثق ل :التع ذر يع ين ع دم إمك ان نط ق احلرك ة،
أم ا الثق ل ،فيع ين إمك ان نط ق احلرك ة ،لكن ه ثقي ل .ف يمكن أن يق ال:
داعي ،والراع ي ،بي د أن ذل ك ثقي ل ،واللس ان كث ريا م ا ميي ل إىل اخلف ة.
ال ُ
وملا كان ظهور الفتحة عل ى الي اء خفيف ا ،ول يس في ه م ا يف ظه ور الض مة
والكسرة عليها من الثقل ظهرت الفتحة على الياء يف "مناديا".
65
األفعال المعتلة اآلخر
أ -املعتلة باأللف :واألفعال املعتلة اآلخر باأللف تقدر عليها الفتحة
والضمة ،منع من ظهورمها التعذر ،فهي كاألمساء املقصورة؛ ألهنا تنتهي
مثلها باأللف ،حنو:
(-فإذا هي حية تسعى).
( -ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حىت تتبع ملتهم).
ف "تسعى" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على األلف ،منع من
ظهورها التعذر ،و"ترضى" فعل مضارع منصوب بفتحة مقدرة ،منع من
ظهورها التعذر.
ب -األفعال املعتلة بالواو والياء :أما األفعال اليت تنتهي بواو أو ياء،
فتقدر عليها الضمة ،منع من ظهرها الثقل ،وتظهر عليها الفتحة ،مثل:
( -واهلل يدعو إىل دار السالم).
( -قال أنا أحيي وأميت).
ندعو من دونه إهلا).
( -لن َ
( -وال أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيَهم اهلل خريا).
ف "يدعو" ،و"أحيي" ،فعالن معتالن بالواو والياء ،ومها مرفوعان بضمة
"ندعو" ،و"يؤيتَ"،
َ مقدرة على الواو ووالياء ،منع من ظهورها الثقل ،أما
فمنصوبان وعالمة نصبهما الفتحة الظاهرة على الواو والياء .وال خيفى
66
أن ظهور الفتحة عليهما خفيف ،ولذلك فُتحا ،خبالف الضمة على
الواو والياء ،فظهورها عليهما ثقيل ،ولثقله قُدرت عليهما.
ج -جزم الفعل املعتل اآلخر :وإذا ُجزم الفعل املعتل اآلخرُ ،حذف منه
حرف العلة ،مثل:
( -لئن مل تنته ألرمجنك).
( -فمن يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)- .
(فال ت ْدعُ مع اهلل إهلا آخر).
وير ،وت ْدع ،أصلها قبل دخول أدوات اجلزم :تنتهي، فاألفعال :تنتهَ ،
يرى ،تدعو ،فلما دخلت أدوات اجلزم ،حذفت حروف العلة الثالثة.
ويقال يف إعراهبا إهنا أفعال جمزومة ،وعالمة جزمها حذف حرف العلة.
الخالصة
االسم املعتل اآلخر نوعان:
-1مقص ور :وه و ال ذي ينته ي ب ألف مفت وح م ا قبله ا ،وتق در علي ه
نع من ظهورها التعذر.احلركات كلهاَ ،م َ
-2منق وص :وه و ال ذي ينته ي بي اء مكس ور م ا قبله ا ،وتق در علي ه
الضمة والكسرة ،منع من ظهورمها الثقل ،وتظهر عليه الفتحة.
أما الفعل ،فنوعان:
-1فع ل ينته ي ب ألف :وتق در علي ه الفتح ة والض مة من ع م ن ظهورمه ا
67
التعذر.
-2فعل ينتهي بواو أو ياء :وتقدر عليه الض مة من ع م ن ظهوره ا الثق ل،
وتظهر عليه الفتحة.
وحيذف حرف العلة من آخر النوعني يف اجلزم.
68
املتكلم ،منع من ظهورها اشتغال احملل حبركة املناسبة ،حنو:
( -ربِّي يعلم القول يف السماء واألرض).
( -إن ربِّي ٌ
لطيف ملا يشاء).
( -إين ذاهب إىل ربِّي سيهدين).
"رب" يف احل االت ال ثالث ،م ع أن ه يف املث ال األول مبت دأ ،ويف يكس ر َ
الث اين اس م "إن" ،ويف الثال ث جم رور ب "إىل" .وس بب ذل ك أن الي اء ال
يك ون م ا قبله ا إال مكس ورا ،فالب اء ال يت ه ي آخ ر "رب" اش تغلت ع ن
حركات اإلعراب ال ثالث بالكس رة ال يت تناس ب الي اء؛ فتق در عليه ا ،من ع
من ظهورها اشتغاهلا (الباء) حبركة املناسبة.
69
تمرين
س( 1طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إال تذكرة ملن خيشى تنزيال ممن
خلق األرض والسماوات العال الرمحن على العر استوى له ما يف
السماوات وما يف األرض وما بينهما وما حتت الثرى وإن جتهر بالقول
فإنه يعلم السر وأخفى اهلل ال إله إال هو له األمساء احلسىن وهل أتاك
حديث موسى إذ رأى نارا فقال ألهله امكثوا إين آنست نارا لعلي
آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودي يا موسى
إين أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي املقدس طوى وأنا اخرتتك
فاستمع ملا يوحى إنين أنا اهلل ال إله إال أنا فاعبدين وأقم الصالة لذكري
إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس مبا تسعى).
( -واضمم يدك إىل جناحك خترج بيضاء من غري سوء آية أخرى
لنريك من آياتنا الكربى إذهب إىل فرعون إنه طغى قال رب اشرح يل
صدري ويسر يل أمري واحلل عقدة من لساين يفقهوا قويل واجعل يل
وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه يف أمري).
أ -استخرج من اآليات األمساء واألفعال املعتلة اآلخر ،وبني عالمة
إعراهبا.
ب -استخرج األمساء املضافة إىل ياء املتكلم ،واذكر عالمة إعراهبا.
س 2بني نوع األمساء واألفعال اليت فو اخلط ،والظاهر واملقدر من
70
عالمات إعراهبا ،وسبب ذلك:
-قال ابن زيدون:
أضحى التنائي بديال من تدانينا وناب عن طيب لقيانا جتافينا
بنتم وبنا ،فما ابتلت جواحننا شوقا إليكم ،وال جفت مآقينا
ضمائرنا يقضي علينا األسى ،لوال تأسينا
ُ نكاد حني تناجيكم
غيظ العدا من تساقينا اهلوى ،فدعوا بأن نغص ،فقال الدهر آمينا
-قال حافظ إبراهيم يف مدح عمر بن اخلطاب -رضي اهلل عنه:-
حسب القوايف وحسيب حني ألقيها أين إىل ساحة الفارو أهديها
أستعني به على قضاء حقو نام قاض يها ُ هب يل بيانًا
الهم ْ
نازعتين نفسي أن َأوفيَها و ليس يف طَو مثلي أن يوفيها َ قد
فمر سري املعاين أن يواتيين فيها فإين ضعيف احلال واهيها ُ
موىل املغرية ال جادتْك غاديةٌ من رمحة اهلل ما جادت غواديها
مهم يف ذمة اهلل عاليها وماضيها حشوه ٌ
مزقت منه أدميا ُ
فأصبحت دولة اإلسالم حائرة تشكو الوجيعة ملا مات آسيها
حىت إذا ما توالها مهد ُمها صاح الزوال هبا فاندك عاليها
كم ظللتها وحاطتها بأجنحة عن أعني الدهر قد كانت تواريها
صر ُدر:
-قال أبو منصور علي بن احلسن املعروف ب ُ
يعلم ما َعنينا
سائل عن ُُثامات حبُ َزوى وبا ُن الرمل ُ
نُ ُ
فقد ُكشف الغطاءُ ،فما نبايل أصرحنا بذكرك أم َكنَ ْينا
71
أردت سوى لُبَ ْي َىنولو أين أنادي :يا ُسلَْي َمى ،لقالوا :ما َ
ومْي نَا
يف منك يَسقي بكاسات ال َكَرى َكذبًا َ أال هلل طَ ٌ
فكيف شكا إليك َو ًجى وأيْنَا؟! َ مطيتُه طو َال الليل َجفين
التقينا
أصبحنا كأنا ما ْو ْ فأمسينا كأنا ما افرتقْنا
72
عالمات اإلعراب الفرعية
ونع ين بعالم ات اإلع راب الفرعي ة عالم ات ،تق وم مق ام العالم ات
األصلية يف بعض الكلمات ،مثل:
-جنح اجملدُّ ،جنج اجملدان ،جنح اجملدون.
اجملدين.
َ -رأيت اجملد ،رأيت اجملدين ،رأيت
اجملدين.
َ -سلمت على اجملد ،سلمت على اجملدين ،سلمت على
ين) يف اجلمل الثالث فإعراب "اجملد" ،ومثناه (اجملدين) ،ومجعه (اجملد َ
األوىل واحد ،هو الرفع ،ألن كال منها فاعل ،غري أن آخر "اجملد"
ظهرت عليه ضمة ،وظهرت الكسرة على املثىن (اجملدان) مسبوقة
باأللف ،وظهرت الفتحة على اجلمع مسبوقة بالواو (اجملدو َن) .و"اجملد"،
ومثناه ،ومجعه يف اجلمل الثالث اليت تليها منصوبة؛ ألن كال منها مفعول
به ،غري أن "اجملد" ظهرت على آخره فتحة ،وكسرة على آخر املثىن
(اجملدين).
َ مسبوقة بياء (اجملدين) ،وفتحة على آخر اجلمع مسبوقة بياء
وهي يف اجلمل الثالث األخرية جمرورة؛ ألهنا مسبوقة بالباء ،لكن املفرد
ظهرت على آخره كسرة ،وعلى آخر املثىن كسرة مسبوقة بياء ،وعلى
آخر اجلمع فتحة مسبوقة بياء .فالعامل اإلعرايب فيها واحد ،وإمنا
اختلفت يف عالمة اإلعراب ،فقط .وإذا كان اإلعراب -كما قد علمنا-
تغريا ،يلحق آخر الكلمة ،بتغري العوامل الداخلة عليها ،فإن التغري الذي
73
ظهر على آخر املفرد هو الفتحة والكسرة والضمة ،أما التغري الذي ظهر
على آخر املثىن فهو األلف والياء ،والتغري الذي ظهر على آخر اجلمع
هو الواو والياء ،ومل يتغري شيء آخر ،فاأللف والياء يف املثىن مها اللذان
يتغريان ،والواو والياء يف مجع املؤنث السامل مها اللذان يتغريان ،وتغريمها
هو اإلعراب ،واحلرف الذي يتغري هو عالمة اإلعراب ،كما أن الفتحة
والضمة والكسرة عالمات إعراب املفرد.
ويستنتج من هذا أن األلف يف املثىن والواو يف اجلمع تقابل الضمة يف
املفرد ،وملا كانت الضمة هي عالمة الرفع األصلية يف املفرد ،كانت
األلف والواو مها عالميت الرفع الفرعيتني يف املثىن واجلمع .وأن الياء يف
املثىن ومجع املذكر السامل تقابل الفتحة يف املفرد ،فهي إذن عالمة فرعية.
وأن الياء فيهما تقابل الكسرة يف املفرد ،فهي عالمة جر فرعية.
وإمنا مسيت هذه حركات فرعية ألهنا خاصة بكلمات قليلة يف كالم
العرب ،أما الفتحة والضمة والكسرة ،والسكون ،فهي أكثر ما يستعمل
يف كالم العرب ،وبناء على ذلك ُجعل الكثري أصال ،والقليل فرعا.
وسندرس -بعد أن اتضح هذا -العالمات الفرعية ،والعالمات األصلية
اليت تنوب عنها ،وما تستعمل فيه من كالم العرب.
74
أوال -عالمات الرف
األص ل يف الكلم ة العربي ة ،إذا كان ت مرفوع ة ،أن ينته ي آخره ا
بضمة ،حنو:
( -آمن الرسول).
( -يعلم خائنة األعني).
ف "الرس ول" مرف وع؛ ألن ه فاع ل ،وعالم ة رفع ه الض مة ال يت عل ى ال الم،
و"يعلم" مرفوع؛ ألن ه فع ل مض ارع ،مل يس بقه ناص ب وال ج ازم ،وعالم ة
رفعه الض مة ال يت عل ى امل يم .فالض مة -إذن -ه ي عالم ة الرف ع األص لية.
وتقوم مقامها يف بعض الكلمات عالمات فرعية ،هي:
-1األل ف يف املث ىن ،حن و( :ق ال رج الن) .ف األلف يف "رج الن" قائم ة
مق ام الض مة يف "رج ٌل" م ن قولن ا :ق ال رج ٌل ،فكالمه ا فاع ل ،وكالمه ا
مرفوع ،لكن عالمة رفع "رجل" الضمة ،وعالمة رفع "رجالن" األلف.
-2الواو يف األمساء اخلمسة ،ومجع املذكر السامل ،حنو:
( -قال أبوهم إين ألجد ريح يوسف).
( -قد أفلح المؤمنون).
-ثب وت الن ون يف األفع ال اخلمس ة ،حن و( :يعلم ون ظ اهرا م ن احلي اة
الدنيا) .فالنون اليت يف آخر "يعلمون" هي عالمة رفعه ،وهي قائمة مق ام
الض مة يف الفع ل "يعل ُم" م ن ق ول اهلل -تع اىل ( :-يعل ُم خائن ة األع ني)
75
غري مرفوع حذفت منه هذه النون ،كم ا س وف
-مثال .-وإذا كان الفعل َ
نرى.
76
ثالثا -عالمات الجر
وعالمة اجلر األصلية الكسرة ،حنو( :وكان يف المدينة تسعة رهط).
وتنوب عنها:
-1الياء يف األمساء اخلمسة ،واملثىن ،ومجع املذكر السامل ،حنو:
( -ارجعوا إىل أبيكم).
( -وبالوالدين إحسانا).
( -قل للمؤمنين ُّ
يغضوا من أبصارهم).
-2الفتح ة يف االس م املمن وع م ن الص رف ،حن و( :يعمل ون ل ه م ا يش اء
م ن محاري ب وتماثي ل) .فالفتح ة يف "حماري ب وُاثي ل" قائم ة مق ام
الكس رة يف "حم راب وُث ال" ،ول ذلك ورد يف الق رآن( :فخ رج عل ى قوم ه
م ن احمل راب) ،فعالم ة ج ر "احمل راب" الكس رة الظ اهرة ،أم ا عالم ة ج ر
"حماريب وُاثيل" ،فالفتحة ،فهي قائمة مقام الكسرة.
الخالصة
يستخلص من هذا أن عالمات اإلعراب الفرعية خاصة بكلمات
مسيت
قليلة يف العربية ،أما العالمات األصلية ،فهي الكثرية ،ولكثرهتا ْ
أصلية .والكلمات القليلة اليت تكون العالمات فيها فرعية هي:
-1األمساء اخلمسة :وهي أبوك وأخوك ،ومحوك ،وفوك ،وذو .وهي
ترفع بالواو ،وتنصب باأللف ،وجتر بالياء.
-2املثىن :وهو كل كلمة دلت على اثنني بزيادة ألف ونون ،أو ياء
ونون ،تغين عن العطف ،ويرفع باأللف ،وينصب وجير بالياء .ويلحق
باملثىن :اثنان ،واثنتان ،وكال وكلتا ،إذا أضيفتا إىل ضمري ،حنو( :إما
يبلغن عندك الكرب أحدمها أو كالمها) ،رأيت الطالبني كليهما .فإن
أضيفتا إىل اسم ظاهر أعربتا إعراب االسم املقصور ،حنو( :كلتا اجلنتني
آتت أكلها) ،كال الرجلني عامل.
-3مج ع امل ذكر الس امل :وه و اجلم ع ال ذي ال تتغ ري ص ورته ع ن ص ورة
78
مف رده يف احلرك ات وترتي ب احل روف .ويرف ع ب الواو ،وينص ب وجي ر بالي اء.
وتلح ق ب ه يف اإلع راب كلم ات ،أش هرها :أول و ،مبع ىن أص حاب ،حن و:
(وأول و األرح ام بعض هم أوىل ب بعض)( ،ف اتقوا اهلل ي ا أويل األلب اب)،
وع الَمون ،حن و (احلم د هلل رب الع املني) ،وعلي ون ،وه و موض ع يف اجلن ة،
حنو( :كال إن كتاب األبرار لفي علي ني وم ا أدراك م ا عليُّون) ،و َأرض ون،
مج ع ْأرض ،حن و" :م ن اغتص ب ش ربا م ن أرض طُوق ه م ن س بع َأرض ني"،
وس نون ،حن و( :ق ال تزرع ون س بع س نني دأَبًا) ،مض ت س نون ط وال عل ى
خترج ي ،وألف اظ العق ود ،وه ي مض اعفات العش رة ،م ن عش رين إىل
تسعني ،حنو :جاء عشرون طالبا ،سلمت على عشرين طالبا.
-4مجع املؤنث السامل :وهو ما انتهى بألف وتاء زائ دتني ،وس لمت في ه
صورة املفرد من التغري ،وينصب بالكسرة ب دال م ن الفتح ة ،أم ا يف الرف ع،
فريف ع بالض مة ،ويف اجل ر ،فيج ر بالكس رة ،عل ى األص ل ،وإمن ا خي الف
لحق به :أوالت ،أي صاحبات ،حنو( :وإن األصل يف النصب وحده .ويُ َ
ك ن أوالت مح ل ف أنفقوا عل يهن) ،وم ا ُمس َي ب ه م ن مج ع املؤن ث الس امل،
كعرفات ،وأ ْذرعات ،امسَي موضعني ،حنو :رأيت عرفات.
-5االسم املمنوع م ن الص رف :وجي ر بالفتح ة ب دال م ن الكس رة ،أم ا يف
الرف ع ،فريف ع بالض مة ،ويف النص ب ،فينص ب بالفتح ة ،وإمن ا خي الف
األصل يف اجلر وحده.
79
-6األفعال اخلمسة :وهي كل فعل مضارع اتصلت ب ه أل ف االثن ني ،أو
واو اجلماع ة ،أو ي اء املخاطب ة ،حن و :يعلم ان ،وتعلم ان ،ويعلم ون،
وجتَزم حبذفها.
وتعلمون ،وتعلمني .وتُ ْرفَع بثبوت النون ،وتُنَصب ُْ
-7األفع ال املعتل ة اآلخ ر ،وجت زم حب ذف ح رف العل ة ،أم ا يف النص ب
والرفع ،فقد علمنا حكمها.
80
تمرين
س : 1ب ني ن وع الكلم ة ال يت ف و اخل ط ،وعالم ة إعراهب ا( :حن ن نق ص
علي ك أحس ن القص ص مب ا أوحين ا إلي ك ه ذا الق رآن وإن كن ت م ن قبل ه
مل ن الغ افلني إذ ق ال يوس ف ألبي ه ي ا أب ت إين رأي ت أح د عش ر كوكب ا
والشمس والقمر رأي تهم يل س اجدين ق ال ي ا ب ين ال تقص ص رؤي اك عل ى
إخوت ك فيكي دوا ل ك كي دا إن الش يطان لإلنس ان ع دو مب ني وك ذلك
جيتبيك ربك ويعلمك من تأويل األحادي ث وي تم نعمت ه علي ك وعل ى آل
يعق وب كم ا أُه ا عل ى أبوي ك م ن قب ل إب راهيم وإس حا إن رب ك عل يم
حك يم لق د ك ان يف يوس ف وإخوت ه آي ات للس ائلني إذ ق الوا ليوس ف
وأخ وه أح ب إىل أبين ا من ا وحن ن عص بة إن أبان ا لف ي ض الل مب ني اقتل وا
يوس ف أو اطرح وه أرض ا خي ل لك م وج ه أب يكم وتكون وا م ن بع ده قوم ا
ص احلني ق ال قائ ل م نهم ال تقتل وا يوس ف وألق وه يف غياب ة اجل ب يلتقط ه
بعض السيارة إن كنتم ف اعلني ق الوا ي ا أبان ا م ا ل ك ال تأمن ا عل ى يوس ف
وإنا له لناصحلون أرسله معنا غدا يرت ع ويلع ب وإن ا ل ه حل افظون ق ال إين
ليح زنين أن ت ذهبوا ب ه وأخ اف أن يأكل ه ال ذئب وأن تم عن ه غ افلون ق الوا
لئن أكله الذئب وحنن عصبة إنا إذن خلاس رون فلم ا ذهب وا ب ه وأمجع وا أن
جيعل وه يف غياب ة اجل ب وأوحين ا إلي ه لتنبئ نهم ب أمره ه ذا وه م ال يش عرون.
وج اؤوا أب اهم عش اء يبك ون ق الوا ي ا أبان ا إذا ذهبن ا نس تبق وتركن ا يوس ف
81
عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت مبؤمن لنا ولو كان صادقني).
(قد أفلح املؤمنون الذين ه م يف ص الهتم خاش عون وال ذين ه م ع ن اللغ و
معرض ون وال ذين ه م للزك اة ف اعلون وال ذين ه م لف روجهم ح افظون إال
عل ى أزواجه م أو م ا ملك ت أمي اهنم ف إهنم غ ري مل ومني فم ن ابتغ ى وراء
ذل ك فأولئ ك ه م الع ادون وال ذين ه م آلمان اهتم وعه دهم راع ون وال ذين
هم على صلواهتم حيافظون أولئك هم الوارثون الذين يرث ون الف ردوس ه م
فيها خالدون)( .يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ق ل ال تعت ذروا ق د نبأن ا
اهلل من أخباركم وسريى اهلل عملك م ورس وله واملؤمن ون وس رتدون إىل ع امل
الغيب والشهادة فينبئكم مبا كنتم تعملون سيحلفون باهلل لكم إذا انقلبتم
إليه لتعرضوا فأعرضوا ع نهم إهن م رج س وم أواهم ج زاء مب ا ك انوا يكس بون
حيلف ون لرتض وا ع نهم ف إن ترض وا ع نهم ف إن اهلل ال يرض ى ع ن الق وم
الفاسقني األعراب أشد كفرا ونفاقا وأج در أال يعمل وا ح دود م ا أن زل اهلل
على رسوله واهلل عليك حكيم).
س 2أع رب م ا ف و اخل ط( :ق ال رج الن م ن ال ذين خي افون أنع م اهلل
عليهم ا ادخل وا عل يهم الب اب ف إذا دخلتم وه ف إنكم غ البون وعل ى اهلل
فتوكلوا إن كنتم مؤمنني قالوا يا موس ى إن ا ل ن ن دخلها أب دا م ا دام وا فيه ا
فاذه ب أن ت ورب ك فق اتال إن ا هاهن ا قاع دون ق ال رب إين ال أمل ك إال
نفس ي وأخ ي ف افر بينن ا وب ني الق وم الفاس قني ق ال فإهن ا حمرم ة عل يهم
82
أربعني سنة يتيهون يف األرض فال تأس عل ى الق وم الفاس قني وات ل عل يهم
نب أ اب ين آدم ب احلق إذ قرب ا قربان ا فت ُقب ل م ن أح دمها ومل يتقب ل م ن اآلخ ر
قال ألقتلنك قال إمنا يتقبل اهلل من املتقني)( .وال ختزنا يوم القيامة).
( -لن يضروكم إال أذى وإن يقاتلوكم يولوكم األدبار مث ال ينصرون).
-ال تعص اهلل؛ فيهلكك.
( -وإذا قيل هلم ال تفسدوا يف األرض قالوا إمنا حنن مصلحون).
( -لن خترجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا).
عد ًوا بغري علم)- .
(-وال تسبُّوا الذين يدعون من دون اهلل فيسبوا اهلل ْ
( -يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم).
( -فيُقسمان باهلل لشهادتنا أحق من شهادهتما).
-ماذا تقولني فيمن شفه َس َهٌر م ْن َجهد حبك ،حىت صار حريانا؟
يعمل مثقال ذرة شرا يره)،
يعمل مثقال ذرة خريا يره ومن ْ (فمن ْ
(وال تقولوا ملا تصف ألسنتكم الكذب هذا حالل وهذا حرام).
( -فال تدعُ مع اهلل إهلا آخر).
( -يا صاحيب السجن أرباب متفرقون خري أم الواحد القهار).
83
الممنوع من الصرف
عرفن ا أن م ن عالم ات اإلع راب الفرعي ة الفتح ة ،وأهن ا تن وب ع ن
الكسرة يف املمنوع من الصرف ،فما املمن وع م ن الص رف؟ وم ىت مين ع م ن
الصرف؟
املمن وع م ن الص رف :اس م ال ين ون ،لعل ة ُنع ه م ن ذل ك .والعل ة إم ا أن
تكون واحدة ،وإما أن تكون اثنتني .فاألمس اء ال يت ُن ع م ن الص رف لعل ة
واحدة هي:
-1األمساء ال يت تنته ي ب ألف تأني ث مقص ورة أو مم دودة .وأل ف التأني ث
ه ي :ك ل أل ف زائ دة يف االس م ،قبله ا ثالث ة أح رف أص لية فص اعدا.
ول يس مع ىن تس ميتها أل ف تأني ث أن االس م ال ذي ه ي في ه مؤن ث ،فق د
يك ون مؤنث ا ،كس لوى ،وجن وى ،وليل ى ،وجن الء ،وملي اء ،وظمي اء ،وق د
وصرعى.
يكون مذكرا ،كعُلماء ،وشعراء ،وأطباء ،وُكساىلْ ،
وألف التأنيث املقصورة هي ال يت ال تك ون بع دها مه زة ،كليل ى ،وقهق رى،
وحب ارى ،وأُس َارى ،أم ا املم دودة فه ي ال يت تك ون
وشَرْوَرى (اس م بل دة)ُ ،
َ
وجلُوالء (اسم بلدة) ،وأطباء.وش َعَراءَ ،
بعدها مهزة ،كصحراء ،وبيضاءُ ،
وكل اسم فيه ألف تأنيث مقصورة أو ممدودة مينع من الصرف ،فيقال:
-أعجبت بشعراءَ يف املدينة املنورة.
84
كساىل ،يشنؤون العمل. -هذه تعالت َ
ف إذا مل تك ن األل ف زائ دة مس بوقة بثالث ة أح رف أص لية فص اعدا ،ف ال
ألف تأني ث ،ك ألف :ف ىت ،وه واء ،ومص طفى ،ومستش فى .ف ألف تسمى َ
"فىت" قبله ا حرف ان فق ط ،فليس ت بزائ دة ،فليس ت أل ف تأني ث ،واالس م
الذي هي فيه ليس ممنوعا من الص رف ،ول ذلك ين ون ،فيق ال :ف ًىت ،وجي ر
بالكسرة املقدرة؛ ألنه اسم مقص ور .وك ذلك أل ف "ه واء" ،فه ي مس بوقة
حب رفني فق ط ،فليس ت بزائ دة ،وه و غ ري ممن وع م ن الص رف ،ول ذلك ُجيَ ُّر
بالكس رة ويُن ون ،فيق ال :جلس نا يف ه واء طل ق .وأل ف "مص طفى" قبله ا
أربع ة أح رف ،ولك ن اثن ني منه ا زائ دان ،مه ا امل يم والط اء ،واألل ف فيه ا
ليس ت بزائ دة ،وإمن ا ه ي م ن أص ل الكلم ة؛ ألن مص طفى مش تق م ن
(ص فا) .وأل ف مستش فى قبله ا مخس ة أح رف ،ولك ن األل ف غ ري زائ دة؛
ألهنا مشتقة من (شفى) ،وثالثة من احلروف اليت قبلها زائدة ،ه ي امل يم،
والس ني ،والت اء ،واألص لي منه ا ه و الش ني والف اء وح دمها .ول ذلك ين ون
وجير بكسرة مقدرة على األلف ،فيقال :ذهبت إىل مستش ًفى.
فه ذه الكلم ات ليس ت ممنوع ة م ن الص رف؛ ألن ألفه ا ليس ت أل ف
تأنيث.
-2اجلم وع ال يت تك ون عل ى ص يغة منته ى اجلم وع :وه ي ك ل مج ع
تكسري ،بعد ألفه حرفان أو ثالثة ،حنو:
85
مساجد كثرية.
َ -صليت يف
صحائف عدة.
َ -نشرت مقااليت يف
( -يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل).
ف "مساجد ،وص حائف" مجع ا تكس ري ،وبع د ألفهم ا حرف ان ،مه ا :اجل يم
وال دال ،واهلم زة والف اء .و"حماري ب وُاثي ل" مجع ا تكس ري ،وبع د ألفهم ا
ثالثة أحرف ،هي :الراء والياء والباء ،والثاء والياء والالم.
وهاتان العلتان (ألف التأنيث بنوعيها ،وصيغة منتهى اجلموع) ُنعان من
الصرف وحدمها ،فكل اسم كانت ألفه ألف تأنيث ،أو ك ان عل ى ص يغة
منتهى اجلموع ُمنع من الصرف.
أم ا العل ل األخ رى ال يت س نذكرها ،ف ال ب د أن جتتم ع منه ا اثنت ان يف
االسم ،حىت ميُْنَع من الصرف ،فإن كانت فيه علة واحدة فق ط ،مل ُمين ع.
وجي ب أن تك ون إح دى ه ذه العل ل الوص فية أو العلمي ة ،ومعه ا عل ة
أخرى ،على هذا النحو:
أوال -العلمية وما يكون معها من العلل
عاد وفاطم ةَ ،أح دثهما.ت عل ى س َ -1العلمي ة والتأني ث ،حن و :أقبل ُ
ف "سعاد وفاطم ة" امس ان ممنوع ان م ن الص رف لعلت ني :العلمي ة والتأني ث.
لك ْن "زه رة" ،و"حديق ة" يف ه ذه العب ارة" :قطف ت زه رةً م ن حديق ة يف
املن زل" ،ليس تا ممن وعتني م ن الص رف ،ألن فيهم ا عل ة واح دة فق ط ،ه ي
86
التأنيث ،والتأنيث وحده ال مين ع م ن الص رف .و"زي د" علَ م ،ولكن ه ل يس
ممنوعا من الصرف؛ ألن فيه علة واحدة هي العلمية ،وليس مبؤنث.
وإذا ك ان العل م املؤن ث ثالثي ا س اكن الوس ط ج از ص رفه ومنع ه م ن
بدع َد.
بدعد ،أو ْ
هبند ،ومررت ْالصرف ،حنو :أُعجبت هبند ،أو َ
-2العلمي ة والرتكي ب املزج ي :ومع ىن الرتكي ب املزج ي أن يرك ب االس م
العل م م ن كلمت ني ُزج ان ،فتص ريان واح دة ،يُس مى هب ا علم اً ملك ان أو
إنسان ،أو غريمها ،حنو:
يكرب.
-قرأت شعر عمرو بن معد َ
حضرموت.
َ -سافرت إىل
-قضيت أياما يف بعلبك.
ف "معديكرب ،وحض رموت ،وبعلب ك" ،أع الم ،مع ديكرب عل م لرج ل،
وحض رموت وبعلب ك علم ان لبل دين .وك ل واح د م ن ه ذه األمس اء مؤل ف
م ن كلمت ني مزجت ا مع ا ،فتكون ت منهم ا كلم ة واح دة ،فمع ديكرب
أص لها :مع دي وك رب ،وحض رموت أص لها :حض ر وم وت ،وبعلب ك
أصلها :بعل وبك.
لك ن "الس لكي" ،وم ا ش اكلها ،ليس ت مبمنوع ة م ن الص رف ،م ع أهن ا
مركبة تركيبا مزجيا من "ال" و "سلكي"؛ ألهنا ليست بعلم.
87
-3العلمي ة والعجم ة :وامل راد بالعجم ة أن يك ون االس م يف األص ل
أعجميا ،حنو:
اهيم مكان البيت).
( -وإذ بوأنا إلبر َ
ويعقوب).
َ اهيم وإسحا َ
( -واتبعت ملة آبائي إبر َ
ص رف ،حن و( :إن ا أوحين ا
وإذا كان العلم األعجمي ثالثي ا س اكن الوس ط ُ
إلي ك كم ا أوحين ا إىل ن وح والنبي ني م ن بع ده)( ،ولوطً ا آتين اه حكم ا
وعلما).
-4العلمي ة ووزن الفع ل :أي أن يك ون وزن االس م العلَ م عل ى وزن
الفعل ،حنو:
ْ
يد بن معاوية. -قرأت ديوان يز َ
جالسا.
محد ً -مررت على أ َ
لم.
لمت على يَ ْس َ
-س ُ
ب األوىل هي اليمن. يعر َ
-ديار بين ُ
فيزي د ،وأمح د ،ويس لم ،ويع رب ،أمس اء أع الم ،عل ى وزن أفع ال ،ب ل ه ي
يف األص ل أفع ال مس ي هب ا أش خاص ،فه ي ممنوع ة م ن الص رف ،ول ذلك
كانت جمرورة بالفتحة.
-5العلمي ة وزي ادة األل ف والن ون ،حن و :زرت ق رب عثم ا َن ب البقيع .رض ي
اهلل عن سلما َن الفارسي .ف "عثمان وسلمان" علَمان ،يف كل منهما ألف
88
ون ون زائ دتان ،أي ليس تا م ن أص ل امل ادتني اللت ني اش تُق منه ا العلم ان،
فعثم ان مش تق م ن "ع ثم" ،وس لمان مش تق م ن "س لم" ،ف األلف والن ون
فيهما زائدتان.
الع ْدل :ومع ىن الع دل أن يُ ْع َدل بالكلم ة ع ن وزهن ا األص لي
-6العلمي ة و َ
إىل وزن آخر ،أي أن يغري وزهنا ،حنو:
عمر بن اخلطاب -رضي اهلل عنه.- فُتحت القدس يف عهد َ
ف "عمر" أص له ع امر ،ولك ن عُ دل ع ن ع امر إىل وزن آخ ر ،ه و عم ر،
فالكلمة ممنوعة من الصرف هلاتني العلتني.
ثانيا -الوصفية وما يكون معها من العلل
-1الوص فية وزي ادة األل ف والن ون :أي أن يك ون االس م املمن وع م ن
الصرف صفة على وزن "فَ ْعالن" اليت مؤنثها على وزن فَ ْعلى ،حنو:
ثيت لظمآ َن فسقيته.
-ر ُ
-أقبلت على سكرا َن أعظُه.
ف "ظمآن" عل ى وزن فَ ْع الن ،واملؤن ث من ه ظم أى ،ومؤن ث س كران
َس كْرى .ف إن مل يك ن مؤنث ه عل ى "فعل ى" مل مين ع م ن الص رف ،مث ل:
َمصان (اللئيم) ،فإن مؤنثه َمصانة ،وعُريان ،فإن مؤنثه عُريانة.
-2الوص فية ووزن الفع ل ،حن و :أب يض ،وأص فر .فيق ال :أعجب ت بزه ر
أشهب.
َ أبيض ،ركبت على فرس
َ
89
ويش رت للص فة ال يت عل ى ه ذا ال وزن أن يك ون مؤنثه ا عل ى وزن فَ ْع الء،
ف "أبيض وأصفر وأشهب" مؤنثها بيضاء ،وصفراء ،وشهباء .ف إن مل يك ن
مؤنث ه عل ى وزن "فع الء" ،مل مين ع م ن الص رف ،مث ل :أرم ل ،ف إن مؤنث ه
أرملة ،فال مينع من الصرف.
-3الوصفية والعدل :بأن يكون االسم صفة على وزن فُعال ،أو َم ْف َع ل،
حنو( :جاعل املالئكة رس الً أويل أجنح ة مث ن ى وث الث ورب اع) .ي زاد يف
هذين الوزنني كلمة (أخر) ،مجع "أخرى" ،حنو( :فعدة من أيام أُ َخَر).
ومع ىن الع دل أن يُع َدل بالكلم ة ع ن وزهن ا إىل وزن آخ ر ،ف " َمثْىن وثُالث
ورباع" أصلها :اثنان ،وثالثة ،وأربعة ،مث عُدل عنها.
ُ
وإذا اتص ل املمن وع م ن الص رف ب "أل" ،أو أُض َ
يفُ ،ج ر بالكس رة،
حنو( :وال تباشروهن وأنتم عاكفون يف المساجد)( ،وأْ ُم ْر َ
قوم ك يأخ ذوا
ب حسنها) .ف "املساجد" على صيغة منتهى اجلموع ،فاألصل أن ُُْنَ ع م ن
الص رف ،فلم ا اقرتن ت ب "أل"ُ ،ج رت بالكس رة ،و"أحس نها" ممنوع ة م ن
الصرف للوصفية ووزن الفعل ،فلما أُضيفت إىل الضمري ُجرت بالكسرة.
90
تمرين
س 1بني املمنوع من الصرف ،وعلة منعه ،فيما يأيت:
(شهر رمضا َن الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس). ُ -
دار ،عرفتها وأخرى بذات البني آيا ُهتا َسطُْر -لليلى بذات اجليش ٌ
( -فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثىن وثالث ورباع).
( -يطاف عليهم بكأس من معني بيضاء لذة للشاربني).
( -فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا ألجرا إن كنا حنن الغالبني).
( -وشروه بثمن خبس دراهم معدودة).
( -وقضينا إىل بين إسرائيل يف الكتاب لتفسدن يف األرض مرتني).
( -إنه من سليمان وإنه بسم اهلل الرمحن الرحيم).
صرح ممرد من قوارير).( -قال إنه ْ
( -قال إنه يقول إهنا بقرة صفراء فاقع لوهنا تسر الناظرين).
-يوسف أقدم من داود -عليهما لسالم .-
مساجد".
َ حال إال إىل ثالثة " -ال تُ ُّ
شد الر ُ
-إن لسلمى عندنا ديوانا ُخيْزي فالنا وابنه فالنا
س 2اشكل أواخر الكلمات اليت فو اخلط ،وبني السبب.
-ألمحد عندي ي ٌد.
-لتماضر اسم آخر ،هو اخلنساء.
-قضيت يوما يف تَبالة ،مث ذهبت إىل بيشة مث إىل جنران.
( -وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح).
91
-قرأت ألدباء من أدباء املدينة
( -هدى وبشرى للمسلمني).
لكم دميحيل ْ
-أال قل هلند :إ ْحَرجي وتأُثي وال تقتليين ،ال ُّ
-بيض الصفائح ،ال سود الصحائف يف متوهنن جالء الشك والريَب
حت يف فَنَن
صد ْ
-رب ورقاء َهتوف يف الضحى ذات َش ْجوَ ،
92
ثالثا -ما يلزم حركة واحدد (المبني)
أما ما يلزم من حركة واحدة من الكلم العريب ،فيسمى مبنيا .وهو
الذي ال يتغري آخره بتغري العوامل اإلعرابية الداخلة عليه ،فهو بعكس
امل ْعَرب ،مثل:
ُ
قومنا اختذوا منْ دونه آهلة).
ُ هؤالء( - 1
( -2إن هؤالء لشرذمة قليلون)
( -3ما لهؤالء القوم ال يكادون يفقهون حديثا).
فاهلمزة يف "هؤالء" تلزم الكسرة يف اآليات الثالث ،مع أن العوامل
اإلعرابية الداخلة عليها خمتلفة ،فهي مبتدأ يف األوىل ،واألصل أن تظهر
صب ،وهي يف اآلية اسم "إن" يف الثانية ،واسم "إن" يُْن َ عليها الضمة ،و ُ
الثالثة مسبوقة بالالم ،وهي حرف جر ،فاألصل أن تكسر .لكنها لزمت
الكسرة يف الرفع ،والنصب ،واجلر ،ومل حترك حبركة من احلركات اليت
يقتضيها العامل اإلعرايب ،وذلك معىن أهنا مبنية.
فالكلمة المبنية -إذن -تلزم حركة واحدد ال تتغير بتغير ما
يدخل عليها من العوامل اإلعرابية.
والغرض من معرفة املبين من الكلمات أن نُْلزمها حركةً واحدة ،ال تتغري،
منيزها من الكلمات املعربة ،فال تلتبس هبا ،كما أن الغرض من معرفة و َ
املعرب أن حنرك أواخره مبا تقتضي العوامل اإلعرابية اليت تدخل عليه.
وأهم املبنيات:
93
-1الضمائر :وهي نوعان:
أ -ضمائر متصلة ،وهي اليت توص ل مب ا قبله ا نطق ا وكتاب ة ،وال يُب َدأ هب ا:
ت ،وقل ت ،وقلتُم ا ،وقل تُم ،وقل نت. مت ،وقل َ وهي :تاء الفاع ل ،حن و :ص ُ
وأل ف االثن ني ،حن و :قام ا ،اذهب ا ،وواو اجلماع ة ،حن و :آمن وا ،ويؤمن ون،
وي اء املخاطب ة ،حن و :تعلم ني ،واعلم ي ،ون ون النس وة ،حن و :قُ ْم َن،
ك،ويُْرض ْعن ،وي اء امل تكلم ،حن و :ص احيب ،وك اف املخاط ب ،حن و :علي َ
وعلي ك ،وعليكم ا ،وعل يكم ،وعل يكن ،وه اء الغائ ب ،حن و :ع ْلم ه،
ع ْلمها ،علمهما ،علمهم ،علمهن.
صل يف النطق والكتابة عما قبلها م ن ب -ضمائر منفصلة :وهي اليت تُ ْف َ
أنت ،وأن ت ،وأنتم ا ،وأن تم ،وأن نت، الكلم ،ويُْب َدأ هبا .وهي :أنا ،وحنن ،و َ
اك ،وإي اك ،وإياكم ا، وه و ،وه ي ،ومه ا ،وه م ،وه ن ،وإي اي ،وإيان ا ،وإي َ
وإياكم ،وإياكن ،وإياه ،وإياها ،وأيامها ،وإياهم ،وإياهن.
وال خيف ى أن الض مائر كله ا تل زم حرك ة واح دة ،ه ي ال يت تظه ر عل ى
آخرها.
-2أمساء اإلشارة ،وهي :هذا ،وهذه ،وهايت ،وهذان ،وهات ان ،وه ؤالء،
ومث .وه ي كله ا مبني ة ،م ا ع دا "ه ذان وذل ك ،وذاك ،وهن ا ،وهن اكَ ،
وهاتان" ،فيعربان إعراب املثىن.
-3األمس اء املوص ولة :وه ي :ال ذي ،وال يت ،والل ذان ،واللت ان ،وال ذين،
94
وم ْن ،وم ا .ويس تثىن م ن األمس اء املوص ولة (الل ذان والالئ ي ،وال اليتَ ،
واللتان) ،فيعربان إعراب املثىن.
-4األع داد املركب ة :وه ي أح د عش ر ،وتس عة عش ر وم ا بينهم ا .وتب ىن
عل ى ف تح اجل زأين ،أي إن آخ ر الكلمت ني يل زم الف تح دائم ا ،يس تثىن م ن
ذلك اجلزء األول من "اثنا عشر ،واثنتا عشرة" ،فيعرب إع راب املث ىن ،أم ا
عشر كوكب ا)( ،عليه ا أحد َ اجلزء الثاين فيبىن على الفتح ،حنو( :إين رأيت َ
عشر كتابا ،أعجبت بإحدى عشرَة رواي ة .أم ا أحد َ عشر) ،عندي َ تسعةَ َ
"اثنا عشر واثنتا عشرة" ،فنحو:
( -وبعثنا منهم اثين عشر نقيبا).
( -فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا).
ني،
ني ب َ
باح مس اءَ ،وب َ -5الظ روف املركب ة ،وتب ىن عل ى الف تح ،حن و :ص َ
مثل:
بني ،أي :بني اجلدار والكرسي. بني َ
-سقط الكتاب َ
صباح مساءَ ،أي :كل صباح ومساء. -زيد يعودين َ
العلَم املختوم بويه ،ويبىن على الكسر ،كسيبويهَ ،وزْجن َوي ه ،ونفطوي ه.
َ -6
حنو:
ف سيبويه "الكتاب". -أل َ
-رحم اهلل سيبويه ما أبدع تأليفه!
95
-أُعجبت بسيبويه.
-7اس م الفع ل :وه و كلم ة يك ون معناه ا مع ىن الفع ل ،ولكنه ا ال
تتص رف كم ا يتص رف الفع ل ،وال ت دل عل ى م ا ي دل علي ه م ن احل دث
ات (بَعُ د) ،وش تا َن (اف رت َ ) ،وأو ْه (أت أملُ) ،وأُف
وال زمن ،حن و :هيه َ
(اسكت) ،ونَزال (انزل).
ْ وص ْه
(أتضجر)َ ،
وملا كان معىن هذه األمساء هو معىن األفعال املذكورة بعدها ،مسيت
بأمساء األفعال اليت تدل عليها ،فمنها ما يسمى اسم فعل ماض،
كهيهات ،وشتان؛ ألهنما مبعىن بَعُ َد وافرت َ ،و"بعد وافرت :فعالن
َ
ماضيان ،ومنها ما يسمى اسم فعل مضارع ،كأوْه ،وأف؛ ألهنما مبعىن:
أتضجر ،ومها فعالن مضارعان ،ومنها ما يسمى اسم فعل أمر، أتأمل ،و ُ
انزل ،ومها فعال أمر.
اسكت و ْ
ْ ونزال؛ ألهنما مبعىن:
كص ْهَ ،
َ
وم ن ،ومهم ا ،وم ىت ،وأك ،وأي ان، -8أدوات الش ر :وه ي :م اَ ،
كيف ،وأي.
وحيث ،و َ
ُ
ومن ،ومىت ،وأك ،وأيان ،وكي ف ،وك ْم، -9أمساء االستفهام :وهي :ماَ ،
وأي.
-10أم س .وه و ظ رف زم ان للي وم ال ذي قب ل يوم ك ،ويب ىن عل ى
فت
ديق مح يم ،أس ُ الكس ر ،حن و :مض ى أم س مب ا في ه ،ج اءين أم س ص ٌ
على أمس إذ مضى ومل أُفد منه.
حيث :وهو ظرف مكان ،ويبىن على الضم ،حنو: ُ -11
96
قدمه
حيث هتدي ساقَه ُ ُ للفىت عقل يعيش به
-12الفعل :الفعل كله مبين ما ع دا املض ارع .فالفع ل املاض ي يب ىن عل ى
الفتح ،حنو:
( -قد سم اهلل قول اليت جتادلك).
( -اآلن خ بفف اهلل عنكم وعلم أن فيكم ضعفا).
( -أمر ريب بالقسط).
فإذا اتصل املاضي بت اء الفاع ل ،و(ن ا) الف اعلني ،ون ون النس وة ،بُين عل ى
ت ،ق ْلن ا ،ق ْل َن .ويب ىن عل ى الض م إذا اتص ل ب واو
الس كون ،حن و :ق ْل ُ
اجلماعة ،حنو :قالُوا.
ويب ىن فع ل األم ر عل ى م ا جي زم ب ه مض ارعه ،ف إذا كان ت عالم ة ج زم
امسَ ْع ،مض ارعه اجمل زوم :مل
مض ارعه الس كون ،ب ين عل ى الس كون ،مث لْ :
مع ،جم زوم بالس كون ،فه و مب ين عل ى الس كون .وإذا كان ت عالم ة يس ْ
جزم ه ح ذف الن ون ،ب ين األم ر من ه عل ى ح ذف الن ون ،مث ل( :قول وا)،
مضارعه اجملزوم (ال تقولوا) ،عالمة جزمه حذف الن ون؛ ألن ه م ن األفع ال
اخلمس ة ،فه و مب ين عل ى ح ذف الن ون .وإذا ك ان مض ارعه جي زم حب ذف
ح رف العل ة ،ب ين عل ى ح ذف ح رف العل ة ،مث ل( :ا ع إىل س بيل رب ك
باحلكم ة) ،مض ارعه اجمل زوم "ف ال ت دع م ع اهلل إهل ا آخ ر) ،عالم ة جزم ه
ح ذف ح رف العل ة؛ ألن ه معت ل اآلخ ر ،فه و مب ين عل ى ح ذف ح رف
97
العلة.
عرب إال يف حالتني: أما الفعل املضارع ،فيُ َ
-1إذا اتص لت ب ه ن ون التوكي د الثقيل ة أو اخلفيف ة ،فيب ىن عل ى الف تح،
حن و( :لينب َذن يف احلطم ة)( ،ليس جنَن وليك ونَ ْن م ن الص اغرين)( ،وال
(لنسفعن بالناصية).
ْ تقولَن لشيء إين فاعل ذلك غدا إال أن يشاء اهلل)،
فاألفع ال :ينب ذ ،ويس جن ،ويك ون ،ونس فع ،يف حم ل رف ع ،وم ع ذل ك
ج اءت مفتوح ة اآلخ ر؛ ألهن ا اتص لت بن ون التوكي د الثقيل ة يف "ينب ذن،
ويس جنن" ،واخلفيف ة يف "يك ونن ،ونس فعن" .و"تق ول" جم زوم ب "ال"
الناهية ،واألصل أن تسكن الم ه ،ولكنه ا فتح ت؛ ألن ه مب ين عل ى الف تح
التصاله بنون التوكيد الثقيلة.
-2إذا اتصلت به نون النسوة ،فيبىن على السكون ،حنو:
يرضعن أوالدهن حولني كاملني). ( -والوالدات ْ
يذهنب السيئات).
( -إن احلسنات ْ
ينس ْني ما أسدى والدهن من إحسان. -هن مل َ
-لن تدخ ْل َن اجلنة حىت تعرفْن قدر اآلباء.
فاألفعال :يرضعن ،ويذهنب ،وينسني ،وتعرفن ،وتدخلن ،مسكنة األواخر
التص اهلا بن ون النس وة ،والثالث ة األوىل منه ا يف حم ل رف ع ،و"ينس ني" يف
حمل جزم ،و"تدخلن" يف حمل نصب.
98
ه ذه أه م املبني ات م ن األمس اء واألفع ال .وال خيف ى أن املبني ات تب ىن
على احلرك ات ال يت تك ون عل ى آخره ا ،كم ا ق د رأين ا يف األمثل ة الس ابقة.
فتبىن على الفتح ،أو على الكسر ،أو على الضم ،أوعلى السكون.
أم ا احل روف فمبني ة كله ا ،ول يس فيه ا م ا يع رب ،وه ي تب ىن عل ى
سوف ،ه ْل ،ب ْل ،ع ْن،
ليت ،لعل ،إنَ ، احلركات اليت تظهر عليها ،حنوَ :
ق ْد ،الالم ،إخل.
وكل م ا ل يس مبني ا م ن الكل م ،فه و مع رب .ولعل ك ت رى أن املبني ات
من األمساء واألفعال قليلة ومعدودة ،أما املعربات ،فال حتصى.
99
تمرين
س 1بني املبنيات فيما يأيت ،ونوعها:
( -قال كم لبثتم يف األرض عدد سنني).
( -ولئن شئنا لنذهنب بالذي أوحينا إليك).
( -فلما رأينه أكربنه وقطعن أيديهن وقلن حا هلل).
( -وأخذن منكم ميثا غليظا).
( -واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلموا منكم خاصة).
(-فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي هلل).
( -رب قد آيتين من امللك وعلمتين من تأويل األحاديث فاطر
السماوات واألرض أنت وليي يف الدنيا واآلخرة توفين مسلما وأحلقين
بالصاحلني).
( -فأوف لنا الكيل وتصد علينا)
( -ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك).
( -ادع إىل سبيل ربك باحلكمة واملوعظة احلسنة).
( -يأيها الذين آمنوا اصربوا وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل).
( -والوالدات يرضعن أوالدهن حولني كاملني).
( -ال يغرنك تقلب الذين كفروا يف البالد).
( -ليجمعنكم إىل يوم القيامة ال ريب فيه).
100
(-لئن شكرَت ألزيدنكم).
( -ويقولون هؤالء شفعاؤنا عند اهلل).
( -فذانك برهانان من ربك).
( -تلك أمة قد خلت).
( -إن هؤالء حيبون العاجلة).
( -بل متعت هؤالء وآباءهم).
( -ربنا أرنا اللذين أضالنا من اإلنس واجلن).
( -إن الذين يلحدون يف آياتنا ال خيفون علينا).
( -وال تكونوا كاليت نقضت غزهلا من بعد قوة أنكاثا).
( -ماذا أراد اهلل هبذا مثال).
( -ومن يغفر الذنوب إال اهلل).
(-مىت هذا الوعد؟).
( -أك لك هذا؟).
( -أين شركائي الذين كنتم تزعمون).
( -فكيف كان عذايب ونذر).
( -ياليتين كنت معهم فأفوز فوزا عظيما).
الشباب حزينا ليت الليايل قبل ذاك فنينا ُ -أمسيت إذ رحل
س 1اس تخرج م ا يف اآلي ات اآلتي ة م ن املبني ات واملعرب ات ،وب ني نوعه ا،
101
واحلرك ة ال يت بني ت عليه ا( :إ ْن تب دوا الص دقات فنعم ا ه ي وإن ختفوه ا
وتؤتوه ا الفق راء فه و خ ري لك م ويكف ر ع نكم م ن س يئاتكم واهلل مب ا
تعمل ون خب ري .ل يس علي ك ه داهم ولك ن اهلل يه دي م ن يش اء ،وم ا
تنفقوا من خري فألنفسكم وم ا تنفق ون إال ابتغ اء وج ه اهلل وم ا تنفق وا م ن
خ ري ي وف إل يكم وأن تم ال تظلم ون .للفق راء ال ذين أحص روا يف س بيل اهلل
ال يس تطيعون ض ربا يف األرض حيس بهم اجلاه ل أغني اء م ن التعف ف
تعرفهم بسيماهم ال يسألون الناس إحلاف ا وم ا تنفق وا م ن خ ري ف إن اهلل ب ه
عليم)( .مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اهلل
بن ورهم وت ركهم يف ظلم ات ال يبص رون ص م بك م عم ي فه م ال يرجع ون
أو كص يب م ن الس ماء في ه ظلم ات ورع د وب ر جيعل ون أص ابعهم يف
آذاهنم من الصواعق حذر املوت واهلل حميط بالكافرين يكاد الرب خيط ف
أبص ارهم كلم ا أض اء هل م مش وا في ه وإذا أظل م عل يهم ق اموا ول و ش اء اهلل
ل ذهب بس معهم وأبص ارهم إن اهلل عل ى ك ل ش يء ق دير يأيه ا الن اس
اعبدوا ربكم الذي خلقكم وال ذين م ن ق بلكم لعلك م تتق ون ال ذي جع ل
لك م األرض فراش ا والس ماء بن اء وأن زل م ن الس ماء م اء ف أخرج ب ه م ن
الثم رات رزق ا لك م ف ال جتعل وا هلل أن دادا وأن تم تعلم ون وإن كن تم يف ري ب
مم ا نزلن ا عل ى عب دنا ف أتوا بس ورة م ن مثل ه وادع وا ش هداءكم م ن دون اهلل
إن كنتم صادقني).
102
س 2مث ْل ملا يأيت يف مجلة مفيدة ،مع الضبط:
-عدد مركب.
-علَم خمتوم بويه.
-أداة استفهام.
-أداة شر .
-فعل مضارع مبين على السكون ،واذكر السبب.
-فعل ماض مبين على الضم ،واذكر السبب.
-اسم موصول معرب.
-اسم إشارة معرب.
-عدد مركب أحد جزأيه معرب ،واآلخر مبين.
-ظرف مبين على الضم وآخر مبين على الكسر.
-ضمري متصل وآخر منفصل.
103
تمرين عام
أوص ت أعرابي ة ابنته ا ليل ة زفافه ا ،فقال ت :أى بني ةُ ،إن ك فَ َارق ت
بَْيت ك ال ذي مْن هُ خرج ت ،وعش ك ال ذي في ه درج ت ،إ َىل رج ل ،مل
تعرفي ه ،وق رين مل تألفي ه ،فك وين لَ هُ َأم ةً يك ن لَ ك عب ًدا .واحفظ ى لَ هُ
ذخًرا ،أما األوىل َوالثانية ،فاخلشوع لَهُ بالقناع ة، عشرا ،تكن لَك ْ صاال ً خَ
اع ةَ ،وأم ا الثالثَ ة َوالراب َع ة ،فالتفق د ملواض ع َعْي نَ ْي ه
َوحس ن الس مع لَ هُ َوالط َ
َوأَنْف ه ،فَ ال تق ع عين ه مْن ك عل ى قَب يحَ ،وال يش م إال أطي ب ري حَ ،وأم ا
اجلُ وع اخلَام َس ة َوالساد َس ة :فالتفق د لوق ت َمنَام ه َوطَ َعام ه ،فَ إن ح رارة ْ ْ
ملهب ة ،وتنغ يص الن وم مغض بةَ ،وأم ا الس اب َعة َوالثامنَ ة ،فاالحتف اظ مبَال ه،
واإلرعاء على حش مه َوعيَال ه .وم الك األَم ر يف امل ال حس ن الت ْق ديرَ ،ويف
َ
الْعيَ ال حس ن الت ْدبريَ ،وأم ا التاس َعة والعاش رة ،فَ ال تعص ن لَ هُ أم ًراَ ،وال
ص درهَ ،وإن أفش يت تُ ْفش ن لَ هُ س را ،فَإن ك إن َخالَف ت أم ره ،أوغ رت َ
سره،مل تأمين غدره ،مث إياك والفر َح بَني يَ َديْه إن َكا َن مهتما ،والكآبة بَني
رحا. يَ َديْه إن َكا َن فَ ً
-1استخرج من الوصية:
-منادى وبني نوعه.
-مفعوالً به.
عددا منصوبًا.ً -
-مفعوالً فيه.
104
-مفعوالً ألجله
ُييزا منصوبًا .
ً -
امسًا معطوفًا منصوبًا.
-2استخرج ما يف القطعة من أفعال األمر ،وبني عالمة بنائها.
-3استخرج ما يف القعطة من األفعال املضارعة املرفوعة ،واملنصوبة،
واجملزومة وبني عالمة اإلعراب فيها.
-3استخرج من القطعة:
مثىن.
ً -
-خرب كان .
-مضافا إليه.
جمرورا حبرف جر.
-امسا ً
-اسم إن.
-بدال.
105
العد
باب العدد من األبواب اليت يكثر فيها اخلطأ ،وإمنا يكون اخلطأ -
غالبا -يف تذكري العدد وتأنيثه ،أما ُييزه ،فمن الغالب أال يقع فيه
خطأ؛ ألن الفصحى والعامية تتفقان فيه ،كما تتفقان يف أكثر أبواب
اللغة .وسوف ندرس العدد من حيث اإلعراب ،والتمييز ،والتذكري
والتأنيث ،والقراءة.
والعدد أربعة أقسام:
-1العدد املفرد :وهو من ،10 -1ومائة ،وألف ،ويلحق به بضع،
ونيف.
-2العدد املركب :وهو من 19. - 11
-3ألفاظ العقود :وهي مضاعفات العشرة من 90.- 20
-4العدد املعطوف ،وهو ما يقع بني لفظني من ألفاظ العقود 21 ،إىل
.99
ثانيا -التمييز
وُيي ز الع دد غ ري املف رد يك ون مف ردا منص وبا ،حن و :قض يت ث الث ع ْش رَة
س اعةً مبك ة ،مض ت مخس ون يوم ا م ن الفص ل الدراس ي ،ق رأت يف ه ذا
العام اثنني وعشرين كتابا .أما العدد املفرد ،فينقسم ثالثة أقسام:
أ -واحد واثنان :ال ُييز هلما ،حنو :يوم واحد ،يومان اثنان.
ب -م ن :10 - 3وُيي زه يك ون مجع ا جم رورا باإلض افة ،حن و( :تزرع ون
بع س نين َدأَبً ا)( ،إين أرى س ْب َع بق رات مس ان)( ،كمث ل حب ة أنبت ت
س َ
سبع سنابل) .وكذلك "بضع" ،حن و :قض يت يف اجلامع ة بض َع س اعات، َ
107
االمتحان بعد بضعة أيام.
ج -املائة واأللفُ :ييزمها يكون مفردا جمرورا باإلضافة ،حنو( :يف كل
ألف سنة).
سنبلة مائةُ حبة)( ،يف يوم كان مقداره مخسني َ
110
تمرين
س 1ضع األعداد املالئمة بدل األرقام ،وراع ما جتب مراعاته يف قراءة
العدد:
-1عمري ( )20عام.
-2يف مكتبيت ( )19كتاب.
-3يف مكتبيت ( )27قصةً.
سهرت ( ) 5ساعات يف انتظار أيب. ُ -4
-5رمضان هو الشهر ( ) 9من أشهر السنة.
-6حفظت سورة ( ) 1
أعرت صديقي قلم () 1 ُ -7
ُ -8درب ( ) 1312طالب.
فل بتخريج ( )577طالب. -9احتُ َ
س 2أعرب العدد يف هذه اجلمل:
َ " -ما مْن ُكن ْامَرأَةٌ تُ َقد ُم ثَالَثَةً م ْن َولَد َها ،إال َكا َن َهلَا ح َجابًا م َن
النار".
-الَ َح َس َد إال يف اثْنَتَ ْني .
عشر كتابًا . أحد َ اشرتيت َُ -
( -إين رأيت أحد عشر كوكبا).
عاما.
ستني ً -أتى على احتالل فلسطني أكثر من َ
س 3أصلح اخلطأ يف هذه اجلمل:
111
ين قصيد ًة .
-أعجبت خبمسةً وعشر َ
مرجعا.
ُثانني ً
-يف املكتبة ستا و َ
ائز.
الطالب على ُثانية جو َ
ُ -حصل
-تسلمت املتسابقةُ اخلامس جائزهتا.
112
القسم الثالث
بعض األ وات
113
ما ومن
ل "ما" أنواع كثرية ،يهمنا منها -هاهنا -االستفهامية ،واملوصولية،
والشرطية؛ فإن بعض الناس ال يفرقون بينها وبني " َمن" .ف "ما"
االستفهامية واملوصولية والشرطية تستعمل لغري العاقل ،خبالف " َمن"،
فإمنا تستعمل للعاقل .فيقال:
-ما هذا؟
-ما الذي محلك على ما فعلت؟
أي شيء محلك على ما فعلت؟ أي شيء هذا ،و ُّ واملعىنُّ :
ويقال يف املوصولية:
( -هلل ما يف السماوات وما يف األرض).
( -ما عندكم ينفد وما عند اهلل با ).
أي :هلل ال ذي يف الس ماوات وال ذي يف األرض .وال ذي عن دكم ينف د
والذي عند اهلل با .
ويقال يف الشرطية:
( -وما يفعلوا من خري فلن يكفروه).
( -وما تقدموا ألنفسكم من خري جتدوه عند اهلل).
واملع ىن ك ل ش يء م ن اخل ري يفعلون ه فل ن يكف روه ،وك ل ش يء م ن اخل ري
يقدمونه ألنفسهم فسوف جيدونه عند اهلل.
اسم استفهام ،وامسا موصوال مبعىن الذي ،واس َم أما " َمن" ،فتستعمل َ
اسم استفهام للعاقل:
شر ،وتكون للعاقل .فمن استعماهلا َ
114
( -قالت َم ْن أنبأك هذا).
( -يا ويلنا َم ْن بعثَنا من مرقدنا هذا).
( -قال َمن حييي العظام وهي رميم).
ومن استعماهلا امسا موصوال مبعىن الذي:
( -وال تقولوا ملن يقتل يف سبيل اهلل أموات بل أحياء).
أي :ال تقولوا للذين يقتلون يف سبيل اهلل.
ومن استعماهلا أداة شر :
(-من يشأ اهلل يضلله ومن يشأ جيعله على صرا مستقيم).
(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء ملن نريد). َ -
(ومن نعمره ننكسه يف اخللق). َ -
إذا وإن
ول "إذا" مع ان ،أش هرها أن تك ون أداة ش ر غ ري جازم ة ،ت دل عل ى
الزم ان ،حن و( :إذا ج اء نص ر واهلل والف تح ورأي ت الن اس ي دخلون يف دي ن
اهلل أفواجا فسبح حبم د رب ك واس تغفره) .وت دل "إ ْن" عل ى الش ر أيض ا،
والف ر بينه ا وب ني "إذا" أن "إذا" اس م دال عل ى الظ رف ،وال ت دل "إن"
على أكثر من تعليق فعل الشر جبوابه .وم ن الف رو بينهم ا أن "إذا" مل ا
يُتَيقني وجوده أو يرجح ،أما "إن" ،فللمشكوك فيه.
متى وأيان
ومه ا يف األص ل أدات ا اس تفهام ع ن الزم ان ،وتس تعمالن أدايت ش ر
115
أيض ا .إال أن "أي ان" تُس تعمل يف االس تفهام ع ن الش يء العظ يم ،كق ول
اهلل -تعاىل ( :-أيا َن ي وم القيام ة)( ،أي ان ي وم ال دين) .وم ن اس تعماهلما
يف الشر :
مىت تأته ،تعشو إىل ضوء ناره ،جت ْد خري نار ،عندها خري ُموقد
أجبك. -أيان تدعُين ْ
ليت ولعل
و"ليت" حرف َُن ،يتعلق باملستحيل غالبا ،كقول الشاعر:
املشيب
ُ فأخربه مبا فعل
َ أال ليت الشباب يعود يوما؛
و"لع ل" ح رف ،ي دل عل ى التوق ع ،وه و الرتج ي ،حن و( :لع ل اهلل حي دث
بع د ذل ك أم را) ،واإلش فا ،حن و :لع ل الع دو ق ادم .والرتج ي يك ون يف
احملبوب ،وهو أشهر معاين "لعل" ،واإلشفا ُ يكون يف املكروه.
السين وسوف
رف تنف يس ،أَي حرف خيلص املضارع لالستقبال ،ويس مى ح َ السني ٌ و ُ
ال؛ إىل الزم ان
ع م ن الزم ان الض يق ،وه و احل ُتوس يع؛ ألهن ا تَن ُق ُل املض ار َ
الواس ع وه و االس تبقال ،كق ول اهلل -تع اىل ( :-فس يكفيكهم اهلل وه و
وف" مرادف ة للس ني ،وي رى بع ض النح ويني أَهن ا الس ميع العل يم) .و"س َ
ول منه ا زمان اً .وم ن وروده ا يف الق رآن الك رمي ق ول اهلل -تع اىل :- أَط ُ
(ولسوف يعطيك ربك فرتضى).
116
قد
وهل ا مع ان ،منه ا التحقي ق ،والتقلي ل .وإذا كان ت للتحقي ق ،فت دخل
على املاضي واملضارع ،حنو( :قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)،
(ق د أفل ح املؤمن ون)( ،ق د يعل م اهلل املع وقني م نكم)( ،ق د نعل م إن ه
ليحزن ك ال ذي يقول ون) .وإذا كان ت للتقلي ل ،فت دخل عل ى املض ارع :ق د
يصد الكذوب ،وقد جيود البخيل ،وقد تسبق العرجاء.
كم
وهي نوعان :استفهامية ،وخربية.
-1االستفهامية :وهي أداة استفهام ،يُسأل هبا عن عدد ،تُراد معرفته،
يوما يف السنة؟ كم صديقا لك؟. مثل :كم ً
واالسم الذي يأيت بعدها يكون مفردا منصوبا على التمييز.
-2اخلربي ة :وال ي راد هب ا االس تفهام ،وإمن ا اإلخب ار ،وإن وافق ت لف ظ
"كم" االستفهامية ،ولذلك تسمى "كم" اخلربي ة .وتك ون مبع ىن "كث ري"،
حنو( :كم من فئة قليلة غلب ت فئ ة كث رية ب إذن اهلل)( ،أمل ي روا ك م أهلكن ا
ق بلهم م ن الق رون أهن م إل يهم ال يرجع ون) .واالس م ال ذي بع دها يك ون
جمرورا ب "من" مذكورة أو مقدرة ،ويكون مفردا ومجعا.
117
من األخطاء الشالعة
اخلطأ يف العربية داء قدمي ،ظهر يف القرن األول للهجرة ،بسبب
اختال العرب مبن أسلم من العجم .وهو سبب نشأة النحو وتدوين
اللغة .وهو ظاهرة يف اللغات اإلنسانية كلها ،وسبب من أسباب ما
يلحقها من التغري والتبدل ،حىت لتنتقل إىل لغات أخرى ،يبدو البون
بينها وبني أصوهلا كبريا .وتقع فيه اخلاصة ،كما تقع فيه العامة .وتطرد
كثرة األخطاء اللغوية وقلةُ العلم باللغة؛ من أجل ذلك كان نصيب
العربية من األخطاء يف هذا العصر أوفر من نصيبها منها يف كل عصر
آخر؛ لقلة معرفة العرب هبا.
ومنذ ظهر اخلطأ يف العربية والعلماء ينبهون عليه ،صونا هلا من
التغري ،وعونا ألهلها على توقيه .وقد ألفوا فيه كتبا كثرية ،منذ القرن
الثاين اهلجري ،إىل اليوم ،من أشهرها قدميا "درة الغواص يف أوهام
اخلواص" ،للحريري ،و"إصالح املنطق" ،البن السكيت ،و"حلن العامة"،
أليب بكر ا ُّلزبيدي .ومن أشهرها حديثا" :لغة اجلرائد" ،إلبراهيم
قل وال تَ ُق ْل" ،ملصطفى جواد ،و"معجم األخطاء اللغوية اليازجي ،و" ْ
الشائعة" ،و"معجم األغال اللغوية املعاصرة" ،حملمد العدناين.
وسوف نقتصر على قليل من أشهر األخطاء يف هذا العصر؛ لعلها تنبه
صون عن اخلطأ ،وحتري الصواب ،وأن كثريا مما على ما ينبغي من الت ُّ
يشيع على األلسنة واألقالم اليوم ليس بصحيح .فمن أشهر األخطاء
الشائعة يف هذا العصر:
118
-1حد فيه :والصواب حد إليه ،أي نظر إليه.
-2يوجد مريض بالداخل :والصواب :بالداخل مريض.
-3كلما قرأت كلما استفدت :والصواب :كلما قرأت ،استفدت.
-4ستنجح طاملا أنك جمتهد :والصواب :ستنجح مادمت جمتهدا.
ُ -5مصاغ :والصواب :مصوغ؛ ألن الفعل الذي اشتق منه "صاغ"،
وليس "أصاغ".
-6هذا رأي خاطئ :والصواب :هذا رأي خطأ؛ ألن اخلاطئ هو اآلمث،
وليس الذي خالف الصواب ،كما يبدو من قول اهلل -تعاىل ( :-ال
يأكله إال اخلاطئون) ،أي اآلُثون.
-7ال خيفاك :والصواب :ال خيفى عليك.
-8أكد على احلضور :أكد احلضور.
-9سوف ال أحضر غدا :والصواب :لن أحضر غدا؛ ألن "سوف" ال
يفصل بينها وبني الفعل ،وإمنا هذا األسلوب ترمجة حرفية للعبارة
اإلجنليزية.I will not come tomorrwo :
-10من هو الذي فتح األندلس؟ ما هو امسك؟ :والصواب :من الذي
فتح األندلس؟ ما امسك؟.
-11تعترب اجملاملة خلقا كرميا ،والصواب :تُ ُّ
عد اجملاملة خلقا كرميا.
-12كتبت بواسطة القلم :والصواب :كتبت بالقلم.
-13قاتل اجلندي ضد األعداء :والصواب :قاتل اجلندي األعداء .أما
"ضد" ،فرتمجة حرفية للكلمة اإلجنليزية ،againstوما يف معناها من
119
اللغات األوربية ،وهي أثر من آثار الرتمجة احلرفية غري العارفة.
ُ -14رز فالن مبولود :والصواب :رز فالن مولودا.
-15حنن كمسلمني ال نكذب :والصواب :حنن املسلمني ال نكذب.
والكاف هنا ال معىن هلا ،وإمنا هي ترمجة للكلمة اإلجنليزية ،as :وما يف
معناها من الكلمات األوربية ،ولذلك مساها بعض اللغويني الكاف
األعجمية.
-16مبا أنك جمتهد ستنجح :والصواب :ألنك جمتهد ستنجح.
-17حضر الطالب مبن فيهم زيد :والصواب :حضر الطالب ومنهم
زيد.
-18أراه يوميا :والصواب :أراه كل يوم .وإمنا هذا األسلوب ترمجة
حرفية لألسلوب اإلجنليزي.I see him daily :
-19إذا زاد الشيء عن حده :والصواب :إذا زاد الشيء على حده.
-20هذا كالم ينقصه التحقيق :والصواب :هذا كالم يُ ْعوُزه التحقيق.
-21رأيتك أكثر من مرة :والصواب :رأيتك غري مرة.
-22يتوه يف املدينة :والصواب :يتيه يف املدينة ،ويف القرآن الكرمي( :قال
فإهنا حمرمة عليهم أربعني سنة يتيهون يف األرض)
-23السواح :والصواب :السياح.
-24سلموا على بعضهم البعض :والصواب :سلم بعضهم على بعض.
-25قيمت االمتحان :والصواب :قومت االمتحان.
-26أجاب على سؤاله :والصواب :أجاب عن سؤاله.
120
-27رضخ له :والصواب :أذعن له؛ ألن الرضوخ معناه العطاء القليل.
وحده.
-28جاء لوحده :والصواب :جاء َ
-29وحيث إين كنت مريضا مل أُكن من احلضور :والصواب :وألين
كنت مريضا مل أستطع احلضور؛ ف "حيث" ظرف مكان ،وليس من
معانيه التعليل.
-30كم أنت رائع :والصواب :ما أروعك؛ ألن "كم" أداة استفهام عن
العدد ،وال تستعمل يف التعجب ،مما يستعمل فيه مرادفها اإلجنليزي
(.)how
-31نوايا حسنة :والصواب :نيات حسنة ،كما يف احلديث" :إمنا
األعمال بالنيات".
-32ليس له مربر :والصواب :ليس له مسوغ.
-33أَث َر عليه :والصواب :أَث َر فيه أَو به.
-34قال أثناء كالمه :والصواب :قال يف أثناء كالمه؛ ألن "أثناء" ليس
بظرف ،وإمنا هو مجع ث ْين ،وأثناءُ الشيء :تضاعيفه .
األمر.
-35بت يف األمر :والصواب :بت َ
-36لَ َس َعْتهُ حية ،ولَ َد َغْته عقرب :والصواب لدغته حية ،ولسعته
لس ًعا ،وما يضربعقرب ،فما يضرب بذنبه ،كالعقرب ،يسمى عمله ْ
بفيه ،كاحلية ،يسمى ضربه َلد ًغا.
-37احتار يف األمر :والصواب :حار يف األمر.
121
-38تكبد خسائر فادحة :والصواب :خسر خسائر فادحة؛ ألن
التكبد له معنيان:
أ -التوسط ،كما يقال تكبدت الشمس السماءَ ،إذا صارت يف كبده،
أي وسطه.
ب -اخلثور :كما يقال :تكبد اللنب ،إذا خثُر و َغلُظ.
العمل؛ ألن كلف
َ ُ -39كلف فالن بالعمل :والصوابُ :كلف فال ٌن
يتعدى بنفسه إىل مفعولني ،حنو( :ال يكلف اهلل نفسا إال ما آتاها)( ،ال
نفسك).
تُ َكلف إال َ
-40كالم الغ ،أي :باطل ،والصواب :كالم ُم ْلغى؛ ألنه من ألغى
كالمه إذا أبطله ،أما الغ ،فمن اللغو ،يقال :لغا فالن يلغو الغية ،فهو
الغ ،إذا أخطأ ،ومنه قوله -تعاىل ( :-ال تسمع فيها الغية).
-41هيئة التدريس ،وهيئة كبار العلماء ،وهيئة األمر باملعروف والنهي
عن املنكر :والصواب :مجاعة التدريس ،ومجاعة كبار العلماء ،ومجاعة
األمر باملعروف والنهي عن املنكر ،وحنو ذلك من الكلمات اليت تدل
على اجلمع ،أما "اهليئة" ،فالشارة (اللباس احلسن) ،وحال الشيء
الظاهرة وكيفيته.
122
نصوص مختارد
سورد الحجرات
ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ
ﲉ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ
ﲊ ﲆ ﲈ
ﲇ
ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ
ﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢ
ﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫ
ﲳﲵ
ﲴ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲ
ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ
ﲿﳀﳁﳂﳃ ﱁﱂﱃﱄ
ﱉﱋﱌ ﱍﱎﱏ
ﱊ ﱅﱆﱇﱈ
ﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ
ﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠ ﱡﱢ
ﱥﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮ
ﱣﱤ ﱦ
123
ﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷ
ﱺﱼﱽﱾﱿ ﲀ
ﱻ ﱸﱹ
ﲃﲅﲆﲇﲈﲉﲊ ﲋ
ﲄ ﲁﲂ
ﲏﲑﲒﲓ ﲔ
ﲐ ﲌﲍﲎ
ﲝﲟﲠ
ﲞ ﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ
ﲤﲦﲧﲨﲩ
ﲥ ﲡﲢﲣ
ﲰﲲﲳ
ﲱ ﲪﲫﲬﲭﲮﲯ
ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ
ﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉ
ﳔ ﳓ ﳌ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ
ﳍ ﳊ ﳋ
ﳙﳛﳜﳝﳞ
ﳚ ﳕﳖﳗﳘ
ﳟﳠﳡﱁﱂﱃﱄﱅﱆ
ﱋﱍﱎﱏﱐﱑ
ﱌ ﱇﱈﱉﱊ
ﱜ ﱛ ﱒﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚ
ﱓ
124
ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ
ﱝ ﱟ
ﱯ ﱱ
ﱰ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ
ﱵﱷﱸ ﱹﱺﱻﱽ
ﱶ ﱲﱳﱴ
ﱿﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇ
ﲀ ﱾ
ﲋ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ
ﲌ ﲈ ﲉ ﲊ
ﲕ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ
ﲖ ﲒ ﲓ ﲔ
ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ
ﲪﲬﲭ
ﲥﲦﲧﲨﲩ ﲫ
ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵﲶ
ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ
ﲼ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ
ﳋﳍ
ﳌ ﳅﳇﳈﳉﳊ
ﳆ ﳂﳃﳄ
ﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ
ﳝﳟﳠﳡ
ﳞ ﳘﳙ ﳚﳛﳜ
ﳢﳣﱠ
125
تمهيد
سورة احلجرات سورة مدنية ،ولكنها نزلت منجمة (مفرقة) ،يف
حوادث شىت ،على عهد النيب -صلى اهلل عليه وسلم ،-منها خمالفات
كانت من بعض الصحابة -رضي اهلل عنهم ،-فعلمهم اهلل -تعاىل -
ما ينبغي من األدب ،ومنها ما كان من أعراب ،قدموا املدينة ،فكان
منهم ما ال يليق يف حق اهلل ورسوله -صلى اهلل عليه وسلم ،-على ما
يقتضي جهلهم ،وقلة معرفتهم بآداب اإلسالم .ولكن بني املفسرين يف
سبب نزول بعض اآليات خالفا ،ال يعنينا ذكره؛ احلوادث اليت كانت َ
ألن العربة بعموم اللفظ ،ال خبصوص السبب ،أي مبا يدل عليه اللفظ
من آداب وأحكام ومعان ،ال باحلادثة اليت نزلت فيها اآليات ،وإمنا
عرض لسبب النزول؛ ليستعان به على فهم املعاين. يُ َ
وآيات السورة -على اختالف املناسبات اليت نزلت فيها -مرتابطة،
وبعضها آخذ برقاب بعض ،حىت كأمنا أنزلت يف حادثة واحدة ،وتدور
على موضوع واحد .ولعل سبب ذلك أن احلوادث اليت نزلت فيها
متقاربة ،وتتفق يف أهنا خمالفة لآلداب واألحكام الشرعية ،وبعضها كان
من قوم حديثي عهد باإلسالم ،يتشابه سلوكهم لتشابه ثقافتهم ،وكانت
تعليمهم ما جهلوا من اآلداب واألحكام، معاجلة تلك املخالفات َ
لتخليصهم من الثقافة اليت كانت سببَها.
126
واآلداب الورادة يف السورة قسمان :آداب يف حق اهلل ورسوله -
صلى اهلل عليه وسلم ،-وآداب فيما ينبغي أن يكون بني املسلمني.
بعض ما جيب عليهم من األدب مع وأول هذه اآلداب تعليم املسلمني َ
اهلل ،ومع نبيه -صلى اهلل عليه وسلم -حني يكونون حبضرته ،ومعاملته
يف خطابه وندائه ،ولزوم أمره ،وعدم التقدم عليه ،ووجوب صد
املسلمني فيما خيربون به ،والتثبت مما يُن َقل إليهم ،وجمانبة أخال
الكافرين والفاسقني ،وحكم ما قد يكون بني املسلمني من تقاتل ،من
اإلصالح ،والعدل ،ونصرة احملق على املبطل ،واملصيب على املخطئ،
وما جيب من حسن تعامل املسلمني فيما بينهم ،يف أحواهلم كلها؛ من
أجل بناء جمتمع مسلم ،متأدب بأدب اهلل ورسوله ،مع اهلل ورسوله ،ومع
نفسه وغريه من الناس ،متسم بنقاء السرائر ،وعفة األلسن .فاألدب مع
اهلل يكون مبعرفة املرء منزلتَه من اهلل ،ومن رسوله الذي يبلغ عنه ،فال
يسبقهما يف أمر أو هني ،وال يقرتح عليهما يف قضاء أو حكم ،وال
يتجاوز ما يأمران به وينهيان عنه ،وال جيعل لنفسه إرادة أو رأيا دوهنما،
أو معهما ،ثقةً بأن اهلل أعلم منه به ،وأدرى منه مبصاحله .ومن خالط
هذا قلبَه -عن يقني -مل يكن له سوى انتظار ما خيتار اهلل له ،وكان
حكمه وقضاؤه أحب إليه من اجتهاده ،ونظره لنفسه؛ العتقاده أنه
127
أعلم به منه ،وعلمه مبا يف نفسه من ضعف وقصور ،وأنه إذا عرف شيئا
غابت عنه أشياء.
وهذا اجملتمع يُنزل الناس منازهلم ،فيخاطبهم مبا ينبغي أن خياطبوا به،
ويعرف هلم أقدارهم ،وينزل كل شيء يف الوجود منزلته اليت تليق به .وهو
جمتمع يضع األشياء يف نصاهبا ،فيتثبت يف األخبار ،وال حيكم يف األمور
حىت يستجمع حيثيات احلكم ،حتريا للحق والعدل ،وجتنبا ملا قد تسو
إليه األهواء من ظلم وحيف .وهو جمتمع حيب احلق ،واخلري ،ويقصد
وزين
إليهما قصدا؛ ألنه جمتمع رباين ،أُشرب يف قلوبه حب اإلميانُ ،
فيها ،وُكره إليه الكفر والفسو والعصيان ،وأُهلم رشده.
صلحه بني اإلخوة ،إذا اختلفوا ،ونصرةُ املظلوم على
فمن حبه اخل َري ُ
من بغى عليه ،من إخوته ،وإقامة العدل يف الصلح ،من غري انتهاز
لضعف الضعيف ،وال مسايرة لقوة القوي .وبتلك النصرة يشعر الضعيف
أنه قوي بإخوانه ،وباحلق الذي آثره على الباطل؛ ألن ذلك هو مقتضى
إميانه باهلل ،وامتثاله أمره ،ويَعلم إخوته أن احلرص على الصلح بينه وبني
من بغى عليه ال يعين أن ُحيمل على التنازل عن حقه ،خوفا أو طمعا،
أو نزوال على حكم الواقع الذي قد جيور ،على ما يقتضي اختالل
ومحل
موازين القوة .ومن غري أن يشعر الباغي ،إذا ُخضدت شوكتهُ ،
على أن يدين للحق ،وأُخذ منه للملظوم ،أن عليه أن يدين للقوة اليت
128
غلبته ،ويرضى مبا قد يكون منها من حيف عليه؛ فقد كان احلامل على
الصلح وقتال الباغي األخوة يف اهلل ،واحلرص على إقامة العدل الذي ال
تستقيم احلياة إال عليه ،وإصالح ذات بني املسلمني ،وليس له غرض
آخر مما عهد الناس يف حياهتم.
وهو جمتمع متصاحل ،تربطه األخوة يف اهلل بربا رباين ،جيعل احلب،
واأللفة فو كل اعتبار من االعتبارات املعهودة يف اجلاهلية ،وأدك
وعرضه
مقتضيات األخوة يف اجملتمع اإلسالمي أن يأمن املرء على نفسهْ ،
وماله ،بتحرميها ،وحترمي النيل منها ،وتشريع األحكام اليت تصوهنا ،كما
ورد يف احلديث" :كل املسلم على املسلم حرام :دمه ،وماله ،وعرضه"،
وحترمي التجسس ،والغيبة ،والسخرية ،واللمز ،والنبز ،ملا فيها من تنقص
لإلنسان ،واستصغار له ،واعتداء عليه ،وانتهاك للمصون من حرماته،
وجعل التقوى معيار التفاضل ،دون ما كان ُّ
يعتد به اجلاهليون ،من ْ
أنساب ،وما يعتد به غريهم من مال وجاه ،وحنومها ،ووضع االختالف
تجاوز به ما أراد اهلل ،من جعله وسيلة
بني الناس يف نصابه ،وحترمي أن يُ َ
للتعارف .والتذكري مباهية اإلنسان ومبدأ نشأته ،واشرتاك الناس مجيعا يف
تلك املاهية والنشأة ،اشرتاكا ال يتأتى معه أن يتفاضلوا إال بالعمل
وحده؛ ألهنم سواء فيما عداه؛ فال معىن ألن يتفاضلوا فيما هم فيه
سواء .وكان بعض تلك األحكام يُْل َقى إىل املسلمني يف صورة أمر
129
مصدر ب (يأيها الذين آمنوا) ،إشارة إىل أن امتثال ذلك األمر هو
مقتضى ما يعلن به املسلمون من اإلميان ،وأن خمالفته مباينة له.
هذا جممل يف ما ورد يف السورة من أحكام ومعان عامة ،سوف
نقف عندها لنرى كيف فصلتها ،وسيكون أكرب مهنا استخراج معاين
اآليات من ألفاظها؛ فإن ذلك هو الذي يفيدنا هاهنا؛ إذ كان غرض
دراسة السورة لغويا يف املقام األول ،وإمنا يعني على ذلك أن تستخرج
معانيها من ألفاظها ،أما االقتصار على بيان جممل املعاين ،فليس مما
يفيد يف هذا املقام.
معاني السورد
مع ىن "ق دم" يف اآلي ة األوىل م ن الس ورة :تق دم ،مث ل :وج ه مبع ىن
توج ه ،وب ني مبع ىن تب ني ،وأص ل التق دم :املش ي قب ل الغ ري .وه و هاهن ا
استعارة ُثيلية :شبه من يفعل فع ال دون إذن م ن اهلل ورس وله -ص لى اهلل
عليه وسلم -مبن يتقدم َم ْن مياشيه ويرتكه خلفه .ووجه الشبه االنفراد عنه
يف الطريق .ويف قوله تع اىل( :ب ني ي دي اهلل ورس وله) اس تعارة ُثيلي ة ،ش به
تعج ل الص حابة يف إق دامهم عل ى الب ت يف احلك م عل ى أم ر م ن أم ور ُّ
الدين حبالة من تقد َم ب ني ي دي متبوع ه أثن اء س ريه يف الطري ق .ومجل ة (إن
اهلل مسي ع عل يم) تعلي ل للنه ي ع ن التق دم ب ني ي دي اهلل ورس وله ،ولألم ر
130
بتق وى اهلل .وكث ري م ن األس اليب ال يت تص در ب "إن" يف مث ل ه ذا
األس لوب ،يف ه ذه الس ورة وغريه ا م ن الق رآن الك رمي ،ويف ك الم الع رب،
غرضها التعليل ،كقول اهلل -تعاىل( :-وأقس طوا إن اهلل حي ب املقس طني)،
(واتق وا اهلل إن اهلل ت واب رح يم) ،وقول ه( :وم ا أب رئ نفس ي إن ال نفس
ألمارة بالسوء).
وقد أمر اهلل يف هذه اآلية بانتظار حكم اهلل يف األم ور ،وع دم القط ع
فيه ا قب ل أن حيك م اهلل فيه ا حكم ه ،وإمن ا ك ان ه ذا األم ر تأديب ا لل ذين
كانوا يقولون من الص حابة" :ل و أن زل يف ك ذا ك ذا" ،أي :يقول ون إن م ن
األص لح أن يُن زل اهلل أحكام ا يروهن ا يف أم ور بعينه ا ،فنُه وا ع ن ذل ك،
وأُم روا أن ينتظ روا حكم ه ،وأن يلزم وه ،إذا ص در .وفح وى اآلي ة :اتبع وا
اهلل ورسوله؛ فإن متابعتهما مقتضى اإلميان باهلل ،وتصديق رسوله.
ول يس النه ي ع ن التق دم ب ني ي دي اهلل ورس وله خاص ا حبي اة الن يب -
صلى اهلل عليه وسلم-؛ ألنه ال مفهوم له بع د انتقال ه إىل الرفي ق األعل ى،
وانقطاع الوحي ،بل هو با إىل يوم الدين؛ إذ كانت فح وى اآلي ة األم ر
بطاع ة اهلل ورس وله -ص لى اهلل علي ه وس لم ،-وم ن طاعتهم ا ل زوم م ا
َش َرعا ،وم ن ع دم التق دم ب ني ي ديهما أال يُ ْق دم امل رء عل ى أم ر ح ىت يعل م
اده أن حكم ه ع ني املص لحة ،وأن الش رع إمن ا أُن زل حك م اهلل في ه ،واعتق ُ
ج ْلب ا للنف ع ،ودفع ا للض ر؛ ف إن التص رف يف األم ور مبع زل ع ن الش رع،
131
ومعرفة حكمه فيها يعين االستغناء عنه بالرأي ،أو ع دم مباالت ه .وك ذلك
تنك ب احلك م الش رعي إىل رأي م ن اآلراء ،ول و ُّادع َي أن ه مب ين عل ى ُّ
العل م .وم ن مقتض يات امتث ال اآلي ة أيض ا ل زوم احلك م كم ا ش رعه اهلل،
بع دم نقص ه ،أو الزي ادة في ه ،أو تقدمي ه أو ت أخريه ع ن الزم ان واملك ان
الل ذين ُح دا ل ه .وق د ورد أن ه ذه اآلي ة نزل ت يف بع ض الص حابة ،ذحب وا
أضحياهتم قبل أن يصلي النيب -صلى اهلل عليه وسلم-العي د ،ف أمرهم أن
يعي دوا ال ذبح؛ ليك ون عمله م تبع ا لعمل ه ،متقي دا ب أداء العب ادة يف ال زمن
الذي وقت هلم.
وقد ُجعلت هذه اآلية توطئة للنهي عن رفع األصوات عن د رس ول اهلل
-ص لى اهلل علي ه وس لم -واجله ر ل ه ب القول ،وندائ ه م ن وراء احلج رات،
ول وم َم ن فع ل ذل ك؛ ألن م ن ُّخ ص مب ا ُخ ص ب ه الن يب -ص لى اهلل علي ه
وس لم -م ن رفي ع الق در عن د اهلل حقي ق بالتهي ب واإلج الل ،وأن ُخي َف ض
جه ُره جه را يتج اوز معت اد الك الم.الص وت عن ده .وامل راد برف ع الص وت ْ
واملع ىن :ال ترفع وا أص واتكم يف جملس ه وحبض رته ،إذا كل م بعض كم بعض ا،
كما وقع يف احلادثة اليت كان ت س بب الن زول ،وخالص تها أن أب ا بك ر مل ا
جاء وف د ب ين ُ يم إىل املدين ة ،اق رتح عل ى الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم-
أن ي ؤمر عل يهم القعق اع ب ن معب د ،واق رتح عم ر أن ي ؤمر األق رع ب ن
حابس ،فقال له أبو بكر :ما أردت إال خمالفيت ،فقال له عمر :ما أردت
132
خمالفت ك ،وارتفع ت أص واهتما ،فنزل ت اآلي ة .فك ان عم ر بع د ذل ك ال
يُس مع الن يب اهلل -ص لى اهلل علي ه وس لم -ح ىت يس تفهمه ،وق ال ل ه أب و
بك ر :وال ذي أن زل علي ك الكت اب ي ا رس ول اهلل ،ال أكلم ك إال ك أخي
ع اهلل،
الس رار ح ىت ألق ى اهلل .وه و دلي ل عل ى ش دة امتث ال الص حابة ش ْر َ
ومسارعتهم إىل التأدب مبا يؤدهبم به.
ويف قول ه( :وال جته روا ل ه ب القول كجه ر بعض كم ل بعض) نَ ْه ي ع ن
جه ر آخ ر ،ه و اجله ر بالص وت عن د خطاب ه -ص لى اهلل علي ه وس لم،-
وه و يش مل ص نيع ال ذين ن ادوه م ن وراء احلج رات .ومع ىن (أن حت بط
أعمالكم) :لئال حتبط أعمالكم؛ أي إن اجلهر له بالقول حمبط لألعمال.
احلبط عدم االنتفاع باألعم ال الص احلة بس بب م ا يط رأ عليه ا م نواملراد ب ْ
الكف ر .واحل ْبط واحلُب و :فس اد ش يء ك ان ص احلاً ،ومن ه احلَ بَط ،وه و
مرض يصيب اإلبل من أكل اخلَضر يف أول الربيع ،فتنتفخ أمعاؤها ،ورمبا
ماتت .و يُ ْؤذن الفعل " َحبط" بأن العمل احلابط كان صاحلاً ففس د ،أي
ض اع وبط ل .فه ي اس تعارة ُثيلي ة :ش به ض ياع األعم ال الص احلة ب َفس اد
ووج ه الش به ع دم انتف اع مكتس بها منه ا .وامل راد ض ياع
ال ذوات النافع ةْ ،
ثواهب ا وم ا يرتق ب العام ل م ن اجل زاء عليه ا ،والف ْوز هب ا .أي إن ع دم
االح رتاز م ن س وء األدب م ع الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم -يبط ل
العم ل ،أو يفض ي إىل الكف ر؛ ألن ع دم االنته اء ع ن س وء األدب مع ه
133
يع ود ال نفس االسرتس ال في ه ،ف ال ت زال ت زداد من ه ،وي نقص ت وقري الن يب -
ص لى اهلل علي ه وس لم -فيه ا ،بالت درج ،ح ىت ي ؤول إىل ع دم االك رتاث
ب األدب مع ه؛ ألن املنتق ل م ن س يء إىل أس وأ ال يش عر بأن ه آخ ذ يف
التمل ي م ن الس وء؛ ألن ه يص ري إىل ذل ك بالت درج ،ح ىت تغم ره املعاص ي،
من حيث ال يشعر ،كما قال -تعاىل ( :-وأنتم ال تشعرون).
واألصل يف الغَض ،يف قول ه -تع اىل ( :-إن ال ذين يغض ون أص واهتم
عن د رس ول اهلل أولئ ك ال ذين ام تحن اهلل قل وهبم للتق وى) :خ ْف ض الع ني،
تعار خلف ض الص وت واملي ل ب ه إىل اإلس رار.أي أال ُحيَ د هب ا ،وه و مس ٌ
واالمتح ان :االختب ار والتجرب ة ،وه و م ن َحمَن ه :إذا اخت ربه ،أو م ن
"امتُحن" ،أي أُ ْخلص ،ومنه يقال للذهب "مم تَحن" ،أي خمُْلَ ص يف الن ار
(أي مص فى ومنق ى) .وال الم يف (للتق وى) الم التعلي ل ،واملع ىن :ام تحن
اهلل قل وهبم ألج ل التق وى ،أي ليكون وا أتقي اء ،يق ال :ام تُح َن ف الن
ودرب للنهوض باألمر. للشيء ،كما يقالُ :جرب للشيء ُ
واملراد بالذين (ينادون ك م ن وراء احلج رات) ق وم م ن ب ين ُ يم ،وف دوا
على النيب -صلى اهلل عليه وسلم -باملدين ة يف الس نة التاس عة ،لف داء ق وم
منهم ،كانوا أسارى عنده ،وكان الوقت وقت القائلة ،ورسول اهلل -صلى
اهلل علي ه وس لم -ن ائم يف حجرت ه ،فن ادوه م ن ورائه ا :ي ا حمم د ،اخ رج
إلين ا ،ف إن م ْدحنا زي ن ،وإن ذمن ا ش ني ،حن ن أك رم الع رب .وكان ت ه ذه
134
عادةَ وفود العرب عل ى املل وك والس ادة يف اجلاهلي ة :ي أتون بي ت املل ك أو
السيد ،فيطيفون ب ه (يس تديرون ب ه وجييئون ه م ن نواحي ه) ،وين ادون لي ؤ َذن
هل م .فلم ا خ رج إل يهم الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم ،-ق الوا :جئن اك
نف اخرك؛ فائ ذن لش اعرنا وخطيبن ا .وكان ت ع ادة وف ود الع رب أن ي ذكروا
أكثر هذا الوفد
مفاخرهم وأيامهم ،ويذكر املوفود عليهم مفاخرهم .وكان ُ
وتناشد األشعار.
ما يزالون على الكفر ،وإمنا أسلموا بعد املفاخرةُ ،
عقل الت أدب الواج ب يف معامل ة العقل عنهمَ - وإمنا أراد اهلل -إذ نفى َ
الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم .-وإمن ا نف اه ع ن أكث رهم ألن م نهم م ن مل
يناده من وراء احلجرات .مث قال( :ولو أهنم صربوا حىت خترج إليهم لك ان
خريا هلم)؛ ألن ه يكس بهم وق ارا يف أه ل املدين ة ،ويس تدعي إقب ال الن يب -
صلى اهلل عليه وسلم -عليهم وهو غري كاره لن دائهم إي اه ،ورفْ ع أص واهتم
يف مسجده.
واملشهور أن قوله -تعاىل( :-يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاس ق بنب أ
فتبين وا أن تص يبوا قوم ا جبهال ة فتص بحوا عل ى م ا فعل تم ن ادمني) ن زل يف
عقبة بن أيب معيط ،بعثه النيب -صلى اهلل عليه وس لم -إىل ب ين املص طلق
م ن خزاع ة؛ ليأتي ه بص دقاهتم (زك اهتم) ،فلم ا بلغه م جميئُ ه ،خرج وا لتلقي ه
بأنفس هم وعل يهم الس الح ،فظ ن أهن م يري دون قتل ه ،فرج ع إىل املدين ة،
فقال للنيب -صلى اهلل عليه وسلم -إهنم أرادوا قتلي ،ومنعوا الزكاة.
135
والفس و م ا حيرم ه الش رع م ن الكب ائر ،والفاس ق يف اآلي ة :الك اذب.
وق د اتف ق املفس رون عل ى أ ْن ل يس يف الرواي ات املروي ة يف ه ذه القص ة م ا
يقتضي أن الوليد تعمد الك ذب ،وإمن ا ت وهم وظ ن ،فأخط أ ،واملخط ئ ال
يس مى فاس قا ،ول و ك ان فاس قا م ا ت رك الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم-
تعنيف ه واس تتابته .وك ان خ روج ب ين املص طلق إىل الولي د لتلقي ه بأنفس هم،
سبب ظنه ما ظن؛ إذ مل يكن معهودا يف خ روج القبائ ل وعليهم السالح َ
لتلقي عمال الصدقة أن يلبسوا السالح .وقد اتفق من ترمجوا الوليد عل ى
أنه كان شجاعا جوادا ،وكان ذا خلق ومروءة.
وقول ه( :واعلم وا أن ف يكم رس ول اهلل ل ويطيعكم يف كث ري م ن األم ر
ؤمر ب ه ،وم ا يُش ار ب ه علي ه ،وت رك م ا
لعن تم )...الطاع ة :عم ل امل رء م ا ي َ
يُ َنهى عنه ،والعن ت :املش قة .أي :اعلم وا أن ف يكم رس ول اهلل ،ف اتقوا اهلل
أخباركم .ول و ك ان الن يب
أن تقولوا الباطل ،وتفرتوا الكذب ،فإن اهلل خيربه َ
-ص لى اهلل علي ه وس لم -يعم ل يف كث ري م ن احل وادث ب آرائكم ،ويقب ل
م نكم م ا تقول ون ،لعن تم ،أي وقع تم يف اجلَه د واهل الك؛ ألن ه ك ان ُخيط ئ
يف أفعال ه ،كم ا ل و قب ل ق ول الولي د ب ن عقب ة يف ب ين املص طلق ،فغ زاهم،
فأص بتم م ن دم ائهم وأم واهلم م ا ال حي ل لك م .وه ذا ي دل عل ى أن بع ض
الص حابة زين وا للن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم اإليق اع هب م تص ديقا لق ول
136
الولي د ،وأن بعض هم حترج وا م ن ذل ك تأن يً ا وتثبُّتً ا يف األم ر ،وه م ال ذين
قال فيهم( :ولكن اهلل حبب إليكم اإلميان.)...
وامل راد باإلمي ان هاهن ا أحك ام اإلس الم ،أي إن اهلل حب ب إل يكم ال دين
ال ذي ج اء ب ه الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم ،-وه ذا ح ض عل ى التس ليم
ملا يأمر به النيب -صلى اهلل عليه وسلم .-واملراد أن اهلل دعاكم إىل ح ب
دين ه ،والرض ا ب ه ،ف امتثلتم .ويف قول ه( :وك ره إل يكم الكف ر والفس و
والعص يان) تع ريض ب أن ال ذين ال يطيع ون الن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم-
ف يهم بقي ة م ن الكف ر والفس و .وامل راد :إن كن تم أحبب تم اإلمي ان وك رهتم
الكف ر والفس و والعص يان ،ف ال ترغب وا يف حص ول م ا حتب ون ،إذا ك ان
الدين ينهى عنه ،والفسو والعصيان يدعوان إليه.
ونزل قول اهلل -تعاىل ( :-وإن طائفتان من املؤمنني اقتتلوا فأصلحوا
بينهما :)...يف فتنة بني األوس واخلزرج ،جتالدوا فيها بالنعال والس عف.
والبغ ي :الظل م واالعت داء ،والطائف ة ال يت تبغ ي ه ي الظامل ة اخلارج ة ع ن
احلق ،وإن مل تقاتل؛ ألن بغيها حيمل الطائفة املبغي عليه ا أن ت دافع ع ن
حقها .واألمر يف قوله (فقاتلوا اليت تبغ ي) للوج وب ،ألن ه ذا حك م ب ني
اخلصمني ،والقضاء باحلق واجب؛ ألنه حيفظ ح ق احمل ق ،وألن ت رك قت ال
الباغي ة جي ر إىل اسرتس اهلا يف البغ ي وإض اعة حق و املبغ ي عليه ا يف
األنف س واألم وال واألغ راض ،واهلل ال حي ب الفس اد ،وألن ذل ك جي رئ
137
غريه ا عل ى البغ ي ،فقتاهل ا زج ر لغريه ا .وق د تلت بس الطائف ة الباغي ة م ن
الط ائفتني املتق اتلتني ،ول ذلك ش رع اهلل اإلص الح بينهم ا؛ ألن ه يزي ل
الل بس ،بع د أن تُب ني لكلتيهم ا ش بهتها ،إن كان ت هل ا ش بهة ،وتُ ز َال
باحلج ة الواض حة ،فم ن أىب منهم ا فه و الب اغي( .ف إن ف اءت فأص لحوا
بينهما بالعدل) .والعدل :هو ما يقع التصاحل عليه بالرتاضي واإلنص اف،
ض ر بإح دى الط ائفتني .مث ق ال( :ف إن ف اءت فأص لحوا بينهم ا). وأال يُ َ
وهذا إصالح ثان ،بعد اإلص الح األول .ومعن اه :أن الفئ ة ال يت خض عت
للقوة وألقت السالح قد تكون مكسورة اخلاطر ،ملا تشعر به م ن انتص ار
الفئ ة األخ رى عليه ا ،فأوج ب أن يُص لَح بينهم ا برتغيبهم ا يف إزال ة
اإل َح ن ،والرج وع إىل أخ وة اإلس الم؛ ل ئال تع ود الع داوة بينهم ا .وأش ار
قول ه( :إمن ا املؤمن ون إخ وة) إىل س بب وج وب اإلص الح ب ني الط ائفتني
املتباغيتني ،وهو أن اإلميان ق د ع َق َد ب ني أهل ه م ن األخ وة م ا ال يق ل ع ن
أخ وة النس ب ،ومل ا ك ان املتع ارف ب ني الن اس أن ه إذا وق ع ش قا ب ني
ائر اإلخ وة أن ينهض وا يف إزالت ه بالص لح بينهم ا ،ك ذلك األخ وين ل زم س َ
ك ان ش أن املس لمني ،إذا وق ع ش قا ب ني ط ائفتني م نهم وج ب عل ى
سائرهم السعي يف الصلح بينهم.
(يأيها الذين أمنوا ال يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خ ريا م نهم
:)...ومناسبة هذه اآلية ملا قبلها أنه ملا كانت األخوة تقتضي أن َْحت ُس ن
138
املعاملة بني اإلخوة كان مما تقتضي أن َحت ُسن بني أفرادهم ،فجاءت ه ذه
اآلي ات منبه ة عل ى أم ور م ن حس ن املعامل ة ،ق د يُغ َف ل ع ن مراعاهت ا
ورويَت يف أسباب نزول اآليات روايات عدة ،فحواه ا لفشوها يف الناسُ .
أن بع ض املس لمني س خر م ن بع ض ،أو ذك ره مب ا يك ره .ومم ا نبه ت
اآليات على حترميه من تل ك األم ور الس خرية ،واللم ز ،والنب ز .والس خرية:
االستهزاء ،والقوم :اسم مجع جلماعة الرج ال دون النس اء .وإمن ا ق ال اهلل:
(ال يس خر ق وم) ومل يق ل :ال يس خر بعض كم م ن بع ض ،كم ا ق ال( :وال
يغت ب بعض كم بعض ا) للنه ي عم ا ك ان ش ائعا ب ني الع رب م ن س خرية
القبائ ل بعض ها م ن بع ض؛ فل ذلك وج ه النه ي إىل األق وام دون األف راد.
يعده الالمز عيبا ملن يريد أذاه مواجهةً ،ويكون حبالة بني واللمز :ذ ْكر ما ُّ
ود ب ه
اإلشارة والكالم ،بتحريك الش فتني بك الم خف ي ،يَع رف من ه املقص ُ
أن ه يُ َذ ُّم أو يُ َتوع د ،أو يُت نقص ،وه و غ ري النب ز والغيب ة ،وك ان ش ائعا يف
الع رب يف اجلاهلي ة .والتن ابز :نب ز بعض هم بعض ا ،والنْب ز :ذ ْك ر النبَ ز ،وه و
لقب السوء ،واللقب ما أشعر خبس ة أو ش رف ،وامل راد باأللق اب يف اآلي ة
األلقاب املكروه ة .وك ان غال ب األلق اب يف اجلاهلي ة نب زا .والنه ي خ اص
باأللق اب ال يت مل يتق ادم عه دها ح ىت ص ارت كاألمس اء ألص حاهبا،
قصد الذم والسب.وتنوسي ما كان فيها من ْ
139
ومع ىن االس م يف (ب ئس االس م الفس و بع د اإلمي ان) :ال ذ ْكر ،كم ا
يق ال :ط ار امس ه يف الن اس ب اجلود أو ب اللؤم ،أي :ط ار ذك ره .واملع ىن:
ب ئس ال ذكر أن ي ذكر امل رء بالفس و بع د أن ُوص ف باإلمي ان .أي إن
اإلمي ان ال يناس به الفس و ؛ ألن املعاص ي م ن ش أن أه ل الش رك ال ذين ال
يزعهم عن الفس و وازع .وه ذا دلي ل عل ى أن الس خرية ،واللم ز ،والتن ابز
فس و وظل م ،يعاق ب علي ه ،وال يزيل ه إال التوب ة ،كم ا يف احل ديث:
"سباب املسلم فسو ".
(يأيه ا ال ذين آمن وا اجتنب وا كث ريا م ن الظ ن إن بع ض الظ ن إمث:)...
واملنهي ات امل ذكورة بع د ه ذا الن داء م ن املع امالت الس يئة اخلفي ة ال يت ال
يعامل هبا ،فال يدفعها أو يزيله ا م ن نف س م ن يعامل ه هب ا. يتفطن هلا من َ
فقول ه تع اىل( :اجتنب وا كث ريا م ن الظ ن) يُْبط ل م ا ك ان فاش يا يف اجلاهلي ة
من الظنون السيئة والتهم الباطلة .وعن الظنون السيئة تنشأ الغرية املفرط ة
والكيد ،واالغتيال ،والطعن يف األنساب ،واملبادأة بالقتال .ويف احل ديث:
"إي اكم والظ ن؛ ف إن الظ ن أك ذب احل ديث" .واألم ر باجتن اب كث ري م ن
الظ ن دلي ل عل ى أن الظن ون اآلُث ة كث رية ،فوج ب التمح يص والتح ري
لتميي ز الظ ن الباط ل م ن الظ ن الص اد .ومع ىن كون ه إُث ا أن ه تُب َىن علي ه
أعمال حمرمة ،كاالغتياب ،والتجسس ،وقد يُ َبىن علي ه اعتق اد باط ل .وإذا
ك ان الظ ن أم را ،حيص ل يف خ اطر اإلنس ان ع ن غ ري اختي ار ،ف ال يعق ل
140
التكليف باجتنابه ،وإمنا يراد األمر بالتثبت في ه ،وُحيص ه ،والتش كك يف
ص دقه إىل أن تتب ني حقيقت ه .ويف احل ديث" :إذا ظنن تم ،ف ال حتق ُق وا".
فه م م ن أن بع ض الظ ن إمث أن بعض ه ل يس ك ذلك ،وأن ا مل ن ؤمر ويُ َ
باجتناب الظن الذي ليس بإمث.
والتجس س :البح ث بوس يلة خفي ة ،وه و م ن آث ار الظ ن؛ ألن الظ ن
نفس ه إىل حتقي ق م ا ظن ه ،فيس لك طري ق يبع ث علي ه ح ني ت دعو الظ ان ُ
التجسس .ووجه النهي عنه أنه ض ْرب م ن الكي د والتطل ع عل ى الع ورات،
وق د ي رى املتجس س م ن املتجس س علي ه م ا يس وءه ،فتنش أ عن ه الع داوة
واحلق د ،وفس اد النف وس ،واحل رص عل ى انتق ام كليهم ا م ن أخي ه .وه ذا
خالف ما جيب أن يكون بني اإلخوة يف اهلل.
(وال يغت ب بعض كم بعض ا أحي ب أح دكم أن يأك ل حل م أخي ه ميت ا
فكرهتم وه) :واالغتي اب :ذك ر امل رء يف غيب ه مب ا يس وءه .واالس تفهام يف
(أحي ب أح دكم أن يأك ل حل م أخي ه ميت ا) تقري ري ،إذ م ن املس لم ب ه أن
ك ل أح د يق ُّر بأن ه ال حي ب ذل ك ،واالس تفهام التقري ري ال يق ع إال عل ى
أم ر مس لم ب ه عن د املخاط ب ،ول ذلك أجي ب عن ه ب (فكرهتم وه) .وق د
َجعل ت اآلي ة م ا ه و ش ديد الكراهي ة إىل ال نفس ،م ن أك ل حل م األخ
امليت ،حمبوبا عند اآلكل تفظيعا ملا ُشبه به ،وهو غيبة األخ ،والرضا هبا.
و ُش به اغتي اب املس لم أخ اه يف اإلس الم يف َغيبت ه بأك ل حل م أخي ه وه و
141
مي ت ،ال ي دفع ع ن نفس ه ،و ُش به املغت اب بآك ل اللح م ،وال ذي اغتي ب
وش بهت َغيبت ه ب املوت .والكراه ة هن ا :االمشئ زاز والتق ذر .واملع ىن:
ب أخُ ،
إن كن تم تكره ون أن يأك ل امل رء حل م أخي ه ميت ا ،ف اكرهوا نظ ريه ،وه و
حلم ه أخ ا ،دون غ ريه م ن الن اس ألن ذل ك وجع ل ال ذي يؤُك ل ُاغتياب هَ .
أفظ ع وأش نع؛ مل ا يعط ف امل رءَ عل ى أخي ه م ن عواط ف ال رحم ،وال س يما
إذا كان ميتا ،وما يكون بينه من وداد ،مينع مثلهما ما ه و أق ل م ن ه ذا،
من أصناف األذى واإلس اءة .والغيب ة ح رام؛ مل ا فيه ا م ن انته اك حرم ات
املس لمني ،واس تحالل م ا ح رم م ن أعراض هم ،وق د تبل غ ال ذي اغتي ب،
فتقدح يف نفسه العداوة ملن اغتابه؛ فيفسد ما بينهما من أخوة ،ومل ا فيه ا
من اشتغال املرء بأحوال الناس عما هو أهم وأنفع له.
(يأيه ا الن اس إن ا خلقن اكم م ن ذك ر وأنث ى وجعلن اكم ش عوبا وقبائ ل
لتع ارفوا إن أك رمكم عن د اهلل أتق اكم إن اهلل عل يم خب ري) :بع د ذل ك
انتقل ت الس ورة م ن واجب ات املع امالت إىل م ا جي ب أن يراعي ه امل رء يف
نفس ه ،وأعي د الن داء لالهتم ام هب ذا الغ رض ،إذ ك ان إعج اب ك ل قبيل ة
بفض ائلها وتفض يل نفس ها عل ى غريه ا فاش يا يف اجلاهلي ة ،وك انوا حيق رون
بع ض القبائ ل؛ فك ان ذل ك جي ر إىل األحق اد والتقات ل ،وترتت ب علي ه
الس خرية ،واللم ز ،والنب ز ،والظ ن ،والتجس س ،فنه ت اآلي ة عم ا ك ان يف
اجلاهلي ة إلزال ة م ا بق ي من ه يف النف وس .وك ان الن داء يف ه ذه اآلي ة
142
ب "الناس" دون املؤمنني مراعاة للمناسبة بني "الن اس" والغ رض م ن الت ذكري
بأن أصلهم واحد ،وأن التفاض ل والتف اخر إمن ا يك ون بالفض ائل ،وه و يف
اإلس الم إمن ا يك ون ب التقوى .وامل راد بال ذ َكر واألنث ى :آدم وح واء ،أو ن وع
الذكر واألنثى ،والتذكري باخللق منهم ا كناي ة ع ن التس اوي يف أص ل الن وع
اإلنس اين ،ليص رف إىل اكتس اب الفض ائل واملزاي ا ال يت ترف ع بع ض الن اس
عل ى بع ض ،وليك ون تنافس هم يف التق وى .والش عوب :مج ع َش ْعب وه و
جممع القبائل اليت ترج ع إىل ج د واح د ،م ن أم ة بعينه ا ،وحكم ة اهلل م ن
جع ل الن اس ش عوبا أن يتع ارفوا ،ولك ن الن اس جعل وه س بب تن اكر ْ
وعدوان.
(قال ت األع راب آمن ا ق ل مل تؤمن وا ولك ن قول وا أس لمنا :)...نزل ت
يف بين أسد ،وقدموا املدينة عقب وفد بين ُيم ،يف سنة جدب ببالدهم،
فأس لموا ،وك انوا يقول ون للن يب -ص لى اهلل علي ه وس لم :-أتت ك الع رب
بأن ُفس ها عل ى ظه ور رواحله ا ،وجئن اك باألثق ال والعي ال وال ذراري ،ومل
نقاتل ك كم ا قاتل ك غرين ا م ن الع رب .مين ون علي ه ويري دون أن يعط يهم
الص دقات ،ف أنزل اهلل ف يهم ه ذه اآلي ات اىل آخ ر الس ورة .واألع راب:
سكان البادية من العرب خاصة.
وقالوا للنيب -صلى اهلل عليه وسلم :-آمنا وه م يف ش ك ،فأنب أهم اهلل مب ا
يف قلوهبم ،وأعلمهم أن اإلميان هو التصديق بالقلب ،ال القول باللس ان؛
143
م ن أج ل أن ُخيْلص وا .ومع ىن (ال يل تكم) ال ينقص كم ،يق ال :الت ه يليت ه،
مث ل :باع ه يبيع ه .واملع ىن :إن أخلص تم اإلمي ان ،كم ا أم ركم اهلل ورس وله،
تقب ل اهلل أعم الكم ال يت ذك رَت .وقول ه( :إمن ا املؤمن ون ال ذين آمن وا ب اهلل
ورس وله مث مل يرت ابوا وجاه دوا ب أمواهلم وأنفس هم يف س بيل اهلل أولئ ك ه م
الصادقون) :بيان حلقيقة اإلميان الذي نفاه عنهم.
(قل أتعلم ون اهلل ب دينكم واهلل يعل م م ا يف الس ماوات وم ا يف األرض
واهلل بك ل ش يء عل يم) :أي :أختربون ه ب ذلك بق ولكم :آمن ا .والتعب ري ع ن
اإلخبار بالتعليم غرضه تشنيعهم ،ك أهنم وص فوه -تع اىل -بع دم العل م،
واهلل يعل م م ا يف الس ماوات وم ا يف األرض ،ف ال حيت اج إىل إع الم أح د.
واالستفهام للتوبيخ على حماولتهم إخفاء باطنهم عن اهلل املطلع على ك ل
ش يء .وامل راد باآلي ة هن يهم ع ن أن يك ذبوا ،ويقول وا غ ري ال ذي ه م علي ه
م ن ال دين حقيق ة ،وحت ذيرهم م ن أن يقول وا خ الف م ا يعل م اهلل م ن
وإعالمه م بأن ه مطل ع علي ه ،عل ى خ الف م ا ظن وا ،إذ زعم وا ُ ض مائرهم،
ما زعموا من اإلميان.
(مين ون علي ك أن أس لموا ق ل ال ُن وا عل ى إس المكم ب ل اهلل مي ن
عل يكم أن ه داكم لإلمي ان إن كن تم ص ادقني) :وامل ن :ذك ر النعم ة
احملسن إليه .وليس بني تسمية اهلل ما هم عليه يف ه ذه واإلحسان لرياعيه َ
اآلي ة إميان ا بع د قول ه( :ق ل مل تؤمن وا) تن اقض ،وإمن ا ه و مس ايرة ل زعمهم
144
أهنم آمنوا ،واملعىن :إن فُرض أنكم آمنتم -كما زعمتم ،-فإميانكم نعم ة
أنع م اهلل هب ا عل يكم ،فه و ال ذي وفقك م لإلمي ان( ،إن كن تم ص ادقني)،
وختمت السورة بقوله -تعاىل ( :-إن اهلل يعل م فيما زعمتم من اإلميانُ .
غي ب الس ماوات واألرض واهلل بص ري مب ا تعمل ون) ،أي إن اهلل يعل م ك ل
مس ترت ،ويبص ر ك ل م ا تعمل ون ،يف س ركم وعالني تكم ،وال خيف ى علي ه
الصاد منكم من الكاذب.
145
تمرين
س 1حلل الصورة البيانية يف قوله -تعاىل( :-يأيها الذين آمنوا ال تقدموا
بني يدي اهلل ورسوله) ،واذكر نوعها ،واملراد من اآلية الكرمية.
س 2بني عناصر التشبيه والغرض منه يف وقوله تعاىل( :أحيب أحدكم أن
يأكل حلم أخيه ميتا).
س 3بني معىن :السخرية ،الغيبة ،التنابز ،اللمز ،والفر بينها.
س 4كان النداء يف السورة للذين آمنوا إال مرة واحدة كان للناس ،فما
السبب؟
س 5اذكر بإجياز أهم ما اشتملت عليه السورة من اآلداب.
ﲇ ﲆ س 6ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ
ﲉ ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ ﲈ ﲊ
ﲓﲔﲕ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ
ﲝﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥ
ﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﲬﲭﲮ
ﲳ ﲵ ﲶ ﲷ ﲴ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ
ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ
ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ
ﱉ ﱋ ﱌ ﱍ. ﱆﱇﱈ ﱊ
-استخرج من اآليات:
-1فعال من األفعال اخلمسة مرفوعا ،وبني عالمة رفعه.
146
-2اسم "إن" وخربها.
-3خربا مجلة ،وبني نوعها.
-4امسا مقصورا ،وبني موقعه من اإلعراب ،وعالمة إعرابه.
-5خربا تقدم على املبتدأ.
-6فعال ناسخا ،وخربه.
-7اسم إشارة ،وبني احلركة اليت بين عليها.
-8فعال مضارعا منصوبا ،وبني ناصبه وعالمة نصبه.
-9فعال جمزوما ،واذكر جازمه ،وعالمة جزمه.
-10فعل أمر ،وأعربه.
-11ضمريا منفصال ،وبني موقعه من اإلعراب.
-12ثالثة ضمائر متصلة ذات مواقع إعرابية خمتلفة.
-13مجلة امسية ،اخلرب فيها مفرد.
-14ظرفا ،وبني نوعه.
-15مفعوال به.
-16فعال ماضيا مبنيا على الضم ،وبني السبب.
-17امسا موصوال ،واذكر موقعه من اإلعراب.
-18امسا جمرورا حبرف جر ،وآخر جمرورا باإلضافة.
-19صفة ،وأعرهبا هي وموصوفها.
-20مثىن ،واذكر موقعه من اإلعراب ،وعالمة إعرابه.
147
ﲰ ﲲ ﲱ س 7ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ
ﲳ ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼ
ﲽﲾ ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈ
ﳌ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳍ ﳉﳊﳋ
ﳙﳛﳜﳝﳞ ﳚ ﳕﳖ ﳗﳘ
ﳟﳠﳡﱁﱂﱃﱄﱅﱆ
ﱋ ﱍﱎﱏﱐﱑ ﱌ ﱇﱈﱉﱊ
ﱒ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱓ
ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱝ ﱟ
ﱯ ﱱ
ﱰ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ
ﱵﱷﱸ ﱹﱺﱻﱽ ﱶ ﱲﱳﱴ
ﱿﲁﲂﲃﲄ ﲅﲆﲇ ﲀ ﱾ
ﲋ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲌ ﲈ ﲉ ﲊ
ﲕ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲖ ﲒ ﲓ ﲔ
ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ
ﲪﲬﲭ ﲥﲦﲧﲨﲩ ﲫ
ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴ ﲵﲶ
ﲻﲽﲾﲿﳀ ﳁ ﲼ ﲷﲸﲹﲺ
ﳋﳍ ﳌ ﳅﳇﳈﳉﳊ ﳆ ﳂﳃﳄ
ﳎ ﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗ
148
ﳝﳟﳠﳡ ﳞ ﳘﳙ ﳚﳛﳜ
ﳢ.
أ استخرج من اآليات:
-1مجع مذكرا ساملا ،وأعربه.
-2فعال جائز التأنيث ،واذكر السبب.
-3فعال نصب مفعولني ،وبينهما.
-4منادى ،وبني نوعه ،وأعربه.
-5األفعال املضارعة املعربة ،وأعرهبا.
-6فعال مضارعا مبنيا ،وبني سبب بنائه.
-7فعال ماضيا مبنيا على السكون ،واذكر السبب.
-8أفعال األمر ،وبني العالمة اليت بنيت عليها.
ب -أعرب ما فو اخلط.
ج( -ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﲐ
ﲑﲒﲓ ﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚ
ﲝ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲞ ﲛﲜ
ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ).
( -ﱽ ﱾ ﱿ) .
-استخرجت من اآليات األفعال املؤنثة ،وبني حكم تأنيثها ،مع
التعليل.
149
ثانيًا حديث اإلسراء والمعراج:
العزيز بْ ُن َعْبد اللهَ ،حدثَين ُسلَْي َما ُنَ ،ع ْن َشريك بْن َعْبد َحدثَنَا َعْب ُد َ
ي بَر ُسول الله - ُسر َ
ول " :لَْي لَةَ أ ْس بْ َن َمالك ،يَ ُق ُ ت أَنَ َالله ،أَنهُ قَ َالَ :مس ْع ُ
صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم -م ْن َم ْسجد ال َك ْعبَة ،أَنهُ َجاءَهُ ثَالَثَةُ نَ َفر قَ ْب َل أَ ْن َ
وحى إلَْيهَ ،وُه َو نَائ ٌم يف امل ْسجد احلََرام ،فَ َق َال أَوُهلُ ْم :أَيُّ ُه ْم ُه َو؟ فَ َقا َل َ ُي
َ
ك ل
ْ ت ت
ََُْ ْ َ َ ْ َن ا ك
َ ف ، م هر ي خ ا
و ذ
ُ خ :
ُُ ْ ُ م هرآخ ال
َ أ َْو َسطُ ُه ْمُ :ه َو َخْي ُرُه ْم ،فَ َق
يما يََرى قَ ْلبُهَُ ،وتَنَ ُام َعْي نُهُ َوالَ ُخَرى ،ف َ اللْي لَةَ ،فَلَ ْم يََرُه ْم َحىت أَتَ ْوهُ لَْي لَةً أ ْ
ك األَنْبيَاءُ تَنَ ُام أ َْعيُنُ ُه ْم َوالَ تَنَ ُام قُلُوبُ ُه ْم ،فَلَ ْم يُ َكل ُموهُ يَنَ ُام قَ ْلبُهَُ ،وَك َذل َ
يل
يل ،فَ َشق ج ْرب ُ ضعُوهُ عْن َد بْئر َزْمَزَم ،فَتَ َوالهُ مْن ُه ْم ج ْرب ُ احتَ َملُوهُ ،فَ َو َ
َحىت ْ
ص ْدره َو َج ْوفه ،فَغَ َسلَهُ م ْن َماء َزْمَزَم غ م ْن َ ني َْحنره إ َىل لَبته َحىت فَ َر َ َما بَ ْ َ
بيَدهَ ،حىت أَنْ َقى َج ْوفَهُُ ،مث أُيتَ بطَ ْست م ْن َذ َهب فيه تَ ْوٌر( )1م ْن َذ َهب،
يدهُ -يَ ْعين عُُرو َ َح ْلقه - ص ْد َرهُ َولَغَاد َ
ْمةً ،فَ َح َشا به َ َْحم ُشوا إميَانًا َوحك َ
ب بَابًا م ْن أَبْ َواهبَا فَنَ َاداهُ ُمث أَطْبَ َقهُُ ،مث َعَر َج به إ َىل الس َماء الدُّنْيَا ،فَ َ
ضَر َ
ك؟ قَ َالَ :مع َي يل .قَالُواَ :وَم ْن َم َع َ أ َْه ُل الس َماء َم ْن َه َذا؟ فَ َق َال :ج ْرب ُ
ث؟ قَ َال :نَ َع ْم ،قَالُوا :فَ َم ْر َحبًا به َوأ َْهال ،فَيَ ْستَْبش ُر به
ُحمَم ٌد ،قَ َالَ :وقَ ْد بُع َ
يد اللهُ به يف األ َْرضَ ،حىت أَ ْه ُل الس َماء ،الَ يَ ْعلَ ُم أ َْه ُل الس َماء مبَا يُر ُ
150
آد ُم،
وك َ يلَ :ه َذا أَبُ َ
آد َم ،فَ َق َال لَهُ ج ْرب ُ
يُ ْعل َم ُه ْم ،فَ َو َج َد يف الس َماء الدُّنْيَا َ
فَ َسل ْم َعلَْيه ،فَ َسل َم َعلَْيهَ ،وَرد َعلَْيه آ َد ُمَ ،وقَ َال :مرحبا َوأ َْهالً بابين ،ن ْع َم
االبن أنت ،فَإ َذا هو يف الس َماء الدنيا بنَ َهَريْن يَطرَدان( ،)1فَ َق َالَ :ما
ضى به ص ُرُمهَاُ ،مث َم َ
ات ،عُْن ُ يل َوال ُفَر ُ
يل؟ قَ َالَ :ه َذا الن ُ
َه َذان الن َهَران يَا ج ْرب ُ
بضَر َ صٌر م ْن لُْؤلُؤ َوَزبَ ْر َجد( ،)2فَ َ آخَر َعلَْيه قَ ْ
يف الس َماء ،فَإذَا ُه َو بنَ َهر َ
يل؟ ،قَ َالَ :ه َذا ك أَ ْذفَ ُر( ،)3قَ َالَ :ما َه َذا يَا ج ْرب ُ يَ َدهُ ،فَإ َذا ُه َو م ْس ٌ
كُ ،مث َعَر َج به إ َىل السماء الثانية ،فَ َقالَت ال َك ْوثَ ُر الذي َخبَأَ لَ َ
ك َربُّ َ
املالئكة له مثل َما قالت لَهُ األوىلَ :م ْن َه َذا ،قال جربيل ،قالواَ :وَم ْن
ث إليه؟ قَ َال: معك؟ قَ َال :حممد -صلى اهلل عليه وسلم ،-قَالُواَ :وقَ ْد بُع َ
نَ َع ْم ،قَالُوا :مرحبا به وأهالً ،مث َعَر َج به إ َىل السماء الثالثة ،وقالوا له مثل
كُ ،مث ما قالت األوىل َوالثانيَةُُ ،مث َعَر َج به إ َىل الراب َعة ،فَ َقالُوا لَهُ مثْ َل َذل َ
كُ ،مث َعَر َج به إ َىل الس َماء َعَر َج به إ َىل الس َماء اخلَام َسة ،فَ َقالُوا مثْ َل ذَل َ
كُ ،مث َعَر َج به إ َىل الس َماء الساب َعة ،فَ َقالُوا لَهُ الساد َسة ،فَ َقالُوا لَهُ مثْ َل َذل َ
( )1جيريان.
( )2نوعان من اجلواهر النفيسة.
( )3جيد شديد ذكاء الريح ،أي :طيب الرائحة.
151
يس يف ت( )1مْن ُه ْم إ ْدر َ اه ْم ،فَأو َعْي ُكُ ،ك ُّل َمسَاء ف َيها أَنْبيَاءُ قَ ْد َمس ُ مثْ َل ذَل َ
يم يف امسَهَُ ،وإبْ َراه َ
َح َفظ ْ آخَر يف اخلَام َسة َملْ أ ْ الثانيَةَ ،وَه ُارو َن يف الراب َعةَ ،و َ
وسىَ :رب، وسى يف الساب َعة ،بتَ ْفضيل َكالَم الله ،فَ َق َال ُم َ الساد َسةَ ،وُم َ
ك مبَا الَ يَ ْعلَ ُمهُ إال اللهُ، َملْ أَظُن أن يُْرفَ َع علي أحدُ ،مث عال به فَ ْو َ ذَل َ
َحىت َجاءَ س ْد َرةَ املُْنتَ َهىَ ،وَدنَا ل ْل َجبار َرب العزة ،فَتَ َدىل َحىت َكا َن منْهُ
صالَة َعلَى ني َ يما أ َْو َحى إلَْيه :مخَْس َ اب قَ ْو َس ْني أ َْو أ َْد َك ،فَأ َْو َحى اللهُ ف َ قَ َ
وسى، احتَبَ َسهُ(ُ )2م َ وسى ،فَ ْ ط َحىت بَلَ َغ ُم َ كُ ،كل يوم َولَْي لَةُ ،مث َهبَ َ أُمت َ
صالَةً ُكل ني َ ك؟ قَ َالَ :عه َد إ َيل مخَْس َ ك َربُّ َفَ َق َال :يَا حممدَ ،ماذَا َعه َد إلَْي َ
كف َعْن َ ك ،فَ ْارج ْع ،فَ ْليُ َخف ْ يع َذل َك الَ تَ ْستَط ُ يَ ْوم َولَْي لَة ،قَ َال :إن أُمتَ َ
يلَ ،كأَنهُ صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم -إ َىل ج ْرب َ يب َ - ت الن ُّ ك َو َعْن ُه ْم ،فَالْتَ َف ََربُّ َ
ت ،فَ َعالَ به إ َىل يل :أَ ْن نَ َع ْم ،إ ْن شْئ َ
َش َار إلَْيه ج ْرب ُ ك ،فَأ َ يَ ْستَشريُهُ يف َذل َ
يع
ف َعنا؛ فَإن أُميت الَ تَ ْستَط ُ اجلَبار ،فَ َق َالَ ،وُه َو َم َكانَهُ :يَا َرب َخف ْ
احتَبَ َسهُ ،فَلَ ْم يََزْل
وسى ،فَ ْ صلَ َوات ُمث َر َج َع إ َىل ُم َ ض َع َعْنهُ َع ْشَر َ َه َذا ،فَ َو َ
( )1حفظت.
( )2وقفه عنده.
152
وسى احتَبَ َسهُ ُم َ صلَ َواتُ ،مث ْ ت إ َىل مخَْس َ ص َار ْ
وسى إ َىل َربه َحىت َ يَُرد ُدهُ ُم َ
يل قَ ْومي َعلَى ت بَين إ ْسَرائ َ عْن َد اخلَ ْمس ،فَ َق َال :يَا ُحمَم ُدَ ،والله لََق ْد َر َاوْد ُ
َج َس ًادا َوقُلُوبًا َوأَبْ َدانًا
ف أْ َض َع ُ
كأْ ض ُع ُفوا ،فَ َرتكوه ،فَأُمتُ َ أ َْد َك م ْن َه َذا ،فَ َ
ت النيب - ك يَ ْلتَف ُكُ ،كل ذَل َ ك َربُّ َف َعْن َ اعا ،فَ ْارج ْع فَ ْليُ َخف ْ َمسَ ً
ص ًارا َوأ ْ
َوأَبْ َ
يل،ك ج ْرب ُ يل ليُش َري َعلَْيهَ ،والَ يَكَْرهُ ذَل َ صلى اهللُ عليه وسلم -إ َىل ج ْرب َ
اد ُه ْم،َج َس ُ ض َع َفاءُ :أ ْفَ َرفَ َعهُ عْن َد اخلَام َسة ،فَ َق َال :يَا َرب ،إن أُميت ُ
ف َعنا ،فَ َق َال اجلَب ُار :يَا ص ُارُه ْمَ ،وأَبْ َدانُ ُه ْم؛ فَ َخف ْ
َمسَاعُ ُه ْمَ ،وأَبْ َ َوقُلُوبُ ُه ْمَ ،وأ ْ
ضتُهُ ك ،قَ َال :إنهُ الَ يُبَد ُل ال َق ْو ُل لَ َديَ ،ك َما فَ َر ْ ك َو َس ْع َديْ َُحمَم ُد ،قَ َال :لَب ْي َ
عليك يف أُم الكتاب ،قَ َال :فَ ُك ُّل َح َسنَة ب َع ْشر أ َْمثَاهلَا ،فهي مخسون يف
ت؟ ف فَ َع ْل َ وسى ،فَ َق َالَ :كْي َ أُم الكتاب ،وهي مخس عليك ،فَ َر َج َع إ َىل ُم َ
وسى :قَ ْد ف َعنا :أ َْعطَانَا ب ُكل َح َسنَة َع ْشَر أ َْمثَاهلَا ،قَ َال ُم َ فَ َق َالَ :خف َ
كيل على أَدك من ذلك فَتَ َرُكوهُ ،ارجع إ َىل َرب َ ت بَين إ ْسَرائ َ َوالله َر َاوْد ُ
وسى، صلى اهللُ َعلَْيه َو َسل َم :يَا ُم َ ول الله َ - ضا ،قَ َال َر ُس ُ ك أَيْ ً ف َعْن َ فَ ْليُ َخف ْ
اسم ت إلَْيه ،قَ َال :فَ ْاهب ْط ب ْ اختَ لَ ْف ُ
ت م ْن َريب ،مما ْ استَ ْحيَ ْي ُ
قَ ْد َ -والله ْ -
ظ َوُه َو يف َم ْسجد احلََرام ". استَ ْي َق َ
الله ،قَ َالَ :و ْ
اإلسراء هو :ذهاب النيب -صلى اهلل عليه وسلم -من املسجد احلرام
إىل املسجد األقصى ،واملعراج :عروجه من املسجد األقصى إىل
السماوات العال .ومها حادثتان معجزتان ،وإن كان وجه اإلعجاز يف
153
املعراج أوضح؛ ألنه أشد خمالفة للعادة .وقد تعددت روايات احلديث،
ف وزيادةٌ يف بعض احلوادث، ووقع بينها خالف يف بعض األلفاظ ،وح ْذ ٌ
كما وقع اخلالف بني العلماء يف حقيقة اإلسراء واملعراج ،أكانا يف ليلة
صلى اللهُ َعلَْيه َو َسل َم ،-وروحه بعد واحدة ،يف الْيَ َقظَة ،جبسد النيب َ -
الْ َمْب َعث ،أم كانا يف املنام ،بالروح دون اجلسد .وإىل الرأي األول ذهب
ت عليه ظواهر نيَ ،وتَ َو َارَد ْ
مجهور علماء الْ ُم َحدثني ،والفقهاءَ ،والْ ُمتَ َكلم َ
األخبار الصحيحة.
ولن نطيل الوقوف عند احلديث شرحا وحتليال؛ ألن ذلك ليس مما نعتمد
هاهنا ،وإمنا سنُل ُّم به إملاما ،يوضح جممل معناه؛ إذ كان شرحه وحتليله
مما ال يتسع له صدر هذا املقرر؛ ألنه يقتضي الرجوع إىل الروايات
املختلفة ،ودراستها واملوازنة بينها ،ودراسة آراء العلماء واحملدثني يف
صحة بعض الروايات واألحاديث ،والتعريج على بعض القضايا اليت ال
هتمنا هاهنا.
لقد فتح احلديث للمسلمني بابا على أمور من عامل الغيب ،ما كانوا
يعرفون عنها شيئا ،كمنازل األنبياء يف السماوات ،وبعض ما يف
السماوات من املخلوقات ،كاألهنار ،وقصور اللؤلؤ والزبرجد ،ومكان
الكوثر ،وبعض صفاته ،وإن كان ذلك مما عرض له احلديث بغاية
اإلجياز .ولعل مما أراد اهلل -تعاىل -بالعروج بالنيب -صلى اهلل عليه
154
إطالعه على عظيم قدره عنده ،ومنزلته يف َ وسلم -إىل السماوات
األنبياء ،فضال عما أراد من إطالعه على ما شاء من آياته الكربى ،وهو
الغرض الرئيس ،كما يبدو من قوله -تعاىل ( :-سبحان الذي أسرى
بعبده ليال من املسجد احلرام إىل املسجد األقصى الذي باركنا حوله لنريه
من آياتنا).
وقد اختلفت روايات احلديث فيما عرضت له من األمور ،فذكر
بعضها ما مل يذكر بعض ،ولكن الرواية اليت بني أيدينا خلت من كثري
من القصص اجلانبية اليت وردت يف غريها من الروايات ،كاملشاهد اليت
مر -النيب صلى اهلل عليه وسلم -بأصحاهبا ،وهم يعذبون عذابا يالئم
املعصية اليت كانوا يرتكبون يف الدنيا ،كقوله -صلى اهلل عليه وسلم:-
ض شفاههم مبقاريض من نار، ي يب على قوم تُ ْقَر ُُسر َ
مررت لَْي لَةَ أ ْ
" ُ
يل :هؤالء خطباء من أهل الدنيا مم ْن كانوا يأمرون فقلتَ :م ْن هؤالء؟ ق َ
الناس بالْرب وينسون أنفسهم ،وهم يتلون الكتاب ،أفال يعقلون" ،وقوله:
ي يب على قوم بطوهنم كالبيوت ،ف َيها احليات تَُرى م ْن "أَتيت ليلة أ ْ
ُسر َ
خارج بطوهنم ،فقلتَ :م ْن هؤالء يا جربيل؟ قال :هؤالء أَ َكلَةُ الربَا".
لكن الرواية اليت بني أيدينا أعرضت عن تلك املشاهد ،وهي مشاهد من
اإلسراء ،أي إن النيب -صلى اهلل عليه وسلم -رآها وهو يف طريقه إىل
املسجد األقصى ،واقتصرت الرواية اليت بني أيدينا من اإلسراء على
155
وغسله مباء زمزم ،وحشوهمبتدئه من مكة ،وما سبقه من شق الصدرْ ،
باإلميان واحلكمة .وإن كان ما ورد يف أول احلديث من أمر شق الصدر
ليس من حديث اإلسراء ،يف احلقيقة ،وإمنا هو من حديث آخر ،خلطه
راوي احلديث حبديث اإلسراء" ،وهو املشهور الصحيح" ،كما قال
القاضي عياض .وإمنا كان ُش ُّق صدر النيب -صلى اهلل عليه وسلم -وهو
رضيع عند حليمة السعدية ،يف أول عامه الثالث ،ومل يشق ليلة اإلسراء.
وإذا صح ذلك كان احلديث الذي بني أيدينا مقصورا على املعراج
دون اإلسراء ،وكان ما يفهم من ظاهره أن املعراج كان من مكة ،ومل
يكن من بيت املقدس ،على خالف ما ورد يف روايات أخرى ،يبدو أهنا
متممة هلذه الرواية .ويبدو أن حوادث املعراج كانت أكثر مما ورد يف
احلديث ،كما يفهم من قول اهلل -تعاىل( :-ولقد رآه نزلة أخرى عند
سدرة املنتهى عندها جنة املأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ
البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكربى) ،لكن احلديث اقتصر
على ما كان للنيب -صلى اهلل عليه وسلم -من احلوادث مع بعض
األنبياء؛ ولعل ذلك م ْن أن ما أراه اهلل من اآليات كان خاصا به ،وليس
مما أُمر بتبليغه ،أو احلديث عنه .وكان ما كان بينه وبني األنبياء موجزا،
ال يتجاوز ذكر السماء اليت فيها النيب ،وسالمه عليه ،وترحيبه به ،وقوله:
"ن ْع َم اجمليء جاء" ،أي :جاء ،فَن ْع َم الْ َمجيءُ جميؤه .وهو يدل على
156
حفاوة األنبياء به ،وتعظيمهم إياه ،وأهنم هم واملالئكة كانوا على علم
عرج به إىل السماء ،كما يبدو من سؤال به ،ومبقامه عند ربه ،وأ ْن سيُ َ
ث إليه؟ .وهو مما أراد اللهَ إطال َعه عليه ،إذ عرج به إىل املالئكةَ :وقَ ْد بُع َ
السماوات.
وأطول حوار بينه وبني األنبياء ما كان بينه وبني موسى -عليه
السالم -من حضه على مراجعة اهلل يف عدد ما فرض من الصلوات؛ إذ
فت م َن الصلَ َوات ما َملْ تُ َكل ْ
كان موسى ذا جتربة ،وكانت أمته قد ُكل َف ْ
أمة َغْي ُرَها ،فَثَ ُقلَت عليها ،فأشفق َعلَى أُمة سيدنا ُحمَمد -صلى اهلل عليه
وسلم -من مثل ذلك .هذا إىل ما أشار إليه موسى -عليه السالم -من
أن أمة سيدنا حممد -صلى اهلل عليه وسلم -أضعف من بين إسرائيل،
نصح موسى - وإذا عجز األقوى ،كان األضعف أعجز .وكان ذلك من ْ
عليه السالم -هلذه األمة ،وإشفاقه عليها .وكان ختفيف اهلل عن هذه
األمة دليال على لطفه هبا ،وتفضيله إياها على سائر األمم ،إذ جعل ما
فرض عليها أقل ،وثوابه أعظم.
ومما هو جدير بالتأمل ما ورد يف احلديث من أن النيل والفرات يف
َصل س ْد َرة املْنتَ َهى ،يف
السماء الدنيا ،كما يف هذه الرواية ،وينبعان من أ ْ
ُ
الس َماء الساب َعة ،كما هو املشهور .ومنابع النهرين معروفة ،وهي -
كغريها من منابع أهنار الدنيا -يف األرض كلها ،وليس يف األرض هنر
157
ينزل من السماء .وقد محل بعض العلماء هذا الكالم على ظاهره ،كما
ي ،إذ قال" :إن أصل النيل والفرات من اجلنة ،وإهنما خيرجان فعل الن َوو ُّ
ث شاء اهلل ،مث ينزالن إىل من أصل سدرة املنتهى ،مث يسريان َحْي ُ
األرض ،مث يسريان فيها ،مث خيرجان منها ،وهذا ال مينعه العقل ،وقد
شهد به ظاهر اخلرب ،فَ ْليُ ْعتَ َم ْد" ،غري أنه -إن كان ال خيالف العقل-
خيالف احلس ،وخمالفته إياه جتعله بعيدا ،وال سيما أن احلديث ليس
قطعي الداللة على هذا املعىن .وقال القاضي عيَاض إن احلديث يدل
على أن أصل سدرة املنتهى يف األرض؛ ألنه قال إن النيل والفرات
خيرجان من أصلها ،ومها باملشاهدة خيرجان من األرض ،فيلزم منه أن
يكون أصل السدرة يف األرض .وإذا كان النيل والفرات خيرجان من
األرض باملشاهدة ،فإن سدرة املنتهى ليست يف األرض باملشاهدة ،وإمنا
هي يف السماء ،كما ورد يف احلديث؛ فينبغي أن حيمل احلديث على
يب ،فقد قال" :إمنا أُطْل َق َعلَى
معىن ال خيالف املشاهدة ،كما فعل الْ ُق ْرطُ ُّ
َهذه األَنْ َهار أَن َها م َن اجلنة تشبيها هلا بأهنار اجلنة؛ ل َما فيها من شدة
العذوبةَ ،واحلُ ْسن والربكة" .وقَ َال بعض العلماء إن من املمكن أن يكون
امسَ ْي النيل والفرات املعروفني يف الدنيا. يف اجلنة هنرين ،يوافق امسامها ْ
وقال ابن كثري إن كلمة "عنصرمها" الواردة يف احلديث يراد هبا "مادهتما،
أو شكلهما ،وعلى صفتهما ونعتهما" ،وقال إن املراد باألهنار اليت ذُكر
158
أهنا يف اجلنة (النيل والفرات ،وسيحون وجيحون) أهنا تشبه أهنار اجلنة يف
صفائها ،وعذوبتها ،وجرياهنا ،وأهنا من جنسها يف هذه الصفات
وحنوها ،وهو كاحلديث" :العجوة من اجلنة" ،أي تشبه ُثر اجلنة؛ ال أهنا
جمتناة منها ،فإن احلس يشهد خبالف ذلك ،فتعني أن املراد غريُه .ومثل
هذا قوله -صلى اهلل عليه وسلم" :-شدة احلر من فيح جهنم" ،أي من
جنسه ،وإذا صح ذلك انتفت خمالفة ظاهر احلديث للحس ،وصار
معناه أن صفة النهرين اللذين يف اجلنة كصفة النيل والفرات ،ال أن
النهرين عينيهما ينبعان من اجلنة ،وال أهنما من أهنارها حقيقة؛ فإن أصل
منبعهما معروف يف األرض.
159
تمرين
س 1ما الفر بني اإلسراء واملعراج ،ومن أين بدأ كل منهما ،وإىل
انتهى؟.
س 2مب كان اإلسراء واملعراج :بالروح واجلسم معا ،أم بالروح دون
اجلسم؟
س 3يفهم من ظاهر احلديث أن املعراج كان من مكة ،ومل يكن من
بيت املقدس وضح حقيقة ذلك ،وبني سبب ذكر شق الصدر يف أول
احلديث.
س 4ورد يف أول سورة اإلسراء سبب باإلسراء بالنيب -صلى اهلل عليه
وسلم ،-بني ذلك ،مستدال عليه من السورة.
س 5ورد يف احلديث أن النيل والفرات هنران من أهنار اجلنة .ماذا يراد
بأهنما من أهنارها؟ بني ذلك بالتفصيل.
س 7من النيب كان سبب ختفيف الصالة ،ونقصها من مخسني صالة إىل
مخس صلوات؟ وملاذا مل يُش ْر غريه من األنبياء على النيب -صلى اهلل
عليه وسلم ،-بسؤال اهلل التخفيف؟
س 8استخرج ما يف احلديث من العدد ،وبني ُييزه ،وسبب تذكريه أو
تأنيثه.
س 8أعرب ما فو اخلط من احلديث.
160
()1
ثالثا -الشعرد البيضاء ملصطفى لطفي املنفلوطي
ت يف رأس ي ش عرةً بيض اءَ، باح الي وم أم َام امل رآة ،فَلَ َم ْح ُ
ررت ص َ
م ُ
تلك اللمة السوداء ،ملع ا َن ش رارة ال رب يف الليل ة الظلم اء .رأي ت تلمع يف َ
ُ
ت ملرآه ا ،كأمن ا ُخي َل إيل أَهن ا س ٌ
يف الش عرة البيض اء يف مفرق ي؛ فا ْرتَ ْع ُ
ول ،ج اءَ م ن يض ،حيملُ هُ رس ٌ
ج ردهُ القض اءُ عل ى رأس ي ،أو َعل ٌم أب ُ
أس قات ل ،ع رض دون األم ل ،أو الغي ب ،يُن ذ ُرين ب اقرتاب األج ل ،أو ي ٌ
ج ذوة ن ارَ ،علق ت بأه داب حي ايت علوقَه ا باحلط ب اجل زل ،وال ب د هل ا،
ط
مهم ا ترفق ت يف مش يتها ،وات أدت يف مس ريها أن تبل غ م داها ،أو خ ي ٌ
( )1ولد مصطفى لطفي املنفلوطي عام 1293ه ،مبنفلو من أعمال أسيو ،من أسرة
حسينية ،فحفظ القرآن يف املكتب ،مث درس إىل األزهر .وكان كاتبا مطبوعا ،يتنكب
الصنعة ،ومل يكن يقلد أحدا .وكتب أصنافا من النثر ،كاملقالة ،والقصة القصرية .أشهر
مؤلفاته :النظرات ،والعربات ،ويف سبيل التاج ،وخمتارات املنفلوطي من أشعار املتقدمني
ومقاالهتم .وترجم عن الفرنسية "الفضيلة" ،و"جمدولني" ،و"الشاعر" ،وهي روايات .وتويف
عام 1924م.
161
م ن خي و الكف ن ال ذي تنس جه ي د ال دهر ،وتع ده لباس ا جلث يت عن د م ا
جتردها من لباسها يد الغاسل.
بياض ا أَش بَهَ بالس واد م ن بياض ك ،وال
ت ً أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ ،م ا رأي ُ
ت م ن أجل ك ك ل بي اض، ب إىل الظلم ة م ن ن ورك .لق د أبغض ُ نُ ًورا أَقْ َر َ
ت في ك ك ل س واد اض القم ر ،وك ل ن ور ح ىت ن َور البص ر ،وأحبب ُ ح ىت بي َ
ظالم الوجدان.
حىت سو َاد الغربان ،وكل ظالم حىت َ
ليت شعري من أي نافذة َخلَصت إىل رأس ي؟ أَي تُها الشعرةُ البيضاءَُ ،
ويف أي مس لك م ن مس الك ال دهر مش يت إىل فَ ْودي؟ .أَي تُه ا الش عرةُ
دين
اب ل ك املق ُام يف ه ذه األرض املوحش ة ال يت ال جت َ البيض اءُ ،كي ف ط َ
كيف مل يَُر ْع قلبُك ملنظ ر ه ذا
يساهرك؟ و َ
ُ جليسا
نيسا يسام ُرك؟ وال ً فيها أ ً
بصرك ىف هذا الظالم القاَت؟.
ش ُ الليل الفاحم ،ومل يَ ْع ُ
يت ب أمرك ،وبَعلَ ت حبمل ك( ،)1وأص بحت أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ ،لقد َعي ُ
رف وج هَ احليل ة يف البُ ْع د عن ك ،والف رار م ن وجه ك :ال ينفعُ ين ال أع ُ
ني أَ ْن تع ودي إلي ه ،وال نزع ك م ن مكان ك؛ ألن ك ال تلبث َ مع ك أ ْن أ َ
تنص لي .وألين ال ني أَ ْن ُ
يُنق ُذين من ك أ ْن أ ْخض بَك بالس واد؛ ألن ك ال تلبث َ
ب أَ ْن أَمج َع عل ى نفس ي ب ني مص يبتني :مص يبة الش يب ،ومص يبة أُح ُّ
الكذب.
162
أَي تُه ا الش عرةُ البيض اءُ ،خيي ُل إيل ،وأن ا أنظ ر إلي ك ،أَن ك م ن ذوات
احليلة والدهاء ،والكيد واخلبث ،وأنك هتمس ني يف آذان أخوات ك الس ود
الل وايت جبانب ك ،حت اولني إغ راءَ ُهن بالتش بُّه ب ك ،وال رتدي بردائ ك ،وك أين
ب ك وق د أش علت يف ه ذه البيئ ة اهلادئ ة املطمئن ة حربً ا ش عواءَ ،وفتن ةً
ك فيه ا القاع ُد
امح بالنابل ،والدارع باحلاسر ،ويهل ُ ط فيها الر ُ عمياءَ ،خيتل ُ
وم والظ املُ .إن ك ان ه ذا مص َريك ،فس يكو ُن ش أنُك ش أ َن ائم ،واملظل ُ والق ُ
ذل ك الس ائح األب يض ال ذي ين زل بأم ة ال زنج مستكش ًفا ،فيص بح
لما ويفارقه ا حربًا ،فأس أل اهلل لرأس ي العافي ة مستعمرا ،ويدخل أرضها س ً ً
من ك ،وألم ة ال زنج الس المة م ن ص احبك .فكالمه ا مش ؤوم الطلع ة ىف
مقامه وارحتاله ،وكوكب النحس ىف وقوفه وتسياره.
أيته ا الش عرة البيض اء ،م ا أن ت؟ وم ا ش أنك؟ وم ا ُوف ودك إيل؟ وم ا
أين اس تئذانمكان ك م ين؟ وم ا مقام ك عن دي؟ إن كن ت ض ي ًفا ف َ
نذيرا ،فأنا أعلم من امل وت
وجتمله ،وتودده؟ وإن كنت ً الضيف ،وتلطفهُّ ،
وش أنه م ا ال أحت اج مع ه إىل ن ذير .فل م يب َق إال أَ ْن تك وين أوق َح اخلالئ ق
وجه ا ،وأص لبَها خ ًدا .وأن ك ق د نزل ت م ن الس ماجة والفض ول منزل ةً ،ال ً
تلج ك ل ُج ْح ر م ن أجح ار اهل وام شبيها إال تلك احليةَ اليت ُ
أرى لك فيها ً
واحلش رات ،تع ُّده جحره ا ،وحتس بُهُ بيته ا .أَيبل ُغ ب ك الش أ ُن وأن ت ال يت
األمثال بدقتها وخفائها ،ويبعثون املالقط واملقاريض وراءه ا ،ف ال َ يضربون
يكادون يعرفون السبيل إىل مدارجها ومكاهنا ،أن ُلئ ي م ن الرع ب قلبً ا،
هم املسد ُد؟
السيف اجملرُد ،وال الس ُ
ُ ال يروعُهُ
163
ت ب ه إلي ك يف أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ ،هل ل ك أن تتج اوزي عم ا أس أ ُ
ت أَن ك ت إىل نفس ي ،فعلم ُ إطال ة عْتب ك ،واس تثقال ظل ك ،فلق د رجع ُ
كرم اخلالئق عن دي ،وأعظَ ُمه ا ش أنًا يف عي ين .هنيئً ا ل ك رأس ي َمص ي ًفا،أ ُ
رحا! فأن ت رس ول امل وت ال ذي م ا ومر ًتع ا ،وهنيئً ا ل ك ف ودي َم ر ًادا ومس ً
زل ت أطلب ه ،من ذ عرفت ه ،ف ال أج د ل ه س بيال ،وال أع رف ل ه رس وال .م ا
نعم بش بابه؛ ال ذي حيملُ ه ل ك ىف ص دره م ن احلق د واملوج دة رج ٌل مل ي ْ
فيح زن عل ى ذهاب ه ،ومل ي ذ ح الوة ال دنيا؛ فيج زع مل رارة املم ات ،ومل
يابسا؟
عودا ًيستنشق نسمات السعادة غصنًا رطبًا؛ فيأسى عليها ً
م ا ال ذي ينقم ه م ن ش ؤونك رج ل ،يعل م أن ك وح ي اآلم ل ال ذي يبش ره
بق رب النج اة م ن حي اة ،ل يس فيه ا م ن الس عادة واهلن اءة إال حلظ ات
قليلة ،يكدرها ما حييط هبا من اهلموم واألحزان ،كما تكدر أنفاس احل زن
يس ك ُّل م ا أع ُّدهُ علي ك م ن ال ذنوب أَن ك طليع ةُ احل ارة ص فحة امل رآة .أل َ
ص ين م ن منظ ر ه ذا الع امل اململ وء بالش رور وت ه و ال ذي خيل ُ امل وت ،وامل ُ
ألفتحه ا
ض عي ين في ه إال َ واآلثام ،احلافل باآلالم واألسقام؟ الذي ال أغم ُ
در بص ديقه ،وأخ خي و ُن أخ اه ،وعش ري ،حي د ُد أنيابَ هُ؛ عل ى ص ديق ،يغ ُ
رتح
ليمض َغ عش َريهُ ،وغ ين ،يض ُّن عل ى الفق ري بفت ات مائدت ه ،وفق ري ،يق ُ
وملك ال يفر ُ بني رعيته يظفر بأمنيتهَ ،
على الد ْهر حىت بلغة املوت ،فال ُ
طرم حق ًداوماشيته ،ومملوك ال ميي ُز بني ُم ْل ك املَل ك وربوبيت ه ،وقل وب تض ُ
عل ى غ ري طائ ل ،ونف وس ،تتف اك ق تالً عل ى ل ون حائ ل ،وظ ل زائ ل،
ك وج ًدا عل ى ن ار حترقُه ا ،وأني اب ُزقُه ا،وغ رض باط ل ،وعق ول ،تتهال ُ
164
وعيون حائرة يف رؤوس طائرة ،تنظُُر ،وال ترى شيئًا مم ا حوهل ا ،وتلم ُع وال
أمامها .إ ْن كان ه ذا ه و ظ اهَر ذنب ك عن دي ،فاس تكثري بصر ما َ تكاد تُ ُ
من ذنوبك ،فإين لك م َن الغافرين.
أَي تُه ا الش عرةُ البيض اء ،مرحبً ا ب ك الي َ
وم ،ومرحبً ا بأخوات ك غ ًدا ،ومرحبً ا
ك الغرف ة
هبذا القضاء املختبئ وراءَك ،أو الكامن يف أطوائ ك ،ومرحبً ا بتل َ
ث ال أمس ُع ح ىت دوي س فيه ا بنفس ي ،م ن حي ُ اليت أَخل و فيه ا ب ريب ،وآنَ ُ
غبار الوقائع.
املدافع ،وال أرى حىت َ
أه ال بواف دة للش يب واح دة وإن ت راءت بش كل غ ري م ودود
165
عرض ونقد
تصرم طور
الشعرة البيضاء كناية عن باكورة الشيب ،وما تؤذن به من ُّ
من أطوار احلياة ،هو أحبها إىل النفس؛ ألنه طور اإلقبال ،والصحة
والفتوة ،ونزول طور آخر ،بضده يف ذلك كله ،إنه طور الشيخوخة ،وما
تصرم العمر ،وقُ ْرب األجل، وهن ،وما يؤذن به من ُّ يصاحبه من إدبار و َ
وو ْشك الرحيل إىل الدار اآلخرة .وهذا املعىن الذي يالزم الشيخوخة يف
أذهان الناس هو سبب احلزن الشديد ،والبكاء الطويل على الشباب يف
أشعار الشعراء ،مما أبان عن بعضه أبو العتاهية يف قوله الشهري:
القضيب
ُ يعرى من الور يت من الشباب ،وكنت غُصنًا كما َ َعر ُ
النحيب
ُ ت على الشباب بدمع عيين ،فما نفع البكاءُ وال وحن ُ
ُ
املشيب!
ُ فعل
فأخربه مبا َ
َ فياليت الشباب يعود يوما؛
وقد أبان أول املقالة عن ارتياع الكاتب من رؤية أول شعرة بيضاء
برأسه ،إذ كانت -على صغرها ،وعدم اكرتاث الناس هبا -حدثا جلال
يف حياته؛ ألهنا نذير املوت:
أعظم حادث مما ميَُُّر على اجلبل ْه
املوت ُ
و ُ
ألنه هناية اإلنسان ،يف احلياة الدنيا ،وإن كان يعتقد أنه بداية حياة
أخرى ،قد تكون خريا منها ،غري أن اعتقاده ذلك ال يزهده يف الدنيا،
وال حيبب إليه االنتقال منها إىل الدار األخرى ،أما أوال فألنه مل يرها،
والناس أعداء ما جهلوا ،وأما ثانيا ،فالعتقاده أن ما يرتك وراءه يف
الدنيا ،من أهل ،وأحباب ،ومتاع ،ال يعوضه ما جيد يف تلك ،وأما ثالثا،
166
فلما دون تلك الدار من هول املوت والقرب ،واملصري الذي جيهله وجيهل
حقيقته .من أجل ذلك كان املوت يف ثقافات الناس قرين االنتهاء إىل
العدم احملض ،وإن كان يف عقيدة املسلمني ،كما قال املعري:
ُخل َق الناس للبقاء ،فضلت أمةٌ حيسبوهنم للنفاد
إمنا يُن َقلُون من دار أعمال إىل دار شقوة أو رشاد
ومما يدل على هذه احلقيقة ما أبان عنه املنفلوطي من بغض الشعرة
البيضاء يف مقالته هذه ،وهو ب ْغض ،جتاوزها إىل كل شيء جتمعها وإياه
صفة ،كالبياض والنور ،وإن كان هذان -يف األصل حبيبني إليه وإىل
غريه من الناس ،كبياض القمر ،ونور البصر ،وحبب إليه كل ما بضد
لوهنا ،وإن كان -يف األصل -بغيضا إليه وإىل غريه من الناس ،كسواد
الغربان ،وظالم الوجدان .وهو يدل على أشد ما يُتخيل من بُ ْغض
الشعرة البيضاء ،وما ترمز إليه من املعاين اليت أشرنا إليها ،وإن كان
البياض يف نفسه أحب األلوان إىل الناس؛ ألنه رمز النقاء ،والطهر،
كره من هذه والسمو ،واجلالل ،واجلمال ،والضياء ،إخلُّ ،
وضد ما يُ َ
وغريها من األشياء واخلالل.
وإمنا كان امتعاضه من الشيبة األوىل على هذا الوجه ألهنا طليعةٌ ملا
بعدها ،ومقدمة له ،فلذلك يكون هلا من األثر يف النفس ما ال يكون ملا
بعدها ،ومن دأْب املصيبة األوىل أن هتون ما يليها ،وجتعل وقعه على
النفس أيسر.
وبعد أن أبان عما أبان عنه من تلك الكراهية أخذ يؤنب الشعرة
167
صت إليه ،ورضيت باإلقامة به على حلوهلا برأسه ،ويتعجب :كيف َخلَ ْ
غريبة بني شعره األسود الذي ليس فيه ما يشاكلها .وأخذ يفكر يف
حيلة ،ختلصه منها ،مما حيتال به الناس لسرت الشيب ،كالنتف،
واخلضاب ،فإذا هي حيل قصرية العمر ،وال تلبث الشيبة أن تكشفها،
بالعفاء ،إن نُت َفت ،والنصول ،إن ُخضبت ،هذا إىل أَنَفه من أن جيمع
بني منقصتني :الشيب والكذب .من أجل ذلك آثر االستسالم هلا ،وأال
ينازعها ما أرادت برأسه ،وأن خيلي بينها وبينه ،تصيب منه ما تشاء،
ستفعل به ما يفعل "السائح" األوريب
ُ يشق عليه ،ولعلمه بأ ْن
على ما ُّ
بإفريقية ،يدخلها مستكشفا ،فيما يُري أهلَها ،وإمنا هو طليعة احتالل،
يدخل س ْلما ،مث ال خيرج إال حبرب .وإمنا خص "السائح" األوريب الذي
حيتل إفريقية ،دون "السائح" األوريب الذي حيتل غريها من البالد ملا بني
لونه والشيبة من توافق يف البياض ،وبني إفريقية وسائر شعره من توافق يف
السواد ،مث ما ينتهي به َم ْن نزل به الشيب من ضعف ووهن وما تنتهي
به البالد اليت حيتلها األوريب من فساد.
مث ينتقل إىل عتاب الشعرة البيضاء ،فيقول إهنا ،إن كانت ضيفا ،فقد
نزلت به من غري استئذان وال تلطُّف ،كما يستأذن الضيف ويتطلف قبل
نذير املوت ،فهو يعلم من أمر املوت ما يغنيه عنها. النزول ،وإن كانت َ
فما هي -إذن -إال نازل وقح ،صليب الوجه ،ال يشبه إال احلية اليت
عجب مما تبلغ الشيبة من تلج جحور اهلوام واحلشرات ،وتعدُّها بيتها .ويَ َ
إرعاب الشجعان الذين ال تروعهم السيوف اجملردة ،وال الرماح املسددة،
168
على أهنا مضرب املثل يف الضعف واخلفاء .وإمنا ذلك كنايةٌ عن سطوة
املوت الذي هي مقدمته ونذيره ،وليس للموت مدفع( :فإذا جاء أجلهم
ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون).
مث انتقل من العتاب ،والتسخط ،واالستثقال ،واهلجاء إىل ضد ما
كان فيه ،فرحب بالشيبة ،من غري توطئة ،وأراها االستبشار مبقدمها،
وهنأها باحملل الذي نزلت به من رأسه؛ ألهنا رسول ربه إليه بوشك
الرحيل من احلياة ،أصل البالء ،ومصدر الشقاء ،ومنبت اهلموم
امرأً مثله ،مل ينعم بشباب ،وال ذا حالوة الدنيا، واألحزان .فقال إن َ
وال استنشق نسمات السعادة ،جلدير بأال جيزع من املوت ،أو يأسى
على شباب مل ينعم به ،أو يأسف على حياة ،مل يذ منها إال زقومها،
كل ذنبها إليه أهنا نذير خالص من عامل الشرور وأال يضيق ذرعا بشيبة ُّ
واآلثام واآلالم واألسقام .وإن ذنبًا هذه عاقبته جلدير بأن يَستكثر منه،
وجدير من يأتيه بالصفح والغفران.
ٌ
وختم املقالة بضد ما بدأها به :الرتحيب بالشعرة البيضاء ،ومبا يتبعها من
أخوات ،وباملوت الذي خيتبئ وراءها .وإذا كان خوف املوت سبب قالَه
الشعرة البيضاء يف أول املقالة ،فهو سبب حبه إياها يف آخرها .وقال إن
ضجعته يف القرب ،ال يسمع ،وال يرى ،حبيبة إليه؛ ألهنا تنقذه من عامل
ليس فيه إال اهلم واحلزن .وليس بني مقدمة املقالة وخاُتها تناقض ،وال
تغري يف النظر إىل الشيب ،وإمنا كان أوهلا بيانا لرأْي الناس يف الشيب، ُّ
وآخرها بيانا لرأيه هو فيه ،ويف املوت واحلياة واألحياء.
169
ومضمون الشق األول من املقالة مبثوث يف أشعار األوائل ،كقول
املتنيب:
َحس ُن فعالً منهُ بالل َمم يف أ َ يف أَ َمل بَرأسي َغ َري ُحمتَشم َو َ
الس ُ ض ٌ َ
َسوُد يف َعيين م َن الظُلَم نت أ َ ياض لَهُ ألَ َ دت بَياضاً ال بَ َ ابعد بَع َ
وقول أيب إسحا اإللبريي:
ب للرحيل ت لَهُ :تَأَه ْ ت نَصيلي فَ ُق ْل ُ وخطَ ْ
ت ب َشْيبة َ ص ْر ُبَ ُ
ليل عليك مْنها فَ َما يف الشيب ،وحيك من قليل! وال يَ ُهن ال َق ُ
ك طَلُّها قَ ْب َل اهلُُمول َصابَ َ
ت عيناك ُم ْزنَا أ َ صَر ْ
َوَك ْم قَ ْد أَبْ َ
الصْبح َْجيلو سو َاد اللْيل كالسيف الصقيل ط ُّ ت َخْي َ وكم َعايَْن َ
عث بالسيول وال َْحتق ْر بنُذر الشيب و ْاعلَ ْم بأَن ال َقطَْر يَْب ُ
وقول اآلخر:
الحت بعارضي ْ وزائرة للشيب
من احلْتففبادرُهتا بال َقطف َخوفاً َ
استطلت َوَوحديت
َ ضعفي فقالت على َ ْ
يلحق اجليش من َخلفي ويد َك حىت َ ُر َ
يك إال عن قَريب فأقبلت فلم ُ
مجيع الرأس ُرغما على أنفي وعمت َ
وه ذا مع ىن قولن ا إن الش ق األول م ن املقال ة مب ني ع ن رأي الن اس يف الش يب،
وهل ذا ك ان ه ذا الش ق ذهني ا ،يع ول عل ى م ا يع رف م ْن رأي غ ريه يف الش يب،
واملوت ،وما حيفظ من أشعار األول ني يف ذل ك ،ومل تك ن في ه نظ رة تأملي ة ،كم ا
170
مل يك ن في ه م ا ه و ص ادر ع ن جترب ة ش عورية ،وإمن ا ك ان اعتم اده أن ينث ر م ا
ورد جمم ل م ا يع رف م ن آراء الن اس ،م ن غ ري أن حض ره م ن أق وال الش عراء ،وي َ
يزيد على ذلك .وملا كان الشق اآلخر مبينا عن رأيه هو ،كان أمثل م ن األول،
وكانت التجربة الشعورية فيه أظهر ،وآثارها يف املقالة أحسن.
وق د أب ان املنفل وطي يف ه ذه املقال ة ع ن ش عور إنس اين أص يل ،ه و بغ ض
املوت ،وح ب احلي اة ،والتعل ق هب ا ،والض يق بك ل م ا ي ؤذن بالرحي ل منه ا ،وه ذا
س ر إعج اب م ن يعج ب هب ذه املقال ة أكث ر م ن إعجاب ه بأس لوب الكات ب،
وكيفي ة تناول ه الفك رَة ،فق د ذك ر فيه ا كث ريا م ن اخل واطر ال يت ختط ر للن اس ،إذا
الح الش يب برؤوس هم ،فك أن م ا ق ال لس ا ُن ح اهلم ،قب ل أن ينتق ل إىل ذك ر
سروره هو بالشيب ،وسروره به كناية خمالفته إياهم فيما يرون.
ويتس م أس لوب مص طفى لطف ي املنفل وطي -يف اجلمل ة -ب اجلودة ،وأن ه
أس لوب مطب وع ،ل يس في ه ص نعة وال تكل ف ،وم أتى م ا في ه م ن مش اكلة
أس اليب الق دامى م ن ثقافت ه ،وه ي ثقاف ة عربي ة خالص ة ،فق د حف ظ الق رآن يف
صغره ،وتعل م يف األزه ر ،وكان ت ل ه عناي ة بالعربي ة وآداهب ا ،ومل يك ن يع رف لغ ة
أجنبي ة ،م ع أن ه اطل ع عل ى بع ض م ا ت رجم م ن األدب األوريب إىل العربي ة ،وال
سيما األدب الفرنسي ،كما تدل على ذلك ترمجت ه بع ض الرواي ات الرومانس ية،
وه ي رواي ات ،ترمجه ا ل ه بع ض أص دقائه ،مث ص اغها بأس لوبه .وم ن وازن ب ني
أسلوبه يف هذه املقالة واألساليب اليت كانت متبع ة قبل ه ،وج د بينه ا فرق ا كب ريا،
هو أن املنفلوطي ختلص من أغالل الصنعة اللفظية اليت كانت تفسد النث ر عل ى
عه ده ،وقب ل عه ده ،وك ان ه ذا ال تخلص س ر إعج اب م ن أعج ب ب ه م ن
171
معاص ريه ،كم ا ك ان م ذهب الب ارودي يف الش عر س بب إعج اب معاص ريه ب ه،
ول ذلك ش بهه أمح د حس ن الزي ات يف الكت اب بالب ارودي يف الش عراء ،فكالمه ا
"أحيا وجدد ،وهنج وعبد ،ونقل األسلوب من حال إىل حال".
وم ن آث ار الطب ع وإرس ال ال نفس عل ى س جيتها قل ة التجوي د والتنق يح يف
املقالة ،كاإلطناب الذي ليس حتته كبري فائدة ،وه و غ ري قلي ل يف املقال ة ،كقول ه
ت يف رأس ي ش عرًة بيض اءَ، باح الي وم أم َام امل رآة ،فَلَ َم ْح ُ
ررت ص َ-م ثال" :-م ُ
تتلك اللم ة الس وداء ،ملع ا َن ش رارة ال رب يف الليل ة الظلم اء ،...فا ْرتَ ْع ُتلمع يف َُ
يف ج ردهُ القض اءُ عل ى رأس ي ،أو عل م أب يض، ملرآه ا ،كأمن ا ُخي َل إيل أَهن ا س ٌ
حيمل ه رس ول ج اء م ن ع امل الغي ب ،يُن ذ ُرين ب اقرتاب األج ل" ،وك ان يغ ين ع ن
ه ذا أن يق ول" :نظ رت الي وم يف امل رآة ،فرأي ت ش عرة بيض اء ،تلم ع يف ش عري
األس ود (أو :مل يت الس وداء) ،مل ع ال رب يف الليل ة الظلم اء ،فارتع ت هل ا ،وخي ل
إليه ا أهن ا س يف ،س له القض اء عل ي ،أو ن ذير ،ين ذرين ق رب الرحي ل" .وم ا زاد
على هذا فمن الفض ول ،كاس تعماله :ال رأس ،واللم ة ،واملف ر ،والف ود ،وأح دها
يغ ين عنه ا مجيع ا ،إذ اس تعملها اس تعمال املرتادف ات ،وإن مل تك ن مرتادف ة يف
احلقيق ة؛ ف إن اللم ة ه ي الش عر ،جي اوز ش حمة األذن ،والف ود جانب ا ال رأس،
واملفر وسطه.
وال تتضح فائدة تشبيهه الشعرة البيضاء بالعلَم األبيض يف هذا السيا ،فإن
العل م األب يض إمن ا يُْرفَ ع إي ذانا باالستس الم يف املعرك ة ،وال معرك ة هنال ك وال
ب ال ذي ظه رت يف ول ،ول يس الكات َ استس الم ،وال س يما أن ال ذي حيمل ه رس ٌ
رأسه هذه الشعرة ،إذ لو كان الكاتب هو حامل ه جل از أن ُحيم ل ذل ك عل ى أن
172
معركته يف احلياة قد انتهت ،وآن له أن يستعد للرحيل منها ،كما يستعد املهزوم
لرتك ساحة القتال .وقد كان أبل غ م ن تش بيه الش عرة برس ول حيم ل راي ة بيض اء،
أن تش به بالن ذير ،كم ا فع ل اهلل يف قول ه( :وج اءكم الن ذير) ،ول و فع ل لك ان يف
التعب ري تلم يح إىل اآلي ة ،فيجم ع حينئ ذ ب ني أس لوبني بالغي ني ،مه ا االس تعارة،
والتلميح.
ول ،ج اءَ م ن الغي ب" ،فل يس في ه كب ري وم ن الفض ول أيض ا قول ه" :حيملُ هُ رس ٌ
فائدة ،إذ كان جميء النذير من قبل اهلل أمرا متعينا.
وقد نزع التجرد من التجربة الشعورية بالشق األول من املقال إىل الغفلة عن
مع ىن م ا يق ول ،أحيان ا ،فوق ع يف اخلُل ف م ن حي ث ال ي دري ،كقول ه م رة إن
الشعرة كانت يف ملته ،ومرة يف مفرق ه ،وم رة يف ف وده ،وه ي خمتلف ة ،وك ان ينبغ ي
أن يقتصر على أحدها .وهلذا داللة نفسية ،هي أنه يتحدث عن الفكرة حديثا
ذهني ا ،وال يتح دث ع ن جترب ة ،وم ن الع ادة أن يك ون يف احل ديث ع ن التجرب ة
من الدقة والصد ما ال يكون يف الكالم الذهين ،إذ ك ان مب ىن الك الم ال ذهين
على الثقافة ،واملتابعة فيما جرت ب ه الع ادة ،ول ذلك يكث ر في ه اخلط أ ،كم ا ق ال
أبو نواس:
وصفت الشيء مت ًبعا مل ختلل من زلل ومن وهم َ وإذا
ومن آثار الطبع ،وقلة التجويد أيضا ما يف املقالة من عبارات ضعيفة،
مجع على نفسي بني مصيبتني :مصيبة الشيب، حب أَ ْن أَ َ
كقوله" :وال أُ ُّ
ومصيبة الكذب" .فتسمية الكذب مصيبة من كالم العامة ،وإمنا
173
الكذب منقصة ،فإن أراد املشاكلة بينها وبني الشيب مسامها منقصتني،
ومها بتلك التسمية أوىل من أن يسميا مصيبتني.
َيبلغ بك الشأ ُن،
وحيتاج بعض املقالة إىل صقل وهتذيب ،كقوله" :أ ُ
األمثال بدقتها وخفائها ،ويبعثون املالقط واملقاريض
َ وأنت اليت يضربون
وراءها ،فال يكادون يعرفون السبيل إىل مدارجها ومكاهنا؟ أن ُلئي من
هم املسد ُد" .إذ ال خيفى ما
السيف اجملرُد ،وال الس ُ
ُ الرعب قلبًا ال يروعُهُ
فيه من ضعف وفضول .وما ينبغي أن يكون قوله" :رأيت الشعرة
سيف جردهُ ت ملرآها ،كأمنا ُخي َل إيل أَهنا ٌ البيضاء يف مفرقي؛ فا ْرتَ ْع ُ
مام املرآة،
صباح اليوم أ َ
َ مررت
القضاءُ على رأسي ،"...بعد قولهُ " :
تلك اللمة السوداء ،ملعا َن
تلمع يف َ
ت يف رأسي شعرًة ،بيضاءَُ ، فَلَ َم ْح ُ
شرارة الرب يف الليلة الظلماء"؛ ألن معىن العبارتني واحد ،واجمليء هبما
معا ،على هذا الوجه ،من الفضول .وما أدري أهكذا كانت املقالة يوم
كتبها املنفلوطي ،أم هو خلل اعرتاها من الطبع .فإن كانت على حاهلا
كما كتبها ،فهو من الفضول الذي قد رأينا ،وهو يصد ما قال أمحد
حسن الزيات من أن املنفلوطي مل يكن واسع العلم بلغته ،وال قوي
البصر بأدهبا" ،لذلك جتد يف تعبريه اخلطأ والفضول ،ووضع اللفظ يف
غري موضعه ... ،ومل يتوفر على حتصيل علوم الشر ،ومل يتصل اتصاال
مباشرا بعلوم الغرب ،لذلك تلمح يف تفكريه السطحية والسذاجة
174
واإلحالة" .ومما يصد هذا ما يف املقالة من خمالفات لغوية ،كاستعماله
ظرف زمان ،يف قوله" :وتُعدُّه لباسا جلثيت عند ما جتردها من "عند" َ
لباسها يد الغاسل" .و"عند" ال تكون ظرف زمان إال إذا أضيفت إىل
اسم زمان ،حنو" :عند الصباح حيمد القوم السرى" ،فإن مل تضف إليه
يقرتح على
كانت ظرف مكان .واستعماله "حىت" يف قوله" :وفقري ُ
أمسع حىت دوي يظفر بأمنيته" ،وقوله" :ال ُ الد ْهر حىت بلغة املوت ،فال ُ
غبار الوقائع" ،فاستعمال "حىت" هاهنا غري املدافع ،وال أرى حىت َ
صحيح ،وإمنا هو أثر من آثار العامية ،وإمنا الصحيح أن يقول يف العبارة
األخرية -مثال :-ال أمسع صوتا ،حىت دوي املدافع ،وال أرى شيئا ،حىت
بغضت من أجلك غبار الوقائع" ،كما قال هو يف هذه املقالة" :لقد أ ُ
حببت فيك
نور البصر ،وأ ُ بياض القمر ،وكل نور حىت َكل بياض ،حىت َ
ظالم الوجدان".
كل سواد حىت سو َاد الغربان ،وكل ظالم حىت َ
ومل حيسن الكاتب التخلص من غرض املقالة األول إىل غرضها
الثاين ،وليس ما مهد به لالنتقال مقنعا ،كقوله :أَي تُها الشعرةُ البيضاءُ،
ت به إليك يف إطالة عْتبك ،واستثقال هل لك أن تتجاوزي عما أسأ ُ
كرم اخلالئق عندي، فعلمت أَنك أ ُُ رجعت إىل نفسي،
ُ ظلك ،فلقد
وأعظَ ُمها شأنًا يف عيين .هنيئًا لك رأسي ُمضي ًفا ،ومر ًتعا ،وهنيئًا لك
ومسرحا" .ورمبا كان خريا من هذا أن يقول :ولكن أيتها ً فودي مر ًادا
175
ليس فيها من
الشعرة البيضاء ،ألست برسول ريب بقرب النجاة من حياة َ
السعادة إال حلظات قليلة ،يكد ُرها ما حييط هبا من اهلموم واألحزان؟ ما
ينعم بشبابه؛ فيحزن علىرجل مل ْ
الذي حيملُه لك ىف صدره من احلقد ٌ
ذهابه ،ومل يذ حالوة الدنيا؛ فيجزع ملرارة املمات ،ومل يستنشق
نسمات السعادة الثاين"...؛ فهذا خري من تلك املقدمة اليت ال يفهم
منها أن ما قال قبلها رأي الناس ،وأن ما صار إليه هو رأيه هو ،أو أن
وجه من وجوه القضية ،وما قال بعدها وجه آخر ،هو أوزن ما قال قبلها ْ
الوجهني ،يف رأيه ،وأجدرمها بأن يَعتد به رجل مثله ،مل يعرف من احلياة
ما يدعوه إىل التعلق هبا .مث إن رجوعه إىل نفسه ،وعلمه أَهنا أ ُ
كرم اخللق
عليه ،وأعظَ ُمه شأنًا يف عينه ينبغي أن يكون رأيا يراه ،ومذهبا يتقلده
قبل أن يفكر يف كتابة املقال ،أو -يف األقل -مما انتهى إليه حني هم
بكتابة املقال ،وفكر يف القضية اليت سيديره عليها ،وقبل أن يشرع يف
كتابته ،وليس شيئا بدا له بعد أن قال يف الشعرة البيضاء ما قال يف
صدر املقال.
غري أن املقالة- ،على ما فيها -جيدة ،وقد أحسن فيها املنفلوطي،
وأجاد التعبري عما جيد ،وجيد الناس كلهم من الفزع من الشيب ،وما
يوحي من قرب الرحيل ،ومن أمجل ما قال فيها تشبيهه الشيب باألوريب
176
إذ يروم احتالل إفريقية ،وما حيتال به من خدع خيدع هبا أهلها حىت ييلغ
منهم ما أراد .
177
تمرين
س 1هل ترى أن املنفلوطي تناقض ،إذ أظهر من السخط على الشعرة
البيضاء يف صدر املقالة ما أظهر ،مث ختمها بالرتحيب هبا؟ وضح ذلك
بالتفصيل.
س 2يفهم من املقالة أن املنفلوطي -على عكس الناس -كان كارها
للحياة ،مياال إىل املوت :اذكر من املقالة ما يدل على ذلك.
س 3مل تسلم مقالة املنفلوطي هذه من الفضول ،وضح ذلك بأمثلة
منها.
س 4يف املقالة ما يدل على أن الكاتب مطبوع ،ومل يكن ينقح ما
يكتب ،وال يعتين بتجويده .بني ذلك بالتفصيل.
س 5املنفلوطي يف الكتاب كالبارودي يف الشعراء ،ما معىن ذلك؟.
س 6اكتب مقالة نقدية قصرية ،تقوم فيها مقالة "الشعرة البيضاء".
س 7استخرج األفعال املؤنثة يف هذه العبارة ،وبني حكم تأنيثها ،مع
حقدا على غري طائل ،ونفوس، تضطرم ً
ُ ذكر السبب ..." :وقلوب
تتهالك
ُ تتفاك قتالً على لون حائل ،وظل زائل ،وغرض باطل ،وعقول،
وجدا على نار حترقُها ،وأنياب ُزقُها ،وعيون حائرة يف رؤوس طائرة، ً
أمامها .إ ْن كان
بصر ما َ
وتلمع وال تكاد تُ ُ
تنظُُر ،وال ترى شيئًا مما حوهلاُ ،
178
ظاهر ذنبك عندي ،فاستكثري من ذنوبك ،فإين لك م َن
هذا هو َ
الغافرين".
س 8أعرب ما فو اخلط.
179
()1
ثالثًا -ذكرى المولد ألمحد شوقي
(ُ )1ولد أمحد شوقي بالقاهرة عام 1287ه ،وترىب يف قصر اخلديوي إمساعيل ،والتحق
مبدرسة احلقو ،مث بعثه اخلديوي توفيق إىل فرنسة ليدرس هبا .له ديوان شعر بعنوان
"الشوقيات" ،وجمموعة من املسرحيات الشعرية والنثرية ،منها :مصرع كليوباترا ،وجمنون ليلى،
وقمبيز ،وعلي بك الكبري .بايعه شعراء العرب عام 1927أمريا للشعر ،وتويف بالقاهرة عام
1351ه .
( )2ارتب الصيب :رباه.
180
إىل األَكواخ َواختَ َر َ القبابا أَ َمل تَ َر ل َلهواء َجرى فَأَفضى
محى كسرى َكما تَغشى اليَبابا مس يف اآلفا تَغشى الش َ َوأَن َ
َويَشفي من تَلَعلُعها الكالبا()1 ُسد منهُ َوأَن املاءَ تُروى األ ُ
الرتابا
الرسل ُ َوَوس َد ُك ْم َم َع ُ َو َسوى اهللُ بَينَ ُك ُم املنايا
َ
َدنا من ذي اجلَالل فَكا َن قابا تيما
َرس َل عائالً من ُك ْم يَ ً َوأ َ
َو َسن خاللَهُ َوَهدى الشعابا َسبيالً يب الرب بَي نَهُ نَ ُّ
فَلَما جاءَ كا َن َهلُ ْم َمتابا الناس فيه
ُ عد عيسى تَ َفر َ بَ َ
َكشاف من طَبائعها الذئابا َوشايف النَفس من نََزعات َشر
لحق غابا َوكانَت َخيلُهُ ل َ َوكا َن بَيانُهُ ل َلهدي ُسبالً
مرَة األَرض اغتصابا َخذنا إ َأَ َو َعل َمنا بناءَ املجد َحىت
َ
الدنيا غالبا ؤخ ُذ ُ َولَكن تُ َ يل املطالب بالتَ َمين َوما نَ
ُ َ
قدام كا َن َهلُ ْم ركاباإذا اإل ُ َوما استعصى على قوم منال
بَشائ ُرهُ البَوادي َوالقصابا ت َجتَلى َمول ُد اهلادي َو َعم ْ
يَ ًدا بَيضاءَ طَوقَت الرقابا نت َوهب ت ل َلربية ب ُ َوأَ َ
سد ْ
ات الشهابا السماو ُ
َكما تَل ُد َ نريا
ض َعتهُ وهاجا ُم ً لََقد َو َ
بال َمكةَ َوالنقابا يُضيءُ ج َ نورا
قام َعلى َمساء البَيت ً فَ َ
فاح القاعُ أَرجاءً َوطابا َو َ ب ال َفيحاءُ مس ًكا ضاعت يَثر ُ َو َ
181
يل انتسابا
يد أَن َ ك بَ َ مبَدح َ زت قَدري
جاو ُ
الزهراء قَد َ أَبا َ
ذك لَهُ كتابا إذا َمل يَتخ َ ف البَال َغةَ ذو بَيان
فَما َعَر َ
السحابا
دت َ ك اقتَ ُ
حني َم َدحتُ َ
فَ َ درا
دت قَ ً
كني فَز ُ
ت املال َ َم َدح ُ
عرض ونقد
هذه األبيات من قصيدة طويلة ألمحد شوقي ،عدهتا واحد وسبعون
بيتا ،جعل عنواهنا "ذكرى املولد" ،فمولد النيب -صلى اهلل عليه وسلم-
إذن هو املناسبة اليت قيلت فيها ،وكان احلديث عنه هو غرضها الرئيس،
لد النيب -
وإن كان أكثر أبياهتا يف احلكمة والتأمل ،وما نال منها مو ُ
صلى اهلل عليه وسلم -ومناقبه إال عشرين بيتا ،أي أقل من ثلثها.
واألبيات اليت اقتصرنا عليها من القصيدة تدور على فضل العلم ،وأثره
يف تغيري الشعوب ،ون ْقلها من حال إىل حال ،وما ميكن أن يسمى
اشرتاكية أمحد شوقي ،ومولد النيب -صلى هلل عليه وسلم ،-وبعض
مناقبه.
ففي البيت األول يقول إن اهلل -تعاىل -أمر برب اليتامى ،واإلحسان
إليهم ،وحبهم وتربيتهم ،وعدم إمهاهلم؛ فإن برهم وتربيتهم وتعليمهم قد
تنقلهم من طور إىل طور يكونون فيه علماء أجالء ،ورجاال أفذاذا،
182
وأبطاال عظاما ،يقودون اجليو ،وينفعون قومهم ،ويكونون فخرا هلم،
ولو ُوكلوا إىل أنفسهم ،فلم ُحي َسن إليهم ،ومل يربوا ،ومل يعلموا ،لكانوا
مصدر أذى وعيب لقومهم .مث ذي َل األبيات اليت ذكر فيها ذلك ببيت،
حض فيه على تعليم النشء ،لعل تعليمهم خيرج منهم جيال حيدث
العجب العجاب .وهو إذ يقول هذا كأمنا ينظر إىل ما صنع العلم
باألمم ،وما أتاح هلا من التمكن يف األرض ،واالرتفا بالكون ،بعد ما
كانت فيه من جهل ومخول .وحيض يف مقابل ذلك على جتنيب الشباب
اليأس؛ ألنه يعطل امللكات ،ويفين الطاقات ،ويغري باالستسالم للبؤس،
فهو كاملوت.
مث يعرض ما يرى من مذهبه االشرتاكي يف املال ،فيقول إن اهلل تعاىل
أراد املال ش ْركة بني الناس ،وهو -وإن فضل بعضهم على بعض يف
الرز -هنى عن البخل ،وأمر باإلحسان إىل الفقراء ،حىت ال يبقى يف
الناس حمتاج ،ومل َْحيرم ُجمدا أن جيين ُثرة جده ،أي إنه أتاح لكل امرئ أن
يبلغ من الغىن ما استطاع ،ومل ينس مصابا وال شقيا ،وإمنا أمر باإلفضال
عليهم ،واإلحسان إليهم .ولو امتثل الناس أمره ،ومل يبخلوا مبا آتاهم من
فضله ،ما كان فيهم غاضبون على القدر؛ أن مل يسو بينهم وبني
األغنياء .وهؤالء البخالء مبا آتاهم اهلل قد تعب أمحد شوقي يف لومهم،
وسئم الوعاظ قبله وعظَهم ،فلم يؤثروا فيهم ،ولو خطب مبا وعظهم به
183
خطيب يف اجلماد لفجر فيه الينابيع العذبة ،يريد أن قلوهبم أقسى من
اجلماد ،وأنه ينتفع بالوعظ أكثر مما تنتفع ،كأمنا يشري إىل قول اهلل -
تعاىل -يف بين إسرائيل( :مث قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كاحلجارة
أو أشد قسوة وإن من احلجارة ملا يتفجر منه األهنار وإن منها ملا يشقق
فيخرج منه املاء) .مث ذكر بعض ما خلق اهلل مشرتكا بني اخللق ،ومل
خيصص به غنيا دون فقري ،كأمنا يريد أن يقيم بذكره احلجة على صحة
مذهبه يف اشرتاكية املال ،كاهلواء ،فهو جيري يف األكواخ كما جيري يف
القصور ذات القباب ،أي يتساوى فيه الغين والفقري ،والشمس ،فهي
تضيء قصور كسرى كما تضيء األرض اليباب ،واملاء ،فهو شركة بني
الكالب واألسود .وجعل الشر -أيضا -شركة بني املخلوقات ،كما
جعل اخلري شركة بينها ،فقد سوى بني األحياء يف املوت ،والدفن يف
الرتاب ،ومل يستثن منه األنبياء ،على أهنم أكرم اخللق عليه .وسوى بينهم
يف إرسال الرسل ،ومل يرسلهم إىل بعض الناس دون بعض ،كما بعث
النيب -صلى اهلل عليه وسلم -إىل الناس كافة ،ومل يتخذه من األغنياء،
وإمنا اختذه من الفقراء ،وأنزله -مع ذلك -من الشرف منزلة مل ينزهلا
أحدا من خلقه.
وجعل هذا مناسبة للحديث عن سريته -صلى اهلل عليه وسلم،-
وذ ْكر مناقبه .فقال إنه -صلى اهلل عليه وسلم -بني سبيل الرب ،وسن
184
خالله ،وهدى الناس ،ومجع اهللُ عليه َمن تفر بعد عيسى -عليه
السالم -من أهلل امللل ،فكان دليلَهم إىل اهلل ،وتابوا على يده مما كانوا
فيه من الشرك ،مع أن هداية الناس ،وشفاءهم من نزعات الشر كشفاء
الذئاب من طبائعها ،غاية يف الصعوبة .وكانت بالغته -صلى اهلل عليه
وسلم -وسيلة هداية للخلق ،ودليلهم على اهلل ،وخيله كالغابة يأوون
إليها ،فتظلهم ،وحتميهم .وعلم أمته بناء اجملد ،فسادت الدنيا جبدارة،
وغالبت أهل األرض فغلبتهم ،وكذلك املطالب ،إمنا تنال باملغالبة ،ال
بالتمين .ومن استصحب اجلد واإلقدام مل يستعص عليه نيل مطلب.
مث انتقل من مآثره -صلى اهلل عليه وسلم -ومناقبه إىل مولده ،وهو
الغرض الذي بىن عليه القصيدة ،فقال إن البشارة مبولده عمت البوادي
والعواصم ،وإن أمه آمنة ،إذ ولدته ،أسدت إىل الربية يدا طوقت رقاهبا،
وقد ولدته وهاجا منريا ،كما تلد السماوات الشهب ،فكان نورا فو
الكعبة ،يضيء جبال مكة وطرقها ،وفاح مسكه من املدينة املنورة
وأوديتها وأرجائها وطاب .وقال يف األبيات الثالثة األخرية إنه جاوز
قدره ،إذ مدحه -صلى اهلل عليه وسلم ،-أي إنه نال من الشرف مبدحه
فو قدره ،مع أن له فو ذلك الشرف انتسابا إىل أمته .أي إنه مجع
شرفني ،شرف اإلميان به واالنتساب إىل ملته ،وشرف مدحه .وإن امرأ،
يتعاطى البيان ،مل يتخذ كالمه كتابا ،يتعلم منه ،ما عرف البالغة .ووازن
185
يف البيت األخري بني مدحه امللوك ومدحه النيب -صلى اهلل عليه وسلم-
،فقال إن مدحه امللوك زاد قدره ،أما مدحه النيب -صلى اهلل عليه
وسلم -فمكنه من قيادة السحاب ،أي إنه رفع قدره ،وأحله من السمو
منزلة ،كىن عنها باقتياد السحاب.
واحلكمة هي الغرض الغالب على القصيدة كلها ،وما قال فيها هو
أمثلها ،فقد كان خالصة جتربته وتأمله يف احلياة ،كما كان أكثرها بيانا
أوجزه ،ولذلك جرى جمرى األمثال ،يف تداوله ،وكثرة التمثل عما أراد ،و َ
به ،كقوله:
وما نيل املطالب بالتمين ولكن تؤخذ الدنيا غالبا
وشعر احلكمة أقرب أنواع املنظوم إىل النثر؛ لتجرده من العاطفة واخليال،
واعتماده تقرير احلقائق مبعزل عن الشعور .ويصد هذا على جل أبيات
القصيدة ،وال سيما األبيات اليت اقتصرنا عليها هاهنا ،وإن اشتملت
على بعض الصور البيانية التشبيهية ،غري أهنا صور ،أكثرها معهود يف
الشعر العريب ،وليس فيها جديد؛ وكثرة وردوها يف الشعر أفقدهتا الطرافة
والغرابة ،ومها شر اإلبداع .وأمثل صور األبيات اليت بني أيدينا قوله:
ات الشهابا السماو ُ
َ نريا َكما تَل ُد ض َعتهُ وهاجا ُم ًلََقد َو َ
أما ما عدا ذلك ،فليس فيه جديد ،وال ُيُّز.
186
تمرين
س 1حلل القصيدة حتليال موجزا ،تبني فيه أهم ما اشتملت عليه من
معان وأغراض.
س 2استدل أمحد شوقي لصحة رأيه يف االشرتاكية بأدلة من الطبيعة
كثرية ،اذكرها بإجياز.
س 3يرى بعض النقاد أن شعر احلكمة ليس بشعر،ملَ؟ وما الدليل عليه،
من هذه القصيدة.
س 4اكتب مقالة نقدية موجزة ،تقوم فيها قصيدة أمحد شوقي هذه.
س 5أعرب ما فو اخلط.
187