You are on page 1of 2

‫تعريف الفرقة لغة واصطالحا والفرق بين الفرقة واإلفتراق‬

‫بحث في مادة‪ :‬الفرق‬

‫إعداد‪ /‬أحمد عبد الحميد مهدي‬


‫كلية العلوم اإلسالمية ‪ -‬قسم الدعوة‬
‫جامعة المدينة العالمية‬
‫شاه علم ‪ -‬ماليزيا‬
‫‪ahmed.mahdey@mediu.ws‬‬

‫ك‪7‬ل ذل‪7‬ك داخ‪7‬ل في المفارق‪7‬ة واأله‪7‬واء‪ ،‬وك‪7‬ل ه‪7‬ذه األص‪7‬ناف ُوج‪7‬دت في أه‪7‬ل‬ ‫خالصة—هذا البحث يتحدث عن تعريف الفرقة لغة واصطالحا والفرق بين الفرقة‬
‫االفتراق واألهواء والفرق المتفرقة المفارقة‪.‬‬ ‫واالفتراق‬
‫والتعريف الشامل لالفتراق‪ :‬هو الخروج عن السنة والجماعة في أصل أو أكثر‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الفرقة‪-‬االفتراق‬
‫من أصول الدين‪ ،‬االعتقادية منها أو العملية‪ ،‬أو المتعلق‪77‬ة بالمص‪77‬الح العظمى لألم‪77‬ة‪،‬‬
‫ومنه الخروج على أئمة المسلمين وجماعتهم بالسيف‪.‬‬
‫فالفرقة اصطالحً ا‪ :‬تباعد األمة وتناحرها‪ ،‬وال يتعلق بوجهات النظر‪ ،‬بل يك‪77‬ون‬ ‫‪ .I‬المقدمة‬
‫من الغرور واتباع الهوى‪ ،‬وذلك يؤدي إلى ش‪77‬تات األم‪77‬ة وض‪77‬عفها‪ ،‬وس‪77‬قوطها أم‪77‬ام‬
‫أعدائها‪.‬‬ ‫الحمد هلل الذي خلق اإلنسان وعلمه البي‪77‬ان وفض‪7‬له على س‪77‬ائر األن‪77‬ام والص‪77‬الة‪،‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الفرق بين الفرقة واالختالف‪:‬‬ ‫وقسم الناس بالرأي وميزهم بالعقل فرقا ً تتواصل وال تختل‪77‬ف وتتق‪77‬ارب وال تتن‪77‬ازع‪،‬‬
‫إن الفرقة داء قتَّال‪ ،‬وطاعون خبيث؛ ال ثمرة لها إال تحطيم الحضارات وإتالف‬ ‫والسالم على سيدنا محمد النبي األمي وعلى آله وأصحابه الكرام أما بعد فهذا البحث‬
‫الجهود‪ ،‬وتبديدها وتهيئتها للزوال واالن‪77‬دثار‪ ،‬وس‪77‬ائلوا الت‪77‬اريخ عن ض‪77‬ياع األن‪77‬دلس‬ ‫يتحدث عن تعريف الفرقة لغة واصطالحا والفرق بين الفرقة واالفتراق‬
‫قدي ًما‪ ،‬وفلسطين حديثًا‪ ،‬وما يقع في أفغانستان‪ ،‬وما حل باألمة في كل جي‪77‬ل وعص‪77‬ر‬
‫ومصر؟ سيجيبكم‪ :‬أن السبب الرئيس في ذلك كله هو الفرق‪7‬ة؛ فبس‪77‬ببها تض‪77‬يع األمم‪،‬‬ ‫‪ .II‬موضوع المقالة‬
‫وتحل الهزائم‪ ،‬وتذل األمة أم‪7‬ام ع‪7‬دوها؛ ول‪7‬ذلك ك‪7‬ره اإلس‪7‬الم الفرق‪7‬ة باعتب‪7‬اره دينً‪7‬ا‬
‫يدعو إلى الوحدة واالئتالف‪ ،‬والتصافي والترابط‪.‬‬ ‫تعريف الفرقة لغة واصطالحًا‪:‬‬
‫وهذه الفرقة هي فتنة عمل المغرضون على إثارتها‪ ،‬وما دبت في أمة إال غ‪77‬دت‬ ‫معنى الفرقة لغة‪ :‬تكون من الفصل‪ ،‬وتكون من الفرق‬
‫تفق‪77‬دها ك‪77‬ل ش‪77‬يء‪ ،‬بع‪77‬د أن جمعت م‪77‬ا يؤهله‪77‬ا إلى قي‪77‬ادة البش‪77‬رية‪ ،‬والق‪77‬ائمون على‬ ‫وتك‪77‬ون من الفرق‪77‬ة واالف‪77‬تراق ال‪77‬تي هي ض‪77‬د الوح‪77‬دة والتجم‪77‬ع‪ .‬فالفرق‪77‬ة ض‪77‬د‬
‫ترضيتها قوم خبثت نفوسهم؛ لدرجة أن حكم هللا عليهم بالع‪77‬ذاب في ال‪77‬دنيا واآلخ‪77‬رة‪،‬‬ ‫الوحدة‪ ،‬وتفرق ضده تجمع وتوحد وهذا األخير هو مجال بحثنا هنا‬
‫أيض ‪7‬ا فمعن‪77‬اه‪ :‬أن ينهج ك‪77‬ل ش‪77‬خص طريقً‪77‬ا مغ‪77‬ايرً ا‬
‫وأم‪77‬ا الخالف‪ ،‬وك‪77‬ذا االختالف ً‬ ‫واالفتراق في اللغة خالف االجتماع‬
‫لآلخر في حاله أو قول‪7‬ه‪ ،‬والخالف أعم من الض‪7‬د؛ ألن ك‪7‬ل ض‪7‬دين مختلف‪7‬ان‪ ،‬وليس‬ ‫والتف‪77‬رق واالف‪77‬تراق س‪77‬واء‪ ،‬ومنهم من يجع‪77‬ل التف‪77‬رق لألب‪77‬دان واالف‪77‬تراق في‬
‫ك‪77‬ل مختلفين ض‪77‬دين‪ ،‬ول‪77‬ذلك ف‪77‬الخالف من‪77‬ه المحم‪77‬ود والم‪77‬ذموم‪ ،‬واالختالف علمي‬ ‫الكالم‪ ،‬يقال‪ :‬فرقت بين الكالمين فافترقا‪ ،‬وفرقت بين الرجلين فتفرقا‪.‬‬
‫ونظري‪ ،‬وكالهما ال ي‪7‬ؤدي إلى تف‪7‬رق الجماع‪7‬ة‪ ،‬وال يم‪7‬زق وح‪7‬دة المس‪7‬لمين؛ وألن‬ ‫نخرج من هذه المعاني‪ :‬أن الفرقة ضد االجتماع‪ ،‬وخالفه‪.‬‬
‫االختالف يتعل‪77‬ق ب‪77‬الفروع وال يك‪77‬ون في األص‪77‬ول األساس‪77‬ية‪ ،‬ويك‪77‬ون في مس‪77‬ائل‬ ‫والفرقة في االصطالح‪ :‬تطلق على أمور‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫االجتهاد التي ال نص فيها؛ مثل وجهات النظر بين الناس‪ ،‬وهذا النوع من االختالف‬ ‫أواًل ‪ :‬التف‪77‬رق في ال‪77‬دين واالختالف في‪77‬ه وه‪77‬و االختالف في األص‪77‬ول‪ ،‬وه‪77‬و‬
‫جائز؛ ألنه اختالف تنوع ال اختالف تضاد‪ ،‬ولكنه إذا أدى إلى تفرق المسلمين؛ فإن‪77‬ه‬ ‫اختالف التضاد المؤدي إلى التنازع في الدين‪ ،‬والخروج عن السنة‪.‬‬
‫يدخل ضمن االختالف المذموم‪.‬‬ ‫أمر يقتض‪7‬ي الخ‪7‬روج عن أص‪7‬ولهم في‬ ‫ثانيًا‪ :‬االفتراق عن جماعة المسلمين في ٍ‬
‫والخالف في الف‪7‬روع أم‪7‬رٌ واق‪7‬ع؛ وق‪7‬ع بين الص‪7‬حابة دون أن يف‪7‬رق كلمتهم‪ ،‬أو‬ ‫االعتقاد‪ ،‬أو الشذوذ عنهم في المناهج‪ ،‬أو الخروج على أئمتهم‪ ،‬أو اس‪77‬تحالل الس‪77‬يف‬
‫يمزق َوحدتهم‪ ،‬ومنه ما وقع في حياة النبي وما وقع بعد وفاته أيضً ا‪ ،‬ومثال ما ك‪77‬ان‬ ‫فيهم‪ .‬فمن فعل من ذلك شيًئا فهو مفارق‪ ،‬ومنه قوله‪(( :‬من فارق الجماعة ش‪77‬برً ا فق‪77‬د‬
‫في حياته اختالفهم في فهم حديث‪(( :‬ال يصلين أحدكم العصر إال في بني قريظة))‪.‬‬ ‫خلع ربقة اإلسالم من عنقه))‪ ،‬ولفظ مسلم‪(( :‬من خرج من الطاعة وف‪77‬ارق الجماع‪77‬ة‬
‫ومما وقع بعد وفاته خالفهم في تغسيل النبي بثيابه أم ت‪7‬نزع عن‪7‬ه‪ ،‬وك‪7‬ذا مك‪7‬ان‬ ‫ثم مات؛ مات ميت‪77‬ة جاهلي‪77‬ة‪ .‬ومن قت‪77‬ل تحت راي‪77‬ة عمي‪77‬ة يغض‪77‬ب للعص‪77‬بية‪ ،‬ويقات‪77‬ل‬
‫دفنه‪ ،‬واختالفهم فيمن يتولى الخالفة من بعده‪...‬‬ ‫للعصبية؛ فليس من أمتي‪ .‬ومن خرج من أمتي على أم‪7‬تي يض‪7‬رب بره‪7‬ا وفاجره‪7‬ا‪،‬‬
‫وقد توالت االختالفات دون أن تنال من وحدة األمة‬ ‫وال يتحاشى من مؤمنها‪ ،‬وال يفي بذي عهدها؛ فليس مني))‪.‬‬
‫وقد ذكر الحديث أصنافًا من المفارقين الخارجين وهم‪:‬‬
‫المفارقون للجماعة‪.‬‬
‫والخارجون من الطاعة‪.‬‬
‫المراجع والمصادر‬ ‫والخارجون على األمة بالسيف‪.‬‬
‫والمقاتلون تحت راية عمية‪ ،‬وهو األمر األعمى ال‪7‬ذي ال يس‪7‬تبين وجه‪7‬ه‪ ،‬ومن‪77‬ه‬
‫األش عري أب و الحس ن األش عري‪ ،‬مق االت اإلس الميين واختالف‬ ‫‪.1‬‬ ‫قت‪77‬ال العص‪77‬بية‪ ،‬وقت‪77‬ال الفتن‪77‬ة‪ ،‬ومن‪77‬ه القومي‪77‬ات والش‪77‬عارات والقبلي‪77‬ات والحزبي‪77‬ات‬
‫المص لين‪,‬تحقي ق‪ :‬محم د محي ال دين‪ ،‬طبع ة مكتب ة النهض ة المص رية‪,‬‬ ‫ونحوها‪.‬‬
‫‪1950‬م‬
‫قريش عمر بن عبد العزيز قريش‪ ،‬أصول الفرق اإلسالمية‪,‬مطبع ة حن ون‬ ‫‪.2‬‬
‫للطباعة‪2001 ,‬م‬
‫الجهني مانع بن حماد الجهني ‪,‬الموس وعة الميس رة في األدي ان والم ذاهب‬ ‫‪.3‬‬
‫واألح زاب المعاص رة‪ ,‬مراجع ة وإش راف‪ ،‬دار الن دوة العالمي ة للطباع ة‬
‫والنشر والتوزيع‪1418 ,‬هـ‬
‫الع ربي أب و بك ر بن الع ربي‪ ،‬العواص م من القواصم‪,‬دار الكتب الس لفية‪,‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪1405‬هـ‬
‫عمر بن عب د العزيز‪ ،‬ط اعون العصر‪ :‬الفرق ة بين المس لمين وعالجه ا في‬ ‫‪.5‬‬
‫كتاب رب العالمين‪,‬دار االستقامة‪1996 ,‬م‬
‫البغ دادي عب د الق اهر البغ دادي‪ ،‬ال َف رْ ُق بين الفِ رَ ِق‪ ,‬وبي ان الفرق ة الناجي ة‬ ‫‪.6‬‬
‫منهم‪,‬تحقيق‪ :‬طه عبد الرءوف سعد‪ ،‬دار الحلبي‪1988 ,‬م‬
‫الش كعة مص طفى الش كعة‪ ،‬إس الم بال م ذاهب‪,‬مص طفى الش كعة‪ ،‬ال دار‬ ‫‪.7‬‬
‫المصرية اللبنانية‪1996 ,‬م‬
‫الزي ني محم د حس ين الزي ني‪ ،‬الش يعة في الت اريخ‪,‬ب يروت‪ ،‬دار اآلث ار‪,‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪1979‬م‬
‫الس الوس علي أحم د الس الوس‪ ،‬م ع الش يعة االث نى عش رية‪,‬الدوح ة‬ ‫‪.9‬‬
‫قطر‪،‬طبعة دار التقوى للنشر والتوزيع ودار الثقافة‪1997 ،‬م‬
‫س عد ال دين الس يد ص الح‪ ،‬الف رق والجماع ات المعاص رة وج ذورها‬ ‫‪.10‬‬
‫التاريخية‪,‬مكتبة الصحابة ‪1993‬م‬
‫الدميجي عبد هللا بن عمر ال دميجي‪ ،‬اإلمام ة العظمى‪,‬الري اض‪ ،‬دار طيب ة‬ ‫‪.11‬‬
‫للنشر والتوزيع‪1409 ,‬هـ‬
‫االشعري أبو الحسن األشعري‪ ،‬اإلبانة في أصول الديانة‪,‬مكتبة دار البيان‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪1981‬م‬
‫الموسوي موسى الموسوي‪ ،‬الشيعة والتصحيح‪,‬دار المسيرة‪1986 ،‬م‬ ‫‪.13‬‬
‫محمد أبو زهرة‪ ،‬تاريخ المذاهب اإلسالمية‪,‬مكتبة الحقيقة‪1989 ،‬م‬ ‫‪.14‬‬
‫مزروع ة محم ود محم د مزروع ة‪ ،‬ت اريخ الف رق اإلس المية‪,‬دار المن ار‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪1991‬م‬

You might also like